80
رات ظ ن ي ف ورة س راتُ جُ ح ل ا ف ي ل أ ت دَ ّ م ح م ودُ م ح م افّ و لص ا مس ب له ال0 ن م ح ر ل ا م ي ح ر ل ا دمه ق م ه ق ل ح ل ا ة? ث ل ا? ث ل ا0 ن م ه ث كت م ل ا ه ث نI را لق ا1

نظرات في سورة الحجرات

  • Upload
    besan

  • View
    865

  • Download
    18

Embed Size (px)

DESCRIPTION

نظرات في سورة الحجرات

Citation preview

Page 1: نظرات في سورة الحجرات

رات سورة في نظرات ُج� الُح�

تأليفالصو�اف مُحَّم�ود مُحَّم�د

الرحيم الرحَّمن الله بسمالقرآنية الَّمكتبة من الثالثة الُحلقة مقدمة

الصواف مُحَّمود مُحَّمد نعَّمائ-ك على الش-كر س-لطانك.ول-ك وعظيم وجه-ك لُجالل ينبغي كَّم-ا الُحَّم-د لك اللهم

وإحسانك. وفضلك يُجزن-ا عن-ا,وورع-ا يرض-يك شكرا مآبنا.وأرزقنا الُجنة . وإجعل زادنا التقوى إجعل اللهم

وش--فاء وض-ياء ن--ورا أنزلت--ه ال--ذي كتاب--ك فهم في والس--داد الص--واب , وألهَّمنا معاصيك عن به, ونُج--اة تَّمسك لَّمن عصَّمة هو , والذي للعالَّمين وهداية مُحكَّما ونظاما للَّمتقين, ودستورا

رحَّم--ة " الَّمبع--وث " مُحَّم--د رس--لك خلقك, وس--يد خير على – ربنا يا – وسلم إتبعه.وصل لَّمن: الدين. وبعد يوم إلى بدعوته دعا ومن وصُحبه آله ونذيرا, وعلى بشيرا كافة للناس

العلي الل--ه على التوك--ل بع--د ب--دأت " ال--تي القرآني--ة " الَّمكتبة من الثالثة الُحلقة فهذه الق--رآن ه--ذا ثَّم--رات من اإلس--تفادة أو به--ا اإلنتفاع رجاء الناس بين ونشرها إصدارها الكبير

ومُج--دها, وحياته--ا. وفض--لها خيره--ا األم--ة. وينب--وع ه--ذه عز مصدر الله جعله , الذي العظيم قَّم--ة ونواهيه. فه--و وأوامره وأحكامه بآدابه , مُحتفظة الله لكتاب راعية دامت ما بخير فهي

, طري--ق أق--وم إلى به--ا , ويس--لك الُحي--اة دروب له--ا , ين--ير اله--ادي العلم , وه--و فيها الَّمُجد

1

Page 2: نظرات في سورة الحجرات

القرآني-ة الَّمكتبة من السلسلة هذه بإخراج سيري في الله بعون أكون سبيل. وسوف وأهدى بَّم--ا وج--ل ع--ز الل--ه صنع عظيم من يرى بَّما فيها يبتهج الناظرين تسر غناء حديقة في كساع

من , فيقتط--ف رأى ما الناس يرى أن يشتهي فطل. ثم وابل يصبها لم وإن وابل من أصابها متناس--قة الزه--ور من باق--ة منه--ا ويُجَّم--ع عط--رة ندي--ة فواح--ة زهرة الله كتاب من غصن كل

. والبدور الشَّموس , ويأك--ل ظالله--ا . يتفيء الثَّم--ار , عظيَّمة الظالل وارفة األغصان ملتفة جنة كداخل أو

ك--ل , ومن ثَّم--رة غصن كل من فيُجني الخير هذا في الناس يشاركه أن يتَّمنى ثم ثَّمارها من ه--ذه سرتهم الذين إخوانه إلى مريئة هنيئة هدية يقدمها , ثم بهية طرية شهية فاكهة شُجرة

فُج--زاهم والثاني--ة األولى حلقتيه--ا في وشُجعوها بها وفرحوا القرآنية الَّمكتبة من السلسلة. وأجزله الُجزاء أوفر الله

بلفظه--ا معُج--زة قرآني--ة س--ورة القراء إلخواني أقدم أن وددت الثالثة الُحلقة هذه وفي الَّمبارك-ة الس-ور من , وهي فيه-ا بَّم-ا وعَّم-ل به-ا أخ-ذ لَّمن ومنُجي-ة مبهُج-ة , وهي ومعناها الكَّم--ال إلى اإلنس--انية تق--ود التي النيرة , والَّمثل السامية العالية. واألخالق باآلداب الَّمليئة

". الُحُجرات سورة في : " نظرات الُحلقة " وسَّميت " الُحُجرات سورة , إنها والعلياء ه--ذه عليه--ا إش--تَّملت ال--تي األغ--راض أهم هنا وأجَّمل ألخص أن النافع الَّمفيد من ولعل

. العظيَّمة السورة علي--ه الل--ه ص--لى الله رسول مع واألدب وجل عز الله مع لآلداب بيان السورة هذه ففي

. وسلماآلخر. البعض مع بعضهم الَّمسلَّمين لتعامل عامة آداب وفيها ينقب أن ألح--د يب--اح ال , ح--تى بيته داخل للَّمسلم الشخصية الُحرية قررت السورة وهذه

