31
1 عمـار صالـح الكت ــــــخضب ا ا ـــ ر أخطاء تنظيري في التة وفشلجمل ة بال طبيق أو الد( عة إلى الفوضى الس عوة المقن سية والت يا مز ي وتعدجتماع ق ا) لهة د ا دار حـــــرب

الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

1

عمـار صالـح

رـــاب األخضــــــالكت

طبيقة بالجملة وفشل في الت أخطاء تنظيري

أو

د اآللهة (ق االجتماعي وتعد مز ياسية والت عوة المقن عة إلى الفوضى الس )الد

دار حـــــرب

Page 2: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

2

بســــــم اللــه الرحمـــــان الرحيـــــــم

وأمـــــــرهم شــــــورى بينهـــــــم ... 83الشورى

وشاورهـــــم فـــــي األمـــــــر ... 951آل عمران

تمنع طباعة هذا الكتاب أو ترجمته بدون إذن من المؤلف يحتفظ بصور للمصادر والمراجع المتمثلة في مواقع إلكترونية الواردة بهذا الكتاب

[email protected]ألي إستفسار يرجى اإلتصال :

Page 3: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

3

اإلهــــداء

إلى مسلمي ميانمار وأمثالهم المخذولين أينما كانوا ....

الذين رفعوا هامة األمة ... مقاومةإلى المرابطين بغزة ال

إلى المرابطين بالقدس والمدافعين عن األقصى...

المجاهدين الصادقين أينما كانوا...إلى الموحدين

إلى المتصدين للمشروع الماسوصهيوني أينما كانوا ...

إلى المتصدين إلى المشروع الليبيرالي أينما كانوا ...

إلى أولئك الذين سحقوا نفسيا من أجل المباديء وهم يمشون في

الشارع وال يعلمهم إال هللا ....

Page 4: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

4

المقدمة

مشاكل اإلنسان أينما لجميع 1تقديم الحلول النهائيةالعقيد معمر القذافي حاكم ليبيا سابقا في كتابه األخضر عى إد لقد

أتى على عكس ما نظر إليه وإنتهى األمر يمساعدة الناتو إلى نسف التجربة التي كان يقودها الممارسة واقع كان لكن

األمة وهو ما يدعو إلى البحث عن بعض من أسباب هذه النتيجة المؤلمة والكارثية في وتركها قاعا صفصفا لفائدة أعداء

أركان هذا الكتاب الثالثة التي سنتناولها إن شاء هللا الواحد تلوى اآلخر ، تناول يحت مه من ناحية أولى دافع كشف حقيقة

أين حقق أعلى بعد مقتل مؤلفه بأكثر من عام معرض القاهرة الدولي للكتاب ب 3102في فبرايرهذا الكتاب الذي عرض

المبيعات إلى جانب تداوله على مواقع التواصل اإلجتماعي وإعتقاد البعض بصحة كل ما جاء فيه ، ومن ناحية ثانية :

نفسهم ولخآخرين لاايات ا تخدم في إقامة الحجة على معتنقيه والمدافعين عنه سواء صدقا وقناعة أو تضليال وخداعا أل

اع الكتاب لقد إستط ، عليه نهاية األمر إ ا المشروع الماسوصهيوني بالمنطقة في التشبث بالخطأ وبناء الخيال واألساطير

األخضر التعبير عن بعض المشاكل والمسائل المعروفة في المجال السياسي والحكم الشعبي لدى األغلبية بمقو ات

لكنه فشل في إيجاد األساليب واآلليات القادرة -إلى أن يأتي ما يخالف ذلك -رات براقة منها الخاطئ ومنها السليم وشعا

على تجسيد هذه األفكار و الشعارات وتطويعها إلى واقع يعود بالمنفعة على اإلنسان أينما كان بل العكس من ذلك فقد إنتهت

ر إلى إحتالل أطلسي وفوضى داخلية بعد مدة دامت أكثر من ثلث قرن كانت كفيلة بتعليم التجربة التطبيقية للكتاب األخض

جيلين متتاليين من المواطنين ممارسة السلطة وتوزيع الثروة فيما بينهم قياسا على المدة التي يقضيها الفرد في طلب العلم

حقيق شعار " السلطة والثروة والسالح بيد الشعب " لو أنطلقت حتى يتخرج من الجامعة ، لقد كانت المدة أكثر من كافية لت

األمور من تنظير صحيح وآليات تطبيقية سليمة وعزيمة صادقة ولم تتوقف عند صحة صياغة بعض األفكار والشعارات

ل نظرية هي من كالذي يخلط البعض بينه وبين صحة التنظير لتجسيد تلك األفكار والشعارات أو صحة الممارسة ، فالااية

حل المشاكل وليس حسن صياغة هذه األخيرة في شكل شعارات ، إن العقالء متفقون على أن أحسن طريقة للحكم هي

الحكم الشعبي المباشر )الشورى أو الديمقراطية المباشرة ( لكنهم يفتقدون إلى التنظير واآلليات المناسبة لتجسيد ذلك

من بلدياتها إجتماعات جماهيرية أو %58و الحال في سويسرا التي تنعقد في تقريب بشكل سليم وغير مشوه كما ه

مؤتمرات شعبية سواء قبل صدور الكتاب األخضر أوبعد فشله في تجسيد الحل النهائي ألداة الحكم كما كان يزعم خطأ

اللجان في كل مكان ( أي ا حكم شعبي بدون ذلك .... فالمشكل مثال ليس في شعار ) ا ديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية و

مؤتمرات شعبية وإنما المشكل في إيجاد اآلليات السليمة لتطبيق هذا الشعار إذ أن المؤتمرات الشعبية هي موجودة كما

فعليا يسبق ذكره منذ قليل لكن المشكل في كيفية التنسيق بين هذه المؤتمرات وآليات عملها حتى تعكس القرار الجماهير

في شلت قد فالمجال ا اجتماعي في أو المجال ا اقتصادي في سواء في المجال السياسي أو ، فاآلليات التي طرحها الكتاب

كما برهنت على ذلك يشبه كمن شخ ص المرض بنجاح إلى حد لكنه أعطى الوصفة القاتلة لمعظمها وما حصل مجملها

المجال السياسي الواقع وفي، ففي الشعارات والمقو ات بوليس تطبيق إذ العبرة بالنتائج النتائج التي إنتهى إليها واقع ال

فساد الذمم وبيع وإشتراء هذا إلى جانب إنتهى األمر بالفوضى وعزوف الناس عن حضور جلسات المؤتمرات الشعبية

عاما من بث 38مبادئ ا اقتصاد اإلسالمي بعد إلى محمود تراجع األمر إلى األصوات ، وفي المجال ا اقتصادي إنتهى

ار إفتكاك ممتلكاتهم أمال في تطبيق أفكخاصة نتيجة والتفرقة بينهم لحمتهم ا اجتماعية ضربالحقد بين المواطنين و

دة ع ترحوفي المجال ا اجتماعي وبعض من المجال السياسي ط مثالية ا يستقيم تجسيدها خارج المنظور اإلسالمي

أفكار تدعو بشكل مقنع إلى الوثنية وتعدد اآللهة وتساوى الدين اإلسالمي باألديان المحرفة والوضعية في معرفة الحق من

وتحليل بعض من خلفياتها حاولنا قدر المستطاع التخلص من الذاتية حتى هذه النتيجة المؤلمةأسباب معرفة ول ! الباطل

مناقشة جل األفكار التي طرحها الكتاب األخضر بشكل علمي وموضوعي بعيدا عن األفكار المسبقة والمارضة نتمكن من

:يبعد المقدمة كاآلت المناقشةألن الااية الوحيدة من هذه الدراسة هي إبراز الحقيقة ا غير وهذا قاد إلى ترتيب عناصر هذه

مثالية وآليات فوضويةالركن السياسي للنظرية : سلطة شعبية بأفكار -0

قتصادي للنظرية : التراجع إلى مبادئ ا اقتصاد اإلسالميالركن اإل -3

الركن ا اجتماعي : دعوة مقنعة إلى تعدد اآللهة ورجم بالايب -2

القذافي وموقفه من السنة النبوية ومن التطبيع مع الكيان الصهيوني -4

الخاتمة : القذافي والمشروع الماسوصهيوني العالمي -8

هية ظرية العالمية الثالثفقرات متفرقة من األدبيات الجماهيرية منها الفقرة األخيرة من الركن ا اقتصادي للكتاب األخضر حيث ورد ت الفقرة التالية : " والن عدةكما جاء ب - 1

في يتساوون حيث أحرار فيه الناس كل …الناس كل مجتمع قيام بقصد وا اقتصادية السياسية والهيمنـة وا استاالل وا استبداد الظلم قيود كل من النهائي بالخالص للجماهير بشير " والكامل النهائي ا انتصار الحرية تنتصر لكي والسالح والثروة السلطة

Page 5: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

5

ياسي للنظرية : سلطة شعبية بأفكار مثالية وآليات فوضويةالركن الس

في سويسراخاصة رغم وجودهما الجماهير حكم المؤتمرات الشعبية و ا بد من اإلشارة إلى أن سلطة ءباديء ذي بد

في جزء كبير منه في يعودولفت األنظار إليهما عالميا والتركيز عليهما إبرازهما فضل إ ا أن ومشوه بشكل جزئي

لك عن طريق وذصدقا أو إستعراضا أكان األمر يات سواء بقطع النظر عن الن القذافي حاكم ليبيا سابقا إلى الفترة األخيرة

رد و أن تكون مجسوى بعض المقو ات التي ا تعد الحا ات السياسي في أحسن هركنلم يبقى من كتابه األخضر الذي

انب ج شعارات مفككة وغير قابلة للتنفيذ السليم إلفتقارها إلى اآلليات المناسبة لذلك نتيجة أخطاء في التنظير أدت إلى

من أن التنظير صحيح -سواء عن قصد أو عن غفلة -فشل في التطبيق وهو عكس ما يروج له البعض عوامل أخرى إلى

والتطبيق فقط يتضمن بعض األخطاء ...إن األخطاء التنظيرية تعترض القارئ من أول جملة من الكتاب كما سنرى

. احقا

يتطلب مزيدا من التدقيق والتضبيط عكس ما تبدو عليه من لقد إنطلق صاحب النظرية من عدة أفكار منها ما

إكتمال وقابلية للتطبيق ومنها ماهو على غاية من المثالية ا يمكن للنجاح أن يعاضدها إ ا في حا ات نادرة جدا جدا ،

حكم الشعبي األخضر لتجسيد ال وقبل التعرض إلى البعض من هذه األفكار ا بأس من التذكير بالكيفية التي يبسطها الكتاب

-ر بعدة صيغ سي)المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية( ، بشكل مبهم وقابل للتف و يدعو بالفقرة السادسة منهالمباشر ، فه

يقسم الشعب إلى مؤتمرات شعبية أساسية ويختار كل مؤتمر أمانة له ، ومن مجموع أمانات المؤتمرات إلى : " أو ا ،

تمرات شعبية غير األساسية ... ثم تختار جماهير تلك المؤتمرات الشعبية األساسية لجانا شعبية إدارية لتحل محل تتكون مؤ

اإلدارة الحكومية ، فتصبح كل المرافق في المجتمع تدار بواسطة لجان شعبية" ثم يضيف في نفس الفقرة : " إن ما تتناوله

رسم في صورته النهائية في مؤتمر الشعب العام الذي تلتقي فيه أمانات المؤتمرات المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية ي

يطرح بالتالي على المؤتمرات أو سنويا الشعبية واللجان الشعبية،وإن ما يصوغه مؤتمر الشعب العام الذي يجتمع دوريا

هي ام المؤتمرات الشعبية األساسية. " إذن هذهالشعبية واللجان الشعبية ليبدأ التنفيذ من قبل اللجان الشعبية المسؤولة أم

الصياة النظرية المجملة التي يطرحها حرفيا الكتاب األخضر لتجسيد الحكم الشعبي كما يعتقد وهي صياة وإن كانت

اتتضمن بعض العناصر الضرورية لتجسيد الحكم الشعبي المباشر فإنها تتطلب مزيدا من العناصر األخرى لتيسير تطبيقه

كما تتطلب أيضا مزيدا من الشرح والتفصيل للتعامل مع هذه العناصر حتى ا يبقى تطبيقها مرهون بحضور صاحبها لفك

طالسهما وخاصة خارج ليبيا لإلدعاء بعالمية النظرية ، فالنظرية بشكل عام وفي جميع المجا ات تشبه اآللة التي يجب

يكون الحريف مجبرا على الرجوع إلى منتجها في كل مرة يريد أن ينفذ بها مهمة معية ، بيعها مع دليل إستعمالها حتى ا

وقياسا على هذا فالجانب النظري ألية نظرية أو شعار يجب أن ترافقه طريقة معينة ومحددة لتيسير تطبيقه حتى ا يبقى

و غير األساسية ومؤتمر الشعب العام وإختيار مجرد أمان وأحالم ، فعناصر مثل كل من المؤتمرات الشعبية األساسية

أمنائهم ولجانهم الشعبية وصياغة القرارات فيهن كلها عناصر ضرورية لكنها من جهة أولى غير كافية لوحدها لتجسيد

ة التطبيق إذ ليحتى تكون لها قاب -إن صح التعبير -الحكم المباشر الشعبي كما أنها من جهة ثانية ليس لها دليل اإلستعمال

ويصعب على من لم يعايشوا تجربة سواء في الكتاب األخضر نفسه أو في شروحه أنها غير مشروحة بما فيه الكفاية

التطبيق بليبيا فهم هذا األخير أو تجسيده ، فما يصلح مثال لليبيا في التطبيق عن طريق الخطأ والصواب ا يمكن أن

ية دول العالم ، فلم تشرح النظرية حسب الصياة السالفة الذكر لهؤ اء بالتفصيل عدة نقاط يصلح في جميع الحا ات لبق

منها :

طريقة إختيار أعضاء األمانات واللجان أيضا طريقة ضبط عددهم ومهامهم ، -

أخرى أم ا ؟ وهل مهام المؤتمرات غير األساسية والااية من تكوينها وهل تتفرع عنها أيضا مؤتمرات غير أساسية -

لها أيضا أمانة ولجنة شعبية أم ا ؟

عدد مستويات الهيكلية : هل تتركب دائما من ثالثة مستويات فقط مهما بلغ حجم عدد سكان البالد التي تطبق فيه النظرية -

، وهي : مؤتمرات شعبية أساسية ثم مؤتمرات غير أساسية ثم مؤتمر الشعب العام ؟ ،

أعداد حضور مؤتمر الشعب العام وكم عدد أفراد األمانات عن كل مؤتمرأساسي الذي يجب أن يحضر كيفية ضبط -

مؤتمر الشعب العام ، أهما فردان أم أكثر لقابلية أن تتركب األمانة التي ذكرها التنظير من فرد واحد فأكثر ...

طريقها إلى التنفيذ سواء قطريا أو عالميا دون تركها طريقة تجميع وصياغة قرارات المؤتمرات األساسية لتجد فيما بعد -

كل هذا وزيادة على الرغم من ضرورته اذكروشروحها لم يإلى التخمينات والتطبيق بطريقة الخطأ والصواب ، إن النظرية

به كلما ظهرت عقبة في التطبيق ، عالمية وغير متوقفة على حضور صاحبها لإلستعانةالنظرية القصوى حتى تكون

Page 6: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

6

لسبب أو آلخر فقد أفصح عن بعضه التطبيق الذي إعتمد على عدة وشروحها وأهماله لكن ما أحجمت عن ذكره النظرية

أفكار وآليات منها ما هو مناقض للنظرية في حد ذاتها ومنها ماهو مستقل عنها وفي كلتا الحالتين فقد سفها هذين

البعض من مقو ات النظرية من جهة وعارضا المنطق والحق من جهة أخرى وفي ما يلي البعض ) وليس العنصرين

الكل ( من هذه األفكار واآلليات :

ملة وهي الج) أداة الحكم هي المشكلة السياسية األولى التي تواجه الجماعات البشرية ( عدم صحة القول بأن : أداة الحكم -0

قول غير دقيق وقد أتى ما يصلح بعض من أمره بالفقرة السابعة )شريعة المجتمع ( ن هذا الإذ أاألولى من الكتاب ،

ت لكالتالي : "الشريعة هي المشكلة األخرى المرادفة لمشكلة أداة الحكم والتي لم تحل بعد في العصر الحديث، برغم أنها ح

في فترات من التاريخ. " ، لقد كان حري بالكتاب القول بأن المشكلة األولى التي تواجه الجماعات البشرية هي مشكلة مركبة

عضويا من عنصرين على األقل وهما أداة الحكم وعقيدة الحكم أو الفكر الذي سيحكم أهو وضعي أم إلهي إذ أن

ا يتعداه إلى ماهو الفكر الذي سيحكم به وبالتالي فأول مشكلة تواجه الجماعات المشكل ا يقتصر على من سيحكم وإنم

البشرية هي مشكلة مركبة من عنصرين متالزمين على األقل ا يمكن الفصل بينهما هما أداة الحكم وعقيدتها ، ولعل

دمه تضمين الدساتير للشريعة من عبين األطراف السياسية ببعض دول ما يسمى بالربيع العربي حول الذي دار الصراع

ألكبر دليل على ذلك ، هذا فضال عن الصدامات المسلحة بالعالم اإلسالمي المسمات باإلرهاب .... فتلك الجملة األولى من

ةالكتاب ا تكون صحيحة إ ا في المجتمعات ذات المنهج العقائدي الواحد ، أما المجتمعات ذات العقائد المختلفة فالمشكل

مركبة كما سبق ذكره كان من واجب النظرية التنصيص عليها من البداية !

قرار إلى إتخاذ ال -من ناحية نظرية -: وهي فكرة رئيسية تعوض آلية التصويت المتعارف عليها وتهدف التوافق -3

ي إصدار القوانين ، والتوافق هذا داخل المؤتمرات باإلجماع سواء في عملية إختيار المسؤولين المسماة بالتصعيد أو ف

عملية شبه تعجيزية لصعوبة تحقيقه وذلك ألن حصوله بين أفراد مجموعات محدودة العدد يقع بمشقة وبعد مدد طويلة

تصل في أحيان إلى عدة أشهر كما هو الحال بالنسبة لتشكيل بعض حكومات دول العالم ، فما بالك بحصوله بين أفراد

شعبية اساسية يتراوح معدل أعداد حضورها ما بين مائة شخص كما كان يخطط له من طرف القيادة إلى أكثر مؤتمرات

وعدد 2مليون 2,8ماليين و 2من سبعة آ اف شخص ) كما يستنتج من كل من عدد البالاين بالبالد الذي يتراوح مابين

ا على مستوى المؤتمرات الشعبية األساسية وداخلها ، أما على مستوى ( ، هذ3مؤتمرا 465المؤتمرات األساسية الذي يبلغ

أمينا كأقل عدد توجبه النظرية ، وسيكون األمر أعقد 626مؤتمر الشعب العام الليبي فإن األمر لن يختلف كثيرا إذ يضم

ونة( ، هذا في ليبيا أما إذا )كوم 4ألف مؤتمرا 21ألف عضوا لكون عدد المؤتمرات كان يخطط له أن يصبح 61إذا ضم

فإنه 5مليون 611وبالتحديد في الصين التي يزيد عدد البالاين فيها عن -للزعم بأن النظرية عالمية -إنتقلنا إلى الخارج

وقياسا على معدلي حضور المؤتمرات األساسية بليبيا : األول أكثر من سبعة آ اف شخص والثاني : مائة شخص فإن

مليون 05ألف في الحالة األولى و 343ضور مؤتمر الشعب العام الصيني المفترض سيكون على التوالي حوالي أعداد ح

في الحالة الثانية ، إنه الخيال في تحقيق التوافق والخيال في المكان أو المؤتمر القادر على إستيعاب هذا العدد المهول من

ت ارية ، أما إذا أخذنا التوافق كما عبر عنه التطبيق فإن الكثير من القرارالحضور ، هذا كله كما يبدو من الزاوية النظ

خذ باألغلبية على األقل في مؤتمر الشعب العام مقابل إهمال قرارات األقلية ، أما على مستوى إختيار األشخاص فإن ا تت

الشخص المراد إختياره على األعناق ومرة شيء ثابت في اآلليات و ا شيء منطقي فمرة يقع رفع األيدي ومرة يقع رفع

والتي يتم "الكولسة"يقع وضعه على الكرسي إلى غير ذلك من الحركات والتعبيرات العشوائية هذا فضال عن ما يسمى ب

ماعي تفيها خارج المؤتمرات التعيين من األعلى أو عن طريق اإلتفاق بين القبائل النافذة وهو ما نتج عنه خاصة فساد إج

يصعب حصره وتقديره مثله في ذلك مثل ماينتج عن النظام اإلنتخابي التي تصفه النظرية بفقرة ) المجالس النيابية ( بأنه

" نظام)ديماغوجي( بمعنى الكلمة ،وأن األصوات يمكن شراؤها ويمكن التالعب بها.." ، ومن هنا نخلص إلى عدم واقعية

أي األغلبية باألخذ برفي حا ات ها النظرية بكلمة " تختار" السالفة الذكر والتي تنتهي وفشل عملية التوافق التي تقصد

وإهمال األقلية وهو ما يقودنا إلى النقطة التالية .

