116
لام س لا ا ق ي ب ط ت ول ح وار ح( 1 ) ي ار ر ي ش ل مد ا ح م د ي س ل ى ا م( ظ ع ل له ا ل ا ه ي0 ا ره س دس ق دمه ق م ل ا م ي ح ر ل ا> ن م ح ر ل له ا ل م اسC ب> ن ي ر هلطا له ا0 مد وا ح م ى عل لام س ل وا لاه ص ل وا> ن مي ل عا ل اC له رب ل مد ح ل ا ه، V دي ي> نX يC ب م ي رV لك ا^ اري V ق ل ده اC V ج ي ي دV الC اب V ي ك ل ا ا دVم هV س ا وV ه) لامV س لا ا ق ي بV ط ت ولV ح وارV ح( ،> ن ي ق ق ث م ل ا> ن م هV ماعC ح> نX يC ب و ى نX V ي باV ه ل و ح اس ق ث ل دار ا> ن^ ا ق ق ت ا ى لن ^ ل ا ب سا م ل ا> ن م وعه مC ح م ه ي ف و> ن مC ارب V ق ت اV ل مC V ي ق ف، رق V ش ل واC رب V لغر ا اV ص ا> ن م و^ م، ا لاV س لار ا اV ص ا> ن م وا ن اV ك> ن ي دV ال هV مدرس لا( ى ف) ه Vري عفC ج لا( هC V ي ي ك م ل س ا يV س^ ا ي ل اء، دقVلا^ ص ا> ن م هV ماعC ح ا و V ي^ ا ا V ي ع م تC ح ، ا ة يV س> ن ي ر V ش ع، ره V س اC ي مكV ل ددV عC ت ى. و لاV ع تهV ل ل ا> ن د ا V ور، ي V ي ل ى ا ل ا هC ي ي ك م ل ا تC ح ر خ . و دسه ق م لء ا لاC ي ر ك ى ف) ه دي ي ه ل ا اب V قC ث طC ت اكV ك ت ح لا لً ا V ق ل ط ن م هV لC ج م ل وا هC V ي ي ك م ل ا اربV ص ف،) ه V ي ي ب الد ب اV س م ل ا هC V ويC ح^ ا( هV لC ج م ا يV سّ س^ ا1 ( ? ل ص^ لا ع ا م ه ي قC ت مطا> ن م دC ره، ولاي س دس ق ي ار ر ي ش لم ا ما لا ع ا ف و م ت ي ن ر ي يلا ا> ن مC اب ي لك ا ا ص هد ت ا ي د خ^ : ا ة( لاحظ م) ه. ي ف ل ب دC ي لي وا ف جد ل ر وا يX ي ع ث ل ه وعدم ا ي م لا س> ن م ا^ كد يل ل وعC ي مط ل ا

فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

  • Upload
    others

  • View
    5

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

(1) حوار حول تطبيق اإلسالم

آية الله العظمى السيد محمد الشيرازيقدس سره

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين والصالة والسالم على محمد وآله الطاهرين

)حوار حول تطبيق اإلسالم(هو اسم ه**ذا الكت**اب ال**ذي يج**ده الق**ارئ الكريم بين يديه، وفيه مجموعة من المسائل التي اتفق أن دار النقاش حولها بيني وبين جماعة من المثقفين، الذين كانوا من أنص**ار اإلس**الم، أو من أنص**ار الغ**رب والش**رق، فقب**ل م**ا يق**ارب من عش**رين س**نة، اجتمعنا أن**ا وجماع**ة من األص**دقاء، لتأس**يس المكتب**ة )الجعفري**ة( في )المدرسة الهندية( في كربالء المقدس**ة. وخ**رجت المكتب**ة إلى الن**ور، بإذن الله تعالى. وبع**د ذل**ك مباش**رة، أسس**نا مجل**ة )أجوب**ة المس**ائل الديني***ة(، فص***ارت المكتب***ة والمجل***ة منطلق***ا لالحتك***اك بطبق***ات المثقفين،مم**ا ح**دا األص**دقاء إلى تأس**يس مؤسس**تين أخ**ريين، هم**ا )مدرسة اإلمام الص**ادق )ع( األهلي**ة( و )الجمعي**ة الخيري**ة اإلس**المية(. وبهذه المؤسسات األربع انطلقت المسيرة العلمية الدينية الحديث**ة في كربالء المقدسة، وصرنا نحن القائمين بها موضع األخذ وال**رد، والح**وار والجدل، والنقاش والنقد، حول اإلسالم، وح**ول الش**رق، وح**ول ال**دين بصورة عامة، وحول الروحانية، وحول الشيعة، وحول الشرق والغ**رب،

وقيادتها الوافدة، إلى آخر القائمة.. ولم تمض مدة على تأسيسنا لهذه المؤسسات، حتى ق*امت ث*ورة عب*ددام، الكريم قاسم في العراق، مما هيجت الشعب، وأوجبت ش**دة الص** وك**ثرة المناقش**ات. وكلم**ا تق**دم بن**ا األم**ر إلى األم**ام، عرفن**ا موض**ع الحاج*ة أك*ثر ف**أكثر، وأخ*ذت أن*ا واألص*دقاء في تأس*يس المؤسس*ات لتكميل النواقص، ح**تى أن )مؤسس**ة الحف**اظ( وح**دها، اش**تملت على )ثالث وثالثين مؤسسة( ذكرت أساميها في التقويم اإلسالمي المطب**وع في كربالء المقدسة. ومن الط**بيعي أن يك**ون لك**ل مؤسس**ة أنص**ارها

ومناوئوها، مما يوجب كثرة الصدام والحوار.

( مالحظة: أخذنا نص هذا الكتاب من االنترنيت موقع اإلمام الشيرازي قدس سره، والبد ?)1من مطابقته مع األصل المطبوع للتأكد من سالمته وعدم التغيير والحذف والتبديل فيه.

Page 2: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

وفي مثل هذا الجو المشحون بالتش**نجات، تول**دت الخط**وط العريض**ةلهذا الكتاب.

فهي محاورات في بعض جوانب اإلسالم، من جه**ة الحكم، والسياس**ة، واالقتصاد، وما إلى ذل**ك، أفرغته**ا في ق**والب س**هلة التن**اول، ليفهمه**ا

حتى طالب الثانوية. وقد الحظت إبان جري هذه المحاورات م**ع المثقفين، م**دى االنهزامي**ة التي أصابت المسلمين، أم**ام بري**ق الغ**رب والش**رق، انهم رأوا تق**دم الكفار في الصناعة، فظنوا أنهم تق**دموا أيض**ا في المعنوي**ات واألخالق والمناهج الحيوية، ول**ذا ترك**وا اإلس**الم جمل**ة وتفص**يال ليلحق**وا ب**ركب الحضارة المادية، لكنهم نسوا المشيتين * كما في المث**ل *** فال تق**دموا في ميدان الحض**ارة، ب**ل ت**أخروا وت**أخروا، وال بقواع**د إيم**انهم ودينهم

وفضيلتهم، التي كانت سبب تقدمهم وسبب قوتهم. وقد ج**رب المس**لمون، من**ذ ت**ركهم العم**ل باإلس**الم، من قب**ل ق**رن، تقريب**ا، أنهم لم ي**زدادوا ب**ذلك إال ض**عفا، وفرق**ة، وت**أخرا، ولم ي**زد أعداؤهم إال تقدما وسيطرة وق**وة، ح**تى وص**ل األم**ر بالمس**لمين إلىلوا في قبلتهم األولى )الق**دس( وال يج**دون أنهم أخ**ذوا يتمن**ون أن يص** إلى ذلك سبيال، فهل يتصور ضعف أكثر من هذا؟ وه**ل يوج**د انحط**اط

أبعد من هذا االنحطاط؟ وليعلم المسلمون أن ال عالج لهم إال بالرجوع إلى اإلسالم، وأنهم كلم**ا ازدادوا من استيراد أنظمة الشرق والغرب، وكلما ابتع**دوا عن اإلس**الم أكثر فأكثر، ازدادوا ضعفا وتأخرا، وازداد أعداؤهم قوة وتق**دما، وتك**ون أم**والهم عرض**ة للنهب والس**لب، وأوالدهم وش**بابهم عرض**ة للقت**ل والذبح، وبالدهم عرضة لالنحطاط والت**أخر، وطاق**اتهم عرض*ة للتش*تت

والتبدد، كرمال اشتدت بها الريح في يوم عاصف.وليس أمام المسلم خيار إال:

* أن يرجع إلى إسالمه ودينه وقرآنه ونظام**ه، حيث الع**زة والس**عادة1والكرامة والتقدم.

* أو أن ينسلخ عن دينه كامال، ويلحق بركب الشرق، حيث االس**تعمار2واإللحاد والكبت.

* أو أن يلحق بركب الغرب، حيث االستعمار، واالنحراف، والفساد.3 * أو أن يبقى على حالته هذه مذب**ذب بين ذل**ك ال إلى ه**ؤالء وال إلى4

هؤالء، حيث االستعمار، والذل، واالن**دراج في قائم**ة المن**افقين، ال**ذين إذا قاموا إلى الصالة قاموا كسالى يراؤون الن**اس وال ي**ذكرون الل**ه إال قليال، ولينتظر إذ ذاك الضنك في العيش في الدنيا، والعمى في اآلخرة، كما قال تعالى: )ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحش**ره يوم القيامة أعمى ق**ال رب لم حش**رتني أعمى وق**د كنت بص**يرا ق**ال

كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(.

Page 3: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

والله المسؤول أن يوفقنا التباع سبيل اإلسالم، وهو الموفق المستعان.محمد بن مهدي الحسيني الشيرازي

Page 4: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

حوارات في السياسة والحكمحوار حول الحكم

ن لهم جاءني جماعة من المثقفين من أه**ل العلم يطلب**ون م**ني أن أبيكيفية الحكم في اإلسالم وهل أنه ديمقراطي أو ديكتاتوري؟

قلت لهم: ال ديمقراطي وال ديكتاتوري. قالوا: ليس من المعقول ذلك، ألن الحكم إن كان فرديا كان ديكتاتوريا،

وإن كان حكم الشعب كان ديمقراطيا. قلت: عن**دي معق**ول ذل**ك، ف**إن الديمقراطي**ة والديكتاتوري**ة، كالهم**ا، معناه حكم اإلنسان، واإلسالم ال يعترف بحكم اإلنسان، وإنم*ا يق**ول إن الحكم لله سبحانه، فالحاكم في اإلسالم هو الله تع**الى، ق**ال س**بحانه: )إن الحكم إال لل**ه( و )إن( بمع**نى )م**ا( النافي**ة، وق**ال في آي**ة أخ**رى

)أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما(.وعلى ذلك فهناك ثالثة أشكال من الحكم:

* حكم الله.1 * حكم الشعب.2 * حكم الفرد.3

واإلسالم إنما يعترف بحكم الله، وي**رى أن حكم غ**ير الل**ه، س**واء ك**ان الحاكم الفرد أو الشعب، أو جماع**ة من الش**عب، ض**الل وباط**ل. ق**ال

تعالى: )ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون(.قالوا: وهل لله في كل شيء حكم؟

قلت: نعم.قالوا: وحتى المسائل المتطورة الحديثة؟

قلت: وحتى هذه المسائل. قالوا: وكيف يمكن ذلك ولم يكن في زمان الرس**ول )ص( واألئم**ة )ع( ه**ذا التط**ور الح**ديث، ولم يس**ألوا عن ه**ذه األس**ئلة الحديث**ة، فكي**ف

حكموا بأحكامها؟ قلت: في اإلسالم طائفتان من التشريع: )الطائف**ة األولى( التش**ريعات الخاصة و )الطائف**ة الثاني**ة( التش**ريعات العام**ة. والتش**ريعات العام**ة،

تشمل كل حاجات البشر إلى يوم القيامة، ولو تطور البشر ألف مرة. ق**الوا: ف**أي تش**ريع يكف**ل، بحكم )ال**زواج من بعي**د( وبحكم )البن**ك(

وبحكم )تبديل أعضاء اإلنسان(؟ قلت: يشمل الزواج من بعيد قوله تعالى )فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون( فإنه زواج وراء النكاح وملك اليمين. ويش**مل البن**ك قول**ه

Page 5: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

تع**الى )إال أن تك**ون تج**ارة عن ت**راض منكم( وقول**ه )ال ت**أكلوا الرب**ا(وغيرها.

ويشمل تبديل أعضاء اإلنسان قوله تعالى )يريد الله بكم اليسر( وقول*ه )ع( )كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهي(. إلى غير ذلك.. ول**ذا فإن**ك ال تجد مسألة حديث**ة، تس**ألها من الفقه**اء، إال وذك**روا حكمه**ا. وه**ذا ه**و السر في أبدية اإلسالم وخلوده، فإنه ما من واقعة إال ولل**ه فيه**ا حكم، وقد ذكر ذلك الحكم في القرآن أو في السنة، بصيغة خاصة، )كالص**الة والص**يام( أو بص**يغة عام**ة كلي**ة، تش**مل الواقع**ة وغيره**ا من األف**راد

المندرجة تحت تلك الصيغة العامة. قالوا: حسنا، نقبل أن التشريع بي*د الل**ه س**بحانه، ال بي*د الن**اس.. ولكن الكالم في التنفي**ذ، فمن يك**ون ه**و الح**اكم الفعلي لألم**ة على البالد

اإلسالمية؟ قلت: الح**اكم الفعلي على البالد اإلس**المية ه**و من اجتمعت في**ه ه**ذه

الشروط، وهي: * البلوغ والعقل والرجولة وطهارة المولد واإليمان.1 * العدالة التامة.2 * فقاهة أمور الدين، وفقاهة أمور الدنيا والكفاءة.3

قالوا: وهل يجوز أن يتعدد مثل هذا الحاكم، بأن يكون للمسلمين حكاممتعددون؟

قلت: ال مانع من ذلك.قالوا: ومن يعين هذا الحاكم.

قلت: الذي يعين هذا الحاكم * بعد أن كان له صالحية شرعية في األخذ بالزمام * هي األمة بمعنى أنه يحق لألمة أن تختار حاكمها الذي يرض**ى

الله أن يكون حاكما عليها.قالوا: وما هي كيفية االختيار؟

قلت: حيث لم يعين في الش***ريعة كيفي***ة االختي***ار، فهي من األم***رالمطلق.

* فلهم أن يختاروا بأنفسهم أجمع.1 * ولهم أن يختاروا بوكالئهم )الن**واب(، ب**أن يخت**ار جماع**ة إنس**انا، ثم2

يختار أولئك المنتخبون الرئيس األعلى للدولة. قالوا: م**ا ذك**رت لم يكن في اإلس**الم. لكن**ك تق**ول إن االنتخ**اب حكم

إسالمي؟**ام ال**ذين قلت: الشيعة ي**رون أن الرس**ول )ص( واألئم**ة )ع( هم الحك عينهم الل**ه س**بحانه، وبع**دهم *** في زم**ان غيب**ة اإلم**ام المه**دي )ع( *

فالفقهاء هم الحكام.والسنة يرون أن الرسول، وخلفاءه الذين انتخبوا بالشورى هم الحكام.

Page 6: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

أما عدم تمكين خلفاء الج**ور، ألن يس**تلم الحك**ام الحقيقي**ون *** ال**ذين يرض**ى بهم الل**ه س**بحانه *** الحكم، ف**ذلك ك**ان على خالف المنهج

اإلسالمي. إذا: فاآلن * وبعد غيبة اإلم**ام *** الفقي**ه المش**تمل على الش**رائط ال**تي ذكرناها هو من له صالحية الحكم. فقد قال اإلم*ام: )فارض*وا ب*ه حكم*ا

(.1فإني قد جعلته عليكم حاكما() فإذا عينت األمة من فيه تلك المواصفات والمؤهالت التي ذكرناها، فقد اقتنع اإلمام )عليه السالم( حيث رضى بصاحب المؤهالت حكما، ويكون

ذلك رئيسا من قبل اإلمام حيث قال: )فإني قد جعلته عليكم حاكما(. ق**الوا: وإذا ك**ان في األم**ة، فقه**اء متع**ددون، ك**ل منهم يش**تمل على

المواصفات المذكورة؟قلت: لألمة الحق في أن:

* تعين أحدهم للحكم.1 * أو تعين جميعهم للحكم، ب**أن يك**ون الحكم، مث**ل مجلس الس**يادة،2

مشتمال على عدة)أعضاء( فإذا حكم الكل ك**ان ذل**ك حكم البالد، ال**ذييجب على األمة االنقياد له.

وإنما نقول إن لألمة الحق في أن تعين واح*دا، أو متع*ددا، ألن*ه لم ي*رد نص خاص على أحد األمرين، فمطلقات األدلة تشمل كال من القسمين،

من قبيل األمور والتخييرية. قالوا: إن ما ذكرت هي )الشورى( وقد قال علي )علي**ه الس**الم(: )في**ا

( منكرا لذلك؟2ل*له وللشورى() قلت: علي )ع( لم ينكر الش**ورى، وإنم**ا أنك**ر الص**يغة الخاص**ة، وأنك**ر

الشورى في قبال النص.قالوا: فإنا قد سمعنا من العلماء أن )الشورى( باطلة؟

قلت: الش***ورى، ال***تي في قب***ال النص باطل***ة. مثال ال يح***ق لمجلس الش**ورى أن يحل**ل حرام**ا، أو أن يح**رم حالال أو أن يعين شخص**ا الل**ه سبحانه عين غ**يره. أم**ا الش**ورى في تط**بيق الكلي**ات الش**رعية، على**ده اإلس**الم، ق**ال تع**الى: )وأم**رهم المصاديق الخارجي**ة، فه**ذا مم**ا أي

شورى(. قالوا: فإن اختار جماعة من األمة إنس**انا، واخت**ار آخ**رون إنس**انا آخ**ر،

فأيهما الحاكم؟ قلت: من الج**ائز إش**راكهما في الحكم أو جع**ل األك**ثر ص**وتا رئيس**ا، واآلخر مشيرا ومستشارا، فإن كل ذل**ك ج**ائز. إم**ا ش**رعا فألن األدل**ة دلت على أن الرئيس يلزم أن يكون فقيها عادال جامعا للش**رائط، وق**د حصل ذلك، في كلت**ا الص*ورتين، وإم**ا خارج**ا فألن*ه حص*ل التب**اني من

األمة، على أحد األمرين، فهم راضون بذلك.قالوا: ومن الذي يختار وينتخب؟

Page 7: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: من الجائز أن ترض**ى ك**ل األم**ة، بش**رائط خاص**ة في المنتخب، كأن تكون كل األمة تنتخب، فإذا بلغ الصبي كان له حق االنتخاب، وأم**ا غير البالغ والمرأة فوليهم ينتخب عنهم، مع فارق أن الصبي وليه يق**وم مكانه بال توكيل من الصبي، أما المرأة فتوكل وليها في أن ينتخب. وإن ولي الصبي هو المعين شرعا كاألب والجد، أما المرأة فله**ا الخي**ار في

أن توكل من ينوب عنها في االنتخاب.وعلى هذا فالفارق بين الشورى اإلسالمية والديمقراطية أمور:

*** إن في الش**ورى يش**ترط في ال**رئيس العدال**ة واإليم**ان، وس**ائر1الشرائط التي ذكرناها، بخالف الديمقراطية.

*** يمكن في الش**ورى تع**دد الرؤس**اء، على نح**و مجلس الس**يادة،2بخالف الديمقراطية.

*** في الش**ورى يك**ون االنتخ**اب لك**ل األم**ة ح**تى األطف**ال، بخالف3الديمقراطية * إلى فروق أخر تأتي *.

قالوا: وما المانع من أن تنتخب المرأة مباشرة؟ قلت: الم**انع أن ذل**ك ين**افي الس**تر ال**واجب على الم**رأة *** في أغلب

األوقات * وفي توكيلها جمع بين الحقين.قالوا: وهل في اإلسالم مجلس األمة أو مجلس الشيوخ؟

قلت: من الجائز أن تختار األمة بأن تجعل المجلس**ين أو أح**دهما، ومن الج**ائز أن تقتن**ع األم**ة بمنص**ب ال**رئيس فق**ط، ثم ال**رئيس يخت**ار المشاورين، سواء في صورة مجلسين، أو مجلس واحد، كل ذل**ك ألن**ه

ال دليل على أحد األمرين، فاألمر مطلق لألمة. ق**الوا: إذا قلتم بأن**ه يج**وز في نظ**ر اإلس**الم، تع**يين األم**ة لل**رئيس، ولمجلس األمة، فأي ف**رق بين الش**ورى اإلس**المية وبين الديمقراطي**ة

الغربية؟ قلت: الفرق األساسي هو أن الشورى ال تعطي ح**ق التش**ريع لل**رئيس أو المجلس، وإنما لها حق تط**بيق اإلس**الم على الص**غريات الخارجي**ة،

بخالف الديمقراطية التي تعطي حق التشريع للمجلس، ولذا: * فالديمقراطية حكم الشعب للشعب بالشعب.1 * والشورى، حكم الله لألمة باألمة.2

فمثال ال يحق في الش**ورى أن يق**رر ال**رئيس أو المجلس، تغي**ير ح**دود الله، أو إباحة الخمر، أو إسقاط الصوم عن العمال، مثال، بينما مثل كل

هذه األمور جائز في الديمقراطية الغربية.قالوا: وكم مدة الحكم للرئيس أو لمجلس األمة؟

قلت: حيث ال تحديد شرعا لذلك يحق لألمة أن تقرر المدة. نعم، إذا سقط الرئيس عن الش**رائط المؤهل**ة س**قط تلقائي**ا، ف**الالزم انتخ**اب إنس**ان ث**ان للرئاس**ة، مثال إذا ذهبت عدالت**ه، فإن**ه ال يص**لح

للرئاسة بعد ذلك.

Page 8: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قالوا: لو لم ينتخب بعض أفراد األمة، فما هو المصير؟قلت: ال يضر ذلك، ألنه هو الذي أسقط حقه.

قالوا: لو انتخب بعض أفراد األمة، ثم نقض انتخاب**ه، عن ع**ذر مش**روعفي نظره أو بدون عذر، فما هو المصير؟

قلت: ال يضر نقضه، إذ ال دليل على سقوط ال*رئيس عن الرئاس*ة به*ذاالنقض، فيبقى الرئيس على رئاسته حتى بعد النقض.

قالوا: وعلى هذا لو نقض ك**ل أف**راد األم**ة أو أك**ثريتهم انتخ**ابهم، ك**انالالزم بقاء الرئيس؟

قلت: كال، إذ الرئيس له صفتان، صفة شرعية، وصفة وكالية، ألنه وكيلم المنصب لصفته الش**رعية فق**ط، ب**ل لص**فته عن األمة، وهو لم يتسل الوكالية أيضا، فإن لألمة أن تنتخب وكيال عن نفسها إلدارة شؤونها، من بين المؤهلين شرعا للرئاسة، ف**إذا س**حبت األم**ة اعترافه**ا واختياره**ا، فقد انهدمت صفة الوكالية في ال**رئيس، فال يح**ق ل**ه مباش**رة أعم**ال األم**ة ب**دون رض**ائهم، بع**د وض**وح أن أعم**الهم من حقهم، ال من ح**ق

الرئيس. قالوا: فما الفارق بين س**حب أف**راد الع**ترافهم ب**الرئيس، حيث قلتم ال ينقض الحكم، وبين سحب مجموع األمة، أو أكثريتهم * مثال * حيث قلتم

ينقض الحكم؟ قلت: الفارق هو أنه لو كان سحب فرد أو أفراد العترافه موجب**ا لنقض الحكم وسقوط الرئيس، لزم الفوضى والهرج والمرج. ومن الض**روري أن اإلسالم ال يرضى ب*الهرج والم**رج، وذل**ك بخالف س**حب األكثري*ة أو

المجموع العترافهم.قالوا: وهل يسمح اإلسالم بنظام األحزاب، أو بنظام الحزب الواحد؟

قلت: أما نظام الحزب الواحد فال يسمح به اإلسالم ألن**ه خالف الحري**ةالمقررة في الشريعة.

