304
اب ت ك- م عل ل ا اب ت ك- ل ه ج ل م وا عل ل ل وا ق ع ل ا اب ت ك(اولد ال ل ج م ل ا) رة# ظ ا% ت م لج’ وا ا ج) ت ح, لا ا اب ت ك- عاد م ل عدل وا ل ا اب ت ك- د/ ت ح و ت ل ا) ل ه ج ل م وا عل ل ل وا ق ع ل ا اب ت ك(اول ء ال% ر ج ل ا) ل ه ج ل م ا% ل ود ق ع ل ل ا% ض% ف اب ب( 1 سان’% ن, لا ل ا ص? ول : ا ق/ ي)ع( ’ ن/ ي% ت م? و م ل ر ا/ مي? ن’ ا : كا)ع( ضادق لل ا ا ى ل, س ا ا% ت لم دول ، وا ا/ لا? ب سه ، وا% ف% ي ل ع ج/ يX ث/ ي ح ه روت م ه ، و% ي له د ق ع ه ، وّ ن ل واء . س رعX ش دمf ا1

جواهر البحار

  • Upload
    jawad

  • View
    256

  • Download
    6

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: جواهر البحار

المجلد االول)كتاب العقل والعلم والجهل - كتاب العلم - كتاب التوحيد - كتاب العدل والمعاد - كتاب اإلحتجاج

والمناظرة(

الجزء االول)كتاب العقل والعلم والجهل (

) باب فضل العقلوذم الجهل(

.قال الصادق )ع( : كان أمير المؤمنين )ع( يقول : أصل1<ه ، وعقله دينه ، ومروته حيث يجعل نفسه ، اإلنسان لّب

واأليام دول ، والناس إلى آدم شرع سواء .

المصدر: أمالي الصدوق.82 ص

الشرح... اللب هو األصل الخالص من كل شيء أي العقل . و معناه أن شرف اإلنسان و كرامته بعقله و ليس

بحسّبه و نسّبه . ثم يفصل اإلمام كلمة العقل بأن به يصل

1

Page 2: جواهر البحار

اإلنسان الى الحق و الدين . جاء في الحديث : " العقل ما عّبد به الرحمن و ما اكتسب به الجنان " فالعاقل هو

الذي يتمسك بالدائم الّباقي و ينصرف عن المؤقت الفاني ، هو الذي ال يستّبدل الخير و الحق بالذي هو أدنى و

أحقر.

و المروءة هي اإلنسانية و الكمال الّبشري و بالتأكيد فالكمال يتحقق بأن يجعل اإلنسان نفسه في مقام

الوصول الى الكمال و التقرب الى الكمال المطلق و الجمال المطلق و هو الله تّبارك و تعالى و ال يقتنع

بالولوج في مهاوي الفساد الدنيئة و مجاري الفجور و الخطيئة . و األيام دول يعني أن األيام يداولها الله بين الناس فيحكم قوم و يموت أمة و يأتي آخرون و هكذا

ينتقل األمر بين الناس يعز من يشاء و يذل من يشاء و ال تّبقى أمة مسيطرة الى األبد فإذا جاء اجل امة فإنها تفنى ثم تأتي أمة أخرى لتقوم مقامها و يستمر أمر العّباد قياما

ع سواء و قعودا الى يوم القيامة . و الناس الى آدم شر< اي كلهم أبناء آدم سواسية في الحقوق الّبشرية فال

شرافة لقوم على قوم بالحكم أو اإلمارة الظاهرية انماالشرافة بالتقوى و الكرامة باإليمان ليس إال .

تحليل سند الحديث...

الحديث ينقله أحمد بن عّبد الله الثقفي عن عيسى بن محمد الكاتب عن المدائني عن غياث بن ابراهيم عن

اإلمام الصادق عليه السالم .

2

Page 3: جواهر البحار

احمد بن عّبد الله الثقفي : قليل الحديث و لكن يظهر من فهرست ابن النديم انه كان محّبا ألمير المؤمنين عليه السالم . و ربما كان هو صاحب كتاب األنواء في علم

النجوم .

عيسى بن محمد الكاتب : لم يذكر في الرجال . روى عنه الثقفي كما شاهدنا .و روى عن محمد بن الهذيل

المعروف باإلعتزال .

المدائني : غير معلوم من هو المدائني فهناك أكثر من واحد كالجراح المدائني أو ابراهيم بن ابي يحيى المدائني

أو عّباد بن محمد المدائني و كلهم كانوا معاصرين تقريّبا وهناك غيرهم بنفس اإلسم .

غياث بن ابراهيم : معروف بالوضع فقد كان يروياحاديث مكذوبة للتقرب الى الحكام .

نتيجة التحليل...

بالرغم من أن رواة الحديث فيهم المجهول و فيهم المشهور بالوضع و المتهم باإلعتزال و لكن مضمون

الحديث ال يخالف القرآن و ال األحاديث المعتّبرة .. لذلك يمكن التسامح في السند و اعتّبار الحديث صحيحا نوعا ما بإعتّبار صحة مضمونه . ولو أردنا التدقيق أكثر فربما اعترانا بعض الشك في المحتوى حيث يقول بأن أصل

اإلنسان لّبه ثم يقول بأن عقله دينه .. وواضح أن اللب و العقل بنفس المعنى فتكرارهما بلفظيين يكون مخال من الناحية األدبية خاصة و أن العقل أتى مرة بمعنى األصل في اإلنسان ثم بمعنى الدين . و الظاهر أن هناك جملة

محذوفة بين العقلين .

3

Page 4: جواهر البحار

.قال الصادق )ع( لداود الكرخي حين أراد التزويج :2انظر أين تضع نفسك.

المصدر: مكارم األخالق.83ص

الشرح...

تحليل سند الحديث...

نتيجة التحليل...

.قال الصادق )ع( : خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه3 كثير مستمتع ، قيل : وما هن يا بن رسول الله ؟!.. قال :

الدين ، والعقل ، والحياء ، وحسن الخلق ، وحسن<أ العيش : األدب .. وخمس من لم يكن فيه لم يتهن

الصحة ، واألمن ، والغنى ، والقناعة ، واألنيس الموافق .

المصدر: أمالي الصدوق.83ص

الشرح...

ليس فيه كثير مستمتع : اي ليس في وجوده فائدةكثيرة .

4

Page 5: جواهر البحار

و لكي يكون في وجود اإلنسان فائدة فالبد من أن تكون له خمس خصال : الدين و العقل و الحياء و حسن الخلق

و حسن األدب و األخير يعني حسن العمل و صالحه فاألنسان المؤدب يحسن عمله و تحسن معاشرته .

نالحظ أن اإلمام يّبدأ بالدين ثم العقل فّبعد الدين ال يوجد أهم من العقل و العقل كما ذكرنا مأخوذ من العقال الذي يربط به الّبعير حتى ال يتهور و ال يسرع في العدو و هكذا

العقل لإلنسان يعتّبر لجاما لشهواته و مانعا لهفواته و زالته . و أما الحياء فنسّبته الى الدين كنسّبة الالزم الى

الملزوم فال دين لمن ال حياء له . و أما حسن الخلق فهو الذي يميز اإلنسان عن الحيوان و هو الذي يقود الى جذب االخرين و جلّبهم . قال تعالى : " ولو كنت فظا

غليظ القلب النفضوا من حولك " فالخلق الحسن يجذباآلخرين كما يجذب المغناطيس الحديد .

و يستمر اإلمام عليه السالم في ذكر خمس خصال ضرورية للعيش الهنيء و السعادة و اإلحساس بالراحة و

الطمأنينة و هي : الصحة التي هي تاج على رؤوس الصحاء ال يشعر به المرضى المّبتلين . و األمن وهوها . عندما يمن الله على أساس الحياة الرغيدة و أس<

عّباده و يأمرهم بعّبادته يشير الى نقطتين اساسيتين في حياتهم : " الذي اطعمهم من جوع و آمنهم من خوف "

ولوال الغنى و األمن لما استطاع اإلنسان أن يعّبد ربه حق العّبادة . و بالتأكيد ال نقصد بالغنى أن يكون ذا مال كثير

بل غنى ال يعوزه الى غيره في أبسط أمور الحياة كامأكل و المشرب و الملّبس و المسكن . و تأتي بعدهما القناعة

فاإلنسان القانع يحس دائما بالسعادة بعكس الطماع الحريص الذي ال يقنع من العيش الّبسيط و يطلب دائما المزيد . و الخصلة األخيرة هي : األنيس الموافق . فكل

5

Page 6: جواهر البحار

انسان يحتاج في حياته الى من يأنس به و يألفه . فاإلنسان من أصله مأخوذ من األنس و لكن ليس كل

أنيس محّبوب فاألنيس الذي يأنس به اإلنسان هو الذي يتالءم مع طّبعه و تألفه أخالقه و يشعر بالراحة في

معاشرته و التعامل معه . و لعمري صديق واحد موافقأحسن من ألف صديق غير مألوف و غير مالئم .

) يصنف الحديث في قسم المعاشرة (

تحليل سند الحديث... رواة الحديث : ابن ادريس عن أبيه عن ابن هاشم عن ابن مرار عن يونس عن ابن سنان عن

الصادق جعفر بن محمد عليهما السالم .

نتيجة التحليل... المحتوى جميل و معقول و ال داعيلتحليل السند و الّبحث في رجال الحديث .

***

قلت للصادق )ع( : فالن من عّبادته ودينه وفضله كذا وكذا، فقال : كيف عقله ؟.. فقلت : ال أدري ، فقال :

إن< الثواب على قدر العقل ، إن< رجال من بني إسرائيل كان يعّبد الله عز< وجل< في جزيرة من جزائر الّبحر خضراء نضرة كثيرة الشجر طاهرة الماء ، وإن< مل�كاً من المالئكة

مر< به ، فقال :

6

Page 7: جواهر البحار

يا رب !.. أرني ثواب عّبدك هذا ، فأراه الله عز< وجل< ذلك<ه الملك ، فأوحى الله عز< وجل< إليه أن اصحّبه . ، فاستقل

فأتاه الملك في صورة أنسي ، فقال له : م�ن أنت ؟.. قال : أنا رجل� عابد� بلغنا مكانك وعّبادتك بهذا المكان ، فجئت

ألعّبد معك ، فكان معه يومه ذلك ، فلما أصّبح قال لهالملك : إن< مكانك لنزهة ، قال :

ليت لربنا بهيمة ، فلو كان لربنا حمار لرعيناه في هذا الموضع ، فإن< هذا الحشيش يضيع ، فقال له الملك : وما لربك حمار ؟.. فقال : لو كان له حمار ماكان يضيع مثل

هذا الحشيش !.. فأوحى الله عز< وجل< إلى الملك :

إنما أثيّبه على قدر عقله.

المصدر: أمالي الصدوق.84ص

الشرح : يحدد اإلمام عليه السالم مقدار الثواب بمقدار العقل أي بمقدار المعرفة و يضرب مثال عن ذلك العابد

الذي يعّبد ربه صّباح مساء في جزيرة خضراء و لكن عقله ناقص أي أنه من الّبله السذج . و لذلك فإن الله ال يثيّبه

بمقدار ما يثيب العابد العالم و هذا أمر طّبيعي . قال تعالى : " هل يستوي الذي نعلمون و الذين ال يعلمون " و

على هذا الساس عندما يقارن الرسول بين التفكر و العّبادة يقول : " تفكر ساعة خير من عّبادة سنة " و في

حديث آخر " سّبعين سنة " ألن الفكر يوجب زيادة المعرفة و كلما ازدادت معرفة اإلنسان لربه كلما ازداد

أجره و ثواب عمله .

سند الحديث : ابن موسى عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بن عّبد الله عن ابراهيم بن اسحق األحمر

7

Page 8: جواهر البحار

عن محمد بن سليمان عن أبيه قال قلت للصادق عليهالسالم ....

تحليل السند : محمد بن سليمان ، ان كان هو محمد بن سليمان بن زكريا الديلمي فإنه ضعيف في حديثه . و ربما

كان غيره فقد ورد هذا افسم ألكثر من عشرة من الرواة . و أما ابراهيم بن اسحق األحمر فقليل

الحديث .محمد بن يعقوب من المعتمدين في روايته .

و ال حاجة للّبحث كثيرا في السند كما وضحنا سابقا .

) يصنف الحديث في العلم و الجهل (

***

قال الصادق )ع( : ما كل<م رسول الله )ص( العّباد بكنهعقله قط< .

أي أن الرسول كان يكلم الناس بمقدار عقولهم و ال يكلمهم بمقدار عقله هو صلى الله عليه و آله ألنه ال يمكن

أن يصل الى مستوى عقله انسان أبدا .

سند الحديث : بالرغم من لطافة المعنى و لكنه خّبرمرسل ال يعتد به .

المصدر: الكافي.85ص

�مرنا أن نكل<م <ا معاشر األنّبياء أ قال رسول الله )ص( : إنالناس على قدر عقولهم .

المصدر: الكافي85ص

8

Page 9: جواهر البحار

السند : هذا الحديث جزء من الحديث السابق و هو حديث مرسل جمعهما الكليني قدس سره في حديث واحد و

قال ك جماعة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن بعض أصحابنا عن أبي عّبد الله عليه السالم ... و قال قال رسول الله صلى الله

عليه و آله ...

النتيجة : قوله جماعة من أصحابنا أو عن بعض اصحابنا يدل على أن رجال الحديث مجهولون و لذا ال يعتد به و

لكن المحتوى صحيح و جميل .

) يصنف في العلم و الجهل (

***

الصادق )ع( لداود الكرخي حين أراد التزويج : انظر أين المصدر: مكارم األخالق83تضع نفسك.ص

السند : عن سهل بن زياد و أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محّبوب ، عن ابراهيم الكرخي . هكذا جاء السند في

الكافي للكليني رحمه الله . و جاء الخّبر نفسه مرسال في كتاب مكارم األخالق للشيخ الطّبرسي عن داود الكرخي و نقل الخّبر بعينه في كتاب معاني األخّبار عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محّبوب عن ابراهيم

الكرخي . و الظاهر أنه هو ابراهيم الكرخي كما ورد في الكافي و ليس داود الكرخي كما جاء في مكارم األخالق و انه من أصحاب اإلمام الصادق عليه السالم المشهورين ز

اسمه ابراهيم بن أبي زياد الكرخي الّبغدادي .

الشرح : أنظر بدقة و اختر امرأة تناسّبك . قال الشاعر :

9

Page 10: جواهر البحار

أال ان النساء خلقن شتى *** فمنهن الغنيمة و الغرام

و منهن الحالل اذا تجلى *** لصاحّبه و منهن الظالم

فمن يظفر بصالحهن يسعد *** و من يغّبن فليس لهانتقام

و اإلمام عليه السالم يرد على الكرخي حين يسأله عمن يتزوج أن يحتاط و يختار من تكون صالحة حسنة الخلق . يقول اإلمام : " أنظر أين تضع نفسك و من تشركه في

مالك و تطلعه على دينك و سرك ..." فالمرأة هي شريكة الحياة و هي الوحيدة التي تطلع على كل أسرار اإلنسان .

و بناء عليه يجب أن يختار المرء زوجه اختيارا صحيحا ويتوكل على الله .

قال الرضا )ع( : ما استودع الله عّبدا عقال إال استنقذه بهالمصدر:أمالي الطوسي88يوما . ص

الحديث نقله الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي حفص عمر بن محمد عن ابن مهروية عن داود بن سليمان عن

اإلمام الرضا عليه السالم .

علي بن مهروية ) القزويني ( : يعتمدعليه ولو أن بعضهم 185ضعفوه فقط ألجل ارساله .و هو ينقل لنا أكثر من

رواية عن داود بن سليمان عن اإلمام الرضا عليه السالم . و داود بن سليمان من أعاظم الشيعة و من أجلة

اصحاب اإلمام الرضا عليه السالم .

الشرح : اذا أراد الله أن يزيل نعمة من أحد فأولو أهم ما يزيله هو عقله ألن العقل من أهم النعم . قال تعالى : " و�رد< الى أرذل العمر حتى ال يعلم بعد علم شيئا منكم من ي

" أي ان اإلنسان بعد أن وصل الى الشيخوخة و ازداد سنه كثيرا فقد يصل الى مرحلة يزيل الله أهم نعمة منه و هو

10

Page 11: جواهر البحار

العقل حيث ال يعلم شيئا بعد أن كان قد علمه . بالطّبع هناك بعض اإلستثناءات وردت في األحاديث أن العال�م ال يخرف أو من قرء القرآن و حفظه فإنه لم يرد الى أرذل

العمر حتى ال يعلم بعد علم شيئا . و لكنها من صفات اإلنسان الطّبيعية أن يخرف في الشيخوخة إال من شاء

الله أن ال يصل الى هذه الحالة .

قال الصادق )ع( : ما خلق الله عز< وجل< شيئا أبغض إليهمن األحمق ، ألنه سلّبه أحب األشياء إليه وهو عقله . ص

المصدر:العلل89

هذا الحديث نقله ابن المتوكل عن السعدآبادي عن الّبرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن اإلمام

الصادق أبي عّبد الله عليه السالم .

السند : الحديث مرسل مجهول السند حيث يقول عمنذكره . و لكن الرواة موثقون .

و بنظري أن الحديث فيه اشكال� منطقي فكيف يخلق الله انسانا أحمق ثم يقول اإلمام أنه يّبغضه الله . و هل يمكن أن يّبغض الله أحدا لمجرد حمقه ؟ أو هل يمكن أن يسلب الله انسانا عقله قّبل أن يعمل شيئا لمجرد أنه يّبغضه ؟!!

أمر� يحتاج الى جواب من أئمة العلم و المنطق .

يقول العالمة المجلسي في ذيل الحديث و قد استغرب من هذه الكلمة فأراد أن يجد لها عذرا : " بغضه تعالى

11

Page 12: جواهر البحار

عّبارة عن علمه بدناءته و عدم قابليته للكمال و ما يترتب عليه عن عدم توفيق على ما يقتضي رفعة شأنه لعدم

قابليته لذلك .."

و لكني أعلم أن كل انسان قابل للكمال و هذه القابلية موجودة لدى كل شخص. و حسب ظني الناقص ان

اإلنسان يتاثر بالعوامل األخرى - حتى قّبل والدته - تكون مؤثرة في شقائه أو سعادته . و هذه العوامل أيضا قابلة للتغيير بعد الوالدة و على أثر المعاشرة أو نوع التربية أو

العوامل الفسيولوجية التي تؤدي الى نقص في خاليا الدماغ مثال . و هذا الموضوع عميق يحتاج الى بحث

طويل .

***

قال الصادق )ع( : إذا أراد الله أن يزيل من عّبد نعمة ،<ر منه عقله . ص 94كان أول ما يغي

المصدر: االختصاص

السند : هكذا ورد في اختصاص الشيخ المفيد دون ذكرسند و نقله المجلسي في الّبحار .

أول نعمة و أفضلها هي العقل فإذا أراد الله ازالة أحسنو أفضل نعمة من اإلنسان فإنه يزيل عنه عقله .

قال أمير المؤمنين )ع( : ليست الرؤية كالمعاينة مع اإلبصار ، وقد تكذب العيون أهلها ، وال يغش< العقل م�ن

95استنصحه . ص

12

Page 13: جواهر البحار

المصدر: نهج الّبالغة و أيضا كتاب عيون الحكم و المواعظ. و لم يذكر السند

الشرح :ليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين فالرؤية بالعين ربما كانت خاطئة و العين أحيانا تخطأ و لكن

القلب لن يخطأ و المقصود منه طّبعا العقل فلو اتّبعه اإلنسان و أخذ بحكمه و استرشده في أمور حياته فلن

يخذله العقل و لن يخونه . و أصال على اإلنسان أن يعتمد على العقل في معرفة حقائق الشياء ال بالحس فالرؤية أمر حسي و لكن اتّباع العقل أمر قلّبيو اإلنسان ال يصل

الى اليقين بالمحسوسات بل بالمعقوالت أي بتعقلاألشياء و ادراكها .

قال علي )ع( : الحلم غطاء� ساتر� ، والعقل حسام� باتر� ، 95فاستر خلل خ�لقك بحلمك ، وقاتل هواك بعقلك . ص

و ورد في روضة434المصدر: نهج الّبالغة - الحكمة بهذه العّبارة : " العقل حسام قاطع .460الواعظين /

- ص1قاتل هواك بعقلك " . و ورد في كتاب الكافي ج عنه عليه السالم بهذه العّبارة : " العقل الغطاء20

الستير و الفضل جمال ظاهر ، فاستر خلل خلقك بفضلك ، و قاتل هواك بعقلك ، تسلم لك المودة ، و تظهر

لك المحّبة "

الشرح :الحلم غطاء و حاجب للمساوئ و العقل سيف� قاطع يقطع به اإلنسان ما بين الحق و الّباطل و يفصل به

ما بين الخير و الشر .. فاحجب أيها اإلنسان مساوئ خلقك بالحلم و ادفع شر هوى النفس األمارة بالسوء ،

ادفع شره باستغالل العقل و اتّباع أوامره فالعقل يهديك

13

Page 14: جواهر البحار

الى الصواب و الخير مثلما ترشدك النفس الى اتّباع الشيطان . و صدق رسول الله صلى الله عليه و آله اذ

قال : " أعدى عدوك ، نفسك التي بين جنّبيك " و ما دامت النفس العدوة األولى لإلنسان فال بد من قتالها و ال يمكن مقاتلتها و التغلب عليها اال باتّباع العقل . و هذا مايدعونا اليه أمير المؤمنين عليه أفضل الصالة و السالم .

قال النّبي )ص( : لكل شيء� آلة� وعدة� ، وآلة� المؤمن<ة� ، ومطية� المرء وعد<ته العقل .. ولكل شيء� مطي

العقل .. ولكل شيء� غاية� ، وغاية� العّبادة العقل .. ولكل� راع� ، وراعي العابدين العقل .. ولكل تاجر� بضاعة� ، قوم

وبضاعة المجتهدين العقل .. ولكل خراب� عمارة� ، وعمارة� اآلخرة العقل .. ولكل سفر� فسطاط� يلجأون إليه ،

95وفسطاط� المسلمين العقل . ص

-1المصدر: كنز الفوائد للشيخ أبو الفتوح الكراجكي ) ج ( و الحديث طويل مرفوع ينقله الكراجكي رحمه199ص

الله بدون سند عن أحد األئمة عن الرسول صلى اللهعليه و آله . و ما رأيت غيره ينقل هذا الحديث .

أجل .. صدق رسول الله حيث قال بأن لكل شيء آلة و البد للتحكم في الشياء من استخدام الوسائل المعدة لها . جاء في الحديث : " ابى الله أن يجري األمور اال بأسّبابها " فكل شيء يحتاج الى وسيلة و آلة و اآللة التي يستفيد

منها المؤمن لتسيير أموره هي عقله و كما أن لكل شيء مركّبا يحمله فمركب اإلنسان عقله و لكل شيء أمد و

نهاية و نهاية العّبادة استخدام العقل و الفكر و لكل قوم راع و مسؤول يحفظهم و يرشدهم و رئيس العابدين و

14

Page 15: جواهر البحار

مرشدهم العقل و ال بد لكل تاجر من بضاعة يّبيعها و يسترزق بها و بضاعة المجتهدين و الساعين في طريق

الهدى و الحق ، العقل و كل بيت خراب يحتاج الى إعمار و إعمار اآلخرة ال يتم< إال بالعقل و كل مسافر يحتاج الى مأوى و ملجأ ليرتاح من مشقة السفر و ملجأ المسلمين

و مأواهم هو العقل اذ به يهتدون في أمور دينهم ودنياهم .

قال أمير المؤمنين )ع( : الجمال في اللسان ، والكمال في العقل ، وال يزال العقل والحمق يتغالّبان على الرجل

إلى ثماني عشرة سنة ، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما 96فيه . ص

المصدر: كنز الفوائد للشيخ الكراجكي و بدون سند مذكور. و ورد عنه و عن اإلمام الجواد عليهما السالم في

موارد مختلفة الجملتين األوليين فقط " الجمال في اللسان و الكمال في العقل " . كما وردت الجملة األولى عن الرسول صلى الله عليه و آله مثلما جاء في " تحف

العقول " . و أما اإلضافة ) .. و ال يزال العقل ... ( مارأيته إال في كنز الفوائد .

الشرح : رب انسان جميل المظهر سيء الخالق فالرائي ينظر اليه باشمئزاز و ال يعجّبه جمال بشرته و العكس صحيح فرب انسان لم يمنحه ربه جماال ظاهريا و لكنه

حسن األخالق جميل المعاشرة فال شك أن اإلنسان ينجذب اليه و يحّبه من خالل كالمه و حديثه .كما جاء في

الحديث : " اإلنسان مخّبوء تحت لسانه " . و كمال اإلنسان و رشده في اتّباع عقله . و كما جاء في نهاية

15

Page 16: جواهر البحار

الحديث فإن سني المراهقة يكون جدال و نزاع بين العقل و النفس فإن استطاع اإلنسان بعد بلوغ هذه السن أن يتحكم على نفسه و ينتصر على هواه باتّباع عقله فقد

ارتقى سلم الكمال باستحقاق و إن خضع ألهوائه و ترك اتّباع الحق فلربما أصّبح اسيرا لهواه طول عمره إال أن

يهديه الله .

***13/11/2007

قال الّباقر )ع( : يا بني !.. اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم ، فإن< المعرفة هي الدراية للرواية ،

وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجاتاإليمان .

إني نظرت في كتاب لعلي )ع( فوجدت في الكتاب أن<�ه ، إن< الله تّبارك وتعالى قيمة كل امرئ� وقدره معرفت يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار

106الدنيا .ص

المصدر: معاني األخّبار . سند الحديث : عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن يزيد الرزاز عن أبي عّبد الله عليه السالم قال : قال أبو جعفر�ريد الرزاز و عليه السالم ... الظاهر أن يزيد الرزاز هو ب

قد صحف خطأ باسم يزيد . و أما ابن أبي عمر فال يحتاج في علو مقامه الى وصف الواصفين ، فقد كان أوثق

الناس و أورعهم و أعّبدهم و انه من أصحاب اإلجماع أي أي أن علماءنا األبرار يقّبلون مراسيله ألنه ال يرسل اال عن ثقة . فحديث فيه اسم محمد بن أبي عمير حديث

صحيح باإلجماع .

16

Page 17: جواهر البحار

الشرح : اإلمام الّباقر عليه السالم ينصح ابنه اإلمام الصادق سالم الله عليه : ان درجات الشيعة و مراتّبهم

على قدر معرفتهم للروايات و األحاديث .فكلما ارتفعت معرفة اإلنسان و درايته للحديث فإنه يقترب أكثر من

غيره الى المعرفة و هذه المعرفة تكون حافزا له للوصول الى درجات اإليمان و التقوى العالية . ثم يستند اإلمام

الى قول جده أمير المؤمنين عليه السالم حيث يصرح بما اليدع مجاال لإلرتياب أن قيمة و درجة كل انسان بمقدار

معرفته و دركه للحقائق و ان الله يحاسب الناس في يوم الحساب كل بمقدار عقله و دركه . و ال شك أن األجر و الثواب أيضا يكون على نفس المقياس فالمؤمن العالم يرتقي الى الدرجات األعلى في سلم الترقيات األخروية

بينما ال يصل الى درجته من كان دونه في التعقل و المعرفة ولو كانت عّبادته أكثر حسب الظاهر . و هذا هو السر في كون العالم أفضل من العابد كأفضلية الرسول

الخاتم صلى الله عليه و آله على غيره من الرسل .

و اجمال القول أن العقل هو الحجة اإللهية التي منحها الله عّباده ليحتج بهم على ما يعملون من عمل و يكسّبون من كسب . و لكن ال بد من اإلستدراك أن العقل ال يكفي لوحده مالكا و حجة في األحكام و المنهيات دون الرجوع

الى الكتاب و األحاديث المروية عن الرسول و األئمة األطهار عليهم السالم بطرق صحيحة فالعقل اذن حجة

بإرشاد الرسول و آله األطهار عليهم السالم الباإلستقالل .

التصنيف : العقل و الجهل

17

Page 18: جواهر البحار

قال الّباقر )ع( : إنما يداق< الله العّباد في الحساب يوم 106القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا .ص

المصدر: المحاسن . سند الحديث : الحسين بن علي بن يقطين عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي

جعفر عليه السالم . أبو الجارود هو زياد بن المنذر الهمداني الكوفي .و كان من أصحاب اإلمام الّباقر عليه السالم . يقال أنه كان اماميا ثم اصّبح زيديا بعد خروج

زيد و قيامه . و لكنه كان ثقة في النقل مقّبوال في الرواية معتمدا في الحديث . و الحسين بن علي بن يقطين ثقة من اصحاب اإلمام الرضا عليه السالم . و أما محمد بن سنان فقد اختلف العلماء فيه كثيرا فمنهم من وثقه و

منهم من اعتّبره من الغالة الوضاعين و األغلب يضعفه . إال أن الحديث جميل في معناه و محتواه فال يّبعد كونه

صحيحا و خاصة أن في السند لحسين بن علي بنيقطين و هو ثقة .

الشرح : يداق : الكلمة مأخوذة من الدقة أي أن الله يدقق في حساب عّباده يوم القيامة بمقدار ما رزقهم من

العقل في الدنيا فالذي كان له عقال راجحا و ادراكا قويا فإنه محاس�ب� بعمل أفضل و أصلح و إنجاز أحسن و أجمل

من غيره . و هذا أمر في غاية األهمية فاإلنسان الّبسيط الساذج الذي ال يصل الى كنه العّبادة و غاية الحكم ليس

المطلوب منه أن يعمل بنفس الدرجة التي منحها الله للعارفين الواعين من عّباده و الذين يستوعّبون األمور

اسرع و أكثر دقة من الّبسطاء العوام . و ال شك أن العّبادة على قدر المعرفة فكلما ازداد العقل ازدادت

18

Page 19: جواهر البحار

المعرفة و كلما ازدادت المعرفة اشتد الحساب والمؤاخذة يوم الحساب .

�كل<مه بّبعض كالمي قلت للصادق )ع( : الرجل آتيه أ�كل<مه بالكالم فيستوفي فيعرف كله ، ومنهم م�ن آتيه فأ كالمي كله ، ثم يرد<ه علي< كما كل<مته ، ومنهم م�ن آتيه

�كل<مه فيقول : أعد علي< ، فقال )ع( : فأ

�م� هذا ؟.. قلت : ال ، قال : و� ما تدري ل� يا إسحاق !.. أ

الذي تكل<مه بّبعض كالمك فيعرف كله فذاك م�ن ع�جنت نطفته بعقله ، وأما الذي تكل<مه فيستوفي كالمك ثم

<ب عقله في بطن ك يجيّبك على كالمك ، فذاك الذي ر� أمه ، وأما الذي تكل<مه بالكالم فيقول : أعد علي< ، فذاك<ب عقله فيه بعدما كّبر ، فهو يقول : أعد علي< . ك الذي ر�

97ص

المصدر: علل الشرايع . سند الحديث : عن سعد عن�د عن الحسين ) ابراهيم ( ابن هاشم عن ) علي ( بن معّب

بن خالد عن اسحاق قال : قلت للصادق ... و نقله الكافي بهذا السند : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن

الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن خالد عناسحاق بن عمار ...

الحسين بن خالد من أجلة العلماء و اسحاق بن عمار يعترف بوثوقه و عظم مقامه علماء الرجال . لهذا

نستطيع الجزم بصحة الحديث .

19

Page 20: جواهر البحار

الشرح : الراوي يسأل اإلمام عن السّبب في أن بعضهم يعرف مقصوده قّبل أن يكمل كالمه و الّبعض االخر يصل

الى المقصود بعد اتمام الكالم و يعرف و يحفظ الكالم تماما و الّبعض اآلخر ال يستطيع أن يدرك المقصود في

أول مرة بل يطلب اإلعادة . و ربما طلب اإلعادة أكثر منمرة حتى يصل الى المطلب .

و اإلمام يرد عليه أن األول الذي يستوعب الكالم قّبل اتمامه هو الذي عجنت نطفته بعقله و أما الثاني فهو الذي استكمل عقله في بطن أمه و أما الثالث فهو الذي اكتمل عقله بعد أن كّبر أي بعد بلوغه . و الظاهر أن اإلمام عليه

السالم يريد ان يوضح درجات التعقل لدى الّبشر فهناكثالث درجات :

األولى : هو الذي منحه الله ادراكا كّبيرا و كأن نطفته امتزجت بالعقل ) و الظاهر أن هذه الجملة كناية عن شدة ادراكه و كثرة تعقله و قرب استيعابه ليس اال (

فمثل هؤالء نوابغ و عّباقرة يستوعّبون الحديث حتى قّبلان يكتمل و بالتأكيد فهم أقلية بين أبناء آدم .

الثانية : الذي منحه الله ادراكا متوسطا و كأنه تأخر عن األول بتاخر الجنين عن النطفة . و هؤالء أيضا لهم قوة اإلدراك حيث يستوعّبون الحديث تماما بعد سماعه أو

مطالعته .

الثالثة : هو األقل ادراكا فال يستطيع أفراد هذه الطائفة أن يستوعّبوا األمور فورا بل يحتاجون الى اعادة و تكرار

حتى يفهموا األشياء . و هذا أمر طّبيعي في الّبشر . و خالفا لما يدعي الّبعض أن الّبشر متساوون في الدرك و

التعقل يوضح اإلمام درجات متفاوتة و مراتب مختلفة للتعقل من الشدة و القلة ، و الصفاء و الظلمة ، و القوة

20

Page 21: جواهر البحار

و الضعف . و ربما كان اختالف الدرجات تابعة إلختالف التمرين و التدريب على التعقل فاإلنسان الذي يستخدم فكره و ذهنه أكثر من غيره يصّبح اإلدراك مل�كة له في

فهم األمور أكثر من اآلخرين الذين قلما يستخدمون فكرهم و ذهنهم . و ربما كان هذا المعنى مستخرجا من

قوله صلى الله عليه و آله ك " تفكر ساعة خير من عّبادة سّبعين سنة " فالتفكير قّبل العّبادة ينشطها و يهذبها و

يصقلها و يجعلها أكثر لطافة و صفاء و نورا . و لقد صدق رسول الله صلى الله عليه و آله حيث قال : " إذا رايتم

الرجل كثير الصالة ، كثير الصيام فال تّباهوا به حتى تنظروا كيف عقله " فليست العّبرة في كثرة التعّبد بل

في كثرة استخدام العقل و اإلدراك .

التصنيف : العقل و الجهل

***

قال الصادق )ع( : دعامة اإلنسان العقل ، ومن العقل : الفطنة ، والفهم ، والحفظ ، والعلم .. فإذا كان تأييد عقله

من النور ، كان عالما حافظا زكيا فطنا فهما ، وبالعقل المصدر:90يكمل ، وهو دليله ومّبص<ره ومفتاح أمره . ص

العلل

السند : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن محّبوب عن بعض اصحابه عن أبي عّبد الله عليه

السالم ... نالحظ أن الحديث مرسل حيث يقول عن بعضاصحابه ) مجهول (

الدعامة هي عمود الّبيت و عماده الذي يرتكز عليه و اإلمام الصادق عليه السالم يصف العقل بأنه عماد

اإلنسان الذي يعتمد و يرتكز عليه ثم يقسم نتائج العقل الى أربعة أقسام : الفطنة و هي اإلدراك السريع و

21

Page 22: جواهر البحار

الوصول الى المقصود في أقرب وقت . و يأتي بعده الفهم ثم الحفظ و العلم . و الفهم أولى درجات المعرفة و لتركيزه يجب حفظه ثم العلم به . فليس كل محفوظ

معلوم بل العلم أيضا له مراحل و أولها الفهم .

ثم يسلط اإلمام الضوء على النور ألنه العلة في ظهور و بروز المحسوسات و انه حقا وسيلة إلنارة الطريق أمام

العقل الّبشري حتى يكون عالما مدركا كثير فهم وفطنة .

ورد في الكافي كلمة " ذاكرا " بدال من " زكيا " و الزكي هو الطاهر من دنس الجهل و الغّباء و الذاكر هو الذي وصل الى مراحل متقدمة من المعرفة ليذكر الله بكل

حواسه . و بالعقل يصل اإلنسان الى أرقى مدارج الكمال فهو الدليل و هو المرشد و هو مفتاح كل غوامض الحياة و

ابهاماته .

التصنيف : العقل و الجهل

قال الصادق )ع( : إن< الله تّبارك وتعالى يّبغض الشيخ الجاهل ، والغني الظلوم ، والفقير المختال . المصدر:

90قرب اإلسناد ب . ص

السند : كتاب قرب األسناد عن هارون عن ابن صدقة عناإلمام الصادق عليه السالم ...

الشرح : عّبارات جميلة جدا و مّبدعة حقا من موالنا اإلمام الصادق عليه السالم فالله تّبارك و تعالى يّبغض

ثالثة اشخاص :

22

Page 23: جواهر البحار

- الشيخ الجاهل : لماذا؟ ألنه كّبر في الجهل بعد أن1 كانت له فرص كّبيرة لتلقي العلم و لكنه استمر في جهله

و ابتعاده عن النور و بالطّبع قّبيح جدا على شيخ طاعن في السن أن يّبقى جاهال متغمسا في مهاوي الفقر

العلمي .

- الغني الظلوم . و الظلوم بمعنى المّبالغة في الظلم .2 فالغني لكونه ذا مال و نعمة ، قّبيح عليه ان يظلم غيره ألنه ليس محتاجا فالفقير هو الذي يظلم و يتعدى على

حقوق االخرين لكي يشّبع بطنه و يشّبع أهله و أما الغني فال يحتاج الى ظلم أحد ألن وسائل الراحة و الرفاهية

متاحة له أينما حل و لذلك فالظلم منه أقّبح من غيره .

- الفقير المختال : و المختال بمعنى المتكّبر المتعجرف3 المعج�ب بنفسه . و انه حقا من أقّبح القّبائح أن يغتر

الفقير الذي ال يملك ثروة و ال ماال كثيرا و يجر ذيل الخيالء من ردائه . فالع�جب و التكّبر اقرب الى الغني منه الى الفقير بل و من الفقير قّبيح جدا ألنه ليس له ما يعجّبه

بنفسه و يتكّبر على غيره .

النصنيف : المّبغوضون

م الله للعّباد شيئا أفضل قال رسول الله )ص( : ما قس< من العقل ، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ،

وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل ، وإقامة العاقلأفضل من شخوص الجاهل .

وال بعث الله رسوال وال نّبيا حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته ، وما يضمر النّبي في

نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين ، وما أد<ى العاقل

23

Page 24: جواهر البحار

فرائض الله حتى عقل منه ، وال بلغ جميع العابدين في فضل عّبادتهم ما بلغ العاقل ، إن< العقالء هم أولوا األلّباب

الذين قال الله عز< وجل< : } إنما يتذكر أولوا األلّباب {.92ص

المصدر: المحاسن

السند : الحديث مرفوع و ليس له سند فصاحب المحاسنيرفعه الى بعض اصحابه دون ذكر السند !

الشرح : العقل هو أفضل نعم الله على عّباده و اذا كان كذلك فّبالتأكيد نوم العاقل العالم أفضل من سهر الجاهل

و حتى صوم الجاهل أقل فضال من افطار العاقل العالم ألن صومه ليس على وعي و معرفة و العاقل العالم

عندما يأكل أيضا يذكر الله و يشكره على نعمائه فأكله أفضل من صوم الجاهل . و إقامة العاقل أفضل من

شخوص و خروج الجاهل الى السفر طلّبا لمرضاة الله كالحج و الجهاد . و هذا أمر عجيب فحتى الجهاد و الحج

مع جاللة منزلتهما يكونان أقل فضال من المكوث و اإلقامة لدى العالم العاقل و كل ذلك بسّبب المعرفةالضئيلة للجاهل و شدة معرفة العاقل و سعة علمه .