) موقع إلكتروني ( 2112مايو –أيار 11مجلس األمن : اجتماع(/ إحاطة من الممثل الخاص لألمين العام في ليبيا / UNSMILبعثة األمم المتحدة للدعم في ليبيا ) - 2 2116ماي 11 –( / ليبيا المستقبل / موقع اإللكتروني 16من 4الصادق شكري / الملك .. العقيد.. المعارضة الليبية في الخارج )الجزء الثاني : - 3 2116جانفي 12 –لتنمية البشرية والسياسية / موقع إلكتروني نص المقابلة التي أجرتها قناة "الحرة " األمريكية مع العقيد معمر القذافي / منتدى ليبيا ل - 4 2113ماي 6 –ضاط الدم / موقع إلكتروني ارتفاعصحيفة الشعب اليومية أونالين )الصينية ( / خبير: ثلث عدد البالاين في الصين يعانون من - 5

) يمكن تقدير العدد بشكل تقريبي إستنتاجا من الموقعين معا ( 2113أغسطس 4 –( / السمنة تهدد الصينيين / موقع إلكتروني Chinatoday.com.cnالصين اليوم ) -

Page 7: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

1

2- التعامل مع آلية األغلبية بشكل مقن ع : األغلبية هي آلية تتعامل بها األنظمة النيابية وتقضي بإجازة كل قرار يحصل

على موافقة األغلبية سواء النيابية منها أو غيرها ، يقع هذا التعامل المقنع مع هذه اآللية رغم رفضها من طرف

( بقولها " إن الصراع السياسي الذي النظرية وإعتبار ما تفرزه حكما دكتاتوريا كما عبرت عن ذلك بالفقرة )أداة الحكم

مثال من مجموع أصوات الناخبين تكون نتيجته أداة حكم دكتاتورية ولكن في ثوب %80يسفر عن فوز مرشح ما بنسبة

من الناخبين تحكمهم أداة حكم لم ينتخبوها بل فرضت عليهم..." وما يقال عن أداة %46ديمقراطي مزيف، حيث أن

أن تفرض األغليبة رأيها على األقلية كما -وبمنطق النظرية -وض أيضا أن يقال عن اآلراء إذ ا يعقل الحكم من المفر

أظهره واقع التطبيق ، إن التنظير على أن حكم األغلبية هو حكم دكتاتوري يكون صحيح في حالة األنظمة النيابية أين

يكون الحكم شعبيا )جماهيريا ( فال وجود آللية قادرة على حسم عملية تنفرد األحزاب بالسلطة دون الجماهير ، أما عندما

إتخاذ القرار لفائدة هذا الرأي أو ذاك أو هذا الشخص أو ذاك إ ا آلية "األغلبية" التي تمثل قارب النجاة لنجاح اإلجتماعات

هنا نصل إلى أن النظرية إنتقدت آلية . ومن إن تحقق عند غياب ثالوث :النص الديني أو الدراسة العلمية أو التوافق

األغلبية نظريا لكنها لم تقدم بديال عمليا عنها يكون صالحا لحسم الخالفات حول األشخاص أو القرارات مما أضطر

عمليا والتعامل بها بشكل مقنع وهذا يؤدي موضوعيا وحتما إلى اإلعتراف بآلية كل من عنهاأصحابها إلى التراجع

طية إلى جانب اإلنتخابات و" اإلستفتاء " هذا األخير الذي تعتبره النظرية " تمثيل على الديمقراطية " و تا اإلنتخابات

على الفشل الحاصل في عدم وجود أداة الحكم الصحيحة كما عبرت عن ذلك بقولها "وما ابتداع وسائل ا انتخابات

اتسمح -حسب النظرية -حل هذه المشكلة " ، وعملية اإلستفتاء وا استفتاء إ ا تاطية لفشل تلك التجارب الناقصة في

للمواطن إ ا بقول) نعم( أو ) ا ( وهو عمليا مخالفا للواقع ألن هذا القول ا يأتي إ ا بعد شرح جميع األمور المتعلقة

إلجازة القرارات داخل بالموضوع االمستفتى عليه سواء أكان شخصا أو قانونا وهو نفس ما يقع عمليا خاصة بالنسبة

جميع أنواع المؤتمرات الشعبية .

4- التعامل مع آلية التمثيل بشكل مقن ع في جلسات المؤتمرات غير األساسية ومؤتمر الشعب العام سواء إلجازة القوانين

لتمثيل تدجيل( أو إلختيار األشخاص ، ويأتي هذا التعامل في غياب الجماهير وفي تناقض صارخ مع مقولة النظرية ) ا

-في أحسن الحا ات -هذا مع العلم أن هذا النوع من التمثيل ا مفر من التعامل به ألن هذه المقولة ا يمكن تطبيقها

إ ا على مستوى المؤتمرات الشعبية األساسية فقط ، أما على مستوى غيرها من المؤتمرات فاألمر في حا ات يكون من

ة التوفيق بين القرارات الصادرة عن المؤتمرات األساسية المتضادة والنافية لبعضها البعض باب المستحيل لصعوب

لكن يمكن تجنب هذا النوع من التمثيل أو تخفيف أضراره بتوخي ثالثة طرق)كما ذكر ذلك بكتاب : الحكم المباشر

التشاركي ، وهو منشور على الشبكة ( :

أو بة اآلراء المتعارضة بالدوائر المالقة لبلورة رأي معين سواء باألغلبية مرات صاحاألولى :الربط بين المؤت*

توافقا إن تحقق!

* الثانية :تشريك الجماهير عبر التصويت اإللكتروني عن بعد واألخذ برأي األغلبية )اإلستفتاء اإلضطراري (

ين و العمل بالرأي المتحصل على أغلبية األصوات .* الثالثة : تصويت أعضاء المؤتمرات غير األساسية على الرأي

ومن كل هذا نخلص إلى أن التمثيل في المؤتمرات غير األساسية ومؤتمر الشعب العام يمكن التعامل به في حا ات إضطراريا

دمج وبضوابط إلى أن يقدر الجماهير على ترجيح هذا الرأي أو ذاك سواء عن طريق التصويت اإللكتروني عن بعد أو

المؤتمرات مع بعضها البعض عن طريق الدوائر المالقة ، هذا مع إمكانية تسمية هذا النوع من التمثيل بـ"التمثيل

-اإلضطراري" ، )ولمن كان له بديل آخر دون هذا فال بأس أن يفيد به اآلخرين خاصة بعدما تبي ن إستحالة تقرير الجماهير

سواء قوانينا أو إختيار أشخاص من المؤتمرات األساسية إلى مؤتمر الشعب ، إن التعامل لكل شيء -إ ا بالوسائط التقنية

بقدر ماهو وسيلة تعمل ضمن -كما يرى البعض -مع التمثيل اإلضطراري في حا ات ليس تفرياا لمبدأ الحكم المباشر

إنما إختار إحدى القرارات الصادرة عن اإلرادة اإلختيار الشعبي و ا تتجاوزه ما دام المندوب لم يأت بقرار من عنده و

أو إختيارهم جميعا من قبل المؤتمرات األساسية ( إقرارهم الشعبية سواء في القوانين أو في األشخاص الذي سبق

ن صاإذ أن التطبيق كان مخالفا للنظرية بالنق عدم وجود قاعدة عملية لضبط عدد حضور مؤتمر الشعب العام -8

والزيادة وقد إستقر على هذه األخيرة في آخر مرة له قبل الهجوم األطلسي ، وعدد الحضور يمثل مشكلة خطيرة جدا

ويظهر عدم واقعية التنظير الذي يوجب حضور كل من أمانات المؤتمرات الشعبية ولجانها الشعبية وهو ما أفرز أعدادا

ألف عضوا ، 61عضو إلى 611يتراوح بالنسبة لليبيا ما بين أكثر من إذ ذكره مهولة جدا وخيالية في أحيان كما سبق

مليون عضو ، وإنطالقا 05ألف عضو إلى 343أما بالنسبة إلى الشعوب الكبيرة كالصين مثال فإن العدد يتراوح مابين

Page 8: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

8

بدوره ونسف التنظير الذي يعبر عن عدد من هذه األرقام التي ا تجامل أحدا فإننا نخلص إلى فساد هذه ا الية الذي سفه

تشل فاعلية مؤتمر الشعب العام في صياغة قرارات المؤتمرات النظرية صميم تمر الشعب العام وهي طعنة في حضور مؤ

الشعبية األساسية وغير األساسية .

إذ ا يعقل أن تتساوى تركيبات جميع اللجان عدم وجود قاعدة لتحديد عدد أعضاء اللجان الشعبية بكل مؤتمر أساسي -6

الشعبية في العدد رغم إختالف عدد حضور المؤتمرات األساسية التي إختارتهم من جهة وعدم من جهة أخرى حاجة هذه

.وذلك في بعض األحيان على األقل األخيرة إلى جميع الخدمات التي يقدمونها

األول السالف الذكر لنفس السبب اء أمانات المؤتمرات األساسيةكذلك عدم وجود قاعدة لتحديد عدد أعض -7

المذكورة بالنظرية والمتركبة من ثالثة مستويات فقط ) مؤتمرات أساسية / مؤتمرات غير أساسية عدم قدرة الهيكلية -5

/ مؤتمر الشعب العام ( عدم قدرتها على التناسب مع متطلبات البلدان ذات األعداد السكانية المرتفعة والمرتفعة جدا إذ هناك

التقسيم اإلداري على أساس عدة عوامل منها اإلقتصادية والسكانية عدة عوامل يجب على النظرية أخذها بعين النظر منها :

والبيئية ......

عبر مقولتها الشهيرة : " من تحزب خان " ولم تتعرض في مساواة النظرية بين األحزاب وإتهامها جميعا بالخيانة -6

حزبا ساعد النظام على اإلنفراد -ربة الليبية وحسب التج -هذا اإلطار إلى حركة اللجان الثورية رغم أنها تمثل عمليا

بالحكم وفرض وجهة نظره خاصة في مسألة عدم تطبيق الشريعة على الجماهير بالحديد والنار ما أدى إلى إنتهاء األمور

أولى ألن بليبيا إلى ما هي عليه اآلن من مآسي ... وهذه المساواة المعممة هي في جزء منها حكم على النوايا بدرجة

ظير مبادئها مما يجعل هذا التنتضحي فعال من أجل تحقيق شيئا ما لفائدة -وليس الكل -البعض من األحزاب أوالحركات

تناقض مع التنظير اآلخر المذكور بالركن اإلجتماعي من النظرية وهو أن " أبطال التاريخ هم أفراد يضحون من أجل ي

تكوين أحزاب وحركات ، فمثال -في غياب الجهاد أو إستعمال العنف الثوري -منهمقضايا " ،وهذه القضايا تستوجب

نون حزبا للعمل على تطبيق الشريعة بالقول بأمرين : األول : أن هدفهم ر البعض من الموحدين الصادقين الذين يكو يبر

ه اللجان الثورية من أن هدفها هو تحريض الجماهير هو تحقيق العدالة وإعالء كلمة هللا وليس السلطة على غرار ما تتعلل ب

على اإلستيالء على السلطة وليس الحكم رغم فشلها في إثبتات ذلك في التجربة الليبية ، وهذا أمر منطقي ألن السماح

لليبية ساعدت تجربة الحركة اللجان الثورية بالتنظم ومنعه عن اآلخرين هو كيل بمكيالين ، والثاني : أن اللجان الثورية في ال

ما أوصل البالد إلى حرب فمن المحتمل أن تعيد هذه الحركة الء النظام على دواليب الحكم على إستي -وكما سبق ذكره -

الكرة مرة أخرى في أي بلد آخر يحاول تطبيق السلطة الشعبية وتستولى على مقاليد األمور وبالتالي ا بد من منعها من

ذلك عن طريق إيجاد تنظيمات سياسية منافسة لها في خدمة الجماهير إليقافها عند حدها إن حاولت هي إحتمال فعل

ذلك ، نعم يمكن لهم القول بهذا خاصة وأن القرآن يعترف بوجود حزب يسمى بحزب هللا ويأمر بوجود مجموعة من

ة نكم أم يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون بين المسلمين تدعو إلى هللا }ولتكن م

( ، وهو أمر من صميم القرآن الذي تعتبره النظرية الفيصل في معرفة الحق من الباطل مما يحتم 104{ ) آل عمران

ي نتاج فكر بشري إلحتماله الخطأ والصواب وهذا يقود إلى تصويب المقولة السالفة الذكر " اإللتزام به قبل اإللتزام بأ

من تحزب خان " لتصبح على النحو التالي : " من تحزب لاير هللا ولاير خدمة العدل واألمة فقد خان " ، إن مقولة "من

وصهيونية العنصرية أينما كانت مرجعية لها و ا تحزب خان " تتالئم مع طبيعة األحزاب التي تتخذ من المبادئ الماس

إن فهذا ومن الجدير بالمالحظة لها . تتماشى مع األحزاب التوحيدية الصادقة التي تتخذ من الشريعة اإلسالمية مرجعية

على إعالن التجربة الجماهيرية بليبيا إذ سمحت عاما 35القيادة قد تراجعت بشكل مقن ع وملتبس عن هذه الفكرة بعد مضي

لكم يقولون ممكن ..وتنبهوا حذركم م بتكوين الجمعيات المدنية بقولها " ... خذوا 3118مارس 2في خطاب لها بتاريخ

طونهمويع عمالء يعملون .. األحزاب فكرة له ندخل دعنا السلطة يمارس الذي المطمئن الهادئ البلد هذا .. أحزابا أعملوا

حر أنت .. كله مدني مجتمع نحن .. المجتمع منظمات أعملوا يقولون .. أحزابا نريد وقولوا اذهبوا لهم ويقولون , النقود

مستمر" وكما هو معروف فإن الجمعيات هي الوجود المقنع والكفاح األمام وإلى .. زين .. أعملها منظمة أي تعمل أن تريد

لوجودها ، فالجمعيات لكل واحدة منهن هدف وأنصار ونفس الشيء بالنسبة إلى األحزاب !!لألحزاب أو األداة المهيأة

الواردة بالفقرة الثامنة )من يراقب سير المجتمع ( عند عدم صحة مقولة )المجتمع هو الرقيب على نفسه ( جزئيا -01

الشريعة إذا وقع ؟ " الوارد بنفس الفقرة ، عدم صحة اإلجابة عن السؤال " من يراقب المجتمع لينبهه إلى ا انحراف عن

هذه المقولة بشكل مطلق لوجود جهتين على األقل لتنبيه المجتمع إلى اإلنحراف عن الشريعة ، األولى : هي أغلبية المجتمع

Page 9: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

9

قين أو الموحدين الصادالتي تتفطن لهذا اإلنحراف وتتخذ تجاه إجراء ات إصالحية ، والثانية : أنصار الشريعة بالمجتمع

بالعالم اإلسالمي ككل هم الذين ينبهون المجتمع إلى هذا اإلنحراف ويحرضونهم على تصحيحه ، على غرار ما تفعله اللجان

من تحريض الجماهير على المشاركة في السلطة وصنع القرار ألن هذين األمرين السلطة -على األقل نظريا -الثورية

بعضهما البعض ، و ا يمكن للجان الثورية أن تقوم بهما لوحدها إذا إدعت ذلك ألنها فشلت في التجربة والشريعة مرتبطين ب

الليبية وساندت قيادتها في فرض رؤيتها المبتورة للشريعة اإلسالمية على الشعب بالقوة حيث حصرتها في القرآن الكريم

ن الصدامات بين اإلسالميين والنظام القائم أدت في نهاية األمر فقط دون السنة النبوية الصحيحة مما أدى إلى تراكمات م

إلى توظيف هؤ اء بمعية عوامل أخرى لتبرير الازو األطلسي لليبيا .

وفي هذا الصدد ابد من محاولة توضيح نظرة اإلسالم إلى األحزاب فرغم تحبيذنا لخلو المجتمعات وخاصة اإلسالمية

الملتزمة بالدفاع عن الشريعة إ ا أن الواقع الحزبي المفروض حاليا داخليا وعالميا يجبرنا على منها من األحزاب غير

فالفقهاء اإلسالميون مختلفون حولها فمنهم من يجيزها ومنهم من تناول ظاهرة التحزب من بعديها العقائدي والعام ،

يعارضها ومن بين ما يمكن فهمه من اآليات التي تذكر األحزاب أمرين : األول : نهي القرآن عنها وإستهجنها إذا كانت

ن ٱ 23تفرق في الدين وعقائده لقوله تعالى في عدة آيات منها الخآية يعا كل من سورة الروم }م ينهم وكانوا ش قوا د ين فر لذ

حون { واآلية م فر زب بما لديه ن بعد ما جاءهم البي نات 018ح قوا واختلفوا م ين تفر من سورة آل عمران }و ا تكونوا كالذ

يم ( و نهم في شيء إنما 086اآلية وأولـئك لهم عذاب عظ لست م يعا ينهم وكانوا ش قوا د ين فر من سورة األنعام }إن الذ

ثم ينب ئهم بما كانوا يفعلون { ، والثاني : يقف موقف المحايد على األقل بالنسبة إلى ا ي تعترف تألحزاب الأمرهم إلى الل

ن 26بالقرآن و ا تنكره كما جاء في قوله تعالى في سورة الرعد ، اآلية ل إليك وم تاب يفرحون بمآ أنز ين آتيناهم ٱلك } وٱلذ

ر بعضه...{ ومن جملة ما تعنيه هذه اآلية أن ليس كل األحزاب تنكر بعض من الق رآن ألن كلمة األحزاب ٱألحزاب من ينك

من 86مسبوقة بمن التبعيضية ، هذا إلى جانب آيات أخرى تذكر الناس الذين يمثلون حزب هللا أو أولياء هللا مثل اآلية

زب اللـه هم الاالبون( هذا ين آمنوا فإن ح ه ورسوله والذ لسنة فإن ة لبالنسبة للقرآن أما بالنسب سورة المائدة )ومن يتول اللـ

بين الصحابة رضي هللا عنهم فقد قال عمار بن ياسر في حديث إسناده حسن ) ..صدق هللا ورسوله لفظ الحزب كان متداو ا

ت فراش المو اليوم ألقى األحبة : محمدا وحزبه ... ( ، كما قال أيضا الصحابي إبن عباس لعائشة أم المؤمنين وهي على

حسب رواية ذكوان مو اها في حديث إسناده صحيح ) أبشري يا أم المؤمنين فوهللا ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى

ونصب أو قال : وصب وتلقي األحبة محمدا وحزبه أو قال أصحابه... (وبالتالي فإن اإلختالف والتنظم ا يجب أن يكون

ولكنه يمكن أن يكون على األقل بشكل موضوعي بهدف إثراء هذه العقائد والعمل في إطارها بهدف المس من العقائد الدينية

كما هي المذاهب الفقهية السنية ، وعموما ومن زاوية عقلية فإن التنظم ألداء عمل صالح لفائدة األمة ا يمكن لإلسالم أن

واجب خاصة وأن الحياة السياسية في الوقت الحالي ا يمنعه ألنه يحرض على فعل واجب وما يتحقق به هذا الواجب فهو

يمكن ممارستها إ ا بعد التنظم في شكل حزب ، هذا مع التذكير بأن للجماهير الحق في حل األحزاب ومعاقبتها إن تأكد

لى درجة من لديها أنها تشكل خطرا على سلطتها ، كما يمكن لهذه األحزاب أن تزول من تلقاء نفسها إذا وصل الجماهير إ

النضج والوعي السياسي تفقد معه هذه األحزاب بما فيها اللجان الثورية مبرر وجودها .

الواردة بالفقرة )شريعة المجتمع ( ألن من جملة ما يعنيه لفظ إحتواء هو عدم صحة مقولة ) الدين إحتواء للعرف ( -00

ية الدين اإلسالمي الذي أتي لتصحيح الخاطئ من عرف العرب اإلبقاء على الشيء وضمه إليه وهذا مخالف لمهمة وماه

يحتويه ا ي أالذي كانوا يعيشون عليه في الجاهلية ويضيف عليه وبالتالي فهو ا يــبقى على العرف الخاطئ ويضمه إليه

.....