وأما نظ*ام األح*زاب، ف*الحزب ل*ه مفهوم*ان )األول( المفه*وم اللغ*وي وعليه ورد قوله تعالى )أال إن حزب الله هم الغالبون( وذلك عب**ارة عن مجموعات من الناس يعملون لصالح أنفسهم أو صالح األمة ككل، وه**و بهذا المع**نى يص**ح أن يس**مى )هيئ**ة( أو )جمعي**ة( أو )جماع**ة( أو نح**و ذلك، وهذا جائز في اإلسالم، بل محبب لدى اإلسالم ومندوب إليه، فقد ورد في الحديث )يد الله مع الجماعة(. )الثاني( المفهوم الغ**ربي، وه**و األساس لمجلس األمة، الذي بي**ده التش**ريع، وه**ذا باط**ل في اإلس**الم

ألن اإلسالم يجعل التشريع لله سبحانه، وال حق ألحد في التشريع. قالوا: إذا ك**ان في أقط**ار إس**المية متع**ددة حك**ام متع**ددون، فم**ا هي

كيفية الصلة بينهم؟

Page 9: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: الشك في أن األفضل توحيد الحكم اإلسالمي، تحت إدارة عام**ة، كمجلس السيادة يكون كل الحكام عضوا فيه، ويحكم**ون حكم**ا واح**دا

لكل البالد. أما إذا لم يكن ذلك، فاألفضل، تنس**يق أعم**الهم في وح**دة واح**دة من قبيل )جامعة الدول العربي**ة( أو )مجلس األمن( أو )الوح**دة األوروبي**ة(

أو نحوها.والالزم * حينئذ * تحري أكبر قدر من التنسيق واالندماج.

، دار الكتب اإلسالمية * طهران.412، ص7 * الكافي: ج1 ، المطبع**ة الحيدري**ة *** النج**ف49، ص2 *** من**اقب آل أبي ط**الب: ج2

األشرف.

Page 10: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

كيفية تطبيق اإلسالم ( تم**وز، ذهبت أن**ا ووف**د مراف**ق لي، إلى عب**د الك**ريم14بع**د ث**ورة )

قاس**م، في مق**ره ب**وزارة ال**دفاع، لطلب**ات ك**ان من جملته**ا تط**بيق اإلس**الم في البالد. وق*د أظه*ر عب*د الك**ريم أن*ه لم ي*أت إلى الحكم إال لتطبيق اإلسالم، وأهدى إلى كل واحد من أعضاء الوفد ص**ورة تذكاري**ة لنفسه، ممضاة بإمضائه، وقد دار حوار طويل معه حول المطالب ال**تي

طلبناها منه. وبعد أن رجعن**ا إلى ك**ربالء المقدس**ة، وانتش**ر النب**أ، بواس**طة الرادي**و والصحف، انه**الت علين**ا األس**ئلة ح**ول )المقابل**ة( وح**ول )قص**دنا من

تطبيق اإلسالم( وحول )كيفية تطبيق اإلسالم(. وكان من جملة المحاورات حول ذلك، ما اتف**ق أن ج**اءني جماع**ة من المثقفين، ليس**ألوني عن رأيي في كيفي**ة تط**بيق اإلس**الم. وأي ش**يء

مقصود من تطبيق اإلسالم؟قال أحدهم: هل تعني من تطبيق اإلسالم إعادة الخالفة؟

قلت: ال.قال: فما هو المقصود؟

قلت: جعل التشريع والتنفيذ حسب القرآن والسنة. ق**ال: ه**ذا كالم محم**د، فم**ا ه**و التش**ريع في اإلس**الم، وكي**ف يك**ون

التنفيذ؟ قلت: أم**ا التش**ريع ف**الالزم أن يك**ون مس**تقى من الكت**اب والس**نة

واإلجماع والعقل.وأما التنفيذ، فالالزم أن يكون تنفيذا إسالميا.

ق*ال: كيفي**ة التنفي*ذ اإلس*المي ك*انت هي بالخالف*ة، وأنت تق*ول إني الأقصد إعادة الخالفة؟

قلت: اإلس**الم ي**رى ل**زوم أن يك**ون ال**رئيس ومن بي**ده إدارة أم**ور المسلمين عدوال جامعين للشرائط، وال صيغة خاصة لذلك، وإني أعتق**د أن الخالف**ة انقطعت بغيب**ة اإلم**ام المه**دي )علي**ه الس**الم( فال خليف**ة

ظاهر اآلن، وال خالفة في أسلوب الحكم. قال: اس**مح لي أن أق**ول: إن**ا نخ**اف من الخالف**ة، ألنه**ا أبش**ع ص**ورة للديكتاتورية، وهتك األعراض ونهب األموال، وسلب األمن واالس**تقرار،

ولذا أركز على السؤال من هذه الجهة. قلت: الخالف**ة الحق**ة لم تكن ك**ذلك، وإنم**ا مع**نى الخالف**ة الحق**ة االستشارة في األمور، والعدالة المطلقة، والرفاه العام. وإنما يصح م**ا ذكرت بالنسبة إلى الخالف**ة االس**مية ال**تي تمثلت في ب**ني أمي**ة وب**ني العباس، ومن إليهم، فإن هؤالء هم الذين أعطوا أبشع ص**ورة لإلس**الم، بما جنوه من األعمال المخزية، وبما ارتكب**وه من ه**در الكرام**ات ومن

Page 11: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

إضاعة الحقوق، وك**ل المس**لمين من ه**ؤالء ومن أعم**الهم ب**راء، ول**ذاترى التنديد بهم في كل منابر اإلسالم، ليل نهار.

قال: إذا يصح عندك أن يكون تنفيذ حكم اإلسالم على يد الوزارة، علىالصورة الحديثة؟

قلت: نعم يصح ذلك، على شرط توفر الوزارة، للقوانين اإلسالمية، من علم وعدالة وفهم للحياة، وخ**وف من الل**ه س**بحانه، وتق**ديم المص**الح

اإلسالمية على المصالح الشخصية.قال: وهل يصح عندك أن يكون التشريع من )البرلمان(؟

قلت: )البرلمان( بالمفهوم الغربي ال، أما بالمفهوم اإلسالمي فنعم.قال: وما هو المفهوم اإلسالمي؟

قلت: يشترط في البرلمان أمران: )األول( في أعضائه، فالالزم أن يكون*وا رج*اال ع*دوال مخلص*ين خ*ائفين

من الله سبحانه، وهم بمنزلة المستشارين للحكومة. )الثاني( أن ال يشرعوا ما يخالف اإلسالم، فال تشريع في اإلسالم وإنم**ا تطبيق القضايا الشخصية على القواعد اإلسالمية العامة، ول**ذا فالدول**ة اإلس***المية تش***تمل على )التط***بيق( و )التنفي***ذ( ال على )التش***ريع،

والتنفيذ(. قال: حسنا، إذا فرضت أن )عبد الكريم قاسم( أراد تطبيق اإلسالم في

البالد، فهل يمكن ذلك؟قلت: ولماذا ال يمكن؟

ق**ال: ألن ك**ل ش**يء في البالد اآلن، ه**و خالف اإلس**الم، كالم**دارس المختلط**ة، والبن**وك الربوي**ة، وق**وانين المح**اكم، والخم**ور، والقم**ار، وغيرها. وإذا أرادت الحكومة تغيير كل ذل**ك تص**بح فوض**ى ليس مثله**ا

فوضى. قلت: الدولة اإلسالمية ليست غبية ح**تى ت**وجب الفوض**ى عن**د تط**بيق

اإلسالم، أما ما ذكرت من األمور المحتاجة إلى التغيير: *** فالم**دارس المختلط**ة، ليس**ت كث**يرة، ويت**وفر في البالد البناي**ات1

ص قس**ما والمعلمون والمعلمات، فالدولة تفص**ل بين الجنس*ين وتخص** من المدارس للذكور وقسما منها لإلناث مع تخصيص المعلمين للذكور،

والمعلمات لإلناث. * والبنوك، تلغي الدولة الربا الذي فيها، وإذا صار ذلك سببا للعوز من2

جهة رواتب الموظفين، سدت الدولة ذلك من الخزينة العامة. * أما قوانين المح**اكم، فمن الممكن أن تعمم الدول**ة وج**وب العم**ل3

بكت**اب )ش**رائع اإلس**الم( للمحق**ق، م**ع استش**ارة علم**اء اإلس**الم، الموج***ودين في البل***د بك***ثرة، من العلم***اء ال***ذين يعينهم المراج***ع لالستشارة، ثم في فترة قصيرة، تنظم قوانين جديدة للمحاكم مستقاة

Page 12: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

من الكتاب والسنة... وفي نفس الوقت تضغط الحكوم**ة على الحك**اموالقضاة في لزوم تعديل أنفسهم ب* )العدالة( الشرعية.

*** وإلغ**اء محالت الخم**ور والقم**ار ال يتطلب من الدول**ة إال تع**ويض4 أصحابها، بما يتمكنون معه من امتهان عمل حر ش**ريف، يس**تدرون ب**ه

أرزاقهم.قال: وهل يمكن كل ذلك بين عشية وضحاها؟

قلت: كال، وإنم**ا حس**ب الق**درة واإلمكاني**ات، والق**درة ش**رط عقلي وشرطي في كل التكاليف اإلسالمية، قال تعالى: )ال يكل**ف الل**ه نفس**ا إال وسعها( وقال: )ال يكلف الله نفسا إال ما أتاها( وقال النبي )ص(: )ما

أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم(.قال: ومن أين تبدأ الدولة اإلسالمية بتطبيق اإلسالم؟

قلت: تبدأ بتشكيل لجنة كبيرة من األخصائيين والخبراء، وعلماء ال**دين، والم**وظفين الكب**ار عن**د مختل**ف ال**وزارات، لص**وغ الص**يغة اإلس**المية المالئمة لكل هذه التغييرات، ح**تى ال ي**وجب التغي**ير فوض**ى وخلال في

الدولة أو في رفاه األمة.قال: وماذا تفعل الدولة اإلسالمية الجديدة، باالرتباط مع الدول؟

قلت اللجنة المعدة للتغيير تتحرى الصيغة اإلس**المية لالرتب**اط، بحيث ال يوجب ذلك خدشا في عالق**ة الدول**ة اإلس**المية م**ع س**ائر ال**دول، مم**ا

يوجب إضعاف مكانة الدولة اإلسالمية. قال: وهل هذا الذي ذكرته كل الفارق بين الدولة اإلسالمية ال**تي ت**دعو

إليها وبين الدولة الحاضرة القائمة اآلن؟قلت: كال، وإنما ذلك بعض بنود الدولة اإلسالمية.

قال: فما هي البنود األخر؟قلت: للدولة اإلسالمية منهج خاص بالنسبة:

* إلى العمران.1 * والحريات.2 * والضرائب.3 * واالقتصاد.4 * والزراعة.5 * وإرساء دعائم األمن واالستقرار..6 * والجيش.7 * وتقديم البالد إلى األمام.. إلى غيرها..8

قال: فما هي كيفية تطبيق اإلسالم لتلك المناهج؟ قلت: )كما ذكرت( تشكل الدولة اإلسالمية لجنة من علماء الدين وكبار الم**وظفين واألخص**ائيين بتغي**ير المن**اهج الحالي**ة إلى تل**ك المن**اهج

اإلسالمية.قال: وكم مدة يحتاجها التطبيق الذي ذكرته؟

Page 13: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: إني أرى أن التطبيق الكامل بحاجة إلى ما ال يق**ل عن س**نة، أم**ا الشروع في التطبيق فيكون من أول يوم تتب**نى الدول**ة تغي**ير المن**اهج

إلى المناهج اإلسالمية.قال: وهل ذكرت كل ذلك لعبد الكريم قاسم؟

قلت: ال، وإنما ذكرت له وجوب تطبيق اإلسالم، وأن الطري**ق إلى ذل**كهو تشكيل لجنة كبيرة من رجال الدين ورجال الدولة، لصياغة التطبيق.

Page 14: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

اإلقليميات في أواخ***ر حكم الملك***يين في الع***راق، وقعت اض***طرابات نس***بتها السلطة إلى الشيوعيين، واتخذت الحكوم**ة ض**دهم إج**راءات ش**ديدة، وقد جاء إلى الحكم مكان )نوري السعيد( )عبد الوهاب مرج**ان( وك**ان

شيعيا من أهالي الحلة، ومعروفا باألخالق والهدوء. ف**انتهزت تل**ك الفرص**ة، وس**افرت أن**ا والخطيب الش**يخ عب**د الزه**راء الكعبي إلى بغ**داد لمالقات**ه، وك**ان ه**دفنا أن نتكلم مع**ه ح**ول )ق**انون العتبات المقدسة( الذي وضعه )السيد محمد الصدر( إبان رئاسته، لكنه

لم ينفذ بعد تنحي السيد عن الرئاسة. وقد قابلنا رئيس الوزراء، وتكلمنا معه حول قانون العتب**ات ولم نحص**ل على نتيجة، وإن وعدنا عند اللق*اء خ**يرا، وال أعلم ه**ل أن ع**دم تنفي**ذه

عن تقصير أو عن قصور. وق**د رأين**اه، عن**د المالق**اة، مستوحش**ا من االتح**اد الس**وفياتي، ومن الشيوعيين في داخل البالد، وتخريبهم، وأظهر لنا تخوفه ذلك، وقال إن الحكوم**ة كلم**ا تح**اول التخفي**ف من نش**اطهم ال**داخلي والخ**ارجي ال

تتمكن من القضاء عليهم، ولم تجد عالجا لذلك.قلت له: العالج موجود إن أردتم.

قال: وما هو؟قلت: تطبيق اإلسالم.

قال: وهل بالدنا ليست إسالمية؟قلت: إسالمية باالسم، ال بالحقيقة.

قال: تعني وجود الخمور والسفور في البالد؟قلت: أعني فوق ذلك.

قال: وما هو؟قلت: القانون * ككل * غير إسالمي.. واإلقليمية متحكمة في البالد.

قال: كيف القانون غير إسالمي؟قلت: ألن مجلس األمة يشرع قوانين على خالف قوانين اإلسالم.

قال: ذاك بيد المجلس ال بيدي. قلت: خ**ذ الحاص**ل.. فالق**انون غ**ير إس**المي، وإذا ك**ان الق**انون غ**ير إسالمي ال يكون رفاه، والبلد الذي ال يك**ون في**ه الرف**اه تعش**عش في**ه

الشيوعية.قال: حسنا، وماذا تعني باإلقليمية؟

قلت: جعلكم العراق ضيق، بعد أن كان في زمان اإلسالم واسع.قال: وما هو ربط هذا بالشيوعية؟

قلت: البل**د الص**غير ال يتمكن أن يق**اوم العواص**ف فيس**قط، أم**ا البل**د الكب**ير فمثل**ه مث**ل النخل**ة العاتي**ة ال تس**قطها العواص**ف مهم**ا ك**انت

Page 15: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

هوجاء.. وهذا هو سر اس**تقرار البالد الكب**يرة بينم**ا البالد الص**غيرة ك**ليوم لها شأن.

قال: وكيف جعلنا العراق ضيق؟ قلت: إن التاريخ يذكر أن العراق كان نفوسه أربعين ملي**ون، في زم*ان ال وسائل حديث**ة في**ه، وأن أرض الع**راق ك**انت تس**مى ب**أرض الس**واد حيث إن كلها كانت مزروعة، وأن نفوس بغ**داد )وح**دها( ك**انت ثماني**ة ماليين واآلن ليس كل نفوس العراق ثمانية ماليين، م**ع أن**ه ل**و لم تكن الحكومة متمسكة باإلقليمي**ة لك**ان اآلن *** به**ذه الوس**ائل الحديث**ة من

الري والمواصالت وغيرها * نفوس العراق أكثر من مائة مليون.قال: )ضاحكا( فمن كان يعيش هذه المائة مليون؟

قلت: الذي يعيش نف**وس الهن**د والص**ين، وأمريك**ا وروس**يا، وك**ل بل**دنفوسه أكثر من مائة مليون.

قال: ومن أين البشر؟ قلت: )أوال( بتشجيع التناسل، كما أمر ب**ه رس**ول اإلس**الم، حيث ق**ال: )تن**اكحوا وتناس**لوا تك**ثروا ف**إني مب**اه بكم األمم ي**وم القيام**ة، ول**و

بالسقط(. و )ثانيا(: بفتح أبواب العراق لكل من يريد دخولها، وجعلهم ك**العراقيين في الحقوق والواجبات، وإني أضمن أنه ال تمر عشر سنوات إال وتقف**ز

نفوس العراق إلى عشرين مليون، وهكذا.قال: وماذا تعني بفتح أبواب العراق؟

قلت: لقد أب**دع اإلس**الم في جع**ل خط**ط لتنمي**ة البالد مادي**ا وبش**ريا،وبذلك توسعت الدولة اإلسالمية ذلك التوسع الهائل.

قال: وما هي تلك الخطط؟ قلت: )أوال(: إن كل مسلم في البلد هو مواطن، ل**ه م**ا لهم وعلي**ه م**ا عليهم، س**واء ك**ان عربي**ا أو أعجمي**ا أو من أقاص**ي ال**دنيا، فص**هيب ال**رومي، وس**لمان الفارس**ي، وأب**و ذر الع**ربي، وبالل الحبش**ي، كلهم كانوا حول الرسول، ال فرق بينهم، وال امتياز إال ب**التقوى، فك**ل مس**لم له حق ملكية األرض، وحق االتجار، وحق الوص**ول إلى أرقى الوظ**ائف في الدولة، وحق.. كم**ا أن على ك**ل مس**لم أن ي**دفع الحق**وق المالي**ة

)الضرائب( وأن يخدم البالد وأن يحارب إذا اتفقت حرب إسالمية. )ثانيا(: إن ال حدود للبالد. وال يكون الدخول فيها، والخ**روج منه**ا، ب**أذن وتأشيرة، بل لكل مس**لم أن ي**دخل البل**د، ولك**ل مس**لم أن يخ**رج من

البلد. )ثالثا(: إن لكل مسلم أن يعمر وي**زرع م**ا ش**اء من األرض، بال تحدي**د،

ففي القانون اإلسالمي )األرض تعود لمن عمرها(. )رابعا(: إن لكل مسلم أن يتاجر كما يشاء، ويستورد م**ا يش**اء، ويص**در

ما يشاء، بالد جمارك وال ضرائب.

Page 16: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

)خامسا(: إن لكل مسلم الحرية في السفر واإلقامة والعمل واالجتم*اع وإبداء الرأي وحيازة الحاجات، من دون )ج*واز( أو )جنس*ية( أو )هوي*ة(

أو ضرائب، أو رسوم، أو قيود. )سادسا(: التقليل من الوظ**ائف الكابت**ة للن**اس، وإلغ**اء ال**روتين إلغ**اء

تاما.قال: ما تقوله يوجد في الجنة ال في األرض؟

قلت: بل وجد في األرض طيلة الحكم اإلسالمي.قال: أليس ذلك يوجب الفوضى؟

قلت: بل ب*العكس إن ك**ل أح**د يش*تغل بتربي**ة نفس**ه، وذل**ك م**ا ينفيالفوضى.

قال: فما شأن الحكومة بعد كل ذلك الذي ذكرته؟ قلت: شأنها إدارة البالد، وحف**ظ األمن، وح**ل المش**اكل، وتق**ديم البالد

إلى األمام.قال: في مثل هذه الدولة التي ال ضابط لها يكثر المجرمون.

قلت: بل بالعكس فإن اإلجرام يتولد من أمرين: * الضغط على الناس.1 * عدم صرامة العقوبة.2

وحيث ال يكون في اإلسالم ضغط، ال من جهة )التفرقة بين الن**اس( والمن جهة )الكبت( وال من جهة )عدم الرفاه( وال من سائر الجهات.

وحيث في اإلسالم )العقوبة صارمة(.. يقل المجرمون، قلة ال مثيل له**افي الدول الحاضرة.

قال: وإذا فتحنا أبواب البالد، هرع إليها المجرمون من كل مكان. قلت: يهرع المجرمون للعمل والكسب والتقدم، أو للتخريب واإلج**رام. فإن كان األول، فبها ونعمت، فأي شيء أحس**ن من أن يتب**دل المج**رم إلى م**واطن ص**الح؟ والعلم**اء يقول**ون: إن من أس**باب نج**اح رس**ول اإلسالم )ص( ما بين**ه من قاع**دة )اإلس**الم يجب م**ا قبل**ه(... وإن ك**ان الثاني، فإذا شددنا في العقوبة * كما هو قانون اإلسالم * ال يجد المجرم

مكانا في الدولة ولذا البد له من أن يخرج أو يتأدب.قال: وهل البالد االستعمارية تدعنا نفعل كل ذلك؟

قلت: إذا كانت بالدنا بهذه المثابة، كان كل الشعب الكثير الع**دد جيش**ا للحكومة، في وقت السلم يحفظون األمن، وفي وقت الح*رب يكون*ون جيشا محاربين، والمستعمرون ال يجدون ثغرة ينف**ذون منه**ا إلى البالد.

وكانت البالد * في حال تطبيق اإلسالم * أقوى من كل بلد.قال: وكيف لنا بما ذكرت؟

قلت: بسيط جدا، كونوا لجنة كبيرة من الموظفين، ومن علماء ال**دين،ومن األخصائيين، ليخططوا لكل ذلك، وطبقوه تدريجيا.قال: )متضاحكا( وهل أنت تقبل أن تكون عضو اللجنة؟

Page 17: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: أنا والشيخ عبد الزهراء وكل زمالئي نتم**نى أن نك**ون في خدم**ةاإلسالم.

قال: إذا فتحنا أبواب العراق، وجعلنا كل وارد مواطن**ا، اعترض**ت علين**االدول المجاورة.

قلت: اطمئن**وا، إن ال**دول المج**اورة إذا رأوكم، وق**د تق**دمتم *** به**ذه الخط**وات *** جعل**وكم أس**وة، واقت**دوا بكم، وك**ان لكم فض**ل الس**بق،

وحسن الذكر.قال: إذا أسقطنا الكمارك والجوازات، والحدود، فأين حدود بالدنا؟

قلت: حيث تنتهي أراضي الدول المجاورة.قال: وما فائدة الحدود حينئذ؟

قلت: فائدتها أن أراضيكم بالد الرف**اه والحري**ة واإلنس**انية واإلس**المية،وليس كذلك بالد غيركم.

ق**ال: إذا فتحن**ا أب**واب البالد لك**ل اس**تيراد وإص**دار، يل**زم الخل**ل في الت**وازن االقتص**ادي. فمثال ذات م**رة يخ**رج ك**ل ملح ودهن من البل**د، حيث يكون**ان في الخ**ارج أغلى، وم**رة ت**دخل كمي**ات هائل**ة من الملح والدهن إلى البلد، حيث يكونان في الخارج أرخص، وذلك يوجب القحط

)في األول( وإسقاط منتوجات الوطن )في الثاني(. قلت: إذا كان في ش*يء ض*رر على البالد، فللحكوم*ة أن تمنع*ه لقول*ه )ص(: )ال ضرر وال ضرار( بش**رط أن يك**ون المن**ع تحت إش**راف لجن**ة

من )علماء الدين واألخصائيين(.قال: وهل تزعم أن بإمكاني أنا أن أفعل كل ما ذكرت؟

قلت: ال أزعم ذلك، ولكن بإمكانك أنت أن تسعى في هذا السبيل بقدرطاقتك، ففي الحديث الشريف )الميسور ال يسقط بالمعسور(.

قال: )متضاحكا( أشكرك على أفكارك غير القابلة للتطبيق. قلت: وأستميح عذرا إن أخذنا من وقتك كثيرا، فإن حس**ن أخالق**ك ه**و الذي فتح لي باب الحوار. وانصرفنا ثم زرناه أنا والش*يخ عب**د الزه**راء، مرة ثاني**ة، ألج**ل مطالبت**ه بق**انون العتب**ات، ولم يق**ع ح**وار بينن**ا ه**ذه

المرة.

