1

التقریر الختامي

ـ ھ 1433رجب 22برحاب محكمة االستئناف بتطوان یوم األربعاء نظمت

المتعلق 14.07" القانون رقم ندوة علمیة حول موضوع م13/06/2012موافق

بالتحفیظ العقاري دعامة أساسیة للتنمیة واستقرار المعامالت العقاریة (المستجدات

واألطر اإلداریین، خیرة القضاة الممارسین،شارك فیھا ثلة من واإلشكالیات) ".

والمحافظین العقاریین، واألساتذة، والباحثین المھتمین بھذا الموضوع.

، السید الرئیس األول لمحكمة االستئناف بتطوانافتتح أشغال ھذه الندوة وقد

، والمحامین، واألساتذة وأطر المحكمة للقضاة والوازن المكثفوالذي رحب بالحضور

. وعبر عن شكره ناحثین، والطلبة والبول، والمفوضین القضائییامعیین، والعدالج

ه التظاھرة العلمیة البالغ لكل من ساھم سواء من قریب أو من بعید في إعداد وتنظیم ھذ

تتناول موضوعا جد ھام، نظرا لألھمیة التي یكتسیھا العقار في مختلف الكبرى التي

تنوع األنظمةلجتماعیة ودوره في تشجیع االستثمار، والمیادین وخاصة االقتصادیة واال

التي تختلف باختالف طبیعة العقارات وتبعیتھا لعدة العقاریة المطبقة والتشریعات

تطور من وما تشھده خصوصیة البنیة العقاریة في المنطقة الشمالیةجھات، إضافة إلى

. عمراني واستثماري

مركزة ومختصرة اھم المستجدات واستعرض السید الرئیس األول في نقاط

والتي توخى منھا المشرع تبسیط وتسریع مسطرة ، 14.07التي جاء بھا القانون رقم

التحفیظ العقاري، ووضع آجال معقولة لتأسیس الرسوم العقاریة وتطھیر العقار بعد

یبات بصفة مسطرة التقییدات والتشط انتھاء مسطرة التعرضات، وإعادة النظر في

مما سیساھم ال محالة في حمایة الملكیة ضمان الحقوق العینیة القابلة للتقییدعامة مع

العقاریة والرفع من قیمتھا والحد من المنازعات العقاریة.

2

وأوضح السید الرئیس األول أن ھذه المستجدات والمقتضیات القانونیة التي جاء

، آمال أن ینكب لمیةھي التي ستشكل موضوع ھذه الندوة الع 14.07بھا القانون رقم

المشاركون على دراستھا وتبادل اآلراء بشأنھا وما یمكن ان تطرحھ من إشكالیات،

على ضوء المداخالت والعروض التي ستلقى والورشات التي ستفتح من اجل الحوار

والنقاش من اجل العمل على اقتراح الحلول المناسبة لھا في شكل توصیات.

، فأشار كیل العام للملك لدى محكمة االستئناف بتطوانالسید الوثم تناول الكلمة

والذي نظم 12/08/1913بشأن التحفیظ العقاري كان بتاریخ صدر أن أول قانون إلى

، فقد اعطى لسلطات المجال العقاري بالمغرب. لكن وباعتبار انھ صدر في فترة الحمایة

قاعدة التحفیظ یطھر العقار، الحمایة الوسائل القانونیة لتملیك األرض لجالیتھا آخذا ب

ثلما فعل في تونس ومنع الرقابة القضائیة على قرارات المحافظ الخاصة بالتحفیظ، م

دأ الذي لم تأخذ بھ فرنسا نفسھا. وھو المب ولبنان وسوریا،

بنود الدستور نفسھ یمكن أن تراجع بواسطة االستفتاء والقوانین یمكن ان أن ذلك

رى والقرارات اإلداریة یمكن أن تكون موضوع الطعن تلغى أو تعدل بقوانین أخ

باإللغاء، إال قرار التحفیظ فھو غیر قابل ألي طعن حتى ولو كان التحفیظ قد أسس على

عقد مزور.