03- عدم صحة مقولة أن )حرية اإلنسان واحدة ( أينما كان ، كما جاء بالجملة التالية الواردة بفقرة )شريعة المجتمع ( السالفة الذكر " إن مشكلة الحرية في العصر الحديث هي أن الدساتير صارت هي شريعة المجتمع ،وأن تلك الدساتير ا تستند إ ا إلى رؤية أدوات الحكم الدكتاتورية السائدة في العالم، من الفرد إلى الحزب ،و الدليل على ذلك هو ا اختالف من دستور إلى آخر برغم أن حرية اإلنسان واحدة ..." ، وهنا ا يمكن أن تكون الحرية واحدة لجميع سكان األرض إ ا من حيث الضرورة والمطلب أما من حيث الحجم والماهية أو النوعية فهي تختلف من بلد إلى آخر ومن شعب إلى آخر ومن

هو وجوب -إلجمالها لألمور -ن أن يترتب ضمنا عن هذه المقولة دين أو توجه فكري إلى آخر ، إن من جملة ما يمكتوحيد دساتير جميع دول العالم حتي تتعامل مع حرية اإلنسان بشكل واحد لكون هذه الحرية هي واحدة كما سلف ذكره

ه األخيرة حرية واحدة ، وهو أمر يتناقض مع الواقع لعدم إشتراك جميع سكان العالم في شريعة واحدة لتمنحهم هذبل هنالك خليط من األديان واألعراف يمنح كل واحد منهم حرية معينة لمواطنيه حسب مفهومه الخاص للحرية ، فمفهوم اإلسالم مثال للحرية ليس كمفهوم المسيحية لها ، هذا مع اإلشارة من ناحية أولى إلى إمكانية أن تتضمن الدساتير نظريا

Page 10: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

11

مساس من الحرية وتختلف في نفس الوقت عن بعضها البعض في تشابه مع حال دساتير بعض الدول للشريعة بدون التخذ كسبب للتخلي عن كتابة العربية حاليا ، ومن ناحية ثانية أن أمر إختالف الدساتير عن بعضها البعض ا يجب أن ي

عامل معها ، هذا وفي شبه تناقض مع التنظير و قبل دستور ا يعوض الشريعة و ا يتجاهلها بل يتضمن كيفية التالهجوم األطلسي على ليبيا بقليل وقع التطرق إلى وضع دستور لليبيا لإلنتقال بها إلى الجماهرية الثانية ... لقد كان

إلى الرفض بإمكان الكتاب األخضرالتنظير إلى رفض الدساتير التي ا تقر بشريعة المجتمع دون اإلكتفاء بالتلميح الضمني لكل دستور !

02- عدم تقديم الكتاب األخضر لبديل عن الدساتير بالنسبة إلى المجتمعات أو الدول ذات الشرائع المتعددة إذ هنالك من

عليه المجتمعات من لها عدة أديان وأعراف مختلفة ا يمكن معها ألي دين أو عرف أن يسود إ ا ما يقع اإلتفاقن بدستور يمثل في هذه الحالة الضامن الوحيد لتعايش هذا الخليط الثقافي مع بعضه البعض ، هذا وقد قدم الرسول ويدو

صلى هللا عليه وسلم لإلنسانية أول دستور في التاريخ السياسي عند هجرته إلى المدينة المنورة لتنظيم الحياة فيها ن أنفسهم وبين غيرهم ، دستور يمثل قاعدة طبيعية من جملة القواعد الطبيعية األخرى التي بجميع أبعدها بين المسلمي

ينادي الكتاب األخضر وشروحه بالرجوع إليها وإتخاذها كمقياس وكمرجع وهذه القاعدة تمثل في هذه الحالة جزء ين اإلعتبار ... إن الرفض الضمني للدساتير الذي من الشريعة اإلسالمية من العجب أن ا يأخذها الكتاب األخضر بع

لمجتمعات ذات الشريعة الواحدة أما المجتمعات ذات في أحسن األحوال إ ا ل ينظر إليه الكتاب األخضر ا يصلح الشرائع المتعددة فال يالئمها إ ا دستور ينظم من جملة ما ينظمه كيفية التعامل مع هذه الشرائع !

في معرفة الحق من الباطل والخطأ من وا ة بشكل عام سواء بين الدين والعرف أو بين جميع األديانالمسا -04

أهمية الصواب وحقوق الناس وواجباتهم عند القول بأن ) الشريعة الطبيعية ألي مجتمع هي الدين أو العرف .... وتكمن

( ، فالدين غير وواجباتهم األفراد وحقوق ، والصواب خطأوال ، والباطل الحق لمعرفة الفيصل هي كونها في الشريعة

جميع الظروف التي تحيط بالفرد والجماعة وهو المحرف يختلف عن العرف إلحتوائه على أحكام ثابتة تأخذ بعين اإلعتبار

عكس األعراف التي تتبدل أحكامها من مجتمع إلى آخر ومن ظرف إلى آخر منسجمة بذلك مع األحكام الدينية الصحيحة في

أحيان سواء بشكل جزئي أو بشكل كلي ومتصادمة معها في أحيان أخرى ، وكمثال على ذلك األعراف الديبلوماسية داخل

المنظمات الدولية هي أعراف تطاى عليها القيم المنافقة للماسوصهيونية والتي ا تناصر الحق إ ا عندما يكون في

مصلحتها فمثال حقوق اإلنسان ا تناصر في الاالب إ ا عندما يكون األمر يتعلق بمحاربة اإلسالم ومعتنقيه و ياض

إلحاق األذى بالكيان الصهيوني ، هذا من جهة المساواة بين الدين والعرف في معرفة الطرف عنها عندما يتعلق األمر ب

الحق من الباطل أما من جهة المساواة أيضا بين جميع األديان في معرفة الحق من الباطل فإنه ا يستقيم أيضا إلختالف

الدين اإلسالمي وذللك لصحته وعدم تحريفه عكس القيم الدينية في معرفة هذا الثنائي وأكبر متضرر من هذه المساواة هو

فت أغلب أحكامها وفقدت مصداقيتها وموضوعيتها في تقييم الحق والباطل ! األديان األخرى التي حر

Page 11: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

11

لركن االقتصادي للنظرية والتراجع إلى مبادئ االقتصاد اإلسالميا

مجمل التراجعات اإلقتصادية : -0

مسيحي أعلنت القيادة الليبية 3118مارس 3عاما على إعالن التجربة الجماهيرية بليبيا وبالتحديد يوم 35بعد مضي

لها بهذه المناسبة عن عدة تراجعات مضادة للتنظير ا اقتصادي للكتاب األخضر ومعترفة في اآلن نفسه 6في خطاب

ع تبرير ذلك بمقولة قديمة جديدة " التنوع أساس الحياة " وقد جاءت هذه بخطأ التعامل مع نمط واحد من ا اقتصاد م

اإلعترافات والتراجعات التي تصب في مصب الحل اإلسالمي والتي تحسب لفائدتها في أجزاء متفرقة من الخطاب كالتالي

:

يجب ذلك من تحد قيود وأي .. وللمجتمع لك نافعا النشاط هذا ويكون .. غيرك اتستال لكن اقتصادي نشاط أي " مارس

تجد ممكن .. علمية إجتماعية إقتصادية مؤسسة أي إقامة في حرة الناس .. المختلفة المؤسسات إقامة حرية .. تلاى أن

وليس شريك السائق شحن سيارة عنده واحد .. إثنين تجدون .. برغبتهم أجراء لكن أجراء فيها وشركة شركاء فيها شركة

تجد هذا ترفض أنك باإلجبار ليس بالتراضي تامة بحرية لكن شريكا وليس أجير السائق شحن سيارة عنده وواحد .. أجيرا

أنك الخطأ من التجارب من ألنه... واضحة تكون أن ابد هذه .. أجيرا يقبلك آخر تجد شريكا تريد ا .. شريكا يقبلك غيره

, أجراء وهنا شركاء هنا تجد ممكن .... الحياة أساس هو التنوع إن يقولون .. شيء كل في الحياة في واحدا نمطا تعمل

.. شعبية رأسمالية وهنا , شعبية اشتراكية وهذه , حرة سوقا ليست وهنا , حرة سوقا وهنا , شريكا وهنا , أجيرا وهنا

في فقرة أخرى من خطابه"... نحن الليبيين أحرارا في تامة " ويضيف طالقة .. تامة حرية .. الشكل بهذا متنوعة اتركوها

إختيار النشاط اإلقتصادي بحرية تامة .. نضرب مثال .. واحد عنده نقود يريد أن يعمل شركة أتاه مائة ليبي قالوا له نحن

تال ركة هذه تشنريد أن نعمل معك في هذه الشركة قال لهم نعم تفضلوا كل واحد منكم أعطيه مائتين وخمسين دينارا والش

في بناء المنازل مثال .. إنشاءات .. يقولون له ا .. نحن ا نريد مائتين وخمسين دينارا في الشهر نحن نريد أن نكون شركاء

.. نبني مائة منزل خمسين لك وخمسين لنا .. يقول لهم هو ا.. ا يساعدني .. يذهبون .. يأتي مائة ليبي آخر .. يعطيهم

ون له نحن نقبل .. ا نريد أن نكون معك شركاء في الربح أو الخسارة أو شيء .. أعطنا مائتين وخمسين نفس الشروط يقول

دينارا في الشهر لكل واحد منا واذهب مع السالمة"

هذا ويمكن تلخيص هذه التراجعات كالتالي :

0-0- يتلخص في " شركاء أو أجراء بشرط بإستبدال شعار " شركاء ا أجراء " بشعار جديد إلااء منع التعامل باألجرة

التراضي" أي بإمكان الليبيين سواء العمل مع بعضهم البعض كشركاء أو العمل لدى بعضهم البعض كأجراء مع إشتراط

التراضي فيما بينهم في كال الحالتين ، يحصل هذا األمر رغم إعتبار النظرية أن األجراء هم نوع من العبيد و ا سبيل

بإلااء األجرة وإستحواذهم بالكامل على إنتاجهم الذي يتنازلون عنه لفائدة رب العمل مقابل أجرة أقل من لخالصهم إ ا

هذا إلى جانب المساواة بين جميع أرباب العمل ووضعهم في موقع اللصوص المحترفة الذين يجب 7قيمة ما ينتجونه

إن األديان تحارب الظلم وا استاالل والسرقة، فال يمكنها األدبيات الجماهيرية " 8قطع أيدهم كما جاء في أحد نصوص

إن الدين لحرى بأن يأمر بقطع يد رب العمل هذا .أن تبرر استخدام عامل عشرة ساعات ليسرق منه رب العمل أربعا منها

رب الذي ليس سوى لص محترف" وهو أمر على غاية من الخطورة إذ أنه من ناحية أولى حكم تعميمي يساوي بين

العمل الذي يمارس السرقة في تعامالته مع عماله وبين رب العمل الذي يسود التراضي معامالته مع هؤ اء ومن ناحية

أخرى فهو تشكيك موضوعي في اإلسالم باإليحاء بأنه لم يتطرق إلى هذه المسالة رغم إحتواء قواعده على معاقبة كل

يقيين من أرباب العمل وليس مع الن زهاء منهم الذين إعترف بحقوقهم منذ أكثر أنواع اللصوص بمن فيهم السارقين الحق

سنة من ممارسة الخطأ في حقهم .... 35قرنا في حين لم تفعل القيادة ذلك إ ا بعد 04من

0-3- انب ا إلى جوما يترتب عنها من ربح كانت النظرية تعتبره سرقة وإستاالل هذ السماح بالتجارة الحرة الخاصة 10ومصدر من مصادر ا استاالل الرئيسي في المجتمع 9إعتبار التجارة الحرة في حد ذاتها نشاط إقتصادي غير منتج

( http://rcmlibya.wordpress.com /م ( )موقع حركة اللجان الثورية 3118مارس 3و.ر / 0272الربيع 3خطاب للقذافي بتاريخ :) - 6 األخضر ، الركن ا اقتصاديالكتاب - 7 شروح الكتاب األخضر ، جزء : مقو ات رجعية - 8 " " " " : مقو ات رجعية / الصراع على السلطة - 9

األنظمة ا اصالحية ذات الحلول التلفيقية" " " " : - 10

Page 12: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

12

" إن التجارة كعالقة ظالمة كانت موجودة 11( وعالقة ظالمة وجدت منذ القدم كما جاء ذلك بشروح الكتاب األخضر 8)وقبل ماركس وقبل القذافي إ ا أن كشفها هو شأن من شئون التحليل العلمي، ومن خالل منذ القدم، قبل فالسفة اليونان

التحليل العلمي نفسه يقتنع الناس بضرورة تدميرها، ويتم تحديد العالقة العادلة والسليمة أيضا وفق تحليل موضوعي وعلمي جاد بيح السرقة، فإن الحل هو تدمير هذه القوانين وإيفحيث أن القوانين التي تبيح التجارة الخاصة هي قوانين ظالمة ت .للواقع

القاعدة السليمة البديلة عنها وهى تلك التي تقتنع بها الجماهير وتقرها فتصبح قانونا أو قاعدة للتعامل بالشكل الذي يضعها اإلسالم لتشكيك فيالشعب به" كذلك نفس األسلوب سواء في تعميم السرقة على جميع أنواع التجار نزيههم ولصهم أو ا

الذي إشترط التراضي في المعامالت التجارية وتوعد التجار اللصوص وسمى سورة كاملة بإسمهم وهي سورة المطففين التي وردت بالقرآن الكريم الذي إدعت القيادة بأنه شريعة للمجتمع والحال أنها مارست الكثير من مضادات أحكامه )

ح بها عمليا قبل هذا التاريخ بكثير (هذا مع اإلشارة إلى أن ممارسة التجارة الحرة قد سم

0-2- المقاو ات ( رغم إعتبارها مزاولة ألنشطة غير إنتاجية إلى جانب إعتبار المقاول السماح بالشركات اإلنشائية (

شطة ا اقتصادية غير المنتجة مثلمجرد لص بمعية كل من التاجر والسمسار كما جاء في النص التالي: " تلك المهن واألن

السمسرة والمقاو ات والتجارة وغيرها من المهن ذات الخاصية الرأسمالية وا استااللية التي يفرزها مجتمع ا استاالل

12وسرقة جهده وتسخيره لمصلحة غيره"بشكل آلي في ظل اباحته استاالل ا انسان

مناقشة التراجعات ا اقتصادية -3

لقد كان هذا التراجع سواء القديم منه أو الجديد كافيا لعدم الدخول في نقد وفحص المقو ات واألفكار التي ينظ ر إليها بالركن

اإلقصادي للكتاب األخضر لو لم يكن هذا التراجع مرفوقا بأقوال في نفس الخطاب توحي بعدة أشياء منها صحة جميع ما

فقد -كما تعودت القيادة إتهامهم بذلك –اته ولكن لعجز الليبيين عن تطبيق أفكار القذافي جاء بالكتاب األخضر وأدبي

بالسماح لهم بممارسة هذه األنشطة وبالتالي اإلبقاء على الموقف مبهما ليتحمل فيه الشعب الليبي دون وقع المن عليهم

ا نظرية وقد وقع التعبير عن ذلك بطريقة ملتبسة كالتالي " إن ليبيالقذافي الوزر كامال عن فشل تطبيق المقو ات الواردة بال

بلد ا يوجد فيه إرهاب و ا جريمة و ا يوجد فيه غسل أموال , و ا يوجد فيه تزوير عملة , و ا توجد فيه حرب أهلية , و ا

ا البلد .. ما هو السبب الذي تفجيرات , و ا صراع حزبي , و ا مظاهرات .. يقولون ما هذا البلد المثالي.. أين يوجد هذ

يجعله بهذا الشكل .. يفسرون .. القذافي ألنه دكتاتور .. الدكتاتور هو الذي يسقطونه وبعد ذلك ليتني دكتاتورا .. لو كنت

ردكتاتورا لكانت أفكاري كلها نف ذت , وأصبحت ليبيا جنة اآلن..." والجنة األرضية ا تنتج إ ا عن أفكار سديدة وتنظي

سليم !

لقد دأبت القيادة على تحميل الشعب الليبي سواء تلميحا او تصريحا الفشل الذي يرافق تطبيق مقو ات النظرية متناسية أن

نقد –ما تطلبه منه وخاصة في المفاصل الحس اسة للنظرية هو المثالي وشبه المستحيل ، فكما سبق أن راينا بالجزء األول

بي كمعدل حضور مؤتمر شع -أن القيادة تطلب شبه المستحيل من أكثر من أربعة آ اف مواطن -الركن السياسي للنظرية

لىه تفرضها ع أن يتفقوا على قرارا واحد أو أن يختاروا شخصا واحد ا كترجمة آللية التوافق الخاطئة التي -أساسي واحد

المستحيل إلنجاح الركن ا اقتصادي للنظرية وذلك وإختيار األشخاص ، كذلك يطلب منه أيضا نفس إلتخاذ القرارات

بإستثناء -بآليات وأفكار متضاد ة وخاطئة أو مثالية في جلها كما سيتبين لنا ذلك في ما سيأتي ، فرغم أن الشعب الليبي

دة هي التي تتحمل له قسط من المسؤولية خاصة في عدم رفض هذه اآلليات والتصدي لها مبكرا إ ا أن القيا -القلة منه

المسؤولية الكبرى في إصراراها على جعل الليبيين حقل تجارب ألفكار خاطئة في أغلبها إذ منها ما هو مضاد لشريعة

المجتمع منذ البداية ولم تقتنع القيادة بجدفها ضد التيار إ ا احقا حيث يقع التراجع عن هذه األفكار الواحدة تلوى األخرى

العمل بالمقاو ات وبالتجارة الحرة وبتكوين الجمعيات الواجهة المموهة لألحزاب وبالدستور و ب انتخابات وفيقع اإلقراربا

ايرها وهي تراجعات تأتي بعد أن ساهمت إلى جانب عوامل أخرى في تخليف مآسي ا تقدر بثمن خاصة بباألجرة و

رمته ، وبهذا التراجع يكون قد تحقق على األقل أمران : بالنسبة ألنصار الشريعة والوطنيين الشرفاء وأخيرا الوطن ب

األول : الرجوع إلى التعامل مع مبدأ كل من األجرة والربح وهما مبدئان من مبادئ ا اقتصاد اإلسالمي وعدم اإلكتفاء

راكي و ات المجتمع اإلشتفقط بالتعامل مع البعض من مثاليات هذا ا اقتصاد والثاني : شبه القضاء التام على إنفراد مق

خاصة في جانبه ا اقتصادي بالمشهد الليبي الذي كان الكتاب األخضر وبقية األدبيات الجماهيرية ينظرون إليه وفي مايلي

مزيد من التوضيح :

الرجوع من بوابة السماح بكل من العمل باألجرة ومزاولة التجارة لقد وقع : التراجع إلى مبادئ ا اقتصاد اإلسالمي -3-0

الحرة وبعث الشركات اإلنشائية إلى التعامل وفق مبادئ ا اقتصاد اإلسالمي التي تقر إلى جانب هذ األنشطة بأنشطة

ملكية األرض وهما مبدءان لم وبعدة مبادئ أخرى منها الربح المشروط وملكية اإلنتفاع غير المحددة بما في ذلك

جزء : مقو ات رجعية ، شروح الكتاب األخضر ، - 11 نفس المصدر - 12

Page 13: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

13

أنها -وبمنطق نفس النظرية – تكن تجيزهما النظرية من قبل وذلك في تناقض صارخ مع شريعة المجتمع التي تعتبر

" ... إن أهم مبدئين لإلقتصاد اإلشتراكي . وواجباتهم األفراد وحقوق ، والصواب والخطأ ، والباطل الحق لمعرفة " الفيصل

من -كما سيأتي تبيانه بعد حين -ء األجرة وعدم ملكية األرض ( الذي كان الكتاب األخضر ينظ ر إليهما قد وجدا ) إلاا

ضمن مبادئ اإلقتصاد اإلسالمي لكنهما يمثالن الحل األمثل واإلختياري للعالقات ا اقتصادية التي ا تستقيم إ ا

-ا ، تنوع تكون فيه الزكاة التي وقع إستبداله نفسهاإلى ذلك مؤخرا من قبل القيادة بالتنوع المفيد كما وقع التوصل

في التنظير الجماهيري رغم وجودها كقاعدة طبيعية ضمن شريعة المجتمع ، إذ بالتبرع اإلختياري -كما سيأتي شرحه

تلعب عدة أدوار منها عامل التعديل بين الفوارق ا اقتصادية الطبيعية لكل من أثرياء المجتمع من جهة وفقرائه من جهة

كالكوارث وأمثالها وهو ما لم تأخذه أخرى ، فقراء محرومون من دخل محترم سواء بسبب إنساني أو بسبب طبيعي

النظرية بعين اإلعتبار وتجاهلت فيه القواعد الطبيعية بهذا الخصوص المتثبة من رب العالمين بشريعة المجتمع !