Page 18: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

الحريات في اإلسالم في زمن عب**د الك**ريم قاس**م، أخ**ذت أجه**زة اإلعالم تن**ادي بالحري**ة، وقاسم بنفسه كان يخطب، ويدعي أنه حرر العراق من ك**ل ن**ير، ولكن كل الناس كانوا يشعرون بأثقل أنواع العبودية واالستعمار، فالبالد ال**تي كانت لها مجلس األمة، ومجلس الشيوخ، واالنتخابات الحرة، والص**حف الحرة، واألحزاب، والجمعيات والمنظمات، وحرية الرأي والعم**ل، و. و. تحولت إلى دكتاتورية هائلة حتى أن أقل لفظة ك**انت خليق**ة أن ت**دخل المتكلم السجن. وتحصيل جواز سفر إلى الخارج كان يستغرق * أحيان**ا * سنة أو أكثر. وبينما كان في زمن الملوكية الملك وحده مص**ونا، ص**ار في زمان قاسم آالف من الناس مصونين، ح**تى أن الش*خص إذا انتق**د رئيس الصحة أو مدير البلدية، أو ضابطا في الجوازات، كان * في نظ**ر السلطات * ضد الجمهورية وضد الزعيم وضد الثورة. والضدية مع ه**ذه

األمور خيانة عظمى. وحتى أن بعض الخطب**اء لم**ا ه**اجم ه**ذا التس**يب في أجه**زة مكافح**ة اإلجرام، أودع السجن وحكم عليه باإلعدام، ولوال أن تداركته رحمة الله س**بحانه لك**ان في خ**بر ك**ان... نعم انهم ك**انوا يس**مون أبش**ع أقس**ام االستعباد بالحرية، وكانوا يلعنون العهد المباد، الذي كان كابتا للحري**ات. والعهد الملكي وإن لم يكن كما يريده اإلس**الم من إطالق الحري**ات، إال أن أكثر الحريات الديمقراطية كانت موجودة، بينما عهد قاس**م لم يب**ق

من تلك الحريات إال واحدا في المائة أو أقل. وكنا نحن، في تلك الظروف، ندافع عن الحريات، وننتقد الوضع، ون**ذكر فضائل اإلس**الم في إطالق حري**ات الن**اس، ون**ذكر أن**ه إن أراد الن**اس

الحرية والعيش الكريم كان البد وأن يعيدوا اإلسالم إلى الحياة. وق**د زارني في تل**ك الظ**روف متص**رف ل**واء ك**ربالء واس**مه )ك**اظم ال**رواف( وك**ان رجال مثقف**ا، وك**ان قب**ل ذل**ك حاكم**ا في المح**اكم الرسمية، ثم بع**د ذل**ك ت**رقى إلى درج**ة متص**رف، وبع**دها وص**ل إلى الوزارة، ولما وصل إلى درجة الوزارة، اشتكى ضدي وضد كتاب )هكذا الشيعة( وأمر الحكام بسوقي إلى المحكمة بحجة أن الكت**اب الم**ذكور اس**مه غ**ير مواف**ق علي**ه في الرقاب**ة، وإنم**ا اس**مه األص**لي )هك**ذا المسلمون( وإنما زور في اسمه لدى الطبع، بينم**ا ك**ان داخ**ل الكت**اب موضوع الشيعة ال موضوع المسلمين. وبينما كان )ك**اظم ال**رواف( من*ام ك**ربالء أن يطلب**وني إلى المحكم*ة، الش*يعة بنفس*ها، ولم يج*رؤ حك

فالتجأ إلى حكام النجف، ولكنهم هم أيضا أبوا الرضوخ إلى هذا األمر. وحيث لم يجد وزير العدل الشيعي )كاظم الرواف( منفذا إلفراغ غيظه علي بواس**طة الحك**ام التج**أ إلى )األمن( فأرس**ل إلي من بغ**داد بعض أفراد األمن ليقولوا لي انه البد من حضوري أمام المحكمة قلت: وه**ذا

Page 19: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

األمر ممن؟ قال: من الحاكم العسكري العام، قلت ال بأس، وأين أمره هذا؟ قال: إنه موجود في ملفاتي، قلت: حسنا فأتني بصورة األمر حتى أراه، ثم بعد ذلك أرى رأيي. وعبثا حاول الرجل الموفد إقناعي، وأخ**يرا قلت له: كن على علم أنه ليس بمقدور كاظم الرواف أن يص**نع ش**يئا، فاذهب إليه وقل له: إن كل ما يعمل**ه ال يع**ود إال إلى نفس**ه. ثم ح**اول

)كاظم( محاوالت أخر لرد كرامته، لكنها كلها آبت بالفشل.أما من أين حمل )كاظم( هذا الغيظ، فهو المقصود في هذا الفصل.

إنه لما كان متصرفا في كربالء، جاءني زائرا * كما هي العادة من زيارة الوزراء والمتصرفين وكبار موظفي الدولة للعلماء * فتكلمت معه حول تردي األوضاع وكبت الحريات، ولما لم يتمكن من الدفاع أخذت**ه الع**زة

باإلثم، وحمل في نفسه علي ألف شيء وشيء.قال: نحن جئنا للحرية، ولم تقم الثورة إال ألجل إرجاع حريات الناس.

قلت: فما هي الحريات التي أرجعتموها إلى الناس؟قال: الحرية في كل شيء.

ل. قلت: مثقال: حرية العمال والفالحين واألحزاب.

قلت: إن الفالح والعام**ل في العه**د الس**ابق، ك**انوا ينتخب**ون ن**وابهم لمجلس األمة، وكانوا إذا وقع عليهم ظلم ينش**رونه في الص**حف، فه**ل

اآلن بقيت لهم تلك الحريات، الحريات األصلية؟قال: رددنا لهم الحرية في شكل أحسن.

قلت: وما هي تلك الحرية؟قال: حرية النقابات.

قلت: أنت تعلم أن النقاب**ات ليس**ت ح**رة، وإنم**ا جه**از من أجه**زةالحكومة.

قال: فهل أنت من أنصار العهد البائد؟ قلت: كال، ويشهد لذلك أن**ا هاجمن**اه في مجل**ة األخالق واآلداب، وك**ان

بيننا وبينه توتر شديد.قال: لكن ال تنكر أنا أطلقنا حرية األحزاب؟

قلت: في العهد السابق أيضا، كانت أح**زاب، كح**زب الدس**تور وح**زباألمة وغيرهما.

قال: كانت تلك أحزاب استعمارية. قلت: ومن يق**ول إن ه**ذه األح**زاب الموج**ودة اآلن ليس**ت أح**زاب

استعمارية؟ قال: )وقد ظهر علي*ه أث*ر االنفع*ال والت*أثر( إذا أنت لم ت*رض بحري*ات

العهد البائد، وال بحريات الثورة، فبماذا ترضى؟قلت: بالحرية اإلسالمية.

قال: حرية األمويين والعباسيين؟

Page 20: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: بل حرية الرسول وخلفائه الطاهرين.قال: وما هي تلك الحريات؟

قلت: أصول تلك الحريات هي: * حرية إبداء الرأي.1 * حرية الكتابة.2 * حرية التجارة، استيرادا وتصديرا.3 * حرية الزراعة، أن يزرع كل إنس**ان م**ا يش**اء من األراض**ي ال**تي ال4

مالك لها. * حرية العمارة، ب**أن يعم**ر اإلنس**ان م**ا يش**اء من األراض**ي ال**تي ال5

مالك لها، بدون احتياج إلى إجازة البلدية أو نحوها. * حرية السفر واإلقامة، والدخول في البالد والخروج منها.6 * حرية العمل، بأن يعم**ل م**ا يش**اء من األعم**ال كالتج**ارة والفالح**ة7

والحدادة وغيرها. *** حري**ة حي**ازة المباح**ات كص***يد األس***ماك وحي***ازة الحش**ائش8

واألحطاب، ونحوها. * حرية الزواج والطالق.9

* حرية التجمع ومختلف أقسام النشاطات.10قال: )ضاحكا( فال شأن للدولة!؟

قلت: ش**أنها حماي**ة ه**ذه الحري**ات، وقط**ع ي**د الع**ابثين بالحري**ات،واستئصال شأفة المجرمين، وتقديم البالد إلى األمام.

قال: إذا أعطت الدولة كل هذه الحريات، تكون فوضى؟قلت: إذا ضربت الدولة بيد من حديد على المجرمين، ال تكون فوضى.

ق**ال: وكي**ف تق**ول إن اإلس**الم يعطي ه**ذه الحري**ات؟ وه**ل يرض**ى اإلسالم بتجارة األفيون والمخدرات؟ وهل يرضى اإلسالم بأن يعمل كل

أحد ما يشاء؟ قلت: المحرم**ات اإلس**المية خارج**ة، وهي قليل**ة ج**دا، والم**راد بحري**ة

العمل األعمال المحللة.قال: إذا في اإلسالم أيضا قيود وشروط.

قلت: الشك فيه، لكن الفرق أن ش**روط اإلس**الم عش**رة، وش**روطكم أنتم ملي**ون، ثم اإلس**الم من**ع الض**ار والمفس**د، وأنتم تمنع**ون الن**افع

والصالح. قال: إذا أعطينا حرية العمارة، يبني كل أحد كما يشاء مما يضر بالمارة

وباآلخرين.قلت: الحكومة تخطط الشوارع ثم تترك كل إنسان أن يبني كما يشاء. قال: إذا أعطينا حرية إبداء الرأي والكتابة، نشروا آراء الملح**دين فه**ل

توافق أنت على ذلك؟

Page 21: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: اآلن أنتم أعطيتم للح**زب الش**يوعي ه**ذه الحري**ة، بينم**ا تمن**ع رق**ابتكم الكتب الديني**ة، ثم إني قلت إن الض**ار والفاس**د ممن**وع في

اإلسالم، والكالم اآلن هو أنكم تمنعون الصالح والنافع.قال: إذا أطلقنا هذه الحريات، فماذا يعمل الموظفون؟

قلت: يذهبون المتهان األعم**ال الح**رة، وإنم*ا تحتف**ظ الدول**ة بالمق**دارالضروري من الموظفين.

قال: وهل إن خريجي الكليات يصيرون كسبة؟ قلت: وم**ا الم**انع من ذل**ك، وه**ل إن ك**ل خ**ريجي الكلي**ات يل**زم أن

يصيروا موظفين يرهقون كاهل الدولة ويكثرون الروتين والكتب؟ ق**ال: وإذا أعطين**ا ك**ل الحري**ات، ورفعن**ا القي**ود والرس**وم، فمن أين

تحصل الدولة على األموال الالزمة إلدارة شؤونها؟ قلت: من )النفط( و)االتج**ار( و)الخمس( و)الزك**اة( و)س**ائر المع**ادن(

وما أشبه ذلك.قال: إذا أنت تدعو إلى تغيير النظام؟

قلت: كال، وإنما أنا أدعو إلى أن تشكل الدول**ة لجان**ا من علم**اء ال**دين ومن كبار الموظفين ومن ذوي االختصاص ألجل إعطاء الناس حرياتهم، بصورة ال توجب الفوضى، ح**تى ينطب**ق النظ**ام اإلس**المي، مك**ان ه**ذا

النظام الموجود اآلن، وبذلك تربح الدولة: * مرضاة الله سبحانه، والدار اآلخرة.1 * حب الشعب لها، وحفظهم إياها.2 * تقدم البالد إلى األمام بسرعة فائقة.3 * وأخيرا، تكون قدوة حسنة لسائر البالد، وتحصل على جميل الذكر.4

قال: تعني تغير الدولة القانون؟ قلت: نعم أع**ني ذل**ك، ف**إن ك**ل بالء أص**اب المس**لمين إنم**ا ك**ان من

رفض قانون الله سبحانه، وجعل قوانين بشرية في مكانه.قال: معنى ذلك أن نرجع إلى الوراء.

قلت: ب**ل معن**اه أن نتق**دم إلى األم**ام، فه**ل إعط**اء حري**ات الن**اس، وتقديم البالد إلى األمام، وإطالق التجارة والزراعة والصناعة والعمارة، وإباحة أن يبدي كل إنسان رأيه، وأن ال يكبت ما يريده، وأن يزاول ك**لنشاط أراده. هل معنى ذلك )رجوع إلى الوراء( أو )تقدم إلى األمام(؟

قال: إذا طبقنا قانون اإلسالم، كان معناه أن نقطع يد الس**ارق، ونغل**ق أب**واب الم**دارس، ونحطم اقتص**اديات الدول**ة، ونمأل الش**وارع ب**اللحى

والسبح، ونهدم جهاز األمن، وإلى غير ذلك. قلت: قطع يد السارق بعد توفر كافة الشروط، ال يكون إال في كل عام في كل العراق بضع مرات وما هو الض**رر من ذل**ك؟ وفي قبال**ه ن**وفر

Page 22: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

األمن للناس، ونرجع الكرامة اإلنسانية إلى السراق، إلى ما ذك**رت منسائر األمور، فأي ربط بينها وبين إرجاع قانون اإلسالم؟

ق**ال: ألن اإلس**الم يح**رم الم**دارس، وال يع**ترف اإلس**الم بالض**رائب خصوصا ضرائب الخمور ونحوها، وي*وجب اإلس*الم إعف*اء اللحي**ة وأخ**ذ

السبحة، ويحرم اإلسالم التجسس.قلت: أستاذ، يقول الشاعر:

إذا كنت لم تدر فتلك مصيبة***وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم * فمن ذا الذي قال لك اإلسالم يحرم المدارس؟ وإنما اإلسالم يحرم1

المدارس التي تنشر الفساد وتأتي باالستعمار. * والض**رائب ال حاج**ة إليه**ا، بع**د ت**أمين األم**وال للدول**ة من طري**ق2

أفضل من طريق الضرائب. * أما الخمور وسائر المحرمات، فالالزم منعها منعا باتا، ألنها تضر وال3

تنفع، وإن كان فيها نفع جزئي )فإثمها أكبر من نفعها(. * وليس مع**نى إعف**اء اللحي**ة أن تمأل الش**وارع ب**اللحى، ثم أنتم اآلن4

مألتم الشوارع بالش*وارب وبش*عور ال*رأس، فه*ل ب*اؤك تج*ر وب*ائي التجر؟

* أما أخذ السبحة فمن قال لك أنها واجبة؟5 * واإلسالم حيث يوفر األمن والرفاه، ويمأل القل**وب باإليم**ان، يتقلص6

جهاز األمن تلقائي**ا، ول**ذا لم يكن في الدول**ة اإلس**المية إال بض**ع أف**راد لألمن باس**م )المحتس**ب( أو نح**وه. نعم نح**ول ه**ذا الجه**از الطوي**ل العريض العمي**ق لألمن، الك**ابت للحري**ات واله**ادر للكرام**ات والخ**انق لألنفاس، إلى جهاز أمن خارجي ألجل حماية بالد اإلسالم من شر أعداء

اإلسالم. قال: )وقد بدا علي**ه آث*ار التعب واالنه*زام( م*ا تقول*ه ش*يء حس*ن ل*و

أمكن تطبيقه.قلت: التطبيق بأيديكم.

فقام وانصرف، لكنه ك**ان ظ**اهرا علي**ه أث**ر الكراهي**ة واالنزع**اج، وق**د توجست من مالمحه أنه قصد االنتقام.. ثم كان ما كان مما أوجزته في

أول الفصل. ومن المؤسف حقا أن يك**ون المثقف**ون من المس**لمين ال يعرف**ون من اإلسالم إال صورة مشوهة ودعايات مضللة، وسلبيات كسولة، وطقوس ميتة. أما اإلسالم الحي الحر التقدمي النشط الموجب لخير الدنيا قب**ل اآلخ**رة فليس إال في ص**دور بعض علم**اء المس**لمين أو في قلي**ل من

الكتب. ومن الضروري السعي الحثيث إلعادة اإلسالم * كما أنزله الل**ه س**بحانه * إلى الحياة، ف*إن في ذل*ك خ*ير المس*لمين وس*عادتهم ورف**اههم، في

الدنيا واآلخرة.

Page 23: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

أسئلة في الفكر والمجتمعالقوميات

رة تعتم**د على األمم المت**أخرة تعتم**د على األنس**اب، واألمم المتحض**الكفاءات.

وحين ك**ان الرس**ول األعظم وأوالده األطه**ار وص**حابته األخي**ار ق**ادة للمس**لمين وك**ان المس**لمون يتبع**ونهم ك**انت الص**بغة العام**ة للبالد اإلس**المية اإلس**الم، وه**و يعتم**د على )الكف**اءة(... ومن ي**وم ت**أخر المس**لمون، تب**دلت الكف**اءة إلى النس**ب، وظه**رت في المس**لمين

القوميات. وقد نادى جم**ال عب**د الناص**ر بالقومي**ة العربي**ة، وس**لط جمي**ع أجه**زة اإلعالم لترويجها وبثه**ا في البالد، وص**ارت في البالد اإلس**المية أح**زاب تحت ش**عار القومي**ة، وك**ان للقومي**ة عن**ف هائ**ل، يكس**ح ك**ل ش**يء

يعترض طريقها. وقد جرت بينن**ا وب****ين القوم**يين في تل**ك الظ**روف ح**وارات متع**ددة ألخصها في هذه المحاورة، ال**تي هي في الحقيق**ة ع**دة مباحث**ات، م**ع

عدد من المثقفين من القوميين.قال أحدهم: وهل تؤمن أنت بالقومية؟

قلت: بأية من القوميات؟قال: بالقومية العربية.

قلت: ولماذا بهذه القومية بصورة خاصة. قال: ألنك عربي، ألست )س**يدا( والس**يد من نس**ل )الرس**ول الع**ربي

محمد(؟ قلت: لكن الرسول العربي محمد ق**ال بنفس**ه: )ال فض**ل لع**ربي على

أعجمي إال بالتقوى(.قال: إذا أنت لست بقومي؟

قلت: أفرض ذلك.قال: فإذا أنت )شعوبي(.ر لي الشعوبية. قلت: فس

قال: كل من ليس بقومي فهو شعوبي.ر لي مع***نى قلت: لم أرد من***ك التص***نيف، ب***ل أردت من***ك أن تفس***

)الشعوبية(؟قال: أنا ال أعلم معناها، بل أعلم أن كل من ليس بقومي فهو شعوبي.

قلت: أنا أفسر لك، إن )الشعوبية( معناها كل من يقول إن فضل بعض البش***ر على بعض ليس إال بالكف***اءات، مش***تقة، من قول***ه تع***الى

)وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا(.

Page 24: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قال: دعنا من تفسير األلفاظ، فم**ا هي أض**رار القومي**ة ح**تى ال ت**ؤمنبها؟

قلت: وما هو نفع القومية؟ قال: أكبر نفع لها أنها توحد البالد العربية تحت لواء واحد، وذلك ي**وجب تقدم البالد اقتصاديا وسياس**يا وفي س**ائر مراف**ق الحي**اة، كم**ا ي**وجب

إمكان إنقاذ فلسطين من يد إسرائيل.قلت: بل بالعكس إن القومية ضد كل ذلك.

قال: وكيف؟ قلت: ألن )القومي**ة( ض**د )الكف**اءة( فاإلنس**ان إم**ا أن يعتق**د ب**أن )الكفاءات( هي األح**ق واألولى بالتق**دم أو يعتق**د ب**أن )القومي**ات( هي

األحق واألولى بالتقدم، وإذا سقطت الكفاءة كان التأخر.قال: ليست القومية ضد )الكفاءة(.

قلت: إذا كان هن**اك عن**دك نف**ران، أح**دهما )هن**دي( ليس من قوم**ك، واآلخر )عربي( من قوم**ك، وك**ان )الهن**دي( ذا كف**اءة عالي**ة في إدارة أم**ور وزارة الداخلي**ة، وك**ان )الع**ربي( دون**ه في الكف**اءة، وكنت أنت رئيس الجمهوري**ة، فه**ل تف**وض وزارة الداخلي**ة إلى )الهن**دي( أو إلى

)العربي(؟قال: * بعد تفكر * إلى العربي.

قلت: إذا ص**دقتني أنت أن )القومي**ة( ض**د )الكف**اءة( ألن**ك حطمت الكفاءة ألجل القومي**ة، ومث*ل ه**ذا مث**ل بالنس*بة إلى س*ائر الوظ*ائف،

ومعنى ذلك تأخير البالد، هذا مع الغض أن القومية خالف اإلسالم. قال: دعني عن اإلسالم اآلن * ولو أني مس**لم أص**لي وأص**وم *** لنتكلم

اآلن في القومية بما هي هي. قلت: يلزم أن أقول: إن قولك )دعني من اإلسالم( يناقض قول**ك )ول**و

أني مسلم(؟قال: وكيف؟

قلت: حيث إن اإلس**الم عب**ارة عن مجموع**ة من العقائ**د والق**وانين المرتبطة بكل جوانب الحياة، فإذا لم يقبل اإلنسان عقي**دة من العقائ**د اإلسالمية، أو قانونا من القوانين اإلسالمية، فال يقدر أن يقول )ول**و أني مسلم( ألنه إسالمه حينئذ باطل، أو ناقص، وكما أن )الط**ائرة( الباطل**ة والناقصة ال تتمكن أن تطير كذلك اإلسالم الباطل. فاإلسالم الن**اقص ال

يوجب سعادة اإلنسان.قال: ما هو الفرق بين اإلسالم الباطل، واإلسالم الناقص؟

قلت: إذا لم يعتق*د اإلنس**ان بإح*دى العقائ*د اإلس**المية، ك**أن لم يعتق*د بالتوحيد، أو بالنبوة أو بالمعاد، فإس**المه باط**ل، أي أن**ه وس**ائر الكف**ار سواء.. وإذا اعتقد اإلنسان بكل العقائد اإلسالمية، لكن لم يل**تزم ببعض

Page 25: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قوانين اإلسالم، كما لو لم يل**تزم بالص**الة، أو أك**ل الرب**ا، أو غ**ير ذل*ك،فإسالمه ناقص.

قال: حسنا لنتكلم اآلن عن القومية، ونتكلم عن اإلسالم بعد ذل**ك، فم**ارأيك في القومية؟

قلت: نظري أن القومية غير ص**حيحة من الناحي**ة المنطقي**ة، كم**ا أنه**اتعطي عكس النتائج المطلوبة منها من الناحية الحيوية.

قال: وهل أن اإلنسان الذي يحب قومه غير منطقي؟ قلت: لم يكن الكالم في الحب، وإنما الكالم في القومية، من حيث هذا المفهوم، وإال فإن اإلنسان يحب أب**اه وأم**ه وزوجت**ه وأوالده، وأقرب**اءه وأص**دقاءه، فه**ل يص**ح أن يك**ون حب**ه س**ببا ألن يس**مى )باألبوي**ة( أو

)الولدية( أو ما أشبه ذلك؟ ق**ال: حس**نا، لكن ه**ل أنت حين تق**ول بع**دم ص**حة القومي**ة، تقص**د

)القومية العربية( فحسب، أو )كل القوميات(؟ قلت: أنا أقصد أن )كل قومية( هي غير صحيحة من الناحي*ة المنطقي**ة، وإال فال خصوص*ية للقومي**ة العربي**ة، وإنم*ا أنت تكلمت ح**ول )القومي**ة

العربية( بخصوصها، فصار كالمي حولها أيضا. قال: فه**ل ل**ك أن ت**بين كي**ف أن )القومي**ة( غ**ير ص**حيحة من الناحي**ة

المنطقية؟ قلت: ذلك واضح، ألن اإلنسان، ليس بلون**ه، وال بلغت**ه، وال بإقليم**ه، وال بقومه، وال بأبويه، وال.. وإنما اإلنسان بكفاءاته، ف**إذا ص**رفنا النظ**ر عن الكفاءات، وأخذنا ميزان اإلنسان، بلونه، أو لغت**ه، أو إقليم**ه، أو.. لك**ان ذلك هدما لإلنسان وحضارته، وموجبا لتأخيره إلى الخلف عوض تقديمه

إلى األمام. قال: إذا كانت القومية سبب التأخير كما تقول، فقد تقدمت أمريكا، مع

أنها ملتزمة بالقومية؟ قلت: إني ال أسلم أن أمريكا متقدمة. نعم لها شيء من التقدم، وذل**ك بفضل )ال قوميته**ا( حيث إن أمريك**ا جلبت إلى نفس**ها ك**ل الكف**اءات،

وجنستهم جنسية أمريكية * كما تعلم * فأمريكا لها جهتان: * جهة الالقومية، وهي سبب هذا المق**دار من التق**دم ال**ذي تش**اهده1

فيها. * وجهة القومية، وهي س**بب تأخره**ا، ول**و ك**انت أمريك**ا )ال قومي**ة(2

محضة، لكان تقدمها ضعف بل أضعاف تقدمها الحالي. قال: حسنا، هذا سبب عدم صحة القومية، من الناحية المنطقية، ولكن

ما هو سبب عدم صحة القومية من الناحية الحياتية؟ قلت: أرج**و المع**ذرة: إذا قلت إن لفظ**ة )الحياتي**ة( غ**ير ص**حيحة في اللغة العربية، فإن الالزم تجريد اللفظ عند النس**بة، ول**ذا تق**ول )مكي(

Page 26: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

)مدني( وال تقول )مكتي( و )مدينتي( فالنس*بة إلى الحي**اة )الحي**وي( ال)الحياتي(.

