40
Issue 27 / Autumn 2015 (Vol 7) )لسابعةالسنة ا( 2015 خريف)27( د العد

الراصد التنويري - العدد 27

Embed Size (px)

DESCRIPTION

ما بعد الاسلام السياسي .... البديل المرقب

Citation preview

Issue 27 / Autumn 2015 (Vol 7) العدد )27( خريف 2015 )السنة السابعة(

االخراج الفني: رياض راضيMBG INT-London :الطباعة

هيئة التحرير

د. يـامن نـوح )مصر( عبد علي السعيدي )العراق(

عبد اللطيف طريب / موالي محمد اسماعيلي )المغرب(

من مهام المنبر: املساهمة في خلق وتطوير حوار معاصر حول شؤون املسلمني

رئيس التحريرد. نجاح كاظم

مديرة التحريرهاجر القحطاني

Al-Rasid Al-TanweeriP. O. Box: 5856

London WC1N 3XX

United Kingdom

Phone:(+44) 20 7724 6260

للمراسلة[email protected]

www.islam21.net

إعادة التفكيرفي روحية

اإلسالم

10

حوار مع د. فؤاد نهرا: الداعشية تنذر

بهالك الثقافةالدينية

20

بـزوغحـراكمـدني

مجتمعي

14

Issue 27 / Autumn 2015 (Vol 7) العدد )27( خريف 2015 )السنة السابعة(

ابن باجة..الرائد في فصل

الفلسفة عنالدين

27

4

بات العرب والمسلمين عموما أمام مفترق طرق يعبرعن ذاته حاليا بأزمة الحضارة اإلسالمية وربما ادق بأزمة حضارة المسلمين.

وثمة من يعتقد ان المنطقة في طريقها لالنحدار نحو الهاوية، لكني بالضد من ذلك االعتقاد، واميل إلى فكرة تبلور أفق جديد ما بعد االسالم السياسي بدأ في التشكل بعد أفوله. وقد ناقشنا في العدد )22( من الراصد التنويري، هذه الرؤية. وفي هذا الصدد هناك اسئلة محددة اود طرحها، وهي: هل ما بعد اإلسالم السياسي سيكون تعبيرا احاديا أم هناك تعابير اخرى؟ وكم سيلتمس روح اإلسالم من ورع المواعظ، مقارنة بمعنى االسالم كمورد ثقافي؟ كيف يتم تفكيك القراءات السلطوية، بضمنها السلطة الدينية، التي كانت عامال حاسما في التاريخ االسالمي وتبلورها في المجال السياسي عبر الخالفة الدينية المتعاقبة على حساب االفكار والمعرفة؟ كيف سيتم التحول من اإلسالموية لمفهوم جديد

أقل ادلجة وتسيسا لإلسالم؟المتبلورة المعرفة قبلية سلطوية وسياسية جعلت من تقديري، معظم أصول اإلسالم في ظل مفاهيم تأسست، في كحقائق وقيم نهائية غير قابلة للنقاش. وخالفا القوال الرسول محمد )ص( الموثقة والواضحة في هذا الجانب، مثاال ال حصرا »ليس منا من دعا إلى عصبية« والذي تم تفسيرها على اساس االخوة اإلسالمية، بينما يالمس أفقها قيمة الفرد وعقله واستقالليته، فضال عن حديثه الشريف »انتم اعلم بأمور ديناكم« وهذا ادى، من بين األسباب، إلى النظرة المقدسة

للماضي ومنحه االهمية القصوى قياسا بالحاضر والمستقبل.البد من القول ان البيئة القبلية رسخت مفاهيم السلطة والسياسة وغياب عامل الثقافة. أي اعادة االنتاج، ما جعل المحتوى، كالتراث، صورة من صور الماضي. وحتى في مراحل متقدمة كعصر ما يسمى بالنهضة، فرغم اهمية رجال الحقبة وسعة االنجازات، لكنها لم تكن بحجم االصالة المطلوبة، كمحمد رشيد رضا، الذي صاغ مصطلح السلفية أو محمد عبده الذي اعتقد ان التعليم )عدا التعليم الديني( غير نافع للمرأة، بحيث اصبح هذا العصر هو االخر شكال من التراث السابق. لذا قيمة الفرد وتفاعله مع اآلخر يكون في صلب هذه القراءة الجديدة وتوافق تصور المفاهيم اإلسالمية لحقوق اإلنسان والمواطنة، وان أي إيمان حقيقي في قيم القرآن يتطلب حرية االعتقاد والالاعتقاد.. واال ال معنى لآلية الكريمة »من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر« أو »ال اكراه في الدين« فضال عن وجود اكثر من 200 آية كريمة تدعو

لالختالف والتنوع، كما استنتجت من دراستي للقرآن في هذا السياق.والمؤمل في عصر ما بعد اإلسالموية، ان يكون الصراع على معنى اإلسالم وروحه ودوره في الحياة العامة على الكلمة المكتوبة في صفحات الكتب وعبر اللقاءات الروحية أو الفكرية العميقة بين الذات واآلخر، وليس في ساحات القتال أو

عبر الوسطاء الذين يحاولون التكلم نيابة عن الله.جاء اإلسالم، كما أعتقد، ليس من أجل تحديد سياسة مجتمع تاريخي معين، وانما باعتباره رسالة عالمية تعالج اإلنسانية واألخالقية والمشكالت االجتماعية. لذا تأتي أهمية التفكر في كيفية تأسيس مجتمع مدني قوامه الثقافة وحرية االفكار وليس االستبداد والهيمنة، وإنشاء المؤسسات االجتماعية، والمتجذرة في القيم القرآنية، لتكون بمثابة الضوابط والتوازنات لمنع الفساد والقمع والظلم، وحماية حقوق المواطنين وتعزيز الشفافية في االدارة العامة على كل

مستوياتها.من الواضح أن مفاهيم الحرية والحقوق ال معنى لها إذا لم تكن هناك مؤسسات لحمايتهما، هذه المؤسسات يجب أن تكون فعالة في حماية القانون األخالقي والعمل من أجل تحقيق العدالة االجتماعية، التي هي هدف القرآن الحكيم.

ما يحدث في العراق ولبنان من احتجاجات هي بدايات شعبية متواضعة، إذا لم يتم اختراقها أو حرفها أو تشويها، ستبقى حركات اجتماعية وطنية ومدنية عابرة لالديان والطوائف والوالء العشائري والكتل السياسية، وتمثل في الوقت ذاته النواة األولية العادة تشكل بنية المجتمعات على أساس مدني معاصر.. أي قيمة اإلنسان بما يقدم مقابل حقوقه

المشروعة.. ليكون الذات المستقلة ضمن المجموعة الفاعلة نجاح كاظم

مبتدأ الكالم

هل سيكون ما بعد اإلسالم السياسي تعبيرا احاديا؟

5

اتسم أداءحركات اإلسالمالسياسي إبانحكمها بالتخبطوالعشوائية وفوضىالخطاب

ال تزال السلطاتفي بلداننا تشيعثقافة القبيلةعلى حسابسيادة القانون

اإلسالم السياسي..فخ السلطة والبديل المرتقب

»العدل أساس العمران«رفاعة الطهطاوي

»الوطن ليس سوى حفنة من تراب عفن«!!سيد قطب

في السياسي اإلسالم تجربة عن نتحدث حين من والثاني األول العقدين في خصوصا الحكم، التي المدنية الدولة الحادي والعشرين وبين القرن يأمل الكثيرون ان تكون البديل المرتقب، البد لنا أن نبين ولو بشكل مقتضب مالمح كل من التجربتين استشراف إلى محاولة ننتهي ثم دقة ووضوح بكل مرحلة ما بعد اإلسالم السياسي، وهل ستكون الدولة العربي واقعنا ان ام بالفعل البديل هي المدنية واإلسالمي ليس مستعدا لخوض تلك التجربة بعد، أو أنه ال يملك المقومات التي يتطلبها ذلك البديل. فالدولة المدنية ليست شعارا، بل هي ثقافة وسلوك

وقوانين نافذة قبل كل شيء. العراق في 2003 بعد ما مرحلة أظهرت اكثر في العربي( )الربيع بـ يعرف عما نتج وما اإلسالم لحركات الحقيقي الوجه وبجالء بلد من العراق في السلطة على استولت التي السياسي وفي أكثر من بلد عربي مهم كمصر وتونس وليبيا. وصولها بعد الحركات تلك تجربة تمخضت فلقد للحكم عن عدة نتائج صادمة ومخيبة للكثير من يوما على أن تكون التي راهنت الشعب قطاعات تلك الحركات هي وحدها المنقذ المنتظر من عهود التسلط والدكتاتورية والفقر والحرمان والقهر. ومن بين أهم تلك النتائج ان حركات اإلسالم السياسي، ناحية، من فهي المعلنة، مدعياتها وعلى عكس تضمر نهما سلطويا وشبقا حزبيا وروحا أقصائية، وقد اتضح ذلك من طريقة تعاطيها مع السلطة إلى التي البلدان في ممارساتها أصبحت الذي الحد حكمتها، كمصر والعراق وتونس وغيرها مادة دسمة

الشبيه الضحك نمط على السوداء للكوميديا بالبكاء.

ومن ناحية أخرى، تبين للمتابع أن تلك الحركات االخالقي المستوى على خطيرة أزمات من تعاني بالمرحلة والمستقبل. الوعي والوطني وعلى صعيد اتباع في تتردد لم فهي األول المستوى على اما والنزعات العواطف على واللعب والتزوير الكذب اكبر على للحصول والمناطقية والطائفية الدينية اإلسالمويين تجربة في ولعل األصوات، من قدر من صاحبها وما الطرفين( كال )من العراق في سجلت فقد الجبين. له يندى ما السلوكيات تلك الناس وفي خداع في فلكية أرقاما الحركات تلك نهب المال العام واإلستحواذ على ممتلكات الدولة البشرية البلد بموارد التالعب وفي والمواطنين، والعنف الفوضى من دوامة في وأدخاله والمادية واإلرهاب، فضال عن المغامرة ليس بحاضراألجيال، بل حتى بمستقبلها، كذلك الحال في مصرقبل سقوط

حكومة األخوان وفي تونس ولو بشكل أخف وطئة.المزروعي فاطمة اإلماراتية الكاتبة تقول ال السياسي« »اإلسالم مصطلح تسمع »عندما تعطه أي قدسية وال تلبسه أي مهابة، لكن لن تكون أو منظمة سلمية أمام حركة األيام يوم من في أي تهدف إلصالح المجتمع وتطوره، بل أمام تنظيمات تلتحف وتتدثر جميال، زاهيا تلبس رداء عسكرية وتنادى السياسي، باللباس وتستتر باإلسالم، دائم ولكن وبشكل االجتماعي، العمل في بحقها يظهرون كالحمل الوديع حتى يتمكنوا فينقضوا على مقدرات وخيرات الناس ويتحكمون فيهم وفي مآلهم ديننا تستخدم الفئات هذه ببساطة ومستقبلهم، الحنيف لتحقيق مآربها وطموحاتها....«! وتواصل يصبون ما لهم يتحقق »عندما قولها المزروعي إليه... فإنهم سرعان ما يلغون اآلخر تماما، اإللغاء صفة مالزمة لهم، وقد تتطور عملية اإللغاء لتجنيد

عبدعلي السعيديأستاذ جامعي ومدرب على »مهارات النجاحفي عالم متغير« ـ العراق

6

له طيف ولون لمحاربة أي صوت السبل والوسائل مختلف، ببساطة هم يضيقون باآلخر، ويستخدمون باآلخرين الحرية فيضر لهم تمنحها التي المساحة دون هوادة أو تردد«. )فاطمة المزروعي/ صحيفة

الرؤية اإلماراتية 16 اغسطس 2015(.حركات فجميع الوطني المستوى على أما بمفهوم تؤمن ال استثناء، بال السياسي، اإلسالم الوطن وال تتبنى ثقافة الموطنة مطلقا. والمطلع على منها الشيعية السياسي اإلسالم حركات أدبيات مشاريعها تأصيل في تشترك انها يجد والسنية على أسس دينية مذهبية أو حزبية يكون الوالء فيها للمذهب والحزب والجماعة، بل وحتى للعائلة أكثر من الوطن، حتى فكرة الوطن لديهم تشمل كل بلد المذهب أو لتلك الجماعة. الموالون لذلك يسكنه وفي هذا السياق تنقل صحيفة »نبض مصر« )29 ود. نوارة وائل د. الباحثين عن )2014 يناير فيزي بابان قولهما أن »الحركات اإلسالمية تشارك الديمقراطية، الوطنية واالنتخابات السياسات في القائمة على وطن الدولة بمبدأ أنها ال تعترف مع تؤمن فهي الديمقراطية. »بحاكمية« جغرافي وال بأن كل مسلم هو جزء من »األمة«. أمة اإلسالم.. أما الخالفة التي يؤمن بها اإلسالمي وانفالت قوم على مجموع المواطنين الذين يعيشون على أراض محددة أو في وطن محدد، بل على عقيدة طائفة من هؤالء. وقد شرح المرشد العام السابق لـ »اإلخوان »اإلخوان عهد في أنه عاكف مهدي المسلمين« ماليزي مسلم يصبح أن الممكن من المسلمين« إلى بالنسبة مستحيل ذلك لكن مصر، رئيس مسيحي مصري!« ويقول منظر حركة اإلخوان سيد

قطب أن الوطن ليس سوى حفنة من تراب عفن«!!إبان واألحزاب الحركات تلك أداء اتسم لقد الخطاب، وفوضى والعشوائية بالتخبط حكمها األمر الذي يعكس حجم الغباء السياسي الذي طبع انصارها الكثير من دفع حتى فترة حكمها والذي للترحم على عصر الطواغيت، إذ كان لبلدانهم في الدولة، أما القاسية بعضا من سمات تلك الحقب في حكم اإلسالمويين، بإستثناء التجربتين اإليرانية قتل ميليشيات سوى البلد يعد فلم والتركية، تام محترفة ومافيات فساد مرعبة في غياب شبه الناس مقدرات جعل الذي األمر للقانون والنظام،

وحياتهم ومستقبلهم في مهب الريح.حكم أن السياسي الغباء مالمح ابرز ومن العراق وفي المذكورة البلدان في اإلسالمويين خصوصا لم يشهد تقدما يذكر على صعيد التفاهم

بتعطيل يتعلق بما إال الحاكمة األحزاب بين الدولة مؤسسات ونخر والمهمة الحيوية القوانين على والتستر واإلدراي المالي الفساد وشرعنة اتباعهم وحمايتهم من طائلة القتلة واللصوص من في الهائلة النفط تستثمر واردات فلم الحساب، العراق لتنمية أي مشروع حقيقي يوفر دخال بديال عن البترول، ولم يشهد القطاع الزراعي أو الصناعي الذي األمر الكامل، اإلهمال سوى السياحي أو أوصل البلد الى حافة اإلفالس في مرحلة هي أكثر مراحل تاريخه حراجة، حيث يخوض حربا ضد أعتى

عالميا المدعومة اإلرهابية التنظيمات واشرس واقليميا والتي كان بالدة من يحكمون ومناكفاتهم لثلث داعش إحتالل في األول السبب هو الدائمة

مساحة البلد.اإلسالم ومشروعية مشروع أن بإعتقادي المؤامرات بسبب ليس سقطا، قد السياسي حينما دائما اإلسالميون يردد كما ، الخارجية يصل بهم شرههم السلطوي إلى طريق مسدود، حيث فخ هو اإلسالميين الختبار األساسي المحك »أن يميتهم الذي الترياق السم كانت التي السلطة، ويستأصلهم« كما يقول غراهام فوللر مؤلف كتاب األخصائي ويقول السياسي(. اإلسالم )مستقبل إبراهم سامي التونسي اإلسالمية الجماعات في انتهى وأن السياسي اإلسالم جماعات »حكم أن حركة مصير أن إلى مشير مسألة وقت« المسألة النهضة في تونس لن يكون بعيدا عن »مصير حركة »اإلسالم أن إبراهم ويعتبر مصر«. في اإلخوان الشأن إدارة في فاشلة تجربة قدم قد السياسي العام وتسيير دواليب الدولة« مضيفا أن التونسيين تتمتع قوية مدنية »دولة إلى اليوم يتطلعون مؤسساتها بالهيبة.... مشددين على ضرورة رحيل كافة حكومة النهضة كشرط إلخراج البالد من األزمة

الظلم والقهر والسرقةبإسم السماء يعد أقبحواشنع أنواع الظلم وفيهبالغ اإلساءة للخالق

7

الذين نخروا مؤسسات وإنهاء مشروع اإلسالميين الدولة المدنية«.

اإلحزاب تكون أن العراق في غريبا يعد ولم الدينية الحاكمة مضرب المثل في مخالفة الدستور بحر في البلد وإغراقه خيرات نهب والقانون وفي تكون أن فيه غريبا وليس والدموع، الدم من رؤوس تلك األحزاب ذات الخلفية الدينية زعامات السلطة في إرستقراطية طاووسية منتفخة بهيلمان طبقية حزبية تعيش في برج عاجي محصنة ومرفهة التي واإلمتيازات المكاسب من بقائمة ومتخمة الدولة هيبة الطبقة تلك في تغيب لها، حدود ال المتمثلة بالمؤسسات ليحل محلها الرموز المتمثلة برؤساء الكتل. في حين يعيش الشعب وسط حرائق هائلة ومذابح جماعية وبشكل شبه يومي ولم تشهد السنين العشر العجاف تلك استقالة مسؤول واحد أو محاسبة مفسد واحد في حالة غريبة ومريبة من أخالقيات الحكم يتميز بها من يتعاطون السياسة الطبقة تلك أن ذلك من األغرب بل العراق. في من الزعامات لم تتردد في استفزاز مشاعر الشعب وبشكل متكرر فيه الكثير من الوقاحة وقلة اللياقة، بمحاسبة مطالبة األصوات ترتفع حين خصوصا فيها تصريحات العام، المال وسراق المفسدين

الكثير من التطاول واإلهانة للمواطنين، مستهزئين وكأن أنتخبهم، بمن مقارنة المتظاهرين باعداد شرعية المطالب الشعبية تقاس بعدد المتظاهرين، المنطقة اسوار خارج الشعب يعانيه ما وكأن الخضراء غائب عن بال أولئك المسؤولين. ويمكن بوضوح يدرك أن التصريحات تلك يسمع لمن حجم الوعي السياسي الذي يتمتع به من يتعاطى السياسة في العراق الجديد ويمكنه كذلك تشخيص مقدار الشعور بالمسؤولية لدى أولئك الوزراء الذين جاءت بهم الصفقات والتوافقات السياسية المقيتة

في صدفة عمياء، كما يمكنه أن ال يعجب للحال الذي وصل اليه البلد حين يكون حكامه على هذه

الشاكلة. يستلمون حين اإلسالمويين منطق هو هذا توهموا الذي الجالد نسخة يكررون فهم السلطة، يكون لن الظلم يكره من ألن عارضوه، انهم يوما يوما من الظالمين، ولهذا فهم العينة األكثر قبحا فسادهم عورات يسترون ألنهم الحكم أنظمة بين المنافقون إال بالمقدس يستتر وال بالمقدس والدجالون وكهنة المعبد. لقد عرفت بلداننا التفاوت انواعه بكل والقهر واإلستعباد والفساد والتمييز وشتى أشكاله، غير أن الظلم والقهر والسرقة بإسم بالغ وفيه الظلم أنواع واشنع أقبح يعد السماء اإلهانة الناس ومنتهى كل الناس لله رب اإلساءة

واإلستخفاف بكرامة البشر ومقدساتهم.والسؤال بعد ذلك: ما هو البديل إذن؟ هل هو العراق بأخر رئاسي وأن البرلماني النظام استبدال بحاجة لرئيس على نسخة السيسي في مصر، كما هو مطلب معظم المتظاهرين في العراق األن، أم أن

الدولة المدنية هي الحل؟!ينبغي مقبول لجواب التوصل محاولة وقبل اإلجمال وجه على المدنية الدولة مالمح تبيان كونها الوحيدة التي لم تجربها شعوب منطقتنا بعد. وحين نحاول استجالء أهم مقومات الدولة المدنية نجد أن من أول شروطها أنها دولة ال تؤمن بنظرية التفويض األلهي للبشر كي يحكموا باسم الله )اي ليست دولة دينية( دولة قوامها اإلستقالل والسيادة الركن فيه المواطن حرية تكون وأن والدستور، والتعليم واألعتقاد التفكير في حريته األساس، وممارسة والعبادة والتملك والسفر التظاهر وحق ومنظمات األحزاب وتكوين والطقوس الشعائر والدستور، القانون سقف تحت المدني المجتمع

وأن يكون الشعب مصدر السلطات. والدولة المدنية هي دولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات بغض النظر عن أو معين دين دولة ليس والدين، والعرق الجنس حزب أو طائفة أو مكون اجتماعي ما، وأن يكون اال كذلك يكون ولن للوطن حارسا فيها الجيش حين يكون مؤسسة سيادية مستقلة غير مسيسة. الدولة المدنية هي دولة التنوع واإلختالف والتعددية الفكرية والثقافية والسياسية في فضاء الحرية الذي يغمر الجميع، دولة يحترم فيها الرأي والرأي اآلخر، دولة قائمة على فصل السلطات اإلساسية الثالث تتدخل ال كي والتنفيذية والقضائية التشريعة

حركات اإلسالم السياسي،بال استثناء، ال تؤمن بمفهوم الوطن وال تتبنى ثقافةالموطنة مطلقا

8

على بعضها تطغى األخرى وال عمل في احداهما بعض. إنها بأختصار دولة التداول السلمي للسلطة الجهة وتكون ونزيهة حرة أنتخابات خالل من للسلطة اإلنتخابات جهة معارضة التي ال تكسب وادائها، وليست معارضة للدولة، فالدول ال تسقط بسقوط الحكومات. الدولة المدنية هي دولة القانون الحاكم سواء حد الجميع وعلى على يسري الذي دولة هي المدنية الدولة تكون وبهذا والمحكوم، المواطن حق فيها يصان التي اإلجتماعي العدل فيها مستقبله ويكون فيها كرامته ويؤمن وتحترم السلم األهلي من المقدسات التي ال يمكن المساس بها، الدولة المدنية هي بإختصار دولة المواطن التي

يصنعها وال تصنعه.ولست أبالغ حين أقول أن دولة بهذه المواصفات العربي واقعنا في المنال بعيد حلما تزال ال الخصوص، وجه على العراق وفي واإلسالمي، ما وكثيرا الكثيرين.. حلم انها يكفي ولكن معرفة له من وكل حقائق. إلى األحالم تحولت الوصول ان يدرك واإلجتماعي السياسي بالواقع طبيعة ألن بعيدا يزال ال المدنية الدولة لمرحلة ليس الحالي الحكم نموذج أفرز الذي المجتمع لديه ال الوعي الكافي وال األدوات التي تكفل قيام الدولة المدنية. فال تزال بلداننا ومنذ قرون تحكمها الزعامات الدينية والقبلية والعائلية. فال تزال معظم

دول العالم العربي واإلسالمي تحكمها مجموعة من المجتمع يزال ال كما الحكم. تتوارث التي األسر المؤسسة يمنح كبير حد والى والمسلم العربي والطاعة والتقديس الثقة من ورموزها الدينية والوالء أكثر مما تستحق، واليمكن في مثل هذا ممكنا. المدنية للدولة التمهيد يكون ان الواقع بلداننا مناهج التربوية في معظم المناهج فال تزال الطائفي أو القومي او الديني الرمز ثقافة تكرس المواطنة والقانون والنظام، وال ثقافة على حساب األفراد الدولة عندنا يحكمها مزاج تزال مؤسسات يتحرك داخلي نظام يسيرها مما أكثر ونفوذهم وفقه الجميع ويطبق على الجميع من حيث الحقوق والواجبات بما في ذلك رئيس المؤسسة وحتى حاكم

بلداننا تشيع ثقافة البالد، وال تزال السلطات في من مستفيدة القانون، سيادة على حساب القبيلة الحزبية لحساباتها والطوائف القبائل شيوخ والء والسلطوية، كما ال يزال البحث العلمي عندنا مهمال

وفقيرا مقارنة حتى ببعض دول المنطقة.خالصة القول اننا على مفترق طريقين وخيارين الحتمية ونهايته السياسي اإلسالم إفالس بعد على أفلس قد ألنه وقت، مسألة باتت التي مستوى األطروحة واألداء ولم يعد لديه ما يقدمه. نحن بين خياري الحكم الرئاسي المركزي وهذا هو من العراق خرج إن األفق، في يلوح الذي الخيار حلما المدنية الدولة خيار ويبقى التقسيم، شبح وهو قريبا، يكون أن لتحققه ونرجو جميعا نتطلع والتغيير الجاد العمل من للكثر يحتاج شك ال الواعي الذي يشمل مناهج التعليم أوال من المراحل والتركيز على قطاعي الجامعية، اإلبتدائية وحتى الواعدة، األجيال مصنع ألنهما والتعليم التربية وتفعيل دور القوانين والقضاء المستقل، وال يخفى ما لوزراة الثقافة واإلعالم المهنية والمستقلة، من دور في اإلرتقاء بوعي المجتمع واخالقياته وبذائقته الجمالية والفنية من خالل أعادة المكانة المرموقة تلك عام، بشكل بالذات والفن للسينما والمسرح الذائقة التي كلما أرتقت كلما أصبح مواطنا يحترم هذا ولمثل ذاته، النظام هو ويصبح بل النظام،

»فليعمل العاملون«

الدولة المدنية هيدولة العدل اإلجتماعي

التي يصان فيها حق المواطن وتحترم كرامته ويؤمن فيها

مستقبله

9

في عمر مبكر وبوعي أقرب للفطرة، الحظت عمق البعد العالم. الى الديني ـ السياسي نظرة في »السلطوي« االخرين، ومصائر وأنفس عقول على »الوصاية« تشكل المنطق األبرز في صلة السياسي ـ الديني بمحيطه، حيث يشكل »التعالي« السمة األعم لتموضعه في اطار الشأن

العام.حين يكون السياسي ـ الديني في »حالة المعارضة« هو ومن هو ما »فسطاطين«: إلى مجتمعه يقسم فهو التأثير( )مجال والذهنية النفسية سطوته مجال ضمن والذهنية النفسية سطوته مجال خارج هو وما هو ومن

)مجال التسقيط(؟والمتأثرين واالتباع الشركاء التأثير( )مجال يشمل الديني لسرديته عن السياسي- يروج وعبره بهم، وضمنه اال في اطار والتنوع والتعدد التباين التي ال تحتمل العالم )مجال التأثير( ولعل التحشيد الكمي هو السمة البارزة في

ديناميكية هذا المجال.يمارس عملية ممنهجة المجال ومن خالله وعبر هذا )مجال داخل هو ما أو هو من كل عن الشرعية السقاط التسقيط( سواء كان نظام حكم أو منظومة مجتمعية أو ثقافية، تمثل الشرعية االخالقية كلمة مفتاحية في هذا

المجال.الحكم« »حالة الى الديني ـ السياسي ينتقل وحين ومن هو ما فسطاطين: إلى أيضا مجتمعه يقسم فانه )مجال المباشرة السياسية مصلحته مجال ضمن هو مصلحته مجال خارج هو ومن هو وما البراغماتية(

السياسية المباشرة )مجال العبء(.عملية ييسر من كل البراغماتية( )مجال في يدخل الفوز بأكبر حصة ممكنة من النفوذ والسلطة للسياسي الديني، وقد يدخل في ذلك ببساطة من كان في االمس ـ

القريب في )مجال التسقيط(.ويدخل في )مجال العبء( كل من ال تثبت منفعته في والسلطة النفوذ من ممكنة حصة بأكبر الفوز عملية

للسياسي ـ الديني.. وقد يدخل في ذلك الكثير من شركاء االمس واالتباع والمتأثرين.

يمكن القول ان هذا التقسيم ال يقتصر على السياسي في للمنخرطين محددا ملمحا يكون وقد الديني، ـ المشاريع أصحاب خصوصا عام، بشكل السلطة صراع هو الديني ـ السياسي يميز الذي لكن االيديولوجية، االنتقال السريع والصادم من الحالة األولى إلى الثانية، دون ذلك دون حياء. ودون مرحلة وسيطة وحتى من تبرير وجيه ان السياسي ـ الديني يمنح نفسه حصانة من المساءلة، المقدس اطالقية إلى البشري، نسبية من فعله ويخرج

بادعاء تمثله وتمثيله.معه ينقل الديني ـ السياسي فان ذلك من واألخطر لمن يهبها ذهب. إينما والمجتمعية االخالقية الشرعية

يشاء وينزعها عمن يشاء.يفسر هذا حالة الصدمة والذهول وخيبة األمل العميقة اإلسالمية للحركات المنتمين من الكثيرين تصيب التي وان حتى السلطة، إلى حركاتهم وصول بعد السياسية كان وصوال عابرا سريع االنتهاء. وتنشر هذه الحالة مشاعر قيم فتقوض المجتمع، في االنتقام وروح واليأس الغضب

التعاون والوالء لصالح االنتهازية والكراهية واالنقسام.من األولى جاذبيته الديني ـ السياسي يكتسب االستثمار في العواطف الدينية لدى العامة، ويستخدم هذه يبالي ال لكنه التحشيد، فترة كبيرة طيلة بفعالية االداة الحكم إلى ونبذها بسرعة حين يصل االنقالب عليها في الدينية العواطف األيام يعود البتزاز منتصرا. بمجرد تقلب

للعامة من جديد ويفعل ذلك بمهارة منقطعة النظير.سلطة تطغى التي المجتمعات تتأرجح لذلك القيم العام دون سلطة الديني على مجالها ـ السياسي المدنية، بين عواطف سياسية عنيفة، تساهم في شقها

عموديا وأفقيا بشكل خطير [email protected]

السياسي ـ الديني..الوصاية على المجتمعات وابتزاز عواطفها

هاجر القحطاني

10

إعادة التفكير في روحية اإلسالمانتظارها طال قد لإلسالم بجدية النظر إعادة باألحرى أو مريح، المسلمون بشكل أعتمد بعدما الوقوع مرة أخرى، على التفسيرات القديمة، ولهذا

السبب أننا نشعر بعدم الثقة بالحداثة.قرن من ألكثر اقترحوا والمفكرون العلماء في االجتهاد.. في جادة محاولة إلى بحاجة بأننا اإلسالم. إلصالح التفكير، وإعادة بعقل النضال ومع مطلع القرن الماضي، قاد جمال الدين األفغاني ومحمد عبده، الدعوة إلى االجتهاد الجديد، وعلى البارزين، المثقفين من العديد هناك الطريق طوال منهم النداء، هذا رسخوا وحكماء، اكاديميين محمد إقبال ومالك بن نبي وعبدالقادر عودة. ومع فشلت التي الوحيدة الظاهرة هو فاالجتهاد ذلك،

المجتمعات اإلسالمية في تحقيقها.. لماذا؟ترى اإلسالمي العالم على مجردة نظرة إلقاء إلى أي مدى رحل المسلمون بعيدا عن مثل وروح اإلسالم.. بعيدا عن كونه قوة تحرر، وبكونه عامل اجتماعي ودينامية ثقافية وفكرية من أجل تحقيق

المساواة والعدالة والقيم اإلنسانية.سريري، بمرض أصيب قد اإلسالم أن يبدو ويبدو لي أيضا أننا قد جسدنا كل تلك التأكيدات لإلسالم والمعاصرة التاريخية الغرب صور أو ال إذن عدة. لقرون بها شوهنا التي والمسلمين التي عرضها الشياطين بأن االعتراف، من لي بد ماثلة زالت ما الجماعية، شخصيتنا على الغرب

في دواخلنا بقوة.مفهوم أو الغرب، على اللوم إلقاء ولكن الحداثة كشيء غريب علينا، سيكون خيارا كسوال. صحيح أن الغرب، خاصة الواليات المتحدة، لديها الكثير من االجابة على ذلك. ومن المفيد القول ان إلى المسلمين يسارعون في توجيه أصابع االتهام المظالم والهيمنة التي ارتكبتها السياسة الخارجية يمكن جزء فهذا ذلك، ومع األمريكية واألوروبية. ليست فالهيمنة هذا ومع بسهولة. عليه التغلب مفروضة في كل الحاالت، وفي بعض األحيان تكون مدعوة. الوضع الداخلي في اإلسالم هو بمثابة دعوة

مفتوحة لتلك الهيمنة.

لقد فشلنا في االستجابة لدعوة االجتهاد وثمة حقيقة أهمها: من لعل لذلك جدا عميقة أسباب النبي واحاديث القرآن المقدسة.. نصوصنا سياق محمد )ص( حيث تم تجميدها، لهذا ال يمكن للمرء أن يكون على عالقة تفسيرية مفتوحة مع النص..

باعتباره نصا مقدسا أبديا.ليس للنص التفسيري السياق كان إذا ولكن سياقنا، وليس زماننا، إذن تفسيره ال يكاد يكون له أي معنى حقيقي أو أهمية بالنسبة لنا كما نحن باستمرار تجرفنا التاريخية التفسيرات اآلن. عليه نحو العودة إلى التاريخ، إلى السياق المتحجر منذ ندرك تعظيمها، يتم أسوأ، هو وما طويلة، فترة رومانسية السياقات بل تعظيمها التي لم تكن حتى أصال موجودة في التاريخ، وهذا ما يعلل االرتباط العاطفي القوي لإلسالم لدى المسلمين. اإلسالم في حد ذاته، نظرة عالمية ونظام لألخالق، اضحى لديه القليل أو ال عالقة مباشرة له بحياة الناس اليومية، وبصرف النظر عن قلق واضح من الطقوس والعبادة، بسبب ممكن غير الجديد االجتهاد والتفكير فان

غياب السياق الذي يمكنه ان يحدث ذلك فعال. تجميد التفسير وإغالق »أبواب االجتهاد« كان له تأثير مدمر على فكر وفعل المسلم. وقد أنتج ما ارتفاع ميتافيزيقية: بثالث كوارث أستطيع وصفه على يترتب ما مع اإللهية، مستوى إلى الشريعة والمعادلة المؤمنين، من )الخالفة( الوكالة إزالة

التفسيرات التاريخيةللقرآن تجرفناباستمرار إلىالسياق المتحجر

البد منإعادة تفسيرالقرآن فيكل حقبةزمنية جديدة

األمة ال تعني المسلمينفحسب، وانما الساعين لتحقيق العدالة ونصرة المظلومين

في كل مكان

بروفيسور ضياء الدين سرداركاتب وناقد واعالمي بريطانيورئيس مجلس إدارة المنبر الدولي للحوار االسالمي

11

بين اإلسالم والدولة. المسلمون، يعتبر أوضح. أن لي اسمحوا بأنها »القانون اإلسالمي« الشريعة، بشكل عام، وهي مقدسة. ومع ذلك، ليس هناك شيء الهي ما أن يمكن الذي الوحيد والشيء الشريعة. يخص الكريم. القرآن هو اإلسالم في الهي بأنه يوصف الشريعة هو تشيد انساني في محاولة لفهم اإلرادة أن في السبب هو هذا معين. سياق في اإللهية من الواقع في يتكون الشريعة من األكبر الجزء الفقه ، وهو ليس أكثر من رأي قانوني من الفقهاء قبل رائجا يكن لم الفقه مصطلح التقليدين. العصر العباسي، ولكن عندما تولى الفقه الشكل حيوية جوانب ثالثة أدرج له، المنظم القانوني في العباسي. العصر في اإلسالمي المجتمع من مرحلته في اإلسالمي التاريخ كان المرحلة، تلك التوسعية، والفقه إدرج منطق عالمية اإلسالم في ذلك الوقت. األحكام الفقهية على حكم الردة، على سبيل المثال، ال تستمد من القرآن ولكن من هذا بسيطا، العالم كان ذلك، على وعالوة المنطق. واألسود، األبيض إلى يقسم أن بسهولة ويمكن وبالتالي، تقسيم العالم إلى دار إسالم ودار حرب. في القانون كان واضعو حيث ذلك، من واالكثر المجتمع، بادارة متخصصين ليسوا المرحلة تلك وغير قادرين على رؤية العيوب الكامنة، وما هو الجانب القانوني الذي يحتاج لتفكير جديد وإعادة وهكذا نظرية. مجرد القانون أصبح لذا صياغة، الفقه، كما نعرفه اليوم، تطور على أساس تقسيم بين أولئك الذين كانوا حاكمين وحدد نفسه بعيدا

عن المجتمع، واولئك الذين أطروأ القانون.عندما أنه هو األمر واقع في يعني ماذا الشعوب تعود الشريعة اإلسالمية الدول تفرض نرى أن يمكننا الوسطى. القرون في العيش إلى في طالبان وحركة والسودان، السعودية في ذلك بالفقه الضيق التمسك مع خاصة أفغانستان، مشاكلنا جميع تحل سوف الشريعة ان باعتبار

وتغدو مصدر قوة وهيبة الحكم.ارتفاع الشريعة إلى المستوى اإللهي يعني أيضا ان المؤمنين أنفسهم ليس لديهم أي وكالة )خالفة( أنفسهم فالناس لذا بداهة، هو القانون أن وبما والتنفيذ. الطاعة سوى يفعلونه ما لديهم ليس بدال سلبين مستقبلين المؤمنون يصبح وبالتالي الشريعة الواقع، في الحقيقة. عن باحثين من من المبادئ وإطار من مجموعة من أكثر ليست القيم، التي توفر التوجيه للمجتمعات اإلسالمية. ولكن هذه المبادئ والقيم ليست ثابتة لكنها حيوية

ومستمدة من ضمن السياقات المتغيرة. على هذا النحو، تصبح الشريعة اإلسالمية هي منهجية حل المشكلة بدال من ان تكون قانونا. وهذا يتطلب من المؤمنين بذل قصارى جهودهم إلعادة تفسير القرآن النبي محمد )ص( نظرة على حياة الكريم وإلقاء بعيون جديدة ومختلفة. لهذا البد من إعادة تفسير القرآن من حقبة إلى حقبة، مما يعني أن الشريعة، وبالتالي اإلسالم نفسه، تفترض إعادة صياغته مع الذي الوحيد الشيء ولعل المتغيرة. السياقات

يبقى ثابتا في اإلسالم هو النص القراني.نظرة هو وإنما فحسب، دينا ليس اإلسالم تكاملية، وهذا يعني، أنه يدمج جميع جوانب الواقع من خالل توفير منظور أخالقي على كل جانب من جوانب المسعى اإلنساني. وال يقدم اإلسالم أجوبة جاهزة لجميع مشاكل اإلنسان، بل أنه يوفر منظور السعي المسلمين على لكن وعادل، أخالقي للعثور على إجابات لجميع مشاكل اإلنسان. فإذا اختزال يتم معطاة، بداهة اإللهية الشريعة كانت اإلسالم إلى أيديولوجية شاملة، وهذا بالضبط حال اإلسالمية الجماعة خاصة اإلسالمية، الحركات )باكستان والهند( وجماعة اإلخوان المسلمين التي

اختزلت اإلسالم بصورتها. في الثالثة الميتافيزيقية الكارثة وتبدو شريعة مع ما، دولة ـ أمة داخل الفكر هذا وضع حيث إسالمية« »دولة لديك يكون حينها إلهية، المعاصرة، اإلسالمية« »الدول جميع تستند إليه تسعى وما والسودان والسعودية إيران من باكستان إلى هذا االفتراض المثير للسخرية. وما برنامج إلى يتحول أيديولوجية اإلسالم يصبح ان إنسانيته فاقدا ثابتة، مصالح مجموعة عمل عقيدة إلى اإلسالم تحويل معركة. ساحة ويصبح سياسية على أساس دولة ليس فقط يحرمه من كل أيضا يتهكم إنه بل المعنوي واألخالقي، محتواه

إسالمي، غير بأنه اإلسالمي التاريخ معظم على »الذهبي« الماضي اإلسالميون يستعيد وعندما الحاضر ازدراء أجل من فقط ذلك يفعلون فإنهم هو لنا بقى ما فكل بالمستقبل. واالستهزاء الفوضى الحتمية، كما راينا ذلك بوضوح في نظام

طالبان.الرؤية الشمولية لإلسالم كدولة سيحول سياسة المسلم إلى الميتافيزيقيا في مثل هذه المشاريع، كل عمل يمكن تبريره على أنه »إسالمي« من خالل ما تمليه المصالح السياسية كما شهدنا في إيران.الثالث الميتافيزيقية الكوارث اوضحت المعيار في التي أصبحت لالختزال عملية شاملة المجتمعات اإلسالمية. العملية االختزالية نفسها وصلت فقد اآلن أما جديدة. ليست أيضا هي من كان التي األفكار أن حيث عبثية، حالة إلى المفترض أن تدفع مجتمعات المسلمين نحو القيم من المعاكس.. االتجاه في سارت اإلنسانية، الجمال البالغ الرقة في التحدي الدائم لبناء العدالة الرحمة والشفقة، نحصل على تركيز معادلة عبر ال ترى شريحة تمارسه الذي التطرف مع التبشير حاجة للتفكر وبعيدة تماما عن االدراك ألن االسئلة يعتقدون قد تمت تدور في دواخلهم التي المهمة اإلجابة عليها من قبل رجال دين تقليدين رحلوا منذ فترة طويلة، فالسؤال أو النقاش حولها، هو بمثابة

التصويت للخطيئة.األساسي المفهوم مع االختزال عملية بدأت منه جعل الذي من هو، من نفسه. الدين لرجل أي الدين رجل كان اإلسالم صدر في سلطة؟ وصفت التي المعرفة، أو بالعلم يحتذي شخص تصنيفات ان نرى أن ويمكننا الواسع. بمعناها امثال علماء قبل من المبكر الوقت في المعرفة الكندي، الفارابي، ابن سينا، الغزالي وابن خلدون. والواقع أن كال تعريفي المعرفة كانتا نشاطا فكريا الباحثين كل لذلك التقليدي. اإلسالم في كبيرا والفالسفة والعلماء والالهوتين، هم علماء. ولكن بعد غلق »أبواب االجتهاد« في العصر العباسي، العلماء واصبح دينية، معرفة إلى العلم اختزل

يمثلون علماء الدين فقط.المركزية الفكرة فإن فكرة اإلجماع، وبالمثل، للحياة المجتمعية في اإلسالم، قد تم اختزالها إلى إجماع حرفيا يعني اإلجماع مختارة. قلة إجماع محمد النبي ممارسة إلى المفهوم ويعود الناس. نفسه كقائد لنظام الحكم األصلي عند المسلمين. عندما أراد الرسول التوصل إلى قرار، كان يدعو

تحويل اإلسالم إلىعقيدة سياسية يحرمه

من كل محتواه المعنوي واألخالقي

12

المجتمع اإلسالمي بأسره ـ لم يكن كبيرا جدا انذاك - إلى المسجد. وما يترتب من المناقشة هو عرض الجمع فإن وأخيرا، والمعارضة. المؤيدة الحجج روح فان وهكذا، اآلراء. في توافق إلى يتوصل المجتمعية الحياة في مركزية كانت الديمقراطية الوقت مرور مع لكن اإلسالم. لصدر والسياسية واختزل المعادلة، من الناس الدين رجال ازال

اإلجماع إلى إجماع علماء الدين. ليس من المستغرب إذن، التسلط والثيوقراطية واالستبداد التي يسود العالم اإلسالمي. لذا يجد الممارسة أصبح فيما نموذجه السياسي المجال المقبولة وصنعة األتباع المخولة دينيا، أولئك الذين ظالمية اإلسالم. وتوضيح شرح احتكار يدعون اإلسالمية المجتمعات على تهيمن الدين، رجال

لرسم خطوط التعصب وبعبثية المنطق االختزالي.خالل من األخرى المفاهيم من العديد ذهبت عملية مماثلة من االختزال. مفهوم األمة، المجتمع إلى اختزاله تم قد للمسلمين، العالمي الروحي »بلدي قومية: الدولة امة، ـ دولة العليا المثل على حق خطا أم صواب« تم نقله الى »امتي على صدام أمثال طغاة وحتى صواب«. أم خطأ حق األمة« »وعي أساس على عنه الدفاع تم حسين و»وحدة األمة«. وقد تم اآلن اختزال الجهاد لمعنى ضارة الترجمة هذه المقدسة«. »الحرب هو واحد الفكرية واالجتماعية، المفهوم ومكوناته لروحانية وتم بالمقابل اختزال المفهوم إلى حرب بأية وسيلة، شخص ألي يمكن لذلك اإلرهاب. ذلك في بما اآلن أن يعلن الجهاد على أي شخص اخر، دون أي مسبب أخالقي أو معنوي أوأي سبب آخر. ال شيء يمكن أن يكون أكثر انحرافا أو مرضا أكثر بعدا الجهاد دالالت الجهاد. من األولي المعنى عن األخرى، بما في ذلك الكفاح الشخصي، المسعى تبخرت. كلها االجتماعي.. والبناء الفكري، العامة« »المصلحة باسم عادة صار االستصالح ومصدرا رئيسيا للشريعة اإلسالمية، كلها اختفت من الوعي اإلسالمي، واالجتهاد تم اختزاله إلى ما

يزيد قليال عن رغبة.إسالمية مفاهيم على يقوم الذي العنف لكن بالمقارنة مع الطريقة االختزالية مقدسة هو ضئيل تلوكها التي محمد النبي وأمثلة وأقوال للقرآن األلسنة. ذلك الذي يطلق عليه العالم الراحل فضل اآلن اصبح القرآن، مع »الذري« التعامل الرحمن ما له تقريبا شيء وأي شيء كل القاعدة.. هو سياقها. خارج ومن اآليات من باالقتباس يبرره

بعد احداث 11 سبتمبر، على سبيل المثال، عدد في قليل عدد ذلك في بما طالبان، أنصار من التالية: اآلية باقتباس الفعل تبرير تم بريطانيا، سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا..

.)151، 3(هذه إلى ينسب الذي الظاهر فإن ذلك، ومع اآلية ال شي أبعد عن الروح الحقيقية للقرآن. في هذه اآلية المعينة، كان القرآن يخاطب النبي محمد نفسه، نزلت عليه أثناء غزوة أحد، عندما كان جيش تجهيزا ومجهز أكبر عدوا ويواجه صغيرا النبي المعركة. نتيجة إزاء ومهتم معني كان جيدا. القرآن يطمئنه ويعده بأن العدو سيرتعب من جيش العدد والعدة. فاآلية نظرا لسياقها، القليل النبي المسلمين، لجميع عامة تعليمات ليست إنها ولكن تعليقا على ما كان يحدث في ذلك الوقت. وبالمثل يتم نقل احاديث الرسول )ص( لتبرير أكثر النبي نفسه: لحيته السلوك تطرفا. وتحول مظهر ومالبسه، إلى صنم: واآلن اصبحت واجبا »للمسلم الحسن« أن ال تكون ليس له لحية فحسب، ولكن تم أيضا! االمالءات لهذه مطابقا طولها وشكلها سلوكه اما والرموز، اإلشارات إلى النبي اختزال تواضعه ألفعاله، واألخالقية المعنوية واألبعاد ركنت عنها، دافع التي العامة المبادئ ورحمته،

في زوايا التجاهل والنسيان.الميتافيزيقية الكوارث من التراكمي التأثير حولت عقائد اإلسالم السمحة إلى اسلحة للتشدد النفعي واإلفالس األخالقي. وألكثر من عقدين من حضارة »مستقبل مثل كتبي في أكدت الزمن، اإلسالمي«، و»المســتقبل )1979( المــسلم« و»شكل األفكار القادمة« )1985( أن الحضارة يتوجب ما بشكل ومحطمة جدا مجزأة اإلسالمية

علينا اعادة بنائها »لبنة إثر أخرى«. فمن الواضح اآلن البد من إعادة النظر في اإلسالم نفسه، فكرة أن بسيطة وهي حقيقة مع نبدأ أن علينا بفكرة. المسلمين ال يحتكرون الحقيقة. ومثل بقية البشر، علينا النضال من أجل تحقيقها باستخدام أفكارنا لفهم كأدوات بنا الخاصة المقدسة ومفاهيمنا

وإعادة تشكيل الواقع المعاصر.لإلسالم ومعاصر جديد تقدير إلى الطريق واالبتعاد الميتافيزيقية الكوارث مواجهة يتطلب األول، المقام في التوليف. إلى االختزال عن يحتم على المسلمين، كأفراد وجماعات، استعادة وواجبهم، حقهم على واإلصرار )الخالفة( الوكالة المصادر تفسير إلعادة علم، وأهل كمؤمنين اآلن يجري ما تسأل ربما لإلسالم. األساسية إذا يمكننا، ال الشريعة. من العام العنوان تحت أيدي في التفسير ترك إيماننا، نقيم ان حقا كنا رجال الدين، الشريحة األقل تعلما والتي تنقصها واحتقار بازدراء تمتاز للعالم وعادة معاصر فهم منه. الناتجة الثقافية والمنتجات األفكار جميع أكثر هي شريحة بسبب اإلسالم وهن اشاع وقد دراية عن عالم القرن الحادي عشر أكثر من القرن الحادي والعشرين الذي نعيش فيه اآلن. وال يمكن النبيلة الفكرة دفن في الشريحة لهذه نسمح أن

لالجتهاد في التاريخ البعيد.لديهم العالم أنحاء جميع في المسلمون لشؤون الراهنة الحالة عن يتسألون مخاوف، المفاهيم استعادة عليهم يتوجب ما اإلسالم سياق في صياغتها وإعادة لإلسالم األساسية أوسع. اإلجماع من الضروري أن يعني إجماع جميع للحكامة. والمساءلة المشاركة في المواطنين الجهاد يجب أن يفهم في معناه الروحي الكامل، السالم والعدالة هو واقع الكفاح من أجل ان كما معاش لجميع الناس في كل مكان، ومفهوم األمة تجريد مجرد من أكثر ليصبح عليه العمل يجب اختزالي. كما قال أنور إبراهيم »األمة ليست مجرد مجتمع لكل أولئك الذين يدعون أنهم مسلمون، بل هو المفهوم األخالقي للكيفية التي ينبغي أن يصبح المسلمون كجماعة في عالقتها ببعضها البعض، األمة الطبيعي«. والعالم األخرى والمجتمعات لتحقيق الساعين وانما فحسب، المسلمين ليس بمعنى مكان. كل في المظلومين العدالة ونصرة من المعاني، فإن الحركة نحو التوليف هو التقدم نحو المعنى األولي كوسيلة معنوية واخالقية للنظر وصياغة العالم، وكمجال للثقافة المدنية السلمية،

وصيغة شاملة للمعرفة، باعتبارها كينونة وفعل

البد من إعادة النظرفي اإلسالم ونبدأ مع حقيقة بسيطة وهي أن المسلمينال يحتكرون الحقيقة

13

ينطلق ثم بفرضيات، الباحث يبدأ العلمي البحث مجال في المناسبة واألدوات الوسائل باستخدام بحثه ومتاهات دروب في للمنهج الذي يختاره إلثبات صحة تلك الفرضيات أو يقوده لنفيها التي العرب، اإلسالميين نقائص من واحدة صحتها. عدم وإثبات هي الحياتية، المسائل في الركب عن وتخلفهم لتأخرهم قادت وبناء للنقض قابلة ليست كحقائق الفرضيات مع تعاملهم مواقفهم ورؤاهم على أحكام قطعية لم تتوافر لها فرص اإلختبار

وقواعد التجريب لتأكيدها.من سلبيات األحكام والرؤى القاطعة هي ما يترتب عليها من نتائج خاطئة وركون إلى واقع متوهم، مثلما يحاولون تصوير النظام السياسي التركي بـ )اإلسالمي(، عقب فوز حزب العدالة والتنمية باألغلبية البرلمانية ورئاسة الوزراء في السنوات السابقة، ودعمه

الفوز األخير لرجب طيب أردوغان باالنتخابات الرئاسية مؤخرا. انتصار أردوغان فوز بأن التي ستجيب على تساؤلنا الحقيقة لإلسالميين أم العلمانية هو الوثيقة التي تحكم ذلك النظام وهي لجمهورية كرئيس القسم بموجبه أردوغان أدى الذي الدستور المبادئ عنوان وتحت التركي الدستور من األول الباب في تركيا. دولة هي تركيا »جمهورية أن على الثانية المادة تنص العامة وتضع القانون؛ تحكمها سيادة واجتماعية وعلمانية ديمقراطية والعدالة؛ الوطني والتضامن العام، السلم مفاهيم اعتبارها في أنشئت على وقد أتاتورك، لقومية والوالء اإلنسان؛ واحترام حقوق

أساس المبادئ األساسية المنصوص عليها في الديباجة«.بيقين الشك يقطع أردوغان بموجبه فاز الذي الدستور إذا والؤها النظام ديمقراطية المرجعية علمانية دولة تركيا دولة أن هذه دينية. مرجعية ذات دولة ليست فهي التركية، للقومية بنجاح فرحتهم أثناء العرب اإلسالميون يتجاهلها الحقيقة الرئيس المسلم أردوغان، وهذا التجاهل يعمي بصائرهم عن دراسة ترقية في منها ليستفيدوا التركي السياسي للواقع حقيقية

وتطوير أدائهم السياسي في بلدانهم.على المؤكدة التركية الجمهورية دستور نصوص تركنا إذا والتنمية العدالة حزب دستور في ونظرنا جانبا، الدولة علمانية نفسه تنص مبادئ الحزب في المادة الثانية )المرتكزات األساسية سياسي، تنظيم هو والتنمية« العدالة »حزب أن على للحزب( تأسس من أجل القيام بالعمل الحزبي واألنشطة السياسية طبقا لالئحته وبرنامجه في إطار : دستور الجمهورية التركية، والمواثيق

ق عليها من قبل مجلس األمة التركي الكبير، وعلى الدولية المصدرأسها »البيان الدولي لحقوق اإلنسان« و»االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان« وقانون األحزاب السياسية، وقوانين االنتخابات، والقوانين

واللوائح األخرى ذات الصلة.هذا النص ال يحتاج إلى أي تفسير فهو واضح بما فه الكفاية ويكشف عن مدى التزام الحزب بعلمانية الدولة كما هو منصوص

عليها في الدستور. الثابت في النظام التركي هو ما أسسه زعيم دولتها العلمانية الدائم الدستور في التطور أن والثابت أتاتورك. كمال مصطفى لجمهورية تركيا يقر وفقا للمبادئ واألسس الديمقراطية وال يخرج ذو رئيس النظام رأس على جاء إذا حتى العلمانية المرجعية عن خلفية إسالمية. وكما هو ثابت أيضا فإن المصالح العليا لتركيا سواء حكمها حزب العدالة أو غيره لن تحيد عن التزامها بالعلمانية إلى تنظر هي طالما سياسي كنظام والديمقراطية كمرجعية، محيطها اإلقليمي وتتطلع إلى أن تكون عضوا مؤثرا ومشاركا في مرسي محمد استدعى ما هذا لعل الدولية. السياسية اللعبة عندما كان عضوا في مكتب اإلرشاد لجماعة األخوان المسلمين في العام 2007، قبل أن يتولى الرئاسة، أن يكتب مقاال يهاجم فيه حزب العدالة والتنمية هجوما شديدا: »أن حزب العدالة والتنمية التركية، للدولة السياسية المكونات أحد اآلن، يحكم، الذي وصعود اإلسالمية الخالفة سقوط وبعد الحالي، بدستورها الدولة، علمانية تقرر اآلن، حتى زالت، ما واألتاتوركية القومية بدستورها وقانونها وتوجهها نحو أوروبا، وسعيها الحثيث لتصبح المسلم التركي الشعب بين البين االختالف رغم منها جزءا

والشعب األوروبي العلماني في الفكر والسلوك«.النجاح اإلقتصادي الذي حققته تركيا والنجاح السياسي الذي العجلة دوران نتيجة جاء التركي والتنمية العدالة حزب حققه العلمانية في شرايين النظام السياسي، والتزام ذلك الحزب بقيم في اإلسالميين على إذا الديمقراطي. السياسي النظام وقواعد تتملكهم من بدال التجربة تلك إلى بعمق النظر العربي العالم من كثير في النظر يعيدوا وأن أردوغان، بانتصار الزائفة النشوة على فصلوه الذي نظامهم صالحية حول القطعية أحكامهم

مقاسهم فقط وال مكان فيه لآلخرين

سياسي وكاتب وقاص من السودان

تركيا .. انتصار اإلسالميين أم العلمانية؟أمير بابكر عبداهللا

1414

ما بعد االسالموية

خطوة في مسار بزوغ حراك مدني مجتمعي

المعروف الفرنسي واألكاديمي الباحث كتب التيارات شؤون في المختص روا، أوليفيه اإلسالم »فشل المعنون: كتابه في اإلسالمية، السياسي«عن ظاهرة فشل ظاهرة اإلسالم السياسي تحقيق في تمثلها التي الحركات فشل من تنبع هدفها الكبير والمعلن وهو إقامة الدولة اإلسالمية، اجتماعية مشروعات أي تقديم في أيضا وفشلها فالمسلمون متكاملة. سياسية أو اقتصادية أو ومشاربهم أطيافهم اختالف )على األصوليون سياسية أيديولوجيا اإلسالم في يرون وبلدانهم( الدولة. من انطالقا إسالمي مجتمع ببناء تسمح لكن فكرة الدولة اإلسالمية، كما يجادل روا بشدة، متناقضة أصال ويستحيل تنفيذها، إذ يمنح مفهوم أشكال من شكل في للسياسة األولوية الدولة

الدنيوية الزمنية. وعن إعادة األسلمة في أوساط الجالية المسلمة في الغرب، يشير أوليفيه روا إلى أنها ليست فقط الوفاء بين للتوفيق محاولة أو اجتماعيا احتجاجا جزء هي بل الفردي، واالستقالل والحداثة لألصل لصالح األصلية الثقافات اضمحالل سيرورة من

الغربنة. فإعادة األسلمة هذه تعني أن الوعي بالهوية من عليها وجزءا غبار ال كانت التي - اإلسالمية مجموعة ثقافية موروثة - ال يمكنه أن يستمر إال إذا أعيدت صياغة هذه الهوية، وهذا خارج أي سياق ثقافي بعينه، أوروبيا كان أو شرقيا. وعليه فإعادة يتجاوز كوني إسالم تحديد بإرادة مرتبطة األسلمة البيئة عن االنسالخ أن ويعتبر المحلية، اإلطارات األصلية يقود إلى البحث عن الكونية أكثر منه إلى الحنين لوطن أو لمجتمع، البحث عن هذه الكونية

يتم ضد الثقافتين األصلية والغربية. في اإلسالميين مبالغة مسألة الكتاب ويطرح تثمين الدولة التي أدت إلى خفض قيمة الدين، حتى في ظل غياب أي تحول ديمقراطي، أي فك الترابط

بين الحقلين السياسي والديني. ويشدد روا على أن اإلسالميين لم يحتكروا يوما التعبير الديني لوجود جهات أخرى تعبر عن الدين. وبالتالي فالتنوع داخل اإلسالم حال دون االنصهار غير اإلسالمية فاألحزاب والسياسي. الديني بين الوحيد التعبير أنها على نفسها تقديم على قادرة

والشرعي لإلسالم في السياسة.

أحد أهم أسبابفشل اإلسالمالسياسي مقاربتهواقعا حاضرابواقع ماضمختلف ومتمايز

إما أن يشهداإلسالم السياسيوالدة جديدةبشكل ديمقراطيأو سيعيش مرحلةانحسار

إعداد:

هيئة التحرير

عين الراصد

بعين ثاقبة، ينظر فريق »الراصد التنويري« الى المشهد الثقافي والفكري في المنطقة العربية وما جاورها، وضمن اطار ثيمة بعينها، يطرح اسئلة محددة ليفهم من اين تأتي قراءتها في سياق تأتي، وكيف يمكن تاتي وكيف ولماذا والمفكرين الكتاب مساهمات

الصورة الكبرى السئلة المرحلة وأزماتها واشكاليتها.وفي هذا العدد، يسعى الفريق الى رفد القارئ المهتم بصورة بانورامية متسعة، تعين على تطوير تفكير اكثر اتساقا بشأن ما يطرح من قضايا، ال سيما في خضم هذا الضخ الالمتناهي لالفكار واالقوال والجدليات، الغث منها والسمين، نحو الفضاء العام لقراء

العربية، مخترقا بالطبيعة حتى فضاءاتهم الخاصة.ال يدعي الفريق، االلمام الكامل بهذه الصورة، ويتواضع للزعم ان هذا المسعى الشك يبقى غير كامل وخاضعا بشكل طبيعي النحيازات البشر ونسبية اي قراءة او تأويل لواقع معين، على ذلك سيسعد الفريق جدا ان يتفاعل القراء مع هذا التقرير، وان يساهموا في

تطويره بأي فكرة او مقترح.

1515

ويعتبر االيراني آصف بيات من اوائل الباحثين في »ما بعد االسالمية« الذي يشغل منصب أستاذ علم االجتماع ودراسات الشرق األوسط في جامعة نقد ظهور إلى بيات يشير إذ االمريكية، إلينوي إيران في الثورة بعد ما السياسي للنظام مكثف عن الغموض إلزالة وذلك الشيعية، الحوزة داخل سبيل على الدين رجال ومن اإلسالمية. الدولة وغيرهما شبستري ومحمد كديور محسن المثال ولغة الدينية السلطة فيهما تضافرت التي العوبة ليس يرى، كما فالدين السياسي. التمرد االيديولوجية أو العكس، مشددين في الوقت ذاته وقد جماعيا. امتيازا ليست اإلنسانية ان على أظهر كديور الذي درس على يد آية الله حسين علي في الخميني الله آية أتباع أقرب أحد منتظري، مدينة قم الدينية، نقدا قويا للدولة اإلسالمية إلزالة الذي الفقيه والية وتحديدا الدولة، عن الغموض يعتبر في نهاية المطاف تصورا بشريا، وتجريده من أي مظهر من مظاهر القداسة. مؤكدا في الوقت ذاته اإلسالم، مع اإلنسان حقوق مفاهيم تصور توافق بدال من وضع التصور اإلسالمي على وجه التحديد

لحقوق اإلنسان.لحركة المؤسس إبراهيم أنور احرز جانبه من وهو الشعبي( )الحلف راكيات باكتان ائتالف ماليزيا، في سابق حكومة ووزير إسالمي ناشط الجماعات مختلف بين الجسور بناء في النجاح جادة محاولة في ماليزيا، في والدينية العرقية لتحقيق التعايش في ظل حكم االكثرية المسلمة.

باللغة الصادرة الناقد« »المسلم فصلية االنكليزية تطرقت إلى أسئلة جديدة حول مستقبل اإلسالم جنبا إلى جنب مع االحتفال بالرمز التاريخي الشهير في العقالنية اإلسالمية ابن رشد السنوية. ويعتبر المعهد المسلم جزء من اتجاه عالمي أوسع، يعكس الذي األمر بريطانيا، في متميز وبشكل تحقيق يمكنها لإلسالم جديدة ديناميكية قراءات

تطبيق أفضل المشتركات بين اإلنسانية. ويرى محمد موسى في اطروحته للدكتوراه في الدين في العنف ان البريطانية »أكستر« جامعة تتطلب كما نقدية. رؤية إلى يحتاج والسياسة السنة بين فقط وليس الطوائف، بين العالقات نموذجية أعمال االهتمام عبر والشيعة، مزيدا من إزالة مجرد وان التواصل، جسور لبناء وعامة الغموض عن السلطة الدينية يمكن أن تؤدي بشكل دون من اإلسالم في حقيقي إيمان لزراعة صحيح يعتمد االسالم روح على والصراع ونفاق.. خوف خاضعة ذاتها هي التي المكتوبة الكلمة على

للهجوم في مفارقة من نوع ما، هو من وحي استبدال التعلم والمعرفة من قبل السلطة الزائفة الدينية من أو الحضارات صدام عن المفتعلة القصص خالل

مؤامرة عالمية ضد اإلسالم والمسلمين. األوجه اإلسالموية.. بعد »ما كتاب ويمثل أواخر في الصادر السياسي«، لإلسالم المتغيرة لنقض مهمة محاولة العربي للربيع الثالث العام تاريخ قراءة إعادة خالل من السائد االتجاه العالم دول من عدد في اإلسالمية الحركات اإلسالموية بعد ما مفهوم خالل من اإلسالمي باعتباره منظورا إلعادة تقييم هذه الحركات، واألهم في تحوالتها وتغيراتها وراء الكامنة القوى قراءة

في وشارك والسياسية. االجتماعية سياقاتها عدد بيات، آصف حرره الذي الكتاب مشروع من السياسي اإلسالم حركات في المختصين من ذوي الخلفيات والمشارب البحثية المتنوعة، حيث بعد لما التركية داغي في »النسخة إحسان كتب وتخندق »اإلسالم توجال وجيهان اإلسالموية« النزعة المحافظة التركية« وسامي زميني »ما بعد اإلسالموية المغربية: معانقة اإلتجاه أو السراب؟« منذ بتاريخها المغربية اإلسالمية الحركات حالة في السلطة إلى وصولها حتى االستقالل بعد ما أعقاب الربيع العربي وموقع ما بعد اإلسالموية من دراسته: في الكروا ستيفان يحلل كما تحوالتها. ان بعد اإلسالموية« السعودية وحدود ما »العربية لعرقلة الرئيس السبب كانت السعودية المحافظية تطور ما بعد اإلسالموية في السعودية.. وغيرها من

الدراسات المفيدة حول لبنان وباكستان.الباحث المغربي وناقش عبدالعزيز العمراني، متخصص في األدب االنكليزي، في موقع »مؤمنون بال حدود« الفضاء العام العربي في مرحلة ما بعد اإلسالمية وما بعد العلمانية، حيث يرى ان الدين في المجال العام على المستوى العالمي خفيا وسريا. ولكن مع عودة الدين إلى قلب الثقافة والسياسة،

ساهمت حركاتاإلسالم السياسي إلى تحويلالدين إلى أداة مواجهة

مع المجتمع

16

أصبح المجال العام يعيد تعريف نفسه دون تهميش العام المجال استوعب العربي الربيع وبعد الدين. اإلسالمية بعد ما هما: باطراد، يتطوران تيارين العالم تشكيل يعيدان وهما العلمانية، بعد وما العربي من جديد، لذلك فإننا نشهد بوادر بزوغ فجر الليبراليين مسيرة تستأنف جديدة، عربية ليبرالية بين كما العشر، الثامن القرن منذ األوائل العرب العربي في الرائد »الفكر ألبرت حوراني في عمله

العصر الليبرالي« 1798 ـ 1939.مقاله في جانبه من أكد عزم جميل احمد د. المعنون »ما بعد الصحوة اإلسالمية« في صحيفة حتمي. أمر اإلسالمية الصحوة انتهاء ان »الغد« فالصحوة هي بداية تعقبها مراحل متممة أو تعقبها عودة للنوم. تماما كما يحدث لإلنسان، فهو يصحو

ثم ينطلق ألطوار أخرى من الحياة أو يعود للنوم.ووصف المرحلة منذ السبعينيات باعتبارها زمن »حركة أفرزت مرحلة وهي اإلسالمية« »الصحوة اجتماعية وأنساقا متكامال وجيال إسالمية« وفصائل وأحزابا وحركات وسياسية وثقافية

وقيادات جماهيرية ومنظرين.واآلن إما أن تكون هذه »الصحوة« قد انتقلت فيها من شعارات وحماسة بما األولى المرحلة من أن أو مثمرة عملية برامج مرحلة إلى وطموح، »المد« مرحلة انتهت كما ستنتهي »الحركة« أن إما أخرى، وبكلمات قبلها. اليساري والقومي ترتقي الحركية اإلسالمية لطور ما بعد »الصحوة« أو سيأتي بديل لها، كما كانت هي بديال للمدين شكل أمام »بأننا ويستنتج واليساري. القومي فهم على يقوم السياسي، اإلسالم لظاهرة جديد األفراد للدين ونصوصه بأنفسهم أكثر من اعتمادهم تراجع أمام أننا أو مسيسة، حركات فهم على تلك الظاهرة لصالح واقع جديد ال يزال غير واضح

المعالم«.اإلسالم بعد »ما المعنون: مقاله وفي إبراهيم يؤكد »الحياة« صحيفة في السياسي« السياسي غرايبة ان مسؤولية نشوء ظاهرة اإلسالم سعي ففي الجماعات، كما الحكومات تتحملها وحشدهم المتدينين تأييد الجتذاب الحكومات السياسي، اإلسالم نمو في ساهمت الصراع، في بل في تضخيم دور الدين في السلطة وفي الحياة هيمنة ومواجهة أداة إلى العامة واليومية وتحويله

مع المجتمعات والمعارضات.كانت جماعة »اإلخوان المسلمين« في نشأتها استئناف الى تسعى إنها تقول الملهمة وروايتها

تشجيعا ذلك في ولقيت اإلسالمية، الخالفة وغيرها مصر في السياسية األنظمة من وترحيبا من الدول ذات األنظمة السياسية المحافظة والتي وفي االجتماعي مشروعها في شريكا فيها رأت واالجتماعية السياسية التيارات مع مواجهتها الجديدة التي كانت تبدو تهديدا للبنية االجتماعية والهيكلية للنخب والسلطات. ثم تحولت الجماعة والمنظومة الدول وعلى نفسها على عبء إلى الخيار فإن وبالطبع واالجتماعية. السياسية األفضل لم يكن المواجهة واالضطهاد، ما ساهم في

إنشاء ظاهرة الجماعات القتالية والتكفيرية، وفي من وأسوأ االجتماعي، الكراهية واالنقسام تنامي ذلك هشاشة المجتمعات وعجزها عن حماية وتنظيم شؤونها، واستيعاب الحداثة، ومواجهة أخطار الفقر

والتهميش.األردني، واإلعالمي الكاتب قارب بدوره أن من منطلقا المطروحة، األسئلة الهرش حاتم اإلخوان جماعة السياسي اإلسالم حركات »كبرى خطورة« وجودها لحظات أشد تواجه المسلمين، لدحض تطرح التي المقاربات »كل أن موضحا إشكالية في تقع الجماعة، طرف من الطرح هذا خمسينيات في وتجاربها المحنة خطابات اجترار الحالي«. الواقع اختالف مع الماضي القرن واعتبر الهرش أن »هذا الطرح هو دليل إدانة لسلوك أولهما لسببين: الميدان، في السياسي الجماعة استبطان خطابات المحنة دون إقناع مؤيدي التنظيم مقاربة وثانيهما: تجاوزها، تم بأدوات وجماهيره واقع ماض بواقع حاضر مختلف تمام االختالف«.اإلخوان جماعة أن إلى حديثه في الهرش وأشار العراق في كما الميداني، دورها يغيب حينما وسوريا، فإن ذلك يقود إلى نشوء خطابات جهادية من تجد ما سرعان الدول، تلك في الفراغ تمأل

ساهمت السلطات في تضخيم دور الدين في الحياة اليومية

وتحويله إلى أداة مواجهة ضد خصومها

17

إال وجودهم اإلخوان يفقد وبالتالي حولها، يلتف الواقع. في مؤثر وغير له، يؤبه ال عابر بشكل وفي تقييمه ألداء اإلخوان في الدول المختلفة، رأى الهرش أن اإلخوان فشلوا في إدارة الحالة اليمنية، وفشلوا كذلك في مصر بصرف النظر عن المالبسات، واكتفت النهضة التونسية بوزير واحد، وهي أبعد ما تكون عما يصفونه بالتشاركية والتعددية، طبعا والعراق. سوريا في المعادلة من جزءا ليسوا هم

تلك القول »اإلخوان في عموم إلى الهرش وخلص ميداني بفعل أن يشهدوا والدة جديدة إما الدول، مرحلة سيعيشون أو المحنة، خطابات يتجاوز في واليساريون القوميون عاشها التي االنحسار

سبعينيات القرن الماضي بعد هزيمة 67.وفي مقاله »أسباب فشل اإلسالم السياسي.. علي يكتب داعش« دولة إلى العربي الربيع من ان االلكتروني، صوتك« »هنا موقع في أنوزال الفشل هو ما يجمع تجارب اإلسالم السياسي في اإلسالم تجارب »تقييم يقول: إذ عدة، تجارب إلى أخرى، الحكم يختلف من دولة السياسي في كان الذي الفشل هو كلها بينها يجمع ما ويبقى بأن الحسم يمكن وال عليها. محتوم كقدر مآلها هذا الفشل فرض عليها، ألن ذلك سيسقط مسؤولية

اإلسالم السياسي في تحمل خسائر فشله في تدبير الحكم«.

اإلسالم أن هو ملموس، هو »ما ويضيف: السياسي حمل معه إلى السلطة والمسؤولية أسباب فشله البنيوية والموضوعية، من قبيل انعدام ثقافة الديمقراطية عند هذا التيار، وغروره المفرط بقوته وقلة أطره، كفاءة وضعف الشارع، في المفترضة من كثير في انعدامها أو التدبير في تجاربه الحاالت، وانتهازية ونفاق بعض فصائله، وانسياقه وراء شعارات قواعده شبه األمية، وتشبثه بأفكاره القطعية وأحكامه المسبقة، وعدم وضوح رؤاه، وفي

حاالت أخرى سعيه إلى الغموض والتقية.مدى اإلسالميين حكم تجارب »أثبتت محدودية شعاراتهم التي كانوا يلخصونها في عبارة كان التي الديمقراطية أما الحل«. هو »اإلسالم أو الحكم إلى وصلوا فبفضلها غالتهم، يعاديها آرائهم عن التعبير فرصة لهم أتاحت األقل على المصادرة. أو المنع أو االعتقال من خوف بدون محايد، شعار إلى الجميع ليعود األوان آن وقد أي يقصي يستثني وال يفرق، ال مما أكثر يجمع . الحل« هي »الديمقراطية شعار: أال وهو أحد، فال بديل عن هذا الحل ما بين جمهوريات الخوف يترنح، اآلخر بعضها وما زال بعضها، التي سقط الفوضى جدار في فتحت التي »داعش« دولة أو

العربية ثقبا أسود سيبتلع الجميع«.التركي الحرية والعدالة حزب فوز مع وتالزما االنتخابات في السياسي، لإلسالم الممثل البرلمانية األخيرة، يكتب عريب الرنتاوي في مقال التعريب بين السياسي »اإلسالم عنوان: تحت والتتريك« في صحيفة »الدستور« االردنية، حيث يقول: »يصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ـ من حيث يدري أو ال يدريـ على تبديد قوة »النموذج بين والتعايش العيش دعائم إرساء في التركي«

اإلسالم والديمقراطية، اإلسالم والعلمانية، اإلسالم عليها استقرت التي والحقوق الحريات ومنظومة قابال نموذجا يعتبر كان ما جمعاء.. البشرية لالحتذاء طوال أكثر من عشر سنوات، بات اليوم، نسخة غير مزيدة، وغير منقحة، من أنماط وتجارب الحكم التي انتشرت في العالم العربي طيلة سنوات الركود واالستنقاع الطويلة.. وال أدري إن كان بعض بنظرتهم مستمسكين زالوا ما األتراك، أصدقائنا السياقين بين والفجوات للفوارق »االستعالئية«

الحضاريين العربي والتركي.من كثير تستعير والتنمية، العدالة حكومة األساليب غير الديمقراطية، التي انتهجتها أنظمة وحكومات عربية لتكريس سلطتها وتفوقها.. تحكم سيطرتها على القضاء وتتبعه للسلطة التنفيذية.. والصحافة اإلعالم على الحروب أبشع تشن أكبر سجن إلى البالد المستقلة واإلنترنت وتحيل التشريعات كشفت وقد العالم، في للصحفيين المروعة الفصول من بعضا األخيرة، والتسريبات للعالقة بين اإلعالم والسلطة في أنقرة، ولقد قرأنا عن تدخالت شخصية سافرة لرئيس الحكومة مهددا

ومتوعدا صحفا ومحطات تلفزيونية.في حتى تقدم لم تركيا إن القول: خالصة األفضل النموذج والتنمية العدالة صعود ذروة محاولة أفضل قدمت لكنها للديمقراطية، والديمقراطية.. السياسي اإلسالم بين للمصالحة اليوم، فإن هذا »النموذج« يكاد ينهار بسبب أما أظافر خصومه ومجادليه، تقليم في الحزب نجاح العلمانية والمجتمع الدولة مؤسسات وإضعاف أن حقيقة يؤكد ما استقالليتها، على واإلجهاز حداثة ومدنية، السياسي« »اإلسالم طبعات أكثر قابلة لالنتكاس والتراجع إلى خطاب مذهبي وسلفي أحيانا، إن لم تجد على األرض، قوى معادلة لها شهيتها لجم على قادرة واالنتشار، النفوذ في بداللة للهيمنة واالستحواذ و»التمكين« المفتوحة من نوع إلى التركي السياسي اإلسالم اتجاه »تتريك« إلى يتطلع كان الذي وهو »التعريب«

اإلسالم السياسي العربي.من تأتي جيدة أخبار هناك ذلك، مع لكن والعلمانية المدنية القوى »مقاومة« عن تركيا، والديمقراطية التركية لنزعات الهيمنة األردوغانية، تدفع للتفاؤل، بل وتشكل النصف المآلن من كأس زالت ما القوى هذه معركة بأن علمنا مع الماء، صعبة وطويلة، وقد تحتاج ألكثر من دورة انتخابية

قادمة«

لم تقدم تركيا حتى في ذروة صعود العدالة والتنمية النموذج

األفضل للديمقراطية

18

ال خيار أمام حركات اإلسالم السياسيإال بتأسيس مجتمعات مدنية

من يتابع مسار الحركات اإلسالمية منذ نشأتها إلى اآلن، سيقف عند مفارقات عديدة ال حصر لها، المولود بهذا إحتفالي طابع ذات كانت فالبدايات لحالة ذلك بعد تحولت أن لبثت ما لكن الجديد، نكسة شكل مما الحسابات، وتصفية الصدام من إستمرت لعقود، والتي أدت تاليا إلى تماسك رهيب في الصفوف الداخلية لهذه الحركات، ما أعطاها نفسا متجددا في العيش، وقدرة كبيرة على تحمل الصعاب اإلسالم حركات غالبية فقد واجهت بها، تمر التي السياسي المنتشرة في المجال الجغرافي المتوسطي من ومحوها إبادتها في خصومها من كبيرة رغبة شرعية بأدبيات تشبعها لكن البسيطة، وجه على المنشودة اإلبادة تلك مرة من أكثر أجل وأصولية لعيش قريبة الحركات هذه بل وجعل اعدائها، من التي والمستجدات األوضاع مع التكيف من حالة ما للمواجهة، منضبطة آليات فامتلكت تصادفها، منحها حالة من التعاطف من قبل شرائح من الناس الخالص أن بلد من أكثر في آمنوا الذين العاديين سيكون على أيدي هؤالء، وان الدولة لن يصلح حالها إال بتسلم هؤالء للسلطة وتدبير شؤون البالد بدال من بالفاسدة غالبا يصفونها التي الحاكمة المجموعات وأنها سبب محنة الشعوب وتخلفها، وهنا تظهر حالة مصر جلية بشكل كبير. فرغم أن الدولة كانت تواجه حركة اإلخوان المسلمين بالقوة، إال أنها ظلت متوغلة في صفوف الطبقات الشعبية، بل حتى بعض الطبقات الميسورة والتي ظهرت فيما بعد إلى الوجود بعد ثورة

25 يناير.حوض في األخرى اإلسالمية الحركات وضع المتوسط ليس أفضل من حال الحركة اإلسالمية ذات من بمداد يدون فالتاريخ مصر، في الحركي الطابع دم، ما تعرض له أتباع وأعضاء الحركات اإلسالمية في كل من سوريا وليبيا والمغرب وغيرها من الدول العربية، وهو ما كان له اثر عكسي أدى فيما بعد إلى بروز حركات ذات توجهات إنقالبية قامت بمحاوالت عديدة لقلب أنظمة حكم قائمة، مما جعل هذه األفكار

تتوغل أكثر وأكثر في صفوف األعضاء والمنتسبين خصوصا مع ترديد شعارات ضخمة من قبيل »اإلسالم

هو الحل«.أردوغان .. إسالمي في دولة علمانية

السياسي اإلسالم تجارب غالبية عكس على العدالة حزب تجربة شكلت العالم، عبر المعروفة أن فرغم اإلستثناء، من نوعا التركي والتنمية الحزب اإلسالمي تم حله أكثر من مرة عبر تدخل من المؤسسة العسكرية، إال أن ثلة من الشباب األتراك آنذاك بقيادة رجب طيب اردوغان تمردوا على زعيمهم بتأسيس وقاموا أربكان الدين نجم الروحي وأبيهم ما العدالة والتنمية، سرعان إسم يحمل حزب جديد اكتسح في اإلنتخابات التي تلت تأسيسه، فظن اغلب المتتبعين بأن الجيش التركي سيخرج من ثكناته مرة أخرى ليحل هذا الحزب، وينهي قصة هذه اإلنتخابات كما كان يفعل من قبل، إال أن شيئا من ذلك لم يقع، فقد تسلم أردوغان السلطة في دولة تتنفس علمانية، الدولة مؤسس قبر لزيارة أردوغان لتوجه كان وقد ووضع أتاتورك كمال مصطفى تركيا في العلمانية إكليال من الزهور على قبره، إشارة مختلفة تماما إلى الخصوم مفادها أن تعامل الحزب اإلسالمي سيكون مختلفا تماما هذه المرة، وهو ما أثبتته األيام فيما بعد، فقد نجح حزب العدالة والتنمية التركي في النأي

الطريق إلثباتالذات ليسبالسيطرة الكليةعلى السلطة،بل بالعمل الجماعي

عقلية المظلوميةالتي عاشت فيظلها الحركاتاإلسالمية تحولتإلى تسلط

ثمة رؤية لدىبعض أتباع اإلسالم السياسي

تتمثل بأن التفاهم مع جميع األطراف هو الحل

موالي محمد اسماعيليكاتب وأكاديمي مغربي،ومدير مركز النجاح والتنمية في مراكش ـ المغرب

19

بنفسه عن األمور التي ستشعل فتيل الفتنة كتغيير بين الدولة أسلمة محاولة أو العلمانية البلد هوية نموذج بناء إلى العمل توجه وقد عشية وضحاها، إقتصادي تركي خاص يصبغه هذا الحزب بصبغته، ويحقق نوعا من التنمية للشعب التركي مما يمكنه التي اإلصالحات من العديد لتعزيز كبير دعم من

كانت أبرزها أبعاد الجيش تماما عن السياسة.شكلت تجربة اإلسالم السياسي في تركيا حديث القاصي والداني، وأصبحت حديث العالم، ألنها فعال نموذج تأسيس إلى حثيثة بخطى تسير أن حاولت إسالمي يؤمن بالمدنية والحرية والقيم الكونية التي يتشاركها العالم بأسره، فنجح وحكم البلد ألكثر من عشر سنوات واليزال، خاصة مع فوزه في االنتخابات

البرلمانية األخيرة. وقد وجد أتباع التيار اإلسالمي أخيرا في هذه التجربة منقذا لما يؤمنون به، فقد تجد شخصا في المغرب أو تونس يدافع بشراسة عن أردوغان وحزبه رغم عدم علمه كيف تجري األمور، ليس لشيء إال السياسي اإلسالم عائلة إلى ينتمي الرجل هذا أن

وحقق كل هذه النجاحات.»الربيع العربي« المحرقة والفهم الكبير

العربية الدول الذي شهدته غالبية للحراك كان قبل سنوات دور كبير في إبراز المكون اإلسالمي إلى العلن بعد عقود من العمل السري والقمع، فقد تأكد اإلسالميين أن وبعده، الحراك هذا أثناء للجميع الميدان في سواء تجاوزه يمكن ال أساسي فاعل فيما السلطة الحكم وممارسة في أو الحراك أثناء اإلسالم حركات به حظيت الذي للزخم وكان بعد، يتسلمون هؤالء جعل في السحر مفعول السياسي

مناصب المسؤولية في أغلب تلك الدول التي شهدت الحراك، وقد كان نموذج مصر مرة أخرى حاضرا بقوة الجمهورية، رأس على »إخواني« رئيس بإنتخاب كما سجلت نجاحات ألحزاب إسالمية في دول شمال عاشت التي المظلومية عقلية إال األخرى، إفريقيا لنوع تحولت لعقود، اإلسالمية الحركات ظلها في من التفكير التسلطي عند بعض الحركات ومحاولة بل وتغييرها الحياة والسلطة، منافذ السيطرة على بشكل سريع، مما أدى إلى اندالع انتفاضة شعبية السلطة عن السياسي اإلسالم بازاحة تطالب أخرى إلى مصر وأعادة منصبه من مرسي الرئيس وخلع

حالة شبيهة بما عاشته في عهد جمال عبدالناصر.ما وقع في مصر كانت له وقع جرس اإلنذار حيث أن عديدة، دول في أخرى إسالمية أحزاب فهمت على الكلية بالسيطرة ليس الذات إلثبات الطريق السلطة، وفهمت أيضا أن العمل التشاركي هو من

سيكون بال شك في صالح شعوب هذه الدول وحتى في صالح أحزابهم وكياناتهم، فكان في تصرف حزب التونسية النهضة وحركة المغربي والتنمية العدالة كثير من الحكمة، حيث قدما عددا من التنازالت، أقرب جديدة تجربة نسج إلى بالحزبين أدى مما الجميع يعرف إلى حكم إسالمي منها المدنية إلى المقومات التي يقوم عليها وفق ما تسطره األدبيات

المتوارثة منذ عصور مضت.العالم شهدها التي األخيرة للتطورات كانت وشمال األوسط الشرق منطقة وباألخص بأسره، لدى جديدة رؤية تشكيل في كبير دور إفريقيا، أتباع اإلسالم السياسي، مفادها أن العيش في هذه الفضاءات لن يكون بتوجه أو معتقد واحد، وان قوة لن وذلك يسكنونه، من تعايش في الفضاء هذا يكون تفاهم فيه، األطراف بتفاهم جميع إال يتأتى والتنوير والحداثة، المدنية والبناء قيم على مبينا بعيدا عن اإليديولوجيات التي ال تنفع إال في إذكاء تحرق نعرات اآلخر، ونفي والقتل العنف نعرات

األخضر واليابس، وال تبقي وال تذر.ال خيار إذن أمام حركات اإلسالم السياسي في المنطقة، إال بتأسيس ذكاء جماعي يسير واثقا إلى بناء دول ومجتمعات مدنية تسمو على كل الجزئيات اآلخر التسامح وحب قيم من وترفع تنفع، ال التي والديمقراطية، وغيرها من القيم الكونية التي خلقت بها والتقدم واإلزدهار لشعوب أخرى نضرب الرخاء مثلهم، نكون أن على عاجزون نحن فيما المثل، فحيا إذن على المدنية التي تحيينا وتجعل لوجودنا لقب جدارة عن سنستحق حينها معنى، كإنسان

خلفاء الله في هذه األرض

بدايات اإلسالم السياسيكانت ذات طابع إحتفاليلكن ما لبثت أن تحولتإلى حالة صدام

20

في سيما ال السياسي اإلسالم فشل •الشرق األوسط اوجد فراغا وعنفا، كيف يكون

المسار إلى األمام برأيك؟جازمة اجابة يقدم ان باحث أي على يتعسر ـ السيما السياسي، بالمستقبل يتعلق فيما حاسمة المنطقة جغرافية قلبت التي االحداث غالبية وان ان يتصور كان فمن متوقعة. تكن لم السياسية مليونية ستواجه مصر في المسلمين االخوان حركة جديدة بعد ما ال يزيد عن عام من اكتساحها لغالبية أصوات الناخبين؟ ومن كان يتوقع ان ينتشر تنظيم ويلقى السرعة بهذه االسالمية بالدولة يسمى ما دعما متزايدا من افواج متزايدة من المسلحين؟ ومن كان يتوقع استفحال صراع مذهبي دموي وعبثي بين

السنة والشيعة.. وهو ليس بينهما وانما بين الذين استغلوا الهويات المذهبية؟ من كان يتوقع ان تعود تونس خالل فترة وجيزة إلى علمانية متشددة تحت لحركة الثقة منحت ان بعد البورغيبي التيار حكم

النهضة قبل ثالثة اعوام؟ ثم انه ال بد من تعريف اإلسالم السياسي. وفيه قد نضم كل من اراد ان يجعل اإلسالم مرجعا عقائديا أساسيا في المسار السياسي وفي ممارسة السلطة السياسية. وتحت مظلة هذا المصطلح نكتشف قائمة واسعة من التيارات التي تتراوح ما بين المجددين الفشل إذن ثانية. جهة من والسلفيين جهة، من اإلسالم اطار داخل محدد تيار فشل أساسا هو السياسي والممثل في جماعات االخوان المسلمين،

المشكلة ال تكمنفي اإلسالم،إنما في قوالبالتفسير الجامدة

فالسفة القرونالماضية ذهبواأبعد مما نتجرأعليه اليوم

في المتخصص نهرا فؤاد الدكتور يشير العلوم السياسية والعالقات الدولية، في حواره التي المشكلة ان إلى التنويري« »الراصد مع دائرة في تكمن وهوية كدين اإلسالم تحاصر اوسع بكثير من دائرة اإلسالم السياسي، وتتمثل بمنع أية قراءة لكتاب اهلل وسنته مختلفة عن االوائل منذ األربعة االئمة التي صاغها تلك االلفية األولى. لكنه يؤكد في الوقت ذاته ان المجتمع اإلسالمي يملك الثروات وان الالزمة، والثقافية الفكرية ثروات التجديد الفكرية موجودة الواقع هو يدفنها ما لكن وذهنية والسياسي، االجتماعي التقته الديني. بتراثها متشبثة وكان معه هذا التنويري« »الراصد

الحوار..

الدكتور فؤاد نهرا المتخصص في العلوم السياسية والعالقات الدولية لـ «الراصد التنويري»:

الداعشية تنذر بهالك الثقافة الدينية

وترسخ ظاهرة العداء للمسلمين

21

اساس توجهه السياسي يقضي بنقض الفكر العربي بنقض ثم الستينات، في انتشر الذي االشتراكي ان يستطع لم الذي التيار وهو الليبرالي.. الفكر يبقى في السلطة. فال بد من تحليل امبيريقي دقيق

فيما يتعلق بكل حالة.ومنها األسباب تعددت بمصر، يتعلق فيما االجماع تعزيز في ساهمت ان بعد الحركة ان الديمقراطي وبعد ان اقتربت من التيارات الليبرالية، التيار قوة من بدافع النقيض االتجاه في اندفعت بنيت دولة جهاز ظل في تحركت لكنها السلفي، ثقافته على اساس المواجهة معها منذ الخمسينات، وبادرت باالصالحات في بنية اقتصادية ـ اجتماعية القاعدة ارضاء بين التوفيق صعوبة ومع متأزمة، واتخاذ جهة من القصير المدى على الشعبية لم يحسم القرارات الصعبة من جهة ثانية، وأخيرا داخل السياسية المعركة اعتداال األكثر االتجاه

الحركة. وفي ليبيا تظهر أسباب مختلفة تماما، حيث ان الحركة اإلسالمية التي فشلت مرارا في االنتخابات لصالح االحزاب الليبرالية عمدت إلى االلتفاف على السلطة من خالل التصدي العادة توحيد السلطة في مرحلة أولى ومن ثم من خالل االلتفاف على األحزاب المنتصرة في صناديق االقتراع بفضل تحالفها مع

العشائر. ازمتين: في فتتمثل المذكور التيار ازمة اما أوالهما تكمن في اغالق باب االجتهاد في األبواب والسياسي الفكري التجديد يضع مما االساسية خارج دائرتها ويعطي االحزاب غير الدينية ومنها

العلمانية دفعا جديدا كما في تونس.ضعف أو غياب في فتتمثل ثانيتهما اما الرؤية االستراتيجية فيما يتعلق بسياسات التنمية الله ان عبدالرازق علي مع سلمنا فان والتطوير. االقتصادية القضايا امر ترك وتعالى سبحانه على التركيز ان وجدنا البشري للعمران واالدارية »اإلسالم هو الحل في السياسة واالقتصاد« اغنى أحيانا عن طرح االشكاليات االساسية في قضايا

عملية حاسمة. اقتصادية سياسات صياغة على القدرة لكن البقاء مع يتنافى ال وموفقة متسقة واجتماعية يبينه ما وهذا التقليدية، الدينية االنظمة في ظل التطور األخير للتجارب الخليجية. وان عممنا هذه الناشئة ومنها الدول العديد من ان المقاربة وجدنا الصين تعتمد على انظمة توتاليتارية. ونذكر أيضا روسيا حيث احتكار السلطة وتنامي سلطة الكنيسة االرثوذوكسية، والهند حيث انتصر الهندوس األشد

تطرفا مع انتخاب نارندرا مودي. المسألة هي كيفية ترسيخ بنية سياسية ديمقراطية سليمة.

اقترح ان ينظر الى التجربة التركية التي امتدت بين عامي ٢٠٠٢ و٢٠١٣ وحاولت ان اتناولها من السياسي بين اإلسالم التوفيق كيفية خالل دراسة والديمقراطية والتنمية في دولة ذات تراث سياسي

علماني.

• ما زالت تيارات االسالم السياسي تعتمد عفا التي ونماذجها القديمة قوالبها على فهم على قادرة ليست قوالب الزمن.. عليها السياسية العملية تنسيق أو السلطة االمر للمجتمع. الحقيقية األسس لتوفير الذي أدى إلى فراغ مجتمعي حقيقي تم ملؤه

توافق ارهابية متطرفة. هل من قبل جماعات على ذلك؟

ـ اوافق، مع العلم انه ليس الطابع الديني لفكر ان اعتقادها افشلها وانما الذي الحركات هو هذه اإليمان والدين عن المجتمع ابتعاد سببها االزمة الصحيح، وهذا ما يصرفها عن كثير من االشكاليات فيها تشاركها مأساة وهي الملموسة. االمبيريقية االنظمة االيديولوجية المتكاملة التي ال ترى أحيانا ان التفاصيل الصغيرة هي القادرة على ترجيح كفة

ميزان المسار السياسي واالقتصادي. ثم اني اختلف الن هذه الحركات تطورت اثناء إلى الكلية نظرتها من االخيرين وعدلت العقدين االخوان تجربة فان المثال سبيل على االمور. المسلمين في مصر تختلف نوعيا عما كانت عليه تجربة جبهة االنقاذ في الجزائر، ونحن نتذكر مقولة زعماء هذه األخيرة الذين قالوا »هذه أول انتخابات يسلك لم آخرها«. تكون الله شاء ديمقراطية وان اخوان مصر هذا النهج عام 2012 وان صدر العديد والتقية باالزدواجية تتهمم التي المؤلفات من كانت المشكلة بالسلطة. االستئثار إلى والنزعة في ضعف منظومتها الفكرية، وانهم ظنوا ان العمل لعملهم امتدادا سيشكل السلطة في السياسي

االجتماعي على األرض. بكثير اوسع دائرة في تكمن المشكلة ان ثم ال الذين دائرة وهي السياسي اإلسالم دائرة من

البد من قراءةمعاصرة للقرآن ليبقى

اإلسالم قادرا على مواجهة تحديات القرن

22

وسنته الله لكتاب قراءات بتقديم ألحد يؤذنون تكون مختلفة عن تلك التي صاغها االئمة االربعة من البد فانه ولذلك األولى. االلفية منذ االوائل كسر الجليد في هذا الميدان من اجل ان يظل ديننا القرن وعلى تحديات مواجهة على قادرا الحنيف تزداد التي المسلمين غير انتقادات على االجابة

شدة يوما بعد يوم.

غير الحدود أو الخطوط تصبح عندما •واضحة بين الجماعات اإلرهابية مثل )داعش( أو طالبان، والجماعات غير العنيفة مثل تنظيم والجماعة االسالمية.. ما المسلمين، اإلخوان ادى إلى شيوع المجاميع األولى كبديل مشروع لدى جمهور عريض. هل باالمكان توضيح ذلك؟

امتداد مجرد االرهابية التنظيمات ليست ـ لتيارات اإلسالم السياسي، وانما هي من مخلفات واقع معقد. فمثال ظاهرة داعش هي نتيجة عوامل

كثيرة انها تتغذى يوميا من الواقع المأساوي والال احتالل منذ العراقي الشعب شهده الذي انساني 2003 والشعب السوري منذ 2011، مما ادى إلى طائفيا االحداث وتأويل فكري وتضييق انكماش للمسلمين ابادة حرب بأنها الخطأ سبيل وعلى السنة، استغلته منظمات وجهات مجهولة تتالعب الواقع الحقد لتعبئة وتستخدمه الديني بالفكر

والحكام قبضتها بالرعب المنظم.ان الداعشية تؤدي الى هالك الثقافة الدينية، انها زورا تدعي التي الهمجية ممارساتها ألن تطبيقا للدين تنمي العداء لإلسالم في العالم أجمع، وتؤدي إلى ارتداد العديد من المسلمين عن دينهم. االسالم من تنبثق داعش ظاهرة ارى وال المتشددين العلمانيين مقوالت وهذه السياسي، أو الذين يساوون زورا بينها وبين خالفة الراشدين. هل يدعو اإلسالم السياسي إلى قتل المخالفين في الفكر وإلى تصفية االسرى والتمثيل بالجثث وختان االناث واحياء سوق النخاسة، وهي ممارسات تناقض اإلسالمية الدولة ممارسة في البديهيات ابسط األولى؟ يكفي ان ننظر إلى معاملة الرسول )ص( لالسرى واالقليات والخصوم السياسيين لنرى الفرق

شاسعا بينهما.

• لعب الدين دائما دورا رئيسا في التركيبة في للمجتمعات والنفسية االجتماعية شهدت التي المنطقة وهي األوسط، الشرق

السبب ولهذا الكبرى، الثالث الديانات والدة للغاية. صعبة الدينية اإلصالحات تبدو ما ذلك وربما الدين، اوروبا استوردت بالمقابل جعل المهمة أسهل بكثير. كيف يمكن انجاز اإلسالم، مع تعاطينا في جذرية إصالحات كيف يمكننا المضي قدما في حقبة ما بعد

اإلسالموية لتحقيق هذا الهدف الحيوي إلى المسألة يرد للغاية سهل تفسير هذا ـ احكام إلى تواقة اوروبية ذهنية بين االختالف الديني بتراثها متشبثة وذهنية جهة، من العقل ارنست رينان المؤرخ اختزل ثانية. هكذا من جهة االختالف بين الشرق والغرب. لكن االمور هي أكثر الوطن في الديني الفكر تأصل فاسباب تعقيدا. كنتيجة الغرب في العلمنة اتت مختلفة. العربي على المجتمع انتفض حيث سياسية، تناقضات بعض وشهدت مثال. فرنسا في الكنيسة سلطة تركيا إلى لنعد مماثال. مسارا اإلسالمية الدول في بداية القرن العشرين، شرط ان نتجنب الحديث فكان العربي الوطن اما كمؤامرة. العلمنة عن استعادة هو العشرين القرن في االساسي اهتمامه هويته وتثبيتها، وكذلك استعادة وحدته، مما غيب التناقض بين المجتمع المدني والسلطات الدينية. واتوقع لألسباب نفسها ان ينفجر الصراع مستقبال

بين النخبة الدينية والمجتمع المدني في ايران.

المؤسسات إنشاء يمكننا كيف •المصادر في والمتجذرة االجتماعية، والظلم والقمع الفساد لمنع اإلسالمية، الشفافية وتعزيز المواطنين حقوق وحماية

في الحكم؟ـ هذا ممكن لكنه يتطلب مستوى غير مسبوق علوم في واضح تدبر بين والتكامل التقاطع من اإلنسانية العلوم من وتمكن جهة، من الدين

إلى العودة يكفي فال ثانية. جهة من الدنيوية القرأن من المنبثقة اإلسالمية المعاملة مبادئ مكافحة اجل من الشريفة النبوية والسنة الكريم متدينين انهم بدا من اننا وجدنا لطالما الفساد، ملتزمين غرقوا في الفساد االداري والمالي، وانما ال بد من صياغة آليات مستمدة من علم االجتماع الحديث. وبهذا الصدد يبدو العلمانيون أحيانا أكثر

وعيا بهذه القضايا.

على السياسي اإلسالم تجربة فشلت •وبرامج سياسات ايجاد في السلطة صعيد ما للمجتمع، الكبرى الطاقات الستيعاب للدين مناهضة تيارات صعود إلى تاليا أدى

كمنظومة قيم وهوية.. ما رأيكم؟مسبقا تعريفا تتطلب السؤال على االجابة ـ لمن هو مضاد للقيم الدينية. هل تعتبرون التيارات اعتقد ال لإلسالم؟ معادية والعلمانية اليسارية عالقة إلى مختلفة نظرة فيها ارى وانما ذلك القوائم إلى بالنسبة االمر بالمجتمع. كذلك الدين السلفيون يصنفها اآلن والتي مصر في الليبرالية

تعتقد حركاتاإلسالم السياسي ان سببازمات المجتمع هو ابتعاده

عن اإليمان

23

في لإلسالم. المفكك الغربي للفكر حاملة بأنها الواقع يظل الخوف على الهوية العربية اشد بحيث انه ما تم تفكيكه في الكثير من الدول هو المرجع الغى ٢٠٠٥ لعام العراق دستور العربي. القومي االشارة إلى األمة العربية ولم يلغ االسالم كمصدر يضع الراهن المغربي الدستور كذلك اساسي.

العربية واالمازيغية على قدم المساواة.. الخ.

• ثمة حاجة لتمكين واعطاء القوة لألفراد ومنظمات المجتمع المدني في معظم الدول مفاهيم طرح يتطلب االمر هذا اإلسالمية، الوعي من محرر ثقافي كمنبع اإلسالم

التقليدي والفهم المبسط؟ـ نجد منابع التحرر في صميم الفكر اإلسالمي الذي يعزز مكانة الفرد بوجه العائلة والقبيلة والذي الذين إلى بالالئمة الظلم ويتوجه إلى رفض يدعو إلى ويدعو انفسهم، ظالمي المالئكة تتوفاهم في تكمن المأساة لكن لإليمان. العقل مواكبة المحررة لإلنسان المبادئ يغلق هذه الذي التحجر ينظمها التي التنظيمية دقتها تكون قوالب في

ان المؤمن يستطيع ان من أعظم الفقهاء بعض يخرج من اسر التاريخ.

ــي الشرق األوسط عاجز • الوضع الراهن فــا هيكليا ــب اصالح ــا يتطل ــن االستمرار م عــاب للخط ــي الثقاف ــب الجان ــي ف ــا عضوياإلسالمي، مما يمهد األساس لبنية اجتماعية

مغايرة ومعاصرة. كيف ترى االمر؟ـ ال يمكنني ايجازه ببضع اسطر. فالمهمة صعبة الواقع فسيحسمها القضية اما للغاية. ومعقدة للمجتمع المتتالية الهزائم ان حيث السياسي، المسلم ستدفعنا إلى مسار يشبه ذلك الذي سلكه

علماء وفالسفة النهضة منذ رفاعة الطهطاوي.

بصورة النظر العادة ماسة حاجة ثمة •الفترة في اإلسالم رسالة معاني في جذرية يمتلك هل االسالموية« بعد »ما تعقب التي لبناء هكذا مهمة شاقة، يلزم المسلمون ما

كيف، ومن أين نبدأ؟ـ نعم المجتمع االسالمي يملك الثروات الفكرية تراث إلى نعود ان ويكفي الالزمة. والثقافية الدين ورجال الفالسفة ان لنجد الذهبية العصور ذهبوا ابعد بكثير مما نتجرأ عليه اليوم في التأويل والتفسير والتكييف. ثم ان المشكلة ال تكمن في المعاني الغنية والعميقة لرسالة اإلسالم، وانما في محافظ فكر بمقتضى فيها التي وضعت القوالب بدعة كل بدعة وفي محدثة كل ان يوم كل يكرر عددا عرفت وقرأت النار. في ضاللة ضاللة وكل االسالميين ومنهم المسلمين المفكرين من كبيرا القرن التسعينات من ان يكفرهم اآلخرون في كاد الماضي: من محمد احمد خلف الله إلى حسن حنفي مرورا بمحمود طه ونوال سعداوي وغيرهم. اعتقد ان ثروات التجديد الفكرية موجودة لكن ما يدفنها هو الواقع االجتماعي والسياسي، ألن النخبة المستنيرة ككل. المجتمع مع تتفاعل لم ان عاجزة ستبقى أي لم تصل إلى الحجم الحرج والمطلوب الحداث التغير. االمور هي اكثر تعقيدا ولالسف تنطلق هذه التي خلفتها الدمار الديناميكية أحيانا من حقول

الحركات المتطرفة

بطاقةأستاذ جامعي متخصص في العلوم السياسية والعالقات الدولية في احدى جامعات باريس.• حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة السياسية من الجامعة العاشرة في باريس• حصل على شهادة ماجستير في العلوم السياسية وأخرى في القانون التجاري الدولي• شغل منصب المدير اإلكاديمي في مركز الدراسات االستراتيجية الديبلوماسية • شغل منصب محاضر أقدم في معهد جامعة »ديافروسيون دس ماتريس« • نشر أكثر من 60 ورقة علمية في سياسات التعليم والعولمة والتطوير والسياسة االوروبية •

في الشرق األوسط وغيرهانشر 7 كتب متخصصة في اللغتين العربية والفرنسية في سياسات العولمة والتعليم •

في البلدان النامية والسياسة الخارجية االمريكية في الشرق األوسط وغيرها.أشرف على عدد من رسائل الدكتوراه في جامعات فرنسية.•

24

أتفق مع الجميع.. وأختلف مع الجميع

بسم الله الرحمن الرحيمالسالم عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه بتداول ساعة 24 من أقل بعد فوجئت األلكترونية االتصال وسائل في الخاصة، الرسالة عندما راسلني بعض تالمذتي وأصدقائي يطلب مني فوجئت كما الرسالة. هذه مناسبة بشأن توضيحات أب الواتس مجموعات في نشرها بتفشي الحقا وڤايبر، والفيس بوك، وغيرها من وسائل التواصل.. التعقيبات مع اصدارها األصدقاء بعض واقترح في كراس.. كل ذلك اضطرني لوضعها في متناول

القراء. *

صديقي العزيز: مبادرتك غالية، أثارت شيئا مما هو غاطس في ذاكرتي، من لواعج األسى الذي يغرق فيه العراق.. فيما يلي جواب كتبته على ما تفضلت به من نقل تحيات وتبجيل صديقنا المشترك، فوجدتها مناسبة جميلة للبوح ببعض جروح الروح، وأنين تراب وطننا الذي إن غرق غرقنا معا، وإن نجا العراق، جميعا القديم، لصديقنا ودعواتي تحياتي معا.. نجونا الذي مضى على صداقتنا معا ما يقارب 40 عاما،

متمنيا التفضل بإيصال هذه الرسالة له.

أخي الكريم:وهو يوم، كل صباح عميق لصوت أصغي أنا مباغت، الموت جدا، قصيرة الحياة إن علي: يلح سيداهمني في أية لحظة، لكن ال يبقى في ضمير الشهم، والموقف الحقيقي، المنجز إال األيام وعالقات الثقة الصادقة.. أنت تدري صدر لي حتى اليوم 65 مجلدا، في 42 عنوانا لكتاب، مع المجلة مضى التي معاصرة( اسالمية )قضايا الفصلية في البابوي )المعهد وكرمها عاما، عليها عشرون الڤاتيكان بروما( بإصدار كتابه السنوي عام 2012

واالنكليزية باإليطالية نصوصها من لمختارات الدراسات في األولى المجلة بوصفها والفرنسية، مضافا األخير، القرن ربع في بالعربية الدينية لبنانية جامعات في ماجستير تسجيل رسائل إلى وعراقية ولندن وباريس حولها، وحول التفكير الديني لصاحبها.. مع كل ذلك أنا صامت، ال تجدني في تلفزيون أو راديو، أو منبر، والقليل الذي أنشره في أنه: تعلمت الفكرية.. مشاغلي محوره الصحافة حيث لغة فالصمت كالصمت، لألخالق معلم ال لصوت كاإلصغاء لألخالق معلم ال اللغة.. تفشل الضمير.. تنضب األخالق لحظة تكون حياة معلمي األخالق خارج األخالق.. تجربة حياتي تختصر في لحظة تحقق إنما أعيشه الذي الروحي السالم أن أصبحت حياتي صوت غفران، يتحدث إلى ضوضاء عالم يضج بكل هذا القبح والعداء والتعصب والدم المسفوح.. قلبي يمحو كل غل وحقد، كي ال يتسمم فيموت.. أخالقي يغذيها على الدوام العفو والعبور باإلحسان.. االساءة مداواة وتكرسها والتغافل، يلوثه مما ضميري تطهير على باستمرار أحرص

ال معلم لألخالقكالصمت، فالصمتلغة حيثتفشل اللغة

الفشل الحقيقيهو العجز عناكتشاف الفشلأو التـنكر له

ال يبقى في ضميراأليام إال المنجز الحقيقي والموقف الشهم وعالقات

الثقة الصادقة

د. عبدالجبار الرفاعي

25

من تعصبات وكراهية وعدوان.. أبادر للصفح على الدوام، وإن كان الصفح في مفهومي غير النسيان، فأنا ال أنسى مواقف البشر، لذلك ال أضعهم كلهم في سلة واحدة، وانما أحرص على أن أراهم كما هم: الجميل جميل، القبيح قبيح. الخائن خائن، األمين أمين. الغادر غادر، الوفي وفي. المحسن محسن، المسئ مسئ.. لكني دربت نفسي سنوات طويلة، أصبحت بحيث المرتاضون، يتربى مثلما فتربيت أرى: ما هو مضئ قبل ما هو مظلم، ما هو جميل قبل ما هو قبيح، ما هو ايجابي قبل ما هو سلبي، ما هو مريح قبل ما هو مزعج، في شخصياتهم،كي أحاول رسم صوري لنفسي عنهم، تسمح لي بقبولهم من وألم معاناة بال هم، كما معهم والتعامل أعيش عقدهم.. من وقطيعة نفور أو عاهاتهم، سالما روحيا، لم أظفر به إال بمشقة بالغة، ومراجعة أعانني لتجاربي ومواقفي وأفكاري، قاسية نقدية عليه تربيتي لذاتي على: االعتراف بعجزي، والبوح بضعفي البشري، والجهر بفضح أخطائي، واإلعالن عن تناقضات ومفارقات سلوكي.. علمتني تجارب الحياة أن االعتراف بالفشل، والتحري عن أسبابه الحقيقي الفشل أن أدركت بل النجاح، بوابة هو له.. التنكر أو الفشل، اكتشاف عن العجز هو االعتراف بالفشل يخلصنا من تكرار الطرق الخاطئة للوصول إلى أهدافنا، وبلوغ أحالمنا.. إن ما سهل

الحياة أن اكتشافي هو الشاق، العبور هذا علي مليئة بالشر، وأن االنسان كائن تمتلئ ذاته بالدوافع االجتماع وأن المتضادة، والرغبات المتناقضة، البشري حلبة تدافع وصراع، ال يكف البشر فيها عن توظيف مختلف الوسائل بغية بلوغ أهدافهم، وغالبا ما يتلفع ذلك الصراع بغطاء يخفي كل فظاعاته، وتختبئ ـ بخبث ـ تحته كل الشناعات المتوحشة.. ـ من الغدر والكيد والتآمر لقد وفرت علي مواقف بعض من كنت أحسبهم أقرب األصدقاءـ الكثير من

المختبئة العدوانية النزعات اكتشاف في الجهود في النفس البشرية، كما نبهني علم النفس الحديث وكيف البشرية، النفس في المتضادة الدوافع إلى كل اللسان والنسيان.. الهفوات وفلتات تفضحها الزائفة، ذلك وغيره هتك شيئا من طبقات األقنعة التي كانت تحجب عني الصورة الحقيقية لإلنسان، بما كل شخص مع التعامل على القدرة لي ووفر يشبهه وينشده، ال بما يشبهني وأنشده، ال بمعنى وإنما شخصيتي، تغييب أو مواقفي في النفاق خصوصيته، انتهاك من وحذرا لكرامته، احتراما لذلك لم أحرص على أن يكون صديقي أو تلميذي على حرصت كما لي، محاكية نسخة ولدي، أو الدوام أال أكون نسخة آلبائي ولمعلمي وأصدقائي، وبينهم: بيني تتالشى لن مسافة دائما تبقى حياتي إطار في ذلك كل أنا«.. وأنا هم، »هم الروحية األخالقية، ومعايير القيم االلهية الرحمانية اإلنسانية التي أدين بها.. نواميس األخالق الكونية علمتني: أن الكراهية ال تنتج في عالقتي باآلخر إال كراهية مضاعفة، تمرض القلب، وتسمم الروح، وأن الحب ال ينتج في عالقتي باآلخر إال حبا مضاعفا، ليس أنه تعلمت القلب.. ويبهج الروح، يشفي بوسعي االحتماء من االغتراب - الذي يجتاح حياة

التاريخ ال يسمحأن يخلد أي اسم ال يحفرتوقيعه على الصخر

بأظفاره

26

كل إنسانـ والشعور باألمان، إال بالمحبة واإليمان.

