193
:: :: الكنز الثرى الكنز الث ري فيقب الجعفري منا سيدىه تعالىلعارف بالل لحمد الجلغني صالح م الشيخ عبد ا عفريالى عنه رضى ا تعمدية المحمديةجعفرية الحخ الطريقة ال شي سلناشر اكلم دار جوامع ال17 لح الجعفرىلشيخ صارع ا شالقاهرة – ت : الدراسة – ا5898029 1

الكنز الثرى

Embed Size (px)

DESCRIPTION

كتاب في مناقب الشيخ صالح الجعفري، كتبه ابنه فضيلة الشيخ عبد الغني صالح الجعفري، و الذي ورث حال الشيخ و أعطي الإذن بمشيخة الطريقة. و قد كتب الشيخ هذا الكتاب ليعرف من لم يعاصروه بشيخنا المبارك، و لأن بزيادة المعرفة بالمحبوب يزداد الحب، كما أن الشيخ له مكانة خاصة في العالم الإسلامي لاسهاماته التي لا يسع القلم حصرها، في علوم الشريعة المختلفة، فقد كان رضوان الله عليه منارة العلم المنيرة في الأزهر الشريف، رضي الله تعالى عنه و نفعنا به.

Citation preview

Page 1: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ريالكنز الثفي

مناقب الجعفريللعارف بالله تعالى سيدى

عفريالشيخ عبد الغني صالح محمد الج

رضى ا تعالى عنهشيخ الطريقة الجعفرية الحمدية المحمدية

سالناشر

دار جوامع الكلم شارع الشيخ صالح الجعفرى17

5898029الدراسة – القاهرة – ت :

1

Page 2: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الباب الولالفصل الولالحقائق التاريخية في حياة المام الجعفري

النسب والنشأةالنسب الشريف

لقد نال شيخنا المام الجعفQQري- رضQQي ا عنQQه- شQQرف القرابQQة مQQن رسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- فاسمه: صالح بن محمد بن صQQالح بQQن محمد بQQن رفQQاعي الQQذي تمتQQد سلسQQلة نسQQبه الشQQريف لتتصQQل بسQQيدنا جعفQQر الصادق بن سيدنا محمد الباقر بن سيدنا علي زين العابدين بQQن مولنQQا المQQام الحسين- رضي ا تعالى عنه وأرضاه- بن المام علي بن أبي طQQالب- رضQQي ا تعالى عنه وكرم ا وجهه، فجQQدة مولنQQا المQQام الجعفQQري هQQي السQQيدة

فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولنا رسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم-. وللجعافرة نسب كثيرة محفوظة قديمة، ومن الذين ظهر فيهم النسب الشريف السيد الشريف إسماعيل النقشبندي وتلميذه الشQQيخ السQQيد موسQQى المرغنQQاني

ول تزال ذرياتهم تحتفظ بتلك النسب كثيرة الفروع المباركة. وقد كان شيخنا المام الجعفري- رضي ا عنQQه- فQQي بQQداياته ل يصQQرح بهQQذه النسبة مع أنه كان يشعر منذ صغره بأنه من ذرية المام سيدنا جعفر الصادق- رضي ا عنه- إلى أن وجد في بعض الوراق أن نسبة والQQده: جعفQQري. ثQQم توالت البشارات التي تصدق هذه النسبة، يقول شيخنا المام الجعفري- رضQQي ا عنه-: «فأول رؤيQQا رأيQQت فيهQQا السQQيدة زينQQب- رضQQي ا عنهQQا- بنQQت أميQQر المؤمنين سيدنا علي- رضي ا عنه وكرم ا وجهه- فسلمت عليها وهي في مقامها من وراء حجاب ومدت لي يدها وهي مستترة وقالت لي: كيQQف حالQQك

2

Page 3: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وحال أهلك الجعافرة؟... .. وهناك مراءs كثيرة تدل على ذلك والحمد لله، وإنQQي أشQQكر ا تعQQالى حيQQث جعلني أنتسب إلى هذا البيت الطاهر، وعرuف أجدادي بي وعرuفنQQي بهQQم، وقQQد أقر النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- بأن جدي سيدنا جعفQQر الصQQادق- رضQQي ا عنQQه- وذلQQك أننQQي رأيQQت رسQQول ا- صQQلى ا عليQQه وآلQه وسQلم- ومعQه الخلفاء الربعة الراشدون. فسلمت عليه وعلى الخلفاء- رضي ا عنهم- ولما سلمت على سيدنا عليu- رضي ا عنه وكرم ا وجهه- أمسQQكت بيQQده وقلQQت له: إنني محسوب عليك، إنني من ذريتك، إنني من ذرية سيدنا جعفر الصQQادق، قال- عليه الصلة والسلم-! نعم وأشار برأسه من أعلQQى إلQQى أسQQفل مصQQدقvا على قولي- صلى ا عليه وآله وسلم- فلما استيقظت كانت هذه الرؤيQا أحQQب

].3، 2إليu من الدنيا وما فيها...» [المنتقى النفيس صوقد سجل المام الجعفري هذه الرؤيا في نظمه المبارك فقال:

فيQQا أيهQQا الجQQداد إنQQي أحبكQQموجدكم المختار صQQدق نسQQبتيوخذ بضعتي هQQذا إليQQك مقالQQةوكانت إلى نسي أحب من الدناولست به أبغي فخQQارا زخارفQQاوأنظQQر للجQQداد فيهQQا وملكهQQموأحمد ربQQي مQQذ علمQQت بQQأنني

وحبكQQم عنQQدي حيQQاتي مQQدىالعمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQروإنQQي شQQبيه بQQالكرام بل نكQQر تقQQدمها الزهQQراء للمصQQطفىالبQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQدر فللQQه رب العQQرش حمQQد علQQىالخيQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQر ولكQQن جنQQان الخلQQد أنهارهQQاتجQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQريuدرQQQل للQQQا تماثQQQدانهم فيهQQQوول إليكQQم ومنكQQم جعفQQري لQQدىمصQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQر

]357، 356 ص3[الديوان ج

3

Page 4: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وفي هذه البيات أشار الشيخ إلى رؤيا أخرى رأى فيها جQQدته السQQيدة فاطمQQةالزهراء- رضي ا عنها-.

ويقول المام الجعفQQري فQQي أحQQد كتبQQه: «قبQQل ذهQQابي إلQQى الحQQج عQQام ثلث وتسعين وثلثمائة وألQQف رأيQQت سQQيدنا الحسQQين- رضQQي ا عنQQه- فQQي مقQQامه وسلمت عليه، ومن محبتي فيه قلت له: من أنا؟ قال: الجعفري. قلت له: إننQQي من ذريتك، وإن أهلي يشبهونك- كأنني أعرفه بQQأنني مQQن ذريتQQه- فرفQQع صQQوتهv: سام وحام ويافث أبناء نوح عليه السلم أنا أعرفهم وأعرف ذراريهم ثQQم قائل شرع يشرح في ذرية سيدنا نوح- عليه السلم- ففهمت مQQن كلمQQه- رضQQي ا عنه- كيف ل عرف ذريتي وقد أطلعني ا- تعالى- على ذرية أبناء نوح- عليهQQا لسلم-، وقد قالوا: النسب يظهره العلم ويخفيه الجهل وينفع صQQاحبه إذا أيقQQن به واحترمه وعمل ما ينجيه من النار ويخلصه من غضب ا تعالى، قال- عليQQه الصلة والسلم: «من بطأ به عمله لم يسQQرع بQQه نسQQبه» أي: مQQن كQQان عملQQه

].95، 94سيئvا وأخره عن دخول الجنة ل يدخله نسبه الجنة» [فتح وفيض صالسQرة الشريفQة

الجد: الشيخ صالح بن محمد رفاعي.. ومولنا المام الجعفري أصله مصري، فجد والده من بلدة إسQQنا، وجQQد والQQدته من جعافرة قناة من بلدة اسمها البياضية، وكان عندما يزور هذه البلدة يحضر عمدتها شيئvا من بلحها، ويقول لQQه: هQQذا مQQن نخQQل جQQدتك الQQتي هQQاجرت إلQQى السQQودان، وأمQQا والQQده فينتهQQي نسQQبه إلQQى الجعQQافرة الQQذين يسQQكنون بلQQدة «الحليلة». وكان يقول: إن جدنا كان ي�عرف بالرفQQاعي، وقQQد هQQاجر إلQQى دنقل بالسودان واستقر هناك، وكان مQQن علمQQاء الزهQQر العQQاملين، فقQQد كQQان يقيQQم حلقة لتحفيظ القرآن الكريم وحلقة لتQQدريس العلQQم النQQافع فQQي مسQQجد دنقل، وكان منصرفvا بقلبه وعله وسائر جوارحه إلى العلم والقQQرآن، وقQQد تQQرك أمQQور الزراعة وإدارة شئون منزله إلQQى ابنQQه- محمQQد صQQالح- فهQQو الQQذي كQQان يتQQولى

فلحة الرض وأشرف على تزويج إخوته البنين والبنات قبل أن يتزوج هو. وقد كان لهذه السيرة العطرة للجد أثرها العميق فQQي سQQلوك الحفيQQد- مولنQQا

4

Page 5: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

المام الجعفري- رضي ا عنه- فقد ورث عنه حب العلم والعبادة والعراضسيأتي في الحديث عن نشأته الولى-. عن زخرف الحياة الدنيا- كما

وكان المام الجعفري يحب جQQده حبQQvا عQQبرت عنQQه القصQQائد الQQتي مQQدحه فيهQQامشيرvا إلى علمه وفضله ووليته، يقول في إحدى قصائده:

يرد للصلة على محمQQدوجدي الجعفري له دوي�وعلمه وكQم للخلق أرشQدويحفظ للكتاب كتاب ربي

ويقرؤها ويسمعه محمQQد ويحفظ للدلئل حفظ صدر]185 ص2[الديوان ج

ومن محبته له سعى إلى ملقاة بعض معاصريه، فعرف منهم بعQQض منQQاقبه، ومن أجلuها علمه وتعليمه للقرن الكريم، وقد حفظ عنه كثير مQQن مشQQايخ دنقل القرآن الكريم، وتلقوا على يديه أسرار القراءة، ومسائل أحكام التجويد، يقول

مولنا المام الجعفري مشيرvا إلى ذلك:vلQموقد كان جدي الجعفري مرتQفك للكتاب مجيدvا حفيظvا

قQQراتلقوه عنه حافظQين بل مQQQراوعلمQQه إني رأيت جماعQQة

كQانشريف له من أل جعفر نسQQبة قد والقQرآن وللعلم مخQبرا

تعم لل طيبيQن وجعفQQQQQراعليQه رضQاء ا ينQزل دائمvا]278 ص2[الديوان ج

ومن البيات السابقة نعرف أن جد الشيخ كQQان ذا صQQلة قويQQة بالتصQQوف، فقQQد كانت له أوراده، ومنها دلئل الخيرات للمام الجزولي- رضي ا عنه- كما كان

كثير الصلة على سيدنا ومولنا رسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم-.يقول شيخنا- رضي ا تعالى عنه- يمدح جده- رضي ا عنه-:

رضQQQاء ا يغشQQQى بQQQالتواليفQQQذاك الجعفQQQري لQQQه كمQQQال

لشيخ الفضل مصحوب الكمالوترتيQQQب علQQQى مQQQر الليQQQالي

5

Page 6: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وخير النQQاس جQQاء حQQديث طQQهفكQQم قQQد علQQم القQQرآن ناسQQا وقQQQد حضQQQروا العلQQQوم علQQQىشQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQريفعطQQQQQوف ذو وداد واحQQQQQترامففيQQQه مرشQQQد يحكQQQي علومQQQاول يQQQدعو بسQQQوء بQQQل دعQQQاه

بتعليQQم الكتQQاب علQQى التQQواليفنQQالوا الحفQQظ معQQدوم المثQQالعبيQQد العQQال نQQبراس المقQQالشريف النفس محمود الفعQQالبمجلسQQQه يفيQQQد بكQQQل حQQQالصQQلح الحQQال دومQQvا والمقQQQال

]183، 182 ص10[الديوان جالجQQQدة :

وكذلك كانت جدته لبيه صاحبة دعوات حفظها عنها حفيQQدها المQQام الجعفQQري ومنها دعاء كان الشيخ حريصvا على ترديده وكان يوصي الناس بحفظQQه وكQQان يقول: إن جدتي لوالدي عمرت حتى بلت مائة وخمسة وثلثين عامvا، وكان لهQQا دعاء جميل في السحر، تقول: يا ب يا بQQو سQQما عQQاليه وخزايQQن مQQاليه، بحيلQQي وعيني لما أدخل قبيري- أي تدعو ا- تعالى- أن تظQQل بقوتهQQا وصQQحتها حQQتى تدخل قبرها، يقول الشيخ: إن هذه الجدة لم تمرض إل أسبوعvا واحQQدvا طQQوال

عمرها المديد، وانتقلت وهي في كامل صحتها وعايتها.: الحاج محمد صالح: الب

أما والد الشيخ سيدي محمد صالح فقد كان من المكافحين في السQQعي علQQى أهله وقضاء مصالحهم وإدارة شئون الرض، أما فQQي الليQQل فكQQان يقQQوم فيQQه يتعبد لربه، حتى يدنو وقت صلة الصبح، فكQQان يبكQQر بالQQذهاب إلQQى المسQQجد، صيفvا وشتاءv، فيفتح باب المسجد وينير المصابيح، وينتظQQر المصQQلين، ثQQم يQQؤذن لصلة الفجر، ثم يؤم المصلين، ثم يعود إلى المنزل ليوقظ أهله ليصلوا الصبح قبل طلوع الشمس، ثم يأخذ إفطارv خفيفvا معه إلى الحقل، وكان قويvا نشيطvا، وكان ل يحب أن يQQرى إنسQQان كسQQلن، وكQQانت زراعتQQه أحسQQن الزراعQQات فQQي دنقل، وكان ي�عرف في بلدته بالسد لشدته وقوته في العمل، وقد حQQج إحQQدى

6

Page 7: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

عشرة حجة كان يمشي فيها على رجليQQه بيQQن المناسQQك، وكQQان يقQQوم بخدمQQة الحجاج ورعاية مصالحهم، وكQQان يحمQQل سQQلحه ليQQدفع عنهQQم قطQQاع الطQQرق الذين كانوا يخرجون لقطع الطريق على الحجQQاج وسQQلب متQQاعهم، وقQQد أشQQار

شيخنا المام الجعفري- رضي ا عنه- إلى ذلك في إحدى قصائده فقال:وبشQQQراك حقQQQvا أيQQQا والQQQديجQQQزائي عليQQQه رضQQQاك الQQQذيوأنQQQQت بخيQQQQر وقQQQQد زرتQQQQه

بمQQQدح عظيQQQم أنQQQار الQQQديارايكQQون نجQQاتي إذا الشQQر ثQQاراحججQQت اعتمQQرت وزرت مQQرارا

ص3[الQQQQQQديوان ج 371[

وكان والد المام الجعفري يحضر من السودان إلQQى مصQQر ليQQزور أجQQداده مQQن أهل البيت وليزور مشاهد الولياء والصالحين، وكان يزور ابنه الشيخ صالح في الزهر وقد ذكر المام الجعفري قصة عن والده- رحمه ا- تQQدل علQQى مQQدى ما كان يتخلق به من أخلق الصالحين الذين ع�رفوا بالحياء والورع، يقQQول: إن الوالد كان في آخر زيارة له بمصر كلما ذهب إلى مكان بالقاهرة يولي وجهQQه إلى الحQQائط ويمسQQك ذقنQQه بيQQده، وأنQQا ل أسQQتطيع سQQؤاله عQQن ذلQQك تهيبQQvا لQQه واحترامvا فلما همu بركوب القطار ليسافر إلى دنقل قلت له: يا والدي لماذا كنت كلما ذهبت إلى مكان تدير وجهك إلى الحائط، وتمسك ذقنك بيدك فقQQال لQQي: يا ولدي: كلما رأيت امرأة سافرة متبرجة واريت وجهي عنها وقلت: يا رب أبعQQد هذا السن نفتن وننظر إلى النساء؟ ولم يكQQن العQQري والسQQفور كحQQاله اليQQوم، ولكنه من شدة ورعه كان يفعل ذلك، وهذه الشمائل الزكية تزكي هذا النسب الشريف، وقد ظل- رضي ا عنه- ملزمvا للعبادة والصلة- مواظبQQvا علQQى أداء الصلوات الخمس في جماعة، حريصvا على أن يكون فQQي الصQQف الول طQQوال

عمره الذي أربى على التسعين عامvا.وقد قال المام الجعفري- رضي ا عنه- في رثاء والده- رحمه ا-:

في قبرك السامي لدى مQQولكمQQا المQQوت إل راحQQة فQQي جنQQة

7

Page 8: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

منQQQQي إليQQQQك تحيQQQQة وترحQQQQمكم قد لقيت مQQن الكQQرام أفاضQQلكم من شريف ظاهر في روضQQةv كم للمسQQاجد قQQد مشQQيت مهQQرولوحججت عشQQرvا ثQQم وتQQرvا بعQQدهاعلمQQQت نجلQQQك الكتQQQاب وبعQQQدهوتقQQQول ل أبغQQQي بQQQذلك حاجQQQةحQQQتى غQQQدا علمQQQvا ب�ن�ي�ت�QQQك� الQQQتيوعظاته في الزهر المعمور في فQQي الغQQرب فQQي السQQودان فQQيمصQQQQQQQQQQQQQQQQر الQQQQQQQQQQQQQQQQتيفلQQك الثQQواب بكQQل وعQQظ قQQالهيQQQا غارسQQQvا للطيبQQQات ثمارهQQQاكQQم قQQد سQعيت مجاهQQدvا ومبكQQرvاقQQد كنQQت جنQQة والQQديك موفقQQايا واصل الرحام بQQالعطف الQQذيكQQم مQQن أذان فQQي الQQدجى أذنتQQهزكيQQت مالQQك لQQم تكQQن متوانيQQاوحضرت عبد العQQالي فQQي أيQQامهعمQQQرت دنيQQQاك الQQQتي وافيتهQQQاوعملQQت للQQدارين عشQQت مكرمQQvاع�مQQQرvا طQQQويلv عشQQQته وعمرتQQQهقQQد غبQQت عQQن أبصQQارنا ومكانهQQامني السلم عليك ما نجQQم سQQرى

من قلQQب مشQQتاق إلQQى رؤيQQاكوأحبQQQQQة وأقاربQQQQQا وأبQQQQQاكمQQن آل جعفQQر دائمQQvا يلقQQاكفQQي كQQل وقQQت تاركQQvا دنياكQQاوالQQرب للQQبيت العQQتيق دعاكQQاللزهQQQر المعمQQQور قQQQد لباكQQQاإل ثوابQQQQvا ترتجQQQQي أخQQQQراكقQQQQدمتها واليQQQQوم ل ينسQQQQاكحرم النبي وفQQي منQQى ذكQQراكفيها الحسQQين وكQQل ذا برضQQاكيهQQQدي بQQQه مQQQا قQQQاله مQQQولكقد أينعت فامQQدد يQQديك وهQQاكبشجاعة وشكرت في مسQعاكللQQبر� يQQا كنQQز الرضQQا بشQQراكمن عطف والQQدك الQQذي ربQQاكللQQQه كQQQم سQQQمع اللQQQه نQQQداكفي حق ربQك بQل تمQد عطQاكودروسه ومQQن العلQQوم سQQقاكبQQالحق لQQم تQQترك بهQQا عليQQاكوبعQQزة التقQQوى تعيQQش هنQQاكولقيQQQت ربQQQك بعQQQده بتقQQQاكوبQQQQQQبرزخ رب العل أحيQQQQQQاكوتحيQQQQQة مقبولQQQQQة تغشQQQQQاك

الوالQQQدة :

8

Page 9: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

أما والدة الشيخ- رضي ا عنه- فقد كان له عندها مكانة عزيزة وكQQان الثيQQر الحبيب إلى قلبها لذا كانت شديدة التعلق به، كثيرة الحنين إليه، يقول عنها ابنها المام الجعفري: عندما سافر من السودان إلى الزهر كQQانت والQQدتي ل تطبQQخ طعامvا أحبه فQQي غيQQابي، وكQQانت تقQQول: ل أحQQب أن آكQQل طعامQQvا يحبQQه ولQQدي

الحبيب في غيابه. وعندما تخرج الشيخ من الزهر وعمل فيه طلبQQت منQQه والQQدته أن يرسQQل إليهQQا جزءvا من راتبه، ل لحاجة إلى المال، ولكن لتفرح بأن ابنها قد تخQQرج وصQQار لQQه راتب ينفق منه على أسرته، فكان الشيخ يرسل إليها خمسين قرشQQvا كQQل شQQهر

من راتبه الذي كان مقداره ثلثة جنيهات وخمسة وسبعين قرشvا. وكانت محبة الشيخ لوالدته محبة شديدة، تدل على الوفاء والبر والرحمة، وفي

1952المرة الوحيدة التي لم يذهب فيها للحج منذ بدأ رحلت الحج مQQن سQQنة م، فقد حالت ظروف طQQارئة دون سQQفره مQQن القQQاهرة إلQQى1962وهي سنة

الحجاز، ذهب إلى السودان ليسافر من هناك، ولكن لQQم يكQQن لQQه نصQQيب فQQي الحج، فلم يستطع أن يسافر إلى الحجاز من السودان أيضvا، فذهب إلى بلQQدته ليقضي أيام عيد الضحى مع والدته فQQإذا بهQQا تقQQول لQQه بلسQQان الم الصQQالحة الطاهرة الولية التقيQQة: كيQQف تQQذهب إلQQى الحQQج وتQQتركني؟ وأنQQا منQQذ عQQام قQQد

اشتريت خروفvا للضحية وأنا أدعو ا تعالى أن يأكل منه ابني الشيخ صالح؟! تلك كانت لمحة موجزة عن أسرة مولنا المام الجعفري، وهي أسرة ظهQQرت عليها دلئل شرف النسب. وزكuى نسبتهم إلى جQQدهم المQQام جعفQQر الصQQادق- رضي ا عنه- صدق فعالهم وكريم خصالهم، يقول مولنا المQQام الجعفQQري-

رضي ا عنه-:قبQQQQQQQQQQQائل الجعQQQQQQQQQQQافره�قQQQQQQد أدركQQQQQQت مفQQQQQQاخرهقQQQQQQQد ورثQQQQQQQوا إقQQQQQQQداماوأحسQQQQQQQQQQنوا الكلمQQQQQQQQQQا

وفQQQQQQQQQي البلد ظQQQQQQQQQاهره�نQQQQQQQQورvا بهQQQQQQQQم سQQQQQQQQناهوأطعمQQQQQQQQQوا الطعامQQQQQQQQQابهQQQQQQQQم لQQQQQQQQه أشQQQQQQQQباه

9

Page 10: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وجQQQQQQQQQQQدهم ينQQQQQQQQQQQاديقQQQQQQQد شQQQQQQQرفوا للنQQQQQQQادي

أهQQQQQQQQQل التقQQQQQQQQQى أولديأحبهQQQQQQQQQQQQQQم للQQQQQQQQQQQQQQه

]101، 100 ص7[الديوان ج

10

Page 11: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

مولد المام وطفولته قضى ا أن تسبق ولدة سيدي صالح الجعفري إشارات لها معان فقد مضى على والديه ثمانية أعوام بدون إنجاب، فعزم أهل أبيه على أن يزوجوه بامرأة أخرى فعلمت الزوجة بذلك، فحزنت وذهبت إلى قQQبر سQQيدي عبQQد العQQالي بQQن السيد أحمد بن إدريس- رضQQي ا عنهمQQا- لزيQQارته، وأخQQذت تQQدعو ا عنQQده، وقالت إذا رزقنا ا- تعالى- بمولود في هذا العQQام فسQQوف أصQQوم سQتة أيQQام بعQQد رمضQQان وأهQQب ثوابهQQا لQQك، وأنفQQق جنيهQQvا فQQي مولQQدك علQQى الفقQQراء والمساكين، وقد تحقق أمل الم ورزقها ا تعالى بمولود كريQQم هQQو سQQيدي الشيخ صالح الجعفQQري فكQQان أن أوفQQت والQQدته بنQQذرها للQQه- عQQالى- ووهبQQت الثواب للسيد عبد العQQالي، وكQQان المQQام الجعفQQري يحفQQظ هQQذه القصQQة جيQQدvا ويذكرها لبنائه ويشكر ا- تعالى- على هQQذه النعمQQة العظيمQQة، فQQالجعفري- رضي ا عنه- نذرته أمه لله تعالى، فتقبل ا تعالى منها ذلك النذر، ويسuر له الطريق إلى عبادته، وقQQد تأكQQدت تلQQك الشQQارات بمQQا حQQدث عنQQدما علQQم أبQQوه بمولده، فتلقفه بين يديه فرحvا، وذهب به إلى جده (سQQيدي صQQالح) وقQQال لQQه: لقQQد رزقنQQي ا- تعQQالى- بولQQد، وأريQQد أن أسQQميه باسQQمك. فقQQال لQQه الجQQد- العارف-: ذا سميته باسمي فإنك ستهبه لله- تعالى- ولن تنتفع منه بشيء فQQي عملك ول زراعتك، فقال له الوالد: لقد نذرته لله- تعالى، فسماه: صالحvا فكان له من اسمه أكبر نصيب، يقول شيخنا مشيرvا إلى ذلك في آخر منظومته (جالبة

الفرج):لهم نسب بالصدق جاء مسلسلكذا الجعفري جدي وإني سمي�ه

]580 ص4[الديوان ج وهكذا أخذ الوليد ينمو ويكQQبر حQQتى إذا آنQQس منQQه والQQده شQQدة وقQQوة أراد أن يعلمه شيئvا منا لتجارة، فذهب به إلى دكان عمه، ولكن الصبي كان يهرب مQQن الدكان ليذهب إلى حلقة تحفيظ القرآن الكريQم فQQي مسQجد دنقل، يحكQQي لنQا الشيخ ذلك بنفسه فيقول: كنQQت أتQQوارى عQQن عمQQي فQQي الQQدكان حQQتى أحفQQظ القرآن، وكان والدي يعاقبني على تركي الدكان ويأمرني أن أتعلم التجارة من

11

Page 12: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

عمي، فكان يقول له: دعه وشأنه، وكQان عنQQدنا دكانQQان فكنQQت إذا حضQQر أحQQد الفقراء أعطيته مما فيهما ول آخذ منه شيئvا، ولما ذب أبQQي إلQQى سQQيدي محمQQد الشريف ليسأله عن هذا الحال قQQال لQQه: أنسQQيت أنQQك قQQد وهبتQQه للQQه تعQQالى؟

أرسل ولدك إلى الزهر. وكان عمر الشيخ في ذلك الوقت ستة عشر عامvا، وكان قد أتم حفQQظ القQQرآن الكريم في مسجد دنقل العتيق الذي يوجد فيه قبر سيدي عبد العالي، وعمQQره أربعة عشر عامvا. في هQQذه السQQن الصQQغيرة الQQتي يحلQQو فيهQQا للطفQQال اللهQQو واللعب، ولكن الجعفري لQQم يكQQن كبقيQQة الطفQQال، فلQQم يكQQن يشQQاركهم فQQي لهوهم، بل كان دائمvا منصرفvا إلى المسجد، وكانت أمQQه إذا س�QQئلت عنQQه تقQQول: إنه في المسجد يحفظ القرآن وكان يحكي عن حاله في ذلك الQQوقت فيقQQول: كنت منQQذ طفولQQتي مشQQغوفvا بQQالعلم وحفQQظ القQQرآن وكنQQت ملزمQQvا للمصQQحف الشريف، وكنت عندما أنام أضعه بجواري، فQQإذا اسQQتيقظت فQQي أي وقQQت مQQن الليل أعود إلى المصحف للقراءة والترتيب، وقد حفظ المام الجعفري القQQرآن الكريم على يد فضيلة الشيخ: علي أبي عوف السنهوري والشيخ السQQيد حسQQن أفندي- وكلهما حفظ القرآن عن جده الشQQيخ صQQالح- وتلقQQى علQQومه الولQQى في الفقه على فضيلة الشيخ علي محمد جوي من علماء الزهر، وكQQان إمQQام

مسجد دنقل العتيق.الشيخ في مرحلة الشبيبة :

وكان الشيخ صالح ملزمvا لضريح سيدي عبد العالي الكائن بمسجد دنقل، وقد اتصل مبكرvا بالسيد محمد الشريف بن سيدي عبد العQQالي بQQن السQQيد الشQQريف أحمد بن إدريس- رضي ا عنهم أجمعين- فأخQQذ الطريQQق عنQه وكQQان عمQره في ذلك الوقت تسعة عشر عامvا وكان السQQيد محمQQد الشQQريف يختصQQه بمزيQQد العناية، وينظر إليه نظرة خاصة، ويروي لنا المام الجعفري هذه الحكايQة عنQهv: مرحبQQvا شQQيخنا! فكنQQت يقول: كنت صبيvا صغيرvا عندما كان الشي يلقQQاني قQQائل أخجل من نفسي وأتساءل عجبvا: كيQQف يقQQول لQQي: مرحبQQvا شQQيخنا وأنQQا صQQبي صغير وحوله كبار المشايخ؟ وسيأتي تفسير هQQذه الشQQارة عنQQد الحQQديث عQQن

12

Page 13: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

حياة الشيخ في الزهر.

في الطريق إلى الزهر تزوج المام الجعفري في سن مبكرة لم يتجاوز فيها الربعة عشر عامQQvا، وقQQد انصرف إلى تحصيل العلم بمختلف فروعه، حتى جاء وقت الرحيل إلى الزهر الشريف وكان سبب ذلك أنQQه وقQQف علQQى كتQQاب «شQQرح النQQووي علQQى صQQحيح مسلم» فأخذ يقرأ ما فيه بشوق ولهفة، وعند ذلQQك جQQاءته إشQQارة مQQن سQQيدي عبد الغالي بن السيد أحمد بن إدريس كانت سببvا في عزمه علQQى السQQفر إلQQى الزهر الشريف ولنستمع إليه يحدثنا عن تلك القصة يقول: «وقبل مجيئي إلQQى الزهر جاء أحد أهل البلد بأول جQQزء مQQن شQQرح النQQووي علQQى صQQحيح مسQQلم، فاستعرته منه، وصرت أذاكر فيه، فرأيت سيدي عبد العQQالي الدريسQQي- رضQQي ا عنه- جالسQQvا علQQى كرسQQي، وبجQQواره زاد للسQQفر وسQQمعت مQQن يقQQول: إن السيد يريد السفر إلى مصر إلى الزهر، فجئت وسلمت عليه وقبuلت يده، فقQQال

مQQع حQQد�ة: «العلQQم يؤخQQذ مQQن صQQدور الرجQQال ل مQQن الكتQQب» وكررهQQالQQي فاستيقظت من منامي وقد ألهمني ربي السفر إلQQى الزهQQر... » [فتQQح وفيQQض

».12ص وقد فهم المام الجعفري مغزى الشارة التي وجهه فيهQQا سQQيدي عبQQد العQQالي إلى السفر إلى الزهر الشريف لتلقي العلم عن العلماء في مجالسهم، وكQQان توجهه إلى الزهر لما فيه من العلوم والمعارف التي يعز� وجودها فQQي مكQان غيره، فهو جامع العلوم، وقد قص الشيخ في أحد كتبه أنه «رأى السQQيد أحمQQد بن إدريس وهو يقول له: ا معك اقرأ فقه المذاهب الربعQQة» يقQQول المQQام الجعفري: فلما أصبحت قصصت الرؤيا على شيخ لي، فقال: إن صحت رؤيتQQك فتأويلها أنك ستذهب إلى الجامع الزهQQر (حيQQث يQQدرس الفقQQه علQQى المQQذهب

].65الربعة) وقد حقق ا تلك الرؤيا [انظر: المنتقى النفيس ص وما تفسير ما قاله سيدي عبد العالي- رضي ا عنه- لمولنا المام الجعفQQري في الرؤيا السابقة فهو إرشاد طالب العلم إلى أن هناك أنواعvا مQQن المعQQارف

13

Page 14: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ل تحصQQل مQQن مجQQرد النظQQر فQQي الكتQQب ومطالعQQة الصQQحف فQQالعلم النQQافع، والمعارف اللدنية، ل تؤخذ إل من أفQQواه العلمQQاء العQQارفين، ومQQن مجالسQQتهم والنظر إليهم ومراقبة أفعالهم والقتداء بأحوالهم، وقد أرى سيدنا عبQQد العQQالي شيخ�ن�ا المام الجعفري صدق مقالته عندما سافر إلى الزهQQر، وفQQي أول درس حضره ليتلقى العلQQم مQQن صQQدور الرجQQال، جلQQس أمQQام عQQال�م الزهQQر الجليQQل المحدuث الكبير، الشيخ محمد إبراهيم السQQمالوطي، وقQQد تجلQQت الكرامQQة الQQتي تحققت بكلم سيدنا عبد العالي لشيخنا، عنQQدما كQQان أول مQQا تلقQQاه مQQن صQQدر الشيخ السمالوطي هو ما كان يقQQرؤه مQQن الكتQQب قبQQل هQQذه الرؤيQQا مباشQQرة، يقول شيخنا المام الجعفQQري- رضQQي ا عنQQه-: «... وحضQQرت الشQQيخ محمQQد إبراهيم السمالوطي المحد�ث وهو يدرس شرح النQQووي علQQى صQQحيح مسQQلم، فجلست عنده، وسمعته يقرأ حديث (ل هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، وإن

].12استنفرتم فانفروا)» [فتح وفيض صرحلة الشيخ الولى إلى الزهر:

وقد صح العزم من سيدي صالح الجعفري- رضQQي ا عنQQه- علQQى أن يجاهQQد في سبيل العلم فشمر عن ساعد الجد، وبدأ رحلته إلى مصر- بلد الزهر- وقQQد كانت رحلة شاقة وذلك لطول المسافة ووعورة الطريق بين مصQQر والسQQودانv- يتم عن طريQQق الQQبر، وكQQان المسQQافرون يركبQQون فكان السفر من دنقل- مثل المراكب الشراعية من دنقل إلى «كرuمة» ومن كر�مة يركبون العربQQات اللQQواري في الصحراء والجبال إلى «عقبات» ثم إلى «حلفQQا» فيركبQQون صQQنادل النقQQل والمراكب إلى الشللت ثم إلى أسوان ومنها إلى القاهرة، والطريق بين دنقل والشللت كلها جبال شاهقة، وبينها وديان عميقQQة، وكQQان المسQQافرون يQQبيتون فيها ليالي طويلة، وقد أشار شيخنا الجعفري- رضي ا عنه- إلى هذه الرحلQQة الطويلQQة فQQي قصQQيدته الQQتي مQQدح فيهQQا آل الQQبيت- رضQQي ا عنهQQم أجمعيQQن-

وأسماها البردة الحسنية الحسينية في مدح آل خير البرية فقال:سريت من بلد أسعى إلQQى بلQQدوبت في جبل مQQن بعQQده جبQQل

حتى أتيت إليهQQم فQQي ديQQارهمأرجو الله شهودvا في جمQQالهم

14

Page 15: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ص5[الQQQQQQديوان ج 843[

وهكذا كانت رحلة المام الجعفري إلى مصر وكان عمره آنذاك عشQQرين عامQQvا تقريبvا، وكان قد نجب ولدvا هو سيدي عبد الغني، وبنتQQvا هQQي السQQيدة «فتحيQQة» ولما وصل إلى مصر التحق بالزهر الشريف ولزمQQه ملزمQQة تامQQة فمQن أجQQل طلب العلم هاجر من بلده وموطنه وترك أهله وولده، فلم يكن ليضQQيع لحظQQة بغير استفادة علم أو معرفة من علماء الزهر العلم فQQي ذلQQك الQQوقت، وقQQد وصف المام الجعفري بنفسه صورة ليوم من أيQQام حيQاته فQQي الزهQر فقQال: «كان الشيخ يوسف الدجوي- رحمه ا- يقQQرأ الQQدرس فQQي الزهQQر، مQQن بعQد صلة الفجQQر إلQى السQعة السQابعة والنصQQف، وكنQQا نحضQر عليQه، وبعQد انتهQQاء الدرس نخرج من الزهر ونQQذهب إلQQى مسQQجد المQQام الحسQQين، فنجQQد الشQQيخ محمد السمالوطي جالسQQvا يQQدرuس فنجلQQس عنQQده حQQتى الثامنQQة، وبعQQد انتهQQاء درسه نعود مرة أخرى إلى الزهر حيث تبدأ دروس الفقه، وفي فترة الجQQازة كنا نحضر دائمvا عند الشيخ السمالوطي في مسجد المQQام الحسQQين.. » [درس

].1/35الجمعة أحواله مع شيوخ العلم :

وكان مQن أوائل العلمQQاء الQQذين حضQر الشQQيخ دروسQهم الشQيخ عبQد الرحمQQن عليش، يقول المام الجعفري- رضي ا عنه-: «عند حضوري من بلدي كQQان من أول الذين لقيتهم الشيخ عليQش، وقQQد تعلمQت منQQه فQQوائد لقولهQQا للنQQاس، فجزاه ا خر الجزاء» ولم يكن الشيخ عنQQد حضQQوره إلQQى الزهQQر خاليQQvا مQQن العلوم التي تدرس به فإنه كان قد حصuل كQQثيرvا مQQن العلQQوم والمعQQارف الQQتي تدرس به، وحفظ من كتب الحديث ما يسQQره ا تعQQالى لQQه، وقQQد تجلQQى ذلQQك واضحvا عندما التقى بأحQQد علمQQاء الزهQQر المعQQدودين فQQي ذلQQك الQQوقت وهQQو الشيخ محمد خطاب السبكي، وكQQان ذلQQك اللقQQاء بعQد حضQQوره مQQن السQودان

فيها من بشهرين، وكانت تلك المناظرة التي يجدر بنا أن نقف أمامها متملين ما دروس وعبر، فإن فيها أدلة واضحة على علم المام الجعفري الفياض الغزير،

15

Page 16: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وفيها أيضQQvا كشQQف لحقيقQQة منهQQج الشQQيخ السQQبكي الQQذي يجQQاهر بعQQد مQQدعي النتساب إلى منهجQQه بالعQQداوة لQQزائري آل الQQبيت- رضQQي ا عنهQQم أجمعيQQن- يروي لنا المام الجعفري- رضي ا عنه- قصة هذا اللقQQاء فيقQQول: «والشQQيخ محمود خطاب السبكي- اللهQQم اغفQQر لQQه فإنQQك غفQQور، وارحمQQه فإنQQك رحيQQم- حضرت عليه الدرس، وكان يجلس أمامه خمسة وخمسون طالبQQvا، فلمQا انتهQى من درسه قام يريد الخروج، فقمت إليه- وكنت قQQد حضQQرت مQQن بلدي حQQديثvا- فتناولت يده لقبلها، فمنعني من ذلك، فقلت له: «أخرج أبو داود في سننه فQQي باب وفد عبد القيس أنهم ألقوا بأنفسهم من فوق دوابهم، وابتQQدروا يQQد النQQبي- صلى ا عليه وآله وسلم- ور�جله فقبلوهما»، فما أنت بأورع من رسQQول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- فنظر إليu مليvا، ثم التفت إلQQى مQQن حQQوله، ثQم قQQال لي: من أين أنت؟ قلت: من بلد ا! وكان قد مضى عليu شهران في الزهر، فالتفت إلى من معه، ثم قال لهم: انظروا إلى هQQذا، لQQه شQQهران فQQي الزهQQر، ويخاطبني بسنن أبي داود، وفي الزهر من له ثمانون سنة ول يدري أين سنن أبي داود. كان هذا جوابه، وأنا أشكره، لنه امتثل للدليل وكان بعQQد ذلQQك كلمQQا سلمت عليه يرسل يده لي فأقبلها، فأنا أشكره، لنQه اقتنQQع بالQدليل وأشQهد لQه

].156 ص2يوم القيامة بهذا عند ا تعالى» [درس الجمعة ج وحين وفد الشيخ إلى القاهرة ساءه شيوع التQQبرج والختلط بيQQن الكQQثير مQQن أهلها على غير ما ألفه في بلده دنقل التي نشأ فيها نشأة الزهد والعلم ولزوم المساجد للعبادة، ولم يكن هناك في بلدته اختلط النسQQاء بالرجQQال أو ظهQQور النساء بهذا المظهر الذي فوجئ به عندما خQQرج فQQي شQQوارع القQQاهرة فأخQQذه الضيق من زحامهQا، واختلط النسQQاء بالرجQQال فيهQا- حQتى هQمu بQQالعودة إلQى بلده، ولكنه قرر أن يزور مولنا المام الحسين- رضي ا عنه- ولما فرغ مQQن الزيارة، لقيه شيخه العارف محمد إبراهيم السمالوطي- رضي ا عنه- فكانv: ل تظن أن الولياء يعيشون في الخلوات أن كاشفه بما يدور في خاطره قائل ويفرون من الناس في المغارات فقط ولكن الولي الصادق هو الQQذي يعيQQش

16

Page 17: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وسط العقارب فل تتمكن من لدغه، فامكث هنا وجاهد نفسك، وجاهد هؤلء النفر من الناس!! فقال الشيخ صالح في نفسه: هذا شيخ عارف لن أفارقه ما حييت، وقد لزمه بالفعل حتى وفاته وكان درس الشيخ السمالوطي في علوم الحديث، وكان يلقيه في مسجد مولنا المام الحسين- رضي ا عنQQه- وهكQQذا انطلق الشيخ في طريق العلم، فلQQم يQQترك شQQيخvا إل وأخQQذ عنQQه وجلQQس فQQي حلقته، وكان يسهر ليله في العبادة والذكر وتلوة القرآن وكان يجب السر فQQي العبادة، وكان يقول: إن للعبQQادة لQQذة ل تعQQدلها لQQذة، فكQQان يمسQQك المسQQبحة اللفية، ويظل يQQدور بهQQا فQQي صQQحن الزهQQر يسQQبح ا- تعQQالى- حQQتى صQQلة الصبح، وكان يقول: كنت في شبابي أختم القرآن كل ثلثة أيام وهذا ل يكQQون

إل بتوفيق ا- تعالى-. ولم يكن الشيخ وهو بالزهر منقطع الصلة عن والده، فكان والده يرسل إليQQه كل شهر عشرة جنيهات، وهو مبلغ كبير في وقته فQQي الثلثينQQات ولكQQن الشQQيخ صالحvا كان ينفقها على فقراء الطلبة في الزهر، وكان يعيش بينهم ويشاركهم طعامهم البسيط، بل إنه في بعض الوقQQات كQQان ل يجQQد طعامQQvا يQQأكله فيQQبيت طاويvا تأسيvا برسول ا- صلى ا عليه وعلى آله وسلم- وكQQان يحQQدث أبنQQاءه ومريديه عن هذه اليام فيقولك كنا نبي علQQى الطQQوى ليQQالي كQQثيرة، بQQل إننQQي مكثت أربعة أيام ل أجد ما آكله، وكنت أزور بعض معارفي فكان يسألني: هلv: قد أكلت، وهكQQذا بلQQغ تريد أن تأكل؟ فكان الحياء والخجل يغلبانني فأرد قائل بي الجوع حدvا جعلني أبكي قبل النوم، فجاءني السQQيد أحمQQد البQQدوي- رضQQي ا عنه- في المقام وعلى وجهه لثامان، ثم كشف عن وجهه، فوجQQدته أبيQQض كالقمر ثم وضع يده على وجهي وقال: لماذا تبكي يا شيخ صالح؟ فقلت: مQQن شدة الحاجة، فقال لي: سيوسع ا عليك إن شاء ا، ولكن ل تنس إخوانQQك فاستيقظت من نومي فرحvا مستبشرvا، وقلت: لك عندي ذلك وسأزورك كل عام

زيارتين على القل. وكان الشيخ صالح الجعفري- رضي ا عنه- حريصvا على السQQتفادة مQQن كQQل

17

Page 18: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

لحظة يجلس فيها مستمعvا للدرس، فكان كير السؤال فQQي الQQدرس للسQQتفادة والستزادة مما عند شيخ الحلقة من علQQوم ومعQQارف، وقQQد قQQال مQQرة لشQQيخه السمالوطي: أنا أسألك كثيرvا، وأنت تQQرد علQQىu كQQثيرvا، وإخQQواني يQQدفعونني مQQن ظهر، فقلت له الشيك السمالوطي: أنت عليك أن تسأل. ونحQQن نجيQQب، فعليQQك

أن تتحمل لسع النحل، حتى تحصل على العسل! ولم يكتف الشيخ بالدروس العامرة التي كان يحضرها بين عمدة الزهQQر، بQQلuمQQة سعى إلى العلم خارجه أيضvا، فكان يخQQرج مQQن الزهQQر ليحضQQر درس العل الشيخ الشبراوي في مسجد «النور» الملحق بقصQQر عابQQدين، وذات يQQوم تQQأخر الشيخ الشبراوي عن الحضور إلى الQQدرس، فنهQQض شQQيخنا الجعفQQري وجلQQس مكان شيخه وألقى الدرس، وفي أثنQQاء ذلQQك حضQQر الشQQيخ الشQQبراوي فوقQQف بعيدvا ليستمع لتلميذه النجيب، وهو فرح به مسرور، فلما فرغ مQQن درسQQه قQQال له: ما شاء ا! ما شاء ا! إنك لست في حاجة إلى حضور درسي بعد اليوم وقد عرفت الن أنك تستطيع أن تجلس وتدرس العلم للناس، فقال له شQQيخنا المام الجعفري: أنا ل استغني عQQن درسQQك أبQQدvا، وإنمQQا جلسQQت مكانQك حQQتى

تحضر. يقول مولنا المام الجعفري- رضي ا تعQQالى عنQQه-: «عنQQدما نظمQQت الQQبردة الحسنية الحسينية، وكQQانت مQQن أول مQQا نظمQQت، ذهبQQت مQQع الشQQيخ الشQQبراوي لزيارة المام الشافعي- رضي ا عنه- فأعطيت له القصQQيدة ليقرأهQQا فجعQQل كلما قرأ بيتvا أو بيتين يقول لي: أأنت نظمت هذا؟ فأقول: نعم، فيقول لQQي: مQQاشاء ا! ما شاء ا!، واستمر على ذلك حتى انتهى من قراءة القصيدة كلها.

ويبدو أن لذة العبادة وحلوة العلم، واستغراق الشيخ في حيQاته بQالزهر، قQQد جعله ل يفكر في أهله ووطنQQه فQQي دنقل بالسQQودان، فQQدفع الحنيQQن والشQQوق والده إلQQى أن رسQل لQQه خطابQvا يQQذكره بQأهله ووطنQQه، ويQQدعوه إلQQى زيQارتهم بالسودان، وقد و�جد هذا الخطاب بيQQن أوراق الشQQيخ بعQQد انتقQQاله وهQQذا نQQص

الخطاب:

18

Page 19: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

م... حضQQرة الشQQيخ صQQالح محمQQد صQQالح... دام... بعQQد5/2/1940«فQQي يQQوم السلم عليكم... أتعشم أن تكون بكامل الصحة كما نحن كذلك، حضQQرت مQQن الحج بخير وصحة جيدة، وكذلك الوالدة، إن شاء ا تكون كذلك، وأنا أتعشQQم أن تسمع مني لتحضر لدنقل تأخذ معنQQا شQQهرvا واحQQدvا، وبعQQد ذلQQك ترجQQع إلQQى مصر، أرجوك الرجاء الخاص أن تحضر لنQQا ولQQو شQQهرvا واحQQدvا بQQدنقل يQQا إبنQQي ضروري من حضورك، وإذا لم تحضر فأنا مضطر أن أحضر لمصر، المQQل أن ل تكلفني مصاريف لحضوري مصر، أتعشم أن تسمع قQQولي، ولزم مQQن إفQQادتي

والسلم... والدك محمد صالح محمد. ولكن الوالد لم يحتمل فراق ابنه أكثر من ذلك، فلم ينتظر ليحضQQر إليQQه، ولكنQQه ذهب إلى القاهرة ليزوره، وقد استقبل الشيخ صالح الجعفQQري والQQده أحسQQن

استقبال، وقام على خدمته، ولزمه في زيارته لهل البيت- رضي ا عنهم. وقد ذكرنا خبر تلك الزيارة، وما حدث فيها فيما مضى من الكتاب. وكQQذلك كQQان الشيخ- رضي ا تعالى عنه- بارvا بوالدته، فكان يرسل إليها- كما ذكرنا- جQQزءvا من راتبه عندما تعيQQن فQQي الزهQر، وكQQان يحفQQظ كQQثيرvا مQQن كلمهQQا ودعواتهQQا المباركات، وفيما يلي نص خطاب أرسله غليها- ويلحظ في هQQذا الخطQQاب أن الشيخ- رضي ا تعالى عنه- يبس�ط الكلم، ويسهل اللفاظ، ويصQQوغ عبQQارات

قريبة من طريقة أهل السودان في كلمهم، يقول: «يQQا والQQدتي السQQلم عليQQك ورحمQQة ا وبركQQاته، إن شQQاء ا عمQQرك يطQQول وخيرك كثير، والبركة حاصلة، وإن شاء ا الشيء اللQQي تعQQوزيه توجQQديه بيQQن يديك، اليد السعيدة سعيدة، وبيت الكرام عند ا مكروم، البركة ما تدخل تحت التراب، والحمد لله بركتنا مشر�ق معانا، مغر�ب معانQQا، ولنQQا رب اسQQمه الكريQQم،

ولنا رزق مضمون ل يأكله ديب، ول يمنعه عدو ول حبيب». وعندما بل�غ الشيخ صالح الجعفري- رضي ا عنQQه- نبQQأ انتقQQال والQQده إلQQى دار البقاء مل قلبه حزن نبيل، عب�ر عنه نثرvا وشعرvا، وتمثل ذلك في صQQورة خطQQاب خاطب فيه الشيخ روح والده- رحمه ا- وتأمل جيدvا محتوى هذا الخطاب أيها

19

Page 20: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

القارئ الكريم، تجد في كلماته صفاء النفس، وعمق اليمان، ورقQQة الشQQعور، وقQQوة عاطفQQة البQQن تجQQاه والQQده، فلQQم تخرجQQه مصQQيبة المQQوت عQQن منهجQQه، وطريقته، ولم يفقده ألم الفراق ثباته ورباطة جأشه، وإنما يخاطب فيه والQQده مخاطبQQة الحQQي للحQQي- وإن اختلفQQت العQQوالم- ول نريQQد الطالQQة فQQي تقQQديم الخطاب، فها هQQي عبQQاراته مسQQطورة تكشQQف عQQن الحQQال، وتغنQQي عQQن بليQQغ المقال: «بسم ا الرحمن الرحيم، وصلى ا على مولنQQا محمQQد وعلQQى آلQQه في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم ا، أيهQQا السQQيد الوالQQد الحQQاج محمQQد صالح محمد الجعفري السلم عليكم ورحمة ا وبركاته، فQQي عQQالم برزخQQك، وفي روضتك، حيث تسمع وترى، وتبصر ما ل نرى، أسلم عليك من قلب حزين، برحمة ا يود رؤيتك، ولكن الحكم لله، فإذا حجبت عن بصQQري، فلQQم تحجQQب عن بصيرتي، وإذا غبت عن المكان، فلم تغب عن الج�نQQان، قQQد مQQنu ا عليQQك بنعمة عظيمة، ووهبك حياة طيبة كريمة، واليوم أنت في ضيافة الكريم الكرم في راحة تامة، ونعيم أعظم، وقد منu ا عليQQك بشQQيء لQQم تنلQQه بلسQQانك ول بيديك، وهو اتصالك بمن أنت منهم، وهم أجQQدادك الجعQQافرة فهنيئvا لQQك اليQQوم بمجاورتك لتلك الرواح النقية الطاهرة، ولقQQد كنQQت تمشQQي علQQى آثQQارهم فQQي حياتك، واليوم تفQرج بلقQائهم بعQد مماتQك، ولقQد أخQQبرتني أنQك ووالQدك كنتمQا تجلسان لسماع دروس بحر العلوم المتلطمة أمواجها والشمس التي أضQQاءت الحبة بسراجها، الزاهد التقي، والشريف الولي السيد عبد المتعال الدريسQQي- رضي ا عنه- فهنيئvا يا والدي، فلطالما تمتQع نظQرك بQالنظر إلQQى ذلQQك الQQوجه البراق، وتشنuف سمعك بذلك العلم الترياق، الذي تلقاه السيد عبد المتعال عنuمQQة الزمQQان، وفريQQد الوان، ذي النQQوار البQQاهرة، شيخه الفاضل المفضQQال، عل والعلQQوم الظQQاهرة والعبQQادة والمجاهQQدات، والمQQواعظ والرشQQادات، الحQQافظ المتقن لما يرويه، والفقيه المحقق لما يحكيه، الذي سار على قدم شيخه ولQQم يخالف قيد شعرة والذي أعطى شيخه حقه من الجلل وعQرف قQدره، السQيد محمد بن علي السنوسي الدريسي، وهو قد تلقى عن شQQيخه: شQQيخ الشQQيوخ

20

Page 21: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الكابر، والمام في علمي الباطن والظاهر، شQQيخ الطريقQQة، وعQQالم الحقيقQQة، عالم السانيد ومفتاح الجتهاد والتقاليد، عالم الفنQQون الغريبQQة، مظهQQر السQQرار العجيبQQة، تQQالي الحQQاديث بالسQQانيد والروايQQات، المؤيQQد مQQن عنQQد ا بQQالنظر والكرامات الذي علمه نافع لكل سامع، فمن ذاق منه قطرة صار وليQQvا، والQQذي نظره ترياق للقلQQوب، فمQQن نظQQر إليQQه صQQار بQQإذن ا تقيQQvا، المجاهQQد الهمQQام، والعارف المQQام، السQQيد أحمQQد بQQن إدريQQس، ذو الفعQQال الحمديQQة، والخلق المرضQQية فهنيئvا لQQك يQQا والQQدي بهQQذا التصQQال، وبسQQماعك ونظQQرك للسQQيد عبQQد المتعال وبذلك تعتبر من الخوان السنوسية، الذين بشuرهم ابن السنوسي بكل خير، ومن أعظم ما بشرهم به أن شيخه أخبره أن رسول ا- صلى ا عليQQه وآله وسلم- أخبره أن من يأخذ طريقه يتولى تربية روحه النبيu- صلى ا عليه وآله وسلم- ولذلك ي�قال لها: الطريقة المحمدية، وأن صQQاحبها يكQQون متمسQQكvا

غاية التمسك بمتابعته- صلى ا عليه وآله وسلم-. فهنيئvا لك يا والدي، لنك صحبت البحر الذي تلطمت أمواجه واتسعت فجQQاجه، قطب الولياء، وإمQQام الصQQفياء، الQQذي تحيQQرت أمQQام أحQQواله الكQQابر، وظهQQرت

كراماته لكل بار¥ وفاجر. انتهى خطاب مولنا المام الجعفري إلى والده الحاج محمد صQالح- رضQي ا عنه- ولم�ا ينته أثره في النفوس، ولمuا تشبع من حلوته الرواح، فيا له من بحر زاخر ذي موج هادر، يرتQQوي بعQQذاب سلسQQبيله الظمQQآن، ويهتQQدي بQQوميض للئه الحيران! إن هذا الخطاب يحمل بين سطوره أنوار العلم، وإشراقات التصوف، وإشراق شمس الولية الكاملة، فوق ما م�لئ به من الحكم والشQQارات، وعلQQو مكانة كاتبه في صوغ اللفاظ وسبك العبارات، رضي ا- تعالى- عQQن شQQيخنا

المام الجعفري الذي علuمنا ا به كيف يخاطب الحياء الموات. ولمuا تدفقت المعاني وتزاحمت النوار على قلب الجعفري وهو يخاطب والQQده في هذا المقQQام السQQامي انطلQQق ينظQQم شQQعرvا يQQذكر محاسQQن والQQده، ويعQQدد

مناقبه، وقد سبق نقل هذا الشعر فيما مضى من الكتاب.

21

Page 22: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ولم يلبث الشيخ أن نفض عن نفسه غبار الحزن، فنهض إلى دروسQQه ومضQQى مجد§ا مجتهدا في تحصQQيل علQQوم بQQالزهر الشQQريف الQQذي لQQم يكQQن يفQQارقه إل لزيارة جده المام الحسين- رضي ا عنه- ومشاهد أهل البيت، وكان- رضQQي

يفضQQلها إل المدينQQة الQQتي فيهQQا ا عنه- يقول: بلد¨ فيها مولنا المام الحسين ل جد�ه- عليه الصلة والسلم- ولول وجود مولنا المQQام الحسQQين مQQا بقيQQت فQQيv خاصvا لعلقة مولنا المام الجعفري بآل البيت- رضي ا مصر، وسنعقد فصل

تعالى عنهم أجمعين. وجاء وقت الحصار، فقد أتم الشيخ صالح الجعفري دراسة علوم الدين واللغة وغيرها في ساحة الزهر المعمور، في وقت لم يكن التشعيب والتخصص قد عرف طريقه إلى الزهر، فكان طالب العلم ينتقل بين دروس العلم المختلفQQة كما تنتقل النحلة النشيطة من زهرة إلى أخرى، فتمتQQص غQQذاءها مQQن رحيQQق هذه وتلك، فيخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيQQه شQQفاء للنQQاس. حصQQل الشيخ صالح الجعفري على شهادة العالميQQة الهليQQة مQQن الزهQQر فQQي نظQQامه

القديم.عQودة إلى دنقQل :

أراد الشيخ أن يدخل البهجة والسرور على أهله في دنقل فسافر إليهم بعد أن نال شهادة العالمية الهلية، ففرحوا به كثيرvا، وطلبوا منه أن يبقى معهم، فلQQم يشأ أن يغضبهم، وبقي بينهم قرابة ثلثQQة أشQQهر، ثQQم رأى فQQي المنQQام السQQيدة زينب والسيدة سكينة- رضي ا عنهما- تتحدثان قائلتين: إن الشيخ صQQالح قQQد تركنا وانشغل بزوجته وأولده، فاستيقظ من نومه متأثرvا، وجعل يبكي ويقQQول إنني لم أنشغل عنكم يا آل البيت بزوجتي وأولدي، ولكQQن الطريQQق بيQQن دنقل

والشللت مغلق، فهل تفتحون لي الطريق لهب إلى مصر؟v رواية ما حدث: «وفي اليوم الثالث ف�تQQح الطريQQق يقول المام الجعفري مكملv بزاويQQة صQQغيرة ورجعQQت إلQQى مصQQر وبحثQQت عQQن عمQQل فلQQم أجQQد إل عمل بالصنادقية ومكثت فيها ثلثة أشهر، حتى أتاني رجل وقال لQQي: هنQQاك وظيفQQة

في الرواق العباسي فتقدمت إليها وع�ينت في الزهر.

22

Page 23: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

بداية عمله في الزهر :

ولم يقتصر المام الجعفري- رضي ا عنه- علQQى واجبQQات وظيفتQQه، بQQل قQQام بالتدريس والوعظ فQQي جنبQQات الزهQQر، وجQQذب إليQQه القلQQوب بمQQا أفQQاض ا- تعالى- عليه من العلم النافع، والموعظة المخلصة الصادقة فأقبل عليQQه طلب العلم من داخل الزهر وخارجه، حتى بدأ بعض من يعمQQل معQQه فQQي الزهQQر يتذمرون، ويستكثرون على الشيخ تصدره للدرس والوعظ، وينفسون عليه هذا القبول والقبQQال مQQن النQQاس، إلQQى أن جQQاءت مناسQQبة أظهQQرت جQQدارة الشQQيخ العلميQQة، واسQQتحقاقه لهQQذه المكانQQة العظيمQQة، فسQQلuم المعQQترض، وأ�فحQQم

المجادل، وس�رu المحب� وقر.uمة الشيخ يوسف الدجوي سQQنة هQ، وقQQد اجتمQQع1365كان ذلك عند وفاة العل

أبنQQاء الزهQQر وكبQQار العلمQQاء لتوديQQع عQQالمهم الجليQQل، فاحتشQQدوا فQQي مQQوكب مهيب... ولكن تعالوا بنا نستمع إلى ما حدث من أحد شهود العيان، وهو عQQالم من كباء علماء البيان، وع�لم ي�شار� إليQQه بالبنQQان، ذلكQQم السQQتاذ الQQدكتور محمQQد

رجب البيومي أستاذ الدب والبلغة بجامعة الزهر يقول: «ومن مواقفه التي بلغ التأثير فيها روعته الخالبة موقفه في رثاء أستاذه الكبير الشيخ يوسف الدجوي- رضي ا عنه- فقد كنا طلبvا في كليQQة اللغQQة العربيQQة، ونادى الناعي منذرvا بوفاة الشيخ الكبير، ومحددvا ميعاد الجنازة، فسQQارعت إلQى توديعه، وكان المشهد مؤثرvا، تتقQQدمه جماعQQة كبQQار العلمQQاء برئاسQQة أسQQتاذهم الكبر مصطفى عبد الرازق، وحين بلغ الموكب نهايته عند القبر انتفQQض الشQQيخ صالح خطيبvا، يرثي أستاذه، فبدأ مرثيته مستشهدvا بقول رسQQول ا- صQQلى ا عليه وآله وسلم: «إن ا ل يقبQQض العلQQم انتزاعQQvا ينQQتزعه مQQن العبQQاد، ولكQQن،v يقبض العلم بقبضه العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤسQQاء جهQQuال

فس�ئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلuوا» [متفق عليه]. ثم أفاض في إيضاح منزلة العال�م الفقيد، وأشاد ببعض مواقفه الجQQريئة أمQQام المبتدعة والملحظة، وكان جلل الموقف، ورهبة المناسبة واحتشاد الجمQQوع، مما جعل نفس الراثي ممتدvا، يتسQQع ويتQQدفق ويجيQQش، وكQQان صQQوته الحزيQQن

23

Page 24: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

هزة تحرك النفوس، وتعصف باللباب، وما أن انتهى الخطيب من مرثاته، حتى سأله عنه الستاذ الكبر معجبvا، ثQQم بQQادر بتعيينQQه مدرسQQvا فQQي الجQQامع الزهQQر، فأضفى عليه تعيينه الرسمي رسوخvا أخرس ألسنة من كانوا يضQQيقون بسQQلفية الشيخ لحاجة في نفوسهم، ويرونه يتجاوز الوضع المناسب لمثله، حين يتصQQدر للوعظ يوميvا، دون ملل، وهم قلة قليلة، عرفت خطأهم المتحامل، فاستكانت

هQ سبتمبر سQQنة1399إلى الحق بعد جموح.. » [مجلة الزهر عدد شوال سنة وما بعدها].1874م ص1979

ولمuا عرف الزهر نظام التخصص، واستحدثت الكليات، اتجه الشQQيخ إلQQى كليQQة الشريعة السلمية، حيث نال منها شQQهادة العالميQQة مQQع إجQQازة اتQQدريس سQQنة

م، وكان قد التحق قبل ذلك بكلية أصول الدين لمدة سQQنتين درس فيهQQا1952 علومvا لم يكن قد درسها من قبل ولم تكن موافقة لطبعه ومواهبه كما تحدث

الشيخ عن نفسه».