قال: ال نناقش اآلن في األلفاظ، وإنما في المعاني.قلت: األلفاظ قنطرة المعاني.

قال: ما ذكرت**ه ض**د مبن**اك )بع**دم ص**حة القومي**ة( إذ أنت اآلن تص**حح)كلمة( عربية.

قلت: أن**ا ال أؤمن بالقومي**ات، س**واء القومي**ة العربي**ة منه**ا، أو س**ائر القوميات، وأنا أدع**و إلى اإلس**المية وه**ذا ال ين**افي دع**وتي إلى )اللغ**ة العربية( ألنها لغة القرآن والحديث. فالقومية شيء، والدعوة إلى اللغ**ة

العربية شيء آخر. قال: حس*نا، ل*نرجع إلى م*ا كن*ا في**ه، فكي**ف تق*ول إن القومي**ة تعطي

عكس النتائج المطلوبة منها؟ قلت: أنت قلت في كالمك السابق، إنا ندعو إلى القومية، ألجل )توحيد

العرب( و)تقديمهم(، و)إنقاذ فلسطين( أليس كذلك؟قال: بكل تأكيد.

قلت: القومية، تأتي بعكس كل هذه النتائج.قال: وكيف؟

قلت: البد أن نعرف أن )التوحيد( و)إنقاذ فلسطين( فرعان ألصل واحد هو )التقدم(، والقومية حيث كانت )ضد التقدم(، فال يمكن توحيد البالد،

وال إنقاذ فلسطين تحت لواء القومية.قال: وكيف يكون )التوحيد( و)اإلنقاذ( فرع )التقدم(؟

قلت: ألن األمة المتقدمة هي التي تعي الحياة، واألمة الواعية هي التي توحد صفوفها، وإذا وحدت األمة صفوفها تمكنت من قهر أع**دائها.. أم**ا إذا كانت األمة غير متقدمة فال تك**ون واعي**ة، وإذا لم تكن واعي**ة، عبث بها األعداء من الداخل، ولعب بها األعداء من الخ**ارج، فلم تق**در األم**ة على جم*ع ش*ملها، ولملم*ة ص*فوفها، وتوحي**د قيادته*ا )فال وح*دة( و)ال

إنقاذ(. وبكلمة: إن )القومي**ة( ض**د )ال**وعي( وإذا لم يكن وعي فال )تق**دم( وال

)توحيد( وال )إنقاذ(. قال: كيف تقول إن القومية ضد الوعي، والحال أن )القومية( هي التي

توقظ في اإلنسان )الوعي(؟ قلت: لقد س**بق الكالم في أن )القومي**ة( ض**د )الكف**اءة( ف**إذا لم تكن

كفاءة، لم يكن وعي، وإن لم يكن وعي، انعكست النتائج المطلوبة. قال: هذا النشاط الذي نشاهده في البالد العربي**ة اآلن، من االنقالب**ات، في مص**ر، والع**راق، ومن انفت**اح البالد على ك**ل الع**الم، ومن ب**وادر توحيد البالد العربية، ومن التهيؤ إلنقاذ فلسطين تهي**ؤا ج**ديا، كله**ا ت**دل

على خالف ما ذكرت، من أن )القومية( ضد )الوعي(.

Page 27: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: يقول الشاعر: وال تغرنك البوادر واصبر فلرب اللق***اح يأتي خراجا

ثم أردفت، أنك متفائل * ونسأل الل*ه س*بحانه أن يحق*ق اآلم*ال ** لكن أرى عكس ذلك. إن هذه القومية، التي تع**تز به**ا أنت، ت**أتي بك**ل وي**ل على ه**ذه البالد. وإني أخش**ى أن تقس**م البالد أك**ثر ف**أكثر، وأن تتس**ع إسرائيل أكثر ف**أكثر، وأن تحكم ال**ديكتاتوريات, وتخن**ق األص*وات أك**ثر فأكثر، وأن تقع المجازر والمذابح وتهرب الكفاءات من ه**ذه البالد أك**ثر

(، والله العاصم.1فأكثر)قال: أنت متشائم جدا.

قلت: يقولون إن )جحا( ك**ان جالس**ا على غص**ن ش**جرة، وك**ان يقط**ع بالمنشار أصل الغصن فمر إنسان ولما رأى جحا بتلك الحال**ة ق**ال ل**ه: س**وف تق**ع إن اس**تمررت في القط**ع، فأجاب**ه جح**ا: وه**ل أنت عالم الغيوب؟ قال الرجل: اصبر قليال حتى ترى، واستمر )جحا( في القط**ع، وبعد دقائق، سقط وانكسرت يده ورجله.. ان ما ذكرته أنا واض**ح لك**ل

مفكر، ودل عليه منطق التاريخ، ومن أبى فليجرب. قال: وهل تزعم أنت أن**ك أك**ثر تعقال وتفك**يرا من جم**ال عب**د الناص**ر،

وألوف المفكرين الذين حوله؟ قلت: وهل تزعم أنت أن جمال عبد الناصر والمفكرين حوله أكثر تعقال وتفك**يرا من رس**ول الل**ه )ص( وماليين المفك**رين ال**ذين ج**اءوا بع**ده

ونادوا بنسف القوميات؟قال: )وقد اشتد غضبا( ومن يقول: أنت لست بعميل؟

قلت: )متضاحكا( كل أهالي كربالء * إال من ندر منهم *.قال: ومن أين تثبت أنهم يقولون أنت لست بعميل؟

قلت: الدليل على ذل**ك أنهم يص**لون خلفي ب**األلوف، ويحترمون**ني فيكل مكان، ويسلمون لي حقوق أموالهم. ثم أردفت:

يا أستاذ، الحوار ح**ر، ول*و أن**ك ال تري**د الح**وار، فأن**ا مس**تعد أن أقط**عالكالم.

قال: كالمك لم يكن حوارا، وإنما اتهاما لجمال عبد الناصر. قلت: لم أتهم أح**دا، وإنم**ا قلت إن تفك**يري يع**ود إلى ع**دم ص**حة )القومية( وهل مث**ل ه**ذا الكالم يس**مى اتهام**ا؟ وأنت اآلن تتهم، حيث

تقول )ومن يقول أنت لست بعميل(؟ قال: * وقد خجل وظهر عليه أثر االرتباك * عفوا، ف**إني ال أري**د اتهام**ك

واإلساءة إليك.

قلت: أشكرك. )وقد كنت في كل محاوراتي، أضبط أعصابي بكل شدة، ح**تى ال أت**رك شيئا، يفلت زمامه من يدي. كما كنت دائما أتح**رى األلين من األلف**اظ،

Page 28: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

لئال أثير الطرف. فيعاند، وتأخذه العزة باإلثم، ق**ال س**بحانه: )وادع إلىسبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن(.

قال: ولكن )القومية( إلى اآلن بخير.قلت: وكيف بخير؟

قال: ألنها أطاحت بالزعامات الفاسدة في مصر والعراق. قلت: إني لست من أنصار تلك الزعامات السابقة، وال من أنص**ار ه**ذه الزعامات، ولكن أخشى أن يأتي ي**وم يط**اح به**ذه الزعام**ات الحالي**ة،

ويأتي أناس آخرون، ويصفون هذه الزعامات الحالية بالفاسدة أيضا.يقول الشاعر:

دعوت على عمرو فلما تركته وجاورت أقواما بكيت على عمروثم أردفت، ولكن القومية، إلى اآلن، أعطت ثمرتين مرتين.

قال: وما هما؟ قلت: )الثمرة األولى( الحرب في شمال العراق، فإن األك**راد يقول**ون: إنا قوم، كما أن العرب قوم، فلماذا نكون تحت لوائهم، وهذا بخالف م**ا إذا كان الحكم لإلسالم ومناط التقدم )الكفاءات( فإن الكردي والع**ربي إخوة ويتقدم أكثرهم كفاءة، فال يش*عر الك*ردي ب*الحيف، كم*ا ال يش**عر

العربي بالحيف. )الثمرة الثانية( انفص**ال )ك**ل البالد اإلس**المية( ال**تي بع**دت عن )البالد العربية( مما أضعف جانب العرب ضعفا هائال. فإن سائر المسلمين من )تركي( و )فارسي( و )هندي( و )باكستاني( و )أفغاني( و )إندونيس**ي( وغيرهم، وع*ددهم زه*اء )تس*عمائة ملي*ون( ** على بعض اإلحص*اءات * يقول: إن قضية )إسرائيل( قضية قومية ألنها بين )القومي**ة الص**هيونية( و )القومية العربية( فأي شأن لن**ا نحن المس**لمين في قض**ية ال ترتب**ط

بنا.)وبالفعل قال بعض ملوك ورؤساء سائر البالد اإلسالمية، هذا القول(.

أفليس هذا العمل * وه**و فص**ل تس**عمائة ملي**ون إنس**ان عن الع**رب *ثمرة مرة، من ثمار القومية العربية؟

وهذا بخالف ما لو جعلنا قض**ية فلس**طين )إس**المية( فك**ان في مقاب**ل )إس**رائيل( أل**ف ملي**ون إنس**ان، ع**وض أن يك**ون في قب**ال إس**رائيل

)اآلن( مائة مليون إنسان. قال: إذا كان جم**ال عب**د الناص**ر ين**ادي )باإلس**المية( م**اذا ك**ان يص**نع

باألقليات غير المسلمة في البالد العربية؟ قلت: )أوال( المس***لمون من***ذ زم***ان الرس***ول )ص(، ك***انوا ين***ادون )باإلس***المية( في ك***ل قض***اياهم، ولم تكن األقلي***ات ت***رى في ذل***ك

غضاضة.. فلتكن هذه المرة أيضا كذلك.)ثانيا(: كان باإلمكان إرضاء األقليات غير المسلمة، بصورة أخرى.

Page 29: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

)ثالثا(: وهل تتصور أن األقلي**ات *** اآلن *** مرتاح**ة )للقومي**ة العربي**ة(؟ إنهم غير مرتاحين، ومقاالتهم التي تنشر في البالد األجنبية شاهدة على

عدم ارتياحهم. )رابعا(: إذا أغضضنا العين عن كل األجوبة السابقة، فهل إرض**اء قل**ة ال تعدو بضع ماليين من األقليات غير المسلمة أهم، أم إرض**اء تس**ع مائ**ة

مليون مسلم غير عربي؟ ثم أردفت: وإني أعطيك كالما قاطعا *** إذا لم تغض**ب من كالمي ه**ذا * أن القومية ال تنقذ فلسطين، وإنما ال**ذي ينق**ذ فلس**طين ه**و اإلس**الم. فإذا ن**ادى ملوكن**ا ورؤس**اؤنا )باإلس**المية( وانض**وى الجمي**ع تحت ل**واء اإلسالم، فسوف ينقذون فلس**طين، كم**ا أنق**ذها المس**لمون من أي**دي الصليبيين، في العصر السابق، تحت لواء )ال إله إال الل**ه محم**د رس**ول

الله(.قال: أنت متأثر بأفكار اإلخوان المسلمين.

قلت: بل متأثر بالكتاب والسنة، فهل كل من يدعو إلى اإلسالم ه**و مناإلخوان المسلمين؟

ثم أردفت: أرجو أن تعفو وال تغضب إذا قلت لك ان**ك كلم**ا تنقط**ع عن الجواب تأخذ في التهجم، وأرى أن من األفضل أن ال أجري الحوار أكثر

من هذا. قال: عفوا، بل استفدت منك كثيرا، أرجوك أن ال تؤاخ*ذني، إذا خ**رجت

عن أدب المحاورة. ثم أردف: إنك قلت في أثناء البحث، أن القومي**ة ض**د اإلس**الم، فكي**ف

ذلك؟ قلت: ألن اآلي**ات واألح**اديث ال**واردة عن الن**بي وأه**ل بيت**ه الط**اهرين

تصرح بذلك.قال: أذكر لي بعض تلك اآليات والروايات.

قلت: قال الله تعالى: )إن**ا خلقن**اكم من ذك**ر وأن**ثى وجعلن**اكم ش**عوبا وقبائ**ل لتع**ارفوا إن أك**رمكم عن**د الل**ه أتق**اكم(. فالش**عوب والقبائ**ل لتتعارف، ال لتتناكر، والقومية توجب التناكر، إذ كل يفضل قومه، وذل**ك ي**وجب التن**افس، والتن**افس في األم**ور الدنيوي**ة ينتهي إلى التن**اكر

والمحاربة. ومن األح**اديث ال**واردة في ه**ذا الص**دد ق**ول الرس**ول األعظم )ص(: )الن**اس سواس**ية كأس**نان المش**ط، ال فض**ل لع**ربي على أعجمي وال

أبيض على أسود إال بالتقوى(.وفي الشعر المنسوب إلى أمير المؤمنين )عليه السالم( قوله:

الناس من جهة التمث**ال أكفاء أبوه****م آدم واألم ح********واءفإن يكن لهم في أصلهم نسب يفاخ**رون به فالطي***ن والماء

قال: لكن في القرآن والسنة ما يدل على القومية؟

Page 30: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: مثل ماذا؟ قال: مثل قول**ه س**بحانه: )وإن**ه ل**ذكر ل**ك ولقوم**ك(، وقول**ه س**بحانه: )وانذر عشيرتك األقربين( وما ورد في الح**ديث: )أن**ا من الع**رب وليت

العرب مني(. قلت: كون القرآن ذكر الرس**ول وال**ذين ح**والي الرس**ول، ال رب**ط ل**ه بالقومية، وفي لسان أهل األدب )إثبات الشيء ال ينفي ما عداه( وإنذار العش**يرة معن**اه االبت**داء بهم، ألن معن**اه تنص**يبهم على س**ائر الن**اس والحديث )أوال( ضعيف س**ندا وال حج**ة في**ه، )ثاني**ا( ك**ون اإلنس**ان من

قبيلة ما هل معناه أن يفضل تلك القبيلة على ما سواها؟ وكون اإلس**الم ال ي**رى الفض**ل إال ب**التقوى، مم**ا ال يش**ك في**ه مس**لم،

ويعرفه كل فاهم من غير المسلمين.قال: فكيف نرى ظهور القوميات في بالدنا؟

قلت: إنه من صنع االستعمار، لتفريق كلمة المسلمين.

* من المؤسف أن م**ا ظننت**ه وق**ع أك**ثره ولم تمض من ال**دعوة إلى1القومية عشرون سنة.

Page 31: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

أسئلة حول اإلسالم جاءني إنسان، وقال إن جماعة من طالب الكليات المختلفة، من بغداد، ومن البصرة، جاءوا، بمناس**بة العطل**ة، وعن**دهم أس**ئلة مطول*ة، ح**ول

اإلسالم يريدون منك وقتا كافيا، لمقابلتك. قلت: ليتفضلوا بعد صالة المغرب والعشاء، وأخص*ص ك*ل ال*وقت لهم،

حيث يخف الزائرون في الليل. وجاءوا حسب الموعد المقرر، وكانوا على م**ا أذك**ر س**بعة، وك**انوا من كلية الطب، وكلية التربية، وكلية الحقوق، وأحدهم من كلية دينية * كم**ا

عرفوا أنفسهم * .قالوا: هل تسمح بالمناقشة والسؤال حول قضايا إسالمية؟

قلت: تفضلوا!قال أحدهم: هل في اإلسالم جيش؟

قلت: نعم.قال: لكن جيش اإلسالم ال ينفع اليوم؟

قلت: ولماذا؟قال: ألن عهد السيف والرمح والسهم قد ولى.

قلت: ألم تقرأ قوله تعالى: )وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة(؟ ثم أردفت، فاإلس***الم ي***وجب تحص***يل أحس***ن الق***وة )العلمي***ة( و)التس**ليحية( و)المالي**ة( و)الص**ناعية( و)التكنولوجي**ة( و)التنظيمي**ة(.. أم**ام األع**داء، وأوك**ل ذل**ك إلى المس**لمين حس**ب اقتض**اء الزم**ان والمك**ان.. وق**د ورد أن الن**بي )ص( اس**تعمل )الدباب**ة( وأرس**ل بعض المسلمين إلى اليمن لتعلم بعض اآلالت الحربية، التي ح**دثت في ذل**ك

الزمان وكان المسلمون ال يعرفونها.قال: حسنا، وهل توافق على الجندية اإلجبارية؟

قلت: إن مقتضى األدلة الشرعية، بعد ضم بعض**ها إلى بعض، أن تن**دب الحكوم**ة ك**ل المس**لمين إلى الت**درب على حم**ل الس**الح، وتهيئ لهم س**احات عام**ة، وتغ**ريهم بمختل**ف وس**ائل اإلغ**راء، ومن الط**بيعي أن يزدلف إلى الساحات ماليين من المسلمين، وبذلك تجمع الحكوم**ة بين

عدة فوائد هي: * تعلم أكبر قدر ممكن لحمل السالح.1 * عدم الجبر واإلكراه، حيث يتنافى مع تسلط الناس على أنفسهم.2 * توفير معاشات الجنود على خزينة الدولة.3

قال: إنه البد من موظفين، وكمية من الجنود تحت السالح دائما. قلت: ال بأس بذلك، فإنه يصبح كسائر الوظائف التي يرغب إليها الناس

طائعين.

Page 32: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

ق**ال: وإذا دهم المس**لمون ع**دو، ولم يكن الموظف**ون، فه**ل يج**براالحتياطي على الحرب؟

قلت: نعم ألن الدفاع واجب كفائي أحيانا.. وعيني أحيانا أخرى.قال: وهل يصح أن يكون للدفاع وزارة؟

قلت: نعم، ولكن األفض***ل أن نس***ميها )وزارة الجه***اد( فإن***ه االس***م اإلس**المي المالئم، ألن الجه**اد يش**مل ال**دفاع، والح**رب االبتدائي**ة في

سبيل الله، والمستضعفين.قال: االسم غير مهم.

قلت: مهم جدا، ألن االسم دليل المس**مى واالتج**اه الع**ام، ول**ذا ف**إني أحبذ أن تكون كل األس*امي في بالد اإلس**الم، إس**المية، س*واء أس*امي الناس، أو الش**وارع، أو الفن**ادق، أو الح**دائق، أو الم**دارس، أو غيره**ا، كأسامي األنبياء، واألوصياء، واألئم**ة، وص**حابتهم، والعلم**اء، والخ**يرين،

و.. و..وهنا توقف السائل، وأظهر الشكر.. وبدأ غيره في الكالم:

قال: وإذا قامت الدولة اإلسالمية، فماذا نصنع باألقليات غير المسلمة؟ قلت: مثل م**ا تص**نع الحكوم**ة اآلن باألج**انب في اص**طالحهم )أي غ*ير

العراقيين(.قال: ولماذا قلت )في اصطالحهم(؟

قلت: ألن اإلسالم يرى ك**ل مس**لم مواطن**ا، ف**إن المس**لم أخ المس**لمأحب أم كره.

قال: ولماذا ال نعاملهم كمواطنين؟قلت: )أوال( إن المواطن اصطالح غربي * بهذا المعنى الذي تقصد *.

)ثانيا(: فإن الحكوم**ة اإلس**المية حكوم**ة عقائدي**ة، ول**ذا تب**نى أحكامه**اعلى العقائد، ال على الجنس واللون واللغة والقوم ونحوها.

قال: إذا ال فرق بين الحكومات الحاضرة، وبين اإلس**الم، فعن**د كلتيهم**اأجانب ومواطنون.

قلت: الفرق في أمرين: * إن اإلسالم بنى التمييز على أم**ر حقيقي حيث ثبت بال**دليل خراف**ة1

العقائد غير اإلسالمية، بخالف غير اإلسالم فإن**ه ب**نى التمي**يز على أم**رغير حقيقي، كالقوم، والجغرافيا، واللغة وما أشبه ذلك.

* إن اإلسالم يعطي لألقلي**ات أك**ثر مم**ا تعطي الحكوم**ات الحاض**رة2 لألجانب * في اصطالحهم * وقد لخص اإلمام أمير المؤم**نين في عه**ده إلى مال**ك األش**تر فلس**فة اإلس**الم في ه**ذه الناحي**ة، حيث ق**ال )ع(:

)الناس صنفان: أما أخ لك في دين، أو نظير لك في الخلق(.قال: أليس من األفضل أن ال يفرق بين الجميع؟

Page 33: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: ال، ألن**ه حينئ**ذ يك**ون اإلس**الم ق**د ش**جع على الخراف**ة، وعلى األنظمة غير الصحيحة، حيث إن العقائ**د واألنظم**ة غ**ير اإلس**المية ثبت

زيفها. وهنا توقف السائل، وبدأ غيره بالكالم * وكان المتكلم ه**و ال**ذي ع**رف

نفسه بأنه من كلية الطب * .*ذ الرج*وع إلى قال: رأيت لك كتابا باسم )مب*ادئ الطب( فه*ل أنت تحب

الطب القديم؟قلت: كال.

قال: فما معنى هذا الكتاب؟ قلت: إني أحب**ذ الجم**ع بين منج**زات الطب الح**ديث وتجريب**ات الطب القديم لينعم البشر بثمار معلومات ألوف األطباء الق**دامى، إلى ج**انب

تنعمهم بثمار االكتشافات الحديثة.قال: ومن أين لنا باألطباء القدامى؟

قلت: الطب القديم بأطبائه وأدويته موجود في بعض بالد العالم، كالهندوالصين وباكستان وغيرها.

وهنا انقطع السائل، ليبدأ غيره بالكالم. قال: هل صحيح أن العلم**اء يحرم**ون الم**دارس، والرادي**و والتلفزي**ون

والسينما، وسائر الوسائل الحديثة؟قلت: ال.

قال: كذا سمعت. قلت: العلماء إنما يحرمون هذه الوسائل الثقافي**ة واإلعالمي**ة، فيم**ا إذا كانت ضارة بالعقيدة، أو كان فيها ما ينافي الشريعة.. وإال فالعلماء من أكبر دعاة العلم، فقد قال رسول الله )ص(: )طلب العلم فريض**ة على كل مسلم ومسلمة( وقد قال علماؤن**ا بوج**وب تعلم الص**ناعات وجوب**ا

كفائيا.قال)مستغربا(: ألول مرة أسمع مثل هذا الكالم.

قلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب لعلمائن**ا، من جملته**ا كت**اب )مع**الم األص**ول( ألح**د كب**ار علمائن**ا، وأم**ا وج**وب الص**ناعات فم**ذكور في كت**اب )المكاس**ب( للش**يخ المرتض**ى األنص**اري وه**و في

الرعيل األول من العلماء.وهنا بدأ الكالم غيره.

قال: بنظري أن الشيوعية أفضل من اإلسالم.قلت: ولم؟

قال: ألن في بالد الش**يوعية ليس ح**تى فق**ير واح**د، وفي بالد اإلس**المألوف الفقراء.

قلت: في بالد الش**يوعية، ال حري**ة وال غ**نى، وهم**ا أم**ل ك**ل إنس**ان،**ق نظام**ه يحق**ق لألم**ة الحري**ة الكامل**ة، بخالف اإلس**الم ال**ذي إن طب

Page 34: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

والغنى الشامل. وأما ما تجده اآلن في بالدنا من ك**ثرة الفق**راء فس**ببهعدم تطبيق نظام اإلسالم.

قال: وكيف يغني النظام اإلسالمي كل الناس؟ قلت: إنه يطلق الحريات، فيقوم كل إنسان بكل جهده لتحصيل الم**ال، وإذا بقي هناك فقراء عاطلون تتكفل الدولة أمورهم، حتى يغنيهم الل**ه من فضله، فإن اإلس**الم ه**و أول من وض**ع نظ**ام التكاف**ل االجتم**اعي

والضمان االجتماعي.ثم تكلم غيره.