ثم يستطرد الرسول األعظم بقوله : و ما بعث الله رسوال و ال نّبيا حتى يستكمل العقل فكمال العقل أمر� مطلوب� للرسول الذي يريد ابالغ الرسالة الى الناس فال بد ان

يكون أكملهم عقال و أكثرهم علما و ما يضمر النّبي الكامل في نفسه من النوايا الحسنة و األفكار السليمة و العقائد اليقينية فإنها قطعا أفضل من سعي المجتهدين و اجتهادهم مهما بلغوا في سعيهم مراتب عظيمة و ما أدى العاقل فرائض الله و واجّباته حتى يعلم ان الله أراد منه

تلك الفرائض أي انه يؤديها مع العلم بأن عمله مطابق

24

Page 25: جواهر البحار

ألوامر الله . و جاء في نسخة الكافي : و ما أدى العّبد فرائض الله حتى عقل عنه أي ال يمكن للعّبد أن يؤدي

الفرائض كما ينّبغي إال بأن يعقل و يعلم فالعلم هو الذييكمل العّبادة و يزكيها و يطهرها من الشوائب .

التصنيف : العقل و الجهل

قال الصادق )ع( : ما يعّبأ من اهل هذا الدين بمن ال عقل له ، قلت : ج�علت فداك !.. إنا نأتي قوما ال بأس بهم

عندنا ممن يصف هذا األمر ليست لهم تلك العقول ، فقال)ع( :

ليس هؤالء ممن خاطب الله في قوله : يا أولي األلّباب !.. إن< الله خلق العقل ، فقال له : أقّبل فأقّبل ،

ثم قال له : أدبر فأدبر !.. فقال :

وعزتي وجاللي ماخلقت شيئا أحسن منك ، وأحب< إلي<�عطي . ص 92منك ، بك آخذ وبك أ

المصدر: المحاسن

السند كسابقه حديث مرفوع ينقله صاحب المحاسن دون ذكر السند . و لكن الكليني رحمه الله ينقله في الكافي عن اإلمام الرضا عليه السالم بهذا السند : عن علي بن الحسن عن علي بن اسّباط عن الحسن بن الجهم عن

أبي الحسن الرضا عليه السالم . و هناك اختالف بسيط في الكلمات فمثل يقول ال يعّبأ بأهل الدين و في حديث

الّبرقي يقول : ما يعّبأ من أهل هذا الدين . و لكنالمضمون في الحديثين واحد .

25

Page 26: جواهر البحار

الشرح : الحديث يدور في معرفة من المقصود من " أولي األلّباب " فاإلمام يقول بأنه ال يّبالي و ال يعتني من

المسلمين ممن ال عقل له فيقول السائل : و عندنا مسلمون غير كاملين في العقل فكيف يكون حالهم ؟

يجيب افمام عليه السالم بأنهم و إن حرموا عن فضائل و مزايا أهل العقل لكن تكاليفهم و واجّباتهم أقل و أسهل من التكاليف الملقاة على أولي األلّباب ثم يشرح اإلمام

بداية خلقة العقل و أن الله قال له أقّبل ثم أدبر و كل ذلك كناية عن جمال العقل و حسنه ليس إال . و بعدئذ

يقول الله انه لم يخلق شيئا أحسن و أفضل و أجمل من العقل بل و ان العقل أحب األئياء الى الله حيث به

يحاسب العّباد و يجزيهم و يكافأهم على ما عملوا إن خيرافخير و إن شرا فشر .

التصنيف : العقل و الجهل

***17/11/2007

قال رسول الله )ص( : إذا بلغكم عن رجل ح�سن حاله ، 93فانظروا في ح�سن عقله ، فإنما يجازى بعقله . ص

المصدر: المحاسن

السند : صاحب المحاسن ينقله عن الحسين بن يزيد النوفلي و جهم بن حكيم المدايني عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني عن أبي عّبد الله عن آبائه عليهم السالم

قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم .... و أما الكليني فإنه ينقله كالتالي : علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عّبد الله عليه السالم

قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله ) الخّبر ( .

26

Page 27: جواهر البحار

الشرح : يعرفنا رسول الله بأن حسن حال اإلنسان ليس بحسن معيشته و حسن ظاهره و ليس بمقدار اقتنائه لألموال و الذخائر المادية بل الح�سن كل الحسن في

العقل و التعقل .. ثم يّبين الرسول األعظم بأن سّبب ذلك يرجع الى أن الله يجازي اإلنسان بمقدار استغالله لعقله .

فالعقل هو المحور في محاسّبة الناس على أعمالهم و أفعالهم . جاء في حديث لإلمام الكاظم عليه السالم يقول

لهشام ".. . كيف يزكو عند الله عملك و أنت قد شغلت قلّبك عن أمر ربك و أطعت هواك على غلّبة عقلك " فاإلنسان بين أمرين إما أن يطيع عقله و أما أن يطيع

هواه فكلما ازدادت اطاعة اإلنسان لعقله ازداد قربه و كلما ازدادت اطاعته لهواه و تغلب هواه على عقله فإنه

يزداد بعدا عن الله .

التصنيف : اإلحتجاج بالعقل .

قيل للصادق )ع( : ما العقل ؟.. قال : ما ع�ّبد به الرحمن ، واكتسب به الجنان ، قيل : فالذي كان في

معاوية ؟.. قال )ع( : تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، وهي116شّبيهة بالعقل ، وليست بعقل .ص

المصدر: معاني األخّبار

السند : الشيخ الصدوق ينقله في معاني األخّبار بهذا السند : أبي رحمه الله قال : حدثنا محمد بن يحيى

العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن عّبد الجّبار ، عن بعض اصحابنا رفعه الى أبي عّبد الله عليه

السالم ) الخّبر ( و أما الّبرقي ينقله في محاسنه هكذا : عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن عّبد الجّبار ، عن بعض اصحابنا رفعه ال أبي عّبد الله عليه السالم .. و

27

Page 28: جواهر البحار

كما تالحظون فالحديث مرفوع و السند ليس كامال . ولكنه مشهور و مضامينه عالية و محتواه راق .

الشرح : الراوي عندما يسأل اإلمام ، يطلب منه معنى للعقل بصورة مطلقة و لكن اإلمام يرد عليه باإلشارة الى بعض خواص و خصائص العقل دون التطرق الى ماهيته و ذلك ألن الوصول الى ماهية العقل أمر� في غاية الصعوبة

و قد تحير فيها العقالء و الحكماء فضال عن الّبسطاء و العقل كما يصنفه الحكماء ينقسم الى قسمين عقل

نظري و عقل عملي . فّبواسطة العقل النظري يتعرف اإلنسان على األحكام و المعارف اإللهية و أ/ا العقل

العملي فّبه يعمل اإلنسان و ينفذ األحكام . و ربما كان غرض اإلمام عليه السالم التطرق الى النوعين النظري و

العملي فّبهما معا يتم عّبادة الرحمن و يكتسب العّبد الجنان. و لذلك فيطلق اإلمام على عقل معاوية الشيطنة

ألنه يستغل فكره و ذهنه لألعمال النكراء الشيطانية فقلّبه أسود مظلم ال تشرق عليه األنوار العقلية المّباركة

و لذا فإنه يمسك من الطرف المظلم للذهن فال يستضيء بنور العقل ليرشده الى الجنة و الى كسب رضا الله سّبحانه . و هكذا حال كل الظالمين و الفاسقين من

بني الّبشر فإنهم لن يخرجوا من ظلماتهم الى النور الحق بل و غرقوا فيها فختم الله على قلوبهم و على أبصارهم غشاوة . قال تعالى : " و من يرغب عن ابراهيم إال من سفه نفسه " و يتضح من اآلية الشريفة أن الذي يخالف األنّبياء و الشرائع السماوية فإنه سفيه و ليس بعاقل ولو

أن له ادراكا و فهما .

<ه ما في معاوية بأنه و المالحظ في كالم اإلمام أنه يشّب النكراء أي األمر المكروه بشدة و هو الذي يكرهه العقل

و ينكره الشرع و انها الشيطنة التي تّبعده عن الله و

28

Page 29: جواهر البحار

تقربه الى األغراض الدنيوية الدنيئة المنكرة . و هكذا يكون كل من تسولت له نفسه ليتمرد على ربه و يعصي أوامره و يطيع شياطين اإلنس و الجن و انها القوة التي

تدعو اإلنسان الى تحصيل الشر و تقربه الى الفساد و الفجور ، و انها قريّبة الى العقل في ظاهرها ألن في

كليهما سرعة التفطن الى النفع و الضرر اال أن صاحب الشيطنة يستغلها في اجتالب المصالح المادية و ترك المنافع األخروية بعكس من يستغل العقل في جلب المنفعة و دفع الضرر فالعقل شريف بذاته و يدعو

اإلنسان عادة الى مالزمة العمل الصالح و العلم ليكتسب بهذين الجناحين جنة الرضوان و كلما زادت اإلستفادة من

العقل كلما زادت اشراقة النور في باطن العّبد حتى يصّبح نورا محضا كما هو اإلنسان الكامل الذي قال : أول ما

خلق الله نوري .

التصنيف : حقيقة العقل

سئل الحسن بن علي )ع( فقيل له : ما العقل ؟.. قال :ع للغص<ة حتى تنال الفرصة . ص ش116التجر<

المصدر: معاني األخّبار

السند : الحديث مرفوع و فاقد السند في معاني األخّبار و لكن الّبرقي ينقله هكذا : عن العوسي عن أبي حفص

الجوهري عن ابراهيم بن محمد الكوفي رفعه قال ) الخّبر ( . و جاء في بعض الكتب : التجرع للغصة و مداهنة

29

Page 30: جواهر البحار

األعداء . و ورد الحديث في أمالي الصدوق عن اإلمام الرضا عليه السالم عندما سئل ما العقل ؟ قال : التجرع

للغصة و مداهنة األعداء و مداراة األصدقاء .

الشرح : الغصة ما يعترض في الحلق و يتعسر اساغته و هضمه و يطلق مجازا على الشدائد و المحن و الّباليا التي يتعرض لها اإلنسان في حياته و يصعب عليه تحملها و أما تجرع الغصة فإن التجرع كناية عن تحملها و عدم تدارك الوضع قّبل استفحال األمر فاإلنسان العاقل يّبحث عنالفرص التي تدفعه لتحمل الّبالء دون تجرع الغصص .

التصنيف : حقيقة العقل

قال أمير المؤمنين )ع( للحسن )ع( : يا بني ما العقل ؟!.. قال : حفظ قلّبك ما استودعه ، قال : فما الجهل ؟..

قال : سرعة الوثوب على الفرصة قّبل االستمكان منها�عم� العون الصمت في مواطن واالمتناع عن الجواب ، ون

117كثيرة وإن كنت فصيحا . ص

المصدر: معاني األخّبار

السند : الحديث طويل أخذ المجلسي جزءا منه . و أما سنده كما جاء في معاني األخّبار : حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق قال حدثنا محمد بن سعيد بن يحيى الّبزوفري ،

قال حدثنا ابراهيم الهيثم عن ) أمية ( الّبلدي قال حدثنا أبي عن المعافا بن عمران ، عن إسرائيل ‘ عن المقدام

بن شريح بن هانئ عن أبيه شريح قال ... ) الخّبر (

الشرح : يسأل أمير المؤمنين ابنه الحسن عليهما السالم عن حقيقة العقل فيرد عليه ابنه : العقل هو ما يحفظ القلب كلما خزنت فيه من معلومات . و أرى أن

30

Page 31: جواهر البحار

الحفظ هو الفهم فمجرد التخزين ال ينفع شيئا و إال فالكتاب أو الكمّبيوتر كان عاقال . و لذلك فكلمة الحفظ ال

تقتصر على التخزين بل على الفهم و الدرك .

و عندما يسأله اإلمام عن الجهل يرد قائال : سرعة الوثوب على الفرصة قّبل اإلستمكان منها أي عدم محاسّبة

عواقب األمر و اإلمتناع عن الجواب أي عند عدم الظن بضرر في الجواب فإن اإلمتناع حينئذ عن الجواب ال يكون اال بواسطة الجهل بحقيقة األمر أو الجهل بمصلحة الوقت

ألنه في هذا الوقت المصلحة تكمن في الجواب و ليس في السكوت . ثم يستدرك اإلمام قائال : و نعم العون

الصمت في مواطن كثيرة ولو كنت فصيحا فالعاقل الذي يتمكن من محاسّبة المصالح و المفاسد يعلم أنه في مواطن كثيرة األفضل عليه أن يسكت حتى ال يعرض

نفسه للخطر .

التصنيف : حقيقة العقل

***

19/11/2007

قال رسول الله )ص( : وأما أعداؤك من الجن : فإبليس وجنوده ، فإذا أتاك فقال : مات ابنك ، فقل :إنما خ�لق األحياء ليموتوا ، وتدخل بضعة مني الجنة إنه ليسري..

فإذا أتاك وقال :قد ذهب مالك ، فقل : الحمد لله الذي أعطى وأخذ ، وأذهب عني الزكاة فال زكاة علي< .. وإذا

أتاك وقال لك : الناس يظلمونك وأنت ال تظلم ، فقل :إنما السّبيل يوم القيامة على الذين يظلمون الناس

وما على المحسنين من سّبيل ..

31

Page 32: جواهر البحار

وإذا أتاك وقال لك : ما أكثر إحسانك !.. يريد أن يدخلك العجب ، فقل : إساءتي أكثر من إحساني .. وإذا أتاك

فقال لك : ما أكثر صالتك !.. فقل : غفلتي أكثر من صالتي .. وإذا قال لك : كم تعطي الناس ، فقل :ما آخذ أكثر مما أعطي .. وإذا قال لك : ما أكثر م�ن يظلمك !..

فقل : م�ن ظلمته أكثر .. وإذا أتاك فقال لك : كم تعمل ، فقل : طالما عصيت . إن< الله تّبارك وتعالى لما خلق

السفلى فخرت وزخرت ، وقالت : أي< شيء� يغلّبني ؟..

فخلق األرض فسط<حها على ظهرها فذل<ت ، ثم إن< األرضفخرت وقالت : أي< شيء� يغلّبني ؟..

� من أن تميد فخلق الله الجّبال فأثّبتها على ظهرها أوتادات ، ثم إن< الجّبال فخرت بها عليها ، فذل<ت األرض واستقر< على األرض ، فشمخت ) أي علت ( واستطالت ، وقالت :

أي< شيء� يغلّبني؟..

فخلق الحديد فقطعها فذل<ت ، ثم إن< الحديد فخر علىالجّبال ، وقال : أي< شيء� يغلّبني ؟..

فخلق النار فأذابت الحديد فذل< الحديد ، ثم إن< النارزفرت وشهقت وفخرت وقالت : أي< شيء� يغلّبني ؟..

فخلق الماء فأطفأها فذل<ت ، ثم الماء فخر وزخر وقال :كت أمواجه وأثارت أي< شيء� يغلّبني ؟.. فخلق الريح فحر<

ما في قعره ، وحّبسته عن مجاريه فذل< الماء ، ثم إن<الريح فخرت وعصفت وقالت : أي< شيء� يغلّبني ؟..

فخلق اإلنسان فّبنى واحتال ما يستتر به من الريح وغيرها فذل<ت الريح ، ثم إن< اإلنسان طغى ، وقال : من أشد< مني

قوة� ؟..

32

Page 33: جواهر البحار

فخلق الموت فقهره فذل< اإلنسان ، ثم إن< الموت فخر في نفسه ، فقال الله عز< وجل< : ال تفخر فإني ذابحك بين�حييك أبدا فخاف ، الفريقين ، أهل الجنة وأهل النار ثم ال أ ثم قال : والحلم يغلب الغضب ، والرحمة تغلب السخط

123والصدقة تغلب الخطيئة .ص

المصدر: التحف

السند : ال يوجد لهذا الحديث سند و قد ذكره صاحب تحف العقول ضمن حديث طويل جدا و مسائل كثيرة

يسأله عنها راهب يعرف بشمعون بن الوي ابن يهودا .. و العجيب أن حديثا مفصال كهذا ليس له سند و ذكره

بعضهم في كتّبهم بإختصارات مختلفة . و مهما كان فإني ال استطيع الجزم بصحته خاصة و أن فيه بعض الجمل التي توحي بأنه من اإلسرائيليات . ثم ماذا يعني فخر

الجّبل أو األرض أو الريح أو الموت ؟! و ماذا يعني قول الله للموت اني ذابحك ؟!!انه حديث مملوء بالغرابة .

أحّبذ السكوت عنه و المرور عليه دون شرح .

قال النّبي )ص( : صفة العاقل : أن يحلم عم�ن جهل عليه ، ويتجاوز عم�ن ظلمه ، ويتواضع لم�ن هو دونه ،

<ر ويسابق م�ن فوقه في طلب الّبر< ، وإذا أراد أن يتكل<م تدب� سكت فسلم ، فإن كان خيرا تكل<م فغنم ، وإن كان شرا

وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله ، وأمسك يده ولسانه ، وإذا رأى فضيلة انتهز بها ، ال يفارقه الحياء ، وال�عرف بها العاقل. يّبدو منه الحرص ، فتلك عشر خصال ي

وصفة الجاهل : أن يظلم م�ن خالطه ، ويتعد<ى على م�ن هو دونه ، ويتطاول على م�ن هو فوقه ، كالمه بغير تدبر� ، إن تكلم أثم وإن سكت سها ، وإن عرضت له فتنة� سارع

33

Page 34: جواهر البحار

إليها فأردته ، وإن رأى فضيلة� أعرض وأبطأ عنها ، ال يخاف ذنوبه القديمة ، وال يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب ، يتوانى عن الّبر ويّبطىء عنه ، غير مكترث لما

<عه ، فتلك عشر خصال من صفة فاته من ذلك أو ضي129الجاهل الذي ح�رم العقل .ص

المصدر: التحف

السند : و هذا الحديث أيضا بدون سند و قد ذكره صاحب تحف العقول . و العجيب أن أكثر أحاديث تحف العقول

مرفوعة و بدون سند . و الحديث غير وارد في المصادر و المنابع األخرى أي أن ابن شعّبة الحراني ينفرد به دون

غيره.

الشرح : اذا كان الحديث صحيحا فإنه ينقل عن رسولالله صلى الله عليه و آله أنه وصف العاقل بعشر صفات :

- الحلم عن الجاهل السفيه عندما يقابله بأمر غير1مرغوب .

- التجاوز و العفو عن الذي تعدى عليه و ظلمه . و لست2 أدري هل السكوت عن الظلم و الظالم أمر يقره

العقل ؟! نعم .. من العقل أن يسكت عن الظالم ان كان ضعيفا ليس له حول و ال قوة و لكن العفو عنه ليس

مطلوبا أبدا .

- يتواضع لكل من هو أقل درجة منه . و هنا أيضا سؤال3 يعرض نفسه : هل التواضع فقط لمن هو دونك من

الدرجة و المقام أم التواضع مطلوب دائما و في كلاألحوال ؟

- يتسارع الى طلب الخير و يسّبق من فوقه في الدرجة4 الى الخير . و لكن طلب الخير ال يحتاج الى مسابقة مع

34

Page 35: جواهر البحار

األعلى بل هو مطلوب في كل حين " و سارعوا الى مغفرة من ربكم و جنة ... " فالتسابق الى الخير ال يحتاج

الى درجة أعلى أو أدنى . هكذا علمنا أولياؤنا عليهمالسالم .

- اذا أراد الكالم يفكر قّبل التحدث فإن كان في كالمه5 خيرا فيستمر في حديثه و إن كان في كالمه شرا فالعقل

يأمره بالسكوت حتى يسلم من الشر الحالي والمستقّبلي .

- عند الفتن يتوكل على الله و يطلب منه النجاة و يلوذ6 اليه و ال يلقي بنفسه الى التهلكة و لذلك فإنه يمسك يده

و لسانه عن التعرض الى الطرف اآلخر عند وقوع الفتنة .

- ينتهز الفرص عندما يرى خيرا فيتسارع اليه .7

- ال يفارقه الحياء أبدا في سفره و حضره ، في بيته و8مجتمعه ، في خلوته و جلوته .

- بعيد كل الّبعد عن الحرص و الطمع .9

و ما رأيت الخصلة العاشرة في الحديث . و العجيب أنالمجلسي أيضا ينقله دون التوجه لهذا األمر !

و أما الجاهل فله عشر خصال و صفات :

- يتعدى على من يعاشره و يصادقه .1

- يتكّبر على من هو دونه في المقام .2

- يتطاول و يتجّبر على من هو أكثر منه علما و فضال .3

- ال يفكر حين يتكلم فإن تكلم كان كذبا و إثما و إن4سكت ليس لمصلحة بل ألنه سها و لم يعرف الجواب .

35

Page 36: جواهر البحار

- يتسارع الى الفتنة إن عرضت عليه حتى تودي به و5تهلكه .

- يعرض و يتجنب الفضائل و أعمال الّبر .6

- ال يخاف الله فيما أذنب من قّبل و ال يرتدع عن7المعاصي فيما بقي من عمره .

�عرض عليه أعمال الخير يتكاسل و يتّباطأ و8 - عندما تيهمل .

- ال يّبالي بما فاته من الخير أو ضيع الفرص الثمينة9طوال حياته .

و الخصلة العاشرة أيضا مفقودة بل و أظن أن الثامنة والتاسعة خصلة واحدة !

التصنيف : صفات العاقل و الجاهل

قال أمير المؤمنين )ع( : العقول أئمة األفكار ، واألفكار أئمة القلوب ، والقلوب أئمة الحواس ، والحواس أئمة

96األعضاء . ص

المصدر و السند : ينقله المجلسي دون ذكر المصدر و لكن السيد الّبروجردي ينقله في كتاب " جامع أحاديث الشيعة " عن " كنز الفوائد للكراجكي " ضمن حديث

طويل عن العقل و لكنه أيضا بدون سند .

الشرح : اإلمام بمعنى القائد و المرشد الذي يقود اإلنسان و يرشده إما الى الخير و إما الى الشر و العقول

أئمة األفكار أي أن العقل يقود اإلنسان الى التفكر و

36

Page 37: جواهر البحار

التفكر نابع من القلب و القلب هو األساس الذي يعتمدعليه كل الحواس و األعضاء .

و ملخص القول أن العقل هو الذي يقود الجسم الى العمل أي أن القوة العاقلة تحرك القوة العاملة و تهذبها و تؤدبها . و العقل هو حجة الله على العّباد . قال تعالى : "

قد جاءكم من الله نور و كتاب مّبين " فالكتاب المّبين هو القرآن و الشرع و النور هو العقل الذي يحتج به الله على

عّباده فهو إذن إمام يهتدي به العّباد نحو صراط اللهالمستقيم .

التصنيف : حجية العقل .

***22/11/2007

�حد<ث م�ن يخاف تكذيّبه ، وال قال علي )ع( : العاقل ال ي يسأل م�ن يخاف منعه ، وال يقدم على ما يخاف العذر

130منه ، وال يرجو م�ن ال يوثق برجائه .ص

المصدر: المحاسن و قد ذكره مرفوعا بدون سند فقال : عن بعض أصحابنا .و لكن الكليني رحمه الله نقله في الكافي عن اإلمام موسى بن جعفر عليه السالم في حديث طويل مرفوع الى هشام بن الحكم ينقله عن

اإلمام بإختالف بسيط في الكلمات .

الشرح : العاقل ال يستهين بكرامته و عزته ألن الله أعزه ) العزة لله و لرسوله و للمؤمنين ( و لذلك فإنه ال يتحدث

مع الجاهل الذي يخاف أنه يكذبه بل يحفظ شرفه و كرامته ذلك ألن المكذب للعاقل فإنه جاهل� في حد نفسه و ينجنب العاقل محادثة الجاهل و مجالسته ألنه بمحادثته

37

Page 38: جواهر البحار

و تكذيب الجاهل له ربما انجر الى الخصومة و النزاع والعاقل يّبتعد عن الجدال و النزاع الذي ال يثمر و ال ينفع .

و ال يسأل العاقل من يخاف منعه أي ال يطلب شيئا من الذي يخشى أن يمتنع عن استجابة طلّبه. طّبعا اإلنسان ال

يستطيع أن يلّبي طلّبات الحياة المستمرة لوحده مهما كان . يقول الشاعر : " الناس للناس من بدو و من حضر

*** كل لكل و إن لم يشعروا خدم " فالحاجة من اإلنسان الى غيره أمر طّبيعي و لكن العاقل يحاول أن ال يطلب طلّبه من اللئيم الذي يخاف أن يصده و يمتنع عن أداء طلّبه ذلك ألن له كرامة و ال يمكن أن يريق ماء وجهه لدى الجهال . قال أمير المؤمنين عليه السالم : " ماء وجهك جامد فانظر عند من تقطره " و يا له من كالم

عظيم .

و يقول اإلمام ضمن حديثه : " و ال يقدم على ما يخاف العذر منه " أي أن العاقل يتحاشى أن يقدم على عمل

يستوجب اإلعتذار فيفكر قّبل قيامه بأي عمل طفولي أومستهتر حتى ال يضطر الى طلب العذر من غيره .

" و ال يرجو من ال يوثق برجائه " و في نسخة الكافي " ال يرجو ما يعنف برجائه " و هذا تأكيد على الجملة السابقة

أنه ال يطلب من أحد شيئا اال بعد اإلطمئنان من أنه سيستجيب له و ال يرد طلّبه ألن من الحمق أن تطلب

شيئا من انسان يمن< عليك حتى يقّبل طلّبك فهذا المن يساوي الذل و اإلنكسار و اراقة ماء الوجه ألمر بسيط من

أمور الدنيا يمكن التغاضي عنها . و ربما كان الغرض من هذه الجملة أنه ال يطلب العاقل لنفسه أمرا فوق مستواه فال يطلب السلطة - مثال - و هو دونها و ال يطلب المقام و

الجاه في حين يعلم أنه ال يستحقه . و ربما كان هذا

38

Page 39: جواهر البحار

المعنى أظهر و أقرب للواقع حتى ال يكون المعنى متكررا.

التصنيف : أوصاف العاقل

�ستدل< بكتاب الرجل على عقله قال الصادق )ع( : ي130وموضع بصيرته ، وبرسوله على فهمه وفطنته . ص

المصدر: المحاسن .. و هذا الحديث أيضا مرفوع بدون سند ، يرفعه الّبرقي صاحب المحاسن الى " بعض

اصحابنا " عن اإلمام الصادق عليه السالم . و ينقل عنه المجلسي في الّبحار و ما رأيت غير الّبرقي رحمه الله

من المتقدمين من ينقل الحديث .

الشرح : الغرض من الكتاب ليس كتابا بالمعنى المصطلح حيث يكتب فيه الكاتب ما يريد عرضه على المجتمع بل

الكتاب بمعنى الرسالة التي يرسلها الرجل الى غيره فّبالتأكيد يدل كتاب العاقل على مقدار عقله و ذكائه و

مدى ادراكه و تفهمه و لذلك فإنه يختار كلماته بكل دقة و احتياط حتى ال يكون مستمسكا ضده يوما ما بعكس

الجاهل الذي ال يفكر في عاقّبة األمور فيكتب ما يراه اليوم دون النظر الى العاقّبة و الى المستقّبل الّبعيد . و هكذا فاإلنسان العاقل اذا أرسل رسوال من طرفه الى طرف آخر أو الى جماعة من الناس فإنه يختار الرجل بكل دقة و يهتم بإختيار من يمثله و كل ذلك دليل على

شدة ادراك العاقل و محاسّبته لعواقب األمور .

التصنيف : أوصاف العاقل

39

Page 40: جواهر البحار

قال النّبي )ص( : رأس العقل بعد اإليمان ) بالله ( ،131التودد ) التحّبب ( إلى الناس . . ص

المصدر: روضة الواعظين للفتال النيسابوري . عوالي اللئالي إلبن أبي جمهور . الحديث ال سند له و مذكور في

الكتابين بإختالف بسيط في الكلمات فصاحب الروضة ينقله هكذا : " رأس العقل بعد اإليمان بالله ، التحّبب الى الناس " و لكن صاحب العوالي ينقله : " رأس العقل بعد

اإليمان ، التودد الى الناس " و المعنى واحد و لكن الغريب أنهما لم يذكرا السند ! و ينقله صاحب التحف

بهذه الصورة : " راس العقل بعد اإليمان بالله ، مداراة الناس في غير ترك حق " و هذا اإلستثناء جميل يوضح

المعنى و يقربه الى العقل .

الشرح : أجل .. العقل يأمر اإلنسان أن يداري الناس و يجاملهم لكي يتحّبب اليهم و يكفيه شرهم و يستفيد من

معاشرتهم و التودد اليهم في اإلستمرار بالمعاشرة معهم بدون ضيق . و انه من سعادة المرء ان يقل اعداؤه و يكثر اصحابه و أصدقاؤه و لكن بشرط أن ال يكون في

هذه المداراة تضييعا لخقوق اآلخرين أو نركا لواجب يمليهعليه ضميره .

التصنيف : أوصاف العاقل

قال أمير المؤمنين )ع(: ليس للعاقل أن يكون شاخصا إال في ثالث: مرمة لمعاش ، أو خطوة ) أي مكانة ( في معاد

م .ص 131، أو لذة في غير محر<

40

Page 41: جواهر البحار

المصدر: روضة الواعظين و قد نقله الّبرقي في محاسنه بعّبارة : قال أمير المؤمنين للحسن ابنه ) عليهما السالم (

و نقله الحر العاملي رحمه الله في وسائل الشيعة عن بعض اصحابنا عن اإلصّبغ بن نّباتة و ينقله صاحب الّبحار عن روضة الواعظين كما ورد بدون أي سند و لكنه أيضا

نقال عن المحاسن عن بعض73ينقل الحديث في المجلد أصحابنا بلغ به سعد بن طريف عن ابن نّباتة .

الشرح : الغرض من كلمة " شاخص " اإلهتمام يعنيالعاقل ال يهتم في حياته الدنيوية اال في ثالث أمور :

- في كسب الرزق الحالل و تأمين المعاش له و ألهله و1عائلته .

- في أن يخطو خطوات لمعاده و حياته الّباقية أي في2 العمل الصالح الذي يقربه الى الله و يجعل حياته األخروية

سعيدة هنيئة . و جاء في بعض المصادر ) حظوة( و الحظوة بمعنى الحظ و ربما جيء بالكلمة و قصد منها

النتيجة أي أن عمل ما يجعل حظه عظيما يوم القيامة .

- و بما أن اإلنسان يحب اإلستمتاع في حياته و يطلب3 اللذة و هذا أمر فطري طّبيعي فالعاقل يطلب اللذة و

المتعة لنفسه و لكن من الحالل .

التصنيف : أوصاف العاقل

27/11/2007

روي أن< رسول الله مر< بمجنون ، فقال : ما له ؟.. فقيل : إنه مجنون ، فقال : بل هو مصاب� ، إنما المجنون م�ن آثر

131الدنيا على اآلخرة . ص

41

Page 42: جواهر البحار

المصدر: روضة الواعظين . و الحديث ليس له سند و ما رأيت من األقدمين من ينقله سوى الطّبرسي في مشكاة

األنوار و النيسابوري في روضة الواعظين و نقلالمجلسي عن روضة الواعظين .

الشرح :تعريف جديد للمجنون ، يعرفنا به رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حيث يخالف ما اعتاد الناس عليه اذ يسمون انسانا مختل< العقل بالمجنون . و أما في

�طلق اال على الذي يفضل لغة الرسالة فالمجنون ال ي الحياة الفانية على الحياة الّباقية األبدية . و انه لحق جنون�

<ن فالعاقل يساوي بين الحياتين فيختار أيهما أبقى و بيأفضل .

التصنيف :

قال النّبي )ص( : ينّبغي للعاقل إذا كان عاقال ، أن يكون له أربع ساعات من النهار : ساعة يناجي فيها ربه ،

وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يأتي أهل العلم الذين�خلي بين نفسه ينصرونه في أمر دينه وينصحونه ، وساعة ي

131ولذتها من أمر الدنيا فيما يحل< ويحمد . ص

المصدر و السند : روضة الواعظين . الحديث ينقله صاحب روضة الواعظين عن أمير المؤمنين عليه السالم عن رسول الله صلى الله عليه و آله دون ذكر سند . و

لكن الحديث بإختالف في األلفاظ ورد في كتب أخرى مع السند ففي وسائل الشيعة نقال عن خصال الصدوق عن

علي بن عّبد الله األسواري عن أحمد بن محمد بن قيس عن عمرو بن حفص عن عّبد الله بن محمد بن اسد عن الحسين بن ابراهيم عن محمد بن سعيد عن ابن جريح

عن عطاء عن أبي ذر حيث يسأل أسئلة عن رسول الله

42

Page 43: جواهر البحار

و من ضمنها الحديث و بعّبارة أخرى حيث يقول : "... على العاقل ما لم يكن مغلوبا أن تكون له ساعات :

ساعة يناجي فيها ربه ، و ساعة يحاسب فيها نفسه ، و ساعة يتفكر فيها صنع الله اليه و ساعة يخلو فيها بحظ

نفسه من الحالل فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب و تفريغ لها .."

الشرح : يشترط في العاقل اذا كان حقا عاقال أن بقسميومه الى أربعة أقسام :

- ساعة فيها يناجي ربه . معلوم أن الساعة ليست عّبارة1 دقيقة كما نتصور اليوم بل الساعة الغرض منها60عن

جزء من الوقت و الزمان فعندما يقول الرسول ساعة يناجي غفيها ربه أي أن يكون للمرء جزءا من يومه للصالة

و العّبادة و مناجاة الرب . و تصوري أن العاقل ال تقتصر عّبادته على أداء الفرائض الخمسة بل يتعداها الى النوافل

و تالوة القرآن و الدعاء .

- و ساعة يحاسب نفسه . و قد ورد في بعض األحاديث2 أن ال ينام اإلنسان اال بعد أن يحاسب نفسه عما عمل في

يومه من عمل .. فمحاسّبة المرء لنفسه تجعله يقوم بتصحيح أوضاعه و أخطائه و تغيير حاله الى األفضل و

التوبة عما بدر منه من خطايا و عصيان .

- الساعة الثالثة أو التقسيم الثالث ألوقات يومه3 اإلستفادة من علم العلماء و مراجعتهم إما بالحضور أو

بقراءة الكتب أو حتى بوسائل اإلتصال األخرى لإلستفادة من معلوماتهم حفظا لدينه و اتّباعا ألوامر ربه و تجنّبا عن

األخطاء التي تؤثر سلّبا على عاقّبة أمره .

- التقسيم الرابع لساعات يومه يكون في التلذذ الحالل4 بمتع الحياة . فليس من المنطقي أن يّبتعد اإلنسان عن

43

Page 44: جواهر البحار

كل المتع التي أحلها الله له و يتمسك باألمور الجادة دون أن يتخللها اإلستجمام فالقلب يمل< و يسأم و يحتاج الى

الراحة و الى التلذذ من الطعام و الشراب و النكاح و غير ذلك من األمور المّباحة الترفيهية . قال رسول الله صلى الله عليه و آله : "ال رهّبانية في اإلسالم.. إني رجل أأكل

اللحم وأشرب الماء العذب وأعمل وأدخل األسواق وأتزوج، خذوا زينتكم عند كل مسجد ". اذن ال يريد منا اإلسالم أن نعطل رغّباتنا الطّبيعية و شهواتنا الجنسية

بالكامل بل علينا أن نهذبها و نصرفها في محلهاالصحيح .

التصنيف : شروط العاقل

� . ص طا � أو مفر� �رى الجاهل إال مفرطا قال علي )ع( : ال ي159

المصدر: نهج الّبالغة

الشرح : حديث مشهور ذو معنى كّبير . المفر�ط بدون تشديد هو المسرف في العمل و بالتشديد هو المقصر

فيه كما يقول أهل اللغة . بناء عليه فإن اإلفراط و التفريط مذمومين و العاقل من يتخذ من العدالة مخرجا له بين هذين األمرين المذمومين . .فالعاقل مثال ليس

بجّبان و ليس بمتهور بل أمر بين األمرين و هو الشجاعة من دون افراط . و العاقل كريم دون تّبذير و قانع� دون

بخل . و اجمال القول أن الزيادة و النقصان في الصفات أمران مذمومان و األمر الممدوح اتخاذ العدالة و

الوسطية " و جعلناكم أمة وسطا " .

التصنيف : شروط العاقل

44

Page 45: جواهر البحار

�عجب برأيه ضل< ، وم�ن استغنى قال علي )ع( : م�ن أ<ر على الناس ذل< . ص 160بعقله زل< ، وم�ن تكّب

المصدر: نهج الّبالغة

الشرح : جاء في حديث آخر " اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله " ذلك ألن العاقل يرى في نفسه كل

عيب و نقص و يحاول اصالحها نحو األفضل شيئا فشيئا و أما الجاهل فإنه معج�ب بنفسه فإذا حصل على شهادة علمية بسيطة يخيل اليه أنه أعلم الناس طرا!! و اذا

حصل على مال فيتصور أن على الجميع أن يحترمه و يقدره ! و يا للجهل من مرض ال دواء له . و أما العاقل فال

يتكل على عقله فقط بل يحاول اإلستزادة و اإلستفادة من تجارب اآلخرين و يستشير من هو فوقه في العلم و

التجارب حتى ال يضل طريقه . ذلك ألن العقل لوحده غير كاف� إلتخاذ القرارات الصعّبة فال بد من مشاركة عقول

اآلخرين باإلضافة الى اإلتكال على الشرع الذي ال محيص عنه . و أما المتكّبر فيكون ذليال ألن الله يرفع المتواضع و

يذل المتكّبر المعجب بنفسه .

التصنيف : شروط العاقل .

***

2/12/2007

قال النّبي )ص( : أعقل الناس محسن� خائف� ، وأجهلهم131مسيئ� آمن� . ص

45

Page 46: جواهر البحار

المصدر: عوالي اللئالئ . نقله ابن أبي جمهور في ( من كلمات قصار كثيرة171العوالي في الرقم )

للرسول األكرم صلى الله عليه و آله و سلم و بالطّبعدون ذكر سند . و نقله اآلخرون منه .

الشرح : أعقل الناس اي اكثرهم فهما و دركا لألوضاع . و العاقل بالطّبع انسان محسن يحب الخير للغير و يحسن

الى الناس و في نفس الوقت فإنه خائف أي انه محتاط ، يحتاط في جميع شئون حياته و بالتأكيد في مسائل أخراه

و نتيجة أعماله و خوفه هو الحافز له إلحسانه و لإلتيان بأعمال الخير . و في الطرف المقابل فإن الجاهل األحمق

باإلضافة الى أنه يسيء الى غيره و ال يعمل بما يمليه عليه عقله الّباطن فإنه آمن� من اإلنتقام و غّباؤه هو الذي

يدفعه الى الشر و الى عدم التفكر في عاقّبة األمور .

التصنيف : صفات العاقل

***

3/12/2007

قال أمير المؤمنين )ع(: ليس للعاقل أن يكون شاخصا إال في ثالث: مرمة لمعاش ، أو حظوة ) أي مكانة ( في معاد

م .ص 131، أو لذ في غير محر<

المصدر: روضة الواعظين و قد نقله الّبرقي في محاسنه بعّبارة : قال أمير المؤمنين للحسن ابنه ) عليهما السالم (

و نقله الحر العاملي رحمه الله في وسائل الشيعة عن بعض اصحابنا عن اإلصّبغ بن نّباتة و ينقله صاحب الّبحار عن روضة الواعظين كما ورد بدون أي سند و لكنه أيضا

46

Page 47: جواهر البحار

نقال عن المحاسن عن بعض73ينقل الحديث في المجلد أصحابنا بلغ به سعد بن طريف عن ابن نّباتة .