الذي یعتبر أول 14.07وھو المبدأ نفسھ الذي كرسھ المشرع في القانون رقم

لموجھة لألثر المطلق لقرار قانون من نوعھ یصدر بعد االستقالل. ورغم االنتقادات ا

المحافظ بالتحفیظ فإن ذلك ال یخلو من آثار إیجابیة، تتجلى بالخصوص في استقرار

المعامالت العقاریة وإعطاء مصداقیة لقرارات اإلدارة. ومن المؤكد ان ھذه الندوة تأتي

وتقریب وجھات النظر في قراءات النصوص الجدیدة. في إطار توحید الرؤى

ھذه الجلسة االفتتاحیة كل من إلى جانب المسؤولین القضائیین بولقد حضر

نیابة عن السید الرئیس األول بھا ( رئیس غرفة بمحكمة النقض) األستاذ إبراھیم زعیم

واألستاذ نیابة عن السید الوكیل العام لدیھا ) ( المحامي العام واألستاذ مصطفى أكزول

ة ألشغال ھذه وان). والذین أعطوا االنطالقیئة المحامین بتط( نقیب ھ بوبكر بورمضان

3

الث ورشات للحوار والنقاش ثالتي تمیزت بعقد جلستین عامتین أعقبتھما الندوة العلمیة

وجلسة ختامیة تلي فیھا التقریر الختامي والتوصیات المنبثقة عن اشغال ھذه الندوة.

شارك فیھا و األستاذ الفاضل ابراھیم زعیمتشرف برئاستھا : الجلسة األولى

.واشتملت على أربع مداخالت، مجموعة من األساتذة األجالء

:المداخلة األولى*

،أستاذ التعلیم العالي بكلیة الحقوق بالرباط، الدكتور أحمد ادریوشھا استھل

" إشكالیة التوفیق بین استقرار المعامالت وحمایة الملكیة حول موضوع: بعرض

عن مستجدات نظام التحفیظ العقاري لیس انطالقا من طار البحثوذلك في إ العقاریة".

من نصوص قانونیة اخرى، منھا ما ھو سابق على إنما انطالقاو 14.07القانون رقم

القانون المذكور ومنھا ما ھو موافق لھ ومنھا ما ھو الحق لھ.

والتي جاءت لتجیب من مدونة الحقوق العینیة 2وقد اختار التركیز على المادة

قوة الثبوتیة للرسم العقاري وبین مبدأ توفیق بین مبدأ تطھیر العقار والإشكالیة العن

تحایل أو نصب. موضحا أن المادة حمایة المالك الحقیقي من أي تزویر أو تدلیس أو

أسست صراحة الستثناء مھم من المبدأ العام وھو حجیة الرسم العقاري في المذكورة

تیة للتقیید في الرسم العقاري. ذلك أنھا منحت صراحة مواجھة الغیر ومن القوة الثبو

، إمكانیة المطالبة بحقھ داخل یر أو نصبزوتس أو یدلتعرض لتلصاحب الحق الذي

أجل أربع سنوات من تاریخ التقیید المطلوب إبطالھ.

وقد دافع الدكتور ادریوش بقوة عن ھذه المادة، لما تحققھ في نظره من إمكانیة

القوة الثبوتیة للرسم العقاري وبین حمایة المالك من التزویر والنصب. التوفیق بین

، لكن اإلشكال 66الفصل موضحا ان قانون التحفیظ العقاري یتضمن نصا مماثال وھو

العقاري وحمایة الغیر حسن ما زال ینص على القوة الثبوتیة للرسمأن ھذا الفصل

نھا تنص القوة الثبوتیة للرسم العقاري فإ إذا كانت تنص على 2في حین ان المادة النیة،

أیضا على حمایة المالك الحقیقي الذي كان ضحیة تزویر أو نصب أو احتیال. وھو ما

4

: فیما إذا كان ھذا االستثناء یعني أن المشرع جاء ھنا باستثناء، لیطرح سؤاال جوھریا

اعد المؤطرة لنھائیة یشمل حتى القوالعیني أم القواعد المؤطرة لحجیة الحقیتعلق فقط ب

الرسم العقاري؟ وھو ما سیطرح مشاكل عدة عند التطبیق في األخذ بھذا القول أو ذاك.