قال: لكن إذا أضفيت كل خ**ير إلى اإلس**الم فإن**ه ال مج**ال للمس**لم أن يتبرأ من أبشع نظام فيه، ه**و نظ**ام ال**رق والرقي**ق. والفخ**ر إلبراه**ام

لنكولن حيث ألغى الرق؟ قلت: ال*رق في اإلس**الم ض**رورة عقلي**ة ال محيص عنه*ا، وفي أي ي**وم يرج**ع الع**الم إلى العق**ل والمنط**ق، الب**د ل**ه أن يأخ**ذ بنظ**ام ال**رق اإلسالمي. أما الرق الذي ألغاه )ابراهام( فهو ك**ان محرم*ا في اإلس**الم

من أول يوم. ق**ال: فم**ا ه**و الف**رق بين قس**مي ال**رق؟ ولم**اذا ال**رق في اإلس**الم

ضرورة؟ قلت: كان الغرب يصطادون الناس األحرار، ليجعلون منهم أرق**اء، كم**ا تجد ذلك في الكتب التي تفصل قصة )لنكولن(، وهذا القسم من ال**رق

حرام في اإلسالم من أول يوم. أما اإلسالم، فإنه إذا وقعت حرب بين المسلمين وبين الكفار، واستولى المسلمون على بعض الكفار فالحاكم اإلسالمي مخير بين أربعة أم**ور،

حسب ما تقتضيه المصلحة: * أن يطلق سراح األسرى.1 * أن يقتل األسير الذي يخشى منه في المستقبل ليقيم ث*ورة جدي*دة2

ضد اإلسالم، أو نحو ذلك. * أن يأخذ من األسير فداء )بدال( ويطلق سراحه في قبال بدل.3 * أن يسترقه، بأن يطلق حريت**ه، تحت نظ**ر س**يد، لي**أمن مك**ره في4

المس**تقبل، حيث إن**ه تحت إش**راف س**يد، وفي نفس ال**وقت يض**منعمله وحريته في مختلف مجاالت الحياة.

)هذا الح**ل ه**و أفض**ل الحل**ول، ف**إن من ال يطل**ق س**راحه وال يقت**ل * والقتل ال يكون إال قليال نادرا ج**دا *** وال تقتض**ي المص**لحة أخ**ذ الف**داء منه، يدور أمره بين أن )يسجن( وفيه كبت لحريات**ه وبين أن )يس**ترق(

وهذا أفضل األمرين(.قال: ألول مرة أسمع هذا الكالم.

قلت: أظن ألنك ألول مرة تقابل أح**د العلم**اء، كم**ا أظن أن**ك لم تق**رأكتاب الجهاد اإلسالمي.

Page 35: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

وبدأ أحدهم الكالم. قال: وهنا سؤال ح**ول كيفي**ة استئص**ال اإلس**الم الجريم**ة، إذ س**معت )فالنا الخطيب( قال إن البالد اإلسالمية ال تكون فيها الج**رائم إال ن**ادرا،

فهل صحيح ذلك؟قلت: نعم وبكل تأكيد، والسر في هذا األمر:

* إن اإلسالم يوفر المناخ المناسب للفضيلة.1 * يعمق اإليمان بالله واليوم اآلخر.2 * يضع العقوبات الصارمة الرادعة لمن يرتكب الجريمة.3

وبهذه الخطط يستفيد اإلسالم:)أوال(: الثقة المتبادلة بين جميع أفراد األمة.

)ثانيا(: األمن الشامل واالستقرار.)ثالثا( قلة الجريمة قلة تكاد تلحق بالمعدوم.

قال: ما معنى يوفر اإلسالم المناخ المالئم للفضيلة؟قلت: لهذا بحث طويل، لكني أذكر طرفا منه:

* فاإلسالم يشحذ العواط**ف وذل**ك مم**ا يس**بب قل**ة العق**د النفس**ية1الباعثة للجريمة.

* ينفي الفقر، وذلك مما يسبب قلة الحاجة الباعثة للسرقة ونحوها.2 * يزوج األوالد زواجا مبكرا، وذلك م**ا يس**بب ع**دم هيج**ان الش*هوات3

الموجبة لحوادث االختطاف والزنا، واللواط ونحوها. * يجعل من المجتم**ع رقيب**ا على الفض**يلة، بمنه**اج األم**ر ب**المعروف4

والنهي عن المنكر.إلى غيرها.. وغيرها..

وهن**ا، ق**ام الجمي**ع وانص**رفوا وأظه**روا الش**كر وق**د دع**وتهم ألك**رراللقاءات معهم في المناسبات القادمة.

وقد ك**ان البحث أط**ول مم**ا ذك**رت، وإنم**ا لخص**ته، مراع**اة ألس**لوبالكتاب.

Page 36: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

(1الروحانية) إذا أصاب اإلنس**ان ض**عف ع**ام، ك**ان مع**نى ذل**ك ض**عف ك**ل أجهزت**ه

الداخلية والخارجية.وكذلك إذا أصاب األمة ضعف كان معنى ذلك ضعف كل قواها.

والمسلمون ابتلوا بهذا الض**عف، ول**ذا ك**ان حك**ام المس**لمين ض**عفاء، شعوبهم ضعيفة، وسرى الضعف إلى الجهاز الروحي. وق**د ك**ان س**بب هذا الضعف، أن حكوم**تي المس**لمين، القاجاري**ة والعثماني**ة، لم يأخ**ذا بوسائل العصر، ولم يع**دا م**ا يس**تطيعان من ق**وة *** كم**ا أم**ر الق**رآن الكريم * ولذا ضعف المس**لمون *** كك**ل *** وض**عف الروح**انيون، ح**تى

انتهى األمر إلى سيطرة الغرب والشرق على البالد اإلسالمية.وضعف الروحانية، له سببان:

)األول( الضعف العام في كل جسم األمة، وذلك تبع لضعف الحكوم**ات اإلسالمية، وال عالج لتقوية الروحانية من ه**ذه الجه**ة إال بعالج الض**عف

العام. )الثاني( الضعف الخاص في الروحاني**ة نفس**ها، من جه**ة ع**دم النظ**ام المساعد لحل المشاكل والتقوي**ة المس**تمرة. وليس مع**نى ه**ذا أن**ه ال نظام إطالقا في الروحانية، فإنه الشك في وجود النظام عندهم، وإنم**ا الكالم في أن النظام بهذا القدر الموجود ال يكفي في التنمية المطلوبة كما ال يكفي في رد االعتداء الوارد على اإلسالم والمسلمين، وك**ذلك ال

يكفي في لم الشعب ورتق الفتق. أما عالج السبب فهو سبيل المسلمين كك**ل، ف**إن ال**واجب على جمي**ع المسلمين وجوب عي**ني ال كف**ائي، ألن األم**ر أهم وأك**بر من أن يت**أتى على ي**د بعض**هم دون بعض )ومنهم الروح**انيون( أن يهتم**وا لعالج ه**ذا الم**رض، وإال ك**ان م**الهم نهب**ا، وش**بابهم عرض**ة لك**ل ش**يء، وبالدهم مستعمرة، وجميعهم ألعوبة بيد الشرق والغرب، واالستقالالت اإلعالمية الص***ورية ال تزي***د األم***ر إال إعض***اال إذ ل***وال ه***ذه الص***ور لم يخ***در

المسلمون، وفكروا في العالج جذريا.وأما عالج األمر الثاني فهو بيد الروحانية نفسها.

وقد ناقشت األمر مع جملة من المراجع، وبعضهم كان المرج**ع األعلى في زمان**ه.. كم**ا ناقش**ته م**ع جمل**ة كب**يرة من العلم**اء والفض**الء

والمتحسسين بالضعف واالنهيار. وهذه نتيجة المناقشات، فهي وإن كانت حوارات متعددة، لكني جمعتها

في صورة حوار واحد مع حذف المكررات.قلت: من أين هذه الضعف في الروحانية؟

قال أح**دهم: من قل**ة الم**ادة، ف**إن الروح**اني المحت**اج إلى الن**اس، اليتمكن من أداء رسالته كاملة.

Page 37: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

وقال آخر: من مصادقة الحكومات مع الروحانية. وقال ثالث: من عدم انتشار درس األخالق والتقوى، ف**إن ه**ذا ال**درس

خليق بأن يخرج روحانيين جديرين بالقيادة والتوجيه.وقال رابع: من الفوضى في الدراسة.

وقال خامس: من التضارب بين الجبهات المختلفة في الروحانية.وقال سادس: ال عالج إال بظهور اإلمام المهدي )عليه الصالة والسالم(. وق**ال س**ابع: من ع**دم الته**ذيب، ف**الالزم أن يب**دأ ك**ل بته**ذيب نفس**ه وتهذيب عائلته، فإذا كان كل روحاني كذلك، كان أسوة حس**نة للن**اس،

ومثل هذا خليق بأن يصلح أمر الروحانية وأمر األمة. وق**ال ث**امن: من مص**ادقة الروحاني**ة للحكوم**ات، حيث ق**ال الرس**ول )ص(: )إذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك فقولوا بئس العلماء وبئس المل**وك، وإذا رأيتم المل**وك على أب**واب العلم**اء، فقول**وا نعم العلم**اء

ونعم الملوك(. وقال تاسع: من ابتعاد العلماء عن الحكومات )عكس الثامن( فإن ق**وة الروحانية، وقوة الحكوم*ة، إذا ابتع**دتا، أورثت**ا التض**ارب فانهي**ار األم*ة.

وبانهيار األمة تنهار الحكومة وتنهار الروحانية.وقال عاشر: من عدم النظام.قلت: وبنظري هذا هو السبب.

قال أحدهم: وبأي دليل؟ قلت: بدليل أن النظام هو الذي يبقي على القوى، وينمي الق**وى، ف**إذا لم يكن نظام فال تبقى القوى، فكيف بالنمو؟ وإذا لم تبق القوى ع**رض

الضعف.قال: وما هو البرهان على أن سائر األسباب ليست صحيحة؟

قلت: البرهان هو أن كل تلك األسباب وليدة عدم النظام. * فالنظام يأتي بالمادة الكافية.1 * وينظم درس التقوى واألخالق، كما ينظم سائر الدروس.2 * ويرفع التضارب.3 * ويشرف على التهذيب.4 * ويقرر كيفية مصادقة الروحانية مع الحكومة واستبعادها عنها.5

أما كون العالج ظهور اإلمام المه**دي )علي**ه الص**الة والس**الم(، فإن**ه ال شك أن العالج الج**ذري الت**ام لك**ل مش**اكل الع**الم ه**و ظه**ور اإلم**ام، ولكن ذل**ك ال ين**افي إمكاني**ة وض**ع الحل**ول الجزئي**ة للمش**اكل ليك**ون

العالج الممكن، في ظرف غيبة اإلمام )ع(.قال أحدهم: وماذا ترى في مصادقة الحكومات واالبتعاد عنها؟

قلت: إن ذلك تابع للجن**ة ت**درس األم**ور بإس**هاب، ل**ترى أن البع**د عن حكوم**ة حكوم**ة ه**و األفض**ل لل**دين وال**دنيا، أو الق**رب من حكوم**ة

Page 38: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

حكوم*ة؟ وق**د يك**ون نظ**ر اللجن**ة الدارس**ة، ل*زوم البع**د من حكوم**ة،ولزوم القرب إلى حكومة أخرى.

قال أحدهم: فلنفرض أننا جعلنا النظام، فمن أين الم**ال الك**افي إلدارةاألمور؟

قلت: النظام كفيل بتركيز المال، وتركيز المال كفيل بسد الحاجات.قال: فما هو ذلك النظام؟ ومن أين يبدأ؟

قلت: يبدأ من المرشحين للمرجعية، والحائزين للمرجعية الفعلية.قال أحدهم: وما الدليل على اتباع النظام؟

قلت: قول اإلمام أمير المؤمنين )علي**ه الس**الم(: )ونظم أم*ركم( ولم*ا استدل به الفقهاء في باب والية الفقيه من لزوم اله**رج، ف**إذا لم تنظم

األمور لزم الهرج، كما هو مشاهد اآلن، والكل يكوى بناره.قال أحدهم: وهل تسمح الحكومات بالنظم الروحانية؟

قلت: أما الحكومات الديمقراطي**ة فنعم، وأم*ا الحكوم*ات الديكتاتوري*ةفإنه الشك في أنها تحدد النظام، لكن )ما ال يدرك كله ال يترك كله(.

قال أح**دهم: أال يخش**ى من احت**واء الحكوم**ات للنظ**ام فتك**ون نتيج**ةالنظام كون الروحانية جهازا من أجهزة الدولة؟

قلت: كال، إنما األمر بالعكس، ألن األمر الذي ال نظام له يخض**ع لنظ**ام في مقابله، أما األمر الذي له نظام فه**و ن**د النظ**ام اآلخ**ر. فالحكوم**ة نظام، تحتوي من ال نظام له وال تق**در أن تحت**وي من ل**ه نظ**ام. وي**دل على ذلك ما نشاهده أن )الحزب( يتمكن من احتواء أفراد ال نظام لهم،

لكنه ال يتمكن من احتواء )حزب( آخر هو ند له. قال: لكن النظام األقوى * وهو نظام الحكومة * يقدر أن يحتوي النظام

األضعف، وهو نظام الروحانية؟ قلت: الروحانية مزودة بق**وتين، من جهتهم**ا ليس**ت النظ**ام األض**عف،

وهما: )األولى( قوة األمة، فإن األمة اعتادت أن ترفض ك**ل عمي**ل للحكوم**ة، وهذه القوة تحصنها عن أن تكون جهازا من أجهزة الدولة، ألنها بمج**رد

أن مالت إلى جهة الحكومة * ميال غير مشروع * سقطت تلقائيا. )الثانية( ق**وة االنتش**ار، فالروحاني**ة ليس**ت محص**ورة في نط**اق دول**ة واحدة، ولذا إذا شعرت الروحانية بمضايقات الحكوم**ة بقص**د االحت**واء،

تمكنت من فك الحصار بسبب قوتها الخارجية. ق**ال: فلم**اذا ت**رى أن )النظ**ام عن**د غيرن**ا( كنظ**ام البابوي**ة، عمال**ة

للحكومات. قلت: ألن من عقيدة أولئك التبعية، وه**و ج**زء من دينهم، وذل**ك بخالف عقيدتنا، فإنها تفرض علينا أن نتبع الشريعة بحذافيرها، فإذا كان النظام موافقا لها صادقناه، وإذا كان النظ**ام مخالف**ا له**ا ابتع**دنا عن**ه وحاولن**ا

إصالحه.

Page 39: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

ق**ال أح**دهم: إذا ك**ان النظ**ام ص**حيحا، فلم**اذا لم يح**اول علماؤن**االسابقون أن يتبنوا اتباعه؟

قلت: بل العكس هو الص**حيح، ف**إن علماءن**ا الس**ابقين ح**اولوا تط**بيق النظام قدر جه**دهم، أم**ا األك**ثرون ممن عمل**وا فلم يكن بمق**دورهم.. واآلن نرى بعض العلماء المراجع قد ق**رروا أنظم**ة في داخ**ل إدارتهم،

للحال والمستقبل.قال أحدهم: حسنا، وكيف يبدأ بالنظام؟

قلت: المرش**حون للمرجعي**ة األعلى ي**أتمرون الختي**ار أح**دهم، ويك**ونالباقون أعوانه في االستشارة والحل والعقد.

قال: ومن هو المرشح؟قلت: الفقيه العادل الجامع للشرائط.

قال: وما هو شرط المرجع األعلى؟ قلت: الفق**ه والعدال**ة واجتم**اع س**ائر الش**روط باإلض**افة إلى كون**ه

األعرف بإدارة األمور واألقدر عليها.قال: فإن اختلف المؤتمرون؟

قلت: قدم أكثرهم رأيا.قال: لم يكن لهذا شبيه في المرجعية؟

قلت: كان له شبيه، كما ي**ذكر أن ص**احب الج**واهر خ**رج مرجع**ا أعلىبمثل هذا االنتخاب، وكذا يذكر في غيره.

قال: إنك تعلم أن كل نظام يحتاج إلى قوة حافظة، وإال انف**ل النظ**ام، فما هي القوة الحافظة لهذا النظام؟ إذ من الممكن أن ال يرض**ى بعض الفقهاء بمرجعية غيره فيك**ون لنفس**ه كيان**ا ويجم**ع المري**دين، ويرج**ع

األمر إلى نفس الفوضى التي جعل النظام للحد منها؟ قلت: القوة الحافظة للنظ**ام هي ق**وة األم**ة، فإن**ه لم**ا ش**عرت األم**ة بوج**وب النظ**ام، وان أس**لوب المرجعي**ة ه**و ه**ذا النح**و من االختي**ار، حفظوا النظام، وردوا المتنكب إليه كم**ا نش**اهد نحن اآلن بالنس**بة إلى أصل المرجعية حيث إن األمة هي التي تحفظها، وتمدها بالمال والدفاع

عنها، عند األخطار. قال: وكيف يمكن بدء فرض هذا النظ**ام والح**ال إن**ا ن**رى أن المراج**ع

المتعددة * اآلن * ال يستعدون لمثل هذا النظام؟قلت: يمكن فرض النظام في صورتين:

)األولى(: أن المرجع األعلى المسلم لدى الجميع يفرضه النظام وينشرصورته وفوائده بين األمة، ويطلب من األمة اتباع ذلك، بعد موته.

)الثانية(: أن ينش*ر الواع*ون من رج*ال العلم ه**ذه الص*ورة بين األم*ة، حتى إذا شعرت األمة بفائدة النظام وحسناته، حفظوا النظ**ام، وألج**أوا

الروحانية بقبولها.قال: وماذا يكون مصير بقية الفقهاء الذين لم يصبحوا مرجعا أعلى؟

Page 40: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: يكونون أعوانا ومستشارين. قال: وإذا عين المرجع األعلى، فما هو النظام الذي يجعل**ه إلدارة أم**ور

األمة؟ قلت: ذلك واضح، وحسب الظروف، وإليك م**ا يمكن أن يك**ون بمنزل**ة

الخطوط العامة، فإنه يعين: * لجنة لتنظيم الدراسة واإلشراف عليها.1 * ولجنة لتنظيم المال واستحصاله.2 * ولجنة لتقوية اإلسالم والفضيلة في الداخل.3 * ولجنة إلدارة أمور األوقاف وبناء المساجد والمدارس.4 * ولجنة لنشر اإلسالم والفضيلة في خارج بالد اإلسالم.5 * ولجنة إلدارة شؤون المبلغين والوعاظ وأئمة المساجد والوكالء.6 * ولجنة لمكافحة المنكرات والمحرمات.7 * ولجنة للشؤون السياسية واالقتراب واالبتعاد عن الحكومات.8 * ولجنة لمراقبة النشاطات الالإسالمية والرد عليها وحفظ المسلمين9

من االرتداد والفساد. *** ولجن**ة للثقاف**ة بطب**ع الكتب اإلس**المية ونش**رها، وترجمته**ا إلى10

اللغات وإخراج الجرائد والمجالت والنشرات.إلى غيرها وغيرها.. من سائر اللجان المحتاج إليها.

قال: لنفرض أن هذا األمر تم في أحد األقطار اإلسالمية، فكي**ف يك**ونفي سائر األقطار التي فيها الحوزات العلمية والمراجع؟

قلت: إن أمكن جعل المرجع األعلى لكل األقطار واح**دا، فبه**ا ونعمت، وإن لم يمكن، فكل قطر ينتخب مرجعه األعلى وتكون النسبة بين هذه

المراجع نسبة الحكومات بعضها مع بعض، وذلك: بفرض )جامعة المراجع( يك**ون لك**ل مرج**ع أعلى )في قط**ره(، ممث**ل في )الجامع**ة(، وتك**ون بمنزل**ة )جامع**ة ال**دول العربي**ة( وذل**ك بقص**د

تنسيق الجهود وتوحيد الصف وحل المشاكل. قال: لنفرض إمكان كل ذلك، لكن مثل هذا النظام بحاجة إلى األم**وال

الوافرة، فمن أين للمرجعية بمثل هذا المال؟قلت: إنه بسيط جدا، فالمال يمكن تحصيله من عدة طرق مثل:

* أرباح األوقاف.1 * األخماس والزكوات والمظالم والنذور ونحوها.2 * التبرعات.3 *** أرب**اح التج**ارة، ف**إن للمرج**ع أن يعين كمي**ة من الم**ال للتج**ارة4

واالسترباح، وهذا مورد ضخم. مثال نفرض أن**ه عين مليون**ا من ال**دنانير (32ألجل ذلك بيد تج**ار أكف**اء أمن**اء فإن*ه يص**بح بع**د خمس س**نوات )

مليونا، ألن ربح التج**ارة الناجح**ة يك**ون بق**در رأس الم**ال، ومث**ل ه**ذا

Page 41: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

المقدار يص**لح أن يك**ون ن*واة لم*ال منظم، ال يق**ل ش**هريا عن ملي**وندينار.

قال: أال ذكرت األخذ من موارد الدولة؟ قلت: ألن جواز ذلك ومنعه يختلف حسب م**زاج الحكوم**ات، ف**إن ك**ان األخذ من الدول**ة من أس**باب اس**تيالء الدول**ة على الروحاني**ة، لم يج**ز ذل**ك، وإن لم يكن األخ**ذ من الدول**ة من أس**باب االس**تيالء *** كم**ا في

الحكومات الديمقراطية * جاز األخذ. قال: ما ذكرته، كان خطوطا عامة للنظام وللمال فما هو تفص**يل ه**ذه

الخطوط؟قلت: إن استتب النظام، وحصل المال، فحل التفاصيل أمر هين.

قال: وهل ما ذكرت في )النظام( ه**و الطري**ق الوحي**د، لتنظيم ش**ؤونالروحانية؟

قلت: هذا هو الطريق األفضل بنظري لجعل النظ**ام. ومن الواض**ح أن**ه لو وجدت الروحانية طريقا أفضل مما ذكرت أنا فللروحانية األخذ ب**ذلك

الطريق الذي تراه أنسب وأفضل.

* ذكرنا هذا البحث في هذا الكتاب من جه**ة أن تقوي**ة الروحاني**ة من1أسس قيام حكم اإلسالم.

Page 42: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

المرأة في اإلسالم جاءني ذات مرة شاب يقول إن صديقه * فالن *** ق**د رج**ع من أمريك**ا، وقد انح**رفت عقيدت**ه عن اإلس**الم، وه**و يق**ول إن**ه الب**د من الش**طب

بالقلم األحمر على بعض آيات القرآن، ألنه العلم أظهر خطأها. وكنت أنا صديقا لعائلة هذا الشاب الراجع من أمريكا، وأع**رف الش**اب

معرفة قليلة. قلت لصديقه الذي نقل عنه هذا الكالم جئني ب**ه، ح**تى أع**رف م**ا هي تلك العبارة التي يجب أن يشطب عليها بالقلم األحمر.. وجاء به، وك**ان الش**اب الراج**ع من أمريك**ا يحترم**ني كث**يرا، بحكم ارتب**اط عائلت**ه بي،

وكان خجوال، لكنه صلب. وبعد أن رحبت به قلت: ال تخجل م**ني وال تخش أن أفش**ي س**رك، إذا كانت عقيدتك قد تغيرت عن اإلسالم. ورجائي أن تتكلم بص**راحة ح**تى نص**ل إلى الحقيق**ة، ودع المجامل**ة، وإني أطمئن**ك أن**ه إن ك**ان رأي**ك صحيحا قبلته بكل رحابة صدر، على شرط أنه إذا رأيت أن رأيي صحيح

تقبله أنت أيضا.قبل الكالم، مع تحفظ.

قلت: إني س**معت أن**ك قلت إن بعض آي**ات الق**رآن يجب أن يش**طبعليها بالقلم األحمر؟قال: مثل ما سمعت.

قلت: لماذا؟قال: ألنها تشتمل على أحكام كشف العلم زيفها.

قلت: فهل لك أن تقول ما هي تلك اآليات؟قال: آية المرأة.

قلت: ليس في القرآن آية تسمى آية المرأة.م قال: أقصد األحكام التي قررها الق*رآن للم*رأة مث**ل اآلي*ة ال**تي تح*ر

العلم على المرأة.قلت: ليس في القرآن آية تدل على حرمة العلم للمرأة.

قال: إني هكذا سمعت من بعض العلماء: إن العلم للمرأة حرام. قلت: فلنفرض أن عالما قال ذلك، فهل قول ذلك الع**الم يع**ني أن في

القرآن آية حول ذلك؟قال: وعلى أي حال، هل القرآن يحرم العلم على المرأة؟

قلت: كال، بل بالعكس، القرآن يرحب بالعلم للم**رأة، حيث يق**ول: )م**ا أتاكم الرسول فخذوه( وق**د ق**ال الرس**ول )ص(: )طلب العلم فريض**ة

على كل مسلم ومسلمة(.قال: عجيب، فكيف قال العالم الفالني أن العلم حرام على المرأة؟

Page 43: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: ما أظن أن عالما يقول إن العلم حرام على المرأة، ولعل الع**المقال شيئا آخر، وأنت فهمت منه غير ما قصده.