24

Page 25: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الفصل الثانيعلقة المام الجعفري بالزهر

(الزهر) اسم ارتبط بتاريخ السQQلم والمسQQلمين- منQQذ إنشQQائه- فهQQو الجامعQQة السلمية العريقة، التي تحفظ علوم الشريعة والحقيقQQة، وهQQو بقعQQة طQQاهرة مباركة من أرض السلم، يفد إليها المسلمون من كل مكان، فيتلقQQون دقQQائق العلوم ولطائف المعارف من أفواه علمائه العاملين المخلصين، ويتزودون من علومهم وأخلقهم، ثم يعودون إلى بلدهQQم، دعQQاة نQQافعين مخلصQQين لQQدينهم وأمتهم، قادرين على الدفاع عن عقيدتهم، حاملين أنQQوار العلQQم والهدايQQة إلQQى بني جلدتهم، محققين في أنفسهم وأهليهم قول الحQQق تبQQارك وتعQQالى: (و�م�QQا ك�ان� ال�م�ؤ�م�ن�ون� ل�ي�ن�ف�ر�وا ك�اف�ةv ف�ل�و�ل ن�ف�ر� م�ن� ك�ل� ف�ر�ق�ةs م�ن�ه�م� ط�ائ�ف�QQة¨ ل�ي�ت�ف�ق�ه�QQوا ف�QQي

).122الد�ين� و�ل�ي�ن�ذ�ر�وا ق�و�م�ه�م� إ�ذ�ا ر�ج�ع�وا إ�ل�ي�ه�م� ل�ع�ل�ه�م� ي�ح�ذ�ر�ون�) (التوبة: ولقد كان الزهر- في عصره الزاهر- عامرvا بالعلماء العارفين، الQQذين جمعQQوا بين الشريعة والحقيقة، ولم يقفوا عنQQد حQQدu التحصQQيل وافهQQم، ولكنهQQم عملQQوا بهذه العلوم في أنفسهم، ثم اتجهQQوا بهQQا إلQQى النQQاس يرشQQدونهم ويعلمQQونهم، فأفاض ا تعالى على قلوبهم من النوار والسرار، ما جعلهم هداة مهQQديuين، فعلقQQت بهQQم قلQQوب التلميQQذ والمريضQQين، لمQQا وجQQدوه عنQQدهم مQQن الصQQدق والخلص في القول والعمل، وتحقق فيهم قول المصطفى- صQQلى ا عليQQه وآله وسلم-: (من عمل بما علم أورثه ا علم ما لم يعلم) [رواه أبو نعيم في الحلية]. وإذا كان المر على هذا النحو، فل عجب في أن تظل قلوب المسلمين متعلقة بالزهر وعلمائه، وأن يكQQون منتهQQى أمQQل طلب العلQQم فQQي سQQائر بلد

المسلمين أن يتعلموا في الزهر الشريف ويجلسوا بين يدي علمائه. ولقد كQQان المQQام الجعفQQري- رضQQي ا تعQQالى عنQQه- شQQديد التعلQQق بQQالزهرv روحيvا، حبvا له محبQQة قلبيQQة خالصQQة، ترجQQم عنهQQا نQQثرvا v به اتصال المعمور متصل وشعرvا في مناسبات شQتى، وهQذه بعQض كلمQQات عنQه: [منQQبر الزهQر- ديQوان

]18-15خطب الشيخ ص «الزهر هو الزهر: شرع إلهي، وميراث محمدي، محفوظ بحفظ ما فيQQه، لنQQه

25

Page 26: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

حوى القرآن وما فيه من فنون (إ�ن�ا ن�ح�ن� ن�ز�ل�ن�ا الذ�ك�ر� و�إ�ن�ا ل�ه� ل�ح�اف�ظ�ون�) (الحجQQر: ). ترفرف فوقه روح صاحب السنة؛ إذ فيه سنته النبوية، وعلمQQاء أمتQQه الQQذين9

هم ورثتQQه وخلفQQاؤه، فهQQو مكQQان نظQQر ا- تعQQالى- وعنQQايته، وموضQQع الQQذين� ه�و� و�ال�م�لئ�ك�ة� و�أ�ول�و ال�ع�ل�QQم�) استشهد بهم على وحدانيته، (ش�ه�د� الل�ه� أ�ن�ه� ل إ�ل�ه� إ�ل

) فهو يحوي العدل، وبه العدالة ت�عرف، ومنه ت�بعث، ل18(آل عمران: من الية ي�ظ�ل�م� إذا أظلم الكQون،- وفيQه نQور ا-، اسQQتنارت بQه القلQوب، وهQديت بهQديه الشعوب، قوي الحجuة، واضح المحجQQuة، فيQQه استبصQQار لجميQQع المسQQلمين (ق�QQد�

) مرفQQوع الQQذكر15ج�QQاء�ك�م� م�QQن� الل�QQه� ن�QQور¨ و�ك�ت�QQاب¨ م�ب�يQQن¨) (المQQائدة: مQQن اليQQة والدرجات برفع ا تعالى لعلمائه، فل يخفضه خQQافض، فمQQن دنQQا منQQه ر�فQQع، ومن عاداه وضع، له سيف قاطع وبرهان ساطع، وتجارة لن تبور، ومنافع في مشارق الرض ومغاربها، فهو كQQالغيث للنبQQات (ي�ر�ف�QQع� الل�QQه� ال�QQذ�ين� آم�ن�QQوا م�ن�ك�QQم�

) هQQم الQQذين اصQQطفاهم11و�ال�ذ�ين� أ�وت�وا ال�ع�ل�م� د�ر�ج�اتs) (المجادلة: مQQن اليQQة ا، فهم صفوة ا في عباده بعد رسله، فلله تعالى اصطفاء في كل زمQQان، وجعل لمصر الحظ الوافر مQQن هQQذا الصQQطفاء، بأزهرهQQا الQQذي رفQQع شQQأنها، وأعلى ذكرها، وجعلها كعبة للقاصين، ورحمQQة للمسQQلمين، (ث�QQم� أ�و�ر�ث�ن�QQا ال�ك�ت�QQاب�

) ول يكون وارثvا حقvا حتى يعلم32ال�ذ�ين� اص�ط�ف�ي�ن�ا م�ن� ع�ب�اد�ن�ا) (فاطر: من الية ما في الكتاب، وللزهر في ذلك القQQدم الراسQQخ، والبQQاع الطويQل، واليQQد العليQQا، ولقد جعل ا الزهر موضع التفقه فQQي الQQدين، وإليQQه الهجQQرة والن�فQQرة، وبQQه النQQذار للشQQعوب والمQQم، فهQQو أزهQQر المQQة المحمديQQة علQQى اختلف ألسQQنتهم وألوانهم، (ف�ل�و�ل ن�ف�ر� م�ن� ك�ل� ف�ر�ق�ةs م�ن�ه�QQم� ط�ائ�ف�QQة¨ ل�ي�ت�ف�ق�ه�QQوا ف�QQي الQQد�ين� و�ل�ي�ن�QQذ�ر�وا

).122ق�و�م�ه�م� إ�ذ�ا ر�ج�ع�وا إ�ل�ي�ه�م� ل�ع�ل�ه�م� ي�ح�ذ�ر�ون�) (التوبة: من الية وهو مكان لزيادة العلم الذي أرشد ا- تعالى- إليها نبيuه- صلى ا عليه وآلQQه

).114وسلم- بقوله: (و�ق�ل� ر�ب� ز�د�ن�ي ع�ل�ما) (طQه: من اليةوهو مكان الحسنى وزيادة (ل�ل�ذ�ين� أ�ح�س�ن�وا ال�ح�س�ن�ى و�ز�ي�اد�ة¨ ) (يونس: من الية

) فالحسنى هي العلم، والزيادة: هي الزيادة منه، والتفهم فيه، والتبحر في26

26

Page 27: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

معانيه وهذا في الدنيا، وفيه رجال المعاهدة الصادقون، الذين حQQافظوا علQQى التراث المحمديu من غير تبديل ول تغيير، من مات منهم مات على ذلQQك، ومQQن عاش منهم عاش على ذلك، (م�ن� ال�م�ؤ�م�ن�ين� ر�ج�ال¨ ص�د�ق�وا م�ا ع�اه�د�وا الل�ه� ع�ل�ي�QQه�

v) (الحQQزاب: وفيQQه )23ف�م�ن�ه�م� م�ن� ق�ض�ى ن�ح�ب�ه� و�م�ن�ه�م� م�ن� ي�ن�ت�ظ�ر� و�م�ا ب�د�ل�وا ت�ب�د�يل رجال المر والستنباط، الذين أمر ا الشعوب أن ترد المQQر إليهQQم (و�ل�QQو� ر�د�وه��م�ر� م�ن�ه�م� ل�ع�ل�م�ه� ال�QQذ�ين� ي�س�QQت�ن�ب�ط�ون�ه� م�ن�ه�QQم� ) (النسQQاء: إ�ل�ى الر�س�ول� و�إ�ل�ى أ�ول�ي ال

) وأولو المر: هQم أولQQو العلQم، لقQQوله تعQQالى (لعلمQه).. ول يخلQQو83من الية شعب من الشعوب إل وفيه أشباله. أسو�د¨: عمائمهم تيجانهم، وعدتهم إيمانهم، وما من خير إل وهم قادته والداعون إليه، ففي الجهاد هQQم السQQابقون، وفQQي الراء هم المفكQQرون، ارتضQQاهم ا حملQQة لQQدينه، وأئمQQة لعبQQاده، ومرشQQدين لخلقه، فهم مصابيح المم، وأقمار الشعوب، وبهم إصلح المجتمع، يحQQافظون عليQQه مQQن الوحQQوش الضQQارية، والكQQوارث السQQامuة، والعقQQائد الزائفQQة، والراء الفاسدة، ومن عبث العابثين، وتخريف المخرفين، ل يضQQل شQQعب وفيQQه منهQQم عال�م، فهم الزائرون على المنابر وهم الخطبQQاء فQQي النQQوادي، والكQQاتبون فQQي الصحف والمجلت. أقوالهم كالسنuة تقطع كل قول ضالu، وتزجر كQQل منQQافق،

وتهدي كل حائر، وتبين الغوامض من المور، والمشكلت من المسائل. فمن أكرمهم أكرمه اله، ومن أعرض عنهQم فقQQد أعQرض عQن ا، مجالسQهم مجالس ا، يقولون بقوله، ويهدون لحكامه، ويحافظون على حرماته، فمQQن

أحبهم فبحب ا أحبهم، فهم أهل ا وخاصته، وخلصة خليقته... وعند هذا الحدu انتهت هذه الكلمة الطيبة الجامعة الQQتي أخQQرج لنQQا فيهQQا المQQام الجعفري جواهر كلمه، ونفائس درر حكمه، فترجم عن أصدق معاني الحQQب نحو الزهر المعمور، وما حب�ه للزهر إل حب�ه للعلم الشريف الذي يدرس فيQQه، فإنك- أيها القارئ الكريم- لو أمعنت النظر في معاني هذا الكلم، لوجدته في حقيقة المر ثناء على العلم وهل العلم، يضاف إلى ذلك اقترانه باسم السيدة فاطمة الزهراء- رضي ا تعالى عنها- فنال ذلك المعهد العلمي شQQرف ذلQQك

27

Page 28: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

]:1/69السم، وشملته بركته، يقول المام الجعفري [ديوان الجعفري فيQQQا زهQQQراء أزهركQQQم منيQQQروعQQQم العQQQالمين سQQQنا ضQQQياهسQQQQألت ا يكلQQQQؤه بنصQQQQر

ومQQن بركQQات والQQدكم تشQQعبفكQQل المسQQلمين إليQQه تطلQQبومQQن يبغQQي لQQه الذلل ينكQQب

وإذا كان القرآن الكريم هو أكبر معجزات النبي- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- فإن «الزهر قQQام بQدور كQQبير فQQي حفQQظ هQQذه المعجQQزات: فQQالقرآن وعلQQومه: تدرس في الزهر، والفقه بمذاهبه الربعة فQQي الزهQQر، وكتQQب اللغQQة وعلQQوم النحو والصرف في الزهر، والمعاني والبيان والبديع، والتوحيد وعلم الحQQديث، ومصطلح الحديث، وكتب الصحاح كالبخاري ومسلم، والمنطق الذي نعQQرف بQQه التوحيد، ونرد على الفلسفة: في الزهر، وما من علم إل وهو موجود بالزهر الشريف، وكان العال�م يمكث بQQه اثنQQي عشQQر عامQQvا علQQى القQQل ليأخQQذ شQQهادة العالمية، وبعدها يستطيع أن يقول: أنا مالكي، أو شافعي، ول يزيد على ذلك،

].2/135وإنما يتخصص في مذهب واحد فقط» [درس الجمعة

28

Page 29: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

علقة المام الجعفري بمشايخ الزهر نوهنا يما سبق إلى أن الشيخ- رضQQي ا تعQالى عنQه- قQQد أحQQب فQQي الزهQQر العلوم والمعارف التي تدرس فيه، ونزيد هنا فنشير إلى أنه كان شديد المحبQQة لمشايخه، وكان يعد الجلوس في حلقQاتهم شQQرفvا ملزمQQvا لمQQن يريQد أن يلبQQس ثياب العلماء، ويتولى وظائف الوعظ، والمامة والقضاء، يقول في تقرير هذه الحقيقة الراسخة: «أعوذ بالله من دعوى العلم من غير حضور علQQى مشQQايخ، ومن غير الشهادة العالمية التي حكQQم علمQQاء الزهQQر بQQأن مQQن لQQم يحملهQQا ل يكون عال�مvا يثق العلماء بعلمه، ول يتولى الوظائف الدينية مQQن إمامQQة وقضQQاء

ووعظ. ولقد كان المام الجعفري- رضي ا تعالى عنه- شديد التعلق بمشQQايخه فQQي الزهر، مراقبvا لحوالهم، التي تدل على خشوعهم وإخلصهم، وتمكQQن خشQQية

ا تعالى من قلوبهم. يقول- رضي ا عنQQه-: وحينمQQا جئت وانتسQQبت إلQى الزهQQر: وجQQدت عنQد كQQل عمود شيخvا يدرس العلQQم، وكQQانت دموعنQQا تسQQيل مQQن دروس العلمQQاء، ومQQن لمعان وجوههم، لهم طريقة في التدريس والكلم تقشعر لهQQا القلQQوب، وكQان لعلماء الزهر نطق حسQQن، ونQبرات مخصوصQQة فQQي إلقQQاء العلQم والQQدروس، وكان الشيخ السمالوطي- رحمه ا- يقرأ الحديث كما لم يقرأه أحد من قبQQل، حتى إنك لتحس بأن الرسول- صلى ا عليه وآله وسلم- يتحدث، فكان يقول: أل أحدثك حديثvا عن رسول ا- صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- سQQمعته أذنQQاي، ووعاه قلبي، ونظرتQQه عينQQاي، وكQQان- رحمQQه ا- يقلQQد الشQQيخ سQQليم البشQQري

شيخه». ومن دلئل محبة المام الجعفري- رضي ا تعالى عنه- لمشQQايخه أنQQه حفQQظ لهم الود، وأثنى عليهم في دروسه وكتبه، ووصف لنا أحواله معهم، ممQQا يجعQQد

صورة مشرقة للوفاء والمحبة.. ومن هؤلء العلم:الشيخ محمد إبراهيم السمالوطي:

وقد ذكرنا فيمQQا سQQبق أن المQQام الجعفQQري قQQد جلQQس إليQQه فQQي بدايQQة عهQQده

29

Page 30: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

بالزهر الشQQريف، فاسQQتمع إليQQه وهQQو يQQدرس الحQQديث وعلQQومه وكQQان الشQQيخ السمالوطي يشرح الحاديث بإسهاب وتفصيل، وكان تلميQQذه الجعفQQري يتلقQQاهv علQQى ذلQQك مQQا حكQQاه الشQQيخ عQQن شQQرحه بالفهم والرضا والقبول، نأخQQذ مثQQال

لحديث «احفظ ا يحفظك» يقول المام الجعفري: «ومما منu اله به عليu أنQQن تلقيQQت هQQذا الحQQديث بشQQرحه عQQن شQQيخي الشQQيخ محمد السمالوطي بالمسجد الحسيني، شرع يشرح فيه مQQن بعQQد العصQQر إلQQى ق�رب المغرب، وكان ذلك في شهر رمضان المبQQارك، ومQQن كلمQQه «احفQQظ ا في أوامره يحفظك في دينك وفQQي جسQQمك وفQQي مالQQك، وفQQي ذريتQQك وفQQي زوجتك وفي أهلك وفQQي حياتQQك وفQQي موتQQك وفQQي قQQبرك وفQQي بعثQQك وفQQي المحضر» ومن ثقة المام الجعفري في علم شيخه السQQمالوطي كQQان عنQQدما يستشهد بأحد الحاديث النبوية الشQQريفة كQQان يسQQند هQQذه الروايQQة إلQQى شQQيخه المحدuث، فقد قال بعد أن روى قول النبي- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- «إن الحرم ل يؤمن فارvا بدم وفل فارvا بخربة» «الخربة» هي الناقQQة، وتلقيQQت ذلQQك

عن فم الشيخ السمالوطي الذي قرأه في صحيح مسلم. وقQد أشQرنا أيضQvا إلQQى أن لشQQيخ السQمالوطي يQدvا فQي تQوجيه تلميQQذه المQQام الجعفري إلى الصبر على ما قد يجده حوله من فتن، وذلك عندما لقيه خارجQQvا من مقصورة مولنا المام الحسين- رضي ا تعالى عنه- فكاشQQفه بمQQا يQQدور في نفسه وناصحه تلك النصيحة الغالية التي أجملها في قوله: «الولي الصادق

هو الذي يمكث وسط العقارب ول تتمكن من لدغه». يقول المام الجعفري- رضي ا تعالى عنه- «وكانت تلك أول كلمQQة سQQمعتها من الشيخ السمالوطي، فتعجبت من ذلك وقلت.. أيوجQQد فQQي هQQذا البلQQد مثQQل هذا الرجل من أرباب القلوب والكشف ثم أتركها؟ فجلست في درسه وأحببتQQه وكنت أحضر درسه في مسجد مولنQQا الحسQQين- رضQQي ا تعQQالى عنQQه- ولن الرواح جنQQود مجنQQدة، فقQQد تQQآلف الروحQQان واتصQQل قلQQب الجعفQQري بشQQيخه السمالوطي الذي كان من أرباب الكشف والتصال برسول ا- صلى ا عليه

30

Page 31: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وآله وسلم- وهذا ما كشفته لنا القصة الQQتي ذكرهQQا الشQQيخ فQQي أحQQد دروسQQه]1/65فقال: [درس الجمعة

«وكنت أجلس في درس الشيخ السمالوطي علQى يميQن الكرسQQي الQذي كQQان يجلس عليه، فقلت بقلبي: هل النبي- صلى ا عليQه وآلQQه وسQQلم- مQQع الشQQيخ

ولد، نعم يا ولد. كما يقول؟ فقال الشيخ لي: نعم يا ولد، نعم يا ولم يقتصر درس الشيخ السمالوطي- رحمه ا- علQQى شQQرح الحQQديث النبQQوي الشريف، لكنه كان يدرس علم التوحيQQد كمQQا أفQQاد بQQذلك تلميQQذه الشQQيخ صQQالح الجعفري- رضي ا تعالى عنه- حيQQن قQQال: «وقQQد أعQQد الشQQيخ السQQمالوطي رسالة في علم التوحيد في تفسير قوله تعالى: (ل ي�س�أ�ل� ع�م�ا ي�ف�ع�ل� ) (النبياء:

v كQQان23من الية ) فقال في تفسيرها: «إن ا- تعالى- حكيم، إذا فعQQل فعل لحكمة، والحكيم هو الذي يفعل الشياء محكمة ولحكمة، فهو ل ي�سQQأل لمQQاذا فعلت كذا؟ إنما ي�سأل الجاهل: لماذا فعلت كذا؟ وقد نتج عن فعلك كذا وكQQذا، أما الحق تبارك وتعالى فهو يعلم حقQQائق المخلوقQQات وعواقبهQQا، فQQإذا فعلهQQا: فعل عن علم وخبرة بعواقب المور، وأمQQا مQQا سQQواه فQQإنهم يفعلQQون وهQQم ل يعلمون حقيقة ما يعملون، فيقعQQون فQQي الخطQQأ، ولQQذلك قQQال ا تعQQالى: (ل

).23ي�س�أ�ل� ع�م�ا ي�ف�ع�ل� و�ه�م� ي�س�أ�ل�ون�) (النبياء:هQ]1339-1333[هو مفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي:

وقدم له الشيخ بقQوله: «شQيخي الشQQيخ محمQد بخيQQت المطيعQي- رحمQه ا- سنة، وظل يتردد علQQى الجQQامع الزهQQر ليQQدرس فيQه حQQتى تQQوفي-103عاش

رحمه ا- وكان يدرس في الرواق العباسيu، كان ذات مرة يقرأ الQQدرس فQQي(sإ�ن�م�ا ي�و�ف�ى الص�اب�ر�ون� أ�ج�ر�ه�م� ب�غ�ي�ر� ح�س�اب) تفسير آية الصبر وهي قوله تعالى

v عل الصبر كيف يكون؟ فقQQال: كQQأن10(الزمر: من الية ) فأراد أن يضرب مثاليسب� «دخيل ا» صالح، و«صالح» يصبر.

وكان الشيخ «دخيل ا» زميل الشيخ صالح الجعفري في الدراسة، وكان قQQد شتمه قبل حضQQورهما درس الشQQيخ، فكQQان ذلQQك كشQQفvا للشQQيخ محمQQد بخيQQت

31

Page 32: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

المطيعي- رحمه ا تعQQالى- ويبQQدو واضQQحvا مQQن كلم المQQام الجعفQQري عQQن شيخه محمد بخيت المطيعي- عليه الرحمة والرضQQوان- إنQه كQQان يQدرس علQم التفسير، وعنه أخذ الشيخ صالح الجعفري- رضي ا تعالى عنه وعن أجداده- علوم التفسير واقتدى به في افتتاح درسه، إذ كان الشيخ المطيعي يفتح درسه� م�ا ع�ل�م�ت�ن�QQا) (البقQQرة: مQQن اليQQة بهاتين اليتين الشريفتين (س�ب�ح�ان�ك� ل ع�ل�م� ل�ن�ا إ�ل

� ه�و� ) (النعام: من الية32 ) الية،59) الية، (و�ع�ن�د�ه� م�ف�ات�ح� ال�غ�ي�ب� ل ي�ع�ل�م�ه�ا إ�ل فكان المام الجعفري يفتتح درسه بافتتاح شيخه الذي حضر عليه. وقد اسQQتمر في حضور دروس الشيخ المطيعي حتى انتقQل- رحمQه ا- وقQد بقQي علمQهuدQQو يعQQري وهQQام الجعفQQول المQQارفين- يقQQالنافع بعد وفاته- شأن العلماء الع مناقب شيخه الشيخ المطيعي- عليه الرحمة والرضوان- «وبعQد وفQاته- رحمQه ا- ظهر أشخاص ينQQادون بترجمQQة القQQرآن إلQQى اللغQQات الجنبيQQة فوجQQد عنQQد الشيخ ضمن كتبه رسالة سمuاها الشيخ «حجة ا عل خليقته» قال فيها: ومن ترجم القرآن إلى اللغات بغير العربية فقد كفQQر، لن ا تعQQالى يقQQول: (ق�ر�آنQQا

)، ويقQQول: (إ�ن�QQا أ�ن�ز�ل�ن�QQاه� ق�ر�آنQQا ع�ر�ب�يQuا28ع�ر�ب�يuا غ�ي�ر� ذ�ي ع�Qو�جs) (الزمQر: مQQن اليQة.)2ل�ع�ل�ك�م� ت�ع�ق�ل�ون�) (يوسف:

[من علماء المغQQرب الراسQQخين تQQوفي بمصQQرالشQQيخ حQQبيب اQQ الشQQنقيطي:1363[Qه

uمة الحافظ المجاهد في سبيل الحق، من بلدة شQQنقيط بQQالمغرب، العال�م العل وفد إلى مصر حيث تصدر للتدريس والتأليف وهQQو صQQاحب «زاد المسQQلم فيمQQا

اتق عليه البخاري ومسلم». ولقد كانت هناك صلة روحية قوية بين الشيخ الشنقيطي وتلميذه الشيخ صQQالح الجعفQQري، يحكQQي لنQQا عنهQQا المQQام الجعفQQري فيقQQول: «شQQيخي حQQبيب ا الشنقيطي- رحمه ا- لقد شاهدت منه كرامQQات منهQQا: أننQQي ذهبQQت إلQQى بيتQQه بجوار القلعة ناويvا بقلبي أن أستأذنه في أن أكون مقرئvا له متن حديث البخاري ومسلم، فلما وصلت البيت، وجلست بغرفQQة السQQتقبال، وهQQي أول مQQرة أزوره

32

Page 33: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

بها، جاءني متبسمvا، فلما سلمت عليه وقبلQQت يQQده، قQQال لQQي: «أنQQت الQQذي- إن شاء ا- ستكون سرادvا لي هذا العام» ومعنى «سرادvا»: مقرئvا، والحمQQد للQQه

قد لزمته إلى الممات، ونزلت قبره، ولحدته بيدي». وواضح من كلم المام الجعفري أن سعيه للقراءة أمام شيخه هو للستفادة من توجيه شيخه، وتقويم نطقه، وقد أذن له شQQيخه بقQQراءة الQQدرس ثقQQة بQQه،

وقد أحفظ ذلك بعض زملئه في درس شيخه الشنقيطي، يقول الجعفري: وكنت أقرأ للخوان الحاضرين درسQQvا قبQQل حضQQوره بالمسQQجد الحسQQيني، فQQإذا عارضني إنسان أو شاغبني يهمس لي في أذني عنQQد جلوسQQه علQQى الكرسQQي بقوله: «يعاكسونك وأنت خير منهم» كأنه كان معي، ثم يأتي في درسQQه بكQQل موضع حرفت فيه شيئvا، أو ذكرته ناقصvا، كأنه كان جالسvا معي يسمع مQQا قلتQQه وقد حصل ذلك منه مرات كثيرة، وكان إذا حصل له عذر يرسQQل لQQي تلميQQذvا أن

أقرأ الدرس نيابة عن الشيخ. وفي يوم أرسل لي ورقة مكتوبة بخط يده فيها: «قد وكلتك بقQQراءة الQQدرس» فتعجبت من ذلك: لماذا غيuر الشيخ عQادته مQن المشQافهة إلQى المكاتبQة؟ ومQا أشعر إل ومدير المساجد قد حضQQر وأنQQا أقQQرأ الQQدرس، فسQQألني: وهQQل وكلQQك الشيخ؟ قلت: نعم، قال: وأين التوكيل؟ قدمت له الورقة المرسلة مQQن الشQQيخ، ففرح بها، ودعا لي بخير، فكانت هذه كرامة منه- رحمه ا تعQQالى- وغفQQر لQQه وأسكنه فسيح الجنان، فإنه كان يحبني كثيرvا ويقول لي. أنت بركة الدرس، قQQد

].178-17أجزتك بجميع إجازاتي ومؤلفاتي [المنتقى النفيس ص ولقد كان الشيخ حبيب ا الشQQنقيطي متنQQوع المعQQارف، غزيQQر العلQQم، طQQالت صحبة المام الجعفري له، وأكثر الخذ عنه، والشارة إليه فQQي كتبQQه ودروسQQه، يقول وهو يصف طريقته في التQQدريس، ويشQQير إلQQى آثQQاره العلميQQة: «... وقQQد لزمته خمس عشرة سنة، وكان يبدأ الحديث، فيغوص في بحر التراجم وشرح

الحديث، ويأتي بتفسير آيات قرآنية ومسائل فقهية وأصولية، وغير ذلك. فقد كان يحفظ القرآن الكريم بالقراءات، ومعه بذلك إجازة مQQن بلده، وألQQuف

33

Page 34: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

كتابvا أسماه «تيسير العسير في علم التفسير وله نظم فQQي القQQرآن بQQالقراءات السبع حللت من رموز الشQQيخ الشQQاطبي- رحمQQه ا- ولQQه منظومQQة فQQي أدلQQة

تركت فيه شاذة التوسل، وكان يقول: عليك بشرحي على زاد المسلم فإنني ما ول فQQاذة، وكQQان مQQن أقQQوى أسQQباب محبQQة المQQام الجعفQQري لشQQيخه العلمQQة الشنقيطي ما كان عليه من صلح وتقوى وحب للصالحين، يقل عنه: وكQQان لQQه حب عظيم لمولنا الشيخ السيد أحمQد بQن إدريQQس- رضQQي ا عنQه- ولQQذريته، ومن محبة الجعفري لشيخه أنه حرص على نشر تراثQQه، فقQQد قQQام بطبQQع أحQQد مؤلفاته في إثبات حياة النبي- صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- فQQي قQQبره يقQQول:

]182[المنتقى النفيس صتQQQQQواترت الدلQQQQQة والنقQQQQQولبQQأن المصQQطفى حQQيu طQQريولم تأكQل له الغبQQراء جسQمvا

فما يحصي المصنف مQQا يقQQولكبQQQدر التQQQم ليQQQس لQQQه أفQQQول

ول لحمvا وأثبQت ما أقQQQQول وهذه البيات مQQن قصQQيدة طويلQQة شQQرحها شQQيخنا المحQQد�ث الشQQيخ حQQبيب ا الشنقيطي رحمه ا، وقد طبعتها مع شرحها فQQي رسQQالة مخصوصQQة سQQميتها «دافعة الشقاق» وقد أكرمه ا تعالى بالتصال برسQQول ا صQQلى ا عليQQه وعلى آله وسلم، روى ذلك عنه تلميذه المام الجعفري- في ختام ما رواه عنه يقول: «لقد سمعت منه رحمه ا أعجوبة ذكرها فQQي أثنQQاء درسQQه بالمسQQجد الحسيني في شهر رمضان قال: «كنت معتكفQQvا بالمسQQجد النبQQوي فQQي العشQQر الواخر من رمضان فخطQQر بقلQQبي مQQا مQQنu ا تعQQالى بQه علQQى سQQيدي أحمQQد الرفاعي رضي ا عنه من تسليمه ومصافحته لرسول ا صلى ا عليه وآله وسلم. فدنوت من المقصورة النبوية وسلمت على رسQQول ا صQQلى ا عليQQه وآله وسلم وأنشدته البيتين الQQذين أنشQQدهما سQQيدي أحمQQد الرفQQاعي فمQQدu لQQي صلى ا عليه وآله وسلم يده الشريفة فقبلتها» أهQ. وهذه القصة ما سQQمعتها

].178-177منQQه إل فQQي العQQام الQQذي ق�بQQض فيQQه [المنتقQQى النفيQQس مQQن ص وبروحه الشفافة الراقية كان يتصل بالسلف الصQQالح رضQQي ا تعQQالى عنهQQم،

34

Page 35: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فقد حكى عنه تلميذه المام الجعفري رضي ا تعالى عنه أنQQه قQQال: «رأيQQت عمر بن الخطاب رضي ا عنه فQQي النQQوم فقلQQت لQQه يQا أميQQر المQQؤمنين، أنQQت موجود والحال هكذا قال لي بصوت عال فيه أثر الغضQQب دعQQك مQQن أصQQحاب هذا الزمن فإن ا تعالى ل يعبأ بهم، وهل يصQQلح العطQQار مQQا أفسQQد الطهQQر،

].2/52ماذا أفعل» [درس الجمعة من لطائف استنباطه من المعارف ما نقله عنه المام الجعفري بقوله: إن للQQه تعالى مكرvا يمكر به بإبليس فيسQQلطه فيجعلQQه مسQQلطvا علQQى الصQQالحين، فQQإذا استجابوا له ثم تابوا وندموا ندمvا شديدvا رفعهم ا بذلك درجة فيغضب إبليس

].2/180ويتحسر على ذلك [درس الجمعة uمة حبيب ا الشنقيطي رحمQQه ا فQQي شQQهر صQQفر هQ.1363وقد توفي العل

وقد شهد المام الجعفري رضQQي ا عنQQه وفQQاته، ودخQQل قQQبره، ولحQQده بيQQدهالشريفة.

uمة يوسف الدجوي: uّ العل

هو العلمة المحقق المحدuث المفسر يوسف بن أحمد بن نصر الدجوي، عضو جماعة كبار العلماء بالزهر الشريف العالم العارف الصالح، يروي لنQQا تلميQQذه المام الجعفري رضي ا تعالى عنه قصته معه فيقول: «وقد لزمQQت درسQQه بعد صلة الصبح بالجامع الزهر الشريف بالرواق العباسي سبع سQQنين، وكQQان السيد الحسن الدريسي إذا جاء من السودان يلقاني في درسه، وبعد الدرس يسلم على الشيخ فيفرح فرحvا عظيمvا، ويقول السيد أحمQQد بQQن إدريQQس قطQQب

كالقطاب، وكان الشيخ الQQدجوي قQQد أخQQذ الطريقQQة الدريسQQية عQQن شQQيخي ل السيد محمد الشريف رضي ا عنQQه، والشQQيخ الQQدجوي مQQن هيئة كبQQار علمQQاء الزهر، وله مؤلفات نافعة، ومقالت قيمQQة فQQي مجلQQة الزهQQر الشQQريف، ولمQQا

نظمت المنظومة المسماة: البردة الحسنية الحسينية، أهديت إليه نسخة». وقد حضرت عليه التفسير من سورة «محمد» صلى ا عليه وآله وسلم- إلQQى آخر سورة «الناس». ثم ابتدأ شرح البخاري بعده، وكان يحفظ القرآن العظيم بالتجويد والقراءات، ويذكر أقوال المفسرين. ويعرب الية إعرابvا دقيقQQvا، ويQQبين

35

Page 36: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

اللفاظ اللغوية فيها، ويتعرض للحكQQام الفقهيQQة علQQى المQQذاهب، وكQQان يقQQرأv كQQثيرة عQQن ش�QQراح الحديث بالسند، ويترجم لرجاله ترجمة طريفة، ويذكر أقوال الحديث، وكان له الباع الطويل في مسائل التصQQوف، والنتصQQار للصQQوفية ولQQه أبحاث كثيرة قيمة في أدلة التوسQQل بQQالنبي صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم، ذكQQر أكثرها في مجلة الزهر المسماة في ذلك الوقت «نور السلم» فعليQQك بهQQذه المجلة لجل أقوال هذا الشيخ فإنها نافعة. وكان رحمه ا مQQرة يقQQرأ حQQديث سؤال القبر في البخاري، وكنت قد ذاكرت شرح الكرماني على البخاري، ورأيت فيه أن النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- يظهر للمسئول عنQد قQول الملQك لQه: «ما تقول في هذا الرجل»؟ وبعد انتهاء الدرس قب�لQQت يQده، وقلQQت لQه: يقQول الشيخ الكرماني: إنه صلى ا عليه وآله وسلم يظهر للمسQQئول، فQQوكزني فQQي صدري وقال لي: أنا ذاكرت شرح الكرماني، واطلعت فيه على هQQذه المسQQألة،

ل�م�ا لم تذكرني في الدرس حتى يسمعها مني الناس؟. وكان مرة يتكلم عن رؤية النبي- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم- منامQQvا فقQQال: إن الشيطان ل يتمثل به- صلى ا عليه وآله وسلم- إذا جاء فQQي صQQورته الصQلية والمعتمد أنه- أيضvا- ل يتمثل به في غير صورته الصلية، قلت لQQه: روى شQQيخنا السيد أحمد بن إدريس- رضي ا عنه- في كتابه المسQمى «روح السQنة» أنQه صلى ا عليه وآله وسلم قال: من رآني فقد رآني فإني أظهر في كل صQQورة ففرح فرحvا عظيمvا، وقال لي: هQQذا الحQQديث هQQو الQQدليل علQQى أن الشQQيطان ل يتمثل به صلى ا عليه وآله وسلم. ولقد جاء فQQي غيQر صQورته الصQQلية، أنQQت

].29-27مبارك يا شيخ صالح، نفع ا بك المسلمين» [الذخيرة المعجلة صهQ:1360ولقد أنشدنا الشيخ الدجوي بدرس التفسير بالجامع الزهر عام

ولقQQQد جعلتQQQك فQQQي الفQQQؤادمحQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQدثيفالجسم منك للجليس مQQؤانس

وأبحQQQQت جسQQQQمي مQQQQن أرادجلوسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQيوحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي

[المنتقQQى النفيQQس ص

36

Page 37: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

125[uمة الشيخ يوسف الQQدجوي- رحمQQه ا تعQQالى رحمQQة واسQQعة- وقد توفي العل

هQ عن ثمان وسبعين سنة، أي بعد وفاة الشQQيخ حQQبيب1365 صفر سنة 5في ا الشنقيطي بسنتين.

الشيخ علي الشQائب : يقول المام الجعفري في بيان أحوال شيخه معه: في أول عQQام حضQQرت فيQQه الشيخ علي الشائب- رحمQQه ا- وكQQان يدرسQQها [أي منظومQQة الشQQيخ اللقQQاني المسماة: جوهرة المريد في علم التوحيد] فقQQد كQQان هQQذا الكلم فQQي سQQياق

الحديث عن حفظ الشيخ لها غيبvا، متنvا وشرحvا، وكان من العلماء الصالحين. وكان إذا دخل قبQQة سQQيدنا الحسQQين- رضQQي ا عنQQه- ل يتكلQQم مQQع أحQQد أبQQدvا، ويحصل له حال خشوع عجيب، كأنه يشQQاهده وينQQزل عليQه عQرق كQQثير، وكنQQت أدرس عليه أيضvا شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، وفQQي ليلQQة مQQن الليQQالي رأيت النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- في النQQوم وكQQان يحQQدثني فQQي مسQQألة علمية أخطأت فيها، فغضب- صلى ا عليه وآله وسلم- وقQQال لQQي: «يQQا ولQQد» وذلك من ضمن كلم يطول، فلمQQا أصQQبحت وحضQQرت فQQي الQQدرس قلQQت فQQي نفسي وأنا جالس: يقول لي النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- يا ولد فهQQل أنQQا صغير؟ فالتفت إليu الشيخ وهو يدرس وقال: نما قلنا لك يا ولد كعادة العQQرب

ل لنك صغير ومرة رأيت وجهه صار في صورة عجيبة، وبلحية طويلة، ثQQم تحQQوuل إلQQى وجQQه آخر، فقلت في نفسي، ما هذا؟ رد الشيخ عليu وهو يدرس: هذا الQQوجه الQذي رأيته هو وجه سيدنا الحسين- رضي ا عنه- والثاني وجه المام الليث- رضي ا عنه- م رجع إلى درسه، إلى المكان الذي كان يقرأ فيه، وأمثال هذا الشيخ عند الصوفية يسمuون أرباب القلQQوب، ولعلهQQم يكونQQون المحQQدuثين الQQذين منهQQم

].22سيدنا عمر- رضي ا عنه- كما في حديث البخاري [فتح وفيض صالشيخ عبد الرحمن عليش :

وكان من أوائل العلماء الذين لقيهم المام الجعفري عند دخوله ساحة الزهر

37

Page 38: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الشريف قادمvا من السودان، يقول عنQQه: «أول مQQا حضQQرت مQQن بلدي وجQQدت الشيخ عليش يدرس في الزهر وقد علمني فوائد لخبر بها النQQاس، جQQزاه ا

خير الجزاء». ويقول عنه أيضvا: «شيخنا الشيخ عليش كان يقول لي: يا صالح إيQQاك والغيQQب،

الغيب من صفات ا، ل تتهجم على الغيب؛ لن ا تعالى- يغار على غيبه».الشيخ محمد الغنيمي :

قال المام الجعفي عنQQه: «كنQQت أحضQQر درس الشQQيخ الغنيمQQي، وكنQQت أسQQأله كثيرvا، فكان إخواني الطلب يدفعونني من ظهري، فكان الشيخ الغنيمي يقول لي: عليك أن تتحمل الضرب، وتسأل، وعلينا أن نجيب».وكان الشQQيخ الغنيمQQي- رحمه ا- يدرس الحديث، ويشرح صحيح البخاري للطلب وكان يتخذ مجلسQQه في الدرس في الجامع الزهر الشريف، وقد نقل عنQQه المQQام الجعفQQري فQQي معرض حديثه عن «وصول ثQQواب قQQراءة القQQرآن إلQQى الميQQت» فقQQال: «وقQQد ألهمني ا تعالى- منذ ثلثين سنة وأنا أقQQر فQQي البخQQاري حينمQQا درسQQته علQQى الشيخ محمود الغنيمي- رحمه ا- بعد صلة الصبح بالقبلQQة القديمQQة بالجQQامع الزهر، ترجم البخاري بقوله (باب قراءة فاتحQQة الكتQQاب علQQى الجنQQازة)، وقQQال

الحسن: يقرأ على الطفل فاتحة الكتاب.. إلى آخر ما ذكره الشيخ.الشيخ حسن مدكQور :

وقد كان المام الجعفQQري يجلQQس فQQي حلقتQQه الQQتي كQQان يQQدرس فيهQQا الفقQQهالمالكي، يقول: بعد أن ذكر قول الشاعر:

خلقvا من أبي سعQيد غريبvاكل يوم تبدي صروف الليQالي قال الجعفري- رضي ا عنه- هذا البيت كQQان يتمثQQل بQQه كQQثيرvا شQQيخنا الشQQيخ حسن مدكور المالكي- رحمه ا- درسنا عليه كتاب: (الشQQرح الصQQغير) للشQQيخ

الدردير- رضي ا عنه- ثلث سنين بالجامع الزهر الشريف. وبعد: فإن هؤلء العلم الذين ذكرنا جانبvا مQQن سQيرتهم، وأشQرنا إلQQى علقQQة المام الجعفري بهم، لم يكونوا وحدهم الذين جلس الشيخ صالح في حلقات

دروسهم، بل كانوا أشهر من اتصل بهم ونقل عنهQم.

38

Page 39: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وقد ذكر المام الجعفري- رضي ا عنه- أسماء مشQQايخه جملQQة واحQQدة فQQي]، فذكر فيما يلي أسماءهم:112-111أحد كتبه [المعاني الرقيقة ص

قال رضي ا عنه: «ومن مشايخي الذين أدركتهQQم ممQQن جمعQQوا بيQQن العلQQم والتصوف: شيخي العارف بالله تعالى: السيد محمQQد الشQQريف بQQن السQQيد عبQQد العالي بن السيد أحمد بن إدريQQس- رضQQي ا تعQQالى عنهQQم- والشQQيخ محمQQد إبراهيم السمالوطي، والشيخ يوسف الدجوي، والشيخ علي الشQQائب، والشQQيخ حسن مدكور، والشيخ عبد الرمن عليش، والشيخ محمد أبو القاسم الحجQQازي، والسيد عبد الحي الكتاني، واليخ أبو الخير المدني شيخ علماء سQQوريا، والسQQيد أحمد الشريف الغماري، والسيد عبد ا الشريف الغماري، والشيخ علي أدهم المالكي السوداني،والشيخ حسن مشاط مQQن علمQQاء مكQQة المكرمQQة، والشQQيخ محمد الحلبي، والسيد عبد الخQQالق الشQQبراوي، والشQQيخ محمQQد عطيQQة البقلQQي، والشيخ مصطفى صفوت، والشيخ محمQQد حسQQنين مخلQQوف العQQدوي، والشQQيخ محمد العناني شيخ السادة المالكية. والشيخ عبد الحليم إبراهيم، والشQQيخ أبQQو يوسف، والشيخ أحمد وديدي من بلدة رومى بالسودان، والشQQيخ علQQي محمQQد جوي إمام وخطيب مسجد دنقل، والشيخ سيد حسن أفندي، والشيخ علQQي بQQن عQQوف، والشQQيخ أحمQQد النجQQار المدرسQQان بمسQQجد دنقل- رحمهQQم ا تعQQالى

أجمعين- وغيرهم من مشايخ الزهر الشريف.ومن مشايخي الصالحين الشيخ عبد ا عثمان التنبكتي- رحمه ا تعالى-.

صلة الجعفري بعلماء الزهر في البرازخ : من محبة المام الجعفري للزهر وتقديره لكل مQQن انتسQQب إليQQه، كQQان متتبعQQvاv روحيvا بواحد مQQن كبQQاء v اتصال لخبار العلماء السابقين عليه، بل إنه كان متصل أعلم الزهر المنتقلين قبله، وهو الشيخ/ سليم البشري شQQيخ الجQQامع الزهQQر، فقد كان يتمثل بمقالته كثيرvا: «أنا شيخ الزهر حيvا وميتvا» وقد تسامى التصQQال

الروحيu بينهما فنتج عن هذا اللقاء: ]: وقد سمعت166قال المام الجعفري- رضي ا عنه- [المنتقى النفيس ص

39

Page 40: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

في عالم البرزخ عن الشيخ سليم البشري- رحمه ا- هذا الحديث: «عQQن للQQهملئكة يبلغوني عن أمتي الصلة والسلم».

قلت: وهذا الحديث في الجامع الصغير. ولقQQد كQQان مولنQQا المQQام الجعفQQري كQQثير الشQQارة إلQQى منQQاقب أعلم الزهQQر السابقين، وتذكير الناس بمكارم أخلقهم، فقد روي عن الشيخ سليم البشQQري أنه اشترى يومvا قفطانvا جديدvا، فجQQاءه عQQال�م ليQQزوره، فQQأدرك الشQQيخ أن ذلQQك الرجل ليس عنده ثياب جديQQدة يرتQQديها فQQي العيQQد، فأعطQQاه قفطQQانه الجديQQد، ومعه جبة وعمامة، فتمنع الرجل، وقال له: هذا قفطانك يا مولنا، كيف آخQQذه منك وأنQQت لQQم تلبسQQه؟ فQQأبى الشQQيخ سQQليم البشQQري إل أن يعطيQQه لQQه، وقQQال لولده: لو كان هذا القفطان من نصيبي أنا ما حضر هذا الرجل في مثل هذه الساعة، إنما هو له ! وكانت عند الشيخ سليم البشQQري طلمبQQة ميQQاه فQQي بيQQت، فجاء رجل ليشرب منها، فنادى الشيخ وأمر له بطعام ولحQQم، فقQQال الرجQQل: لv، وكان يجلس عند الشيخ سليم: الشQQيخ السQQمالوطي- أريد طعامvا، بل أريد مال وكان عديله- فغضب من رفض الرجل للطعام، ولكن الشيخ سليم- رضQQي اv وقQQف ببQQاب شQQيخ الزهQQر عنه- قال له: يQQا محمQQد أترضQQى أن ي�قQQال إن سQQائلv، وأطعمه الطعام، وهو يقول له: ك�ل، فهذا بيت فطرده؟ ثم أعطى الرجل مال

شيخ الزهر!v يQQا أهQQل v وسQQهل v: أهل ثم جاء له جماعة من أهل السودان، فرحب بهQQم قQQائل السودان الطيبين! ثQم أفطQروا معQه بعQد المغQرب، وسQمعوا القQرآن، إلQQى أن

تسحروا قبيل الفجر. ويروي المام الجعفري للحاضQQرين فQQي درسQQه قصQQة الشQQيخ حسQQن العQQدوي الحمزاوي، وارتحاله من بلده إلى الزهر، فيقول عنه: «بعد أن حفQQظ القQQرآن الكريم، صحبه طلبة العلم معهم من بلده إلى الزهر، ولQQم يكQQن معQQه شQQيءv ينQادي: يQا أهQل من المال، فأصابه جوع شQديد واشQتد بQه الهQuم، فسQمع رجل الكرم، فقال له: أين هم أهل الكرم الذين تناديهم؟ فأخQQذه الرجQQل مQQن يQده،

40

Page 41: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

v، فوجQQد مQQن يقQQدم لQQه خQQبزvا وطعامQQvا، وذهب به إلى قبQQة مولنQQا الحسQQين ليلواستمر على هذا الحال، إلى أن أتم دراسته وحصل على الشهادة من الزهر. وفجأة حدثت فتنة بين علماء الزهر بعضهم قال: إن رأس مولنا الحسين هنا في مصر، وبعضهم قال: ل، وكان الشيخ الحمزاوي من القائلين بوجود الرأس في مصر، فرأى مولنا الحسين في الرؤيا يقول لQQه: كيQQف تقQول: إن الموجQQود هنا رأسي؟ هل كنت تأخذ نصيبك من الخبز واللحم من الراس بدون الجسQQد؟ فلما أصQQبح الصQQباح ذهQQب الشQيخ الحمQزاوي ووقQQف بيQن علمQاء الزهQر فQQي المسQQجد الحسQQيني وقQQال: وا، وا، وا: إن سQQيدنا الحسQQين هنQQا برأسQQه وجسده وروحه، ومن يومها صار الشQQيخ الحمQQزاوي يكتQQب عQQن نفسQQه: خQQادم العتاب الحسينية، ثم تفجرت العلوم اللدنية في قلبه حQQتى صQQار شQQيخ السQQادة المالكية، وكان الشيخ محمد إبراهيم السمالوطي من أقرب تلميQQذه إليQQه. ثQQم يلفت المام الجعفري النظار إلى ما كان عليه علماء الزهر في ذلQQك العصQQر

]:52 ص2الزاهر فيقول [درس الجمعة جuافعيQQولقد كان مشايخ الزهر أصحاب محبة وعقيدة، وكانت زيارة المام الش

يوم الجمعة عادة حميدة كانوا حريصين عليها.مع الشيخ علي الصعيدي العدوي :

يروى أن الشيخ علي الصعيدي كQQان يقQQول لتلميQQذه الQQدردير- رضQQي ا عنQQه- يقولون: إنك ترى رسQول ا- صQلى ا عليQه وآلQه وسQلم- كQQثيرvا، فQإذا رأيتQه فاسأله عن حالي، ففعل فرأى النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- يقول له: إنه رجل صالح، غير أنه به جفوة، فلما سQQمع الشQQيخ الصQQعيدي ذلQQك الكلم بكQQى كثيرvا، فسله تلميذه الدردير: ما يبكيك؟ قال: يعاتبني رسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- على تقصQQيري فQQي زيQQارته، وقQQد تقQQدمت بQQي السQQنu ول أسQQتطيع تحمل مشقة السفر، فإذا رأيته مرة أخرى فأخبره بذلك، ففعQQل، فQQرأى النQQبي- صلى ا عليه وآله وسلم- يقول له: قQQل لQQه- أي للشQQيخ الصQQعيدي- «أنQQا عنQQد المام الشافعي كل يوم جمعQة مQQن بعQد صQQلة العصQQر إلQQى الفجQQر، فليQQأتني هناك» فذهب الشيخ علي الصQQعيدي العQQدوي إلQى علمQQاء الزهQر، وأخQQبرهم

41

Page 42: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

بذلك، وأصبحت عادة عندهم أن يزوروا المام الشافعي كل يQQوم جمعQة فQQوج يتبعه فوج، من العصر إلى الفجر في ذلك العصر الزاهر وقت أن كان العلمQQاء

علماء، والطلبة طلبة حقvا.مع الشيخ محمد عبده :

اهتم كذلك المام الجعفري- رضي ا عنه- بأخبار الشيخ محمد عبده- رحمQQه ا تعالى- كان ينقل في دروسه كثيرvا مQQن نQQوادره وينQQاقش بعQQض المواقQQف التي كان للشيخ محمد عبده رأيه الذي لم يوافق فيه أهل التصQQوف- كالزيQQارة وغيرها- ومع ذلك الختلف في الرأي، فإن المام الجعفري كان يحترم عقلية الشيخ محمد عبده، ويعجب باجتهQQاده فQQي الQQدفاع عQQن مبQQادئ السQQلم أمQQام غزوات بعض المستشرقين ومجادلت بعض الفرنجة الQQذين لقيهQQم فQQي أثنQQاء

].110-108 ص1إقامته بباريس في فرنسا [انظر: درس الجمعة جمع الشيخ محمد عليش :

ومن علماء الزهر السابقين الذين كان للمام الجعفري حال معهم: الشيخ محمد عليش شيخ السادة المالكية- فQQي وقتQQه- وقQQد اتصQQل بQQه المQQامv روحيvا، وقام بنقل رسالته التي صنفها في علQم التوحيQQد، وقQد الجعفري اتصال ذكر المام الجعفري- رضي ا تعالى عنه- بعض مQQا كQQان بينQQه وبيQQن الشQQيخ

] «وقQQد اسQQتخرت ا-35-34محمد عليش من أسرار فقال: [فتح وفيض ص تعالى- في نقل الرسالة التي تسمى: «تقريب العقائد السنية بالدلة القرآنيQQة» لفضيلة الشيخ محمد عليش شيخ السQQادة المالكيQQة بالجQQامع الزهQQر الشQQريف- رحمه ا تعالى- لكونها رسالة مختصرة في علQQم التوحيQQد، وقQQد أقQQام الدلQQة

على كل ما ذكره من اليات القرآنية. وحينما جئت الزهر استقبلني منامvا وأرشدني إلى ما فيه الفتوح- والحمQQد للQQه- وقد حصل لي من فتح ا تعالى ما أشكر ا تعالى عليه على الدوام، فلذلك

أحبه كثيرvا وأشكره بصالح الدعاء له. وإن بعض الخوان يقولون: قد حصل بينه وبين الشيخ ابن السنوسQQي- رضQQي ا عنه- شيء بسبب وشاية الواشين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، كان

42

Page 43: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

في نفسي شيء من ذلك الذي حصل، وكنت محتارvا فQQي المQQر، حQQتى قQQابلني رجل بليبيا بمدينة طرابلس، وأخبرني بQQأن عنQQده الرسQQالة الQQتي أرسQQلها الشQQيخ محمد عليش- رحمه ا- إلى الشيخ سQQيدي ابQQن السنوسQQي- رضQQي ا عنQه- يعتذر له فيها، ويخبره بأنه بلغه شيء فغضب من أجلQQه، ولمQQا تQQبين لQQه الحQQق استسمح الستاذ الشيخ سيدي ابن السنوسي- رضي ا عنه- وعندما سQQمعت ذلك فرح قلبي كثيرvا، لن هذا الخبر وافق ما في قلبي، لن بيني وبيQQن الشQQيخ محمد عليش سرvا ل يعلمه إل ا- وأنا أكتب هذه الكلمات حضر بجواري رجل ليبي أهل علم وقرآن وقQQال لQQي: بلغنQQي أن الشQQيخ عليQQش- رحمQQه ا- ألQQuف رسالة يثني على سيدي الشيخ ابن السنوسي- رضي ا عنه- وأقر فيها بعلمه وفضله، وفي عزمي- إن شاء ا- البحQQث عنهQQا حQQتى ت�طبQQع ويقرؤهQQا النQQاس

جميعvا، وهذه الرسالة التوحيدية التي جمعها الشيخ عليش- رحمه ا. ثم نقلها المام الجعفري كاملة، وأتبعها منظومة نظمها المQQام الجعفQQري فQQي

].62-36علم التوحيد [انظر: فتح وفيض من ص وكذلك كان المام الجعفري يحكي لتلميذ ومريديه أخبار الشيخ محمQQد عليQQش مع الخديوي توفيق عندما طلب منه أن يصQQدر فتQQوى ل توافQQق الشQQرع، فQQأبى الشيخ عليش أن يفعل ذلك، مما أدى إلى سجنه ثم وفاته في السجن- رحمQQه

ا- شهيدvا في سبيل الحق والعلم.مع الشيخ الدردير :

uمة العال�م العارف بالله- تعالى- سيدي أحمد الدردير- رضي أما عن محبته للعل ا تعالى عنه- فقد فاقت وزادت، فما أكثر ما نقل عنه المQQام الجعفQQري مQQن علQQومه ومعQQارفه، وكQQم مQQن مQQرة استشQQهد فيهQQا بمنظومQQاته [درس الجمعQQة

]2/101] في التوحيQQد والتوسQQل بأسQQماء ا الحسQQنى [درس الجمعQQة 2/145 وكان يثني عليه وعلى علومه ويرشد تلميذه إلى منQQاقبه وآثQQاره، وكQQان يصQQفه بقوله: «أبو البركات الدردير: من سلطين علماء الزهر وأساطينه، كوكب مQQن

كوكب العلماء، ونجم زاهر، قال في الخريدة:للواحد المختار جلu وعلواعلم بأن التأثير ليس إل

43

Page 44: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

]9/62[الديوان وكان المام الجعفري يزور المام العارف سQQيدي أحمQQد الQQدردير كQQثيرvا، وكQQان يوصي أبناءه من محQQبين ومريQدين بزيQارته، وقQQد مQQدحه فQQي إحQدى قصQQائده

]9/62فقال: [الديوان يا أحمد الQQدردير جئتQQك قاصQQدvاv بQQك سQQيدي مستشفعvا متوسQQلفبجQQQQاه أحمQQQQد ل أر�د� بخيبQQQQةأرجQQو الكريQQم كرامQQة وصQQيانةوالنصر والتوفيQQق والنQQور الQQذي

أرجQQو رضQQاك وربنQQا لQQك أحمQQدللQQQه فQQQي أمQQQر أريQQQد وأقصQQQدلمQQQا أتيتQQQك زائرvا يQQQا أحمQQQدومQQودة ترضQQي وعلمQQvا يرشQQديهQQQدي الفQQQؤاد بنQQQوره ويQQQودد

44

Page 45: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الباب الثانيuالعلمي uم�ن�هج المام الجعفري

تمهيد في ف�ض�ل الع�ل�م ومنزلة العلماء: إنu غاية التصوف وثمرته معرفة الحق- سبحانه وتعالى- ول تتحقQQق المعرفQQة بغير العلم، وإذا كان التصQQوف ي�سQم�ى طريقQvا فQإن السQالك يQه ل يسQتطيع أن يصل إلى غايته، ول يأمن من الضلل في دروبه ومسالكه بغير دليQQل ومرشQQد، وبغير النوار التي ت�بQد�د الظلمQQات مQن أمQQامه، وتلQك السQبل كلهQا يتوصQQل إليهQا

بالعلم. وإذا كان العلم- كاصطلح- هو العتقاد الجازم المطابق للواقع عن دليل. فإنه عند أهل التصوف: النور الذي يخرجهم من ظلمات المعاصي، ويحررهQQم مQQن أغلل المادة، فهو سفينتهم التي يجتازون بها بحار المعرفة، حQQتى يصQQلوا� إلQQى

شاطئ الحقيقة. ولقد عرفنا- مما سبق- أن المام الجعفريu قد ارتاد رياض العلم م�ذ� كان ص�بي§ا ي�ل�ه�و أقرانه ويلعبون، فقد نشأ- رضي ا عنه- في بيئة علم وديQQن- ولم�QQا كQQان التصوف هو طريقه ومنهج حياته نظر المام الجعفري إلى طلب العلQQم نظQQرة صوفية خالصة، فقد طلبه في صغره ليكون وسيلته وطريقته إلى حضQQرة ربQQه وموله، واتخذه زادvا ليعينه على استواء غرس شريعته، لتطيQQب ثمQQار حقيقتQQه، ومن أجQQل ذلQك يقQول فQQي قصQQيدته الم�سQم�اة «الوصQQي�ة الجعفري�Qة»: [ديQQوان

]7/143الجعفري ف�سر�ت� به فأدركني الن�ب�ي�طلبت الع�ل�م� في صغري لربي�

فالعلم عند القوم: عبادة ومنهج وسلوك. ولقد قرأنا معvا- فيما سبق تلك النصيحة الغالية التي أسداها سيدي عبد العالي بن السQيد أحمQد بQن إدريQس إلQى تلميQQذه المQQام الجعفQريu رضQQي ا عنهQم

أجمعين- عندما رآه في النوم يقول له: «العلم يؤخذ من صدور الرجال ل من الك�ت�ب» فصح� العQQزم مQQن الشQQيخ علQQى العمل بتلك النصيحة، فشد� الرحال إلى مصر بلد الزهر الشريف، ليأخQQذ العلQQم

45

Page 46: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

غ�ض§ا ط�ر�ي§ا من صدور الرجال، وقد وعى توجيه شيخه «سQQيدي عبQQد العQQالي»،�به في كلu وقت، يقول: وصار يرشد به ط�ل

uكما قال المام الشافعي ،v � بالتلق�ي عن المشايخ زمنvا طويل «والعلم ل ي�د�ر�ك� إلرضي ا عنه:

sت�ةQQم إل بسQQال العلQQن تنQQأخي لذكQQاء¨ وحQQرص¨ واجتهQQاد¨ وب�ل�غ�QQة¨

سQQأ�ن�ب�يك� عQQن تفصQQيلها ب�ب�يQQان�وص�QQح�ب�ة� أ�س�QQت�اذs وط�QQول� ز�م�QQان�

ومQQا11[فتQQح وفيQQض: ص بعدها]

وقد دخل المام الجعفريu الطريق من باب العلم، وسار فيه بالعلم، فقد جذبه العلم إلى الطريQQق الحمQQديu الQQذي مه�QQده وسQQو�اه السQQيد أحمQQد بQQن إدريQQس، وأر�س�ى قواعده على العلم، يحدثنا عن ذلك المام الجعفريu- رضي ا عنQQه- فيقول: «ولقد كان شيخنا السيد أحمد بن إدريس- رضي ا عنه- طالبvا للعلQQم من صغره بعد أن حفظ القرآن، وكان يسافر إلى العلماء، ويتغQQر�ب مQQن أجQQل طلب العلم، فلم�ا أراد ا أن يظهره أظهره بالعلم في عهQQد العلمQQاء الكQQابر»

].13-12[فتح وفيض: ص ومQQن الثQQابت لQQدى علمQQاء التصQQو�ف أن التصQQو�ف- ع�ل�مQQvا وطريقQQة- لQQه ركنQQان: الشريعة والحقيقة، وهما متلزمان تلزم الروح والجسQQد، ل تتحقQQق الحيQQاة إل بهما معvا،ومرتبطان ارتباط الظلu بأصله، ل يتصور وجQQود أحQQدهما بغيQQر وجQQود الخر، فل يعقل أن ي�د�ع�ي أحد¨ الوصQQول إلQQى الحقيقQQة بQدون أن يعلQم ويفقQه أسرار الشريعة، وأيضvا فإن� م�ن� يظنu أنه ليس في حاجQQة إلQQى علQQوم الحقيقQQة

دام قد تفق�ه وتشر�ع- فإن وقوفه عند حدu الشريعة وحدها يحرمه من جنQQي ما ثمارها، ويكون كم�ن� سار في طريق ليس له نهاية أو أطلق س�QQه�مvا مQQن كنQQانته

لم يحد�د له غاية، وقد أشار المام الجعفريu- رضي ا عنه- إلى ذلك بقوله: «بحر شريعتك لوله ما كانت حقيقتك، وبحر حقيقتك لوله مQQا ت�م�QQت� شQQريعتك،

ا المام مالك بن أنس- رضي ا عنه-: «من تصو�ف ولم يتفق�ه� قال أبو عبد

46

Page 47: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فقد تزندق، ومن تفق�ه ولم يتصو�ف� فقد ت�ف�س�ق، ومن جمع بينهما فقد تحق�ق»].44-43[اللهام النافع ص

وليس الناس سواء في طلب العلم، فمنهم من يطلQQب العلQQم لغQQرض أو ن�ف�QQع دنيويu، ومنهم من يطلبQQه ابتغQQاء مرضQQاة ا تعQQالى، وقصQQدvا لنفQQع المسQQلمين وتعليمهم مع العمل بمقتضى العلم، وانتفاع العال�م به في نفسه قبQQل تعليمQQه لغيره، وذلك الصuن�ف مQQن العلمQQاء ينQQال رضQQاه ا سQQبحانه وتعQQالى، ويفيQQض العلم الل�دنيu على قلبه، قال ا تعالى: (و�ع�ل�م�ن�اه� م�ن� ل�د�ن�ا ع�ل�ما) (الكهQQف: مQQن

).65الية وقد قال المصطفى- صلى ا عليه وآله وسلم-: «م�ن� ع�م�QQل� بمQQا ع�ل�QQم� أو�ر�ث�QQه�

ا ع�ل�م� ما لم ي�ع�ل�م�» [رواه أبو نعيم في الحلية]. وقد استنبط المام الجعفريu- رضي ا عنه- من الية والحديث هذه الفQQائدة: «والعلم ع�ل�م�ان: ك�س�ب�ي�، ووراثيu قال عليه الصQQلة والسQQلم: «م�QQن� ع�م�QQل بمQQا علم أورثه ا علم ما لم يعلم»... فالكسبي� يؤخذ من صدور الرجال كما قQQال لي سيدي عبد العالي- رضي ا عنه- قبل مجيئي إلQQى الزهQQر «العلQQم يؤخQQذ من صدور الرجال ل من الك�ت�ب»، وال�و�ه�ب�ي�: هو مQQا يفيQQض علQQى قلQQب العQQال�م العارف، وهو درجات.. وبحسب الد�رج�ات تتنزل الفيوضQQات.. » [ي�نظQQر: اللهQQام

].53-52النافع ص وإن صحبة الشيخ العال�م العارف والنظر إليه، والخQQذ عنQQه مشQQافهة يQQه فQQوائد جليلة ل ينالها قارئ الكتب، فإن الول ينظر أحوال شيخه، ويقتدي بما يراه فيQQه من مكارم الخلق، وينقQQل عنQQه العلQQم بالس�QQن�د والروايQQة، ويتعلQQم منQQه قواعQQد

التجويد وأحكام التلوة، ويستفيد منه كيفية إلقاء الدروس، ومخاطبة الناس. كما أن الشيخ يقوم بتقويم سلوك تلميذه، وإرشاده إلى الص�و�اب، وإبعاده عQQنuريQQة الجعفQQد مدرسQQم قواعQQي أهQQح�بة هQQالنحراف والضلل، ولقد كانت الص� العلمية، سار عليها في حياته، وجعلها من علمات طريقQQه- يقQQول فQQي إحQQدى

منظوماته:

47

Page 48: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

يصQQحب شQQيخ العلQQم والكتQQابفليس بعQQد العلQQم مQQن هدايQQة

ليهتQQQدي بQQQه إلQQQى الصQQQوابوعمQQQQل بQQQQه هQQQQو الوليQQQQة [نفQQس المصQQدر، ص

65[ وقد هيأ ا تعالى لشيخنا الجعفري- رضQQي ا عنQQه شQQيوخvا علمQQاء عQQارفين عاملين، تقد�م� الحديث عنهم وعن أحوالهم وصفاتهم، وقQQد لزمهQQم- رضQQي ا عنه- واقتدى بهم في أقQQوالهم وأفعQQالهم، واسQQتفاد مQQن ع�ل�QQومهم ومعQQارفهم، وسار في طرق العلم حتى وصQQل إلQQى درجQQة التQQأليف والتحقيQQق، والتQQدريس والفتاء، فظهرت للناس أنوار العلم بنQQوعي�ه- الكسQQبيu، والوهQQبيu- متمثلQQة فQQي دروسه العامرة، ومؤلفاته المكسو�ة بالجلل، المتوجة بالقبول؛ لكونها صQQادرة عن عالم عامل، ووليu عارف. ومQQن أبQرز معQالم مدرسQة الجعفQQريu العلميQة: تمكنه من مختلف العلوم، وتبحره في سائر الفنون، فلم يقQQف عنQQد علQQم دون آخر، ولكنه طو�ف في رياض العلQQوم العربيQQة والسQQلمية، وسQQار يقطQQف مQQن

أزاهيرها، ويجتني من ثمارها. وسنعرض فيما يأتي لسQائر فصQQول المدرسQة الجعفريQة، م�ش�QQيرين إلQQى أهQم

معالمها حتى يقف القارئ على شيء من ملمح مدرسة الجعفريu العلمية:

48

Page 49: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الفصل الول

منزلة المام الجعفريu في علم التفسير إن� علم التفسير كان- ول يزال- من أجمع علوم العرب، وأعمها نفعvا وأشQQرفها مقصدvا؛ لن العلم الذي ي�ع�QQر�ف� بQQه تأويQQل القQQرآن، ومعرفQQة أحكQQامه، وأسQQباب

نزوله ومقاصده، وغريبه، وناسخه ومنسوخه، وغير ذلك. وقد نال المام الجعفريu ح�ظ§ا و�اف�رvا من أسرار علم التفسير- دراسQQة وتدريسQQvا وتأليفvا- فقد أكرمه ا تعالى بنخبة من أعلم الزهر في مجال التفسير، ومQن

هؤلء: الشيخ يوسف الدجوي، والشيخ الشبراوي، والشيخ علي الشQQائب،... وغيرهQQم، كما أنه طالع في كثير من كتب التفسير، ونقل عنها، وأشار إليها فQQي كQQثير مQQن

مؤلفاته، ومن هذه التفاسير:uمة فخر الدين الQQر�از�ي22تفسير المام القرطبي [المعاني الرقيقة ص ]، والعل

]،219]، وتفسQQQير الخQQQازن [فتQQQح وفيQQQض ص104[المعQQQاني الرقيقQQQة ص ]، وحاشية الص�اوي على الجلليQQن [درس161والبيضاوي [المنتقى النفيس ص

].7]، وتفسير اللوسي [المعاني الرقيقة ص2/58الجمعة ولم يكن يكتفي بالنقل فقط، ولكنه كان شرح ويستنبط، وي�ن�اق�ش، وي�ص�ن�ف من علومه، ومعارفه الشيء الكثير مع ابتعQQاده عQQن الغQQراب، وميلQQه إلQQى سQQهولة

v على ذلك: اللفاظ، ومخاطبة العقول قبل السماع، نأخذ مثال قول المام الجعفريu- رضي ا عنه-: «قال القرطبي- رحمه ا- عنQQد قQQوله

).3تعالى (ال�ذ�ين� ي�ؤ�م�ن�ون� ب�ال�غ�ي�ب�) (البقرة: من اليةالغيب: ما غاب عنا، قال الشاعر:

ي�ص�ل�ون للوثان� ق�ب�ل م�ح�م�د�. أهQوبالغيب آمنا وقد كانا قومنQانعم الغيب: هو ما غاب عنا، وينقسم إلى قسمين:

uقQQه الحQQدخل فيQQغ�ي�ب حقيقي، وهو الذي ل يعلمه إل ا- سبحانه وتعالى- وي سبحانه وتعالى.