ظھیر التحفیظ لما فیھا من 66على الفصل 2لكن من وجھة نظره یجب تغلیب المادة

من حل إلشكالیة التوازن بین القوة الثبوتیة للرسم العقاري وحمایة المالك الحقیقي،

االطالع على األعمال التحضیریة لمدونة الحقوق ا قصده المشرع من خالل وھو م

.ینیةالع

:المداخلة الثانیة*

المحافظ على األمالك العقاریة والرھون عبد العزیز عاكفتقدم بھا السید

"مستجدات نظام التحفیظ العقاري على ضوء القانون رقم بتطوان حول موضوع:

لى بعض الجوانب العملیة التي شملھا التعدیل ومناقشة حیث سلط الضوء ع". 14.07

مدى نجاعة المقتضیات الجدیدة واستجابتھا للمتطلبات الملحة في التصدي للمشاكل التي

كانت قائمة في ظل القانون المعدل. وذلك من خالل محورین، األول ركز فیھ على

التحفیظ العقاري، ق لمفھومالمستجدات ذات الطابع العام، وخاصة وضع تعریف دقی

مكانیة إحداث محافظات جدیدة، واقتصار الطعن القضائي في مادة التحفیظ وفتح إ

العقاري على االستئناف والنقض.

التحفیظ، ني على المستجدات المتعلقة بمسطرةفي حین ركز في المحور الثا

لب خالل مرحلة االشھار وعملیة التحدید المؤقت، أو مرحلة التعرض على مطسواء

لجھات التي تتولى تلقي التحفیظ، والتي عرفت تعدیالت مھمة تمثلت في حصر ا

وفرض أجل محدد إلیداع الوثائق التعرضات في المحافظ و المھندس المكلف بالتحدید،

الي النتھاء اجل التعرض )، ووالحجج وأداء الوجیبة القضائیة ( قبل انصرام الشھر الم

فتح أجل استثنائي للتعرض. وقد أشار إلى مستجد جد مع إعطاء المحافظ وحده إمكانیة

ھام یتعلق بفتح إمكانیة التعرض حتى على الحقوق التي یتم إیداعھا طبقا لمقتضیات

ن إمكانیة المنازعة فیھا. ثم تطرق إلجراءات ع ىوالتي كانت تبقى في منآ 84الفصل

5

رفض واإللغاء، نھا، وقواعد الئي في التعرضات وسلطة المحكمة بشأالبت القضا

ومستجدات التحفیظ اإلجباري.

بأنھ إذا لمتعلقة بالتقیید االحتیاطي، وموضحابالمستجدات االسید المحافظ وختم

رف تعدیال، فإن التقیید االحتیاطي بناء على یید االحتیاطي بناء على سند لم یعكان التق

قد عرفا 85فصل طبقا لل الدعوى وبناء على مقال 86امر قضائي انطالق من الفصل

یرة من الفصل التقیید واألجل، وبأن الفقرة األختغییرا على مستوى بدء سریان مفعول

بحت األوامر نھائیة حیث أص االشكالیة التي كانت تتعلق بالحجز التحفظي قد حلت 87

الفور. ىونافذة عل

:المداخلة الثالثة*

العضو المستشار بوتفاح عبد الباقي اعزیبووالتي أعطیت الكلمة فیھا لألستاذ

" دعوى التعرض على مطلب بمحكمة االستئناف بتطوان في موضوع: بغرفة العقار

وقد قسم مداخلتھ إلى مبحثین، حیث تناول في ، التحفیظ: المستجدات واإلشكالیات"