وأفكاره بالمشهد ا اقتصادي الليبي شبه القضاء التام على إنفراد كل من مقو ات المجتمع اإلشتراكي -3-3

التي كان ينظ ر إليها سواء بالكتاب األخضر أو بشروحه أو بالمعجم الجماهيري وذلك إما لتصادمها مع التراجعات

األخيرة وما يترتب عنها أو لعدم منطقية اآلليات التي تطبق بها أو لعدم منطقيتها هي في حد ذاتها وجنوحها إلى

مثاليات ، والتعرض إلى البعض ) وليس الكل ( من هذه المقو ات واألفكاروفحصها سيقع بشكل آلي عند التعرض أو ا ال

إلى أهداف المجتمع اإلشتراكي الجديد التي يراد لها أن تتحقق ، ثم ثانيا الوسائل واآلليات المساعدة على تحقيق هذه

ن هذه المقو ات واألفكار يمكن أن ينطبق عليه مسمى الهدف والوسيلة في آن األهداف هذا مع اإلشارة إلى أن البعض م

واحد ،

: سنتناول فحص هذه األهداف أو ا بشكل عام على نعود لفحص ما يستحق أهداف المجتمع اإلشتراكي الجديد -2

وكما -عي أو ا وذلك لقدرة الشريعة منها التدقيق في الفقرة الموالية ، وسيكون الفحص في كال الحالتين من منظور شر

على معرفة الخطا والصواب ، وثانيا من زاوية منطقية ، ومن جملة هذه األهداف ما يلي : -سبق ذكره

وهو هدف ا يمكن تحقيقه سواء بسلطة شعبية ذات آليات 13تكوين مجتمع إشتراكي جديد سعيد و حر -2-0

ند إنتقاد الركن السياسي للنظرية والتي ا تقود إ ا إلى الفوضى والفساد أقل ما يقال فيها أنها خاطئة كما مر بنا ع

األخالقي وعزوف الناس عن المشاركة وخاصة في ما يتعلق بآلية التصعيد وتطبيق شريعة المجتمع ، كما ا يمكن

لحالتين ا سنتعرض لذلك بعد حين ، ففي كلتي أيضا أن تتحقق هذه السعادة والحرية بآليات تطبيق الحل ا اقتصادي كما

ا يمكن أن تؤول األمور إ ا إلى التراجعات التنظرية المتتالية وإلى الفوضى المدمرة وبالتالي غياب السعادة التي

يطمح تحقيقها .....

وفق مبدأ " في إطار تحقيق الحرية و 14بتحريرها من سيطرة الاير إشباع الحاجات المادية والمعنوية -2-3

في الحاجة تكمن الحرية " أي حرية الفرد تكون ناقصة عندما يتحكم آخر في حاجته ، وحظوظ نجاح تحقيق هذا الهدف

مثلها مثل حظوظ نجاح تحقيق الهدف السابق ونتيجة لها ، وفي هذا الصدد ا بد من اإلشارة إلى أن حاجات الفرد

اته وبالتالي ا يمكن أن تكون لها حدود معينة وهو ما أغفلته النظرية تتمطط وتتقلص حسب إمكانياته المادية وطموح

إذ لم تحدد جزما ما هي الحاجات المادية والمعنوية التي يجب تحريرها حتى يكون سعيدا وهي حاجات ا يمكن أن

لجزم مع عدم ا تنحصر لجميع أفراد المجتمع فقط في المأكل والملبس والمسكن والمركوب كما عرضت ذلك النظرية

.

تماثال مع ما كانت عليه األسر البدائية ، وهو ضرب من المثالية 15 تحقيق اإلكتفاء الذاتي لكل أسرة -2-2

خاصة لمقدمي الخدمات ا اجتماعية كما تصنفهم النظرية كالطبيب والمعلم وامثالهم ، فالحياة قد تايرت وأصبحت

قل شيء بين المرء والتفرغ لعمل أو أعما ا أخرى إلى جانب تخصصه األصلي أكثر تعقيدا وتخصصا وهو ما يحول أ

لتحقيق هذه الااية !

أيضا على غرار المجتمعات البدائية 16كخطوة نهائية في المجتمع اإلشتراكي الجديد إختفاء الربح والنقود -2-4

ة تحديد قيمة سواء األشياء موضع الربح ، وهو أمر على غاية من المثالية خاصة في ما يتعلق بإختفاء الربح لصعوب

أو المجهود المبذول للحصول على هذه األشياء ) كما سنتعرف على ذلك بعد حين ( ، أما بالنسبة إلى إختفاء النقود

كوسيلة للتعامل ا اقتصادي فيمكن أن تعوضه وسيلة أخرى لنفس الارض كالبطاقات اإلئتمانية وغيرها ، وبالتالي

الكتاب األخضر ، الركن ا اقتصادي ، فقرة : األرض - 13 نفس المصدر - 14 شروح الكتاب األخضر ، جزء : علم إقتصاد جديد ، الفقرة : عالم جديد - 15

الكتاب األخضر ، الركن ا اقتصادي ، فقرة : األرض - 16

Page 14: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

14

روري وجود وسيلة ما لتحقيق وتسهيل هذا التعامل إلى جانب وسيلة المقايضة التي يقصدها ضمنا هذا الطرح فمن الض

، وفي جميع الحا ات فإن النقود وما يعوضها من الوسائل األخرى المشابهة لها تبقى مكسبا لإلنسانية لتسهيلها

للتعامالت ا اقتصادية ....

: ولتحقيق هذه األهداف فقد اعدة على تحقيق أهداف المجتمع اإلشتراكي الجديدالوسائل واآلليات المس -4

أستعملت عدة مقو ات وأفكار من بينها ما يلي :

إذ تدعو النظرية إلى العودة إلى هذه القواعد لتحقيق األهداف السالفة الذكر وذلك القواعد الطبيعية -4-0

الحكومات وأشكال الطبقات ظهور قبل العالقة حددت هي " التي -األخضرومن وجهة نظر الكتاب –لكونها

المقياس " هي وهو على غرار ما كانت عليه المجتمعات البدائية وهذه القواعد 17الوضعية " والتشريعات

و بذلك فهي تمثل حلو ا علمية ونهائية لمشاكل اإلنسان 18 "اإلنسانية العالقات في الوحيد والمصدر والمرجع

الذي قال بأنه لم يختلق هذه القواعد وإنما قام بتجميعها في كتابه الذي شبهه 19كما يعتقد ذلك صاحب النظرية

ه لبسلة فاكهة بقوله :" فكما جمع المزارع الفاكهة بالسلة من البستان، ولم يصنعها، جمع معمر القذافي حلو

وهنا ا بد أن نتساءل لماذا لم يقم بوضع مقولة " التنوع 20". العلمية في كتابه من الواقع دون أن يختلقها

عاما ؟ هذا ومن الجدير 35أساس الحياة " التي برر بها تراجعاته في هذه السلة ولم يتدارك هذا األمر إ ا بعد

الحياة عن يل أيضا في شريعة المجتمع إذ وصفت بأنها " تعبيربالمالحظة فإن ماقيل في القواعد الطبيعية ق

سير تحكم عامة وأنها تمثل " قواعد 21الوضعية " والتشريعات الحكومات ظهور قبل للشعوب الطبيعية

األفراد وحقوق ، والصواب والخطأ ، والباطل الحق لمعرفة الفيصل كونها في أهميتها وتتجلى ، المجتمع

لكن ورغم هذه المساواة في الدور بين كل من القواعد الطبيعية وشريعة المجتمع إ ا أن هذه 22ووجباتهم"

األخيرة لم يقع إستعمال كامل قواعدها في رسم العالقات اإلنسانية بالمجتمع اإلشتراكي الجديد الذي ينظر

علم ثاليتين فقط وإهمال البقية ، مع الإليه الكتاب األخضر إذ وقع اإلقتصار على األخذ منها تقريبا بقاعدتين م

أن تطبيقهما ا يستقيم إ ا بقواعد أخرى يمثل التااضي عنهم أكبر خطأ يقع فيه صاحب النظرية إذ يظهرطرحه

بمظهر المتناقض إلعترافه من جهة بأن الشريعة هي الفيصل في معرفة الخطأ والصواب ومن جهة أخرى

منها إ ا بما يخدم منظومته المثالية في أغلبها وهي منظومة ا يمكن أن تتماشى إ ا مع يهمل قواعدها و ا يأخذ

المجتمعات البدائية وإلى حد مع مجتمعات عهد ما قبل ظهور اإلسالم الذي كان عالمة فارقة في تاريخ العالقات

ميع ا قواعد جديد أخرى ليبني بالجالبشرية بجميع أبعادها إذ أبقى على البعض من القواعد القديمة وأضاف إليه

منظومة قواعد طبيعية جديدة تتماشى مع كل األعراق و كل أنماط الحياة سواء البدوية منها أو الحضرية

هذا إلى جانب مالئمتها لكل الظروف المكانية و الزمانية مع إجتهاد في إيجاد آليات تطبيق البعض منها بما

طب ق فيها ، وكمثال على هذا النوع من القواعد الذي يستوجب إجتهاد في آليات يتناسب مع الظروف التي ت

تطبيقه : القاعدة الطبيعية للشورى فقد حددتها اآلية الكريمة بقولها )..وأمرهم شورى بينهم ( وتركت آليات

ي ، هذا من ممارستها حسب الظروف التي تستوجبها فقد مورست بشكل نخبوي كما مرست بشكل جماهير

جهة أما من جهة أخرى فإن صاحب النظرية لم يكتف بإنتقاء ما يخدم توجهاته الفكرية المثالية في أغلبها وإهمال

البقية بل عمد موضوعيا حتى إلى محاولة تسفيه بعض القواعد الطبيعية المذكورة بالشريعة والتطاول عليها

مر بنا أعاله وكما سنرى في موضوع إلااء التجارة والربح وعلى مصدرها وإختالق قواعد بديلة عنها كما

وغيرهما .... إن ما يثير الدهشة ويشد اإلنتباه هو أن صاحب النظرية لم يضع المراجع والمصادر التي إستقى

منها أفكاره وأوجد منها قواعده التي وصفها بالطبيعية رغم عدم إتصاف بعضها بذلك وهو عكس ما تكون

نظريات العلمية من توثيق محكم ا يكتفى فيه بالتعميم الضبابي كالقول مثال بإستقاء هذه األفكار عليه ال

والقواعد من تجارب الشعوب ومعاناتها لتدحضها التجربة بعد فترة وتبين أنها ليست كذلك ويقع التراجع

عنها الواحدة تلوى األخرى !!

فقرة : من ينتج يستهلك المصدر السابق ، - 17 نفس المصدر - 18 شروح الكتاب األخضر / جزء : الصراع على السلطة / فقرة : الصراع ضد السلطة - 19 المصدر السابق ، - 20 المعجم الجماهيري / مادة : شريعة المجتمع - 21 المصدر السابق ، مادة : الشريعة - 22

Page 15: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

15

ص هذا األمر ألنتحرير الحاجات بصفة عامة -4-2 التحكم فيها من قبل الاير هو تحكم في حرية الفرد وقد لخ

في شعار "في الحاجة تكمن الحرية " ولكن هذا التحرير يستحيل أن يكون بالكامل إذ لو تحقق في أشياء فإنه

في حاجة الن يتحقق في أشياء أخرى وذلك حسب التركيبة الطبيعية للمجتمعات التي تقتضي أن يكون أفراده

إلى بعضهم البعض إذ أن اإلنسان إن إستطاع أن يستقل في حاجات عن اآلخرين فهو ا يستطيع أن يستقل في

الحاجات األخرى والدليل على ذلك هو تقسيم المجتمع اإلشتراكي المأمول في حد ذاته إلى ثالثة فئات بقطع

ات )أو منتجين من نوع مختلف( ، ومن المنطقي النظر عن منطقية هذا التقسيم : عجزة ومنتجين ومقدمي خدم

أن تكون كل فئة هي في حاجة إلى نفسها ثم في حاجة إلى بقية الفئات األخرى وقد نصت شريعة المجتمع على

مون رحمة رب ك 23هذا األمر في عدة نصوص تعتبركقواعد طبيعية منها اآلية من سورة الزخرف ) أهم يقس

ذ بعضه نحن قس يشتهم في ٱلحياة ٱلدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ل يتخ ع ي ا ورحمة م بعضا س منا بينهم م خر

ا يجمعون( هذا وقد أقر التنظير الجماهيري بهذه اإلستحالة م دد في هذا الصبنفسه ناقض نفسه ورب ك خير م

المجتمع في يجوز قال في تنظير ا يجوز للمجتمع نفسه ان يتحكم في حاجات أفراده ونصه : " فالإذ ،

في تنظير آخر بأن قال" ثم 23نفسه " المجتمع فيها بمن ، اإلنسان حاجة في جهة أي تتحكم أن ا اشتراكي

يعمل أن لنفسه...وإما يعمل أن إما ، الجديد المجتمع في فاإلنسان المجتمع يضمن حاجات مقدمي الخدمات: "

وهذا الضمان "24المادية حاجاته المجتمع له ويضمن للمجتمع، عامة بخدمة يقوم أن ...أو اشتراكية لمؤسسة

هو شكل من أشكال التحكم في حاجات اآلخرين ألن معاش الناس وحسب نفس التنظير ا يجب أن يكون من

25أحد" من صدقة أو جهة أي من أجرة المجتمع في إنسان أي معاش يكون أن يجوز أي جهة كانت " ا

ن أشكال التحكم في الحاجات حسب وضمان الحاجات من قبل المجتمع هوشكل سواء من أشكال المعاشات أو م

منطق النظرية السالف الذكر !

مستثنية 26إذ تعتقد النظرية بأن " األجراء هم نوع من العبيد مهما تحسنت أجورهم " إلغاء األجرة -4-2

يدل من جهة أولى على وقوع من ذلك فئة مقد مي الخدمات للمجتمع كما سنرى تنظير ذلك بعد حين ، إستثناء

النظرية في تناقض إذ أن ليس كل إنسان يتقاضى أجرة هو من العبيد لسماح النظرية بإعطاء أجرة لمقدمي

س العبودية وليس لها حل لهؤ اء ، كما يدل من جهة ثانية الخدمات والقول بعكس هذا سيظهر أن النظرية تكر

كامل ، هذا وقد صاغ الكتاب األخضر مبدأ إلااء األجرة تحت عدة أفكار على إستحالة إلااء األجرة بال

وشعارات منها : "شركاء ا أجراء " و" األرض ليست ملكا ألحد " و" من ينتج يستهلك " وسنتعرض لهذه

الشعارات الواحد تلوى اآلخر

مية أن سمحت بممارسته واقعا : وهو الشعار الذي سبق للشريعة اإلسال : "شركاء ا أجراء " -4-2-0

أو قواعد طبيعية -قرنا بمسمى آخر إذ سمحت لألفراد حسب عدة نصوص شرعية 04منذ اكثر من

بتكوين مجموعات بشرية تسمى بالشركة للقيام بأنشطة إقتصادية متنوعة على أساس -بمنطق النظرية

سبقا وليس على أساس األجرة ، ومن بين النصوص التي تقاسم العوائد بأسلوب يقع ا اتفاق عليه م

[ / وقوله تعالى أيضا "وإن كثيرا 03تجيز هذا النشاط ما يلي : قوله تعالى : " فهم شركاء في الثلث " ]النساء

[ / وأحاديث للرسول صلى هللا عليه وسلم منها الحديث 34من الخلطاء ليباي بعضهم على بعض " ] ص

اإلسناد الجيد " يقول هللا تعالى : " أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه ، فإذا خانه القدسي ذات

في إطار –خرجت من بينهما " ... إن األمر الذي كان ينتظر من الكتاب األخضر هو تقديم آلية علمية

تكون قادرة على إعطاء كل عنصر من عناصر اإلنتاج حقه الذي يقابل –إجتهاد لتطبيق هذه النصوص

مابذله من جهد إلنجاح العملية اإلنتاجية دون إجحاف لكن الكتاب األخضر فشل في ذلك وقدم آلية بعيدة

كل البعد عن العدالة عندما قسم عائد العملية اإلنتاجية بالتساوي بين عناصر اإلنتاج حسب مبدأ الضرورة

وليس حسب مبدأ المجهود المبذول من كل عامل إنتاج ومن المنطقي أن يكون هذا النوع من التقسم مساهم

دأ الشراكة ، التي تعمل وفق المببليبيا بقسط كبير في الفشل أو المشاكل التي تعترض المؤسسات اإلنتاجية

ج على أساسهما وهما عامل الجهد وعامل إن المنطق العلمي يقتضي اإلختيار بين عاملين يقع تقسيم اإلنتا

الضرورة ونتساءل هنا لماذا قس م اإلنتاج حسب عامل الضرورة ولم يقسم حسب عامل الجهد رغم منطقيته

كما -؟ صحيح أن يكون كل عامل إنتاج مساو للعامل اآلخر من ناحية الضرورة إلنجاح العملية اإلنتاجية

الحاجة الكتاب األخضر / الركن ا اقتصادي / فقرة : - 23 / فقرة : األرضالكتاب األخضر / الركن ا اقتصادي - 24 / فقرة : المعاشالكتاب األخضر / الركن ا اقتصادي - 25 الكتاب األخضر / الركن ا اقتصادي / فقرة : الذي ينتج هوالذي يستهلك - 26

Page 16: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

16

لخآخر أثناء -بالضرورة -صحيحا أن يكون مجهود كل عامل إنتاج مساولكنه ليس -قالت بذلك النظرية

مجهود كل عامل عن مجهود العامل اآلخر وبالتالي -على األقل في أحيان –العملية اإلنتاجية ، إذ يختلف

لعدل افإن القول بالمساوة في قسمة المنتوج بين عوامل اإلنتاج هي قاعدة طبيعية هو أمر مجانب للصواب و

من زاوية منطقية كما يوضح ذلك المثال التالي : سيارة بها أب وإبنه الصبي ، فجأة حل بالسيارة عطب

ل وبذل مجهود كل حسب قدرته لدفعها إلى جانب وتوقفت في وسط الطريق مما دفع راكبيها إلى الترج

ما يختلف الواحد عن اآلخر لكنهما الطريق ، فحسب السن والتكوين البدني لكال الراكبين فإن مجهوده

ضروريين لتحريك السيارة إذ ا يستطيع أي منها تحريكها بمفرده ، فإذا أردنا مجازا أن نكافئ الراكبين

فيجب أن تكون المكافئة حسب المجهود الذي بذله كل واحد منهما لتحريك السيارة وليس حسب ضرورة

ف في حق من بذل جهدا أكثر من اآلخر في تحريك السيارة ، مجهودهما لهذه العملية وإ ا سيقع اإلجحا

ونفس الشيء سيقع إجحاف في حق عوامل اإلنتاج إذا قس منا عليهم اإلنتاج بالتساوي على أساس

الضرورة وليس على أساس المجهود رغم صعوبة تقييم هذا األخير بدقة لكل عنصر على حده ، صعوبة

المؤتمرات اإلنتاجية إلى التحري إلى أقصى حد ممكن حتى -حسب ظروف اإلنتاج -من المنطقي أن تدفع

يكون اإلجحاف في حق أي عنصر إنتاجي متقلص أيضا إلى أبعد حد ممكن ، و ينتهي با اتفاق والتراضي

نتاج حول قيمة مجهود كل عنصرعلى حده ألنه من الممكن إلى حد تقييم مجهود كل من المنتجين وآ ات اإل

لكنه من الصعب إلى حد أيضا تقييم مجهود المواد األولية المستخدمة في العملية اإلنتاجية وهو أمر ا يمكن

تجاوزه إ ا باإلتفاق والتراضي سواء بين المنتجين في مؤتمراتهم اإلنتاجية داخل مؤسستهم أو بينهم وبين

ن ا اتفاق والتراضي هما من العناصر الضرورية إلنجاح المستهلك )المجتمع( داخل المؤتمرات الشعبية ، إ

عملية تقسيم اإلنتاج على عناصره وسيقع التوسع في الحديث عنهما عند التعرض إلى إلااء الربح والتجارة

الحرة في ما سيأتي هذا مع اإلشارة إلى أن ما يشمل المنتجين بهذا الصدد يجب أن يشمل أيضا مقدمي

هؤ اء هم منتجون أيضا لكن مقياس إنتاجهم يختلف عن مقياس إنتاج المنتجين كما سنتوسع الخدمات ألن

أيضا في هذا األمر عند مناقشة شعار : من ينتج يستهلك .