الشرح : الغرض من كلمة " شاخص " اإلهتمام يعنيالعاقل ال يهتم في حياته الدنيوية اال في ثالث أمور :

- في كسب الرزق الحالل و تأمين المعاش له و ألهله و1عائلته .

- في أن يخطو خطوات لمعاده و حياته الّباقية أي في2 العمل الصالح الذي يقربه الى الله و يجعل حياته األخروية

سعيدة هنيئة . و جاء في بعض المصادر ) حظوة( و الحظوة بمعنى الحظ و ربما جيء بالكلمة و قصد منها

النتيجة أي أن عمل ما يجعل حظه عظيما يوم القيامة .

- و بما أن اإلنسان يحب اإلستمتاع في حياته و يطلب3 اللذة و هذا أمر فطري طّبيعي فالعاقل يطلب اللذة و

المتعة لنفسه و لكن من الحالل .

التصنيف : أوصاف العاقل

� للعاقل كيف ينظر إلى شهوة� ، يعقّبه قال علي )ع( : عجّبا161النظر إليها حسرة. ص

المصدر: نهج الّبالغة . ما رأيت الحديث في نهج الّبالغة ، يّبدو أن جامع جواهر الّبحار التّبس عليه األمر ففي

الصفحة التي ينقل المجلسي كلمات قصار من أمير المؤمنين عليه السالم و أكثرها من النهج ، ظن أن هذا

الحديث أيضا ضمن أحاديث نهج الّبالغة . و لكن المجلسي نقله دون ذكر سند من كتاب كنز الفوائد للكراجكي و

47

Page 48: جواهر البحار

ذلك ضمن كالم أمير المؤمنين عليه السالم في العقل . واآلخرون ينقلون منه .

الشرح : الشهوة من الغرائز الّبشرية الطّبيعية اال أن العاقل عندما يريد استغالل هذه الغريزة يستغلها في

الحالل الذي أعده الله له دون أن يحاول تفريغ شهوته فيمة ، ذلك ألنه يدرك تمام اإلدراك أنه لو أراد األمور المحر< اإلستفادة من غريزته بالطرق غير المشروعة فال شك أن كل خطوة في هذا المجال تعقّبها حسرة بل حسرات و ال تنحصر الحسرة في اآلخرة بل حتى في الدنيا و هذا أمر

<ن� ال يحتاج الى توضيح .. لذلك فإن العاقل بعكس بي الجاهل يتصرف في مثل هذه األمور بكل احتياط و دقة

حتى ال يؤول أمره الى الخسران المّبين .

التصنيف : أوصاف العاقل

قال علي )ع( : همة العقل ترك الذنوب ، وإصالح161العيوب . ص

<مة المصدر: و هذا الحديث أو باألحرى هذه الكلمة القي أيضا من أمير المؤمنين عليه السالم و تأتي بعد الكلمة

السابقة و لم ينقله اال الكراجكي و قد نقل عنه المجلسي و غيره و لم يكن واردا في النهج كما ظن جامع الجواهر

حفظه الله . و الحديث ضمن كلمات قصار في العقل منهعليه السالم و دون سند .

الشرح : ربما كان األصل همة العاقل و ليس همة العقل و لكن تصح النسّبة الى العقل أيضا مجازا فالعاقل هو

48

Page 49: جواهر البحار

الذي يهم و يقصد و العقل وسيلة تابعة له . و مهما كان فالهمة و الغرض األساس للعاقل باستغالل عقله هو

اإلبتعاد عن المعاصي و تجنب المحرمات ذلك ألن العاقل يزن األمور بميزان الحكمة فيرى أنه لم يخلق عّبثا و أن

خالقه سيحاسّبه يوما ما على ما بدر منه إن خيرا فخير و إن شرا فشر و بذلك يتجنب غضب الخالق و يّبتعد عن

التمرد و العصيان و يحاول بشتى السّبل إصالح عيوبه . و هذا مقتضى العقل و الفهم و لكن الجاهل ال ينظر الى

عواقب األمور و ال يقيسها بالمقياس الصحيح بل يتجنب حتى التفكر في عقّبة األمر و لذلك فإنه يتخّبط يمينا و

شماال دون أن يلجأ الى ركن وثيق .

التصنيف : أوصاف العاقل

**

7/12/2007

وصية الكاظم )ع( لهشام بن الحكم وصفته للعقل : يا هشام !.. إن< لقمان قال البنه : تواضع للحق تكن أعقل

الناس ، يا بني !.. إن< الدنيا بحر� عميق� قد غرق فيه عالم� كثير� ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وجسرها اإليمان ،

<انها <مها العقل ، ودليلها العلم ، وسك وشراعها التوكل ، وقيالصّبر ....

يا هشام !.. لو كان في يدك جوزة� وقال الناس : لؤلؤة� ،<ها جوزة� ، ولو كان في يدك ما كان ينفعك وأنت تعلم أن

<ها ك وأنت تعلم أن <ها جوزة� ، ما ضر< لؤلؤة� وقال الناس : أنلؤلؤة� !....

<ما أعان هواه < على ثالث ، فكأن يا هشام !.. م�ن سل<ط ثالثا على هدم عقله : م�ن أظلم نور فكره بطول أمله ، ومحا

49

Page 50: جواهر البحار

طرائف حكمته بفضول كالمه ، وأطفأ نور عّبرته بشهوات<ما أعان هواه على هدم عقله ، ومن هدم نفسه ، فكأن

عقله أفسد عليه دينه ودنياه .

يا هشام !.. كيف يزكو عند الله عملك ؟.. وأنت قد<ك ، وأطعت هواك على غلّبة شغلت عقلك عن أمر رب

عقلك .

يا هشام !.. الصّبر على الوحدة عالمة قو<ة العقل ، فم�ن عقل عن الله تّبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغّبين<ه ، وكان أنسه في الوحشة ، فيها ، ورغب فيما عند رب

ه في غير وصاحّبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعز<عشيرة ....

يا هشام !.. إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك ، وإن كان ال يغنيك ما يكفيك فليس شيء� من

الدنيا يغنيك.

يا هشام !.. إن< العقالء تركوا فضول الدنيا ، فكيف الذنوب؟.. وترك الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض....

يا هشام !.. التمنحوا الجه<ال الحكمة فتظلموها ، والتمنعوها أهلها فتظلموهم.

يا هشام !.. كما تركوا لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا....

يا هشام !.. رحم الله م�ن استحيا من الله حق الحياء : فحفظ الرأس وما حوى ، والّبطن وما وعى ، وذكر الموت

<ة محفوفة بالمكاره ، والنار والّبلى ، وعلم أن< الجنمحفوفة بالشهوات....

يا هشام !.. اصلح أيامك الذي هو أمامك ، فانظر أي يوم هو ؟.. وأعد له الجواب فإنك موقوف� ومسؤول� ، وخذ

50

Page 51: جواهر البحار

موعظتك من الدهر وأهله ، فإن< الدهر طويلة� قصيرة� ، فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لتكون أطمع في ذلك ،

واعقل عن الله ، وانظر في تصرف الدهر وأحواله ، فإن<ما هو آت� من الدنيا كما ول<ى منها فاعتّبر بها .

وقال علي بن الحسين )ع( : إن< جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق األرض ومغاربها بحرها وبرها وسهلها

وجّبلها ، عند ولي من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله كفيء الظالل ، ثم قال : أو ال حر� يدع هذه اللماظة ) أي

الّبقية القليلة ( ألهلها ؟.. يعني الدنيا ، فليس ألنفسكم ثمن� إال الجنة فال تّبيعوها بغيرها ، فإنه من رضي من الله

بالدنيا فقد رضي بالخسيس.

يا هشام !.. إن< كل الناس يّبصر النجوم ، ولكن ال يهتدي بها إال م�ن يعرف مجاريها ومنازلها ، وكذلك أنتم تدرسون

الحكمة ، ولكن ال يهتدي بها منكم إال من عمل بها.

يا هشام !.. إن< المسيح )ع( قال للحواريين : يا عّبيد السوء !.. يهو<لكم طول النخلة وتذكرون شوكها ومؤنة

مراقيها ، وتنسون طيب ثمرها ومرافقتها ، كذلك تذكرون مؤونة عمل اآلخرة فيطول عليكم أمده ، وتنسون ما

تفضون إليه من نعيمها ونورها وثمرها .

<ّبوه ، وادق<وا طحنه يا عّبيد السوء !.. نق<وا القمح وطي<ئكم أكله ، كذلك فأخلصوا اإليمان تجدوا طعمه ، ويهن

<ه . وأكملوه تجدوا حالوته ، وينفعكم غّب

بحق أقول لكم : لو وجدتم سراجا يتوق<د بالقطران في ليلة مظلمة الستضأتم به ولم يمنعكم منه ريح نتنه ،

كذلك ينّبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه ،وال يمنعكم منه سوء رغّبته فيها .

51

Page 52: جواهر البحار

يا عّبيد الدنيا !.. بحق أقول لكم : ال تدركون شرف اآلخرة إال بترك ما تحّبون ، فال تنظروا بالتوبة غدا ، فإن< دون غد

� وليلة� ، وقضاء الله فيهما يغدو ويروح . يوما

بحق أقول لكم : إن< م�ن ليس عليه د�ين من الناس أروح� ممن عليه الدين وإن أحسن القضاء ، وكذلك وأقل< هما

� ممن عمل الخطيئة م�ن لم يعمل الخطيئة أروح وأقل< هما وإن أخلص التوبة وأناب ، وإن< صغار الذنوب ومحقراتها

من مكائد إبليس يحق<رها لكم ويصغ<رها في أعينكم ،فتجتمع وتكثر فتحيط بكم .

بحق أقول لكم : إن< الناس في الحكمة رجالن : فرجل�<عها أتقنها بقوله وصد<قها بفعله ، ورجل� أتقنها بقوله وضي

بسوء فعله ، فشتان بينهما ، فطوبى للعلماء بالفعل ،وويل� للعلماء بالقول .

� ألجسادكم يا عّبيد السوء !.. اتخذوا مساجد ربكم سجونا� للتقوى ، وال تجعلوا وجّباهكم ، واجعلوا قلوبكم بيوتا

قلوبكم مأوى للشهوات ، إن� أجزعكم عند الّبالء ألشدكم� للدنيا ، وإن< أصّبركم على الّبالء ألزهدكم في الدنيا . حّبا

� بالحداء الخاطفة ، وال يا عّبيد السوء !.. ال تكونوا شّبيها�سد بالثعالب الخادعة ، وال بالذئاب الغادرة ، وال باأل

العاتية ، كما تفعل بالفراس كذلك تفعلون بالناس فريقاتخطفون ، وفريقا تخدعون ، وفريقا تقدرون بهم .

بحق أقول لكم : ال يغني عن الجسد أن يكون ظاهره� كذلك ال تغني أجسادكم التي قد صحيحا وباطنه فاسدا

أعجّبتكم وقد فسدت قلوبكم ، وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة ، وال تكونوا كالمنخل يخرج منه

<ب ويمسك النخالة ، كذلك أنتم تخرجون الدقيق الطيالحكمة من أفواهكم ويّبقى الغل< في صدروكم .

52

Page 53: جواهر البحار

يا عّبيد الدنيا !.. إنما مثلكم مثل السراج يضيء للناسويحرق نفسه .

� �وا يا بني إسرائيل !.. زاحموا العلماء في مجالسهم ولوجث على الركب ، فإن< الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة

كما يحيي األرض الميتة بوابل المطر.

يا هشام !.. مكتوب� في اإلنجيل : طوبى للمتراحمين !.. أولئك هم المرحومون يوم القيامة ، طوبى للمصلحين بين

بون يوم القيامة ، طوبى الناس !.. أولئك هم المقر<<قون يوم القيامة ، للمطه<رة قلوبهم !.. أولئك هم المت طوبى للمتواضعين في الدنيا !.. أولئك يرتقون منابر

الملك يوم القيامة....

يا هشام !.. تعل<م من العلم ما جهلت ، وعل<م الجاهل مما علمت ، وعظ<م العالم لعلمه ودع منازعته ، وصغ<ر الجاهل

به وعل<مه. لجهله وال تطرده ولكن قر<

<ئة يا هشام !.. إن< كل< نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سي تؤاخذ بها ، وقال أمير المؤمنين )ع( : إن< لله عّبادا كسرت

قلوبهم خشيته ، وأسكتتهم عن النطق وإنهم لفصحاء عقالء ، يستّبقون إلى الله باألعمال الزكية ، ال يستكثرون له الكثير ، وال يرضون له من أنفسهم بالقليل ، يرون في

أنفسهم أنهم أشرار ، وإنهم ألكياس وأبرار....

يا هشام !.. المتكلمون ثالثة : فرابح� ، وسالم� ، وشاجب� :فأما الرابح فالذاكر لله ، وأما السالم

فالساكت ، وأما الشاجب ) أي الهالك ( فالذي يخوض فيم الجنة على كل< فاحش� بذي< قليل الّباطل ، إن< الله حر< الحياء ، ال يّبالي ما قال وال ما قيل فيه ، وكان أبو ذر -

رضي الله عنه - يقول : يا مّبتغي العلم !.. إن< هذا اللسان

53

Page 54: جواهر البحار

مفتاح خير ومفتاح شر< ، فاختم على فيك كما تختم علىذهّبك وورقك....

يا هشام !.. قال الله جل< وعز< : وعزتي وجاللي وعظمتي وقدرتي وبهائي وعلوي في مكاني ، ال يؤثر عّبد� هواي

على هواه إال جعلت الغنى في نفسه ، وهم<ه في آخرته ، وكففت عليه ضيعته ، وضمنت السماوات واألرض رزقه ،

وكنت له من وراء تجارة كل تاجر....

�ل الحية : مسها لين ، وفي �ل الدنيا م�ث يا هشام !.. إن< م�ث جوفها السم< القاتل ، يحذرها الرجال ذووا العقول ، ويهوي

إليها الصّبيان بأيديهم.

يا هشام !.. اصّبر على طاعة الله ، واصّبر عن معاصي الله ، فإنما الدنيا ساعة� فما مضى منها فليس تجد له

� ، وما لم يأت منها فليس تعرفه ، فاصّبر سرورا وال حزنا على تلك الساعة التي أنت فيها ، فكأنك قد اغتّبطت ) أي

� في األخرة (. إن صّبرت فعن قريب تصير مغّبوطا

�ل ماء الّبحر ، كلما شرب منه �ل الدنيا م�ث يا هشام !.. م�ثالعطشان ازداد عطشا حتى يقتله....

يا هشام !.. ليس منا م�ن لم يحاسب نفسه في كل< يوم ،� استغفر الله � استزاد منه ، وإن عمل سيئا فإن عمل حسنا

منه وتاب إليه.

يا هشام !.. تمثلت الدنيا للمسيح )ع( في صورة امرأة� ، قال : زرقاء ، فقال لها : كم تزوجت ؟.. فقالت : كثيرا

  قتلت !.. قال المسيح : فكل� طلق<ك ؟.. قالت : ال ، بل كالفويح أزواجك الّباقين كيف ال يعتّبرون بالماضين ؟....

يا هشام !.. إن< الزرع ينّبت في السهل وال ينّبت في الصفا ، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع وال تعمر في

54

Page 55: جواهر البحار

<ار ، ألن< الله جعل التواضع آلة العقل ، <ر الجّب قلب المتكّب<ر من آلة الجهل ، ألم تعلم أن< م�ن شمخ إلى وجعل التكّب السقف برأسه شج<ه ؟.. وم�ن خفض رأسه استظل< تحته<ه ) أي حفظه ( ؟.. فكذلك م�ن لم يتواضع لله خفضه وأكن

الله ، وم�ن تواضع لله رفعه.

يا هشام !.. ما أقّبح الفقر بعد الغنى ، وأقّبح الخطيئة بعدالنسك ، وأقّبح من ذلك العابد لله ثم يترك عّبادته....

يا هشام !..قال رسول الله )ص( : إذا رأيتم المؤمن� فادنوا منه فإنه يلق<ى الحكمة ، والمؤمن قليل صموتا

الكالم كثير العمل ، والمنافق كثير الكالم قليل العمل.

يا هشام !.. أوحى الله إلى داود : قل لعّبادي : ال يجعلوا� بالدنيا فيصد<هم عن ذكري ، وعن � مفتونا بيني وبينهم عالما طريق محّبتي ومناجاتي ، أولئك قط<اع الطريق من عّبادي

، إن أدنى ما أنا صانع� بهم أن أنزع حالوة عّبادتيومناجاتي من قلوبهم....

يا هشام !.. أوحى الله إلى داود : حذ<ر وأنذر أصحابك عن حب< الشهوات ، فإن< المعل<قة قلوبهم بشهوات الدنيا

قلوبهم محجوبة� عني.

يا هشام !.. إياك والكّبر على أوليائي ، واإلستطالة بعلمك فيمقتك الله ، فال تنفعك بعد مقته دنياك وال آخرتك ، وكنفي الدنيا كساكن الدار ليست له ، إنما ينتظر الرحيل....

يا هشام !.. إياك ومخالطة الناس واألنس بهم ، إال أن� فأنس به واهرب من سائرهم � مأمونا تجد منهم عاقال

كهربك من السّباع الضارية .

� أن يستحيي من الله ، إذ وينّبغي للعاقل إذا عمل عمال� غيره ، وإذا د له بالنعم أن يشارك في عمله أحدا تفر<

55

Page 56: جواهر البحار

حزبك أمران ال تدري أيهما خير� وأصوب ، فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه ، فإن< كثير الثواب في مخالفة

هواك ، وإياك أن تغلب الحكمة وتضعها في الجهالة .

� غير أن< � طالّبا قال هشام : فقلت له : فإن وجدت رجال عقله ال يتسع لضّبط ما ألقي إليه ؟.. قال : فتلط<ف له

في النصيحة ، فإن ضاق قلّبه فال تعرضن< نفسك للفتنة .

واحذر رد< المتكّبرين ، فإن< العلم يدل على أن يحمل على من ال يفيق ، قلت : فإن لم أجد من يعقل السؤال

عنها ؟.. قال فاغتنم جهله عن السؤال حتى تسلم فتنةالقول وعظيم فتنة الرد .

واعلم أن< الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ، ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده ، ولم يؤمن الخائفين بقدر

ح خوفهم ، ولكن آمنهم بقدر كرمه وجوده ، ولم يفر<حهم بقدر رأفته المحزونين بقدر حزنهم ، ولكن فر<

ورحمته ، فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتود<د إلى م�نيؤذيه بأوليائه ؟..

�ؤذى فيه ؟.. وما ظنك بالتو<اب الرحيم الذي فكيف بم�ن ي يتوب على م�ن يعاديه ؟.. فكيف بم�ن يترضاه ويختار

عداوة الخلق فيه.

يا هشام !.. م�ن أحب الدنيا ذهب خوف اآلخرة من قلّبه ،� إال ازداد من الله � فازداد للدنيا حّبا �وتي عّبد� علما وما أ

.� � ، وازداد الله عليه غضّبا بعدا

يا هشام !.. إن< العاقل اللّبيب م�ن ترك ما ال طاقة له به ، وأكثر الصواب في خالف الهوى .. وم�ن طال أمله ساء

عمله....

قال هشام : فأي األعداء أوجّبهم مجاهدة ؟.. قال )ع( :

56

Page 57: جواهر البحار

أقربهم إليك ، وأعداهم لك ، وأضرهم بك ، وأعظمهم لك� مع دنوه منك ، ومن يحر<ض عداوة ، وأخفاهم لك شخصا

<ل بوسواس القلوب ، أعداءك عليك ، وهو إبليس الموك فله فلتشد< عداوتك ، وال يكونن< أصّبر على مجاهدتك

لهلكتك منك على صّبرك لمجاهدته ، فإنه أضعف منك� في كثرة شره إذا أنت � في قوته ، وأقل< منك ضررا ركنا اعتصمت بالله ، وم�ن اعتصم بالله فقد هدي إلى صراط

مستقيم....

يا هشام !.. احذر هذه الدنيا واحذر أهلها فإن< الناس فيها

<م� على أربعة أصناف : رجل� مترد< معانق� لهواه .. ومتعل� ، يستعلن بقراءته � ازداد كّبرا ئ� ، كلما ازداد علما متقر<

وعلمه على م�ن هو دونه .. وعابد� جاهل� يستصغر م�ن هو�وق�ر .. وذو بصيرة� �عظ�م وي دونه في عّبادته ، يحب أن ي عالم� عارف� بطريق الحق< يحب القيام به فهو عاجز� أو مغلوب� ، وال يقدر على القيام بما يعرف ، فهو محزون�

مغموم� بذلك ، فهو أمثل أهل زمانه وأوجههم157عقال....الخّبر .ص

المصدر: التحف

***

14/12/2007

قال علي )ع( : قلت أربعا أنزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه ، قلت : المرء مخّبوء� تحت لسانه فإذا تكل<م

ظهر ، فأنزل الله تعالى :

<هم في لحن القول { . } ولتعرفن

57

Page 58: جواهر البحار

قلت : فمن جهل شيئا عاداه ، فأنزل الله : } بل كذبوابما لم يحيطوا بعلمه { .

وقلت : قدر أو قيمة كل< امرئ ما يحسن ، فأنزل الله فيقصة طالوت :

} إن< الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة� في العلم والجسم. }

وقلت : القتل يقل< القتل ، فأنزل الله : } ولكم في166القصاص حيوة يا أولي األلّباب { . ص

المصدر: أمالي الطوسي

السند : العالمة المجلسي يروي الحديث عن أمالي الشيخ الطوسي بسند مرفوع عن جماعة ) مجهولة ( عن

أبي المفضل الشيّباني عن عّبيدالله بن الحسن بن إبراهيم العلوي عن أبيه عن عّبد العظيم الحسني الرازي

عن أبي جعفر الثاني عن آباءه عن علي بن أبي طالب عليهم السالم قال : الحديث . أبو المفضل الشيّباني

يضعفه النجاشي و يقول عنه : كان في أول أمره ثّبتا ثم خلط و رأيت جل< أصحابنا يغمزونه و يضعفونه . و ليضعفه

كذلك السيد الخوئي رحمه الله ) معجم رجال الحديث ( و يقول عنه الشيخ الطوسي بنفسه في رجاله7/2536

: أبو المفضل ، كثير الرواية إال أنه ضع<فه قوم . اخّبرنا ( و يقول عنه ابن6360عنه جماعة . ) رجال الطوسي /

الغضائري في رجاله : أبو المفضل وضاع ، كثير المناكير . رأيت كتّبه و فيها األسانيد من دون المتن و المتون من

دون األسانيد و أرى ترك ما ينفرد به . ) رجال ابن (99الغضائري /

58

Page 59: جواهر البحار

و لذلك فإني أيضا أرى ترك شرح هذه الرواية ألنني أرى أن محتواه ال يتناسب مع قول امير المؤمنين عليه السالم

باإلضافة الى ضعف في عّباراته .

قال الخليل بن أحمد: أحث¡ كلمة على طلب علم ، قولعلي بن أبي طالب )ع( : قدر كل امرئ ما يحسن . ص

166

( نقال494/1083المصدر و السند : أمالي الطوسي ) عن محمد بن العّباس النحوي عن عّبد الله بن الفرج عن سعيد بن األوس األنصاري قال : سمعت الخليل بن أحمد

يقول : أحث كلمة ... و الخليل بن أحمد واضع علم العروض من جملة أصحاب اإلمام الصادق عليه السالم و

من كّبار مشايخ الشيعة .

الشرح : كالم عظيم من رجل عظيم ال يقاس مثله كالم أحد من الّبشر . و يحتوي في قصره على معان� جليلة . و

ورد أيضا عن اإلمام الّباقر عليه السالم أنه قال : " ... اني نظرت في كتاب لعلي عليه السالم فوجدت في الكتاب : ان قيمة كل امرئ و قدره معرفته . ان الله تّبارك و تعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من

العقول في دار الدنيا . و قد قال السيد الرضي معلقا على هذه الجملة العظيمة : و هي الكلمة التي ال تصاب

لها قيمة و ال توزن بها حكمة و ال تقرن اليها كلمة .

و قال أبو عمرو ) الجاحظ ( : قول علي )ع( قيمة كل امرئ ما يحسن من الكالم العجيب الخطير و قد طار

الناس اليه كل مطير و نظمه جماعة من الشعراء اعجابا به و كلفا بحسنه . و منها ما يعزى الى الخليل بن أحمد

قوله :59

Page 60: جواهر البحار

ال يكون السري مثل الدني *** ال و ال ذو الذكاء مثلالغّبي

ال يكون األلد ذو المقول المر*** هف عند القياس مثلالعيي

قيمة المرء كل ما يحسن المرء*** قضاء من اإلمامعلي

(28/18) كتاب العين

و مجمل المعنى أن مقدار فضل و شأن كل انسان بمقدار ما يحسن من العلم و المعرفة . و لذلك فعلينا أن

ال نغتر< باألزياء و ال األموال و ال الشخصيات الوضعية الكاذبة فشخصية اإلنسان و فضله بمقدار علمه ال بمقدار

ماله و ثروته و ال بمقدار جاهه و سلطته .

التصنيف : فضل العلم

قال رسول الله )ص( : أربع يلزمن كل ذي حجى وعقل من أمتي ، قيل : يا رسول الله !.. ما هن ؟.. قال :

استماع العلم ، وحفظه ، ونشره عند أهله ، والعمل به .168ص

المصدر: نوادر الراوندي

الحديث يرويه الراوندي بدون سند عن اإلمام موسى الكاظم عليه السالم و نقله صاحب تحف العقول في

كتابه أيضا مرفوعا عن اإلمام الكاظم عليه السالم دون ذكر السند . و نقله الشيخ باقر المحمودي رحمه الله في

60

Page 61: جواهر البحار

( و81/1كتابــه نهج السعادة عن كتاب دعائم اإلسالم ) (266/1كتاب العقد الفريد )

بالرغم من عدم ذكر سند للحديث و لكن مضمونه جليل و محتواه جميل حيث يرى الرسول األكرم صلى الله عليه و آله و سلم أن من لوازم كل عاقل لّبيب أن ال يقتصر عمله على كسب العلم بل على حفظه و نشره لمن له

قابلية التعليم ثم العمل به . فالعالم بدون عمل ال يختلف عن الجاهل في شيء ثم ال ننس أن زكاة العلم نشره فال

يحق لك أيها العالم أن تنفرد بعلمك لنفسك دون أن تنشره بين الناس و تعلمه من له القابلية في تعليمه . و

الجميل أن الرسول يأمرنا أيضا بحفظ العلم أي أن نحفظ ما استطعنا من أحاديث موالينا عليهم السالم لنتسلح بهذا

السالح الواقي في جميع مدارج الحياة و ال نستعين بالكتاب اال عند الضرورة . و ربما كان الغرض من حفظ

العلم ادراكه و فهمه . و الله و رسوله أعلم

التصنيف : فضل العلم

قال الصادق )ع( : منهومان ال يشّبعان : منهوم علم ،168ومنهوم مال.ص

المصدر: الخصال و قد نقله الشيخ الصدوق في خصاله بهذا السند : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال : حدثني محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عّبد الله الّبرقي عن أبيه محمد بن خالد الّبرقي عن عدة من اصحابه يرفعونه الى أبي عّبد الله عليه السالم ... و قد نقل الكليني رحمه الله في الكافي مضمون الحديث عن

رسول الله صلى الله عليه و آله في حديث ذي سند قوله: " منهومان ال يشّبعان : طالب دنيا و طالب علم "

61

Page 62: جواهر البحار

الشرح : المنهوم من النهم و هو اإلفراط في الطعام و عدم الشّبع و المنهوم هو الذي ال يشّبع من األكل لشدة حرصه و قد جاء في الحديث المنهوم لإلستعارة فالذي

يكون حريصا جدا على طلب المال أو طلب العلم يكون في الحقيقة منهوما ال يشّبع منهما . و الحقيقة أن طالب الدنيا حقا ال يشّبع من طلب المال و الحرص على جمعه حتى الموت . و كذلك العالم فإننا نراه يطلب العلم من

المهد الى اللحد دون أن يشّبع أو يتوانى و يكسل في طلّبه ألن ساحة العلم واسعة و مداه طويل فطالب العلم يريد بعلمه أن يرتقي الى أعلى مدارجه و لما يصل اليها

ففوق كل ذي علم عليم و لذلك نراه يمضي و يقضي جلوقته بل كله في طلّبه بنهم واضح و حرص كّبير .

التصنيف : فضل العلم

21/12*****

قال السجاد )ع( : إن< طالب العلم إذا خرج من منزله لم<حت له يضع رجله على رطب� وال يابس� من األرض ، إال سّب

168إلى األرضين السابعة . ص

المصدر: الخصال

السند : الحديث كما ورد في خصال الصدوق ضمن حديث طويل ينقله عن المظفر بن جعفر بن العلوي السمرقندي

قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه قال حدثنا عّبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي قال

حدثني أبي عن محمد بن زياد األزدي عن حمزة بن حمران عن أبيه حمران بن أعين عن أبي جعفر محمد بن

علي الّباقر عليهما السالم حيث ينقل عن أبيه السجادسالم الله عليه . و الحديث صحيح

62

Page 63: جواهر البحار

الشرح : كل المؤشرات تشير الى أن المقصود من طالب العلم في األحاديث الشريفة هو طالب علوم أهل الّبيت ال

العلوم األخرى فإنها فضل و ان كان فيها قصد التقرب الى الله ففيها عظيم أجر و لكن األصل هو العلوم الدينية

من التفسير و الحديث و الفقه و األصول . و األحاديث الكثيرة تحرضنا لطلب مثل هذا العلم الذي به يصل

اإلنسان الى أعلى مدارج الكمال ان أخلص النية ، و منها قول السجاد عليه السالم بأن كل الجمادات التي على

األرض و ما تحت األرض تسّبح لطالب العلم . و هذهمّبالغة في األجر و الثواب لعظمة العمل .

التصنيف : فضل العلم

<تان ال تجتمعان في المنافق : قال رسول الله )ص( : خل169فقه� في اإلسالم ، وحسن سمت في الوجه . ص

المصدر: أمالي الطوسي

السند : يقول الشيخ الطوسي في أماليه : أخّبرنا محمد بن محمد قال : أخّبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي

قال حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن عن جعفر بن محمد بن مروان عن أبيه قال حدثنا احمد بن عيسى قال حدثنا محمد بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه

عليهم السالم قال قال رسول الله ... الحديث و نقل الحديث في أمالي المفيد و في دعائم اإلسالم و غيرها

من المصادر و بالرغم من كثرة المصادر التي نقلت الحديث فكلها تعتمد على المصدر األول و هو أمالي

الطوسي .

63

Page 64: جواهر البحار

الشرح : صفتان ال تجتمعان في المنافق حسن في الوجه و فقه في الدين .. هكذا يقول الحديث و انني ال استطيع

قّبوله ألنه غير مطابق مع الواقع فقد رأيت بأم عيني كثيرا من العلماء الفقهاء الذين وصلوا حتى الى درجة المرجعية

و لكن نواياهم لم تكن صادقة بل أن بعضهم صرح بأن غرضه من طلب العلم و اإلجتهاد فيه غرض مادي أو

وجاهي . فكيف ال يمكن أن يصل المنافق الذي ال يخلص في عمله الى درجة عالية من الفقه .. اللهم اال اذا اعتّبرنا الفقه أوسع مجاال من مجرد معرفة علم الفقه بل يتعداه

الى العمل به و افيمان و الورع فإن كان الفقه بهذا المعنى فال يصل اليه المنافق الّبتة و لكن ان كان الفقه

هو العلم بذاته دون ما يشمله من الصفات الحميدة فأظن أن الحصول عليه ميسر حتى للكافر و ليس فيه حصر على قوم دون غيرهم . و هكذا الحال في حسن الوجه فهناك كثير من الكفار و المنافقين لهم حسن و جمال ظاهر في الوجه و لكن قلوبهم سوداء قّبيحة فال

أظن أن مجرد حسن سمت في الوجه يشكل عنصرا أساسيا لإليمان . و أخيرا استدرك أن المر ليس مجرد

دراسة في الفقه بل فقه يشتمل على عمل به و حسن الوجه انما ينظر اليه بحسن في القلب فالمنافق مهما�عرف خالل حديثه بقذارة قلّبه حسن سمت وجهه فقد ي فعند ذاك يرى المؤمن في وجهه هالة من سواد القلب

فيشمئز منه ال اختياريا .

التصنيف : صفات المنافق

قال الصادق )ع( : كان فيما وعظ لقمان ابنه أنه قال له : يا بني !.. اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيّبا لك في

� مثل تركه . ص 169طلب العلم ، فإنك لن تجد له تضييعا

64

Page 65: جواهر البحار

المصدر: أمالي الطوسي

السند : ينقله الشيخ رحمه الله في أماليه عن محمد ن محمد قال أخّبرني جعفر بن محمد بن قولويه قال حدثني

الحسين بن محمد بن عامر عن القاسم بن محمد األصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حماد بن

عيسى عن أبي عّبد الله جعفر بن محمد عليه السالم .. الحديث . و جاء بعينه في أمالي المفيد رحمه الله و نقله

أيضا علي بن ابراهيم في تفسيره .و الحديث صحيح

الشرح : أكثر مواعظ لقمان ينقلها لنا أئمة الهدى عليهم السالم خالل أحاديثهم و منها هذا الحديث الشريف

الجميل الذي ينقل افمام عليه السالم جملة من مواعظ لقمان إلبنه حيث ينصحه بأن يرتب أوقات يومه و يجعل

لطلب العلم فيها نصيّبا موقوتا ألن ترك العلم يوجبفوات ما قد حصل و نسيان ما قد ترسخ في القلب .

التصنيف : الحث< على طلب العلم

قال الصادق )ع( : لست أحب أن أرى الشاب منكم إال� .. فإن لم يفعل � أو متعلما � في حالين : إما عالما غاديا<ع أثم ، وإن أثم سكن <ع ، فإن ضي ط ، فإن فر<ط ضي فر<

170النار والذي بعث محمدا بالحق . ص

المصدر: أمالي الطوسي

السند : الشيخ الطوسي ينقله مسندا عن أبي قتادة دون ذكر السند و لكن الحر العاملي رحمه الله ينقله في

الفصول المهمة بسنده عن الحسين بن عّبيد الغضائري عن هارون بن موسى التلعكّبري عن محمد بن همام عن

علي بن الحسين الهمداني عن محمد بن خالد الّبرقي عن

65

Page 66: جواهر البحار

أبي قتادة القمي عن أبي عّبد الله عليه السالم ..الحديث.

الشرح : أجل يا موالي لقد حرضت شيعتك على طلب العلم حتى جعلته واجّبا فرضا علىكل من يحمل اسمك

الشريف و يدعي افنتساب الى مدرستك العلمية العظيمة و أصّبح اإليمان األتم و األكمل في منهاجك هو اإليمان

الذي يستضيء بنور العلم حتى أنك ال تريد شابا جعفريا يمشي على األرض دون أن يكون في حالة علم مستمر إما عالم يعلم الناس و إما طالب علم يستمر في طلب العلم حتى يصل الى أعلى مدارجه و إن لم يفعل ذلك

فقد جعلته مفرطا و المفرط مسرف و المسرف مقصر و المقصر عاص� و العصيان مرده التمرد و اإلستكّبار على

الّبارئ جل و عال و نتيجته النار دون ريب . و قد أقسمت بالذي بعث محمدا بالحق أن هذه هي النتيجة الحتمية لمن

ال يريد طلب العلم في كل لحظات حياته . و يا له من حديث عجيب يجعل طلب العلم واجّبا فرضا على كل من

أراد الوصول الى الحق و النجاة من النار .

التصنيف : التحذير من ترك العلم

***

26/12

قال أمير المؤمنين )ع( : سمعت رسول الله )ص( يقول : طلب العلم فريضة على كل< مسلم ، فاطلّبوا العلم من

مظانه ، واقتّبسوه من أهله فإن< تعليمه لله حسنة� ، وطلّبه عّبادة� ، والمذاكرة به تسّبيح� ، والعمل به جهاد� ، وتعليمه

م�ن ال يعلمه صدقة� ، وبذله ألهله قربة� إلى الله تعالى ألنه معالم الحالل والحرام ، ومنار سّبل الجنة ، والمونس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحد�ث في

66

Page 67: جواهر البحار

اء ، والسالح على اء والضر< الخلوة ، والدليل على السر<<ء . األعداء ، والزين عند األخال

�قتّبس آثارهم يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة� ت�نتهى إلى رأيهم ، وترغب المالئكة �هتدى بفعالهم ، وي ، وي

<تهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صالتها تّبارك في خل عليهم ، يستغفر لهم كل رطب� ويابس� حتى حيتان الّبحر

وهوامه ، وسّباع الّبر وأنعامه .. إن< العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء األبصار من الظلمة ، وقوة األبدان من الضعف ، يّبلغ بالعّبد منازل األخيار ، ومجالس األبرار ، والدرجات العلى في الدنيا واآلخرة ، الذكر فيه يعدل

�عّبد ، وبه �طاع الرب وي بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به ي�عرف الحالل والحرام ، العلم امام توصل األرحام ، وبه ي

العمل ، والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ، ويحرمهاألشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه !.. ص

171

المصدر: أمالي الطوسي

بيــان: هذه األخّبار تدل على وجوب طلب العلم ، وال شك في وجوب طلب القدر الضروري من معرفة الله

وصفاته ، وسائر أصول الدين ، ومعرفة العّبادات� ، واألشهر وشرائطها والمناهي ولو باألخذ عن عالم عينا

بين األصحاب أن< تحصيل أزيد من ذلك : إما من الواجّبات173الكفائية أو من المستحّبات . ص

السند : ينقل الشيخ الطوسي في أماليه مرسال عن جماعة عن أبي المفضل عن عّبد الله جعفر بن محمد بن

جعفربن الحسن الحسني ... فالحديث مرسل . و رواه أيضا الشيخ الصدوق في أماليه و الطّبرسي في مقدمة

مجمع الّبيان و نقل أيضا في عدة الداعي و منية المريد و

67

Page 68: جواهر البحار

ارشاد القلوب بأسانيد صحيحة عن اإلمام الرضا عن آبائه عليهم السالم عن أمير المؤمنين عليه السالم .. فالحديث

صحيح شريف مفصل .

الشرح : الحديث يحكي وجوب طلب العلم و كما وضح العالمة المجلسي في بيانه فوجوبه قطعي في المقدار

الضروري من معرفة الله و سائر أصول الدين و في معرفة العّبادات بصورة كلية . و ال شك أن طلب العلم

واجب كفائي فالمستفاد من اآلية الكريمة " فلوال نفر من كل فرقة طائفة منكم ليتفقهوا في الدين ..." أنه ال بد من

وجود علماء في العلوم الدينية يعرفون الحالل و الحرام بجزئياتهما حتى يستطيع اآلخرون اتّباعهم و تقليدهم في

المسائل الشرعية و األحكام الكلية و الجزئية .

و الرسول صلى الله عليه و آله عندما يأمرنا بطلب العلم و ضرورة هذا الطلب يرشدنا الى طلّبه من أهله و هم

العلماء العاملون الحافظون للدين الصائنون للنفسالمخالفون للهوى المطيعون ألمر المولى جل و عال .