والثاني: غيب¨ إضافي¨ وهو الذي يكون لبعض الخلق شQQهادة، وللبعQQض الخQQر

49

Page 50: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

غيبvا، فما وراء السماء الدنيا غيب بالنسبة لنا، شهادة بالنسبة ل�س�ك�انها، والكعبQQةv- شهادة بالنسبة للطائفين بها. غيب لمن كان بالهند- مثل

وإذا دخل عليك إنسان وفي جيبه مائة دينار، وأنت ل تعلم فهQQي بالنسQQبة إليQQكغيب، وبالنسبة إليه شهادة.

وهذا الغيب الضافيu ينقسم إلى قسمين:إلى ممكن الوصول إليه، كالكعبة، والدنانير،... وغير ذلك.

وإلى غير ممكن: كالوصول إلى السماء وسكانها، والجنة والنار،... وغيQQر ذلQQك. والقسم الممكن الوصQQول إليQQه قQQد يQQدرك بالسQQباب العاديQQة المتعارفQQة، كQQأن يسافر إلى الكعبة، أو ي�د�خ�ل يده إلى ج�ي�ب صاحب الدنانير ثم يخرجها، فيعدها، ويعرفها، أو ي�ك�ش�ف له وهو في بلQQده فيQQرى الكعبQQة، أو ي�ك�ش�QQف لQQه عQQن عQQددQا عن الغيب الذي ل وصول إليه بطريق العادة..» أهvالدنانير، أو ي�ك�ش�ف له أيض

].23-22[المعاني الرقية ص ويبدو من هQQذا المثQل مQQن تفسQQير المQQام الجعفQQريu للقQQرآن الكريQم اهتمQQامه بمخاطبQQة العقQQل، وإيضQQاح المعنQQى عQQن طريQQق اسQQتعمال التصQQوير والتعQQبير بالمحس�ات عن المعقولت، فوض�ح معنى «الغيب» بصورة تريح العقل وتقنعه

عن طريق ض�ر�ب المثل، واستخدام التنظير. وبدهيu أن مQQن يتصQQدى لتفسQQير القQQرآن لبQQدu لQQه مQQن اللمQQام بعلQQوم العربيQQة ومعرفة دقائقها من نحو وصرف، وفقه باللغة، ومعرفة القQQراءات وأسQQرارها. وقد تحق ذلك كله للمام الجعفريu- رضي ا عنه- فنراه فQQي تفسQQيره ليQQات القرآن الكريم يستعين بكل علومه ومعارفه، فيشرح معاني المفQQردات، وي�ب�ي�QQنv يقول عند تفسير قلQه تعQالى: (و�ات�خ�QQذ�وا م�QQن� م�ق�QQام� وجوه القراءات، فنراه مثل

):125إ�ب�ر�اه�يم� م�ص�لuىv) (البقرة: من الية «وقرئ بفتح الخاء- في قراءة- ومعناها أن المم السابقة كQQانت تصQQلي فيQQه، وش�ر�ع ما قبلنا ش�ر�ع¨ لنا، ما لم يرد ناسخ، ومعنى قراءة الكسر: أي ص�ل�وا� فيه...

].2/12»[درس الجمعة

50

Page 51: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

كما كان يلفت القارئ إلى الحروف المقطعة في أوائل السور: ومن ذلك قوله فQQي تفسQQير أول سQQورة «طQQه»: «اختلQQف العلمQQاء فQQي معنQQى «طQQه» قQQال السيوطي: ا أعلم بمراده منها، وكQQذلك قQQال فQQي جميQQع الحQQرف المقطعQQة

الخرى التي ب�دئت بها سور من القرآن الكريم. وجماعة قالوا: بطه» منادى محذوف منه ياء النداء، والمعنى يا طQQه مQQا أنزلنQQا عليك القرآن ل�ت�ش�قى، وكذلك «يس» معناه: يا يس إنك لمن المرسلين، وهQQذه من أسماء النبيu- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم-. وجماعQQة قQQالوا: «طQQه» طQQاء،

وهاء، من الحرف المقطعة. وجماعة قالوا: كل حرف يدلu على اسم من أسمائه- تعالى- فمعنى: «طاء»:

طاهر، ومعنى «هاء»: هادي. وجماعة قالوا: «طه» اسم للسورة فQQالمعنى: هQQذه سQQورة «طQQه». وجماعQQة قالوا: هذا فعل أمر معناه: طأها، أي: د�س� الرض بقQQدمك؛ لن النQQبيu- صQQلى ا عليه وآله وسلم- كان يقوم الليل كله، وإذا أدركه التعQQب كQQان يرفQQع قQQدمه عن الرض حتى يريحها. وبعضهم قال «طه»: جاءت فQQي أول السQQورة تنبيهQQvا للمستمعين أي: انتبهوا جاءكم كلم غريب؛ لن العQQرب لQQم تكQQن تعQQرف كلمQQة «طQه» و«يQس» ونحوهمQا: آيQات وأدلQة علQى أن القQرآن ليQQس مخلوقQQvا مQن المخلوقات، وإنما هو كلم ا تعالى، وأيضvا فإن معناه: القرآن من�QQي، وليQQس من محمد- صلى ا عليه وآله وسلم- والنبيu- صلى ا عليه وآله وسQQلم- لQQم يQQأت فQQي بدايQQة أي حQQديث مQQن الحQQاديث بمثQQل «ق» أو «ن» أو «طQQه» أو «يس»... وهكذا. فهذه خلصة القوال في تفسيره قوله تعالى «طQQه» وا-

تعالى- أعلم بالصواب منها». انتهى كلم الجعفريu رضي ا عنه. هو دليQل واضQQح علQى فيQض علمQه، وقQوة حفظQه، وح�س�Qن عرضQه، وبلغQQة أسلوبه، فلو قرأت عددvا كبيرvا مQQن كتQQب التفسQQير فQQي بيQQان معنQQى «طQQه» لمQQا استطعت أن تخرج بهذه الحصيلة الوافرة من الراء والتفسQQيرات، وقQQد أضQQاف إليها المام الجعفريu- رضي ا عنه- من ش�QQر�حه وتعليلQQه، واسQQتنبط هQQو مQQن

51

Page 52: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فهمه الدقيق، وفكره المتuقد ما جعQQل القQQارئ يخQQرج شQQبعان ر�ي�QQان مQQن هQQذهالمائدة الحافلة بأطايب الثمار.

وإذا عرفت أيها القارئ الكريQQم أن هQQذا التفسQQير السQQابق للحQQرف المقطعQQة، وأكثر تفسير الجعفريu للقرآن الكريم كQQان يلقيQQه مشQQافهة فQQي درسQQه العQQامر بالزهر الشريف، ولم يكتبه بنفسه فQQي كتQQاب مسQQتقل، ولكنQQه فيQQض الخQQاطر ووحي القريحة، وإلهام ا تعالى لسيدي صالح التقيu من فيض (و�ع�ل�م�ن�اه� م�ن�

)- لو عرفت ذلك فانظر أيu عال�م قد تشر�ف بQQه65ل�د�ن�ا ع�ل�ما) (الكهف: من الية هذا العصر، وأيu كنز ثمين قد انتفع به معاصروه! ولنه- رضQQي ا عنQQه- كQQان يخاطب بتفسيره الحاضرين، كان ينتقل بهم مQQن فQQنu إلQQى فQQنu، ويجيQQب علQQى مختلف السئلة في أثناء تفسيره، كان حريصvا على إفQQادة مسQQتمعيه باسQQتنباط

الحكام الفقهية من اليات التي يفسرها، ومن أمثلة ذلك: إجابته على سؤال و�ج�ه إليه حول الدليل على أن حيQQاة النQQبي- صQQلى ا عليQQه وآله وسلم- بعد الموت تزيد على حياة الشQQهداء فقQQال: «الQQدليل قQQوله تعQQالى

أ�ن� ت�ن�ك�ح�QQوا أ�ز�و�اج�QQه� م�QQن� ب�ع�QQد�ه� أ�ب�QQدا) (و�م�ا ك�ان� ل�ك�QQم� أ�ن� ت�QQؤ�ذ�وا ر�س�QQول� الل�QQه� و�ل ) فتحريم تزويج نسائه- صلى ا عليه وآله وسلم- بعQQد53(الحزاب: من الية

موته، وإباحة تزويج نساء الشهداء دليل ظاهر على أن حياته- صQQلى ا عليQQه وآله وسلم- أرقى من حياة الشQQهداء، وقQQد منQQع الشQQرع زواج المQQرأة إذا غQQاب عنها زوجها حي§ا حتى يتبين المQQر، وأبQQاح تزويQQج جميQQع م�QQن� مQQات أزواجهQQنu إذا انقضت عدتهن، إذا علمت كلمي هذا فاعلم أنه- صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- أحياه ا بعد الموت كما كان- صلى ا عليه وآله وسلم- ولغيرته على نسQQائه

].164-163حر�م ا تزويجهنu على الغير» [المنتقى النفيس ص ومعلوم لدى علماء التفسير أن الحديث هQQو مQQن أهQQم مصQQادر تفسQQير القQQرآن الكريم، بل إن بعض المفس�رين اقتصر في تفسيره على الحQQاديث، ورواياتهQQا

المختلفة كابن كثير. وعلى أية حال فإن التفسير بالحديث هو المنهج الغQQالب عنQQد كبQQار المفس�QQرين

52

Page 53: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

كQQابن جريQQر الطQQبري، والسQQيوطي فQQي الQQدرu المنثQQور وغيرهمQQا كQQثير. والمQQام الجعفريu- رضي ا عنه- له باع طويل في ميدان التفسQQير بالحQQديث، بQQل إنQQه استنبط من التفسير بالحديث فوائد جليلة لم يصل إليها غيره ممQQن سQQبقه مQQن

:uالمفس�رين، وإليك أيها القارئ الكريم هذا المثال من تفسير المام الجعفري قيQQل: ص�QQل�ب الرجQQل)7«قال تعالى: (ي�خ�ر�ج� م�ن� ب�ي�ن� الص�ل�ب� و�الت�ر�ائ�ب�) (الطارق:

وترائب المرأة، وفي الحديث «ومن أين يكون الشQQبه؟» [رواه البخQQاري]، قQQال ذلك- صلى ا عليه وآله وسلم- لم المؤمنين عائشQQة- رضQQي ا عنهQQا- حيQQن أنكرت ماء المرأة، ثم أثبت- صلى ا عليه وآله وسلم- أن الجنين يتخل�QQق مQQن ماء أمه وأبيه، ولذا تارة يشبه أباه، وتارة يشبه مه، فيكون الحديث هذا موافقvا

لتفسير الية الذي ذكرته لك آنفvا. وقد ذكر الشيخ محمد عبده- رحمه ا- هذا التفسير الQQذي سQQبقه إليQQه غيQQره،

غيره بالحديث الذي ذكرتQQه، وذلQQك مQQن ف�ض�QQل ا علQQيu فلQQه ولم ي�د�ل�ل هو ول ، وهQQذا التصQQال الجسQQماني هQو الQQذي يتسQQبب بQه عطQQفالحمد، ولQQه الشQكر

الوالدين على الذرuي، وعطف الذرuية على الوالدين، ولول ذلك ما حصل عطف،� أ�مuه» [المنتقى النفيس ص ].119ولذلك فإن اللقيط ل عاطف عليه إل

كما أن المام الجعفريu- رضي ا عنه- حريصvا في تفسيره على البتعاد عQQن السرائيليات المدسوسة على كتب التفسير، وكان يدحضها وي�ب�ي�ن أوجQQه الكQQذب والتلفيق فيها، مQQع تنQQبيه السQQامعين- والقQQارئين- إلQQى وجQQوب مراعQQاة عصQQمة النبياء، ومراعاة الدب معهم في ذكر قصصهم وتفسير ما ورد من القرآن في

حقهم.v على هذا المنهج ما قQQاله فQQي أثنQQاء تفسQQيره لليQQة (و�ه�QQل� أ�ت�QQاك� ن�ب�QQأ� نأخذ مثال

:uر�اب�) (صQQو�ر�وا ال�م�ح�QQال21ال�خ�ص�م� إ�ذ� ت�س�QQورة «ص» قQQن صQQدها مQQا بعQQوم ( رضي ا عنه:

«قال العلماء: النبياء معصومون من الصغائر قبل النبوة وبعدها. وقيQQل: هQم معصومون بعد النبوة ل قبلها، فعلى هذا القول إذا نظرنا إلى القول بأن إخوة

53

Page 54: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

يوسف كانوا أنبياء، فإنهم قبل نبوتهم كانوا غير معصQQومين ففعلQQوا مQQا فعلQQوا،وعندما أصبحوا أنبياء تابوا إلى ربهم.

أما الرسل فإنهم معصومون قبل النبوة وبعدها، أم�ا الرسQQول- صQQلى ا عليQQهوآله وسلم- فمعصوم قبل النبوة وبعدها من كل شيء يشين.

ومن أراد التفسير فعليQه بتفسQير الشQيخ الص�QQاوي فQQي أربعQة أجQزاء، وتفسQQيرالحافظ ابن كثير.

أم�ا ما ذكر من أن داود- عليه السلم- كانت عنده تسع وتسعون زوجة، وكQQانت عند جاره زوجة... الخ القصة فإن ذلQك مQQن السQQرائيليات... » [درس الجمعQة

2/58.[ وعندما كان يقرأ في أحد دروسه عبارة وردت في تفسير الجلليQQن عنQQد قQQوله

)24تعالى (و�ل�ق�د� ه�م�ت� ب�ه� و�ه�م� ب�ه�ا ل�و�ل أ�ن� ر�أى ب�ر�ه�ان� ر�ب�ه�) (يوسف: من الية:uأن معنى ذلك: لول أن رأى برهان ربه لجامعها- قال الجعفري

«ليس هكذا تفسير كلم ربu العالمين، ول يليق ذلك بعصمة النبياء، ويوسQQف ) يعنQQي:6نبيu ورسول. قال تعالى: (و�ك�ذ�ل�ك� ي�ج�ت�ب�يك� ر�ب�QQك�) (يوسQQف: مQQن اليQQة

�ح�اد�يث� و�ي�ت�م� ن�ع�م�ت�QQه� ع�ل�ي�QQك�) (يوسQQف: مQQن يصطفيك ربك (و�ي�ع�ل�م�ك� م�ن� ت�أ�و�يل� ال ) بالنبوة والرسالة (ك�م�ا أ�ت�م�ه�ا ع�ل�QQى أ�ب�و�ي�QQك� م�QQن� ق�ب�QQل� إ�ب�ر�اه�يQQم� و�إ�س�QQح�اق�)6الية

v، وإبراهيم جده، أي جQQد6u(يوسف: من الية ) وإسحاق جده، وكان نبي§ا ورسولv، فتمام النعمة بالقياس على تمام نعمة أجداده، يعني والده، وكان نبيvا ورسول الرسالة، والنبوة ثابتة للرسل عليهم الصلة والسلم وهم معصومون بإجمQQاع،

صفته؟ فكيف يكون معصومvا م�ن� هذه هل يليق أن ننسب إلى يوسف أن يقصد الجماع- وهو حرام- لول أن ي�م�ث�ل لQQه والده فيضربه على صدره فتخرج شهوته، وهQذا متحقQQق فQQي أقQلu واحQQد مQن المؤمنين لو رأى أباه وكQQان قQQد ه�QQم� بQQأيu ف�ع�QQل لمتنQQع عنQQه؟!... [مQQن دروس

المام الجعفريu تحت الطبع]. ثQQم ي�ب�ي�QQن المQQام الجعفQQري�- رضQQي ا عنQQه- الس�QQر� وراء هQQذه السQQرائيليات

54

Page 55: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

المدسوسة فيقول: «وكم من علم مدسوس على العلماء، والمقصQQود منQQه التشQQكيك فQQي العلQQم، وص�ر�ف الذهان عن احترام النبياء، ول تخفQQى مQQا تحQQت ذلQQك مQQن الغQQراض الدنيئة وهي دعوى إلحاد وتشكيك؛ لن الشك في عصمة النبيQQاء يشQQكك فQQي أقدارهم وصدقهم، والتشكك في عصمة الرسل يشQQكك فQQي رسQQالتهم وأنهQQا من عند ا تعالى، فل يليق إطلقvا أن نؤول كلم ا ونصرفه تصQQريفvا يخQQرج

عن علم التوحيد الذي جاء به القرآن والسنة... ». ثم شرع المام الجعفري- رضي ا عنه- يفس�QQر اليQة، ويزيQل اللبQQس، ويرفQع

الش�ب�ه عنها- فيقول: ) علQQى ظQQاهره؛ لن24«وقوله تعالى: (و�ل�ق�د� ه�م�QQت� ب�QQه�) (يوسQQف: مQQن اليQQة

التأويل لهذا المعنى يؤيده ما قبله بمعنى: أن� «زليخا» هم�ت� به قاصQQدة ح�م�لQQه�ب�Qو�اب� و�ق�QQال�ت� على مواقعتها؛ لن القرآن شهد لهذا المعنQى بقQوله: (و�غ�ل�ق�QQت� ال

) يعنQQي: هيئت� لQQك أي: تزينQQت لQQك، وأصQQبحت23ه�ي�ت� ل�ك�) (يوسف: مQQن اليQQة).23مستعدة لنيل المراد. (ق�ال� م�ع�اذ� الل�ه�) (يوسف: من الية

) ليQQس24وقوله تعالى (و�ه�م� ب�ه�ا ل�و�ل أ�ن� ر�أى ب�ر�ه�ان� ر�ب�ه�) (يوسف: مQQن اليQQةعلى ظاهره؛ لن صرف المعنى على الظاهر في هذه المرة ل يؤيده الدليل.

وفي هذه الية تقديم وتأخير وحذف أي: هناك جملة مقدمة، وجملة مQQؤخرة، وبينهم كلم محذوف ي�ف�ه�م� بدقة النظر في كتاب ا تعالى، وتدب�ره على ضQQوء بلغة القرآن العربي ببركة النبيu العربي- صلى ا عليه وآله وسلم- وتفصQQيل ذلك أن ا تعالى يقول: (و�ه�م� ب�ه�ا ل�و�ل أ�ن� ر�أى ب�ر�ه�ان� ر�ب�ه�) يعني: لول أن رأىv بعصQQمة برهان ربه كان قد ه�م� بها كما هم�ت� به، ولكنه لما كQQان نبيQQvا ورسQQول النبياء والرسل، ونحن قد أوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هQQذا وهQQم ل يشQQعرون، وم�ن� بين ما أوحينا إليه كQQل مQQا سQQيحدث عنQQد «زليخQQا» ومQQا بعQQده مQQن بQQاقي القصة، لم�ا كان يوسف كذلك لم ي�ه�م� بها، ولم تراوده نفسه لحظة واحدة فQQي معصية ا تعالى- وجواب «لول» ليس هو «ل�ج�ام�ع�ه�ا» كمQا جQQاء فQي تفسQير

55

Page 56: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الجللين، ولكن جواب «لول» ظهر لنا بذلك أنQQه «ل�م�QQم� بهQQا» وفQQرق كQQبير بيQQنالجوابين:

فالله تعالى نفى عنه الهم� نفسه، ون�ف�ى الهمu فيه ن�ف�ي ق�ص�د الجمQQاع، والجمQQاع تمQQام الق�ص�QQد، وهQو نتيجQQة لQQه، ون�ف�QQي المقدمQQة ينفQQي بالضQQرورة نتيجQة هQQذه المقدمة، وهذا ما يليق بعصمة النبياء، ويوافق كلم ا تعالى- في حيQQن أن إثبات الهمu، وتقدير جواب لول «لجامعها» فيه عدم لياقة لمقام النبياء وهو ما يخالف علم التوحيد الذي يثبت للنبياء والمرسلين العصمة، والفطانة، والمانة، التبليغ ون�ف�ي إحدى هذه الص�ف�ات نقص في حق� المرسلين- عليهم وعلQQى نبينQQا

.uالصلة والسلم... » انتهى كلم المام الجعفري وهو بما قدمه من علم غزير واستنباط دقيQQق، وف�ه�Qم لسQQرار التعQQبير ودقQQائق اللغة، وما و�هب من علم لدنيu جعله يصل إلى ذلك التفسQQير الQQذي لQQم ي�س�QQب�ق�

إلى مثله، مما ي�ض�ع�ه� في مصاف كبار المفسرين في عصره. والمام الجعفريu صوفيu ق�ل�بQQvا وقالبQQvا، يحمQQل روح الصQQوفيu فQQي سQQائر كلمQQهv يفس�QQر فكثيرvا ما نجده يفسر بعض اليQQات تفسQQيرvا صQQوفيvا إشQQاريvا، فنQQراه مثل

كلمة «نفس» فيقول: «نفس¨: أولها نون متحركة، وآخرها نون ساكنة، فحركتها اضطرابvا قبل ذكرهQQا،وسكونها طمأنينتها بعد ذكر ا (أ�ل ب�ذ�ك�ر� الل�ه� ت�ط�م�ئ�ن� ال�ق�ل�وب�) (الرعد: من اليQQة

)، وتارة تكون مع الشQQيطان، فتكQQون نونهQQا نفورهQQا، والفQQاء: فرارهQQا مQQن28 )51-50الحق إلى الباطل (ك�أ�ن�ه�م� ح�م�ر¨ م�س�ت�ن�ف�ر�ة¨. ف�ر�ت� م�QQن� ق�س�QQو�ر�ةs) (المQQدثر:

)،96والس�ين: تسويلها لصاحبها (و�ك�ذ�ل�ك� س�QQو�ل�ت� ل�QQي ن�ف�س�QQي) (طQQQه: مQQن اليQQة).8(أ�ف�م�ن� ز�ي�ن� ل�ه� س�وء� ع�م�ل�ه� ف�ر�آه� ح�س�نا) (فاطر: من الية

وإذا كانت مع ا تعالى- ف�ن�ون�ه�ا: نور¨ يلوح لها عند ذكر ربها (ف�ه�و� ع�ل�ى ن�QQورs م�QQن� )، والفQQاء: فتQQح ا لهQQا بعQQد نصQQرها علQQى شQQيطانها22ر�ب�ه�) (الزمر: من اليQQة

)، والسQQين: س�QQب�ل ا13وهواها (ن�ص�ر¨ م�ن� الل�ه� و�ف�ت�ح¨ ق�ر�يب¨) (الصف: من الية )،69الموصلة إليه (و�ال�ذ�ين� ج�اه�د�وا ف�ين�ا ل�ن�ه�د�ي�ن�ه�م� س�QQب�ل�ن�ا) (العنكبQQوت: مQQن اليQQة

56

Page 57: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ويحتمل أن تكون النون إشارة إلى النصر، فيكQQون بعQQد نصQQر ا تعQQالى يQQأتي)... ».1فتحه (إ�ذ�ا ج�اء� ن�ص�ر� الل�ه� و�ال�ف�ت�ح�) (النصر:

ومن هذا المشرب الصوفي تفجرت ينابيع المعاني، فكثيرvا ما نجده يشرع فQQي بمعنى، ثم يشرحها بآخر، ثم بآخر، ثم بآخر،... وهكذا... وهQQذا يQQدل�تفسير آية

دللة واضحة على إمداد ا تعالى وعنايته، ومن ذلك ما قاله في تفسير قQQوله):3تعالى (و�ال�ذ�ي ق�د�ر� ف�ه�د�ى) (العلى:

«من بحر جواهر معانيها: والذي قدر لك فQQي الزل أن تكQQون م�س�QQل�مvا، فهQQداك إلى السلم، وهذه نعمة من أعظم الن�عم وأجلuها- قQQال سQيدنا علQQيu كQQرم ا وجهه ورضي ا عنه- «فلك الحمد على ما جعلتني من أمة محمد- صQQلى ا عليه وآله وسلم- وهو أفضل النبيي�ن دعوة، وأفضلهم شفاعة، وأقربهم منزلQQة»

أي: ق�د�ر�ت� لي ذلك ثم هديتني إليه. والذي قد�ر لك العلم، فهداك على طلبه وتحصيله حتى ص�ر�ت� عالمvا، والذي قد�ر لك الولية، فهداك إلى منشورها- وهو الذكر- وهو الذي قد�ر لك شQQيخvا عارفQQvا يرشدك، فهداك غليه، والذي قد�ر لك التجارة، فQQأ�ل�ه�م قلبQQك ح�ب�هQQا وهQQداك إليهQQا حتى صرت تاجرvا، والذي قدر� فلنة زوجة لك، فهداك إليها فتزوجت بها، فولدت لك ما شاء ا أن تلد، والذي قد�ر لك المصيبة وأ�ل�ه�م�ك الصبر وهداك إليه، ل�ت�ن�ال

صلوات من ربك ورحمة وهداية. والذي قد�ر لك الحج، فهداك إلى السفر في العالم الذي أج�ل�ه� لك، والQQذي قQQد�ر لك الصلوات فهداك إليها، والذي قد�ر لك المكان الذي تصل�ي فيه وهQQداك إليQQه، والذي قد�ر لك الصوم وهQQداك إليQQه، فصQQمت فQQي العQQوام الQQتي شQQاءها لQQك، والماكن التي أرادها لك، والذي قد�ر لك المعصQQية، فهQQداك إلQQى التوبQQة، ف�ت�ب�QQت�

ل�ت�ن�ال� مغفرته. والذي قد�ر لك التخل�ي، فهداك إلى الب�ع�د عن الشهوات والضللت، والQQذي قQQدuر لك الحسان، فهداك إلى النفاق مما أعطQQاك ا مQQن العلQQم والمQQال، والQQذي قد�ر لك المرض فهداك إلى الدواء فتداويت وشفيت، لتعالج مQQا أنQQزل مQQن داء

57

Page 58: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

بما أ�ن�ز�ل من دواء. والذي قد�ر لك الوصل، فهداك إلى الداب اللزمة، والذي أشعل في قلبك س�ر�ج الحب اللهي والحبu المحمديu، فهداك إلى زي�ت تسQQريجها، والQQذي قQQد�ر وجQQود

).35النور فهدى روحك إليه (ي�ه�د�ي الل�ه� ل�ن�ور�ه� م�ن� ي�ش�اء�) (النور: من الية والذي قد�ر فتح مسامع القلوب بمفاتيح أسرار الغيوب، فهداك إليها. والذي قد�ر لروحك إل�ه�ام م�ع�ر�ف�ة «كان ا ول شيء معه وهو الن علQQى مQQا عليQQه كQQان» [أثر شطره الول من حديث في البخاري وشطره الثاني من روايQQة الصQQوفية]،(sانQQا ف�QQن� ع�ل�ي�ه�QQل� م�QQك�) رQQاحل بحQQى سQQالوقوف علQQك بQQة ذلQQفهداك على معرف

). ليدرك الموصوف لحQQق وصQQفه سQQابقه والQQذي قQQد�ر لQQك غايQQة26(الرحمن: المشاهدة، فهداك إلى الغ�ي�بة فيها عن مشاهدة ما سوى المشهود والذي قQQد�ر لك شراب كؤوس حلوة مناجاته، فهداك إلى القيام بالسحار، والذي قQQد�ر لQQك تنز�ل�ت غيوث أسرار معارف جواهر آياته، فقد�ر لك التدبير فيهQQا؛ لتتعQQرض إلQQى وابل غيثها. والذي قد�ر لك التغذ�ي من معاني موائد بركات سور كتQQابه، فهQQداك إلى الدخول في سور مQQوائد سQQوره وكلمQQQاته،والذي قQQد�ر للمعQQاني أن تكQQون مختلفة الذواق والمرامي، فهداك إلQQى تمييQQز غQQرائب بQQدائع أسQQرارها. والQQذي وعدك بالدخول في حضرة سلطان حضراته، فهداك إلى كثرة الصلة والسلم

عليه؛ لتكون من أهل بركاته ونفحاته. والذي قد�ر لك الفيض من جلل قهر جبروته، فهداك إلى البتهال لتنزل ألطافه

وب�س�طه وعناياته. والذي قد�ر لك الدخول فيما ل ع�ي�ن¨ رأت، ول أ�ذ�ن سمعت، ول خطر علQQى ق�ل�QQب ب�ش�ر، فهداك إلى معرفة ما لم تكن تعرف، وعلم ما لم تكن تعلم وسQQماع مQQا

لم تكن تسمع على بساط قربه وأ�ن�سه في حظيرة مناجاته وقدسه. والذي فتح باب الخيرات والبركQQات، فهQQداك إلQQى اغتنامهQQا، والQQذي قQQد�ر للرواح الشوق حتى ك�اد�ت� أن تطير من عالم أجسQQادها، فهQQداها إلQQى الصQQبر (و�اص�QQب�ر� ن�ف�س�ك� م�ع� ال�ذ�ين� ي�د�ع�ون� ر�ب�ه�م� ب�ال�غ�د�اة� و�ال�ع�ش�ي� ي�ر�يQQد�ون� و�ج�ه�QQه�) (الكهQQف: مQQن

58

Page 59: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

).28الية والذي قد�ر لهم الغرق في بحQQر الحQQبu اللهQQي، فهQQداهم إلQQى التمسQQك بQQأنوار الشرع المحمديu، فحملهم علQQى سQQفينة النجQQاة، وهQQي تجQQري بهQQم فQQي بحQQر حقائق دقائق «إذا تقر� إلي� العبد� شبرvا تقربQQت� إليQه ذراعQvا» [المنتقQى النفيQQس

].142-140ص انتهى هذا الفيض الجعفريu من مدد معاني الية (و�ال�QQذ�ي ق�QQد�ر ف�ه�QQد�ى). وهQQذا انفس الطويل الطاهر، والعلم الربQQاني الموهQQوب كQQان امتQQدادvا لشQQعاع أنQQوار إشراقات تجليات علوم شيخه السيد أحمد بن إدريس- رضي ا عنه- فقد كان

]:140، 139كما يروي عنه المام الجعفريu [المنتقى النفيس ص ي�ف�س�ر الية الواحدة ويطيل ويبدع ويجدد في تفسيرها الس�اعات بل اليام! نعم يروي عنه أنه جعل ي�ف�س�ر قول ا- تعالى-: (ت�ب�QQار�ك� ال�QQذ�ي ج�ع�Qل� ف�QQي الس�QQم�اء�

). فظل� يفسرها طيلة ثلثة61ب�ر�وجا و�ج�ع�ل� ف�يه�ا س�ر�اجا و�ق�م�را م�ن�يرا) (الفرقان: أيام كل يQQوم يضQQيف وي�جQQد�د ويبQدع- وا سQبحانه وتعQالى- يقQQول فQQي كتQابه العزيز: (ق�ل� إ�ن� ال�ف�ض�ل� ب�ي�د� الل�ه� ي�ؤ�ت�يه� م�ن� ي�ش�اء� و�الل�ه� و�اس�ع¨ ع�ل�يQQم¨) (آل عمQQران:

).73من اليةدرس الجمعQة:

ذكرنا فيما سبق أن أكثر ما تركه المام الجعفQQريu مQن التفسQQير كQان يبث�Qه فQQي د�ر�سه العامر الذي كان يلقيه كل يوم جمعQQة بQالزهر الشQQريف، وقQد يس�Qر ا تعالى الطريق إلى ن�ش�ر هQQذه الQQدروس بعQQد جم�عهQQا ممQQا سQQجuل مQQن دروس الشيخ، ومما دو�نه أبناؤه الذين سعدوا بالحضور في درسه المبارك، وقQد ق�QQد�م له بمقدمة وافية عن درس الجمعة وأهم ملمح م�ن�هج المام الجعفريu- رضي

ا عنه- فيه [ي�ر�اجع مقدمة الجزء الول من درس الجمعة]. ولقد كان المام الجعفريu- في معظم دروسه- يبدأ باليات التي يريد تفسيرها ثم يبدأ في شرح المراد منها، مستفيدvا مQQن علQQومه ومعQQارفه ومQQواهبه، فكQQان يقف بالس�امعين على دلل الحرف وأسرار التركيب اللفظي والج�م�ل�ي في الية، ويلفت النظار إلى بلغة القرآن، مع التعريQQج علQQى سQQائر العلQQوم الQQتي تخQQدم

59

Page 60: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

تفسير القرآن الكريم مثQQل المنطQQق والفلسQQفة وعلQQم الحQQديث وعلQQم التوحيQQد والسيرة والتاريخ السلمي، كما كان كثير الوقQQوف عنQQد مسQQائل علQQم التوحيQQد الم�تعل�قQQة بالتفسQQير نحQQو عصQQمة النبيQQاء، أو الكلم علQQى صQQفات ا تعQQالى

وأسمائه وغير ذلك. فكانت علوم اللغة، وعلوم السQQلم تتلقQQى جميعهQQا لتصQQب فQQي بحQQر العلQQوم

.uالجامع في درس المام الجعفري وهكذا كانت حلقات درس الشيخ- رضQQي ا عنQQه- حافلQQة بالسQQرار والنQQوار، جامعة لسائر أنواع المعارف والعلQQوم، كمQQا كQQان الشQQيخ ي�ر�ب�QQي أرواح مريQQديه، ويتفقد أحوالهم، فكان ي�ش�ير� إلى أهم المشكلت الجتماعية الQQتي تحQQدث فQQي المجتمع، فكان يرشد تلميذه إلى العلج الشافي والQQدواء النQQاجع، وكQQان مQQن§ لمشكلته إم�ا بالتلميح، وما بالتصريح، وكان يجيب يحر درسه يجد في كلمه ح�لv، ول يسQQفه رأي على مختلف السئلة بصبر وأناة، وسQQعة صQQدر ل يعنQQف سQQائل أحد مهما كان. كما كان المام الجعفريu- رضي ا عنQQه- يخQQاطب السQQامعين بما يناسب ف�ه�م�ه�م� ومسQQتوى إدراكهQQم، ويوصQQل العلQQم إلQQى عقQQولهم وقلQQوبهم بأسQQلوب س�QQه�ل بسQQيط م�حب�QQب إلQQى القلQQوب، ممQQتزج بQQالطرائف والنQQوادر الQQتي

تجذبهم وترو�ح عنهم وتدفع عن عقولهم الكآبة والملل. وقد شهد دروسه كثير من العلماء الذين شهدوا له بالعلم والفقQQه، وحسQQبنا مQQا ذكره أحد هؤلء العلماء المحققين وهو الستاذ الدكتور محمد رجQQب الQQبيومي أستاذ الدب والبلغة بجامعة الزهر و�م�م�ا قاله: «نعم ! كان الناس مع الشQQيخ في تواجد وانجذاب، فقد أوسع لهم من نفسه ما لم يجدوه لدى سواه، ويجيئه المصاب في ولده باكيvا متفجعvا ويظن أن السماوات قد انطبقQQت علQQى الرض ل�ف�ق�د حبيبه، فيبتسم الشيخ في هدوء، ويقQQول لQQه: أب�ش�QQر� يQQا ب�ن�QQي� فQQإن ا قQQد اختارك لبتلئه، والكرام م�ر�زءون، إن رسول ا- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم- وهو أحبu خ�ل�ق ا إليه جميعvا قد ا�بتلي ب�ف�ق�د أولده في حياته ما عدا فاطمQQة وما كان ا ليبتليه بذلك إل وهو يدuخر له أعظم المثوبة فQQي جنQQuات الرضQQوان،

60

Page 61: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ويجيئه المحزون لمعصQQية ارتكبهQQا، في�س�QQرu إليQQه بخطئه، يقQQول لQQه الشQQيخ: ق�QQم� واغتسل، وقصu شعرك وأظافرك، وع�د� وسأخبرك. فإذا أتم� المQQذنب مQQا أشQQار به عليه، خف� إلى الشيخ فتهل�ل للقائه،وقQQQال لQQه: أب�ش�QQر� هQQذه توبQQة لQQن تكQQون مقبولة لدى ا إذا عدت إلى فعلتك السابقة، هاأنت ذا قد نزعت كQQل أثQQر فQQي جسمك للمعصية، حين تطهرت وحلقت ونظفت، لقد و�لدت من جديد، وسيعفو

ا عم�ا سلف، وإياك ثم إياك، ثم يقرأ قول ا: (و�ال�ذ�ين� إ�ذ�ا ف�ع�ل�وا ف�اح�ش�ةv أ�و� ظ�ل�م�وا أ�ن�ف�س�QQه�م� ذ�ك�QQر�وا الل�QQه� ف�اس�QQت�غ�ف�ر�وا ل�QQذ�ن�وب�ه�م�� الل�QQه� و�ل�QQم� ي�ص�QQر�وا ع�ل�QQى م�QQا ف�ع�ل�QQوا و�ه�QQم� ي�ع�ل�م�QQون�. أ�ول�ئ�ك� و�م�ن� ي�غ�ف�ر� الذ�ن�وب� إ�ل�ن�ه�QQار� خ�ال�QQد�ين� ف�يه�QQا و�ن�ع�QQم� ج�ز�اؤ�ه�م� م�غ�ف�ر�ة¨ م�ن� ر�ب�ه�م� و�ج�ن�ات¨ ت�ج�ر�ي م�ن� ت�ح�ت�ه�ا ال

).136-135أ�ج�ر� ال�ع�ام�ل�ين�) (آل عمران: فيستمع المذهب مستبشQQرvا، ويخQQرج عازمQQvا علQQى الطاعQQة، نادمQQvا علQQى الزل�QQة، وخيال الشيخ الكبير في خاطره، يراوحه ويغاديه، فهو يعتقد أن الشيخ م�و�ضQQع

].127س�ر�ه، وأنه سنده في النائبات... [رسالة المسجد ص ثم يصف الستاذ الدكتور محمد رجب البيومي السQQتاذ بجامعQQة الزهQQر منهجQQه في الدرس فيقول: «... فكم من مسائل شائكة تتعلQQق بالسياسQQة المتربصQQة، س�ئل عنها الشيخ صالح في حلقت الدرس، حين ع�ذ�ب المجاهدون فQQي سQQبيل ا، وتقاذفتهم المنافي السحيقة ل لشQQيء إل أن يقولQQوا: ربuنQQا ا، كQQم س�QQئ�ل الشيخ عن هؤلء المجاهدين، ومنهم تلميذه وأصدقاؤه، فصدع بكلمة الحQQق، وخلع عمامته، وتوج�ه إلى السماء رافعvا كف�ي�ه أن ينصر حماة دينه، وقQQد انتقQQل بالدروس ذات عشية لهذه المناسبة من موضوعه الصلي- وكQQان فQQي الزكQQاة- إلى تفسير قول ا عز وجل : (أ�م� ح�س�ب�ت�م� أ�ن� ت�د�خ�ل�وا ال�ج�ن�QQة� و�ل�م�QQا ي�QQأ�ت�ك�م� م�ث�QQل� ال�ذ�ين� خ�ل�و�ا م�ن� ق�ب�ل�ك�م� م�س�ت�ه�م� ال�ب�أ�س�اء� و�الض�QQر�اء� و�ز�ل�ز�ل�QQوا ح�ت�QQى ي�ق�QQول� الر�س�QQول�

).214و�ال�ذ�ين� آم�ن�وا م�ع�ه� م�ت�ى ن�ص�ر� الل�ه� أ�ل إ�ن� ن�ص�ر� الل�ه� ق�ر�يب¨) (البقرة: حيث أفاض ا على لسانه من روائع المعQQاني، ونفQQائس الحكQQم، كQQأن مQQددvا روحي§ا قد تدف�ق على لسانه، مرتفعvا من زواخر قلبه المتلطمة وكم للشيخ في

61

Page 62: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ندري م�ن� أين جQQاءت فقQQد قرأنQQا مQQا يقQQرأ ساحات درسه من وثبات وجدانية ل الناس في كتب التفسير وصحائف الحديث، ولكننا لم نر هQQذا الش�QQر�ح المتQQدفق النابض لحد من سابقيه في هذه الية الكQQبرى، وقQQد ر�زق الشQQيخ حلوة فQQي الصوت تجعل سامعه يتخيل أنه أمام موسيقى تصQQدح، ل أمQQام إنسQQان يتكلQQم، والصوت النديu إذا استلهم القلب العاطفي المتقد جاء ببدع مQQن فنQQون البيQQان، يبحث عن تأثيرها أساتذة فنu اللقQاء، فل يهتQدون إلQى أصQQولها الحقيقيQQة ذات الولQQوج الناشQQب فQQي مطQQاوي الفئدة، ولفQQائف الحشQQاء والكبQQود...» [رسQQالة

].125، 124المسجد صuريQQام الجعفQQانتهى كلم الستاذ الدكتور محمد رجب البيومي عن سبحات الم المحلقة في دروسه، وقد صو�رها بأبلغ عبارة، وأفادنا عنها أعظم إفادة بحيQQث

تستحق أن تكون م�س�ك الختام عن المام الجعفريu- الم�ف�س�ر.

الفصل الثانيمنزلة المام الجعفري في علم الحديث

لقد كانت صلة المام الجعفري بالحديث – رواية ودرايQQة – صQQلة قويQQة عميقQQة الثر لم تقتصر على مجرد تحصيل علم الحديث على يد نخبة من أكQQابر علمQQاء الزهQQر وقتهQQم كالشQQيخ حQQبيب ا الشQQنقيطي، والعلمQQة محمQQد إبراهيQQم السمالوطي وغيرهم، وإنما كان المام الجعفري- رضي ا عنه – ينظQQر إلQQى الحديث النبوي الشريف نظرة صوفية خاصة خالصQQة، فهQQو كQQان يQQراه ويفهمQQه على أنه كل النبي – صلى ا عليه وآله وسلم – فكانت محبته له محبته لقائله حQQبيب ا، وحQQبيب الملئكQQة، وحQQب النبيQQاء والمرسQQلين، وحQQبيب الوليQQاء والصالحين، وحبيب جميع المسلمين سيدنا ومولنا رسول ا – صلى ا عليه

وآله وسلم – . ويحكى لنا المام الجفعري بدايته الولى مع الحديث وروايته فيقول:- «قQQال – عليه الصلة والسلم-: - « إذا مررتم بريQQاض الجنQQة فQQارتعوا» ك ومQQا ريQQاض

الجنة يا رسول ا ؟ قال : «حلق الذكر» [رواه البيهقي].

62

Page 63: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

هذا الحديث أول ما سمعته عن شيخي العارف بالله – تعالى – السQQيد محمQQد الشريف ابن العارف بالله – تعالى – السيد عبQQد العQQالي ابQQن العQQارف بQQالله – تعالى – سيدى ومولي الشريف السيد أحمد بQQن إدريQQس – رضQQي ا تعQQالى عنهم أجمعين – قال السيد محمد الشQQريف – رضQQي ا تعQQالى عنQQه: - يؤخQQذ من هذا الحديث استحباب الجتماع على مجالس الذكر، وأن العارفين يتلذذون

]12بذكر ا – تعالى – كما يتلذذ أهل الجنQQة بنعيمهQQا [المعQQاني الرقيقQQة: ص وممQQن أجQQاز شQQيخنا الجعفQQري بروايQة الحQQديث بالسQQند السQيد محمQQد إدريQس

النوسي – قال في كتابه المنتقي النفيس:- «يقول صالح بن محمد بن العارف بالله – تعQQالى- الشQQيخ صQQالح الجعفQQري:- أروي بالجازة المباركة بالسند المتصل عن السيد محمد إدريس السنوسي عن شيخه العارف بالله – تعالى السيد- السيد أحمد بن الشQQريف السنوسQQي، عQQن شيخه العارف بالله – تعالى – السيد أحمد الريني عن شQQيخه العQQالم العلمQQة والبحر الفهامة الحافظ المحدث السيد محمد بن على السنوسQQي، عQQن شQQيخه العارف بQQاله – تعQQالى – سQQيدنا المQQام المحQQدث، الحQQافظ المفسQQر، الصQQوفي النحريQQر، والمرشQQد لطريQQق الحQQق بQQالحق، القطQQب النفيQQس، صQQاحب البيQQان والتدريس، سيدنا ومولنا السيد أحمد بQQن إدريQQس الشQQريف الحسQQني – رضQQي ا عنه – بسنده المتصل قال: وعنه – صلى ا عليه وآله وسلم – أنQQه قQQال :

] :-103[المنتقي النفيس «إنما يسلط على بني آدم ما يخافه ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يخف غيQQر ا لم يتسلط عليه أحد، وإنما وكل ابن آدم لمن رجا ابن آدم، ولو أن ابن آدم لQQم

]. 103يرج إل ا لم يكله ا إلى غيره» [المنتقي النفيس: ص والمام الجعفري- رضي ا عنه – كما تشهد بذلك مؤلفاته قد طالع في كQQثير من كتب الحديث وقرأها، وحفظ منها، وفهم واستنبط، ففي كتبه نجد إشQQارات كثيرة إلى كتب الصحاح والسQQنن، ومQQن ذلQك : صQQحيح البخQQاري [فتQQح وفيQض:

] وسنن أبي داود [فتح301 – 271 – 270] وصحيح مسلم [فتح وفيض: 199

63

Page 64: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

]،301]، والموطQأ [فتQح وفيQض: 198]، والترمQQذي [فتQح وفيQض 293وفيض: ] والمسQQتدرك للحQQاكم [فتQQح29ومسند عبد الرازق اليمني [الQQذخيرة المعجلQQة:

]،29] وشرح الكرماني على صحيح البخQQاري [الQQذخيرة المعجلQQة : 312وفيض ]،117وشرح العلمة الزرقQQاني علQQى موطQQأ المQQام مالQQك [المعQQاني الرقيقQQة:

وشرح القسطلني- رحمQQه ا – المسQQمي: المQQواهب اللدنيQQة [فتQQح وفيQQض : ] والنهاية لبن الثير263]، وشرح سنن الترمذي ابن العربي [فتح وفيض: 208

]، وحاشية السQQندي226]، مسند ابن أبي شيبة [فتح وفيض: 295[فتح وفيض: ] ، وتخريQQج الحQQافظ العراقQQي لحQQاديث267على سنن النسائي [فتح وفيض:

]، وشرح عبد ا بن أبي232 : 229إحياء علوم الدين للغزالي [فتح وفيض: ]، ومسلسQQل217جمرة الزدي الندلسي على صحيح البخQQاري [فتQQح وفيQQض:

]، وروح السنة للسيد أحمد بن إدريس [فتح122السمبلى المدني [فتح وفيض: ] ، ومجمع الزوائد للهيثمQQي [فتQح وفيQض:29، والذخيرة المعجلة 116وفيض:

240 : 244. [ وكان تعامل المام الجعفري مع الحديث يدل على فهم عميق واضح فقد كان يستفيد مQQن معQQارفه فQQي الحQQديث وعلQQومه فQQي تفسQQير القQQرآن الكريQم، فQQي

استنباط الحكام:v على ذلك ما ذكره وهو يناقش رأي الشQيخ ابQن تيميQة فQQي التوسQل نأخذ مثال ويرد على عدم اعتداده بدليل نقلي من الحديث النبQQوي الشQQريف يقQQول رضQQي ا عنه: - «اللهم ارزقنا التمسك بالكتاب والسنة وبمQQا ورد عQQن نبيQQك – صQQلى

ا عليه وآله وسلم – وجنبنا التعصب والجدل». وقد بلغني عQQن المQQام أحمQQد – رضQQي ا عنQه – أنQه قQال: العمQQل بالحQQديث الضعيف يحب إلى من آراء الرجال، وإنQQي علQQى هQQذا المQQذهب: مQQذهب أهQQل السنة- رضي ا عنهم – أبحث عن الحاديث النبوية، وأعمQQل بهQQا فQQي المQQور

التي لم ترد عن إمامنا مالك- رضي ا عنه:-v: جماعة من الناس قالوا: إن التوسل بالبي – صلى ا عليه وآله وسلم – مثل

64

Page 65: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ل يجوز، ولم يأتوا بحQديث علQى ذلQك، وقQد وجQدت أحQQاديث كQQثيرة تQدل علQى التوسل بالنبي – صلى ا عليه وآله وسلم – فعنQQدى : الحQQدب إلQQى أن أتبQQع الحديث ولو كان ضعيفا ، وأترك قول من منع، ولو أاقQم الحجQQة بالعقQل [فتQQح

].212وفيض: ص ولن الحديث علم له قواعده وأحكامه فقد كان المQQام الجعفQQري- رضQQي ا عنه – يهتم بها، وهو يحاور المجادلين في قضية التوسل وغيرها، فكان يخQQرج الحديث ويهتم بإسناده إلى مصادره، ول سQQيما إذا كQQان الموضQQوع مثQQار خلف ونقاش، عند ذلك كان المام الجعفري- رضQQي ا عنQQه – يسQQتخرج مQQن كنQQوز معارفه لليء العلم ودرره، نقرأ معا ما ذكره من مصادر لرواية حQQديث جQQاب بن عبد ا حين سأل النبي – صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم – عQQن أول شQQيء

خلقه ا تعالى فقال:-«أول ما خلق ا نور نبيك يا جابر» [أخرجه الحافظ عبد الرزاق في مسنده]. قال المQQام الجعفQQي – رضQQي ا عنQQه – وهQQو يشQQرح كلم السQQيد أحمQQد بQQن

إدريس عن نور النبي – صلى ا عليه وآله وسلم - :- «أشار – رضي ا تعالى عنه – بذلك إلى الحديث الذي أخرجQQه الحQQافظ عبQQد الرزاق في مسنده، ونقله عنه العلمة الشيخ أحمد القسQQطلني- رحمQQه ا – ونقله العلمة الشيخ النبهاني فQQي كتQQابه (النQQوار المحمديQQة)، ونقلQQه كQQثير مQQن المحدثين وأرباب السير، ونقله الفقيه العلمة الصوفي الشQQيخ أحمQQد الQQدردير- رضي ا تعالى عنه – وكذلك العلمة المحQQدث الشQQيخ ابQQن حجQQر الهيثمQQي –

].39 – 38رحمه ا تعالى » [المعاني الرقيقة : ويتجلى علمه بفقه الحديث وقدرته على السQQتفادة منQQه فQQي إثبQQات صQQحة مQQا

استدل به الصوفية على مشروعية «الخلوة» فقد قال:- «الصوفية حينما استدلوا على الخلوة بحديث الغار، وأنه سنة عنQQه – صQQلى ا عليه وآله وسلم - قالوا لهم: إن حQQديث الغQQار كQQان قبQQل الرسQQالة، والسQQنة ل

تثبت إل بعدها.

65

Page 66: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

أجاب بعض شراح البخQQاري بQQأن الخلQQوة حصQQلت منQQه – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسلم – بعد الرؤيا الصالحة التي جعلتها السQيدة عائشQة – رضQQي ا عنهQا –

من الوحي وترجم لها البخاري على أنها من الوحي، واستدلوا بقولها:- «فكان ل يرى رؤيا إلى جاءت كفلQQق الصQQبح، ثQQم حبQQب إليQQه الخلء» [صQQحيح البخاري] فالخلوة جاءته بعد الرؤيا الصالحة، فهي ناشئة عنها، والرؤيا الصالحة من الوحي، فعل النبي - – صلى ا عليه وآله وسQQلم – بعQQد الQQوحي يسQQمي

].45سنة فالخلوة سنة» [الذخيرة المعجلة: ص ويشير رضي ا عنه – إلى بعض أحكام الحQQديث كالناسQQخ والمنسQQوخ، وذلQك عندما يناقش قضية – فرعية – وهي زيارة القبور، وكان ينقل بعض الحاديث

مخرجة موثقة من مسند عبد الرزاق الصنعاني اليمني، قال:- حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن7604باب زيارة القبور في الحديث

عكرمة مولى ابن عباس – رضي ا عنهما- قال: قال رسول ا – صQQلى اعليه وآله وسلم - :

«لعن ا زوارات القبور» [رواه الترمذي]. قال المام الجعفري: هذات الحديث تقQQدم ذكQQره وشQQرحه، وإنQQي أرجQQح كلم الحافظ أبي بكر العربي في شرحه المسQQمي: العارضQQة علQQى سQQنن الحQQافظ أبي عيسى الترمذي حيث قال: هذه الجملة وهQQي «لعQQن ا زوارات القبQQور»

منسوخة بقوله – صلى ا عليه وآله وسلم - :«كنت نهيتكم عن زيارة القبول أل فزوروها» [رواه الترمذي].

قال المام الجعفQQري: هQQذا الحQQديث تقQQدم ذكQQره وشQQرحه، وإنQQي أرجQQح كلم الحافظ أبي بكر العربي في شرحه المسQQمي: العارضQQة علQQى سQQنن الحQQافظ أبي عيسى الترمذي حيث قال: هذه الجملة وهQQي «لعQQن ا زوارات القبQQور»

منسوخة بقوله – صلى ا عليه وآله وسلم - :«كنت نهيتكم عن زيارة القبول أل فزوروها» [أخرجه عبد الرازق].

وهذا الكلم أعجبني كثيرا، ومما يؤيده أن الحافظ عبد الرازق أخرجه بعد هذا

66

Page 67: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الحديث حديثا منسوخا، وهي التي: ) حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن رسول ا – صQQلى6705(الحديث

ا عليه وآله وسلم – قال:- «من زار القبور فليس منا» [أخرجه الحافظ عبQQدالرزاق].

قال الجعفري : - هذا الحديث منسوخ كما علمت كالسابق قبلQQه، ومQQا رأيتQQه إل في هذا الكتاب، عن التابعي وهو قتادة، وأما الحديث الول فقد روي مرفوعا

]. كلم الجعفQQري ويبQQدو مQQن خلل273في سنن الترمذي [فتQQح وفيQQض: ص عرض منهج المام الجعفري في الستشهاد بالحديث النبوي الشريف أنه يسQQير على طريقته العامة في سQائر حيQاته وهQي: أنQه يجتهQد فQQي تحريQر المسQائل والستدلل عليها، ثم يبين أن لكل صاحب رأي وعلم اجتهاده، ول يحاول إلQQزام مخالفة رأيQه- مQQا دامQQت القضQQية تتعلQQق بQQالفروع الQQتي ل يضQQر الختلف فيهQQا

بأصول العقيدة وجذورها. يقول – رضي ا عنه: «وأما حديث توسل سQQيدنا آدم – عليQQه السQQلم بQQالنبي – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم – فقQQد أخرجQQه الحQQاكم فQQي المسQQتدرك وصQQححه، ورأي الحQQاكم أنQQه صحيح، ومن تكلم في هذات الحديث أو طعن فيه فله رأيه، واعلم أن الصQQحة ظنية، وأن الطعن ظني، كل بنى رأيه على اجتهاد ظهر لQQه، فQQاختر لنفسQQك مQQا يحلو، وإني أختار رأي الحاكم واجتهQQاده اتباعQQا وتقليQQدا لمشQQايخي- رضQQي ا

] .120عنهم - » [فتح وفيض: ص وفي موضوع آخر – وهو أولية نبوة المصطفي – صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم

– يقول الجعفري – رضي ا عنه: - «وذكر الشيخ الخازن في تفسيره أن ابن تيمية يقول:- إن حQQديث : «كنQQت نبيQQا وآدم بين الروح والجسد» [رواه أحمد والحاكم] فيQQه ضQQعف، وكQQان علQQى ابQQن تيمية أن يقول: ضعيف إسناده من هذه الرواية، وصQQحيح معنQQاه لجQQل روايQQة الترمذي، والحديث إذا جاء بسد صحيح، ثم جاء بسند ضعيف علمنا به؛ اسQQتنادا إلى الرواية الصQQحيحة، وهQQذا الحQQاديث الثلثQQة لQQم يQQرد لفظهQQا، وإنمQQا المQQراد

67

Page 68: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

معناها، وهو أنه – عليه الصلة والسلم «من زار القبول فليس منQQا» [أخرجQQهالحافظ عبد الرزاق].

قال الجعفري: - هذا الحديث منسوخ كما علمت كالسQQابق قبلQQه، ومQQا رأيتQQه إل في هQذا الكتQاب، عQQن التQQابعي وهQو قتQادة، وأمQQا الحQديث الولQQى فقQQد روي

] . كلم الجعفري ويبدو مQQن273مرفوعا في سنن الترمذي [فتح وفيض: ص خلل عرض منهج المام الجعفري في الستشهاد بالحديث النبوى الشريف أنه يسير على طريقته العامة في سائر حياته وهي: أنه يجتهد في تحرير المسائل والستدلل عليها، ثم يبين أن لكل صاحب رأي وعلم اجتهاده، ول يحاول إلQQزام مخالفة رأيQQه-ج مQQادامت القضQQية تتعلQQق بQQالفروع الQQتي ل يضQQر الختلف فيهQQا

بأصول العقيدة وجذورها. يقول – رضي ا عنه:- «وأما حديث توسQQل سQQيدنا آدم- عليQQه السQQلم – بQQالنبي صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسلم. فقد أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه، ورأي الحاكم أنQQه صQQحيح، ومن تكلم في هذا الحديث أو طعن فيه فله رأيه، واعلم أن الحصة ظنية، وأن الطعن ظني، كل بني رأيه على اجتهاد ظهر له، فاختر لنفسك مQQا يحلQQو، وإنQQي أختار رأي الحاكم واجتهاده اتباعا وتقليدا لمشايخي – رضQQي ا عنهQQم- [فتQQح

].120وفيض: ص وفي موضوع آخر- وهو أولية نبوة المصطفي – صلى ا عليه وآله وسQQلم –

يقول الجعفري- رضي ا عنه:- «وذكر الشيخ الخازن في تفسيره أن ابن تيمية يقول: - إن حديث : «كنQQت نبيQQا وآدم بين الروح والجسد» [رواه أحمد والحاكم] فيQQه ضQQعف، وكQQان علQQى ابQQن تيمية أن يقول: ضعيف إسناده من هذه الرواية، وصQQحيح معنQQاه لجQQل روايQQة الترمذي، والحديث إذا جاء بسند صحيح، ثم جاء بسند ضعيف علمنا به، إستنادا إلى الرواية الصحيحة، وهQQذه الحQQاديث الثلثQQة لQQم يQQرد لفظهQQا، وإنمQQا المQQراد معناها، وهو أنه – عليه الصلة والسلم – جعله ا – تعQQالى – نبيQQا قبQQل آدم

– 219عليه السلم» [فتح وفيض : ص ] فالصل عند المQQام الجعفQQري220

68

Page 69: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

أن النسان مهما اطلع وتبحر في سائر العلوم فإنه لم يستوعبها كلهQQا، وإن مQQا غاب عنك ربما يكQQون عنQQد غيQQرك، كمQQا أنQQه يقQQر بالفضQQل للسQQابقين، ويعQQرف للحافظين، من العلماء قدرهم، هذه هي القاعدة التي كان المQQام الجعفQQري يسير عليها في كتبه ودروسه ومناقشاته، نستمع إليه وهQQو يحQQدثنا عQQن شQQيخه العلمة محمد بخيت المطيعى – لنعرف على أي نهج كان – رضQQي ا عنQQه –

يسير : -v وجه إليه فQQي إحQQدى المجQQالت السQQلمية عQQن الحيوانQQات الQQتي «رأيت سؤال تدخل الجنة وهي: ناقة سيدنا صالح – عليه السلم – وكبش سQQيدنا إسQQماعيل – عليه السلم – ومملة سيدنا سليمان – عليه السلم – وهدهد سيدنا سليمان – عليه السلم – وبقرة بني إسرائيل، وحمQQار العزيQQز – عليQQه السQQلم – وكلQQب أهل الكهف – رضي ا عنهم – وحوت سيدنا يونس – عليه السQQلم – وبQQراق

سيدنا محمد – صلى ا عليه وآله وسلم – فأجاب رضي ا عنه:- لم أر ذلك في كتاب أبدا إل في شرح الشيخ أبي البركات الدردير رضي ا عنه

في شرحه لمعراج الحافظ نجم الدين الغيطي – رحمه ا. يقول المام الجعفري: - إن إطلع الشيخ محمQQد بخيQQت ليQQس كQQإطلع الشQQيخ

الدردير – رضي ا عنه – ول يصح أن يقول الشيخ الدردير ذلك من نفسه.وقال العلماء: من حفظ حجة على من لم يحفظ.

وقد قQQال الحQQافظ العراقQQي – رحمQQه ا – حينمQQا اطلQQع علQQى كتQQاب الحيQQاء للغزالي: رحم ا أبات محمد لقد اطلعQQت لQQه علQQى أحQQاديث مQQا وجQQدتها فQQي

الموضوعات. قلت: لعل ذلك من سعة اطلع الشيخ الغزالQQي رحمQQه ا [فتQQح وفيQQض: ص

220 : ] ومع أن المQQام الجعفQQري – رضQQي ا عنQQه – لQQم يصQQنف كتابQQا221 v في الحديث فإن القارئ فQQي كتبQQه يجQQد فيهQQا زادا وفيQQرا فQQي الحQQديث مستقل رواية ودراية لو جمع في كتQQاب مسQQتقل لغنQQي وأفQQاد، ولعQQل مرجQQع ذلQك أن المام الجعفQري- رضQي ا عنQه – لQم يكQن يQQولي التصQQنيف والتQQأليف عنايQة

69

Page 70: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

كعنايته بالتدريس، وتربية أرواح مريديه. ومما يدل على صحة ما نذهب إليه أن الدروس التي كان يلقيها رضي ا عنه في الزهر الشريف كانت كتبا حيQQة مسQموعة تزخQQر بشQQتى العلQQوم، وقQQد دون بعض هذه الدروس، وسجل البعض الخر علQQى أشQQرطة، وطبQQع منهQQا جQQزآن يشهدان بعلم المام الجعفري رضي ا عنه- وفضله، وبعض هQQذه الQQدروس كان يشرح فيه المام الجعفQQري الحQQاديث النبويQQة الشQريفة، كشQQرحه لحQديث:

والحQQديث2/150سورة الخلص، وأنهQQا تعQQدل ثلQQث القQQرآن. [درس الجمعQQة رواه البخاري].

وفي كتابه: «فتح وفيض وفضل من ا في شQQرح كلمQQة ل إلQQه إل ا محمQQد رسول ا» كثير من روايات الحاديث وتخريجهQQا ومناقشQQتها والستشQQهاد بهQQا، وفيه أيضا كثير من علوم الحديث ودقائقه، ونأخذ منها هذا المثال: - قال المام

الجعفري- رضي ا عنه:- « قال – صلى ا عليه وآله وسلم - - « من وجد سQQعة ولQQم يفQQد إلQQى مQQرة

فقد جفاني». قال الحافظ العراقي مخرج أحاديث الحياء: - هذا الحQQديث رواه ابQQن عQQدي – والدارقطني في غرائب مالك، وابن حبان في الضعفاء، والخطيب في الQQرواة عن مالك، ومن حديث ابن عمر – رضي ا عنهما : - بلفQظ : «مQQن حQQج فلQم يزرني فقد جفاني »، ورواه البخاري في تاريخ المدينة عن أنQQس بQQن مالQQك –

رضي ا عنه – بلفظ:«ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر».

قال السيد المرتضي في شرح الحياء: قلQQت: وحQQديث ابQQن عمQQر امQQذكور رواه الدليمي، والحافظ عبد الواحد التميمي في كتابه «جQQواهر الكلم فQQي الحكQQم

والحكام من كلم سيد النام». وقد ارتضاه الحافظ السيوطي، وأما حديث أنس بن مالك المذكور فقد أخرجه ابن عساكر في فضائل المدينة، وقال العلمة مل على قQQاري: إن حQQديث ابQQن

70

Page 71: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

]. 299عمر المذكور سنده حسن» [فتح وفيض: ص وفي موضع آخر يقول المQQام الجعفQQري – رضQQي ا عنQQه – مخرجQQا ومعلقQQا على حديث آخر روي عن رسول ا – صلى ا عليه وآله وسلم – أنQQه قQQال:

«من جاءني زائرا ل تعمله إل زيارتي كان حقا على أن أكون له شفيعا». «قال الحافظ العراقي – رحمه ا : هذا الحديث رواه الطبراني عن ابن عمر – رضي ا عنهما – وصححه الحافظ ابن السكن – رحمه ا – أي فQQي بQQاب زيارة قبر النبي – صلى ا عليه وآله وسQQلم – فQQي كتQQابه المسQQمي (بالسQQنن

هQ، وكتQQابه هQQذا محQQذوف353الصحاح) وهQQو حQQافظ ثقQQة، مQQات بمصQQر سQQنة السانيد، ومقتضى ما شرط في خطبته أن هذا الحديث قد أجمع على صحته.

وقال السيد مرتضي – رحمQQه ا – رواه الQQدار قطنQQي والخلعQQي فQQي فQQوائدهبلفظ:

(لم ينزعه حاجة إل زيارتي). وتصحيح ابQQن السQQكن إيQQاهن وإيQQراده لQQه فQQي أثنQQاء الصQQحاح، وذكQQره التقQQي السبكي – رحمه ا – في «شفاء السقام»، وصححه باعتبار مجموع الطرق، ورواه الQQبزار فQQي مسQQنده، وابQQن خزيمQQة فQQي صQQحيحه، ورواه أيضQQا أبQQو داود الطيالسي في مسنده عن عمر – رضي ا عنه – بلفظ: سمعت رسول ا –

صلى ا عليه وآله وسلم – يقول: «من زارنQQي ل تهمQQه إل زيQQارتي كنQQت لQQه شQQفيعا أو شQQهيدا، ومQQن مQQات بأحQQد

. 232 – 231الحرمين بعثه ا – تعالى – من المنين» [فتح وفيض : ص وهذا ولقد نهج شQQيخنا – رضQQي ا عنQQه – نهQQج سQQلفه المبQQارك مQQن العلمQQاء الراسخين في نظم المسائل العلمية في أبيQQات كQQي يسQQهل جمعهQQا وحفظهQQا، وهذا المنهج يدل على سعة إطلع الشيخ، ورسوخ قQQدمه فQQي العلQQم والنظQQم

على حد سواء.v من كلم الشيخ في تخريج الحاديث التي تدل علQQى حيQQاة نأخذ على ذلك مثل

النباء بعد الموت، فنراه يقول في الفصل السابع والعشرين:

71

Page 72: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

«قاتQQل عليQQه الصQQلة والسQQلم : «إن ا حQQرم علQQى الرض أن تأكQQد أجسQQادالنبياء».

مروى على أوس بن أوس من حديث طويل أخرجه أبQQو داود، والمQQام أحمQQد، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي، والبيهقي فQQي كتQQاب الQQدعوات الكQQبير، وابQQن خزيمة، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في الكبير، وسعيد بن منصور فQQيسننه، وابن أبي شيبة والحاكم وصححه، وأيضا النووي – رحمهم ا أجمعين.