بخصوص مسطرة التعرض، 14.07المبحث األول المستجدات التي أتى بھا قانون

نصوص ظھیر التحفیظ عادة صیاغةإیجابیة عموما من خالل إ المتدخل والتي اعتبرھا

العقاري سیما مسطرة البت في التعرضات بصیاغة قانونیة مضبوطة وسلیمة. كما

اوضح بان إیجابیات المستجدات على دعوى التعرض تبرز اساسا في السرعة وتبسیط

یث تم تقصیر البت في التعرضات على مطلب التحفیظ خصوصا بالمرحلة اإلداریة، بح

لى المحكمة في حالة ع األجل بالنسبة للمحافظ للبت في التعرضات وإحالة الملف

.قبولھا

في حین خصص المبحث الثاني لخصوصیات دعوى التعرض على مطلب

التحفیظ واإلشكالیات القانونیة. وتتجلى ھذه الخصوصیة في االختصاص النوعي

لقضائیة. فأوضح المتدخل أن من بین لمحكمة التحفیظ وفي اإلجراءات بالمرحلة ا

خصوصیات البت في دعوى التعرض على مطلب التحفیظ تكریس االجتھاد القضائي

لمجموعة من القواعد اھمھا قاعدة عدم جواز بت محكمة التحفیظ فیما بین المتعرضین

6

عند تعددھم وادعائھم نفس الحق، وقد اثار تطبیق ھذا المبدأ صعوبات قانونیة كانت

ھذا المبدأ 14.07ا في تطویل إجراءات التقاضي لسنوات، ومع ذلك كرس قانون سبب

منھ، لیقترح إدخال تعدیل على ھذا الفصل وإضافة فقرة تخول المحكمة 37في الفصل

صالحیة البت فیما بین المتعرضین خصوصا عندما یكون النزاع غیر قابل للتجزئة،

. ثم تناول اإلشكال الذي تثیره قاعدة لتحفیظتماشیا مع مبدأ السرعة وتبسیط إجراءات ا

ھو الحائز للعقار موضوع مطلب لكف باإلثبات عندما یكون كون المتعرض ھو الم

ذھب ما الة ومدونة الحقوق العینیة والتحفیظ، موضحا ان ذلك یتعارض مع مبادئ العد

ھذه نفي قرارات حدیثة حیث اعتبر أ ( محكمة النقض حالیا) علىلیھ المجلس األإ

القاعدة ال تطبق عندما یكون المتعرض ھو الحائز.

وبعد ذلك تناول المحاضر خصوصیات اإلجراءات في المرحلة القضائیة،

والتي تتجلى في ان قواعد المسطرة المدنیة ال تطبق على دعوى التعرض التي تبقى

مما ترتب عن 1913غشت 12خاضعة للقواعد الشكلیة المنصوص علیھا في ظھیر

ذلك عدة إشكالیات قانونیة تجلت في خروج القضاء عن القواعد العامة لقانون المسطرة

المدنیة في العدید من األمور، مثل الدفع بانعدام الصفة واألھلیة في حالة تفویت العقار

ى إلزامیة تنصیب المحامي وتطبیق طرف طالب التحفیظ أو المتعرض ومد من

..سوم القضائیةالمسطرة الكتابیة وعدم اداء الر

تم مداخلتھ بكون التعدیالت المدخلة على مسطرة البت في التعرضات وإن ثم خ

كانت إیجابیة خصوصا في المرحلة اإلداریة، فإنھا في المقابل لم تكن جوھریة بالنسبة

للمرحلة القضائیة.

:المداخلة الرابعة*

االستئناف بتطوان المستشار بمحكمة ستاذ عبد هللا الغازياألالتي تطرق فیھا

وقد ركز في " الشروط الواجب توفرھا في مطلب التحفیظ العقاري". إلى موضوع:

تقدیمھ على اھمیة قانون التحفیظ العقاري ومدى مساھمتھ في تطویر البنیة العمرانیة

7

وجلب االستثمارات، وما منحھ ھذا القانون للرسم العقاري من قوة جعلت المؤسسات

كوسیلة ضمان في منح القروض.المالیة تعتمده

اوجب المشرع سلوك مجموعة من 14.07تى إخضاع العقار للقانون رقم ولیتأ

اإلجراءات اإلداریة والتقنیة والقضائیة، تبتدأ بتقدیم مطلب التحفیظ، موضحا الشروط

( وأثار التي یجب توفرھا في التصریح والبیانات اإللزامیة التي یتعین ان یتضمنھا

من الدستور)، ثم الجھة التي یحق 5بالفصل 13مسألة لغة التصریح وعالقة الفصل

والتحفیظ يلھا التقدم بمطلب التحفیظ وما یتطلب ذلك من التمییز بین التحفیظ االختیار

ومدونة الحقوق العینیة 14.07من القانون 10اإلجباري عارضا مقتضیات المادة

من قانون التحفیظ، ثم البیانات المتعلقة بالعقار موضوع 130دة ومدونة االوقاف والما

طلب التحفیظ ( مع اإلشارة إلى ان المستجد الوارد بھذا الشأن ھو تقدیر القیمة التجاریة

للعقار وقت تقدیم الطلب). ثم حدد الوثائق الواجب تعزیز مطلب التحفیظ بھا انطالقا من

مدونة الحقوق العینیة من تحریر جمیع نصت علیھمن قانون التحفیظ ومما 14 المادة

خرى أو نقلھا أو تعدیلھا أو التصرفات المتعلقة بنقل الملكیة او بإنشاء الحقوق العینیة ال

تحت طائلة البطالن. ھا في محرر رسميإسقاط

وفي معرض حدیثھ عن التحفیظ اإلجباري ركز على الحاالت القانونیة التي

یظ المنصوص علیھا في مدونة األحباس والقانون المنظم لضم توجب تقدیم مطلب التحف

األراضي والقانون المنظم لألراضي الجماعیة. مؤكدا على أن المشرع عمد إلى توسیع

مكانیة م وھیئات ومساطر جدیدة، إذ أشار إلى إث مفاھیدنطاق إلزامیة التحفیظ، واستح

لوزیر الوصي بعد اقتراح مدیر فتح مناطق خاضعة للتحفیظ اإلجباري بناء على قرار ا

ا لتحفیظ اإلجباري، عارضحافظة العقاریة للمنطقة الخاضعة لالوكالة الوطنیة للم

لمسطرة التي اوجبھا المشرع في ھذه الحالة.ا

وفي ختام مداخلتھ اشار إلى مجموعة من األسئلة التي تبقى مطروحة حول

ذا كانت السلطة المحلیة ، وما إي الوثائق العتبارھا عاملةالشروط الواجب توفرھا ف

8

غیاب آلیات المراقبة القبلیة لعمل المحافظ جھة مھیئة إلصدار شواھد الملكیة، و

من عدمھا. لمطلب التحفیظ ةالجھة المخولة للقول بصحة الرسوم المعززباعتباره

فیھا وشارك أحمد ادریوش دكتورالشرف برئاستھا فت: ثانیةال الجلسةأما

.فاضل، واشتملت على ثالث مداخالتساتذة األمجموعة من األ

:المداخلة األولى*

قراءة " المحامي بھیئة تطوان بموضوع: األستاذ محمد كمال المھديھا تقدم ب

التغییرات الجدیدة كون بمالحظة ھا استھلو". 14.07في أھم مستجدات القانون رقم

ذف، مما یطرح التساؤل شملت جل مواد قانون التحفیظ العقاري بین تعدیل ونسخ وح

حول ما إذا كان من األولى والحري إصدار نص جدید ینظم مجال التحفیظ، خاصة أن

اثنتین ركز في مداخلتھ على إشكالیتین إلى فترة الحمایة. ثم قانون التحفیظ یعود

استقاھما من الواقع العملي.