. بإذنه إال أحد يدخله له. ال حصن الرجل بيت أن عنه. إذوحضوره. غيبته في عرضه للَّمسلم حفظ السورة هذه وفي طلب األولى, وفيه--ا الُجاهلية فعل عن , والنهي باألنساب التفاخر عن النهي فيها كَّما

الفاسقين. أنباء تصديق في األسراع وعدم األخبار في التثبت الدنيا في الُحقيقي الَّمُجد طريق إلى للَّمؤمنين وجل عز الله من والتوجيه التنبيه وفيها

. اإليَّمان من جزءا األعَّمال جعلت حتى العَّمل على فيها الله حث واآلخرة. كَّما , ي--دفع وألهل--ه ل--ه , نص--يرا الُح--ق على معوانا يكون أن للَّمسلم ندب السورة هذه وفي. كامال إنصافا ينصفوا حتى الَّمظلومين صف في , ويقف الظالَّمين وإعالء الُح--ق نصرة سبيل في وبالَّمال بالنفس الُجهاد إلى الدعوة الُحُجرات سورة وفي

عق--ر في ق--وم غ--زي . وما القيامة يوم إلى فينا ماض والُجهاد مُجاهدة أمة . ونُحن الله كلَّمة. ذلوا إال دارهم

. حيث القرآني--ة السور عظائم من تعتبر آية عشرة الثَّمانية , ذات الُجليلة السورة وهذه وهي والَّمع--امالت , واألعَّم--ال واآلداب األخالق في العليا اإلنسانية الَّمثل أروع للَّمسلم تضع

. العظيم الق--رآن ه--ذا كن--وز من فيه--ا . لَّم--ا النظ--ر وإمع--ان ب--الفهم , حرية بالدراسة جديرة في مُحن--ة أخط-ر تُجت--از اإلس--المية . واألم--ة الي--وم ت--برز الس--ورة هذه آداب إلى أمتنا وحاجة الق--ذرة عَّميلته--ا عليه--ا . وأطلقت والض--الل الكف--ر دول عليها تكالبت . فقد الطويلة حياتها

لعنته--ا ال--تي الخاس--ئة اليهودي--ة األم--ة , تل--ك إسرائيل والفساد والظلم والخيانة الغدر دولة عنهَّم--ا. إذ الله رضي عباس إبن قال كَّما سَّماوية كتب أربع في لعنها , وجاء والسَّماء األرض

أم--ة ألنه--ا اللعن أه--ل .وهي والق--رآن والزب--ور واإلنُجي--ل التوراة في إسرائيل بني الله لعن . ال--دين ي--وم إلى اللعن--ة هذه مثل وأيدها واالها من وعلى . فعليها فسادا األرض في تسعى

, وبطش قوته--ا من أك--بر هي الل--ه قوة , إن شايعها ومن هي الكافرة الدولة هذه علَّمت وما , والهزيَّم-ة دينن-ا و ألمتن-ا , فالنص-ر األم-د طال مهَّما الله بإذن , وأننا بطشها من أقوى الله

الكف--ر. فأم--ة دول من ناص--رها و أي--دها ومن الَّمُجرم--ة , إلس--رائيل الَّمُحقق والدمار األكيدة . وإن الل--ه م--ع هي دامت , وم--ا معه--ا الل--ه دام , ما تقهر لن اإلسالم , وأمة تغلب لن القرآن

النص--ر عه--د الل--ه برعاي--ة وب--دأ إنتهى ق--د الكب--وة ه--ذه عه--د . فإن يوما كبابها قد الدهر كان معن--ا والل--ه ربن--ا من لنا . فالنصر الَّمسلَّمون أيها جديد من القرآن , فإلى والنهوض والوحدة

فه--و الُجه--اد , والُجهاد يعلَّمون ال الناس أكثر ولكن أمره على غالب , والله أعَّمالنا يترنا ولن , الس--بيل يه--دي وه--و الُحق يقول , والله والكرامة والعزة الَّمُجد طريق , وهو اإلسالم سنام

2

Page 3: نظرات في سورة الحجرات

وص--ُحبه آل--ه وعلى , مُحَّم--د الَّمُحُجلين الغر وقائد الَّمُجاهدين إمام على وسالمه الله وصلوات. أجَّمعين

الَّمكرمة مكة الصواف مُحَّمود مُحَّمد

الُحُجرات سورة في نظرات الَّمدنية السور من . وهي ومعناها بلفظها الَّمعُجزة القرآنية السور من الُحُجرات سورة

الَّمدين--ة في وه--و وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الكريم النبي على األمين الوحي بها تنزل , التي الراشدة والخالفة اإلسالمية الدعوة , ومنطلق الله رسول , ومهاجر األنصار مستقر الَّمنورة , العالي--ة ب--اآلداب , مليئة الُحُجرات . وسورة والَّمؤمنين اإليَّمان . ومأزر الَّمهاجرين , وموئل , والُحص--افة والكَّم--ال العلي--اء إلى اإلنس--انية تق--ود ال--تي الن--يرة , والَّمثل السامية واألخالق

. والُجَّمال والسَّماحة

السورة أغراض أهم الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول م--ع , واألدب وجل عز الله مع لألدب بيان الُحُجرات سورة وفي

إش--تَّملت . وق--د اآلخ--ر البعض م--ع بعض--هم الَّمسلَّمين لتعامل عامة آداب . وفيها وسلم عليه. واإلنسانية اإلسالمية الَّمثل أروع على السورة هذه