وقد نظمت بفضل ربي المخرجين لهذا الحديث لكشرتهم ليسهل حفظهم:-

د قQQاله المختQQار خيQQر العQQربمQQن سQادة الحQQديث والتقQانكQQذاك ابQQن حبQQان بل افQQتراءوالحاكم المشهور ثم الQQبيهقيثQQم ابQQن ماجQQة عQQالم تحريQQر فQQQي سQQQنن أقوالهQQQا تفيQQQدفاحفظ حديث الفضل للكارم

:172[المنتقQQQQي النفيQQQQس : 173 .[

تحريQQم أكQQل الرض جسQQماللنQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQبيأخرجQQه عشQQر كQQذلك اثنQQانوهم أمامنQQا أحمQQد والنسQQائيكQQذا أبQQو داود نعQQم المرتقQQيوالطربQQQQاني لQQQQدى الكQQQQبيروابQQQن خزيمQQQة كQQQذا سQQQعيدوابن أبي شQQيبة ثQQم الQQدارمي

هذه لمحات موجزة عن منهQج المQQام الجعفQQري رضQQي ا عنQQه فQQي دراسQة الحديث وعلومه، وهي على وجازتها تنQم عQن علQم غزيQر ومعQارف موهوبQQة، وقدرة فائقة على الشرح والتحليل والستنباط ومQQن أراد المزيQQد فعليQQه بشQQرح المام – رضي ا عنه – للحاديث النبوية التي في درس الجمعة، وفQQي كتبQQه الخرى مثل كتاب: المنتقي النفيس، وكتاب فتQQح وفيQQض وفضQQل مQQن ا فQQي

شرح كلمة ل إله إل ا محمد رسول ا.

الفصل الثالث« منزلة المام الجعفري في علم التوحيد«

72

Page 73: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

علم التوحيد هو جوهر العلوم السQQلمية ؛ لتصQQاله بالعقيQQدة وأصQQول الQQدين، ولن معرفته واجبة على كل مسلم ومسلمة، لمQQا يQQترتب علQQى العلQQم بQQه مQQن صحة العقيدة وسQQلمة اليمQQان، ومQQا ينتQQج عQQن الجهQQل بQه منQQن الوقQQوع فQQي

النحراف والضلل. يقول المام الجعفري – رضي ا - في بيان أهميتQQه وفضQQله [فتQQح وفيQQض:

].64: 63ص «لما كان أول واجب على المكلف هو علم التوحيد ذكرته هنا في شQQرح كلمQQة التوحيد؛ ليكون القارئ له خارجا عن ربقة التقليد الذي قال العلماء فيه: إنQQه ل يخلQQوا إيمQQانه مQQن الترديQQد، ولكنQه إذا قQQرأ علQم التوحيQQد، وعQرف ا – تبQQارك وتعالى – وصفاته الواجبة له، فإنه يكون ثابت اليمQQان، وأجمQQع العلمQQاء علQQى

أنه يكون مؤمنا حقا، ول يسمى مقلدا. ولما كان طريق شيخنا العالم الشيخ أحمد بن إدريس – رضي ا عنه – على الكتاب والسنة كما قال هو ذلك، وقال : إن الخذين طريقته الحمدية ل شQQيخ لهم إل النبي- صلى ا عليه وآلQQه وسQلم- الQQذي يتQQولى تربيتهQم، أردت بفضQQل ا- تعQQالى – أن يكQQون الخQQذون لهQQذا الطريQQق موحQQدين عQQالمين وليسQQوا مقلدين؛ لن الوراد توصل إلى مقام العارفين، ول يصح أن يدخل هذا المقام من كان مختلفا في إيمانه ممن لQم يقQQرأوا علQQم التوحيQQد، ولQم يعرفQQوا. أردت بفضل ا تعالى بقراءتهم لهذا الكتاب [يعني كتابه فتح وفيض]. الذي ذكر فيه علم التوحيد الذي به يكون المريد عالما عارفا بربه – سبحانه وتعالى – فيQQذكر

ا تعالى على علم . ولما كان الشيطان يوسوس بأشQQياء ل يقبلهQQا الشQQرع لمQQن كمQQل إيمQQانه أردت بقراءة علم التوحيد أن يستطيع المريد أن يدفع شبه الشطان ووساوسه، فهQQو علم نافع وسيف للوساوس قطاع، وبه يكون الثبات في الQQدنيا والخQQرة، قQQالخ�QQر�ة� ) تعالى: (ي�ث�ب�ت� الل�ه� ال�ذ�ين� آم�ن�وا ب�ال�ق�و�ل� الث�QQاب�ت� ف�QQي ال�ح�ي�Qاة� الQQد�ن�ي�ا و�ف�QQي ال�

) .27(إبراهيم: من الية

73

Page 74: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وقال العلماء: إن علم التوحيد واجب عيني على كل فرد رجل وامQQرأة ويكQQون النسان بتركه عاصيا، وقQQد وفقنQQي ا تعQQالى إلQQى منظومQQة صQQغيرة جامعQQة لمسائل التوحيد، فعلى كل مريد أن يجتهد في حفظها حتى يوفقني ا تعالى إلى شرح لها، يبين جملها باختصQQار إن شQQاء ا تعQQالي، وقQQد طبعQQت وحQQدها

مستقلة، وطبعت في هذا الكتاب واسمها: مفيدة العوام».«مقيدة العوام»

نظم مولنا الشيخ صالح الجعفري رضي ا عنه:الجعفري صالح نسQQل الQQوليمعلQQQQQم للعلQQQQQم والقQQQQQرآنننجQQو بQQه مQQن ربقQQة الترديQQدعلى النبي المصطفي محمQQدألقى بها النجQQاة يQQوم الحشQQرفQQرض محتQQم علQQى العبيQQدلكنهQQQا فQQQي علمهQQQا كQQQبيرةأرجQQQو بهQQQا مQQQوائد الكQQQرامقبولهQQا فQQي البQQدو والمصQQاروافتQQح لهQQم خQQزائن السQQرارواليسQQر والتوفيQQق والفQQادةيQQQاحي يQQQا قيQQQوم يQQQا مريQQQدمعرفQQQQة المهيمQQQQن الQQQQديان فQQQQي حقQQQQه والمسQQQQتحيلفاحتسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQبومثQQQQل ذا لرسQQQQله محتQQQQمv كQQل كمQQال قQQد أتQQي إجمQQالمQQQن المصQQQير راجQQQع إليQQQه

يقQQول راجQQي رحمQQه الQQربالعلمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQيالجعفQQQري سQQQاكن الجنQQQانالحمQQQد للQQQه علQQQى التوحيQQQدثم الصلة بالسلم السQQرمديوآلQQه أهQQQل التقQQQي والطهQQروبعQQد فQQالعلم بQQذا التوحيQQدوهQQQQذه أرجQQQQوزة صQQQQغيرةسQQQQميتها مفيQQQQدة العQQQQواموأسQQQأل ا الكريQQQم البQQQاريونفQQQع حQQQافظ لهQQQا وقQQQاريأرجQQو بهQQا القبQQول والسQQعادةودفQQQع حاسQQQد ومQQQا يريQQQدقد أوجQQب ا علQQى النسQQانفQQواجب معرفQQة لمQQا يجQQبومQQا يجQQوز إن عرفQQت فQQالزمفQQواجب فQQي حقQQه تعQQالى ويسQQQQتحيل ضQQQQده عليQQQQه

74

Page 75: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

جQQل اللQQه الواحQQدك المعبQQودمخQQQQQالف لخلقQQQQQه الكQQQQQثيرأوجQQQب لQQQه كQQQذاك وحدانيQQQةكQQذا الحيQQاة قQQد أتانQQا العلQQمسQQQQQQبحانه مقQQQQQQدس علموبالمعاني عندهم قد علمQQتسQQبع صQQفات فاحQQذر الجQQدالأي قQQادرا فQQي غايQQة التنزيQQهحQQQي سQQQميع خQQQالق الفQQQاءمتكلQQQQم وصQQQQادق النبQQQQاءعلQQى الجحليQQل منQQزل اليQQاتمماثQQQQل للخلQQQQق ل يجQQQQاءكQQQQذات تعQQQQدد لQQQQه يأبQQQQاهجQQل إلQQه العQQرش عQQن مثQQالومQQQQوته وصQQQQمم ذا نقQQQQلعQQQن اللQQQه وهQQQو العلQQQي أو تركQQQQه ومQQQQن دراه فQQQQازافالصدق في القوال والخباروالكQQل معصQQوم لQQه صQQيانةكQQQذاك كتمQQQان فخQQQذ بيQQQانهكQQQQQQذا بلده لQQQQQQدى الحلموالكل والشQQراب عنQQد القQQوممعرفQQQQة المهيمQQQQن الQQQQديان فQQQQي حقQQQQه والمسQQQQتحيلفاحتسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQب

فQQواجب فQQي حقQQه الوجQQودوالقQQQQQدم البقQQQQQاء للقQQQQQديرقيQQQQQامه بنفسQQQQQه العليQQQQQةوقQQQQQQQدرة إرادة والعلQQQQQQQمسQQQQQمع لQQQQQه وبصQQQQQر كلموهذه الصفات سQبع قQQد أتQQتومعنويQQQQQQة لQQQQQQه تعQQQQQQالىككQQQونه جQQQل عQQQن التشQQQبيهجQQل المريQQد عQQالم الشQQياء وهQQQو البصQQQير فQQQي دجQQQىالظلمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاءويسQQتحيل ضQQد ذي الصQQفاتالعQQQQدم الحQQQQدوث والفنQQQQاءكQQذات احتيQQاجه إلQQى سQQواءفي الذات والصفات والفعالعجQQز كراهQQة كQQذلك الجهQQلكQQQذا العمQQQى وبكQQQم منفQQQيوفعQQQل ممكQQQن علQQQه جQQQازافواجب في حق رسل الباريأمانQQQQQة تبليغهQQQQQم فطانQQQQQةويسQQQQتحيل كQQQQذب خيانQQQQةكتمQQانهم شQQيئا مQQن الحكQQاموجQQائز فQQي حقهQQم كQQالنومقد أوجQQب ا علQQى النسQQانفQQواجب معرفQQة لمQQا يجQQب

75

Page 76: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ومثQQQل ذات لرسQQQله محتQQQمكQQل كمQQال قQQد أتQQي إجمQQالمQQQن المصQQQير راجQQQع إليQQQهجQQل اللQQه الواحQQد المعبQQودمخQQQQالف لخلقQQQQه الكQQQQثير أوجQQQب لQQQه كQQQذاك وحدانيQQQةكQQذا الحيQQاة قQQد أتانQQا العلQQمسQQQQQQبحانه مقQQQQQQدس علموبالمعاني عندهم قد علمQQتسQQبع صQQفات فاحQQذر الجQQدالأي قQQادرا فQQي غايQQة التنزيQQهحQQي سQQميع خQQالق الفيQQاءمتكلQQQQم وصQQQQادق النبQQQQاءعلQQى الجليQQل منQQزل اليQQاتمماثQQQQل للخلQQQQق ل يجQQQQاءكQQQQQذا تعQQQQQدد لQQQQQه يأبQQQQQاهجQQل إلQQه العQQرش عQQن مثQQالومQQQوته وصQQQمم ذات نقQQQلعQQQQن اللQQQQه وهQQQQو العQQQQيأو تركQQQQه ومQQQQن دراه فQQQQازاالصدق في القQQوال والخبQQاروالكQQل معصQQوم لQQه صQQيانهكQQQذاك كتمQQQان فخQQQذ بيQQQانهكQQQQQQذا بلده لQQQQQQدى الحلموالكل والشQQراب عنQQد القQQوم

ومQQا يجQQوز إن عرفQQت فQQالزمفQQQواجب فQQQي حقQQQه تعQQQالىويسQQQQQتحيل ضQQQQQده عليQQQQQهفQQواجب فQQي حقQQه الوجQQودوالقQQQQدم البقQQQQاء للقQQQQدير قيQQQQQامه بنفسQQQQQه العليQQQQQةوقQQQQQQQدرة إرادة والعلQQQQQQQمسQQQQQمع لQQQQQه وبصQQQQQر كلموهذه الصفات سQبع قQQد أتQQتومعنويQQQQQQة لQQQQQQه تعQQQQQQالىككQQQونه جQQQل عQQQن التشQQQبيهجQQل المريQQد عQQالم الشQQياء وهQQQو البصQQQير فQQQي دجQQQىالظلمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاءويسQQتحيل ضQQد ذي الصQQفاتالعQQQQدم الحQQQQدوث والفنQQQQاءكQQQذا احتيQQQاجه إلQQQى سQQQواهفي الذات والصفات والفعالعجQQز كراهQQة كQQذاك الجهQQلكQQQذا العمQQQي وبكQQQم منفQQQيوفعQQQل ممكQQQن عليQQQه جQQQازافواجب في حق رسل الباريأمانQQQQQة تبليغهQQQQQم فطانQQQQQةويسQQQQتحيل كQQQQذب خيانQQQQةكتمQQانهم شQQيئا مQQن الحكQQام

76

Page 77: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

معرفQQQQة المهيمQQQQن الQQQQديان فQQQQي حقQQQQه والمسQQQQتحيلفاحتسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQبومثQQQQل ذا لرسQQQQله محتQQQQمv كQQل كمQQال قQQد أتQQي إجمQQالمQQQن المصQQQير راجQQQع إليQQQهجQQل اللQQه الواحQQد المعبQQودمخQQQQQاف لخلقQQQQQه الكQQQQQثيرأوجQQQب لQQQه كQQQذاك وحدانيQQQةكQQذا الحيQQاة قQQد أتانQQا العلQQمسQQQQQQQبحانه مقQQQQQQQدم علموبالمعاني عندهم قد علمQQتسQQبع صQQفات فاحQQذر الجQQدالأي قQQادرا فQQي غايQQة التنزيQQهحQQي سQQميع خQQالق الفيQQاءمتكلQQQQم وصQQQQادق النبQQQQاءعلQQى الجليQQل منQQزل اليQQاتمماثQQQQل للخلQQQQق ل يجQQQQاء�كQQQQذات تعQQQQدد لQQQQه يأبQQQQاهجQQل إلQQه العQQرش عQQن مثQQالومQQQوته وصQQQمم ذات نقQQQلعQQQQن اللQQQQه وهQQQQو العلQQQQيأو تركQQQQه ومQQQQن دراه فQQQQازاالصدق في القQQوال والخبQQاروالكQQل معصQQوم لQQه صQQيانه

وجQQائز فQQي حقهQQم كQQالنوم قد أوجQQب ا علQQى النسQQانفQQواجب معرفQQة لمQQا يجQQبومQQا يجQQوز إن عرفQQت فQQالزمفQQQواجب فQQQي حقQQQه تعQQQالىويسQQQQQتحيل ضQQQQQده عليQQQQQهفQQوجب فQQي حقQQه الوجQQودوالقQQQQQدم البقQQQQQاء للقQQQQQديرقيQQQQQامه بنفسQQQQQه العليQQQQQةوقQQQQQQدرة إرادة والعلQQQQQQم سQQQQQمع لQQQQQه وبصQQQQQر كلموهذه الصفات سQبع قQQد أتQQتومعنويQQQQQQة لQQQQQQه تعQQQQQQالىككQQQونه جQQQل عQQQن التشQQQبيهجQQل المريQQد عQQالم الشQQياء وهQQQو البصQQQير فQQQي دجQQQىالظلمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاءويسQQتحيل ضQQد ذي الصQQفاتالعQQQQدم الحQQQQدوث والفنQQQQاءكQQQذا احتيQQQاجه إلQQQى سQQQواهفي الذات والصفات والفعالعجQQز كراهQQة كQQذاك الجهQQلكQQQذا العمQQQى وبكQQQم منفQQQيوفعQQQل ممكQQQن عليQQQه جQQQازافواجب في حق رسل الباري

77

Page 78: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

كQQQذاك كتمQQQان فخQQQذ بيQQQانهكQQQQQQذا بلده لQQQQQQدى الحلموالكل والشQQراب عنQQد القQQومكQQل النQQام فهمهQQا علQQى الQQولفل تكن في المر ذات ترديQQديحQQQي بهQQQا اليQQQام والليQQQاليقQQQد جQQQاءه الفتQQQوح والتأييQQQدفلزم الQQQQذكر بكQQQQل أيQQQQنمحمQQQQQQد أرسQQQQQQله اللQQQQQQهأكQQرم بQه مQن صQQادق رسQولومQQQQن قله كQQQQافر مجنQQQQدلثQQQQم صQQQQلة ا بالسQQQQلم ورسQQQQQل أفاضQQQQQل كQQQQQرامفتQQQح الهQQQدى ميسQQQرا قريبQQQا مQQQن خQQQالق مQQQدبر وهQQQاببأحمQQQQQد نبينQQQQQا المفضQQQQQلمQQQن درر التوحيQQQد قQQد بينتQQهفQQQQQQإنه وسQQQQQQيلة العبQQQQQQادv لQQديه إن شQQاء ربQQي واصQQلبالزهر الشريف يوم الجمعQQةلنظمهQQQQا سQQQQعادة الخيQQQQارمQQن غيQQر تفريQQق ول تضQQييعمن فضل ربي نظمها أتي ليه

أمانQQQQQة تبليغهQQQQQم فطQQQQQاةويسQQQQتحيل كQQQQذب خيانQQQQةكتمQQانهم شQQيئا مQQن الحكQQاموجQQائز فQQي حقهQQم كQQالنوموهذا الخمسون واجQQب علQQىتنبيQQQك عنهQQQا كلمQQQة التوحيQQQديQQا سQQعد مQQن بQQذكرها يQQواليفQQQذا موفQQQQق كQQQQذا سQQQعيدل يسQQQQيما بالQQQQذكر بQQQQالثنينتقQQQQQQQQول ل إلQQQQQQQQه إل افالمصQQطفي وسQQيلة القبQQولبغيQQQQQره إيماننQQQQQا ل يقبQQQQQلوالحمQQد للQQQه علQQى التمQQQام علQQQى نQQQبي جQQQاء بالحكQQQاممQQا الجعفQQري سQQأل المجيبQQاكQQQذاك للصQQQحاب والحبQQQابفQQQإن أردت حفظهQQQا توسQQQلعساك أن تحفظز مQQا نظمتQQهبنQQQوره تهQQQدى إلQQQى الرشQQQادوبالصQQQQQلة دائمQQQQQا عليQQQQQهوتQQQم نظمهQQQا ببعQQQض ليلQQQهسQQألت مQQولي لكQQل قQQاريكQQذاك ختQQم الخيQQر للجميQQعأبياتهQQا خمسQQون مQQع ثمانيQQة

انتهت هذه المنظمة التي جمعت أهل مسائل علم التوحيد، وهي ما يجQQب للQQه

78

Page 79: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

تعالى، وما يستحيل، وما يجوز، وما يجب للرسل وما يستحيل وما يجوز. ويتضح فيها تمكن المام الجعفري- رضي ا عنه – من هذا الفن وهو نظQQم العلوم، ويظهر فيها تأثره بما سQQبقه مQQن منظومQQات ول سQQيما نظQQم «جQQوهرة

المريد في علم التوحيد» للعلمة إبراهيم اللقاني ول سيما عن قوله:كل النام فهمها على الولوهذه الخمسون واجب على

فل تكن في المر ذا ترديدتنبيك عنها كلمة التوحيد فقد أضاف، ووضح المام الجعفري- رضي ا عنه – إلى منQQا نظمQQه العلمQQة

اللقاني بقوله:شهادتا السلم فاطرح المراوجامع معني الذي تقررا

]،8ولقد كان رضي ا عنه- كثير الستشهاد بنظم الجوهرة [المعاني الرقيقة: ]، ومQQن32: 21مع الستعانة بشرح العلمة الQQبيجوري عليهQQا [بفتQQح وفيQQض :

المصادر التي رجع إليها المام الجعفري كثيرا: منظمة سيدى أحمد الدردير فيالتوحيد المسماه:

]، والعلمQQة الشQQيباني الزهQQري فQQي منظQQومته42الخريQQدة [منQQبر الزهQQر: ] أو منظمة الزهريQQة [فتQQح وفيQQض:88المسماه : الشيبانية [المعاني الرقيقة:

]، وأيضا فإنه نشQQر23] وجامع كرامات الولياء للنبهاني [المعاني الرقيقة: 136 رسالة الشيخ محمد عليش شيخ السادة المالكية بالجامع الزهر الشQQريف فQQي وقته، وهي رسالة مختصرة في علم التوحيد اسمها: «تقريQQب العقQQائد السQQنية

].59 - 36بالدلة القرآنية». [فتح وفيض: ومسائل علم التوحيد التي تعرض لها رضي ا عنه بالشQQرح والتعليQQق كQQثيرة، وهو عندما يناقشها يستدل عليها باليات القرآنية، والحQQاديث النبويQQة الشQQريفة، وأقوال الئمة المجتهدين، وهو يتناول المسائل برؤية ممحصة، وفهم ثاقب فل

ينقل أقوال العلماء السابقين وفقط. بل يناقشها ويختار الراجح منها. كما أنه – رضي ا عنه – كان يخاطب أبناءه ومريديQQة فيعلمهQQم كيQQف يكQQون

التعرض لمسائل التوحيد والعقيدة، فمنهج التربية عنده يساير منهج التعليم.

79

Page 80: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

اسQQتمع معنQQا أيهQQا القQQارئ الكريQQم إلQQى حQQديثه عQQن مسQQألة «عصQQمة النبQQاء].153 - 150والمرسلين» يقول رضي ا عنه : [أنظر المنتقي النفيس : ص

«مسألة : واعلم يا أخانا في ا يQامن وفقQه ا: أنQه – صQQلى ا عليQه وآلQه وسلم- معصوم قبل النبوة وبعدها عن الصغائر والكبائر، وكيف ل يكون كذلك

وقد قال – صلى ا عليه وآله وسلم-:). 101«أدبني ربي فأحسن تأديبي» (النباء :

فهذا الحديث أعظم دليل على العصمة قبل النبوة وبعQQدها، إن المربQQي يغفQQل عهن مربيه، فيقع في الخطأ وا تعالى ليس كذلك، ومن أدبQQه لQQه وتربيتQQه أن شرح صدره عند الطفولة؛ ليلتقي عهد الطفولة بعزة وكرامة واستعداد، فكQQان – صلى ا عليه وآله وسلم – من أكمل الرجال حتى لقب بالمين، وعند تمQQام الربعين شق صدره الشريف – صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم- ليسQQتقبل الQQوحي وعهد النبوة والرسالة، وليلة المعQراج شQق صQQدره الشQQريف – صQلى ا عليQه وآله وسلم – لجل السQQراء والمعQQراج، فهQQو – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم – معصوم مدة حياته كلها، محوط بعناية ربه وحفظه، ومستعد للخيرات والبركات

والكمالت. فإذا أخلصت لله، وشرعت في عبادته فل تكفر فQQي معصQQيته، فQQإن لحQQظ لQQك فيها؛ لنه سبحانه يغار على عباده، وأهل حضQQرة ذكQQره، ويحقQQق فيهQQم هQQذه الوصاف التي يحبها ويرضاها لهم. قال تعQQالى: - (إ�ن� ال�QQذ�ين� س�QQب�ق�ت� ل�ه�QQم� م�ن�QQا

) .101ال�ح�س�ن�ى أ�ول�ئ�ك� ع�ن�ه�ا م�ب�ع�د�ون�) (النبياء: الحسنى: اليمان والسلم والتوفيق للقيام بالواجبات، وترك المنهيات، معبدونv أو في الدنيا عما يغضب ا تعQالى مQQن تQرك واجQQب، أو ارتكQاب محQQرم قQQول

v، ظاهرا أو باطنا، وفي الخرة مبعدون عن النار وعذابها. فعل إذا علمت ذلك فاعلم أن النبياء – عليهم السلم – هم سادات من سبقت لهQQم الحسنى، وسادت من وعدهم ا تعالى بالحياة الطيبة. ويقول ا – تعالى –

) .124( الل�ه� أ�ع�ل�م� ح�ي�ث� ي�ج�ع�ل� ر�س�ال�ت�ه� )(النعام: من الية

80

Page 81: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

v يعلم سQQبحانه بQQه، ويهيئه لتلQQك الرسQQالة بالعصQQمة يعني: قبل أن يرسل رسولوالستعداد الروحي والخلقي.

وعلQQى ذلQQك فالQQذي أعتقQQده أن نبينQQا محمQQدا – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم – معصوم قبل النبوة وبعدها من كل صغيرة وكبيرة وعادة مذمومQQة، قQQد تQQوله

ا ولية تسمو على كل ولية قال تعالى:- ) أي: تولى ا أمري كلQQه فQQي196(إن ولي ا الذي نزل الكتاب) (العراف :

جميع أحوالي وتطوراتي، وفي هذا المعني يقال: «تولى ا – سبحانه – نQQبيهوأدبه فأحسن تأديبه، ورباه فأحسن تربيته».

ومن المسائل التي يحثها رضي ا عنQQه فQQي كتبQQه ودروسQQه: مسQQألة الكرامQQة ]، ورؤية المQQولى – عQQز وجQQل – فQQي الQQدنيا يقظQQة [المنتقQQي280[فتح وفيض

]، ... وغيرها.63].، وحكم المقلد في التوحيد [فتح وفيض 88 : 87النفيس : وقد سار – رضي ا عنه – في سائر مسائل التوحيد على مذهب أهل السQQنة وكان يسير على منهج المام أبي الحسQQن الشQQعري- رضQQي ا عنQQه – يقQQول

في إحدى منظماته:وعقدنا كالشعري الطيبومالك إمامنا في المذهب

يقول رضي ا عنه: «واعلم أن طريقنا هذا مبني علQQى الكتQQاب والسQQنة، وفقQQه المQQذاهب الربعQQة، وعقيدة الشعري في التوحيد، وأبي القاسم الجنيQQد فQQي التصQQوف- رضQQي ا

].13عنهم أجمعين» [مفاتح كنوز السموات والرض : ص

الفصل الرابع« منزلة المام الجعفري في علم الفقه والتشريع السلمي«

أسلفنا أن المام الجعفري- رضي ا عنQQه – قQQدر درس الفقQQه علQQى يQQد كبQQار علماء عصره، ومنهم الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصQQرية فQQي وقته، وأنه كان مالكي المذهب، ولكنه كان ل يقتصر في دروسه وفتاويه علQQى مذهب المام مالQQك. بQQل يختQQار الراجQQح مQQن أقQQوال المQQذاهب الربعQQة، وكQQان

81

Page 82: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

حريصا على تنبيه السامعين في دروسه والقارئين في كتبه إلQQى مكانQQة الئمQQة الربعة وفضلهم، وأنهم اجتهدوا في فهم القرآن الكريم وتفسQQيره، واسQQتنبطوا الحكام من الحاديث مع سبقهم وقربهم من رسول ا – صلى ا عليه وآله

وسلم. يقول – رضي ا عنه – مرشدا vومعلما ومقوما لعوجاج بعض مQQدعي العلQQم

الذين يعترضون على المذاهب:- «ومل العلماء كتبهQQم بالحQQاديث الصQQحيحة المنقحQQة للعمQQل، وأول مQQن ألQQف: المام أبو عبد ا مالك بن أنQQس اليمنQQي المQQدني مسQQكنا – رضQQي ا عنQQه –

فجمع كتابا سماه «الموطأ» وجعله أبوابا ميسرة للفهم. ومن العجب في هذا الزمن ومما يؤسف : أن بعض الناس يقول: ل مالك، ول شافعي، ول أبا حنيفة، ول ابن حنبل» لماذا؟ يقQQول لQك: أنQا مجتهQQد، أنQا علQQى

الكتاب والسنة. جاءني رجل أعجبتني هيئته، وقال لي: ل أعرف الئمQQة. بQQل أنQQا علQQى الكتQQاب والسنة، ففرحت له: هل تحفظ القQQرآن؟ قQQال: ل ليQQس بQQواجب، فهQQذا الرجQQل

مجادل، مجادل. قلت له: هل تحفظ السنة؟ قال: ل. قلت له: أبشر فإنك قد دخلت في قوله تعالى: (و�م�ن� أ�ظ�ل�م� م�م�QQن� اف�ت�QQر�ى ع�ل�QQى

) . فقQQد افQQتريت علQQى ا – تعQQالى – وادعيQQت93الل�ه� ك�ذ�با )(النعام: من الية أنك تحفظ لكتابه، وأنت جاهل بكتابه، وافQQتريت علQQى النQQبي – صQQلى ا عليQه

وآله وسلم – وادعيت أنك تعمل بالسنة وأنت جاهل بالسنة. السيوطي: جمع مائة ألف حديث صحيحة، ومات قبQQل أن يسQQتكمل الحQQاديث،

وأنت لم تحفظ حديثا واحدا من مائة ألف حديث. هذه عجائب الزمان. المام أحمد: نقول عن صدره ثلثين ألف مQQن الحQQاديث الصQQحيحة بأسQQانيدها

سبحانه ا!. قال علماء الحديث من السQQلف الصQQالح: إذا روي المQQام مQQالكم الحQQديث فقQQد جاوز القنطرة يعني : ل يسأل عنQQه بعQQد ذلQQك، فهQQو حQQديث صQQحيح، رحQQم ا

82

Page 83: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الزهر وعلماء الزهر، حينما جمعوا كتب المذاهب الربعة وقرروها فQQي هQQذا المسجد، ومنعوا أي مذهب آخر أن يدرس في هذا الزهر، واستمر الحال إلى يومنQQا هQQذا. أسQQأل ا تعQQالى أن يQQديمه؛ لن الQQدين هQQو الفقQQه، والفقQQه هQQو

المذاهب الربعة. وما معني المذاهب الربعة؟. الفهQQم الQQذي فهمQQه مالQQك مQQن الكتQQاب والسQQنة، والفهQQم الQQذي فهمQQه أسQQتاذنا الشافعي من الكتاب والسنة، والفهم الذي فهمه أبو حنيفة من الكتاب والسنة، والفهم الذي فهمه ابن حنبل من الكتاب والسQQنة، ولQQم يQQأتوا بشQQيء مQQن عنQQد

أنفسهم. مذهب: يعني الشيء الذي ذهب إليه المام من التفسير، ومن شرح الحQQاديث

النبوية. وبالعقل: بالله عليك: لو وجدت عالما في زماننا هذا مل طبقQQا الرض علمQQا –

هل تسلم أنه أعلم من مالك؟. الئمة الربعة من السلف الصالح، روي البخاري عن عمران بن حسين- رضQQي ا عنه – أن رسول ا – صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم – قQQال «خيQQر القQQرون فرني» أي: مائة سنة «ثم الذين يلونهم» مائة سنة «ثQQم الQQذين يلQQونهم» مQQائة

سنة «ثم يأتي أناس كغثاء السيل» أي : كالوساخ التي تكون في السيل. فالئمة الربعة من خير القرون – والحمد لله – وهذه معجQQزة للنQQبي – صQQلى

].50- 47ا عليه وآله وسلم – لم يسبق لها مثال» [انظر : منبر الزهر : ص ويبسط المام الجعفري – رضي ا عنه – معني الفقQQه والتفقQQه – فيقQQول :- «الفقه في اللغة: هو الفهم، وعرفه العلماء بأنه الحكام الشQQرعية المكتسQQبة من أدلتها التفصيلية «القرآن والسنة النبوية» فQQالقرآن والسQQنة: دليQQل إجمQQالي،

) دليQQل تفصQQيلي، وقQQوله –43وقوله تعالى (و�أ�ق�يم�وا الص�لة� )(البقرة: من الية صلى ا عليه وآله وسلم: - «إنما العمال بالنيات» [دليل تفصQQيلي يؤخQQذ منQQه

وجوب النية في العمال كلها. ومن لم يعلم الحكام وجب عليه تقليد إمQQام مQQن المجتهQQدين الQQذي اسQQتنبطوا

83

Page 84: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الحكام التفصيلية من أدلتها الجماليQQة، وأمQQا مQQن يقQQول : ل أتبQQع الئمQQة، فهQQوأجهل من حمار أم عمرو:

فل رجعت ول رجع الحمارإذا ذهب الحمار بأم عمرو وقد قال المام إبراهيم اللقاني في منظومته جوهرة التوحيد:-

كذا أبو القاسم هداه المةفمالك وسائر الئمةكذا حكى القوم بلفظ يفهمفواجب تقليد حبر منهم

ويحدد – رضي ا عنه – مصادر التشريع السلمي- الQQتي يقQQوم عليهQQا الفقQQهعلى اختلف مذاهبه فيحصرها في:

«الكتاب، والسQQنة، والجمQQاع والقيQQاس، وهQQذه الربعQQة متفQQق عليهQQا» [درس].2/175الجمعة

وأما عن تراثه – رضي ا عنه – الذي تركه في علQم الفقQQه، فهQQو يتمثQQل فQQي الكثير من الحكام والتفاوى الفقهية التي ملت دروسه من إجابات على أسQئلة الحاضرين، أو شرح لحكام العبادات التي ترتبط بالمناسQQبات كالصQQيام والحQQج،v لبيQQان أحكQQام الصQQيام- وله أيضا كتاب «أسرار الصيام» أفرد فQQي آخQQره فصQQل على مذهب المام مالك- في وجازة وإفادة، وله أيضا رسالة في أحكام الحج

وبيان مناسكه. وقد كان رضي ا عنه – يميل في فتاويه إلى الشرح والتبسQQيط لنQQه يريQQد أن يفقه الجميع الحكم الفقهي على اختلف مداركهم، وأيضQQا فQQإنه كQQان ينQQاقش كثيرا المسائل التي يدور حولها خلف بين الئمة- وهي في الفQQروع- فيعQQرض كل رأي، ويبين وجهته، كما تحدث عن القنوت وأحكQQامه فQQي المQQذاب الربعQQة،

فعرضها هذا العرض الشافي الوافي – فقال:- «المام أبو حنيفة ل يقنت فQQي الصQQبح، ويقنQQت فQQي الQQوتر قبQQل الركQQوع سQQرا، والمام الشافعي: يقنت جهرا في الصبح بعند الرفع من الركوع، والمام مالQQك يقنت سرا بعد قراءة الفاتحQة والسQورة قبQQل الركQوع. وإذا صQلى مالQQك خلQف شافعي، فعليه أن يتبعه في التأمين أي : يقول آمين، وإذا صلى شافعي خلف

84

Page 85: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

مالكي فإنه يقنت سرا خلف المالكي. ومن ترك القنوت فصلته صحيحه، ول يسجد سجود السQQهو لQQتركه فQQإذا صQQلى المصلى ونسي القنوت، وسجد سجدتين للسهو قبل السلم فصلته باطلة ولQQوv بالحكم؛ لن القنوت مستحب، أما لو سلم وسQQجد سQQجدتين للسQQهو كان جاهل

فل تبطل صلته؛ لن يكون قد أتم صلته قبل ذلك. )12وكلمه «قنوت» أي : دعاء. قال تعالى «وكانت من القQQانتين» (التحريQQم –

أي: من الداعين.ثم بين – رضي ا عنه – أدلة الئمة التي بنوا عليها اجتهادهم فقال:

«ورد أن النQQبي صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم – صQQلى الصQQحيح، فقنQQت قبQQلالركوع .

كما روي عن أنس – رضي ا عنه – وبهذا أخذ المام مالك- رضي ا عنه – ورد أنه –ج صلى ا عليه وآله وسلم – صلى الصبح وقنت بعQQد الركQQوع جهQQرا

وبهذا أخذ المام الشافعي. ووردك أنه – صلى ا عليه وآله وسلم – صلى الصبح ولم يقنQت بينهمQا، وورد أيضا أن رسول ا – صلى ا عليه وآله وسلم – قنت في الوتر قبل الركQQوع وبهذا أخذ المام أبو حنيفة، وبعض الشافعية يقنQQت فQQي رمضQQان فQQي الQQوقتتقليQQQQQQQQQQدا للمQQQQQQQQQQام أبQQQQQQQQQQي حنيفQQQQQQQQQQة» [درس الجمعQQQQQQQQQQة

1/139 ،140.[ بهQQذا السQQلوب السQQهل الواضQQح كQQان رضQQي ا عنQQه ينQQاقض مسQQائل الفقQQه

ويستخرج الحكام، ويعلمها للناس بعيدا عن التكليف والتعقيد. هذا وإن للمام الجعفQQري رضQQي ا عنQQه – كQQثيرا مQQن الفتQQاوى فQQي مسQQائلv يفيQQد الطهارة والصلة على المذاهب الربعة تمل – لو جمعت – كتابا مسQQتقل

الناس عامتهم وخاصتهم. كما أنه كان رضي ا عنه – يتعرض باستفاضة لبعض الحكQQام الQQتي يجQQادل

فيها بعض الناس بدعوى السلفية، وغيرها.

85

Page 86: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ومن هذه الحكام: صلة التراويح في رمضان وعQQدد ركعاتهQا [درس الجمعQة]،.... وغير ذلك.1/28]، وختام الصلة جهرا [درس الجمعة 1/143

يقول رضي ا عنه في مدح أئمة المذاهب الربعة رضوان ا عليهم :

جمQQع العلQQوم وسQQائر الخبQQارنشQQر العلQQوم بسQQائر القطQQار وعQQQQن الغQQQQوامض كاشQQQQفالسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQتارجمQQع الحQQديث بمسQQند مQQدرارقرأوا لفقههQQم مQQدى العصQQارببQQQدائع الحكQQQQام بالمعيQQQار مQQQQن فيQQQQض علQQQQم صQQQQابكالمطQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاريحبون فقههQQم كشQQمس نهQQارتحQQي الQQتراث بسQQائر المصQQاريمحQQو لهQQل الحقQQد والنكQQاروالشQQافعي موضQQح الخبQQار سQQQيف الQQQذكاء يقQQQوم فQQQيالسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQحاريQQروى الحQQديث بهيبQQة ووقQQار

ولمالQQك فضQQل كبحQQر زاخQQرللشQQافعي مكQQارم أكQQرم بQQهوأبو حنيفQQة ذو اجتهQQاد واسQQعولحمQQد فضQQل تQQورع دائمQQا يQQارب فQQارض عليهQQم عQQدداللQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQي عصQQQQروا العلQQQQوم تشQQQQرفتأعصQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQارهميQQارب فQQانفعني بمQQا قQQدرته واجعQQل لهمQQه فQQي العQQالمينأئمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQةيتلQQون للفقQQه البQQديع قQQراءةوالزهر المغمور يبقي دائمQQا مQQن مثQQل مالQQك إن سQQمعتحQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQديثهوأبي حنيفQة مQQن غQدا متقلQدامن مثل أحمد إن غدا متحQQدثا

الفصل الخامس« منزلة المام الجعفري في السيرة والشمائل«

v مبكQرا قQQد سQبل اتصQQاله كان اتصال المام الجعفري بالسيرة والشمائل اتصال

86

Page 87: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

بكثير من العلوم السلمية الخرى. فمنذ أن طرق اسم رسول ا – صلى ا عليه وآله وسلم – سQمعه تشQQوقت روحه إلى المعارف الوليQQة عQQن رسQQول ا – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم -

وتاريخ حياته وصفاته ومعجزاته إ‘لى آخر أبواب السيرة. وفي جميع مباحث السيرة والشمائل التي تناولها شيخنا المام الجعفري تلحظ روح المحبة والمودة، وإظهار رفعة قدر النبي – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم -

وتعريف المسلمين بحقوقه الواجبة عليهم. وقد ألف – رضي ا عنQQه فQQي السQQرة رسQQالة مختصQQرة أسQQماها – «السQQيرة النبوية المحمدية». سار فيها الشيخ على نهQQج كQQثير مQQن أئمQQة والسQQيرة الQQذين ألفوا رسالة عن «المولQQد» اختصQQروا فيهQQا السQQيرة النبويQQة كQQابن تيميQQة، وابQQن الجوزي، والمنQQاوي والQQبرزنجي، وسQQيدى أحمQQد الQQدردير، وسQQيديمحمد عثمQQان

الميزغني، والشيخ محمود خطاب السبكي، .. وكثير غيرهم قديما وحديثا.v طQQرق فيهQQا الشQQيخ كQQثيرا مQQن وقد جاء هذا (المولد) في ست وعشرين فصل أبواب السيرة: من أفضلية النبي – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم - وكQQونه نQQورا

حسيا ومعنويا، ثم حمله وولدته ورضاعته، .... الخ. وفي هذا المؤلف القيم تجد روح الجعفري الصوفية الولهى بحب رسول ا – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم - والتشQQوق إليQQه، كمQQا تجQQد عقQQل الجعفQQري المستقصي لحداث السيرة المسQQتنبط للحكQQام والداب، كQQل هQQذا فQQي نظQQمv مما كتبه المام الجعفري في (أنه رائع، وأسلوب بديع.. وإليك أيها القارئ فصل

.ط12- 7صلى ا عليه وآله وسلم – نQQور) [السQQيرة النبويQQة المحمديQQة: ص ثانية، مطبعة نوبار].

قال – رضي ا تعالى عنه:- (واعلم أنه – صلى ا عليه وآله وسلم – نور لت كQQالنوار، بQQل يفQQوق جميQQع النوار الدنيوية والخروية . وفي ليلةو المعراج قال جبريل – عليه السQQلم : لQQو تقدمت خطوة لحترقت من الوار فتقدم – صلى ا عليه وآله وسلم - وحQQده

87

Page 88: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فيتلك النوار فما أجله وما أقواه. ولما كان – صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم - نQQورا أقQQوى مQQن النQQوار الجبرائليQQة. كشف له الحجاب فرأي ربه تعالى وما رآه أحد سQQواه. فهQQو – صQQلى ا عليQQه وآله وسلم – السراج المينQQر الQQذي أضQQاء قلQQوب المQQؤمنين إنسQQا وجنQQا بQQأنواره الباقية الحسية والمعنوية . السميع الذي سمع كلم وبQQه القQQديم بل حQQرف ول صوت ول بالكلمات الQQتي تقQQرأ بQQالفواه. البصQQير الQQذي أبصQQر ربQQه بل كيQQف ول انحصار سبحانه وتعالى من إله. ولو كانت الدنيا بحذافيرها فQQي المكQQان الQQذي كان فيه – صلى ا عليه وآله وسلم – عند التجلي لصQQارت كالهبQQاءات الذريQQة. فسبحان من ثبت نبيه – صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم – وقQQواه وأيQQده وأعطQQاه. وأما أنواره الحسية فقد رآها كثير من الصحابة رضي ا عنهم بالرواية الجلية. وكان يغلبهم وصفه – صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم – فتQQارة يقولQQون كالشQQمس وتارة يقولون كالقمر عند تمامه في حسنه ومرآه وقالوا: إنه ل ظل له للطافQة

ذاته النورانية.v وهو نور؟ يجاب: بQQأن فإن قيل: كيف صار – صلى ا عليه وآله وسلم – رجل جبريل كان يأتي فQQي صQQورة الصQQحابي دحيQQة وهQQو نQQور بل شQQك ول اشQQتباه. فالذي جعل جبريل عليه السلم النور رجلv في صورة إنسQQانية. قQQادر علQQى أن يجعل حبيبه – صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم - النQQور إنسQQانا ظQQاهرا كQQي نكلمQQه ونQQراه. وكQQان عرقQQه – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم – كالمسQQك طيبQQا وريحQQا، وكاللؤلؤ لونا، ولو كان جسده كالجساد ما ظهرت تلك الQQروائح الطيبQQة الزكيQQة. وكانوا يلحون بعرقه طيبهم ويتبركون به ويمسحون به على أطفالهم تبركا كما

أخرج ذلك البخاري رحمه ا ورواه. قد ورد في الحديث أن أم المؤمنين عائشة رضQQي ا عنهQQا كQQانت تخيQQط ثوبQQا بليل فسقطت البرة من يدها فلم تهتد إليها لظلمة الليل الظلمانية فدخل النبي – صلى ا عليه وآله وسQQلم- فأضQQاء المكQQان ورأت البQQرة فتمثلQQت بQQبيت مQQن الشعر ثناء على رسول ا . فسر النبي – صلى ا عليه وآله وسQQلم – بثنائهQQا

88

Page 89: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وقبل رأسها من أجQQل مQQدحها لQQذاته المكملQQة النورانيQQة. أخرجQQه هQQذا الحQQديث الحافظ أسيوطي رحمه ا في الخصائص الكبرى وحسن إسQQناده وارتضQQاه. فعليك يا أخانا في ا تعالى بالكثار من الصلة على رسQQول ا – صQQلى ا عليه وآله وسQQلم – ول سQQيما بالصQQلة العظيميQQة تنQQل مQQا نQQاله الواصQQلون مQQن مشاهدة ذاتQه وميحQQاه. وكQQان الصQQحابة – رضQQي ا عنهQQم – إذا سQQاروا فQQي طريق مظلم صحبهم النور يضيء لهم فإذا تفرقوا انقسم النور وصار مQQع كQQل واحد نور يوصله إلى داره المعنية. وذلك من نوره – صلى ا عليه وآله وسلم - . أخرج ذلكم البخاري رحمه ا وحكاه. ول تزال رؤيته – صلى ا عليه وآله وسلم – يقظة مستمرة لصحاب الطريقة المحمدية الحمدية. وقد رأوه يقظة

كما حصل لشيخنا السيد أحمد بن إدريس رضي ا عنه وأرضاه. وقد نقل ذلك السيد السنوسي – رضي ا عنه – فQQي كتبQQه الظQQاهرة الجليQQة. وقد حصل له ذلك أيضا، ول يزال مستمرا ذلك الفصل لمن سلك طريقه وذكQQر

ورده وتله. (اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولنا محمد خير البريQQة وعلQQى آلQQه فQQي

كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم ا). وقد تعرض شيخنا المام رضي ا عنه إلى مباحث مQQن مسQQائل السQQيرة فQQي كتابه (فتح وفيض وفضل من ا) ناقش فيها بعض قضايا السيرة التي تحتاج

إلى بسط واستدلل ومنها: فصل في حكمه دفنه – صلى ا عليه وآله وسلم – في الرض [فتح وفيض:

69 – 78.[ وبعضها يبدو منها إشراقات الفهم الصوفي مثل «فيض مQQن ا فQQي الحQQرف

–79الخمسة الكلمة «محمد» – صلى ا عليQQه وآلQه وسQلم [فتQQح وفيQض : 110.[

وبعضها متصل بحديث القرآن عن النبي – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم – فQQي :219) . [فتح وفيQQض : 110قوله (ق�ل� إ�ن�م�ا أ�ن�ا ب�ش�ر¨ م�ث�ل�ك�م� )(الكهف: من الية

89

Page 90: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

229.[ وبعضها يكشف عن مدى مكانة النبي– صلى ا عليه وآله وسلم لدى أصحابه

]، وتقبيQQل229كفصل (التبرك بآثاره صلى ا عليه وآله وسلم) [فتQQح وفيQQض: ]. 293يده – صلى ا عليه وآله وسلم [فتح وفيض:

وفي ديوان الجعفري – رضي ا عنه – تجد حديثا فياضا عن النQQبي وشQQمائله وأخلقه ومعجزاته وحقوقه، نرجي الحQQديث عنQQه إلQQى البQQاب الخQQاص بQQديوان

الجعفري في الجزء الثاني إن شاء ا.

الفصل السادس« منزلة المام الجعفري في علم العربية«

يعد علم العربية – بأقسامه المتعددة- أساسا في تكوين ثقافة العالم، وبدونهذه العلوم ل يستقيم اللسان، ول يتضح للعالم بيان.

ولقد اهتم المام الجعفري – رضي ا عنQQه – بعلQQوم اللغQQة جميعهQQا، وتلقQQي دروسها على يد نخبة من علمائهQQا منهQQم الشQQيخ علQQى الشQQائب – رحمQQه ا – وامتد اهتمامه بالغة وعلومها ليصل إلى درجة التأليف، فألف «نظم الجروميQQة

في علم العربية»- يقول في مطلعها – رضي ا عنه:-

أي صQQالح المشQQهور بالمQQدنيعلQQى نQQبي خQQافض الكفQQارلكQQQQQل عQQQQQالم لQQQQه بيQQQQانقد وضQQحت لنحونQQا مسQQالكه جامعQQQة لوضQQQح المعQQQاني

قل فاعل نحQQو ترقQQي المتبQQعكقQQQام زيQQQد ويحQQQوم نQQQونكQQذا يقQQول الفضQQلون للQQدرر v ول يميQQQQQل المتقQQQQQون ميل

يقQQول راجQQي رحمQQة العلQQيالحمQQQد للQQQه وصQQQلى البQQQاريوبعQQد فQQالنحو هQQو السQQنانوهQQQQذه أرجQQQQوزة مباركQQQQةسQQQQميتها مفيQQQQدة الخQQQQوان

ويقول في باب « الفاعل»: اسQQم أتQQي مQQن بعQQد فعQQلوارتفQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQعوظQQQاهرا ومضQQQمرا يكQQQونوقام قام العارفان في سحر

90

Page 91: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وهQQي يجيء ليقQQود القومQQا وقيQQل: نQQام المفلسQQون الليلصام أخوك في النهQQار صQQوما

ومن ثنايا ما عرضت لك من نمQQاذج تشQQرق علينQQا روح الجعفQQري الQQذي عشQQق التوجيه والرشاد، فبثه في مؤلفاته كلها، حتى وهQQو يؤلQQف فQQي علQQم العربيQQة،

ويمثل لقواعدها. ولن نجد كلما أصدق، ول أبلغ من كلم أحد العلماء الQQذين عاصQQروا المQQام – رضي ا عنه – وهو الشيخ محمد محي الQQدين محمQQد حQQاج السQQوداني تلميQQذ المام الجعفري، وزميله في سنوات الدراسة، وقد أهدى إليه الجعفQQري كتQQابيه «البردة احسنية الحسينية» و «نظم الجرومية»، وقد أرخ لهذا الخطاب بتاريخ:

هQ، وفيما يلي نص الخطاب:1373 جمادي الثاني سنة 28

بسم ا الرحمن الرحيم «إلى مولي صاحب الفضيلة تذكرة سرى، وسحبان عارف هذا الزمان، العQQالم العامل الموفق الذائق، الذي وهبه ا العلم والعمQQل، وحQQب رسQQول ا وآل بيته – صلى ا عليه وآله وسQلم - ووهبQه التوفيQQق لخدمQQة الشQرع الشQريف، والدفاع عن الدين بالحجة الباهرة، والنفQQع لمصQQر والسQQودان. زادك ا نQQورا، وزادك مددا وفتوحا يا سيدى وحبيبي، العلمة المحقق، بل الولي الناصح لعباد

ا في عصر الفتن، وضرائب العقائد..| تناولت هديتك، بل حسن عنايتك بي، كتابين عظيمين عندى، من تأليفك النQQافع «البردة السنية الحسينية» و «نظم الجرومية» تتبعت جلهما، ثم عQQدت للنظQQم،

أتذوق حلوة المثلة نحو قولكم في علمات الخفض:فيماونحو سكران الذي ل ينصرف بالفتحة أخفضه

قد عرفليلتنا ألفQQQا بل تQQكلفتقول صليت على أحمد في

فعزمت أن أعمل في تحفيظه لطلبQQة المعهQQد الQQوطني هنQQا: وكنQQت أتتبQQع تلQQك المثلة التي تعطينQQا مQQن كQQل فQQن نصQQيبا موفQQورا، إلQQى أن وصQQلت لخQQر هQQذه

91

Page 92: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الحديقة الندية في براعة الكمال. قلتم: - حفظهم ا- بعد الصلة والسلم على خاتم الرسل – صQQلى ا عليQQه وآله وسلم – «من الرجال الصالحين الخيرة»، وأنت منهم، والعلمQQاء العQQاملين

«وأنت منهم بل من خيرتهم».أعجبت جدا بقولك:

يعيش محفوظا من الفتانوأختم بخير للذي رآني آمين- آمين- آمين- هكذا العالم الموفق، يعرف الدار ويصف الدواء في درسه وتواليفه، وعهدناك هكذا منذ برز للناس آثار قلمك البارع، وكلمك اللبس ثوبv فQQي خQQاطركم، قلبQQك الطQQاهر.. وفQQي الختQQام- أرجQQو أن تجعلQQوني موصQQول

وتذكروني على ما في من عوج، واطلبوا لي من ا حسن الختام.والسلم عليكم ورحمة ا وبركاته.

الباب الثالثمنهج المام الجعفري الصوفي

الفصل الولسلوك المام الجعفري الطريقة الحمدية

سلك المام الجعفري رضي ا عنه – طريق السيد الشريف حمد بن إدريس – رضي ا عنه – وهي تقوم علQى أسQس التصQQوف السQQلمي الحQق: علQى تجرد القلب في إخلص العبادة لله تعالى، واللQQتزام بQQالقرآن والسQQنة. يحQQدثنا عنها أحد تلميذ السQQيد أحمQQد بQQن إدريQQس، وهQQو القاضQQي الحسQQن بQQن أحمQQد

عاكش: «واعلم أن طريقته هي اتباع الكتاب والسنة، وكان يقول : التصوف هو تجريQQد القلب لله تعالى، وهو في الحقيقة: علم الوراثة الذي نتيجته: علم المشار إليQQه

في حديث: «من عمل بما علم أورثه ا علم مالم يعلم» [رواه أبو نعيم في الحليQQة عQQن

أنس]. ويزيدنا تلميذه السي عبد الرحمن بQQن سQQلمان الهQQدل غنQQاء وفQQائدة فيقQQول:

92

Page 93: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

«وهذا السيد الجليل طريقته السالك لها، والداعي إليهQQا: القبQQال بالكيلQQة علQQى تدبر معاتني كتاب ا تعالى، ولقد ذكر لي – عافاه ا –أنه مكث عدة سQQنين ل شQQغل لQQه إل تلوة كتQQاب ا، والتعQQرض لنفحQQات أسQQرار علQQومه، ولطQQائفرقائقه وفهومه، حتى منح ا به مامنح، وفتح بما فتQQح». [المنتقQQي النفيQQس :

13[ وطريقته – رضي ا عنه – قائمة على ارتبا سالكها بآخرته وهي دار المتقين،

ورجاء العابدين، ومنتهي أمل المؤمنين. ومن أبرز سمات هذه الطريقة: كثرة الصلة على النبي - صلى ا عليQQه وآلQQه وسلم – فهي أعظم ما يترقي به المريد بعد أن يصحح بQQدايته ويقQQول سQQلوكهv من جميع الوجود برسول ا - على طرق الكتاب والسنة، فيزداد قربا واتصال

صلى ا عليه وآله وسلم . ثم إن الغاية العظمي من هذا الطريق هي الستقامة على نجه النبي - صQQلى ا عليه وآله وسلم – واتباع طريقته، وقد كان السيد أحمQQد بQQن إدريQQس يؤكQQد

هذه القاعة بقوله: (الستقامة عندنا هي غاية الكرامة). وكان يقول: جل قصدنا اتباع - صQQلى ا عليQه وآلQه وسQلم – وخطQQوة القQQدم بالقدم، فإنه كثيراص وما رآني أمشي خلفه، واضعا قدمي حيQQث يضQQع قQQدمه، فيقول لي: امش في طريقي حتى يوصلك إلينا، وإذا وصQQلت إلينQQا وصQQلت إلQQى

].15حضرة «كان ا ول شيء معه» [المننتقي النفيس: ص

سند الطريق الحمدي وسلسلته: تلقي السيد أحمد بن إدريس هذا الطريق عن سيدى عبد الوهاب التازي، عQQن سيدى عبد العزيز الدباغ، عن الخضر – عليه السلم –ج عن رسول ا - صلى

]. 17ا عليه وآله وسلم [المرجع نفسه: ص أعلم الطريق الحمدى ورجاله البارزون:

أخذ عن السيد أحمد بQQن إدريQQس – رضQQي ا عنQQه – الطريQQق أعلم نQQابهون،وعلماء عاملون، ورجال متحققون متشرعون:

93

Page 94: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فقد تلقي الطريق عنQه السQQيد محمQد بQن علQQى السنوسQQي، فصQQار إمامQQا فQQي المعارف والعلوم، وتلقاها عنه السيد محمد عثمان الميرغني، فشرب من بحر الحقيقة سر الشريعة السائغ الهني، وتلقاها عنه السيد إبراهيم الرشيد، فشرب من بحر العلم المفيدن وتلقاها عنه السيد ابن الهQQدل، فشQQرب مQQن بحQQر كQQل علم عليه المعول، وبحبه السيد أحمد من مكة إلى زبيQQد تحQQول، وتلقاهQQا عنQQه الشQQيخ المQQدني ظQQافر، فنQQال تطهيQQر البQQاطن والظQQاهر، وتلقاهQQا عنQQه السQQيد السواكني المجذوب، فنال السر الموهوب، وتلقاها عنQQه البليQQابي، فQQدخل فQQي زمرة الحبQQاب وتلقاهQQا عنQQه الشQQيخ الحسQQن السQQوداني، فنQQال غايQة المQQاني، وتلقاها عنه الشيخ عبد ا أبو المعالي، فنال بها الرتب العوالي، وتلقاها عنQQه الشيخ التوم السوداني، فدخل حضرة القQرب والمعQQاني، وتلقاهQQا عنQه الشQQيخ المكي، فصار عن مQQآثر شQQيخه يقQQول ويحكQQي، وتلقاهQQا عنQه الشQQيخ عبQQد ا السني، فغرف من كل فن، وتلقاها عنه خلق كQQثيرون فنQQالوا السQQر المصQQون، وتلميذهم أخQQذوا عنهQم، فصQاروا أقمQار الQQدياجي، كQQل يرشQد النQQاس، ولربQه

].6 – 5يناجي». [شهد مشاهدة الرواح التقية: ص بهذه الكوكبة اللمعة من العلم انتشرت طريقة السQQيد أحمQQد ابQQن إدريQQس – رضي ا تعالى عنه – في اليمن والحجاز ومصر والشQQام وبلد الQQترك والهنQQد وحضر موت والسودان وجاوة والمغQQرب وليبيQQا والصQQومال والحبشQQة، وأقبلQQت

الناس على أسانيده وعلومه وأوراده.جذور الطريقة الجعفرية:-

أخذ شيخنا الجعفري – رضي ا تعالى عنه وعن أجداده – الطريق الدريسية عن شيخه السيد محمد الشريف سبط السيد أحمد بن إدريس – رضي ا عنه

– يقول – رضي ا عنه:- «وقد أجازني هذا الطريق شيخي وأستاذي، مربQQي المريQQدين الشQQريف السQQيد محمد عبد العالي، عن والQQده السQQيد عبQد العQQالي عQن شQQيخه العلمQQة السQQيد محمد بن على السنوسي، عن شيخه العارف بالله السيد أحمQQد بQQن إدريQQس –

].207رضي ا عنهم أجمعين » [المنتقي النفيس: ص

94

Page 95: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ولقد كان – رضي ا عنه – على اتصال وثيق وارتباط روحي عميق بمشQQايخ الطريق الحمدى، وكان لهQQم أثQQر فQQي تربيQQة – صQQوفيا – يقظQQة ومنامQQا وكQQان لشيخه الذي تلقي عنه الطريق- السيد محمد الشريف – الثر الكبر في نفسQQه، فكم صاحبه ولزمه، وراقب حالة، واقتدى بQQأقواله وأفعQQاله، وكQQان يثنQQي عليQQه

كثيرا في كتبه، وفي دروسه وفي قصائده، ومما قاله عنه: - «ولشيخي هذا أسرار وكرامات ونفحات وعجائب وغرائب، سره مكتوم، وأمره معلوم، ظاهره باطن، وباطنه ظاهر، له سيف قاطع، ونور سQQاطع، وقQQد ورثv ، كان مرة يمشQQي خلQQف والQQده v، ونال منن بركتها منال عن جده ووالده أحوال ببلدة «نقل» بالسودان والناس يزدحمQQون بالقبQQال والجلل، وحQQدثته نفسQQه: هل أنا إذا بلغت عمر والدي هذا يكون لي من الحترام والكرام ما حصل له؟ فالتفت إليه والده سيدى عبد العالي- رضي ا عنه – وقال له: وأكثر من هذا

]. 111يا محمد. فكان ما قال» [المنتقي النفيس: ص ومن كثرة ملزمة الجعفري لشيخه وحبه له، حب شيخه له حدث بينهما اتصQQال قلبي وروحي، وكان السيد محمد الشQQريف ينظQQر إلQQى تلميQQذ الجعفQQري نظQQرة خاصة، ويجعله دائما موضع نظرة وعنايته ورعايته فكان بينهما حوار واتصQQال، ولو لم تنطق الشفاه بالكلمات، وهذا ما ترويه لنQQا هQQذه القصQQة الQQتي يحكيهQQا المام الجعفري – رضي ا عنه – يقول : «كنت مرة جالسا عنده بسفينة في مصر عند زيارته الخيرة لها – وكان مريضا فقلت في نفسي: ما هذا المرض؟ سبحان ا! فرفع رأسه وقال بصوت مرتفع: ابتلء ا ابني.. وهكذا كان نQQداؤه لي حتى في البلد (أي دنقل) إما أن يقول : يا شيخنا، وإما أن يقول : يا إبنQQي»

]. 23[فتح وفيض: ص وقد استفاد – رضي ا عنه – من مدرسة شيخه الصوفية، وتربي على آدابها، ونهل من معارفها وعلومها، فحملت مدرسة الجعفري الصوفية فيمQQا بعQQد بيQQن طياتها كثيرا من ملمح مدرسة شيخه التي كان تعتمQQد علQQى التربيQQة مQQن خلل الداب والرشادات التي وضعها المام الجعفري فQQي كتبQQه، ومQن ذلQك يعQرف

95

Page 96: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

مشرب الطريقة الجعفرية ويعرف نسبها يقول – رضي ا عنQQه – محQQدثا عQQنشيخه السيد محمد الشريف :

«سمعت من شيخي واستاذي (السيد محمد الشريف) الذي كان سببا لQQي فQQي الخير الكثير أخذت عنه العهQQد منQQذ خمسQQين وثلثيQQن عامQQا (أي : حQQوالي عQQام

]، وذكرت معه كثيرا،59 – 58 عاما) [اللهام النافع : 19هQ وكان عمره 1347 وخدمته ولزمته، ورأيت منه الكرامات والبركات، وهو السيد محمد عبد العQQالي الملقQQب بالسQQيد الشQريف، يقQول: «ثلثQة علQى خطQQر: ابQQن الشQQيخ ، وزوجتQQه، وتلميذه المقرب؛ لنه ابنه يعتمد على جاه والده، ويتكاسل عن العمل، إمQQا أذا اتبع والده نQQال حقيQQن: حQQق العمQQل، وحQQق القرابQQة. والزوجQQة: يخشQQي عليهQQا مخالفة أمر الشيخ وغضبه، أما إذا أطاعته فلهQQا حقQQان: حQQق العمQQل بQQالوراد،

وحق الزوجية. والمريد المقرب لدى الشيخ ربما اطلع على عبادة الشيخ فاستقلها في نظQQره، أو يرى شيئا ل يعجبه فيظن سوءا فيهلك، أما إذا أخلص للشيخ كان له حقQQان: حق الوراد، وحق الخدمة للشيخ [نفس المرجQQع والصQفحات]. «وسQQألت مQQرة شيخي السيد محمد عبد العالي الدريسي – رضي ا عنه – عن الذكر فقال: العارف بالله تعالى لو حرك عصا بيده هكذا، لكان ذلك ذكرا» ]فتQQح وفيQQض :

] . 160ص «وقد سمعت عن شQQيخي السQQيد محمQQد الشQQريف – رضQQي ا عنQQه – يقQQول: العارف بالله تعالى تخاطبه الشجار والجمQQادات، وتقQول لQه: أنQا خلقQQت لكQذا وكذا من المنافع فل يلتفت إليها، ويقول لها: ل أريQQد إل وجQQه ا تعQQالى، فQQإن التفت إليها واشتغل بمنافعها منع وقفل دونه البQاب» وحينمQا كQQان يتكلQم بهQQذا الكلم رأيته يبكي وتتقاطر دموعه، وبينما هQQو فQQي هQQذا الحQQال إذ أقبQQل عليQQه رجب يسمي الشيخ عثمان عوض ا من «كابتوت» فقال السيد: مرحبا يا أبQQا

]. 116هاشم، فقال له للسيد: دعني من كلمك هذا » [المعاني الرقيقة: ص وكان السيد محمد الشريف يحب تلميذه حبا جما، ول يطبق أن يراه بعيدا عنه،

96

Page 97: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

أو يلتمس وردا غير ورده، شأنه في ذلك شأن أربQQاب الطريQQق الQQذين يغQQارونعلى طريقتهم وأورادها- يقول المام الجعفري- رضي ا عنه:-

«لما توفي السيد عبد ا النابلسي – وذلك بعQQد وفQQاة السQQيد محمQQد الشQQريف رضي ا عنه – قQQال لQQي بعQQض الخQQوان مQQن السQQودان: أن السQQيد عبQQد ا النابلسي يأتيك في النوم، فتحدث معQQه بمQQا تريQQد، واطلQQب منQQه فQQائدة لقضQQاء الحوائج، وبعد العشاء قرأت له سورة الفاتحQQة، وسQQورة «يQQس» ونمQQت ناويQQا مقابلته، ففي أول منامي رأيت أننQQي أدخQQل بQQاب غرفQQة، ورأيQQت السQQيد محمQQد الشريف عبد العالي شيخي جالسا على سرير، فقال بغضQQب وقQQد رفQQع يQQديه: ماذا تريد من السيد عبد ا النابلسي؟ ألم نأذن لQQك بQQالحزاب والوراد؟ مثQQل هذا كثير عند والدي، فاستيقظت من منامي وأنا في تعجب مQQن أمQQرى هQQذا »

]. 99[اللهام النافع : تلك كانت بعض إشارات لحوال المام الجعفري – رضي ا عنه – مع شيخه في الطريق الحمدى، ونقل إليQQه أسQQرارها، وقQQد نقلنQQا فQQي الفصQQل الول مQQا حديث من شيخه معه من بشارته لQQه بإقبQQال النQQاس عليQQه وازدحQQامهم حQQوله، وذكرنا أن بشارته قد تحققQQت بتحلQQق النQQاس حQQول المQQام الجعفQQري بQالزهر الشريف، وقد شاهد ذلك السيد محمد الشريف عند زيارته لمر، ووقQQوفه علQQى حلقة دروس تلميذه الجعفQQري وفرحQQه واستبشQQاره بQذلك، ولقQQد كQQانت فرحQQة الجعفري أشد مQQن فرحQQة أسQQتاذه، فقQQد قQQام لQQه ورحQQب بQQه، وعQQرف النQQاس الحاضرين بشيخه وسبب نعمته، وغارس نبت علومه ومعارفه [يراجQQع الفصQQل

الول]. وما أكثر ما جاء من مدحه – رضي ا عنه – لشيخه السيد محمد الشQريف –ج

رضي ا عنه – ومن ذلك قوله في إحدى قصائده:محمدا الذي أحيا السنيناوعم بفضلك النجل المفدى

فضQQQQائله علQQQQت فQQQQيالعالمينQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQا

وكQQان القطQQب ل يQQدريلفQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرد

97

Page 98: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وكQQQم أهQQQدى الطريQQQقالعارفينQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQا وغضQQQبته كQQQم سQQQكنالعرينQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاوعلمني علQQوم العارفينQQالولوا مQQن جلل هائمينQQاوبالحسنى لنا يا سامعينا

وكم خرق العQQوائد فQQيأمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQورتبسمه كمال فQQي كمQQال لQQه فضQQل علQQى فكQQمهQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQداني ولQQQو كشQQQف الحجQQQابلنQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاظريهعليQQQQه ا كQQQQل حيQQQQن

وهكذا سار – رضي ا عنه – في الطريق الحمدى من بدايته مرورا بمرحلQQة الطلب والتعلم والسلوك، ثم انتقل إلى مرحلة السQQتواء والنضQQج، فأخQQذ يربQي المريدين ويعلمنهم ويرشدهم إلى الطريق الحمدى حتى وصQQل إلQQى النهايQQة، وصار شيخا للطريق، أعطى الذن بإعطاء الطريق الحمQQدى الQQذي أخQQذ ورده عن شيخه السيد محمد الشريف، وقد أجازه السيد أحمد بQن إدريQس بQأوراده.