قال: فإني أسأل من ذلك العالم ماذا كان قصده من كالمه. قلت: وعلى أي ح**ال، فاس**حب كالم**ك أن )آي**ة الم**رأة( في الق**رآن

تستحق أن يشطب عليها بالقلم األحمر.قال: )ضاحكا( أسحب كالمي، لكن هناك أشياء أخر.

قلت: مثل ماذا؟قال: مثل آية الحجاب.

قلت: اقرأها!قال: ال أحفظها.

قلت: فمن أين تقول هكذا آية موجودة في القرآن؟قال: قرأ لي اآلية العالم السابق الذكر.

قلت: ص**حيح أن في الق**رآن )آي**ة الحج**اب( وهي قول**ه تع**الى: )وإذاسألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب(.

قال: فهل تالئم هذه اآلية العصر الحاضر؟قلت: ولماذا ال تالئم؟

قال: الم**رأة الي**وم في الجامع**ة، ودكت**ورة، ومهندس**ة، وموظف**ة وفي المعمل، ومضيفة في الطائرة وممرضة، وهل تتالءم هذه األعم**ال م**ع العباءة؟ فالالزم إما أن تخرج الم**رأة من الحي**اة، وإم**ا أن نخرجه**ا من العباءة، ف**إن ك*ان األول غ*ير ممكن، ك**ان من الض*روري الث**اني، ول**ذا

قلت أنا إن آية الحجاب ال تالئم العصر.قلت: كال، ال نخرج المرأة من الحياة، وال نخرجها من العباءة.

قال: وقبل أن تتم كالمك، أليست العباءة )عادة عباسية( أدخلها خلف**اءبني العباس في اإلسالم؟

قلت: أنت اآلن ناقضت نفس**ك بنفس**ك، فان**ك قلت )آي**ة الحج**اب فيالقرآن( فكيف تقول إنها عادة عباسية؟

قال: صحيح، وق**د اش*تبهت لكن ه**ذا الكالم نف*ذ إلى ذه*ني فج**أة، منكالم أستاذ لي في أمريكا.

ثم قال: فلنرجع إلى كالمنا! فكي**ف قلت: ال مناف**اة بين دخ**ول الم**رأةفي ميادين الحياة، وبين العباءة؟

قلت: إذا خرجت الفتاة من دارها، إلى مدرسة وكلية وجامعة خاصة بها مع لباس الحشمة والحجاب، وكن المدرسات إناثا، فهل حجابه**ا ين**افي

تحصيلها العلم؟قال: ال، ولكن من الذي يوفر لها المدارس غير المختلطة؟

قلت: الذين يوفرون لها مثل هذه المدارس هم حكومات بالد اإلسالم.قال: ال تفعل الحكومات ذلك.

قلت: فالذنب ذنب الحكومات، ال ذنب اإلسالم والقرآن.

Page 44: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

ق**ال: لنف**رض أن العلم ال ين**افي الحج**اب، لكن دخوله**ا في المص**نعوالمعمل ينافي الحجاب؟

قلت: كال، إذ نخص**ص له**ا مص**انع ومعام**ل خاص**ة به**ا ب**دون اختالط، فقسم من المصانع خاص بالرجال، وقس**م منه**ا خ**اص بالنس**اء، فه**ل

يضر ذلك، أو يقلل من اإلنتاج؟ قال: ال، ولنفرض ه**ذا أيض**ا ص**حيحا، لكن م**ا قول**ك فيم**ا إذا تخ**رجت معلمة، أو موظفة أو مهندسة أو دكتورة أو طيارة أو ممرضة أو مضيفة

أو نحوها؟قلت: كل ذلك ال يتنافى ولباس الحشمة والحجاب.

قال: وكيف؟قلت: تكون:

* معلمة لمدارس البنات.1 *** وموظف**ة في الوظ**ائف ال**تي تختص بالنس**اء، أو ال ي**دخل عليه**ا2

الرجال. * والمهندسة تخطط وتصمم، وال يلزم ذلك االختالط والتبرج.3 * والدكتورة، تكون خاصة بالنساء.4 * والطيارة تكون في غرفة القيادة، ال مختلطة بالرجال وسافرة.5 * والممرضة تكون خاصة بالنساء.6 * والمضيفة تقدم الطعام والماء، وهي بلباس الحشمة والحجاب.7

قال: أنت توافق على كل ذلك؟قلت: ال.

قال: فكيف قلت ما قلت؟قلت: للكالم مرحلتان.

)األولى( هل بإمكان المرأة أن تدخل الحياة العامة، مع الحجاب ولباس الحشمة؟ وهذا ما كنت اآلن بصدده وقد ذكرته في مقام أن**ه ال مناف**اة

بين لباس الحشمة والحجاب، وبين األعمال المذكورة. )الثانية( الشيء الذي أنا أراه مناسبا للمرأة، مما هو أق**رب إلى عفته**ا

وطهارتها، وإلى بعدها عن المزالق وشباك الشيطان. ق**ال: ففي المرحل**ة الثاني**ة، أنت ت**رى م**ا هي المج**االت ال**تي تتمكن

المرأة أن ترتادها؟قلت: اني أرى أنها تصلح:

* أن تدرس في مدارس خاصة بها ال مختلطة، وال يكون المدرس لها1رجال.

* أن تكون دكتورة وممرضة ومركبة أسنان للنساء.2 * أن تكون معلمة ومدرسة لمدارس البنات.3 * أن تكون في معامل خاصة بها، بدون االختالط.4 * أن تكون موظفة في وظائف مربوطة بالنساء.5

Page 45: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

* إلى غيرها من األعمال الالئقة بها، وال**تي ال تن**افي عفته**ا وحجابه**ا6وحشمتها.

قال: ولماذا ال تدخل في سائر الميادين؟قلت: ألمرين:

األول: الميادين التي توجب االختالط تسبب الفساد لها وللمجتمع. وثانيا: إدخالها في كل الميادين * كالرج**ال *** ي**وجب عنت**ا وإرهاق**ا له**ا،

وتحميلها من الواجبات أكثر مما تستفيد من الحقوق، وذلك ظلم لها.قال: بين األمر األول!

قلت: الم**رأة الداخل**ة في المي**ادين المختلط**ة معرض**ة للفس**اد، حيث يطمع بها كل إنسان مستهتر. والمستهترون كثيرون في المجتم**ع، وإذا كانت الم**رأة معرض**ة ألغ**راض المس**تهترين، ان**زلقت *** على األك**ثر *

وانزالقها يعني سقوطها.إذ االنزالق لغير ذات الزوج يوجب عدم رغبة الشباب فيها.

واالنزالق لذات الزوج يوجب هدم العائلة. وفي كلت**ا الح**التين، تبقى الم**رأة وحي**دة في الحي**اة وتك**ثر الع**وانس

والساقطات، وذلك أكبر جريمة بالنسبة إلى النساء. ولذا ترى الغرب حيث أباح االختالط وأدخ**ل الم**رأة في ك**ل المي**ادين، ك**ثرت فيهم الع**وانس ك**ثرة مذهل**ة، وق**ل النك**اح قل**ة فض**يعة، وك**ثر الطالق كثرة مدهش*ة، وك**ثرت النس*اء الس*اقطات ك*ثرة عجيب*ة، وق**د

تحملت المرأة المسكينة عواقب كل تلك المآسي والويالت. بينما ترى المرأة في البالد اإلسالمية المحافظة، محترم**ة، بنت**ا، وأخت**ا، وأما، وزوج**ة، و.. ك**ل ذل**ك بفض**ل حجابه**ا وعفته**ا، وبفض**ل الق**وانين

اإلسالمية الحافظة لها عن االنزالق والتبذل.قال: بين األمر الثاني.

قلت: * إن المرأة ضعيفة في بنيتها الجسمية، كما ثبت في العلم، وكما ه**و1

المش**اهد لك**ل إنس**ان ول**ذا تس**مى النس**اء )ب**الجنس اللطي**ف( بينم**ايسمى الرجال )بالجنس الخشن(.

* إن على المرأة الحمل والوضع والرضاع.2 * إن على المرأة إثارة الرجال جنسيا، حتى يس**تقيم ال**بيت الع**ائلي،3

وتتكون األسرة. إذا فعليها واجبات أكثر من الرجل.. في حال أن بنيتها أض**عف من بني**ة

الرجل. فإذا أدخلناه**ا في ك**ل مي**ادين الرج**ال، ك**ان مع**نى ذل**ك إن**ا ظلمناه**ا

مرتين:)مرة( حيث إنا شاركناها مع الرجل، وهي ليست ببنية الرجل وقوته.

Page 46: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

)ومرة أخرى( حيث إنا شاركناها مع الرجل، م**ع إض**افة تكلي**ف عليه**ا،هي تكليفها باإلثارة، والحمل والوضع والرضاع.

ويكون ذل**ك مث**ل أن تك**ون هن**اك س**يارتان، كب**يرة وص**غيرة، فتحم**ل الس**يارة الكب**يرة خمس**ة أش**خاص، وتحم**ل الس**يارة الص**غيرة س**تة أشخاص، فإنه ظلم للسيارة الصغيرة من جهة تحميلها خمس**ة مس**اويا لها مع الكبيرة، ومن جهة تحميلها السادس، إض*افة على ق**در الكب**يرة،

بينما كان الالزم، تحميل الصغيرة أربعة. ق**ال: إن**ك قلت *** في )األم**ر األول( *** إن المي**ادين المختلط**ة ت**وجب

الفساد لها وللمجتمع، ثم بينت الفساد لها فكيف )الفساد للمجتمع(؟ قلت: ذل**ك واض**ح، إذ أن الم**رأة نص**ف المجتم**ع، ف**إذا فس**دت فس**د المجتمع، مثلما إذا انهدمت نص**ف ال**دار فإن**ه فس**اد لك**ل ال**دار.. ه**ذا

باإلضافة إلى أنها إذا فسدت أفسدت الرجال أيضا. فمعنى هدم العائلة تبعثر الرجل وض**ياع األوالد ومع**نى ك**ثرة الع**وانس

بقاء الشباب بال زوجات ومعنى كثرة الساقطات كثرة الساقطين. قال: إذا أنت ترى أنه يحق للمرأة أن تدخل بعض الميادين، وال يحق لها

أن تدخل بعض الميادين األخر؟قلت: نعم.

قال: لكن معنى دخولها بعض الميادين، أن تبيح لها أن تس**وق الس**يارة فهل توافق على ذلك؟ فإني قد سمعت بعض العلماء يقولون: )س**ياقة

المرأة للسيارة حرام(.قلت: وبعض العلماء يقولون: سياقة السيارة حالل.

قال: وأنت ماذا تقول؟ قلت: أنا أقول: إذا كان المجتمع نظيفا، وكانت هي أمينة وكانت البس**ة لباس الحشمة والحجاب، ج**از له**ا س**ياقة الس**يارة، ف**إن الس**يارة في زماننا مثلها مثل الدابة في ال**زمن الس**ابق، ولم يق**ل أح**د العلم**اء ان

ركوب المرأة على الدابة محرم. أما إذا كان المجتم**ع غ**ير نظي**ف، أو ك**انت هي غ**ير أمين**ة، أو لم تكن بلباس الحشمة والحج**اب، فليس له**ا أن تس**وق الس**يارة، وذل**ك ألن**ه

خطر عليها، واجتناب مواضع الخطر واالنزالق واجب شرعا.قال: إذا أنت توافق على دراسة المرأة؟

قلت: نعم، بالشروط التي ذكرتها. قال: فلنف**رض أن البالد اإلس**المية هي**أت له**ا م*دارس خاص**ة به**ا، من االبتدائية إلى الجامعة، أليس ذلك إرهاق**ا للدول**ة، ب**أن تجع**ل م**دارس

للبنين، ومدارس للبنات؟ قلت: من المعروف إن قيراطا من الوقاية خ**ير من قنط**ار من العالج، وهذا اإلرهاق للدولة خير ألف مرة من المدارس المختلطة التي توجب

إرهاقا للدولة في عالج ما نجم عن ذلك من الفساد.

Page 47: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قال: لنفرض أن الدولة هيأت للمرأة المدارس الخاص**ة به**ا، وتخ**رجتمن الجامعة فهل توافق على أن تذهب إلى الغرب لتكميل دراستها؟

قلت: إني ال أوافق على ك**ل ش**يء ي**وجب فس**اد الم**رأة، أو ك**ان فيذلك خطر االنزالق لها.

قال: معنى ذلك حرمانها من وصولها إلى درجات رفيعة من العلم. قلت: كال، ف**إني أرى أن ال**واجب على ال**دول اإلس**المية، وهي ق**ادرة ماديا، أن تهيئ في نفس البالد مدارس تض**اهي الم**دارس األجنبي**ة من حيث المستوى العلمي، ال للبن**ات فق**ط، ب**ل للب**نين أيض**ا، وفي ذل**ك، تق**ديم للبالد إلى األم**ام، وحف**ظ للش**باب من الجنس**ين عن االن**زالق، وحياطة لهم عن الذوبان في تقاليد وعادات الشرق والغرب، مما ينجم عنه أكبر الضرر على البالد اإلسالمية، وال بأس أن أذكر بالمناسبة قصة

أذكرها في أيام الحرب العالمية الثانية. فق**د خطب )هتل**ر( ذات م**رة خطب**ة ناري**ة، وص**ب ج**ام غض**به على الحكومة، وكان الدافع له إلى هذا الخطاب وه**ذا الغض*ب، أن )ألماني*ا( كانت تستورد قسما من البضائع األجنبية، فقال هتلر في خطابه: )إنه ال يحق لدولة تدعي أنها من البالد الصناعية، أن تفتقد بضاعة في داخله**ا،

بحيث تحتاج إلى استيرادها من الخارج(. فإذا قلنا إن البالد اإلسالمية * وهي غنية اآلن بإذن الله تعالى * يجب أنتكتفي ذاتيا، بالمدارس وغيرها، لم يكن كالمنا بعيدا عن جادة الصواب. قال: سمعت أنك تحبذ الزواج المبكر، فإذا كان األمر كما سمعت، فهل

الزواج المبكر يالئم دراسة المرأة؟**ذ ال**زواج المبك**ر )وذل**ك لتح**ريض قلت: صحيح ما س**معت، ف**إني أحب اإلس**الم ل**ه، وألن ع**دم ال**زواج يحم**ل في طيات**ه أخط**ارا اجتماعي**ة وعائلي**ة )ص**حية وغيره**ا((. وبنظ**ري أن ال**زواج ال ين**افي الدراس**ة، ال

بالنسبة إلى الرجل، وال بالنسبة إلى المرأة.قال: وكيف ال ينافي؟

قلت: إن الدراسة في المدارس، ال تس**تغرق أك**ثر من س**تة أش**هر، إذ ثالثة أشهر الصيف عطلة مستمرة، وثالثة أشهر متفرق**ة أخ**رى عطل**ة أيضا، فمن الممكن أن يقسم الدارس والدارسة، وقتهما بين الدراس**ة، وبين الشؤون العائلية، فنصف السنة للشؤون الدراسية، ونصف الس**نة

للشؤون المنزلية.قال: وبالمناسبة، فهل تبيح أنت الزواج باألجنبيات؟

قلت: الزواج بفتيات أهل الكتاب جائز شرعا، ولكني ال أحبذ ذلك.قال: ولم؟

قلت: ألمور: األول: إن الزواج باألجنبية يوجب بق**اء بن**ات المس**لمين ع**وانس، حيث

إنه إذا أخذنا بنات األجانب نحن فمن يأخذ بناتنا؟

Page 48: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

الث**اني: إن المجيء بنس**اء األج**انب إلى بالدن**ا ي**وجب نق**ل ع**اداتهموتقاليدهم إلينا وذلك ضار للمجتمع اإلسالمي.

الث****الث: إن أوالدن***ا يص***بحون ذا والءين والء بالد آب***ائهم، ووالء بالدأمهاتهم، وذلك يوجب إضعاف جانب المسلمين، وتقوية جانب األجانب.

Page 49: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

حوارات في االقتصاد والقانون حوار حول البنك

في أواخ**ر زم**ان عب**د الك**ريم قاس**م، جمعت جمل**ة من التج**ار لكي نؤس**س بنك**ا إس**الميا، خالي**ا من الرب**ا. وق**رر المجتمع**ون ذل**ك، لكن فوجئنا بإلغاء عبد السالم عارف ترخيص البنوك األهلي**ة، كبن**د من بن**ود

االشتراكية التي نادى بها عبد السالم، وطبقها بالحديد والنار. في تل***ك األي***ام ال***تي كنت بص***دد فتح البن***ك كنت كث***ير المطالع***ة والمناقش**ة ح**ول البن**وك، أتح**رى به**ا وج**ه الحقيق**ة وتفهم االقتص**اد، وضمان عدم خسارة البنك الذي نزمع فتحه، وقد جرت ع**دة مح**اوالت بيني وبين بعض أه**ل االختص**اص من عم**ال البن**وك أس**فرت عن ه**ذا

البحث، الذي هو خالصة تلك المحاورات:قال أحدهم: وهل يحرم اإلسالم البنك؟

قلت: البنك بالصيغة الحالية حرام في الشريعة.قال: ولم؟

قلت: ألنه يش**تمل على الرب**ا، أخ**ذا وعط**اء، وألن**ه يش**تمل على بعضالقوانين المخالفة للشريعة اإلسالمية.

قال: ولماذا الربا حرام؟قلت: ألنه ليس طريقا سليما لالسترباح.

قال: الربح إنما ه**و ن*اتج الم*ال والعم*ل ف**الالزم أن يقس**م الم**ال بين صاحب المال وصاحب العمل. وهذا هو ال**ذي يعمل**ه البن**ك، ألن**ه يأخ**ذ منك ألف دينار، ثم يستربحه، فإذا حصل مائ*ة دين*ار، أعطى بعض*ه ل*ك

وأخذ بعضه لنفسه، فمن أين جاء التحريم؟ قلت: صحيح أن الربح ناتج الم*ال والعم*ل، لكن الرب*ا ليس بص**حيح، إذ

الربا نتيجة منحرفة ال نتيجة مستقيمة.قال: وكيف ذلك؟

قلت: القرض قسمان )األول( ما كان للربح، كما إذا اقترضت أنت ألف دينار، ألجل االسترباح، )الثاني( ما كان لسد الحاج**ة، كم**ا إذا اقترض**ت لعالج مرضك، أو بناء دار تسكنها، أو تزويج ول**دك. وليس من الح**ق أن يس**تغل ص**احب الم**ال حاج**ة المق**ترض )في القس**م الث**اني( ليزي**دك

مشكلة على مشكلة. قال: أي ذنب لص**احب الم**ال ح**تى يعطي مال**ه، وال يأخ**ذ ربح**ا، بينم**ا يق**در أن يس**تربح ه**ذا الم**ال، في مث**ل م**دة اإلق**راض، في تج**ارة أو

نحوها؟ قلت: ال أحد يجبر صاحب المال في اإلقراض، فإن أحب أن يعمل عمال إنسانيا * له أجر اآلخرة * فليقرض ماله بال ربا، وإن لم يحب لم يقرض،

واستعمل ماله في االسترباح.

Page 50: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قال: نسلم أن االقتراض ألجل سد الحاجة ال يصح فيه أخذ الربا، فلماذا ال يصح أخذ الربا في االقتراض ألجل التجارة؟ فإذا استقرض تاجر من**ك

ألف دينار ألجل أن يستربحه جاز لك أن تأخذ شيئا من أرباحه؟ قلت: إذا اقترض إنسان ألف دينار ألجل االسترباح، لم يخ**ل الح**ال من

ثالثة أمور:األول: أن يتضرر، بأن صار األلف تسعمائة * مثال *.

الثاني: أن ال يربح وال يتضرر، بأن بقي األلف على حاله.الثالث * أن يربح.

أما في األمرين األولين، فال يحق لصاحب المال أن يأخذ من المق**ترض الرب**ا، إذ أن المق**ترض خس**ر العم**ل، فكي**ف يحم**ل أن يخس**ر الم**ال أيضا؟ إنه عمل في األلف فلم يربح شيئا فذهبت جهوده خس**ارة، فه**ل يذهب بعض ماله خسارة، فوق ذلك؟ أم**ا إذا خس**ر بعض األل**ف، فه**ل يحمل أن يخسر شيئا جديدا فوق خسارته عمله والض**رر؟ إذا ليس من

الحق أن يحل الربا * في هذين القسمين * . أم**ا في األم**ر الث**الث، ف**الربح أحيان**ا يك**ون كث**يرا وأحيان**ا يك**ون قليال

وأحيانا يكون متوسطا. واإلسالم جعل في هذه الصورة الربح بينهما )بالمضاربة( ليك**ون ال**ربح بينهما بالنسبة، وهو أفضل من أخذ نسبة ثابتة، قد تك**ون إجحاف**ا بح**ق

العامل وقد تكون إجحافا بحق المالك.قال: وكيف ذلك؟

قلت: قد يربح األلف مائة، وقد يربح خمسين، وقد يربح ألفا * مثال * : * فإذا ربح مائة، وأخ**ذ المال**ك مائ**ة، ك**ان ظلم**ا، ألن العام**ل خس**ر1

العمل. * وإذا ربح خمسين، وأخذ المالك مائة، كان ظلما مكررا، ألن العام**ل2

خسر العمل، وخسر خمسين. * وإذا ربح ألفا وأخذ المالك مائة، كان إجحافا بحق المالك، ألن نسبة3

العمل إلى المال نسبة النصف، أو الثلث، أو ما أشبه، حسب الم**وازين العقالنية، فبأي حق يحرم المالك من الربح الذي هو مس**تحقه إلى ربح

أقل؟ قال: إذا فما هو العالج؟ وهل تقول بإلغاء البنوك، والحال أن عليها يبنى

االقتصاد في العصر الحاضر؟قلت: كال، ال أقول بإلغاء البنوك، بل أقول بتعديل البنوك.

قال: وكيف ذلك؟ قلت: يلزم أن يقسم البن**ك إلى قس**مين: )م**ع قط**ع النظ**ر عن س**ائر

أعمال البنك(. األول: قس**م اإلق**راض واالق**تراض، فمن ك**ان داعي**ه إلى االق**تراض الحاجة، أعط**اه البن**ك الم**ال بال فائ**دة. ومن ك**ان داعي**ه عم**ل الخ**ير

Page 51: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

والثواب، أودع البنك أمواله *** )أق**رض البن**ك( *** بال أخ**ذ فائ**دة )وبه**ذا العم*ل يك*ون البن*ك، والخ*يرون من الن*اس، أخ*ذوا على ع**اتقهم أم*را إنس**انيا بمس**اعدة المحت**اجين، وترفي**ع مس**توى المعيش**ة للفق**راء

والمعوزين(.الثاني: قسم االسترباح:

* فإذا أقرض البنك المال ألجل االسترباح، أقرضه مضاربة.1 * وإذا أقرض إنسان للبنك ماال ألج**ل اس**ترباح البن**ك، اق**ترض البن*ك2

المال مضاربة. قال: المضاربة أيضا باطل**ة، ألن مع**نى ذل**ك أن يعم**ل العام**ل ويك**ون ربح**ه في كيس أص**حاب األم**وال. مثال، إنس**ان يمل**ك ملي**ون دين**ارا، ويعطيه للبنك مضاربة، ويربح المال نصف مليون، وقد شغل البنك مائة عامل ألجل استرباح هذا المليون، فإنه يكون لمائ**ة عام**ل ك**دحوا لي**ل نهار، ربع مليون )نصف الربح فرضا( ويكون للمال*ك، رب*ع ملي*ون، وه*و لم يعمل شيئا، وهل هذا إال سرقة لكدح العم**ال، تحت س**تار الش**رعية

والقانون؟ قلت: ه***ذا مب***ني على مس***ألة الرأس***مالية واالش***تراكية واالقتص***اد اإلس***المي، وس***نذكر في فص***ل الح***ق أن )اإلس***المية( خ***ير من )الرأسمالية( و)االشتراكية(. والمضاربة المبنية على االقتصاد اإلسالمي ليس**ت س**رقة، وإنم**ا هي ض**رورية لتق**ديم البالد إلى األم**ام، وتعمي**ق

الحضارة والمدنية.قال: إذا لم يأخذ البنك الربا فمن أين يعطي أجور العمال؟

قلت: يعطي أجور العم**ال من األرب**اح ال**تي يحص**لها من تجارات**ه ومنمضارباته.