أن ألح--د يب--اح ال , ح--تى بيت--ه داخ--ل للَّمسلم الشخصية الُحرية قررت السورة هذه وفي. بإذنه إال أحد يدخله , ال له حصن الرجل بيت أن . إذ عنه ينقب

التف--اخر عن النهي . وفيها وحضوره غيبته في عرضه للَّمسلم حفظ السورة هذه وفي. األولى الُجاهلية فعل عن , والنهي باألنساب

. الفاسقين أخبار تصديق في اإلسراع وعدم األخبار في التثبت طلب وفيها الدنيا في الُحقيقي الَّمُجد طريق إلى للَّمؤمنين وجل عز الله من والتوجيه التنبيه وفيها

لها بَّما تنويها اإليَّمان من جزءا األعَّمال جعلت . حتى العَّمل على فيها الله حث . كَّما واآلخرةواآلخرة. الدنيا في وتعالى تبارك الله عند الشأن من

, ي--دفع وألهل--ه ل--ه , نص--يرا الُح--ق على معوانا يكون أن للَّمسلم ندب السورة هذه وفي. كامال إنصافا ينصفوا , حتى الَّمظلومين صف في , ويقف الظالَّمين الل-ه كلَّم-ة وإعالء الُحق نصرة سبيل في والَّمال بالنفس الُجهاد إلى دعوة السورة وفي

. وجل عز الس--ور عظ-ام , من اآلي--ات من آي--ة عش--رة الثَّماني ذات الُحُجرات سورة : إن والخالصة

, اآلداب , في األخالق , في العلي--ا اإلنس--انية الَّمث--ل أروع للَّمس--لم تض--ع , ال--تي القرآني--ة كن--وز من فيها ما إلى والنظر بالفهم , حرية بالدراسة جديرة . وهي , والَّمعامالت واألعَّمال

وال يدي--ه بين من الباطل يأتيه ال . والذي للعالَّمين رحَّمة الله أنزله , الذي العظيم القرآن هذا. حَّميد حكيم من تنزيل خلفه من

النزول أسباب

. ب--ل واح--د معنى عند تلتقي , وكلها السورة هذه لنزول متعددة أسبابا الَّمفسرون ذكر. األسباب تلك أجل من نزلت السورة هذه في آليات خاصة أسبابا ذكروا

":عن ال--نزول "اس--باب كتاب--ه في468 س--نة الَّمتوفى النيسابوري الواحدي االمام قال الل--ه رس--ول على تَّميم ب--ني من ركب ق--دم أن--ه أخ--بره الزب--ير ابن الله عبد أن مليكه أبي ابن

بن األق--رع أمر : بل عَّمر . وقال معبد بن القعقاع : أمر بكر أبو . فقال وسلم عليه الله صلى ح--تى فتُحارب--ا ، خالف--ك أردت : م--ا عَّم--ر . وق--ال خالفي اال أردت : م--ا بك--ر أبو فقال حابس،

. السورة هذه أوائل . فنزلت أصواتهَّما ارتفعت رفع--ا عَّم--ر و بك--ر : أب--و يهلك--ا أن الخ--يران : ك--اد مليك--ه أبي ابن قال أخرى رواية وفي أح--دهَّما فأش--ار ، تَّميم ب--ني ركب عليه قدم حين ، وسلم عليه الله صلى النبي عند أصواتهَّما

وق--ال ، خالفي اال أردت : م--ا لعَّم--ر بكر أبو فقال ، آخر برجل ، اآلخر وأشار حابس بن بألقرع ترفع--وا : "ال تع--الى الل--ه . ف--أنزل ذل--ك في أص--واتهَّما . وارتفعت خالف--ك أردت : م--ا عَّم--ر

عن--د كالم--ه يس--َّمع ذل--ك بع--د عَّمر كان : فَّما الزبير ابن ." وقال… النبي صوت فوق أصواتكم ، ط--ارق عن مخ--ارق . وعن يس--تفهَّمه ح--تى اآليه هذه بعد وسلم عليه الله صلى الله رسول

3

Page 4: نظرات في سورة الحجرات

أص--واتهم يغضون الذين : " ان وسلم عليه الله صلى النبي على نزلت : لَّما قال بكر أبي عن. السرار كأخي اال الله رسول أكلم ال أن نفسي على ". آليت الله رسول عند

الَّمفاخره قصة صلى النبي الى تَّميم بنو : جاء قال الله عبد بن جابر عن الله رحَّمه نفسه الوقدي وذكر

، ش--ين ذمن--ا وان ، زين م--دحنا ف--ان ، الينا اخرج مُحَّمد : يا الباب على فنادوا وسلم عليه الله مدح--ه ال--ذي الله ذلكم : انَّما يقول وهو عليهم فخرج ، وسلم عليه الله صلى النبي فسَّمعهم

نش--اعرك خطيبن--ا و بش--اعرنا جئن--ا تَّميم ب--ني من ن--اس : نُحن فق--الوا ، ش--ين وذم--ه ، زين ، أم--رت بالفخ--ار وال ، بعثت بالش--عر : م--ا وسلم عليه الله صلى الله رسول فقال ، ونفاخرك

، قوم--ك وفض--ل فض--لك ف--اذكر : قم شبانهم من لشاب بدر بن الزبرقان فقال ، هاتوا ولكن من فنُحن ، نش--اء م--ا فيه--ا نفعل أمواال وآتانا ، خلقه خير جعلنا الذي لله : الُحَّمد فقال فقام