اري. فھذا من ظھیر التحفیظ العق 29یتعلق بمقتضیات المادة اإلشكال األول

النص قبل التعدیل كان یتیح إمكانیة فتح آجاالت استثنائیة للتعرض من طرف المحافظ

كثیرة بشكل یضر بطالب وھي إمكانیة كانت تمارس في أحیان. أو السید وكیل الملك

التحفیظ، وأحیانا أخرى یضر بالمتعرضین. نظرا ألن المحافظین كانوا یتعاملون مع

منصوص علیھ فیھ، في حین أن النیابة العامة لیس من النص دون قید أو شرط

اختصاصھا البت في القضایا العقاریة، فھناك فرق شاسع بین االختصاص الموكول لھا

ادى إلى اختالفبمقتضى قانون المسطرة الجنائیة وإجراءات التحفیظ العقاري. مما

اضطر المشرع في المحاكم بین قبول الطلب ورفضھ. وھو ما التطبیق بین مختلف في

الذي كان حق الإلغاء ى الجواب على ھذا اإلشكال بوضوح وذلك بالتعدیل الجدید إل

لنیابة العامة في فتح أجل جدید للتعرض وحصر ذلك في المحافظ العقاري. مخوال ل

وھو إلغاء لھ مسوغ قانوني وواقعي، لكن حصره في المحافظ لیس لھ اي مسوغ.

الحق أیضا للقاضي المقرر إذا كان الملف معروضا مقترحا ضرورة ان یعطى ھذا

9

على المحكمة، خاصة أن قرار المحافظ برفض طلب فتح أجل جدید للتعرض غیر قابل

ألي طعن.

التي كثیرا ما كانت تتم عرقلتھا بأفعال ،یتعلق بعملیة التحدید اإلشكال الثاني

ظ مركونة لب التحفیصادرة عن الغیر، مما كان یؤدي إلى ان تبقى مجموعة من مطا

في الرفوف لسنوات طویلة، دون ان تتاح للمحافظ إمكانیة التحدید وإقامة الرسم

ي حسمھ التعدیل شكال الذف على القضاء نتیجة تعرض. وھو اإلالعقاري أو إحالة المل

لمحافظ إمكانیة تسخیر القوة العمومیة لتسھیل عملیة التحدید، بناء الجدید، لما خول ل

ن المحافظ أو بطلب من كل ذي صفة.على طلب م

:المداخلة الثانیة*

الكاتب العام للمجلس الجھوي لعدول األستاذ محمد ضیاء السوريقدمھا

" رسمیة العقود العدلیة وإشكاالت التحفیظ العقاري" استئنافیة تطوان في موضوع:

تیاطیا في الرسم فیھ إشكالیة رسمیة الوثیقة العدلیة وإكراھات تقییدھا اح والذي تناول

العقاري على ضوء مستجدات قانون التحفیظ العقاري الجدید. ولإلحاطة بھذا اإلشكال،

فقد قسم موضوعھ إلى محورین.

وقد أوضح في المحور األول المراحل التي تمر منھا الوثیقة العدلیة حتى

ب ق ل ع: " تكون رسمیة األوراق المخاط 418تصبح وثیقة رسمیة. فطبقا للفصل

المنظم 16.03، وأكد نفس المقتضى القانون رقم علیھا من طرف القضاة في محاكمھم"