و يؤكد أن تعليم العلم حسنة و أجر عظيم و طلّبه في حد ذاته عّبادة و مذاكرته تسّبيح و فضل العمل به كفضل

الجهاد في سّبيل الله تعالى و تعليم العلم لمن ال يعلمه من أفضل الصدقات و أقربها الى الله ضرورة أن تكون النية في التعليم و التعلم ، خالصة صادقة و الغرض في التعلليم هو التقرب الى الله تّبارك و تعالى ألن من تعلم هذا العلم يعرف بالتالي حالل الله و حرامه فإذا عمل به فقد سار في مسير الله المستقيم الذي يوصله بالنهاية

الى جنة الرضوان و يؤنسه في السفر و الحضر و يصاحّبه في الغربة و الوحشة و يحدثه في الخلوة و يدله على

الخير و الشر ليأخذ بالخير و يتجنب الشر و العلم أفضل

68

Page 69: جواهر البحار

سالح يتقي به اإلنسان شر األعداء و يتزين بهذا الجلّباب عند الخالن و األحّباب . ثم يؤكد رسول الله أن الله يرفع

بالعلم درجات اإلنسان حتى يصل الى مدارج التكاملالعالية و يجعل في وجوده الخير .

هؤالء هم قادة الناس و أئمتهم الى صراط العزيز الحميد .. يستفيد الناس من آثارهم و يستزيدون من علومهم و

يستظلون بظاللهم و يأخذون بآرائهم و يهتدون الى أعمالهم و أفعالهم و يقلدونهم في أمور دينهم و دنياهم و

حتى المالئكة المقربون عند الله يستأنسون بصحّبتهم و يرغّبون في التقرب اليهم و يستغفرون لهم غدوا و عشيا . بل و يستغفر لهم كل األشياء و الجمادات و

النّباتات حتى أسماك الّبحر و حيوانات الّبر و طيور الجو .

العلم يحيي القلوب من غفلة الجهل و يضيء األبصار من ظلمة الهوى و يقوي الّبدن من ضعف العصيان و يّبلغ بعّباد الله حيث منازل األخيار و الصالحين و مجالس

األبرار و المقربين و يرفع درجاتهم و ممراتّبهم في الدنياو اآلخرة .

مذاكرة العلم بمنزلة الصيام و أجر دراسته كأجر القيام و التهجد في سّبيل الله آناء الليل و أطراف النهار ألن

�عّبد الله و بالعلم توصل األرحام و به يعرف الناس بالعلم ي�ميز الخّبيث من الطيب و الحالل و الحرام و بواسطته ي

الشر من الخير . و يتّبعه العمل به فإذا عمل العالم بعلمه فقد اكتملت سعادته . و الحظ كله في من أوصل العلم بالعمل بتوفيق من ربه و من لم يوفقه الله لذلك فإنه

من األشقياء المحرومين . اللهم ال تحرمنا من هذا الحظالعظيم بحق محمد و آله الطاهرين .

التصنيف : وجوب طلب العلم

69

Page 70: جواهر البحار

<عه سّبعون ألف ملك من قال علي )ع( : طالب العلم يشي مفرق السماء ، يقولون : صل< على محمد وآل محمد .

173ص

المصدر: بصائر الدرجات

السند : ينقله المجلسي عن كتاب بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار بسنده عن ابن هشام ، عن الحسين بن سيف ، عن أبيه ، عن سليمان بن عمرو، عن عّبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي عن أبيه ، عن علي عليه

السالم .. الحديث . و ما رأيت غيره ينقل الحديث . و أما الرواة فالحسين بن سيف قليل الرواية و غالّبا ما ينقل

األدعية . و أما سليمان بن عمرو فإن كان هو سليمان بن عمرو النخعي فإنه مشهور بالوضع و الكذب ولو كان في ظاهره عابدا زاهدا !! يقول عنه ابن الغضائري : " كذاب

وضاع " . و هو الذي لقّبه المحدثون كذاب النخع !كما ( و لكن ربما كان هذا317/11جاء في قاموس الرجال )

غير ذاك .

الشرح : عندما يموت طالب العلم يشيعه سّبعون ألف ملك من مفرق ) وسط ( السماء في حال كونهم يصلون على محمد و آل محمد ليزيد أجر ذلك الطالب و ثوابه . و

ربما كان في األصل " من مفرق رأسه الى السماء " و ربما كان العدد كناية عن الكثرة حيث يعتّبر العدد

) سّبعة ( معيارا للكثرة . و مهما كان فإن الحديث - بفرض صحته - يريد أن يذكر لنا مدى قرب طالب العلم

الى الله حيث يشيعه في مماته هذا الكم الغفير من مالئكة الله .. فإن كانت هذه الدرجة لطالب العلم فكيف

70

Page 71: جواهر البحار

تكون درجة العالم . ال شك أنه ال يعلم درجته و فضله االالله تعالى .

التصنيف : فضل العالم

قال الّباقر )ع( : ما من عّبد� يغدو في طلب العلم أو يروح� بزائر الله ، إال خاض الرحمة ، وهتفت به المالئكة : مرحّبا

، وسلك من الجنة مثل ذلك المسلك.

174المصدر: ثواب األعمال ص

بيــان:

من زار العالم لله ، ولطلب العلم لوجه الله تعالى ،فكأنه زار الله.

السند : ينقله الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه ) ثواب األعمال ( عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن

أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن علي بن يوسف عن مقاتل عن الربيع بن محمد السلمي عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السالم ..

الحديث . و ورد في بصائر الدرجات مختصرا حيث قال : " ما من عّبد يغدو في طلب العلم و يروح اال خاض

الرحمة خوضا " .

الشرح : الغدو و الرواح كناية عن كثرة المراودة و الزيارة فالذهاب المستمر الى بيت العالم لطلب العلم فيه أجر

عظيم حتى ان مالئكة الرحمن يهتفون به و ينادونه مرحّبا بزائر الله و ذلك ألنه أراد طلب العلم لوجه الله فكأنه قد

زار الله تعالى باإلضافة الى أن مثل هذا اإلنسان يكونكمن دخل في رحمة الله حيث أحاطته من كل جانب .

71

Page 72: جواهر البحار

التصنيف : فضل طلب العلم

قال النّبي )ص( : فقيه� واحد� أشد< على إبليس من ألف177عابد . ص

المصدر: الغوالي

السند : باإلضافة الى نقل المجلسي هذا الحديث عن غوالي اللئالي و عن رسول الله صلى الله عليه و آله

فقد نقله الشيخ الطوسي في أماليه عن أمير المؤمنين عله السالم بنفس العّبارة و النص دون زيادة و نقصان . و

اللطيف أن المجلسي ينقل الخّبر نفسه عن أمالي ( و عن أمير المؤمنين عليه السالم . و16/3الطوسي )

الخّبر مرسل

الشرح : ال شك ان الشيطان غاضب جدا على العلماء ألن العالم يرشد الناس الى الخير و يجنّبهم الدخول في مهاوي الفساد و الشر و الشيطان يريد اغواء العّباد

فوجود عالم واحد خطر� على الشيطان أشد خطر و أما العابد فّبفرض كونه مجرد عابد فال خطر من ورائه بل

يستطيع الشيطان أن يغويه بكل سهولة و يسر ألنه غير مسلح بسالح العلم الذي يقضي على كل وساوس

الشيطان و اغواءاته .

التصنيف : فضل العالم

***

2008/4/1

� يفق<هه في الدين . �رد الله به خيرا قال النّبي )ص( : م�ن ي177ص

72

Page 73: جواهر البحار

الغوالي .. المصدر:

السند : العجيب أن صاحب الغوالي ينقل الحديث بدون أي سند و يقول : قال عليه السالم ! ربما ألن مصدر

( و اال فالمفروض306/1الحديث مسند أحمد بن حنّبل ) يقول صلى الله عليه و آله ! و ينقله في مكان آخر من

( نقال عن سعيد بن المسيب عن أبي81/1كتابه ) هريرة !! و أما المجلسي فإنه ينقله من الغوالي بعّبارة صلى الله عليه و آله ! و ينقله أيضا الكراجكي في كنز

الفوائد بدون سند . على كل حال الحديث مرسل

الشرح : واضح أن الرسول صلى الله عليه و آله يريد أن يحث< الناس على طلب العلم و التفقه في الدين الى

درجة أنه ) بفرض صحة الرواية ( يعتّبر التفقه في الدين موهّبة من الله لمن أراد الله له خيرا . و ال أدري فالواقع يظهر أن كثيرا من الفقهاء ال خير فيهم !!ذلك ألن التفقه دون التورع يكون وزرا و وباال على صاحّبه و ال يأت بخير

ابدا .

� من العلم قال النّبي )ص( : م�ن خرج من بيته ليلتمس بابا لينتفع به ويعل<مه غيره ، كتب الله له بكل< خطوة� عّبادة ألف سنة صيامها وقيامها ، وحف<ته المالئكة بأجنحتها ،

وصل<ى عليه طيور السماء ، وحيتان الّبحر ، ودواب الّبر ،� له من أن وأنزله الله منزلة سّبعين صد<يقا ، وكان خيرا

177كانت الدنيا كلها له فجعلها في اآلخرة . ص

الغواليالمصدر:

73

Page 74: جواهر البحار

السند : ينقله صاحب الغوالي دون سند . و ينقله أيضا ( بدون36/1العالمة الحلي في كتابه " تحرير األحكام " )

سند و بحذف الالم من كلمة " يلتمس " . فالحديثمرسل .

الشرح : يقول الرسول صلى الله عليه و آله - بفرض صحة الحديث - أنه من يخرج من بيته قاصدا مدارسة

العلم و مّباحثته و تعلمه و تعليمه لغيره فإن الله يكتب له في صفحة حسناته بكل خطوة يخطوها في هذا السّبيل ،

ثواب عّبادة ألف سنة و صيامها و قيامها !! و ان مالئكة الرحمن تحفظه بأجنحتها و تصلي عليه جميع حيوانات الّبر و الّبحر و الجو و تطلب له الرحمة من الله و يعطيه الله

درجة سّبعين صديقا !! ليس هذا فحسب بل ان هذه الخطوة في طلب العلم النافع خير له و أفضل من الدنيا

و ما فيها .

مّبالغة كثيرة في الحديث .. ال أستّبعد الحسنات و األجر و لكن هل لطالب العلم درجة سّبعين صديقا و هل تساوي خطوة في هذا السّبيل كعّبادة الف سنة بصيام نهارها و

قيام ليلها ؟ سؤال يحتاج الى جواب .

سئل الصادق )ع( عن قوله تعالى : } فلله الحجة الّبالغة { ، فقال : إن< الله تعالى يقول للعّبد يوم القيامة : أكنت عالما ؟.. فإن قال : نعم ، قال له : أفال عملت بما علمت ؟.. وإن قال : كنت جاهال ، قال له : أفال تعل<مت

178حتى تعمل ؟.. فيخصمه وذلك الحجة الّبالغة .ص

مجالس المفيدالمصدر:

74

Page 75: جواهر البحار

السند : ينقله العالمة المجلسي عن كتاب " مجالس المفيد " بسنده عن ابن قولويه عن محمد الحميري عن

أبيه عن هارون عن ابن زياد قال سمعت جعفر بن محمد و قد سئل ... ) الحديث ( الظاهر أن هارون هذا هو

هارون بن مسلم بن سعدان . يقول عنه النجاشي : " يكنى أبا القاسم ، ثقة وجه ، و كان له مذهب في الجّبر و

التشّبيه .." و أما ابن زياد فإنه مسعدة بن زياد قال عنه ( : " مسعدة بن زياد الربعي ، ثقة ،295النجاشي ) ص

عين ، روى عن أبي عّبدالله عليه السالم "

و ينقله الشيخ الطوسي في أماليه نقال عن أبي عّبدالله محمد بن محمد قال حدثني محمد بن عّبدالله بن جعفر الحميري عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن

(29/2زياد ... و نقله عنه المجلسي أيضا في الّبحار )

الشرح: يقول اإلمام الصادق عليه السالم في تفسير اآلية ( قل فلله الحجة الّبالغة فلو شاء149الكريمة ) األنعام/

لهداكم أجمعين ، أن الله تّبارك و تعالى يحاجج عّبده فيسأله إن كان عالما فلماذا لم يعمل بعلمه و إن كان جاهال فلماذا لم يذهب لطلب العلم و تعلم حتى يعمل بعلمه . و في كال الحالتين ليس للعّبد جواب في هذا

اإلعتراض الرباني الذي يخاصمه و يتغلب عليه .

****

2008/1/8

قال أمير المؤمنين )ع( : يا جابر !.. قوام هذه الدنيا بأربعة : عالم� يستعمل علمه ، وجاهل� ال يستنكف أن

يتعل<م ، وغني� جواد� بمعروفه ، وفقير� ال يّبيع آخرته بدنيا

75

Page 76: جواهر البحار

غيره ، ثم قال أمير المؤمنين )ع( : فإذا كتم العالم العلم أهله ، وزها الجاهل في تعل<م ما البد< منه ، وبخل الغني

بمعروفه ، وباع الفقير دينه بدنيا غيره ، حل< الّبالء وعظم178العقاب . ص

تفسير اإلمام العسكري المصدر:

السند: وقد ورد الحديث بإختالف يسير في العّبارت في( و نقله المجلسي أيضا في الّبحار )88/4نهج الّبالغة )

( نقال عن النهج . و ورد الحديث أيضا في تحف36/2 العقول . و كلها مرسلة نقال عن جابر بن عّبدالله

األنصاري و بدون ذكر سند .

الشرح : قوام الدنيا أي ثّباتها و دوامها و استمرار حالها و استقرارها . فال يمكن للدنيا ان تدوم و تستمر اال بأربعة

عوامل :

- العالم الذي يستعمل علمه أي أنه ال يكتفي بأخذ العلم1 بل يعمل به و يعل<مه لغيره و قد جاء في الحديث أن زكاة

العلم نشره .

- الجاهل الذي يجاول جاهدا أن يتعلم و ال يستكّبر من2طلب العلم و اإلستزادة به مهما أمكنه ذلك .

- الغني الذي ال يّبخل بماله و معروفه على عّباد الله3المستحقين .

- الفقير الذي ال يّبيع آخرته بدنياه أي أنه يصّبر على4 فقره و ال يحاول الحصول على المال من الطرق غير

المشروعة .

فإذا استكّبر العالم و لم يعمل بعلمه و لم ينشر علمه و هكذا استكّبر الجاهل من طلب العلم و بخل الغني بماله

76

Page 77: جواهر البحار

على غيره و باع الفقير آخرته بدنياه رجعت الدنيا الى الجاهلية و حل بالناس الّبالء من كل صوب و عظم

عقابهم في الدنيا و اآلخرة .

التصنيف : وجوب طلب العلم

قال أمير المؤمنين )ع( : الشاخص في طلب العلم كالمجاهد في سّبيل الله ، إن< طلب العلم فريضة� على كل< مسلم ، وكم من مؤمن يخرج من منزله في طلب العلم

179فال يرجع إال مغفورا . ص

المصدر: روضة الواعظين

السند : ورد الحديث أيضا في مصادر أخرى و لكن مرجعهم الوحيد كتاب روضة الواعظين للفتال النيسابوري

الذي ينقله بدون أي سند . فهو حديث مرسل

الشرح : الشاخص هو الشخص الذي يخرج من بلده في طلب شيء فالذي يخرج من بيته طالّبا العلم منزلته

كمنزلة المجاهد في سّبيل الله و انها حقا لمنزلة رفيعة و درجة كّبيرة ال يستحقها إال ذو حظ عظيم . ثم يستمر اإلمام بالقول بأن طلب العلم فريضة واجّبة على كل مسلم . و المسلم عام يشمل المذكر و المؤنث على

السواء . و ربما كانت هذه الجملة ، حديثا مستقال بذاته و لكن المؤلف لحقها بما قّبله و هكذا الحال بالنسّبة للجملة

الثالثة ، فأغلب الظن أن الحديث يشتمل على ثالثة أحاديث منفصلة لصقها الكاتب بّبعض ليكون حديثا واحدا

في مجال واحد . و الجملة الثالثة أيضا يعّبر عن مدى قرب طالب العلم عند ربه حيث يغفر الله ذنوبه بعد أن

غادر ألجل الحصول على العلم النافع و رجوعه الى بلده ووطنه .

77

Page 78: جواهر البحار

التصنيف : الحث على طلب العلم

قال النّبي )ص( : من تعل<م بابا من العلم - عمل به أو لم� . ص يعمل - كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعا

180

المصدر: روضة الواعظين

السند : ورد الحديث أيضا في وسائل الشيعة للحر ( نقال عن روضة الواعظين و لكن بدون27/27العاملي )

هذه الجملة ) عمل به أو لم يعمل ( و أغلب الظن أن هذا األمر مهم جدا فالذي يتعلم العلم دون أن ينشره و يعمل

به فال فائدة و ال أجر في علمه و ان العالم بال عمل كالشجر بال ثمر . و الحديث مرسل كأكثر أحاديث روضة

الواعظين !

الشرح : هذا العلم الذي يناهز فضل باب منه على ألف ركعة من النوافل البد فيه أن يكون لوجه الله أي أن هذا العمل له مثل هذا الفضل إن كانت النية فيه ابتغاء وجه الله و إال فإثمه أكّبر من نفعه . ثم إن المهم في العلم

نشره و العمل به و لذلك فإني أرى أن األصل فيه ما ورد في الوسائل ال ما ورد في الّبحار أي بحذف جملة " عمل

به أو لم يعمل "

التصنيف : فضل العلم

قال رسول الله )ص( : إن< العّبد إذا خرج في طلب العلم ناداه الله عز< وجل< من فوق العرش : مرحّبا بك يا

عّبدي !.. أتدري أي منزلة تطلب ؟.. وأي درجة تروم ؟..

78

Page 79: جواهر البحار

<غن<ك �بل بين لتكون لهم قرينا ، أل تضاهي مالئكتي المقر<<ك بحاجتك .. �وصلن مرادك وأل

فقيل لعلي بن الحسين )ع( : ما معنى مضاهاة مالئكة� ؟.. فقال )ع( : بين ليكون لهم قرينا الله عز< وجل< المقر<

أما سمعت قول الله عز< وجل< :

� }شهد الله أنه ال إله إال هو والمالئكة وأولوا العلم قائما<ى بالقسط ال إله إال هو العزيز الحكيم { فّبدأ بنفسه ، وثن

�ولي العلم الذين هم قرناء بمالئكته ، وثل<ث بأ180مالئكته ....الخّبر .ص

المصدر: أمالي الطوسي

السند : و ورد الحديث أيضا في التفسير المنسوب الىاإلمام العسكري عليه السالم . و الحديث مرسل .

الشرح : يخاطب الله طالب العلم خطابا جميال يدل على محّبة الله لطالب العلم حيث يرحب به و يسأله أي منزلة يختار و أي درجة يريد ؟ ثم يّبلغه أنه أصّبح قرينا و جليسا

للمالئكة المقربين و بذلك فإن الله يستجيب دعاءه و اليرد طلّبه و حاجته .

و عندما يسأل السائل اإلمام السجاد عليه السالم عن كون طالب العلم قرينا للمالئكة و مشابها لهم يتلو اإلمام عليه السالم آية " شهد الله ... " حيث تّبدأ الشهادة بالله ثم بالمالئكة و بعدهم في الدرجة الثالثة يأتي دور أصحاب

العلم ) أولو العلم ( و بذلك يكون العلماء مقترنينمشاكلين مشابهين للمالئكة المقربين .

التصنيف : فضل طلب العلم

***

79

Page 80: جواهر البحار

2008/1/7

� من علم ليرد< قال رسول الله )ص( : م�ن خرج يطلب بابا� إلى حق أو ضاللة� إلى هدى� ، كان عمله ذلك به باطال

<د أربعين عاما . ص 182كعّبادة متعّب

المصدر: أمالي الطوسي

السند : ينقل الشيخ الطوسي قدس سره هذا الحديث عن جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا علي بن جعفر

بن مسافر الهذلي قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن يعلي ، عن أبي نعيم عمر بن صّبح الهروي عن مقاتل

بن حيان عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سّبرة عن علي عليه السالم و عّبدالله بن مسعود عن رسول الله

)الحديث ( و في كتاب أعالم الدين للديلمي ينقل الحديث و لكن بإختالف بسيط و تحديدا كلمة يوما بدال من عاما .

و الفرق بينهما كثير .

يوجه الرسول صلى الله عليه و آله طالب العلم ليكون علمه موجها و مطلوبا فالنية لها أكّبر األثر في تهيئة

اإلنسان و بناء معنوياته و تقوية روابطه الروحية فالهدف من العلم يجب أن يكون واضحا بينا قّبل طلّبه . و لرب

عالم درس طوال سنين من عمره و لكن ألجل أمر مادي بحت فمثل هذا ال يصيّبه خير و ليس في علمه أجر و أثر ولو ارتقى الى أرفع مدارج العلم و ال يستطيع أن يهدي انسانا ولو تصفح آالف الصفحات من الفقه و التفسير و

األصول فالرسول صلى الله عليه و آله يريد منا أن نتدارس العلم و نتعلم ألجل هدف يرضي الرب و هو أن نرد باطال الى حق و نرد ضاال الى هداية فمثل هذا العلم

يكون له من األجر كعّبادة أربعين عاما . و األربعون للتكثير

80

Page 81: جواهر البحار

و المّبالغة و إال فهداية انسان واحد خير مما يخرج مناألرض و على األرض و مما تشرق عليه الشمس .

التصنيف : الهدف من العلم

قال الصادق )ع( : كمال المؤمن في ثالث خصال : الفقه في دينه ، والصّبر على النائّبة ، والتقدير في المعيشة .

182ص

المصدر: أمالي الطوسي

السند : حديث مسند ينقله الشيخ الطوسي بسنده عن صفوان بن يحيى عن الحسين بن أبي غندر عن عّبدالله بن أبي يعفور عن اإلمام الصادق عليه السالم . و رواته

من أجلة األصحاب فهو حديث صحيح .

الشرح : ثالث صفات يذكرها اإلمام الصادق عليه السالمللمؤمن أي ينّبغي أن يكون للمؤمن هذه الصفات :

- ان يكون متفقها في دينه عارفا حالل الله و حرامه . و1 التفقه في الدين بمقدار الضرورة واجب فرض على كل

مسلم و مسلمة .

- الصّبر على المصائب و الحوادث . و هذا أمر في غاية2 األهمية فكلما ازداد اإلنسان من ربه ازداد صّبره على

النوائب و المصائب .

- التقدير في المعيشة أي التخطيط لعيش أفضل و3اإلقتصاد في المصروفات و عدم اإلسراف .

التصنيف : خصال المؤمن

81

Page 82: جواهر البحار

قال الّباقر )ع( : قال أبو ذر - رض - في خطّبته : يا مّبتغي العلم !.. ال تشغلك الدنيا وال أهل� وال مال� عن

نفسك ، أنت يوم تفارقهم كضيف بت< فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم ، الدنيا واآلخرة كمنزل تحو<لت منه إلى

غيره ، وما بين الّبعث والموت إال كنومة نمتها ثم استيقظت عنها ، يا جاهل !.. تعل<م العلم ، فإن< قلّبا ليس

فيه شيء� من العلم ، كالّبيت الخراب الذي ال عامر له.ص182

المصدر: أمالي الطوسي

السند : أخّبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال حدثنا رجاء بن يحيى بن سامان العّبرتائي الكاتب عن هارون بن

مسلم بن سعدان الكاتب قال حدثني مسعدة بن زياد الربعي عن أبي عّبدالله عن أبيه عليهما السالم انه قال

في خطّبة أبي ذر : ) الحديث ( و ينقله الكليني في الكافي بسنده عن علي بن الحكم عن المثنى عن أبي بصير عن اإلمام الصادق عليه السالم قال : كان أبوذر يقول في خطّبته )الحديث ( و الخطّبة طويلة اقتّبس

المجلسي جزءا منها في هذا الّباب .

الشرح : يا طالب العلم الدنيا كلها ال خير فيها ألن ما فيها إما خير و إما شر فأما الشر فإنه مضر ال يركن اليه

العاقل و أما خيره فغير نافع أيضا ألنه معر<ض للزوال . و قد ورد كثيرا في القرآن أن متاع الدنيا قليل . و المتاع

في حد ذاته متعة مؤقتة . بناء عليه أصرف عينك و قلّبك عن الدنيا و اهتم بنفسك فيما تكسّبه من فائدة مؤجلة

دائمة و ال تلهك الدنيا بمالها و زينتها و زبرجها : قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا ال تلهكم أموالكم و ال أوالدكم عن

ذكر الله و من يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " .

82

Page 83: جواهر البحار

ثم يرغب أبوذر في ترك الدنيا و يشّبه اإلنسان بضيف جاء اليها ليقيم فيها مدة قصيرة ثم يرحل الى بيته الدائم و

مقره الخالد فعليه ان يأخذ من الدنيا أمتعة اآلخرة و يعوض عن أمتعة الدنيا الفانية بما هو باق دائم يحتاج اليه

في عقّباه . و في آخر خطابه - حسب هذا الحديث - يحرض بشدة على تعلم العلم ذلك ألن قلّبا ليس فيه علم

مثله كمثل دار متهالكة خاوية ال يوجد من يعمرها و يستفيد منها . فعليك يا طالب العلم أن تتسلح بسالح

العلم حتى يكون عملك ذا أجر و ثمر .

التصنيف : الحث على طلب العلم

قال علي )ع( : إن< هذه القلوب تمل< كما تمل< األبدان ،182فابتغوا لها طرائف الحكمة . ص

المصدر: النهج

السند : ذكره الشريف الرضي في نهج الّبالغة و نقل منهاآلخرون .

الشرح :طرائف الحكم أي غرائّبها لتنّبسط اليها القلوب . هكذا جاء في شرح النهج . و أظن أن طرائف الحكمة ال

تنحصر على الغرائب بل ربما كان المقصود منها تنوع العلم فال يقتصر التعليم على علم واحد حتى ال يمل

اإلنسان كما يمل الّبدن من حالة واحدة و طعام واحد . فطرائف الحكمة ربما كان الغرض منها تنوع مصادر

الحكمة و العلم مضافا الى أن الغرض اآلخر من طرائف الحكم ما يستوجب تفكه القلب و اجمام النفس و ال

يمكن ذلك في العلوم المعقدة التي تحتاج الى تفكير كّبير بل ربما كان كاألمثال الحكمية و انواع الشعر و طرائف

83

Page 84: جواهر البحار

الّبالغة و ما يرجع الى كيفية المعاشرة مع األهل واألصحاب ففي ذلك ليس كثير فكر و طويل تأمل .

التصنيف : ملل القلب

***

2008/1/14

قال علي )ع( : إن< أولى الناس باألنّبياء أعلمهم بما جاؤوا به ، ثم تال )ع( : } إن< أولى الناس بإبراهيم للذين اتّبعوه

183وهذا النّبي والذين آمنوا { . ص

النهجالمصدر:

من نهج الّبالغة و بالطّبع لم يذكر96السند : الحكمة السند في النهج كالعادة .

الشرح : إن أقرب الناس الى األنّبياء و أفضلهم و أكثرهم مقاما و شرفا و كرامة هم العلماء الذين يعرفون و

يفقهون ما جاء به النّبي و كلما ازداد علم المرء بحديث األنّبياء كلما ازداد شرفا و كرامة .. هكذا يصف أمير

المؤمنين عليه السالم أقرب الناس الى الرسول و أعالهم منزلة و مقاما و بالتأكيد ال يخص ذلك الرجال فالرجل و المرأة متساويان تماما في هذا القرب و هذه الكرامة و

رب امرأة أفضل من ألف رجل إن كانت أعلم بما جاء به نّبيها من العلم و الحكمة .. و ال يخص نسّبا دون آخر

فالكرامة للعالم دون غيره مهما كان لونه و حسّبه و نسّبهبل و إن حسب اإلنسان و شرفه بمقدار علمه و تقواه .

هناك مالحظة في هذا الحديث : ربما كان األصل فيه " أعملهم " و ليس " أعلمهم " ألن اإلستدالل باآلية تدل

84

Page 85: جواهر البحار

على اإلتّباع ال على مجرد المعرفة النظرية فأولى الناس بإبراهيم الذين اتّبعوه أي الذين عملوا بما أمرهم إبراهيم . و قد جاء في الّبحار أيضا : " في بعض النسخ أعلمهم وهو

أظهر " .

و في مجمع الّبيان أيضا وردت كلمة " أعملهم " و بذلك يقتضي األخذ بهذه الكلمة دون الكلمة التي جاءت في

النهج و ربما يقتضي أيضا تغيير مكان وضعه في الّبحار .

سئل علي )ع( عن الخير ما هو ؟.. فقال : ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ، ولكن< الخير أن يكثر علمك ويعظم

183حلمك . ص

النهجالمصدر:

السند : الحديث وارد في نهج الّبالغة المجلد الرابع / ص و ليس له سند .21

الشرح : من األفضل أن ننقل الحديث كله ألنه ال يتضمن كل موارد الخير كما عرفها أمير المؤمنين عليه السالم

فقد ورد في الحديث أنه سئل عليه السالم عن الخير ما هو ؟ فقال : ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك و لكن

الخير أن يكثر علمك و يعظم حلمك ، و أن تّباهي الناسبعّبادة ربك . و بناء عليه فإن الخير يتضمن ثالث عوامل :

- كثرة العلم . و ليس فوق العلم خير فالمصداق األبرز1 للخير هو العلم و الحكمة بشرط أن يتّبقاهما اإلنسان من

مصادرهما الحقيقية .

- كثرة الحلم أو كما يقول اإلمام عظم الحلم فالحلم2 يكّبر و ال يكثر كالعلم . و أرى أن من مستلزمات طلب

85

Page 86: جواهر البحار

العلم على طالّبه أن يكون حليما صّبورا على الشدائد وإال فال يتمكن من الوصول الى مّبتغاه .

- العّبادة .. فالعلم دون العمل منقصة للمرء و ليس3 مفخرة و العمل هو اإلتّباع و اإلطاعة فاإلنسان يجب عليه

أوال أن يتفقه في دينه و أن يعمل وفق علمه أوال بأول فالعلم و العمل أي العّبادة متالزمان ولو أن العّبادة تجمع تحت ردائها العلم و العمل فكسب العلم لوجه الله أفضل

عّبادة ثم العمل .

قال علي )ع( : كل وعاء يضيق بما جعل فيه إال وعاء<سع.ص 183العلم ، فإنه يت

النهجالمصدر:

47 / ص 4السند : نهج الّبالغة ج

الشرح : كالم عظيم لرجل عظيم فكل األوعية المادية و حتى الحسية تضيق إال وعاء العقل الذي يحوي المعقوالت و المعلومات فهذا الوعاء ال يمكن أن يضيق بكثرة مواده

بل يتسع و ينّبسط كلما تكررت عليه المعقوالت و المعلومات و لذلك نالحظ أن كثرة العلم تفتح علينا آفاقا أوسع لنستنّبط مما علمناه علوما أخرى و معارف جديدة

تتجدد باإلضافة و ال تضيق عليها المساحات .

قال علي )ع( : م�ن ع�رف بالحكمة لحظته العيون بالوقار .183ص

النهجالمصدر:

86

Page 87: جواهر البحار

السند : ليس له سند كما سّبق . و لكن الجملة ضمن خطّبة طويلة ألمير المؤمنين عليه السالم تدعى خطّبة

الوسيلة و ذكرها الكليني في الكافي أيضا بكل تفاصيلها ) (33 /ص 8ج

الشرح : أجل يا موالي العالم بالعلوم و األحكام ينظر اليه الناس نظرة تقدير و احترام و ذلك لجاللة قدرة و عظمة مقامه فالعالم مثله بين الناس كمثل النّبي و اإلمام ألنه

في الحقيقة يمثل األنّبياء و األئمة عليهم السالم . و لذلك نرى أن العالم الذي كسب علمه لوجه الله يجعل الله في سيماه وقارا و هيّبة و يجعل وده و حّبه في قلوب الناس ،

فيهابه الحكام و يوقره المؤمنون و يقدره عامة الناس .

***

28/1/2008

قال علي )ع( : المودة أشّبك األنساب ، والعلم أشرف183األحساب . ص

المصدر: النهج

قال أمير المؤمنين )ع( : الكلمة من الحكمة يسمعها183الرجل ، فيقول أو يعمل بها خير� من عّبادة سنة . ص

المصدر:

� فأدركه كتب الله له قال النّبي )ص( : م�ن طلب علما� فلم يدركه كتب الله له كفلين من األجر ، وم�ن طلب علما

� من األجر . ص 184كفال

87

Page 88: جواهر البحار

المصدر: منية المريد

قال النّبي )ص( : م�ن أحب< أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى المتعل<مين ، فو الذي نفسي بيده ، ما من متعل<م يختلف إلى باب العالم إال كتب الله له بكل<

قدم عّبادة سنة ، وبنى الله بكل قدم مدينة في الجنة ، ويمشي على األرض وهي تستغفر له ، ويمسي ويصّبح

مغفورا له ، وشهدت المالئكة أنهم عتقاء الله من النار .184ص

المصدر: منية المريد

***

2008/1/29

� فأدركه كتب الله له قال النّبي )ص( : م�ن طلب علما� فلم يدركه كتب الله له كفلين من األجر ، وم�ن طلب علما

� من األجر . ص 184كفال

المصدر: منية المريد

نقله الهيثمي في مجمع الزوائد عن وائلة بن األسقع نقال عن الطّبراني في الكّبير و بمراجعة المعجم الكّبير

للطّبراني نراه ينقل الحديث عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي عن اسحق بن ابراهيم أبوالنضر عن

ربيعة بن يزيد الرحّبي عن وائلة بن األسقع عن الرسول ... و ينقله ابن حجر عن سنن أبي داود . على�ذكر في منابعنا الروائية األصلية و كل حال الحديث لم ي الشهيد الثاني رحمه الله نقله عن كتب أهل السنة و ال

أدري ان كانت منابعنا و مصادرنا قليلة الحديث عن فضل

88

Page 89: جواهر البحار

العلم حتى نضطر الى نقل األحاديث عن رجال وثقهم الطّبراني و ابن حجر و أبو داود ! و يكفي أن وائلة بن

األسقع ناقل الحديث هو الذي يروي عن رسول الله )ص( كذبا و افتراء أنه قال : " األمناء عند الله ثالثة أنا و جّبريل و معاوية !!! " فهل يصح لنا أخذ الحديث عن طريقه و قد

افترى على رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ و هل فقدنا كل مصادرنا الروائية لنستجدي مثل هذا الحديث

عن الوضاعين ؟!

الشرح : يقول هذا الحديث المنقول من غير منابعنا أن من طلب علما و وصل اليه فله ضعفين من األجر و من

طلب علما و لم يتمكن من اإللمام به فله ضعف مناألجر .

التصنيف : فضل العلم

قال النّبي )ص( : م�ن طلب العلم فهو كالصائم نهاره ،� من العلم يتعل<مه الرجل خير� له من القائم ليله ، وإن< بابا� ، فأنفقه في سّبيل الله . ص أن يكون له أبو قّبيس ذهّبا

184

المصدر: منية المريد

السند : هذا الحديث ككثير من أحاديث منية المريد مرفوع و ليس له سند واضح . و الظاهر أن هذا الحديث

أيضا منقول من كتب السنة ذلك ألن منابعنا الروائية قّبل الشهيد قدس الله سره لم تشهد مثل هذا الحديث كما

الحظت في بحثي و حتى ان المولى محمد صالح 10/2المازندراني ينقله في كتابه " شرح أصول الكافي "

بقوله : " و من طرق العامة عنه صلى الله عليه و آلهقال : ... الحديث "

89

Page 90: جواهر البحار

الشرح : طالب العلم يكون له من األجر كأجر مؤمن يصوم نهاره و يقوم ليله بالدعاء و الصالة و المناجاة . و

واضح أن مثل هذا الشخص الذي يصوم كل أيامه و يقوم كل ليالي عمره له من األجر عند الله الكثير الكثير . و الحديث يريد ان يقيس فضل طلب العلم بهذه المكانة

السامية و المنزلة الرفيعة . و حتى أن بابا من العلم يتعلمه اإلنسان خير له من أن ينفق ذهّبا في سّبيل الله

يزن كجّبل أبي قّبيس .

التصنيف : فضل العلم

قال النّبي )ص( : م�ن جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به اإلسالم ، كان بينه وبين األنّبياء درجة� واحدة� في

184الجنة . ص

المصدر: منية المريد

السند : و هذا الحديث أيضا غير وارد في منابعنا الروائية و 100 ص 1الشهيد رحمه الله ينقله عن سنن الدارمي ج

و الدارمي ينقله180 ص 2أو تفسير الفخر الرازي ج بسنده عن بشر بن ثابت الّبزار عن نصر بن القاسم عن محمد بن اسماعيل عن عمرو بن كثير عن الحسن عن رسول الله ... و الرازي ينقله مرفوعا عن الحسن و ينقله ابن عساكر مرسال عن الحسن و ابن النجار عن

أنس .. و لم ينقله أحد من علمائنا السابقين على الشهيدالثاني رحمه الله .

الشرح : الشرط الوارد في الحديث شرط جميل حيث ال ينفع مجرد أخذ العلم و تعلمه فهناك من يتعلم العلم ليّباهي به العلماء أو ليتفاخر على عامة الناس أو له

مقاصد مادية و لذلك فالحديث يشترط على أن يكون طلب العلم ألجل احياء الدين المّبين و إال فهو هراء و

90

Page 91: جواهر البحار

عّبث ال يزيد صاحّبه اال خسارا فمن كانن خدمة اإلسالم هدفه و ديدنه من طلب العلم فإن بينه و بين األنّبياء درجة

واحدة فقط يسّبقه األنّبياء في الجنة .

التصنيف : درجة العلماء

قال النّبي )ص( : لئن يهدي الله بك رجال واحدا ، خير� من184أن يكون لك حمر النعم . ص

المصدر: منية المريد

السند : الحديث ورد ضمن حديث خيّبر حيث قال صلى الله عليه و آله : " ألعطين الراية غدا رجال يفتح الله على يديه يحب الله و رسوله و يحّبه الله و رسوله و كان من الغد و جاء علي و أعطاه الراية فقال له الرسول ضمن مقاله : " ... فو الله ألن يهدي الله بك رجال واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم .." و قد نقل الحديث كثير

من رجال الحديث و منهم الّبخاري و مسلم بإسنادهما عنسعيد بن سهل .

و كان ينّبغي ورود الحديث في الّبحار ضمن أحاديثالهداية ال أحاديث فضل العلم .

الشرح : حديث جميل نقله كثير من علماء الحديث من العامة ضمن حديث الراية و نقله بعضهم منفصال كما ورد

و65/1 و مفتاح دار السعادة 147/1في جامع بيان العلم و ال يهمنا السند مادام المحتوى9/1احياء علوم الدين

جميال بالرغم من أنه لم بذكر في منابعنا األصلية و أما حمر النعم فكناية عن األشياء الثمينة جدا و تعني اإلبل الحمر ) من اللون األحمر ( و هي أنفس و أثمن أموال

العرب آنذاك و كانوا يضربون بها المثل في نفاسة الشيء بل و ليس عندهم أنفس و أثمن منه . و ال يشك اثنان أن

91

Page 92: جواهر البحار

هداية انسان و إخراجه من ظلمات الجهل و الضاللة خير من أن يكون له ملء األرض ذهّبا و قد ورد مثل هذا

الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله قائال لمعاذ : " يا معاذ ألن يهدي الله بك رجال واحدا خير لك من الدنيا

و ما فيها " . أجل الهداية خير من كل شيء مادي حتى لو كانت المقايسة بين هداية انسان واحد و بين اعطائه كل

الدنيا بما فيها من النعم .