ه**ذا م**ع الغض في أن**ه يل**زم على الحكوم**ة اإلس**المية القي**ام به**ذا المش**روع فتعطي هي أج**ور العم**ال من بيت الم**ال، كس**ائر مص**الح

الدولة. وقد اقترحت أنا * في زم**ان عب**د الك**ريم وعب**د الس**الم *** أن تخص**ص الحكومة كمي**ة من الماليين للبن**وك ألج**ل حاج**ات الن**اس، ب**دون أخ**ذ فائ**دة منهم، ح**تى من التج**ار ال**ذين يستقرض**ون من البن**ك ألج**ل االسترباح، ويكون ذلك من قبيل تخصيص الحكومة أمواال ألجل الصحة، وألجل العلم، وألجل البلدية، وغيرها. فالمحتاجون يستفيدون من المال في سد حاجاتهم التي يجب على الدولة القيام به**ا والتج**ار يس**تفيدون من الم**ال ألج**ل توس**عة األعم**ال وجلب األرزاق وتق**ديم البالد إلى األمام. فيكون إقراض**هم من الحكوم**ة مس**اهمة في تق**ديم الحض**ارة، ويعم الرف**اه.. وتك**ون أج**ور عم**ال البن**وك على الدول**ة، كم**ا أن أج**ر عمال الصحة والمدرس**ين أو غ**يرهم من س**ائر الم*وظفين تك**ون على

الدولة.

Page 52: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قال: وما دام لم تكن مثل هذه البنوك اإلسالمية فما هو تكلي**ف الن**اسمع هذه البنوك؟

قلت: البنوك الحالية فيه*ا حالل، وفيه*ا ح*رام، وق*د ق**ال اإلم*ام )علي*ه السالم(: )كل شيء فيه حالل وح**رام فه**و ل**ك حالل ح**تى تع**رف إن**ه

حرام بعينه(. * فالمعاملة مع البنوك، ما ليس فيها إعطاء الربا وال أخذ الربا، جائزة1

ال إشكال فيها. * أما المعاملة التي فيها الرب**ا أخ**ذا أو عط**اء، ف**إن تمكن االجتن**اب،2

كان أفضل، وإن لم يتمكن االجتناب، ولم يقصد باألخ**ذ والعط**اء الرب**ا.فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:

)وإنما األعمال بالني**ات ولك**ل ام**رئ م**ا ن**وى( ب**أن ين**وي في إعطائ**ه)الهبة( وفي أخذه )مجهول المالك( مع إجازة من حاكم شرعي.

وإنما نلجأ إلى ه**ذه الطريق**ة ألن المجتم**ع في حال**ة اض**طرار إلى أن يتعامل بكل أنواع التعامل مع البنوك، فهو مض**طر إلى أخ**ذ الم**ال من البنك، والبنك ال يعطي إال بالربا.. كما أنه مضطر إلى إعطاء الم**ال إلى البنك وإذا أعطى البنك بزيادة، لم ينتفع إن لم يأخذ الزي**ادة، إذ الزي**ادة

تسجل على كل حال، وتذهب في كيس الموظف المسؤول.قال: وإذا ألغينا الربا عن البنك، فهل يصلح البنك؟

قلت: هناك أيضا أع***مال أخر تزاوله***ا البن**وك، من حوال*****ة، وكفال**ة(.1وغيرهما، فالالزم مالحظة انطباقها مع األحكام اإلسالمية)

* كتبت رسالة خاصة حول البنك باسم )البنك اإلسالمي(.1

Page 53: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

خطط اقتصادية كان المعروف في العراق قبل حكم )عب**د الس**الم ع**ارف( أن اإلس**الم

ليس رأسماليا وال اشتراكيا. ولما جاء عارف إلى الحكم، اتصل بعبد الناص**ر، وغ**ره األخ**ير أن يعلن االشتراكية في العراق. ولما ك**ان ع**ارف بنفس*ه ض*د االش*تراكية قب**ل ذلك، فقد أثار تطبيقه االشتراكية )وإن كان تطبيقا باالسم فقط( موج**ة

من االنتقاد إليه.فاضطر أن يبرر موقفه لدى المتدينين بدعوى أن اإلسالم اشتراكي.

وقد ذهب وفد من علم*اء الس*نة لمقابلت*ه، ألج*ل االحتج**اج مع*ه ح*ول االشتراكية، وك**ان بعض أعض**اء الوف**د من ح**زب اإلخ**وان المس**لمين، ولما أن أكثروا في نقده، قال عارف: ما تقولون في )اإلخوان( ؟ فأثنوا عليهم، فأخرج عارف كتاب أحد زعم**اء اإلخ**وان ال**ذي كتب**ه ح**ول )إن

اإلسالم اشتراكي(. وهكذا انسحب السنة من الميدان.. لكن الشيعة بقوا على موقفهم من

اللقاءات بأن اإلسالم ليس باشتراكي، وال رأسمالي وفي هذا الوقت، جاءني وفد من بغ**داد، من المثقفين عرف**وا أنفس**هم ب***أنهم ذوو مي***ول إس***المية، وأن بعض***هم داخ***ل في بعض األح***زاب اإلسالمية، يستطلعون مني رأي الشيعة ح**ول )االش**تراكية( و)اإلص**الح الزراعي( و)التأميم(؟ وقالوا: إنا إذا طبقن**ا اإلس**الم يك**ون الالزم علين**ا إبق**اء رأس الم**ال، واإلقط**اع، أم اإلس**الم ي**أمر ض**د اإلقط**اع ورأس

المال؟ قلت: اإلسالم ال يع*ترف ال بالرأس*مالية، وال باإلقط*اع، وال بالت*أميم، وال

باالشتراكية، وال باإلصالح الزراعي.قالوا: فاإلسالم يعترف بالمتناقضات؟

قلت: بل اإلسالم له منهج خاص في االقتصاد، كما أن ل**ه منهج**ا خاص**افي النظرة إلى الكون والحياة ومنهجا خاصا في السياسة، إلى غيرها.

قالوا: فكيف أن اإلسالم ليس باشتراكي وال برأسمالي؟قلت: إن الرأسمالية لها مفسدتان هما:

)األولى( استغالل التجار رؤوس األم**وال ألك**ل أم**وال الن**اس بالباط**ل مثل االحتكار والربا والغش والتالعب بالسياس**ة والتحكم في األس**واق

وما إلى ذلك. )الثانية( الفقر المدقع الذي ينش**أ من تك**دس األم**وال في ناحي**ة رأس المال، فيعاني كثير من الناس من الفقر كما قال علي )عليه الس**الم(:

)ما رأيت نعمة موفورة إال وإلى جانبها حق مضيع(.واإلسالم قد عالج األمرين:

Page 54: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

أما األم*ر األول، فق*د ح*رم ك*ل تل*ك األم*ور الناش**ئة من تض*خم رأس الم***ال، فال يح***ق لل***ثري الرب***ا، وال االحتك***ار، وال الغش وال التالعب بالسياسة وال التحكم في األسواق.. ومن أراد ذلك فحاله حال المج**رم

الذي يجب أن يجري عليه العقاب. وأما األمر الثاني، فاإلسالم قد عالج الفقر، وذلك ألن بيت الم**ال كفي**ل بدفع الحاجات كلها، فال تبقى حاجة معطلة، وال يبقى فقير يعاني الجوع

والحرمان.قالوا: يبقى بعد ذلك سؤال أنه كيف تسد الدولة كل تلك االحتياجات؟

قلت: من موارد نفس الدولة، التي هي عبارة عن:* الخمس: أي عشرين في المائة من األرباح، وغيرها.1 * الزكاة: أي اثنين ونصف في المائة * تقريبا * .2 * الجزية: من األقليات غير المسلمة.3 * الخراج: أي موارد الدولة من األراضي.4 * ما تحصله الدولة من تجاراتها وخدماتها، كالمواصالت ونحوها.5

قالوا: ال خمس اآلن في وقتنا الحاض**ر، ف**إن الخمس خ**اص بغن**ائم دارالحرب.

قلت: إن الشيعة يرون أن الخمس يتعلق باألرباح، باإلض**افة إلى غن**ائم دار الح**رب، كم**ا أن الش**يعة ي**رون الخمس في )الك**نز( و)المع**دن(

و)العوض( وغيرها.قالوا: هذا قانون حسن قابل للتطبيق في هذا الزمان.

قلت: نعم، إن اإلسالم كله حسن. ق**الوا: نس**لم أن الدول**ة تكف**ل الحاج**ات والمحت**اجين، وال ت**ترك رأس

المال يطغى، لكن يبقى سؤاالن؟قلت: وما هما؟

ق**الوا: )األول(: أن**ه أليس خ**يرا أن يمن**ع رأس الم**ال )بتات**ا(، ألن**ه فيالحقيقة سرقة ألموال الفقراء لتزيد في أموال األغنياء؟

)الثاني(: لنفرض أنه لم تكف أم**وال الدول**ة لس**د الحاج**ات كله**ا فمنأين تأتي الدولة ببقية المال لسد الحاجات؟قلت: أما السؤال األول، فنقول في جوابه:

البد من رأس المال في البلد إما في ي**د الدول**ة *** كم**ا في الحكوم**ات الشيوعية والرأسمالية )في الجملة( * وإما في يد التج**ار، ويك**ون رأس

المال في يد التجار خيرا من أن يكون في يد الدولة.قالوا: لماذا البد من رأس المال؟

قلت: ألن الحاج**ة إلى الس**الح والمص**انع والجيش والتعليم والص**حة وغيره**ا ت**وجب أم**واال مكدس**ة كث**يرة، ول**ذا ت**رى األم**وال في ال**دول الشيوعية ونحوها بيد الدولة، وفي الدول الرأسمالية األموال بيد التج**ار

* غالبا *.

Page 55: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قالوا: حسنا، ولكن لم**اذا قلت إن ك**ون الم**ال بي**د التج**ار خ**ير من أنيكون بيد الدولة؟

قلت: ذلك واضح حيث إن األموال إذا كانت بيد التجار استفادت الدول**ة والشعب منها، وإذا أراد التاجر الطغي**ان، ك**انت الدول**ة راغم**ة ل**ه إلى التراجع، أما إذا كانت األموال بيد الدول**ة وطغت الدول**ة، فمن ذا ال**ذي

يرغمها ويكبح جماحها؟قالوا: الشعب.

قلت: يعني بالثورات واالنقالبات، وذلك أسوأ العالج.قالوا: لكن الدولة أعرف وأقدر على تنمية رأس المال وتكثيره؟

قلت: بالعكس: * ألن مهام الدولة الكثيرة تجعلها أعجز من التنمية من التاجر الذي ال1

هم له إال التنمية. * والتاجر حيث إنه يركض لنفسه يكون أحرص على المال من الدولة2

التي ال تتمكن إال من جعل الموظفين للمهمات التجاري**ة، والموظ**ف ال يهتم مثل اهتمام التاجر، ألنه حيث يعلم أن راتبه يأتيه لم يكن ل**ه داف**ع

يدفعه للحرص واالستزادة.قالوا: إذا أنت تبرر سرقة التجار؟

قلت: وأين السرقة؟ قالوا: إن التاجر الذي له ألف دينار، إذا استعمل ألف عامل، فصار ماله ألفين، كان معنى ذلك أن ألف عامل ركضوا ح**تى حص**لوا ه**ذا الم**ال، لكنه تسرب إلى كيس التاجر، فالتعب من غير التاجر، والربح في كيس

التاجر، أليس هذا سرقة تحت حماية القانون؟ قلت: الشيوعية واالشتراكية نفس الشيء، ألن العام**ل تعب، والفائ**دة

ذهبت إلى كيس الدولة.قالوا: كال، فإن الدولة تصرف المال في المصالح العامة.

قلت: والتاجر * باآلخرة * يصرف ماله في المصالح العامة.قالوا: وكيف ذلك؟

قلت: إذا حصل ألف عامل على ألفي دينار وكانوا تحت إشراف الدول**ة كان ألف من ربحهم للدولة، وإن كانوا تحت إش**راف الت**اجر ك**ان أل**ف من ربحهم للتاجر، فعلى أي تقدير أخذ نصف ربحهم *** لكن ه**ذا األخ**ذ

ليس بسرقة * إذ أنه أخذ ليعود إلى المجتمع بالفائدة. وفي كال الحالين يستفيد المجتمع من هذا النصف الذي أخذته الدولة أو التاجر، أما إذا أخذته الدولة فإنها تصرفه في المصالح العام**ة، وأم**ا إذا أخذها التاجر، فإن )قانون الخمس والزك**اة ونحوهم**ا( يس**تنفد قس**ما، كما أن االتجار بالقسم اآلخر، يعود على المجتمع بالفائدة *** كم**ا ك**انت

تفعله الدولة *.قالوا: إذا ال فرق بين الرأسمالية واالشتراكية بالنتيجة؟

Page 56: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: نعم فرق كبير، وهو ما ألمحت إليه سابقا من أن الرأسمالية: * إنتاج أحسن.1 * وربح أكبر.2 * ورقابة من الحكومة تمنعها من الظلم.3 *** باإلض**افة إلى أن فيه**ا إطالق الحري**ات، ال**تي هي منتهى أمني**ة4

البشر.وبالعكس من كل ذلك في الشيوعية واالشتراكية.

قالوا: فاإلسالم إذا بنظرك رأسمالي؟ قلت: بل ذكرت أوال، أن اإلسالم ليس رأس**ماليا، وال اش**تراكيا، ب**ل ل**ه اقتصاد مستقل قد جمع فوائد االشتراكية وفوائد الرأس**مالية، ولم يكن

فيه ضرر أي منهما. قالوا: حسنا، فماذا ترى في تش**ريك العم**ال م**ع أص**حاب األم**وال في

المعامل وما أشبهها؟ قلت: إذا كان برضى الط**رفين ج**از، وإال لم يج**ز، ألن اإلس**الم يق**ول:

)الناس مسلطون على أموالهم وأنفسهم(.قالوا: وما تقول في نقابات العمال؟

قلت: هو نوع تعاون يأمر اإلسالم به، على شرط أن يك*ون في النط*اقاإلسالمي.

قالوا: وإذا لم نشرك العمال في األرباح، خفنا من طغيان الشيوعية؟قلت: )أوال(: إن عملكم هذا هو نوع من الشيوعية.

)ثانيا(: إن الش**يوعية إنم**ا تطغى في بل**د الحرم**ان، وإذا طبقن**ا منه**اج اإلسالم في سد كل الحاجات، ودفع كل احتياجات المحت**اجين بالمن**اهج

السلمية، لم يبق مجال للشيوعية وال لالشتراكية. قالوا: بقي عليك السؤال الث**اني ح**ول أن**ه إذا لم تك**ف أم**وال الدول**ة بسد الحاجات، فمن أين تأتي الدولة ببقي**ة م**ا تحت**اج إلي**ه من األم**وال

لسد المصالح العامة؟ قلت: إن الدول***ة اإلس***المية ليس***ت مرهق***ة ب***الموظفين وال***روتين ونحوهما، ولذا فأموال قليلة تكفيها، ثم إن الدولة يل*زم عليه*ا أن تفك*ر

في موارد استرباحية، حتى ال تمد يدها إلى أموال الناس. ولو فرضنا حالة األزم*ات والح**روب، فعلى الدول*ة أن تق**ترض، وإذا لم يمكن القرض كان على المسلمين كال إعانة الدولة. قال تعالى )جاهدوا بأموالكم وأنفسكم( فالجهاد بالمال واجب شرعي إبان الحروب ونحوها

من األخطار التي تتوجه إلى الدولة اإلسالمية.قالوا: ولماذا ال تجعل الدولة ضرائب إضافية، لسد حاجاتها؟

قلت: ألن اإلسالم احترم أموال الناس، وال يح**ق للدول**ة أن تأخ**ذ أك**ثرمن الحقوق المقررة في اإلسالم.

Page 57: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قالوا: حسنا، فإذا عرفنا أن اإلسالم ليس برأسمالي وال اشتراكي، فهليعترف اإلسالم بالتأميم؟

قلت: إنه بند من بنود االشتراكية، واإلسالم ال يعترف بها. قالوا: ما ذكرناه كان في حقل التجارة والص**ناعة، وم**ا إليهم**ا، أم**ا في حقل الزراعة، فهل اإلسالم )إقطاعي( أو )إص**الحي( يع**ترف باإلص**الح

الزراعي؟قلت: ال ذا، وال ذاك.

قالوا: وكيف، وهل يمكن أن يكون شيئا ثالثا؟ قلت: نعم.. )فاإلقطاع( * في االص**طالح الح**ديث *** عب**ارة عن اس**تيالء المالك على األراضي بمختلف الوسائل الممكنة، حتى غير المش**روعة، ويظلم الفالحين، ويس**تهتر ب**دمائهم وأم**والهم وأعراض**هم. و)اإلص**الح( عبارة عن أخذ أراضي المالك، ولو لم يكن ظالما، ول**و ك**ان ق**د حص**ل

على األراضي بالطرق المشروعة.. وكالهما باطل في نظر اإلسالم.قالوا: فما هو الصحيح؟

قلت: كل من حصل على أرض بالطريق المشروع، كالش**راء أو اإلرث، أو التعمير )في األراضي المباحة لمن عمره**ا وزرعه**ا( ف**األرض تك**ون له، مهما ك**انت كب**يرة.. ثم الالزم علي**ه أن ال يظلم الفالح، وال يس**تهتر

بماله، وعرضه ودمه، ويكون الفالح عنده أجيرا * برضى الطرفين * .وهذا هو الطريق المشروع في اإلسالم.

قالوا: البد وأن يظلم اإلقطاعي الفالحين.قلت: إذا كانت الدولة مسلمة، تحول دون ذلك.

قالوا: والغالب أن اإلقطاعي يحصل على األرض بك**ل طري**ق مش**روعوغير مشروع.

قلت: الدولة المسلمة تحول دون ذلك.قالوا: فبأي حق يعمل الفالح، ويتسرب ربحه إلى كيس اإلقطاعي؟

قلت: ق**د تق**دم في )رأس الم**ال( أن الزائ**د من ربح العام**ل إم**ا أن يتس**رب إلى كيس الدول**ة، وإم**ا إلى كيس المال**ك، والث**اني أفض**ل،

وتكون النتيجة عائدة إلى صالح االجتماع.قالوا: أليس توزيع األرض على الفالحين أفضل؟

قلت: كال، بل أسوأ.قالوا: ولم؟

قلت: )أوال(: ألن مثل هذه التجربة فشلت، ال في العراق فحس**ب، ب**ل في كل بلدان العالم، حتى في روسيا زعيمة الشيوعية العالمي**ة *** كم**ا اعترف بذلك زعماؤهم * وقد تراجعت بعض الدول عن هذه الخطة إلى

اإلقطاعية. )وثانيا(: ألن المالكين أعرف بإدارة األرض من الفالح، ومن الدولة، مما

يوجب استثمار األرض بطريق أفضل.

Page 58: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

)وثالثا(: إذا تريد الدولة خدمة الفالحين، فمن األفضل أن تهيئ األراضي البائرة، وما أكثرها في بالدنا أو في كل بالد العالم * إال نادرا * وتقسمها بين الفالحين، وتزرع بذلك كل األرض، عوض أن تترك الدولة األراض**ي البائرة على حالها، ثم تقسم األراضي العامرة على الفالحين، فإن ذل**ك

يوجب بور األراضي العامرة أيضا. قالوا: وهل ت**زعم أن روس**يا والدول**ة الش**يوعية أخط**أت في اإلص**الح

الزراعي؟ قلت: نعم أخطأت، ولذا ت**راجعت بعض الش**يء، وت**راجعت بعض البالد

األخر كل التراجع. ق**الوا: ف**أنت ت**رى أن نظ**ام الزراع**ة في أمريك**ا والبالد الرأس**مالية

أحسن. قلت: إن ك**ان نظ**ام الزراع**ة في أمريك**ا والبالد الرأس**مالية، نظ**ام اإلقط**اع *** ب**المفهوم الح**الي، المس**تلزم الغتص**اب المالك األراض**ي، وظلم المالك للفالحين * فهو باطل وضار أيضا.. وإن ك**ان النظ**ام كم**ا ذكرناه في النظام الزراعي في اإلسالم، فه**و ص**حيح وليس يهم**ني أن تكون روسيا أو أمريكا على حق أو على باطل، وإنم**ا يهم**ني أن نظ**ام

الزراعة في اإلسالم هو خير نظام. وقد ك**ثر الكالم ح**ول المواض**يع والنق**اش م**ع الوف**د، وم**ا ذكرت**ه ه**و حاصل تلك المناقش**ات.. وبع**د انص**رافهم أخ**برني بعض األص**دقاء أن بعض الوفد كان من )المباحث( قلت له وأنا أف**رح ب**ذلك حيث أري**د أن

تعرف الحكومة وجهة نظر اإلسالم عندنا.

Page 59: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

العقوبات اإلسالمية إذا ذكر حكم اإلسالم، قفزت إلى األذهان عقوبات اإلسالم، ولذا ت**راهم يقولون: )حكم اإلسالم غ**ير حس**ن، ألن**ه يقط**ع الي**د، ويش**نق، ويجل**د، ويخاف الكل منه( أو يقولون: )وإن البل**د الفالني يحكم طب**ق اإلس**الم،

يقطع يد السارق، ويجلد الزاني..( أو ما أشبه ذلك. وهذا شيء عمله المستعمر ليل نهار، وجند له ك**ل ق**واه، ح**تى انطلت الحيل**ة على المس**لمين بأنفس**هم، باإلض**افة إلى أن المس**تعمر خ**وف الغرب والشرق من رج**وع أو إقام**ة اإلس**الم من جدي**د، فإن**ه وحش**ية وه**در للكرام**ة اإلنس**انية. وب**ذلك أخ**ذ المس**لمون وغ**ير المس**لمين

يعملون تلقائيا لعدم رجوع اإلسالم إلى الحياة. لقد جاءني ذات مرة متصرف * في عهد عبد الكريم قاسم *** وق**ال لي متبجحا، أرأيت كيف طبقت حكم اإلسالم؟ قلت: وكي**ف؟ ق**ال: ش**نقت أربعة لصوص، قلت: وه**ل ش**نق اللص من اإلس**الم؟ ق**ال: بلى. قلت: في أية آية من القرآن حكم شنق اللص؟ فلم يج**د جواب**ا، ثم أردف أن حكم اإلس**الم في اللص إذا ت**وفرت الش**روط أن تقط**ع أص**ابع ي**ده،

فحسب. ذكرت هذه القصة كشاهد على أن األذهان تتوجه إلى الشدة والقس**وة إذا ذك**ر حكم اإلس**الم، ك*أن اإلس**الم ليس في**ه إال بعض أحك**ام خاص**ة

بالمجرمين، وهي أحكام ال تالئم هذا العصر.ولنبدأ الكالم من جديد!