لخطة العدالة بنصھ على أن الخطاب على الوثیقة العدلیة ھو الذي یجعلھا وثیقة تامة

تتنزل منزلة الشھادة الرسمیة. وھو ما یعني ان الرسم العدلي قبل الخطاب علیھ ال

التي تمر منھا الوثیقة العدلیة لنظر إلى كثرة المراحل یكون وثیقة رسمیة. لكن وبا

التلقي، التحریر، التأشیر علیھا بالتضمین، التسجیل، التضمین بسجالت المحكمة، ثم (

یة لیست بالیسیرة، خاصة وان لكل ن مدة زمنمخطاب القاضي علیھا) وما یتطلب ذلك

رح التساؤل حول: ما ھو جراء تاریخ معین تترتب علیھ آثار قانونیة مختلفة. لیطإ

10

ون التاریخ المعتبر خصوصا بالنسبة للتقییدات االحتیاطیة بالرسم العقاري وفق القان

؟14.07رقم

صص المحور الثاني من مداخلتھ لتوضیح ھذا اإلشكال. وخلص انطالقا وقد خ

الذي ینص صراحة على انھ لكل من یدعي حقا على عقار - 85من مقتضیات الفصل

إلى أن المحررات -طلب تقییدا احتیاطیا بناء على سند یثبت ذلك الحق محفظ ان ی

خطاب القاضي علیھا، فذلك ال ینفي عنھا مالعدلیة وإن انتفت عنھا صفة الرسمیة لعد

ق ل ع وما یلیھ. مما یمكن معھ إجراء 423صفة الورقة العرفیة حسب مفھوم الفصل

، باعتبارھا سندا كافیا إلثبات حق دلین علیھاتقیید احتیاطي بناء علیھا بمجرد توقیع الع

حقوقھم في أحد الطرفین على اآلخر مؤقتا وحمایة مصالح المتعاقدین وعدم ضیاع

یئة الذي یقومون بتفویت العقار ألكثر من شخص.مواجھة ذوي النیات الس

وقد اعتبر في خالصة مداخلتھ، أنھ على المحافظ ان یقبل مؤقتا تقییدا احتیاطیا

بموجب وثیقة عدلیة موقعة من طرف العدلین، یتم إیداعھا بین یدیھ إلى حین اكتساب

الوثیقة رسمیتھا واستكمال كل اإلجراءات المتعلقة بذلك في اجل یمكن تحدیده وفق

القانون.

:المداخلة الثالثة*

المفوض القضائي والباحث في سلك األستاذ نور الدین الفالقتطرق فیھا

" مستجدات التحفیظ العقاري المتعلقة بمسطرة التعرضات"لى موضوع: الدكتوراه إ

حیث اوضح أن المقتضیات الجدیدة المتعلقة بالتعرضات تعتبر من اھم المستجدات التي

المتعلق بالتحفیظ 1913عشت 12المغیر والمتمم لظھیر 14.07جاء بھا القانون رقم

في المحافظ تصة بتلقي التعرضاتالعقاري، خصوصا فیما یتعلق بحصر الجھة المخ

وحده دون وكیل الملك، والتنصیص صراحة على عدم قابلیة قرار المحافظ برفض

التعرض االستثنائي للطعن القضائي.

11

من الظھیر أعاله 25أدخل تعدیال على مقتضیات الفصل 14.07ذلك أن قانون

لعقاریة التي یقع وحصر الجھة المختصة والمؤھلة لتقبل التعرضات في المحافظة ا

العقار المتعرض علیھ في دائرتھا. ولھذا تم حسم اإلشكاالت التي كان یطرحھا تعدد

ى الجھات األخرى تقدیم التعرض لدلیھا التعرضات. ذلك ان تقدم إالجھات التي

صوصا السلطات المحلیة وحتى المحكمة غیر مختصة في تقبل التعرضات خاصة خ

رھا االھتمام الالزم نظرا النشغاالتھا بأعمال أخرى اھم من إذا كانت شفویة وقد ال تعی