التصنيف : فضل الهداية

***

2008/2/9

قال النّبي )ص( : إن< مثل ما بعثني الله به من الهدى�ل غيث� أصاب أرضا ، وكان منها طائفة� طيّبة� والعلم كم�ث فقّبلت الماء ، فأنّبتت الكأل والعشب الكثير ، وكان منها

أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس وشربوا منها ، وسقوا وزرعوا ، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان

� ، فذلك مثل من فقه في دين ال تمسك ماء� وال تنّبت كأل الله ، وتفق<ه ما بعثني الله به ، فعلم وعل<م ، ومثل من لم

�رسلت به . ص � ولم يقّبل هدى الله الذي أ يرفع بذلك رأسا184

المصدر: منية المريد

السند : مصدر الحديث من كتب العامة نقله صاحب منية المريد بدون سند و بدون ذكر الكتاب الذي ينقل عنه . و

(63 - ص 7قد بحثت عنه فلقيته في صحيح مسلم ) ج عن أبي بكر بن أبي شيّبة و أبي عامر األشعري و محمدج بن العالء قالوا حدثنا أبو اسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى ) الشعري ( عن رسول الله ... الخّبر . و نقله

92

Page 93: جواهر البحار

اآلخرون منه و لم أعثر على الحديث في مصادرنا الروائية.

الشرح : يشّبه الرسول الهداية و العلم اللذان بعثه الله بهما بالمطر الذي يصيب أرضا فقسم منها تقّبل الغيث

) المطر ( ألنها أرض خصّبة فتنّبت عشّبا و فواكه و خضارا كثيرة و منها أراض جدباء و لكنها تمسك في باطنها الماء

لينتفع منه الحاضر و الّبادي فيسقون به أنعامهم و يرتوون منه و قسم آخر أرض خشنة ال تمسك في داخلها ماء

فالقسم األول يشّبه به من تفقه في الدين فتعلم و عل<م غيره و القسم اآلخر لمن اهتدى لنفسه دون أن يعلم

غيره و قسم ثالث للذي ال يتقّبل الهداية من الناس ليست لهم قلوب حافظة و ال أفهام واعية فإذا سمعوا

العلم ال ينتفعون به و ال يحفظونه إليصال النفع الىاآلخرين ..

العشب و الكأل و الحشيش كلها أسماء للنّبات لكن الحشيش مختص باليابس و العشب و الكأل مختصان

بالرطب . و أما األجادب فهي األرض الجدباء التي ال تنّبت كأل و زرعا . و أما القيعان جمع القاع و هو األرض

المستوية الملساء .

التصنيف : فضل طلب العلم

قال النّبي )ص( : من غدا في طلب العلم أظل<ت عليه المالئكة ، وبورك له في معيشته ، ولم ينقص من رزقه .

184ص

المصدر: منية المريد

السند : لم يذكر الشهيد الثاني رحمه الله سند الحديث و لم يذكر حتى مصدره و الحديث منقول من كتب العامة

93

Page 94: جواهر البحار

- ص4منها الدر المنثور لجالل الدين السيوطي ) ج ( عن أبي سعيد الخدري . و منها كتاب كنز العمال )313

( عن الخدري أيضا .163 - ص 10ج

الشرح : الذي يصّبح و همه طلب العلم يظلله المالئكة بظالل الرحمة اإللهية و يّبارك الله في معيشته الدنيوية

دون أن ينقص من رزقه شيئا و أظن أن الجملتين تؤكدانبعضهما بعضا فمن بورك له في العيش فإنه يوفى رزقه .

التصنيف : فضل طلب العلم

قال النّبي )ص( : أيما ناش� نشأ في العلم والعّبادة حتى يكّبر ، أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وسّبعين

185صد<يقا . ص

المصدر: منية المريد

السند : أصل الحديث منقول من كتب العامة و منها المعجم الكّبير للطّبراني عن أبي أمامة و يشّبهه حديث

- ص15آخر نقله المتقي الهندي في كنز العمال ) ج ( عن أبي أمامة أيضا عن الرسول )ص( : " ايما785

ناش نشأ في عّبادة الله حتى يموت أعطاه الله أجر تسعةو تسعين صديقا ."

و قد نقل صاحب كنز العمال نفس الحديث أيضا بعّبارة " (152 - ص 10ناشئ " بدال من ناش� .) ج

الشرح : النشأ هو اإلحداث و الناشئ أو الناشي هو الحدث أي الشاب فإذا نشأ الشاب في طلب العلم و

صديقا72العّبادة و استمر الى أن يكّبر أعطاه الله ثواب و بالطّبع هذا األجر الكّبير ان كان في مقابل طلب العلم

خالصا مخلصا لله ليس بّبعيد من الله تعالى أن يعطيه

94

Page 95: جواهر البحار

طالب العلم و لكن ان كان في نيته و هدفه أمر آخرفليس عمله بمحمود أصال .

التصنيف : فضل طلب العلم

قال النّبي )ص( : من غدا إلى المسجد ال يريد إال ليتعل<م خيرا أو ليعل<مه كان له أجر معتمر تام العمرة ، ومن راح إلى المسجد ال يريد إال ليتعل<م خيرا أو ليعل<مه ، فله أجر

185حاج¥ تام< الحج<ة . ص

المصدر: منية المريد

السند : الحديث وارد في كتاب المستدرك على ( عن أبي عاصم عن ثور بن91 - ص 1الصحيحين ) ج

يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة و مجمع الزوائد ( عن أبي أمامة أيضا و رواه الطّبراني و123 - ص 1) ج

غيرهم من علماء العامة .

و الظاهر أن الشهيد رحمه الله ينقل كل أحاديث فضل العلم و طلّبه من كتب العامة و مصادرها دون ذكر السند

بعد أن استحسنها !

الشرح : الحضور الى المسجد و الدخول فيه إن كان بقصد طلب العلم ففي أوله ثواب عمرة كاملة و في

الثاني ثواب حج كامل . هذا اذا صح الحديث و ال أدري لماذا الفاصل بين الغدو الى المسجد و الرواح فيه

كالفاصل بين العمرة الكاملة و الحج الكامل !

التصنيف : فضل طلب العلم

***

2008/2/14

95

Page 96: جواهر البحار

أتيت النّبي )ص( وهو في المسجد متك<ىء على برد له أحمر فقلت له : يا رسول الله !.. إني جئت أطلب العلم ،

فقال :

مرحّبا بطالب العلم ، إن< طالب العلم لتحف<ه المالئكة بأجنحتها ، ثم يركب بعضها بعضا حتى يّبلغوا سماء الدنيا

<تهم لما يطلب . ص 185من محّب

المصدر: منية المريد

سند الحديث : ينقل الشهيد الثاني حديثه في منية المريد عن صفوان بن عسال عن الرسول ... و الحديث منقول

( و أسد الغابة54 ص 8عن المعجم الكّبير للطّبراني ) ج ( و في المعجم الكّبير يذكر سنده و يصله الى28 / 3)

عّبد الله بن مسعود ثم صفوان بن عسال و أما ابن عّبدالّبر فينقله عن طريق زر بن حّبيش قال جاء رجل من مراد يقال له صفوان بن عسال الى رسول الله .. الخّبر . و قد نقل الحديث المجلسي في الّبحار بإسم صفوان بن

غسان . و أكثر رجال الحديث لم يذكروه في كتّبهم و من ذكره اكتفى بهذا الحديث و حديث جواز المسح على

الخفين في حال الحرب ! و حديث اليهودي الذي جاء معصاحّبه الى الرسول يسأله عن تسع ىيات بينات .

الشرح : يقول الراوي صفوان بن عسال أو غسان ) بإختالف النقل لدى الرواة ( أنه جاء الى الرسول في

المسجد و عليه عّباءة حمراء و سأله أنه جاء لطلب العلم فرح<ب الرسول بطالب العلم و قتال ان طالب العلم

تحتضنه المالئكة بأجنحتها ثم يركب بعضها بعضا ) و غير معلوم ما المقصود من هذه الجملة ( حتى يّبلغوا الى

السماء المطلة على الدنيا ) فهل هناك من سموات للدنيا96

Page 97: جواهر البحار

و سموات لألخرى ؟! ( و كل ذلك لحّبهم للعلم الذي يطلّبه طالّبه . و العّبارات ليست واضحة المعالم و لم يرد

الحديث في أي مصدر شيعي فما الفائدة منه ؟!

قال أمير المؤمنين )ع( : كفى بالعلم شرفا أن يد<عيه م�ن� ) أن �سب إليه ، وكفى بالجهل ذم<ا ال يحسنه ، ويفرح إذا ن

185( يّبرأ منه من هو فيه . ص

المصدر: منية المريد

السند : لم ينقل الشهيد سند الحديث . و رأيت صاحب (21 / 1المستطرف ) األبشيهي ( ينقله في كتابه )

بدون ذكر سند أيضا .

الشرح : كالم جميل جدا منسوب الى أمير الفصاحة و الّبالغة أمير المؤمنين سالم الله عليه وبالرغم من أن

الحديث مرسل و لكنه يحتوي على مضمون رائع عال وهو أن الجميع حتى الجهال يحاولون اإلنتساب الى العلم ألن

العلم فخر و شرف و كرامة بل و منتهى الشرف لإلنسان أن يكون عالما بعد التقوى و أما الجهل فالجميع بشمئز

منه و ينفر عنه حتى الجاهل نفسه ألنه صفة مهينة مشينة وضيعة . و على هذا المعنى يقتّبس الشاعر قول امير

المؤمنين عليه السالم و يقول :

�دعى كفى شرفا للعلم دعواه جاهــل ***** و يفرح أن ي�نسب اليه و ي

و يكفي خموال للجهـــالة انني ***** أراع متى أنسباليها و أغضب

97

Page 98: جواهر البحار

التصنيف : فضل العلم

قال أمير المؤمنين )ع( : العلم أفضل من المال بسّبعة :

األول : أنه ميراث األنّبياء والمال ميراث الفراعنة .

الثاني : العلم ال ينقص بالنفقة والمال ينقص بها .

الثالث : يحتاج المال إلى الحافظ والعلم يحفظ صاحّبه .

الرابع : العلم يدخل في الكفن ويّبقى المال .

الخامس : المال يحصل للمؤمن والكافر والعلم ال يحصل إال للمؤمن خاصة . السادس : جميع الناس يحتاجون إلى

صاحب العلم في أمر دينهم ، وال يحتاجون إلى صاحبالمال .

السابع : العلم يقو<ي الرجل على المرور على الصراط185والمال يمنعه . ص

المصدر: منية المريد

السند : ينقله الشهيد رحمه الله دون سند في منية المريد و ينقله اآلخرون عنه . و لم أجد الحديث في مصادرنا /2الروائية بل رأيت الفخر الرازي ينقله في تفسيره )

183 )

الشرح : سّبعة خصال يجعل العلم في منزلة أعلى و مرتّبة اسمى من المال كما يقول أمير المؤمنين عليه

السالم :

- العلم ميراث األنّبياء و األولياء و المرسلين و أما المال1 فأكثر اصحابه الجّبابرة و الطواغيت الذين ينهّبون الناس و

يسرقون أموال الضغفاء . و لوال الظلم لما بقي المال

98

Page 99: جواهر البحار

بهذه الكثرة والوفرة في أيدي المترفين و خرج من أيديالفقراء المستضعفين .!

- كما جاء في الحديث فالعلم يزيد و يكثر مع تعليمه2 لآلخرين و انفاقه على المتعلمين و أما المال فإنه ينقص

باإلنفاق و يقل . و هذا واضح تماما فالعالم كلما علم غيره استذكر علومه و توصل خاللها الى معلومات أكثر بالطّبع

و أما المال فينقص بالصرف .

- المال يحتاج منك أن تحفظه في صندوق محكم أو في3 الّبنوك - مثال - حتى ال يصل اليه أيدي اللصوص و كلما زاد

المال كلما كثر الحرص على حفظه في مأمن من الناهّبين و أما العلم فال يحتاج الى الحفظ بل هو الذي

يحفظ اإلنسان و يحرصه ، يحفظه من الدخول الى مهاوي اإلنزالق و الفساد و اإلنجراف الى الرذيلة ، و يحفظ من

الوقوع في مخالب األغيار و مكائد الشياطين و خدعالدجالين و ما أكثرهم .

- عندما يموت المرء يتوزع أمواله بين وراثه و ال4 يستطيع حمل ماله معه الى قّبره و حتى لو ح�مل معه

فلن يستفيد منه قطعا و أما العلم فإنه يدفن مع اإلنسان و يكون جليسه و أنيسه في القّبر ، ألن العلم يرفعه

درجات و يرى هذه الرفعة واضحا مليا بعد وفاته .

- حسب هذا الحديث فإن المال يحصل عليه كل إنسان5 بكده و سعيه كائنا من كان فالممؤمن و الكافر في طلب

المال سواء و أما العلم - الذي به يتعرف اإلنسان على ربه و يتعلم الحالل و الحرام - فإنه خاص بالمؤمن و لن

يصل اليه الكافر ألنه ال يريده و ال يستسيغه .

- العالم يحتاج اليه الجميع و ال يستغني من علمه6 الطّبيب و التاجر و المهندس و الفالح و الكاسب و كل

99

Page 100: جواهر البحار

الناس ألن الجميع مّبتلون بمسائل شرعية فالفقه يتدخل في كل شئون الحياة و بالتالي تكون الحاجة الى العالم ضورة ملحة ال مناص منها و أما صاحب المال فال يحتاج

اليه أحد إال الفقراء الذين يطلّبون منه شيئا من متاع الدنياو كثير منهم يستعفف من الطلب حتى في حالة الع�سرة .

- و أخيرا فالعلم رأس مال� ال ينفد و يحتاج اليه اإلنسان7 لكي يمر< مرتاح الّبال على الصراط يوم ال ينفع مال و ال بنون و أما المال فإن فيه حسابا عسيرا يمنع المرء من

المرور مرتاحا على الصراط إال من اكتفى منه بالقليل و نجى ففي ذلك اليوم يقال للمخفين جوزوا و للمثقلين

حطوا .

التصنيف : فضل العلم

قال زين العابدين )ع( : لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلّبوه ولو بسفك المهج ، وخوض الل<جج ، إن< الله تعالى

أوحى إلى دانيال :

أن< أمقت عّبيدي إلي< الجاهل المستخف< بحق< أهل العلم ، التارك لإلقتداء بهم ، وأن< أحب< عّبادي عندي التقي

الطالب للثواب الجزيل ، الالزم للعلماء ، التابع للحكماء ،186القابل عن الحكماء . ص

المصدر: منية المريد

السند : ورد في كتاب المعتّبر للمحقق الحلي هذا الحديث ) الجزء األول منه ( منقوال عن اإلمام الصادق

و177 - ص 1عليه السالم و وورد في الّبحار أيضا في ج ورد في الكافي عن الحسين بن محمد عن علي بن محمد

100

Page 101: جواهر البحار

بن سعد ، رفعه ، عن أبي حمزة عن اإلمام زين العابدين ( فالحديث مرفوع .35 / 1عليه السالم )

الشرح : اذا علم الناس فضل طلب العلم و أجره لطلّبوه ولو كان في ذلك إزهاق أرواحهم ألن العلم مصدر الشرف

و منّبع الكرامة فحتى لو فني اإلنسان في طلّبه فإنه يكون مأجورا و عند الله مقربا و إن طلب العلم يخرج المرء من حضيض الجهالة ليرفعه إلى عنان السعادة و

من حدود الصفات الّبشرية الناسوتية الى مدارج الصفات الملكوتية العالية . أجل .. لو علم الناس ما في طلب

العلم من فوائد مادية و معنوية و من أجر و ثواب لسارعوا اليه ولو بإراقة دماء قلوبهم و زهق أرواحهم و للجوا المكاره و ارتكّبوا المشاق و المتاعب في سّبيل

ذلك األمر الحيوي الهام .

و لقد أوحى الله تعالى لنّبيه دانيال بأن ابغض عّبيده عنده الجاهل الذي يستخف بحق أهل العلم و ال يقدرهم و ر يّبجلهم و ال يستعظم شأنهم و ال يقتدي بهم و ال يأخذ بمشورتهم و ال يتّبع آراءهم و أفكارهم المستمدة من الكتاب و السنة و أما اولئك العّباد الذين يلجؤون الى

العلماء و يزورونهم صّباح مساء و يلتزمون باتّباعهم و اإلقتداء بهم و اإلسترشاد برأيهم و اإلستزادة بحكمهم فإنهم أحب العّباد الى بارئهم و ان لهم عند الله ألجرا

عظيما . و انه لمن حقوق العالم على الجاهل أو على من ال يستنكف من طلب العلم أن يقتدوا به و من لم يقتد

بهم فقد استخف بالعلم و العالم و اإلستخفاف بهم ،كفران بالنعم و استخفاف باألولياء و العياذ بالله .

التصنيف : فضل العلم و العلماء

101

Page 102: جواهر البحار

قال رسول الله )ص( :من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا الى الجنة.. وان المالئكة لتضع

اجنحتها لطالب العلم رضا به ، وانه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في االرض حتى الحوت في الّبحر ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم

ليلة الّبدر .. وان العلماء ورثة االنّبياء ، ان االنّبياء امثوا دينارا وال درهما ولكن ورثوا العلم ، فمن اخذ منه يور<

164اخذ بحظ وافر .ص

المصدر: امالي الصدوق

( بسنده26-1السند : و نقله أيضا الكليني في الكافي ) عن محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا ، عن جعفر

بن محمد األشعري ، عن عّبدالله ميمون القداح و علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن القداح عن أبي

عّبدالله عليه السالم قال قال رسول الله ... الخّبر . و أما الصدوق في أماليه فإنه ينقله عن الحسين بن ابراهيم عن

علي بن ابراهيم عن أبيه ابراهيم بن هاشم عن عّبد الله بن ميمون عن الصادق جعفر بن محمد عليه السالم عن

رسول الله .و كما ترى فإن الخّبر له أكثر من سند متصل باإلمام الصادق عليه السالم و انه حديث معتّبر . و

نقله عنهما كثير من العلماء في كتّبهم .

الشرح : بالرغم من أن طلب العلم جاء بصورة عامة و لكن المراد - و الله العالم - من العلم هو العلم بالكتاب و السنة و األحكام أي العلم الرباني الذي يدخل اإلنسان في

طريق يوصله الى الجنة و الجنة في الدنيا هي العلوم اإللهية ابتداء من التوحيد و انتهاء الى األحكام الشرعية . و المالئكة تضع أجنحتها أي أنها تستغفر لطالب العلم ألن

102

Page 103: جواهر البحار

الله يرضى به و أكثر من هذا فكل ذي روح حتى الحيوانات تستغفر لطالب العلم و تطلب من الله أن يستر عليه زالته و يغفر له خطاياه . و ان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم من حيث

شدة اإلنارة و اإلضاءة حسب مشاهدة الرائي له و لها . و الفضل يزيد و يكثر ان كان العالم عابدا أيضا فالعابد الجاهل بال شك أقل قدرا من العالم حتى لو لم يكن بمستوى العابد من حيث كثرة الصالة و الصيام ألن

ركعتين يصليهما العالم العارف بالله أفضل بكثير من آالف الركعات دون عرفان و تّبصر . و ان العالم يرثون العلم و الكمال و الحكمة من األنّبياء حيث انهم لم يورثوا دينارا و

درهما و أما التوريث بالعلم فإنه باق ما بقي الدهر ولو بعد آالف السنين من موت األنّبياء . و ان هاهنا إشارة لّبقاء العلم من النّبي أو العالم يرثه من بعده كل من

طلب العلم و استنار بنوره . و ان الحظ األوفى و األوفرلطالب العلم دون غيره .

التصنيف : فضل العلم و العالم

***

5-3-2008

قال الصادق )ع( : الناس يغدون على ثالثة : عالم ومتعل<م وغثاء : فنحن العلماء ، وشيعتنا المتعل<مون ، وسائر الناس

187غثاء . ص

المصدر: الخصال

103

Page 104: جواهر البحار

السند : ذكره الشيخ الصدوق في الخصال بسنده عن محمد بن الحسن قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار

عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء عن احمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عّبد

الله عليه السالم . و أما الكليني رحمه الله فقد ذكره في ( بسنده عن علي بن ابراهيم عن محمد34-1الكافي )

بن عيسى عن يونس عن جميل عن أبي عّبد الله و بتغيير طفيف في األلفاظ و نقله أيضا بسند أبي خديجة بدون

توضيح أي تصنيف الناس دون تفصيله .

الشرح : يصنف اإلمام الصادق عليه السالم الناس الى ثالثة أصناف ال رابع لهم فإما أن يكون اإلنسان عالما

واصال لما خلقه الله من أجله و هو العّبادة بالعلم و العمل ، عارفا باألحكام فقيها فيها و عامال لها و إما أن يكون

متعلما يريد الوصول الى ذلك الكمال الذي يقربه الى الله تعالى ، مستعدا لتلقي العلم ، مهيئا نفسه لتعلم األحكام و إما أن يكون كزبد السيل جفاء غثاء أو كّبالي ورق الشجر�هتم به و ليس له قدر و ال منزلة و في مساقط السيل ال ي

ال درجة . و هؤالء الغثاء هم األوباش و األراذل من عامة الناس و ما أكثرهم ال يستظلون بظل واق و ال يستنيرون

بنور راق .

التصنيف : اصناف الناس

قال كميل بن زياد : خرج إلي< علي بن أبي طالب )ع(<ان ) أي مقّبرة ( ، وجلس فأخذ بيدي وأخرجني إلى الجّب

وجلست ، ثم رفع رأسه إلي< فقال :

يا كميل !.. احفظ عني ما أقول لك : الناس ثالثة : عالم� رباني ، ومتعلم� على سّبيل نجاة ، وهمج� رعاع أتّباع كل

104

Page 105: جواهر البحار

ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ولميلجأوا إلى ركن وثيق .

يا كميل !.. العلم خير� من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على

اإلنفاق .

يا كميل !.. محّبة العالم دين يدان به ، يكسّبه الطاعة في حياته ، وجميل األحدوثة بعد وفاته فمنفعة المال تزول

بزواله .

ان األموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ياكميل !.. مات خز< ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب

� لو موجودة ، هاه إن< ههنا - وأشار بيده إلى صدره - لعلما� غير مأمون ، يستعمل أصّبت له حملة ، بلى أصّبت له لقنا

آلة الدين في طلب الدنيا ، ويستظهر بحجج الله على خلقه ، وبنعمه على عّباده ليتخذه الضعفاء وليجة� من دون

� لحملة العلم ، ال بصيرة له في ولي الحق ، أو منقاداأحنائه ، يقدح الشك في قلّبه بأول عارض من شّبهة .

أال ال ذا وال ذاك ، فمنهوم باللذات ، سلس القياد للشهوات ، أو مغرى� بالجمع واإلدخار ليسا من رعاة الدين

، أقرب شّبها بهما األنعام السائمة ، كذلك يموت العلمبموت حامليه .

اللهم !.. بلى ال تخلو األرض من قائم بحجة ظاهر ، أو<ناته ، وكم ذا وأين خاف� مغمور ، لئال تّبطل حجج الله وبي أولئك األقل<ون عددا األعظمون خطرا ؟.. بهم يحفظ الله

حججه حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشّباههم ، هجم بهم العلم على حقائق األمور ، فّباشروا روح اليقين ، واستالنوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا

105

Page 106: جواهر البحار

بما استوحش منه الجاهلون ، صحّبوا الدنيا بأبدان أرواحها<قة� بالمحل< األعلى . معل

يا كميل !.. أولئك خلفاء الله ، والدعاة إلى دينه ، هاى188هاى شوقا إلى رؤيتهم استغفر الله لي ولكم . ص

المصدر: الخصال

السند : ينقله الصدوق رحمه الله في خصاله عن أبي الحسن محمد بن علي بن الشاه قال : حدثنا أبو إسحاق

الخواص عن محمد بن يوسف الكديمي عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن كميل .. الخّبر . و نقله الشيخ أيضا في كمال الدين

بسند آخر ينتهي الى كميل و نقله كثيرون بأسناد مختلفةتنتهي الى كميل بن زياد رحمه اله . و الحديث مشهور

الشرح : حديث عجيب يفصل فيه أمير المؤمنين عليه السالم فضل العلم و العالم على غيره و كأنه يؤكد ذلك مرارا بعد أن أخذ بيد كميل و ذهّبا الى المقّبرة حيث ال

تراهما العيون و كأنه يريد أن يسر< الى صاحّبه سرا فيقولله مؤكدا عليه أن يحفظ ما يقوله :

الناس ثالثة أصناف فإما أن يكون عالما ربانيا عارفا بالله متألها شديد التمسك بدين الله و طاعته و إما أن يكون متعلما يريد أن ينقذ نفسه من مهاوي الفساد و مزالق

الضالل و يصل الى ما وصل اليه العلماء من قرب و كمال و أما أن يكون تافها سافال ال قدر له ، مثله كمثل الذباب

الصغير الذي يسقط على وجوه الغنم و أعينها يتّبع كل صوت دون وعي و يميل الى كل حركة دون رشاد لم

يتنور قلّبه بنور العلم و لم يلجأ في مدلهمات الحياة الىملجأ آمن و ركن وثيق .

106

Page 107: جواهر البحار

ثم يتنفس الصعداء ليكمل مسيرة العلم بقوله : العلم خير من المال فال تفاضل و ال تناسب بينهما ذلك ألن العلم

يحفظك أيها اإلنسان من اإلنحراف و اإلنجراف و أما المال فأنت تحرسه و تحافظ عليه من السارقين الناهّبين

و المال عندما تنفق منه شيئا فإنه ينقص و أما العلمفكلما أنفقت أكثر ازددت علما و معرفة و أجرا

محّبة العالم الرباني التي تؤدي الى صحّبته خير دين يدان به المرء ذلك ألن العالم هو الذي تاخذ منه معالم دينك و

أحكام شريعتك فإن أحسنت الصحية و أخذت منه ما نفعك في دينك و دنياك فأنت الكاسب و انت الرابح ليس

في الدنيا فحسب بل و حتى فيما بعد الموت فيحسنونالقول فيك و يمدحونك فيما أفنيت عمرك فيه .

يا كميل عندما يزول المال تزول كل منافعه و هذا أمر�محى اسمك بعد موتك و نه لغيرك حتى ي واضح فلماذا تخز< أما إن كنت تريد الّبقاء حتى بعد الموت فعليك بالعلم ألن

العلم باق ما بقي أثره و العلماء ال يفنون و ال يموتون . فها نحن اليوم نستفيد من نتاج فكر العلماء السابقين

الذي ماتوا قّبل قرون فعلم العالم مخزون في القلوب حتى لو لم يكن مطّبوعا محشورا بين صفحات الكتب .

يستفيد منه األجيال تلو األجيال و يترحم عليه كل مناستضاء بنوره و علمه .

ثم يشير اإلمام بتأثر الى صدره الشريف و يقول لكميل : ان هاهنا لعلما جما فصدر اإلمام مملوء بالعلم و لكن أين من يستفيد منه ، أين الذين يطلّبونه عن فهم و دراية و أما الذين يتلقون العلم ليّباهون به و يفتخرون بعلمهم و

يجذبون الّبسطاء من الناس ألجل فوائد مادية أو شهرة أو

107

Page 108: جواهر البحار

طلب جاه فهؤالء ليسوا حملة العلم الحقيقيين بل همكاألنعام بل هم أضل سّبيال .

ثم يدرج بالقول الى حجج الله على عّباده و هم األئمة المعصومون الذين وجب الله طاعتهم على عّباده

فيقسمهم الى قسمين قسم ظاهر و قسم مخفي غائب فالظاهر هم األئمة األحد عشر و الغائب المخفي هو

اإلمام المنتظر سالم الله عليهم أجمعين و يصفهم بقوله : "اللهم بلى ال تخلو األرض من قائم بحجة ظاهر مشهور أو مستتر مغمور " و السّبب في ذلك أنه البد لهذه األمة من

حجة في كل زمان فال يمكن أن تخلو األرض من حجة ثانية واحدة واال ساخت األرض بأهلها و بهم يحتج الله

على الناس و هؤالء بالرغم من قلة عددهم فإنهم أعظم شأنا و أعلى مقاما و مرتّبة من سائر الناس و هم

المقدمة و هم المقربون و هم خلفاء الله في األرض و دعاة الله الى الدين الحق فإنهم جاؤوا الى الدنيا و

أرواحهم معلقة بالمحل األعلى . ثم تنغس الصعداء " هاه هاه شوقا الى رؤيتهم " و استغفر الله و نزع يده من يد

كميل و قال له : انصرف اذا شئت .

التصنيف : حجج الله

***

15-3-2008

روي عن بعض الصادقين )ع( : أن< الناس أربعة : رجل�<ّبعوه .. ورجل� يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك مرشد� عالم� فات يعلم وال يعلم أنه يعلم ، فذاك غافل� فأيقظوه ، ورجل� ال يعلم ويعلم أنه ال يعلم ، فذاك جاهل� فعل<موه.. ورجل� ال

195يعلم ويعلم أنه يعلم ، فذاك ضال� فأرشدوه .ص

108

Page 109: جواهر البحار

المصدر: الغوالي

السند : الحديث نقل في الغوالي بهذا التعّبير : " نقل عن بعضهم عليهم السالم " و ال يعني ذلك أنه أحد الصادقين سالم الله عليهما كما جاء في نقل الّبحار عن الغوالي و

ربما اشتّبه عليه األمر في حديث ثّبل هذا حيث ينقله أيضا من الغوالي و عن أحد الصادقين سالم الله عليهما. و

مهما كان فالحديث ضعيف لعدم ذكر السند و المسند اليه و ذلك بالرغم من جمال المحتوى . و هناك من نسّبه الى اإلمام الصادق عليه السالم و لكن أيضا دون سند و دون

ذكر الرواة .

- عالم : و هو الذي1الشرح : الناس على أربعة أصناف : يعلم كثيرا من الحقائق و يعلم أنه عالم فهذا اإلنسان

يستحق أن يكون مرشدا لغيره . و هنا يأتي سؤال : هل حقا العالم يعلم بأنه عالم ؟ بالرغم من أن القرآن يصرح

بانه : " و ما أوتيتم من العلم اال قليال " و قد رأيت في شرح حياة بعض كّبار العلماء أنهم في اواخر حياتهم كانوا يصرحون بكثرة جهلهم و أنهم عندما كانوا في قمة العلم كانوا يعترفون بجهلهم . و لكن ربما قال قائل بأن اإلدعاء غير العلم فمهما بلغوا من العلم يميزون كثرة مجهوالتهم

أمام معلوماتهم ) و هذا علم كّبير في حد ذاته ( و ال يمانع ذلك من علمهم بأنهم علماء . على كل حال ال بد لمرشد الناس و هاديهم أن يكون هو عالما ال أن يفشل

في اإلجابة على أبسط األسئلة مثل قوله تعالى " و فاكهة و أبا " فال يعرف معنى األب< و ال يعرف تفسير اآليات و

يجعل نفسه واليا على األمة . " قل هل يستوي الذينيعلمون و الذين ال يعلمون "

109

Page 110: جواهر البحار

- الغافل : و هو الذي يعلم و يفقه و لكنه ال يعلم أنه2 يعلم ! و هنا أيضا سؤال يطرح نفسه : كيف يمكن لرجل

أمضى عمره في العلم و المعرفة و ال يعرف أنه عالمحتى يحتاج الى التنّبيه و اإلستيقاظ من غفلته ؟!!

- الجاهل الّبسيط : و معنى ذلك أنه يجهل كثيرا من3 األشياء و لكنه يعلم بجهله فال يدعي العلم مثل كثيرين

يدعون العلم و ال يفقهون شيئا و العجيب أنهم لشدة جهلهم ال يعلمون أنهم هم الجهال . و هذا الصنف من

الناس الذي يعترفون بجهلهم و ال يستكّبرون ، البد من تعليمهم ألن لهم القابليةو األستعداد بعكس الجاهل

المركب الذي ال يتقّبل العلم من العلماء لجهله المركبكما سيأتي .

- الجاهل المركب : و هذا من أخطر أصناف الناس حيث4 أنه ال يعلم شيئا و ال يعلم بأنه ال يعلم . ان شدة الغّباء

لديه وصلت الى درجة عالية حيث يدعي العلم وهو جاهل بأبسط مّبادئه . و أظن أن أكثر الناس ن هذا الصنف حيث

تراهم يّبحثون في أي موضوع تفتحه أمامهم و كأنهم علماء الدهر و فالسفة العصر فيدخلون في جميع وديان العلم وهم ال يفقهون شيئا . مثل هذا الشخص أحمق ال

يمكن معاشرته و مرافقته بل األولى اإلبتعاد عنه تماما . و نعم ما قال المتنّبي : لكل داء دواء يستطب به *** إال

الحماقة أعيت من يداويها . و جاء في األثر عن عيسى بن مريم عليه السالم قوله : " داويت المرضى فشفيتهم

بإذن الله و أبرأت األكمه و األبرص بإذن الله ، و عالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله ، و عالجت األحمق فلم أقدر

على إصالحه . قيل يا رسول الله : و ما األحمق ؟ قال : المعجب برأيه و نفسه الذي يرى الفضل كله له ال عليه و

يوجب الحق كله لنفسه و ال يوجب عليها حقا فذلك

110

Page 111: جواهر البحار

األحمق الذي ال حيلة في مداواته " .) اإلختصاص - ص221)

التصنيف : اصناف الناس

قال الهادي )ع( : الغوغاء قتلة األنّبياء ، والعام<ة اسم�<ههم باألنعام مشتق� من العمى ، ما رضي الله لهم أن شّب

196حتى قال : } بل أضل< سّبيال {. ص

المصدر: أمالي الطوسي

السند : نقله الطوسي رحمه الله في أماليه بسنده عن جماعة ! عن أبي المفضل عن عّبدالله بن محمد بن

عّبيد ، عن أبي الحسن الثالث عليه السالم .. الخّبر . و الجملة األولى " الغوغاء قتلة األنّبياء " نقله بعضهم

كصاحب العدد القوية ) علي بن يوسف الحلي ( منقوالعن اإلمام الرضا عليه السالم .

الشرح : الغوغاء كما جاء في نهج الّبالغة يصفهم أمير المؤمنين عليه السالم بقوله : " هم الذين اذا اجتمعوا

غلّبوا ، و اذا تفرقوا لم يعرفوا " و قال أيضا : " هم الذين اذا اجتمعوا ضروا و اذا تفرقوا نفعوا " فقيل : قد عرفنا مضرة اجتماعهم فما معنى افتراقهم ؟ فقال : " يرجع

اصحاب المهن الى مهنتهم فينتفع الناس بهم كرجوع الّبناء الى بنائه و النساج الى منسجه و الخّباز الى مخّبزه " . و اجمال القول فإن الغوغاء هم عامة الناس الذين يدعونهم

الفهماء أو أصحاب المكر لغرض ما فال يفكرون و ال يستطيعون اإلهتداء الى سّبيل الحق فتراهم يسرعون الى

�دعون الى أمور باطله فيتسّبّبون ما د�عوا اليه و غالّبا ما ي في الشغب و الخراب . و لكن كما قال امير المؤمنين

111

Page 112: جواهر البحار

عليه السالم اذا تفرقوا فكل يرجع الى مهنته و يعمل بها و بذلك ينتفع الناس منهم و أما اجتماع هؤالء الغوغائيين

فكلها ضرر حتى أن اإلمام الهادي سالم الله عليه يصفهم بقتلة األنّبياء . و العام<ة التي هي بمعنى الغوغائيين حيث

يعني العوام من الناس أو الهمج الرعاع فيقول اإلمام أن العامة مشتقة من كلمة " العمى " حيث انهم عميان الّبصيرة ال يهتدون الى سّبيل الحق بل يتّبعون الّباطل

حيثما اشتهوا و حيثما كانت فيه مصلحتهم دون النظر الى عواقب األمور أو الرجوع الى مّبدأ الحق المطلق سّبحانه

و تعالى . ثم يقتّبس اإلمام سالم الله عليه آية القرآن حيث يشّبههم باألنعام و الحيوانات بل و أضل سّبيال حتى من الّبهائم . فكيف يستطيع هؤالء الغوغائيين أن ينتخّبوا

حاكما أو نائّبا بالحق ؟!

التصنيف : أصناف الناس

� حظ<ر عليه قال أمير المؤمنين )ع( : إذا أرذل الله عّبداالعلم.

المصدر: النهج

السند : هذا الحديث وارد في نهج الّبالغة مرفوعا كالعادة�قل بصيغة مختلفة قليال عن رسول الله صلى الله و قد ن

( حيث يقول : " ما175-10عليه و آله في كنز العمال ) استرذل الله عّبدا إال حظ<ر عليه العلم و األدب " و هذه الجملة أكثر وضوحا فاإلنسان ان كان في نفسه مهانا

ليس له قابلية الكرامة و العزة عندئذ يسترذله اللهلتحقيره هو نفسه فلم يوفقه لطلب العلم .

112

Page 113: جواهر البحار

الشرح : الرذل اإلنسان الحقير الدنيء الذي فيه خساسة و دنية فإذا حق<ر الله انسانا لقابليته للتحقير و المهانة فإنه بالتأكيد يحرم عليه تلقي العلم اإللهي و يّبعد عنه الحكمةو لم يوفقه لتحصيلهما . و قد أجاد الشاعر حيث قال :

شكوت الى وكيع سوء حالي *** فأرشدني الى تركالمعاصي

و قال ألن حفظ العلم فضل *** و فضل الله ال يؤتيهعاصي

و كما قال أمير المؤمنين عليه السالم فالعلم أصل كلخير و الجهل أصل كل شر .

التصنيف : فضل العلم

قال أمير المؤمنين )ع( : كانت الحكماء فيما مضى من الدهر تقول : ينّبغي أن يكون االختالف إلى األبواب

لعشرة أوجه :

أولها : بيت الله عز< وجل لقضاء نسكه والقيام بحقه وأداءفرضه .

والثاني : أبواب الملوك الذين طاعتهم متصلة بطاعة الله عز وجل ، وحقهم واجب ، ونفعهم عظيم ، وضررهم

شديد .

والثالث : أبواب العلماء الذين يستفاد منهم علم الدينوالدنيا .

والرابع : أبواب أهل الجود والّبذل الذين ينفقون أموالهمالتماس الحمد ، ورجاء اآلخرة .

113

Page 114: جواهر البحار

�حتاج إليهم في والخامس : أبواب السفهاء الذين ي�فزع إليهم في الحوائج . الحوادث ، وي

ب إليه من األشراف ، �تقر< والسادس : أبواب من ياللتماس الهيئة والمروة والحاجة.

�رتجى عندهم النفع في الرأي والسابع : أبواب من يوالمشورة ، وتقوية الحزم وأخذ األهّبة لما يحتاج إليه .

والثامن : أبواب اإلخوان لما يجب من مواصلتهم ويلزممن حقوقهم .

والتاسع : أبواب األعداء التي تسكن بالمداراة غوائلهم ،ويدفع بالحيل والرفق واللطف والزيارة عداوتهم .

والعاشر : أبواب من ينتفع بغشيانهم ويستفاد منهم حسن197األدب ويؤنس بمحادثتهم . ص

المصدر: الخصال

السند : نقله الصدوق رحمه الله في خصاله عن أحمد بن الحسن القطان عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ،

عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعد الخفاف عن

األصّبغ بن نّباتة عن أمير المؤمنين .. الخّبر .