ه--و بق--وا فلي--أت قولن--ا علين--ا انك--ر فَّمن ، وس--الحا وماال ، عدة أكثرهم ومن األرض أهل خير لث--ابت وسلم عليه الله صلى الله رسول فقال ، فعالنا من خير هي وفعال ، قولنا من أحسن

، لل--ه : الُحَّم--د فق--ال فق--ام فأجب : قم الله رسول بخطيب يلقب وكان شَّماس بن قيس بن ، ل--ه ش--ريك ال وح--ده الل--ه اال ال--ه ال أن وأش--هد ، علي--ه أتوك--ل و ، به أومن و وأستعينه أحَّمده الن-اس أحس-ن ، عَّم-ه ب-ني من واألنص-ار الَّمه-اجرين ،دع-ا ورس-وله عب-ده مُحَّمدا ان وأشهد وع--زا ، رس--وله ووزراء ، أنصاره جعلنا الذي لله : فالُحَّمد . فأجابوا أحالما وأعظَّمهم ، وجوها

، ومال--ه نفسه منا منع قالها فَّمن ، الله اال اله ال أن يشهدوا حتى الناس نقاتل فنُحن ، لدينه الل-ه وأس-تغفر ه-ذا ق-ولي ،أق-ول هين-ا علين-ا تع-الى الله من رغَّمه وكان ، قتلناه أباها ومن

. الَّمؤمنات و للَّمؤمنين فض--لك فيه--ا ت--ذكر أبيات--ا فق--ل فالن ي--ا قم ش--بانهم من لشاب بدر بن الزبرقان فقال

: فقال الشاب فقام قومك وفضل

حي فال الك----------رام نُحنيفاخرنا

يقس-م وفين-ا ال-رؤؤس فيناالربع

القُح--ط عند الناس ونطعم كلهم

القزع يؤنس لم اذا السرف من

نرتفع الفخر عند كذلك انا أحد لنا يأبى فال أبينا اذا

الي--ه . ف-انطلق ث--ابت بن حس--ان الى وس--لم علي--ه الل--ه صلى الله رسول : فأرسل قال خطيبهم و بشاعرهم تَّميم بنو : جاءت قال ؟ عنده كنت وقد مني يريد : وما . فقال الرسول

فأرس--ل ، ش--اعرهم وتكلم فأج--ابهم قيس بن ث--ابت وسلم عليه الله صلى الله رسول فأمر ،: حسان فقال يُجيبه أن وسلم عليه الله صلى الله رسول فأمره حسان فُجاء ، تُجيبه اليك

والدين الله رسول نصرناعفرة

و معد من سار رغم علىحاضر

في الَّموت نخوض ألسناالوغى حومة

بين الَّموت ورد طاب اذاالعساكر

الدراعين هام ونضربوننتَّمي

جرم من حسب الىقاهر غسان

هل بالُحقين الناس علىتكرما قلنا الله حياء فلوالمفاخر من

وطىء من خير من فأحياؤناالُحصى

أهل خير من وأموالناالَّمقابر

: فقال حابس بن األقرع : فقام قال

4

Page 5: نظرات في سورة الحجرات

، : ه--ات فق--ال ، فاس--َّمعه ش--عرا قلت وق--د ، ه--ؤالء ل--ه جاء ما ألمر جئت لقد والله اني: فقال

الناس يعرف كيَّما أتيناكفضلنا

ذكر عند فاخرونا اذاالَّمكارم

كل من الناس رؤؤس وانامعشر

أرض في ليس وأنكوارم الُحُجاز

بأرض أو بنُجد تكونغارة كل في الَّمرباع لنا وأنالتهائم

: وسلم عليه الله صلى الله رسول فقال: فقال ، فأجب حسان يا قم

ان تفخروا ال دارم بنيفخركم

ذكر عند وباال يعودالَّمكارم

تفخروا علينا هبلتموأنتم

خادم و ظئر بين من لنا

من نلتم ما وأفضلوالعلى الَّمُجد

ذكر بعد من ودافتنااألكارم

في تقسَّموا أن وأموالكمدمائكم لُحقن كنتم فانالَّمقاسم

ندا لله تُجعلوا فالواسلَّموا

النبي عند تفخروا والبدارم

مالت البيت ورب واالأكفنا

بالَّمرهفات هامكم علىالصوارم

قال: تكلم ، األمر هذا ما ادري ما والله انه ، الَّمولى مُحَّمدا : ان فقال حابس بن األقرع فقام

دن--ا ثم ش--اعرنا، من أشعر شاعرهم فكان شاعرنا وتكلم ، قوال أحسن خطيبهم فكان خطيبنا فق--ال ، الل--ه رس--ول وأن--ك ، الل--ه اال ال--ه ال أن : أشهد فقال وسلم عليه الله صلى النبي من

الل--ه ص--لى الل--ه رسول أعطاهم ثم ، هذا قبل كان ما نصرك : ما وسلم عليه الله صلى النبي : الىي--ه هذه الله فأنزل ، الله رسول عند اللغط وكثر األصوات وارتفعت وكساهم وسلم عليه

صلى النبي لهم أجزل وقد–" عظيم -وأجر قوله الى ، النبي صوت فوق أصواتكم ترفعوا "ال. فأسلَّموا وأكرمهم العطاء وسلم عليه الله

قيس بن لثابت وحديث قصة : ه--ذا . وث--ابت بالقرآن يتأثر كان وكيف ، الُجليل الصُحابي بهذا وذكرى عبرة فيها قصة