يقول رضي ا عنه – مبينا سند طريقه الجعفري:بحرأنا الشيخ عن شيخي تلقيت وردها إدريس ابن هو وشيخي

الحقيقة والطريقة الجعفرية طريقة لها منهجها وأورادها، وقواعدها آدابها وهي منبعثة عQQن الطريQQق الحمQQدي، الQQذي هQQو الصQQل الQQذي تفرعQQت مQQن سQQائر الفQQروع كالرشيدية، والحمدية، والختمية، .... وغيرها من الطرق المتفرعة من طريQQق السيد أحمد بن إدريس رضي ا عنه – وفيما يلي عرض لبرز ملمح مدرسة الجعفري الصوفية، نرجوا أن تعطي القارئ صورة وافية عن مكانة الجعفQQري

– رضي ا عنه – ورسوخ قدمه في التصوف:

الفصل الثاني

98

Page 99: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

تأسيس الطريقة الجعفرية: uمعالم الطريق الجعفري

سار المام الجعفQQريu- رضQQي ا عنQQه- فQQي طريقتQQه علQQى نهQQج شQQيخv الطريق الحمدي السيد أحمQQد بQQن إدريQQس وعمادهQQا: الكتQQاب، والسQQنة: قQQول

v، معرفة وسلوكvا. وفعل فمنهجه- رضي ا عنه- في التربية منهج القرآن، فهQQو يربQQي المريQQدين ويوجههم ويرشدهم إلى مكارم الخلق التي أمر ا تعQQالى بهQQا فQQي القQQرآن الكريم وهو يقفهQQم علQQى مقامQQات التصQQو�ف، ومQQدارج الQQترقي� فQQي الكمQQالت مستشهدvا على ذلك بآيات القرآن الكريم وهو يعلمهم وي�ر�ب�يهQQم علQQى الخلص والمجاهدة والمراقبة والمحاسبة، ... وغير ذلك من ألوان التربية الص�وفية على ضوء منهج القرآن الكريم، وموضحvا ومفسرvا للمنهج القرآنQQي بأحQQاديث رسQQول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- مقتديvا به وبأخلقه وشمائله ومترسQQمvا طريقQQه

في أقواله وأفعاله- كما صنع السيد أحمد بن إدريس- رضي ا عنه. وفيما يلي نQQوجز للقQQارئ بعQض أقQQوال المQQام الجعفQQريu الQQتي تشQQرح م�ن�هجQQه

وتكشف عن معالم طريقه: يقول- رضي ا عنه-: «وقد رضQQينا فيهQQا بQQالله ربQQvا، وبالسQQلم دينQQvا، وبسQQيدناv، وبالقرآن إمامvا، وبالكعبة ق�ب�ل�QQة، محمد- صلى ا عليه وآله وسلم- نبيvا ورسول

وبالمؤمنين إخوة. طريقنا هذا هو طريق ا- تعالى- المجرد عن شوائب الدنيا وكدوراتها، ليQQس� التQQوج�ه إلQQى الحQQق سQQبحانه وتعQQالى- قQQاطعين جميQQع العلئق لنQQا رغبQQة إل والعQQوائق والغيQQار النفسQQية، م�تخلuقيQQن بالكتQQاب والسQQنuة فQQي جميQQع أحوالنQQا وتطوراتنا وحركاتنا وسكناتنا، راضين به عن غيره عQQاكفين علQQى بسQQاط أ�ن�QQس

].22محبته في الدنيا قبل الخرة» [اللهام النافع: «واعلم أن� طريقنQQا هQQذا مبنQQي علQQى الكتQQاب والسQQنة وفقQQه المQQذاهب الربQQع وعقيدة الشعريu في التوحيد، وأبي القاسم الجنيQQد فQQي التصQQو�ف- رضQQي ا

].13عنهم أجمعين» [مفاتح الكنوز:

99

Page 100: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

«ما هذا الطريق إل متابعة رسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- في القوال].2والفعال، ظاهرvا وباطنvا» [لوامع البروق النورانية:

«واعلم يQQا أخانQQا أن طريقنQQا هQQذا كلQQه حسQQاب ومحاسQQبة واقQQتراب ومراقبQQة»].84[اللهام النافع: ص

«طريقنا هذا طريق شرعي، على قدم محمديu. طريقنا هذا من سلكه يوسQQع له في رزقه، ويبارك له فيه؛ لنه وقف على باب: يا دنيا م�ن� خدمني فاخدميه»

].138[انظر: المنتقى النفيس: ص «وإن� المتQQابع لطريقQQة المQQام الجعفQQريu وإرشQQاداته لمريQQديه فQQي دروسQQه وحضراته وكتبه ليلتفت إلى الرتباط الوثيق بين منهجه، ومنهج السيد أحمد بQQن إدريس في تربية المريد، وفي مزايا الطريقQتين. ول عجQب فQQي ذلQك التشQابه، فقد سار الجعفريu على قدم السيد أحمد بن إدريس، وجاهد مثلما جاهد، كماv خاصvا، كما أنu كليهما كان يتصل برسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- اتصال أن إخلص المام الجعفريu- رضQQي ا عنQQه- للطريQQق الحمQQدي، ومحQQافظته على أوراده ودعوة الناس إليها أكسبه حQQبu شQQيخ الطريQQق، وثقتQQه بQQه، فQQورث

حاله، وشرب من منهله الصuوفي الع�ذ�ب. يقول الجعفريu- رضي ا عنه-: «وقد أجاد شيخنا «الشQQفا» القطQQب النفيQQس مولنا السيد أحمد بن إدريس- رضQQي ا عنQQه- حينمQQا وكلنQQا إلQQى رسQQول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- يتولuى تربيتنا، وقد شاهد كير من إخواننQQا ذلQQك إلQQى يومنا هذا، فاختصu ا الخذين لطريقQه المحمQدي بالتربيQة المحمديQة، وكQأن السيد لحظ حين تلقيه الذكر الخاصu به، وأنه منه الجمع بين الحضQQرتين وهQQو «ل إله إل ا محمد رسول ا»، وكQQذلك فQQي قQQوله: «واج�م�QQع� بينQQي وبينQQه... الخ» مما يزيد على التربية؛ لن الجمع والملزمة يزيQQدان علQQى التربيQQة، فامتQQاز هذا الطريق في أوراده بهذه الميزات المميزات له، وأن احبه كQQانت لQQه القQQدم الراسخة في المتابعة المحمدية الظاهرة في جميQQع أحQQواله، فكQQانت الرابطQQةuالوا: إنQQة وقQQبينه وبين رسول اله- صلى ا عليه وآله وسلم- رابطة قوية متين

100

Page 101: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

كل مريد يرث من مقام شيخه وحاله علQQى قQQدر اجتهQQاده واسQQتعداده، ووثQQوق].79الشيخ به» [اللهام النافع: ص

«فعليك يا أخانا في ا تعالى أن تفكر، فإن التفكير من تمام اليمان ل ت�ن�QQس أنك بأخذك للو�ر�د المحمديu الحمديu صرت فQQي كفالQQة النQبيu- صQلى ا عليQه وآله وسلم- والدليل على قولي هذا لك: رؤيتك له- صلى ا عليه وآله وسلم-

منامvا. وكان- صلى ا عليه وآله وسلم- يرشQQد النQQاس بالQQدروس العلميQQة، وبQQالقرآن العظيم، وقد تبعه شيخنا سيدي أحمد بن إدريس- رضQQي ا عنQQه- فQQي ذلQQك، فكان يرشد الناس بالقرآن الكريم والع�ل�م، واستمرu على ذلك حQQتى لقQQي ربQQه، وقد سألت� ا- تعالى- أن يوفقني إلى ما كان عليه شيخنا العالم الشQQيخ ابQQن

إدريس صاحب العلم النفيس- رضي ا عنه. فعلى جميع إخوان أن يساعدوني في حضور الدروس العلميQQة، وأن يحفظQQوا شيئvا من القرآن الكريم، وإن شاء ا سنجعل مكانvا مخصوصvا للخوان لحفظ

القرآن الكريم، فما عندنا إل الدروس، وحفظ القرآن. فأعينوني بعلوu همتكم، فما جمعتكم إل على هQQذا الQQدرس الQQذي فيQQه تفسQQير القرآن، وشرح الحاديث النبوية، والفقQQه فQQي الQQدين، وحفQQظ القQQرآن وتلوتQQه، فالعبادة لله وحده، والعلماء هم الوارثون المرشQQدون، قQQال- صQQلى ا عليQQه وآله وسلم-: «العلماء ورثة النبياء» [رواه ابQQن النجQQار عQQن أنQQس- رضQQي ا

].144-143عنه] [انظر: أعطار أزهار ص وبعد هذه العجالة التي نقلنا فيها من كلم المام الجعفريu - رضQQي ا عنQQه- على طريقته ومعالمها ومشربها نقتطف من ديوانه بعض أزاهير قصائده التي عمرت بشرح طريقته، وبيان منهج، وقد حرص - رضQQي ا عنQQه- علQQى تكQQرار هذه المعالم في قصائده ليتربىu مريدون على هذه المبادئ، وهم يسQQمعونها تتردuد في القصائد التي يمدح بها المادحون فQQي الحضQQرة الجعفريQة، أو يراهQQامريد الطريقة ماثلة أمامه وهو ي�ط�الع ديوانه - رضي ا عنه- بأجزائه العشرة:

101

Page 102: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وإن طريقنQQQا مQQQا كQQQان نهجQQQvافسQQQQل�م للطريQQQQق وسQQQQالكيهول تنكQQر علQQى ق�QQو�مs تراهQQمول أهQQQل التواجQQQد إذ تراهQQQموما قد غQQاب عنQQا ليQQس نQQدريونتبQQQع� لمالكQQQvا ولنQQQا اكتفQQQاء¨ونتبQQQع� للجنيQQQد وم�QQQن� نحQQQاه

لشQQQيخ طريقنQQQا وبQQQه المس�QQQير�وكQQQQل طريقQQQQةs ولهQQQQا خQQQQبير�ل�و�ج�QQد� الحQQال يعلQQوهم هQQدير�بأذكQQQQارv لهQQQQم ذكQQQQر شQQQQهير¨لQQQه حكمQQQvا وذا أمQQQر¨ خطيQQQر�بمQQQQذهبه لQQQQه علQQQQم ونQQQQور�لهQQم ع�ل�QQم̈ تفQQوح لQQه ع�ط�QQور�

]2/298[الديوان: ويشير إلى أن عماد الطريق الجعفريu يقوم علQQى ارتبQQاط الحقيقQQة بالشQQريعة

فيقول:معبودنQQQا ا بQQQالقرآن نعبQQQده إمامنQQا المصQQطفى نQQور الظلملQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQه

دليلنQQا الحQQق ل قQQول الخيQQالتتلك الحاديث تQQروى بالروايQQات

]1/150[الديوان

وكما ذكرنا أن الجعفريu - رضي ا عنه- في طريقه ودعوته قد توحuد وامتزج بطريق السيد أحمد بن إدريس - رضي ا عنQQه- فصQQار كلمQQه علQQى الطريQQق الجعفريu ل ينفصل عن كلمه علQQى الطريQQق الحمQQدي فضQQه�م�ا يخرجQQان مQQن

مشكاة واحدة :يقول - رضي ا عنه-:

السQQQQيد ابQQQQن إدريQQQQس مQQQQننعQQQQQم المQQQQQام أتQQQQQى لنQQQQQاأحزابQQQQQQQQQQQه صQQQQQQQQQQQلواتهعQQQQQQQن جQQQQQQQدuه م�ر�وي�QQQQQQQةوأحQQQQQQالكم نحQQQQQQو الQQQQQQذيأهQQQQQل الطريQQQQQق ت�ف�ه�م�QQQQQوا�م�QQQQQن� شQQQQQك فيQQQQQه فQQQQQإنه

ن�ث�QQQQQQر العلQQQQQQوم بل ز�غ�QQQQQQل�بQQQالو�ر�د أحلQQQى مQQQن العسQQQلإن السQQQQQعيد بهQQQQQا اشQQQQQتغلولشQQQم�ن� تلهQQQا قQQQد كفQQQلق�ب�QQQQQل� الحوالQQQQQة وابتهQQQQQدلهQQQQQQذا كلم قQQQQQQد حصQQQQQQلللبQQQQQQاب جهل� قQQQQQQد قفQQQQQQل

102

Page 103: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

قQQQQQووا العزيمQQQQQة وادخلQQQQQواsدQQQQQQuمحم uبيQQQQQQإلى النQQQQQQفمQQQQQQا عنQQQQQQدنا إل الكتQQQQQQابوالسQQQQQQQQQQنة الغQQQQQQQQQQرuاء لنهQQQQQQQج النQQQQQQQبيu طريقنQQQQQQQاوطريقنQQQQQا الوراد والقQQQQQرآنمQQQع عزلQQQةs عQQQن كQQQلu م�QQQن�

هQQQذا الطريQQQق علQQQى عجQQQلللQQQQQQداخلين وقQQQQQQد كفQQQQQQلكتQQQQQQQاب ربQQQQQQQي للعمQQQQQQQلنبغQQQQQي التغيQQQQQر والفشQQQQQل�و�ل وبسQQQQQQQQQيره سQQQQQQQQQار الuلQQQQQQQQQQQل الج�QQQQQQQQQQQوالعمتQQQرك الطريQQQق وقQQQد ه�QQQزل�

]559-4/558[الديوان ولمuا صدق المام الجعفريu - رضي ا عنه- القول والفعل في متابعته لشيخ الطريق السيد أحمد بن إدريس نال ما ناله من فتوح، واتصل بالنبيu- صلى اuدQQتي تعQQة الQQات النورانيQQعليه وآله وسلم- اتصاله به، كما تخبرنا بذلك هذه البي

من بشائر ميلد الطريق الجعفريu يقول فيها رضي ا عنه:sدQQون كأحمQQك أن أكQQي رجوتQQuإناسلك ب�ن�QQيu طريقنQQا هQQذا النQQبييا سعد أولدي قد بلغوا المنQQىv اذكQQر طريقQQي ل تكQQن متغQQافلأم�ل�ى علQQي� المصQQطفى أو�ر�اد�ه�v هذا الطريق لك الم�ن�ى يا داخل

شQQQيخ الطريQQQق م�ل�ب�يQQQvا لنQQQدائهمنه الطريق وأنQQت تحQQت لQQوائهب�ن�بي�نQQQQQQا وبQQQQQQآله ودعQQQQQQائهالسQQر كQQل السQQر فQQي إملئهأيقQQن بهQQذا النQQور مQQن أضQQوائهدنيQQا وأخQQرى فQQي بQQديع بهQQائه

]201-7/200[الديوان والطريق الجعفرية ب�ن�ي�ت� على العلم، واسQQتوت علQQى مQQدارك العلQQم، وانتشQQرت بين الن�اس بالعلم، حتى جعل شيخها المQQام الجعفQQريu درس العلQQم مQQن بيQQن أورادها التي يحافظ عليها أبناء الطريق في مجالسهم. يقول- رضي ا عنQQه-

مقرuرvا هذه الحقيقة: وبQQارك لوقQQاتي علQQى النQQوروالهQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQدى

وهلي وأصحاب أ�ه�ي�QQل المQQودuة بحلقQQQQة درس فQQQQي علQQQQوم

103

Page 104: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ومQQQن سQQQلكوا هQQQذا الطريQQQقوشQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرuفوالقد كان ابن إدريس أحمد أمQQةلQQه شQQهدت أربQQاب ع�ل�QQم أئمQQة¨

الشQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQريعةخQQبيرvا بنشQQر العلQQم بيQQن البريQQuةمليئون من علمي كتQQاب وسQQنة

]22-8/21[الديوان

فالشيخ يوضح بصورة قاطعة أن سالك هذا الطريق ل تنكشQQف لQQه أسQQرارها، ول تدنو منه ثمارها إل إذا لزم العلم وجلQQس فQQي مجالسQQه، فقQQد دعQQا لهQQل

درسه بالبركة والرحمة والرضوان فقال - رضي ا عنه-:كQQل مQQن يسQQمع درسQQي ع�م�QQه�كQQQل مQQQن يأخQQQذ ور�د شQQQيخهتQQQQابع الس�QQQQنة فQQQQي أفعQQQQالهكQQل م�QQن� سQQار ولQQم يعرفنQQا

وأ�ه�ي�ل الق�QQر�ب أصQQحاب الرuح�QQم أحمد بQQن إدريQQس بحQQر العلQQمuمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQع� سQQار س�QQي�ر المصQQطفى فQQوقالقQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQدمذاك في ب�ع�QQدs طريقQQي كQQالع�ل�م�

]5/742[ فالعلم هو المعراج الذي يرقى بQQه السQQuالك فQQي مQQدارج الطريQQق، ليصQQل إلQQى

نهايته، يقول - رضي ا عنه-:طريقتنQQQQQQQا بهQQQQQQQا ع�ل�QQQQQQQم¨عل فQQQQي الجQQQQوu كQQQQالملكوصQQQار فQQQي عقQQQدنا يمشQQQين�ن�QQQQQQQQQQQQQاجيه ن�ر�ق�يQQQQQQQQQQQQQهي�ش�QQQQQQQاهد ودuنQQQQQQQا حQQQQQQQتى

وم�QQQن� يأخQQQذ بQQQه قQQQد طQQQاروشQQQQاهد حضQQQQرة المختQQQQارومن�QQQQQQا العلQQQQQQم والخبQQQQQQارونحQQQQQQي قلبQQQQQQه المحتQQQQQQاري�لقينQQQQQQQQQQQا بل أغيQQQQQQQQQQQار

]10/49-50[ وهكذا وضحت السبيل، وعرف الغرض، ولم يترك رضي ا عنQQه لحQQد غيQQره أن يغ�ي�ر أو يبد�ل في طريقته، فهي طريقة شQQرعية علميQQة، تسQQتند إلQQى الكتQQاب والسنة، ل مجال فيها للهو ول ل�ط�ب�لs أو ز�م�رs، ول مكان فيها لعابث م�اج�ن، وإنمQQا

104

Page 105: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

هي السQQتقامة فQQي سQQبيل ا، والقتQQداء برسQQول ا- صQQلى ا عليQQه وآلQQهوسلم-، يقول - رضي ا عنه-:

مQQQQا عنQQQQدنا ل�ه�QQQQو¨ ول غ�QQQQر�ور�بQQل عنQQدنا الQQه هQQو المقصQQودفي حضرة المختار خير الخ�ل�ق�ف�ش�QQه�د�ن�ا ش�QQه�د عظيQQم المنQQuة�

ول خ�ر�افQQQQQQQات¨ ول ظ�ه�QQQQQQQور�الواحQQQد الموجQQQود والمعبQQQود�uقQQQQا للحvاهدQQQQا مشvتغرقQQQQم�س�فQQي سQQور القQQرآن ثQQمu الس�QQنuة

[المعQQQاني الرقيقQQQة: 69[

هذه طريقة المام الجعفريu كما رسمها بنفسQQه، وطبقهQQا علQQى نفسQQه، وربQQuىعليها أبناء�ه.

والحمد لله تعالى أن حفQQظ لنQQا ديQQوانه الزاخQQر بقصQQائده الQQتي ض�QQمuنها منهجQQه وطريقته حجة واضحة، وبرهان ساطع على استقامة طريقته واعتQQدال منهجQQه

بل غلوu أو تهاون. فالطريقQQة الجعفريQة تQدعو إلQQى العمQQل وإلQQى السQQuع�ي فQQي الرض لكتسQQاب الرزق، تؤمن بالتوكل علQى ا، وتنبQQذ التواكQQل، ول تعQرف الخمQول والكسQQل، بناؤها أعضاء نافعون في مجتمعهم، مقتدون بصحابة النQQبيu- صQQلى ا عليQQه وآله وسلم- الذين كانوا فرسانvا بالنهار- في العمل والجهاد- رهبانQvا بالليQQل مQQن

كثرة العبادة، وطول القيام والتهجد. وللمام الجعفري - رضي ا عنه- قصيدة جامعة متكاملQQة كلهQQا تعلQQن مبQQادئ طريقته، وتعرuف الناس بها، فهي بمثابة الوثيقة الحيuة التي تضمu كل ما ذكرناه، وأشرنا إليه فيما سبق عن معQQالم الطريQQق الجعفQQريu. ومQQن أهميتهQQا سQQمuاها

ناظمها - رضي ا عنه- «بالذخيرة». فهي ذخيرة نافعQQة بنQQاء الطريQQق، تنيQQره لهQQم، وترشQQدهم إليQQه وتمنعهQQم مQQن

الختلف والتغيير والتبديل. وإليك أيها القارئ العزيز هذه القصية كاملة نختم بها هذا المبحث عQQن معQQالم

105

Page 106: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

:uالطريق الجعفرييقول - رضي ا عنه- :

شQQQQرعت ببسQQQQم ا نظQQQQمذخيرتQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQي صQQلة علQQى المبعQQوث للنQQاسرحمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة طريقQQي طريQQق القQQوم أهQQلالحقيقQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة وداوم علQQQQى الوراد والQQQQذكردائمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQvا ففي الحQQرة النQQوار والسQQرu يQQافQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQتىوأفضQQل ذكQQر ا تتلQQو كتQQابه فشQQم�ر أخQQا التوفيQQق واد�خ�QQللحضQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرةuلQQا جQQرار مQQن السQQه مQQففي حصQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQره�وهذا طريق¨ جQQامع الخيQQر كلQQuههنQQاء¨ وي�س�QQر¨ والغنQQى وصQQيانةوس�QQت�ر وتوفيQQق وبQQرu ورحمQQةوإن كنت ذا أرض فبو�رك ن�ب�ت�ه�QQاوإن كنت ذا غ�ز�ل فغزلQQك نQQافع¨طريقي طريق ا فيQQه منQQافع¨ أنا الشQQيخ عQQن شQQيخي تلقيQQت�و�ر�ج�هQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQا

وأ�ثني بحمد ا� بQQاري الخليقQQة�وآلs وأصQQحاب نجQQوم الهدايQQة�فعجQQQuل إليQQQه وادخلQQQنu بنيQQQuة�بحضرة إخوان أقQQاموا لحضQQرةبمQQدح رسQQول ا خيQQر البريQQuة وتسQQQمع� درس العلQQQم يQQQأتيبحكمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQةلتتلو مع الخوان كنQQز السQQعادة�ودعQQواته كنQQز¨ لهQQل الطريقQQةبQدنيا وأخQQرى فQQي جنQQانs ع�ل�ي�Qة�وعلQQQم¨ وإرشQQQاد¨ وحQQQب� ب�ه�ي�بQQQة�وحQQج� كQQثير¨ والطQQواف بكعبQQة�وإن كنت ذا ت�ج�رs فربح� التجQQارة�وإن كنت ذا ص�ن�عs نعمت بص�ن�عة� أنا الشQQيخ وابQQن إدريQQس شQQيخالعنايQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة� وشيخي هو ابQQن إدريQQس بحQQرالحقيقQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة� وفي النQQوم أحيانQQا وفQQي حQQالsةQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQيقظمكائد لشQQيطان فاح�QQذ�ر� لغفلQQة� ظلم¨ فل تركQQQن إلQQQى س�QQQوءظ�ل�مQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة�

106

Page 107: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

آتاني رسول ا بQQالو�ر�د منحQQةف�ب�ع�دك عنuا حيث ما كنQQت غفلQQةوذ�ك�QQرك للرحمQQن نQQور¨ وتركQQههواتف� شيطان تQQوالت� فر�د�هQQافما خQQاب ذو ذكQQرs لQQرب¥ جللQQهفل تنس م�ن� ل�و�له� ما كنت كائنvا فإن� كنQQت مقQQدامvا فهQQذا مجQQالم�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQن� فل تجعQQQل الشQQQيطان يQQQأتيموسوسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQvا أيحسQQن منQQك السQQوء إن كنQQتv عQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاقلوبQايعت شQQيخvا للعلQوم محققQQvاعليQQQك بحفQQQظs للكتQQQاب فQQQإنه وتتلQQQوه جQQQوف الليQQQل والليQQQل�مظلQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQم¨ طريقQQي هQQو القQQرآن والعلQQموالت�ق�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQىحQQال تلميQQذي إذا مQQا رأيتهQQم وبعQQد غQQروب الشQQمس يتلQQونو�ر�د�هQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQمصQQلة وتسQQليم¨ مQQن ا دائم¨تقبQQل دعQQاء الجعفQQريu وم�QQد�ه�

بذكرs لربu العQQرش ذكQQرvا بهم�QQة�يرد� شياطين النفQQوس بس�QQر�عة� ول ت�ن�QQس� قQQرب ا فQQي كQQللمحQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة�تقد�م في الميQQدان بيQQن الحب�QQة�إليك وقQد نQوديت هي�QQا لحضQرة� وقQQQد رشQQQحوك القQQQوم أهQQQلالحقيقQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة�لQQه قQQدم التحقيQQق بيQQن البري�QQةأنيس¨ لهل الذكر في كل ليلQQةلتسبح في النوار حQQال التلوة ومQQQQدح رسQQQQول ا مQQQQاحيالضQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQللة�لدى حضرة القرآن ك�QQلu ع�ش�QQي�ة�وبعد صلة الصبح خيQQر التلوةعلى خير مبعوث إلى خير أم�QQة�بأسرار علمs من علوم الحقيقQQة�

]91-8/90[الديوان

107

Page 108: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الفصل الثالثآداب الطريق في مدرسة المام الجعفري

الدب في اللغة معناه: الشيء المستحب.u تحقQQر م�QQن� دونQQك أي: � تنظر إلى م�ن� فوقك، وأل وهو في اصطلح الصوفية: أل

تعرف قدر نفسك وحدودها، فل تتجاوزها. وقد اشترط الصوفية للمريد آدابvا يراعيها مع ا في عبادته، ومQQع رسQQول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- ومع شيخ الطريق المرب�ي والد الروح، ومع إخQQوانه

في الطريق، ومع جميع المسمين. وفي الطريقة الجعفرية استيفاء كامQQل لهQQذه الداب، وإرشQQادات واضQQحة مQQن

شيخ الطريقة سيدي صالح الجعفري- رضي ا عنه- إلى بناء الطريق.ولنبدأ بأهم الداب وأعظمها، وهو: الدب مع ا تعالى:

: أدب المريد مع ا تعالى: v أول غاية التصو�ف: الوصQQول إلQQى معرفQQة ا تعQQالى معرفQQة العبوديQQة والخلص والمحبة، أو كما ي�ع�ب�ر عنه بمقام الحسان، وهو أن تعبQQد ا كأنQQك تQQراه، فQQإن

لم تكن تراه فهو يراك. ول يستطيع الس�الك في الطريQQق أن يصQQل إلQQى شQQيء مQQن ذلQQك إل بالتمس�Qك بالداب، والتري�ض بألوان المجاهدات، والتحلQQuي بمكQQارم الخلق، والمسQQارعة

إلى الخيرات، والكثار من ألوان الطاعات. وقد عني مؤسس الطريقة الجعفرية بتربية المريQQدين، وتعليمهQQم الداب الQQتي

يجب عليهم أن يلتزموا بها في معاملتهم مع ا- تعالى- وأول هذه الداب:الخQQلص :

وهو قاعدة أساسية في الطريق إلى ا تعالى، وهو غاية التصQQو�ف وثمرتQQه، وعليه مدار قبول العمال، وقQQد أفQQرد لQQه المQQام الجعفQQريu - رضQQي ا عنQQه-v خاص§ا مQQن كتQQابه «اللهQQام النQQافع لكQQل قاصQQد». بQQدأ فيQQه بشQQرح معنQQى فصل

الخلص، وحقيقته- فقال: «الخلص لله تعالى هو: أن يقصد بعمله وقوله و�ج�ه ا تعالى، فQQإذا قصQQده وجده، وإذا وجده عبده، وإذا عبده قر�به، وإذا قر�به يتجلuى عليه بتجلuي الفعال،

108

Page 109: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

�و�حال؛ لن العمل كالراحلQQة الموصQQلة، إذا وجهQQت إلQQى المنقذ من الباطيل وال الجهة المقصQQودة وصQQلت، وإذا وجهQQت إلQQى غيرهQQا كلمQQا سQQارت ابتعQQدت، فل تجعلن� عملك المقرuب م�ب�ع�دvا، ول قلبك لما فيه من اليقين م�ف�نuدا، إنمQQا إخلصQQك

].109مشن� يقينك، وإنu يقينك ع�ي�ن دينك» [اللهام النافع، ص ثم شرع - رضي ا عنه- ي�ب�ي�QQن للمريQQد ثمQQرة الخلص، وفQQائدته فQQي الQQترقي والوصول إلى قرب المحبوب، وأنQه درجQات ومنQازل ينالهQا العابQد بقQدر تQوجه النية، وصدق العقيدة- فيقول - رضي ا عنQQه: «العمQQل كالجسQQم، والخلص فيه كالروح، فعمل بغير روح ما عليه نور يلوح، ول منه طيQQب يفQQوح. ف�اس�QQق� يQQا أخانQQا أشQQجار و�ر�دك بQQالخلص الQQذي فQQي و�ر�دك كQQي تحيQQا أشQQجاره، وتفQQوح أعطاره، وتغرuد على أفنانه أطياره، فتطربك نغماتها، وتحركك إلى المل العلى غريب لغاتها، فتهتز منك الروح طربvا، ويQQدهش العقQQل عجبQQvا، عنQQد رفQQع أسQQتار غوامض دقائق حقائق خفيات أمور عز� على القلم تسطيرها، وقلبك ترجمانهQQا وخبيرها. ف�س�لuه� عنها، فإنه ل ي�س�لuو عنها، وس�لuه عن الخلص وأين مقQQره منQQه، إذ� به قد قر�ت� عيناه، وعظمت جدواه، واهتزت أرضه وربQQت، وأحبQQت وعشQQقت ولب�ت، فأنبتت ما حي�ر الفكار الوصول إلى جني ثماره، والوقQQوف علQQى دقQQائق أخباره، والنظر إلى وامض برق أنواره، وهQQل عرفQQت الخلص حQQتى تطلبQQه؟ فإذا طلبته وجدته وإذا وجدته أعجQQزك حصQQره، وحي�QQرك س�QQر�ه، فكيQQف ت�خ�ل�QQص� ل�م�ن� خ�ل�ق� إخلصك، وبيده خلصك. أم كيف تقصده بالعمل وقQQد خلقQQه وبQQدأه وكو�نه وبراه، ويعلمه ويراه قبل أن تقصده به، وتخلص لQQه فيQQه؟ فواعجبQQvا ثQQم واعجبvا ممن قصد به غيره وليس لغيره يه ذر�ة ب�و�ج�ه من الوجوه، ولذلك قQQال

� ترى الخلص». بعضهم: «الخلص أل ومعناها: من ضمن الخلص لله في العمل والقول أل ترى إخلصQQك منسQQوبvا إليك خ�ل�قvا وإيجادvا، ول أنت الذي سقته إليك حيث وجدت استعداده، فهذا القائل� بQQالله» يذكرك بكلمQQه أن المهيمQQن هQQو ا تعQQالى، وأنQه ل ح�QQو�ل ول قQQو�ة إل

].111-110[اللهام النافع: ص

109

Page 110: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

«اعلم يا م�ن� توجuه إليه فؤادنا، وخاطبنQQاه بروحنQQا: أن المريQQد إذا قصQQد بعملQQه وجه ا تعQQالى خرجQQت روحQQه مQQن جسQQده، وهQQذا هQQو غسQQلها حQQتى تتلقQQى مشاهدة من تلشت أمام معرفة ك�ن�ه ذاته العقول، بمصباح مQQن أمQQره ل مQQادة

الفارض - رضQQي ا له ول أ�فول، فتسقى في حضرة أنسه ما في و�ص�ف�ه ابنعنه- يقول:

ونور¨ ول نار¨ وروح¨ ول ج�س�م�صفاء¨، ول ماء ول�ط�ف¨ ول ه�Qو�ى وبهذا الشراب الذي تشرفت بشاربيه البرازخ يكون المريد مريدvا وي�وص�ف بالثابت

الراسخ. والحذر كل الحذر من الزلل بعد الرسوخ في طريق ا، (ف�ت�ز�ل� ق�د�م¨ ب�ع�د� ث�ب�وت�ه�ا

).94و�ت�ذ�وق�وا الس�وء� ب�م�ا ص�د�د�ت�م� ع�ن� س�ب�يل� الل�ه�) (النحل: من الية].115فما زل� م�ن� عرف، وم�ن� عرف ما انحرف [اللهام النافع: ص

عملك إذا لم يكن مخلصvا لوجه ا تعالى- ل يقبله ا- فأين إخلصك؟ وهQQل خرجت من سجن نسك أم ل تزال في أقفاصك؟ وهل بلغك عنQQه كيQQف كQQان؟ وكيف أحرمت ح�ل�فه في الصلة وأض�ع�ت� الركان؟ وهل وق�ف�ت� الوقفQQتين حQQتى تقفهما لله ولغيره، ولم يخيل إليك أن عزتك عنQQدهم. (و�ل�ل�QQه� ال�ع�QQز�ة� و�ل�ر�س�QQول�ه�)

).8(المنافقون: من اليةuلQQي كQQوماذا عليك لو نفضت يديك منها ن�فض الق�ديد، وتهيأت للتجلي اللهي فف نفسs تجل¥ جديد، هذا عسلنا فيه شفاء للناس ما يصلح معQQه الحنظQQل، طQQوبى لعبد عرف مQQوله وعليQQه توك�QQل، وعلQQى وجQQه الكريQQم أ�ق�ب�QQل» [شQQهد مشQQاهدة

] «كل�مQQا خرقQQت العQQادة فQQي إخلصQQك أطلقQQت مQQن وخيQQم78الرواح التقيQQة: أقفاصك، حتى تصل بQQه إلQQى مQQا وصQQل المخلصQQون م�QQن� تجل�QQى عليهQQم الحQQق سبحانه بنعمة الخلص الس�اري في السرu الس�اري، وبه يفتح لشQQعاع شمسQQه، فتضيء جوانب قلبه، فيشاهد رئيس حزب ا مع حزبQQه (أ�ول�ئ�ك� ح�QQز�ب� الل�QQه� أ�ل

) [انظQQر: اللهQQام النQQافع،22إ�ن� ح�ز�ب� الل�ه� ه�م� ال�م�ف�ل�ح�ون�) (المجادلة: من اليQQة].110ص

110

Page 111: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فالخلص كما يجليه لنا المام الجعفريu - رضي ا عنه- بأنوار معرفته يزيQQل الغشاوة من على عيني المريد، فيجعله يQQرى أسQQرار العبQQادة بنQQور ا تعQQالى فتنكشف له الحقائق، ويذوق حلوة الذكر، وي�ب�صQQر مQQا كQQان غائبQQvا عنQQه بسQQبب

رؤيته لنفسه، ونظره إلى عمله- يقول - رضي ا عنه: «اعلم يا م�ن� هداه ا إلى دينه، وم�ن� عليQQه بعيQQن يقينQQه أنQQك إذا أخلصQQت للQQه تعالى في عملك، وأقبلت عليه بقلبك، أقبل الحقu سQQبحانه وتعQQالى- عليQQك وإذا أقبل عليك صارت الدنيا والخرة كأنهما بين يديك، وتغلبت روحك على جسQQمك فبرزت، أنوار أقوالك على أقوالك فلمعت، وآثار أفعالك على أفعالك فسطعت، فصار جسمك عيونvا إلهية للتجلQQي، وتQQأهبت روحQك للتخلQQي، ورددت قQQول ابQQن

الفارض - رضي ا عنه: م�ذ� ص�ار� ب�ع�ض�ي� ك�ل�يف�ص�ر�ت� م�وس�ى ز�م�ان�ي

فصرت تسمع القرآن منك لم�ا تكر�م عليك، ورضي عنQQك، وجعQQل لسQQانك ممQQر§ا للوحي اللهي، المنزل على الق�ل�ب المحمديu، وجعل قلبك مهبط الف�ه�م الر�باني،

].109ومحل التنزل لذلك الس�رu الخفيu» [اللهام النافع، ص وقد كرر الكلم على الخلص، ودوره في تربية المريQQد، وإعQQانته علQQى نفسQQه المuارة بالس�وء، فهو الم�ن�ج�QQى والخلص مQQن ظلمQQة النفQQس، وحجQQاب الهQQوى-

يقول رضي ا عنه:�ق�ف�اص�عليك بالخQQQلص ت�ن�جو� من ال]7/96[الديوان ب�اب¨ ب�أ�م�QQر� ا�ف�ف�يQه� ل�ل�خ�QQQQل�ص�

الص�QQد�ق : وهو صفة ملزمة لبن الطريق ل تنفك عنQQه، ول يحيQQد عنهQQا قيQQد أنملQQة، وهQQو داخل في باب الخلص للQQه تعQQالى، فQQإن المريQQد الصQQادق هQQو الQQذي تطQQابق

أقواله أفعاله، ويصدق باطنه ظاهره. ومعنى الصدق في الطريق أن يعزم المريد علQQى اللQQتزام بكQQل مQQا عاهQQد بQه شيخه عليه، وأن يجتهد ويسعى في سبيل تنفيذ أوامر شيخه الذي يQQأمره بكQQل خير، ويحذره من كل شرu، وأن يكQQون صQQادقvا مQQع ا تعQQالى، فل يظهQQر أمQQام

111

Page 112: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الناس بمظهر العابد الناسك، وقلبه مظلم مليء بالحقد، والضQQغينة، أو� ي�س�QQيء معاملة الناس، ويغلظ لهم القول، فالصدق هو مطية العابد الQQتي يخQQترق بهQQا جبال الجهالة، والسيف الذي يقطع به رءوس الهوى والضللة. يقول الجعفري

- رضي ا عنه-: «الص�د�ق جواد قويu، وس�ي�ف بت�ار. فاركب جوادك يا عبد ا، وادخل بQQه ميQQدانالرجال (م�ن� ال�م�ؤ�م�ن�ين� ر�ج�ال¨ ص�د�ق�وا م�ا ع�اه�د�وا الل�ه� ع�ل�ي�ه�) (الحزاب: مQQن اليQQة

) واضرب بسيفك شيطانك، وأهواء نفسك، م�ج�اهدvا بكتاب ربك (و�ج�اه�د�ه�م�23 ). أي: بQQالقرآن حQQتى ت�ك�ت�QQب مQQع الQQذين52ب�ه� ج�ه�ادا ك�ب�يرا) (الفرقان: مQQن اليQQة

عرفوا الحق ولزموا الوراد، وجاهدوا في سبيل ربهم حقu الجهQQاد (و�ج�اه�QQد�وا].56) » [المعاني الرقيقة: ص78ف�ي الل�ه� ح�ق� ج�ه�اد�ه�) (الحج: من الية

التقQQQوى : وهي كلمة جامعة لكل خصال المؤمنين، وتندرج تحتها سQQائر أنQQواع الطاعQQات،

فالتقوى هي اليمان، وهي الحسان، وهي عبادة ا تعالى حقu العبادة. وقد تكل�م عليها المام الجعفQQريu - رضQي ا عنQه- وبي�Qن أسQQرارها ومقاماتهQا وآثارها في نفس المريد، بما يغني عن كل كلم، فإليك أيها القارئ هذه الد�ر�ر

الس�ن�ي�ة: «ت�ق�و�ى: التاء: إشارة إلى التوك�ل، والقQQاف: إلQQى القناعQQة، والQQواو: إلQQى الQQورع،uقQQام بحQQى القيQQاف: إلQQد، والقQQى التوحيQQارة إلQQوالياء: إلى اليقين، أو التاء: إش الخالق والعبيد، والواو: إلQQى الو�ج�QQد والش�QQه�ود، واليQQاء: إلQQى اليقظQQة لكQQل يQQوم

مضى ثم ل يعود، ق�لت�:ت�ق�QQو�ى اللQQه أن ت�QQر�ى سQQميعvامؤيQQQQQQدvا لسQQQQQQنة الم�خ�تQQQQQQار�بالجQQدu فQQي العمQQال والس�QQد�اد�وأن� تكQQQQو�ن� قQQQQQارئvا للع�ل�QQQQم

QQQQQvا v م�ط�يعّ� ل�ق�QQQQQو�له� وعQQQQQاملو�ه�QQQQQاج�رvا م�ج�QQQQQال�س� الو�ز�ار�في القول والزهQQد مQQع الو�ر�اد�ومرشQQQQQدvا مؤي�QQQQQدvا بQQQQQالح�ل�م�

فالتقوى هي مطيQة كQQل خيQQر يصQل بهQا النسQان إلQى خيQQري الQدنيا والخQQرة،

112

Page 113: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وسعادتيهما، فمن ل تقوى عنده ل خير فيه، ول سعادة له. بها يصل العالم إلى معرفة أسرار العلم (و�ات�ق�وا الل�QQه� و�ي�ع�ل�م�ك�QQم� الل�QQه�) (البقQQرة:

). أي: اعملوا بما علمتم يعلمكQQم ربكQQم أسQQرار العلQQم، ويكشQQف282من اليةلكم عن اسراره، حتى تلوح لكم أنواره، وتظهر عليكم آثاره.

وبالتقوى يحصل للنسان المكروب الفرج والمخرج (و�م�ن� ي�ت�QQق� الل�QQه� ي�ج�ع�QQل� ل�QQه�).2م�خ�ر�جا) (الطلق: من الية

سمعت من شيخي محمد السuمالوطي- عليه الرحمة والرضوان- حكاية ذكرها عندما قرأ حديث «احفظ ا يحفظك» [رواه المام أحمد في مسQQنده]. قQQال: «وقع رجل¨ تقي� في شد�ة، وهي أن امرأة دعته إلى بيتهQQا، فلمQQا وصQQل للQQبيت غل�قت البواب، ودعته إلى نفسQQها، فأمرهQQا بطعQQام، فQQذهبت لتQQأتيه بQQه، فقQQام توضأ، وصل�ى ركعتين، وقال: اللهQم هQQذه التقQQوى فQQأين المخQQرج؟ فQQان�ف�ل�ق� لQQه

الجدار فخرج منه، فجعل ا� له مخرجvا بسبب تقواه». ) أي: بQQأن يسQQاعدهم، وأن128(إ�ن� الل�ه� م�QQع� ال�QQذ�ين� ات�ق�QQو�ا) (النحQQل: مQQن اليQQة

يعينهQQم وأن يكQQون لهQQم علQQى مقتضQQى حQQالهم، فQQالفقير يحتQQاج إلQQى قQQوت، والمريQQض يحتQQاج إلQQى شQQفاء، والخQQائف إلQQى أضQQم�ن، والضQQعيف إلQQى قQQوة، والمظلوم لى إنصاف والمطلوب إلQQى ن�ص�QQرة، والكسQQول إلQQى نشQQاط، فQQالحق سبحانه وتعالى- يكون مع كل تقيu على حسب ما يحتاجه، ويزيده من فضQQله: (و�ي�س�ت�ج�يب� ال�ذ�ين� آم�ن�وا و�ع�م�ل�وا الص�ال�ح�ات� و�ي�ز�يد�ه�م� م�ن� ف�ض�QQل�ه�) (الشQQورى: مQQن

).26الية وقد ذكر رسول ا- صلى ا عليه وآله وسQQلم- للتقQQوى موضQQعين: ظQQاهري،

:uوباطني (الول) في قوله- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم-: «ات�QQق� ا حيثمQQا كنQQت» [رواه

ذر]. الترمذي عن أبي أي: في أيu مكان كنت؛ لن ا تعالى معك حيثما كنQQت (و�ه�Qو� م�ع�ك�Qم� أ�ي�Qن� م�QQا

). أي: بعلمQQه وقQQدرته، ولطفQQه وبطشQQه، وعفQQوه4ك�ن�ت�QQم�) (الحديQQد: مQQن اليQQة

113

Page 114: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ومغفرته ورحمته وعنايته، واختياره وتدبيره، وقوته وقهره، وعظمتQQه وكبريQQائهوحفظه وغيرته.

وإذا كنت تقي§ا فاذكر أن ا معك بعنايته، وتوفيقه ورفقه ورأفتQQه وخيQQره وبQQرuه).128وإحسانه (إ�ن� الل�ه� م�ع� ال�ذ�ين� ات�ق�و�ا و�ال�ذ�ين� ه�م� م�ح�س�ن�ون�) (النحل:

قال الشاعر:ن�م� فالمخاوف كلهن� أ�م�QQان�وإذا العناية لحظتQك عيونها

وقلت في تائيتي:[الديوانبتقواك يا هذا تكون مكQر�مvا ال�ع�ن�اية� بع�ي�ن ملحوظvا ا� لدى

8/47[ «وإذا أردت تدبير أمر من المور فات�ق ا القويu الذي هQQو معQQك ب�ق�QQو�ته، قQQادر

على أن يقويك على فعلها، فاسأله القوة». «وإذا حدثتك نفسك بقهر عبيده، فQQات�ق ا الQQذي معQQك بقهQQره وجQQبروته فQQإذا رأيتك نفسك مقهورvا لغيرك فاعلم أن ذلك مظهر لتجليات اسم ربQQك القهQQار، إذ

كل ما سواه مقهور له، ول قاهر له- تعالى. وإذا جاءك العلوu والكQQبر فQQاذكر عظمQة ا تعQQالى وكبريQQاءه، وات�QQق ا الQQذي

يبغض المتكب�ر والمتعاظم، ويحب المتذلل له- تعالى. «وإذا و�س�و�س لك الشيطان بالمخاوف المفزعة، أو أو�عQQدك إنسQQان بالمهالQQك،

فات�ق ا الذي هو معك بحفظه يحفظك من كل شيء». «وإذا حدثتك نفسك بالسوء وبانتهQQاك الحرمQQات، فQQاذكر ا تعQQالى، واتQQuق ا الذي معك بغيرته على انتهاك حرماته- قال- صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم-: «ل أحد أ�غ�ير من ا» [رواه البخاري ومسQQلم]. فاحQQذر غيQQرة م�QQن� ل يبQQالي بعبQQده المجرم في أيu و�ادs هلك؛ لنك إذا أردت أن تعرف منزلتك عند ا فQQانظر إلQQىu منزلة ا في قلبك، فإن كان ا عندك محترمvا معظمvا كنت عنQQده كQQذلك، وإل

فأنت عنده كما هو عندك». موضع التقوى الثاني: في قوله- صلى ا عليه وآله وسلم- «التقQQوى هاهنQQا»

114

Page 115: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

[رواه مسلم] وأشار إلى صدره الشريف- ثلثvا. فالموضع الول وهQQو «حيثمQQا كنQQت» موضQQع إبرازهQQا، وهQQذا مقرهQQا وموضQQع كمونها؛ لن القلب كالسلطان، والتقوى هي قQQانونه العQQادل، والجQQوارح رعيتQQه، فإذا كان المر كذلك فلبد من ظهور آثQQار هQQذا القQQانون فQQي رعي�QQة السQQلطان، وأيضvا مثل القلب كالبيت المظلم كثير الركان، وأنواره التقوى، وكلما زاد العبQQد في التقوى زادت في قلبه النوار، وبها يكون له سلطان على شQQيطانه ونفسQQه

)، وبه يهتدي إلQQى عمQQل29(إ�ن� ت�ت�ق�وا الل�ه� ي�ج�ع�ل� ل�ك�م� ف�ر�ق�انا) (النفال: من الية أهل الخير والصلح، وإلى نور ا الس�اري في سائر السماء والصفات (ي�ه�QQد�ي

-31)... » [انظQQر: أسQQرار الصQQيام ص35الل�ه� ل�ن�ور�ه� م�ن� ي�ش�اء�) (النور: من الية41.[

«من لم يكن في قلبQه تقQQوى، ليQس فQQي سQبيل إرادة الحQQقu يقQوى، فل ت�Qد�ار� لخلق ا فيما يغضب ا عنك سر�ه ي�وارى، ول تأخذك في ا لومة لئم، ت�ن�ل�

].22من ا نفائس الغنائم» [اللهام النافع: sفات�ق ا ما استطعت، وافتح لنفسك بالله أبواب القرب، فما فتحت على عبد» إل حاز بها أعالي الر�تب، وعليك بالتمس�ك بالكتQQاب والسQQنة، فمQQن تمسQQك بهمQQا فقد نال غاية الم�ن�ة، ونادته السعادة وأقبلت عليه، وأناخت له ذلولها، ودق�ت� لQQه

].175في عوالمها طبولها» [اللهام النافع: «ف�م�ن� أراد الخرة فليعمل لها العمل الصالح، الذي جعله ا طريقvا لها. والدار الخرة هي الجنة، فالتقوى طريق إلى الجنQQة، ووقايQQة مQQن النQQار، والمعاصQQي

].17طريق إلى جهنم، وحجاب عن الجن�ة» [أسرار الصيام:

الر�ضا والتسليم لله تعالى : وهذا أدب¨ من أعظم الداب في طريQQق ا- تعQQالى- وأنفعهQQا لنفQQس المريQQد،

وأسرعها في دخوله في زمرة القوم. فالتسليم هو شعارهم وسلوكهم، والرضا بما قسم ا لهQQم هQQو سQQرu غنQQاهم واستغنائهم عن السuوي، يقول شيخ الطريق سQQيدي صQQالح الجعفQQري - رضQQي

115

Page 116: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ا عنه- مرشدvا إلى هذا المقام الرفيع:� بالQQذي هQQو واحQQد¨ فل ح�QQو�ل إل فسل�م له في المQQر تسQQلم مQQنالQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQردى ولول كلم ا فQQي الكQQون مQQاس�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQل�ت� سQQلم علQQى الر�اضQQين حQQازوارضQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاء�ه

� بQQQQQربu البري�QQQQQة� ول قQQQQQوة إل وك�QQQن� راضQQQيvا تسQQQلك� طريQQQقالس�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQلمة�ول ت�QQم� ف�ت�QQح الطQQالبين لحكمQQة� فه�QQم� فQQي جنQQان الخ�ل�QQد قبQQلالس�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQلمة�

]8/40[الديوان

uبيQQان القلQQاب الطمئنQQه بQQح لمتQQد فتQQفإن النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- ق الذي هو حياة الروح وسرها، ونور القلQQب، وقQQائد العقQQل إلQQى فكQQر مQQع تQQؤدة وسكينة، وذلك هو بركة ذكر ا الكبر (أ�ل ب�QQذ�ك�ر� الل�QQه� ت�ط�م�ئ�ن� ال�ق�ل�QQوب�) (الرعQQد:

) وفتح لها بQاب الرضQQا، وعل�مهQQا كيQQف ترضQQى بقضQQاء ا وقQQدره،28من الية فرضيت أمة محمد- صلى ا عليه وآله وسلم- صاحب الجQQاه العظيQQم بقضQQاء ا وقدره، ح�س�بما عل�مها نبيهQQا- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- فنQQالت مQQن اتعالى أن قال في شأن رجالها (ر�ض�ي� الل�ه� ع�ن�ه�م� و�ر�ض�وا ع�ن�ه�) (البينة: من اليQQة

) رضوا بقضاء ا تعالى، وصبروا على أحكامه، فنالوا من ا تعالى الرضا.8ق�ل�ت� في تائيتي بف�ض�ل ربي� :

رضQQينا بحكQQم ا فينQQا فQQإنهوكل الذي يرضQQى بحكQQم إلهQQهويلقQQى عليQQه ا فيهQQا رضQQاءهفكن واثقvا بالله وارض بحكمه

عليم¨ بنا يقضي بحQQق¥ وحكمQQة ينQQQال مQQQن الرضQQQوان أعظQQQمروضQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQةبدار خلQQود فQQي شQQهود ونعمQQةول تلتفQQت يومQQvا لQQدار القطيعQQة

]8/46[الديوان وإذا ترددت في أمرين أو أمور فجاءك أمر غير مرادك فQQاعلم أن هQQذا باختيQQار

)، وفQQي68ا فارض به (و�ر�ب�ك� ي�خ�ل�ق� م�ا ي�ش�اء� و�ي�خ�ت�QQار�) (القصQQص: مQQن اليQQة

116

Page 117: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الحديث: «اللهم خ�ر� لي واخ�ت�ر� لي» فل تسخط ول تحQQزن، وكQQن راضQQيvا بحكQQم].41-35ربك واصبر عليه» [انظر: أسرار الصيام:

سل�م إليك أمQQورvا ل�س�QQت تعلمهQQاول تضق بQQأمور قQQد فتنQQت بهQQا

جل� العليم بمQا يQأتي ومQQا كان�QQاواسQQQتغفر ا تو�ابQQQvا ودي§ان�QQQا

]6/943 [الديوان «وإن أردت تدبير مر من المور فاتق ا الذي معك بتQQدبيره، والQQذي قQQد�ر لQQك

].35رزقك، ودبره لك قبل خلقك بخمسمائة ألف عام» [أسرار الصيام: ق�ل�ت� في لمQيتي :

اتQQQQرك التQQQQدبير للQQQQه الQQQQذيليQQQQس بالتQQQQدبير شQQQQيء زائد

دب�QQر الشQQيا قQQديما فQQي الز�ل�بقضQQاءs كQQل� شQQيءs قQQد ح�ص�QQل�

]36[أسرار الصيام: �ر�ض�) (السجدة: من الية �م�ر� م�ن� الس�م�اء� إ�ل�ى ال ).5قال تعالى: (ي�د�ب�ر� ال

v �م�QQQQQQر لQQQQQQه مبتهل سQQQQQQلم الvي أزلQQQQQQر إلهQQQQQQر المQQQQQQدب�

ل تك�QQQن� مثQQQل أ�ن�QQQاس د�ب�QQQر�وايQQQأتي أم�QQQر ا�QQQ ل ي�س�QQQت�أ�خ�ر�

]9/98[الديوان الحرص على الط�اعات وتجن�ب المعاصي :

وهذا أول ما يعاهد المريد شيخه عليه، وإن الحد� الفاصQQل الQQذي يلتقQQي عنQQده المريد مع شيخه هو الطاعة، وبدايQQة الفQQتراق بينهمQQا عنQQد جنQQوح المريQQد إلQQى

المعاصي والمخالفة. يقول مولنQQا المQQام الجعفQQري - رضQQي ا عنQQه-: «يQا أخانQQا فQQي ا تعQالى: تجمعنا الطاعة، وتفر�ق بيننا المعصية، فعليك بطاعQQة ا تعQQالى، والحQQذر كQQل

].13الحذر من معصية ا تعالى» [مفاتح كنوز السماوات والرض: «اعلم يا عبد ا: أن الطاعة حقu، والمعيQQة باطQQل، واسQQتلزم الطاعQQة سQQابق، واختيار المعصية لحQQق، والحQQقu يزهQQق الباطQQل، فمQQن أقبQQل علQQى الطاعQQات

زهقت معاصيه لحقية الطاعة، وبطلن المعصية. فمن اختار المعصية فقد اختار اللحق، وأصل الختيQQار يكQQون للس�QQابق. ولهQQذا

117

Page 118: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

يفرح الطائع بطاعته؛ لنه اختار السابق، ووضع الشQQيء فQQي موضQعه (ف�ب�QQذ�ل�ك��حQQق58ف�ل�ي�ف�ر�ح�وا) (يونس: من اليQQة )، وينQQدم فاعQQل المعصQية لنQه اختQQار الل

ووضع الشيء في غير موضعه، ولم يكون موفيvا لستلزامه الس�ابق [المعQQاني ]. وعلمة صاحب الحبu اللهي أنه كلمQQا ازدادت محبتQQه للQQه تعQQالى12الرقيقة:

ظهرت عليه موافقة الكتاب والسنة، والمبادرة إلى إقام الصلة، وإيتاء الزكQQاة، والحج، والصوم، وفعل الخيرات، وترك المنكرات؛ لن المعصية والحبu ضQQدان ل يجتمعان، ومن ادعى اجتماعهما فقد كذب، إذ رفيق المحبة الطاعة، ورفيق الب�غ�ض المعصية (ق�ل� إ�ن� ك�ن�ت�م� ت�ح�ب�ون� الل�ه� ف�ات�ب�ع�ون�ي ي�ح�ب�ب�ك�م� الل�QQه�) (آل عمQQران:

)، قلت في تائيتي:31من اليةعلمQQة� حQQبu ا طاعQQة أمQQرهوم�QQن� يQQد�ع� ح�QQبu اللQQه� وي�ع�صQQه�

�ه�QQQQل� وللب�غ�QQQQض ع�ص�QQQQي�ان لالش�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQق�او�ة�فQQذلك كQQذ�اب¨ رفيQQق� الج�ه�الQQة�

[انظQQر: أسQQرار الصQQيام، ص 37[

المسارعة إلى العمال الصالحة : وهي السباب التي يتوصل بها المريد إلى رضا ا تعالى، وهي للروح بمنزلQQة الغذاء للجسد، وهQQذا مQQا ن�ب�QQه عليQQه المQQام الجعفQQري - رضQQي ا عنQQه- وهQQو يخاطب ابن الطريق بهذه القوال والح�ك�م: «اعلم يا أخانا فتح ا عليك فتQQوح العارفين به المقبلين عليه: أن الروح الحي�ة باليمان غذاؤها العمQQال الصQQالحة الحي�ة، فهي دائمvا أبدvا تتغذى بها، كما يتغذuى الجسم الحي بأنواع الطعام الحيuة

بالفيتامينات، ول يرضى بالتراب والحجر، فإذا مات سكن التراب والحجر. كما أن الكافر المحكوم عليه بالموت يكتفي بالمعاصQQي الميتQQة المجQQردة عQQن فيتامينQQات الحيQQاة، فالعمQQال الصQQالحة للرواح الصQQالحة، والعمQQال الخبيثQQة للنفس الخبيثة قال عليه الصلة والسلم: «اعملوا فكل� ميس�ر¨ لمQQا خ�لQQق لQQه»

[رواه مسلم].v أو «اعلم يا أخانا في ا تعالى أن الخاطر الذي يخطر بقلبك طالبvا منQQك فعل

118

Page 119: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

v فاع�رض�ه على الكتاب والسنة، فإن قبله فاعلم أنه من المل�ك فسارع فQQي قول إنفاذه، وإن لم يقبله ففرu منك فرارك من السبع، واعلQQم أنQQه مQQن الشQQيطان»

] يقول - رضي ا عنه-:32[المعاني الرقيقة: سQQميع¨ بصQQير¨ ق�QQل� ل�ق�QQو�ل يحبQQهول تفعQQل الفعQQل القبيQQح لنQQهv للخيQQQر يرضQQQاك وكQQQن فQQQاعلخQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQالقيول تغضQQQبن� ا يومQQQvا فQQQإنه ت�QQر� منQQه مQQا يرضQQيك إن كنQQتمخلصQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQvا

وإيQQQاك والقQQQول القبيQQQح مQQQنالج�ه�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQل�يراك فل تغضب إلهQQك بالفعQQلبرضوانه العلى تعيQQش بل ذل� بصQQQير¨ سQQQميع¨ سQQQامع القQQQولوالفعQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQل� بأفعالQك الحسQنى لQQدى الQQوعروالس�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQه�ل�

]101-8/100[الديوان فهما سبيلن واضحان أمام النسان، ولكل منهما نهاية مرسومة وغرض م�حد�د فمن اتجه إلى طريق المعاصي والساءة فنهايته الخسران والهلك في الQQدنيا والخرة ومن هدي إلى طريق الخير والحسان والطاعQQات، فعQQاقبته الحسQQنى

والحسان والنعيم في الدنيا والخرة:يقول سيدي صاحب النوار والسرار والكرمات:

رضاه لمن قد قام بQQالمر يQQا فQQتىسQQبيلن فQQي الQQدنيا لQQدارين وص�QQل فQQإن سQQرت فQQي الحسQQنى وصQQلتإلQQQQQQQQQQQQQQQQQQى الهنQQQQQQQQQQQQQQQQQQا وقولQQQك فQQQي الحسQQQنى قضQQQاهلتشQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQكرن�فهذا هو المطلوب إن كنQQت حاذقQQvا

ويغضب مولنQQا ل�فع�QQل السQQاءةفعالك للحسنى وفعQQل القبيحQQة وإن سQQرت فQQي الخQQرى فQQدارالعقوبQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQةوقولك في الفحشا أسأت� بزلتيول تنسب الفحشا لQQرب الجللQQة

]4/589[الديوان

التفكر� في النuعم والشكر :

119

Page 120: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وهي عبادة النبياء والصالحين، ووسQQيلة العQQارفين إلQQى توحيQQد رب العQQالمين، فالتفك�ر من أجلu العبادات التي يشترك فيهQQا العقQQل والقلQQب والبصQQر، ويQQترجم عنها اللسان بحمد ا تعالى وشكره، ومما جاء عن المام الجعفري - رضQQي

ا عنه- في بيان فضيلة التفك�ر والتدب�ر في النعم: «ما أغفل من لم يشاهد في فعله آية ربه، الذي له في كل شيء آيQQة، تنطQQق

بوحدانيته، وتدل على عظمته وبديع حكمته، وما أحسن قول أبي العتاهية:أي�QQا عجبQQvا كيQQف ي�عصQQى اللQQهوفQQQي كQQQل شQQQيء لQQQه آيQQQةوللQQQQه فQQQQي كQQQQل تحريكQQQQة

أم كيQQQQف يجحQQQQده الجاح�QQQQد�تQQQQدلu علQQQQى أنQQQQه الواحQQQQد�وتسQQQQQQكينة أبQQQQQQدvا شQQQQQQاهد�

وقلت في تائيتي :آيات ربك في الفعQQuال جميعهQQافي كل شQQيء آيQQة تهQQدي إلQQى فانظر أخي� إلى السQQماء فكQQمبهQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQا والرض والفQQQQاق والس�QQQQح�بالQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQتي

تنبيك حقvا عQQن عظيQQم القQQدرةأن اللQQQه لQQQه بQQQديع الحكمQQQةمQQQن آيQQQة للنQQQاظرين بفكQQQرةبيQQن السQQماء فيالهQQا مQQن آيQQة

]39 [أسرار الصيام:

وما أكثر البيات التي جاءت في ديوان المام الجعفQQري تQQدعو إلQى تQدب�ر آيQات ا في الكون، وتسQQبح بحمQQد ا وشQQكره علQQى نعمQQه فQQي الخ�ل�QQق واليجQQاد والرزق، وألوان النعيم التي م�ن� يشكر ا تعالى عليهQQا، ويQQداوم علQQى الحمQQد، ول يستخدم تلQQك فQQي غيQQر طاعQQة ا، فQQإن ذلQQك النعيQQم سيسQQتمر معQQه يQQوم القيامة، ولكن على صQQورة أخQQرى، إنQQه نعيQQم سQQرمدي مقيQQم، وسQQرور دائم ل

ينقطع- يقول- رضي ا عنه- في إحدى قصائده:ا رب� واحQQQد¨ خلQQQق الQQQورىآثQQQار قQQQدرته بQQQدائع صQQQنعه

ف�ه�QQم� العبيQQد� ل�QQه بغيQQر م�QQر�اء�أحيQQQاهم� بQQQالروح بعQQQد فنQQQاء

120

Page 121: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

رزق الجميQQع بلطفQQه وبعلمQQهالطير يرزق والوحوش بقفرهاحشQQرات أرضs كلهQQا مرزوقQQةوا قQQQد كتQQQب اللQQQه لرزقنQQQاوا ما رزق النام سQQواه مQQن� نظرت إلى السحاب وغيثها هل م�QQQQن� أنQQQQزل الغيQQQQث الQQQQذيشQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاهدته؟سبحان من جعل التراب منوعvا قQQد وافQQق الجسQQد الضQQعيفغQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQذاؤهتلك الفواكه هل سمعت فوائدvاتلك اللحوم ومQQا بهQQا مQQن قQQو�ةتسQQعين عامQQvا تQQأكلن� طري�هQQاوإلى الممات لك التمت�QQع بالQQذيم�ن� غير ربك قQد أتQاك برزقQه؟إن كنت مرزوقvا كغيرك يا فQQتىوهQQب العبQQاد حيQQاته ونعيمQQهومنQQامكم بالليQQل أعظQQم آيQQةأولدكQQQQم وبنQQQQاتكم مكتوبQQQQةv ول م�ن� مات لQQم يQQترك لQQه أجل إن� كنQQت مQQن أهQQل العلQQوم فلتQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQدعواع�ل�QQQم� بأ�ن�QQQك� م�ي�QQQت¨ و�م�ق�ابQQQل¨سQQل�م� لQQه كQQل� المQQور ول تكQQن

فQQي البحQQر فQQي البلQQدان فQQيالصQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQحراء�والحوت يرزق في عميق الماء�رزق الجن�QQQة داخQQQل المعQQQاء�مQQا بالنQQا ن�ف�ض�QQي عQQن النعمQQاءأحدs ولم ي�ع�QQر�ف� علQQى الغQQبراءتخضQQر� منQQه جQQوانب الغQQبراء�م�QQن� جQQاء بالشQQجار بالغن�QQاء�يQQأتي إلQQى الQQدنيا بخيQQر غQQذاء�يحيQQQا بQQQه فQQQي قQQQوة وهنQQQاء�فيهQQا لQQدى العلمQQاء والحكمQQاء�خ�ل�ق�QQت� لجلQQك يQQا أبQQا البQQاء�من عند ربQQك قQQد أت�QQت� بقضQQاء�قQQد كQQان مكتوبQQvا ليQQوم لقQQاء�رز�اق يQQQرزق واسQQQع النعمQQQاء�فاشQQك�ر� إلهQQك خQQالق النQQواء�وأحQQاطهم رب�QQي بكQQل رجQQاء�والبعQQث بعQQد النQQوم كالحيQQاء�أرزاقكQQQم آجQQQالكم يQQQا رائيرزقQQvا وتلQQك عقيQQدة العلمQQاء�شكا بقلبك فQQي ه�QQدى النجQQاء�ر�ب§QQQا ك�ريمQQQvا أ�ر�حQQQم� الر�ح�م�QQQاء�عبQQQد التفك�QQQر صQQQاحب الراء��مQQراء� ل في قضQQاء الخلQQق والكل�فت مQQن� ف�ع�QQل مQQع الصQQغاء�

121

Page 122: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فيما قضى ا العظيQQم لخل�قQQهفك�QQر عبيQQد ا فQQي عمQQلs بQQه إن ضQQQاق رزقQQQك فاشQQQكرن�لQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرازقأو زاد رزقQQك فاشQQكرن� مزيQQده

ي�QQز�د�د� بفضQQل ا فQQي النمQQاء�أ�رف�ق� بذي الحاجQQات والفقQQراء

]191-7/187 [الديوان

وإذا كان الكون كله ميدانvا فسيحvا لتأمQQل قQQدرة ا الخQالق- سQبحانه وتعQالى- فإن التفك�ر في أحوال النسان واختلف خ�ل�قه وخ�ل�قQQه، وتبQQاين أحQQوال النQQاس بين غنيu وفقير،وصحيح وسقيم، وعالم وجاهل، هذا ذاكQQر¨ للQQه تعQQالى حاضQQر

القلب، وذاك غافل¨ لهs نائم. فسبحان ا العظيم الذي خلق النسان فسو�اه، وألهمه فجوره وتقواه. والن

تعال نتأمل معvا هذه التسابيح الجعفرية- يقول رضي ا عنه:الن�اس� في الدنيا كما شاهدتهممتوسQQط فQQي رزقQQه أو مكQQثرهQQذا طويQQل ذا قصQQير¨ شخصQQهألQQQوانهم ولغQQQاتهم وبلدهQQQمسبحان م�ن� خلق العباد بحكمةهذا مريض ذا صQQحيح يQQا فQQتىب�QQQاكs قQQQد أحQQQل� لQQQه البكQQQاوالذاكرون تراهم� في و�ج�د�هم�والنQQائمون تراهQQم� فQQي ليلهQQمقQQد سQQخ�ر الب�ح�QQر البQQي� بقQQدرةفمتى الرجوع إلى الله وقQQوله

ا فQQQQQر�ق بينهQQQQQم بعطQQQQQاء�وكذا الفقيQQر ي�ع�Qد� فQي الفقQQراء�هذا سمين¨ ذاك فQQي الض�QQع�فاء�أولدهQQم جQQاءت بغيQQر سQQواء�ونظQQامه يعلQQو علQQى العليQQاء�هQQذا يمQQوت مفQQارق الحيQQاء�والض�QQاحكون لمضQQحك وعنQQاء�ج�QQو�ف� الظلم بحضQQرة وبكQQاء�ج�ث�ثQQQvا مQQع المQQQوات والحيQQQاء�ج�ع�ل�ت�QQQه� منقQQQادvا بغيQQQر عطQQQاءضQQاقت بنQا الQQدنيا مQQن العQداء

]7/190-193[التوكل على ا تعالى :

يقول شيخنا الجعفري- رضي ا عنه-:

122

Page 123: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

«التوك�ل: تفوض المر للوكيل، والرجاء تعل�ق القلب بما عند الوكيل، فمن توكلعلى ا ورجا ا تعالى لم يكله ا إلى غيره في جميع المور.