صديقي الغالي: 30 عاما في أنت من أصدقائي األعــزاء منذ المنفى، هل لديك أية معلومة اني انتميت إلى حزب فيه استهدفت سياسيا، عمال مارست أو عراقي، حزب الدعوة، وحاولت تسقيطه، أو تفرغت للكتابة ضده، مثلما فعلت معظم الشخصيات التي انقطعت عن الحزب، فانشق بعضهم، وشكل جماعة مناهضة للدعوة باسم الدعوة، بل تحالف مع الغير للعمل ضد الدعوة.. كما تعلم، أنا استطيع أن أفعل كل ذلك، لكن رسالتي في الحياة خارج هذا العبث الغرائبي، بوسائل ــدا، غ للورثة الوسخة الغنائم وتكديس بريئة ونزيهة، بل قذرة.. نعم؛ لدي وجهات ليست بناء بلدي، كما لدي عالقات نظر واجتهادات في وصداقات ال تتطابق كلها مع رؤية الدعوة ومواقفها وحساسياتها.. فأنا؛ أتفق مع الجميع وأختلف مع الجميع، بمعنى ان شعار حياتي األبدي: »أسير مع لدنياي فالحا أجد لم الجميع وخطوتي وحدي«.. وآخرتي في هذه الجماعات، فتخليت عنها نهائيا سنة 1985.. منذ ذلك التاريخ وأنا أعيش بهدوء لله حبي ويتكرس بالله، ثقتي تترسخ وطمأنينة، واإلنسان والعالم كل يوم.. انتميت لحزب الدعوة سبعينيات مــن الــثــانــي النصف فــي اإلســالمــيــة األشــرس واألعنف هي ظروف في الماضي، القرن الشهيد كان للدعاة، الصدامي البعث في مالحقة الحزب بمسؤولية ونهضت مسؤولي، معن حسين في عضوا أصبحت ثم الرفاعي وقتئذ، مدينة في إقامتي مــدة بالكويت، للحزب المركزية اللجنة ــدعــوة فــي سوريا ال ثــم عــضــوا فــي لجنة هــنــاك، منتصف في التنظيم عن ابتعدت ..1984 سنة الثمانينات »1985«، من دون الدخول في ضجيج بعض فعل مثلما مــعــارك، أو وصـــراع وصــخــب رفاقي، ممن تركوا الدعوة، وتورط بعضهم اآلخر بما تعرفه أنت من مغانم مسمومة في الوطن والمنفى.. وانصرفت السياسي، العمل عن نأيت وبالتدريج الفكري.. واإلنتاج الحوزة، في العلمية للمشاغل كنت وما زلت يهمني االحتفاظ بكل ما هو إنساني التاريخية وصداقاتي االجتماعية عالقاتي في تجربة من الذين أمضيت معهم الناس، أولئك مع أخصب تجارب حياتي.. أنت تدري كل وقتي منذ ثالثين عاما مستهلك للعمل في الدراسة والتدريس كم والكتابة.. والمطالعة والجامعة، الحوزة في اشتاق إليك وإلى األصدقاء المهذبين، ممن أجد في

اللقاء بهم كل مرة راحة، وأنا اذهب إلى البيت فأنام بسالم، بعد كل لقاء بهم، لكني دائما أعتذر منك ومنهم، ولعلكم تحسبوني أتهرب من اللقاء؛ لكن يسرقني عن التواصل معكم العمل المزمن.. حاولت أن ألوذ بالكتابة، التي أجد فيها أحيانا دواء لشئ من مواجع الروح وشناعات العالم.. تنبهت مبكرا إلى أن النجاح ليس ثمرة الموهبة وحدها، الموهبة طبقات في الغاطس األلماس بمثابة مثابرة بال العميق بالحفر إال يتكشف قصية من األرض، ال هو الموهبة به تتكشف الذي العميق الحفر جدا، الجدية والمثابرة.. بال مثابرة ال تسمح ذاكرة األيام أن تحمل بصمتنا.. التاريخ ال يسمح أن يخلد أي وال بأظفاره، الصخر على توقيعه يحفر ال اســم ينحت صورته على الحجر بأسنانه.. من مهنـــة أبي الحقل يبرح صاحبها ال التي األرض، فالحــة في الباكر الصباح إليه في ليعود يوم، الليل كل إلى أبرح أال على األرض فالحة من تدربت يــوم، كل

الكتابة حين أكتب إال للكتابة مجددا، حين أقرأ ال أنتهي من قراءة نص إال وأبدأ من جديد قراءة نص آخر، حين أعمل ال أنتهي من عمل إال وأبدأ من جديد في العمل الذي يليه.. منذ شهرين كنت أعمل الجديد كتابي بتحرير مشغوال ساعة، 15 يوميا عن »الدين والظمأ األنطولوجي للمقدس«. وحاجة قبل منه فرغت للدين.. األبدية البشري الكائن ربما للطباعة.. لبيروت ذهب لله والحمد أمس، ينفع من يهتم بدراسة مأزق الدين والتدين في عالم اإلسالم اليوم.. يتضمن فصال في 60 صفحة، هو محاولة أولية للحديث عن رحلتي الروحية األخالقية يمكنك للعقل والروح والقلب، سيرة أي الفكرية، والقراء االطالع عليها، لمعرفة ما ربما هو محتجب من ذاتي، وكي تشاهد ما نسجته دروب أحالمي، أقدامي عنه وتكلمت أيــامــي، خــرائــط ورسمته الحافية، التي لم يرهقها تراب األزقة.. لله الحمد، لدي وهكذا آخر، كتاب بتحرير بدأت أمس منذ برنامج يغطي كل ما تبقى من أيامي.. أنا سعيد في حياتي، أعيش سكينة وطمأنينية، أمضي في اإلدمان نشوة في الفجر، أصلي أن بعد نهاري، دون خطايا بسالم، من أنام وأصحو العمل، على انتهاكات لكرامة الناس تالحقني، أو كوابيس سرقة الوطن تطاردني.. نعم، ال يقلقني إال مصير وطننا األخالقي الروحي مصيرنا على قلق أنا العراق، العقلي، مذعور مما قد نهوي إليه، لنسقط في قاع تلك الهاوية السوداء، فندفن دنيانا وآخرتنا وديننا

في مقبرة وطننا العراق.حجر هو البناؤون أهمله الذي »الحجر أليس

الزاوية«!

أليس »من ثمارهم تعرفونهم«!

»إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى مع وهو شهيد« الس

كل الود واالمتنان والدعاء

عبدالجبار الرفاعي2015/9/2

عبدالجبار د. جواب عن عبارة هو المقال *قديم صديق من تلقاهما وتبجيل لتحية الرفاعي منذ الدعوة حزب قيادة في ومؤثر فاعل )عضو

١٩٨٠ حتى اليوم( عبر صديق مشترك.

أنا مذعورمما قد نهوي إليهلنسقط في قاعالهاوية السوداء

ألوذ بالكتابة التيأجد فيها أحيانا دواءلشئ من مواجع الروحوشناعات العالم

27

الصائغ بن يحيى بن محمد بكر أبو يعتبر فالسفة أبرز من التجيبي باجة بابن الملقب والفلك والرياضيات بالطب اهتم المسلمين، واالدب والموسيقى، كان أحد وزراء وقضاة الدولة

المرابطية، عرف عند الغرب باسم آفيمبس. واتصلت األخالق، في الفلسفية ذاعت شهرته به اتصاال مباشرا، وذلك من خالل رسائله ومؤلفاته عرفت التي تلك خصوصا األخالقية، الفلسفية والغربي، العربي العالمين في اإللهية بالرسائل اشتغال بسب األندلس في أكثر اشتهرت والتي معظم الفقهاء والعلماء في العالم االسالمي بالعلوم في والتآليف والمعارف الكتب وتحريهم القديمة

ميدان الفلسفة.ويسرد ابن أبي أصيبعة الئحة بثمانية وعشرين فئات في ثالث تقع باجة، ابن إلى ينسبها مؤلفا اشراقية، تآليف أرسطوطاليس، شروح مختلفة: ومصنفات طبية. فمن تآليفه في الطب: كالم على المفردة لجالينوس، كتاب شيء من كتاب األدوية اختصار وكتاب وافد، ابن أدوية على التجربتين

الحاوي للرازي وكالم في المزاج بما هو طبي.باجة، أوالهما: ابن قيمتان أساسيتان لفلسفة الرياضيات أسس على العقلية الفلسفة بنى أنه سيطرة اإلسالمية الفلسفة عن فنزع والطبيعيات، وثانيتهما: العلم. لباس عليها وخلع الجدل، الدين بين فصل اإلسالم في فيلسوف أول أنه ولهذا العقل، إلى وانصرف البحث، في والفلسفة اتهم باإللحاد والخروج عن تعاليم الدين، وقد الم كان كما التصوف. إلى لميله الغزالي حامد أبو

لكتاباته االثر الكبير على إبن رشد. أكد ابن باجة إن اإلنسان يستطيع بلوغ السعادة عن طريق العلم والتفكير ال بإماتة الحواس وتجسيم الخيال، كما يفعل المتصوفة، وقد رأى أن الغزالي خدع نفسه، وخدع الناس حين قال في كتابه »المنقذ

من الضالل« إنه بالخلوة ينكشف العالم لإلنسان. وقد تبلورت فلسفته في اإلنسان باعتبار »كل حي يشارك إنسان وكل أمور، في الجمادات يشارك الحيوان في أمور.. لكن اإلنسان يتميز عن الحيوان وال الفكرية، بالقوة الناطق والجماد والنبات غير

يكون إنسانا إال بها« بالتراث األفالطوني واألرسطي، باجة ابن تأثر خصوصا الــمــشــرق، ــل أه بفلسفة كــذلــك وتــاثــر يتوضح اإللهي واألخالقي الجانب ولعل الفارابي.

»رسالة رسائله خاصة اإللهية، رسائله في عنده ــة »تدبير ــصــال« ورســال ــة االت ــال الــــوداع« و»رس

المتوحد«. ويالحظ أن استخدام ابن باجة لفظة التوحد على األخالقي، االجتماعي النحو أخالقيين: نحوين آخر التوحد ومؤدى األخالقي. المدني والنحو من والنظر بالفعل، اإلنساني العقل اتحاد األمر، هذه الجهة عنده هو »الحياة اآلخرة، وهي السعادة القصوى المتوحدة«. والتوحد االجتماعي، هو الجزء المتوحد« »تدبير الموسومة الرسالة من الكبير وتقرير مبادئها إنما يتصل بالبحث عن األفعال التي تخص اإلنسان والتي تقود إلى البحث عن الغايات الروحانية. الصور عن أي باإلنسان، تليق التي وألن اإلنسان المتوحد يستجيب إلى مراعاة الظروف العقلية الطبيعة مع تنافت ما إذا فعليه المدنية، لغاياته تحقيقا االنفصال عنها، اإللهية الروحانية

اإلنسانية العقلية المثلى.باجة: ابن يقول المتوحد« »تدبير كتابه في هذا من األقصى الطرف في فإنه هرمس، »فأما الصنف«. وهرمس والهرامسة في المصادر العربية، للزهد والورع، وهو يشير في مطلع نموذجا يردون الرسالة في أرسطو قاله ما إلى الوداع« »رسالة

الحادية عشرة من »كتاب األخالق«.وان اختلف المؤرخون حول والدته فقد أجمعوا

على أن وفاته كانت في مدينة فاس بالمغرب

ابن باجة..الرائد في فصل الفلسفة عن الدين

ولد في سرقسطة، االندلس 1095 ميالدي• اتهم باإللحاد لفصله الدين عن الفلسفة• تبدو فلسفته األخالقية متأثرة بتفسير األخالق لغريغوريوس• تعتبر »رسالة الوداع«، »رسالة االتصال«، ورسالة »تدبير المتوحد« من أهم مؤلفاته.• مات مسموما عام 1138 ميالدي في مدينة فاس. •

28

اإلحساس بالجمال سر اإلرتقاء باإلنسان

الجمال يكون الحديث عن ان البعض قد يظن الظروف هذه مثل في السيما الترف، باب من بسبب شعوبنا من الكثير بها تمر التي الحرجة العنف والفساد، ولكن عند التمعن والنظر إلى أبعد من النتائج الطافية على السطح، والتي ال تمنحنا حقيقة ما يجري، وإنما علينا اإلهتمام باآلليات غير هي العميقة األسباب ان سنجد، عندها المنظورة، والمصائب الكوارث من لكثير الحقيقي المحرك التي انهكتنا، ومن بينها غياب اإلحساس بالجمال يميل ان يمكن ال بالجمال ويعشقه يحس من ألن بالجمال، احساس فالحب والبشاعة، القبح إلى والمحب ال يمكن ان يكون قاسيا مؤذيا، والفضيلة فاسدا. يكون ال الفضيلة ومحب الجمال، من اإلرتقاء سر الجميل، وحب بالجمال فاإلحساس باإلنسان. فالله تعالى وصف نفسه بالجميل »الله

جميل ويحب الجمال«. أن الجمال فعلى اإلنسان.. انحرف ما )إذا

ينقذه(يجعل أن على بقادر الجمال غير شيء )ال

العالم بأسره سعيدا(الفيلسوف والشاعر فردريك شيلر

ان المجاملة أو المصادفة باب من ليس هذه. مقوالته الكبير، والشاعر المفكر هذا يطرح ومن باإلنسان ويهذبه، يسمو بالجمال فاالحساس

اإلنسان ان أكد »كونفيشيوس« على المنطلق هذا الذي ال يمتلك القدرة على إدراك الجمال وتذوقه، ال

موضع له في المجتمع. لذلك ال يمكن تصور الخير منفصال عن الجمال، إلى للوصول الحق وصيرورة فعل وسلوك فالجمال الفعل بل الفعل بنتيجة الخير يتحدد وال الخير. ذاته )أي الجمال( فهو الخير لما يحققه من كمال

لذلك الشىء. تأثير أهمية إلى »نيتشه« الفيلسوف ويذهب النفسية وطاقاته اإلنسان على والجمال القبح والروحية، حيث يؤكد: »بإمكاننا أن نقيس مفعول حتما يستشعر منهارا، المرء يغدو فحيثما القبح، وإرادة بالقوة، فإحساسه »قبيح«. شيء قرب انه القوة لديه، وشجاعته ونخوته كلها تنهار مع القبح، وترتفع مع الجمال…« ما أعظم هذه المالحظات من فيلسوف كبير مثل »فردريك نيتشه« إذن اإلحساس بالجمال يمنحنا الطاقة اإليجابية لكي نبدع ونعمر األرض التي أوكل الله تعالى إعمارها إلى اإلنسان. أمامه شجاعتنا تنهار الذي القبح على عكس ونخوتنا، حتى يستلمنا العنف والفساد. وقد إلتفت الجمال وتأثيره أهمية إلى المسلمين علماء بعض

على نفوسنا وسلوكنا. الجمال أن يرى الغزالي حامد أبو العالم فهذا ينقسم إلى قسمين: جمال الصورة الظاهرة المدركة بعين الرأس، وجمال الصورة الباطنية المدركة بعين

الجمال صيرورةالحق للوصولإلى الخير

تتصحر الروحمتى افتقدالجمال منثقافة اإلنسان

حسين السكافيكاتب وفوتوغرافي عراقي صور المقال بعدسة الكاتب

29

الجوزية« القيم »ابن أما البصيرة. ونور القلب لذاته وهو، المحبوب هو الباطن الجمال أن فيرى جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة.. وهذا تكن لم الظاهرة وأن الصورة يزيد الباطن الجمال

ذات جمال. شروح ثنايا في تجد ان بالمستغرب وليس الفارابي عن الله خطا فلسفيا عن الجمال، والخط نفسه تالحظه عند الفيلسوف ابن سينا الذي تبنى وجهة نظر الفارابي وطورها. ومتى ما طرد الجمال من ثقافة اإلنسان، عندها يبدأ التصحر القاتل زحفه ما اإلنسان وكل هذا مفردات من مفردة كل نحو بناه وتبناه من قيم وديانات ومبادئ خيرة، فيصبح الدم المسفوح ظلما هو المعادل للحبر الذي ينشر

وتضحى جميال، فنيا صرحا يبني أو طيبة كلمة النتشار المقابل هي المتناثرة البشرية االشالء خزفيات ولوحات على األلوان والخطوط والزخارف ويصبح الخالق، المبدع للجميل تسبح وجداريات الدين المختطف والذي أزهقت روحه هو البديل لدين

الرحمة والمروءة والجمال.

الفن والجماليمكن ال وكيفية نوعية ظاهرة بوصفه الفن للجميل ان يقاس فيه بالكم بل بالكيف، ومعايير الجميل فيه تخضع لعوامل ذاتية وموضوعية معا.

الحس بتطور عالقة وثيقة لها الفن، ومسيرة على أساسا قائم والجميل لإلنسان، الجمالي

الجمالية. والحاجة الشكل بين التطورية العالقة طيعة وسيلة الفن ان إلى اإلنسان إلتفت وقد الموضوع كان ومهما الجمالي والفكري، لإلرتواء بطريقة الفكرة يقدم ان البد فانه يتناوله الذي يقوده الذي هو الجمالي الفنان وإحساس جميلة، التي تظهر بها، نحو استيعابه لالشكال والكيفية جميل هو ما ليبدع الفنية ذخيرته على فيعول ليقترب من كون الفن هو التثمين الجمالي للظواهر الذي الفنان وحتى الخيالية، والصور واالحداث احساسه فان الطبيعة، محاكاة األول هدفه يكون هذه عن االبتعاد نحو يدفعانه والجمالي الفني مما نسخه، المرئي ال خلق إلى ليصل المحاكاة، معينة بطريقة الطبيعة مظاهر تكثيف إلى يدفعه يجعل بما ويحذف ويضيف معينة، اجزاء ويختار

العمل الفني مكتمال جميال.فليس في الطبيعة ما يمكن ان يوصف بشكل مطلق بأنه اما ان يكون جميال أو قبيحا، فالجمال بالمادة المتعلقة الخصائص من يكون ال والقبح عليها يخلع الذي هو الفنان لكن الطبيعة، أو المثيرات نحو إحساسه خالل من الخصائص هذه أحاسيسه لجعل وسيط الفني والعمل الخارجية، والنفعية المباشرة عن وبعيدة مرئية الجمالية والغرضية، ليبقى الفن نوعا من النشاط الحر يقوم به الخيال والعقل، كما ذهب »عمانؤيل كانط« إلى ذلك، مؤكدا ان أهمية الخيال كقدرة على التشكيل الجديدة وإيجاد العالقات وإظهار األفكار وإدراك تناغم جديد بين العناصر الفنية، وذلك لما للخيال من قدرة على حل كثير من المشكالت التي تشغل بال الفنان ووسيلة إليجاد حل فني عند وقوفه ضد

المحاكاة ورغبته في تجاوز الواقع الخارجي

30

أتذكر جيدا عندما كنت في طور االعداد لدراسة احدى في االلكترونيات اختصاص في الماجستير بيرس، على تعرفت البريطانية مانتشسر جامعات كنت التي الداخلية االقسام في البريطاني الشاب اإلبداع موضوع في اطروحته عن ليخبرني اقطنها، Innovation. لم اكن افقه بالكامل مغزى اإلبداع اكن لم كما عمري، من العشرينيات بداية في وانا العملي، الميدان هذا وتنظير تدريس في واعيا المعاصر االنسان على الهائلة انعكاساته عن فضال الغرب والشرق اليوم في مجتمعات ومجتمعه. ونرى بنية المجتمع المتقدمة تبدو اقسام اإلبداع جزءا من

في الجامعات، معاهد البحوث، والشركات.التاريخ فجر منذ اإلنسان حياة سمة اإلبداع شهدته مثلما والنقد، باالنفتاح المباشرة وعالقته تجارب عصر التنوير والنهضة االوروبية. واليوم يرعى اإلبداع رعاية تامة من قبل الدول والحكومات للحفاظ فحسب، االقتصاد في التنافسي على وضعها ليس بل في خانة األفكار والمفاهيم لدعم الجانب الثقافي،

وفي ميدان التباري بين األمم والشعوب.السموات بديع »الله القرآنية اآلية تقول واألرض«.. وفي الحديث القدسي، حيث ينطق النبي ما وهو الله، لتقليد اإلسالم أتباع يسأل الله، كالم مبدعين يكونوا أن بالذات، الحالة هذه في يعني،

كخالقهم لتحسين ظروفهم على أرض الواقع.نحاول االبداع عن السريعة الدراسة هذه في العلماء والتقنيين تسليط الضوء على المبدعين من ورجال التغير االجتماعي فيما يتعلق بطرق حياتهم، لبلوغ المستمرة ومحاوالتهم ، انجازاتهم خلفياتهم، وطريقة نفسيتهم فهم يمكننا وكيف اهدافهم، انبعاث موجات اإلبداع تفكيرهم؟ كمحاولة جادة في

في اعمالنا وحياتنا على أكثر من صعيد.

اللعببداية حياتي المتمرسين، في الباحثين لقائي عند الكترونية، ـ المايكرو بحوث في وانهماكي المهنية قبل من Play اللعب مرداف استخدام انتباهي جذب

بعدئذ، ذلك فهمت عندما يقصدونه، كانوا وما هؤالء المنضبط اللعب لنقل أو والمنافسة.. المحاولة هو الصغار االطفال عند كما تساؤل طرح أي لإلبداع.. »ماذا إذا« إذ تحتاج لعب األطفال االلكترونية وغيرها اللعب في الحال في رحلة الخصب.. كذا الخيال إلى والتنظيم واالنضباط للرؤية تحتاج التي البحث خيال

والتكتيك واالستراتيجية. عندما الله إلى أقرب الرجل يكون افالطون قال هم المبدعين ان ومجازي افالطوني وبمعنى يلعب.. زمالء الله في »خلق« العالم، أي في إبداع بناء األرض الليز، قال »لم أشعر تاونس مبتكر وتعميرها. جارلس أبدا أنني حقا عملت أي شيء.. كلها كانت لعبة«. عبر اللعب )أو الفعل( نكتشف ونبدع ونعبر عما حولنا من أشياء ومشاعر وانجازات.. وهو تعبير عن الحرية، حرية في والفعل مبدعا يكون فالعقل الفعل. التفكر وحرية ديناميكية بيئة في اال ينجز ال والعمل والمحاولة، ومنفتحة تتجاوز مرحلة التغيير لتصل إلى اعتاب مرحلة

مبدعة وجديدة. يبدو ان مراحل الطفولة للمبدعين وغيرهم من القادة بالتأكيد مختلفة، الكبار والسياسيين االجتماعيين الجينات الوراثية لعبت دورا رئيسيا.. والواضح ان دوافع بسبب تختنق أو االجتماعي الوضع يعيقها ال اإلبداع التعلم تدعم التي األسر ان يبدو لكن الخوف وغيرها، والفضول تستثمر في مستقبل االبداع وكذلك احصائيات

اعداد المبدعين أكبر في بيئات حرة عن غيرها.المعرفي التقدم إلى يدفع النه اإلبداع إلى نحتاج وبعض أفضل. عمل لظروف والفنون والتنظيم ويهيىء الدراسات تتحدث عن االفرازات االيجابية لهذا الميدان يحدث كما لإلنسان. النفسية والثقافية الجوانب على الكثير، المقاومة ويستفز من مزيدا )األفكار( اإلبداع خصوصا أصحاب المصالح المتضررة منه.. لكن التغير سمة الحياة وال يتمكن اإلنسان من ايقاف حركته. وقد طبق اإلبداع على الصعيد االجتماعي في السنين األخيرة االجتماعية، والريادة االجتماعي الدماغ مشاريع عبر بطرق المجتمعية المشكالت حل بأنها تعرف التي

مبدعة.