، ب--ذلك معروف--ا بليغ--ا خطيب--ا وك--ان ، مُحَّمد أبا يكنى الخزرجي شَّماس بن قيس بن ثابت هو الل--ه رسول شاعر لُحسان يقال ؛كَّما وسلم عليه الله صلى الله رسول خطيب له يقال وكان. وسلم عليه الله صلى

: الخراس--اني عطاء : وقال قال تفسيره في الله رحَّمه القرطبي االمام ذكرها والقصة ف--وق أص--واتكم ترفع--وا ال آمن--وا الذين أيها : "يا نزلت : لَّما قالت قيس بن ثابت ابنة حدثتني

وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى النبي ففقده ؛ بابه عليه وأغلق بيته أبوها : دخل " اآلية النبي صوت عَّملي حب--ط يك--ون أن أخ--اف ؛ الص--وت ش--ديد رج--ل : أن--ا فقال ، خبره ما يسأله اليه فأرسل : " الل--ه أن--زل " ثم " . ق--ال بخير وتَّموت بخير تعيش . بل منهم : "لست السالم عليه .فقال

الل--ه صلى النبي فأرسل ففقده ؛ يبكي وطفق بابه فخور" فأغلق مختال كل يُحب ال الله ان منهم : لس--ت . فق--ال ق--ومي أس--ود أن وأحب الُجَّمال أحب اني ، الله رسول : يا وسلم عليه

خالد مع خرج ، اليَّمامة يوم كان : فلَّما " . قالت الُجنة وتدخل شهيدا وتقتل حَّميدا تعيش بل هك--ذا : ما حذيفه أبي مولى وسالم ثابت فقال ، انكشفوا التقوا فلَّما مسيلَّمة الى الوليد بن فثبت--ا حف--رة ل--ه منهَّم--ا واح--د ك--ل حف--ر ثم ، وس--لم عليه الله صلى الله رسول مع نقاتل كنا

5

Page 6: نظرات في سورة الحجرات

؛ فأخ--ذها الَّمس--لَّمين من رج--ل ب--ه فَّم--ر ؛ نفيسة له درع يومئذ ثابت وعلى ؛ قتال حتى وقاتال أن " فاي--اك بوص--يه " أوص--يك ل--ه فق--ال منام--ه في ث--ابت أناه نائم الَّمسلَّمين من رجل فبينا ومنزله درعي فأخذ الَّمسلَّمين من رجل بي مر ، أمس قتلت لَّما اني ؛ فتضيعه حلم هذا تقول

البرم--ة وف--وق ، برم--ة ال--درع على كفأ وقد ، طوله في يسنن خبائه وعند ، الناس أقصى في خليف--ة على الَّمدين--ة ق--دمت واذا ، فياخ--ذها درعي الى يبعث أن فَّم--ره ، خال--دا ف--ات ؛ رح--ل

، وك--ذا الدينك--ذا من علي : ان ل--ه _ فق--ل بك--ر أب--ا _ يع--ني وس--لم عليه الله صلى الله رسول . به--ا ف--أتى ال--درع الى فيعث ؛ ف--أخبره خال--دا الرج--ل فأتى ؛ وفالن عتيق رفيقي من وفالن بن ثابت غير موته بعد وصيته أجيزت أحدا نعلم : وال . قال وصيته فأجاز برؤياه بكر أبا وحدث". االستيعاب في عَّمر . أبو الله رحَّمه قيس

قيس بن ث--ابت افتقد وسلم عليه الله صلى النبي أن مالك بن أنس عن الصُحيُحين وفي ؛ رأس--ه منكس--ا بيت--ه في جالس--ا فوجده ؛فأتاه علَّمه لك أعلم أنا ؛ الله رسول : يا رجل فقال علي--ه الل--ه ص--لى الن--بي ص--وت ف--وق صوته يرفع كان ! من : شر فقال ؟ شأنك : ما له فقال ف--أخبره وس--لم عليه الله صلى النبي الرجل . فأتى النار أهل من وهو عَّمله حبط فقد وسلم

: أذهب فق--ال ؛ عظيَّم--ه ببش--ارة اآلخرة الَّمرة اليه : فرجع موسى . فقال وكذا كذا قال أنه". الُجنة أهل من . ولكنك النار أهل من لست : وانك له فقل اليه

ومن الك--رام الل--ه رس--ول ص--ُحابة وس--ائر الُجن--ة أأسكنه و البطل الشهيد ثابتا الله رحم. الدين يوم الى باحسان تبعهم

والبيان والتفسير الشرح

: الُحُجرات سورة أول في وتعالى تبارك الله قال". عليم سَّميع الله ان الله واتقوا ، ورسوله الله يدي بين تقدموا ال آمنوا الذين أيها "يا العظيم واالس--الم الُح--ديث في . وش--دة وغاظ--ة جفاء العرب عند كان أنه الَّمعروف من

الكَّم--االت . على األمم من ب--ه آمن ومن . وي--ربيهم األخالق مك--ارم فيهم ليبعث ج--اء انَّم--ا لهم رس--َّمت ال--تي القرآني--ه اآلي--ات تل--ك من اآلية . وهذه السامية العليا والفضائل االنسانيه

أن يُجب فيَّم--ا الَّمؤمنين عباده به الله أدب ، الرفيع لألدب بيان . وفيها والرشاد الهدي طريق ، واالح--ترام ، والتبُجي--ل ، التوف--ير من وسلم عليه الله صلى مُحَّمدا األمين رسوله به يعاملوا

. فهي" ورس-وله الل-ه يدي بين تقدموا ال آمنوا الذين أيها "يا: لهم وقال . فناداهم واالكرام وأك-رم ، انس-ان وأنب-ل ، مخ--اطب أش-رف م-ع ، الخط-اب أدب ورعاي-ة ، األخالق بَّمك-ارم أمر

األخيار. الَّمصطفين وسيد ، العالَّمين وخير ، رسول . يدي--ه بين األشياء في تسرعوا : ال : أي ورسوله الله يدي بين تقدموا : ال تعالى وقوله

. الُحاالت كل وفي األمور جَّميع في له تبعا كونوا . بل : قبله أي خالف تقول-وا . ال" ورس-وله الل-ه ي-دي بين تقدموا " ال: عنه الله رضي عباس ابن قال

. دينكم شرائع من ورسوله الله دون أمرا تقضو الضُحاك: ال . وقال والسنة الكتاب ش--أن ه--و كَّم--ا ، لكم يرس--َّمه م--ا افعل--وا . بل والُحكم بالقول تسبقوا : ال الراغب وقال

. " يعَّملون بأمره وهم بالقول يسبقونه " ال: الَّمالئكة من الَّمكرمين عباده التقي--د دون األم--ور من أمر على االقدام عن : النهي الوجوه هذه على الَّمعنى وخالصة

" وم--ا: وج--ل ع--ز الل--ه ق-ول مع-نى وه--و وسلم عليه الله صلى الله رسول وسنة الله بكتاب . " العقاب شديد الله ان ، الله واتقوا فانتهوا عنه نهاكم وما ، فخذوه الرسول أتاكم

وفعل-ه وس-لم علي-ه الله صلى رسوله . وقول الله يدي بين فعال وال قوال تقدموا : ال أي الرس--ول على فعل--ه أو قول--ه ق--دم . ومن وال--دنيا ال--دين أمر من عنه تأخذوه أن سبيله فيَّما ع--ز الل--ع أم--ر عن ي--أمر انَّم--ا الرس--ول ألن ، تعالى الله على قدمه فقد وسلم عليه الله صلى". يوحى وحي اال هو ان الهوى عن ينطق " وما. وجل

ل--ه ق--ال حيث عن--ه اللع رضي جبل بن معاذ حديث الشرعي األدب هذا عَّموم في ويدخل : تع--الى الل--ه : بكت--اب " ق--ال ؟ تُحكم : "بم اليَّمن الى بعث--ه حين وسلم عليه الله صلى النبي ، وس--لم عليه الله صلى الله رسول : بسنة " قال ؟ تُجد لم : "فان وسلم عليه الله صلى قال : " الُحَّم--د وق--ال ص--دره في . فضرب رأيي : اجتهد عنه الله رضي ؟" قال تُجد لم : فان قال" . الله رسول يرضي لَّما الله رسول رسول وفق الذي لله

6

Page 7: نظرات في سورة الحجرات

. ول-و والس-نة الكت-اب بع-د م-ا الى واجته-اده ونظره رأيه عنه الله رضي معاذ أخر ولقد تب--ارك الل--ه نهى وق--د ، ورس--وله الله يدي بين التقديم باب من لكان عنهَّما البُحث قبل قدمه

أم--ر لك--ل شامل عام األمر . وهذا الُحُجرات سورة أول من الكريَّمة اآلية هذه في عنه وتعالى رس--وله س--نة أو الل--ه لكتاب موافقا يكن لم ما عَّمل أي يقدم أن للَّمسلم يُجوز فال حكم ولكل أن يُجب م--ا . وه--ذا ورس--وله الل--ه ي--دي بين التقديم باب من كان . واال وسلم عليه الله صلى

. العَّمل واحباط والخسارة الهالك ورسواه الله يدي بين التقديم . ففي الَّمسلم يتُحاشاه: الله واتقوا

هذه تبتنى وال ، الشديد األليم وعذابه ، وغضبه ، الله سخط وبين بينكم وقاية اجعلوه أي تع--الى أوام--ره باتب--اع اال به--ا الله أمر التي الَّمنُجية التقوى هذه تتُحقق وال ، الواقية األسوار تق--وى . ومن تع--ديها من وحذرهم للناس بينتها التي الُحدود عند . والوقوف نواهيه واجتتاب

االسالم به يأت لم خلقا أو عَّمال أو فعال ،أو قوال ، ورسوله الله يدي بين الَّمسلم يقدم اال الله الزل--ل فيه--ا ي--أمن بينة واضُحة طريق في اال خطوة يتُحرك . ال الله أوقفه عندما وقاف ،فهو

. والتابعين والصُحابة رسوله وطريق ، الَّمؤمنين وسبيل الله طريق ألنها ، والعثار: عليم سَّميع الله ان

، الس--َّماء في وال األرض في خافية عليه تخفى ،ال تعلَّمون ما ويعلم ، تنطقون ما يسَّمع. فشر شرا وان ، فخير خيرا ان عليها . وسيُجاري كلها الَّمسَّموعات يعلم وجل عز فهو

في علي--ه حث أو الك--افرين عن نف--اه أو ، للَّمؤم--نين الس--َّمع في--ه الله أثبت موضع وكل : " ال--ذين تع--الى ق--ال ب--ه واالعتب--ار في--ه والتفك--ير الَّمع--نى تصور به فالقصد ، الكريم كتابه