اإلسالم له جوانب متعددة نذكر منها: * جانب العقيدة، هي أنظف العقائد.1 * جانب العبادة، هي أقرب العبادات إلى العقل.2 * جانب األحكام، هي أكثر األحكام قربا إلى المنطق.3 *** ج**انب األخالق واآلداب، هي أج**ل أخالق وآداب عرفه**ا البش**ر إلى4

اليوم. * جانب الحضارة والمدنية، هي خير ما وصل إليه اإلنسان، أو يتص**ور5

أن يصل إليه في المستقبل، فالصحارى في اإلس**الم مزروع**ة واألنه**ار جارية، حيث ال ترى حتى شبرا خاليا من األرض والب**لد جميل ونظي**ف، والناس ذوو أخالق حسنة ومع**امالت مس**تقيمة، والعدال**ة فاش****ية بين الناس، وليس هن**اك فق**ير واح**د، وال جاه**ل واح**د، والم**رض أق**ل من القليل، واإلنصاف سمة الك*ل، والعم*ران ض*ارب بأجران*ه، وال*روتين ال وجود له، والتعاون طابع الجميع، والكل أحرار فيما يفعلون، وال س**جون وال مشانق وال جالدين، واإلجرام قليل جدا حتى ال يك**اد ي**ذكر، واألرزاق كثيرة، واألسعار منخفضة، ال أحد إال ويملك ال أقل من حد متوس**ط من العيش من دار وسيارة وأث*اث وم*ا أش*به، والغ*نى س**مة الكث*يرين، وال

Page 60: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

عوانس وال عزاب وال يك**ون بل**د أو أم**ة تف**وقهم في العلم والص**ناعة،**رون أع**داؤهم في من**ازلتهم، والنف**وس والبالد قوية إلى حد أن**ه ال يفك طيبة ذكية، وال قيود على التجارة أو الزراعة أو الصناعة أو الص**حافة أو العمارة أو غيرها، وكل مسلم م**واطن، فال جنس**ية وال ج**واز وال هوي**ة، والك**ل كأس**نان المش**ط، ال ف**رق بين ع**ربيهم وغ**ير ع**ربيهم وال بين أبيضهم وأسودهم إال بالتقوى، والمؤسسات الخيرية منتشرة في ط**ول البالد وعرضها، والمساجد عامرة بالمصلين والت**الين، والقل**وب ع**امرة باإليمان والتقوى، ال يظلم المالك العامل، وال يثور العامل على المالك، والموظف**ون قليل**ون، بق**در الحاج**ة والض**رورة، ب**دون أن يك**ون لهم حجاب أو بواب، والحكم استشاري م**ع ت**وفر ش**روط العدال**ة والفق**ه، وفهم الحياة من قبل الحكام، وكبيرهم يرحم صغيرهم، وصغيرهم يوقر كبيرهم، وكلهم ي**دعو إلى الخ**ير وي**أمر ب**المعروف وينهى عن المنك**ر،

و... و... و... فإذا رأيت أمة هذا ش**أنها، أو دخلت بل**دا ك**ان ك**ذلك، ف**اعلم أنه**ا أم**ة إسالمية، وذلك بلد إسالمي. وفي أي بلد أو أية أم**ة نقص بن**د من ه**ذه البن**ود، ف**اعلم أن األم**ة لم يكم**ل إس**المها، وأن البل**د لم يطب**ق في**ه

اإلسالم. * جانب العقوبات والجرائم:6

وهذا الجانب هو المقصود بالبحث هنا، فنق**ول إن اإلس**الم يمت**از *** فيهذا الجانب * بأمور:

* إن ما يع**ده الق**انون جريم**ة كث**يرا م**ا ه**و ليس بجريم**ة في نظ**ر1 اإلسالم. ولذا فاإلسالم ال يعترف بأكثر ما يسمى في القانون ب**الجرائم، ومن الح*ظ كت**اب الح**دود والقص*اص وال**ديات في اإلس*الم، ثم الح*ظ كتب القانون يلمس الفرق الشاسع بين األم**رين ح**تى أن الج**رائم في

اإلسالم أقل من الثلث، بل الربع، من الجرائم القانونية. مثال اإلنسان الذي ال ج**واز ل**ه، أو ليس**ت ل**ه إقام**ة، ليس بمج**رم في

اإلسالم، والقانون يراه مجرما. واإلنسان الذي دخل البالد بدون رخصة أو ب**دون )دع**وة( ليس بمج**رم في اإلسالم، والقانون يراه مجرما. واإلنسان ال**ذي عم**ر ب**دون رخص**ة

من البلدية، ليس بمجرم في اإلسالم، والقانون يراه مجرما. واإلنسان الذي أتجر بماله، بدون إجازة من وزارة التجارة، ليس بمجرم

في اإلسالم، والقانون يراه مجرما، إلى غيرها... وغيرها... *** إن اإلس**الم ال يس**جن إال ن**ادرا، كم**ا يش**هد ب**ذلك مراجع**ة كت**اب2

الح**دود وغ**يره، ول**ذا لم يكن الس**جن في الزم**ان اإلس**المي إال لبض**عأشخاص قد ال يعدون إال باألصابع.

* إن اإلسالم ال يعترف بالتغريم، إال إذا ك**انت الجناي**ة على النفس أو3المال، وما يسميه اإلسالم الدية أو الضمان.

Page 61: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

* ال تعذيب في اإلسالم، ألجل أخذ االعتراف ممن يشتبه به أنه مجرم4أم ال.

* ال قتل في اإلسالم إال نادرا، حتى في مواد تش**ريع اإلس**الم القت**ل،5 جعل اإلسالم للقتل بدال على األغلب. مثال القاتل عم**دا، جع**ل اإلس**الم له القتل، لكن أجاز اإلسالم أن يأخذ ولي المقتول الدية عوض أن يقتل القاتل.. وكذا جعل اإلسالم جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويس**عون في األرض فسادا، القتل، لكن اإلسالم جعل ب**دل ذل**ك النفي من البل**د

)أو ينفوا من األرض(. * جعل اإلسالم التوبة في بعض الجرائم مسقطة للعقوبة.6 * ال أعمال شاقة في اإلسالم بالنسبة إلى أي مجرم.7 * اإلسالم ال يقرر العقوبة إال بعد تنظيف المجتمع، ففي عام المجاعة8

ال يعاقب السارق لقوته وقوت عياله، وهكذا. *** ال يطب**ق اإلس**الم العقوب**ة إال على الع**الم ب**التحريم المخت**ار في9

الفعل، فالجاهل والمكره، والمضطر، والناس**ي، والغاف**ل، ونح**وهم، العقوبة عليهم.

* جعل اإلسالم العقوبة على من لم تكن لديه ش**بهة، ولم يكن عن**د10القاضي والشاهد شبهة، كما ورد )الحدود تدرأ بالشبهات(.

* يشترط اإلسالم في القاضي العدالة التامة، وفي الش**اهد العدال**ة11التامة، والتعدد، والرجولة في بعض األمور.

* لم يجعل اإلسالم العقوبة على من لم ي**أت بالجريم**ة، وإن ش**رع13في مقدماتها.

إلى غير ذلك، مما يعرف تفص**يله من المقارن**ة بين الق**انون اإلس**المي في الجرائم، وبين القانون غ**ير اإلس**المي في الج**رائم. وب**العكس من

كل ذلك، القانون: * فإنه يعد كثيرا من األشياء جريمة، وهي ليست بجريمة واقعا.1 * ويسجن كثيرا، وليس السجين مستحقا للسجن.2 * ويغرم من يراه مجرما، في كث**ير من األحي**ان، والح**ال أن تغريم**ه3

باطل. * ويعذب من اشتبه به، والح**ال أن**ه ال تع**ذيب على المج**رم، فكي**ف4

بالبريء المشتبه؟! * وقد جعل القانون عقوبة القتل على كثير مما يعتبره ج**رائم، وذل*ك5

إراقة للدماء بال مبرر. * وال يعترف القانون بكون التوبة مس**قطة للعقوب**ة في أي ل**ون من6

الجرائم. * ويقرر القانون األعمال الشاقة، عقوبة لبعض ما يراه جريمة.7 * والقانون ال يالحظ حال**ة المجتم*ع في إق**راره العقوب*ات، فالعقوب*ة8

واردة، في المجتمع الموبوء، كما هي واردة في المجتمع النظي**ف. ب**ل

Page 62: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

فوق ذلك تناقض هائل في القانون، فبينما يجيز الق**انون فتح المواخ**ير والمخ**امر والس**ينمات المنافي**ة للعف**ة واألخالق، و. و. يق**رر الق**انون العقوبات لمرتكبي الجرائم الناش**ئة من تل**ك المفاس**د، فالس**كران إذا قتل إنسانا، عوقب على قتله، والحال أنه ال يشعر عند القت**ل، إلى غ**ير

ذلك من األمثلة. * والقانون يعاقب الجاهل بالق**انون، والمك**ره، والمض**طر، والغاف**ل،9

ونحوهم. * والقانون ال يعترف، برفع العقوبات، في مورد الشبهات.10 *** والق**انون ال يش**ترط في القاض**ي وال الش**اهد، العدال**ة، كم**ا ال11

يشترط التعدد في الشاهد * غالبا *. * والقانون يجعل العقوبة حتى لمن لم يأت بالجريمة، إذا ش**رع في12

مقدماتها.إلى غير ذلك.. وغير ذلك..

إذا ف**أي الق**انونين، اإلس**المي، أو البش**ري، أح**ق باالتب**اع، وأبع**د عن الت**وحش، وأنس**ب إلى الكرام**ة اإلنس**انية، وأض**من للرف**اه والعدال**ة

االجتماعية؟ وبع**دما ع**رفت ه**ذه المقدم**ة، في المقارن**ة بين الق**انونين اإلس**المي والبشري، نأتي إلى الحوار الذي جرى بيني وبين لفي**ف من المثقفين * في أوقات متعددة * أدمجها بص**ورة ح**وار واح**د، وذل**ك ح**ول إنس**انية

قانون العقوبات اإلسالمية. قال أحدهم: أال تعترف بأن قوانين اإلسالم في باب العقوب**ات ال تص**لح

لهذا الزمان؟قلت: ولماذا ال تصلح؟

قال: )بال مؤاخذة( هي قوانين وحشية، تصلح للعصور البدائية، ال عصورالعلم والحضارة.

قلت: فما هي هذه القوانين التي تسميها بالوحشية، وال تصلح * بنظرك* لهذا العصر؟

قال: كل قوانين العقوبات؟قلت: وهل تعرف كل قوانين اإلسالم في باب العقوبات؟

قال: ال وإنما أعرف بعضها.قلت: فكيف تقول: كل قوانين العقوبات غير صالحة؟

قال: أقصد بعض القوانين.قلت: وما هي؟

قال: قانون قطع يد السارق، وق**انون جل**د ال**زاني، وق**انون القص**اص، وق**انون قت**ل الالطي، وق**انون ض**رب ش**ارب الخم**ر، وق**انون رجم

المحصن إذا زنى أو زنت.قلت: وهل من قانون آخر تراه غير مالئم لهذا العصر؟

Page 63: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قال: ال أذكر اآلن..قلت: فلنجعل الحوار حول قانون مما ذكرت.

قال: حسنا، أليس سجن السارق * كما يقرره القانون الحديث * أفض**لمن قطع يده، كما قرره اإلسالم؟

قلت: وهل تعرف أن اإلسالم اشترط لقطع يد الس**ارق زه**اء عش**رينشرطا؟

قال: ال، وما هي تلك الشروط؟قلت: مذكورة في الفقه اإلسالمي.

ر ذلك جوهر القضية. قال: فلتكن تلك الشروط، فال يغيقلت: نعم.. يتغير جوهر القضية.

قال: وكيف؟قلت: في الفلسفة يقولون: )كل ما زاد قيوده قل وجوده(.

قال: ماذا تعني؟ قلت: مثال، إذا قيل لك اش*تر لي بق*رة، انطبقت البق*رة على ك*ل ف**رد من أفراده**ا، أم*ا إذا قي*ل ل**ك اش*تر بق**رة، ذك**را، أص*فر، عم*ره ثالث سنوات، سمينا، ال يسقي الحرث، وال يكرب، قد ربى في نعمة، ومالكه رج**ل ث**ري.. وهك**ذا، تك**ون ه**ذه القي**ود مم**ا ي**وجب انحص**ار البق**رة المقصودة، في ع**دة بق**رات، من ماليين األبق**ار، فحيث زادت القي**ود،

قل الوجود.قال: حسنا، فما ربط هذا الكالم بموضوع البحث؟

قلت: لما اشترط اإلسالم في قطع يد الس**ارق زه**اء عش**رين ش**رطا، كان معنى ذلك أن السارق ال**ذي تقط**ع ي**ده، ليس في أك**بر قط**ر، إال

بضع أشخاص، ال يتجاوزون عدد األصابع. ولذا ذكر المؤرخون أن اإلسالم لم يقطع يد السارق، في طيل**ة ق**رنين

من الزمان، إال ست مرات فقط، مع العلم بسعة الرقعة اإلسالمية. إذا فاأليادي التي تقطع قليلة ج**دا. ه**ذا من ناحي**ة، ومن ناحي**ة أخ**رى، فإن اإلسالم حيث ينظ**ف المجتم**ع وي**ؤمن حاجات**ه، ويش**حنه باإليم**ان بالله واليوم اآلخر، ويمأل النفوس بالكرامة اإلنس**انية، يختفي أك**بر ق**در

من السرقة تلقائيا.قال: حسنا، لكن هل هناك أياد تقطع للسرقة؟

قلت: نعم.قال: لكن هذا ال يالئم العصر.

قلت: بالعكس إنه أفضل حل يالئم العصر.قال: وكيف؟

قلت: * إذا كان المجتمع مجتمع إيمان وفضيلة.1 * ولم يكن للسارق حاجة * حسب ما تقدم * فاألمر دائر بين:2

Page 64: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

* أن تقطع يد السارق، جزاء لخرقه األمن، بدون حاجة وضرورة.1ب * أو أن يفعل به غير ذلك، من تغريم أو سجن واألول أفضل.

قال: وكيف األول أفضل؟قلت: ألن في قطع يده:

* جزاء إهانته كرامة نفسه.1 * جزاء خرقه المجتمع اآلمن.2 * ردعه، وردع اآلخرين عن السرقة.3

أما لو سجن: * فإن السجن، ليس رادعا، ولذا نرى الكثيرين من السراق يسجنون،1

ثم يخرجون من السجون ليسرقوا ثانيا، وثالثا، وهكذا. *** وال يك**ون الس*جن مرهب**ا آلخ**رين تس*ول أنفس**هم للس*رقة، ف**إن2

النفوس كثيرا ما ال تخاف السجن، بينما تخاف القطع ال**ذي ه**و مس**بةلها إلى آخر العمر.

*** وال يك**ون س**جن الس**ارق موجب**ا إللق**اء الطمأنين**ة في نف**وس3 المجتم***ع، إذ حيث لم يكن العق***اب رادع***ا، فالس***رقة متفش***ية، فال

اطمئنان للمجتمع. إذا فالقطع أفضل من الس**جن، ومن الط**بيعي حينئ**ذ أن يك**ون القط**ع

أفضل من التغريم. ففي القطع:إرجاع الكرامة إلى نفس السارق، لئال يسرق ثانيا وثالثا.

وردع لمن تسول له نفسه بالسرقة.واستتباب لألمن، ونشر الطمأنينة في المجتمع.ثم أليس القانون يبيح قتل المجرم في حاالت؟

فه**ل يك**ون القت**ل أخ**ف من القط**ع؟ ح**تى يق**ال ان القط**ع وحش**ية،والقتل ليس وحشية؟

ق**ال: حس**نا، ف**القطع به**ذه الص**ورة ال**تي ذك**رت، وم**ع ت**وفر ه**ذهالشرائط، هو العالج األفضل لكن كيف يجلد اإلسالم الزاني؟

قلت: من وظيفة بيت المال أن يزوج الع**زاب المحت**اجين ب**أن يعطيهم المال الكافي لزواجهم، إذا كانوا فقراء، كما أن الدولة اإلس**المية ته**يئ

أجواء اإليمان والفضيلة والتقوى لكل المجتمع. ففي مثل هذا المجتمع يكون الزنا أبشع جريم**ة، ف**الالزم أن يك**ون ل**ه

أردع عقاب.قال: وكيف ذلك؟

قلت: إذا لم يكن المجتمع مشحونا ب**أجواء االس**تهتار والرذيل**ة.. وك**ان بإمكان الزاني النكاح الكريم.. فلم تكن هناك دوافع نفسية أو مالي**ة أو اجتماعية للزنا، ومع ذل**ك زنى إنس**ان، فق**د خ**رق األمن وأض**ر نفس**ه

فالالزم أن يعاقب عقابا صارما.قال: كيف خرق األمن؟

Page 65: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: واضح أن الزنا خطر على كل األعراض.. وال*زاني ال يف*رق عن*ده بين أن يزني بمرأة مستهترة أو بامرأة شريفة ذات بع**ل، ول**ذا يس**لب

الزاني أمن المجتمع وطمأنينته.قال: وكيف أضر نفسه؟

قلت: ألن الزنا يورث األمراض * كما قرر في الطب *** ف**إن الزن*ا غالب*ا يالزم عدم النظافة، وعدم النظافة في قضايا الجنس، يوجب األم**راض الزهرية ونحوها، وهي أمراض بشعة توجب أك**بر ق**در من الض**رر على الزاني والزانية، كما أنها أمراض معدية توجب تلويث األبرياء ثم إنه كما ذكرنا في )السرقة( عقاب الزاني بالجلد له ش**روط كث**يرة من جملته**ا أن يشهد على ذلك أربعة شهود عدول رأوا بأم عينهم العم**ل الجنس**ي

كالميل في المكحلة. * ففي مثل هذا االجتماع النظيف * على ما تقدم * .1 * مع توفر إمكانية الزواج.2 ومع مالحظة أن الزنا يسبب سلب أمن االجتماع واطمئنانه.3 * وإنه أكبر ضرر على الزاني والزانية.4 * وأك**بر ض**رر على االجتم**اع *** بالع**دوى والم**رض من الزان**يين إلى5

سائر الناس *. * ومع مالحظة أن عقاب السجن أو التغريم ليس رادعا.6 * ومالحظة أن الزنا الم*وجب للعق**اب ل**ه ش**روط كث**يرة تقل**ل ممن7

يشملهم العقاب تقليال كبيرا، أقول * بعد كل ذلك * .هل يمكن حل أفضل من حل الجلد بالنسبة إلى الزاني والزانية؟

ق**ال: حس**نا، فجل*د الزان*يين، به**ذه الش*روط ال*تي ذك**رت، وفي مث**ل المجتمع اإلس**المي النظي**ف، أفض**ل ح**ل لقط**ع داب**ر الفس**اد وف**رض

األمن.لكن كيف يرجم اإلسالم المحصن؟

قلت: إن زنا المحصن من أبشع الجرائم. فلنف**رض ام**رأة ذات بع**ل يش**بعها زوجه**ا إش**باعا جنس**يا، يص**ل به**ا االستهتار إلى حد أن تزني برجل غ**ريب، م**ع العلم والعم**د، في مك**ان يراها في حالة الزنا * كالميل في المكحلة * أربعة رجال أجانب، أليست تستحق أن ينزل القانون بها أشد العقوب*ة ح*تى تك**ون ع**برة لآلخ**رين،

وحتى تالقي جزاء عملها البشع؟ كل ذلك مع لزوم توفر سائر الشرائط التي ذكرناها في الس**رقة، وفي

الزنا، هنا أيضا، مما يقلل من الجريمة، ومن ثبوتها، تقليال كبيرا.قال: هذا صحيح في المرأة الزانية.

فكيف يكون نفس العقاب في الرجل الزاني المحصن؟

Page 66: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

قلت: إذا ك**ان الحكم في الم**رأة أرحم، م**ع كونه**ا عاطفي**ة، وأق**ل عقالنية.. فالالزم أن يكون الحكم مثل ذلك في الرجل، األك**ثر عقالني**ة،

واألبعد عن العاطفة، بطريق أولى.قال: حسنا، فلماذا يقتل اإلسالم اللوطي؟

قلت: إذا الحظنا كل الشروط التي ذكرناها، في المجرمين السابقين: * ال يكون اللواط إال استهتارا بشعا، يستحق فاعله أشد العقوبة.1

يضاف على ذلك: * إن اللواط يوجب أفت**ك األم**راض، ك**الزهري، والعمى، كم**ا ي**وجب2

أكبر ضرر على المجاري. * وكذلك يوجب هدم االجتماع، ألنه يسبب عدم الزواج، واالكتفاء عنه3

بالطريق الضار. فلو لم يكن العقاب في مثل ذلك ص**ارما ك**ان الق**انون مس**اعدا له**دم

المجتمع، وانتشار المرض واالنحراف فيه.قال: حسنا فلماذا يجلد اإلسالم شارب الخمر؟

قلت: لقد ثبت علميا ما في الخمر من األض**رار الص**حية واالجتماعي**ة.. باإلضافة إلى أن الخم**ر ت**ؤثر في عقب الخم**ار وذريت**ه، حيث يخلق**ون

ضعفاء الجسم والعقل مشوهين. أفليس مثل هذه الجريمة، بحق النفس، وبحق المجتم*ع، وبح**ق األوالد،

توجب عقابا شديدا صارما؟هذا مع أنه يلزم توفر الشروط السابقة هنا أيضا:

* فإن اإلسالم يمنع الخمر منعا قاطعا.1 * وينظف البلد من الرذيلة.2 * ويشحن المجتمع باإليمان والفضيلة والتقوى3 * ويشترط شهادة رجلين عادلين في ثبوت الشرب.4 * إلى غيرها من الشرائط المذكورة، في كتاب الحدود.5

قال: حسنا، فما هي فلسفة قانون القصاص؟قلت:

أوال: اإلسالم ال يلزم بالقصاص، وإنما يخير ولي المقتول، أو ال**ذي وق**ععليه االعتداء، بين ثالثة أمور:

* العفو.1 * أخذ الدية.2 * القصاص.3

ثانيا: القصاص ال يكون إال بعد ما سبق من الشروط. وحينئذ يكون القصاص أفضل الحلول ألمن المجتمع من االعت**داء، ف**إن من يقطع يد إنسان أو يفقأ عينه، ال يهمه أن يسجن، أو يعطي شيئا من المال أما إذا عرف أنه يقابل بالمثل، فتقط**ع ي**ده، أو تفق**أ عين**ه، ك**انجديرا أن يفكر ألف مرة ومرة في العقاب قبل أن يقدم على االعتداء.

Page 67: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

ونلحق بهذا الفصل خاتمة، هي: إن أك**ثر ال**ذين يش**تكون على عقوب**ات اإلس**الم، أو على بعض جوانب**ه األخر، إنما يشتكون على ذلك عن جهل باإلسالم كك**ل. مثال انهم ي**رون

)عقوبة الزاني( ويقيسونها بالمجتمعات الحاضرة: *** ال**تي تك**ون األج**واء فيه**ا مش**حونة بالزن**ا، وبأس**باب الزن**ا، من1

اإلغ**راءات، والس**فور، والص**ور الخليع**ة، واالختالط واألفالم الجنس**ية،وغيرها.

* والتي ال يكون فيها الزواج المبكر.2 * وال إمكانية للفقير في الزواج.3 * كما أنهم يغفلون عن شرائط ثب**وت الزن**ا من ش**هادة أربع**ة رج**ال4

عدول. * إلى غيرها وغيرها. وعند قياس العقوبة بالمجتمع الحاض**ر، يقول**ون5

إن العقاب وحشي. مثلهم في ذلك مثل من يرى )عين إنسان قد فقئت( فيقول إنها قبيح**ة بشعة، ولو رآها في الوجه في مكانها الطبيعي، لكان يقول، إنها جميل**ة

إلى أبعد حد. وك**ذلك ل**و قيس العق**اب اإلس**المي، إلى المجتم**ع اإلس**المي، بك**ل شروطه ومؤهالت**ه وإثباتات**ه، يتغ**ير نظ**ر أولئ**ك إلى العقوب**ة، ولرأوه**ا أجمل شيء وأفض**ل ح**ل، وك**ان مثله**ا مث**ل العين في محله**ا األمث**ل، وليس كالعين بعد أن تفقأ، وتوضع في طبق، مخلوطة بالدم والجراح**ة

والقيح.

Page 68: فضائل آل الرسول (عليهم السلام)204.93.193.134/book/moalfat/word/158.doc · Web viewقلت: أما الحديث المتقدم فمذكور في عدة كتب

خاتمة تج**د أيه**ا الق**ارئ الك**ريم في ه**ذا الكت**اب جمل**ة من الح**وارات ح**ول جوانب من حكم اإلسالم، وتطبيق اإلس**الم كك**ل وإن ك**ان في الكت**اب

أيضا، ما ال ربط له بهذا الموضوع مباشرة. وقد حاولت في الحوارات، ال*تي حص*لت بي*ني وبين الط*رف المقاب*ل،

تبسيط الكالم إلى أبعد حد حسب م س**توى المح**اورين.. كم**ا أني في ه**ذا الكت**اب ح**اولت أن أتكلم عن الح**وار بنح**و يس**تفيد من**ه الق**ارئ بح**ذف المك**ررات، وجم*ع أط**راف

الكالم. وإني أرج**و الق**راء األع**زاء، إن وج**دوا في الكالم نقص**ا أو ش**يئا أن ينبهوني عليه، ألص**لحه في المس**تقبل، ف**إن العص**مة لل**ه ولجمل**ة من

أوليائه، وهو الموفق المستعان. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسالم على المرسلين والحمد لل**ه

رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرينمحمد