السنة التكوينية مراكشالمركز التربوي الجهوي 2008/2009 ة شعبة اللغة العربي

ري علقاء الشفن اإل هــه ووظيفتــمقومات

تحت إشراف األستاذ الدكتور إنجــاز الطالــب األستــاذ

زوهريحممد. د السعيد وعزوز

تم إنجاز هذا المشروع الشخصي في إطار عدة التكوين بالتناوب للسنة التكوينية

1429/1430 - 2008/ 2009

c

3

4

i

:مدخل عام •وملا كان هذا . البرشي عن غريه من املخلوقاتإن الكالم خاصية استأثر هبا اجلنس

الكالم إنام ينبعث من دواخل الذوات، جمسدا أحاسيسها، مرتمجا مشاعرها التي مصدرها ]الكامل: [الفؤاد، صار األمر كام قال الشاعر

الـكالم إن الـفؤاد مـن i iوإنـام جعل اللسان عىل الفؤاد ليالد 1

عىل نقل تلك املشاعر واألحاسيس إىل - ق الكالميعن طر - حينها اللسان فعمل؛ من "فن اإللقاء"وينعت هذا النقل بـ . الواقع، كلامت منطوقة، ذات محولة معنوية، ووجدانية

إن فن اإللقاء هو فن النطق بالكالم، والتلفظ به، عىل صورة توضع : -بداية-هنا أمكننا القول . ملقيه 2ةبيئاظه ومعانيه، وتربز مكنون قائله، وخألف

ثم إنه ملا كان الكالم يؤدي تلك الوظيفة التعبريية والتواصلية، صار اإللقاء يرتاد جماالت عدة، ويستعمل استعامالت خمتلفة؛ فمجاله األول هو التشخيص، عىل اختالف

املجال : ومن جماالت توظيفه كذلك. .سواء أكان مرسحا أم أداء ألدوار متثيلية أخرى: أنواعـهدون أن نغفل جماله ... اإلعالمي بكل جتلياته؛ يف إذاعة األنباء، وجمال الدعاية واإلعالن

اخلطابة يف خمتلف املحافل، ويشكل اإللقاء كذلك دعامة أساسية يف املجال : اجلديد-القديم تظل خرساء يف -خاصة الشعرية-إذ الكلامت .. اإلبداعي األديب؛ شعرا ورواية وقصة وملحمة

. ومل أجده يف ديوانه"األخطل"ونسبه مجاعة إىل . الكالمر وغري ذلك منباب شع ("البيان والتبيني" البيت من غري نسبة يف - 1

: ويروى بـ جعل اللسان عىل الفؤاد دليال* الفؤاد وإنام "لفي"إن الكالم

اخلبيئة ": قال يف اللسان- 2 ما خبئ: مثل خطيئة وخطايا..واحدة اخلبايا. ].خبا[ مادة "

5

تلقتها ذائقة املتلقي بقبول حسن، وفعلت فعلها -إلقاء جيدا–ألقيت فإذا حماريب القراطيس، ..فيه، فآتت أكلها

بالذات، دون "فن اإللقاء الشعري"وإن من دواعي اقتحام هذا املضامر، أعني مقاربة من املوضوعات األخرى ، تعود -ءأي اإللقا–غريه من أجناس األدب األخرى، ودون غريه

:يف مجلتها إىل ما يأيت ذكره بداية فإن الذاكرة مستبدة كام يقال؛ فلقد علقت بذهني ذكريات تعود إىل •

"حممد القباج" اللغة العربية يوم كان أستاذ،)2003 و 0002املمتدة بني (1املرحلة اإلعدادية يقرأ، بل يلقي القصائد املقررة ضمن 2"سيد الزوين" الكائنة بـ "بإعدادية املاوردي

املحفوظات، يلقيها بنفس شاعري، ينم عن متكن من فن اإللقاء، وكان أكثر ما أثارين إذ ذاك جتسيد األستاذ ملعاين القصيدة، حتى تغدو الكلامت أحاسيس ومشاعر تنبعث من فيه، بل من

فلقة للشاعر امللت عالقة يف خميلتي قصيدالقصائد التي ظ تلك فؤاده؛ ومن معروف ": 3 ]الوافر: [والتي منها 4"الرصايف

سـقيت إذا كالنباتii تنبت األخالق هي الـمكرمات بـامء الـمـريب تـعـهدها إذا تـقـوم مثمراتii الفضيلة ساق عـىل تالـبـنا أو الـبـنني بـتـربية تسامت مدرسة األم فحضن

الدكتــــور ب، ، وقد أشار عيل أستاذنا األديـ" عاناملستشري م": تقول العرب: ياثان • أن أسلك هذا املسلك، وأن -املرشف عىل هذا املرشوع الشخيص– "حممد زوهري"األريب،

األخطاء " دون غريه، مع كون املقرتح الثاين هو "اإللقاء الشعري"أنحو نحو مقاربة موضوع

. ينشغل ببحث مسألة اإللقاء الشعري يف الكتاب املدريس للمرحلة ذاهتا"لرتبويالبحث ا" وهذا املرشوع - 1 . كيلومرتا36 مجاعة قروية باجلنوب الغريب ملدينة مراكش يف اجتاه الصويرة وأكادير، تبعد عن مراكش بحوايل - 2وشاعر مفلق... " قال يف اللسان - 3 وأفل. جييء بالعجائب يف شعره جميد،: ).مادة فلق(. حاذقا به ق يف األمر إذا كانديوان (له كتب منها شاعر العراق يف عرصه، ) م1945 (معروف بن عبد الغني البغدادي الرصايف معروف الرصايف - 4

.وغريها كثري) ط-حمارضات يف األدب العريب )( ط-دفع اهلجنة ) (ط-الرصايف

6

التي قد قتلت بحثااملوضوعات من ،، وعلل ذلك بكون الثاين"ميذ واألساتذةالشائعة بني التالونعم الرأي. وكون األول من أبكار املوضوعات. ونوقشت وسال من أجلها املداد الوفري .

]املتقارب: [، قوله1من درر أيب الطيب املتنبي: ثالثا •وتأب اع عىل النــى الطبــ 2لــاقـ

م ـــ الشعر، والقول اجلميل املعرب؛ وكيف ال وهو ديوان العرب، و فنهفالفؤاد يميل إىل حكمهم، ومستودع حكمهماألصيل، حتى عدوه م، ـورافقهم يف حدائهم، فجملوه بإنشاده..

]البسيط: [-ريض اهللا عنه - 3وعنوا بالتغني به وإلقائه يقول حسان بن ثابتتغن كل يف شعر أنت i iلهقائ إن الغناء الشعر هلذا مضامر 4

سوء أحوال اإللقاء الشعري، خاصة يف امليدان التعليمي، وأفول وظيفته: رابعا • الرتبوية، وقلة االعتناء بتنمية مهارات املتعلمني األدائية، ووأد املواهب يف مهدها؛ بغياب

لدالء، وأغوص بني كل غواص، باحثا عن درر أدلو بدلوي بني اافها أنا ذ. رعايتها وصقلها ..أرصع هبا جيد الشعر العاطل

ية؛ أو مقاربة ذلك املنشود، سيسلك بنا البحث تلك البغية، ووأمال يف حتقيق تلك الـمن :يأيت شعبا ومسالك يمكن إمجاهلا يف ما - بحول اهللا تعاىل –

). بصددهوهو ما حنن(مدخل عام .1 .حتديد إطار املرشوع - .دواعي االختيار -

املتنبي - 1 الشاعر احلكيم، وأحد مفاخر األدب .ن بن عبد الصمد اجلعفي الكويف الكندي، أبو الطيبأمحد بن احلسني بن احلس

). هـ354( ت .العريب، له األمثال السائرة واحلكم البالغة املعاين املبتكرة :وصدره). 3/113(رشح الربقوقي . عجز بيت أليب الطيب املتنبي- 2

م يراد من القلب نسيانك وأحد املخرضمني الذين ) صىل اهللا عليه وسلم(شاعر النبي .ثابت بن املنذر اخلزرجي األنصاري، أبو الوليدحسان بن - 3

واشتهرت مدائحه يف الغسانيني وملوك احلرية قبل . أدركوا اجلاهلية واإلسالم، عاش ستني سنة يف اجلاهلية ومثلها يف اإلسالم . م673 ت .اإلسالم، وعمي قبل وفاته

). 2/313باب اإلنشاد وما ناسبه ("العمدة البن رشيق" -ريض اهللا عنه–ت حلسان بن ثابت األنصاري البي- 4

7

).اجلانب النظري(مقومات اإللقاء الشعري .2 التعريف بفن إلقاء الشعر - .ملحة تارخيية - قواعد اإللقاء ومقوماته -

).اجلانب التطبيقي(وظيفة اإللقاء الشعري .3 .دور اإللقاء يف قراءة النص الشعري - .أمثلة تطبيقية -

).نتائج وتوصيات(خامتة .4 ).قاء الشعري من اإللمناذج(باملشروع ملحق .5

وبيان ذلك يف ما يستقبل من الوريقات، بحول املنان ذي اهلبات، فهو املستعان يف كل .قول وعمل، وعليه اعتامدي، وعليه املتكل

السعيد وعزوز: كتبه الطالب األستاذ 2009 و ماي31 مراكش يف

8

مقومات اإللقاء الشعري

9

:مقومات اإللقاء الشعري •

يعنى :فاألول: ثالثة مباحث يف ثناياه -بوصفه الشق النظري –حيوي هذا الفصل األول عن اخلطابة واإلنشاد خصص إلعطاء ملحة تارخيية قد:والثاين. بتقديم تعريف لفن إلقاء الشعر

فهو حديث عن قواعد اإللقاء، إلقاء الشعر : أما الثالث .اإللقاء لدى الغربينيعند العرب، وكذا .التقليدي، فاحلديث، ثم نعرج يف ختام التنظري عىل عالقة اإللقاء بصفات احلروف وخمارجها

":إلقاء الشعر" التعريف بفن .1

وألقيته، أي طرحته... ": "الصحاح"يف 1 اجلوهريقال ألقه من يدك، وألق به : قولت. وألقيت إليه املودة وباملودة .من يدك وألقيت عليه ألقية، كقولك. ألقيت عليه أحجية، كل : وتلقاه، أي استقبله...يقال ذلك أي يأخذه بعض عن : M q p oL2 : وقوله تعاىل. 3".بعض

الكالم والقراءة أي يلقنه والرجل يلقي... ": 4وقال اخلليل بن أمحد وتلقيت الكالم . 5".أخذته عنه: منه

ويف التنزيل . ألقيت إليه املودة وباملودة: ويقال... ": "املعجم الوسيط"يف وجاء : وألقى عليه القول... وألقى اهللا اليشء يف القلوب قذفه، M + * )L6 : زـالعزي

. ومقدمة يف النحو، وله كتاب يف العروض ، صاحب كتاب الصحاح يف اللغة،إسامعيل بن محاد أبو نرص الفارايب اجلوهري - 1

. هـ393تويف سنة .١٥ ة سورة النور اآلي- 2 ) .لقى: ( أليب نرص إسامعيل بن محاد اجلوهري ، مادة"الصحاح" - 3من أئمة اللغة واألدب، وواضع علم .األزدي اليحمدي، أبو عبد الرمحن اخلليل بن أمحد بن عمرو بن متيم الفراهيدي - 4

). هـ170 ( ت .، وغري ذلك)النغم(، و)مجلة آالت العرب(يف اللغة، و) كتاب العني: ( مؤلفاتهن، مالعروض ).مادة لقى ("العني" - 5 .١: املمتحنة - 6

10

اكثرت به : ألقى إليه القول وبالقول؛ أبلغه إياه، وألقى إليه باال: ويقال. يمأماله، وهو كالتعلاصطنعه : وألقى إليه خربا. استمع وأصغى: وألقى فالن السمع، وإىل فالن السمع. واستمع له

1"حياه به: يه السالملعنده، وألقى إ

يدل عىل يف أصله املعجميأن اإللقاء نستشف ،وانطالقا من هذا التحديد اللغوي عن إلقاء اليشء املعنوي كام ينمالطرح، والقذف، ليدل بذلك عىل إلقاء أو طرح يشء حمسوس،

ثم إن اخلليل أشار إىل معنى من معاين اإللقاء وهو التلقني؛ فملقي الكالم ومقرئه .. كاملودة مثالعىل إلقاء املؤرش "إىل"يضاف إىل ذلك فعل ألقى املتعدي بحرف اجلر . يلقنه لآلخذ عنه

معانتؤرش عىل يف العربية "لقى"ليؤرش ذلك عىل أن مادة . األسامع، والتيقظ عند االستامع، أحدمها ييش بأن الفعل صادر من ملق، والثالثة هلذا الفعل، واآلخر يدل ثاين حييل عىل متلق

.امللقىعىل اليشء التداويل اإلبالغي ملفردة من إدراك البعد-مبدئيا-هبذا أمكننا هذا التحديد اللغوي

. مرسل ومرسل إليه ورسالة: اإللقاء : يف األصل اللغوي، فهذه بعض دالالته-املضايف لإللقاء- أما الشعر

وما فطنت له ما: شعرت به] أي الذي[ وما ...": يف األساس2الزخمرشييقول 4"..وهي احلواس وهو ذكي املشاعر. وما يدريكم:M Ë ÊL3 ...علمته

شعرته، أي... ": قال يف العني عقلته: والشعر.وفهمته القريض املحدد بعالمات ال : جياوزها، وسمي شعرا، ألن الشاعر يفطن 5 .املعاينيفطن له غريه من ا المل

.836ص ) لقيه( املعجم الوسيط، مادة - 1من أئمة العلم بالدين والتفسري واللغة . جار اهللا أبو القاسم املعتزيل،حممود بن عمر بن حممد بن أمحد اخلوارزمي الزخمرشي - 2

يف اللغة ) خ-مقدمة األدب (معجم عريب فاريس جملدان، و) ط-املقدمة (، و)ط-الكشاف (أشهر كتبه .واآلداب، ولد .وغريها كثري) خ-رؤوس املسائل (يف األمثال، جملدان، و) ط-املستقيص (يف غريب احلديث، و) ط-الفائق (و .١٠٩ اآلية األنعامسورة - 3 ).شعر( أساس البالغة مادة - 4 ).شعر( معجم العني للخليل بن أمحد، مادة - 5

11

نالحظ من خالل هذه اإلضاءة اللغوية الرسيعة أن الشعر له اتصال وثيق باحلواس دون احلاسة ال يكون شعرا، ونستشف كذلك أن الشاعر إنام سمي بذلك لكونه واملشاعر؛ إذ ب

.يفطن إىل أشياء قد تغيب عن اآلخرين

تعريف الشعر، تعريفا اللغوية، نعوج عىل "الشعر" و "اإللقاء"بعد طرق دالالت و

.التفاصيل الدقيقة دون اإلغراق يف "إلقاء الشعر"خيدم موضوع واملعنى للشعر .. الشعر قول موزون مقفى دال عىل معنى...": 1أسامة بن منقذقال . لفظ، ومعنى، ووزن، وقافية: وهو أربعة أشياء. والشعر فيه بمنزلة الصورة بمنزلة املادة، سمحا سهل املخارج حلوا عذبااللفظيكون وهتذيبه أن وهتذيب الوزن أن يكون حسنا تقبله . مألوفة، فإن القوايف وهتذيب القافية أن تكون سلسلة املخرج . ..منكرس غري والغريزة، النفس

2"حوافر الشعر

يقوم عىل -التقليدي باألساس–إن الشعر : وإذا انطلقنا من هذا الكالم أممكننا القوللفظ يكون وعاء للمعنى، ثم وزن ترد عليه األبيات، من أوزان الشعر العربية : أركان أربعة

ثم قافية تقفو أواخر األبيات، فلزم من معرفة ذلك، أخذ هذه األشياء بعني االعتبار املعروفة، .وسيأيت بيان ذلك يف املبحث الثالث من هذا الفصل. حالة إلقاء هذا النوع من الشعر

الشعر ألوانا جديدة من األشكال الشعرية، منها الشعر ويف العرص احلديث، عرف الشعر وكذلك. رر من القافية الواحدة وحيتفظ باإليقاع دون الوزنالذي يتح املرسل أواملطلق

أمري، ومن العلامء . بن مرشد بن عيل بن مقلد بن نرص بن منقذ الكتاين الكلبي الشيزري أبو املظفر مؤيد الدولةأسامة - 1

له تصانيف يف األدب . هـ584 سنة مات يف دمشق ، ) هـ540(الشجعان، ولد يف شيزر، وسكن دمشق، وانتقل إىل مرص سنة ، وكتب سريته يف جزء سامه )ط -ديوان شعر(وله ، )ط- يف نقد الشعربديع يف الالبديع(، و)ط-لباب اآلداب: (والتاريخ منها

.ترجم إىل الفرنسية واألملانية) ط-االعتبار( .536ص ) باب التعليم والرتسيم.( البديع يف البديع يف نقد الشعر- 2

12

وسمي. يلتزم وحدة التفعيلة دون البحر أي وحدة اإليقاع الذي الشعر وهو ،احلر بشعر .بقصيدة النثر أو اللون الذي ال يلتزم بوزن أو قافية فقد عرف بالشعر املنثور وأما .التفعيلة

والشعراء الذين بالرمز واألسطورة، -تلف تلويناتهخم يف–كام حيتفي الشعر احلديث أن القصيدة ليست أوزانا وقوايف جمردة، بل هي تعبري عن جاؤوا بعد املذهب الكالسيكي يرون

فيها الفكرة والعبارة والصورة واالنفعال واإليقاع، فرنني الكالم وحده ال معاناة إنسانية تتوفر .شعرا ينتج

بدري . د يقول ؛"اإللقاء" لفن تعريف مقاربةالتحديدات، نخلص إىله وبعد إيراد هذاملهارة .. " أو هو "..إن فن اإللقاء هو فن استخدام الكلمة استخداما مؤثرا":1حسون فريد

وهذا يعني أن . بشكل مجيل وممتع ومثري... يف استغالل الصوت البرشي) التكنيك(الفنية اخلربة أو الدراية واملعرفة العلمية يف كيفية تطويع الصوت البرشي اإللقاء هو املهارة الفنية، أو

.والتأثري وكلامت وتراكيب ومجل تتجسد فيها روح اجلامل واإلبداع إىل حروف) اخلام(أن فن : كثرية منثورة يف بطون الكتب هتدف إىل الغاية نفسها، منهااتوهناك تعريف

إنه فن التعبري عام خيتلج يف نفس اإلنسان، باللسان : (ويقول آخر) فن جتميل الكالم: ( هوءاإللقاية النهايات يف فن ا، ألن هنوالتأثريواحلركة واإلشارة جمتمعة يف وقت واحد ابتغاء اإلفهام

2"). اإللقاء، هو التأثري عىل السامعنيفهة، هو نقل األفكار إىل السامعني أو املشاهدين بطريقة املشا": فاإللقاء يف هناية املطاف

وحيتاج هذا منا إىل توافر مهارات معينة، حتى يتحقق . هدفه إيصال هذه األفكار والتفاعل معها 3."اهلدف املطلوب من اإللقاء

جائزة أفضل مرسحي يف عام بمدينة كربالء، بالعراق، حصل عىل 1937 الربوفيسور بدري حسون فريد، من مواليد عام - 1

. دراما تلفزيونية20ألف املئات من الدراما اإلذاعية، وأكثر من . لكاسونا"مركب بال صياد"، إلخراجه مرسحية 1973 .8ص ) تربية الصوت( فن اإللقاء - 2 .11 فن اإللقاء، حممد عبد الرحيم عدس، ص - 3

13

وإذا علمنا أن اإللقاء هو نقل األفكار ، وأن الشعر وعاء لألحاسيس، وأن الشاعر يفطن نقل للتجربة الشعورية": هو"لشعرياإللقاء ا"إىل ما ال يفطن إليه غريه، خلصنا إذ ذاك إىل أن

إىل السامعني، وذلك بتمثل املعاين واسرتجاعها مرة أخرى،-املعرب عنها بصورة موحية- 1" ..مشحونة بالعواطف واألحاسيس

إن ": وأحسن حتديد ملفهوم اإللقاء هو الذي جاء به الدكتور فاروق سعد ، حيث يقولاألداء املتعلق بمخارج : التعبري باحلركة، فالنطق املتنوع معناهفن اإللقاء جيمع بني النطق املتنوع و

احلروف، وتكييف الصوت حسب املقامات؛ وبذلك تتضح ألفاظ الكالم ومعانيه، أما التعبري 2."باحلركة فهو التعبري بحركات أعضاء اجلسم وعىل األخص الرأس واحلواس واألطراف

: يأيت نلخصها فيامأموراونستخلص من هذا التعريف .النطق باللسان، والتعبري باحلركة مجع اإللقاء بني .1 . جيدإلقاء أجل بني هذين املكونني من الفصلعدم إمكانية .2 : اإللقاء علة النطق املتنوع الذي جيمع بني شيئنياعتامد .3

.ضبط خمارج احلروف وصفاهتا - .تكييف الصوت حسب املقامات -

.سم اعتامدا عىل حركة اجلالتأثري يف املتلقي .4

.15 نفسه، ص - 1 .87اء العريب، ص فن اإللق- 2

14

:حملة تارخيية .2مصطلحا أساسا يف الشعري) أنشد ( لو عدنا إىل الشعر العريب القديم لوجدنا لفظة ةـــ

أن يقرأ 1 وخاصة وهو يشرتط عىل كافورشعره،تصور املتنبي وهو ينشد ن أن نا ويمكن.العربية وهو اإللقاء،جييد الذي مل يكن أمحد شوقيويمكننا أن نتصور .قبالته وكافور راكبا،قصائده

وهو دون – ولعل اقرتان اسم حافظ .شعرهيطلب من حافظ اجلهوري الصوت أن ينشد له .حافظ باسم شوقي يعود الفضل فيه إىل جودة اإللقاء لدى –شوقي يف منزلة الشعر

طبعه يميل عيل ما ال يمل ما " :أجابقيل ألعرايب ما أحسن الشعر عندك ؟ وقد .يأيت حديث عن اخلطابة واإلنشاد عند العرب ويف ما 2".االستامع إليه

:اخلطابة واإلنشاد عند العرب - أ هذا املجتمع العريب، هي عنايته الفائقة بصناعة الكالم النظر يفالظاهرة التي تلفت

M À : واجلدال، عىل قلة القارئني والكاتبني يف هذا الشعب األمي، ولقد وصفهم القرآن بأهنم

 ÁL 3 هنموكو : M 5 4 3L .4 مها اجلدل الشديد املتعنت : واخلصام واللدد ..حلامل

وما حياة الشعب العريب منذ جاهليته إال اجلدل، والعنت واإلحلاح يف اخلصومة؛ حني ويف ذكر األماكن .. وبمفاخر البأس، والكرم واملنعةيتفاخرون باألنساب، ويتكاثرون بالعدد،

وكل أبواب األدب حتى ما نسميه اليوم ..لغزل واملديح واهلجاءوالطلول والدوارس، وا ."املكشوفاألدب "

استقل بملك مرص سنتني وأربعة أشهر، وتويف يف .، السلطاناإلخشيديكافور أبو املسك اخلادم السود احلبيش األستاذ - 1

اشتهر بمدح أيب الطيب املتنبي له . ست ومخسني وثالثامئة، وعاش بضعا وستني سنة، ودفن بالقرافة الصغرى مجادى األوىل سنة يف قصائد مشهورة

.123ص)يف وصف النظم والنثر، والشعر والشعراء(ر األلباب، احلرصي القريواين، زهر اآلداب وثم- 2 .٥٨: الزخرف - 3 .٩٧: مريم - 4

15

وقد وصلت إلينا تفصيالت دقيقة عن مواقفهم يف خطبهم، وإنشاد شعرهم يف حمافلهم؛ ذي " وسوق "عكاظ" األسواق مثل سوق ومن هذه املحافل..التي خصصوها لذلك

ويف جمالس امللوك ..م من عرفات يف مزدلفةفهانرصاوكذلك اجتامع احلجيج بعد .. "املجاز .والرؤساء يف اجلاهلية

ونعلم من أوصاف هذه املجتمعات أن الشاعر أو اخلطيب، كان يرد إىل مكان احلفل ثم يبدأ .. راكبا فرسه أو مجله، ومن حوله رهط من قومه يوسعون له، ويسرتعون له األسامع

...تقدم غريه، وغريهثم ي.. إنشاده أو خطابه، حتى ينتهي منهوتكون النتيجة النهائية إكبارا .. واملأل من املستمعني يصغي ويستحسن، أو يستهجن

للبعض وإسقاطا للبعض؛ أما اإلكبار فكان يتمثل يف تقريض الشاعر إىل درجة أن يأمر املأل ، القيسامرئ شعراء مثل لك ببضعةذوقد فعلوا .. بنسخ قصيدته ، وتعليقها عىل جدران الكعبة

.. وغريهموزهري، وطرفةأو يرسلون األمثال التي تشيع يف كل أنحاء اجلزيرة العربية حتمل اسم الشاعر أو

.. وأفصح من سحبان.. 1"أخطب من قس بن ساعدة"اخلطيب، وتنوه بفضله، كام قيل 2.وأخطب من سهيل بن عمر

وجعلوه نقيضا لقس 3"لأعيا من باق": كام قالواألمثالوكذلك اإلسقاط كانت تسري به . بن ساعدة األيادي

ومعنى ذلك أن هناك تذوقا فنيا، فهل كان هذا التذوق الفني قارصا عىل بالغة الكالم، الكالم؟ءأم أنه يتناول أيضا إلقا

من ونقول عن يقني إن التذوق الفني عند العرب، كان معنيا بإلقاء الكالم، ربام أكثر. وما ذاك إال ألن الكالم عندهم كان مسموعا أكثر منه مقروءا.. عنايته ببالغة الكالم نفسه

1/403) ما أوله خاء( جممع األمثال، امليداين، - 1 .360،و 316/ 1: نفسه- 2 .2/134، )ما أوله عني: ( نفسه- 3

16

وكان االعتامد عىل احلفظ، أكرب من االعتامد عىل التدوين، ألنه شعب أمي والكاتبون فيه قليلون، وليس أدل عىل ندرة الكتابة مما سنه رسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم، حني جعل فدية

.علمها عرشة من املسلمني، ثم يصبح بعد ذلك حرااألسري الذي يعرف الكتابة أن يوإذا تدبرنا مواقف اخلطابة واإلنشاد، نستطيع أن نتصورها يف منظر مقدر فيه حركة، تتألف صوره املتحركة من صورة عامة لعدد كبري من الناس، يمأل مكانا منبسطا من األرض،

امللقي ومن حوله؛ ممن يؤيدونه أو واجلميع ينتظمهم اهتامم واحد بشخص اخلطيب أو املنشد أو .يعارضونه

وصورة خاصة للخطيب أو املنشد أو امللقي يرتفع فوق هذا اجلمع، عاليا عىل دابته التي يركبها، ويبذل قصارى جهده يف إثارة احلامس عند مؤيديه، وإمخاد جذوة الغضب عند

.و له من آراءمعارضيه؛ بإبراز احلجة البالغة عىل ما يعرضه من مفاخر، أو يدعواملستمعون كام قدمنا قوم لد، وقوم خصمون، حيتاج من حيدثهم إىل أعىل درجات

أي يف تلوين الصوت بام يناسب املعاين، ويقوهيا ويضاعف ؛ البالغة يف الكالم، ويف إلقاء الكالم .تأثريها عىل لسامعني

كانت من هذا اللون ويمكن القول إن األصوات التي غناها العرب يف بدء دولتهم إنام أو من الذي يعنى باملعاين، وإن ما نقرؤه عن طرب املستمعني إىل معبد أو مجيلة أو ابن رسيج

الكلمة البارعة يف صوت بارع، يغرب عن ، إنام كان طربا تبعثهجاء بعدهم، إىل عهد املوصيل .معناها أصدق تعبري

را الشاعر األموي املعروف وفد إن جري": " صاحب األغاين األصفهاينأبو الفرج"يقول عىل املدينة مرة، وإن أدباء املدينة وشعراءها احتفوا به وكرموه، وبينام هو ذات يوم يف جملسهم،

، وهو من املوايل، وكانت شخصيته ظريفة، حيب األدباء نوادره، غري وقد ضم املجلس أشعبتقرب إليه، ولكن أشعب حاول يف لتي حيق هلا أن حتادث مثل جرير أو تأنه مل يكن يف الطبقة ا

هذا املجلس مرة بعد مرة، أن يتقرب إىل جرير وأن يوجه إليه احلديث، ولكن جريرا زجره

17

أنا خري لك من الكل، فإين أملح شعرك، وأجيد مقاطعه ومبادئه، : زجرا شديدا، فقال له أشعب :عه هلام ابن رسيج، ومها منشدا بيتني جلرير يف حلن وض فانفع أشعب! إذن قل وحيك: قال جرير

أخت يا ناجية السالم iiعليكم قبل الرحيل وقبل لوم iiالعذل كنت لو أعلم أن آخر عهدكم يوم الرحيل فعلت أفعلii مل ما

يدا، وجعل يزحف وهو جالس، نحو إن جريرا طرب طربا شد: ويقول صاحب األغاينصدقت لقد حسنته، وأجدته وزينته، وأعطاه : جملس أشعب، حتى مست ركبته ركبته، وقال

1"..ماال وكسوة

سا من عيون شعر جرير، غري أن هبا رقة وعاطفة، يويالحظ يف هذه احلكاية أن البيتني ل . كل هذا التأثروأن اللحن حسنهام وملحهام عىل حد تعبري أشعب، حتى تأثر جرير

وما اللحن إال التعبري املوسيقي عن املعاين، وما أثره عىل النفس إال بمقدار صدقه يف .التعبري

عمر وذلك أن" :كد مسألة األثر التعبريي الصويت عند العربوهذه حكاية أخرى، تؤبد الرمحن بن أيب وهو عبد اهللا بن حممد بن ع-فنزل عىل ابن أيب عتيق بن أيب ربيعة قدم املدينة،

!.هاأو: استلقى قال فلام–بكر بوالكتا هبجرها ذرعا ضقت فإينii الثريا إىل رسويل من

كل مملوك يل حر إن بلغها ذاك غريي: فقال ابن أيب عتيق فخرج، حتى إذا كان باملصىل. فقال . نعم :ع إىل سلمى شيئا؟ قالأتود: قال! قال لبيك. يا أبا حمجن: مر بنصيب وهو واقف

:شيئا، فقلت أتودع إليها: إنك مررت يب فقلت يل: بن الصديق تقول هلا يا: وما ذاك؟ قال: قال

i منك العزم بحسن وأنت صبور وأنت سلمى عن أتصرب iجدير أطريii احلجاز نحو بارق سنى بدا إن الطري من أخلق ومل وكدت

.1/492 األغاين، أبو الفرج األصفهاين، - 1

18

فأبلغها الرسالة، فزفرت زفرة كادت "القرسية"فمر بسلمى وهي يف قرية يقال هلا : قالولو كل مملوك حر إن مل يكن جوابك أحسن من رسالته،: فقال ابن أيب عتيق. تفرق أضالعها أن

1.."سمعك اآلن لنعق وصار غرابا تعبريا عام تكنه "رةالزف"واملعنى أن الرجل رأى يف هذا الصوت البليغ الذي حتمله

نفسها من عاطفة، كان أبلغ لديه من بيتي نصيب، وال يشء أوضح من هذا الكالم يف الداللة .عىل تذوق البالغة يف التعبري الصويت

وكذلك نالحظ أن طبائع هذا الشعب العريب كانت مهيأة بفطرهتا للفنون، وأهنا دفعته يف م بعلم جديد مل يكن يعرفه من قبل، وفتح أمامه أبوابا هذا املضامر شوطا بعيدا حني جاءه اإلسال

2.مل يكن فطن إليها قبل ذلك :فن اإللقاء الشعري لدى الغرب - ب

فنهم التمثييل، كان احلوار شعرا واإللقاء نشيدا منغام، وكانت بدؤواإن اإلغريق حني املرحة؛ حيث يتغنى ) باكوس( هبا هذا الفن عندهم يف احتفاهلم بأعياد التي ظهر األوىلالصورة

تلك الصورة قريبة الشبه بام رآه (بعض مقاطعه،) الكورس(الشاعر، وتردد اجلوقة أو ).هريودتس يف القصة املقدسة

إيسكلوس،وحني طور اإلغريق هذا الفن إىل تلك املرسحيات الدرامية التي أنشاها ولكنه اختذ أسلوبا ، فتخلص اإللقاء من النشيد رويدا رويدا؛ وسوفوكلوس، ويوروبيديس

وألفاظ منتقاة ال يمكن لإللقاء إال أن يسايرها ) كالسيك(قريبا من النشيد والتغني يف لغة فخمة فتجيء .. ويوائم بينه وبينها بالنطق الفخم واجلرس الرنان واملد الذاهب يف مذهب الغناء

، والشخصية الناطقة، الصورة الصوتية متكاملة مؤتلفة مع الصورة البيانية يف اللغة املنطوقة .واحلادثة املاثلة أمام املشاهدين

.1/375: در السابقاملص - 1 .25 -20 ص فن اإللقاء، عبد الوارث عرس، - 2

19

وعىل هذا النحو سار اإللقاء يف الفن التمثييل عىل عرص اإلغريق، ثم عىل عرص وعىل هذا النحو أيضا انتقل إىل أوربا املسيحية؛ حني استخدم هذا الفن استخداما .. الرومان

بغرض تثبيت اإليامن يف قلوب ) اتأصحا ب املعجز(أكثر فخامة؛ يف عرض قصص القديسني .املؤمنني

وبعد ميل الشعوب إىل البساطة ونشوء الصورة اجلديدة من الفن التمثييل، كان البد لإللقاء أن يوائم بينه وبينها، فجنح إىل البساطة هو اآلخر، مناسبا بذلك اللغة املستعملة،

ة شيئا فشيئا، حتى وصل بنا إل الفخامواألحداث الواقعية، والعرص الذي بدأ هيجر ظواهر .عرص الرسعة اهلائلة، التي نعيش فيها

وبني الفخامة الكالسيكية املتأنية، والبساطة العرصية الرسيعة، يقف اإللقاء موقف .الرقيب ليكبح اجلامح يف احلالني، ويضع األلوان بالقسط يف الصورتني

املرسح ليتيح للمثلني أن يكونوا عىل الفن التمثييل فاستعمل يف ) امليكروفون(ثم دخل ..طبيعيني يف إلقائهم، حتى إذا اقتىض األمر أن هيمسوا مهسا

كام أصبح األداة الالزمة للتسجيل يف الصورة السينامئية والصورة اإلذاعية، فوجب عىل ون وأن يعلم كيف يكون صوته أمامه، يف كل صورة من صور املمثل أن يعلم ما هو امليكروف

سليمة قوية، وأن يراعى قربه من مثييل، كام وجب عليه أن يعنى بإخراج حروفه الفن التالتي ) الصفري(امليكروفون أو بعده عنه، وان يعلم أن حرف الشني مثال وكذلك حروف

ملا يشري به سنوضحها فيام بعد هلا أثر عىل امليكروفون، يقتيض إخراجها يف نربة مالئمة، تبعا 1.مهندس الصوت

.61 -53 ص، املرجع السابق - 1

20

: اإللقاء ومقوماتهقواعد .3يشرتك فيها إلقاء الشعر القديم والشعر احلديث، وهناك قواعد خاصة هناك قواعد

:هبا إلقاء كل نوع من النوعني، ومن القواعد العامةينفرد خذ الشهيق الكايف واالقتصاد يف إخراج أي أ( السيطرة التامة عىل التنفس توفري -1

). أو سطر بزفري واحدالزفري، بحيث يمكن إلقاء أكثر من شطر،توفري مدى صويت كاف؛ بحيث يمكن للشاعر امللقي أن ينوع يف الطبقات الصوتية، -2

حسب املعاين املختلفة التي تفرضها طبيعة النص الشعري، وحسب تصاعد .األحاسيس واملشاعر

توفري القوة الصوتية الكافية؛ بحيث يمكن إيصال الصوت إىل أبعد مكان يف الصالة -3وعىل سعة .. والقوة الصوتية املطلوبة تتعلق بعدد األشخاص املستمعني... رسحأو امل .وعىل احلالة التي يعرب فيها الشاعر.. املكان

وذلك عن طريق التأكد من إخراج احلروف من (توفري الوضوح التام يف النطق -4ري خ(والتأكد من إخراجها كاملة، كام البد من االعتناء بالوقف ) خمارجها الصحيحة

، واالهتامم الشديد بالتوكيد عىل )بالنرب الصحيح(واالعتناء ) الوقوف ما حيتمه املعنى .الكلامت املهمة التي يستقر فيها املعنى

توفري األحاسيس املناسبة ملعاين األشعار، وذلك عن طريق اإليقاع املناسب وعن -5ر ال يمكن أن يصل وال بد أن نفهم مجيعا أن الشاع.. لألشعار) البناء الصويت(طريق

1. إىل املتلقي إال إذا كان امللقي قد حتسسها :قواعد إلقاء الشعر التقليدي •

بل جيب أن يقع يف هناية املعنى، ... جيب مراعاة الوقف فليس يكون دائام يف هناية الشطر .وإذا صادف أن وقع الوقف يف غري حمله فسوف يتشتت املعنى

.35ص ).تربية الصوت(فن اإللقاء : بدري حسون فريد- 1

21

يف سبيل إبراز املعاين، وكذلك التضحية باملعاين يف وال ينبغي التضحية بموسيقى الشعر .سبيل االلتزام بموسيقى الشعر وال بد أن يكون األمر بني ذلك قواما

وينبغي مللقي الشعر أن يتأكد من عدم الوقوع يف الرتابة الصوتية؛ بسبب تشابه هنايات اء، وذلك عن طريق وتكرار حرف الروي، بل البد من التنوع يف اإللق) القوايف(األبيات

وليست كل املقامات تربز من خالل .. التوسل بالنرب، والتنغيم، واملد، والقرص، والطبقة والقوة 1.نفس املقال

:قواعد إلقاء الشعر احلديث • الشعري؛ التي تطرقنا إليها ءاإللقا، ومعظم القواعد اخلاصة يف فن العامةترسي القواعد

املوسيقى ( ننتبه، بشكل خاص إىل أن أو قصيدة النثر، علينا من قبل، ولكننا يف شعر التفعيلةوتعتمد الوزن .. من القافية املعروفة يف الشعر التقليدي التي ختلوالقصيدةيف هذه ) الشعرية

بحيث ) الصورة الشعرية(املوسيقي احلر أيضا، وينبغي كذلك أن نجسد من حيث اإللقاء .. رية عىل خميلة املتلقييتمكن امللقي أن يرسم تلك الصورة الشع

) بالتنويع اإليقاعي(ومن القواعد اخلاصة يف إلقاء الشعر احلر أو املنثور هو االهتامم 2...الصحيح لألسطر التي ال تعتمد القافية) التوقيت(و

.اإللقاء وعالقته بصفات احلروف وخمارجها •اخللفية الفيزيولوجية لعملية اإللقاء؛ "من أجل إلقاء أحسن للشعر ال بد من معرفة

املعرب عنها، فإن عملية نطق احلروف عامة تتطلب دراية ومعرفة األحاسيسفباإلضافة إىل 3."بمخارجها وصفاهتا

ولن نبسط احلديث عن خمارج احلروف وصفاهتا، ألن ذلك لن يعدو أن يكون إال ثرية املنترشة، وسأكتفي بإيراد ملخصني تكرارا مل حتويه كتب التجويد واللغة والقراءات الك

.36-35 املرجع السابق، ص - 1 .36 نفسه، ص - 2 .48اإللقاء فن عريب، ص: عوض هاشم- 3

22

سيبويه : علامء اللغة والتجويد(يمثل النموذج القديم : وصفاهتا؛ األولملخارج احلروف ):متام حسان أنموذجا: علامء الصوتيات احلديثة(النموذج احلديث : فيام يمثل الثاين) أنموذجا

1

.59ا ومبناها، ص اللغة العربية معناه: متام حسان- 1

23

1

.79ص : نفسه- 1

24

:اعتامدا عىل ما سبق فإن اإللقاء اجليد للشعر ال بد أن خيضع للضوابط اآلتية .التذوق؛ إذ هو األساس يف إلقاء الشعر، باعتبار الشعر تنصهر داخله األحاسيس واملشاعر - .ضبط املقروء نحوا ورصفا وإيقاعا - .ج احلروف وصفاهتا، ونطقها نطقا صحيحااالعتناء بمخار - .االعتناء بحركات اجلسم خاصة الوجه واألطراف -

:فمن ذلك:"موسيقى الشعر" أنيس يف كتابه ويضاف إىل ذلك ما نثره إبراهيم إبراز ": هو"مارتيني"واملقصود بالنرب كام يقول 1" الزيادة يف نرب بعض املقاطع الشعرية" -

الوحدة النربية، التي هي يف معظم اللغات ما يدعى عادة مقطع صويت يف ما يسمى ب ."بالكلمة

من الضغط فقط، بل ال بد وال يتم اإلنشاد بمراعاة التفاعيل يف الوزن، أو بإعطاء النرب حقه" - ."مع ذلك من النغمة املوسيقية

بحيث إن نربات من. وتكييف النغمة حسب املعنى مراعاة للمعنى، وهو ما يسمى بالتنغيم - 2 "..يتحدث مستفهام، ليست هي نرباته، وهو خيرب أو يتعجب

.186موسيقى الشعر، ص : إبراهيم أنيس- 1 .187ص : نفسه- 2

25

ريــاء الشعــ اإللقةــوظيف

26

: داخل العملية التعليميةوظيفة اإللقاء الشعري •

يف الكالم ويف الناس؛ فام أكثر ما أساء اإللقاء الرديء إىل األعاجيبإن اإللقاء يفعل ومن طرائف ". عاديةقطعا أدبيةوما أكثر ما رفع اإللقاء . كانت أم نثراأمجل القطع األدبية شعرا يف إلقاء الشعر، ووقف يوما يلقي كان من املجيدين1أن حافظ إبراهيم: ما يذكر يف هذا املجال

]اخلفيف [:إحدى قصائده ويقول فيهاأوشك يصيح أن الديك ونفيس بـيـن هـم وبـني ظـن iiوحـدس

الـمدام غـالم يـا والكاس وهـيـئ س والطا مـكانا لـنا iiكـأمس واسـقـنا غـالم يـا حـتى i iنـطـيق ال تـرانا الـكـالم إال iiبـهـمس خـمـرة إنـهـم قـيـل عـصـروها دخـدو مـن يوم يف املالح عرس ست عرشة مرة، وصدرت الصحف يف اليوم التايل األبيات احلارضون هذه فاستعاده

مهللة لألبيات، وبعد أيام جاء النقد الرصني اهلادئ فوجد أهنا أبيات خفيفة السبك، رفعها إلقاء 2"الشاعر إىل هذه املكانة السامية

اإللقاء اجليد -ونحن تالميذ–ليمي، فطاملا أحببنا وكذلك الشأن بالنسبة يف امليدان التعمن بعض األساتذة، وفعل فعله فينا؛ فاستدرجنا إىل ساحة الفهم و التحليل، بل يدفعنا إىل حفظ

من هنا كان لإللقاء اجليد دور كبري يف العملية التعليمية التعلمية، غري أن . القصيدة واستظهارهاخل املناهج التعليمية، واختفاؤها من طرق التدريس، واالحتفاء املالحظ غياب ثقافة اإللقاء دا

...أكثر باملقروء، واالنكباب عىل الكتابخاصة عىل مستوى التعليم –وبالنظر إىل املنهج املتبع يف تدريس النصوص الشعرية

يتجىل واضحا إمهال اجلانب اإللقائي، والسامعي، وكذا جانب التذوقي -الثانوي اإلعدادي

.شاعر مرص القومي، ومدون أحداثها نيفا وربع من القرن. حممد حافظ بن إبراهيم فهمي املهندس، الشهري بحافظ إبراهيم - 1

وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر . ولقب بشاعر النيل،نم برتبة مالزم ثا1891التحق باملدرسة احلربية، وخترج سنة . م1871-1932 .ويف شعره إبداع يف الصوغ امتاز به عن أقرانه تويف بالقاهرة. واملناسبات اخلطريةواالجتامعالوطنية

.124-123أصول اإللقاء واإللقاء املرسحي، ص : فرحان بلبل- 2

27

عىل حد –ص الشعري، فلو عني هبذه اجلوانب، ألفاد ذلك يف استيعاب النص، والنفاذ إليه للن .-تعبري أستاذنا

ولتمثل دور اإللقاء سنعمل عىل إيراد بعض النصوص الشعرية، وحتليل مكوناهتا ..املسامهة يف بناء تصور إلقائي هلا، وإال فالفيصل للسامع، وللذائقة

:أمثلة تطبيقية •أن هذا التحليل كاف إلبراز الوظيفة اجلاملية لإللقاء الشعري؛ وإنام هو مقاربة ال أدعي

، من املقاربات، الساعية إىل كشف أدوار التذوق، يف إيصال مكنونات اجلامل واإلحساس الدافق .تمثل للقواعد التي بسطناها آنفا عرب قناة اإللقاء اجليد، امل ومنه إىل زمالئه،إىل التلميذ،

ميعاد بـال الـلقيا أطـيب مـا لقاؤنا كان احلمراء مـدخل فـي

i مـن األبـعاد تـتـوالد جحريهما يف سـوداوان عـينان iأبـعاد i إسـبانية؟ أنـت هـل iغـرناطة وفـي :قـالت سـاءلتها i iميالدي

i بعد ..الـعينني تـينك فـي سبعة قرون وصـحت ة؟غـرناط iرقاد بـجياد مـوصـولة وجـيـادها مـرفـوعة رايـاتـها وأمـيـة

i كيف التاريخ أغـرب مـا iأحـفادي مـن سـمراء لـحفيدة أعادين سعادii وجـيد بـلقيس أجـفان خـاللهii رأيـت دمـشقي وجـه وسادي تـمد أمـي بـها كـانت وحجرةii لـقدميا مـرتلنا ورأيـت

اإلنـشاد الـذهـبية والـبـركة بـنجومها رصـعت والـيامسينةi قلت تكون؟ أين ودمـشق، iر.. املنساب شـعرك فـي ترينها سواد

بالدي شـموس مـختزنا زال مـا الذي الثغر يف العريب، وجهك فـي الكباد يف الرحيان، يف الـفل، فـي ومائها "عريفال جنات" طيب فـيi بـغري تـركت كـسنابل خلفها يلهث والشعر ..معي سارت iحصاد

28

الـميالد بـليلة الـشموع مـثل أذاب الـطويل الـقرط يـتألق رمـادii كـوم الـتاريخ وورائـي دليليتii خلف الطفل مثل ومـشيتi السقوف على والزركشات نبضها أمسع أكـاد ..الـزخرفات iتنادي

i زهو "احلمراء" هنا :قالت iا عـلى فـاقرأ جدودناأمـجادي جـدرا i ثانيا جـرحا ومـسحت نازفا جرحا ومـسحت أمـجادها؟ iبفؤادي

i اجلميلة وارثيت لـيت يـا iعـنتهم الـذيـن أن أدركت i iأجـدادي i بن طارق" يـسمى رجـال ودعـتها عـندما فـيها قتعـان iزياد"

وقفة رسيعة –حاسيس الشاعر، كان لزاما التوقف نقال ألكان اإللقاءبداية، إنه ملا

عند دالالت أبيات القصيدة، فالشاعر استهل قصيدته باللقاء املؤرش عىل الرغبة يف -خاطفةاللقاء هذا أطره فضاء تارخيي، يفيض بعبق التاريخ حدث .. لقاء املايض، املساوي للحضارة

وقد جعل الشاعر الدليلة وسيلة، يعرج هبا إىل أعايل الذكريات التارخيية املفقودة "احلمراء"ويف جتواله داخل .. فتذكر الوجه العريب، والشعر األصيل، والعينني املتدفقتني أصالةالغائبة،

بض الزركشات، فتحرس عىل املجد التليد املفقود، الزخارف، وسمع ن استنطق "احلمراء" ...مستحرضا إياه من خالل الفاحتني يف شخص طارق بن زياد

إذن ال بد للراغب يف تذوق النص، من النفاذ إليه، عرب إنشاء عالقة محيمة معه، من نوع .خاص، حتى يتمكن بذلك من إلقاء األحاسيس ال الكلامت فقط

وزن ومعنى، فالقصيدة وردت عىل بحر : إذ الشعر كام أسلفناوالبد من وقفة إيقاعية، :الكامل، وهو من البحور الصافية

كمل اجلامل من البحور الكامل متفاعلن متفاعلن متفاعل

29

اإلضامر : أجزاؤه ستة، وأعاريضه ثالث، وأرضبه تسعة؛ يدخل عليه من الزحافمفتعلن بدال من (واخلزل ) مفاعلن بدل متفاعلن(جيوز فيه الوقص ، و)مستفعلن= متفاعلن (

1.أما اإلضامر فيدخل حتى عىل األعاريض واألرضب، ومع الرتفيل والتذييل) متفاعلنأما قافية القصيدة فمطلقة، فاحتة أفق التذكر، تذكر أجماد املايض، وروي القصيدة

الشاعر يف تردادها، و التغني ام اخلوايل، ورغبة الدال عىل البعد والنوى، بعد تلك األي"الدال"حرف أسناين لثوي، شديد، جمهور، : هبا، والدال كام أسلفنا يف مبحث خمارج احلروف، وصفاهتا ..مرقق، فلرياعى ذلك، وكذلك الشأن بالنسبة لكل احلروف

2:وأنا اآلن أنصت إىل إلقاء الشاعر نفسه لقصيدته هذه وقفت عىل أمور منها الذي جاء بإحدى صيغتي التعجب ! ما أغرب التاريخ: يف كل مناة التعجبمراع -

أجمادها؟ وهو استفهام ضمن معنى التعجب، استفدناه من : وقوله) . ما أفعل(القياسيتني .السياق

غرناطة؟ ويف أين تكون؟ : ، ويفهل أنت إسبانية؟: قوله: عندمراعاة أسلوب االستفهام - .نكار غالباوكلها استفهامات مضمنة اإل

:يف هذا البيت ونطق عجزه تركيبا تركيبا: مساواة بعض املقاطع - الكباد يف الرحيان، يف الـفل، فـي ومائها "العريف جنات" طيب فـي

:وكذلك مساواة الصدر والعجز يف البيت اآليتi السقوف على والزركشات نبضها أمسع أكـاد ..الـزخرفات iتنادي

.قصيد ولد مجالية إيقاعية، ترن يف أذن املتلقي، وتساعده عىل تذوق المما وال بد من اإلشارة إىل رضورة اإلملام بالعالمات غري اللغوية؛ من عالمات الرتقيم،

.وغريها فلها فعاليتها يف بناء املعنى، ويف اإللقاء اجليد

.50الذهب يف صناعة شعر العرب، صميزان : السيد أمحد اهلاشمي- 1 . امللحق باملرشوع، قصيدة غرناطة منه املدمج ينظر القرص- 2

30

ستموت هنا يف املساء: إذا قيل يلفامذا ستفعل يف ما تبقى من الوقت؟

/ـ أنظر يف ساعة اليدأرشب كأس عصري، وأقضم تفاحة،

وأطيل التأمل يف نملة وجدت رزقها، /ثم أنظر يف ساعة اليد

ما زال ثمة وقت ألحلق ذقني :أهجس/ املاءوأغطس يف

ال بد من زينة للكتابة" / /"فليكن الثوب أزرق

أجلس حتى الظهرية حيا إىل مكتبي ال أرى أثر اللون يف الكلامت،

بياض، بياض، بياض ... أعد غدائي األخري أصب النبيذ بكأسني يل:

وملن سوف يأيت بال موعد،ثم آخذ قيلولة بني حلمني /

...ن صوت شخريي سيوقظنيلك :ثم أنظر يف ساعة اليد

31

ما زال ثمة وقت ألقرأ / أقرأ فصال لدانتي ونصف معلقة وأرى كيف تذهب مني حيايتإىل اآلخرين، وال أتساءل عمن

سيمأل نقصاهنا ـ هكذا ؟

ـ هكذا ، هكذا ـ ثم ماذا ؟

ـ أمشط شعري، وأرمي القصيدة ... صيدة يف سلة املهمالتهذي الق

وألبس أحدث قمصان إيطاليا،وأشيع نفيس بحاشية من كمنجات إسبانيا

1!ثم أميش إىل املقربة

تستوقفنا بداية طبيعة هذا النص الشعري، أقصد الشكلية، فهو يندرج ضمن شعر .يالتفعيلة، الذي يعتمد نظام األسطر، بدل نظام األشطر كام يف الشعر التقليد

أما من حيث مضامني القصيدة، فهي حتد من الشاعر لشبح املوت، الذي يالحقه، بل ..والذي يالحق البرشية مجعاء

هو عبارة عن أقصوصة شعرية، مجعت "حممد زوهري" أستاذناإن هذا النص كام يقول بالغة حمققة بذلك بالغة النثر، ورمزية النص، مستوعبة ، رسدية احلكاية،إىل إيقاعية الشعر

.الرمز

.16-15 ص2006صيف وخريف . 89-88 "الكرمل"حممود درويش: الشاعر- 1

32

. مزيةفالبد مللقي هذا النص الشعري مراعاة هذه العنارص، اإليقاعية، والرسدية والر . النص اجلاملية، وإيصال جتربة الشاعر كام أحسها هوحتى يتسنى له إظهار مكنونات

بل ومعاينته صوتا ومن خالل االستامع إىل إلقاء الشاعر حممود درويش هلذه القصيدة، : تبني أن الشاعر-من هو يف فن اإللقاءوهو –وصورة

.اعرتته حني إلقائه سحابة حزن، وخيم عليه جو كئيب، ناسب مضمون القصيدة -يف مرات عدة مجع يف إلقائه بني أكثر من سطر، متوخيا بذلك إبراز املعنى، وإن عىل حساب -

الوزن، عل اعتبار خفوت هذا يف شعر التفعيلة، أو لنقل حترره .."...بياض، بياض، بياض" و "هكذا؟ هكذا": املقاطع من مثلمساواة بعض -التوقف عند البياضات، وقفة خفيفة، ألن لألشكال غري اللغوية شأنا يف قراءة النص األديب -

1.عموما، والشعري بوجه خاص القصيدة الشعرية، يتطلب جهدا أكرب، يفوق ما حيتاجه ملقي أي خطاب ءوعموما فإلقا

جنسا آخر، من عب بكثري من اخلطيب، والقاص واملحارض، ذلك أنه يتناول فمهمته أص"؛ آخر واخلارجي، ورسم صور من األدب يعتمد عىل اإلحساس والشعور، واإليقاع الداخيل

وهذا ليس باألمر اهلني، إذ إن ملقي الشعر ... الفضاءات السحرية، قوال، حسا، شعورا، إيقاعا 2".. وهدفا ونزوعامعنى: ال بد أن يدرك القصيدة كلها

ة التكوينية السن باملركز الرتبوي اجلهوي، 2008 دجنرب 17: حممد زوهري، درس ألقي بتاريخ. فضاء النص األديب، د: ينظر- 1

2008-2009. .10، ص )تربية الصوت( بدري حسون فريد، فن اإللقاء - 2

33

إلعدادي من حيث ا -الثانوي إىل أنه بالنظر إىل ضعف مستوى تالميذ ونشري قبل اخلتم 1:إلقاؤهم للشعر، ارتأيت أن أستجمع اقرتاحات، من اجل الرقي هبذا املستوى إىل األفضل

v اخلهمقبل تعليم التالميذ اإللقاء الشعري، وآلياته، جيب عىل املدرس أوال حتبيبه إىل دو. v يستحسن تنبيه التالميذ إىل إزالة مركبات النقص التي تسيطر عىل فئة منهم. v جيب توفري جو أخوي داخل الفصل للقضاء عىل االرتباك واخلجل. v اختيار النصوص األكثر إيقاعية، واألبعد عن النثر. v ااختيار النصوص ذات املوضوعات العاطفية، والوطنية، واالعتناء هبا أكثر من غريه. v تدريس أوليات من علم العروض. v االعتناء بمخارج احلروف وصفاهتا. v عرض مواد سمعية، ونامذج من إلقاء الشعراء املتمكنني من املهارة، واملجيدين ألصوهلا.