" . أحسنه فيتبعون القول يستَّمعون" . يسَّمعون لقوم آلية ذلك في : " ان تعالى وقال ، االنس--ان ض--َّمير في م--ا ويعلم ، منه--ا الَّم--راد ويعلم ، الَّمس--َّموعات يعلم سبُحانه والله

وه--و بالَّمعص--ية ت--ذهب . ف--أين الوري--د حبل من اليك أقرب وهو نفسك به توسوس ما ويعلم؟ ونُجواك سرك يسَّمع وهو ؟ السوء بقالة تذهب وأين ؟ كنت أينَّما معك

. وال سادس-هم ه-و اال خَّمسة . وال رابعهم هو اال ثالثة نُجوى من يكون : " ما تعالى قال الله شاء ان القيامة يوم عَّملوا بَّما ينبئهم . ثم كانوا أينَّما معهم هو اال أكثر وال ذلك من أدنى. " عليم شيئ بكل

" . سَّماوات سبع فوق من وجل عز اللع يسَّمعها امراة _ " شكوى وق--د ، س--َّماوات س--بع ف--وق من تعالى الله سَّمعها التي القصة هذه أسوق القراء والى

. وس--لم علي--ه الله صلى الله رسول بيت في وهي عنها هالل رضي عائشة الَّمؤمنين أم روتها عنه--ل الله رضي عائشة . قالت منه اآلخر البعض تسَّمع وال الكالم بعض وتسَّمع تتبين وكانت

بعض--ه علي ويخفى ثعلب--ة بنت خول--ة كالم ألس--َّمع اني ، شيء كل سَّمعه أوعى الذي : تبارك : أك--ل الله رسول : يا تقول وهي وسلم عليه الله صلى الله رسول الى زوجها تشتكي وهي لي وان ، مني ظاهر ولدي وانقطع سني كبرت أذا حتى بطني له ونثرت شبلبي وأفنى مالي. جاعوا الي ضَّمَّمتهم وان ، ضاعوا اليه ضَّمَّمتهم ان صغارا صبية

. شيء أمرك في عندي :ما وسلم عليه الله صلى الله رسول لها فقال أبي ه--و وانَّم--ا طالق--ا ذك--ر م--ا الل--ه رس--ول : يا . فقالت عليه حرمت لها قال أنه وروى

. وكلَّما ووجدي فاقتي الله الى أشكو . فقالت عليه : حرمت فقال الي الناس وأحب ، ولدي الى أمره--ا وش--كت منكس--ر بقلب هتفت عليه حرمت وسلم عليه الله صلى الرسول لها قال. العليم السَّميع الله

: " وتع--الى تب--ارك الله بقول جبريل نزل حتى برحت : فَّما عنها الله رضي عائشة قالت الل--ه ان تُحاوركَّما يسَّمع والله ، الله الى وتشتكي زوجها في تُجادلك التي قول الله سَّمع قد

. " بصير سَّميع كانت عنها الله رضي وعائشة سَّماوات سبع فوق من الَّمرأة هذه شكوى الله سَّمع فقد

علي--ه الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول ب--بيت اآلخ--ر. وهي البعض تسَّمع تكاد وال الكلَّمات بعض تسَّمع ف--أنزل وحنانه وعطفه بلطفه الله عليه تُجلى الذي العظيم الَّمشهد هذا حضرت . وقدوسلم الص--امت بن أوس وزوجه--ا ثعلبة بنت خولة وهي الَّمرأة هذه بشأن الدين يوم إلى يتلى قرآنا لم عنه ذهب وإذا إمرأته من يظاهر لَّمَّمه إشتد إذا وكان لَّمم به , وكان الصامت بن عبادة أخوشيئا. يقل

7

Page 8: نظرات في سورة الحجرات

الرجال شأن من وحدت الفتوى أنزلت الُحادثة هذه , ولكن الُجاهلية طالق كان والظهار م--ا نس--ائهم من منكم يظ--اهرون تعالى: " ال--ذين فقال للنساء كعقاب الظهار إستعَّمال في الل--ه وإن وزورا القول من منكرا ليقولون وإنهم ولدنهم االئي إال أمهاتهم , إن أمهاتهم هن

غفور".اآلية. لعفو بنت خول--ة بالغ--ات,وك--انت ففيه--ا أتَّمها أن فأحب القصة هذه إلى تطرقت قد دمت وما

عن-ده الَّمُجادل-ة. كنت س-ورة ص-در الل-ه أن-زل الصامت بن أوس وفي والله تقول: في ثعلبة علي فق--ال: أنت فغض--ب بش--يء فراجعت--ه يوما علي خلقه. فدخل ساء قد كبيرا شيخا وكان

عن يري--دني هو علي. فإذا دخل ثم ساعة قومه نادي في فُجلس خرج : ثم أمي. قالت كظهر ح--تى قلت م--ا قلت وق--د إلي تخلص بي--ده, ال خويل--ة نفس وال--ذي : كال وقلت نفسي.ف--أبيت

بُحكَّمه. فينا ورسوله الله يُحكم إلى جئت ح--تى خ--رجت ثياب-ا. ثم منه-ا فإس-تعرت جاراتي بعض إلى : فخرجت قالت ثم أش--كو وجعلت من--ه لقيت م--ا له يديه. فذكرت بين فُجلست وسلم عليه الله صلى الله رسول

خويلة يقول: يا وسلم عليه الله صلى الله رسول : فُجعل خلقه, قالت سوء من ألقى ما إليهقرآن. في نزل حتى برحت ما فيه. قالت: فوالله الله فإتقي كبير شيخ عَّمك ابن