أيضا فقد سبق للشريعة اإلسالمية أن حب ذت أن تعطى األرض لمن " األرض ليست ملكا ألحد " ، -4-2-3

ها دون إستاالل كما جاء في عدة أحاديث للرسول صلى هللا عليه وسلم منها يستالها عوضا عن اإلحتفاظ ب

جل أخاه أرضه ، خير له من أن يأخذ عليها خراجا معلوما" كذلك الحديث الحديث الصحيح " ألن يمنح الر

ك أرضه. " كذلك الحديث الشريف الصحيح " من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه. فإن أبى فلي مس

من أن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه 27" من أحيا أرضا ميتة فهي له ولعقبه " وكذلك ما ورد في األثر

قد قس م أرضا بين الناس بعد أن إسترد ها من أحد الصحابة لعدم قدرته على فلحها وقد ترجم الكتاب األخضر

له ا اقتصادي بفقرة )األرض ( هدف هذه اآلثار مع إشتراطات محددة موضوعيا وبشكل تقريبي في فص

ليست إلى التنظير التالي " األرض وزراعة شاال بها لالنتفاع استااللها واحد لكل يحق ولكن . ألحد ملكا

حدود وفي ، بدونه أو بأجر غيره استخدام دون الخاص جهده حدود في ورثته وحياة حياته مدى ورعيا

حاجاته " إشباع

وهي مقولة تتماشى مع نوع من العمال و ا تتماشى مع النوع اآلخر ، إذ " من ينتج يستهلك " -4-2-2

ون من النظرية بالمنتجين و ا تتماشى مع غير تتماشى مع المنتجين ألشياء قابلة للقياس المادي والمسم

لكن المنتجين لمثل هذه األشياء والمسمون بمقدمي الخدمات رغم أن هؤ اء يقومون أيضا بعمل له إنتاج

وحدات قياسه تختلف عن وحدات قياس النوع األول وبالتالي فهم منتجون لكن من نوع آخر ، فمثال إنتاج

األستاذ الجامعي في أحد نشاطاته يقاس بعدد الطلبة الذين ساعدهم على النجاح وبالتالي يقاس إنتاجه بعدد

نها وهو مقياس يختلف بطبيعة الحال عن بقية المقاييس األخرى التي تستعمل في بقية األدماة التي كو

اإلختصاصات والتي يجب اإلجتهاد في تحديدها جميعا بدقة حتى يكون اإلجحاف في حق هذا النوع من

المنتجين متقلص إلى أبعد حد ممكن على غرار اإلجتهاد في تحديد قيمة األشياء المنتجة بالنسبة إلى النوع

ة ا يمكن تجاوزها في الحا ات الطبيعية إ ا بتوفر عامل التراضي بين المنتج األول من المنتجين ، صعوب

في كال الحالتين السالفتي الذكر والمستفيد من اإلنتاج أيضا في كال الحالتين وذلك سواء أكان المستفيد فردا أم

اله من الخطاب إلى مجتمعا بأسره )دولة ( ، هذا وقد توصلت القيادة وحسب ما جاء في الجزء المذكور أع

ان عنصر التراضي يمثل قاعدة طبيعية تمنينا لو أن الكتاب األخضر قد ضمها بين دفتيه منذ بداية صدوره

كحامل للحل النهائي لمشاكل الشايلة كما يدعي ذلك !

هـ( / تحقيق : د/ محمد 600/ لصاحبه : علي بن عبد هللا بن أحمد الحسني السمهودي )المتوفى: 816-815ص خالصة الوفا بأخبار دار المصطفى ، - 27

محمد محمود أحمد الجكيني األمين

Page 17: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

11

إذا نظرنا إلى األمر من زاوية شريعة المجتمع )اإلسالم( ألن أيضا ا يمكن لشعار "من ينتج يستهلك " أن يكون صحيحا

جزء من إنتاج الفرد إذا توفرت له شروط معينة يجب أن يتنازل عنه لفائدة المجتمع بموجب قاعدة طبيعية في الشريعة

تسمى بالزكاة ، وهو أيضا ما لم يأخذه الكتاب األخضر بعين اإلعتبار!

الفة الذكر ليست لها القدرة على إلااء العمل باألجرة بشكل دائم إذ هنالك عوامل خارجة عن إرادة إن الشعارات الثالث الس

أخذتها شريعة المجتمع بعين اإلعتبار وأهملتها األدبيات الجماهيرية وبإمكان هذه -الذي ينظر إليه -المجتمع اإلشتراكي

دة أنشطة إقتصادية تعارضها النظرية ، ويمكن أن تكون هذه العوامل دولية العوامل فرض سواء العمل باألجرة أوالقيام بع

كما يمكن أن تكون طبيعية ومن بينها نجد العمالة األجنبية والكوارث الطبيعية كالفياضانات واألعاصير و الجفاف وما

مما جعلها تسمح بممارسة هذه األنشطة عاما من التجربة 35شابههن ويبدو أن القيادة قد تفطنت موضوعيا لهذا األمر بعد

مبررة ذلك بقاعدة " التنوع أساس الحياة " ، وفي ما يلي نسوق مثالين لتأثير هذه العوامل:

المثال األول حول العمالة األجنبية ، فالمجتمع اإلشتراكي الجديد ا يمكن أن يحقق إكتفاءه الذاتي في كل

ات أجنبية لتساعده على بناء ذاته مما يستوجب عليه خياران : يتمثل األول الميادين وبالتالي فهويحتاج إلى خبر

في تشايل هذه الخبرات كشركاء في مؤسساته وهو ما لم يقع واقعا لعدة إعتبارات مما يقود إلى إتهام هذا

بي كأرباب األجن المجتمع بالعنصرية و اإلستاالل إذ أن أفراده يتعاملون فيما بينهم كشركاء بينما يتعاملون مع

عمل إستاالليين كما تقول بذلك النظرية ، والخيار الثاني السماح بالعمل باألجرة إلى جانب العمل حسب

مبدأ "شركاء ا أجراء " سواء بين أفراد المجتمع ذاته أو بينهم وبين األجنبي للتخلص من صفة العنصرية

األسلم بقطع النظر عن النيات والدوافع !واإلستاالل وقد إختارت القيادة موضوعيا الحل

المثال الثاني ، حول الكوارث الطبيعية وما شابهها ، فالمجتمع اإلشتراكي الجديد أيضا ليس في منأى عن

سواء الكوارث الطبيعية أو األمراض والحوادث المقعدة التي تصيب بعض أفراده ، فمثال : مجموعة من

واحد منهم بمفرده في حقله حسب شروط إشتراكية الكتاب األخضر لمدة عشرة المنتجين )فالحين( يعمل كل

أعوام حيث أنتجت فيها حقولهم أشجارا مثمرة ، فجأة تايرت األحوال الجوية وفوجئ الجميع بفيضان أدى

إلى جرف أشجار بعض الفالحين وسقى بشكل جيد أشجار البعض اآلخر وهي وضعية نتج عنها من جهة

ز في إشباع حاجات المتضررين إلى حد المجاعة وزيادة من جهة ثانية في إنتاج المستفيدين إلى أولى عج

أكثر من إشباع حاجاتهم الخاصة مما دفع بهؤ اء إلى تقديم يد المساعدة إلى المتضررين ، فقبل جزء

فيالجزء اآلخر منهم من هؤ اء المتضررين العمل لدى المستفيدين على أساس الشراكة بينما رفضها

عن قناعة لو تتاح له فرصة العمل باألجرة رغم منعها واقعا بمفعول النظرية وذلك قرارة نفسه وخي ر

خوفا من إحتمال وقوع كارثة أخرى تفوق الفيضان وتكون في شكل إعصار يجرف األرض ويقتلع

رة سنوات أخرى حتى يعيد غرس أرضه األشجار مما يضطره إلى البحث عن فالح آخر أو يترقب عش

أشجارا وينتظرها حتى تثمر وما سيعانيه طوال هذه المدة من شظف العيش والخصاصة وهو واقع ا يمكن

تفاديه فوريا إ ا بالعمل باألجرة عن قناعة و تراض بين األجير والمؤجر . وهذه حالة تمثل رغبة طبيعية

لحريتهم كان على النظرية أن تأخذها بعين اإلعتبار منذ البداية وليس لجزء من الناس في إطار ممارستهم

عاما وهو امر ا يكلفها إ ا تطبيق قواعد اإلقتصاد اإلسالمي الذي يكرس التنوع في األنشطة 35بعد مضي

ه بق ذكروكما س -ا اقتصادية ويترك للناس حرية اإلختيار، هذا من ناحية أما من أخرى فإن النظرية عاجزة

ر إليه إذ تسمح لمن تعتبرهم مقد مي - عن تقديم حل إللااء األجرة نهائيا من المجتمع اإلشتراكي الذي تنظ

خدمات كالمعلم والطبيب وأمثالهما من أخذ أجرة من المجتمع بقطع النظر عن كيفيتها كما جاء في النص

لمؤسسة يعمل أن وإما المادية، حاجاته لضمان لنفسه مليع أن إما ، الجديد المجتمع في فاإلنسان التالي : "

28المادية" حاجاته المجتمع له ويضمن للمجتمع، عامة بخدمة يقوم أن أو إنتاجها، في شريكا يكون اشتراكية

و ا يتم هذا الضمان في الوقت الحالي على األقل إ ا بأجرة ! إذا فال يجب فرض أجرة على فئة من المجتمع

فئة أخرى من التعامل بها إن أرادت التعامل بها عن قناعة نتيجة ظروف موضوعية ومنطقية !وحرمان

كما جاء بالكتاب األخضر" حتى ا يتحكم أحد بالجماهير إلغاء التجارة الخاصة اإلستغاللية -4-4

ر الشعب، تاجالشعبية عن طريقها، باعتبارها مصدر ا استاالل الرئيسي في المجتمع، على أن تقوم بد ا منها م

، وقبل مناقشة هذا الحل ا بد 29" التي يبيع الشعب فيها لنفسه بثمن التكلفة، فينتهي التالعب با اسعار نهائيا

لخاصة ، فالتجارة ا من التمييز بين أمرين : األول : التجارة الخاصة ككل والثاني التجارة الخاصة اإلستااللية

بصفة عامة هي نشاط مزاول منذ القدم رغم إحتوائها في حا ات على نوع من الابن سواء غبنا عفويا أو

الكتاب األخضر ، الركن ا اقتصادي ، فقرة : األرض - 28 لفقرة : نماذج من الحلول التلفيقية .شروح الكتاب األخضر ، جزء : األنظمة اإلصالحية ذات الحلول التلفيقية ، ا - 29

Page 18: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

18

مقصود ا وقد أقرت الشريعة اإلسالمية النوع األول سواء بممارسة الرسول صلى هللا عليه وسلم لها

378تخذ في ليبيا سابقا كشريعة للمجتمع بقوله تعالى في اآلية أوصحابته الكرام أوذكر القرآن الكريم لها الم

م من سورة البقرة )... البيع وحر با وأحل الل ....( هذا فضال عن الحديث الصحيح " أطيب الكسب عمل الر

ه ، و كل بيع مبرور" والشيء المبرور هو " ما ا شبهة فيه و ا وبهذا فالتجارة 30 كذب و ا خيانة "الرجل بيد

المبرورة ا يمكن إعتبارها اعالقة ظالمة و انشاط إستااللي و ا الربح المتفق عليه الذي تتعامل به

محرما كما ذهب إلى ذلك التنظير الجماهيري في عدة نصوص منها اإلثنين التاليين : األول : " التجارة

منذ القدم، قبل فالسفة اليونان وقبل ماركس وقبل القذافي إ ا أن كشفها هوشأن كعالقة ظالمة كانت موجودة

من شؤون التحليل العلمي، ومن خالل التحليل العلمي نفسه يقتنع الناس بضرورة تدميرها " وهو هنا لم يميز

سنرى بعد الابن كما ا بين تجارة عادية و ا بين تجارة إستااللية و ا يمكن للتحليل العلمي أيضا أن يتفادى

حين ، والثاني : " إن قوانين ا استاالل تسمح لألفراد بمزاولة التجارة الخاصة، وتسمح لهم بتحقيق األرباح

رغم عدم 32يقول بهذا ألنه يعتبر أن " اإلعتراف بالربح هو إعتراف باإلستاالل " 31هذه الحرفة " من

ور منطقي ، فالشريعة تشترط توفر عامل الرضا حول صحة هذا سواء من منظورشريعة المجتمع أو منظ

ين آمنوا ا تأكلوا أموالكم بينكم 36قيمة الربح كما جاء في قوله تعالى في اآلية من سورة النساء )يا أيها الذ

نكم ...( ، أم ل إ ا أن تكون تجارة عن تراض م ا من ناحية منطقية فمن حق كل من بذل جهدا سواء في بالباط

إنتاج سلعة معينة أو في جلبها وعرضها للبيع ، من حقه أن ينال ربحا يكون كمقابل لما بذله من مجهود ،

وسيقع التوسع في هذا األمر عند فقرة :إلااء الربح كما سيأتي بعد حين . هذا من ناحية التجارة الخاصة بصفة

ا من ناحية التجارة الخاصة اإلستااللية وهي التجارة التي ينقصها عامل التراضي ويتعمد فيها عامة ، أم

المنظ ر –التاجرأو البائع بشكل عام اإلضرار المادي والمعنوي بالمستهلك فيمكن أن تكون متاجر الشعب

حل الوحيد إللااء التجارة الخاصة كأحد حلول تفادي أضرارها لكنها ورغم منطقيتها فهي ا تمثل ال -إليها

اإلستااللية إذ يمكن تعويض هذه األخيرة بالتجارة الخاصة غير اإلستااللية أين يمكن أن يسود التراضي

بين البائع والمشتري ،تعويضها بهذا النوع من التجارة وذلك لعدم إمكانية قبول حل المتاجر الشعبية من

ممارستهم لحريتهم كنتيجة لعدة عوامل منها : التفاوت المادي بين مداخيل المواطنين جميع المواطنين في إطار

وما ينتج عنه من تحبيذ لنوع من السلع على النوع اآلخر تعجز هذه المتاجر أو األسواق ولظروف مختلفة

عض لذي ا يالئم بعن تلبيتها إ ا بقنوات خاصة ، الظروف الجارافية كإتساع رقعة البلد وتناثر سكانه ا

أجزائه إ ا المتاجر الخاصة ، كذلك طروء ظروف قاهرة كالحروب التي تدمر هذه األسواق أوالسرقات التي

تحرم الناس من حاجاتهم المخزنة فيها ، كذلك العمالة األجنبية التي لم يقع معاملتها واقعيا في هذا المضمار

ن شأنهم في ذلك شأن العمل باألجر أو بدونه ، هذا إلى جانب عوامل على قدم المساواة مع السكان األصليي

أخرى مشابهة ا يمكن معها إ ا إيجاد نوعين من التجارة : تجارة عامة تعنى بتوفير ما يتفق عليه الشعب أو

األول ععلى أنه من المواد الضرورية وتجارة خاصة تعنى بالتجارة المكملة للنوالشعبية أغلبه في مؤتمراته

، ألن المشكل ليس في التجارة الخاصة وإنما في الربح الذي يتجاوز المنطق ويقود إلى إستاالل اآلخرين ألن

الربح المتفق عليه هو أمر مقبول بنص شريعة المجتمع كما سبق تبيانه وحق مشروع و مكتسب كما سنرى

في النقطة التالية .

طريق تحويل المجتمع بالكامل إلى مجتمع إنتاجي كما جاء عن إلغاء الربح بإعتباره إستغالل -4-8

مرحلة إلى الجديد ا اشتراكي المجتمع وصول فهي النهائية الخطوة بالفقرة التالية من الكتاب األخضر " أما

الحاجات إشباع درجة اإلنتاج وبلوغ بالكامل إنتاجي مجتمع إلى المجتمع بتحويل وذلك ، والنقود الربح اختفاء

إن النقود . إلى الحاجة وتنعدم تلقائيا الربح يختفي النهائية المرحلة هذه وفي ، المجتمع ألفراد اديةالم

وقبل مناقشة إمكانية إلااء الربح من عدمه ا بد من التوقف 33" …با استاالل اعتراف هو بالربح ا اعتراف

أو ا عند مفهوم الربح ثم ثانيا عند من يمارس نشاطات ربحية ، إن مفهوم الربح ) في علم ا اقتصاد ( "هو

35تهلك" للمس بيعها وثمن ، السلعة تكلفة ثمن بين الزيادة فارق أو "هو 34الفرق بين ثمن البيع ونفقة اإلنتاج"

ويكون المنتفعين به إما تجارا أو منتجين ويصعب مع كليهما تحديد قيمة الربح وذلك لعدة عوامل مرتبطة

معجم المعاني ، مادة : مبرور - 30 شروح الكتاب األخضر ، جزء : ثروة المجتمع كيف توزع ؟ ، الفقرة : صور اإلستاالل . - 31

الكتاب األخضر / الركن ا اقتصادي / فقرة : األرض - 32 نفس المصدر - 33 مادة : ربح )موقع إلكتروني ( معجم المعاني ، - 34 المعجم الجماهيري ، مادة : الربح - 35

Page 19: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

19

ببعضها البعض منها قيمة الجهد المبذول لصناعة السلعة بالنسبة إلى المنتج وقيمة الجهد أيضا المبذول لجلب

التنصيص على أن ثمن التكلفة المقترح من التنظير كحل تاجر هذا مع ة ثم عرضها للبيع بالنسبة للالسلع

يحتوي في حد ذاته على ربح ألن المنتج ا يمكن له أن يقدم سلعة للبيع دون زيادة عن ثمن مواد ها األولية

يحاول فيها تضمين المقابل التقديري للجهد الذي بذله في الحصول عليها سواء كان حرفيا أو فالحا وبالتالي

ن الحديث عن تحديد قيمة الربح بدقة إللاائه هو دوران في حلقة مفرغة وحتى التنظير الجماهيري إعترف فإ

في إلااء الربح عند حديثه عن الفالح بقوله " وبرغم أن الفالح منتج ويختلف عن بنفسه بهذا وناقض نفسه

أنه حين يزرع كيسا من الشعير وينتج التاجر وعن المقاول و السمسار والحالق، الذين ا ينتجون شيئا إ ا

وعملية البيع هذه تعيد التجارة .عشرة أكياس فهو يستهلك خمسة منها، ويبيع بعد ذلك الخمسة األكياس األخرى

إلينا كرة أخرى ونقع في ا استاالل مجددا بسعي الفالح الى استاالل المستهلكين بزيادة أسعار السلع الزراعية

أكبر قدر من الربح، وفي هذه الحالة لم يخرج الوضع عن المحظور األول الذي هو من أجل الحصول على

و ا يمكن معالجة موضوع الربح ا بتحويل المجتمع بالكامل إلى مجتمع إنتاجي كما سبق ذكره 36ا استاالل"

قوله ظير بو ا بالرجوع إلى المؤتمرات الشعبية دون الرجوع إلى شريعة المجتمع كما ذهب إلى ذلك أيضا التن

" إن الفالحة مهنة حرة، فإذا ما تناقضت مع مصلحة المجتمع ا اشتراكي فان من حق هذا المجتمع أن يعالجها

، ومن المنطقي ما يقال عن الفالحة يقال أيضا عن بقية المهن اإلنتاجية 37بالشكل الذي يراه مناسبا له"

لي ة سواء خام أو مصنعة ، إن الحل الوحيد الذي يمكن األخرى التي يستعمل فيها أصحابها خاصة موادا أو

الرجوع إليه في هذه الحالة هو تطبيق القاعدة الطبيعية الواردة بشريعة المجتمع والتي قفز عليها التنظير وهي

التراضي سواء أكان في شكل قانون تصدره المؤتمرات الشعبية بعد دراسة مستفيضة لألسعار مع المؤتمرات

ة أو في شكل تعامل وقتي تفرضه الظروف ويقبله البائع والمشتري على حد سواء . أما حل تحويل اإلنتاجي

المجتمع بالكامل إلى مجتمع إنتاجي إللااء الربح فهومضاد للواقع وللمنطق من ناحيتين : األولى : أن المشكل

ور تالي سيبقى موضوع الربح يدالذي إعترض مهنة الفالحة سيعترض حتما بقية المهن اإلنتاجية األخرى وبال

في حلقة مفرغة وظالله تخيم على جميع المهن ، والثاني : إستحالة تحويل المجتمع بالكامل إلى مجتمع

إنتاجي بالمفهوم الذي يقصده الكتاب األخضر وذلك لضرورة وجود فئة منه تعمل كمقدمة خدمات ، وقد ناقض

جود مقدمي خدمات سواء بنصوصه كما سبق بسطه أو بشروحه الكتاب األخضر طرحه هذا وأقر بضرورة و

حيث يقول : " هناك بعض النشاطات التي يقوم بها ا افراد، والتى تعتبر ضرورية للمجتمع، ولكنها ا يمكن

فالمدرس و ا يمكن أن تقع في دائرة الملكية ا اشتراكية أيضا أن تقع في دائرة الملكية الفردية )الخاصة(

والمهندس يقومون بخدمات يحتاج إليها المجتمع، وهذه الخدمات تقدم لجميع أفراد المجتمع، أى أنها والطبيب

، وبالتالي فإن الكتاب األخضر يناقض طرحه في مسألة إلااء الربح 38تقدم كخدمة عامة في المجتمع الجديد"

إلااء الربح ألن ثمن التكلفة في حد ذاته يتضمن ربحا ، والثانية في مناسبتين على األقل : األولى : في إستحالة

:كذلك في إستحالة تحويل المجتمع بالكامل إلى مجتمع إنتاجي لضرورة وجود فئة من هذا المجتمع لتقديم

فأن مقولة -وكما سبق التلميح إليه -خدمات ضرورية ألفراده , هذا ومن الجدير بالمالحظة في هذا الصدد