الشرح : ينّبغي لإلنسان أن يزور هذه األبواب العشرةحيث صنفهم أمير المؤمنين نقال عن الحكماء السابقين :

- أن يداوم على زيارة المساجد و المعابد التي يذكر فيها1اسم الله

- أن يمر على أبواب الملوك . و ال يمكن القّبول بأن2 الغرض من الملوك هم حكام الجور ولو أن الحديث ينقله

114

Page 115: جواهر البحار

اإلمام عن الحكماء فالملك الذي طاعته متصلة بطاعة الله - كما ورد في الحديث - ال يمكن أن يكون إال خليفة

الله في أرضه و حجته على عّباده الين فرض الله طاعتهم على العّباد و هم األنّبياء و األئمة المعصومون عليهم

السالم , أما الملوك أو حكام الظلم و الجور فال يمكن أن يصفهم اإلمام بهذا الوصف العال إال أن يكون الحديث

ساقطا من درجة اإلعتّبار .

- أبواب العلماء من أفضل الّبواب ألن مواصلتهم فيها3 خير الدنيا و اآلخرة . و منهم يتعلم األحكام و يتفقه في

الدين و مجالستهم توجب األجر والثواب العظيم .

- الكرماء و أهل الجود حيث تكون في معاشرتهم منفعة4لنفسه و لغيره .

- أبواب السفهاء و الغوغائيين و الجهال حيث يميلون مع5 كل ريح و يستفيد الشخص منهم بإجتماعهم و تحريكهم لغرض ما . و بالتأكيد ان كان تحريكهم ألمر حسن فإنه

مفيد و إال فيكون وزرا كّبيرا على من حركهم .

- أبواب النقربين الى األمراء و الوالة حيث يتوسط بهم6اإلنسان لقضاء حوائجه و حوائج اإلخوان .

- أبواب الحكماء و العقالء ، يستشيرهم اإلنسان في7أمور الحياة و يستفيد من تجاربهم و حكمهم .

- و من أفضل األبواب أبواب إخوان المرء في الله حيث8 تواصلهم و برهم و اإلحسان اليهم و اإلستعانة منهم أمور

مشروعة راجحة .

- أبواب األعداء و ذلك بالمداراة معهم و بلطائف الحيل9جلب محّبتهم و تجنب عدائهم .

115

Page 116: جواهر البحار

- أبواب من يستأنس بهم اإلنسان حيث األخالق10 الحسنة و المعاشرة اللطيفة فغالّبا ما يحتاج اإلنسان الى

صديق حسن العشرة طيب المحادثة ليقضي معه يوماممتعا جميال .

التصنيف : اصناف الناس

**

16-3-2008

قال رسول الله )ص( : المؤمن إذا مات وترك ورقة� واحدة� عليها علم� ، تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا

فيما بينه وبين النار ، وأعطاه الله تّبارك وتعالى بكل حرف� مكتوب� عليها مدينة� أوسع من الدنيا سّبع مرات .

وما من مؤمن� يقعد ساعة� عند العالم إال ناداه ربه عز<<ك الجنة وجل< :جلست إلى حّبيّبي ، وعزتي وجاللي ألسكنن

�بالي !. ص 198معه وال أ

المصدر: أمالي الصدوق

السند : ينقله الصدوق في أماليه عن محمد بن علي قال : حدثنا علي بن محمد بن أبي القاسم ، عن أبيه ،

عن محمد بن أبي عمر العدني بمكة ، عن أبي العّباس بن حمزة ، عن أحمد بن سوار ، عن عّبيدالله بن عاصم عن سلمة بن وردان ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله .. الخّبـر. و ال أدري صحة الخّبر عن سقمه فالقول

في أنس بن مالك مختلف منهم من يصدق بعض أحاديثه و منهم من يقول بضعفه بل بكذبه . جاء في حديث عن

جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن اإلمام الصادق عليه السالم أنه قال : " ثالثة كانوا يكذبون على رسول

الله : ابو هريرة و أنس بن مالك و امرأة " ) معجم رجال

116

Page 117: جواهر البحار

( وهو الذي كتم حديث الوالية80-11الحديث للخوئي فابتاله الله بالّبرص بدعاء أمير المؤمنين عليه السالم عليه . و هناك أحاديث كثيرة نقلت عنه في فضائل أهل الّبيت عليهم السالم بالرغم من نقله ألحاديث مكذوبة نقل كثير منها األميني في الغدير منها قوله عن رسول الله )ص( :

ما قدمت أبابكر و عمر و لكن الله قدمهما و من بهما علي فأطيعوهما و اقتدوا بذكرهما !! فكيف يقدمهما النّبي

و قد أكد مرارا بأن عليا هو األفضل و األعلم و األتقى و األصلح و يأمر الناس بالوالء له كما كان في حديث غدير

خم . فكيف سمع ذلك أنس من الرسول و لم يسمع مئات األحاديث في حق أمير المؤمنين . و أما أحمد بن

سوار و سلمة بن وردان فقليال الحديث .

الشرح : ال شك أن العلم كلما انتشر أكثر كان أجر صاحّبه أكثر ولو أن ما في هذا الحديث مّبالغ فيه و قد اشتهر بين األصحاب فكثيرا ما ينقله العلماء في كتّبهم من باب ثواب نشر العلم . فكما يقول هذا الحديث ، أن الله يعطي بكل

حرف مدينة أوسع من الدنيا سّبع مرات

مجلدات و فيه110فالذي ألف كتابا للحديث يحتوي على ماليين الحروف فكم يكون مقدار مدنه التي يعطيه الله و

ماذا يريد بمليارات المدن ؟!! أنا ال أدري لماذا ال يتوجه األجلة من علمائنا الى نص الحديث ليروا المّبالغة فيه قد وصل الى قمة جّبل افرست . ثم هل يكفي الجلوس عند

العالم ساعة واحدة ليقسم الله تعالى بعظمته و جاللته أن يسكنه الجنة مع العالم ؟! و الغريب أن كثيرا من

علمائنا نقلوا الحديث دون التفكير فيه و دون مالحظةالسند .

التصنيف : فضل العلم

117

Page 118: جواهر البحار

<ر مصابنا فّبكى وأبكى ، لم تّبك� قال الرضا )ع( : م�ن تذك عينه يوم تّبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيى فيه

200أمرنا ، لم يمت قلّبه يوم تموت القلوب.ص

المصدر: العيون

السند : ينقله الشيخ الصدوق في كتابه ) عيون أخّبار الرضا ( في حديث مستند عن أحمد بن الحسن القطان

و محمد بن بكران النقاش و محمد بن ابراهيم بن اسحاق قالوا حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن اإلمام الرضا

عليه السالم ... الخّبر . و ذكره كثيرون عنه و الحديث ذومضمون راق .

الشرح : أجل .. العين التي تّبكي على مصابهم سالم الله عليهم حّبا لهم ، لن تّبك يوم القيامة ، ان كان الّبكاء تقربا لله . و أجر الّبكاء و اإلبكاء على مصابهم ألجر عظيم . و اللطيف في الحديث أنه يذكر مّباشرة بعد فضل الّبكاء ،

فضل احياء أمرهم . فلعمري ما الّبكاء اال إلحياء أمرهم و ما التأكيد على اقامة مجالس العزاء إال إلحياء أمرهم و ال

يوجد على وجه األرض أمر� أهم من إحياء أمرهم سالم الله عليهم فالذي يحيي أمرهم و يجلس في مجلس يحيي

أمرهم و يشارك في نشر ثقافتهم لم يمت قلّبه يومتموت القلوب بإذن الله .

التصنيف : قضل إحياء أمرهم

118

Page 119: جواهر البحار

قال الصادق )ع( : يا خيثمة !.. أقرئ موالينا السالم ، وأوصهم بتقوى الله العظيم عز< وجل< ، وأن يشهد أحياؤهم

جنائز موتاهم ، وأن يتالقوا في بيوتهم فإن< لقياهم حياة أمرنا ، ثم رفع يده )ع( فقال : رحم الله امرأ أحيا

200أمرنا.ص

المصدر: أمالي الطوسي

السند : ينقله الشيخ رحمه الله في أماليه عن أبي عّبدالله محمد بن محمد عن أبي القاسم جعفر بن محمد عن أبيه

عن سعد بن عّبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن اسحاق عن بكر بن محمد عن أبي عّبدالله عليه السالم .. الخّبر . و أما الشيخ المفيد فإنه ينقله كامال في

( حيث يقول خيثمة :93كتابه ) الحكايات - ص

دخلت عليه ) على اإلمام الصادق عليه السالم ( أودعه و أنا أريد الشخوص عن المدينة فقال : يا خيثمة أبلغ موالينا

السالم و أوصهم بتقوى الله و العمل الصالح و أن يعود صحيحهم مريضهم و ليعد غنيهم على فقيرهم و أن يشهد حيهم جنازة ميتهم و أن يتالقوا في بيوتهم و أن يتفاوضوا في علم الدين ، فإن في ذلك حياة ألمرنا رحم الله عّبدا

أحيى أمرنا . و أعلمهم يا خيثمة أنا ال نغني عنهم من الله شيئا إال بالعمل الصالح فإن واليتنا ال تنال إال بالورع و إن اشد الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدال ثم خالفه

الى غيره ." و نقل في اإلختصاص أيضا ) المنسوب الى الشيخ المفيد ( عن ابراهيم بن عمر اليماني عن عّبد

األعلى مولى آل سام عن أبي عّبد الله .. الى قوله : " رحم الله من أحيى أمرنا " . و نقله ابن ادريس الحلي في

( و نقل أيضا في الكافي625مستطرفات السرائر ) ص و قرب األسناد . و الحديث من أروع ما نقل عن اإلمام

119

Page 120: جواهر البحار

الصادق عليه السالم و لعمري ان الجزء األخير منه و الذي لم ينقله صاحب الجواهر ) لإلختصار ( أهم بكثير مما

جاء فيه .

الشرح : و ما أحلى و ألطف من أن يّبلغنا إمامنا السالم قّبل أن يوصينا بتقوى الله و علينا أن نفتخر و نعتز بسالم

إمامنا لنا فإن سالمه سالمة لديننا ان شاء الله و يوصينا اإلمام بوصايا عامة منها عيادة المرضى و تشييع الجنائز و

مساعدة األغنياء للفقراء ثم يوصينا بوصية خاصة و هي إحياء أمرهم و أن نجتمع في بيوتنا باإلضافة الى مجالسنا

و مساجدنا و حسينياتنا ، نجتمع فيها و نحيي فيها أمرهم فإحياء أمرهم أهم فريضة من الله عّبينا " و ما نودي

بشيء مثل ما نودي بالوالية " ثم يمكث قليال فيؤكد مرة أخرى بندائه اياه " يا خيثمة : اخّبر و أنّبئ شيعتنا و موالينا

بأنا ال نغني عنهم من الله شيئا إال إن كانوا مؤمنين و عملوا الصالحات و اتصفوا بالورع و التقوى .. و ما الوالية لهم إال اإليمان المضاف اليه العمل الصالح و الذي نوجزه

في كلمة واحدة : التقوى . فشفاعتهم ال تنال من يكونمستخفا بصالته أو مجاهرا للفسق و الفجور أبدا .

التصنيف : فضل إحياء أمرهم

قال الصادق )ع( : يا داود !.. أبلغ موالي� عني السالم� اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا ، وأني أقول : رحم الله عّبدا

فإن< ثالثهما ملك� يستغفر لهما ، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إال باهى الله تعالى بهما المالئكة ، فإذ اجتمعتم

فاشتغلوا بالذكر ، فإن< في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياؤنا ، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا .

200ص

120

Page 121: جواهر البحار

المصدر: أمالي الطوسي

السند : ينقله الشيخ رحمه الله في أماليه عن محمد بن محمد قال اخّبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال :

حدثني القاسم بن محمد عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن جده عن عّبدالله بن حماد األنصاري عن جميل بن

دراج عن معتب مولى أبي عّبد الله عليه السالم قال : سمعته يقول لداود بن سرحان : يا داود ... الخّبر . و نقله محمد بن علي الطّبري في كتابه ) بشارة المصطفى ص

176 )

الشرح : و نراه سالم الله عليه عندما يريد التأكيد على احياء أمرهم يحاول ايصال وصيته المّباركة عن طريق أحد أصحابه المقربين اليه و نراه يّبلغ مواليه السالم من ذلك

الحين الى يوم القيامة و كأنه يريد التأثير عليهم من خالل السالم حتى يصغوا الى وصيته الخالدة بكل لهفة و شوق

ثم يترحم على من يجتمع مع نفر آخر إلحياء و تذاكر ذكرهم سالم الله عليهم و كأنه يقول لنا : لو اجتمعتم معا حتى لو لم يتجاوز عددكم اإلثنين فتذاكروا أمرنا و تّباحثوا علمنا فإن ثالثكم سيكون مل�ك� مقرب يستغفر لكم طيلة

مدة احيائكم ألمرنا بل و أكثر من ذلك فالله تّبارك و تعالى بعظمته يّباهي بكم المالئكة .. ثم يؤكد ثانية بقوله : فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر .. لماذا ؟ ألن ذكركم لهم

سالم الله عليهم إحياء لهم .. و يا لهذه الكلمة من أثر على قلب الموالي المحب حيث يشتغل بذكرهم و كأنه

يحييهم عليهم السالم . و تأكيد ثالث أن أفضل الناس بعدهم الذين يدعون اآلخرين الى التمسك بهم و الى

إحياء آثارهم و ذكر أمرهم صلوات الله عليهم و رحم الله

121

Page 122: جواهر البحار

من استمع اليهم و أنصت بقلّبه لهم و دعا الناس اليهم وحشرنا في زمرتهم ان شاء الله .

التصنيف : فضل احياء أمرهم

***

19-3-2008

قال النّبي )ص( : األنّبياء� قادة� ، والفقهاء� سادة� ، ومجالستهم زيادة� ، وأنتم في ممر الليل والنهار في آجال

منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتيكم بغتة� فمن� يحصد ندامة� .ص � يحصد غّبطة� ، ومن يزرع شرا يزرع خيرا

201

المصدر: أمالي الطوسي

السند : ينقله الشيخ قدس سره عن جماعة يروون عن أبي المفضل محمد بن عّبد الله الشيّباني عن أحمد بن

عّبدالله بن سابور قال : حدثنا أيوب بن محمد الرقي الوزان عن سالم بن رزين الحراني عن اسرائيل بن

يونس الكوفي عن جده أبي اسحاق عن الحارث الهمداني عن علي عليه السالم عن النّبي صلى الله عليه و آله ..

-15الخّبر . و يذكره المتقي الهندي في كنز العمال ) 934)

الشرح : األنّبياء الذي اختارهم الله تعالى و اصطفاهم من بين عّباده ال شك أنهم هم قادة األمم و أمراؤهم و

طاعتهم مفروضة و اإللتزام بأوامرهم واجب .. و الفقهاء الذين أخذوا فقه األحكام من األنّبياء هم الكّبراء و السادة

و لهم األمر بعد األنّبياء و ان مجالستهم تزيد في علوم

122

Page 123: جواهر البحار

المرء فجالسوهم و اغتنموا الفرص ألن حركة األيام تنّبئ عن قرب الرحيل و الموت يأتي فجأة فال يّبقى اال العمل الصالح الذي ينفع اإلنسان لما بعد موته فكلما تعمل في الدنيا خيرا ترى نتتيجته الحّبور و السرور و حسن الحال

في ما بعد الموت و كلما تعمل شرا ترى الندم و الخسران يوم ال تنفع مال و ال بنون اال من أتى الله بقلب

سليم .

التصنيف : مجالسة العلماء

قال رسول الله )ص( :بادروا الى رياض الجنة،فقالوا:وما202رياض الجنة ؟قال:حلق الذكر.ص

المصدر: معاني األخّبار

السند : ذكر الحديث في أمالي الصدوق و في معاني األخّبار و في كتب أخرى كثيرة و في معاني األخّبار ينقله

عن محمد بن بكران النقاش عن أحمد الهمداني عن منذر بن محمد عن أبيه عن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن

الحسن بن علي عليه السالم قال : قال رسول الله ...الخّبر .

الشرح : وقد ورد هذا الحديث بصيغة أخرى ففي عدة ( يصف رسول الله صلى الله عليه و238الداعي )ص

آله رياض الجنة بمجالس الذكر و يشجع أصحابه اليها�سأل عن حيث يقول : ارتعوا في رياض الجنة و عندما ي

معنى رياض الجنة يقول : " مجالس الذكر اغدوا و روحوا و اذكروا ... و اعلموا أن خير أعمالكم و أزكاها و أرفعها

123

Page 124: جواهر البحار

في درجاتكم و خير ما طلعت عليه الشمس ذكر اللهسّبحانه ."

و حري بالذكر أن يكون أفضل األعمال و أزكاها .. أال يكفي أن الله تعالى يقول : " أذكروني اذكركم " فإذا

ذكرناه سّبحانه بالطاعة و العّبادة - و ليس مجرد الذكر اللفظي - فإنه يذكرنا بالنعمة و اإلحسان و الرحمة و

الرضوان .

و بالتأكيد حلق الذكر أو مجالس الذكر تشمل مجالس�درس فيها �ذكر فيها فضائل أهل الّبيت و ي �نشر فيها و ي ي ثقافتهم و علومهم و حكمهم . و ال بد من اإلشارة بأن

قسما من الصوفية اختاروا هذا الحديث ليجعلوا ألنفسهم حلقات من الذكر - كما يدعون - يذكرون فيها بعض

األذكار بترتيب خاص ثم يرقصون رقصة مخصوصة بهم و تراهم يزبدزن و تتغير ألوان وجوههم و يعملون أعماال

عجيّبة ال تمت الى الذكر و ال الى الدين بصلة بل الدين بريء منهم و من أعمالهم و بدعهم . فحلق الذكر ال تعني هذه الحلقات المصطنعة بل انها مجالس يذكر فيها اسم

الله كثيرا .

التصنيف : مجالس الذكر

قال الصادق )ع( : إن< الله عز< وجل< يقول لمالئكته - عند انصراف أهل مجالس الذكر والعلم إلى منازلهم - : اكتّبوا ثواب ما شاهدتموه من أعمالهم فيكتّبون لكل واحد� ثواب عمله ، ويتركون بعض م�ن حضر معهم فال يكتّبونه فيقول

124

Page 125: جواهر البحار

الله عز< وجل< : ما لكم لم تكتّبوا فالنا أليس كان معهم ،وقد شهدهم ؟..

فيقولون : يا رب< !.. إنه لم يشرك معهم بحرف ، وال تكل<م معهم بكلمة ، فيقول الجليل جل< جالله : أليس كان

جليسهم ؟.. فيقولون : بلى يا رب< !.. فيقول : اكتّبوه معهم !.. إنهم قوم� ال يشقى بهم جليسهم ، فيكتّبونه

معهم ، فيقول تعالى : اكتّبوا له ثوابا مثل ثواب أحدهم .202ص

المصدر: الغوالي

السند : صاحب الغوالي ينقل الحديث كعادته بدون سند و لكنه هنا يقول : روى عدة من المشايخ بطريق صحيح

عن اإلمام الصادق عليه السالم .. الخّبر . و ليسمح لنا ابن أبي جمهور اإلحسائي رحمه الله أن نطلب اسم المشايخ

منه لنعلم طريقه الى الرواية . و لم ينقله حسب تتّبعيأحد غيره من األقدمين .

الشرح : ينقل الحديث محاورة بين الرب و مالئكته حيث يراهم يكتّبون أسماء الذين كانوا يتحدثون و يتّباحثون في مجلس الذكر و العلم و يذكرون الله و لم يكتّبوا أسماء

بعض من كانوا في المجلس فيقول المالئكة بأنهم لم يشاركوا مع أهل المجلس بحرف واحد و لم يتكلموا معهم

كلمة واحدة فيأمرهم الله تعالى أن يكتّبوا أسماءهم بالرغم من عدم مشاركتهم بالحديث فيكفي أنهم

�تركوا ألنه ال يشقى شاركوهم في مجلسهم فال ينّبغي أن ي جليس أهل مجالس الذكر و العلم . ولو صح الحديث فإنه بشارة جميلة لكل من يحضر مجالس العلماء حتى لو لم

يشاركهم بالحديث .

125

Page 126: جواهر البحار

التصنيف : مجالس الذكر

قال النّبي )ص( : تذاكروا وتالقوا وتحد<ثوا !.. فإن< الحديث جالء� ، إن< القلوب لترين ) أي لتخّبث ( كما يرين السيف

203وجالؤها الحديث . ص

المصدر: الغوالي

السند : باإلضافة الى نقله في غوالي اللئالي بدون سند ، فقد نقله الكليني في الكافي مرفوعا أيضا عن محمد بن

يحيى عن أحمد بن محمد عن عّبدالله بن محمد الحجالعن بعض أصحابه .

الشرح : أكّبر اإلحتماالت أن المقصود من التذاكر ، تذاكر العلم و بحثه و لكن يحتمل أيضا أن يكون معناه أن يتذكر بعضنا بعضا بالخير و الرحمة و اللطف . و التالقي أيضا له وجهان : إما أن نتالقى لّبحث العلم و إما أن نتالقى إلظهار

المحّبة فيما بيننا و بين إخوتنا في الله و أما الحديث فأظنه هو الحديث الذي يوجب األجر و الثواب ال األحاديث

الّباطلة فالحديث الذي يرغ<ب فيه النّبي هو الذي يذكرنا بالله و باآلخرة و يقربنا الى الله تّبارك و تعالى فالقلب

مثل الحديد يصدأ و يخّبو و يسود و جالؤه و تصفيته وتنظيفه من الصدأ و الخّبث ال يكون اال بالحديث .

التصنيف : ثواب الذكر

***

25-3-2008

126

Page 127: جواهر البحار

قال الحواريون لعيسى )ع( : يا روح الله !.. م�ن<ركم الله رؤيته ، ويزيد في نجالس ؟.. قال : م�ن يذك

203علمكم منطقه ، ويرغ<ّبكم في اآلخرة عمله.ص

المصدر: الغوالي

السند : صاحب الغوالي ينقله كعادته دون سند و لكن الشيخ الكليني رحمه الله ينقله في الكافي الشريف عن

أحمد بن محمد بن الّبرقي عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عّبدالله عليه السالم ... الخّبر . و ينقله المجلسي في الّبحار عنه و عن الغوالي . الفضل

بن أبي قرة ضعيف مضطرب األمر .

الشرح : يحصر نّبي الله عيسى بن مريم سالم الله عليهالمعاشرة في ثالثة اشخاص :

- الذي نرى في محياه صفاء ذاته و ضياء صفاته و بهاء1 عّبادته و طراوة لسانه بذكر الله .. سيماه في وجهه من أثر السجود , فعندما ننظر اليه و نجتمع معه يذكرنا بالله

ليس لسانه فحسب بل و حتى أفعاله و خصاله و صفاته .

- علينا أن نعاشر العالم العامل الذي يزيدنا في علمنا2 كلما تكلم و تحدث ألنه ال ينطق عّبثا و ال يتكلم سدى بل

يتحدث حديث األنّبياء و األولياء و ينقل لنا حكمهم و معارفهم و آثارهم و ثقافتهم .. فمنهم نستقي أخّبار آل

محمد )ص( و منهم نأخذ معالم ديننا و شريعة نّبينا وأحكام مذهّبنا و ثقافة موالينا سالم الله عليهم .

- الذي نرى في عمله الخير و الصالح و نحس منه النية3 الصادقة و حسن العمل .. مؤمن صالح ال يشغل نفسه

بأمور الدنيا اال بقدر كسب الرزق الحالل و يصرف سائر أوقاته بالعمل المثمر الصالح تقربا الى الله و طلّبا للمزيد

127

Page 128: جواهر البحار

من رضاه .. و ان أعماله و أفعاله كافية لكي يأخذ منها الرائي قسطا وافرا من الخير فيسير على هداه و يقتدي

به و يعمل مثله .

التصنيف : كيفية المعاشرة

روي عن بعض الصادقين )ع( : الجلساء ثالثة : جليس� تستفيد منه فألزمه ، وجليس� تفيده فأكرمه ، وجليس� ال

203تفيد وال تستفيد منه فاهرب عنه!.. ص

المصدر: الغوالي

السند : ليس له سند يذكر في كتاب الغوالي و لم أعثر عليه في كتب أخرى اال من تأخر عنه فنقل منه . و

العجيب أنه لم يذكر حتى اسم اإلمام الذي تحدث به فيخير بين الصادقين أو الّباقرين ) اإلمام الّباقر و اإلمام

الصادق ( سالم الله عليهما . و بالرغم من جمال المحتوى�نقل . و لكنهم نقلوه فإني أراه ناقصا و األحرى به أن ال ي

فننقله منهم .

الشرح : جلساء المرء منحصرون في ثالث : إما أن يكون نافعا يستفيد منه فحري به أن يالزمه و يستمر في

معاشرته و ال ينفصل عنه . و إما أن يستفيد هو اآلخر منه فيكون في مجالسته نفعا له و يستغل الفرصة لإلستفادة

فهذا رجل يستحق التكريم و التقدير . و إما أن يكون رجال ال فائدة منه و ال يحب أن يستفيد من غيره .. همج رعاع ال يعرف علة خلقته و ال يستضيء بنور علم غيره فمثل هذا ال يليق أن يجالسه اإلنسان و األفضل التهرب منه

حتى ال يكون في مجالسته وزرا و وباال على المرء .

التصنيف : أصناف الناس

128

Page 129: جواهر البحار

قال رسول الله )ص( : أربعة� مفسدة� للقلوب : الخلوة بالنساء ، واالستماع منهن< ، واألخذ برأيهن< ، ومجالسة

الموتى ، فقيل له :

يا رسول الله !.. وما مجالسة الموتى ؟.. قال : مجالسة203كل ضال< عن اإليمان ، وحائر في األحكام.ص

المصدر: مجالس المفيد

السند : حديث سنده ضعيف و رواته أكثرهم من العامة ومحتواه يحتاج الى بحث أدق . نصرف عنه و عن شرحه

قال رسول الله )ص( : مجالسة العلماء عّبادة� ، والنظر إلى علي )ع( عّبادة� ، والنظر إلى الّبيت عّبادة� ، والنظرإلى المصحف عّبادة� ، والنظر إلى الوالدين عّبادة� . ص

204

المصدر: كشف الغمة

السند : حديث مسند ينقله اإلربلي رحمه الله في كشف الغمة عن الحافظ بن عّبد العزيز عن داود بن سليمان

القزويني عن اإلمام الرضا عليه السالم . و لم ينقله غيرهمن األقدمين حسب تتّبعي .

الشرح : أنواع العّبادات حسب هذا الحديث :

- مجالسة العلماء و معاشرتهم و الدخول الى مجالسهم1 عّبادة . و كيف ال تكون عّبادة فإنهم يدعون الى فعل

الخير و يقربوننا الى الله و يعلموننا الحالل و الحرام .

129

Page 130: جواهر البحار

- النظر الى وجه علي عّبادة .. ال شك في ذلك فالنظر2 الى وجه أمير المؤمنين عليه السالم كالنظر الى وجه

رسول الله صلى الله عليه و آله . نعم مجرد النظر الى هذا الوجه المّبارك الذي يذكر اإلنسان بالله و بالرسول

عّبادة إن كان الطرف اآلخر يقصد التقرب الى الله بالنظرالى هذا الوجه المقدس .

- النظر الى بيت الله الحرام ، الكعّبة المقدسة عّبادة3 ألنه أول بيت وضع للناس و انه مّبارك بتعّبير القرآن الكريم . هذا الّبيت الذي زاره و طافه كل األنّبياء و

المرسلين و عّباد الله الصالحين .

- النظر الى كتاب الله ، القرآن الكريم عّبادة و النظر4 بتّبصر فيه عّبادة أكّبر و قراءته و تالوته من على الكتاب عّبادة ليس فوقها عّبادة . طوبى لمن يرطب فاه بقراءة

القرآن آناء الليل و أطراف النهار .

- النظر الى الوالدين الذين تعّبا و شقيا في سّبيل اسعاد5 أبنائهما و بناتهما عّبادة . و اللطف اليهما عّبادة أكّبر و

اإلحسان اليهما أجر عظيم .

التصنيف : العّبادة

***

30-3-2008

130

Page 131: جواهر البحار

قال الكاظم )ع( : محادثة العالم على المزبلة ، خير� من205محادثة الجاهل على الزرابي ) أي الوسائد ( . ص

المصدر: االختصاص

السند : ذكره الشيخ المفيد قدس سره في اإلختصاص بدون سند و لم أعثر عليه في كتاب غيره من كتب

أحاديث المتقدمين .

الشرح : بالرغم من أن المعنى واضح و هو التأكيد على مجالسة العلماء و محادثتهم و اإلستفادة من علومهم و لكن التعّبير ال يناسب - حسب تصوري - مع تعابير أئمتنا سالم الله عليهم و بما أن الحديث دون سند فال نتمكن

من اإلقرار بصحته خاصة و أنه لم ينقل - حسب تتّبعي - في المنابع الروائية األخرى . اجماال يريد أن يؤكد اإلمام

سالم الله عليه - بفرض صحة الحديث - على ضرورة زيارة العلماء لإلستفادة من علومهم حتى لو كان في

مكان غير مناسب والتجنب من محادثة الجهال ولو كانالجلوس على وسائد و أرائك مريحة .

التصنيف : مجالسة العلماء

قال الكاظم )ع( : ال تجلسوا عند كل عالم إال عالم� يدعوكم من الخمس إلى الخمس : من الشك إلى اليقين ، ومن الكّبر إلى التواضع ، ومن الرياء إلى

اإلخالص ، ومن العداوة إلى النصيحة ، ومن الرغّبة إلى205الزهد . ص

المصدر: االختصاص

131

Page 132: جواهر البحار

السند : بالرغم من أن المجلسي ينقل الحديث من اإلختصاص للمفيد و لكنه اشتّبه عليه األمر فنقله كحديث

سابقه من اإلمام موسى بن جعفر عليه السالم و لكن األصح كما جاء في اإلختصاص نفسه أنه من أحاديث

رسول الله صلى الله عليه و آبه . و اإلختصاص ينقصه ذكر سند األحاديث . و قد ذكره المتقي الهندي في " كنز

العمال " نقال عن ابن عساكر عن جابر ) و من جملة رواته عّباد بن كثير اليقفي الذي يضعفه حتى أبناء العامة ( و أغلب الظن أن المفيد رحمه الله أخذ الحديث من كتب

العامة .

الشرح : الحديث - كما وضحنا - من رسول الله صلى الله عليه و آله ، و لم يكن من اإلمام الكاظم عليه السالم

) ولو أنهم كلهم نور واحد ( و يريد أن يركز على صفات العالم العامل الناصح و ليس كل من كان عالما . و هذا

أمر خطير و مهم فال يمكن قّبول مجالسة أي انسان لّبس زي العلماء أو حتى كان عالما بل و مجتهدا اال أن يكون

فيه بعض الخصال منها :

-مجالسته تّبعد عنا الشك و تقربنا من اليقين .1

- مجالسته تدعونا الى التواضع و نزع رداء التكّبر .2

- مجالسته تخلق في وجودنا اإلخالص في العمل و3 اإلبتعاد تماما عن الرياء ذلك ألن قّبول العمل ال يتأنى اال باإلخالص في النية و أما الرياء فإنه يقضي على األجر و

الثواب و يجعل العمل - مهما كان عظيما - كالهّباء المنثوربل و يحّبطه و يّبطله .

- مجالسته تحّبب الينا النصح للمسلمين و دعوتهم الى4 الحق بالكلمة الطيّبة و الّبعد عن العداوة و الحقد و

الحسد .

132

Page 133: جواهر البحار

- مجالسته تطفئ في وجودنا الشهوات الزائفة و ترغّبنا5 في طلب الحالل و القناعة فيه و العمل وفق الشريعة

المقدسة بعيدا عن الهوى .

التصنيف : مجالسة العلماء

قال رسول الله )ص( : إذا مررتم في رياض الجنة فارتعوا ، قالوا : يا رسول الله !.. وما رياض الجنة ؟.. قال :حلق

<ارات من المالئكة يطلّبون حلق الذكر ، فإن< لله سي205الذكر ، فإذا أتوا عليهم حف<وا بهم . ص

المصدر: منية المريد

) هذا الحديث سّبق و أن شرحناه فال داعي للتكرار (

خرج النّبي )ص( فإذا في المسجد مجلسان : مجلس يتفقهون ، ومجلس يدعون الله ويسألونه ، فقال : كال

المجلسين إلى خير ، أما هؤالء فيدعون الله ، وأما هؤالء فيتعل<مون ويفق<هون الجاهل ، هؤالء أفضل ، بالتعليم

�رسلت ، ثم قعد معهم . ص 206أ

المصدر: منية المريد

( و83-1السند : الحديث منقول في سنن ابن ماجة ) ( عن عّبد الرحمن بن رافع عن99- 1سنن الدارمي )

( و كنز10- 1عّبدالله بن عمرو و احياء علوم الدين ) ( و كتب أخرى من كتب العامة147 - 10العمال )

133

Page 134: جواهر البحار

بإختالف في األلفاظ و لكن الشهيد - كعادته - نقله دونذكر المنّبع و السند .

الشرح : يقول الحديث بأن النّبي عندما ورد الى المسجد ذات يوم رأى حلقتين مجتمع عليهما الناس : حلقة

يتعلمون فيها الفقه و يستفسرمن عن األحكام الشرعية و حلقة أخرى يدعون الله و يذكرونه فأثنى على الحلقتين و

لكنه رجح و فض<ل حلقة الفقه على حلقة الدعاء و�رسل من قّبل الله شاركهم في مجلسهم و أكد أنه قد أ

لتعليم الناس .

التصنيف : فضل العلم

****

2-4-2008

قال الصادق )ع( : العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق ، وال يزيده سرعة السير من الطريق إال بعدا

206. ص

المصدر: أمالي الصدوق

السند : ينقله الشيخ الصدوق رحمه الله بسنده عن أبيه عن سعد بن عّبدالله عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد عن أبي عّبد الله عليه السالم ... الخّبر . و ينقله الكليني رحمه

الله أيضا في الكافي و ينقله آخرون .

134

Page 135: جواهر البحار

الشرح : يشّبه اإلمام سالم الله عليه ذلك الذي يعمل من دون وعي و تعقل و حكمة بالجاهل الذي يسير في غير

الصراط المستقيم الحق فكلما ازداد في سيره و حركته يزداد بعدا عن المقصود . و السّبب في ذلك هو وحدة

الصراط . يقول تعالى : " و ان هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه و ال تتّبعوا السّبل فتفرق بكم عن سّبيله " بناء

عليه فإن من يدعي بأن كل السّبل تنتهي الى الله و الى الحق و لكن بعضها سّبل بعيدة المدى و األخرى قريّبة ،

كالم باطل ليس في محله ألن السّبل األخرى كلها منحرفة و ال تدل السائر على الطريق الحق فإذا سار فيها

سائر فإنه لن يصل الى المقصود أبدا .

التصنيف : العمل بغير علم

قال الصادق )ع( : قطع ظهري اثنان : عالم� متهتك� ،<كه ، وهذا وجاهل� متنس<ك� ، هذا يصد< الناس عن علمه بتهت

208يصد< الناس عن نسكه بجهله.ص

المصدر: الغوالي

السند : ينقله صاحب الغوالي بدون سند عن اإلمامالصادق عليه السالم .

الشرح : هذا الحديث يشّبه قول أمير المؤمنين عليه السالم في خطّبة له : " ... قطع ظهري رجالن من

الدنيا : رجل� عليم اللسان فاسق ، و رجل جاهل القلب ناسك ، هذا يصد بلسانه عن فسقه ، و هذا بنسكه عن

جهله ، فاتقوا الفاسق من العلماء و الجاهل من المتعّبدين ، مشكاة103أولئك فتنة كل مفتون " ) الخصال -

( و ما أجمل قولهما سالم الله عليهما ذلك238األنوار -

135

Page 136: جواهر البحار

ألن العالم اذا انحرف - ال سمح الله - فإن خطره جسيم جدا ، ألن العوام من الناس ال يستطيعون التمييز بينه و

بين العالم الورع و بذلك يغوي الناس و يضل<هم . و نعم ما جاء في الحديث الشريف : " إذا فسد العال�م ، فسد

العال�م " فالعالم المتهتك يجر العوام الى قرصه ليضلقوما بعد أن هداهم الله .

و هكذا اذا كان الجاهل ظاهر الصالح عابدا م تنسكا فإنه ضال مضل ذلك ألن العّبادة بدون علم و وعي كالذي

يسير من غير هدى . و هؤالء هم الذين يذكرهم اإلمام الخميني رحمه الله بالمقدس األحمق ولو لم يكن

خطرهم أكثر من العالم الفاسق فليس أقل منه . و من هؤالء الخوارج لعنهم الله حيث كانوا يصلون الليل و

جّباههم تنّبئ عن كثرة السجود و لكنهم قاموا و ثاروا ضد إمام زمانهم و استطاع معاوية أن يغويهم بمجرد رفع

الصحف على األسنة و م�ثلهم في زماننا كثير . و العجيب أن اإلمام سالم الله عليه يعّبر عن هذين الشخصين ) أو هاتين الفئتين ( بأنهما كسرا ظهره دليل على شدة تألمه

و تأثره من العالم الفاسق و الجاهل المتعّبد .

التصنيف : العالم و الجاهل

<د على غير فقه كحمار قال أمير المؤمنين )ع( : المتعّب الطاحونة يدور وال يّبرح ، وركعتان من عالم خير من

سّبعين ركعة من جاهل ، ألن< العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه ، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا ، وقليل العمل

مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك208والشّبهة . ص

المصدر: االختصاص136

Page 137: جواهر البحار

السند : ينقله المفيد من غير سند و ينقل اآلخرون منه .

الشرح : تشّبيه الجاهل الناسك بالحمار فيه تهكم و سخرية شديدة له ثم إن اإلمام سالم الله عليه يشّبه

األحمق الذي يعّبد الله دون علم و وعي بأنه مثل حمار الطاحونة حيث يدور حول نفسه دون أن يعلم بذلك ألن

على عينه غطاء و هكذا الجاهل العابد فإن على عينه غشاوة ال يستطيع أن يميز الخير من الشر و الصالح من

الفاسد فيتّبع كل ناعق و يميل مع كل ريح و لكنه في نفس الوقت يظهر للرائي بأنه عابد زاهد ناسك و لكن عّبادته ال تفيد و ال تنتج اال حنظال و سما . ثم ان اإلمام

يقارن بين ركعتين من صالة عالم بسّبعين ركعة من صالة العابد الجاهل فيرجح كفة العالم على اآلخر و السّبعين دليل الكثرة و إال فإن ركعتين من العالم العالمل يرجح

على ألف ركعة من الجاهل المتنسك . و هكذا فإن العالم في الفتن المظلمة يشق الظلمة بشعاع علمه فيخرج

منها منتصرا فائزا و أما الجاهل فإنه يغرق في تيه الظلمات و ال يخرج إال بّبالء أكّبر و ظلمة أكثر . و إن الله يقّبل عمال قليال بعلم و بصيرة و يفضله على العمل الكثير

مع الشك و الشّبهة .

التصنيف : العالم و الجاهل

قال الصادق )ع( : أحسنوا النظر فيما ال يسعكم جهله ، وأنصحوا ألنفسكم ، وجاهدوها في طلب معرفة ما ال عذر

لكم في جهله ، فإن< لدين الله أركانا ال ينفع من جهلها شدة اجتهاده في طلب ظاهر عّبادته ، وال يضر< من عرفها

، فدان بها حسن اقتصاده ، وال سّبيل ألحد إلى ذلك إال209بعون من الله عز< وجل< . ص

137

Page 138: جواهر البحار

المصدر: كنز الكراجكي

السند : نقله الكراجكي و المفيد في اإلرشاد دون سند و هكذا أيضا نقله الفتال النيسابوري في روضة الواعظين

دون سند مع بعض اإلختالف في النص .