ورحم ا القائل:فوضQQQQQت أمQQQQQري لخQQQQQالقييQQQQQQدبرني ول علQQQQQQم لQQQQQQي

وق�ل�QQت� لقلQQبي جفQQاك الجليQQلوهQQو حسQQبي ونعQQم الوكيQQل

u وقد توكل على ا تعالى، ورجا ا تعQQالى، وما من رسول أو نبيu أو وليu إل وتوكل الصوفية توك�ل ذوق شهوديu بالوراثة المحمدية على سبيل قوله- صQQلى ا عليه وآله وسلم-: «انصرفوا عني أيها النQQاس فقQQد عصQQمني ا» [أسQQباب النزول للواحدي] وذلQك لم�Qا نQزل قQQوله سQبحانه (و�الل�Qه� ي�ع�ص�QQم�ك� م�QQن� الن�QQاس�)

).67(المائدة: من الية وقول الخليل حين أرادوا إلقاءه في النار جاءه جبريل- عليه السلم- فقال له: هل لك حاجة؟ فقال: أما إليك فل، أم�ا إلى ا تعالى فعلمه بحالي يغني عن

سؤالي. قال ابن عباس- رضي ا عنهما-: «كان آخر قول إبراهيم- عليه السلم- حين

أ�لقي في النار ح�س�بي اله ونعم الوكيل» [رواه البخاري].والتوك�ل على ا حصن حصينة، ودرع واقية، وبه تحصل للقلب أحوال ع�ش�ر:

الولى : الطمأنينة إلى ا تعالى. الثانية : سكون القلب إلى قضQQاء ا تعQالى وقQQدره مQQع وجQQود حلوة يQQدركها

القلب عند حلول القضاء والقدر.الثالثة : جمع همu القلب بعد شتاته.

الرابعة : حول الشجاعة عند مقتضياتها.الخامسة : الثبات في مواقف الفرار.

السادسة : عدم التفكر فيما سيقع في المستقبل.السابعة : عدم الحزن والخوف والجزع.

الثامنة : عدم التوج�ه إلى الخ�ل�ق بقلبه.

123

Page 124: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

التاسعة : الرضا بما حصل.-128العاشرة : خلوu القلQQب مQQن تعQQب الفكQQر والتQQدبر [المنتقQQى النفيQQس: ص

129.[الس�عي في الرض والخذ بالسباب :

والتوكل علQQى ا ل ينQQافي الخQQذ بالسQQباب؛ لن التوكQQل عمQQل قلQQبي والخQQذبالسباب متعلuق بالجوارح.

وهذا المبدأ من أهم علمات الطريقة الجعفرية، وقد نQQال مQQن شQQيخها سQQيدي صالح الجعفريu عنايةv واهتمامvا، فكان يحث� أبناء الطريقQQة علQQى السQQعي فQQي طلب الرزق والكسب الحلل مما يعينهم على طاعة ا تعالى، ون�ف�ع الفقQQراء والمساكين. ول يجعل القلوب مشغولة بشQQيء غيQQر عبQQادة ا تعQQالى، وكQQان يحثهم على العمل الشريف فQQي سQQائر صQQوره، فQQالمهم أل يتبطQQل النسQQان أو

§ على غيره. يعيش عالة ك�لوتلك مزية في طريقته- رضي ا عنه- وهي سمة أبنائه اليوم.

فهم يعملون ويسعون في الرض ويأخذون بالسباب مما يجعلهم يعطون ول يأخذون، ينفقون على الفقراء والمحتاجين وإقامة المشروعات الناجحة لخدمة

عامة المسلمين- يقول صاحب المدد الجعفريu سيدي صالح:والس�عي مطلQQوب لكQQل فضQQيلةوالجQQد� مطلQQوب¨ لجQQل معيشQQةsدQQل تعب�QQوب لجQQم مطلQQوالعلsفازرع وتاجر واجتهد في صنعة

والترك� مطلوب¨ لQQدى الفحشQQاءوكQQذا السQQلح ل�ر�و�عQQة العQQداء�وكذاك في الQQدنيا مQQع العلمQQاءلتعيQQش فQQي الQQدنيا بخيQQر ثQQراء�

]7/190-191[ فالمؤمن إنما يجب عليه أن يأخذ بالسباب كما أمره ا تعالى، ومن أراد شيئvا طلبه، ففي طلب الحوائج من ا تعالى ق�ربة وتقر�ب مQQن العبQQاد إليQQه تعQQالى، وهو يحب� ذلك من عباده لن هذه هي طبيعتهم: هم يسألون ويطلبون، وا سبحانه يعطي ويمنح وهو وحده الرزاق ذو القوة المتين. يقول مولنا الشQQيخ

]8/101صالح الجعفري- رضي ا عنه-: [

124

Page 125: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فل تتركن� كسب المعالي فإنمافمQQن رام للولد يQQدعو إلهQQهومن رام حج البيت ينوي بقلبQQه ومQQن رام صQQوم الشQQهر ينQQويبقلبQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQه ومQQQن رام أن ي�ش�QQQفى ففQQQيالنحQQQQQQQQQQQQQQQل آيQQQQQQQQQQQQQQQة وفي عرش بلقيس أمQQور¨ لمQQن

درى

بأسQQبابها تQQأتي المQQور لحكمQQة�ولبد� من ك�س�QQبs يكQQون بزوجQQة�ولبQQد مQQن يQQومs يسQQير بسQQفرة�ويمسك عن أكل وش�ر�ب وق�ب�لQQة�لثبQQات أسQQباب الشQQفاء� بشQQربة� فمQQن ضQQمن أسQQباب خQQوارقعQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQادة

ومن هذه البيات السابقة يتضح منهجه- رضي ا عنه- وطريقته في التعامQQل مع الحياة فهو يسير على ن�ه�ج العلمQاء العQارفين، وأئمQة التصQQو�ف المحققيQQن، الذين التزموا آداب الك�س�ب والمعاش، وفر�قوا بين التوك�QQل والتواكQQل، فالسQQعي والعمل والخذ بالسباب كلها أمور تعين على عبQQادة ا تعQQالى ول حQQظ� فيهQQا

لحب الدنيا والنغماس في شهواتها وملذاتها. وهذا المنهج في السQQعي وطلQQب الQQرزق هQQو امتثQQال لمQQر ا تعQQالى لعبQQادهv ف�ام�ش�وا ف�ي م�ن�اك�ب�ه�ا و�ك�ل�وا م�QQن� �ر�ض� ذ�ل�ول جميعvا، بقوله (ه�و� ال�ذ�ي ج�ع�ل� ل�ك�م� ال

.)15ر�ز�ق�ه� و�إ�ل�ي�ه� الن�ش�ور�) (الملك: والنبي�- صلى ا عليه وآله وسلم- قد حث� على العمل ورغب فيه، وأثنى على العاملين في أكثر من حديث، وأعطQQى القQQدوة مQQن نفسQQه فكQQان يعمQQل بيQQده

الشريفة وكذل كان النبياء- عليهم السلم- من قبله يعملون. فهذا المنهج سائر على الكتاب والسنة يذكرنا المQQام الجعفQQري بهQQذه الحقQQائق

فيقول في إحدى قصائده:فQQالله يك�QQر�ه� عبQQده الب�ط�QQال� لsنعةQQQQأو ص sارةQQQQبتج sةQQQQبزراعواقQQرأ كلم ا (فام�ش�QQوا�) إنهQQا

ت�ن�س� الحQQديث فQQواجب¨ ت�ت�س�QQب�ب�هذا طريق الدين يا م�ن� يرغQQب� دل�QQت علQQى السQQعي الQQذي هQQو

125

Page 126: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فQQإذا سQQعي�ت� لQQك الث�QQواب علQQىالQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQذيهذا سبيل� الولين ف�س�ره علQQىالت�QQر�ك� عصQQيان� فك�QQن� م�ت�سQQب�بvا

مركQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQب�تسعى له ولك العانQQة تصQQحب�ن�ه�QQج الوائل خيQQر ن�ه�QQج ي�ط�ل�QQب�وعليك بالسعي الذي هو طي�ب�

]7/256[ملزمQة الذكQر :

الQQذكر هQQو عمQQاد الطريQQق، وهQQو حصQQن الوليQQة، ول�QQبu العبQQادة، وهQQو أنيQQس المستوحشين، وقر�ة عيون العارفين، وهو الوقود الذي تسير به سفينة القQQوم، وهو ثمرة قطب الرحى عندهم، وجل� الداب عنQQد أهQQل الطريQQق يQQدور حQQول

الذكر وآدابه وثمرته وأنواعه وأوقاته... وغير ذلك. وقد تقدم الكلم على الذكر عند مبحث الوراد نثبت هنا بعض ما ذكره المQQام الجعفري حول معنى الذكر عامة وفوائده، ومنزلQQة الQQذ�اكرين عنQQد ا تعQQالى، ولن كلم العلمQQاء الحكمQQاء لQQه أنQQوار وأسQQرار، ومتQQوج بQQالقبول مQQن عنQQد ا تعالى، نترك المجال للمام الجعفري ل�ي�ح�لuق بنا فQQي آفQQاق الQQذكر، ويجQQول بنQQا

في معانيه. يقول رضي ا عنه : «أيها النسان: إنك لفي حاجة شديدة إلى الكثار من ذكر ربQQك؛ ليكQQون الكثQQار مدافعvا عنك أمام النقم الكثيرة، والذنوب الكبيرة، والعQQوام الطويلQQة فل تQQترك سلحك وأمامك الهيجاء، فإن مكائد الشيطان كثيرة، فأعدu له عدة أهل الفلح،

� يقال لك كساعs إلى الهيجا بغير سلح» [اللهام النافع: ].179وإل�ن� قلبك بذكر ربك فل ريQQب أن يليQن لQQك الحديQد الQQذي هQو جوارحQQك» «فإن ل

].184[اللهام النافع: ص «فهي�ئ نفسك لمن بيده أنفاسك، واذكره ن استطعت عنQQد كQQل نفQQس وخQQاطر وهاجس إذا هجس، فأنفاسك حر�اسك إذا فطنت لذلك؛ لنهQQا مQQن آثQQار قQQدرة مالك الممالك، فمن العبث نسيانك لجليسك، ووحشتك من أنيسك، كم جالسQQك�، كما خلقك وأنت تذكر، وكم آنسك وأنت ل تشعر، وربما كان ذلك بواسطة وب�ل

مستقرvا ومعرضvا للبلى.

126

Page 127: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فالروح مستقر وما سواه فانs، وكحركاتك وسكناتك والزمان، فما بقQQي ذكQQرك البقاء، وما فني ذكرك الفناء، فهل وصلت حتى تتصQQل، أم تريQQد ن تمQQدu رجلQQك قبل الوصول، ويدك قبQQل الQQدخول؟ بQQل غبQQت ومQQا غQQاب، وتQQواريت بالحجQQاب، وأردت الدخول مQQن غيQQر بQQاب، فكQQم سQمعت كلمQQه (ح�ت�QQى ي�س�QQم�ع� ك�لم� الل�QQه�)

) ، وكم ذكرت أيامه (و�ذ�ك�ر�ه�م� ب�أ�ي�ام� الل�ه�) (إبراهيم: من الية6(التوبة: من الية].183).. » [اللهام النافع: 5

«إذا أكثرت من هذا الذكر ستفتح لك أبواب ما خطرت لك ببال» [اللهام النافع:179.[

«ان�ف� عن نسك ما سواه لQQترتقي، فمQQا دخQQل الحضQQرة إل القلQQب النقQQي، فQQإذا ظفرت بالنقاوة ذ�ق�ت لذكر ربك حلوة إذا بقلبك حل�، لحلوة غير العبQQادة عنQQك جل�ت�، فإذا جلت عنك الغيار، أ�زيلQQت عQQن قلبQQك السQQتار، وهبطQQت عليQQه أنQQواع السرار، عند كل نفس وحركة وقول وفعل، وحي�اك ابن الفQQارض- رحمQQه ا-

بقوله:]175 [اللهام النافع: صي�د�ريه� م�ن� ك�ان� م�ث�ل�يولح� س�QQر� خفQي�

«النس بالذكر: التلذذ به، ووجود حلوته في القلب يكQQون تQQارة بQQأمرين: حQQال الر�وح وهو: الصفاء الذي يكQQون عنQQد التلوة، كالQQذوق عنQQد الطعQQام. والثQQاني: الوقت المناسب كضوء النهار عنQQد القQQراءة، فكمQQا أن الحQQوال تتفQQاوت كQQذلك

].99الوقات تتفاوت» [اللهام النافع: ص وإذا نظرنا إلى ديوان المام الجعفريu- رضي ا عنه- فإننا نجد قصQQائد الQQذكر تمثل الجانب الكبر منه، فهي قصائد نظمهQQا الشQQيخ ليQQذكر ا تعQQالى بهQQا فQQي الحضرات وفي سائر الوقات، وفيها يتحدث- رضي ا عنه- عن فQQوائد الQQذكر،

فقول:ول ت�ن�س ذكر ا ت�ل�ق�اه حاضQQرvاوتحيا سQQعيدvا مQQا حييQQت بQQذكرهفسب�ح وهلuل واحمQQد ا دائمQQvا

تسQQاق إلQQى الرuضQQوان سQQوقvام�يس�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرافمن نسي الذكQQار يومQQvا تحي�QQرا

127

Page 128: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وم�ن� ذكر الرحمن يزداد ص�ف�وهsذاكرQQل � فما الص�ف�و والعرفان إل

تر الخير منساقvا إليك وم�حضQQرايعيش سQQعيدvا ل يكQQون مغيQQرا رأى الQQQQذكر ح�ل�QQQQوvا والزمQQQQانمعطQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQuرا

]2/276[الديوان وا سبحانه وتعالى يحب من عباده الQQذاكرين (ف�QQاذ�ك�ر�ون�ي أ�ذ�ك�ر�ك�QQم�) (البقQQرة:

).152من الية«أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحرك�ت بي شفتاه» [رواه ابن ماجة].

تلذ�ذ بذ�ك�ر ا فQQي الس�QQر والج�ه�QQرول تشQQتغل بQQالغير فQQالغير فتنQQةوشاهد جنQQان الخ�ل�QQد بQQل دخولهQQا وشم�ر عQQن الغيQQار وانهQQض إلQQى

العلوشQاهد قريبQQvا كنQQت عنQه بمعQزل وفQQQي جنQQQة الفQQQردوس ت�ل�قQQQىرضQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاءهوتنظQQQQQر للرواح تهQQQQQتز لل�ق�QQQQQا فطQQQاروا ومQQQا طQQQاروا وطQQQارتقلQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQوبهمفنQQالوا مQQن العلQم اللQQدنيu قطQرةولQQQو كتبQQQوا ل�و�حQQQvا للح� سQQQناؤهفسبحان م�ن� أعطQQى أحبQQة ذ�ك�QQره�و�ص�QQر� فانيQQvا فQQي ا عنQQد فنائهQQاوم�ن� لم ي�م�Qت� حي§Qا يQرى ل�و�ج�QQودهفQQإن� حجQQا النفQQس رؤيQQة نفسQQها

لتحيا سعيدvا فQQي الحيQQاة وفQQيالق�ب�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQر� وكQQQل� س�QQQي�ف�ن�ى واللقQQQاء لQQQدىالحشQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQر فروضQQتها النQQوار فQQي حضQQرةالQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQذكروق�ل�ع� عن البيداء والط�لل الق�ف�QQروفي جنة الموات تدخل بالمروتلقى رسول ا يلقاك بالبشر ولو كQQانت الطQQواد د�ك�QQت علQQىالف�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQو�ر� إلQQQى المل العلQQQى ركQQQائبهمتجQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQري فنQQالوا بهQQا ع�ل�مQQvا يفQQوق علQQىالبحQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرولو كتبوا س�ف�رvا ل�سQQف�ر� كQQالفجرمن المل العلى نفائس كالQQد�ر�

128

Page 129: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

سلم¨ على أه�QQل الممQQات فQQإنهم� لقQQQاء حQQQبيبهم ومQQQا ه�م�ه�QQQم� إلإذا قيQQل يQQا أللQQه هQQامت عقQQولهمهنيئvا لعبQQQدs قQQQام للQQQه مخلصQQQvاوصل�ى صلة الصبح والنجم ثاقبونادى بجوف الليQQل والليQQل عQQاكر¨ومQQا حQQاجتي إل شQQهودك دائمQQvا وفQQي الحجQQب طQQردي وابتعQQاديوشQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQقوتيسQQلم علQQى أهQQل المحبQQة إنهQQممليئون بQQQQQالوار والش�QQQQQه�د دائر¨

فإن� فناء النفQQس فاتحQQة الس�QQر� مع الحي� موجود¨ وفQQي ق�ف�QQصال�س�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQر� وفQQي م�ح�و�ه�QQا م�ح�QQو� السQQتائروالغ�ي�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQر�بموتهم� نال�وا الحياة مQQع الص�QQب�ر� وأنQQواره تهQQدي القلQQوب إلQQىالخيQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQر�وتسبح م�ن� و�ج�دs كأجنحة الط�ي�QQر� بعيQQQدvا عQQQن الهQQQواء ينشQQQئللش�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQك�ر فعاش سعيدvا في الحياة مدىالعمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQر حبيQQبي قريQQب¨ قQQد رفعQQت لQQهأمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQري بقلQQبي وروحQQي ل تغيQQب عQQنالسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQر� فل قد�ر المولى حجQQابي مQQدىالQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQدهر غريقQQQون فQQQي د�م�QQQع المحبQQQة�كQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQالن�ه�ر ش�ه�ود بق�ل�بs فQQي الحيQQاة وفQQيالق�ب�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQر�

]424-3/422[الديوان فأهل الذكر هم الهائمون في حبu ا تعالى، الذاكرون له في ليلهم ويQومهم،

129

Page 130: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وفي يقظتهم ونومهم، وهؤلء المنعمون بذكر ا تتزاحم النQQوار حQQولهم، ول يشقى بهQQم جليسQQهم، فمQQن حQQولهم تتن�QQزل الرحمQQات، وفQQي مجالسQQهم ت�ق�ب�QQل� الدعوات، وفي مجالس الذكر يحلو للذاكرين الر�ت�ع في روضات الجن�ات، وهQQذه المعاني وردت في آيات القرآن البينات المعجزات، وأي�دتها أحاديث المصطفى- صلى ا عليه وآله وسلم- سيuد السQQادات. قQQال تعQQالى (و�الQQذ�اك�ر�ين� الل�QQه� ك�ث�يQQرا

، وقQQال- صQQلى ا)35و�الذ�اك�ر�ات� أ�ع�د� الل�ه� ل�ه�م� م�غ�ف�ر�ةv و�أ�ج�را ع�ظ�يما) (الحزاب: عليه وآله وسلم-: «إذا مررتم برياض الجنة فQQارتعوا�» فقQQال الحاضQQرون: ومQQا رياض الجنة؟ فقال لهم- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم-: «حلQQق الQQذكر» [رواه

الترمذي]». وقد نظر المام الجعفريu- رضي ا عنه- إلى معنى الية والحديث في فضQQل مجالس الQQذكر وعب�Qر عنهQا فQQي أبيQQات محكمQة النسQQج، قويQة الصQQياغة، جزلQة اللفاظ، عذبة المنهل فقال وهو يصف مجالس الQQذكر، ويQبي�ن منزلQQة الQQذاكرين

فيها عند ا، وأحوالهم: يا م�ن� يريQQد� ش�QQف�اء� القلQQب مQQنsلQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQع�ل� ومجلQQQس الQQQذكر فيQQQه الخيQQQرأجمعQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQهالرتع فيQQه كQQذا الجنQQات مغدقQةا يQQذكرهم بيQQن الملئك فQQيا يفتQQح أبQQواب السQQماء ل�م�QQن�الذاكرون لهم في ذكرهم ن�ع�م¨يا حضرة الذكر فيها كQQل غاليQQةv فالوصال بهQQا فإن� ازدت وصالوإن أردت سرورvا فالسرور بهQQاvر ا مبتهلQQد ذكQQا عنQQvا واقفQQي

اذ�ك�ر� ف�ف�ي الذ�ك�ر� م�ن�ج�اة¨ م�ن� الز�ل�QQل�ا فيQQQه� مQQQع الملك والر�س�QQQل�v فيQQه بالم�ق�QQل� والوجد أبكى رجQQالأعلى السماوات ذكرvا خالي المثل� دام�QQو�ا علQQى الQQذكر فQQي البكQQار�ص�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQل� واليكسQQوهم� ا بQQالنوار والح�ل�QQل� فيهQQا المQQان لمQQن يخشQQى علQQىم�ه�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQل�مطيQQة الQQذكر تQQدني غايQQة المQQل نعQQم السQQرور الQQذي يQQأتي علQQىعجQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQل

130

Page 131: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

دار الشQQراب بهQQا والقلQQب آنيQQةذكQQQر المهيمQQQن للرواح راويQQQةمحمQQد أحمQQد الممQQدوح قQQدوتناختم النبوة يوم الحشر شQQافعنالQQQه النبQQQوة قQQQد كQQQانت نبQQQوتهنعم الحريص علينQQا فQQي تقلبنQQايا ذاكر ا أ�ب�ش�ر� إن� ظفرت بQQه المسQQك فQQاح لمQQن بالليQQل قQQدذكQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرواوالQQروح تهQQتز مQQن آثQQار جQQذبتهوم�ن� تجل�ى عليهQQم ل شQQبيه لQQهجاء البشير لهم يسبقهم� عطQQرvا من كQQفu أحمQQد مشQQهودvا لمQQنشQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQهدواالن�اس� إذ� ذ�اك� أن�QQو�اع¨ مشQQاربهمومنهم� وارث للقوم فQQي حشQQمومنهم� صامت¨ في حQQال جQQذبت�ه�ومنهم� بائع¨ في السوق تبصQQرهsر�فQQومنهم� حاكم¨ بالع�د�ل� ذ�و ش�

أبشر بخير لQQك العليQQاء فQQي الزلوالروح تشربه أحلى مQQن العسQQليQQديرها أفضQQل النبQQاء والرسQQلنور المهيمن في سهل وفي جبلي�ف�ر�ج الك�ر�ب يوم الك�QQر�ب والوجQQل��و�ل� مQQن بQQل آدم قبQQل الق�ب�QQل والفي مجلس الذكر ج�اب¨ لكل ولQQيتكفيQQك نظرتQQه بQQالقلب فابتهQQلوالنQQور لح كمثQQل البQQدر والش�QQع�للول العنايQQة د�ك� الجسQQم كالجبQQلكل الخلئق من ع�ل�ي�اه� فQQي و�ج�QQل��و�ل� معتقQQvا مQQن قQQديم مشQQرب المظاهر الحقu فQQي خ�ل�QQق بل زلQQل�فمنهQQم� عQQالم¨ يهQQدي إلQQى الس�QQب�ل� ي�ه�QQQد�ي الطريQQQق لهQQQل الQQQذكروالعمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQل�كالليث يسكن في الجام والق�ل�QQل�أو� زارع بيQQن أغصQQان لQQدى طلQQل�ومنهQQم� حامQQل¨ للس�QQي�ف� والسQQل�

]720-5/717[الديوان

التوبQة والستغفار : وهما من أعلQQى مراتQQب التصQQو�ف، ومQQن أهQQم آداب الطريQQق، وقQQد مQQدح ا- تعQQالى- عبQQاده المكQQثرين السQQتغفار فقQQال سQQبحانه (الص�QQاب�ر�ين� و�الص�QQاد�ق�ين�

.)17عمران: و�ال�ق�ان�ت�ين� و�ال�م�ن�ف�ق�ين� و�ال�م�س�ت�غ�ف�ر�ين� ب�ال�س�ح�ار�) (آل ودعا عباده جميعvا إلى المسارعة إلى التوبة فقال (و�ت�وب�وا إ�ل�ى الل�ه� ج�م�يعا أ�ي�ه�QQا

131

Page 132: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

).31ال�م�ؤ�م�ن�ون� ل�ع�ل�ك�م� ت�ف�ل�ح�ون�) (النور: من الية ومقام التوبة والستغفار رفيع في ميدان التصو�ف ولهما أسرار وأنQQوار فالتوبQQة عبادة وتذلuل وتضQQرuع إلQQى ا تعQQالى، ومسQQارعة إلQQى الطاعQQات، وإقلع عQQن الذنوب المهلكQQات، والسQQتغفار ذكQQر عظيQQم، و�و�ر�د غQQالs نفيQQس: يقQQول مولنQQا

المام الجعفريu- رضي ا عنه-: ) ومQQن10«يقول ا تعالى (اس�ت�غ�ف�ر�وا ر�ب�ك�م� إ�ن�ه� ك�ان� غ�ف�ارا) (نQQوح: مQQن اليQQة

].164ن�ع�م ا على هذه المة المحمدية هذه المغفرة» [منبر الزهر: «ا سبحانه وتعالى قال بأنه غفور لمن أذنب ثم تاب واستغفر، وقال النQQبي- صلى ا عليه وآله وسلم- «ما ض�رu م�ن� استغفر في اليوم سبعين مQQرة» [رواه

]165أبو داود والترمذي]، فكلما أذنبت ت�ب، فذا تبت غفر ا لك» [منير الزهر: فإن شاهدت نفسك موجودvا، عظيمvا عني§ا، مستغنيvا عن ا فهذا ذنب ل ي�ع�Qادله ذنب. بل يجب عليك أن ترى نسك ناقصvا بالنسبة إلى كمال ا، فقيQQرvا بالنسQQبةv بالنسبة إلى علQQم ا. ف�ق�QQف� إلى غنى ا، عاجزvا بالنسبة إلى قوة ا، جاهل على ذاتك بالعجز والستغفار، والتوبة والسؤال، فإن ا يجب أن ي�س�أ�ل فQQأك�ث�ر�

]. «فمعنى العبد تQQو�اب: كQQثير الرجQQوع إلQQى165من سؤال ربك» [منبر الزهر: ا، والتوبة معناها الرجوع إلى ا، ومعنى أن الرب تواب: كQQثير الرجQQوع مQQن

الغضب إلى الرضا. كلما أذنبت غضب، وكلما استغفرت رضي، ولو في اليوم سبعين مرة ل يغضب

-164سبحانه وتعالى» [انظر: منبر الزهر- ديوان خطب المام الجعفري: ص165.[

«وإذا كثرت عليك الذنوب فاذكر مغفرة ا تعالى، وأنQQه معQQك بمغفرتQQه مQQتى )53استغفرته أثابك وغفر لك (إ�ن� الل�ه� ي�غ�ف�ر� الذ�ن�وب� ج�م�يعا) (الزمQQر: مQQن اليQQة

].34غير أنك ل تتكل على المغفرة وتهيم في فعل الرذائل» [أسرار الصيام: «عليك يا أخانا بملزمة الستغفار، فإنه نعQQم المQQاح�ي للوزار حQQتى تلقQQى ا�ك» طاهرvا مطهرvا، نقي§ا تقي§ا يحبQQك ا تعQQالى ويرضQQاك، وبتQQوبته وعفQQوه يتQQول

132

Page 133: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

].24[مفاتح كنوز السماوات والرض: يقول شيخنا- رضي ا عنه- في ديوانه مرغبvا في التوبة والستغفار:

ت�QQQب� إن� أر�د�ت� محب�QQQة الغف�QQQارما خ�اب� م�ن� ق�ص�د� المهيمن تائبvال يسQQتقيم� القلQQب� فQQي أعمQQاله�

فQQQQالله� ي�غ�ف�QQQQر� سQQQQائر الو�ز�ار�ينجQQQو بتQQQوبته مQQQن الغيQQQار�حQQQتى ي�تQQQو�ب� لواحQQQدs قه�QQQار�

[اللهQQQQام النQQQQافع: 163[

التذل�ل والتواضع: وه�م�ا خلصتان يحبهما ا- تعالى- في عبده، فهو عند المنكسQQرة قلQQوبهم مQQن

أجله، المتواضعين لعظمته، الخاضعين لعزته، المقهورين لقهره وجبروته. يقول المام الجعفريu- رضي ا عنه-: «وإذا حدثتك نفسك بقهر عبيده فQQاتق ا الذي معك بقهره وجبروته، فإذا رأيت نفسك مقهورvا لغيرك فاعلم أن ذلQQك مظهر لتجليات اسم ربك القهار، إذ كل ما سواه مقهور، ول قQQاهر لQQه- سQQبحانه وتعالى- حتى إن الزوجة تقهر زوجها، والولQQد يقهQر أبQQاه، والعبQQد يقهQQر سQيده،

والرعية تقهر أميرها، والنهار يقهر الليل كذلك... وهكذا. والخليقة ل تقهر خالقها، وهو يقهرها (و�ه�و� ال�ق�اه�ر� ف�و�ق� ع�ب�اد�ه�) (النعQQام: مQQن

) وإذا جاءك العلوu والكبر فاذكر عظمة ا تعالى وكبرياءه، واتQQق ا18الية الذي يبغض المتكبر والمتعاظم، ويحب المتذلل له تعالى. قال سيدى عمر بQQن

الفارض- رضي ا عنه-:v ف�ف�ي ح�ب�ه� ي�ح�ل�و الت�ه�ت�ك� والذ�ل�ت�ذ�ل�ل� لمن ت�ه�و�ى ف�ل�ي�س� اله�و�ى س�ه�ل

وأراد بالتذلل: التواضع والنخفاض كما قال:§ وان�خ�ف�اضvا لع�زuه�ا ف�شر�ف� ق�د�ر�ي في ه�و�اه�ا الت�واضع�ت�واضعت� ذ�ل

]37-36[أسرار الصيام: ويقول شيخنا- رضي ا عنه- في الوصية :

]7/143 فذ�ل�ل� يا ف�ت�ى ول�ك� الخ�ف�ي� [الديوان وأق�ر�ب للوصول لها ذ�ل�QQول¨عدم التغالي في القول والم�ع�ت�ق�د :

133

Page 134: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

من أهم الداب التي يجب على المريد أن يراعيها في سلوكه مQQع ا- تعQQالى-عدم التغالي فيما يقوله أو يعتقده في جانب الحق سبحانه وتعالى:

كأن تحدثه نفسه برؤية الحق يقظة، أو يرى نQQورvا منQQه، أو يسQQمع لQQه كلمQQvا، أويشمu له رائحة.

كل ذلك من صفات الحوادث، ومستحيل على الحق- سQQبحانه وتعQQالى-، يقQQول الجعفQQريu- رضQQي ا عنQQه-: «الحQQق سQQبحانه وتعQQالى ل ي�QQرى فQQي الQQدنيا، والعارفون أنفسهم يعترفون بذلك كما هQQو مس�QQط�ر فQQي كتبهQم. قQال سQلطان العارفين سيدنا ومولنا أحمد بن إدريس- رضي ا عنQQه- فQQي أحزابQQه: «سQQل النبي�- صلى ا عليه وآله وسQQلم- جبريQQل- عليQQه السQQلم- قQQوله: «هQQل رأيQQت ر�ب�ك؟ فانتفض وقال: إن بيني وبينه سبعين حجابvا من نور لو دنوت من أدناهQQا

].59لحترقت» [أوراد السيد أحمد بن إدريس: صوقال في الشيبانية- وهي المنظومة الزهرية:

فذلك زنديق طغى وت�مر�د�ا [المنتقىومن قال في دار الحياة رأيته]87النفيس: ص

ومنها: الخوض في أخبار الغيب، والكثار من الحQQديث عQQن الQQر�ؤى والكرامQQات، فذلك ي�دخل في القلب الغرور، ويسله صفة التخفي� والتواري وهQQي مQQن أهQQم

فات السالكين: يقول المام الجعفري- رضي ا عنه-: «ول تتهجم على الغيب، ول تتكلQQم بQQه فإنك إن كنت صادقvا فقد خالفت طريQQق القQQوم فQQي أنهQQم يحبQQون السQQتر، وإن كنت كاذبvا فتلك صفة شنعاء، وقد حذر منها أهل الطريق مريQQديهم» [الQQذخيرة

].25المعجلة: ص: - عليه الصلة والسلم: أدب المريد مع النبي ثانيvا

إن السQQالك فQQي طريQQق ا- تعQQالى- يجQQب عليQQه أن يعQQرف حقQQوق النQQبي المصطفى- صلى ا عليه وآله وسلم- وما يجب له نحو أ�مته، وأن يعرف هQQذا النبي الكريم معرفة تامQQة مQQن جميQQع الوجQQوه، فبQQذلك يتحقQQق لQQه القQQرب ثQQم التصال برسول ا- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم- وبQQذلك يتحقQQق القQQرب مQQن

134

Page 135: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الحضرة اللهية.. وأولى هذه الداب الواجبة تجاه رسول ا- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم- هQQي امتلء القلب بمحبته- صلى ا عليه وآله وسلم- حبvا يفوق حب النفس والهل والمال، وأن يتحقق المريد بهذا وترسخ قدمه فيه حتى تكQQون جميQQع جQQوارحه

مصدقة لهذا، وإل أصبحت دعواه بل برهان.. وعلى هذا الصل العظيQQم تبنQQى معظQQم حقQQوق النQQبي- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسلم- التي يجQQب علQQى المسQQلم أن يراعيهQQا فQQي التQQأدب معQQه- عليQQه الصQQلة والسلم- فلزوم محبته- صلى ا عليه وآله وسلم- تورث متQQابعته، ومناصQQحته، وتعظيم أمره، وتعظيQQم حرمتQQه حيQQvا وميتQQvا، وبQQر آلQQه وذريتQه، وتQQوقير أصQQحابه وإعظام جميع ما ي�نسب إليه، وكQQثرة الصQQلة والسQQلم عليQQه، ومتابعQQة زيQQارته- صلى ا عليه وآله وسلم- إلQQى آخQQر مQQا تزخQQر بQQه مؤلفQQات المQQام الجعفQQري

].74النثرية والشعرية [راجع السيرة النبوية المحمدية، ص:- صلى ا عليه وآله وسلم- محبته

وهي أساس الطريق إلى حضرته، ومفتاح باب الوصول إلى رؤيتQQه- صQQلى ا عليه وآله وسلم- فمن أهQم معQالم طريQق المQQام الجعفQري- المحبQQة القلبيQQة الخالصة، والتصال الباطن والظاهر برسول ا- صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- فحبه- صلى ا عليه وآله وسلم- فرض وهو دليQQل اليمQQان فل يكمQQل إيمQQان مؤمن إل بحبه- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم- لن محبتQQه- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسلم- تعني طاعته، وطاعته- صلى ا عليه وآله وسQQلم- توصQQل المQQرء إلQQى حبu ا تعالى، وهو سبحانه وتعالى يقول: (ق�ل� إ�ن� ك�ن�ت�م� ت�ح�ب�ون� الل�ه� ف�ات�ب�ع�ون�ي

.)31عمران: ي�ح�ب�ب�ك�م� الل�ه� و�ي�غ�ف�ر� ل�ك�م� ذ�ن�وب�ك�م� و�الل�ه� غ�ف�ور¨ ر�ح�يم̈) (آل فسالك هذا الطري الجعفري له اتصال مباشر برسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- ومن فضل ا تعالى أن جعل أبنQQاء الطريQQق فQQي كفالQQة رسQQول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- وقد نقلنا ما ذكره المام الجعفري- فيما سبق- عن هذه الخصوصية التي تميز بهQQا الطريQQق الجعفQQري، وهQQذا التصQQال ل يتحقQQق للمريد بمجرد انتسابه لطريقة المام الجعفري ولكنه يحتاج إلQQى جهQQاد طويQQل،

135

Page 136: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وتربية للنفس حتى تتخلص من ظلماتها، وتتجQQرد عQQن شQQهواتها، وتتخلQQى عQQنv لهذا التصال الذي هو ثمQQرة طريQQق المQQام الجعفQQري، حظوظها، فتكون أهل الذي يبين لنا ما يجب أن يكون المريد عليه مQQن المحبQQة والشQQوق الQQدائم إلQQى

النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- فيقول: «واعلم أنه ل يؤمن أحد حتى يكون رسول ا- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- أحب� إليه من نفسه وولده ووالده وسائر الخليقة النسانية، إذ محبته هي محبة لله تعالى، وطاعته هQQي طاعQة ا تعQالى، ول تغفQQل عQQن صQQفيu ا تعQالى

].74وم�ج�ت�ب�اه�» [السيرة النبوية المحمدية: فمحبة النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- حصن للمريد، يلوذ بQQه عنQQد الشQQدائد، وهو سلح قQQوي يحQارب بQه الشQQيطان والنفQQس والهQQوى، قQQول مولنQQا المQQام

]:2/317الجعفريu [الديوان حQQQQب خيQQQQر الخلQQQQق كنQQQQز¨حبQQQQQQه حصQQQQQQن حصQQQQQQينل تبQQQQQQQالي مQQQQQQQن عQQQQQQQدوإن رآك السQQQQQQQQبع� ول�QQQQQQQQىحبQQQQQQQQه جنQQQQQQQQد¨ قQQQQQQQQوي¨

ليQQQQQQس يفنQQQQQQى بالQQQQQQدهوروشQQQQQQQQQQQفاء لصQQQQQQQQQQQدورل مQQQQQن السQQQQQبع الهصQQQQQورفQQQQQQQي حيQQQQQQQاءv ونفQQQQQQQورذو سQQQQQQQQQQلح كQQQQQQQQQQالمير

ومحبة النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- دعا إليهQQا القQQرآن الكريQQم- الQQذي هQQو كلم ا- وكذلك دلت عليه الحاديث النبوية الشQQريفة، يشQQير إلQQى ذلQQك سQQيدي

]:305-2/304العارف بالله الشيخ صالح الجعفري فيقول [الديوان م�QQن� حبQQه رضQQه وديQQن لQQذياقQQQرأ حQQQديثvا للبخQQQاري� الQQQذي(إن الQQQذين يبايعونQQQك) إنمQQQااعQQQرف فضQQQائله ولزم حبQQQهفهQQو النجQQاة لمQQن أراد نجQQاته

قQQQرأ الكتQQQاب وسQQQائر الخبQQQاريرويه عن أنس فكQQن بالقQQاريدلت على الهQQادي كبQQدر سQQاريينجيQQك ربQQي مQQن عQQذاب النQQاروهQQو الوسQQيلة للكريQQم البQQاري

:- صلى ا عليه وآله وسلم- طاعة النبي

136

Page 137: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ومعناها: اتباعه في كل ما جاء به من أوامر، والنتهاء عن كQQل مQQا نهQQى عنQQه، فمعنى الطاعة: الستجابة له في الظاهر والباطن، قال ا- تعالى-: (ي�QQا أ�ي�ه�QQا ال�ذ�ين� آم�ن�وا اس�ت�ج�يب�وا ل�ل�ه� و�ل�لر�س�ول� إ�ذ�ا د�ع�اك�م� ل�م�ا ي�ح�ي�يك�م� و�اع�ل�م�وا أ�ن� الل�ه� ي�ح�ول�

.)24ب�ي�ن� ال�م�ر�ء� و�ق�ل�ب�ه� و�أ�ن�ه� إ�ل�ي�ه� ت�ح�ش�ر�ون�) (النفال: والستجابة لحضرة رسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- تشمل كQQل شQQيء، في العبادة وفي المعاملة وفي كل صغيرة وكبيرة من أمQQور النسQQان العامQQة

والخاصة، يقول مولنا المام الجعفري- رضي ا عنه-: فيجب على المريQQد أن يعلQQم ويQQؤمن بQQأن فضQQل النQQبي- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسلم- على جميع المة كفضل الغيث علQQى الرض المجدبQQة، فلQQول النQQبي مQQا عرف الناس الهداية ول التوحيد لله عز وجل فهو الذي أرسله ربه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، فاله سQQبحانه وتعQQالى هQQو الQQذي شQQرع لنQQاv- وأمرنا بها، ولكنه لم يبيuن لنا في القرآن الكريم كيفيتها، ول عبادة الصلة- مثل عدد ركعاتها، ول ركوعها وسجودها، ول تحديد أوقتها، وإنمQQا علQQuم نQQبيه- صQQلى ا عليه وآله وسلم- هذه التفصيلت وأمره بتبليغهQQا للنQQاس، قQQال ا تعQQالى:

).44(و�أ�ن�ز�ل�ن�ا إ�ل�ي�ك� الذ�ك�ر� ل�ت�ب�ي�ن� ل�لن�اس� م�ا ن�ز�ل� إ�ل�ي�ه�م�) (النحل: من الية فما يوضuحه النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- ويبيuنه من مجمQQل مQQا جQQاء فQQي القرآن الكريم إنما هو بإرشاد من ا تعQQالى باتبQQاعه، ول ينQQافي التوحيQQد، ول كون الشارع هو ا تعالى وحQQده، وهQQذا كلم ينبغQQي للمريQQد أن يعرفQQه، وأل يخطئ في فهمه، حتى ل تزل به قدمه، وشيوخ الطريقة يربون أبنQQاءهم علQQى هذا الفهم الصحيح وتلك العقيدة السليمة، يقول مولنا المام الجعفري- رضي

ا عنه- في أرجوزته:لQQQوله مQQQا صQQQمنا ول صQQQلينابيعتQQQQQه البيعQQQQQة للرحمQQQQQن

ول عرفQQQQQQQه ا واهتQQQQQQQديناطQQQQQاعته الطاعQQQQQة للQQQQQديان

[المعQQQاني الرقيقQQQة: 68[

137

Page 138: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وهذه الطاعة مستمرة فQQي حيQQاة النQQبي- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- وبعQQد مماته، فهو- صلى ا عليه وآله وسلم- حيu في قQبره يصQلي، وكQذلك النبيQاء جميعهم أحياء في قبورهم يصلون، فيجب علQQى المريQQد أن يعتقQQد بقلبQQه أنQQه- صلى ا عليه وآله وسلم- حي في قبره يسمع من يصلي عليه ويسQQلم، ويQQرد عليه السلم، وأنه ينظر إلى زائريه، ويسعد برؤيته كل محب على قدر اجتهQQاده وعلى حسب قوة محبته وصدق اعتقاده، يقول شيخنا المام الجعفري- رضQQي

ا عنه-: وقد دل� القرآن على حياة النQQبي- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- وحيQQاة جميQQع النبيين والمرسلين- عليهم السQQلم- بعQQد وفQQاتهم أيضQQvا، وذلQQك أن ا- تعQQالى- قال: (و�ل ت�ح�س�ب�ن� ال�ذ�ين� ق�ت�ل�وا ف�ي س�ب�يل� الل�ه� أ�م�و�اتا ب�ل� أ�ح�ي�اء¨ ع�ن�د� ر�ب�ه�م� ي�ر�ز�ق�ون�)

).169(آل عمران: فهذه الية تدل على حياة جميع النبيQQاء بمفهQQوم الموافقQQة، وذلQQك أن النبيQQاء أولى بتلك المنقبة من الشهداء، وتQQدل علQQى حيQQاة نبينQQا- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسلم- بعموم لفظهQQا؛ وذلQQك أن ا- تعQQالى جمQQع لQQه- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسلم- بين النبوة والرسالة والشهادة- كما صح ذلQQك- قQQال السQQيوطي- رحمQQه

ا- وما من نبي إل وقد جمع بين النبوة والشهادة. ومما يدل على أنه- صلى ا عليه وآله وسلم- حي� بجسQQمه وروحQQه قQQول ا

).33تعالى: (و�م�ا ك�ان� الل�ه� ل�ي�ع�ذ�ب�ه�م� و�أ�ن�ت� ف�يه�م�) (لنفال: من الية وضمير «وأنت» إنما يدل على الروح والجسد والحياة، فيلزم من وجوده- صلى ا عليه وآله وسلم- كما هو ر�ف�ع� العذاب، وقد رفع وهو فيهم، كقوله تعQQالى:

) أي: معهQQم102(و�إ�ذ�ا ك�ن�QQت� ف�يه�QQم� ف�QQأ�ق�م�ت� ل�ه�QQم� الص�QQلة�) (النسQQاء: مQQن اليQQة بجسمك وروحQQك، وقQQول ا تعQQالى (إ�ن� ال�QQذ�ين� ي�ب�اي�ع�ون�QQك� إ�ن�م�Qا ي�ب�QQاي�ع�ون� الل�QQه�)

) والبيعة ل تنفع إل بالقرار بالشهادتين حينمQQا كQQان- صQQلى10(الفتح: من الية ا عليه وآله وسلم- بين أصحابه- رضQQي ا عنهQQم- وبعQQد أن لحQQق بQQالرفيق العلى بقيت البيعة كما هي، فلو لم يكن حي§ا بعد الموت، ورسQQالته- صQQلى ا

138

Page 139: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

عليه وآله وسلم- باقية كما هي- لغيuرت البيعة». )92«وقول ا تعالى (و�أ�ط�يع�وا الل�QQه� و�أ�ط�يع�QQوا الر�س�QQول�) (المQQائدة: مQQن اليQQة

وهذا المر باق إلى يوم القيامة، فالطاعة هي الطاعQQة، والرسQQول- صQQلى ا عليه وآله وسلم- هو الرسول وطQاعته الواجبQQة حينمQQا كQQان بيQQن أصQQحابه بيQQن طاعته الن، ومن أنكر الولى كفر ومن أنكر الثانيQQة كفQQر، وإنمQQا كQQانت الولQQى لرسول حي¥ بجسمه وروحه واليوم كذلك الرسالة والطاعة أفضل مQQن الحيQQاة، ويلزم بينهما الحياة، فتأم�ل� فQQي قQQولي هQQذا لعلQQك ت�ر�ش�QQد�» [المنتقQQى النفيQQس:

باختصار].170-180 وللمحبة علمات ودلئل وسلوك يترجم عنهQQا، ويQQدل علQQى صQQدق المريQQد فQQي

محبته للنبي- صلى ا عليه وآله وسلم- ومنها::- صلى ا عليه وآله وسلم- الصلة على رسول ا

وهي أساس في كل أوراد الطرق الصوفية، وفي طريقة المام الجعفري لهQQا دور كبير في تربية المريد، وترقية نفسه، وإضاءة قلبQQه بأنوارهQQا، يقQQول مولنQQا

]3/391المام: [الديوان أدم الصQQلة عليQQه تلQQق كرامQQةنظراته تحيي الفQQؤاد فكQQن لQQهأسQQQراره أنQQQواره يQQQا صQQQاحبي

وترى ضQQياء القلQQب لQQن يتغيQQرامتحببvا مQQا دمQQت حيQQvا كQQي تQQرى ل تنQQQس خيQQQر الخلQQQق أحبQQQبواشQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQكرا

]184-2/182ويقQول : [الديوان وفQQي الصQQلة علQQى المختQQارمكرمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQةهي المQQراد فل تQQترك قراءتهQQا

تهQQدي الفQQؤاد علQQى الرحمQQنيعتمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQد بهQQا النجQQاة لمQQن للكQQرب قQQدوجQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQدوا

وفيها أيضvا أنواع حسية ومعنوية، وتفريج للشدائد والكروب الدنيوية والخرويQQة

139

Page 140: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وفيهQQا فتQQوح علQQى المريQQد بأسQQرار العلQQوم والحقQQائق، يقQQول مولنQQا المQQام]3/391الجعفري: [الديوان

وإن ضاقت بQQك الحQQوال يومQQvايصQQلي ا رب العQQرش عشQQرvاوفQQQي مQQQائة يصQQQلي ا ألفQQQvاول تQQQترك رسQQQول ا يومQQQvاشQQQفاء للقلQQQوب لهQQQا ضQQQياءsربQQQج لكQQQر¨ وتفريQQQا يسQQQبهبهQQQا السQQQرار والنQQQوار تQQQترىفيQQQا مQQQن عنQQQده سQQQر تبQQQدىتعلQQم حفQQظ سQQرك يQQا أخانQQاإذا مQQا شQQئت أن تحظQQى قريبQQvاوتفسQQQير وعلQQQم ذي معQQQانيتQQQوجه إن أردت قضQQQاء ديQQQنتجQQQد فرجQQQvا قريبQQQvا يQQQا أخانQQQا

فبالسQQحار صQQلu علQQى محمQQدعلى عبQQد يصQQلي علQQى محمQQدفعج�QQل بالصQQلة علQQى محمQQدفما أحلى الصلة علQQى محمQQدونQQQور مسQQQتمد مQQQن محمQQQدلمن أهدى الصلة على محمQQدتنQQQور بالصQQQلة علQQQى محمQQQدمQQQن المختQQQار سQQQيدنا محمQQQدول تنQQس الصQQلة علQQى محمQQدبفتQQح ا صQQل� علQQى محمQQدلمن ذكروا الصلة على محمQQدإلQQى كنQQز الصQQلة علQQى محمQQدبجQQQQاه نبينQQQQا طQQQQه محمQQQQد

وقد جعل المام الجعفري- قQQدس ا سQQره- الصQQلة علQQى النQQبي- صQQلى ا عليه وآله وسلم- ترياقvا شافيvا ودواءv ناجعQQvا لظلمQQات النفQQس وقسQQوة القلQQب..

قال- رضي ا عنه- في كتابه «المنتقى النفيس»: «فQQائدة مجربQQة»: إذا أظلمQQت نفسQQك، أو قسQQا قلبQQك، وضQQاق صQQدرك، وغQQاب رشدك، وأظلمت أنوارك، وكثرت أوزارك فوجه قلبك إلى رحمQQة ا للعQQالمين- صلى ا عليه وآله وسلم- بحQQب وشQQوق مصQQليvا ومسQQلمvا عليQQه، مادحQQvا باكيQQvا، فبإذن ا- تعالى- تنقلب ظلمة نفسك نورvا، وقسوة قلبك لينQvا، وضQQيق صQQدرك انشراحvا، وكثرة أوزارك توبQة تعقبهQQا مغفQرة، وعنQQد ذلQك يهQدأ بالQك، وينصQQلح حالQQك، ويكQQثر سQQرورك وحبQQورك، وتQQذهب همومQQك، وتQQزداد علومQQك، ويQQزداد نشاطك في الطاعات، ويمحQQى هجومQQك علQQى المخالفQQات، ويقQQوى إسQQلمك،

140

Page 141: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ويزداد إيمانك، وتنقضي الحاجات، وتنصلح النيات، وتفتح أبواب سادتك وتقفQQل أبواب شقاوتك، فجرب تجQQد، فQQإذا ظفQQرت فQQزد، وقQQد جعQQل ا فQQي السQQماء بروجا، ولكن جعل السماوات كلها بروجvا له- صلى ا عليه وآله وسQلم- حيQQث شرفت كل سماء بشمسه المنيرة البهية إلى ما فوق السماء السابعة [المنتقى

]..145النفيس: ومن علمات محبة النبي- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم- كQQثرة زيQQارته والتشQQوق إلQQى روضQQته الشQQريفة، فQQالحنين إليهQQا غنQQاء المحQQبين وغQQذاء أرواح الQQذاكرين، فبالزيارة يحصل القرب والنس، ويكسي المريد بالنوار، وتفوح عليه العطQQار، ثم إنها صلة ومودة وقربة لرسول ا خير الخلق- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم-

يقول مولنا المام الجعفري- رضي ا تعالى عنه-: «وعليك يا أخانا فQQي ا تعQQالى بزيQQارة النQQبي- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم-، وزيارة أهل بيته رضي ا عنهم، والصحابة، والصالحين أولي الدرجات العلية، فإن كل من زارهم وسلم عليهم رأوه ورد�وا سلمه، فيا سعد من سلuم عليهQQم

بقلب سليم ويا بشراه». «وأما زيارته صلى ا عليه وآله وسلم في روضته الشQQريفة فقQQد أوجQQب ذلQQك بعض علماء المة السلمية، وقيل: سنة، وهذا القول كل مQQن الئمQQة الربعQQة قال به وارتضاه، وقد ورد أنه صلى ا عليه وآله وسلم يرد السلم علQQى مQQن

سلuم عليه عند الروضة الشريفة، فيالها من مزية». ويشفع صلى ا عليه وآله وسلم لكل من زاره شفاعة تدخل صQQاحبها الجنQQة،

وينال من الخلد أعله، ويكون عند ذلك فرحvا مسرورvا:مهجQQQتي قQQد نلQQت كQQQل الربهQQQذه أنQQQواره قQQQد ظهQQQرت أبشQQQQري يQQQQا نفQQQQس� هQQQQذاالمصQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQطفىيQQQا رسQQQول ا إنQQQي مQQQذنب

هQQQذه أنQQQوار طQQQه العربQQQيوبدت مQQن خلQQف تلQQك الحجQQبخQQQاتم الرسQQQل خيQQQار العQQQربومQQQن الجQQQود قبQQQول المQQQذنب

141

Page 142: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

v مQQن النQQور مطQQرزة «وإن من زاره- صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- يكسQQى حلل بالنوار الجللية، ويشرب شراب العارفين، فتستنير روحه حتى يعرف من وقف

بين يديه ومن أكرمه وسقاه». «وقد قال العلماء: ما وص�ل� إلى السنة فهو سنة، فالمشي أو شد الرحQQل إلQQى زيارته- صلى ا عليه وآله وسلم- سنة فعليQQة، أي يثQQاب فاعلهQQا ثQQواب السQQنة؛ لنه- صلى ا عليه وآله وسلم- زار المقQQابر وأمQQر بزيارتهQQا، فهQQي سQQنة قوليQQة

وفعلية، فيا سعد من أحيا سنة رسول ا». وقال- صلى ا عليه وآله وسلم-: «ما بيQQن منQQبري وبيQQت عائشQQة روضQQة مQQن رياض الجنة». وقد قال شراح البخاري: هي روضة حقيقية. فهل لQQك يQQا أخانQQا

في ا أن تصلي في الجنة، فتكون مم�ن أحبه ربه وحباه». «وقد تشرف مسجده- صلى ا عليه وآله وسلم- بنسبته إليه، فصارت الصQQلة

فيه بألفs، سواء كانت فرضية أو نفلية». «ومن صلى في مسجده- صلى ا عليه وآله وسلم- أربعين صلة كتب ا له براءة من العذاب ومن النفاق ومن النار» أخرجه المام أحمد ورواه. ولQQوله- صلى ا عليه وآله وسلم- لكان مسجده كبقية المساجد بل فضQQل ول مزيQQة»

باختصار].80-76[السيرة النبوية المحمدية: ومن آداب المريد مع النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- أن يلزم الدب والوقQQار فQQي زيQQارته، وأن يعطيQQه حقQQه مQQن التعظيQQم والكبQQار فQQي السQQلم والتحيQQة والوقQQوف والنصQQراف كمQQا كQQان الصQQحابة- رضQQي ا عنهQQم- يفعلQQون، فهQQو يخاطب رسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- وهو يعلم أنه حي في روضQQته الشريفة يرى ويسمع ويشاهد زواره، يقول مولنا المام الجعفري- رضQQي ا

عنه-: «وإذا دخلت مسجده- صلى ا عليه وآله وسلم- أحQQس� قلبQQك بزيQQارة اليمQان والطمأنينة، ل سيما عند مواجهته وإلقاء التحية، وكم من محQQب قQQد عله النQQور وفاضت من شدة الفرح بالدموع عيناه، فيالهQQا مQQن سQQاعة كل�مQQا ذكرتهQQا الQQروح

142

Page 143: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

تكاد أن تطير من عالم الجسمانية، وتتمنى أن تكQQون بالمدينQQة، تجQQاه الروضQQة].80الشريفة في مسجد رسول ا» [السيرة النبوية المحمدية:

فالمريد عندما يستحضر عظمQQة الموقQQف، وروعQQة المشQQهد، ويQQدرك أنQQه يقQQف أعظم موقف له فQي الحيQQاة الQدنيا، أمQQام حQQبيب ا تعQالى ومصQطفاه، فQإنه يشكر ا تعالى على هذه النعمة العظمى أن يسuر له الطريق لزيQQارة روضQQة من رياض الجنة ومن تأخرت به السبل، ولQQم يحQQظ بشQQرف الزيQQارة فعليQQه أن يجاهد ويسعى لكي ينالها ويدعو ا تعQQالى أن يفتQQح لQQه بQQاب الطريQQق إليهQQا، فبمقدار الشوق والحنين إلى زيارة النبي- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- يتQQبين صدق المريد في محبته من عدمه، يقول مولنا المQQام العQQارف سQQيدي صQQالح

الجعفري- رضي ا تعالى عنه-: «ومن أعظم السعي المشكور: حب�ك له- صلى ا عليه وآله وسQQلم- والهجQQرة إليه كالصحابة رضي ا تعQالى عنهQم- المهQQاجرين، وسQعيك إليQQه بعQQد مQوته- صلى ا عليه وآله وسلم- في روضQQته الشQQريفة، حيQQث أحيQQاه ا تعQQالى بهQQا

حتى يرد السلم على من سلuم عليه». ومن أعظم المواقف التي يقفها النسان في الحياة الدنيا، ومن أشرف اليQQام، وأشرف الساعات: الساعة التي يقف فيها أمام رسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- ويسل�م عليه، ورد النبي- صلى ا عليه وآله وسلم- عليQQه السQQلم ورآه وعرفه وكان معه في تلك الساعة، وحصلت له تلك المحبة المحمدية، وحصQQل له شرف نظره- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم- لQه، وشQرف معرفتQQه بQه، وبركQQة دعائه- صلى ا عليه وآله وسلم- برد السلم عليه، فيالها من ساعة ويالها من نعمة أنعم بها الرحمن الرحيم، الرب الكريم على عبده المؤمن المسلم، فكن شاكرvا لله على هQQذه النعمQQة العظيمQQة الQQتي ل تقQQدر، ولQQو أنفقQQت عليهQQا ملء

الرض ذهبvا لكنت أنت الرابح، أكرم بها من ساعة، أكرم به من يوم. من سمع هذا الكلم، وتأخر عQQن زيQQارته- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- وهQQو يستطيع، فليراجع نفسه، ولينظر إلى إيمانه في قلبه، ثم يستغيث بالله- تعالى-

143

Page 144: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

مناديvا: أي ربي، أغثني بغوثك السريع، وخذني لتوفيقك إلQQى زيQQارة هQQذا النQQبي الشفيع- صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم- وم�QQن� علQQيu برحمتQQك الواسQQعة، وفضQQلك

الكبير، كما مننت على إخواني الزائرين له- صلى ا عليه وآله وسلم. أيها المريد: يجب عليك دائمvا أبدvا سQQرمدvا أن تنظQQر إلQQى حQQب النQQبي- صQQلى ا عليه وآله وسلم- في قلبك وأن تزنه بميزان القرآن والسنة وهل هو أحب إليك من نفسك، ومن أولدك ووالديك، وهل قلبك مشتاق إليه- صلى ا عليه وآلQQه وسلم- وهل عيناك تبكQQي عليQه شQQوقvا، وهQQل لسQQانك يمQدحه لن مQQدحه مQQن العبادة، وهل أنت تصلي وتسلم عليه- صلى ا عليه وآله وسلم- كثيرvا، وهQQل

قلبك يحب متابعته- صلى ا عليه وآله وسلم-.فإذا كنت كذلك فأبشر بالسعادتين في الدنيا والخرة.

وإذا لم تكن كذلك فعليك يا أخانا بالجد والجهاد ومجاهدة نفسك، وقراءة كتب الصوفية، وقراءة كتب المحبين، كالغزالي والنبهQQاني، لعQQل ا أن يمQQنu عليQQك

].22كما م�ن� عليهم إنه جواد كريم [الذخيرة المعجلة: فيجب على المريد أن يعرف طريق الوصول إلى الحبيب المصطفى- صلى ا عليه وآله وسلم-. ومن أقصر الطQQرق الموصQQلة إليQQه: كQQثرة الزيQQارة، ومQQن لQQم يستطع فعليه بالكثار من التشوق والحنين إليها ومQQدحه- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسلم- ومعرفQة أوصQQافه واستحضQQار صQQورته النورانيQة- صQQلى ا عليQه وآلQه وسلم- يوجه مولنا المام الجعفQQري- رضQQي ا تعQQالى عنQQه- هQQذه النصQQيحة

لمريد طريقته، فيقول: أيها المحب� لرسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- أل أدلك على أقرب الطرق الموصلة إليه من غير تعب ول مشقة، أل وهي مدائحه سماعvا وإنشQQادvا، بقلQQب

سليم، وحب عظيم، مع تصورك له بقلبك، وذلك يكون:بتصورك روضته الشريفة إن كانت سبقت لك زيارته.-باستحضار صورته المنامية إن كنت رأيته في النوم.- باستحضار صورته بواسطة الشQQمائل المنقولQQة فQQي كتQQب السQQنة-

144

Page 145: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

المحمدية، وما ذكر في المولد من أوصافه المصطفوية، وأيضQQvا تلحQQظلك عند الصلة والسلم عليه دائمvا.