، أجراه الطالب األستاذ أمحد السباعي، برسم السنة )االستامرة( عىل بحث ميداين د الستخالص هذه املقرتحات تم االعتام- 1

. وحسن السطوطيموالي حممد احلاري،:، حتت إرشاف األستاذين الفاضلني2007- 2006التكوينية

34

خامتة )نتائج وتوصيات(

مقومات ووظيفة، تنظريا :"الشعريفن اإللقاء "سعيت من خالل هذا املرشوع ملقاربة

:لقد خلصت إىل نتائج عامة أذكرها بنوع من اإلجيازوتطبيقا، وv فن نقل القصيدة من حروف مكتوبة مسطرة، إىل حروف ": فن اإللقاء الشعري هو

."صوتية مسموعة، مع نقل املعاين واألحاسيس واملشاعرv وكذا عند الغرب. أصالة فن اإللقاء الشعري عن العرب، اإلنشاد والتغني واخلطابة. v ء عىل الصوت، واحلركةاعتامد اإللقا. v إدراك جيد للقصيدة، معنا ووزنا وصورا شعرية: من أجل إلقاء جيد ال بد من. v التعلمية–رضورة اإللقاء الشعري يف العملية التعليمية . v االعتامد عىل التذوق كيشء أسايس يف إدراك األثر الشعري امللقى. v رضورة التمرس بمعرفة خمارج احلروف وصفاهتا...

، وإن رأى "املرشوع"لكل قلم نبوة، ولكل فارس كبوة، فليتلطف الناظر يف هذا وألن :هفوة فليقل طغى القلم، فإن ذلك من دواعي الكرم، وحاشاه أن يكون ممن قيل فيهم

دفنوا إن يسمعوا ريبة طاروا هبا فرحا مني، وما سمعوا من صالح

عىل النبي الكريم صاحب وتسديد، والصالة والسالم، وبتوفيق منهتم بحمد هللا ومنه .الرأي الرشيد، وآله وصحبه ذوي التأييد

35

مصحف املدينة النبوية للنرش احلاسويب، اإلصدار األول، جممع امللك فهد . القرآن الكريم -1 .هـ1426صحف الرشيف، لطباعة امل

.1972لم، بريوت، طبعة دار القموسيقى الشعر، : إبراهيم أنيس -2القاهرة، ، دار املعارفلسان العرب، : حممد بن مكرم، أيب الفضل اإلفريقي: ابن منظور -3

).دت( ).دت(، ذخائر العرب، البديع يف البديع يف نقد الشعر: أبو املظفر أسامة بن مرشد:ابن منقذ -4 السنة األوىل اإللقاء الشعري عند تالميذ اإلعدادي،(املرشوع الشخيصأمحد السباعي، -5

.موالي حممد احلاري، وحسن السطوطي:حتت إرشاف األستاذين الفاضلني) أنموذجا .2007-2006لسنة التكوينية ا

.م1992 دار اآلداب، األغاين، عيل بن احلسني، أبو الفرج:األصفهاين -6 .2006، 1، الديوان للطباعة والنرش، ط ) تربية الصوت(فن اإللقاء : بدري حسون فريد -7 .م2001، بريوت، 1عبد الرمحن، رشح ديوان املتنبي، دار الكتب العلمية، ط : ربقوقيال -8 .م1994دار الثقافة، الدار البيضاء، طبعة اللغة العربية معناها ومبناها، : متام حسان -9

، اإلصدار الثالث، املركز الثقايف العريب، اإلمارات، املوسوعة الشعريةثلة من األساتذة، -102003.

البيان والتبيني، حتقيق عبد السالم حممد هارون، : أبو عثامن عمرو بن بحر:اجلاحظ -11 .م1998، القاهرة، 7مكتبة اخلانجي، ط

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، حتقيق أمحد : نرص إسامعيل بن محاد و أب:اجلوهري -12 .م1990، القاهرة، 4عبد الغفور عطار، دار العلم للماليني، ط

36

الدكتور زكي مبارك، :حتق القريواين، زهر اآلداب وثمر األلباب، اقأبو إسح: احلرصي -13 .1931املكتبة التجارية الكربى، ط

كتاب العني، سلسلة املعاجم والفهارس : أبو عبد الرمحن بن أمحد الفراهيدي: اخلليل -14 ).ط، دت.د(

باملركز 2008 دجنرب 17: حممد زوهري، فضاء النص األديب، درس ألقي بتاريخ. د -15 .2009-2008الرتبوي اجلهوي، السنة التكوينية

حممد باسل عيون السود، : ، حتقأساس البالغة : أبو القاسم حممود بن عمر : الزخمرشي -16 .م1999، 1ط

)دت(دار الفكر، بريوت ميزان الذهب يف صناعة شعر العرب، : السيد أمحد اهلاشمي -17 .1976 للكتاب، ط اهليئة املرصية العامة فن اإللقاء،:عبد الوارث عرس -18 .2005دار الكتب العلمية، ط اإللقاء فن عريب، : عوض هاشم -19 .م1996مكتبة مدبويل، القاهرة، أصول اإللقاء واإللقاء املرسحي، : فرحان بلبل -20أبو عيل احلسن بن رشيق األزدي، العمدة يف حماسن الشعر وآدابه، ونقده، : القريواين -21

.م1981، 5 دار اجليل، ط حممد حميي الدين عبد احلميد،: حتقيق ).دت. (املكتبة اإلسالمية، استانبولاملعجم الوسيط، :جممع اللغة العربية -22 .1995، 1 دار الفكر، ط فن اإللقاء، :حممد عبد الرحيم عدس -23 .م1989دار الفكر، جممع األمثال، أمحد بن حممد،: امليداين -24

37

a 2 ...........................................................................................شكر وتقدير

3 ..................................................................................................إهداء 4.............................................................................................مدخل عام

8..............................................................).مقومات اإللقاء الشعري(الفصل األول 9 ............................................................................" إلقاء الشعر"التعريف بفن 9..........................................................................................من حيث اللغة

11..................................................................................من حيث االصطالح 14...........................................................................................ملحة تارخيية

14..........................................................................اخلطابة واإلنشاد عند العرب 18.......................................................................فن اإللقاء الشعري لدى الغرب

20 ...............................................................................قواعد اإللقاء ومقوماته 20...........................................................................قواعد إلقاء الشعر التقليدي 21 ...........................................................................قواعد إلقاء الشعر احلديث

21 ...........................................................اإللقاء وعالقته بصفات احلروف وخمارجها 25 .........................................................)وظيفــة اإللقــاء الشعــري ( الفصل الثاين

26.........................................................ي داخل العملية التعليميةوظيفة اإللقاء الشعر 27 ..........................................................................................أمثلة تطبيقية 27 ............................................................ لنزار قباين"غرناطة"قصيدة : املثال األول 30................................................ للشاعر حممود درويش"بقية حياة"قصيدة : املثال الثاين

34 .............................................................................)نتائج وتوصيات(خامتة 35 ...............................................................................ملصادر واملراجعثبت با 37 ..............................................................................................الفهرس