الشرح : الحث على النظر في دين الله و التحريض على معرفة أولياء الله من أهم ما ينصحنا به أئمتنا سالم الله عليهم . و أما الجهل فقد بني اإلنسان عليه إال األنّبياء و

األولياء فإنهم لم يّبتلوا بحجب الغفلة و تعلقت مشيئة الله أن على أن ال يحجّبوا عن الفطرة بخلقتهم المادية ليكون

منابع هداية و مصادر ارشاد للغافلين و الجاهلين فمن أراد الكمال و أراد أن تنقشع عن عينيه حجب الغفلة المادية فعليه أن يتّبعهم ألنهم أركان دين الله فال تنفع عّبادة من أحد إال إذا كانت مطابقة مع أقوالهم و أفعالهم ذلك ألن

أقوال األنّبياء الكرام و أئمة الهدى سالم الله عليهم و أفعالهم و تقريرهم حسن الصواب فمن عمل بها فاز و من تخلف عنها خسر . و اإلهتداء بهداهم هو التفقه في الدين فمن لم يتفقه في الدين فقد اختار لنفسه تلك

الحجب المادية التي تغمره في مهاوي الغفلة و تغرقه في بحار الظلمة . و لعمري ال يتأتى ذلك إال بتوفيق من الله

تعالى و جد و اجتهاد في تعلم األحكام و التفقه فيها .

التصنيف : العالم و الجاهل

***

11-4-2008

138

Page 139: جواهر البحار

قال الكاظم )ع( : دخل رسول الله )ص( المسجد فإذا<مة جماعة قد أطافوا برجل ، فقال : ما هذا ؟.. فقيل : عال

، قال :

<مة ؟.. قالوا : ما العال

أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها ، وأيام الجاهلية ،وباألشعار والعربية ، فقال النّبي )ص( :

211ذلك علم� ال يضر< م�ن جهله ، وال ينفع م�ن علمه . ص

المصدر: أمالي الصدوق

السند :

ينقله لنا الشيخ الصدوق رحمه الله في أماليه عن الحسين بن أحمد بن ادريس عن أبيه عن أحمد بن أبي عّبدالله الّبرقي عن محمد بن عيسى عن عّبيد الله بن

عّبدالله الدهقان عن درست بن أبي منصور الواسطي عن ابراهيم بن عّبد الحميدعن أبي الحسن موسى بن جعفر

عليهما السالم .. الخّبر . و ينقله الكليني أيضا في الكافي بإختالف بسيط في مقدمة السند و بزيادة جميلة في آخر الحديث حيث يقول : " ثم قال النّبي صلى الله عليه و آله

و سلم : " إنما العلم ثالثة : آية محمكة أو فريضة عادلة ( و33-1أو سنة قائمة و ما خالهن فضل " ) الكافي -

ينقله كثيرون عنهما .

الشرح : العالمة صيغة مّبالغة بمعنى الزيادة في العلم ثم يسأل الرسول مستغربا عنهم : و ما العالمة ؟ فقالوا انه أعلم الناس بأنساب العرب و حوادث الجاهلية و تواريخ

وقائعها . و لكن الرسول يعلمهم أن مثل هذه المعارف ال

139

Page 140: جواهر البحار

تدخل في " العلم " ألن العلم باألنساب أو بالتاريخ الجاهلي ليس فيه منفعة أخروية لإلنسان و ال يضر الجاهل

عن مثله بعدم معرفته له و لكنه فضل أي زيادة في المعلومات ليس إال . ثم يحصر الرسول العلم في ثالثة أشياء ال رابع لها : آية محكمة ليس فيها نسخ و ال تحتاج الى تأويل و ال اختالف فيها .. أو فريضة عادلة يعني علم

بالواجّبات دون افراط و تفريط أو علم متفق عليه بين المسلمين أو فريضة معدلة على السهام المذكورة في

الكتاب و السنة من غير جور كما جاء في شرح بعضهم .. أو سنة قائمة أي سنة صحيحة من السنن النّبوية و المراد

بها العلم بما هو ثابت من السنة الشريفة دون نسخ أوتحريف فيها . و الله و رسوله أعلم .

التصنيف : أقسام العلم

قال الكاظم )ع( : إنما العلم ثالثة : آية� محكمة� ، أوفريضة� عادلة� ، أو سنة� قائمة� ، وما خالهن هو فضل . ص

211

المصدر: الغوالي

السند : الغوالي ينقله دون سند . و كما وضحنا في الحديث السابق فإنه تتمة لما سّبق من كالم رسول الله

صلى الله عليه و آله كما جاء في الكافي الشريف و الظاهر أن صاحب الغوالي أسنده الى اإلمام الكاظم عليه

السالم ألنه هو الذي روى الحديث عن جده .

الشرح : سّبق شرحه

140

Page 141: جواهر البحار

قال الصادق )ع( : وجدت علم الناس كلهم في أربع : أولها : أن تعرف ربك ، والثانية : أن تعرف ما صنع بك ،

والثالثة : أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة : أن تعرف ما212يخرجك من دينك . ص

المصدر: معاني األخّبار ، الخصال

السند : ينقله الشيخ الصدوق في الخصال عن أبيه عن سعد بن عّبدالله ، عن القاسم بن محمد اإلصّبهاني ، عن

سليمان بن داود المنقري ، عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عّبد الله عليه السالم يقول ... الخّبر . و ينقله

الكليني في الكافي عن علي بن ابراهيم عن أبيه عنالقاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان .

الشرح : اإلمام الصادق عليه السالم يجمع علوم الناس كلهم في أربع و المقصود من العلم هو العلم الذي يفيد

اإلنسان في إنقاذه من الضاللة و إدخاله إلى جنةالرضوان .

و يا ترى ما هذه العلوم األربعة "

أولها معرفة الله . و المعرفة هي أساس العلم و لحكمة و بالطّبع لها درجات و مراتب مختلفة فمن الناس من

يعرف ربه معرفة بسيطة مثل أن لهذا العالم خالق خلقه و صانع صانعه و مّبدع ابتدعه من العدم . فإذا زادت

المعرفة فإنه يصدق بوجود الله ظاهرا و باطنا ثم يرتقي الى توحيده كامال حيث يّبتعد حت عن الشرك الخفي و في المرتّبة األعلى من المعرفة فإنه يخلص العمل لله

141

Page 142: جواهر البحار

دون أن يعتريه ريب و ال شك و في المرتّبة العليا للمعرفةفإنه ينفي كل الصفات عنه .

�ه� ، و�ل� الد�ين� م�ع�ر�ف�ت� قال أمير المؤمنين عليه السالم : " أ

�ه� �ص�د�يق� ب �م�ال� الت �ه� ، و� ك �ص�د�يق� ب �ه� الت �م�ال� م�ع�ر�ف�ت و� ك

�ه� ص� ل �خ�ال� �م�ال� اإل� �ه� ، و� ك ص� ل �خ�ال� �و�ح�يد�ه� اإل� �م�ال� ت �و�ح�يد�ه� ، و� ك ت�م�و�ص�وف� ، �ر� ال �ه�ا غ�ي ن

� �ل� ص�ف�ة� أ ه�اد�ة� ك �ه� ، ل�ش� �ف�ي� الص�ف�ات� ع�ن ن

�ه� �ر� الص�ف�ة� ، ف�م�ن� و�ص�ف� الل �ه� غ�ي ن� �ل� م�و�ص�وف� أ ه�اد�ة� ك و� ش�

�اه� ف�ق�د� �ن �اه� ، و� م�ن� ث �ن �ه� ف�ق�د� ث ن �ه� ، و� م�ن� ق�ر� ن �ه� ف�ق�د� ق�ر� ان �ح� ّب س�

ار� �ش� �ه� ف�ق�د� أ ه�ل �ه� ، و� م�ن� ج� ه�ل ه� ف�ق�د� ج�� أ ه� ، و� م�ن� ج�ز�

� أ ج�ز�

�ه� ف�ق�د� ح�د�ه� ، و� م�ن� ح�د�ه� ف�ق�د� ع�د�ه� ، و� �ي �ل ار� إ �ش� �ه� ، و� م�ن� أ �ي �ل إل�ى �خ� �ه� ، و� م�ن� ق�ال� ع�ال� م� ف�ق�د� أ م�ن� ق�ال� ف�يم� ف�ق�د� ض�م�ن�ل� � ، م�ع� ك �ن� ال� ع�ن� ح�د�ث� ، م�و�ج�ود� ال� ع�ن� ع�د�م �ائ �ه� ، ك م�ن

�ة� ، ف�اع�ل� ال� �ل اي �م�ز� ي�ء� ال� ب �ل� ش� �ر� ك �ة� ، و� غ�ي ن �م�ق�ار� ي�ء� ال� ب ش�

�ه� م�ن� �ي �ل �ظ�ور� إ �ذ� ال� م�ن �ص�ير� إ �ة� ، ب ل �ات� و� اآل� ك �ح�ر� �ى ال �م�ع�ن ب

�و�ح�ش� ت �س� �ه� و� ال� ي �س� ب �ن �أ ت �س� �ن� ي ك �ذ� ال� س� �و�ح�د� إ �ق�ه� ، م�ت ل خ��ف�ق�د�ه� " ل

و أما العلم الثاني من منطلق هذا الحديث فهو أن نعرف ماصنع ربنا بنا . و يدخل في هذا الّباب بدأ خلق اإلنسان

من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة و غير مخلقة و يأتي بعده عالم اإلرحام حيث يتكون الجنين و يستوي

إلى أن يصّبح طفال و من ثم عالم الشّباب ثم الشيخوخة .. فكل هذه المراحل تدخل في نطاق ما صنع

الله بنا .

و العلم الثالث أن تعرف ما أراد منك . لماذا خلقني ربي ؟ و ما هو سر ايجادي ؟ و قد حير هذا السؤال الّبشر

منذ الخلقة الى يومنا هذا : لماذا و�جدنا ؟ أجل .. ما هو الداعي إليجاد هذا المخلوق العاقل ؟ هل لكي يتمتع

142

Page 143: جواهر البحار

كاألنعام أم أن في وجوده أمر آخر . أتزعم أنك جرم صغير *** و فيك انطوى العالم األكّبر . و يأتي في جواب هذا السؤال اإلعتقاد الكلي باألصول والفروع ، فهذا العلم

يتلخص في العقيدة باألنّبياء و األئمة عليهم السالم و تسري جزئيات العقيدة في محاسن األخالق و سر بعثة

األنّبياء :" إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق " .

و العلم الرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك . و يّبدأ من الشرك بالله - و العياذ بالله - إلى ارتكاب الموبقات و التمرد على األحكام و عصيان أوامر المعّبود و التخلق بالصفات الذميمة و إنكار الفرائض و الواجّبات و اتّباع

الهوى و اإلنزالق الى مهاوي الفساد و ارتكاب المحرمات و المنهيات و خالصة القول اإلبتعاد عن الله بأي شكل كان

و بأي مقدار .

التصنيف : أصناف العلم

�حب أن يسألك عن قيل للصادق )ع( : إن< لي ابنا قد أ حالل وحرام ال يسألك عم<ا اليعنيه ، فقال : وهل يسأل

213الناس عن شيء أفضل من الحالل والحرام ؟.. ص

المصدر: العلل

ينقله الصدوق في علل الشرائع عن أبيه عن سعد بن عّبدالله ، عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عّبدالله عن زرارة و محمد بن مسلم و بريد العجلي قالوا قال رجل ألبي عّبد الله ... الخّبر . و في

المحاسن عن يونس بن يعقوب عن أبيه . و الخّبر هذا له سند عال حيث ينقله لنا ثالثة من عظماء أصحاب اإلمام

143

Page 144: جواهر البحار

) زرارة و محمد بن مسلم و بريد رضوان الله تعالىعليهم ( .

الشرح : يدخل الرجل الى مجلس اإلمام عليه السالم على استحياء و يستأذنه في أن ابنه يريد أن يسأل اإلمام

عن الحالل و الحرام . قيرد عليه اإلمام ردا يفتح آفاق السؤال عليه و على ابنه حيث يقول سالم الله عليه : و

هل يسأل الناس عن شيء أفضل من الحالل و الحرام ؟ أي أن هذا السؤال أفضل من كل سؤال فليسأل ابنك و

لتسأل انت و ليسأل كل من يستمع الى هذا الحديث ألننا مسؤولون يو القيامة عن أعمالنا و عن حياتنا و عن عمرنا فيم صرفناه و عن أعمالنا هل كانت مطابقة لما أنزل الله

أو شّبه مطابقة أم ال ؟ و ذلك ألننا في زمن الغيّبة ال نستطيع أن نصل الى الجواب القطعي إال ما استنّبطه فقهاؤنا بعد تعب و جهد طويل من أحادي أئمتنا عليهم

السالم . و على هذا األساس يجب تقليد المراجع ) األعلم منهم ( في مسائل الحالل و الحرام حتى يسقط منا

التكليف و يتقّبل الله منا أعمالنا خير قّبول ان شاء الله .

التصنيف : الحالل و الحرام

قال الصادق )ع( : ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى213يتفقهوا في الحالل والحرام . ص

المصدر: المحاسن

السند : ينقله الّبرقي في المحاسن عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن علي بن اسّباط ، عن

اسحاق بن عمار . و في السند مجهول� ) بعضأصحابنا ( !

144

Page 145: جواهر البحار

الشرح : يتمنى اإلمام الصادق عليه السالم أن يتعلم أصحابه الفقه حتى لو كان بالسوط فما يهمه أن يكون

اصحابه متفقهين في أمور الشريعة . و الفقه في العرف اللغوي يعني الفهم أما الفقه اإلصطالحي فهو العلم

باألحكام الشرعية الفقهية عن أدلتها التفصيلية و ال يتأتى ذلك إال لمن أفنى عمره في التفقه في الدين و جال في كتب األقدمين و بحث عن حالل الله و حرامه في كتاب

الله و سنة نّبيه و أحاديث األئمة المعصومين عليهمصلوات المصلين .

التصنيف : فضل العلم

***

14-4-2008

قال الصادق )ع( : تفق<هوا في دين الله وال تكونوا أعرابا ، فإنه م�ن لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم

214القيامة ، ولم يزك له عمال . ص

المصدر: المحاسن

السند : جاء في المحاسن بهذا السند الناقص : في وصية المفضل بن عمر قال سمعت أبا عّبد الله عليه السالم

يقول ... الخّبر . و الظاهر أن الحديث لم يورده أحد غير الّبرقي رحمه الله في المحاسن و أخذ منه المتأخرون و

السند كما تراه ناقص و لكن المحتوى جميل .

الشرح : يأمرنا اإلمام - في وصيته لمفضل بن عمر - بأن نتفقه في الدين و ال نكون كاألعراب ذلك ألن من لم

145

Page 146: جواهر البحار

يتفقه في الدين و يعرف الحالل و الحرام من األحكام فلم ينظر الله اليه يوم القيامة و لم يقّبل له عمال . بالتأكيد ليس المراد منه - ان صح الخّبر - أن يترك كل الناس

أعمالهم و يتفرغوا للفقه ذلك ألن التفقه في الدين واجب كفائي يقول تعالى : " وما كان للمؤمنين ان ينفروا كآفة,

فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون " و في

هذه اآلية يتّبين لنا بوضوح أن المعني بالنفر و التفقه في الدين أفراد معدودون فال يمكن للمؤمنين أن ينفروا

كافة . و لذلك يقال عنه أنه واجب كفائي فإذا تفرغ بعض علمائنا للفقه يسقط عنا التكليف و إال ففي الوهلة األولى

واجب على الجميع أن يتفقهوا . و أما اذا كان المقصود من التفقه ، فهم األحكام خاصة المّبتلى بها من فتاوى

المراجع العظام فهذا واجب حتمي على الجميع دوناستثناء .

و أما ما المقصود من األعراب ؟

األعراب يطلق على اهل الّبادية . يقول تعالى : " األعراب أشد كفرا و نفاقا و أجدر أال يعلموا حدود ما أنزل الله ..."

و السّبب فيه بعدهم عن الحضارة و المدنية و حرمانهم من بركات العلم و الحكمة فهم أحرى من أال يتعلموا األحكام الشرعية من فرائض و سنن و حالل و حرام

لخشونتهم و قساوة طّبعهم و بعدهم عن مظاهر اإلنسانية . و لذا نرى اإلمام يوصينا أن ال نكون كهؤالء األعراب

الغالظ الجفاة .

التصنيف : التفقه في الدين

146

Page 147: جواهر البحار

قال الصادق )ع( : ثالث هن من عالمات المؤمن : علمه215بالله ، ومن يحب ، ومن يّبغض . ص

المصدر: المحاسن

السند : ينقله الّبرقي في المحاسن عن علي بن حسان ، عمن ذكره ، عن داود بن فرقد عن أبي عّبد الله عليه السالم ... الخّبر . و نراه أيضا في هذا الحديث ينقله

مرفوعا عمن ذكره دون أن يذكر اسمه فيكون السند مرفوعا و الحديث ناقصا . و يذكره الكافي أيضا بنفس

(126-2السند )

الشرح : عالمات المؤمن ثالثة : أن يعرف الله بمقدار وسعه عن طريق معرفة صفاته و أسمائه الحسنى ثم علمه بمن يحب و يّبغض و الضمير يمكن أن يرجع الى

الله فيكون العلم بمن يحّبه الله و يّبغضه أو أن يرجع الى المؤمن فيكون المعنى من يحّبه المؤمن و يّبغضه . و كما جاء في الحديث : " ما الدين اال الحب " ذلك ألن المؤمن

يكمل ايمانه بهذه العلوم و يهتدي الى مواطن الخير لينتقعبها و الى مواطن الشر ليتجنّبها .

التصنيف : عالمات المؤمن

قال داود : كنا عنده فارتعدت السماء فقال هو : سّبحان<ح الرعد بحمده والمالئكة من خيفته ، فقال أبو من يسّب

بصير : جعلت فداك !.. إن< للرعد كالما ؟.. فقال :

218يا أبا محمد !.. سل عم<ا يعنيك ، ودع ما ال يعنيك.ص

المصدر: تفسير العياشي

147

Page 148: جواهر البحار

السند : يذكره العياشي في تفسيره عن يونس بن عّبدالرحمن أن داود قال ... الخّبر . و لم يذكره غيره بل

نقل منه اآلخرون بهذه الصورة الناقصة و معلوم أن الذيكانوا عنده هو اإلمام جعفر الصادق سالم الله عليه .

الشرح : عندما يسأل ابوبصير عن كالم الرعد ، ينهاه اإلمام عن سؤال ال فائدة له في جوابه كما جاء في اآلية

الشريفة : " يا أيها الذين آمنوا ال تسألوا عن أشياء ان تّبد لكم تسؤكم " و هنا أيضا يؤكد اإلمام على أن ال نسأل عما ال يفيدنا في أمور ديننا و دنيانا . كما يدل الحديث

على أن التفكر في حقيقة األشياء عديم الفائدة و لسنامأمورين بمثل هذا النوع من التفكير .

و لكن الظاهر أن هذا األمر مخالف� لما ورد في أحاديث أخرى و حتى القرآن الكريم فنحن مأمورون بالتفكر في حقائق األشياء بل و هذا التفكر و الّبحث يقربنا الى الله بصورة أعمق و أكثر معرفة . و ما نهانا الله و أولياؤه اال

عن التفكر في ذات الله و أما التفكر في األشياء فممدوح حسب ما ورثناه من علوم أهل الّبيت . و حتى القرآن

الكريم يؤكد على تسّبيح األشياء كلها و لكننا ال نعرف نوع تسّبيحهم فكان من األجدر أن يقول له اإلمام بأن للرعد كالما و لكنه غير كالمكم و انه مثل سائر األشياء يسّبح

بحمد ربه . و بما أن الحديث مرسل فإما أن نطرحه و ال نعتد به و إما أن نقول بأن اإلمام لم يشاهد اإلستعداد و

القابلية في الطرف المقابل ليقول له الحقيقة فنهاه عن السؤال . و هذا األمر بعيد جدا عن اإلمام المعصوم سالم

الله عليه .

التصنيف : السؤال عن حقائق األشياء

148

Page 149: جواهر البحار

<ر في مأكوله ، كيف ال قال الحسن )ع( : عجب� لمن يتفك<ب بطنه ما يؤذيه ، ويودع <ر في معقوله ؟!.. فيجن يتفك

218صدره ما يرديه !. ص

المصدر: دعوات الرواندي

السند : حديث مرسل نقله الراوندي دون سند في دعواتهو لم ينقله غيره .

الشرح : يتعجب اإلمام المجتّبى سالم الله عليه من اإلنسان كيف يهمه أمر بطنه فيفكر صّباح مساء فيما

يفيده من الغذاء و يتجنب ما يؤذيه من الطعام و لكنه ال يتفكر فيما يصل الى عقله و قلّبه من معلومات و ال

يحاول الّبحث في أمور معنوية هي أجدر من التحقيق والتعمق فيها .

التصنيف : التفكر في المعنويات

قال أمير المؤمنين )ع( - وقد سئل عن القدر - : طريق� مظلم� فال تسلكوه ، وبحر� عميق� فال تلجوه ، وسر< الله فال

218تتكل<فوه . ص

4/69المصدر: النهج

السند : الحديث وارد في نهج الّبالغة بدون سند كعادته . و لكن الكليني رحمه الله نقله مسندا في الكافي عن

أحمد بن أبي عّبدالله ، عن عثمان بن عيسى ، عن إسماعيل بن جابر قال : " كان في مسجد المدينة رجل

يتكلم في القد�ر و الناس مجتمعون . سئل أمير المؤمنينعليه السالم عن القدر فقال ... الخّبر .

149

Page 150: جواهر البحار

الشرح : أجل علينا أن نمر بكل حيطة و حذر من أمور ال نستطيع الوصول الى كنهها خاصة فيما يتعلق بالله

سّبحانه و تعالى فال ننسب اليه ما ليس فيه و ال نتفوه من عند أنفسنا في أمر في غاية الخطورة مثل القدر . نعم

في مثل هذا الوضع ال بد لإلمام أن يحذر اآلخرين من الدخول في هذا النفق المظلم و الّبحر العميق حتى ال

ينحرفوا عن مساره و ال يغرقوا فيه . ثم من كان هذا الرجل الذي أراد الّبحث في أمر ال يدرك كنهه و ال يصل

الى مداه .

و خالصة القول أن مثل هذه األمور الغامضة يجب الّبحث فيها بما علمنا أئمتنا دون الولوج و التعمق حتى ال نصل

الى الكفر و العياذ بالله . و بظني القاصر أنه لو كان الطرف اآلخر عالما أو مستعدا لتفهم األمر فلن يردعه اإلمام ردعا و لن يرده ردا بل يعلمه و يوضح له األمر و يقرب الى فهمه بقدر المستطاع و أما الردع التام فألن المقام صعب للغاية و الدخول فيه أقرب الى الكفر منه

الى اإليمان و لذلك يحذر اإلمام من التعمق في هذا األمر . فقد ورد من بعض العلماء قولهم : القدر - في هذا

الحديث - معناه ما ال نهاية له من معلومات الله تعالى فكيف لنا الوصول اليها . و قال الّبعض اآلخر : القدر هو

ما يكون مكتوبا في اللوح المحفوظ و ليس لنا علم بتفصيله و ال داعي لنا أن نتكلفه . و قال بعضهم : هو

تقدير األشياء كلها أول مرة و ليس لنا معرفة بكميته و كيفيته و تفصيله فال يجوز لنا التكلم فيه . و أكثر الظن - كما قلت - أن المختص بالنهي عن التعمق في مثل هذه

األمور هم العامة من الناس أما الخواص من العلماء و الّباحثين فالّباب مفتوح أمامهم للدخول في كل أمر يتعلق

بالعقيدة مهما كان غموضه و عمق مّبحثه .

150

Page 151: جواهر البحار

التصنيف : القضاء و القدر

***

15-4-2008

قال رسول الله )ص( : خمس ال يجتمعن إال في مؤمن حقا ، يوجب الله له بهن الجنة : النور في القلب ، والفقه

في اإلسالم ، والورع في الدين ، والمودة في الناس ،219وحسن السمت في الوجه . ص

المصدر: كنز الكراجكي

السند : الحديث مختص بكنز الفوائد للكراجكي رحمه اللهو قد نقله - كعادته - بدون سند و نقل اآلخرون منه .

الشرح : خمس خصال ال تجتمع إال في المؤمن و بذلك - و تفقه و2- نور في القلب 1يوجب الله لصاحّبه الجنة :

- و محّبة في4- و ورع و تقوى 3فهم في أمور الدين - و هيئة حسنة في الوجه . و ال أدري إن5قلوب الناس

كان حسن الوجه منحصرا في المؤمن أو المحّبة في قلوب عامة الناس أو حتى التفقه في الدين .. فهناك - كما أشرنا سابقا - أفراد من العلماء وصلوا الى درجات عالية من العلم و الفقه و لكنهم لم يتورعوا في الدين

فلم يكونوا من العاملين المخلصين . و أما حسن المنظر فأمر� ال يحتاج الى شواهد في األفراد فكم من انسان حين الوجه جميل المنظر و لكنه قّبيح الّباطن . و أما النور في القلب فليس أمرا حسيا حتى يشعر به اآلخرون و يسهل

تصديقه . و أخيرا فالمحّبة في قلوب اآلخرين أيضا لن تنحصر في المؤمنين بل و نرى جليا بأن كثيرا من الناس

يحّبون فالنا و فالنا و نحن ال نتحمل سماع أسمائهم !

151

Page 152: جواهر البحار

نعم .. ربما قال قائل بأن اجتماع هذه الخصال الخمسة معا ال يكون إال في مؤمن . و هذا األمر صحيح نوعا ما و

لكن ال يعني أن من ليس فيه بعض هذه الخصال فهو ليس بمؤمن فهناك بعض الفقهاء المتورعين ليسوا حسن

السمت و ربما لم تكن لهم محّبة ظاهرة في قلوب الناس ولو أننا نرى نور الوالية ظاهرا في وجوه المؤمنين و نستطيع أن نطابق قول الرسول بحسن السمت في الوجه بهذا النور الوالئي الذي ال يظهر في غير وجوه

الموالين . و ليس هذا األمر فرضية خيالية بل أمر حسييدركه كل مؤمن عاقل .

التصنيف : عالمات المؤمن

قال رسول لله )ص( : العلم أكثر من أن يحصى ، فخذ219من كل شيء أحسنه.ص

المصدر: كنز الكراجكي

السند : لقد رأيت مثل هذا لحديث منقوال في كتب العامة بتغيير بسيط . و لكن الكراجكي ينقله دون سند في جملة

كلمات الرسول تحت عنوان : و نكت من جواهر الكالم من كالم رسول الله صلى الله عليه و آله و ليته رحمه الله ينقل لنا رواة الحديث . و قد رأيت أحد المحققين

المتأخرين ينقله في نهج السعادة عن أمير المؤمنين عليه السالم تحت باب األدب . و من األعجب أني رأيت ابن

عساكر ينقله في تاريخه عن الشعّبي و ليس عن الرسول . و أما جورج جرداق فيذكره في كتابه ) روائع نهج الّبالغة

( عن أمير المؤمنين عليه السالم . فأي المصادر أصح وأحق أن يؤخذ به .. ال أدري

152

Page 153: جواهر البحار

الشرح : يأمرنا الحديث - بفرض صحته - أن نختار من كل علم أحسنه أو نختار من كل باب من أبواب العلم أحسنه و أكثره نفعا ذلك ألن موارد العلم كثيرة ال يستطيع المرء إحصاءها و بالتالي ال يمكن اإللمام بها جميعا .. و العاقل يختار من بين هذه العلوم أكثرها نفعا و أجدرها فائدة و

أفضلها مرتّبة .

التصنيف : طلب العلم

قال النّبي )ص( : العلم علمان : علم األديان ، وعلم220األبدان . ص

المصدر: كنز الكراجكي

السند : ينقله الكراجكي دون سند . و لم أعثر عليه في المنابع الروائية األخرى .. اللهم إال في بعض المواضع

المتأخرة ينقلونه عن كنز الفوائد أو حتى بدون ذكر المصدر . و هذا الكالم مشهور بين العامة و الخاصة و

لكن أكثر الظن أنه مشهور دون أصل فالمير داماد ) محمد باقر األسترابادي ( ينقله في الموضوعات و في

باب يجري في كالم الناس معزوا الى النّبي !

الشرح : المعنى واضح و هو أن العلم منحصر في علم الفقه و علم الطب . و لكن - كما قلنا - فإن هذا الحديث

مشهور ليس له أصل بل و أقره بعض العلماء في الموضوعات . ثم إنه مخالف ألحاديث كثيرة تقر بكثرة

العلوم . و العقل أيضا ال يتقّبل مثل هذا الحصر . و الله ورسوله أعلم .

153

Page 154: جواهر البحار

التصنيف : أنواع العلوم

قال النّبي )ص( : من يرد الله به خيرا يفق<هه في الدين .220ص

المصدر: كنز الكراجكي

السند : رواه الكراجكي دون ذكر السند و المصدر . و لكني رأيته في كثير من كتب العامة مثل مسند أحمد بن

( و في صحيح74-1 ( و سنن الدارمي ) 306-1حنّبل ) ( نقال عن95-3 ( و في صحيح مسلم ) 25-1الّبخاري )

(80-1معاوية بن أبي سفيان !! و في سنن ابن ماجة ) عن أبوهريرة و عن معاوية و في غيره من كتب السنة

عن معاوية . إال أن الكليني نقله في الكافي عن الصادق عليه السالم بعّبارة أخرى فقد قال : " إذا أراد الله بعّبد

خيرا فقهه في الدين "

الشرح : ال أشك بأن الخير كله في التفقه في الدين و لكن التفقه ان لم يكن مصاحّبا للورع و التقوى فسيكون وباال على صاحّبه و ضالال لغيره . و الحديث مرفوع و غير

موجود في منابعنا اال كنز الفوائد دون ذكر المصدر والسند ، لذا ال يعتد به . و لكن األفضل أن ننقل ما نقله

الكافي فإنه نفس المحتوى و لكن بتغيير بسيط في األلفاظ و نعلم أن الخير كله في الفقه و التفقه . و قد ورد هذا المعنى في روايات كثيرة جدا تصل الى درجة

التواتر و لكن بعّبارة " فقهه في الدين " كما جاء أيضا في مكارم األخالق للشيخ الطّبرسي عن رسول الله في

( و في أمالي463وصيته الطويلة ألبي ذر ) ص ( و في منابع كثيرة أخرى ال مجال531الطوسي ) ص

154

Page 155: جواهر البحار

لذكرها . و بناء عليه فمحتوى الحديث صحيح معتّبر و لكنبعّبارة " فقهه " ال " يفقهه " ولو أن المعنى واحد .

التصنيف : التفقه في الدين

قال الصادق )ع( : ما من أحد يموت من المؤمنين أحب220إلى إبليس من موت فقيه . ص

المصدر: منية المريد

السند : ذكره الشهيد في منية المريد دون سند . و لكن الكليني نقله في الكافي مسندا ، عن عدةمن أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي

أيوب الخراز عن سليمان بن خالد )بن دهقان ( عن أبي عّبد الله عليه السالم ... الخّبر . و نقله كثيرون . و انه

حديث صحيح .

الشرح : أجل .. يفرح الشيطان كثيرا بموت الفقيه العالم ألن الفقيه يسعى الى هداية الناس و إخراجهم من

ظلمات الضاللة الى نور الهداية فعمله كعمل األنّبياء و األولياء و وجوده بين الناس سّبب إلحياء الموتى و إيقاظ

الغافلين و هداية المنحرفين . و هذا ما ال يرتضيه الشيطان بل و يسعى جاهدا ضده . فإذا مات العالم الذي هو القائد لمسيرة الحق و هو المرشد الى تعالي النفوس و هو المنقذ للّبشر من حّبال الّبدعة و الفتنة الشيطانية ، عندئذ يتنفس ابليس الصعداء و يحاول جاهدا الدخول الى قلوب العّباد الذين هداهم الفقيه الى الصراط المستقيم

ليوسوس في صدورهم و يخرجهم من النور الى الظلمات إال أن يأتي فقيه آخر فيكمل مسيرة النور و يحاول لم شمل المؤمنين مرة أخرى و لذلك قال الصادق عليه

155

Page 156: جواهر البحار

السالم : " اذا مات المؤمن الفقيه ثلم في اإلسالم ثلمة ال يسدها شيء " ذلك ألن الفقيه حصن اإلسالم و سور

مدينته فإذا مات انكسر جزء من هذا السور . حفظ الله علماءنا األبرار من كل سوء و أطال في عمرهم المّبارك

لينتفع بهم المؤمنون أكثر و أكثر .

التصنيف : موت العالم

***

18-4-2008

قال الصادق )ع( : إذا مات المؤمن الفقيه ، ثلم في220اإلسالم ثلمة� ال يسدها شيء . ص

المصدر: منية المريد

السند : صاحب منية المريد رحمه الله يذكره - كعادته - دون سند و أما الكليني رحمه الله فقد أورده في الكافي

( هكذا : علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي1-38) عمير عن بعض أصحابه عن أبي عّبد الله عليه السالم ... الخّبر . و أما صاحب بصائر الدرجات رحمه الله فيذكره

بهذا السند : حدثنا عّبدالله بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن أسّباط ، عن بعض أصحابه عن

أبي عّبد الله عليه السالم قال : قال أمير المؤمنين عليه السالم " المؤمن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم

الغازي في سّبيل الله و غذا مات ثلم في افسالم ثلمة ال يسدها شيء الى يوم القيامة . و في المحاسن أيضا ينقله بسنده و لكن فيه ، عن رجل .. فالجميع و ان اختلفوا في

الرواة لم يختلفوا في أن من نقل الحديث مّباشرة من

156

Page 157: جواهر البحار

اإلمام ، مجهول� . فالحديث اذا مرفوع و ان اختلفتمصادره .

الشرح : حقا اذا مات العالم المؤمن الورع ، يخلق خلال في نظام العال�م ألن وجوده خير و بركة للجميع و لكل عالم نهج خاص فإذا ارتحل من الدنيا فلن يخلفه أحد بنفس منهجه ولو أن من يخلفه ربما كان أعلم منه و

أفضل و لكن لكل زهرة رائحة ال تشم من أخرى مثلها . ناهيك أن وجود العالم في المجتمع اإليماني يحصنه من

دخول األغيار و انحراف الفساق و الف�جار و وفقدانه يجعل مسار الشيطان أكثر مرونة و سهولة للنفوذ فيه و التغلغل في عقائد أفراده إال أن يأتي من يخلف العالم بقوة أكّبر و

يتصدى للشياطين و المنحرفين . و مهما سعى العلماء لخالفة من سّبقهم فإن آثاره تّبقى خالدة مهما بقي

الزمان .

التصنيف : فضل العالم

في التوراة : عظ<م الحكمة !.. فإني ال أجعل الحكمة في<م�ها ثم اعمل� بها ، قلب أحد إال وأردت أن أغفر له ، فتعلثم ابذلها كي تنال بذلك كرامتي في الدنيا واآلخرة . ص

220

المصدر: منية المريد

السند : ينقلها الشهيد الثاني قدس سره و في التوراة ، قال الله تعالى لموسى عليه السالم ... و لم يذكر السند وما رأيت الحديث في منابعنا الروائية فعلماؤنا المتأخرين عن الشهيد الثاني ينقلونه منه و أغلب الظن أن الشهيد

( .188-2نقله من تفسير الفخر الرازي )

157

Page 158: جواهر البحار

الشرح : يوصي الله - حسب الحديث - نّبيه موسى عليه السالم بتلقي العلم و الحكمة و يقول بأن من كان في

قلّبه كثيرا من الحكمة فهو أقرب الى مغفرتي و رحمتي ، ثم يأمره الله أن يتعلمها و يعمل بها و يعلمها غيره حتى ينال كرامة الدنيا و اآلخرة . فمجرد تعلم العلم و اقتناء الحكمة ال يفيد صاحّبه شيئا بل يجب عليه أن يكون هو

أول من يأخذ بالعلم و يعمل به . و ال ينحصر نيل كرامة الدنيا و اآلخرة بالعلم و العمل فحسب بل و عليه أن

ينشر العلم فقد قالوا : " زكاة العلم نشره " و نشر العلم و التّبليغ عنه و تعليم اآلخرين باإلضافة الى العمل بإخالص

يكون جامعا لكرامة و خير الدنيا و اآلخرة بإذن الله .

التصنيف : فضل العلم

قال الصادق )ع( : الخير فيمن ال يتفق<ه من أصحابنا ، يا بشير !.. إن< الرجل منكم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم ، فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضاللتهم وهو ال يعلم .

220ص

1/33المصدر: الكافي

السند : ينقله الكليني قدس سره في الكافي عن أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان ، عن إدريس بن

الحسن ، عن أبي اسحاق الكندي ، عن بشير الدهان عن أبي عّبد الله عليه السالم ... الخّبر . و أحمد بن إدريس

من ثقاة األصحاب و كثير الرواية صحيح الحديث كمايذكره أصحاب الرجال .

الشرح : ما هو الخير ؟ الخير - كما في ثقافة أهل الّبيت - هو سلوك طريق الهدى و اهداء اآلخرين الى هذا الطريق

158

Page 159: جواهر البحار

و الشك أن طريق أهل الّبيت هو طريق الهداية و الطرق األخرى منحرفة . فغذا أردنا الخير في الدنيا فعلينا أن

نتفقه في الدين حتى نصل الى طريق الهداية و نسلكه و نحاول اقتداء اآلخرين اليه . و أما الخير في اآلخرة فهو

الدخول في مرضاة الله و الفوز بجنة الرضوان و ال يتأتى ذلك إال بعد الحصول على خير الدنيا و كالا الخيرين يّبدآن

من التفقه في الدين و معرفة أحكام سيد المرسلين .

ثم يستطرد موالنا اإلمام الصادق عليه السالم كالمه بأن منكم من ال يتفقه فيحتاج الى العامة في معرفة أحكامه و عندئذ ينحرف عن مسير الحق و يدخل في باب الضالل و

هو غافل ال يعلم . و قد رأيت بعيني أحد المنتسّبين الينا وهو ال يعلم شيئا من كتاب الله و سنة نّبيه كيف احتال

عليه أحد كّبار الضاللة فأغواه دون أن يعي حتى وصل الى اإلعتقاد بإنكار الحجة المنتظر سالم الله عليه ، فلو كان

صاحّبنا قد تفقه في دينه و عرف ربه و عرف إمام زمانه ولو قليال لما انحرف و ضل سواء السّبيل و إنا لله و إنا

إليه راجعون .

التصنيف : فائدة التفقه

قيل للصادق )ع( : ج�علت فداك !.. رجل� عرف هذا األمر ،ف إلى أحد من إخوانه ، فقال : كيف لزم بيته ولم يتعر<

221يتفق<ه هذا في دينه ؟.. ص

1/31المصدر: الكافي

السند : ينقله الكافي عن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى ، عمن رواه عن أبي عّبد الله

159

Page 160: جواهر البحار

عليه السالم ... الخّبر . و " عمن رواه " يعني مجهول .فالحديث مرفوع .