ركاء ا أجراء " ا يمكن لها القضاء على الربح ألن أصحاب المؤسسات اإلشتراكية يتعاملون داخليا "ش

وفيما بينهم كشركاء لكنهم خارجيا ومع سواء المواطن البسيط أوالمؤسسات األخرى حتى تلك التي تشاركهم

التالي تهم ، وبالديمومة نشاط مؤسس يتعاملون معهم بشكل جماعي كأرباب عمل يبحثون عن الربح ،نفس المبدأ

ليس حكرا اعلى الدولة فيبهدف الربح فإن األسلوب الرأسمالي كما تعتبره النظرية في التعامل مع اآلخر

سسات المؤحتى التجربة الشيوعية و ا على الرأسماليين األشخاص في التجربة الرأسمالية بل يشمل كذلك

إستاالل للعامل داخلها عكس التجربتين السالفتي الذكر ! الجديدة لكن مع عدم اإلشتراكية

ألنه الحاجات إشباع عن الزائد االدخار أجل من الربح منع النشاط االقتصادي الباحث عن -4-6

النشاط إن جزء من ثروة المجتمع كما جاء ذلك في فقرة األرض بالركن ا اقتصادي على النحو التالي :"

وليس المادية الحاجات إشباع أجل من إنتاجي نشاط : هو الجديد ا اشتراكي المجتمع في ا اقتصادي نشاطا

أو إنتاجي غير الااية إن الحاجات .... تلك إشباع عن الزائد ا ادخار أجل من الربح عن يبحث نشاطا

كل في األقـل على محدودة العالم ثروة إن إذ فقط، حاجاتهم إشباع هي لألفراد ا اقتصادي للنشاط المشروعة

ثروة من آخر إنسان حاجة هو الحاجة عن الزائد ا ادخار حدة ... إن على مجتمع كل ثروة وكذلك مرحلة

المجتمع " و لمناقشة هذا الطرح ا بد من التعرض إلى المسائل التالية :

شروح الكتاب األخضر ، جزء : علم إقتصاد جديد ، فقرة : الفالحون - 36 شروح الكتاب األخضر ، جزء : علم إقتصاد جديد ، فقرة : الفالحون - 37 جزء: الملكية وعالقات اإلنتاج ، الفقرة : الخدمة العامة شروح الكتاب األخضر ، - 38

Page 20: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

21

من أشكال هو أمر مباح وليس شكال -وكما سبق تبيانه -األولى : التذكير بأن الربح المتفق عليه

اإلستاالل كما تقول بذلك النظرية ،

: الثانية : التعرض إلى أنواع اإلدخار التي تتمثل في ثالثة أنواع على األقل

النوع األول : إدخار على حساب حاجات اإلنسان الخاصة وهو أمر مجاز من قبل النظرية لكن بشرط

إنتاجه من حاجاته من ا ادخار له )أي للفرد( يحق غير منطقي إذ تقول في هذا الشأن : " ولكن

أكثر اقتصادي بنشاط القيام جاز لو الاير ألنه حاجات حساب على و ا الاير جهد من وليس الذاتي

" إن . حاجاته على الحصول من غيره ولحرم ، حاجاته من أكثر إنسان لحاز الحاجات إشباع من

جهد الاير إلشباع الحاجات الخاصة قد تبي نت عدم منطقيته من خالل الحاجة إشتراط عدم إستعمال

إلى العمل باألجرة الذي سبق التعرض إليه بفقرة : إلااء األجرة ، إذ يمكن العمل باألجرة لعدة دواعي

تسوجب جميعها عامل التراضي بين األجير ورب العمل ، أما التعليل بأن إستعمال الاير في إشباع

لحاجات الخاصة يؤدي إلى حرمان الاير من الحصول على حاجته ، فهو تعليل فيه نظر إذ يكون ا

ل الاير أو األجير لإلعتداء على حصص األفراد من ثروة المجتمع ويكون عكس صحيحا إذا أستعم

ل األجير في غيرها ، ذلك إذ أستعم

صة من اإلنتاج سواء بمجهود فردي أو بإستعمال النوع الثاني : إدخار بعد إشباع حاجات الفرد الخا

الاير عن تراض وهو إدخار كذلك مشروع و ا توجد قاعدة طبيعية سواء منطقية أو شرعية تمنع

الااية اإلدخار الزائد عن الحاجة أو من الحاجة في حد ذاتها لوقت الشدة وبالتالي فإن القول بـ" إن

فقط " ا يستقيم ا منطقا و ا شرعا ! حاجاتهم إشباع هي ادلألفر ا اقتصادي للنشاط المشروعة

النوع الثالث: إدخار من ثروة المجتمع يتجاوز الحصة المقررة لكل فرد منه أي أن الفرد يأخذ أكثر

الاير بأجرة ، وهو أمر من النصيب المقررله من ثروة المجتمع سواء بجهده الخاص أو بإستعمال

يجب أن يرفض لما فيه من إعتداء على حق الاير ، وفي هذ الصدد ا بد من تصحيح الصياة المشوشة

عن الزائد ا ادخار كالتالي : "... إن-وكما سبق ذكره -التي ورد بها هذا المنع في النظرية وهي

الفكرة ا تستقيم ألن الحاجة هنا غير المجتمع " إن هذه ثروة من آخر إنسان حاجة هو الحاجة

محددة وبالتالي هنالك إمكانية لعدم كفاية ثروة المجتمع عندما تكون محدودة إلشباع جميع حاجات

أفراده إن أراد كل فرد منه أن يشبع حاجته بالكامل والمنطقي أن يقال : منع الفرد من اإلستحواذ على

المجتمع سواء لبى هذا النصيب حاجته أم لم يلبيها ، ألن أكثر من النصيب المخصص له من ثروة

اإلستحواذ على أكثر من هذا النصيب هو تعد على نصيب و جاجة فرد آخر!

الثالثة : محدودية ثروة المجتمع : وهي المبرر الذي قدمته النظرية للتحريض على عدم اإلدخار الزائد عن

يمكن أن يكون صالحا في حا ات مع -كل بلد على حده وحسب ظروف -إشباع الحاجات ، وهو مبرر

بعض الثروات وخاطئ مع البعض اآلخر ، كمثال األرض القابلة لإلستصالح بالوطن العربي وهي أرض

تمثل ثروة مهدورة تستوجب المعالجة !

ى فالمقولة عل عن طريق تطبيق مقولة " البيت لساكنه " ،إلغاء اإليجار وإمتالك المسكن ملكية خاصة -4-7

إيجابيتها فإن عقبتين إثنتين على األقل تعترضانها :

األولى : عدم منطقية وواقعية سواء تمليك المسكن للعمالة األجنبية رغم ضرورة تواجدها داخل المجتمع

لية عماإلشتراكي الذي ينظر إليه الكتاب األخضر أو كذلك عدم منطقية تأجيرها لها رغم واقعيتها لكون هذه ال

تمثل شكل من أشكال العنصرية شأنها في ذلك شأن عدم تشايلها حسب شعار " شركاء ا أجراء " التي

سبقت مناقشتها !

الثانية : تسبب هذه المقولة في مشاكل ألفراد المجتمع عند تنقلهم الضروري داخل البالد من مدينة إلى أخرى

رفية مشابهة ، فالذين يعملون بعيدا عن مسقط رؤوسهم ا يمكن سواء للعمل أو للسياحة أو ألشياء أخرى ظ

للبعض منهم إن لم نقل لجميعهم إمتالك بيتين واحد بمسقط الرأس واآلخر بموقع العمل ، كذلك نفس الشيء

بالنسبة لسياحة العائالت الداخلية خاصة تلك التي تدوم طويال وفي كلتا الحالتين فإن الحل األفضل هو تمضية

فترة تواجدهم خارج مسقط رؤوسهم في بيت مستقل كما تقتضيه حريتهم ، بيت ا يمكن أن يكون إ ا بأجرة

يكون البعض من أفراد المجتمع ذوو الدخل واإلدخار المرتفعين قادرين على بنائه ثم تأجيره ، وهذا من شأنه

يضمن وجوبا توفير مسكن بدون إيجار أن ياي ر شعار "البيت لساكنه " إلى شعارآخر" لكل أسرة بيت " شعار

Page 21: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

21

لكل أسرة وفي نفس الوقت يسمح لهذه األسرة بتأجير بيت آخر كلما دعت الحاجة إلى ذلك ومن هنا فإن القول

هو قول يجانبه الصواب 39المسكن المخصص للتأجير بعد المسكن األصلي هو تحكم في حاجة إنسان آخر بأن

ة من ذلك التأجير كما سبق ذكره إذ أن األمور تقيم بالنتائج اإليجابية التي إلى حد لضرورة وجود مصلحة عام

تعود على الفرد وعلى المجتمع من مثل هذه النشاطات وهذا النوع من النتائج مقر سلفا من قبل شريعة المجتمع

التي ا تعارض اإليجار المتفق عليه !

وهو أمر يقع عن طيب خاطر وإقتناع تام كما جاء بالنص التالي : : التبرع لميزانية الدولة -4-5

يتم بتقديم المنتجين لقيمة معينة من ..الخ .." ويصبح توفير الخدمات العامة الضرورية من صحة وتعليم وتسليح

دون الحاجة .إنتاجهم عن طيب خاطر، واقتناع تام، بارادتهم الحرة، للمجتمع ليتمكنوا من ا استمتاع بتلك الخدمات

وهو أمر من جهة أولى 40الى فرض الضرائب وا استقطاعات المختلفة، ودون الحاجة الى مصادرة اإلنتاج"

على غاية من المثالية لتطلبه مواطنين مثاليين ومن جهة ثانية فهو أمر على غاية من الخطورة ما لم تكن هنالك

قوانين واضحة يتقيد بها المواطنون لتمويل الميزانية وعدم تركها لمثل هذه المثاليات شبه المستحيلة التي قد

عجزها عن ضمان تحقيق حاجات مقدمي الخدمات كما سبق التعرض لذلك ، إن توفير تؤدي إلى إفالس الدولة و

الخدمات العامة الضرورية أو تمويل الخزانة العامة يتطلب ضرائب وإستقطاعات منها وجوب دفع الزكاة

إلقرار اكتطبيق عملي لقاعدة طبيعية تفرضها شريعة المجتمع التي أهملها التنظير في تناقض مع نفسه رغم

بها ضمنا !!

الكتاب األخضر ، الركن ا اقتصادي ، فقرة : المسكن - 39 القانون والصراع على السلطةشروح الكتاب األخضر / جزء : الصراع على السلطة / فقرة : - 40

Page 22: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

22

للغيب !دعوة مقن عة إلى الوثنية ورجم الركن االجتماعي للنظرية :

ا اقتصادي للنظرية بمعية تراجعات القيادة إلى مبادئ ا اقتصاد اإلسالمي يمثالن تصالحا مع إن كان الركن

جزء من مبادئ اإلسالم ككل فإن جزء من الركن ا اجتماعي للنظرية يمثل رجما للايب ودعوة مقنعة إلى كل من الوثنية

صارخ مع شريعة المجتمع من جهة وتصادم مع المنطق من جهة وتعدد اآللهة واإلرتداد عن اإلسالم وذلك في تناقض

أخرى كما سنرى ذلك من خالل التعرض إلى البعض )وليس الكل ( من تنظيراته التي تتعلق بعدة مسائل منها ما يلي :

العامل هو اإلنساني للتاريخ المحرك إنالعامل القومي كمحرك أساسي للتاريخ اإلنساني ، كما جاء بالنظرية : " -0

إلى القبيلة إلى األسرة من … حدة على كال البشرية الجماعات تربط التي ا اجتماعية فالرابطة ، القومي أي…ا اجتماعي

" ، فحسب شريعة المجتمع فإن هذا الطرح يجانبه الصواب ألن الرابطة ا اجتماعية تتم التاريخ حركة أساس هي األمة

من سورة التكوير 36ما بينهم وهذه المشيئة بدورها تتم وفق مشيئة الخالق وذلك لقوله تعالى في اآلية وفق مشيئة األفراد في

)وما تشاؤون إ ا أن يشاء هللا رب العالمين( ، لقد خلق هللا تعالى العباد وخلق أفعالهم ثم اقدرهم على القيام بها بعد تمكينهم

خلقكم وما تعملون من سورة الصافات ) 66دة نصوص منها : اآلية من حرية إختيار فعلها كما جاء ذلك في ع ( والل

اها*فألهمها فجورها وتقواها*قد أفلح من زكاها*وقد خاب من 01-6-5-7وكذلك اآليات من سورة الشمس )ونفس وما سو

نجدين وترك لها حرية اإلختيار ، وبالتالي فإن مشيئة هللا قد سبقت مشيئة اإلنسان ومهدت لها لإلختيار دساها ( أي هداها ال

بين الخير والشر في تعاملها مع اآلخر مما يجعلها هي المحرك األساسي للتاريخ ، كذلك فإن مشيئة هللا تعالى قد سبقت

المؤثرة في اإلنسان وخاصة تلك التي لها إتصال روحي بنفسية هذا مشيئة بقية المخلوقات األخرى الفاعلة في الواقع و

األخير وتأثير عليها كالروح والمالئكة والجن الذين لهم جميعا نصيب من تحريك األحداث إلى جانب اإلنسان في حدود

ها لجن تحت أسماء مضللة منما تسمح به مشيئة هللا تعالى ، ومما تجدر اإلشارة إليه في هذا الصدد : اإلستخدام المكثف ل

التنويم الماناطيسي ، إستخدامه من طرف عباد إبليس بصفة عامة بمن فيهم المخابر الروحية للمحافل الماسونية ونظيرتها

الفروع الروحية لإلستخبارات العالمية باية إخضاع المواطن البسيط وغسل دماغه سواء أكان بالسجن أو خارجه وذلك

سمح به مشيئة هللا تعالى ، فكم من حدث يفتعل بهذا السالح الخفي الذي يشبه مفعوله المدمر في عالم الروح في حدود ما ت

والعالقات البشرية مفعول األسلحة الذرية في عالم المادة ! هذا إلى جانب وجود أحداث وظواهراخرى تتم أيضا بمشيئة

مجرى التاريخ كالمعجزات للرسل والكرامات لألولياء الصالحين و الكوارث هللا تعالى و ا دخل لإلنسان فيها ولها تأثير على

الطبيعية كالفيضانات واألعاصير والز ازل والجفاف وغيرها من الكوارث التي تسلط على اإلنسان بمشيئة هللا تعالى

ومي من تحريك األحداث بمفرده للتعامل معها في إطار إبتالءات وتمحيصات ، وكل هذه العناصر منعت إنفراد العامل الق

...

فتهم النظرية بأنهم أناس يضحون من أجل قضايا قومية بقولها : " -3 هم التاريخ أبطال إنأبطال التاريخ ، وقد عر

ولكن ...آخرين أجل من يضحون إنهم قضايا؟ أي ولكن .لذلك آخر تعريف أي هناك ليـس , قضايا أجل من يضحون أفراد

القضايا تلك ، إذن …اجتماعية عالقة هي وجماعة فرد بين العالقة وإن .. بهم عالقة لهم الذين اآلخرون إنهم آخرين؟ أي

من يضحون أفراد هم التاريخ أبطال إن" ، إن الجزء األول من التعريف والمتمثل في الجملة التالية " قومية قضايا هي

" نعتقد بصحته ، لكن ما تبقى من التعريف فهو خاطئ لوجود أناس ا يضحون من أجل اآلخرين إذ منهم من قضايا أجل

يضحي من أجل مرضاة هللا تعالى سواء تنفيذا ألوامره كاألنبياء والرسل عليهم السالم أو حبا فيه تعالى أو كذلك مخافة

م في أفعاله عالقته باهلل تعالى قبل أن يستحضر عالقته بالبشر وبالتالي فه منه ومن عقابه ، فهذا النوع من البشر يستحضر

يضحون من أجل خالق اآلخرين وليس من أجل اآلخرين كما قالت بذلك النظرية رغم شمول منفعة هذه التضحية موضوعيا

لهؤ اء اآلخرين !

س إذ قيل أو ا بأنها حركات قومية ثم قيل مفهوم الحركات التاريخية ، لقد وقع تعريف هذه األخيرة بشكل ملتب -2

ثانيا بأن العامل الوحيد المنافس للعامل القومي هو العامل الديني وهو ما يمكن أن يفهم منه أن الحركات التاريخية يمكن

الجماهيرية الحركات هي التاريخية الحركاتأيضا أن تكون حركات دينية ، وقد وردا هذان القو ان كالتالي : األول "

منهما لكل أي ، جماعتها ليست أخرى جماعة عن استقـاللها أجل من ..نفسها أجل من الجماعة حركة أي، .. الجماعية أي

الجماعية فالحركات . بنفسها يربطها اجتماعي تكوين المالوبة للجماعة الذات لتحقيق حركات.. استقاللية حركات هي دائما

مـن هناك وليس" والثاني " . القومية بالحركات الحركات هذه سميت ولذا... أخرى جماعة طرف من … المظلومة أو

والذي ، القومية الجماعة يقسم قد الذي الديني العامل إ ا الواحدة الجماعة وحدة على التأثير في ا اجتماعي للعامل منافس

" ، واألولى بالقول وبشكل النهاية في يتالب الذي هو ا اجتماعي العامل أن بيد . مختلفة قوميات ذات جماعات يوحد قد

مبسط هو أن الحركات التاريخية هي حركات جماهيرية يمكن أن تأخذ الصباة القومية في أحيان كما يمكن أن تأخذ الصباة

Page 23: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

23

ير محاولة إظهار تأثير عنصر أكثر من تأث الدينية في أحيان أخرى ، وهو تعريف بعيد عن الضبابية واإللتباس الناتجةعن

العنصر اآلخر !

يتالب الذي هو ا اجتماعي العامل أن بيدتال ب العامل ا اجتماعي على العامل االديني في النهاية كما سبق ذكره " -4

ير على اإلنفراد بالتأث " أي تالب القومية على العقيدة وهو قول يجانبه الص واب لعدم قدرة العامل ا اجتماعي النهاية في

على الحياة البشرية مادامت األديان ا زالت موجودة ولم تمحى نهائيا من الوجود ، محو لم ولن يقع إلى أن يرث هللا

األرض ومن عليها وقد إعترفت النظرية بهذه الحقيقة في مكان آخر منها وناقضت نفسها بنفسها عندما أقرت بفقرة األمة

عن أسباب تفتت اإلمبراطوريات ، أقرت بوجود تناوب على السيطرة على المراحل التاريخية بين كل من عند حديثها

بين الصراع ويشتد ، الدينية الروح من أقوى القومية الروح تظهر فعندماالعامل القومي ونظيره العامل الديني بقولها "

…اإلمبراطورية تلك فتختفي ا اجتماعي تكوينها إلى راجعة أمة كل تستقل ، مثال واحد دين يجمعها التي المختلفة القوميات

تحت المختلفة القوميـات فتتحد القوميـة الروح من أقوى الدينية الروح تظهر عندما أخرى مرة الديني الدور يأتي ثم …

" وهكذا أخرى مرة القومي الدور يأتي حتى ..الواحد الدين علم

واحد لتحقيق ا استقرار والنمو ، وهو الحل الذي تعتبره النظرية كقاعدة طبيعية دين وجوب أن يكون لكل أمـة -8

لكل أن هي السليمة القاعدةحتى يسود اإلنسجام داخل األمة الواحدة ويبعد عنها شبح النزاعات الداخلية وذلك بقولها "

خلق هذا والشذوذ . ذلك خـالف هو والشذوذ دينا، قوم صار سليم غير واقعا الجماعة داخل النزاعات نشـوب في حقيقيا سببا

ا اجتماعي العامل ينطبق حتى ,دين أمـة لكل :هي التي الطبيعية القاعدة مع ا انسجام إ ا حل من وليس . الواحدة القـومية

نموا وتنمو وتقوى الجماعات حياة وتستقر ، ا انسجام فيحصل الديني العامل مع " وهذا القول يجانه أيضا الصواب سليما

لعدة أسباب منها :

ميع الشعوب بج األول ، مساواة المؤلف موضوعيا بين الدين اإللهي والدين الوثني في تحقيق إستقرار

أبعاده المادية والروحية وهي مساواة تمثل موضوعيا دعوة مقنعة إلى الوثنية تناقض عقيدة صاحبها الملقب من قبل

م عليه تلميع صورة األديان الوثنية و إعتبارها كحل لمشاكل الناس !! البعض بالثائر المسلم، لقب يحر

اد كل قومية لدين واحد إلستحالة المساواة الروحية بين نفسيات الثاني ، عدم واقعية إعتناق جميع أفر

ق البعض منها إلى التدي ن كما ينفر البعض اآلخر منه وخالف ذلك هو الشذوذ بعينه جميع أفرادها ، نفسيات يتتو

ا هو حال بعض إذ أن الخالفات وعدم ا استقرار يمكن أن يحدث داخل الجماعة الواحدة والدائنة بدين واحد كم

األقطار العربية حاليا أين يقع التصادام بين ما يسمى باإلسالم المعتدل ونظيره السلفي !.