اإلبداع العملي وتجلياته

الملف من اعداد:نجاح الراضي

31

في اإلبداع نهاية عمره محاوال ظل غاندي حتى كيفية التعامل مع الذات للخروج بصورة جديدة. كان دائم التركيز على االمور الشخصية والذاتية. روحانيته بين مزج منها، وتعلم قراها التي الكثيرة والكتب الحق في أولية تجارب وهي الخارجي، ذاته والعالم والحقيقة، كما يسميها غاندي، لهذا ركز على الذات أو العامل الداخلي، ولعل عشقه للتعلم وميله للتفكر

مكنه من استخدام احتياط هائل من الحدس.االجهزة صنع في المبدع بيرس، جون اما الكتابة، سينس في ابداعه واالهم ربما االلكترونية، فكشن، كفكرة االقمار الصناعية، سواتل االتصاالت، الروس قبل ان تصبح واقعا من قبل 1954 في عام عام 1957 عبر سبوتينك.. يقول »يبدو لي ان شيئا داخل قبضتي، ولكنها ليست ذلك في ذات الوقت، ما

يستحق المواصلة«وقال تاونز »ابقى في الميدان حتى لم يعد مثيرا لالهتمام« أي ال شي بقى فيه لالكتشاف. بينما كانت االختراعات بالنسبة كارفرميد هي األشياء التي »فقط بين الجمع في إبداعه ولعل بها« القيام ينبغي كان العلوم والهندسة الجهزة الرقائق االلكترونية قد غيرت يومه، طوال األفكار كارفرميد صارع كبشر. حياتنا افهم.. يزعجني ألني ال ما ان شيئا واعترف »اشعر

يجب أن تكون هناك طريقة أفضل...«ان إلى مستحيلة وكانها دائما األشياء »تبدو القائد االفريقي نيلسون مانديال، بها« كما قال نقوم والمتابعة والتحدي االصرار ان يوضح مما الراحل. في الجوانب الحركة وتعددية الشاق وطالقة والجهد مختلفة تفكر طريقة عن فضال والثقافة، الشخصية تنتج االبداع بشكل أو آخر. ويمكن اضافة نهم )شره(

الفضول في المعرفة، والفكر الثاقب، وزج النفس في التحديات وتدريبها كفن ومهارة في ذلك.

توفر األفكار أو الحصول تعريفا: عملية اإلبداع الكثير حياة لتالمس تحققها ثم القيمة ذات والرؤى أي العالم.. في ايجابية فروقات الناس وإحداث من األعمال التي تتمحور حول الجانب االنساني )الفعل اإلنساني( مثاال: رواية، لوحة، فيلم، شعر، مسرحية،

ابداع تقني كاالنترنت.والمبدعون يغيرون األمور على جبهة واسعة، لذا بحكم التعريف، اختيار مساحة كبيرة ذات انعكاسات

كبيرة على الحياة والتاريخ واالنسان.وتبدو مختلف، بشكل األشياء يرون المبدعون ويضعون منطقية، غير المتميزين، لزمالهم حتى ال وهذا تماما، مغاير مفاهيم فضاء في المشكلة إلى إضافة المشكلة، غمر في يكونوا لم ان يحدث تملكهم القدرة الفكرية لوضع األمور معا بطرق جديدة. فعند ميد »عندما تفكر حول مشكلة ما، تملي عقلك

بافكار حول الموضوع وفجاة يأتي الحل المناسب«. المبدعون يقولون »المحاولة األولى لرؤية المشكلة ككل ومن ثم العمل على رسم التفاصيل المتعلقة بذلك السياسيين والناشطين القادة عند ليس وهذا الكل، األكثر مع حتى بل فحسب، المبدعين االجتماعيين النقطة يرأون حيث والفيزيائيين، كالعلماء ابداعا في بينما التفاصيل. يرسمون ثم ومن ككل األولى وغيرهم والمهندسين الناشطين من العديد المقابل، التعرف يمكن تفاصيل على للحصول أوال ينظرون

عليها بوضوح لوضعها معا كنقطة للبداية.اليابانية، سوني شركة مؤسس ايبوكا، ماسارو ترانزستور أول راديو صنع في األولى الرائدة الشركة

وابداعات اخرى في االجهزة االلكترونية، يقول »أفكر في الموضوع الذي اعمل فيه وانتظر حتى أحصل على بهذا واتواصل الشاملة. طبيعتها تنير التي الرؤية اتجاه واضح لتحديد معا ونعمل العاملين معي، مع

لحلها، لنستكشف فيها مختلف البدائل الممكنة« المبدعون يميلون إلى التعامل مع المشاكل التي لها آثار واسعة النطاق. هذه المشاكل ليست فنية أو المحدث نيشيزاوا، يصفها كما ولكن فقط، تقنية التي غيرت الطاقة وااللكترونيات والطريقة لثورة في يصفها البصرية، األلياف تكنولوجيا في االتصاالت بأنها »معنى عملي لتحسين الظروف المعيشية لكل الموارد في فقير بلد اليابان في والننا إنسان.. ابتكار الطعام، لذلك يجب علينا الطبيعية، بضمنها

وابتداع وتطوير تقنيات جديدة«االبداع تحفيز بمثابة االعتراف والمكأفاة يعتبر ولكنهما ليستا المحرك الرئيسي. يقول ابوكا »اختراع في األفراح أكبر من تعد واحدة جديدة أشياء وصنع حياتي« بينما يقول بيريس: »أنا ال أحب رؤية األشياء تركوا أخرى بكلمات بدوني« هناك تكون لن التي

خلفهم ميراثا تخلد فيه اسماؤهم. لدى المبدع عقل النظم، فهو يرى األمور من حيث كيفية ارتباطها ببعض لتوليد النتيجة لذلك، ويتصور حولها. ما يغير جديد Gestalt ضرب أو حالة والمقصد النهائي لهكذا نظام يعتمد على مدى اتساع تفكير المبدع.. كمثال التفكر في جميع أجزاء الطائرة بيسر تحلق لجعلها معا ومرونة بكفاءة العمل في وامان. أو يمكن أن يتصور المرء ان الطائرة تمثل نظام تعتمد تقنيتها معا ولكن الناس في جلب مفيد نقل والتلوث المطارات لبناء والحاجة الوقود على أيضا والضجيج التي تعملها وغيرها، أو التفكر في كفاءة نظام السيارة واجزائها ككل لجعلها حديثة، اقتصادية، أية قبل من المبدعة السياسة ولعل للبيئة. صديقة على الشاملة انعكاساتها دراسة في تتبلور حكومة الثمن كان كم ونتذكر والبيئة. واالقتصاد المجتمع باهظا لسياسة مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا Poll Tax الفردية للضريبة سياستها في األسبق، قبل عقدين ونيف. فالمبتدع يتجاوز االختراع للنظر في

تأثيره وافرازاته على النظام العام كامال.من والتنفيذ حلم، مجرد تنفيذ دون من »الرؤية الرؤية والتنفيذ أما للوقت، مضيعة مجرد رؤية دون يؤكد كما العالم« يغيرا أن فيمكن مجتمعان، نيلسون مانديال. في المقابل يفكر الناشطون والفنيون والمهندسون في حدود النظم الكاملة، وتنصب جهودهم للقطع الجيد التصميم أو نشاطهم حول واهتمامهم أو السيارة فرامل حصرا، ال مثاال المكونة، الجزئية

الشبكات االلكترونية للطائرات.

كيف يفكرون، وكيف يختارون طرق التفكير؟

32

مقومات النجاح في تقديري هي ممارسة طرق التي االفكار عن باالفصاح والجرأة جديدة تفكر الى وانزالها ممارستها في التردد وعدم تتبناها في الصدر ذلك رحابة من واالهم العملي. الواقع تقبل الفشل وخيبة األمل والمحاولة ثانية وثالثة.. إلى ان يتحقق ما تريد انجازه. مؤسس شركة سوني في الفشل »حاالت قال ابوكا، ماسورا اليابانية، اجعلها وال تحصى، وال تعد ال عملي مسيرة )حاالت الفشل( ان تزعجني، ولم اعان من االرهاق

من اعادة المحاوالت...«مانديال نيلسون يقول أيضا الصدد وبهذا »العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر، ولكن المجد قمة فيها.. نتعثر مرة كل بعد القيام في القيام في بل الفشل أو اإلخفاق عدم في ليست

بعد كل عثرة«. وضرب المهاتما غاندي أمثلة رائعة على تحدي وأحيانا المحاولة، اعادة على واالصرار األيام اصراره يصل إلى حدود العناد. كان غاندي يتمتع بفردانية كبيرة تمنحه المرونة الضرورية والحرية من الضغوط الخارجية والتطوير االكبر لقدراته النوعية الداخلية.. فكان فردا فوق الجميع تكمن قوته في

ان الجميع فوق فردانيتهأو الفرد عن ناتج يكون ما غالبا والفشل تصل كيف أو تريد ما تعرف ال التي المجموعة فان أخرى مناسبات في ذكرنا وكما االمور. إلى التعامل مع خيبة امالنا مقياس النجاح هو كيفية أو فشلنا في اداء االمور، لكن الفشل الوحيد كما ال الذي والشخص المحاولة، عدم فشل هو يقال يحاول أو يخاطر بشي ال يفعل شيئا أو يتعلم شيئا

أو يعيش شيئا.كثير من الناس ال يحاولون التعلم من الحاالت مع التعامل كيفية في األمل وخيبة السلبية، األبحاث اثبت وقد النفسية. وانعكاساته الفشل انه غالبا ما يتم تجاهل المعلومات المفيدة بسب الناجحة والتجارب التركيز. عدم أو الجهود قلة لحل حافزا الخالف من تجد والنضوج لالبداع المشكلة وليس لتأجيل أو اعادة فشل. سيكولوجية اإلبداع يجب ان ال تركز فقط على النمط المعرفي وذهنية التفكر، ولكن أيضا صفة العمل.. أي ما يكفي من الثقة بالنفس للشعور بالقدرة على حل

المشكلة إذا تمسك بها وحاول مرات عديدة ومن زاويا متباينة.

توماس اديسون، مكتشف المصباح الكهربائي، بينما المئة، في هي واحد العبقرية نسبة ان أكد 99 في المئة المتبقية هي عرق وجهود، وهذا يترك المجال للجهد في اإلبداع واستثمار الوقت للعمل. اإلبداع ال يرى الوجود إذا ال يشتمل على نوع من التحدي، وعيش التحدي بكل صعوباته، والفضول المنضبطة.. وهذا ما يكسب االبداع اللعب وروح كوك جون اإلنساني. للتطور أهميته في معنى المبدع في الكومبيوتر يقول: »أنا أستمتع عندما نشر قد وكان تعلم« ذلك ألن اخطائي، اكتشف الميدان، هذا في االختراع براعات من العشرات

أن ادراك يجب المتواصل السعي فان وكما راى ال المتواصل.. العمل خالل من تأتي »الحلول

ومضات درامية من الخيال«اإلبداع يعني انك ترى المشكلة كفرصة عملية الصفوف في لطالبي اقول ما وعادة للتطور، والدكتوراه والماجستير البكالوريس من المنتهية دراساتهم، العملية كجزء من اداء مشاريعهم عند الذي المشروع هو الناجح والمستمر المشروع ان يولد مشاكل ويمتلك اآللية، آلية الفشل، للتعامل ارتقاء الذهن وبالتالي المشكلة وحلها وتطوير مع فعند الصعوبة. خالل من النضوج أي المشروع.. عدم غالبا وربما أحيانا يتوخى مشكلة أي حل االسترشاد بقواعد أو أي فلسفة معينة.. أي العمل

بعقل مفتوح ودينامية عالية.أي الذاتية، للدوافع أوال ماسة حاجة وثمة متتبع مجرد الباحث، يكون ان والحذار الحافز، االبتكار على القدرة عدم النهاية وفي للتعاليم، من واحدة هي واالعتراف المكافآت واإلبداع. فضال مبدعا، الباحث لجعل الجوهرية الدوافع تزرع التي النفسي والرضى الداخلية القناعة عن الثقة بالذات والقدرة على تحدي المخاطر والسعي يشعر الباحث يكن لم إذا يتم ال وهذا للتفوق.. ما وتخصصه عمله ظروف في والسيطرة بالحرية

ينمي العقل ويطور سمات الشخصية.

االصرار على تحقيق النجاح

العمل ال ينجز اال في بيئة ديناميكية منفتحة تتجاوز مرحلة

التغيير

33

ثانيا: الثقافة العامة لالبداع والعمل واألرضية الروح وتشجيع اإلبداع دعم في الحاضنة للبيئة المستقلة وتوفير الحرية الالزمة. »المال لن يصنع النجاح« تصنع المال إلنتاج الحرية إنما النجاح،

كما في يؤكد نيلسون مانديال.االبداعات في األصالة نجاح أظهر وقد على وضع معتمدة العامة البيئة نتائج تكون أن وتوفير عالية، معايير وتشخيص أهداف واضحة، ودعمهم الموهوبين رعاية وكيفة لالبداع، فرص االطر اتباع في المشاكل لحل واستخدامهم المؤسسة من قبلهم. واالهم هو كيفية التعامل مع اليابانيون كان العاملين. واقتراحات مالحظات سيطرة يسمى ما مفهوم تاسيس في رائدون التطبيقات ذات Quality Control الجودة األفكار يشجعون أنهم حيث العالم، في العملية لتحسين األمامية الخطوط في العاملين قبل من صناعتهم وتطوير امور حياتهم. على سبيل المثال، شركة تويوتا غورب تبنت 80 في المئة من األفكار كذلك الصينيون ويتميز )47 كانت )بمجموعها في السماع لمالحظات الموظفين والعاملين. وبعد واالوروبيون االمريكان بدأ التجارب هذه دراسة

التعلم من هكذا ذهنية عمل.من بالشكـــاوى نرحب اننا اليابانيــون يقــول كامنة فكرة تمثل شكوى كل أن حيث العمال، للتطوير وفرصة محتملة للتحسين، بينما في الغرب ولغاية اآلن ومن خالل عملي المهني لسنين طويلة نكون سعداء اذا لم تكن هناك أي شكوى، وأحيانا

من اداء الشيء ذاته مرارا.تحسين الجودة في العمل هو مزيج من اإلبداع والتحسينات اإلضافية العملية في المنتج ما يجد وتوليد االحتياجات، تلبية خالل من جديدة قيم أدوات جديدة وخفض التكاليف وتعزيز نوعية حياة

اإلنسان بالذات كمحاولة السعاده.

البدعةالبدعة وتنظيراتها ضد المبدأ القرآني عندما يقول في آية واضحة »بديع السموات واألرض« وفي آيات أخرى يظهر الله )جل جالله( بصورة واضحة ابداعاته اإلنسان ان وبما والكون.. والطبيعة اإلنسان في خليفة الله على األرض وانعكاس لعظمته في الحياة الدنيا، فان اإلبداع مفروض ان يكون جزءا من سماته.

فقهية ناحية من البدعة مسألة تفحصنا ولو بالذات لوجدنا كبار المحقيقن من علماء اإلسالم كافة تترتب ال بسيطا اصوليا معنى البدعة كلهم اعطوا

عليه كل هذه االشكاالت.للحديث استنادا البدعة مفهوم تطور وتاريخيا »كل بدعة ضاللة وكل ضاللة في النار« وال نعرف مدى توثيق هذا الحديث. والتفصيل في البدع وانواعها وما

شابه يجعل المجتمع في عقله الباطني ان صح التعبير أو بشكل ال ارادي يعوق اإلبداع والتفكير والتجديد، فضال عن انه اسلوب فاعل السكات اآلخر ومصادرة حقه في الراي والتفكير. وسؤالي الذي طالما رددته: أليس الكالم فيها باستمرار، بل التفصيل في امورها

هو بدعة بحد ذاته؟ان تطوير مفاهيم البدعة وما تبعها وعودتها بشدة حس وانتشار العقل غياب أخرى مرة توضح اليوم التي صيغت قبل يردد االمور بحرفيتها الذي النقل 1400 سنة. والتطور األخير كان انعكاس جلي لنمو العقدين في المختلفة باشكالها والوهابية السلفية الماضين خصوصا. وهو الطغيان المتلبس بالدين في القتل وقطع الرقاب وسفك الدماء وتكفير الناس تارة،

واغتيال العقل، ووقف الفكر، تارة أخرى.

عشق غاندي للتعلم وميله للتفكر مكنه من استخدام احتياط هائل

من الحدس

34

تسعى حديثة كمؤسسة المنبر اعتبار يمكن والتعامل لإلبداع المختلفة مشاريعها كافة في مع التحديات بروح الثقة في حل المشاكل لتجاوز النجاح والتقدم الجل بعملها الصعوبات واالرتقاء والتحديث. لذا كانت قادرة على المرونة الدينامكية فكرية، منظمة من عملها مراحل عبر التطور في منظمة ثم شباب منظمة إلى نخبوية، ما ولحد مركز بآخر أو بشكل انها عن فضال جماهيرية،

تفكير مرموق.التي الجيدة لإلدارة العقل نظم المنبر يطبق رؤية كيفية في وشركائها عامليها توعية يمكن المنظمة والمشروع وما حولهما كنظام عمل متكامل للنظر اإلبداع تجاوز أي المبتغاة.. األهداف مع الجانب ومن حوله.. النظام وما على تأثيرها في الكبيرة الصورة لرؤية والتوعية التدريب العملي والدفع صوب التجريب والمحاولة للتجديد والتطوير على والشركاء( )الموظفين الجميع وتشجيع للعمل من خالل المستمر التحسين في المشاركة الطاقات لتعزيز والمناسبة الحاضنة البيئة توفير مواهبهم وانجاز عن التعبير في حضورها وتؤكيد مساهماتهم وادراك طاقاتهم الكامنة، ما يجعل رؤية المنبر متميزة، ومقاربته منهجية في قراءة التاريخ على نصاب علمي حضاري، وليس مقاربة تاريخية ذلك، وغير والخالف السجال اشكال على قائمة والمفاهيم األفكار وإبداع جرأة في ذلك وتجسد في محطتها الفكرية أو في مقاربة التدريب والفعل العميق، التعليمي المشروع النجاح، برنامج في أو مبادرته واحتضانه لمشروع شبكة النجاح ورؤية

21 وغيرهما التي تهدف في كالنيته ومشاريعها، حديث تشكل اعادة كيفية في مصغرة، كصورة لبنية المجتمعات العربية وتكون المنفذ المطل على على وجه والشباب الناس، لكل جديد وتميز كل

الخصوص.

المصادر IEEE, Spectrum, Innovative Ge-

nius, December 1991, p23-35Louis Fisher, The Life of Mahatma

Gandhi Harper Collins Publisher, First published 1951, 3 impression 2008

https://www.nelsonmandela.org/content/page/biography

https://en.wikipedia.org/wiki/Nelson_Mandela

نجاح كاظم، الهند، دار الحكمة، 2014عدد البحرينية، الوسط مولوي، فيصل شيخ

2003 ،168يناير ،152 النور، عدد مجلة كاظم، نجاح

2004Peter F. Drucker, Innovation and

Entrepreneurship, HarperCollins books, 2006

المنبر الدولي للحوار االسالمي

35

إصدارات

تطور القرآن

والموضوعية« اللفظية البنية تحليل في ـ تطوره مسار في »القرآن اإلسالمية( الثورة بعد وزراء رئيس )أول بازركان مهدي للمهندس محاولة يعتبر اإلسالمي. الفكر لتنمية الحضارة لمركز الجديد االصدار وبنية االلفاظ مستوى على القرآن نزول له خضع الذي التطور لبحث بها. اهتم التي المتنوعة الموضوعات مستوى على كما القرآنية، الجملة

التنوع والكثرة في صور ويتلخص موضوع الكتاب في سؤالين، األول: هل القرآن ومعانيه صدفة، أم في مسار تحقيق هدف مترتب ومتدرج تسود ظاهرة من التطور؟ والثاني: ان القرآن نزل على مدى 23 سنة هي عمر الرسالة النبوية، وهو محكوم بالتطور وبعبارة أخرى: بـ »التكامل«، فهل هذا التطور بشري ام الهي؟

النزول نظام اكتشاف على تترتب التي اآلثار ان إلى الكاتب ويشير نزول تاريخ لتحديد المعايير بعض بتقديم انه يسمح ابرزها كثيرة، القرآني االدنى. بالحد الدقة، من القريب التقريب نحو على اآليات ولو بل السور

حسابات وجداول في جسده رياضيا رقميا احصائيا منهجا المؤلف اعتمد القرآن الفاظ اعتباره نظرية جديدة في فهم مسار تطور ومنحنيات، يمكننا

وجمله وموضوعاته.

المكتبة في الليل

ينطلق ألبرتو مانغويل في كتابة »المكتبة في الليل« من عدة محاور في الحديث عن المكتبة فيبدأ بالمكتبة كميثولوجيا ومكان وسلطة وشكل وذهن، العربية التصنيفات قسم كتابه الصادر بنسخته وهوية، واألهم كوطن. بهذه الصادر عن دار الساقي في بيروت، ترجمة أحمد م. أحمد، والذي خصصه عن

المكتبات جاعال منها مملكة مستقلة بحد ذاتها. لماذا كتب هذا الكتاب تحديدا يقول »بدأت رحلتي منذ سنوات قليلة،

ليس لكي أصنف تاريخا آخر للمكتبات، وليس لكي أضيف مجلدا آخر إلى مجموعة تكنولوجيا المكتبات المتنامية بشكل مثير للريبة، بل بكل بساطة

لكي أقدم بيانا عن أسباب دهشتي«.يلخص مانغويل تجربته الشخصية وعالقته بالكتب والمكتبة مستشهدا وروايات واألساطير الحكايا من بالكثير الفصول من فصل كل في : يقول « كذهن المكتبة « فصل ففي المجال. هذا يخص فيما التاريخ أفضل أنني حين وفي األوقات. أغلب كتبي بين أجلس كيافيللي، »كما الكثيف«. الصمت في ليال بالقراءة استمتع أنني إال صباحا، الكتابة أحتوى الكتاب على عدد ال بأس به من الصور لمكتبات ووثائق تاريخية حول العالم تحدث عنها الكاتب في مؤلفه هذا مثل مقصورات الكتب في المكتبة الوطنية الفرنسية ومخططة مكتبة برغامون، قاعة القراءة في مكتبة حبت في موريتانيا، مكتبة كوزيت في ممفيس، مكتبة الكونغرس في واشنطن، مكتبة وغيرها برشلونة.. في كاتلونيا مكتبة لندن، في بكنغهام قصر في الملك لم يمر الكتاب دون ذكر ما آلت اليه حال مكتبة بغداد الوطنية فعاد مانغويل بالتاريخ إلى سنة 2003 حين سلبت ونهبت وثائق المكتبة الوطنية والمتحف األثري. ويروي بحسرة بالغة تأثره بهذا الحدث الجلل فيقول »خالل ساعات قليلة أرسل إلى غياهب النسيان الكثير من التاريخ الموثق للجنس البشري«

ووصف هذه الخسارة بأنها خسارة للعراق ولإلنسانية.