الشرح : أظن أن المقصود من عّبارة " هذا األمر " التي جاءت في الحديث ، هو أمر اإلمامة . فالسائل يريد أن

يسأل اإلمام عن رجل اعتقد باإلمامة تماما و لكنه ال يختلط بالناس و ال يتردد على العلماء بل هاجرهم و

تركهم و جلس في منزله فيستغرب اإلمام منه و يقول : كيف يتفقه هذا في دينه " أي أنه ال بد من أن يخالط

العلماء و يجتمع بإخوته المؤمنين ويسألهم عن أمور دينه و يتّباحث معهم مسائله العقائدية باستمرارذلك ألن لزوم

الّبيت و عدم التّباحث في األمور الشرعية يفتح بابالشيطان لنفسه فال يزيده إال ضالال و غواية و العياذ بالله .

التصنيف : ضرورة مجالسة العلماء

)) مالحظة هامة ((

أرجو استّبدال هذا الحديث بما أرسلته سابقا ألني غيرتفي السند و الشرح كثيرا :

قال النّبي )ص( : من يرد الله به خيرا يفق<هه في الدين .220ص

المصدر: كنز الكراجكي

السند : رواه الكراجكي دون ذكر السند و المصدر . ولكني رأيته في كثير من كتب العامة مثل مسند أحمد بن

160

Page 161: جواهر البحار

( و في صحيح74-1 ( و سنن الدارمي ) 306-1حنّبل ) 95-3 ( و في صحيح مسلم ) 25-1الّبخاري )

( نقال عن معاوية بن أبي سفيان !! و في سنن ابن ماجة( عن أبوهريرة و عن معاوية و في غيره1-80)

من كتب السنة عن معاوية . إال أن الكليني نقله في الكافي عن الصادق عليه السالم بعّبارة أخرى فقد قال :

"

إذا أراد الله بعّبد خيرا فقهه في الدين " و أورده كثير منعلمائنا األبرار في كتّبهم بهذه العّبارة أيضا ز

الشرح : ال أشك بأن الخير كله في التفقه في الدين ولكن التفقه ان لم يكن مصاحّبا للورع و التقوى فسيكون

وباال على صاحّبه و ضالال لغيره . و الحديث غير موجود في منابعنا اال كنز الفوائد بهذه الكيفية . و لكن األفضل

أن ننقل ما نقله الكافي فإنه نفس المحتوى و لكن بتغيير بسيط في األلفاظ و نعلم أن الخير كله في الفقه و

التفقه . و قد ورد هذا المعنى في روايات كثيرة جدا تصل الى درجة التواتر و لكن بعّبارة " فقهه في الدين " كما

جاء أيضا في مكارم األخالق للشيخ الطّبرسي عن رسول ( و في أمالي463الله في وصيته الطويلة ألبي ذر ) ص

161

Page 162: جواهر البحار

( و في منابع كثيرة أخرى ال مجال531الطوسي ) ص لذكرها . و بناء عليه فمحتوى الحديث صحيح معتّبر و لكن

بعّبارة " فقهه " ال " يفقهه " ولو أن المعنى واحد .

التصنيف : التفقه في الدين

***

19-4-2008

قال الصادق )ع( : أربعة ال يشّبعن من أربعة : األرض من المطر ، والعين من النظر ، واألنثى من الذكر ، والعالم

221من العلم . ص

المصدر: الخصال

السند : ينقله الشيخ الصدوق في خصاله عن طريقين مختلفين .األول : عن محمد بن الحسن بن أحمد بن

الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن جعفر بن محمد بن عّبيد الله عن عّبدالله بن ميمون القداح عن أبي عّبد الله عليه السالم ... الثاني : أبو الحسن محمد بن عمرو الّبصري عن محمد بن عّبدالله بن جّبلة الواعظ عن أبي

القاسم عّبدالله بن أحمد بن عامر الطائي قال حدثنا أبي قال حدثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السالم قال أمير المؤمنين عليه السالم للشامي الذي سأله عن المسائل في جامع الكوفة ... الخّبر ) بتفاوت بسيط في

( عن أبيه8-1األلفاظ ( . و ينقله الّبرقي في المحاسن ) حيث رفعه الى اإلمام الصادق عليه السالم . و في علل

162

Page 163: جواهر البحار

الشرايع ينقله الصدوق في حديث طويل عن أسئلةالشامي من أمير المؤمنين عليه السالم .

الشرح : يقول اإلمام بأن أربعة أشياء ال تستغني عن أربعة : األول : األرض من المطر فلوال المطر لما زرعت األرض و لما أخرجت بركاتها . و الثاني : العين من النظر فقد رزق الله العين لإلنسان حتى ينظر بهما إلى األشياء و العين ال تشّبع من النظر ، خاصة الى المناظر الطّبيعية

الجميلة . الثالث : األنثى من الذكر . و هذا عام و ليس خاصا باإلنسان فقد خلق الله كل األشياء من زوجين

مختلفين ) ذكر و أنثى ( و ال بد من اجتماع اإلثنين حتى يتم التكاثر و كما قلنا ليس هذا خاصا باإلنسان فالحيوانات

و النّباتات كلها تحتاج الى هذه المزاوجةو قد أثّبت العلم الحديث أن الجمادات أيضا تتكون من الزوجين و كل

يحتاج الى اآلخر في استكمال عملية التكاثر . و األمر في الجمادات يحتاج الى بحث علمي دقيق ليس هنا مجال بحثه . الرابع : العالم من العلم . فالعالم ال يشّبع من

اكتساب العلم أبدا بل و ان غرام العالم و شهيته تكمن في اإلستزادة من العلوم و المعارف . و نراه يطلب العلم

من المهد إلى اللحد إلحساسه بالحاجة اليه و كل ما زادعلمه زادت معرفته بالحاجة الى علوم أكثر و أجل نفعا .

التصنيف : الحاجة الى العلم

قال رسول الله )ص( : ال سهر إال في ثالث : متهج<د بالقرآن ، أو في طلب العلم ، أو عروس تهدى إلى زوجها

222. ص

163

Page 164: جواهر البحار

المصدر: الخصال

السند : ينقله الشيخ الصدوق في خصاله عن جعفر بن علي بن الحسن الكوفي عن جده الحسن بن علي عن

جده عّبد الله بن المغيرة ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السالم قال : قال رسول الله

صلى الله عليه و آله ... الخّبر . و أما المجلسي فينقله مرة عن الخصال و مرة أخرى عن الراوندي في نوادره

بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السالم ( . و الطريق الى عّبد الله بن13) نوادر الراوندي -

المغيرة صحيح حيث يوثقه علماء الرجال و هو منأصحاب اإلجماع .

الشرح : ال ينّبغي أن يسهر اإلنسان ليله ويمنع الراحة الى نفسه و جسمه بإستثناء ثالث : األول : الذي يقضي ليله بتالوة القرآن . و حري بالمرء أن يسهر في تالوة كتاب الله . و أما الثاني فهو الذي يسهر ليله في المطالعة و

الّبحث طلّبا للعلم ألن العلم يستحق السهر . و أما الثالث فللعروس ليلة زفافها . و هذا ما اعتدنا عليه خالفا لألول و

الثاني الذ�ين فيهما طريق النجاة .

التصنيف : السهر في طلب العلم .

قال علي )ع( في وصيته للحسن )ع( : إنما قلب الحدث�ك �لقي فيها من شيء قّبلته ، فّبادرت كاألرض الخالية ما أ<ك .... إلى قوله باألدب قّبل أن يقسو قلّبك ، ويشتغل لّب

)ع( :

واعلم يا بني< !.. أن< أحب< ما أنت آخذ� به من وصيتي تقوى الله ، واالقتصار على ما افترضه الله عليك ، واألخذ بما

164

Page 165: جواهر البحار

مضى عليه األولون من آبائك ، والصالحون من أهل بيتك ،�د�عوا أن نظروا ألنفسهم كما أنت ناظر� ، فإنهم لم ي

<ر� ، ثم رد<هم آخر ذلك إلى األخذ بما <روا كما أنت مفك وفكعرفوا ، واإلمساك عم<ا لم يكل<فوا .

فإن أبت نفسك أن تقّبل ذلك دون أن تعلم كما علموا

ط الشّبهات وعلو< فليكن طلّبك ذلك بتفه<م وتعل<م ، ال بتور< الخصومات ، وابدأ قّبل نظرك في ذلك باالستعانة عليه

بإلهك ، والرغّبة إليه في توفيقك ، وترك كل شائّبة أولجتك في شّبهة ، أو أسلمتك إلى ضاللة ، فإذا أيقنت أن

صفا قلّبك فخشع ، وتم< رأيك واجتمع ، وكان همك في ذلك هما واحدا فانظر فيما فس<رت لك ، وإن أنت لم

يجتمع لك ما تحب من نفسك ، وفراغ نظرك وفكرك ، فاعلم أنك إنما تخّبط العشواء أو تتورط الظلماء ، وليس

طالب الدين من خّبط وال خلط ، واإلمساك عن ذلك أمثل.

إلى قوله )ع( : فإن أشكل عليك شيء� من ذلك ، فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خ�لقت خ�لقت جاهال ثم

<ر فيه رأيك ، ع�ل<مت ، وما أكثر ما تجهل من األمر ويتحي ويضل< فيه بصرك ثم تّبصره بعد ذلك ، فاعتصم بالذي

<دك ، وإليه رغّبتك ، خلقك ورزقك وسو<اك ، وليكن له تعّب ومنه شفقتك .. إلى قوله )ع( : فإذا أنت ه�ديت لقصدك

224فكن أخشع ما تكون لربك . ص

3/40المصدر: النهج

السند : ذكره الشريف الرضي في نهج الّبالغة - الكتاب و أخذ منه غيره . و الكتاب طويل مفصل اقت�طف21

جزء منه .

165

Page 166: جواهر البحار

الشرح : لقد كتب اإلمام عليه السالم وصيته هذه إلبنه الحسن سالم الله عليه و قد تجاوز الستين عاما كما جاء في األثر . يقول فيه أن قلب الشاب مثل األرض الخالية

الخصّبة كلما ألقيت فيها بذرة قّبلته ألنها شابة يافعةخصّبة .

ثم يؤكد على أن أحب شيء لديه هو أن يقتصر ابنه على الفرائض و الواجّبات و يقوم بها خير قيام و أن يستمر

على ما مضى عليه سلفه الصالح و أجداده الطيّبون و ال تستوقفه الشّبهات فإن ابت نفسه إال أن يعلم فعليه

بالتعلم عند من يكون كفؤا .. و من أكفأ من أبيه أمير المؤمنين عليه السالم و قد علمه ما تعلم من رسول الله

صلى الله عليه و آله و لكن الظاهر أن أمير المؤمنين عليه السالم في خطّبته يريد أن يدعونا نحن أيضا الى

التعلم أو اإلمساك من الدخول في الشّبهات . و أما النظر في األمور كما نظر أهل بيته فيها فالظاهر أنه يأمره بأن

ال يكون مأخذ علومه مجرد تقليد من آبائه بل النظر و التفكر و التأمل كما أنهم نظروا و تأملوا و تكون في

نظرك و تأملك طالّبا للحق غير قاصد المراء و الجدال و أن تكون صافي القلب مجتمع الفكر .. فإن صفا قلّبك و

اجتمع أمرك و فرغ بالك بما أنت فيه من طلب جاد للعلم و الحكمة ، ففكر للوصول الى المعان السامية و انظر حتى تتمكن من ايجاد حلول شافية للشّبهات و إن لم

يجتمع كل ذلك لك فاألفضل أن تمسك عن التغلغل في الشّبهات ألنه أسلم لدينك و أفضل لدنياك و آخرتك فلن

تكون كالناقة العشواء ال تهتدي أو كالمتورط في الظلماء ال يّبصر طريقه .ثم يدعو الله أن يوفقه في مسيره

العلمي و حركته التكاملية .

166

Page 167: جواهر البحار

و بعد كل اإلحتياط في النظر في أصول الدين و أموره و في الشّبهات العقائدية فتمهل و ال تتسرع في الحكم و ال تطلب غاية من العلم ال تستطيع ادراكها و الوصول اليها و تذكر أنك كنت جاهال أول ما و�لدت و تعلمت شيئا فشيئا و

عساك أن تتعلم ما جهلته اليوم في المستقّبل القريب فما أكثر مجهوالتك بالنسّبة الى معلوماتك ) و ما أوتيتم

من العلم إال قليال ( و ستعرفها و تتعلمها بعد حين . و ربما جاء اإلمام بهذه الجملة اإلستدراكية حتى ال يكون عتابه محّبطا لولده في تعلم ما يجهله . ثم يعود فيأمره مرة

أخرى باإلعتصام بالخالق الذي خلقه و أتقن صنعه و ليكن كل تعّبدك له فال تشرك بعّبادته شيئا فإياه وحده نعّبد و

إياه وحده نستعين و عليه وحده نتوكل و هو وحده المعين. فلتكن خشيتك من غضّبه و رغّبتك في مرضاته .

التصنيف : هدف التعلم

قال عنوان الّبصري : كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين ، فلما قدم جعفر الصادق )ع( المدينة اختلفت

إليه ، وأحّبّبت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك ، فقال لي يوما : إني رجل� مطلوب� ومع ذلك لي أوراد� في كل< ساعة�

من آناء الليل والنهار ، فال تشغلني عن وردي ، وخذ عن مالك واختلف� إليه كما كنت تختلف إليه !.. فاغتممت من

ذلك ، وخرجت من عنده وقلت في نفسي : لو تفر<س في<� ما زجرني عن االختالف إليه واألخذ عنه . خيرا

فدخلت مسجد الرسول )ص( وسل<مت عليه ، ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصل<يت فيها ركعتين ، وقلت : أسألك يا الله يا الله ، أن تعطف علي< قلب جعفر ،

وترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم ..

167

Page 168: جواهر البحار

� ولم أختلف إلى مالك بن أنس ، ورجعت إلى داري مغتم<ا�شرب قلّبي من حب< جعفر ، فما خرجت من داري إال لما أ إلى الصالة المكتوبة حتى عيل صّبري ، فلم<ا ضاق صدري

تنع<لت وترد<يت وقصدت جعفرا ، وكان بعد ما صل<يتالعصر .

فلما حضرت باب داره استأذنت عليه ، فخرج خادم� له فقال : ما حاجتك ؟.. فقلت : السالم على الشريف ،

<ه ، فجلست بحذاء بابه ما لّبثت فقال : هو قائم� في مصالإال يسيرا إذ خرج خادم� فقال : ادخل على بركة الله !..

فدخلت وسل<مت عليه ، فرد< السالم وقال : اجلس غفر� ثم رفع رأسه وقال : أبو الله لك ، فجلست فأطرق مليا

<ت الله كنيتك ووف<قك م�ن ؟.. قلت : أبو عّبد الله ، قال : ثّب ، يا أبا عّبد الله ما مسألتك ؟!.. فقلت في نفسي : لو لم، � يكن لي من زيارته والتسليم غير هذا الدعاء لكان كثيرا

ثم رفع رأسه ثم قال : ما مسألتك ؟.. فقلت : سألت الله أن يعطف قلّبك علي< ويرزقني من علمك ، وأرجو أن< الله

تعالى أجابني في الشريف ما سألته ، فقال : يا أبا عّبد الله !.. ليس العلم بالتعل<م ، إنما هو نور� يقع في قلب م�ن

يريد الله تّبارك وتعالى أن يهديه ، فإن أردت العلم فاطلب أوال في نفسك حقيقة العّبودية ، واطلب العلم

باستعماله واستفهم الله يفهمك .

قلت : يا شريف !.. فقال : قل : يا أبا عّبد الله ، قلت : يا أبا عّبد الله !.. ما حقيقة العّبودية ؟.. قال : ثالثة أشياء :

� ، ألن< العّبيد ال أن ال يرى العّبد لنفسه فيما خو<له الله م�لكا يكون لهم م�لك� ، يرون المال مال الله يضعونه حيث

<ر العّبد لنفسه تدبيرا .. وجملة أمرهم الله به .. وال يدباشتغاله فيما أمره تعالى به ونهاه عنه .

168

Page 169: جواهر البحار

� ، هان فإذا لم ير� العّبد لنفسه فيما خو<له الله تعالى م�لكا عليه اإلنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه ، وإذا

<ره ، هان عليه مصائب فو<ض العّبد تدبير نفسه على مدب الدنيا ، وإذا اشتغل العّبد بما أمره الله تعالى ونهاه ، ال

غ منهما إلى المراء والمّباهاة مع الناس .. فإذا أكرم يتفر< الله العّبد بهذه الثالثة هانت عليه الدنيا ، وإبليس والخلق ،� ، وال يطلب ما عند الناس � وتفاخرا وال يطلب الدنيا تكاثرا� .. فهذا أول درجة التقى ، � ، وال يدع أيامه باطال � وعلو<ا ا عز< قال الله تّبارك وتعالى : } تلك الدار اآلخرة نجعلها للذين� والعاقّبة للمتقين { . � في األرض وال فسادا ال يريدون علو<ا

قلت : يا أبا عّبد الله !.. أوصني ، قال : أوصيك بتسعة أشياء ، فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى ،

والله أسأل أن يوف<قك الستعماله ، ثالثة� منها في رياضة النفس ، وثالثة� منها في الحلم ، وثالثة� منها في العلم ،

غت قلّبي له ، فقال : فاحفظها وإياك والتهاون بها ، ففر< أما اللواتي في الرياضة : فإياك أن تأكل ما ال تشتهيه!.. فإنه يورث الحماقة والّبله ، وال تأكل إال عند الجوع ، وإذا

أكلت فكل حالال وسم< الله ، واذكر حديث الرسول )ص( :� من بطنه ، فإن كان وال بد< فثلث� ا ما مأل آدمي� وعاء� شر<

�ف�سه . لطعامه وثلث� لشرابه وثلث� لن

وأما اللواتي في الحلم : فم�ن قال لك : إن قلت واحدة�� لم تسمع واحدة ، � فقل : إن قلت عشرا سمعت عشرا

وم�ن شتمك فقل له : إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي ، وإن كنت كاذبا فيما تقول ، فالله أسأل

أن يغفر لك ، وم�ن وعدك بالخنى ) أي الفحش ( فعدهبالنصيحة والرعاء .

169

Page 170: جواهر البحار

وأما اللواتي في العلم : فاسأل العلماء ما جهلت ، وإياك� وتجربة� ، وإياك أن تعمل برأيك شيئا ، <تا أن تسألهم تعن

وخذ باالحتياط في جميع ما تجد إليه سّبيال !.. واهرب من الفتيا هربك من األسد ، وال تجعل رقّبتك للناس جسرا ،

قم عني يا أبا عّبد الله !.. فقد نصحت لك ، وال تفسد علي< وردي ، فإني امرؤ� ضنين� بنفسي ، والسالم على م�ن

226اتّبع الهدى . ص

149المصدر: منية المريد ص

السند : ينقله المجلسي في الّبحار هكذا : وجدت بخط شيخنا الّبهائي ) قدس سره ( قال الشيخ شمس الدين محمد بن مكي : نقلت من خط الشيخ أحمد الفراهاني عن عنوان الّبصري .. الخّبر . و نقله اآلخرون عنه و لم

ينقله المتقدمين غيره و واضح أن السند ضعيفو قد رأيت في شرح احقاق الحق للسيد المرعشي رحمه الله

يقول : الحديث رواه جماعة من أعالم العامة ... و ربما كان الشيخ أحمد الفراهاني الذي ينقل منه محمد بن مكي

رحمه الله أيضا من علماء العامة أو عرفائهم حيث أن " عنوان الّبصري " هذا أيضا من اعرفاء العامة و لم ينقل منه أحاديث كثيرة . و في هذا الحديث - بفرض صحته -

نرى أن اإلمام عليه السالم لم يجّبه مدة الى طلّبه و بعد اصرار منه وافق على اسداء بعض النصائح له . و العجيب

أن جل< فقهائنا العظام ينقلون هذا الحديث لإلستدالل به على وجوب األخذ باإلحتياط في أمور الدين من عدمه و

كأنهم يسل<مون بصحة الحديث و قطعيته مع ضعفالسند .

الشرح : أرى أن نقتطف من هذا الحديث الطويل مقطعافيما نحن فيه و ال داعي لشرح كله .

170

Page 171: جواهر البحار

يقول : "وأما اللواتي في العلم : فاسأل العلماء ما جهلت� وتجربة� ، وإياك أن تعمل برأيك <تا ، وإياك أن تسألهم تعن

شيئا ، وخذ باالحتياط في جميع ما تجد إليه سّبيال !.. واهرب من الفتيا هربك من األسد ، وال تجعل رقّبتك

للناس جسرا" و من وصايا اإلمام بالنسّبة للعلم يؤكد له أن يسأل العلماء عن كل مجهوالته و لكنه - في الوقت

نفسه - يحذره من أن ال يكون سؤاله إياهم بقصد تجربة مدى علمهم أو غرض آخر غير خلقي كالتعنت و محاولة

ايذائهم . ثم يحذره بشدة أن يعمل وفق رأيه فمن استّبد برأيه ضل و من استعان بذوي األلّباب سلك سّبيل الرشاد

. و ال يمكن للرأي الفردي دون الرجوع الى المنطق و العلم أن يكون صائّبا و ذا قيمة ثم يأمره اإلمام باإلحتياط في مسائله و أموره كل ما أمكنه ذلك . و أغلب الظن أن هذا األمر ال يوجب اإلحتياط في المسائل الشرعية و ال بد

من حمله على األمر اإلرشادي . و اإلستدالل بوجوب اإلحتياط من خّبر ضعيف اإلسناد كهذا ليس قويا فاألمر

فيه عام لجميع أمور اإلنسان و بناء عليه فإنه وظيفةأخالقية محضة ال دليل على الوجوب فيه كما هو واضح .

و أخير افاإلمام يحذره من الفتيا دون وعي و دونما علم بالواقع أو ما يقرب الى الواقع باإلستنّباط الشرعي

الصحيح فال تجعل رقّبتك جسرا يعّبر عليه اآلخرون أي ال تفت بما ال تعلم حتى ال يكون ألعمال الناس في رقّبتك و

ذمتك دينا لن تتمكن من أدائه يوم الحساب .

التصنيف : كيفية السؤال عن األحكام

****

24-4-2008171

Page 172: جواهر البحار

قال رسول الله )ص( : أشد< من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه ، يتم يتيم انقطع عن إمامه وال يقدر على

�ّبتلى به من الوصول إليه ، وال يدري كيف حكمه فيما ي� بعلومنا ، شرائع دينه .. أال فمن كان من شيعتنا عالما

وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم� في حجره ، أال فمن هداه وأرشده وعل<مه شريعتنا ،كان معنا

2في الرفيق األعلى . ص

المصدر: تفسير اإلمام العسكري ، االحتجاج

السند : الشيخ الطّبرسي في اإلحتجاج ينقله عن أبوعّبدالله جعفر بن محمد الدوريستس ، عن أبي محمد بن أحمد ، عن ابن بابويه القمي قال : حدثني محمد بن

القاسم األسترابادي عن يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار ، قاال حدثنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السالم عن آبائه عن رسول الله )ص (

الخّبر ...

الشرح : اليتم : هو انقطاع الصّبي عن أبيه قّبل بلوغه ، هكذا يعرفونه علماء اللغة فاليتيم هو الذي فقد والده و هو صغير لم يّبلغ الحلم ، و إنما سمي يتسما ألنه ال زال محتاجا الى من يكفله حتى يّبلغ أشده . قال تعالى في

حق رسول الله : " أ لم يجدك يتيما فآوى " و هذا اليتم هو قّبل الّبلوغ . و أما لماذا يعّبر الرسول صلى الله عليه

و آله في هذا الحديث عن شيعة آل محمد باأليتام ألن هؤالء قد انقطعوا عن إمامهم و لم يدركوه و لم يتشرفوا

172

Page 173: جواهر البحار

بحضوره ، فمثلهم مثل اليتيم الذي انقطع عن أبيه و هو صغير . و مثلما أن اليتيم إذا جاء من يكفله فإن له أجرا عظيما فإن من العلماء من إذا كفل أيتام آل محمد أي

شيعتهم و أخرجهم من ظلمات الجهل الى نور الهداية و العلم فإن له ألجرا ال يستطيع أحد حسابه إال رب العالمين

و اذا كان أجر من يكفل اليتيم الذي فقد أباه كّبيرا فما بالك بالذي يكفل شيعة أمير المؤمنين عليهم السالم

كفالة معنوية .

أجل يا رسول الله نحن أيتام آل محمد فقد انقطع بنا السّبل عنكم و ال نستطيع الوصول الى إمامنا الذي قدر الخالق المتعال أن يكون وراء الستار .. ففي هذا الوضع

اإلجتماعي الذي نعيشه في عصر الغيّبة الكّبرى نحتاج الى من يرشدنا و يهدينا سواء الصراط و يقربنا اليكم و الى

علومكم و أخّباركم ، نريد من يأخذ بيدنا في ظلمات الجهل و يؤينا سّبيل الحق ، نريد من يعلمنا شرايع ديننا و

يفتنا في مسائل دنيانا و أحكام أخرانا و ليس ذلك إال العالم العامل الذي أمضى شطرا طويال من عمره

المّبارك في تلقي حكم آل محمد و درس في مدرسة اإلمام الصادق و آبائه و أبنائه عليهم السالم .. و من كان كذلك فإنه حقا معكم في الرفيق األعلى و الرفيع األعلى

مع األنّبياء و األولياء و أئمة الهدى سالم الله عليهمأجمعين .

التصنيف : فضل العلماء

� بشريعتنا ، قال علي )ع( : من كان من شيعتنا عالما فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم

الذي حّبوناه به ، جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج� من نور

173

Page 174: جواهر البحار

<ة� ال يقوم ألقل يضيء ألهل جميع العرصات ، وعليه حل سلك منها الدنيا بحذافيرها ، ثم ينادي مناد : يا عّباد

الله !.. هذا عالم من تالمذة بعض علماء آل محمد ، أال<ث بنوره ، فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشّب

ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان ، فيخرج كل من كان عل<مه في الدنيا خيرا ، أو فتح عن

� ، أو أوضح له عن شّبهة . ص 2قلّبه من الجهل قفال

المصدر: تفسير اإلمام العسكري ، االحتجاج

السند : نفس السند السابق .

الشرح :يقول أمير المؤمنين عليه السالم : من كان من علماء آخر الزمان عالما بالشريعة فقيها في الدين يحاول

ما أمكنه من إخراج شيعة آل محمد من ظلمات الجهل إلى نور العلم و الهداية ، فإنه يأتي يوم القيامة و على رأسه تاج من نور يضيء لجميع من حضر عرصات يوم

�صنع مثله في القيامة أي جميع الناس و يلّبس لّباسا لم ي الدنيا بأسرها و عندئذ ينادي المنادي : يا عّباد الله اعلموا

أن هذا الذي ينير عرصات القيامة بنور وجهه انما هو عالم من تالمذة علماء آل محمد .. انه أخذ العلم و درس

الحكمة في مدرسة أهل الّبيت عليهم السالم فمن كان في الدنيا معه و في مجلسه و أنار قلّبه بنور علمه و هداه

الى أحكام دينه فليتمسك اليوم بهذا النور حتى يخرجه الله من ظلمات العرصات الى مسكن األنّبياء و األولياء الى جنان الخلد . و عند ذلك يشفع هذا العالم لكل من

استفاد من علمه و جلس في مجلسه يطلب الهداية و أنارالعالم دربه و أزال الشّبهة من قلّبه و الغفلة من لّبه .

التصنيف : فضل العلماء

174

Page 175: جواهر البحار

قال العسكري )ع( : حضرت امرأة� عند الصد<يقة فاطمة الزهراء )ع( فقالت : إن< لي والدة ضعيفة ، وقد لّبس

عليها في أمر صالتها شيء� ، وقد بعثتني إليك أسألك ،<ت فأجابت ، ثم ثل<ثت فأجابتها فاطمة )ع( عن ذلك ، فثن

رت ، فأجابت ثم خجلت من الكثرة فقالت : ال إلى أن عش< أشق< عليك يا ابنة رسول الله .قالت فاطمة )ع( : هاتي وسلي عم<ا بدا لك !.. أرأيت من أكترى ) أي استأجر (

يوما يصعد إلى سطح بحمل� ثقيل� وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه ؟.. فقالت : ال ، فقالت : اكتريت� أنا لكل

مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا ، فأحرى أن ال يثقل علي< .. سمعت أبي )ص( يقول : إن<

�خلع عليهم من خلع الكرامات علماء شيعتنا يحشرون ، في على قدر كثرة علومهم وجد<هم في إرشاد عّباد الله ، حتى

يخلع على الواحد منهم ألف ألف حل<ة من نور ، ثم ينادي منادي ربنا عز< وجل< :أيها الكافلون أليتام محمد )ص( !..

الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم ، هؤالء تالمذتكم واأليتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم ، فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا .يخلعون على كل

واحد من أولئك األيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم ، حتى أن< فيهم - يعني في األيتام - لمن يخلع عليه مائة

ألف خلعة وكذلك يخلع هؤالء األيتام على من تعل<م منهم .. ثم إن< الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤالء العلماء

الكافلين لأليتام حتى تتم<وا لهم خلعهم ، وتضع<فوها لهم ، فيتم< لهم ما كان لهم قّبل أن يخلعوا عليهم ، ويضاعف

لهم ، وكذلك من يليهم ممن خلع على من يليهم .. وقالت فاطمة )ع( : يا أمة الله !.. إن< سلكة� من تلك الخلع

ألفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ، وما3فضل فإنه مشوب بالتنغيص والكدر . ص

175

Page 176: جواهر البحار

المصدر: تفسير اإلمام العسكري

السند : لم ينقل الحديث أحد إال ما جاء في التفسير المنسوب الى اإلمام العسكري عليه السالم و انه حقا

لخّبر واحد و دون سند بالرغم من أن الكتاب أيضا ال يوجد من يوثقه تماما . و ليت الحديث كان معنعنا حتى يتمكن القارئ من التحقيق حول رجاله . و بناء عليه فالحديث

ضعيف .

الشرح : تقول سيدتنا الزهراء سالم الله عليها - ان صح الحديث - بأن العلماء الذين يتكفلون بهداية و تعليم أيتام

<مة يوم القيامة و يقول آل محمد لهم هدايا و خلعا راقية قي الحديث بأن خيطا واحدا من آالف الخلع التي تهدى الى العلماء أفضل مما طلعت هليه شمس الدنيا ألف ألف مرة ! و ال أدري ما المقصود من هذا اإلكثار و المّبالغة

في الفضل ؟ و ال أستطيع أن أدرك مداه . نعم ال أشك أن للعلماء العاملين ألجرا جما يوم يلقون ربهم و لكنني ال

أستطيع أن أدرك أن سلكا أو خيطا واحدا من كل المالبس و الخلع التي تهدى الى العالم أفضل و أرقى من

كل ما طلعت عليه الشمس آالف المرات !

التصنيف : فضل العلماء

<ّبني قال السجاد )ع( : أوحى الله تعالى إلى موسى : حّب<ب خلقي إلي< ، قال : يا رب !.. كيف إلى خلقي ، وحّب

<وني ، فلئن ترد< <رهم آالئي ونعمائي ليحّب أفعل ؟.. قال : ذك� عن فنائي أفضل لك من عّبادة � عن بابي ، أو ضاال آبقا

مائة سنة بصيام نهارها وقيام ليلها .. قال موسى : وم�ن هذا العّبد اآلبق منك ؟.. قال : العاصي المتمرد ، قال :

فم�ن الضال< عن فنائك ؟.. قال : الجاهل بإمام زمانه176

Page 177: جواهر البحار

فه ، والغائب عنه بعد ما عرفه ، الجاهل بشريعة دينه تعر<فه شريعته وما يعّبد به ربه ، ويتوصل به إلى تعر<

مرضاته .. قال السجاد )ع( : فأبشروا علماء شيعتنا4بالثواب األعظم والجزاء األوفر . ص

المصدر: تفسير اإلمام العسكري

السند : الحديث كسابقيه لم ينقله أحد إال ما جاء في التفسير المنسوب الى اإلمام العسكري عليه السالم و بالرغم من لطافة المعنى إال أنه غير مستند و ال يمكن

اإلعتماد عليه و خاصة أنه لم ينقل في الكتب الروائية والمصادر الحديثية األخرى .

الشرح : عندما يأمر الله تعالى عّبده المنتجب موسى عليه السالم بأن يحّبب عّباد الله اليه يسأله موسى : كيف

لي ذلك ؟ يأتي الوحي من الله تعالى : ذكرهم بنعم الله�حصى حتى يحّبوا ربهم و خالقهم . و اإلنسان التي ال ت

بطّبيعة الحال يحب و يمجد من يتفضل عليه و يكرمه و يمنحه المال و النعمة . فإن عرف هذا اإلنسان بأن كل

شيء من الله و كل النعم منه و أن نعمه تعالى ال يمكن إحصاؤها " و إن تعدوا نعمة الله ال تحصوها " عندئذ

يتقرب الى ربه أكثر و أكثر و يحمده و يشكره على نعمه الكثيرة الجليلة . ثم يقول له بأنه لو تمكن من رد عّبد

عاص متمرد الى معّبوده فإنه خير له من عّبادة مائة سنة صائما نهارها قائما لياليها بالعّبادة و الصالة و الذكر

المستمر و أما الضال فإنه هو الذي ال يعرف إمام زمانه و الجاهل فإنه هو الذي ال يعرف أحكام الشرع و طريق

العّبادة و سّبيل الوصول الى مرضاة ربه فإن تمكنت أيها العالم من تعريف الضال بإمام زمانه و تعليم الجاهل

177

Page 178: جواهر البحار

أحكام دينه و مسائل شريعة نّبيه و علمته سّبيل الوصولالى رضا ربه فإن لك ألجرا عظيما و ثوابا جزيال .

التصنيف : فضل العلماء

قال الّباقر )ع( : العالم كمن معه شمعة� تضيء للناس ، فكل< من أبصر شمعته دعا له بخير ، كذلك العالم مع

شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة ، فكل< م�ن أضاءت له فخرج بها من حيرة ، أو نجا بها من جهل ، فهو من عتقائه من النار ، والله يعو<ضه عن ذلك بكل< شعرة لمن أعتقه ما

هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار ، على غير الوجه الذي أمر الله عز< وجل< به ، بل تلك الصدقة وبال

على صاحّبها ، لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة ألف4ركعة بين يدي الكعّبة.ص

المصدر: تفسير اإلمام العسكري ، االحتجاج

بيــان: أقول : لعله )ع( فض<ل تعليم العلم أوال على الصدقة بهذا المقدار الكثير في غير مصرفه ، لدفع ما

يتوه<مه عامة الناس من فضل الظلمة الذين يعطونمة العطايا الجزيلة ، على العلماء الّباذلين باألموال المحر<

للعلوم الحقة من يستحق<ه ، ثم استدرك )ع( بأن تلك الصدقة وبال على صاحّبها لكونها من الحرام ، فال فضل

لها حتى يفضل عليها شيء ، ثم ذكر )ع( فضله في عمل�5له فضل� جزيل� ، ليظهر مقدار فضله ورفعة قدره . ص

السند : اقرأ ما كتّبناه سابقا

الشرح : الجملة األولى جميلة جدا فاإلمام - حسب الرواية - يشّبه العالم بالذي معه شمعة يضيء درب

الناس في الظلمات ألن العالم يخرج اآلخرين من ظلمات

178

Page 179: جواهر البحار

الوهم و الجهل الى نور الرشد و الهداية .. و لكن الكالم في الثواب الذي يتصوره الحديث حيث يقول : و الله

يعوضه بكل شعرة لمن أعتقه أي علمه ما هو أفضل من الصدقة بمائة ألف قنطار في حال كون الصدقة رياء و

ليست لوجه الله و اني أقول : ال يمكن قياس انارة الطريق للجاهل بالصدقة الّباطلة التي تكون نتيجتها الوزر

و الوبال على صاحّبها فالقياس من أصله باطل ألن التعليم و الهداية أمر في غاية اإلستحسان و انفاق المال

في غير سّبييل الله في غاية القّبح ثم نرى أن الكالم يتغير الى مائة ألف ركعة بين يدي الكعّبة و السؤال اال، : ما هو الداعي لذكر الصدقة الّباطلة التي توجب العقاب بدال من

الثواب ؟ و لماذا استدرك اإلمام بعد بحث طويل عن قياس التعلم بالصدقة ليقول بأن ثواب التعليم كثواب مائة ألف ركعة في الكعّبة ؟ سؤال يحتاج الى جواب . و لذلك

فإن الحديث ضعيف سندا و محتوى و الله أعلم .

التصنيف : فضل العالم

***

9-5-2008

قال الصادق )ع( : علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته ، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء

شيعتنا ، وعن أن يتسل<ط عليهم إبليس وشيعته النواصب ، أال فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد

179

Page 180: جواهر البحار

الروم والترك والخزر ألف ألف مرة ، ألنه يدفع عن أديان<ينا ، وذلك يدفع عن أبدانهم . ص 5محّب

المصدر: تفسير اإلمام العسكري ، االحتج

� من أيتامنا قال الكاظم )ع( : فقيه� واحد� ينقذ يتيما المنقطعين عنا وعن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه ،

أشد< على إبليس من ألف عابد ، ألن< العابد هم<ه ذات نفسه فقط ، وهذا هم<ه مع ذات نفسه ذات عّباد الله

وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته ، فذلك هو أفضل5عند الله من ألف ألف عابد ، وألف ألف عابدة . ص

المصدر: االحتجاج ، تفسير اإلمام العسكري

�ع�م� الرجل قال الرضا )ع( : يقال للعابد يوم القيامة : ن كنت!.. همتك ذات نفسك ، وكفيت الناس مؤونتك فادخل

الجنة .. أال إن< الفقيه من أفاض على الناس خيره ، وأنقذهم من أعدائهم ، ووف<ر عليهم نعم جنان الله ،

وحصل لهم رضوان الله تعالى .ويقال للفقيه : يا أيها الكافل أليتام آل محمد !.. الهادي لضعفاء محّبيهم

ومواليهم ، قف حتى تشفع لمن أخذ عنك ، أو تعل<م منك ، فيقف فيدخل الجنة معه فئاما وفئاما وفئاما حتى قال

180

Page 181: جواهر البحار

عشرا ، وهم الذين أخذوا عنه علومه ، وأخذوا عم<ن أخذ عنه ، وعم<ن أخذ عم<ن أخذ عنه إلى يوم القيامة ، فانظروا

6كم فرق بين المنزلتين ؟!.. ص

المصدر: االحتجاج ، تفسير اإلمام العسكري

قال الجواد )ع( : م�ن تكف<ل بأيتام آل محمد المنقطعين�سراء في أيدي <رين في جهلهم ، األ عن إمامهم ، المتحي

شياطينهم ، وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم ، وأخرجهم من حيرتهم ، وقهر الشياطين برد<

وساوسهم ، وقهر الناصّبين بحجج ربهم ودليل أئمتهم ، ليفضلون عند الله تعالى على العّباد بأفضل المواقع بأكثر

من فضل السماء على األرض والعرش والكرسي والحجب على السماء .. و فضلهم على هذا العابد كفضل

6القمر ليلة الّبدر على أخفى كوكب في السماء . ص

المصدر: االحتجاج ، تفسير اإلمام العسك

181

Page 182: جواهر البحار

قال الهادي )ع( : لوال من يّبقى بعد غيّبة قائمنا )ع( من<ين عن دينه <ين عليه ، والذاب العلماء الداعين إليه ، والدال

بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عّباد الله من شّباك إبليس ومردته ، ومن فخاح النواصب ، لما بقي أحد� إال ارتد< عن

�مسكون أزم<ة قلوب ضعفاء دين الله ، ولكنهم الذين ي<انها ، أولئك هم الشيعة ، كما يمسك صاحب السفينة سك

6األفضلون عند الله عز< وجل< . ص

المصدر: االحتجاج ، تفسير اإلمام العسك

182