الثالث ، عدم واقعية أيضا أن يكون لكل قوم دين ألن هذه الفكرة تنطوي على عدة أمور خطيرة منها

نها دله بدين آخر حتى تكون كل قومية مستقلة بديالدعوة الموضوعية لرد ة القوميات التي تعتنق اآلن اإلسالم لتستب

كما تقول بذلك النظرية ، إن مثل هذا الطرح يبعث على التعجب لكون اإلسالم يدعو إلى التوحيد بينما هذه الدعوة

تدعو موضوعيا إلى التعددية الدينية وما تنطوي عليه من إشراك باهلل تعالى ودعوة إلى تعدد اآللهة إذ سيكون لكل

ين رب ، كما يبعث أيضا على التساؤل لماذا يدعو المؤلف ضمنا أمم العالم إلى التوحد على لاة واحدة و ا يدعوها د

مازالت البشرية إنإلى التوحد على عقيدة واحدة كما ورد ذلك في فقرة " األلحان والفنون " بالقول " متأخرة حقا

.. الااية تلك البشرية بلوغ فإن هذا متعلمة ومع وليست موروثة واحدة لاة اإلنسان أخيه مع يتكلم ا اإلنسان مادام

ف ولكنه يسبب مشاكل بالنسبة لمؤلر توحيد اللاة جائز بالنسبة ل" فأم . الحضارة تنتكس لم ما وقت مسألة يبقى

ينة واإلرتداد عن لدين الواحد ويعتبر شذوذا ومصدرا للمشاكل ! ) إن هذه الدعوة المقنعة موضوعيا لكل من الوثل

اإلسالم تأتي موضوعيا أيضا مكملة إلى عملية اإلقتصار على وضع القرآن دون السنة النبوية كشريعة للمجتمع

بوثيقة إعالن سلطة الشعب هذا إلى جانب تشجيع الحركات الصوفية المنحرفة وعدم تطبيق الشريعة ككل ...(

هية التي أرسلت النبي محمد صلى هللا عليه وسلم بالدين الرابع ، التطاول الضمني على اإلرادة اإلل

اإلسالمي إلى كافة العالمين ولم ترسله إلى قومه فقط كما كانت تفعل ذلك من قبل ألن القاعدة اإللهية تاي رت من

017آلية بعث رسول واحد إلى قوم واحد إلى بعث رسول واحد إلى كافة األقوام كما جاء في قوله تعالى في ا

ين( وكذلك قوله تعالى في اآلية لعالم من سورة سبأ )ومآ أرسلناك إ ا 35من سورة األنبياء )ومآ أرسلناك إ ا رحمة ل

ن أكثر ٱلناس ا يعلمون (، وما يجب إستيعابه ف ك ـ يرا ول يرا ونذ لناس بش اعد ي هذا الصدد هو أن الكثير من القوكآفة ل

التي كانت تعتبر طبيعية قبل مجيء اإلسالم قد نسخها هذا األخير بقدومه إلى قواعد أخرى وأضاف عليها حتى

يكون جميعها مالئما لخدمة اإلنسان روحيا وماديا ومتالئما مع تطوره وعليه فقد تايرت قاعدة أن يكون لكل قوم

حد لكافة األقوام إ ا من أبى الهداية !إن خالق الكون هوالخبير بشؤون خلقه واألدرى بالقواعد دين إلى دين وا

المناسبة له مما يجعل ممن يتعمد إختالق قواعد بديلة عن هذه القواعد أو النكوص عنها تطاو ا موضوعيا على

Page 24: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

24

، فالمخلوق ا يستطيع إدعاء معرفة مصلحة الذات اإللهية وتناقضا مع قواعد شريعة المجتمع بقطع النظر عن النيات

األمم وإستقرارها أحسن من الخالق !

تمزق اإلمبراطوريات الذي ترجع النظرية سببه إلى تعصب كل أمة من مكونات إمبراطورية ما إلى قوميتها -6

أمة كل تتعصب حتى تلبث ما أمم عدة تجمع ألنها العالم شهدها التي اإلمبراطوريات خريطة ...تمزقتوذلك بقولها "

الصراع ويشتد ، الدينية الروح من أقوى القومية الروح تظهر فعندما..." وتضيف حول اإلمبراطورية الدينية : " لقوميتها

تلك فتختفي ا اجتماعي تكوينها إلى راجعة أمة كل تستقل ، مثال واحد دين يجمعها التي المختلفة القوميات بين

وهذا طرح يفنده الواقع التاريخي إذ أن العوامل اإلستخرابية المسماة باإلستعمار وأمثالها يمكن أن " …اإلمبراطورية

تشارك أيضا التعصب القومي في تفتيت اإلمبراطوريات كما حصل للخالفة اإلسالمية ، ليقع التاطية فيما بعد على هذه

أسلوب تجيد إستعماله المخابر الروحية للماسونية العالمية وأمثالها الجريمة في حق هويات الشعوب بالعامل القومي ،وهو

من أوكار عب اد الشيطان سواء لتفتيت الكيانات البشرية أو إلختالقها إن كان في ذلك خدمة لمصلحتها ....

عرقي ا من منظور، لقد حصرت النظرية تعريف األقليات في نوعين ا ثالث لهما نتيجة النظر إليه األقليات تعريف -7

أن لقد ذكرت النظرية ببحت وإغفال بقية المناظير األخرى التي تطرقت إليها البعض من التعريفات الموسوعية ،

إطار ا وهذه ، أمة لها ليس وأقلية … أمتها هو ا اجتماعي وإطارها أمة إلى تنتمي أقلية: لهـما ثالث ا نوعـان"األقلية

األقليات هي مجموعات بشرية ذات سمات بأن " 42بينما ذكرت إحدى التعريفات الموسوعية 41" ..اذاته إ ا لها اجتماعي

ع األكثرية، ولكل أقلية منها سمات قومية أو إثنية أو دينية مشتركة بين أفرادها... وخصائص تختلف عن مثيالتها في مجتم

وتنضوي تحت مفهوم األقليات أنماط وأنواع مختلفة منها: األقلية العرقية واألقلية الدينية واألقلية اللاوية واألقلية المذهبية

قلية الثقافية واألقلية السياسية واألقلية ا اقتصادية ـ ا اجتماعية واألواألقلية القبلية ـ العشائرية واألقلية اإلقليمية واألقلية

القومية المتعددة الجذور. وما عداها مشتق منها ومتفرع عنها أو جامع لها بصياة أو بأخرى"

سكما قالت بذلك النظرية معللة األمر بسببين ، األول : رد اإلعتبار ألنفسم أمام الجن 43السود سيسودن العالم -5

األبيض والثأر منه إلسترقاقه إياهم ، والثاني : الحتمية التاريخية للدورات ا اجتماعية التي تقضي بحلول دور الجنس

األسود اآلن للسيادة بعد أن ساد بالتتالي كل من الجنس األصفر ثم الجنس األبيض ، وأمام هذا الطرح تثارعدة تساؤ ات

وإشكاليات منها :

ريخية للدورات ا اجتماعية التي تقضي بسيادة الجنس األسود كما قالت بذلك النظرية ا دليل إن الحتمية التا

علمي عليها و ا تعدو أن تكون مجرد إحتمال قد يتحقق وقد ا يتحقق إذ ليس من المفروض أن تتسي د كل األجناس

في -قبل تسي دهم –لها الهنود الحمر فهنالك من األسباب ما يمنع بعضها من ذلك كحرب اإلبادة مثال التي تعرض

عقر دارهم من طرف الجنس األبيض وبالتالي فإن الجزم بتسي د السود بدون اإلشارة إلى إحتمال عدم تحقق ذلك لسبب

أو آلخر ومحاولة التشبث بصحة تحقق هذا اإلفتراض ا يعدو أن يكون رجما للايب وتصادما مع المنطق العلمي !

د ا بصحة تقسيم األجناس البشرية إلى ثالثة أنواع فقط فهنالك تساؤل يثار عن الوسائل التي إذا سلمنا ج

سيستعملها الجنس األسود للت سي د على األقل في المنظور القريب ، هل سيستعمل القوة كما إستعملها الجنسين اآلخرين

هو قادر على الحصول على أسلحة الدمار الشامل لكونها أم ستكون سيادته سلمية وأدبية ؟ وإن أراد إستعمال القوة فهل

ح السماح له فقط الوسيلة الوحيدة للسيطرة وهل ستسمح له القوى المسيطرة اآلن عالميا بذلك أم ا ؟ إن المنطق يرج

ىبالوسائل السلمية وعلى رأسها الوسائل ا اقتصادية المرفوقة بصعوبات جمة تكاد تضاهي صعوبات الحصول عل

أسلحة الدمار الشامل وذلك لطبيعة الوضع ا اقتصادي للسود اآلن !

44أن تقسيم البشر إلى ثالثة أجناس الذي تأخذ به النظرية كان معتمدا فيما ما مضى أما اآلن فهنالك تقسيمات

لسكان أمريكا هم وهو الجنس الممثل يلإأخرى منها من يرفع هذا العدد إلى أربعة أجناس بعد إضافة الجنس األحمر

إلى رد اإلعتبار لما تعرض له من -وكما سبق ذكره -األصليين ، إن هذا الجنس على الرغم من قلة عدده يحتاج

حروب إبادة وتشويه لم يتعرض لها الجنس األسود وهو ما يدعو إلى التساؤل لماذا تأهل النظرية السود للسيادة

األحمر ككل أو ترتيبه على األقل ضمن قائمة فاقدي اإلعتبار ومتى سيرد له بسبب رد اإلعتبار وتهمل سواءالجنس

الكتاب األخضر/ الركن ا اجتماعي / فقرة : األقليات - 41 الموسوعة العربية / مادة : األقليات / موقع إلكتروني - 42 الكتاب األخضر / الركن ا اجتماعي / فقرة : السود - 43 / 67/ عالم المعرفة ، العدد 071بيتر فارب / ترجمة : زهير الكرمي / بنواإلنسان ، ص - 44 الموسعة العربية العالمية / مادة : األجناس البشرية / -

Page 25: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

25

هذا األخير ؟ كذلك لماذا تخص النظرية الجنس األسود بالذكر وتهمل كذلك سواء بقية األجناس األخرى ككل التي

تحدثت عنها التقسيمات األخرى والتي تتجاوز األربعة أو ترتيبهم ضمن فاقدي اإلعتبار ؟!

نزحوا إلى الجزيرة العربية ومنها 45أن اإلكتشافات الحديثة تدل على أن سكان جميع العالم هم من أصل إفريقي

إلى بقية أرجاء العالم وهو مايدعو إلى التساؤل أ ا يعتبرهذا تسيدا للسود وبالتالي فقد تحققت النبوءة قبل ميالد صاحبها

يس أسود اآلن للو ايات األمريكية المتحدة لكون سيادته على أمريكا التي !؟ كذلك نفس التساؤل يطرح بوجود رئ

للسود على أمريكا من جهة وسيادة للعالم -بدون جزم -تتسيد العالم اآلن هي سيادة على األقل من الناحية الرمزية

ككل من جهة أخرى ؟! تساؤ ات تستحق اإلجابة عنها مزيد من البحث والتقص ي !

ءة التعليم الحالي ، إذ ترى النظرية من جهة أولى أن األسلوب التعليمي السائد حاليا في جميع دول العالم هو ردا -6

أسلوب مضاد للحرية وطمس إجباري للمواهب ألنه يمنع اإلنسان من اإلختيار الحر واإلبداع بفرضه سواء منهجا معينا

ا المنهج ، وترى النظرية من جهة أخرى أن حل هذا المشكل يتمثل إتباع هذعلى لتحصيل العلم أوإجبار نفس اإلنسان

التعليم دور تكون أن يتطلب وهذا تلقائيا، علم أي إلى التوجه حرية للناس ويترك ، التعليم أنواع كل المجتمع يوفر أنفي "

، وعلى الرغم من إيجابية هذا الحل ظاهريا إ ا أنه قد يتسبب في إختالل في عدد الكفاءات 46" المعارف أنواع لكل كافية

المتخرجة وعدم توازنها ومالئمتها لحسن سير تلبية حاجات المجتمع الضرورية من الكفاءات العلمية ، إذ يمكن أن يفضي

ي علم معين أكثر مما يستحقه المجتمع مقابل الحصول هذا الحل لمثاليته إلى الحصول على عدد من الكفاءات البشرية ف

على عدد أقل من الكفاءات في علم آخر ا يفي بحاجات المجتمع أي فائض في مجال ونقص حاد في مجال آخر مما

ي ريدخل إضطراب على حسن سير المجتمع وفوضى ا يمكن الخروج منها إ ا بإيجاد نوعين من التعليم : النوع األول ضرو

كالخدمة العسكرية وذلك لضمان حسن سير المجتمع وتلبيات حاجياته من الكفاءات وتكون في هذا النوع أعداد التخصصات

والموجهين إليها سواء عن رغبة وإقتناع أو عن ترغيب مبرمجة ومحددة مسبقا حسب حاجيات المجتمع ، ونوع ثان من

راد الشخصية المدعمة لحسن سير المجتمع ألن الااية من التعليم ا يجب أن التعليم يكون مكمال لألول لتلبية طموحات األف

تتوقف عند حد خدمة األغراض الفردية والطموحات الشخصية وإنما يجب أن تتعداه إلى ضمان حسن سير المجتمع وإبعاد

خبراء في هذا األخير شبح الفوضى عنه ، هذا مع اإلشارة إلى أن وضع مناهج تعليمية لكل إختصاص من طرف

47و"فرضه "على المتعلمين هو عمل ضروري في كال النوعين من التعليم وليس عمال دكتاتوريا كما قالت بذلك النظرية

بترك مهمة وضع المناهج -باسم الحرية –إذ أن الحصول على كفاءات علمية صالحة لنفسها وللمجتمع ا يمكن أن يتم

ا يتم عن طريق مختصين أكفاء ، فمن العبث والفوضى أن يترك لكل إنسان إختيار مواد منهج لطالب العلم نفسه وإنم

تخصصه لما يتطلب ذلك من خبرة ودراية ا تتوفر إ ا لمن خبر هذا التخصص !

كل واإلحساس والتفاعل مع المحيط بش اإلنتقال الوراثي للسمات النفسية من اآلباء إلى األبناء أي إنتقال الذوق -01

وهو أمر غير دقيق ومخالف ألقوال أهل اإلختصاص ،لقد قالت –كما تقول بذلك النظرية -عام من اآلباء إلى األبناء

48التكيف هذا سينتقل وبهذا ..الجسم في وحركتها الذرات كل وعلى الخاليا على مادي تأثير له اإلحساسالنظرية بأن : "

مع إ ا تنسجم ا الشعوب وهكذا ، مورثه إلحساس وراثته نتيجة تلقائيا مورثه يكرهه الذي اللون الوريث فيكره ، لوراثةبا

المختلفة الشعوب هذه كانت ولو حتى الوراثة عامل بسبب غيرها فنون مع تنسجم و ا ، وتراثها فنونها تتكلم تراثا لاة حاليا

اإلختصاص " ان التكوين النفسي لشخصية ا انسان انما هو نتيجة تفاعل عوامل فطرية وراثية بينما يقول أهل 49"واحدة

وبالتالي فإن تفاعل البعض من أفراد شعب ما مع ثقافة شعب آخر أمر ممكن 50" مع عوامل البيئة المادية وا اجتماعية

يا الواقع الذي أصبح فيه هذا التكيف يشكل غزوا ثقاففي إطار التفاعل بين كل من العوامل الوراثية والبيئية كما يدل عليه

لهوية األمة اإلسالمية التي بدأت تتآكل بفعل ثقافة المنبتين و"المتاربين" من بعض أبنائها على الرغم من جينات آبائهم

الثقافة كما تقول بذلك مع هذه الحقيقي الوجداني عدم تكيفهم وأجدادهم الوراثية هذا مع عدم وجود أي دليل على إستحالة

النظرية التي لم تقدم مقياسا لمعرفة درجة وعمق هذا التكيف ولن تسستطيع تقديم ذلك ألن هذا األخير يمثل عامال روحيا

يصعب سواء معرفته بدقة أو تحديد حجمه وبالتالي القول بإستحالة تحققه مجرد أفكار ا دليل علمي عليها !!

45 - /Nous sommes tous des arabes Civilisation :( مجلة لوبون الفرنسية /le point (موقع إلكتروني )لقد نشر هذا البحث في عدة مواقع

( ول عربيةمن أصعربية منها موقع الجزيرة بعنوان : اإلنسانية تشعبت من الجزيرة العربية / وموقع العربية بعنوان : دراسة: أجناس العالم كاملة تتحدر )دورية عالمية للعلوم لها طبعة ورقية بالعربية إلى جانب موقع إلكتروني ( Nature/ إقتفـاء أثـر الجينـات األفريقيــة -

الكتاب األخضر /الركن ا اجتماعي / فقرة : التعليم - 46 نفس المصدر - 47 مثال تقصد النظرية التكيف مع األلوان إذ سبق لها أن طرحتها ك - 48 الكتاب األخضر /الركن ا اجتماعي / فقرة : األلحان والفنون - 49 لين حاج )ماجستير إرشاد نفسي ( / الفروق الفردية بين الوراثة والبيئة / أكاديمية علم النفس )السعودية( / موقع إلكتروني - 50

Page 26: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

26

فرق الرياضة دون المجتمع رغم تحمل هذا األخير تكاليف هذا اإلحتكارالذي ا يمكن إحتكار بعض األفراد وال -00

، وإزاء هذا 51كسره إ ا بممارسة المجتمع للرياضة جماهيريا بالمالعب والساحات الرياضية كما تقول بذلك النظرية

القول هنالك عدة مالحظات ا بد من إبدائها منها ما يلي :

خاص والفرق للرياضة داخل الساحات والمالعب التي هي أت أو بنيت بأموال المجتمع ا يعني أن ممارسة األش

أن هؤ اء األشخاص والفرق قد منعوا أفراد المجتمع سواء من ممارسة الرياضة في ما بينهم أو من تقديم إقتراحات

رياضي من أفراد المجتمع من ممارسة ومطالب للسلط المحلية لزيادة عدد الساحات والمالعب حتى يتسنى لكل

رياضته المفضلة سواء بشكل فردي أو جماعي ، وبالتالي فإن المشكل يقع على عاتق السلط والنظام السياسي

الرياضي الذين لم يوفرا الساحات والمالعب الكافية ولم يشجعا الجميع على ممارسة الرياضة و ا يقع على كاهل

! هؤ اء األشخاص والفرق

ع -عكس ما تقول به النظرية –وجود عدة أسباب تقتضي بوجود نخبة ماهرة في كل رياضة يتفرج عليها وتشج

وتبنى لها المالعب وتهيأ لها الساحات ومن بين هذه األسباب ما تقتضيه العالقات الدولية من تكوين فرق رياضية

فالمجتمع الجماهيري ا يمكن أن يعيش منعز ا ومناال لخوض مسابقات دولية من شأنها التقريب بين الشعوب ،

على نفسه !

أن ليس كل من يتفرج على مباريات هو من غير الممارسين للرياضة كذلك ليس بالضرورة أن يمارس كل

متفرج نفس الرياضة التي يتفرج عليها كما هو الحال بالنسبة للفروسية حيث ليس بإمكان الجميع ممارسة الفروسية

ا مما مارستهليس لنقص في عدد الخيول كما قالت بذلك النظرية وإنما كذلك لعدم قدرة البعض لسبب أو آلخر م

يجعله يكتفي فقط بدور المتفرج والمشجع وهي عادات وجدت منذ القدم ولم تمنعها شريعة المجتمع !