فإذا واظبت على ذلك سيكون لك الفتح القريب إن شاء ا تعالى. «فعليك يا أخانا بسماع مدحه وتلوته، حتى يكون لك روحvا من جميع الوجQQوه

إن شاء ا تعالى». «وإني أنصح لك يا أخانا في اله تعQQالى أل تجلQQس مجQQالس المنكريQQن لطQQرق الصوفية والصادين عن مQQدح خيQQر البريQة، وعQQن زيQQارته- صQQلى ا عليQه وآلQQه وسلم- التي هي أعظم أمنية» [يراجع مقدمة القصيدة المقبولة لسيدي صQQالح

الجعفري رضي ا عنه].: أدب المريد مع شيخه : ثالثvا

إن الحكمة في اتخاذ شيخ للطريق هي القدوة والتباع، فإن السالك في بداية الطريق يكون مقيدvا بقيود النفس ومحاطQQvا بأسQQوار الهQQوى، فيصQQعب عليQQه أن يتخلص بنفسه من ذلك لن أسلحته ضعيفة والعدو أقوى وأشد فتكvا، ومن ثQQم يأتي الشيخ ليأخذ بيد المريQQد إلQQى طريQQق النجQQاة، وينتشQQله مQQن أوحQQال دنيQQاه الدنيئة، ويخلصه من أسوار النفس والشQQيطان والهQQوى، وكمQQا أن لكQQل مسQQلم فقيهvا يقتدي به ويسير على اجتهاده، فكQQذلك لكQQل صQQوفي شQQيخ يرشQQده إلQQى الطريق اليماني، ويبصره بعيQQوب نفسQه، يقQول المQQام الجعفQري- رضQي ا

عنه-:إنمQQQQQQQا الشQQQQQQQيخ إمQQQQQQQاممQQQن أتQQQى مQQQن غيQQQر شQQQيخ

بعيQQQQQQوب النفQQQQQQس ينQQQQQQبيضQQQQل فQQQQي ميQQQQدان حQQQQرب

]1/53 [الديوان والشيخ يدعو إلى ا- تعالى- وعيQQن المريQQد الصQQادق علQQى الطاعQQة ويQQوجهه على معرفة أسرار العبادة، وهQQذا القتQQداء مسQQتمد¨ مQQن روح القQQرآن الكريQQم،sضQQاء� ب�ع�QQه�م� أ�و�ل�ي�QQات� ب�ع�ض�QQون� و�ال�م�ؤ�م�ن�QQول: (و�ال�م�ؤ�م�ن�QQفاله- سبحانه وتعالى- يق ي�QQأ�م�ر�ون� ب�QQال�م�ع�ر�وف� و�ي�ن�ه�QQو�ن� ع�QQن� ال�م�ن�ك�QQر� و�ي�ق�يم�QQون� الص�QQلة� و�ي�ؤ�ت�QQون� الز�ك�QQاة�

).71و�ي�ط�يع�ون� الل�ه� و�ر�س�ول�ه� أ�ول�ئ�ك� س�ي�ر�ح�م�ه�م� الل�ه� إ�ن� الل�ه� ع�ز�يز¨ ح�ك�يم¨) (التوبة:

145

Page 146: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

).15ويقول سبحانه وتعالى: (و�ات�ب�ع� س�ب�يل� م�ن� أ�ن�اب� إ�ل�ي�) (لقمان: من الية قال الشيخ أحمد بن زروق: «والنابة ل تكون إل بعلم واضQQح وعمQQل صQQحيح،

ينقضه كتاب¨ ول سنة». وحال ثابت ل وفي الحديث الشريف: «مثل الجليس الصالح والسوء كحامQQل المسQQك ونافQQخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإمuا أن تجد منQQه ريحQQvا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحvا خبيثة» [رواه البخاري

ومسلم]. والشيخ نما يعي مريده ثمرة تجاربه الطويلة الشاقة، حسبة لQQوجه ا تعQQالى، ل يسأله عليها أجرvا، وذلك الشيخ المربي المعلم يشQترط فيQQه أن يكQQون عالمQvا

v ورعvا تقيvا، كما يقول مولنا المام الجعفري- رضي ا عنه-: عامليصQQحب شQQيخ العلQQم والكتQQابفليس بعQQد العلQQم مQQن هدايQQة

ليهتQQQدي بQQQه إلQQQى الصQQQوابوعمQQQQل بQQQQه هQQQQو الوليQQQQة

[اللهQQQام النQQQافع: 65[

فالغاية من سلوك المريد في طريق شيخه، والقتداء به فQQي أقQQواله وأفعQQاله الوصول إلى مرضاة ا تعالى، وهذا ل يتأتى للمريQQد إل بصQQحبة شQQيخ يتسQQلح بالعلم ويصدقه العمل وبذلك يسQQتطيع الشQQيخ أن يحمQQي المريQQد مQQن كQQل مQQا يمنعه من الوصول إلى ا- تعالى- من أنواع الجهل والغرور، ودواعي الهQQوى الموقعة في ظلمة القلب، وانطفاء نور البصيرة، يقول مولنا المام الجعفري-

رضي ا عنه- في إحدى قصائده:الشيخ يحمي مريدvا جاء معتنقvا روحQQان فQQي جسQQد مQQن فQQرطقربهمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاانظQQر لعQQالم أرواح تجQQد عجبQQا عQQQوالم أدهشQQQت مQQQن كQQQان

طريقQQQQه ولوراد الطريQQQQق تل كالشQQQمس والضQQQوء خQQQذ مQQQنقربهQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQم مثلوالشيخ فيها لمن يأتي لقQQد كفليكسون فيهQا حريQرvا مبQQدعvا حلل

146

Page 147: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

يعرفهQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQافإن وصلت رأيت الشيخ تعرفه يQQQدري بروحQQQك مهمQQQا غQQQابمطلعهQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQا

لQQه زئيQQر بQQذكر ا قQQد شQQغلوالقلب كالكف يدري ما بQQه نQQزل

]4/702[الديوان

يقول مولنا المام الجعفري في بيان ما يجب أن يكون عليه الشيخ المربي: فالعارف بالله- تعالى- هو الذي عرف ا- تعالى- وقام بحقه، وعرف رسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- وقام بحقه، وعرف أوليQQاء ا- تعQQالى- وقQQام بحقهم، وعرف المؤمنين وتخلuص من تبعاتهم والعارف: من عرف نفسه، كمQQا قال المام علي- كرم ا وجهه- «من عرف نفسه فقQQد عQQرف ا» فQQالنفس بها كمالت ونقائص، فمن عرف الكمالت فأبرزها، والنقائص فعالجهQQا فQQذلك

العارف. «عارف»: العين علم، واللف انفصال عن السuوى، اتصال بمQQن علQQى العQQرش استوى، والراء رغبة في الخرة، والفاء فQQرار إلQQى ا تعQQالى [اللهQQام النQQافع

51-52.[ فمثل هذا العارف ل يصمد الشيطان أمام أنواره، ول تستعصي نفQQس المريQQد على تهQQذيبه وإرشQQاده، ومQQن أسQQعدته اليQQام بمثQQل هQQذا الشQQيخ فليحمQQد ا- تعالى- على أن وص�له إليه، وليلزم طريقه وليجاهد بمجاهدته، حتى يصل إلQQى

ما وصل إليه من رقي، يقول مولنا المام الجعفري- رضي ا عنه-: مQQن جQQاء يبغQQي طريQQق ايعQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQبره كيQQQف المسQQQير ولQQQم تعQQQرفمسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQالكهافاتبع طريقة أهQQل ا خQQالصلكQQل قQQوم إمQQام يقتQQدون بQQهطريقة القوم قرآن وسQQنة مQQن

من غير هادs له ما كان منتصQQرvا قد ضQQل سQQعيك يQQا هQQذا فكQQنحQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQذراخف المQQام تQQرى أتبQQاعه زمQQرا فاجعQQل إمامQQك شQQيخvا للعلQQومقQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرا أهدى السQQبيل وأحكامQQvا هنQQاك

147

Page 148: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

لم يخرجوا عن كتQQاب ا فQQي عمQQQل إن جئت عنQQQدهم تلQQQقالضQQQQQQQQQQQQQQياء بهQQQQQQQQQQQQQموالقلب فرح من رؤيا وجوههم

تQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرىول مقQQQال وكQQQل قلبQQQه عمQQQراوالنور لح لمن بالليل قد سQQهرا وكل مQQن جQQاءهم ل شQQك قQQدأجQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرا

]67-10/66[الديوان «واعلم هداك ا وهدانا: أن مثل المشايخ كالسحب الطيبة: تحمل رحمQة ا المساقة لسقي القلQQوب المحمديQة، لتحيQQا بهQQا الحيQQاة الطيبQة، وإن ريQQاح حبQQك وإخلصك إليهم تسوق سحب غيثهم إليك، فرضاؤهم غيQQث، ودعQQاؤهم غيQQث، ونظراتهم غيث، وأورادهم غيث، وطعامهم غيث، وشQQرابهم غيQQث، وإطعQQامهم غيث، وخدمتهم غيث، وتوجههم غيQQث، وكلمهQQم غيQQث، وثنQQاؤهم عليQQك غيQQث، وذمهم لك غيث، وتأديبهم لQQك غيQQث، وكQQل شQQيء حاصQQل منهQQم غيQQث، فهيQQئ نفسك لغيوث شيخك عسى أن تحيي أرض قلبك فتخرج من موت روحQQك إلQQى حياتها، ومن غفلتها إلى التفاتها، ومن سجنها إلQQى إخراجهQQا، ومQQن قيQQدها إلQQى حل�ها، ومن حرامها إلى حللها ومن حلuها إلى حرمها، ومن حرمهQQا إلQQى معرفQQة حرمتها، ومن حرمتها إلى عرفات معرفتها، ومن معرفتها إلى فرط حبها، ومQQن

].80فرط حبها إلى حيرتها» [اللهام النافع: وليصل المريد إلQQى غQQايته، عليQQه أن يلQQتزم الداب الQQتي قررهQQا الصQQوفية لمQQن يصحب شيخ الطريQQق، وقQQد أشQQار مولنQQا المQQام الجعفQQري إلQQى هQQذه الداب،

ووجه إليها مريد طريقته، ومن هذه الداب:الصدق في سلوك الطريق ومحبة الشيخ:

وأول ما يجب على المريد علمه أن طاعة الشQQيخ إنمQا هQي طاعQة أوامQر ا-تعالى- واجتناب نواهيه، يقول سيدي صالح الجعفري- رضي ا عنه-:

«اعلم يا أخانا هداك ا وهQQدانا: أن مشQQايخ الطريQQق يقولQQون فQQي كلمهQQم: «تجمعنا الطاعة، وتفرقنا المعصية» وأي وبال أشد علQى المريQد مQQن التفرقQQة بينه وبين شيخه فالشيخ باب الحضرة النبوية، والحضQQرة النبويQQة بQQاب الحضQQرة

148

Page 149: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

].57القدسية، فمن عرف البابين دخل في الحضرتين» [اللهام النافع: ومنها مذاكرة كتب شيخه والكثار من النظر فيها إذ وضع الشيخ قواعQQد سQQلوك الطريق لبنائه، وهي تحمل منهجه وأفكاره، وتوضح عقيدته ومQذهبه والشQQيخ يعني أبناءه ومريديه بكل حرف مسطور فيها، يقول مولنQQا المQQام الجعفQQري: «فعلى كل مريد سالك لهذا الطريق المسارعة إلى مذاكرة كتب شQQيخه، حQQتى يحصل انسجام بين الروحين فيجذبان، وبينهما بQQرزخ ل يبغيQQان، ويحصQQل علQQم الذواق وهو ليس فQQي الوراق، فعليQك بQQالبحث عQQن الحقيقQQة فQQي السQطور، لعلها أن تشع على الصQQدور فيتنQQزل مQQن سQQطورك مQQا يزيQQل لغQQرورك، ويQQأتي

)58بسرورك (ف�ب�QQذ�ل�ك� ف�ل�ي�ف�ر�ح�QQوا ه�QQو� خ�ي�QQر¨ م�م�QQا ي�ج�م�ع�QQون�) (يQQونس: مQQن اليQQة فشتان بين جمQQع وجمQQع، وسQQمع وسQQمع «واجمQQع بينQQي وبينQQه» «فQQي مقQQام السماع العام» إياك أن تغفل عن الشارة، أو تلتبس عليك العبارة، أو تتحكQQم فيك المuارة، تجارتنا هذه نعمت التجارة، ربح ومربح مQQا فيهQQا خسQQارة» [شQQهد

] ومن دلئل محبة المريQQد لشQQيخه أن يقQQرأ كلمQQه أو8مشاهدة الرواح التقية: يسمعه بروح المحبة والخلص، ويضQQع شQQيخه فQQي منزلQQة العلمQQاء العQQارفين المحققين، وبقدر هذه العقيدة يحصل القرب، ويأتي المQQدد والفتQQح كمQQا جQQاء في توجيه المام الجعفري لمريد طريقتQQه وطQQالب قربQQه ومحبتQQه: «واعلQQم يQQا أخانا أن كلمنا كله فيوضات ربانية، فمتى قرأته بحبنQQا حصQQلت لQك النيQQة، فمQن عرفنا فقد عرف، ومن بحرنQQا غQQرف، ل سQQيما مQQن والنQQا وأعQQز شQQأننا، فQQذلك ملحوظ بعين عناية ربنا مقتبس من أسرار (و�ال�ذ�ين� ج�اه�د�وا ف�ين�ا ل�ن�ه�د�ي�ن�ه�م� س�ب�ل�ن�ا)

) وأهل ا: سبل ا في أرض ا، يوصلون لنور ا69(العنكبوت: من الية )... » [انظQQر:35(خاتم النبياء) (ي�ه�د�ي الل�ه� ل�ن�ور�ه� م�ن� ي�ش�QQاء�) (النQQور: مQQن اليQQة

].136المنتقى النفيس: فحQQال الشQQيخ مQQع المريQQد كQQالرض والسQQانية (السQQاقية عنQQد أهQQل السQQودان) ودورانهQQا والمQQاء فقلQQب المريQQد هQQو الرض الطيبQQة، والوراد هQQي السQQانية، ودورانهQQا قQQراءة الوراد، والمQQاء الخQQارج هQQو الثQQواب، والنبQQات هQQو المعQQارف

149

Page 150: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

والخوارق والتجليات، ولذلك يقول سيدي عبد السلم السمر- رضي ا عنه-:ل تخQQQQQالف شQQQQQيخvا رب�QQQQQاكأنQQQت شQQQجرة وهQQQو مس�QQQقاك

انصQQQQQQQح� واخQQQQQQQدم� ب�ن�ي�QQQQQQQاتنQQQQQQQال الرتبQQQQQQQة العليQQQQQQQا

ويقول- رضي ا عنه-:اقQQرأ الوظيفQQة وسQQعد رفقQQاكأنا الشيخ السمر دومQQvا نرعQQاك

ور�دu بالQQQQQQQQQQQQQك إلي�QQQQQQQQQQQQQاإعQQQQQQرف مقQQQQQQامي و�ز�ي�QQQQQQا

وفي قوله (إعرف مقامي وزيuا) إشارة إلى مQQا يتوقQQف الفتQQوح عليQQه، فمعرفQQة مقام الشQQيخ وجQQدان قلQQبي روحQQاني، تظهQQر للمريQQد إشQQارة فQQي عQQالم الملQك والملكوت، على حسب قوة معرفة المريQQد بشQQيخه، وأول خQQارق للعQQادة ينQQاله المريد يشاهده في شيخه، ومنه ينتقل إلQQى المريQQد علQQى حسQQب صQQدقه علQQى سبيل الوراثة، وقد قال سيدي أحمد بن إدريس للسQQيد ابQQن السنوسQQي- رضQQي ا عنهما-: «أنا أنت وأنت أنا» وقالها سيدي ابن السنوسي لتلميذه سيدي عبQQد العالي بن السيد أحمد بن إدريس- رضي ا عنهم- بعد أن رباه وعلمه ولقنQه الوراد (أنا أنت، وأنت أنا) وكان يحضر أحيانvا في مجلسه (بجغبوب ببرقة) وهو يدرس الحاء للغزالي لن سيدي عبد العالي درس الحيQQاء فQQي حيQQاة شQQيخه بمسجد جغبوب، وفي ذلك سر عظيم لن الشيخ يم�د تلميذه حينما يحضر درسvاv لهQQذا المقQQام [المنتقQQى مددvا روحانيvا، ويكQQون ذلQك كQQالختم لQه بQأنه صQQار أهل

].110-109النفيس: ملزمة أوراد الشيخ واتباع ما أمر به :

ويكون ذلك بملزمة أوراد الشيخ وعدم اللتفات إلى غيرها، فإنما أوراد الشيخ هي التي تصلح نفس المريد ل غيرها، ففيها المدد والسر، لنها أ�خQQذت بQQالذن من الحضرة النبوية المستمرة من الحضرة العلية الربانية، يقول شيخ الطريQQق الجعفQQري: «إعلQQم أن لكQQل شQQيخ طريQQق عقQQاقير فQQي أوراده تصQQلح لولده السالكين طريقة ففيها فيتامينات التقوية والتغذية، وفيها بلسQQم الشQQفاء، وفيهQQا

150

Page 151: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

يهدي النفس، ويقQQوي الQروح، فمQQن أراد الوصQQول فل وصQول لQQه إل بQأوراد ما].70شيخه، فهي سبيله وباب وصوله، وهي روحه وريحانه» [اللهام النافع:

السير على طريق الشيخ وعدم مخالفة منهجه : وهذا أساس التباع عنQQد القQQوم، ول معنQQى للنتسQQاب إلQQى شQQيخ مQQع مخالفQQة نهجه، فإن المريد يعاهد شيخه أمام ا- تعQQالى- علQQى مبQQادئ وسQQلوك، فQQإن انحراف أو غير أو قصر أو ترك، فإنه يكون قد نبذ عهده مع شيخه وراء ظهره، فيحرم من المدد وينقطع عنه التصال، وبقدر ابتعاده عن الشQQيخ ينفQQر الشQQيخ

منه، يقول سيدي العارف بالله الشيخ صالح الجعفري- رضي ا عنه-: «ول يكون ابن الطريق ابنvا لشيخه حتى يكون على قQQدمه، فQQإن خQQالف نهجQQه كان وجوده كعدمه (قالوا: يا رسول ا أ�م�ن قلةs نحن ي�و�مئذ؟ قال: ل؛ بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل) [رواه أبو داود]، وقال ا تعالى: (ق�ل� ل

) فمQQا100ي�س�ت�و�ي ال�خ�ب�يث� و�الط�ي�ب� و�ل�و� أ�ع�ج�ب�ك� ك�ث�ر�ة� ال�خ�ب�يث�) (المائدة: من الية الرث إل بالتباع، ومن لم يتuبع ح�ر�م الرث وضاع، فكQQم للشQQيخ مQQن دور تك�QQظ� وت�ئ�ظ� من جواهر السرار والمعاني، من أسرار السQنة وجQQواهر القQQرآن، فمQQن لم يعرف ما أبعده عنا، ومن لم يعرف القرآن اختطفQQه الشQQيطان، فمQQن كQQان بعيدvا عن الشيخ فهو البعيد، ومن اختطفه الشيطان فهو الطريد... » [الQQذخيرة

].10المعجلة: «وإياك ونسيان الشيخ والغفلQQة عنQQه، فQQإن ذلQQك مQQن أكQQبر القواطQQع لQQك، فمQQاu تغل عن ذكر ربQQك طرفQQة عيQQن ول الطريق إل كدورة الفلك، فإن استطعت إل اقل من ذلك فكن، ومعنى «ل تغفل عن الشيخ» أي عن متابعته الQQتي طالمQQا قرأتها عيناك أو سمعتها أذناك، وهناك أسرار¨ منهQQا تسQQري، وعلQQوم فQQي بحQQور تجري، فمن قطع شهوات نفسه وجاء طريقنا إل وقابله نQQور لمQQع، فكQQم مQQن ولي فتحنا له أبوابvا عزuت على غيره، وكم من مجدu كشف عن عQQالم الملكQQوت بأحزابه، فكم من أهل القدم الراسخ الذي ل تزلزله شبهة بوجه مQQن الوجQQوه، وتمسك بالكتاب والسنة، فإنهما طريق شيخنا أبQQي العبQQاس العرائشQQي سQQيدنا

].192-191ومولنا السيد أحمد بن إدريس- رضي ا عنه» [المنتقى النفيس:

151

Page 152: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

«نفر� منك كما يفر� الطيQQر إذا خQQالفت حالنQQا، وقQQد كنQQا معQQك كرواسQQي الجبQQال، وكالملئكة إذا رأوا الكلب أو سQمعوه، أو الصQQورة، أو سQمعوا صQQوت الجQQرس [أي يفر الشيخ من المريد المخالف لطريقه مثل مQQا ذكQQر فQQالعطف إنمQQا علQQى قوله (كما تفر الطير)]، كذلك الرواح العالية هذا حالها معQQك، فل تنQQس قQQولي

].9هذا» [شهد مشاهدة الرواح التقية، صأن يكون راسخ العقيدة في شيخه :

لنه على قدر العتقاد يكون التباع والنقياد، ويحدث الستعداد لتلقQQي المQQداد فمن أجل ذلك يوصي المام الجعفري ابن الطريق أن يكون واثقvا موقنQQvا بQQأن

طريق شيخه يسير على نهج الكتاب والسنة، يقول- رضي ا عنه-: «اعلم ثم اعلم ثم اعلم: أن طريقنا هQQذا جعلQQك فQQي كفالQQة إمQQام المرسQQلين- صلى ا عليه وآله وسلم- يتولى تربيتك كما يربي الوالد ولده، فهل أيقن قلبك بهذا الحديث؟ وكيف حالك وأيش حالك أمام رسول ا- صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسلم؟ فهل تريد أن تلتفت إلى غير طريقنا لتتخذ لQQك شQQيخvا آخQQر غيQQر النQQبي- صلى ا عليه وآله وسلم؟ فتلعب بك الهواء، وتميد بك الغبراء؟ فمQQا عرفنQQا من تفلuت منا، ول أخذ الحقائق عنا، ول شرب من رحيقنا من تQQرك سQQوقنا، ول ورد وردنا من ترك ورادنا، ول دندن ول دنا، ول حل بقلبQQه ود�نQQا، شQQاهد بقلبQQك أن المربي ناظر إليك، ليصب ميQQازيب الرحمQQة عليQQك» «فمQQا أهQQل الطريQQق إل رجال صدقوا ما عاهدوا عليه، اتصلت أرواحهم بمربيها فكان المر منQQه وإليQQه»

].6[شهد مشاهدة الرواح التقية: «من له شيخ فليشرد إليه عند الوسواس، وليجس بين يديه فإنه ترياق الغيار، ول تنظر إليه نظرك إليه، ولكن انظر إليه ظاهرvا، ولشيخه باطنQQvا، واسQتمع إليQQه ظاهرvا وإلى شيخه باطنvا، تر العجQQب العجQQاب، ويفتQQح لQQك البQQاب، ويسQهل لQك الوصول، ويؤذن لك في الدخول، وحسن ظنك به مطيتك السريعة، حتى تأخQQذ مالك عنده من وديعة، فهو الترجمان بينك وبيQQن أهQQل الQQبرازخ، أهQQل التحقيQQق

والقدم الراسخ». «والشيخ المنظور إليه بالنظرين: رؤيته تقر� به العين، يذكرك ا مQQرآه، ويQQدني

152

Page 153: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

].50روحك دعاؤه ورضاه» [اللهام النافع: «يا أخانا في ا- تعالى- تجمعنا الطاعة، وتفرuق بيننا المعصية، فعليك بطاعة

ا- تعالى- والحذر كل الحذر من معصية ا- تعالى». «وعليك بطلب العلم فإنه نعم المطية الموصل إلى المقصود، وعليQQك بالكثQQار من ذكر ا- تعالى- فإنه نعم الورد المورود، وعليQك بتلوة القQرآن فQإنه كلم ربك وشفاء قلبك» «واعلم أن طريقنا هذا مبني علQQى الكتQQاب والسQQنة، وفقQQه المذاهب الربعة، وعقيدة الشعري فQQي التوحيQQد، وأبQQي القاسQQم الجنيQQد فQQي التصQQوف- رضQQي ا عنهQQم أجمعيQQن» [مفاتQQح كنQQوز السQQماوات والرض

].13المخزونة: «ل تطلبن طلبQQvا بغيQQر وسQQيلة، لن الوسQQائل هQQي السQQباب الQQتي توصQQلك إلQQى المقدور وتاركها يكون من المعتدين في الدعاء، فإن الذي يسأل ا- تعQQالى- الذرية ولم يتزوج يكون معتديvا لتركه الوسيلة، وهي السQQبب الQQذي يوصQQله إلQQى المقدور، والمQQدار كلQQه علQQى العلQQم، إذ بQQه الQQدنيا والQQدين، قQQال- عليQQه الصQQلة والسلم- (ومن أرادهمQQا معQQvا فعليQQه بQQالعلم) يعنQQي الQQدنيا والخQQرة، والشQQيخ العارف من سبل الرحمن الموصلة إليه ومن ه�دي إليه فقQQد ه�QQدي إلQQى سQQبل

] (و�ال�Qذ�ين�52-51ا- تعالى- لكن يبحث عنQه بجQد واجتهQاد» [اللهQام النQافع: ).69ج�اه�د�وا ف�ين�ا ل�ن�ه�د�ي�ن�ه�م� س�ب�ل�ن�ا) (العنكبوت: من الية

أل يقدم عليه شيخvا آخQر : وهذا يدل على عظيم محبته وقوة العتقاد في وليته وصQQدق منهجQQه، وغيQQرة الشيخ على أبنائه في الطريق أشد من غيرة والQQد الجسQQد علQQى أولده، يعلQQل

ذلك والد الروح المام الجعفري- رضي ا عنه- بقوله: «الشيخ والد الروح، وهو أفضل من والد الجسد، وأحرص عليك منQQه، فل يمQQل قلبك لغيرنا عنا، وعندنا ما لو كشف لQQك الحجQQب عQQن بعQQض مكونQQاته لQQذهبت

نفسك». «وإن لوامع بروق أحزابنا تنيرك إذا لمعت، وتصدع عدوك إذا صQQدعت، وتغنQQي

فاقتك إذا تليت، وتمل قلبك علمvا إذا قطرة به نزلت».

153

Page 154: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

«وما صدود نفسQQك عنهQQا إل لنفاسQQتها، ومQQا تقاعسQQت عنهQQا إل لتقاعسQك عQQن الكتاب والسنة اللQQذين همQQا أصQQل لهQQا، ومنبQQع فيQQض فيضQQانها، وشQQمس قمQQر لمعانها» «فما أردته من أوراد غيرنا ففيها أ�ودع وزيادة، وذلQQك مQQن فضQQل ا

).26علينا (ل�ل�ذ�ين� أ�ح�س�ن�وا ال�ح�س�ن�ى و�ز�ي�اد�ة¨) (يونس: من الية فكم أشغلت نفسك عنا بأمور تريد فتح أبوابها فما فتحت لك البواب، وأحزابنQQا مفتوحة لك أبوابها، وتعرفك ح�ج�ابهQQا، وقQQد أذنQQاك بهQQا كمQQا أ�ذن لنQQا مQQن ينبQQوع

الحقائق الوجود- صلى ا عليه وآله وسلم-». «فادن أيها المريد من حضرة الشيخ تنل ما تريد، وفوق ما تريد، لن كل شQQيخ مQQأذون مQQن الحضQQرة العليQQة النبويQQة، ففQQي أوراده إمQQدادات لتبQQاعه وأولده، وبالعكوف على الوراد والملزمة والمداومة يظهر لك ما أشرنا به إليQQك، لكQQن بشرط الستقامة التي هي خيQQر¨ مQQن ألQQف كرامQQة، لمQQن اسQQتقام فQQي طريقنQQا

].48-47وتبتل، عليه البركات تتنزل» [اللهام النافع: فعلى المريد أن يعرف أنه مع والد الروح الQQذي يربيQQه ويرقيQQه، وأن ينظQQر إلQQى شيخه نظرة محبة خاصة، كما ينظر شيخه إليه نظرة تربية خالصة، وأن يعتقQQد المريد بقلبه أن تربية الشيخ له شجرة مثمرة معمرة، تمتد بعد انتقQQال الشQQيخ، لن عQQالم الرواح غيQQر عQQالم الشQQباح، ومQQن ظQQن أن اتصQQاله بالشQQيخ انقطQQع بوفاته، فذلك دليل حجبQه وفQواته، يقQول مولنQQا المQQام الجعفQري- رضQQي ا

عنه-: «من حكuم العادات ح�رم من البركات، ومQQن نظQQر إلQى غيQQره ح�QQرم مQQن خيQQره وميره (إي إمداده من الميرة وهي الطعQQام) ومQQن قQQال إنQQه قQQد مQQات عQQوقب بالفوات، فانظر بعيني قلبك إلى من نظQQر إليQQك بهمQQا، ول تكQQن مQQن الغQQافلين، فكم من غارف غرف، فهل بلغك ذلك حتى تشمر عن سQQاعد جQQدuك لتغQQرف»

].41[اللهام النافع: ومن أدب المريد مع شيخه أن يطارد وساوس الشيطان الذي ل يحب للنسQQان الستقامة على طريقة الشيخ- وهي طريق ا- فيزين له أن يتجQQه إلQQى شQQيخ

154

Page 155: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

آخر من أن اللعيQQن ل يحQQب للنسQQان أن يسQQلك أي طريQQق للخيQQر، وإنمQQا هQQيوساوس وهواجس ليبعد المريد عن ذكر ا، يقول مولنا المام الجعفري:

«وإذا مال قلبك إلى شيخ آخر، أو إلى طريق آخر، فعليك بتQQذكر قQQول شQQيخك- رضي ا عنه- إنك في كفالة النبي- صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم- وتربيتQQه، فل تطلب بعد رسول ا- صلى ا عليه وآله وسلم- شيخvا لتربيتك، واعلم أن ذلك من الشيطان وبQه يحجQQب المريQد عQQن أسQرار الطريQق وعQQن إمQQداداته، وعQQن وارداته، نعوذ بالله من ذلك» «ول تمد يديك إلى يد أحد لتأخذ عنها طريقvا بعQQد إذ مددتها إلى شيخك، فإن ذلQQك- والعيQQاذ بQQالله- فيQQه الضQQرر، نعQQوذ بQQالله مQQن

الخلط». «كما أن للنسQان أبQvا واحQدvا، كQQذلك فQي الطريQق لQه شQيخ واحQد» [الQQذخيرة

].24المعجلة:

أن يجتهد في اتباعه شيخه حتى يتحقق بمقام الوراثة : وهذا يجعل المدد يسري من روح الشيخ إلى روحه، فتظهر على المريد أحوال شيخه وي�رى له نور مثل نور شيخه، وهو مقام الوراثة الQQتي أشQQار إليهQQا إمامنQQا

الجعفري- رضي ا عنه- بقوله: «إذا سلكت طريق شيخ، وكنت محبvا له انتقل حاله الذي كQQان فQQي الQQدنيا عليQQه إليك بمعنى أن روحك تعمل مثل عمله، فإن كان عالمvا مالت إلQQى العلQQم، وإن كان في خلوة مالت إلى الخلوة، وإن كان فQQي عزلQQة مQQالت إلQQى العزلQQة، وإن كان في جذب مالت إلQQى الجQQذب، وإن كQQان فQQي تلوة قQQرآن وتQQدريس وعلQم مالت الروح على ذلك، حتى تكون في الدنيا حياته كحياة شيخه، وهQQذا يسQQمى مقام الوراثة، يتأتى بالمحبة وتلوة الوراد، واقتفاء أثر الشيخ، وكل شيء كان الشيخ في حياته ل يفعله فإنه اليوم في برزخه ل يحبه، ول يحب فاعله، نعQQوذ

بالله من ذلك. وإذا كان هذا أبدvا عامvا في حق أبناء الطريق جميعvا، فإن لخدمQQة الشQQيخ أدبQQvا أرقى وحق§ا أعظم، إذ التلميذ المقرب من الشيخ ربما اطuلع على عبQQادة الشQQيخ

155

Page 156: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فاستقلها في نظره، أو يرى شيئvا ل يعجبه فيظن سوءvا فيهلQك، أمQQا إذا أخلQQص 59للشيخ كان له حق�ان: حق الوراد وحQQق الخدمQQة للشQQيخ» [اللهQQام النQQافع:

نقلv عن توجيه السيد محمد الشريف لبنه في الطريق سيدي صالح الجعفري-رضي ا عن الجميع].

فالحذر كل الحذر من الخروج على طريق الشيخ أو المجادلة في كلمQQه ففيهQQا الحجب والقطع والب�عد والطرد، وهاهو الشQQيخ المQQام الجعفQQري يقفQQك علQQى

الطريقة المثلى لمعاملة شيخك فيقول لك:فعليQQك أن ترضQQى بكQQل مقQQالهواحذر علQQوك إن رأيQQت مقQQامهيعطيQQك ربQQك مQQا يشQQاء وربمQQالكن مQQن الداب حفQQظ مقQQامه واحفQQظ مقQQام الشQQيخ واتبQQعأمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQره

وتكQQQQون كQQQQالمقبور لل�ح�QQQQاددون الذي تعطQQاه مQQن إسQQعادفQQQاق المريQQQد لشQQQيخه بأيQQQادوطريقQQQQQه إل بفتQQQQQحs بQQQQQاديواحQQذر مQQن العQQداء والحسQQاد

]45-43-9/42 [الديوان

وهذا ما عناه المام بقوله، وهو يذكر المQQور الQQتي يتوقQQف عليهQQا الفتQQوح فQQي الطريق: «... أل يعلو على شيخه بحال من الحوال مهما وبQQت لQQه المعلومQQات ومهما كشفت له مكاشفات، ويرى نفسه فرعvا لشيخه، ودائمvا سرمدvا تتوق إليه روحه، كما قال سيدي عبQQد الكريQQم الجيلQQي- رضQQي ا عنQQه-: (أصQQلي الهQQوى

].142والفرع يطلب أصله) » [أعطار أزهار أغصان:

الدب مع الشيخ، كما عبuر عنه المام الجعفري في قصائده : ذكرنا أكثر من مرة فيما سبق أن الشيخ- رضي ا عنه- كان يكQQثر مQQن تQوجيه إرشاداته إلى أبنQQاء الطريQQق مQQن خلل قصQQائده حQQتى يسQQمعها الخQQوان فQQي الحضرة فهي درس الطريقة الجامع ومدد المام الجعفري اللمع، وعلى كثرة ما جاء في قصائده من آداب المريد مع شيخه، فإن هنالك منظومة وقصQQيدة، اهتم فيهما بالتربية وحدها، بحيث تغني المريد عن كثرة الكلم وطول الشرح،

156

Page 157: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

أما المنظومة فقد ضمنها معظQQم الداب الQQتي أشQQرنا إليهQQا فيمQQا سQQبق، وهQQي تتحدث عن حب المريد لشيخه وأثره في نفسه، وعقيدة المريد في شيخه في

ثلثة وخمسQQون بيتQQvا، وفيهQQا53حياته وبعد انتقاله وغير ذلك، وعدة المنظومة أيضvا حديث الشيخ عن الذكر بالوراد، وختمها بدعوات صالحات لبناء الطريقة، وسنذكر لك أيها القارئ العزيز البيات التي يتحدث فيهQQا المQQام الجعفQQري عQQن

علقة المريد بشيخ الطريق يقول:يصQQحب شQQيخ العلQQم والكتQQابفليس بعQQد العلQQم مQQن هدايQQةفاسQQمع مقQQاله وكQQن سQQريعvافالشيخ أنQQت إن أطعQQت المQQراومQQQدد الشQQQيخ بقQQQدر الحQQQبوكلمQQQQQQا ذكرتQQQQQQه تلقQQQQQQاهتلQQك معQQاني الQQذوق يQQا أخانQQاإدراكنQQQQQا الدراك إن أردتQQQQQهإن الحمQQQى لQQQذاكر يQQQا ابنQQQيطريقنQQQا الكتQQQاب ثQQQم السQQQنةومالQQك¨ إمامنQQا فQQي المQQذهبووردنQQا كQQالمزن يهمQQي عسQQلفأسQQQرعوا نحQQQوي عبQQQاد افمQQQا حجبنQQQا عنكQQQم الQQQتراببل نحQQن فQQي القلQQوب ل نQQزالفQQQإن رأيQQQت قQQQد رأيQQQت ث�م�QQQاومQQQن رآنQQQا كQQQالتراب صQQQرناومQQن رآه ف المقQQام العQQاليفQQذاك قQQد دوى ومQQن درانQQي

ليهتQQQدي بQQQه إلQQQى الصQQQوابوعمQQQQل بQQQQه هQQQQو الوليQQQQةلعمQQQQل بQQQQه وكQQQQن مطيعQQQQvاوكنQQQت محبوبQQQvا لQQQديه سQQQرuاكQQQذاك قربQQQه بقQQQدر القQQQربل سQQيما إن غبQQت فQQي رؤيQQاهفل تكQQQQن مصQQQQاحبvا سQQQQواناوربنQQQا العظيQQQم مQQQا أدركتQQQهفل تمQQل عQQن منهجQQي وفنQQيوشQQQQQQيخنا لجQQQQQQده وكلنQQQQQQاوعقQQQدنا كالشQQQعري الطي�QQQبفيQQQه شQQQفاء للQQQذي قQQQد أقبلفQQQQالغيث� منهQQQQل¨ بل تنQQQQاهيول تغيبنQQQا كمQQQن قQQQد غQQQابواوفQQي القلQQوب ينQQزل المقQQالv وعم�QQQا غيثQQQvا مريعQQQvا هQQQاطلفQQذاك محجQQوب وعنQQه سQQرنامQQداره المحبQQوب عبQQد العQQالييموت في العقبى على اليمان

157

Page 158: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

[اللهQQQام النQQQافع: 65[

خمسة وأربعين بيتvا، بدأها الشQQيخ- رضQQي45أما القصيدة فهي لمية تقع في ا عنه- بالحديث عن القتداء والتباع ثم انتقل إلQQى الكلم عQن الQQذكر ولQذتهومشاهدات الذاكرين، ثم انتهي إلى الحديث عن آداب المريد مع شيخه، يقول:

واسمع كلم الشيخ واذكر بالذيفبه الفتوح بQQإذن ربQQك فاصQQطبرطهQQر فQQؤادك نحQQوه وخQQذ الQQذيواترك سواه فإن نظQQرت لغيQQرهفأبو الطريق أبQQى الت�ع�QQد�د� مثلمQQافQQQإذا رأيQQت أبQQvا سQQواه فإنمQQQا فQQأحفظ لشQQيخك مQQا اسQQتطعتوكQQQQQQQQQQQQQQQن علQQQQQQQQQQQQQQQىوالشQQQيخ للوراد جنQQQد¨ حQQQارس¨وإذا تلQQQوت فQQQأنت مQQQن أبنQQQائهمQQع إخQQوة وأحبQQة لQQو خلتهQQم

أولك ل تخQQQرج عليQQQه تجQQQادل�فرضاه عنك هو المير العQQادل�عطاك من ودرs فQQذاك العاجQQل�أفسدت ما قد كان فهو تضاؤل�يQQأبى التعQQدد والQQد¨ لQQك كافQQل�أنQQQت الليقQQQط� ولل�ق�يQQQط� رزائل�نهQQQج الئمQQQة عQQQارفون وائلفQQإذا تركQQت فمQQا عليQك يناضQQلأبنQاء ر�وحs فQQي الع�ل يQا فاضQQل�فرسان ليQQلs أو أسQQود جحافQQل

]194-10/192[الديوان

وفي قصيدة أخرى يتحدث عن لزوم اتباع طريق الشيخ وملزمQQة أوراده، ومQQايترتب على ذلك من نتائج في نفس المريد، فيقول:

نظروا إليك من المقام العQQاليالQQزم طريقتنQQا تنQQل مQQا تبتغQQي فQQQانظر لنفسQQQك هQQQل ذكQQQرتبQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQوردهم أQو أنQQت فQQي سQQوق المشQQاغلتQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQائهوتركت وردvا لQQو عرفQQت مقQQامه

أهل الطريق شيوخ أهل الحال�واقبQQل علينQQا تحQQظ بالقبQQال�أم أنQQت موثQQوق مQQن الثقQQال�مشQQQغول� بالQQQدنيا وبQQQالموال�لبكيت مQQن تQQركs ومQQن إهمQQال�وعلمQQت أن السQQر فQQي القبQQال�فانهض لوردك ل تكن كالقالي

158

Page 159: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وعلمQQت أن الربQQح فQQي سQQحرالQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQدجى هQQQم يهجرونQQQك إن هجQQQرتلQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQوردهمواذكرهQQQQم بفواتQQQح مقبولQQQQةوالزم طريقتنQQا تنQQل مQQا تبتغQQيأدu الطريQQق ول تكQQن متخوفQQا فلQQQدى الطريQQQق مشQQQايخ قQQQدأحكمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQواورثوا الطريق عQQن النQQبي وآلQQه

تفتQQح لQQك البQQواب عQQن إقفQQال�يكفيQQك ربQQك غيظQQة الجهQQال�ل تخQQش مQQن كQQدرs ول زلQQزال�ن�ص�ح� العبQQاد� وقQQد كسQQوا بجلل�نصحوا العبQQاد� بقQQولهم وفعQQال�

]188-10/187[الديوان

: أدب المريد مع نفسه: رابعvا اعلم أيها المريد- وفقنا ا وإيQQاك- أن كمQQالت النفQQس ل تتنQQاهى، وعيوبهQQا ل تنحصر، وغاية التربية الصوفية هي إخراج المريد من نفسQQه المQQuارة الظلمانيQQة والوصول به إلى النفس الراضية المرضية، وبين هذه وتلك مراحل ومخQQاطر ل ينجو المريد من فتنتها إل إذا ألQQزم نفسQQه متابعQQة شQQيخه العQQارف الQQذي يQQأمره

بالتخلي عن كل خلق دني، والتحلي بكل خلق سني.v مستفيضQQvا عQQن أحQQوال وقد ذكر مولنا المام الجعفري- رضي ا عنه- تحليل

].99-95النفوس السبعة وخصائصها، ووسائل ترقيتها.. [المنتقى النفيس ثم أشار- رضي ا عنه- على طريقة أهل العرفان- إلى دللت الحروف فQQي كلمة (نفس¨) فقال: (نفس̈) أولها نون متحركة، وآخرها نون سQQاكنة، فحركتهQQا: اضطرابها قبل ذكرها، وسكونها: طمأنينتها بعQد ذكQر ا (أ�ل ب�Qذ�ك�ر� الل�Qه� ت�ط�م�ئ�ن�

) وتارة مع الشيطان، فيكون نونها نفورها والفاء:28ال�ق�ل�وب�) (الرعد: من الية(sو�ر�ةQQن� ق�س�QQر�ت� م�QQت�ن�ف�ر�ة¨. ف�QQر¨ م�س�QQأ�ن�ه�م� ح�م�QQك�) لQQى الباطQQق إلQQن الحQQفرارها م

)،8، (أ�ف�م�ن� ز�ي�ن� ل�ه� س�وء� ع�م�ل�ه� ف�ر�آه� ح�س�نا) (فQQاطر: مQQن اليQQة)51-50(المدثر: وإذا كانت مع ا فنونها نور يلوح لها عند ذكQQر ربهQQا (ف�ه�QQو� ع�ل�QQى ن�QQورs م�QQن� ر�ب�QQه�)

159

Page 160: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

)، والفاء: فتح ا لها بعد نصرها علQQى شQQيطانها وهواهQQا22(الزمر: من الية ) والسين: سQQبل ا الموصQQلة13(ن�ص�ر¨ م�ن� الل�ه� و�ف�ت�ح¨ ق�ر�يب̈) (الصف: من الية

)، ويحتمQQل69إليه، (و�ال�ذ�ين� ج�اه�د�وا ف�ين�ا ل�ن�ه�د�ي�ن�ه�م� س�ب�ل�ن�ا) (العنكبQQوت: مQQن اليQة أن تكون النون إشارة إلى النصر فيكون بعد نصر ا- تعالى- يأتي فتحQQه (إ�ذ�ا

].99) [وانظر: المنتقى النفيس: 1ج�اء� ن�ص�ر� الل�ه� و�ال�ف�ت�ح�) (النصر: وقQQد أورد شQQيخنا المQQام الجعفQQري مقالQQة الشQQيخ الQQدردير فQQي هQQذا المقQQام: «واعلم أن طريق أهل الحق مدارها على الصدق، ورأس مالها الذل، ونهايتها الغرق، وقال العارفون: حكم القدوس أل يدخل حضرته أرباب النفوس، كQQثرة

يطهر مQQن الكلم توجب عدم الحترام، كثرة مصاحبة الناس توجب الفلس ل الرعونات إل من خالف نفسه فQQي الشQQهوات، وذكQQر ا فQQي جميQQع الحQQالت.. ومن لم يحرق البداية لم تشرق له النهاية، من لQم يخQQالف النفQQس والشQيطان لQQم يتحقQQق بصQQفات أهQQل العرفQQان، مQQن لQQم يكQQن عبQQدvا للرحمQQن فهQQو عبQQد

].99للشيطان.. فانظر أيهما يستحق العبادة [المنتقى النفيس: المجاهQQدة :

ويقصد بها مجاهدة النفس ومغالبة هواها، ومحاربة كل ما يبعQQد المريQQد عQQن سلوكه ويشغله عن طريقه، يقول مولنا المام العQQال�م الشQQيخ المربQQي سQQيدي

صالح الجعفري- رضي ا عنه- مخاطبvا المريد: «تجQQرد مQQن محيQQط الشQQهوات ومخيQQط الهQQوى إلQQى عرفQQان قدسQQك بQQالوادي المقدس طوى، فعساك أن تسمع النداء لترتحQQل عQQن الفيQQاء، فمQQا فQQاء مQQن شغله فيء، ول سرى نحو كثبQQان طQQي، ول طQQوى بعيQQس ج�QQد�ه البيQQداء طQQي، وكيف يطوى من شغلته عQQن عرفQQاته مQQيu، فمQQا سQQبحت أرواحهQQم إل بأجنحQQة

].25عمالهم، ول نشطت أفكارهم إل بقلة آمالهم» [المعاني الرقيقة: ص وهQذه الكلمQات العذبQة الQQتي يخQاطب بهQا المQQام الجعفQQري أرواح المريQدين، ويناجي بها قلوبهم، توجه المريدين إلى أن الجسQQد طQQبيعته كثيفQQة، وأن الQQروح شفافة نورانية فإذا أشبع النسان جسده، وأعطاه ما يريده من شهواته، تغلبت كثافة الجسد على شفافية الروح فإذا هي تحبس وتعاق وتحجQQب، وأن القQQوم

160

Page 161: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

لم تنهض أرواحهم، ولم تنكشQQف لهQQم الحقQQائق إل بكQQثرة مجاهQQدتهم لنفQQس والهوى وإعراضهم عن الشهوات، وقلة أملهم في الدنيا، وهذه القاعدة المهمة�ه�ا المام الجعفري عناية فائقة، وكرر الكلم عليها كثيرvا في نظمQQه ونQQثره، أ�و�ل ودونك أيها القارئ العزيز هذه الدرر من كلم سQQيدي المQQام العQQارف، سQQيدي

الشيخ صالح الجعفري- رضي ا تعالى عنه وأرضاه-: «النسان له أصلن: التراب والروح، فمن أخلQQد إلQQى الرض واتبQQع هQQواه فقQQد رجع إلى أصله الترابي، ومن طه�ر نفسه ونو�رها بأنوار العلم والعمل فقد رجع

].45إلى أصله الروحاني» [المعاني الرقية: ص «لبد للمريد القاصد من جد¥ واجتهQQاد، بل كسQQل ول رقQQاد، حQQتى ينQQال مQQا نQQاله العارفون، ويدرك ما أدركه المحققون، فل وصول إلى غيب مع ارتكاب الQQذنب والعيب، ول دنو للواني إل لرباب الورد في الوان، ول وضوء بماء غيبهQQم، إل لمن شرب تسنيم شربهم، فمQQن دفQQع المهQQور سQQيقت إليQQه الجQQور» [المعQQاني

].50الرقيقة: ص وفي الحق أن المجاهدة مقام رفيQQع فQQي التصQQوف ولQQه دور¨ كQQبير فQQي تربيQQة النفس وترقيتها، ولبد للمريد أن يسير في الطريق من أوله ويجاهد كما جاهد شيخه فقد يظن أن الطريق سهل، وأن الفتوح ينال بقليل من القQQول والعمQQل، ومن هنا كان توجيه المام الجعفري إلى أبناء الطرق أن الطريق أمQQر صQQعب ليس بالسهل ول يجتمع للمريد فيه حظه من الدنيا مQع حظQه مQQن الخQرة، فل مجال في الطريق للهوs أو زهو، ول يفلح فيها من يخلد إلى طول الرقاد وكثرة

النوم، هذا هوا لطريق لمن يريد الفلح، يقول مولنا المام- رضي ا عنه-: «أفق من غفلتك وأنا نيتQQك، وعليQQك بأحزابنQQا الQQتي تغسQQل قلبQQك بمQQاء الغيQQب، وتجعلك ذا سر¥ وبر، فما طلبته من أمر آخرتك ففي بحارها الزاخرة، وما طلبته من أمور دنياك ففي جواهرها المتناثرة، فما أسوأ حظ من تكاسQQل عQQن خيQQر أخراه وما أشغله عن ذلك إل شيطانه وهواه، فما أراك بعد هQذا الحQال إل أن توالينا موالة الروح للجسد، ولقد طال زمQQان معرفتQQك بنQQا، وإنQQا لنأسQQف غايQQة

161

Page 162: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

السف عليك إذ لم تشرب من شربنا، فما أعددناه إل لمثالك، فجرد قلبQQك عQQن حبك لنفسك ومالك، ول تعتمد على ما درسته من علوم، ول على إقبال الناس

عليك، فإنما القبال هو إقبال الحق عليك، وإقبالك عليه». «أما آن لك أن تجول بروحك في الحزاب الخمس الQQتي هQQي بعQQدد الصQQلوات الخمس، وما أثقلها إل على م�ن� خشع، وما أبعد معانيها إل لمن اتبع، فQQات�بع مQQا

بلغك من حالنا وتخلuق به، وما حالنا إل الكتاب والسنة، فهل أنت كذلك؟». ولقد فررنا من ملكها ووظائفها فرارك من السد، ولم يكن لنا معQQو�ل إل علQQى الواحد الحد، وكان حظنا منها ما بلغQQك، فهQQل بلغQQت بQQه مQQا أردت، أم تريQQد أن

تصل بغير ما بلغك عن شيخك، فإن قوافله سارت مشر�قة وسرت� مغر�با. شتان بين مشر�ق ومغرuبسارت مشر�قة وسرت� مغر�با

«فروحنا مع من يشبه روحنا، وحالنا مع من يشبه حالنQQا، فهيQQئ روحQQك لQQذلك،ودعك من وسواسك وخيالك، فلو ك�شف لك الحجاب لرأيت العجب العجاب».

«فما صلينا فيها بالجرة، ول شغلتنا عن شهوده كسوة، ول مال قلبنا إلى زهو، ول لهانا عن الحق لهو، فجاهد نفسك للتخلص من جميع ذلك لتصل إلى مناك فقد آن أوان رحيلك، فما خلد فيها من سبقك، وإلى متى أنت مشQQغول بQQدنياك والجهاد عليك، واعلم بأن راحتك في مد� راحتك إلى خيQQر مQQن تمQQد� ليQQه اليQQدي واجعلها عن مدuها إلى سواه في قيدQ، فإذا مQQددتها إليQQه كسQQيت العQQزة، وإلQQى

.«uوك�ل sغيره كسيت الذلة، فشتان بين عز¥ وذ�ل، ومفضال «أيش هذا النوم الكثير، كأنك قد خلقQQت للطعQQام والمنQQام؟ إذا لQQم تص�QQم أنQQت فم�ن� الذي يصوم؟ وإذا لم تقم أنت فمن الذي يقوم؟ أيقوم العراب وسQQكان

البوادي؟ أم قطاع الطريق وأرباب النوادي؟». «كيف تركته ومQQا تركنQQاه؟ وكيQQف هجرتQQه ومQQا هجرنQQاه؟ فهQQو طريقنQQا وعليQQه المعوuل في الوصول فما عنQQدنا مQQن بQQدع لكQQل مبQQدعات، ول خرافQQات، ولكQQن

].58ح�كم¨ بينات» [المعاني الرقيقة: والمام الجعفري يروض نفس المريد فهي فQي بQداياتها كالحصQQان الجامQQح ل

162

Page 163: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

يسلم راكبه من العثرات، ول يلين لصاحبه ول ينقاد، فهو يQQوجه المريQQد إلQQى أن يراقب نفسه بنفسه وأن ينهض بها إلى الجهاد الكبر، لتترقى من نفQQس عQQدوة أمارة بالسوء إلى نفQQس لوامQQة، إلQQى أن تعلQQو فتصQQل، إلQQى أن تكQQون راضQQية مرضية، ولكQQن ذلQQك أمQQر شQQاق ل يصQQل إليQQه المريQQد إل بكQQثير عمQQل، وصQQدق

مجاهدة، يقول مولنا المام الجعفري: «ما الطريق إل موصل، فل تجعله قاطعvا بهجرانQQك مQQورده العQQذب، فل ركبQQت مركب القرب لتصل، ول جذبتك جواذب الجذب، الهجQQرة قبQQل الفتQQح، وأنQQت مQQا هQQاجرت حQQتى يفتQQح لQQك البQQاب، ولكنQQك أخلQQدت إلQQى الرض: أرض نفسQQك

فأرضيتها، واتبعت غير منهج أولي اللباب». «إن حجابك عنا رؤيتك لنفسك، وغفلتQQك عQQن حظيQQرة قدسQQك، وإن سفاسQQف أمورك اشتغالك بدار غرورك، أو ميول قلبك إليها لتغني، إذ كلما مال إليها مQQال

عنا».«فمن قطع شهوات نفسه وجاء طريقنا إل وقابله نور لمع... ».

«إن النفس المارة بالسQQوء تQQأمر صQQاحبها بالسQQوء الQQذي يغضQQب ا تعQQالى، وكيف تغضب نفسك الذي خلقك فسQQواك وأحسQQن صQQورتك، ورزقQQك وحQQافظ عليك وجعلك سQQميعvا بصQQيرvا، وكرuمQك تكريمQQا، ألQم تسQتح مQن خالقQQك؟ كيQQف تغضQبه؟ أتطيQع أوامQQر نفسQك المQQuارة وتعصQQى م�Qن خلقQك، فQQأين العقQQل يQا

أخQي؟». «فالمؤمن الكامل العاقل الصبور هو الذي أجاب ربQQه، وخQQالف نفسQQه وهQQواه وشيطانه، وسQارع إلQى الطاعQQات قبQQل الممQات، فQQإن العمQار غيQر مضQمونة، والمنايا غير مأمونة، فجامع المال يموت ويترك ماله، وجامع العمال الصQQالحة

يموت وي�دفن معه عمله فيعرف حاله». وإذا كان المام الجعفري- رضي ا عنQQه- قQQد وضQQح أمQQر المجاهQQدة للمريQQد، وبيuن له أهميتها في التربية- ودرجتها في الترقية في الطريق وذلك في كلمQQه المنثور الذي بثه في كتبه التي تدور فQQي معظمهQQا حQQول تربيQQة المريQQدين مثQQل

163

Page 164: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

«اللهام النافع لكل قاصد» وهو شرح «لرسالة القواعد» الQQتي وضQQعها السQيد أحمQQد بQQن إدريQQس- رضQQي ا عنQQه- وكتQQاب «المعQQاني الرقيقQQة» و«الQQذخيرة المعجلة للرواح المعطلة» و«أسرار الصيام» وغيرها، فQQإن المQQام الجعفQQري وجه أبناء الطريقة إلى مجاهدة النفس والهوى والشيطان، وذلك في قصائده الQQتي تمل ديQQوانه العQQامر، لغQQرض تربQQوي، إذ� إن هQQذه القصQQائد تQQتردد فQQي

يكتQQب، ومنهQم مQQن الحضرات ويسمعها أبنQQاء الطريQQق ومنهQQم مQQن ل يقQQرأ ول تشغله أعماله عن مطالعQQة الكتQQب، فيجQQد فQQي القصQQائد الQQتي يمQQدح بهQQا فQQي الحضرة بغيته من التأدب بQQآداب الطريQق والتخلQQق بQQأخلق التصQQوف الكريمQة وإليك أيها القارئ الكريم مقتطفات من قصائد الشQQيخ يQQدعو فيهQQا المريQQد إلQQى

المجاهدة ويرسم له الطريق إليها، يقول- رضي ا عنه-:فجاهد تشاهد فالجهاد وسQQيلةوفي الشرح أنباء تفيدك عنQQدمافبالروح فQQاقرأ إن أردت لفهمQهواحذر لسوء الظن واعلم بQQأنهوفيه اشتغال الروح بالغير فتنةعليك بنفس إن ملكQQت زمامهQQاتQQذكر (إليQQه) إن فيهQQا مواعظQQا وفQQي مQQا تكQQون العلQQم فQQاعلمبQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQأنه

إلى كQQل مQQا يرضQQي علQQى كQQلحالQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة تشQQQاهد شQQQرح النظQQQم بعQQQدالقصQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQيدةفما الروح إل آية فQQي الفطانQQةيQQؤدي إلQQى فهQQم بغيQQر حقيقQQة وسQQQلم لQQQرب العQQQرش شQQQأنالخليقQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة ملكQQت جميQQع المQQر مQQن غيQQرمريQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة وفي كQQاف (كQQدحا) كQQي تسQQيربهمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQةعليم فحاذر عن أمQQور الجهالQQة

]30-8/29 [الديوان وفي البيات إشارات إلى لون مQQن ألQQوان مجاهQQدة النفQQس وهQQي المجاهQQدة

164

Page 165: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

بالقرآن الكريQQم وذلQQك بتQQدبر آيQQاته الQQتي ترشQQد النسQQان إلQQى حقيقQQة النفQQس ووجوب مجاهدتها ومن هذه اليات قول ا تبارك وتعالى: (ي�QQا أ�ي�ه�QQا ال�ن�س�QQان�

) وقوله عQQز وجQQل (و�م�QQا ت�ك�QQون�6إ�ن�ك� ك�اد�ح¨ إ�ل�ى ر�ب�ك� ك�د�حا ف�م�لق�يه�) (النشقاق:� ك�ن�ا ع�ل�ي�ك�QQم� ش�QQه�ودا إ�ذ� ف�ي ش�أ�نs و�م�ا ت�ت�ل�و م�ن�ه� م�ن� ق�ر�آنs و�ل ت�ع�م�ل�ون� م�ن� ع�م�لs إ�ل

).61ت�ف�يض�ون� ف�يه�) (يونس: من الية ومن طرق المجاهدة: إضعاف شQهوة النفQQس والتخلQص مQQن سQلطانها الQQذي يقوم بالطعام والشراب من أجل ذلك جاء الصQQوم والQQذكر وكQQثرة السQQهر فQQي

العبادات، يقول مولنا المام: فاصQQQرف لنفسQQQك عQQQن سQQQوءالطريQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQق ولوراعها واجتهد في صرف شهوتها كQQم نQQال بالصQQوم صQQوام وكQQمكشQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQفت

تركQQن إليهQQا وعاديهQQا بل سQQلم بالصوم والذكر فالشQQهوات لQQمتQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQدم أسQQرار غيQQب لعبQQد قQQام فQQيالحQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرب

]5/832 [الديوان وفي المجاهدة بالذكر والوراد يقول إمامنا الجعفري :

فإذا أردت طريقهم فاسلك كماج�QQQQد� وعQQQQزم واجتهQQQQاد دائمالQQQQروح غاليQQQQة فل تهملنهQQQQافنعيمهQQا القQQرآن والQQذكر الQQذي

سلكوا فحال القوم حال طيQQبل يغفلون عن الذي هو أقQQربلبQQد مQQن يQQوم تطيQQر وتQQذهبهو روحها وغذاؤها هو أطيQQب

]7/257[الديوان

ويقول أيضvا :جQQQQQQQرد النفQQQQQQQس لQQQQQQQربل تفكQQQQQQQر فQQQQQQQي أمQQQQQQQورفQQQQQQالزم البQQQQQQاب وجاهQQQQQQدتلQQQQQQQق سQQQQQQQهار الليQQQQQQQالي

نحQQQQQQQو بيQQQQQQQت ا ل�QQQQQQQب�لسQQQQت تQQQQدري علQQQQم غيQQQQبوادخلQQQن فQQQي جمQQQع سQQQرببصQQQQQQQQQQQلة أو بجQQQQQQQQQQQذب

]54-1/53[الديوان

ومن أهم طرق مجاهدة النفس وقهرها وترقيتها بعQQد تجريQQدها مQQن عيوبهQQا:

165

Page 166: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

المحافظQQة علQQى الوراد والكثQQار مQQن تلوتهQQا باللسQQان والقلQQب، يقQQول المQQامالجعفري:

وجاهد تشاهد فالجهاد فضQQيلة ويQQا تQQارك الوراد قQQد صQQرتمفلسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاومهما عصيت ا ل تنس ذكره

ومQQQن غQQQاب عQQQن أوراده صQQQاركالمنسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQي وضيعت مQQا قQQد كQQان مQQن خضQQرالغQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرسول تقفلQQن البQQاب دونQQك باليQQأس

]3/448[الديوان ومنها أيضvا الخلوة أي البتعاد عن مجالس القيل والقال والقلل من الجلوس مع الناس إل لحاجة أو مصلحة أو صلة رحم أو مجلس علم وذكر وقQQرآن ومQQا

إلى ذلك. فسQQارع وجاهQQد فالجهQQاد بQQهالمنQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQىخ�ل�QQو� وخلQQوات وخ�QQل� طعQQامه

وما خاب عبد قQQد يظQQل بخلQQوةتخلى عن الغيار يQQدعو بخيفQQة

]1/93[الديوان

وأخيرvا فإن الشيخ يحذر المريد مQQن مغبQQة النقيQQاد للنفQQس والهQQوى فQQإن ذلQQك حجاب مانع وسيف قاطع يصده عن ذكQQر ا ويخQQذله عQQن الطاعQQات ويجعلQQهv لشهواته ومن ثQQم كQQرر المQQام الجعفQQري تنبيهQQاته لبنQQاء الطريقQQة أل عبدvا ذليل يستجيبوا للنفس والهوى بل عليهQQم بمخالفتهQQا وقهرهQQا وعيانهQQا. يقQQول الشQQيخ

المربuي: تلمQQس لهQQذي الQQدار وانشQQقعبيرهQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQا ول تQQك ممQQن طQQاوع النفQQسواقتQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQدىفمQQا النفQQس إل للسQQمو عQQدوة ففكQQQر أخQQQا التوفيQQQق وانظQQQر

لعلك أن تحظQQى بسQQرu عبيرهQQابأقوالهQQQا حQQQتى رمتQQQه ببيرهQQQاإذا كان إبليس اللعين سQQميرها وكيQQQف تسQQQير النفQQQس أنQQQيمسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQيرها

]124-7/123[الديوان

166

Page 167: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

لحالهQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQا

وإذا كانت النفس المارة بالسوء أرضية الطبع أسيرة للوسواس الخناس، فQQإن الهوى أيضvا يدفع صاحب النفس المQQارة بالسQQوء إلQQى مجافQQاة الحQQق، ورؤيQQة النفس ومعاداة الخلق، ومن ث�م� يخاطب المام الجعفQQري أبنQQاء الطريQQق بهQQذا

:v الخطاب قائلإحذر هQQواك فQQإنه يهQQوى بمQQنإن القوي هو الذي غلب الهوىكم من مريد قد أضرu به الهQQوى

ملQQQك الهQQQوى أعنQQQاقهم فQQQيالهاويQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة ليQQQس الQQQذي غلQQQب السQQQودالضQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاريةلو كان يعقل مQQا تمنQQى الفانيQQة

[المعQQQاني الرقيقQQQة: 71[

علو الهمة والترفع عن الدنايا : التصوف- في أبسط معانيه- السمو والترفع عن كQQل دنيء ودنيQQوي فQQي هQQذا الكQQون؛ لن أهQQل الطريQQق مشQQغولون بمQQا هQQو أهQQم مQQن الطعQQام والشQQراب واللباس، إنهQQم سQQائرون فQQي طريQQق الحQQق إلQQى الحQQق، متخلقQQون بQQالخلق

السامية الحميدة، التي من أبرزها «علو الهمة». يصور لنا المام الجعفري حال الكملة من رجال التصوف بهذه الصورة الطيبQQة

الجميلة المشرقة، فيقول- في وصف أهل ا وخاصته-: «تمر� عليهم اليام والليالي، الرجQQل منهQQم بغيQQر ربQQه ل يبQQالي، خQQدموا مليكهQQم فخدمهم الملوك، ليس فيهم في الدنيا فقير ول صعلوك، تذلuلوا لله فQQذلل لهQQم الصعاب، وفتح لهم من الخير كل باب، فالبواب مفتوحة لهم مQQن غيQQر مفتQQاح، يدخلونها بسلم في مجمع الرواح، الدنيا لهQQم صQQاغرة، والخQQرة لQQديهم ماثلQQة حاضرة، شربوا على ذكر ربهم صافي الشراب، فصارت الدنيا تمQQر أمQQامهم مQQر�

167

Page 168: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

السحاب، رأوها فعرفوها زائلة فعرفتهم، فأقبلت عليهQQم بعQQد إعراضQQهم عنهQQا فخدمتهم، فهي تتشرب بخدمتهم إذ هم رأوا العار في خدمتها، وهي تفر� إليهم لعلو قدرهم إذ هم فQQروا منهQQا لخسQQتها لبسQQوا لفتنتهQQا الQQدروع، وتحصQQنوا مQQن غوائلها بالخشQQوع، أمQQدهم ا بجنQQوده، فمQQا ضQQعفوا ومQQا اسQQتكانوا، ولحبهQQم

].21لربهم أعلنوا» [المعاني الرقيقة: ثم يتجQQه المQQام الجعفQQري إلQQى تQQوجيه المريQQد إلQQى قيمQQة هQQذا السQQلوك فQQي

الطريق، فيقول: «اعلم يا أخانا أن علو الهمة يبلغ بصاحبه القمة، فإذا علت فقد عل بها صQQاحبها وعلوها بQQالله وفQQي ا، وهQQو التQQوجه الخQQالص المحQQض إلQQى حضQQرة الحQQق سQQبحانه، ويQQا عبQQد ا: كلمQQا علQQت همتQQك طهQQرت ذمتQQك، وكلمQQا ازددت فQQي الطاعات علوت في الدرجات، علو في الحياة وفي الممات» [المعاني الرقيقة:

64.[ «من كانت همته في الرض فهو فيها وإن كان يمشي عليها- ومن كانت همته في عبادة رب السماء، متشبهvا بسكانها فهو فيها وإن كان بQQالغبراء، فل غرابQQة إذا خرقت له العوائد، ونوعت له الموائد، فقد هQQام بهمتQه، وذاق كQQأس محبتQQه وقدح زناد قلبه بزاد الشوق، فاستنارت جوانبه، فصارت الجمادات تخQQاطبه وتل الشفاء، فشفا قلبه فشفu، ونهQQض جسQQمه فخQQفu، فجاهQQد فشQQاهد سQQبل ا فهQQدي إليهQQا بQQالله، قQQال ا تعQQالى (و�ال�QQذ�ين� ج�اه�QQد�وا ف�ين�QQا ل�ن�ه�QQد�ي�ن�ه�م� س�QQب�ل�ن�ا)

].64) [المعاني الرقيقة، ص69(العنكبوت: من الية «اعلم أن روحك أنزلت من السماء، وجسدك من الرض، فإن عملت بما أنزله ا من السماء رفعت أعمالك إلى السماء، وتاقت روحك إلى العلياء، وإن لم تعمل به أخلج جسمك بروحك وعملQQك إلQQى الرض، فل تفتQQح لQQك ول لعملQQك

أبواب السماء». «حرuك بعلوu همتك زمQQام راحلتQQك، لعQQل بQQذلك تتحQQرك أعمالQQك بريQQاح شQQوقك فتضطرب أمواج بحر عملك مخلصvا للديان، فيخرج منه اللؤلؤ والمرجQQان، فتتلل

168

Page 169: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

عرائس أعمالQQك، وتتحلQQى بلؤلQQؤك ومرجانQQك، وتتQQوج بقمQQر إسQQلمك وإيمانQQك فتسمع النداء الحق من الملك الحق (ه�ذ�ا م�ا ت�وع�د�ون� ل�ك�QQل� أ�و�ابs ح�ف�يQQظs. م�QQن�

:uق) (sم�ن�يب s33، 32خ�ش�ي� الر�ح�م�ن� ب�ال�غ�ي�ب� و�ج�اء� ب�ق�ل�ب.(الزهQQQد :

هو أصل عظيم من أصQQول التصQQوف، وركQQن تQQأوي إليQQه معظQQم مقامQQاته، فل يتصور تصوف بدون زهد، ول ينتهي الزهد إل بالتصوف؛ إذ هQQو ثمرتQQه وغQQايته

ونتيجته.. لذا وضعت حوله المؤلفات، منذ أن بدأ علم التصوف في الظهور.. غير أن حقيقة الزهد السلمي قد التبست علQQى كQQثير مQQن العقQQول، وشQQوهت بأباطيل البطالين المدعين، مما أعوز إلى تحقيق هذه القاعدة وبيان حQQدودها

الشرعية، حتى ينماز الطيب من الخبيث.. فليس الزهد هو لبس المرقعQQات والتواكQQل والقعQQود عQQن طلQQب الQQرزق، إنمQQا الزاهد الحقيقي هو الذي تقبل عليه الدنيا ويعرض عنها، وتتودد إليQQه زخارفهQQا وينفر منها، تجري أموالها بين يديه وهو ل ينظر إليهQQا إل كمطيQQة تنقلQQه مQQن دار

العزيQز وعبQQد ا الفناء إلى دار البقاء.. وشاهد ذلك ما حدث بين عمر بن عبد بن المبارك، وبين أبي مدين الغوث ساكن القصر، وأخيه فQQي الطريQQق سQQاكن

الكوخ- رضي ا عنهم أجمعين... وحديث المام الجعفري عن «الزهد» في صQQورته المثاليQQة يQQدور حQQول هQQذا،

قال- رحمه ا-:وهذا طريق جQQامع الخيQQر كلQQههنQQاء وي�س�QQر¨ والغنQQى وصQQيانةوسQQتر وتوفيQQق وبQQر¨ ورحمQQة¨وإن كنت ذا أرض فبورك نبتهQQاون كنت ذا غزل فغزلQQك نQQافع¨

بQدنيا وأخQQرى فQQي جنQQان علي�Qة�وعلQQQم وإرشQQQاد وحQQQب¨ بهيبQQQةوحQQج كQQثير¨ والطQQواف بكعبQQة�وإن كنت ذا تجر فربح� التجQQارةوإن كنت ذا صنع نعمت بصنعة�

]8/91[الديوان ومعنى الزهد- عند المام الجعفري- عدم التعلق بالدنيا، وتQQرك الشQQتغال بهQQا وبزخرفها مع أن النسان يعيش في الدنيا وينال- بQQالطبع- مQQن متاعهQQا، ولكQQن

169

Page 170: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الصوفي ينظر إليها نظرة صوفية خاصة: ينظر إليها على أنها دار الغرور، وإلQQى متاعها على أنه حطام زائل وبهرج زائف، وهذه النظرة شQQرعية ل شQQائبة فيهQQا ول تعارض بينها وبين السعي في طلب الQQرزق والمشQQي فQQي منQQاكب الرض، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تبين للمسلم حقيقة الدنيا وقيمتها، ومنهQQا قQQوله تعالى: (اع�ل�م�وا أ�ن�م�ا ال�ح�ي�اة� الد�ن�ي�ا ل�ع�ب¨ و�ل�ه�QQو¨ و�ز�ين�QQة¨ و�ت�ف�QQاخ�ر¨ ب�ي�ن�ك�QQم� و�ت�ك�QQاث�ر¨ ف�QQي�و�لد� ك�م�ث�ل� غ�ي�ثs أ�ع�ج�ب� ال�ك�ف�ار� ن�ب�ات�ه� ث�م� ي�ه�يج� ف�ت�ر�اه� م�ص�ف�رuا ث�م� ي�ك�QQون� �م�و�ال� و�ال ال� ح�ط�اما و�ف�ي الخ�ر�ة� ع�ذ�اب¨ ش�د�يد¨ و�م�غ�ف�ر�ة¨ م�ن� الل�ه� و�ر�ض�و�ان¨ و�م�ا ال�ح�ي�اة� الد�ن�ي�ا إ�ل

) وما أكثر ما جاء من الحاديث النبوية الشQQريفة الQQتي20م�ت�اع� ال�غ�ر�ور�) (الحديد: تذم الQQدنيا ومتاعهQQا الQQزائل وتQQبين هوانهQQا عنQQد ا وعنQQد الخلQQص مQQن عبQQاده

المؤمنين. يقول المام الجعفري في هذا المعنى: «حب الدنيا ظمأ ووله وقلق، فأذهب ظمأ روحك بزهدها في الفانيQQة ورغبتهQQا في الباقية، فإذا رغبQQت زهQQدت، وإذا زهQQدت وجQQدت، وإذا و�ج�QQدت� ج�QQد�ت�، وإذا

].163ج�دت� عدت، وإذا عدت وصلت، وإذا وصلت اتصلت» [اللهام النافع، ص «فوا عجباه منك ثم واعجباه، ماذا تريد من جيفة يؤذيك ريحهQQا، ويثقلQQك أكلهQQا ويطغيك قربها، ويعاديQQك أهلهQQا، إن أقبلQQت عليهQQا شQQغلتك، وإن أعرضQQت عنهQQا خدمتك، وإن أنتها أكرمتك، وإن أكرمتها أهانتQQك، قولهQQا يضQQحك أهلهQQا، وفعلهQQا يبكيهم، عجوز شمطاء في صورة فتاة حسنة، عدوة لحباب ا تعQQالى، فلمQQا عادوها ذللها لهم سيدها، فصارت طوع أمرهم، تخيف غيرهم وهم أخافوها،

وتستعبد غيرهم وهم أستعبدوها». «تهيأ يا عبد ا بروحك، وأنصت بقلبك لما سQQيلقى عليQQك: إن حQQب الQQدنيا فQQي قلب المريد (ك�م�ث�ل� ال�ع�ن�ك�ب�QQوت� ات�خ�QQذ�ت� ب�ي�تQا و�إ�ن� أ�و�ه�QQن� ال�ب�ي�QQوت� ل�ب�ي�QQت� ال�ع�ن�ك�ب�Qوت�)

).41(العنكبوت: من الية فحرك نسمات ربك الماحية لنعوتك، لتمحو معها بيوت عنكبوتك، فما حل� حQQب إلهي في بيت عنكبوت، ل والذي نفس بيده حتى يموت، فتخQQل� عQQن سفاسQQف

أمورك وانظر بعين قلبك إلينا وما سطرته يدك من سطورك.