تقبل التعرضات، إضافة إلى الرقابة اإلداریة التي قد تؤخر كثیرا بعث ھذه التعرضات

جل المحدد قانونا.إلى المحافظة العقاریة قصد تسجیلھا في الوقت المناسب وفي اال

قدم خارج لماتعرض الثم تساءل ھل یمكن الطعن في قرار المحافظ برفض

جل االجل؟ موضحا انھ یمكن القول أن قرار المحافظ برفض التعرض المقدم خارج األ

. وعلى 14.07قرار نھائي وال یقبل أي طعن حسب التعدیل الذي جاء بھ قانون

المتعرض أن یتحمل نتائج تأخره وإھمالھ خاصة بعد عملیة اإلشھار والنشر الواسعة

ار موضوع مطلب التحفیظ.التي أقیمت بشأن العق

وقد استخلص في النھایة ان حصر الجھة المختصة في تقبل التعرضات في

المحافظ وحده قد یفتح المجال للتعسف واالستبداد في القرار، كما أن التنصیص على

عدم قابلیة قرار المحافظ برفض التعرض االستثنائي للطعن القضائي مجانب للصواب

ر.ومخالف لقواعد الدستو

:ـنقاشا ت الــورش

بعد انتھاء الجلستین السالفتي الذكر، انطلق العمل بورشات النقاش ومباشرة

وفق قوائم بأسماء معدة سلفا مع تركھا حیث تم توزیع المشاركین على ثالث ورشات

:االلتحاق بأي منھا مفتوحة في وجھ من یرغب في

وعملیات التحدید مطلب التحفیظحول : تمحور موضوعھاالورشة األولى*

اإلداري. أطرھا األستاذ عبد هللا الغازي المستشار بمحكمة االستئناف بتطوان.

12

ھا مسطرة التعرضات. أطر : دار النقاش فیھا حول موضوعالورشة الثانیة*

بمحكمة االستئناف بتطوان. األستاذ محمد اجوامعي رئیس الغرفة العقاریة

تأسیس الرسم العقاري موضوع انصب نشاطھا على: الورشة الثالثة*

والتقییدات. أطرھا األستاذ سعید بوحدو المستشار بمحكمة االستئناف بتطوان.

ولقد ساد أشغال الورشات السالفة الذكر نقاش رصین، وواعي، وجدي، وحوار

المرتبطة بكل موضوع على مسؤول وھادف، إذ تم طرح مجموعة من اإلشكالیات

ناجعة لھا، والمستمدة أساسا من الممارسة العملیة، والتجربة ، مع اقتراح الحلول الحدة

القضائیة، واالجتھادات الرصینة، وحنكة وبعد نظر المؤطرین، مما كان لھ األثر البالغ

في نجاح ھذه الندوة التي انبثقت عنھا مجموعة من التوصیات الھادفة.

13

االستئناف بتطوان التوصیات المنبثقة عن الندوة التي نظمتھا محكمة

حول موضوع:

المتعلق بالتحفیظ العقاري دعامة أساسیة للتنمیة واستقرار 14.07" القانون رقم

المعامالت العقاریة (المستجدات واإلشكالیات) "

v ضرورة جمع النصوص القانونیة المتعلقة بالتحفیظ العقاري في شكل مدونة

غشت 12قانون مقتضیاتاغلبیة شاملة بدل االقتصار على تعدیل ونسخ

المتعلق بالتحفیظ العقاري لتسھیل عملیة الرجوع إلیھا. 1913

v وضع آلیات كفیلة بضمان حقوق كافة األطراف المعنیة بعملیات التحدید، بما

لوحة بارزة في العقار وسیع عملیة اإلشھار وأماكنھ ( وضعفیھم األغیار، وت

اق بالنسبة للبوادي والمناطق النائیة، المراد تحفیظھ، اعتماد المناداة في األسو

استدعاء مالكي العقارات المجاورة للعقار المراد تحفیظھ وجوبا مع إشعار

باالستالم).

v وضع آلیات سریعة وفعالة لتحیین الرسوم العقاریة، مع اعتماد مبدأي التحیین

الجماعي ( على منوال التحفیظ الجماعي ) والتحیین اإلجباري ( على منوال

التحفیظ اإلجباري).

v التنصیص على قابلیة قرار المحافظ برفض التعرض االستثنائي للطعن

القضائي.

14

v النص صراحة على فتح اجل جدید للتعرض بعد إحالة الملف على القضاء

واسناد البت فیھ للسید رئیس المحكمة بصفتھ ھاتھ، بشرط ان یكون الملف

رائجا في المرحلة االبتدائیة.

v ة على عدم قبول أیة دعوى موازیة لدعوى التعرض.النص صراح

v إمكانیة تقیید الرسم العدلي قبل صیرورتھ رسمیا بخطاب قاضي التوثیق علیھ

من قانون التحفیظ العقاري. 85تقییدا احتیاطیا باعتباره سندا طبقا للفصل

رئیس المحكمة االبتدائیة األستاذ عبد الھادي الرویشيوفي جلسة ختامیة، تلى

بتطوان ملخص التقریر الختامي والتوصیات.