مستقبل الصحافة

دخول في التحوالت تلتها ثم الصحافة، بدايات منذ مرت عاما 150الراديو ثم التلفزيون مع عقود القرن العشرين حلبة العمل اإلعالمي، ومن ثم حقبة اإللكترونية التواصل سبل في منجزاتها خاصة التكنولوجيا، اقتحام السنوات األخيرة من القرن الماضي، وهو ما ارتبط بتحوالت بالغة الخطورة على مهنة الصحافة التي بدأت بالطبع باعتبارها حرفة جمع وجلب األخبار. فإذا باإلعالم الجديد يتحول بها إلى أداة للتواصل والتفاعل والتعمق واالستقصاء.الصادر ستيفنس ميتشل البروفيسور كتاب يجمع الشأن هذا حول مستقبل األخبار: بعد »ما عنوان: تحت نيويورك في كولومبيا جامعة عن الصحافة« بين التحليل التاريخي والتوجه المستقبلي، خاصة حين يستوفي

جوانب من بحثه بشأن الصحافة ومستقبلها.السبل والوسائل والقنوات اختالف اإلعالم على يعد لم ان المؤلف يرى

لجماهير المقدمة المعلومات أو األخبار مصدر هو واألساليب-

36

المستهلكين. لقد استجدت على حياة الناس، مع نهايات القرن الماضي سبل أكثر دينامية وأعمق كفاءة وأشد قدرة على توصيل األخبار وطرح المعلومات، وتتمثل بالخبر، اللحظية الموافاة في تتمثل أوالهما بخاصيتين: وتميزت الثانية في إمكانية التحديث المستمر، فيما تتمثل الميزة الثالثة في سهولة

عملية التلقي للخبر. إعالم باعتبارها العقل« »صحافة مصطلح اقتراح إلى المؤلف ويعمد االستنارة والتعمق في طرح القضايا الحياتية واتباع األسلوب الموضوعي في ـ كما كانت الحال في معالجة ظواهر ومشكالت المجتمع، وعدم االقتصار الماضي ـ على مجرد جمع المعلومات وحشد التفاصيل عما يقع هنا أو هناك.

لذا الكتاب، الكومبيوتر على سطور الشابة تفضل ومضة األجيال لعل كانت الحاجة لنوعية جديدة من الصحافة واإلعالم تتجاوز صحافة األنباء إلى

صحافة المشاركة والتفاعل والسرعة اللحظية.

العراق: صناعة الدولة واألمة

المجتمع في الشقاق تأجيج أسباب وجذور عن األسئلة تكثر ما غالبا العراقي، ويحاول كتاب الباحث خليل فضل عثمان المعنون: »الطائفية في العراق: صناعة الدولة واألمة منذ العام 1920« الذي صدر باللغة اإلنكليزية مؤخرا عن دار »راوتليدج« البريطانية، يكتسي أهمية خاصة. يوظف الكاتب منهجيات البحث العلمي لنبش الجذور المتشعبة لظاهرة الطائفية السياسية مؤسسات أركان عملية وضع مع الظاهرة وتداخلها هذه العراق وتشابك في

الدولة العراقية الحديثة المتواصلة منذ نحو تسعة عقود. يعود الباحث بنا في الفصول االستهاللية لكتابه إلى البدايات التاريخية للشرخ الطائفي، وتطور هذا الشرخ في سياق تكشف تاريخ العراق فصوال في العصور اإلسالمية المتالحقة وصوال إلى فشل الدولة الحديثة منذ تأسيسها

في إدارة التعدد الطائفي والعرقي. وينتقل بنا بعد ذلك إلى تحليل التركيبة الطائفية والعرقية للنخب السياسية التي حكمت العراق الحديث، مقدما تحليال معمقا لتركز مقاليد السلطة والقرار السياسي في أيدي العرب السنة حتى عام 2003 وكيف فاقمت هذه الهيمنة من

عزلة الدولة عن المجتمع.ولما كان التعليم في نظر بعض علماء ومنظري التنمية السياسية أداة لتحقيق التجانس في مجتمع متنوع، فإن عثمان يعكف على تفكيك السرديات التاريخية التي اعتمدت في المناهج التعليمية في العراق ليوضح كيف أنها أحيت وغذت اإلرث العصبوي الطائفي. ويتقصى كيف ساهمت هيمنة مفردات الخطاب الرسمي

على المناهج الدراسية في فترة ما قبل 2003.وال يغفل عثمان دور األساطير اإليديولوجية في صياغة رؤى للهوية الجمعية في العراق متشاحنة في أحيان كثيرة على أساس خطوط تماس طائفية. ويشرح في

السياق الخطاب العروبي الذي قدم للدولة العراقية التي أسست في أعقاب الحرب العالمية األولى صرحا إيديولوجيا تستند إليه، مظهرا الدور الذي لعبه التوظيف السياسي لمفاهيم من قبيل مفهوم »الشعوبية« في التمويه على اتجاهات طائفية

مضمرة ساهمت في زرع بذور انعدام الثقة بين الجماعات األهلية الطائفية.

عصور األدب العربي

تعدد الباحثة العراقية هدى التميمي في كتابها المعنون: »األدب العربي عبر العصور« الصادر مؤخرا عن دار الساقي ، الفترات الزمنية والتاريخية التي شهدها األدب العربي، أبتداء من العصر الجاهلي مرورا باإلسالمي واألموي والعباسي واألندلسي وصوال إلى العصر الحديث، شارحة ميزات كل عصر، ومفصلة أنواع الشعر والنثر، ومتحدثة عن نوابغه من الشعراء والكتاب، مع

االشارة إلى نشأة ونضج وانحطاط تلك األدب. جهدت الكاتبة على الوقوف على القضايا األدبية العامة من خالل بعض البارزة التي تشكل محاور رئيسية في أدب هذه العصور، المسائل األدبية وكان ظهورها نتيجة مؤثرات سياسية واجتماعية وحضارية وجمالية وطبيعية

مختلفة، ساهمت في كل عصر على ظهورها بالشكل الذي وجدت عليه.الدراسات مركز في العربية اللغة قسم رئيس منصب الكاتبة وتشغل

العربية واإلسالمية في الجامعة الوطنية االسترالية في كانبيرا.

السلطة والعنف

ضمن سلسلة »نصوص انتروبولوجية« صدر حديثا عن دار نقوش كتاب بعنوان: »السلطة والعنف والجنس« ألستاذ علم النفس اإلجتماعي عبدالرزاق عمار. يشكل الكتاب دراسة تفكيكية في عالقة السلطة بالهوس الجنسي وما يتخللها من عنف. يحملنا األكاديمي التونسي بين ثنايا الفلسفة والتجارب السياسية والتاريخ باحثا عن تجليات العالقة بين مكونات منظومة تتشابك

فيها العناصر ويتداخل الجنس والعنف والسلطة. وللتأكيد على فرضياته المقترحة، يغوص الكاتب في ثنايا التاريخ العربي وكذلك زمن خالفة عثمان األموي والعباسي، العصرين اإلسالمي، خصوصا بن عفان والبويهيين واالتراك، وصراع المذاهب وما رافقه من استبداد وقمع

للحريات وللفكر اآلخر.

37

الكتاب رحلة موجعة في ثنايا االستبداد العربي الذي كان غالبا مرتبطا بالهوس بالعنف من خالل القتل والسحل والتفنن في تصفية الخصوم والتفنن عبد يذهب العنف والتسلط. من منحى في بالجواري والغلمان التمتع في الرزاق عمار إلى أن السلطة بما هي عنف في وجه من وجوهها. ومثل ظهور يفقد إذ والرمزي، المادي والعنف االستبداد هذا على فعل رد المتصوفة االنسان ثقته بنفسه وبقدراته ويستقيل من المجتمع ويدخل في حياة روحية أخرى. إنها نفس منظومة االستبداد والقهر وإهانة المواطن الذي ما زال محروما التيارات أو من السلطة المواطنة ومقموعا من العربي من حقوق العالم في

الدينية التي تمارس الرقابة الدينية كوكيل باسم الله.

رؤية للقرن العشرين

يبحث مراد وهبة في كتابه الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان: »زمن األصولية.. رؤية للقرن العشرين« في معنى األصولية الدينية مع انتقالها إلى الدول العربية واإلسالمية التي توجهت رأسا إلى االستيالء على السلطة السياسية، وعلى المجال العام، لتفرض رؤيتها من الداخل والخارج، ومن هنا تولد العنف وصوال إلى أحداث 11 سبتمبر 2001 وما بعدها. ويحتوي القضايا جميع تتناول التي المستقلة المقاالت من مجموعة على الكتاب المعلقة باألصولية، تبدأ بمقالة »ثورة فكرية« من بداية القرن العشرين، حيث كانت بريطانيا هي الدولة الوحيدة المتحكمة، في حين كانت ألمانيا الباع األكبر

في الفكر، ومن جانبها كانت أمريكا ال تزال قابعة بين حدودها.إذ الحلول، إيجاد محاولة إلى األصولية تفسير من الكاتب وينتقل ستكون المقبلة األعوام أن رأى أنه األصوليات« »صراع مقالة في يؤكد آفة من التحرر يمكن كيف »إبداع« فصل في ليقرر أصوليات« »صراع الدوغماطيقية، ثم يتساءل في فصل »صراع أم حوار« هل الثقافات يمكن أن

تتعايش وتلتقي بالحوار؟

اإلرهاب والثقافة

في كتابه »اإلرهاب والثقافة: محاولة في الفهم« الصادر عن دار نينوى في دمشق، يضع محسن بوعزيزي مفردة »اإلرهاب« على طاولة التشريح، في محاولة لتفكيك آلياتها وفهم جذورها التاريخية ومرجعياتها الراهنة. اإلرهاب

كما يتبدى حاضرا، هو أهم إيديولوجية مدمرة، بوصفها تتكئ باطمئنان على في رحم كامن تاريخي عنف بين وتقاطع »التقاء من تنهل موروثة ثقافة

الثقافة ورهانات خارجية تبحث عن مسالك الهيمنة«.بهويتها التمسك شديدة لمجتمعات يمكن »كيف بوعزيزي يتساءل وثقافتها أن تفعل كل شيء لفنائها فتقيم مذبحة لتراثها؟« ساعيا إلى قراءة سوسيو ثقافية لالرهاب محددا الظاهرة بأنها ولدت من رحم الثقافة اإلسالمية، كذلك إيقاظ ما ترسب من عنف وتناقض كامنين في الثقافة، وإذكاء صراعات كانت هاجعة في الذاكرة بين المذاهب والقوميات واالثنيات وشحذها مجددا.

يحدد الكاتب محددات االرهاب بأنه بحاجة إلى شيوخ يهللون لألصول والتطرف ورفض الحداثة بقصد بعث الخالفة اإلسالمية، وترسيخ ثقافة ماضوية

صارمة متشددة وتكفير اآلخر.جهة، من الوحشية باعتماده للقارات، عابرا اإلرهاب شبح بات حاضرا والوسائط الرقمية من جهة ثانية. هكذا أضحت الصورة سالحا فتاكا، نظرا إلى قوة تأثيرها. وبمعنى آخر صارت الحرب مشهدية، تتطلب أقصى حاالت الفتنة البصرية »حرب تنظر إلى نفسها في المرآة« كي تتحقق من قوة إغوائها رقميا، إذ تلجأ الصورة إلى إثارة الرعب لدى اآلخر بغية بث الرعب فيه. من جهة أخرى، كما يرصد الباحث »تاريخ الدم وبعض تمثالته في الثقافة العربية« مستشهدا باألشعار واألمثال وبعض النصوص التي شاعت في حياتنا اليومية.

آلة النهب

تناقض ملموس تعانيه قارة أفريقيا، بين ثرواتها الطبيعية، وبين أحوال الصحافي كتاب ولعل يحاصرها. التي الشديد والتخلف المدقع الفقر اإلنكليزي توم بيرغيس المعنون: »آلة النهب ـ بارونات الحرب، نخبة األقلية، الشركات، المهربون« يستقصي ظاهرة التناقض ويعزوها إلى آلة النهب التي تنفذها عناصر من األقلية االنتهازية من النخبة األفريقية النافذة، إضافة إلى

عالقات المصالح التآمرية بين تلك األقليات، وبين عناصر اجنبية. وبرغم أن القارة عاشت مع انتصاف القرن العشرين مد االستقالل والتحرر من نير االستعمار، إال أن هذا التحرر السياسي الذي حمل العديد من عناصرها االقتصادي والتقدم االستقالل أجندة تواكبه لم السلطة مقاعد إلى الوطنية والعدل االجتماعي. ولعل الحروب األهلية، سواء بين النظم السياسية الحاكمة وبين الجماعات المسلحة، أو في ما بين الجماعات المسلحة ذاتها، ساهمت في تردي اوضاع القارة وسكانها. لهذا ال عجب أن أفريقيا، بكل ثرائها، ال

تزال قابعة عند أدنى المراتب من حيث التنمية االقتصادية.ويصف الكتاب أحوال الدول المحظوظة بمناجم الماس والنحاس والحديد الدول مجموعة بين األفقر هي تزال ال بأنها ، البترول وآبار واليورانيوم، األفريقية، بعد أن تعرضت صناعاتها المحلية إلى االنسحاق، بفعل عمليات

النهب والتآمر واالستنزاف.

38

الدولة المدنية قائمة باعتبارها ظاهرة يراود الكثيرين، ومضمون هذا الحلم أن تكون الدولة المدنية في العراق حلم حضارية تقوم على مجموعة من قيم الحرية والصدق والعلمية في طرح المشكالت وعالجها، فالدولة القائمة اليوم في العراق هي دولة مدنية بدرجة معينة، ووصفها بالدينية ليس دقيقا، ألن قوى دينية تملك تأثيرا في مجريات األمور شريكة في العملية السياسية، أما دخول المرجعية الدينية على الخط فهو ترجمة لما تمليه الظروف المتجددة وهي تبدو ذات خطاب بالعدالة العادلة المتمثلة الناس ومطالبهم التغيير واإلصالح والدعوة إلى االستماع لصوت بالتركيز على مدني يتجلى

ومكافحة الفساد وتطوير النظام االداري واالقتصادي وغيره. تقدير وسوء العراق في الناشئة الديمقراطية الممارسة إسقاطات إلى مرده البعض لدى الحاصل االلتباس ولعل المعنيين وضآلة خبرتهم وعدم مناسبتهم للموقع الذي هم فيه، ويتحمل رموز االتجاه اإلسالمي واالتجاهات السياسية

األخرى ممن يتقلد مناصب عالية، مسؤولية ذلك. إن الظرف الذي ولدت فيه الدولة العراقية من جديد بعد سحق الدكتاتورية المتلبسة برداء القومية، لم يتح لألحزاب اإلسالمية المجال لطرح النظرية اإلسالمية في الحكم، فالفكر العملي قد تبدل تماما، ومثلما انسلخ االتجاه اليساري من التحالف مع الرأسمالية إلى التحالف معها لبناء الديمقراطية وإطالق الحريات، تحول اإلسالميون من تبني هدف الدولة اإلسالمية إلى بناء دولة المواطنة الحاضنة للجميع، وااللتزام بالديمقراطية وإن طوقت وقيدت ببدعة التوافق على قاعدة:

تحملني وأحملك. ال بد للمرء أن يقف اليوم مع الدعوة للدولة المدنية خاصة ونحن في مفرق طرق ومواجهة أمام التحديات الكبرى كحالة البناء الهزيل للدولة الجديدة، وتحديات االرهاب التي توجت باحتالل عدواني سافر ألكثر من ثلث البالد. وباعتبار أن الدولة المدنية هي دولة اإلنسان يتساوى فيها الجميع بغض النظر عن قوميتهم ودينهم ومذهبهم، ويحكم بينهم قاعدة »قيمة كل امرى ما يحسنه«، فان الدين من وجهة حضارية ال يخالف هذه العناوين، فالدين في مفهومه الحضاري ال يقف عند

الممارسة الطقوسية والعبادية، بل يتعداها ليكون قوام حياة الناس في الدولة المدنية. ليس مقبوال لدولة ذات منهج ديمقراطي وتعبر المؤسسات الرسمية فيها عن إرادة حرة للشعب عبر عنها من خالل صناديق االقتراع بنسب متفاوتة من الوعي الثقافي والديني واالجتماعي، أن نصنفها كدولة دينية، ولعل ما أبعد الديمقراطية عن مضمونها هو تحويرها إلى التوافق وعدم اعتماد األغلبية بصورها المعروفة في إقرار القوانين أو اتخاذ القرارات والتوصيات، وهذا ليس مسؤولية التيار الديني فقط، بل التكتل االجتماعي بألوانه المختلفة الذي انعكس على المؤسسة الرسمية وغير الحكومية، فهناك مجموعات تنتمي إلى مذهب ديني لكن فاعليتها السياسية هي بموازاة غيرها داخل الحكومة أو البرلمان. لذا تجد المسلم والمسيحي والصابئي وااليزيدي بمذاهبهم المتعددة. وعلى الرغم من توصيف مدني ألحزاب معروفة نجد الجذر المذهبي ضاربا في أعماقها. وضمن هذا التنوع يحدث التنافس الذي

نتمناه لكن بحدود منظومة قواعد تتخطى االنتماءات الفرعية. وال بد من اإلشارة الى أن السياسة ليست حكرا على المشتغل بالسياسة.. فالقضايا الكبرى قد تتطلب تدخل عناصر تبدو منعزلة لكنها تملك التأثير ومن واجبها التدخل لدفع الضرر، كما في الدعوة الى الجهاد لمواجهة المعتدين، نداء تلبية في يتردد لم الذي للشعب االختبار كان وهنا وأمثالها، داعش المرجع األعلى بالجهاد حسب االستطاعة، واالستعداد لذلك وهو ما يطلق عليه الجهاد الكفائي، فهل التدخل واستثمار التأثير الكبير للدفاع عن الوطن

يجعل العراق دولة دينية أو ثيوقراطية كما يحلو للبعض أن يصرح؟الديني الخطاب ومضمون اإلسالمية األحزاب أن إلى اإلشارة وسبقت بواكير في هدفا كانت مثلما إسالمية دولة وارد في اليوم ليست للمرجعية المعارضة يوم كان الصراع محتدما مع الدكتاتورية، وبطبيعة الحال فالتصور ال لكنها اإلسالم كان مسألة مبدئية الدكتاتورية هو بعد اإلسالمي تفرض بالقوة، بل تتحق عبر اآلليات الديمقراطية وتفتح الطريق أمام

التغيير والتطور. كاتب وباحث عراقي

دئهـا

وت صـ

ر بكـا

اتجاهات إسالمية في الدولة المدنيةأفـمصطفى حبيب

• A Non-profit organization based in London-United Kingdom. We depend primarily, inimplementing activities across the world, onestablishing working partnerships with non-governmentalorganizations thatshareourvisionandgoals.

• The International Forum for Islamic Dialogue(IFID)believesthatthewaytoabetterfutureforMuslimsliesthroughtheeffortsofmodernizationand enlightenment which renew a soundrelationship between Muslims and their currentgeographicallocationinadditiontotheirheritage.

• Thus,IFIDconcentratesprimarilyondevelopingacultureofdialogueamongMuslimsthemselves,and aims tobuildbridgesbetween the trendsofmodernization in contemporary Islamic thoughtacross the world and create opportunities fordialoguebetweenthem.

• IFID believes that attempts tomodernise Islamcannot be effective without understanding theMuslim mind (in the current time), but alsobelievesthattheapproachtotheMuslimmindnotbe effective without approaching the religiouscomponent, leadingthustoaneedtore-readthefounding text for this religious component andspecificallytheHolyQuran.

• IFIDalsoattemptstobridgethegapbetweentheeliteandsocialchangebyadoptingamethodoftrainingworkshopsbasedoncontemporaryvaluesand methods of empowerment, modernization,andeffectivecivicparticipationinpublicaffairs.Toachievethisgoalitusesparticipatoryworkshopsthat target the basic foundations to plant thesevalues and approaches to the elements of civiccultureingeneralamongcontemporaryMuslims,especiallyyoungergenerations.

CurrentActivities1. IFID developeda course for skills “Success in a

changingworld”, aimed at youngMuslims fromvaryinganddifferentbackgrounds.

Trainingsessionsadoptthelatesttrainingmethodson thedevelopmentof thinkingskillsandraisingtheefficiencyofperformanceontheindividualandcommunity levels.The approach is characterizedbyauniquecomponentoftheimpactofreligiousthinking and behaviour of the individual andgroups.TheForumhas twoprograms (TheArabProgramme for Arabic-speaking countries) and(The English Programme for Britain and theEnglish-speakingcountries).

2. IFID established and supervises the work of anetwork of volunteers involved in the trainingsessiononskillsfor“Successinachangingworld”,

which includes members from Egypt, Iraq,Morocco, Sudan, Tunisia, Algeria, Bahrain, andLebanon. And the Network is to pursue thedevelopment and implementation of trainingprogramsinthecountriesconcerned.

3. IFIDpublishesanddistributesaArabicmagazine“Al Rassid Al Tanweeri” or the “EnlightenedMonitor”andamagazine((Islam21))inEnglish.ThemagazinesareconcernedwithmonitoringthelatestversionsofenlightenedthoughtintheIslamicworld.

4. IFIDestablishedawebsiteinArabicandanotherin English to monitor the latest versions ofenlightened thought in the Islamicworld and thewebsiteisupdatedregularly.

www.ifidonline.com/m1.5. IFIDestablishedaWebsitededicatedtoitsTraining

Course Network in the Arab region (Skills forSuccessinaChangingWorld).ThewebsitehasanArabic news section that includes documentationofvisits to thecountriesconcernedinadditiontotheGraduateForum.

6. IFIDestablishedaWebsitededicatedtoitstrainingcourse programme for skills to “Success in achanging world” that includes an English newsnetworkanddocumentationofthetrainingcoursesinBritainandEuropeinadditiontotheGraduateForum.

7. IFID organizes educational/ social trips forgraduatesof trainingcourses inLondon -UnitedKingdom.

8. IFIDfoundeda(ResearchUnit)forthepurposeofresearch and issuing papers on the educationreceived by Muslims in the West from officialsources(governmentschools)andinformal(civil,educationalinstitutions,mosques,etc.).

9.IFIDorganisesseminarsforresearchersandthoseinvolved in the affairs of efforts to modernizereligious thought and public education andeducationforMuslimgenerations.

PastActivities:1.“FridayNotes”Entriesaregenerallyarticleswritten

byMuslims from several countries, on issues ofcontemporary Islamic concern.These articles aresentbye-mailonFriday,toalltheparticipantsinoursite.

2. Hosting seminars dealing with specific aspectsrelated to the current rate of Muslims and thedissemination of the proceedings and the resultsandsubmittingthemtoindividualsororganizationsconcerned.

3. “Islam youth 21” publications,which focuses ontheIslamicidentityofMuslimyouthperspective.

The International Forum for Islamic Dialogue (IFID)

Al-Rasid Al-Tanweeri P. O. Box: 5856, London WC1N 3XX, United Kingdom Phone: (+44) 20 7724 6260

[email protected]