170

Page 171: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

«إن حجابك عنا رؤيتك لنفسQQك، وغفلتQQك عQQن حظيQQرة قدسQQك وإن سفاسQQف أمورك اشتغالك بدار غرورك، أو ميول� قلبك إليها لتغني، إذ كلما مال إليها مQQال

].72-71عنا» [اللهام النافع: «إياك إياك والدنيا، فل تقبل عليها أخا التجلي، وعنها أدب�ر� وولu، فو الذي نفسي بيده إنك لتاركها غصبvا، فاتركها باختيارك تزدد حبvا وقربvا، اغسQQل قلبQQك وطهQQره

].100من حب الجيفة» [المعاني الرقيقة: «عليك بالعراض عن الدنيا ما استطعن فإن الذي يقبل عليها بيننا وبينه حجاب القطيعة، فمQQا دعونQQاكم إلينQQا لنطعمكQم الجيفQQة، ولكQن لتQQدعوا ربكQم خشQية

].22وخيفة» [اللهام النافع: فالزهد في الدنيا والعراض عنها واحتقارها ل لذاتها ول لمظاهر النعيم فيهQQا- حاش لله- فإن كل ما فيها من نعم ا تعالى المستوجبة للحمد والشكر، وقد دعانا ا سبحانه وتعالى إلى الخذ بنصيبنا منها والمتع بأكلها وشربها والنتفاع بخيراتها وسخر لنا دوابها وليلها ونهارها وشمسها وقمرها وأنهارهQQا وبحارهQQا، ولكن المقصود بالزدراء والحتقار هو حب هذه الشهوات والنقياد لهQQا لQQذاتها

ل لغاياتها، فإن ذلك الحب ل يجتمع معه أبدvا حب ا تعالى ول حب الخرة.. وقد عرض المام الجعفQQري لقQQوال العلمQQاء فQQي بيQQان حقيقQQة الزهQQد وبيQQان مراتبه، ثم ذكر ما فتح ا عليه به من فتQQوح فQQي تفسQQير الزهQQد وبيQQان أسQQرار حروفه، بما يدل على أننا أمام عقل ملهم وقلم موهQQوب، وعلQQم لQQدني، يقQQول

مولنا المام صاحب السرار والنوار: «قال العلماء: الزهد هو العراض عن الشيء لستصQQغاره، وإعQQراض الهمQQة

عنه لحتقاره من قولهم: شيء زهيد، أي: قليل. قال المام أحمد بن حنبل- رضي ا عنQQه- «الزهQQد ثلثQQة أحQQرف: زاي وهQQاء

ودال، إشارة إلى العراض عن زينة الدنيا، وعن الهوى وعن الدعاوى». وقلت بفضل ربي- تعQالى-: الزهQQد ثلثQة أحQQرف، كQل حQQرف يشQير إلQى سQبع صفات، وهي زينة القلب بالحكم والمعارف، زهوق الباطل وخيالت الدنيا وما

171

Page 172: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

)، (ل�ز�ل�ف�ى و�ح�س�QQن�81فيها (و�ق�ل� ج�اء� ال�ح�ق� و�ز�ه�ق� ال�ب�اط�ل�) (السراء: من الية) في الدنيا والخرة.40م�آبs) (صu: من الية

) اهتQQدوا إلQQى76زيادة الهدى (و�ي�ز�يد� الل�ه� ال�ذ�ين� اه�ت�د�و�ا ه�دىv) (مريم: من اليQQة أن ا حقن وأن الخرة باقية وأن الدنيا فانية، زوال حب الدنيا عن قلوبهم لمuا علموا أنها جيفة وطلبها كلب، زجر القلب النفس عن توجهها إلى حطام الدنيا

ولذاتها، ز�يuه بزيu الصالحين من أهل التقى والفلح والدين.والهاء تشير إلى سبع صفات، وهي:

هQQدايته: أي إلQQى س�QQب�ل ا الموصQQلة إلQQى حظيQQرة قدسQQه، هبQQاته الباقيQQات الصالحات لمuا زهد في الصور الفانيات، هجرته للذات لمuا هجر اللذات، هيمانه بحب ا عن كل شيء له، هيونته بعد قسQQوته، همQQه الخQQرة ومQQا فيهQQا بعQد زهده في الدنيا وما فيها، هبوطه إلى أرض التواضع (إ�ن� أ�ر�ض�ي و�اس�ع�ة¨ ف�إ�ي�QQاي�

)، (و�ع�ب�QQاد� الر�ح�م�QQن� ال�Qذ�ين� ي�م�ش�QQون� ع�ل�Qى56ف�اع�ب�QQد�ون�) (العنكبQQوت: مQQن اليQQة�ر�ض� ه�و�نا) (الفرقان: من الية ).63ال

وللدال سبع صفات، وهي: دللته على ا تعالى، لم�ا غاب عQQن نفسQQه الفانيQQة، ديQQدنه دوام ذكQQر ا؛ لن الدنيا تشغل من تعلق بها عن ذكر ربQQه سQQبحانه، دعQQواه حمQQد ا تعQQالى لمQQا يرى غيره من المغترين المغروريQQن، دوام التQQوجه إلQQى ا تعQQالى مQQع التلQQذذ بمناجاته وتلوة ذكره الحكيم دنوه من حضرة التقديس بكثرة الذكر الذي هQQو منشور الولية، دخوله حضرة القرب اللهي، ووقوفه عند السماع العام، الQQذي

يدرك بالذواق ما اللحظة فيه خير من ألف عام. فهذه إحدى وعشرون، من ضرب سبعة في ثلثة، بقدر عQQدد الQQواجب والجQQائز لله تعالى فمن تحقق بالصفات المتقدمة وهي الحدى والعشرون جاز لQQه أن يدخل حضرة القدس التي هي حضرة ا عز وجل، الذي لQQه عشQQرون صQQفة

واجبة، وصفة جائزة.وقلت بفضل ربي تعالى :

لمQQQن يريQQQد حضQQQرة للماجQQQدإحدى وعشرون صفات الزاهد

172

Page 173: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

عشQQرون بعQQد تسQQعة كسQQاؤه خمسQQون يQQا فQQتى صQQفات قQQدسQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQمتتسQQع وأربعQQون بعQQدها علQQىتسQQع وتسQQعون جميQQع العQQددتجلQQى بQQه الحوبQQاء مQQن دعQQائهيرجو إله العQQرش فQQي الجابQQة

مQQQن الثيQQQاب ذلQQQك ارتقQQQاؤهومQQن لQQه أنQQواره لقQQد نمQQت�ما كان مQQن فQQات مQQن بهQQا علصQQQQاحبها مQQQQزود بالمسQQQQددوتنQQQزل الغيQQQوث مQQQن رجQQQائهكمQQا أجQQاب معشQQر الصQQحابة

وقلت بفضل ربي تعالى :أزهد لكل مفارق مQQن قبQQل أنل سQQيما الQQدنيا كظQQل¥ يQQا فQQتىكQQم مQQن غQQرور قQQد رآهQQا جنQQةوتQQرى القنQQوع بهQQا أراح فQQؤادهفازهQQد تجQد قلبQvا لQديك منعuمQا

تلقQQQاه فQQQارق فالبقQQQا للبQQQاقيتلقQQQاه قQQQد ولQQQuى بغيQQQر تلقفQQQأرته ذلu الهQQQوان بQQQالملقلمQQQا اكتفQQQى بمQQQوائد الQQQرزuاقهQQذا النعيQQم لكQQل قلQQب راق

فتخل�ق أيها الكريم؛ بهذا الخلق العظيم، أسQQأل ا تعQQالى أن يوفقنQQا أجمعيQQن إلى العمل بهذه القوال في جميع الحوال، حتى تكون صQQفاتنا كاملQQة مكملQQة

باختصار].169-164من جميع الوجوه [راجع: اللهام النافع وقول- رضي ا عنه- محددvا درجة الهتمام بالدنيا عند أبناء الطريق:

ول تطلQQب الQQدنيا بQQذكر إلههQQا فكم من فتى أضحى وأمسQQىمهQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQرولفمQQا نQQاله إل التأسQQف عنQQدماول سQQيما إن كQQان يزعQQم أنQQهفدع زينة الدنيا وحاذر غرورهQQافإن جاءت الدنيا فعجل ببQQذلها

فرزقQQك مكتQQوب ليQQوم القيامQQةيريQQQد بQQQذكر ا أنتQQQن جيفQQQة رأى الحQQQق مشQQQهودvا بعيQQQنالبصQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQيرةعلى نهج أبنائي أهيل الطريقQQة و�ع�QQش� مثلمQQا عاشQQوا بزهQQدوعفQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQة

173

Page 174: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فما هي إل فتنQQة جلQQب الهQQوىومQQا حبهQQا بQQالقلب إل قطيعQQةسلم على قوم تناسوا حQQبيبهموقد علموا الدنيا كظQQلs نعيمهQQافمن مQQال للQQدنيا يمQQل شQQهوده ففQQQي أي وادs أنQQQت إن كنQQQتعارفQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQvاوهل ظهرت آثار شربs شQQربتهنهQQارك يQQا مغQQرور لهQQو وغفلQQة

كمن بذلوها في أمور الشريعةمصائد صياد الهQQوى والقطيعQQةعن الحب للباقي تنبQQه لقولQQتيوما علموا الQQدنيا سQQرابvا بقيعQQةيQQزول ويفنQQى أو كQQأنتن جيفQQةومن مال للخرى شهيد المحبة وهQQل ذقQQت شQQيئvا مQQن شQQرابالحبQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQةعليك وإل كنت من أهQQل غفلQQةوليلQQك نQQوم كQQل شQQهر وليلQQة

]8/34[الديوان وتارة تراهم يقظة، وتارة تراهQQم فQQي المنQQام، قطعQQوا عQQالم الحQQس فQQانزوى أمامهم الحس، ومزقت لهم العوائد، فإن زرتهم على كQQل حQQالs- قبQQل� أو بعQQد�- نلت غالي الموائد، أنفاسهم عطرية، ونظراتهQQم روحانيQQة، وأحQQوالهم محمديQQة،

جليسهم ل يشقى، ومريدهم بهم يرقى». فأولياء ا- تعالى- هم بمثابة المصابيح التي تنير الطريق أمام المريد، فتزيQQل ظلمات النفس، والقرب منهم عين المريQQد علQQى التغلQQب علQQى نفسQQه وهQQواه،

يقول شيخنا المام الجعفري في إحدى منظوماته:فالوليQQQQاء سQQQQبل الرحمQQQQنينفQQرون النفQQس عQQن هواهQQا

إمدادهم مQQن معQQدن الفرقQQانإذا رأيتهQQQQQQQQم ذكQQQQQQQQرت ا

[اللهQQQQام النQQQQافع: 114[

ملزمة العلم: ومما يجب على المريد أن يجعله هQQدفه وطريقQQه أن يلزم العلQQم وأن يجلQQس في مجالسه فصحبة أهل العلم هQQي أسQQاس الخيQQر والفلح، وطريقQQة المQQام الجعفري كما سبق أن ذكرنا قامت على العلم، والسير والنجاح فيها ل يتحقQQق

174

Page 175: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

إل بالعلم، وملزمة العلماء الذين يقول عنهم الشيخ: «عليك بسماع فيوضاتهم، عساك أن تحظQQى ببعQQض بركQQاتهم، فمQQا ضQQل مQQن صحب الكابر أو صار في ركابهم، بل يصل إلى ما وصول ولو جاء من بعدهم، فأرح راحلتك تحت ظلل أشجارهم، فعساك أن تطرب بتغريد أطيارهم، فكQQم غرد عند ليبهم فاهتزت له أشجارهم طربا، فتساقط على أحبائهم من عراجين دواء قلوبهم رطبا، فأكلوها فقرت بها أعينهم ووجدوا لها ذوقQQا عجبQQا، فيهQQا مQQا يشفي الصدور، وينعش الرواح، ويغتصب من اغتصبه العدو إلى أهوائه، حتى يعود إلى ربه شاكرا لنعمQQائه، ذاكQQرا لQQه بQQالقلب والقQQالب، مفكQQرا فQQي ارتفQQاع

]. 34السحب ودورة الكواكب» [المعاني الرقيقة، «إذا علمت أن معك العليم، وهو يحب العلمQQاء، ويكQQره الجهلء، فسQQارع إلQQى مجالس العلم، لتحظى بالعلم الموصل إلى حب ا تعالى لك، وفي الحQQديث: «أوحى ا تعالى إلى سيدنا إبراهيم عليه السلم: يا إبراهيم إني عليQQم أحQQب

]. 162كل عليم» [اللهام النافع، ويقول مولنا المام في إحQQدى قصQQائده: مرشQQدا ابQQن الطريQQق إلQQى مجQQالس

]. 5/831العلم والعلماء [الديوان، ل تشQQتغل بحطQQام المQQال والنعQQمولزم العلم واجلس في مجالسQQه

فمجلس العلم فيه سائر الفتوح والمدادات: فيه الذكر وفيه العلم، وفيه القرآن فمن جلس فيه لن يعدم الخيرات، ولن يحرم من البركات، يقول سيدي العالم

]. 7/258العارف العامل سيدي صالح الجعفري – رضى ا عنه [الديوان فاشرب شراب الخلQQد فQQي حلقQQاته وانشQQQQق نسQQQQيم المسQQQQك فQQQQيحضQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQراتهم فQQQالعلم مفتQQQاح لكQQQل فضQQQيلة

لسQQيما العلQQم الQQذي هQQو مطلQQبواشQQهد خيQQار الخلQQق فيهQQا تجQQذبوالQQQQذكر نQQQQور سQQQQائق ويرغQQQQب

والعلماء الذي ينفع علمهم هم العQQالمون العQQارفون الوليQQاء الQذين يجمعQQون

175

Page 176: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

في دروسهم وتربيتهم بيQQن الشQQرعية والحقيقQQة، فهQQؤلء الQQذين ينفQQع علمهQQم، وتثمر تربيتهم، لنهم ينظرون إلى القلوب، ويخQQاطبون الضQQمائر، بمQQا لهQQم مQQن نظر ثاقب، وبصيرة نافذة، وبما وهبهم ا تعالى من الفتوح، وما رزقهQQم مQQن القبول والمحبQQة عنQQد النQQاس، هQQؤلء العلم يجQQذب شQQيخنا المQQام الجعفQQري

القلوب إليهم بهذه الكلمات الطيبات: الولياء يذكرونك ا تعالى، بما لديهم مQQن جQQواذب جQQذبتهم، وروائح روحتهQQم وعرفان عرفهم، وقرب عزهم، ونور سطع منهم، وسQQر سQQرى إليهQQم، وفيQQض فاض عليهم من معدن الفيوضات، وكلم تسمعه كالمدام تارة، تراهم صفوفا

على القدام.

ملزمة النوافل: ومن الداب التي ينبغي للمريد أن يتحلى بها بعد أداء الفرائض: حرصQQه

على النوافل في سائر الطاعات التي شرعها ا – تعالى : يقQQول القطQQب الQQولي سQQيدي صQQالح الجعفQQري – رضQQى ا عنQQه: «ل تتهQQاون بالنوافل فإن سوقها عند ا حافل، ومملؤة بالجحافل، ولها عند ا شQQأن أي شأن، حيث جعلت الحق سبحانه – لك سمعا وبصرا يا إنسان .. فعليك بحافQQل سوقها بالليل إذا عسعس، وبالصبح إذا تنفس، وفي الضحى والسQQحار، وفQQي

البراري والقفار، حتى يتحقق فيك معنى الحديث القدسي. (ول يزال عبدي يتقرب إلىu بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنQQت سQQمعه الQQذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لعطينه، ولئن استعاذني لعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فQQاعله تQQرددي عQQن نفسQQي عبQQدي المQQؤمن، يكQQره المQQوت وأنQQا أكQQره مسQQاءته) رواه

البخاري. (كنت سمعه.. الخ) أي: كان حQQبي فQQي سQQمعه وبصQQره وجميQQع جQQوارحه، لن الحب القلبي إذا زاد سرى إلى جميع الجوارح، وزيادته تكون بسبب حQQب ا – تعالى – لعبده الذي يجعل الحب اللهQQي سQQاريا فQQي جميQQع أجQQزائه.. فالمQQدار

176

Page 177: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

على حب ا – تعالى لك، ل على حبQQك لQQه، وبحبQQك لQQه عبQQدته، وبعبادتQQك لQQهأحبك، فل تنس الحب وأسبابه، واجعل نوافلك مدامك حتى تبصر مرامك..

قال ابن الفارض – رضى ا عنه: ]. 91-90ونفلي مدامي والحبيب منادمي [اللهام النافع/

ويقول الغوث الرباني الولي النقي سيدي صالح الجعفري: تQQQذلل تبتQQQل ثQQQم قQQQدم نQQQوافلفكQQان لهQQم سQQمعا وكQQانوا بQQه لQQه فإن شQQئت أن تحيQQا سQQعيدا فهQQذه

كمQQن عرفQQوا المحبQQوب فQQي ليلهQQمصQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQلوا علQQى العهQQد قQQد وفQQوا وفQQي حبهQQمجلQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQواسبيل ذوي السعاد ساروا وما ملQQوا [المعQQQاني الرقيقQQQة

52[

ويقول – رضى ا عنه :- فما عرف الرحمن مQQن بQQات نائمQQاتQQQذكر تبتQQQل ل تكQQQن ذا غبQQQاوة فإنQQQك بالذكQQQار صQQQرت بحضQQQرة

ولQQم يQQألف الذكQQار بالليQQل والنفQQلتجQQرد عQQن الQQدنيا تجQQرد عQQن الخQQلفQQQأكثر مQQQن الذكQQQار مQQQن النفQQQل

]591-4/558 [الديوان/

وفي هذا حث من المام لبنائه على التذلل والتعبد بالكثار من الذكر والنوافل فإن رأس مال المريد هو أداء فراض ا – تعالى – التي أوجبها عليهQQا، وأداء

النوافل هو الربح الذي يربحه.. فعلى قدر الكثار يكون الربح.. وكل ركن من أركان السلم له نافلة، فالشهادتان: نفلهما الكثار مQQن ذكQQر ا – تعالى – والصلة على النبي – صلى ا عليه وآله وسQQلم – والصQQلة: نفلهQQا أداء السنن والمستحبات، والزكاة: نفلها الصدقة، والصوم: نفله صQQوم الرواتQQب كيوم عرفه وعاشوراء والثنين والخميس.. الخ والحج: نفلQQه تكQQراره بعQQد أداء

177

Page 178: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

الفريضة... وهكذا.

محاسبة النفس: إن محاسبة النفس هي السبيل إلى تهذيب النفس وتنقية العمال، وهي تربية المريد على هضم النفس وعQQدم الغQQترار بالعمQQل، ومؤاخQQذة النفQQس ولومهQQا على تقصيرها وإسرافها في المعاصي وإن كانت صغيرة حقيQQرة، وهQQي تنشQQأ عن مراقبة ا تعالى في السر والعلن فهو سبحانه (ي�ع�ل�م� خ�ائ�ن�QQة� الع�ي�QQن� و�م�QQا

]. 4] ، (و�ه�و� م�ع�ك�م� أ�ي�ن� م�ا ك�ن�ت�م� ) [الحديد: من الية19ت�خ�ف�ي الص�د�ور�) [غافر: والمراقبة والمحاسبة من الداب التي ينبغي على المريد أن يلزمهQQا وأن يسQQير على منهجها طQQول حيQQاته، حQQتى ل يغQQتر بعملQQه، وحQQتى ل يسQQتمر فQQي غفلتQQه

ونومه. ولنستمع إلى المام الجعفري – رضى ا عنه – وهQQو يقQQرر هQQذا المبQQدأ فQQي

طريقته، وهو يشرح القول المأثور: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزن عليكم».

يقول سيدي العالم العارف المربي: «المحاسQQبة أنQQواع: فيحاسQQب نفسQQه علQQى الختلس، وعلQQى الحQQرف فQQي القرطاس، وعلى البرق إذا لمع، وحمام البك إذا سQQجع، وهQQل ذكرهQQا الQQبرق بريق الحمى، وسجع الحمام لدمع همي، وقول المهيمن (إذ هما) [إشارة إلى

) أي: يتQQذكر40الية الكريمة (ث�ان�ي� اث�ن�ي�ن� إ�ذ� ه�م�ا ف�QQي ال�غ�QQار�)(التوبQQة: مQQن اليQQة المريد حمام الغار الذي أفرخ وباض على فم غار ثور عند هجQQرة المصQQطفى صلى ا عليه وآلQQه وسQQلم، فالشQQيء بالشQQيء يQQذكر، والQQذنب بالتوبQQة ي�غفQQر، ويحاسب النفس على نفاستها وتكريمها (و�ل�ق�د� ك�ر�م�ن�ا ب�ن�QQي آد�م� ) [السQراء: مQQن

] وعلى5]، وعلى تعليمها بعد جهلها (ع�ل�م� الن�س�ان� م�ا ل�م� ي�ع�ل�م�) [العلق:70اليةخطاها على الرض وأين سارت (و�ن�ك�ت�ب� م�ا ق�د�م�وا و�آث�ار�ه�م�) [يQuس: مQQن اليQQة

] وعلى غفلة حجبتها، ونظرة سمتها، وفي الحديث النبوي: 12 «النظرة سهم مسموم من سQQهام إبليQQس» [رواه الطQQبراني والحQQاكم]. وعلQQى

178

Page 179: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

كلمة قالتها، لو مزجت بالبحار لمزجتها، أل وهي الغيبة التي أجمع العلماء على أنها من الكبائر، ول تجوز غيبة المسلم مطلقا على أي حال من الحوال، وهذا هو ظاهر الكتاب والسنة، ويحاسQQب نفسQه علQى تركهQQا مQن العلQم مQا وجQQب، وعلى المال ما اكتسب، ومن أيQQن طريقQQه، ومQQن أيQQن جQQاء وإلQQى أيQQن ذهQQب، وعلى الموت إذا نزل بإنسان وهل ذكره ذلك موته وفراقQQه الهQQل والخQQوان، وعلى ما أنبتت الرض من الزرع والزهور، وهQQل ذكQQره ذلQQك العبQQث والنشQQور، وعلى النار إذا أججت، وهل ذكرته الجحيم التي سعرت، وعلى رؤيته للحQQدائق والثمار، وهQQل ذكQQره ذلQك دار القQQرار، وعلQQى نظQره إلQQى المبQQدعات، والجبQQال الراسيات، والبحار الطامحات، والرتع السارحات والطفال والمهQQات، والسQQفن الجاريات، وهل تذكرت نفسه عند ذلQQك قQQوله تعQQالى (و�م�QQن� آي�QQات�ه� ال�ج�QQو�ار� ف�QQي

] أم ظن أنه على غفلته عن ذلQQك ل يلم إذا كQQان32ال�ب�ح�ر� ك�الع�لم�) [الشورى:كذلك فما الفرق بينه وبين النعام؟.

«خلقك ا أيها النسان لتحاسب نفسك، وتارة تهوي مع الهQQاوين (ث�QQم� ر�د�د�ن�QQاه�أ�س�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQف�ل� س�QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQاف�ل�ين�)

). 81)، (و�م�ن� ي�ح�ل�ل� ع�ل�ي�ه� غ�ض�ب�ي ف�ق�د� ه�و�ى)(طQه: من الية5(التين: فعجل بحسابك قل أن يعجل بذهابك، فليس بعد الذهاب من الدنيا من رجعة

]. 84-82وليس بعد ترك المحاسبة من فجعة» [اللهام النافع/ «ل تهملن جوادك عنQQد السQQباق، ول يعوقQQك عQQن نهوضQQك عQQائق سQQباق، وأن تحاسب نفسك على قلقها وعدم صبرها على المكث في المساجد، التي هQQي بيوت ا تعالى، وأعلمها أنها إذ ذاك تنال ثواب المرابط في سبيل ا تعQQالى، وهو الذي يكون حارسا بين الكفار والمسلمين، قال – عليه الصلة والسلم – «وانتظQQار الصQQلة بعQQد الصQQلة، فQQذلكم الربQQاط» [رواه مسQQلم] وأن تحاسQQب نفسك بعدم الرضا بقليل عيشك وأنه يجب عليك الرضQQا بمQQا قسQQم ا تعQQالى لك، قال – تعالى – (ن�ح�ن� ق�س�م�ن�ا ب�ي�ن�ه�م� م�ع�يش�ت�ه�م� ف�ي ال�ح�ي�اة� الQQد�ن�ي�ا )(الزخQQرف:

]. 91) [ينظر اللهام النافع/ 32من الية

179

Page 180: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وهذه وصية أخرى من شيخ الطريق المام الجعفري للمريد حتى ل تضQQل بQQهالمسالك، ويقي نفسه شر المهالك يقول – رضى ا عنه:-

«يلزم المريد الصادق أن يحتفظ في طريقه بأمور: الول : الخلص: وهو كما قال الشيخ النQQووي – رحمQQه ا – أن يريQQد بعملQQه

وجه ا تعالى، ويلزم على ذلك أن يشاهد ربه بقلبه قبل القول والفعل. ،v الثاني: أن يجعل قوله وفعله على نهج الشريعة الغراء؛ لن ا ل يقبل قQQول

v إل إذا كان على وفق شريعته. ول عمل الثالث: أل ينظر إلى عمله حتى يعجب به أو يغتر، وإنما ينظر إلى أنه نعمة من نعم ا عليه بفضله وتوفيقه سبحانه وتعالى، فيقدم شQQكرا للQQه تعQQالى عليQQه،�ز�يد�ن�ك�م� ) (إبراهيQQم: فإذا فعل ذلك زاده ا تعالى، قال تعالى: (ل�ئ�ن� ش�ك�ر�ت�م� ل

). 7من اليةالرابع: ل يفضل نفسه بعمله على غيره، ويرى نفسه عبدا لله.

الخامس: أن يتبرأ من حوله وقوته إلى ا تعالى، ويقول: اللهم إني أبQQرأ مQQن حولي وقوتي إلى حولك وقوتك، في كل قQQول أو فعQQل وفقتنQQي فيQQه إلQQى مQQا

تحبه وترضاه، فإنه ل حول ول قوة إل بالله العلي العظيم. وبعد الخلص والتبري من الحول والقوة: الجهاد، وهQQو علQQى قسQQمين: جهQQاد

النفس: أي كفها وبعدها عن مخالفة ا تعالى، وشهواتها وهواها. قال تعالى: (و�أ�م�ا م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر�ب�ه� و�ن�ه�ى الن�ف�QQس� ع�QQن� ال�ه�QQو�ى * ف�QQإ�ن� ال�ج�ن�QQة�

). 41-40ه�ي� ال�م�أ�و�ى) (النازعQات: وقال – صلى ا عليه وآله وسلم – (ل يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) [رواه الQQديلمي فQQي الفQQردوس]، وقQQال سQQيدي عبQQد الرحيQQم الQQبرعي

اليمني: إن اتبQQQQQQQاع الهQQQQQQQوى هQQQQQQQوانل تتبQQQQع النفQQQQس فQQQQي هواهQQQQا

وقال الشاعر: فQQQإذا هQQQويت فقQQQد لقيQQQت هوانQQQانون الهQQوان مQQن الهQQوى مسQQروقة

180

Page 181: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

وإنما قدمت في الجهاد البعد عن المعاصي، لنه بمنزلQQة فتQQح الطريQQقv ممQQا فيQQه مQQن وتسQQهيله للطاعQQات وأن المزارعيQQن ينظفQQون الجQQدول أول الحشائش، ليسهل جري الماء فيه كذلك النسان إذا أبعد عن نفسه المعاصي والشهوات والهوى، سهل عليه فعل الطاعات؛ لن المعاصي يصحبها المنع عن

رضوان ا تعالى، والطاعات يصحبها السوق إلى رضوان ا تعالى.. «وللمعاصي شQQياطين تزينهQQا لربابهQQا؛ قQQال تعQQالى: (و�إ�ذ� ز�ي�QQن� ل�ه�QQم� الش�QQي�ط�ان�

) وقال ا تعالى: (أ�ف�م�ن� ز�ي�QQن� ل�QQه� س�QQوء� ع�م�ل�QQه�48أ�ع�م�ال�ه�م� )(لنفال: من الية ) أي: زيQQن لQQه الشQQيطان عملQQه السQQيئ فQQرآه8ف�ر�آه� ح�س�نا )(فQQاطر: مQQن اليQQة

حسنا». والطاعات لها ملئكة تثبQQت أصQQحابها عليهQQا وتزينهQQا لهQQم، قQQال ا تعQQالى: (إ�ذ�

)12ي�وح�ي ر�ب�ك� إ�ل�ى ال�م�لئ�ك�ة� أ�ن�ي م�ع�ك�م� ف�ث�ب�ت�وا ال�ذ�ين� آم�ن�وا )(لنفال: مQQن اليQQةأي: عند كل قول وفعل يحبه ا ويرضاه.

وقال ا تعالى: (ن�ح�ن� أ�و�ل�ي�اؤ�ك�م� ف�ي ال�ح�ي�اة� الد�ن�ي�ا و�ف�ي الخ�QQر�ة� )(فصQQلت: مQQن ) تقول الملئكة هذا الكلم للمؤمنين عنQQد مQQوتهم، أي: كنQQا مشQQجعين31الية

ومثبتين لكم قبل موتكم على فعل الطاعات.

الجهاد الثاني الذي يلزم المريد بعد اجتناب المنهيات: ملزمة الطاعات: صغيرها وكبيرها؛ لن كل طاعة تحمل إلى الروح منافع ذات

أنواع مختلفة، قال الشيخ أحمد بن عطاء ا – رحمه ا تعالى -: «لما علم فك السآمة عادة، نوع لك العبادة».

ومثل اجتناب المعاصي: كتنظيف الرض التي يريQQد أن يزرعهQQا صQQاحبها، ومثQQل العبادة كرمي الحب فيها بعد تنظيفها، فيا أخانا في ا تعQQالى: إذا حصQQل لQQك صQQدود عQQن عبQQادة ربQQك وذكQQره – سQQبحانه وتعQQالى – فQQاعلم أن ذلQQك مQQن الشيطان، قال ا تعالى: (و�ي�ص�د�ك�م� ع�ن� ذ�ك�ر� الل�ه� و�ع�ن� الص�لة� )(المQQائدة: مQQن

)، فعليك بالعلج الرباني، قال تعالى: (و�إ�م�ا ي�ن�ز�غ�ن�ك� م�ن� الش�QQي�ط�ان� ن�QQز�غ¨91الية ) قل: أعوذ بQQالله مQQن الشQQيطان الرجيQQم200ف�اس�ت�ع�ذ� ب�الل�ه�)(لعراف: من الية

181

Page 182: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

(عشر مرات) ثم التفت إلQQى أورادك بقQQوة، فقQQد أمQQر ا – تعQQالى – بالنشQQاط والقوة في العبادة، قال ا – تعالى – (ي�ا ي�ح�ي�ى خ�ذ� ال�ك�ت�اب� ب�ق�و�ةs )(مريم: مQQن

). 12الية وقد ذم ا – تعالى – أقواما يأتون إلى عبادته بالكسل – وهQQم المنQQافقون –قال ا تعالى: (و�إ�ذ�ا ق�QQام�وا إ�ل�QQى الص�QQلة� ق�QQام�وا ك�س�QQال�ى )(النسQQاء: مQQن اليQQة

142 .( فالعلج هنا الستعاذة، وأما عند الوسوسة في العبQQادة فعلجهQQا قQQد دلنQQا ا تعالى عليه، في قوله (إ�ن� ال�ذ�ين� ات�ق�و�ا إ�ذ�ا م�س�ه�م� ط�ائ�ف¨ م�QQن� الش�QQي�ط�ان� ت�QQذ�ك�ر�وا

) قQQال الجلل رحمQQه الQQه: (طQQائف) أي201ف�QQإ�ذ�ا ه�QQم� م�ب�ص�QQر�ون�) (العQQراف: وسواس، (تذكروا) أن ا ناظر إليهم (فإذا هم مبصرون) أي مبصQQرون سQQبيلv مQQن النجQQاة. انتهQQى كلم الجلل. (قلQQت) وهQQذا الQQذي أشQQرت بQQه إليQQك أول

المشاهدة الربانية عند العبادة، لتصرف عنك وساوس الشيطان. وكما أن في الطاعات أنواع المنافع للروح كذلك في المعاصQQي أنQQواع المضQQارv، ظQQاهرا وباطنQQا، لتمنQQع v وفعل للروح، فامنع نفسك عن جميQQع المعاصQQي قQQول

نفسك عن جميع المضار. واعلم يا عبد ا – وفقني ا وإياك إلى البعQQد عQQن كQQل معصQQية، صQQغيرة أو كبيرة – أن العبد له مظهر، يظهر فيه في عالم الغيب، أمام ا تعQQالى، وأمQQام ملئكته بملبس يلبسها، فإن فعل الطاعات كانت ملبسه نقية طاهرة سابغة، وإن فعل المعاصي كانت ملبسه غير ذلQQك، قQQال ا تعQQالى (و�ل�ب�QQاس� الت�ق�QQو�ى

). 26ذ�ل�ك� خ�ي�ر¨ )(العراف: من الية فافهم كلمي هذا، وفكر فيه دائما أبدا، وانظQQر إلQQى كسQQاء نفسQQك: كيQQف هQQو الن؟ فإذا رأيته لبQQاس التقQQوى فسQارع إلQQى شQكر ربQك، وإذا رأيتQه غيQر ذلQكsر�ةQQى م�غ�ف�QQار�ع�وا إ�ل�QQالى (و�س�QQفسارع إلى خلعه بالتوبة والستغفار، قال ا تع

)، وقQQال ا تعQQالى (ف�ف�QQر�وا إ�ل�QQى الل�QQه� )133م�ن� ر�ب�ك�م� )(آل عمران: من اليQQة). 50(الذريات: من الية

182

Page 183: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

واعلم أن للطاعات لذات لدى الروح تكردها المعاصي، لن المعاصي أمراض،قال البوصيري – رحمه ا -:

قد تنكر العين ضوء الشQQمس مQQنرمQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQد

وينكر الفم طعم المQQاء مQQن سQQقم

لن لذة الطاعات في العبادة تنتج من المحبة القلبية لله تعQQالى، وتسQQري فQQي جميع العمال القوليQQة والفعليQQة، كسQQريان المQQاء فQQي الغصQQون، وهQQذا شQQأن

الواصلين. «واعلم يا أخانا في ا تعالى أن حب الولياء وحسن الظQQن بهQQم مQQن فضQQل

).4ا تعالى، قال تعالى: (ذ�ل�ك� ف�ض�ل� الل�ه� ي�ؤ�ت�يه� م�ن� ي�ش�اء� )(الجمعة: من الية ففضل ا ليQQس بQQالقوة، وليQQس بQQالعلم، وليQQس بالفصQQاحة، ول بالبلغQQة، ول

بالذكاء، ولكن: بالمشيئة اللهية فقط. ومن أحب الصالحين يكفيه بشرى النبي – صلى ا عليه وآله وسلم – كما في الصحيحين وهو أن إعرابيا سأل النبي – صلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم – الرجQQل يحب القوم ولما يلحق بهم، قال – صلى ا عليه وآله وسلم – «أنت مQQع مQQن

أحببت» [رواه الشيخان]. وفي صحيح مسلم بعد أن روى الحQQديث أنQQس بQQن مالQQك – رضQQى ا عنQQه – قال: (وإني أحب النبي – صلى ا عليه وآله وسلم - وأبا بكQQر وعمQQر، وأرجQQو أن أكون معهم وإن لم أعمل مثل عملهم) ومعنى (لما يلحق بهم) لما بمعنQQى

لم، أي لم يبلغ منزلتهم في العبادة والطاعة. فكل من ذهب إلى المدينة المنورة، وزار سيد السادات، وخيQQر البريQQات، سQQيدنا ومولنا محمدا – صلى ا عليه وآله وسلم – يقال له: أنت مع من أحببت، وإذا

ذهب إلى زيارة أهل البقيع – رضى ا عنهم – يقال له: أنت مع من أحبت. وإذا ذهب إلى زيارة سيد الشهداء سيدنا حمزة بن عبQQد المطلQQب – رضQQى ا عنه – يقال له: أنت مع من أحببت، وإذا جاء لزيارة أبي عبد ا سيدنا الحسين – رضى ا عنه – يقال له: أنت مع من أحببت، وإذا ذهب على زيارة أهل بيت

183

Page 184: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

النبوة أجمعين يقال له: أنت مع من أحببت، وإذا ذهQQب لزيQQارة الصQQالحين فQQيمشاهدهم في أي مكان كانوا يقال له: أنت مع من أحببت.

واسمع يا عبد ا، وأنصت إلىu بإذني روحك، عسى ا أن يهديني وإياك إلQQى أسراره التي في الكون، كما قال سيدي أبو مدين – رضى ا عنه – (لله فQQي

الكون أسرار ت�رى فيه) أن المعية أنواع:النوع الول : الحسيu، وذلك إذا كنت عند قبورهم.

النوع الثاني : المعنوي، وهو إذا سلمت عليهم، وجلست مع أرواحهم. النوع الثالث : البرزخي، وهو إذا كنت معهم في النوم.

النوع الرابع : الوجداني، وهو إذا كنت في أي مكQQان، وشQQاهدت واحQQدا منهQQمبقلبك، وقرأت له الفاتحة، أو شيئا من القرآن، ودعوت ا تعالى له.

النوع الخامس: لرباب خوارق العQQادات، ممQن كشQف ا لهQم الحجQQب، ومQن ذلك رؤيته – صلى ا عليه وآله وسلم – يقظة، ودليلها: حديث البخQQاري، قQQال

صلى ا عليه وآله وسلم (من رآني في النوم فسيراني في اليقظة). والمعية الكبرى: هي التي تكون في جنة عدن فQQي دار السQQلم، قQQال تعQQالى: (ف�أ�ول�ئ�ك� م�ع� ال�ذ�ين� أ�ن�ع�م� الل�ه� ع�ل�ي�ه�م� م�ن� الن�ب�ي�ين� و�الص�د�يق�ين� و�الش�ه�د�اء� و�الص�ال�ح�ين�

139-128) [يراجQQع فتQQح وفيQQض 69و�ح�س�ن� أ�ول�ئ�ك� ر�ف�يقQQا)(النسQQاء: مQQن اليQQةباختصار).

عدم اختلط المريد بالمنكرين والمدعين: ومن الخطار التي قد يتعQQرض لهQQا المريQQد فQQي طريقQQه: اختلطQQه بQQالمنكرين وأعداء التصوف فهؤلء حقدهم دفين، وصQQدورهم مملQQؤة حقQQدا، ل يعرفQQون للحب أو للمودة طريقا وقد يتحايلون في التسلل إلى المريد، ويدخلون إليه من مداخل شQQتى قQQد ل يفطQQن إليهQQا المريQQد، فيقQQع فQQي شQQراكهم، وتنطلQQي عليQQه حججهم، ومن أجQQل ذلQQك حQQذر المQQام الجعفQQري أبنQQاء الطريQQق منهQQم كQQثيرا، ووصف أحوال هؤلء المنكرين وطريقهم حتى ل ينخQQدع بهQQم النQQاس، فيقQQول

عنهم: «ومن الوبال على المريد انتماؤه للمQQدعين ممQQن يQQدعون الجتهQQاد، وينكQQرون

184

Page 185: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

على الئمة رضوان ا عليهم – وهم ل يعرفون القQQرآن ول الحQQديث ول علQQم الصQQول، فهQQم فتنQQة بيQQن المسQQلمين، وهQQم أضQQر علQQى المريQQد السQQالك مQQن

المعاصي». ومQQن العجQQب ن حQQالهم ل يعجQQب أحQQدا إل الجهQQال، وشQQركهم ل يصQQطاد إل

الجهال، كما قال الشاعر: ]. 25«إن الطيور على أشكالها تقع» [الذخيرة المعجلة/

ومن علمتهم: غبرة على وجوههم، وأنهم من أهل الوجهين، وبخلهم إل على من يوافق قولهم، وكثرة كلمهم بغير ذكQQر ا تعQQالى، وإظهQQار الحماقQQة عنQQد الحديث معهم واحتقارهم لمن دونهم. ولو كان أعلم وأشرف، وكQQثرة غفلتهQQم عن ذكر ا تعالى وكثرة الرياء، واعتنQQاؤهم بكQQل مQQا يQQراه النQQاس، وبغضQQهم للصوفية، وإنكارهم عليهQQم وإنكQQار كرامQQات الوليQQاء، واتخQQاذهم قQQولهم مهنQQة للعيQQش، وعجزهQQم عنQQد المنQQاظرة مQQع أي عQQالم، واحتقQQار جميQQع المسQQلمين

وتضليلهم وتسفيه آرائهم». فالمريد السالك في طريق ا تعالى يحذر هؤلء، ويصحب الخيار.

ومن الوبال على المريد اختلطه بالمنكرين الذين كلمهم كالحجارة، وإن قلب المريد كالزجاجة «والزجاجQQة كسQQرها ل يجQQبر» فمQQن عQQرض قلبQQه لهQQم فقQQد عرض زجاجته للكسر فجلوسك مع المنكرين وسماعك لقولهم حQQرام، إذ أنQQت مأمور بالعراض عنهم، ففكر في قولي هذا، ول تهمله فإنه نفيس – إن شQQاء

ا تعالى: - أعرض عن الجهQQال ل تسQQمع لهQQموإذا ذكQQرت لواحQQد أهQQل الهQQدى وإذا ذكرت سQQواه مQQن أهQQل الQQدنا كالعجQQQل يQQQؤذيه الغQQQوالي طيبهQQQا

فكلمهم شQQؤم علQQى مQQن يسQQمعه وذكQQQرت سQQQيرته فقولQQQك يفجعQQQهتلقQQQQاه يسQQQQمع للكلم ويجمعQQQQهويسQQQر بQQQالروث الQQQدنيء وينفعQQQه

[اللهام النافع باختصار]62-63-64-65

185

Page 186: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

أدب المريد مع الخوان : خامسا هذا الدب ل تنحصر تفصيلته لنه مجموع مQQا فQQي التشQQريعات اللهيQQة، والحاديث النبويQQة، وآثQQار الصQQحابة والسQQف ولكQQن يجمعهQQا كلهQQا أن ل يعامQQل المريد إخوانه إل بما يحب أن يعاملوه به، وأن يرجو له من الخيQQر والمسQQامحة في ذنوبهم ما يرجوه لنفسه وأن يحملهم في جميع ما يقعون فيه من مواطن التهم على أحسن المحامل مما يجب أن يحملوه عليه لQQو وقQع هQو فQQي ذلQك، ويرجو لهم قبول التوبة ولو فعلوا مQQن معاصQQي أهQQل السQQلم مQQا فعلQQوا كمQQا

، ط225يرجو ذلك لنفسه إذا وقع فيمQQا وقعQQوا. [راجQQع النQQوار القدسQQية: صثانية، دار جوامع الكلم].

ومراعاة هذه الداب، والعمل بها يقوي أبناء الطريق، ويجمQQع كلمتهQQم، ويمنQQع الختلف والتفرق أن يجد طريقه إلى صQQفوفهم، ويطQQرد وسQQاوس الشQQيطان، ويجمعهم على حضرة الشيخ في وحدة وترابط ومحبة، فتقوي همتهم، وتحل

بركة الشيخ فيهم: ومن هذه الداب ما يلي:

الصبر على الخوان والحلم عليهم: فالمريدون تختلف طبائعهم، وتتفاوت مداركهم في الطريق. من أجل ذلQك قQQد يحدث من بعضQQهم مQQا قQQد يغضQQب الخريQQن، وعنQQد ذلQQك يQQأتي الشQQيخ ليبصQQر

الخوان بفضيلة الحلم والتسامح، ويحذرهم عاقبة الغضب، وإغلظ القول. يقول مولنا الشيخ صالح الجعفري – رضى ا عنه -:

«فل تكن شديدا على أهلك فيبغضوك، ول على أصحابك فيهجQQروك، ول علQQى]. 156العشيرة فيبدلوا العشرة قطيعة لك» [اللهام النافع: ص

واصبر كثيرا على الخQQوان محتسQQباالقيل والقQQال وصQQف ل يجQQوز لنQQا الحب فQQي ا شQQيء ل نظيQQر لQQه

أحسQQQن إليهQQQم ودار كQQQQل فتQQQانوصQQQاحب القيQQQل محQQQروق بنيQQQرانصبرا على النQQاس ل حQQول لنسQQان

]6/1017[الديوان/

186

Page 187: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

فإن ابن الطريق ل تليق به المخاصمة، وإغضاب إخوانه: يقول رضى ا عنه:ويQQألفوك وهQQذا الوصQQف محمQQودكQQQن هينQQQا لينQQQا للقQQQوم تQQQألفهم

]156[اللهام النافع،

البعد عن الغيبة: وهي من العيوب المذمومة في النفس البشرية، ووجودها في من ينتسب إلى الطريقة أشد عيبا، وأقبح سلوكا؛ لن حفظ اللسان خلق إسQQلمي رفيQQع، ومQQن أشد الناس تمسكا به أهل الطريق، فأنت ترى الشيخ – رضى ا عنه – يشQQير إلى أن الجهر بالسوء من القول مبغوض عند ا، وعند الملئكة الكرام، قQQال تعالى: (ل ي�ح�ب� الل�ه� ال�ج�ه�ر� ب�الس�وء� م�ن� ال�ق�و�ل� إ�ل م�QQن� ظ�ل�QQم� و�ك�QQان� الل�QQه� س�QQم�يعا

). 148ع�ل�يما) (النساء: وقد ورد في الحديث أنه – صلى ا عليه وآله وسلم - أخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا – يعني معاذا – فقال معQاذ: قلQQت يQا نQبي ا وإنQQا لمؤاخQQذون بمQا نقول: فقال: ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجQQوههم – أو قQQال

على مناخرهم – إل حصائد ألسنتهم) [رواه الترمذي]. وقال – عليه الصلة والسلم: «من يضمن لي مQQا بيQQن لحييQQه ومQا بيQن رجليQه

أضمن له الجنة» [رواه البخاري]. فمن فكر في هذه اليات الكريمة، وتلك الحاديث الصحيح حافظ على لسQQانه

تمام المحافظة ل سيما بعد أن علم أن الملك يكتب عليه كل كلمة يقولها. :uق) (¨دQQب¨ ع�ت�يQQد�ي�ه� ر�ق�يQQإ�ل ل� sم�ا ي�ل�ف�ظ� م�ن� ق�و�ل) :بحانه:18قال تعالىQQال سQQوق ،(

(م�ال� ه�ذ�ا ال�ك�ت�اب� ل ي�غ�اد�ر� ص�QQغ�ير�ةv و�ل ك�ب�يQQر�ةv إ�ل أ�ح�ص�QQاه�ا )(الكهQQف: مQQن اليQQة49 .(

ويقول ا تعالى: (و�ل ي�غ�ت�ب� ب�ع�ض�ك�م� ب�ع�ضا أ�ي�ح�ب� أ�ح�د�ك�م� أ�ن� ي�أ�ك�QQل� ل�ح�QQم� أ�خ�يQQه�م�ي�تQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQا

). 12ف�ك�ر�ه�ت�م�وه� )(الحجرات: من الية

187

Page 188: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

ثم يبين شيخنا – رضى ا عنه – خطورة هذه الخصلة فيقول:

«ينهانا ربنا عن الغيب التي منشؤها سوء الظن والريبة، وهي ذكرك أخاك بما يكره، وإن كان فيه فل تحرك لسQQانك بمQQا يرديQQك ويQQؤذيه، سQQكين الحقQQد ذات الحQQدين تقطQQع الصQQلت، وتQQورث اللم، تمQQزق العQQراض تمزيQQق الوحQQوش الضارية التي ل تعقل قيمة ما تمزقه، أو النار المحرقة الQQتي ل تعQرف غلQو مQQا تحرقه، فهي القنبلة التي تسطو على البرياء، وتهدم بيوت الصالحين والولياء، مهنة من أرذل المهن مزرعة البغضQQاء والفتQQن، وأصQQل العQQدوات والحQQن، داء

عضال يؤدي الصاحب والجيران، ويكدر صفو الحباب والخوان. ترى النسان في نعمة وسرور، وفرح وحبور، فإذا قيل له فلن قال عليك كQQذا

سرعان ما يتغير الصفو بالكدر، والفرح بالحزن، والحلم بالغضب. فما أشQبه المغتQQاب فQQي هQذه الحالQQة بQالعقرب ذات لزيQل المسQQموم، واليQQوم

المشؤوم، وقد لعنها النبي – صلى ا عليه وآله وسلم – حيث يقول: (لعن ا العقرب ما تدع نبيا ول غيره إل لدغتهم) [رواه الQQبيهقي فQQي شQQعب

]. 154-153اليمان] [منبر الزهر، ص وكثيرا مQQا كQQان شQQيخنا – رضQQى ا عنQQه – يرشQQد أبنQQاء الطريQQق إلQQى مكQQارم الخلق، وينهاهم عن الخوض في أعراض الناس، وتناقل الخبار – يقول في

إحدى قصائده: وصQQQاحب القيQQQل محQQQروق بنيQQQرانالقيل والقQQال وصQQف ل يجQQوز لنQQا

]6/1017[

ولكن الذي ينبغي لهل الطريق أن يسQQايروا أهQQل الصQQلح والتقQQوى، ويقتQQدوابهم في أقوالهم وأفعالهم. يقول مولنا الجعفري – رضى ا عنه - :

«فسر في طريقهم عساك أن تشرب مQQن رحيقهQم، فمQQا احتQار مQQن سQار، ول عطلته المنغصات والكدار – بل هم في فرح من فرح أهل الجنة، الQQذين هQQم

188

Page 189: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

في جوار ا، وفرحهم لله، أول دعائهم تسبيح، وأخره حمد وشكر: (د�ع�Qو�اه�م� ف�يه�QQا س�QQب�ح�ان�ك� الل�ه�QQم� و�ت�ح�ي�ت�ه�QQم� ف�يه�QQا س�QQلم¨ و�آخ�QQر� د�ع�QQو�اه�م� أ�ن� ال�ح�م�QQد� ل�ل�QQه� ر�ب�

]. 10) [انظر: شهد مشاهدة الروح التقية: ص10ال�ع�ال�م�ين�) (يونس:

الرحمة والعطف والحسان إلى الخوان: وهي من مكار الخلق التي دعا إليها السلم، ومدح ا تعالى بها نبيه

المصطفى – صلى ا عليه وآله وسلم – في القرآن الكريم – قال تعالى: (ف�ب�م�ا ر�ح�م�ةs م�ن� الل�ه� ل�ن�ت� ل�ه�م� و�ل�و� ك�ن�ت� ف�ظuا غ�ل�يQQظ� ال�ق�ل�QQب� لن�ف�ض�QQوا م�QQن� ح�و�ل�QQك�

�م�ر� )(آل عمران: من الية ). 159ف�اع�ف� ع�ن�ه�م� و�اس�ت�غ�ف�ر� ل�ه�م� و�ش�او�ر�ه�م� ف�ي الوالذين يتصفون بهذه الصفات الطيبة هم أقرب خلق ا إلى ا.

وفي الحQQديث قQQال رسQQول ا – صQQلى ا عليQQه وآلQQه وسQQلم - «الراحمQQون يرحمهم الرحمن» [رواه أحمد، وأبQQو داود، والترمQQذي، والحQQاكم]. وبهQQذا الدب النبوي كان المام الجعفري – رضى ا عنه – يربي أبناء الطريق فهQQو يقQQول:

للمريد معلما وموجها وناصحا: «كن رحيما بخلق ربك يرحمك يوم ل ينفعك مال ول بنون، واعلQQم أن الرحمQQة تنفعك ولو لحيوان أو طير أو بهيمة؛ لن ا تعالى خلقهQQم مثلمQQا خلقQQك. قQQال

تعالى: (و�م�ا م�ن� د�اب�ةs ف�ي الر�ض� و�ل ط�ائ�رs ي�ط�ير� ب�ج�ن�اح�ي�ه� إ�ل أ�م�م¨ أ�م�ث�ال�ك�م� )(النعام: من

]. 145 [اللهام النافع، ص)38الية «فل تكن شديدا على أهلك فيبغضوك، ول على أصحابك فيهجQQروك، ول علQQى

]. 156العشيرة فيبدلوا العشرة قطيعة لك» [اللهام النافع، صv ليس وعQQرا «المؤمن من يكون مع أخيه المؤمن هينا، ليس صعبا قاسيا، سهل

قريب الرضا ليس ببعيدة، وفي الحديث: «المؤمن هين لين سريع الغضب قريب الرضا».

فالمؤمن حقا يعمل بقوله تعالى: (و�ال�ك�اظ�م�ين� ال�غ�ي�ظ� و�ال�ع�QQاف�ين� ع�QQن� الن�QQاس� )). 134(آل عمران: من الية

189

Page 190: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

). وبقQQوله37وبقوله سبحانه: (و�إ�ذ�ا م�ا غ�ض�ب�وا ه�م� ي�غ�ف�ر�ون�)(الشورى: من الية ). يعني: من قQQدم إليهQQم سQQيئة22(و�ي�د�ر�أ�ون� ب�ال�ح�س�ن�ة� الس�ي�ئ�ة� )(الرعد: من الية

قدموا إليه حسنة. وهذه الصفة من أجل مكارم الخلق، وقد وعد ا فاعلها بQQأن عQQدوه يكQQون بعد العداوة ناصرا، محبا حبا عظيما، فتلQQك مكافQQأة معجلQQة فQQي الQQدنيا للQQذين

]. 156يتصفون بهذه الصفة الكريمة» [اللهام النافع، «أطعم الجائع، اسق الظمآن، اكس العريان، ع�د المريض، فرج عن المكروب اقض حوائج ذي الحاجات، وافعQQل الخيQQر مQQع خلQQق ا لجQQل ا، تجQQد ربQك وربهم عندك، فمن راعى مخلوقا لجل خQQالقه فقQQد راعQQى الخQQالق سQQبحانه»

]. 169[نفس المرجع، وإن الصوفية يقتدون في مكارم الخلق بسيدنا رسQول ا – صQلى ا عليQه وآله وسلم – الذي لم يكن فظا ول غليQQظ القلQQب. بQQل كQQان بQQالمؤمنين رؤوفQQا رحيما، وها هو ذا شيخنا الجعفري – رضى ا عنه – ي�ربي أبناءه على مكارم

الخلق، فيقول:

كQQQQن هينQQQQا لينQQQQا للعQQQQاملين ولواجعQQل فQQؤادك موفQQورا برحمتQه من عاش فظا غليظ القلب يبغضه

تكQQثر مخاصQQمة الخQQوان كالخصQQمللمQQQؤمنين وأهQQQل الQQQبيت والرحQQQمالقربQQQون ومQQQن بالحQQQل والحQQQرم

]154[اللهام النافع: ص

وابن الطريق ل يليق به أن ينطق بالفاحش من الكلم، أو يغلظ القول للنQQاسوهو يخاطبهم. بل عليه أن يعامل الناس بمثل ما يحب أن يعاملوه به:

يقول مولنا المام – رضى ا عنه - : اسمع لغيرك مQQا يرضQQيك مسQQمعهالنفس ميزان ما يرضيك مQQن أحQQد فاجعل لغيرك ما يرضيك يرض به

ول تفQQQه بقبيQQQQح القQQQول للنQQQQاسأو كان يغضبها مQQن منطQQق قاسQQيومQQQا يسQQQيء فل تQQQذكره للنQQQاس

190

Page 191: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

]160[اللهQQQQQQQQام النQQQQQQQQافع: ص

التواضع والنكسار: ومن أدب المريQQد مQQع إخQQوانه: أل يتعQQالى عليهQQم وأن يتواضQQع لهQQم ويعQQاملهم معاملة حسنة فإن الكبر داء يبغض إلى سائر الناس، فما بالنا بأهQQل التواضQQع

والنكسار؟ إن التصوف إنما بني على التواضع وهضQQم النفQQس والتخفQQي، فل مجQQال فيQQه للغرور أو التعالي – يقول الشيخ المربي سيدي صQQالح الجعفQQري – رضQQى ا

عنه: «وإذا حدثتك نفسك بأنك خير من إخوانك، فQQإن ذلQك مQQن دسQQائس النفQQس أو أنك تعلم الغيب، أو أنQك شQيخ مQQع الشQQيخ فQذلك غQQرور، فل تلتفQQت إليQه وكQQن

متواضعا لخوانك، قال الشيخ أبو مدين – رضى ا عنه -: وخQQQل حظQQQك مهمQQQا قQQQدموك ورافانهض إليهم وتأدب في مجالسهم

ومن كلمهم رضى ا عنهم: «من جلس مع الوليQQاء وظQQن فQQي نفسQQه أنQQه منهم ح�رم من بركاتهم». فل تر نفسك بين إخوانكم إل أنQQك مQQن أقلهQQم، لعQQل ا أن يمن عليك بما من به على المتواضعين المنكسرين» [الذخيرة المعجلة:

]. 25صيقول شيخنا – رضى ا عنه - :

ومQQQQن تعQQQQالى علQQQQى الخQQQQوانومQQن تواضQQع للخQQوان نانQQل بQQذافالخلق كالنحل ل ترجى منافعهم

ضدا كما نQQاله المرفQQوع فQQي الجبQQلعQQز العنايQQة مQQن جQQاف ومنتعQQلإل بصQQQQQبر وإل يQQQQQؤت بالفشQQQQQل

]60-59[راجع اللهام النافع: أل يجعل المريد لنفسه منزلة على إخوانه:

بأن يعجبه من نفسه عملهQQا وعملهQQا وذكرهQQا، فيQQدخله الغQرور القاتQQل، فيتخQQذ لنفسه مكانا بين إخوانه، ويحاول أن يقQQوم بالتربيQة لهQQم أو يجعلهQم يعتقQQدون فيه ما يعتقQQدون فQQي الشQQيخ، وذلQQك مQQن أشQQد الخطQQار علQQى المريQQد وعلQQى

الطريق. يقول مولنا المام:

191

Page 192: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

«ومن الوبال على المريد رؤيته لنفسه شيخا مع الشيخ قبل أن يQQأذن لQQه» ثQQم ساق الشيخ حكاية مروية عن بعض تلميذ المام أبQQي حامQQد الغزالQQي رضQQىv، وفي القصة درس نافع في ا عنه وقد تعدى طوره، فرده الشيخ ردا جميل

]. 60-59هذا السياق فراجعها» [راجع المام النافع: وبعد ..

فمنهج المام الجعفري – رضى ا عنه – في تربيته لبنائه يكون قد تم بهQQذه الداب، وهي في مجملها تتحقق باتبQQاع المريQQد لشQQيخه فQQي أقQQواله وأفعQQاله، فمن سار على دربه كان في قربه، ونال من ورده، ومن خQQالف طريقQQه حQQرم

من رحيقه. يقول مولنا – رضى ا عنه - :

يQQQا طQQQالب الQQQدنيا فعنQQQا ولQQQيمQQا نقبQQل المQQدفون فQQQي هQQواهإيQQQش جQQQال مQQQن يقبلهQQQا لعQQQاب

مQQQا نقQQQل المغQQQرور فQQQي التجلQQQيول بنQQQQQQQو طريقنQQQQQQQا ترضQQQQQQQاهفحQQQQQQQQاله مQQQQQQQQآله سQQQQQQQQراب

تريQQQQQQدها أخQQQQQQرى وذا يريQQQQQQداسQQQمع كلمQQQي ل تخQQQالف فنQQQيومنهQQQج الشQQQيخ هQQQو الحQQQزابوكQQQQل مQQQQا خQQQQالف ل نرضQQQQاه

حطQQQQQام دنيQQQQQاه فQQQQQذا تبديQQQQQديQQQا طQQQالب الQQQدنيا فبعQQQدا عنQQQيسQQQQQQQيرته السQQQQQQQنة والكتQQQQQQQابفاحQQQذر مQQQن التغييQQQر أن تهQQQواه

[انظر هذه الراجوزة في المعQQاني، ومQQQQا بعQQQQداه]68الرقيقQQQQة: ص

هيهQQQات هيهQQQات عQQQن الوصQQQولاعQQرف طريQQق الشQQيخ كيQQف كانQQاقQQد حجQQب النQQاس عQQن الطريQQقوابتعQQQدوا عQQQن نهجهQQQا السQQQني

طريقنQQQا هQQQو الكتQQQاب المرشQQQد

مQQا دمQQت فQQي المسQQير فQQي عQQدولواسQQQلكه تلQQQق الشQQQيخ يQQQا أخانQQQالكQQQQQQثيرة الهQQQQQQواء التفريQQQQQQقالواضQQQQQح الصQQQQQوفي والجلQQQQQي

وسQQQQQQQQنة قائلهQQQQQQQQا محمQQQQQQQQد

192

Page 193: الكنز الثرى

:: الكنز الثرى ::

]78[المعQQQQQQQاني الرقيقQQQQQQQة: ص

193