اية األرواح واألعراض من أن رياضات الدفاع عن النفس هي ضرورة كضرورة التدريب العسكري سواء لحم

المجرمين داخل المجتمع أو للتصدي للازاة الخارجين إلى جانب إستعمال السالح وبالتالي فال يمكن اإلستاناء

ياضات بدعوى أنها سلوك وحشي كما قالت بذلك النظرية! عن هذه الر

اء قابلة للنقاش ، لكني آثرت اإلكتفإن المتفحص للكتاب األخضر يمكن له أن يجد العديد من األفكار األخرى ال

بمناقشة أبرز هذه األفكار وعدم التطرق إلى غيرها ، وأتمنى على معتنقي النظرية ومناصريها أن يردوا على

هذه االمناقشة بشكل علمي ا بالسباب والشتائم أو بالمراوغات والتهرب من اإلجابة كما سبق أن فعلت ذلك قلة

محكما بذلك العقل اإلعتراف بالخطأ واإلنحياز للحقيقة خر الذي كانت له شجاعة اآلض مع شكري للبعمنهم

.على العاطفة

الهوامش

الكتاب األخضر / الركن ا اجتماعي / فقرة : الرياضة والفروسية والعروض - 46

Page 27: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

21

مع الكيان الصهيوني و التطبيعالشريفة السنة النبوية كل من القذافي وموقفه من

عدو هذه العقيدة من جهة أخرى رأيت ومن جهة ألهمية معرفة مدى إرتباط فكر القذافي الجماهيري بكل من عقيدته

إحدى صفحات الفايس بوك مع شيء من التصرف وهو كالتالي : ورد في هذا اإلتجاه بمن المستحسن إضافة تحليل

توضيحات حول إتهام القذافي -بقطع النظر عن النيات -لقد طلب البعض من زوار صفحة الشورى الجماهيرية

سواء بإنكار البعض من السنة النبوية الصحيحة أو بالتطبيع مع العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة ، وخدمة لمناصرة

ة على النحو التالي :الحقيقة ومصلحة التوحيد واألمة ا غير كانت اإلجابة مختصر

: مع العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة التطبيع -0

ث على ليبيا بقليل حيالجائر بعد فرض الحصار لقد وقع التطبيع في مناسبتين وربما أكثر، األولى : في بداية التسعينيات

راف إعتموضوعيا ما يمثل تأشيرة لذلك وى الحج بعد ان منحهم الصهاينة زار وفد من رجال القذافي بيت المقدس بدع

ت منها تايير طبيعة المواد اء قبله بقليل أو بعده عدة تحو اوقد رافقت هذا الحج سوهذا ابالسيادة الصهيونية وبشرعيته

تأتي كثر من بث األغاني العاطفية الهابطة أو التي الثقافية سواء التي كانت تبثها إذاعة صوت اللجان الثورية إذ أصبحت ت

يترفع اإلنسان ى من الخارج إذ فتحت األبواب على مصراعيها للمجالت العاطفية وصور التعري إلى جانب اشياء أخر

تهدف كلها إلى إفساد أخالق الشعب الليبي ومحاربة دينه مما إضطرني في ذلك الوقت إلى كتابة مقالين األول عن ذكرها

هيرية الشيطان ، والثاني : بعد الخيانة للجماهير رب يحميهم ، و قد نشر هذا ة هللا وليست جمايبعنوان : نريدها جماهير

جزء منه يشرح خيانة ليبيا لمواقفها العربية واإلسالمية وتنكرها لدماء الشهداء أن أسقط األخير بجريدة العرب الدولية بعد

علهم في ذلك الوقت عضاء مجلس األمن الدولي كإشارة ألهذا و ا يمكن تفسير ما سبق إ ا وتضحيات اآلباء واألجداد .

فون من عقوباتهم على ليبيا !يخف

إعالن صحيفة يدعوت أما التطبيع الثاني فقد وقع أثناء الهجوم األطلسي األخير على ليبيا وكان ذو شقين : األول :

أحرنوت الصهيونية عن زيارة خاطفة قام بها سيف اإلسالم إبن القذافي نفسه للكيان الصهيوني52 طلبا للمساعدة في بقاء

نظام والده ، والثاني : إعالن القناة الثانية الصهيونية أيضا عن مقابلة موفدين ليبيين لزعيمة الليكود الصهيوني ليفني53

تكذيب أخبار أخرى ما قع تقريب في اإلبان من على غرار -لحد اآلن ولحد علمنا –هذا ولم يقع تكذيب هذين الخبرين

إعتزام القذافي نفسه زيارة الكيان الصهيوني (سابقا )مندوب ليبيا لدى األمم المتحدةكتكذيب مثال شلام :ن هذا القبيل م

على ليبيا وتعبيره عن ذلك لوفد أمريكي ، أو تكذيب عائشة القذافي إشاعة هروبها من ليبيا أثناء الهجوم األطلسي األخير

وهي إشاعة تافهة مقارنة بخبر يتعلق بأمر إستراتيجي كالتطبيع !

وهذا التنازل عن المبادئ لم يكن الوحيد بل هنالك عدة تناز ات أخرى : منها التنازل عن السيادة على شريط أوزو لفائدة

م النووي الباكستاني عبد تسليم أسلحة ومعلومات برنامجه النووي إلى أمريكا بما في ذلك وشايته بالعالكذلك التشاد ،و

أموا اتسليمه كذلك القدير الخان كما يدل عليه تسللسل األحداث ، أيضا تسليمه إلبناء ليبيا للمحاكمة في قضية لوكربي ،

طائلة لضحايا لوكربي دون أن يكون هو المسؤول الحقيقي عن هذه الواقعة ، كذلك تعاونه مع المخابرات األمريكية في ما

افحة اإلرهاب وتسليمه قائمة ببعض أبناء ليبيا الموحيدين ) وهو ما ا يجب حدوثه حتى وإن كان البعض منهم قد يسمى بمك

يكون إرتكب أخطاء ، نقول هذا مع رفضنا القاطع للتعاون مع األجنبي سواء من هذا الطرف أو من ذلك ألنها خيانة للدين

ة من األخطاء األخرى ا فائدة من ذكرها هنا ويمكن اإلطالع عليها وللوطن على األقل موضوعيا ( ، هذا إلى جانب سلسل

بمجهود فردي ..على الشبكة

:إنكار السنة القولية والتقريرية -3

شخصيا لقد سمعت القذافي في حديث له في الثمانينيات مفاده أن ا ضمان لصحة األحاديث مما يحتم علينا اإلكتفاء

باألخذ فقط بما ورد بالقرآن وبالسنة الفعلية وقد تأكد توجهه هذا سواء من خالل فتاوى لبعض من العلماء أو كذلك من

خالل عدة آثار أخرى له منها :

النبوية بإعتبار القرآن شريعة للمجتمع وإسقاط السنة ( 7706)أو ا ، اإلكتفاء في بيان إعالن قيام سلطة الشعب *

رغم أن الصحيح هو أن تكون شريعة المجتمع هي الشريعة اإلسالمية قرآنا وسنة صحيحة قولية وفعلية امنهالشريفة

والسؤال الذي عدم إنكاره لبقية أنواع السنة األخرى خالل أحاديثه ،جد ا وتقريرية ، ويكفي هذا الدليل حتى وإن إفترضنا

يديعوت أحرنوت: زيارة مفاجئة لـ"سيف اإلسالم" إلسرائيل // كذلك موقع قناة المنار لحزب هللا الشيعي / عدة مواقع إخبارية منها : موقع: الدفاع عن السنة / - 52

// كذلك مواقع أخرى ..... سيف اإلسالم القذافي في زيارة خاطفة للكيان الصهيوني ربي ( عن القدس الع2111-11-12عبد الباري عطوان / التهافت الليبي على إسرائيل / مصرس ) - 53

-

Page 28: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

28

....ة ، إن اإلتهامات تتوافق مع الواقع في أهم وثيقة تاريخي السنة لماذا لم يذكرنفسه : يفرض

ثانيا ، عدة أحاديث أخرى تناول فيها شفاعة الرسول صلى هللا عليه وسلم وتعدد الزوجات وحجاب المرأة وغيرها *

... من األمور األخرى التي تنكر حتى البعض من السنة الفعلية نفسها ، ويمكن الرجوع إليها على الشبكة صوتا وصورة

ثالثا ، عدم وفائه بتعهده لوفد من األمانة العامة للمجلس األعلى العالمي للمساجد يتركب من أربعة علماء هم *

هجري لمناقشته في مسألة إعتقاده في السنة ، وقد جاء في البيان الصادر 0266سعوديان وجزائري ونيجيري زاره سنة

ه يعترف بالسنة الفعلية فقط كالصالة والحج ، أما األحاديث القولية فإن ما يصح عن هذا الوفد أن القذافي " أوضح للوفد بأن

لم يحدث شيء من ذلك من خالل مواصلة ذلك على المأل . " لكن األرجح أنهعنده منها يعمل به ، ووعد بأنه سيعلن

يعة للمجتمع ،بإعتبار القرآن فقط شر -كما سبق ذكره -تعامله بنفس األسلوب مع األحاديث واإلكتفاء

رابعا ، وفي نفس سياق المواصلة في التعامل مع األحاديث النبوية بنفس األسلوب سماحه للفرق الصوفية بالقيام *

بنشاطات ما أتى هللا بها من سلطان منها ما أضر باآلخرين وألحق األذى بهم كالمسيرات واألناشيد التي تشوش على

لصلوات كما حضرت ذلك شخصيا !ء االمساجد بطرابلس أثناء أدا

مسجلة صوتا في مخالفة الشرع هذا و يمكن للباحث عن الحقيقة و المناصر لها أن يجد عدة أشياء أخرى اتقبل الجدل

، وبخالصة فإن بشكل عام محيطه أبنائه وبتصرفات وصورة على الشبكة تتصل سواء بالقذافي نفسه وتفسيراته للدين أو

نب إيجابية وجوانب سلبية وخلط عمال صالحا بآخر فاسد والفاسد من أعماله وخاصة عدم تطبيق هذا الشخص له جوا

الشريعة بكاملها وتسليم السلطة والثروة للشعب بعد مضي أكثر من ثلث قرن على إعالنه على ذلك هو الذي طاي على

عمال تقاس بنتائجها والحاصل من التجربة القذافية أعماله مما جعل األحداث تنتهي بليبيا إلى من إنتهت إليه اآلن ، إن األ

هوالفشل في أهم النقاط اإلستراتيجية سواء منها الفكرية أو العملية ، فال يجب أن تنسينا بعض حركاته أو أقواله هذا الفشل

نامج النووي سوف لن يرد البر اإلبن ، إن حركة مثل عدم مصافحة كونزليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا في عهد بوش

الليبي والكرامة العربية واإلسالمية المهدورة ، كذلك فإن إمامة القذافي للمصلين في بعض زيارته الخارجية أو خطبه فيهم

، إن مثل هذه األشياء في العالم بليبيا سوف لن يجعل من الشريعة اإلسالمية قرآنها وسنتها شريعة للمجتمع

يين سواء منهم المافلين أو اإلستخباراتيين أو المرتزقة الذين يجيدون كلهم التمترس الماسوصهيوني هي بيع للوهم للعاطف

في الدفاع عن مواقعهم وأفكارهم الخاطئة متصدين بذلك بشراسة لكل من يريد كشف هذه األخطاء وتصحيحها ويتهمونه

لبرنامج ال خدمة جليلة تقدم لذه األفعبأشياء ما أتى هللا بها من سلطان ألن في مثل ه تصريحاسواء تلميحا أو

، الماسوصهيوني

أفكاره الواردة بالكتاب -على األقل-إن العقالء المحبين للقذافي مدعوون اآلن أكثر من أي وقت مضى لمراجعة تجربتهم

وليس األخضر وتصحيح الخاطئ منها حتى يكونوا أوفياء لعقيدتهم سواء اإلسالمية أو الجماهيرية ، إن الدفاع عن األفكار

بايرهم إذ اينفع اآلن الدفاع عن أخطاء األشخاص وعظامهم رميم . هؤ اء األشخاص هو الذي يجب أن يربط

Page 29: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

29

الخاتمة : القذافي والمشروع الماسوصهيوني العالمي

هذا وبناء علىاألعمال دائما بنتائجها وليس بنيات أصحبها وخاصة في المجال السياسي التجارب و اس تق

إلى الفشل الذريع مما قاد إلى سهولة إجتثاثها من طرف موضوعيا إنتهت قد فإن تجربة الجماهيرية الليبية سابقا

سوى مرحلة لم تكن في حقيقة األمر - بما كان يهدف له األعداءنتائجها بعد مقارنة البعض من و -أعدائها ألنها

للمخابر الروحية سواء للمحافل الماسوصهيونية العالمية أو للمخابرات خاصة تحضيرية للمرحلة الحالية التي يمكن

دين لمحاربة التوحيد والموحبقطع النظر عن الوقت الذي تستارقه العالمية التخطيط لها واإلشراف على تنفيذها

فالهدف ،وما يترتب عن ذلك من حروب أهلية وفوضى ثالهم من الوطنيين والتقدميين أنصار الحق الصادقين وأم

ى ل عدة أساليب خبيثة علاوالحق المبين بإستعمالنقي المخابر هو محاربة كل من التوحيد لنشاط هذه الرئيس

عبادة األشخاص والخضوع إلى إلىاء سوسرعان ما تنتهي خاطئة تطبيقية بآليات رأسها الدعوة إلى الحرية

تجربة ، وقد خدمت الرضوخ إلى النظام النيابي الحالي الذي ا يخدم إ ا مصالحهم لى أو إونظمهم إرادتهم

اطئة في الخ بإنطالقتها بشكل جيدهذا الهدف -وبقطع النظر عن نية أصحابها –الجماهيرية في ليبيا موضوعيا

الذي وقع م ( 0677)بيان إعالن قيام سلطة الشعب في صياغة وبلورة وليس شكليا فعليا عدم تشريك الجماهير

وكما يح منه رغم أن الصحالنبوية الشريفة شريعة للمجتمع وإسقاط السنة وحده اإلقتصار فيه على إعتبار القرآن

، الشريعة اإلسالمية قرآنا وسنة صحيحة قولية وفعلية وتقريريةهو أن تكون شريعة المجتمع هي سلف ذكره

ويأتي هذا اإلقتصار مع فرضه بالقوة في تناقض صارخ مع عقيدة السلطة الشعبية التي يبشر بها الكتاب األخضر

بة عاما من عمر التجر 35عن هذا اإلقتصار بعد مضي تنظيرا وممارسة جزئي ، ورغم أنه وقع تراجع نفسه

سواء محاولة تطبيق عدة عوامل أهمها نتيجة لها حدود اخاصة نقمة وعداوات إجتماعية إ ا أنه خلف

سالمي المنظور اإل بمعزل عن مقو ات الركن ا اقتصادي بآليات فوضوية أو للنظرية مقو ا ت الركن السياسي

ت كانبين عشية وضحاها القفز عنها أو ا يمكن محوها التي والتي خلفها التطبيق عداوات النقمة وإن هذه ال،

فة الذكر المخابر السالمخططات نجاحفتحت أبواب الفوضى والتقاتل في ليبيا ما ساعد على إي لسر التا كلمةهي

ع من مواقالعديد من الر عن ذلك في كما عب تسهيل تحقيق أهدافها والمرور إلى تجسيد المرحلة المقبلة منها في

: ما يلي بعدة عبارات منها بروتوكو ات حكماء صهيون

ونحن نحكم الطوائف باستاالل مشاعر الحسد والباضاء التي يؤججها الضيق والفقر، وهذه المشاعر(

هي وسائلنا التي نكتسح بها بعيدا كل من يصدوننا عن سبيلنا( )البروتوكول الثالث(

بجموع جرارة من العمال في أوروبا، ولسوف تقذف هذه الكتل عندئذ )وسنقذف دفعة واحدة إلى الشوارع

ـ منذ الطفولة ـ لافلتهما البروتوكول ا أيض) ...(بأنفسها الينا في ابتهاج، وتسفك دماء اولئك الذين تحسدهم

من ل ايقع أيضا لايرهم سواء من الناس العاديين أومن العميمكن أن لعمال األروبيين ( وما يقع لالثالث

....جنسيات أخرى

على بمواصلة تربية النشئ والمجتمع إن إفشال هذه المخططات ا يمكن أن يتحقق في الظرف الراهن إ ا

إلى الدعوة إلىفي إطار هذا التطوير المبادرة الفورية إلى جانب فيه مع تطوير آلية ممارسة الشورى اإلسالم

يكونوا منسجمين مع هويتهم ومع شريعتهم تايير النظام النيابي الحالي إلى نظام مباشر أين يمكن للجماهير أن

كما هو مبين بدليل : الحكم المباشر التشاركي )اإلسالمي /العالمي( بنسختيه الكاملة والمختصرة ، إن ضرورة

لهوية وعلى الشريعة أصبحت كضرورة سواء الوضوء للصالة أو وسيلة الحكم المباشر التشاركي للحفاظ على ا

مصمم أساسا لمحاربة هويات الشعوب وعقائدها المعاشة إن النظام النيابي وكما تدل عليه التجربة ، للسفرالنقل

-خطاء بعض لكما يعتقد بذلك ا –و ا ينفع في ظلها اإلكتفاء بالتركيز على التربية وقيمها النبيلةالتوحيدية

يد في أسرته يمكن ألعداء التوحأو الخي ر ألن ما يبنيه المسلم أو خي ر مسلم سواء على مجتمع فيما بعد للحصول

سواء قيبوعلى رأسها اإلعالم المتصهين لي الخبيثةء في الشارع أو ببقية وسائلهم اأن يهدموه سووالقيم النبيلة

دائما مهمشين أمام قلة إستحوذت -مجهوداتهم التربوية كثرتهم و على الرغم من-المسلمين الخي رين أو

ما ك ا حول و ا قوة لهم ثروة وسالح لتبقيهم كاثاء السيل وعلى مقدراتهم من سلطة بمساعدة النظام النيابي

في جميع األقطار بدرجات متفاوتة بصفة خاصة و م أولالعا سواء بصفة عامة في جميع دولصل اآلن اهو ح

...ما سمي بثورات بالبعض منها اإلسالمية رغم مرور

Page 30: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

31

الفهـــــــرس

** الركن الس ياسي للنظرية : سلطة شعبية بأفكار مثالية وآليات فوضوية

ليست أول مشكل يعترض الشعوب أداة الحكم -0

آلية شبه مستحيلة الحصول التوافق -3

مقن عالتعامل مع آلية األغلبية بشكل -2

التعامل مع آلية التمثيل بشكل مقن ع -4

عدم وجود قاعدة عملية لضبط عدد حضور مؤتمر الشعب العام -8

عدم وجود قاعدة لتحديد عدد أعضاء اللجان الشعبية بكل مؤتمر أساسي -6

عدم وجود قاعدة لتحديد عدد أعضاء أمانات المؤتمرات األساسية -7

السكانية المرتفعة بالنسبة لألعدادالمقدمة كلية عجز الهي -5

مساواة النظرية بين األحزاب وإتهامها جميعا بالخيانة -6

عدم صحة مقولة )المجتمع هو الرقيب على نفسه ( -01

عدم صحة مقولة ) الدين إحتواء للعرف ( -00

عدم صحة مقولة أن )حرية اإلنسان واحدة ( -03

عدم تقديم الكتاب األخضر لبديل عن الدساتير -02

ة الحق والباطلفي معرفبين جميع األديان و ة بين الدين والعرف المساوا -04

** الركن االقتصادي للنظرية والتراجع إلى مبادئ االقتصاد اإلسالمي

مجمل التراجعات ا اقتصادية -0

إلااء منع التعامل باألجرة -0-0

السماح بالتجارة الحرة الخاصة -0-3

السماح بالشركات اإلنشائية ) المقاو ات ( -0-2

مناقشة التراجعات ا اقتصادية -3

التراجع إلى مبادئ ا اقتصاد اإلسالمي -3-0

شبه القضاء التام على إنفراد مقو ات المجتمع اإلشتراكي بالمشهد ا اقتصادي الليبي -3-3

أهداف المجتمع اإلشتراكي الجديد -2

تكوين مجتمع إشتراكي جديد سعيد و حر -2-0

إشباع الحاجات المادية والمعنوية -2-3

اء الذاتي لكل أسرةتحقيق اإلكتف -2-2

إختفاء الربح والنقود -2-4

الوسائل واآلليات المساعدة على تحقيق أهداف المجتمع اإلشتراكي الجديد -4

القواعد الطبيعية -4-0

تحرير الحاجات بصفة عامة -4-3

إلااء األجرة -4-2

شركاء ا أجراء " -4-2-0

" األرض ليست ملكا ألحد " -4-2-3

" من ينتج يستهلك " -4-2-2

إلااء التجارة الخاصة اإلستااللية -4-4

إلااء الربح بإعتباره إستاالل -4-8

الربح منع النشاط ا اقتصادي الباحث عن -4-6

إلااء اإليجار وإمتالك المسكن ملكية خاصة -4-7

التبرع لميزانية الدولة -4-5

Page 31: الكتاب الأخضر أخطاء تنظيرية بالجملة وتطبيق فاشل

31

** الركن االجتماعي للنظرية : دعوة مقن عة إلى الوثنية ورجم للغيب !

أساسي للتاريخ اإلنسانيالعامل القومي كمحرك -0

أبطال التاريخ -3

مفهوم الحركات التاريخية -2

تال ب العامل ا اجتماعي على العامل االديني -4

واحد دين وجوب أن يكون لكل أمـة -8

سبب تمزق اإلمبراطوريات -6

األقليات تعريف -7

السود سيسودن العالم -5

رداءة التعليم الحاليأسباب -6

اإلنتقال الوراثي للسمات النفسية -01

تكار بعض األفراد والفرق للرياضةإح -00

** القذافي وموقفه من كل من السنة النبوية و التطبيع مع الكيان الصهيوني

التطبيع مع العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة -0

إنكار السنة القولية والتقريرية -3

** الخاتمة : القذافي والمشروع الماسوصهيوني العالمي