لي: ي--ا فق--ال عن--ه س--ري ثم يتغش--اه كان ما وسلم عليه الله صلى الله رسول فتغشى تُجادل--ك ال--تي ق--ول الل--ه سَّمع علي:"قد قرأ قرآنا, ثم صاحبك وفي فيك الله أنزل قد خويلة

بص---ير.إلى س---َّميع الل---ه إن تُحاوركَّم---ا يس---َّمع والل---ه الل---ه إلى وتش---تكي زوجه---ا فيأليم. عذاب قوله:"وللكافرين

رقب--ة".فقلت: ي--ا فليعت--ق :"مري--ه وس--لم علي--ه الله صلى الله رسول لي : فقال قالت إن--ه متت--ابعين", ق--الت: فقلت: والل--ه ش--هرين , قال:" فليص--م يعتق ما عنده ما الله رسول : : فقلت تَّم-ر. ق-الت من وس-قا مس-كينا س-تين ص-يام. ق-ال: فليطعم من له ما كبير لشيخ سنعينه فإنا وسلم عليه الله صلى الله رسول . قالت: فقال عنده داك ما الله رسول يا والله أص-بت . ق-ال:" ق-د آخ--ر بف--رق س--أعينه وأن--ا الل--ه رسول : يا : فقلت . قالت تَّمر من بفرق

ففعلت. .قالت خيرا عَّمك بإبن إستوصي , ثم عنه به فتصدقي فإذهبي وأحسنت اآلن إلى الَّمُجادلة سورة في اآلية هذه نزلت منذ إمرأة , وكل ثعلبة بنت خولة قصة هذه

زوجه--ا عليه--ا إعت--دى و سبب بغير الَّمرأة طلقت ثعلبة. فإذا بنت خولة فهي الدين يوم وإلى ش--كواها يس--َّمع وتع--الى تب--ارك فالل--ه الل--ه إلى أمره--ا ش--كت , ثم وع--دوانا ظلَّم--ا ففارقه--احُجاب". الله وبين بينها ليس فإنه الَّمظلوم دعوة : " وإتقوا ودعائها لندائها ويستُجيب

خولة مع عَّمر لقاء التي الَّمرأة ثعلبة. هذه بنت لخولة عنه الله رضي الخطاب بن عَّمر لقاء عن الرواة وذكر

به--ذه الَّم--رأة شأن من وجل عز ورفع ، سَّماوات سبع فوق من لشكواها . فسَّمع الله أكرمهاالَّمظلومة. الَّمرأة لهذه الربانية االستُجابة

. . فاس--توقفته الن--اس م--ع يسير وهو ثعلبة بنت خولة لها يقال عَّمر امرأة :لقيت قالوا ، حاجته--ا قض--ت ح--تى ، منكبيها على يديه ووضع رأسه اليها وأصفى ، منها ودنا ، لها فوقف

قال ، العُجوز هذه على قريش رجاالت حبست الَّمؤمنين أمير : يا الرجل له فقال ، وانصرفت س--بع ف-وق من ش--كواها الل--ه س--َّمع ام--رأة : ه--ذه . ق-ال : ال ق-ال ؟ ه--ذه من وتدري : ويُحك ح--تى عنه--ا انص--رفت م--ا اللي--ل الى تنص--رفعني لم ل--و والل--ه ثعلبة بنت خولة . هذه سَّموات" . حاجتها تقضي حتى اليها أرجع ثم فأصليها صالة تُحضر أن الى حاجتها تقضي

ففي ، الَّم--رأة بش--أن واهتَّمام--ه االسالم تقدير عن جسام وذكريات عبر فيها قصة هذه الى وتش--تكي زوجها في تُجادلك التي قول الله سَّمع " قد اآليات هذه فيه نزلت الذي الوقت

ذل--ك الى كله العالم الَّمرأةفي كانت ، الزمن هذا أحقاب من قرنا عشر أربعة قبل أي " ز الله يعت--بر وال ، تَّملك وال تَّملك فال انسانيته في الرجل تشارك . وال مخلوقا انسانا تعتبر ال الُحين

. فيه تعيش الذي مُجتَّمعها في مقام لها ، علي--ا مكان--ا فرفعها للعالَّمين رحَّمة هو بها. كَّما رحَّمة جاء الذي العظيم االسالم ولكن

س-لَّمها حيث الط-بيعي مكانه-ا في ووض-عها ، والرئاس-ة القي-ادة وأعطى ، بالرجل وساواها ، به--ا أوص--ى " ثم درج--ة عليهن وللرج--ل بالَّمعروف عليهن الذي مثل : " ولهن وقال للرجل سَّمع . حتى االسالم قبل تشهده ولم تعرفه لم سَّموا بها وسَّما ، بها االئق الَّمكان لها ووضع

اآلخ--رة وفي األولى في الُحَّمد وله والَّمنة الفضل فلله ، سَّماوات سبع فوق من شكواها الله. ترجعون واليه الُحكم وله

8

Page 9: نظرات في سورة الحجرات

األولى اآلية الى عود أص-ول من عظيَّم--ا اص-ال تق--رر . فانه--ا الُحُج--رات سورة من األولى اآلية الى قليال نعود

تش--اد وعلي--ه ، االس--الم دع--ام’ ه--و الذي العظيم األصل هذا الى نشير ان بنا وجدير ، االسالم أحكم وه--و لُحكَّم--ه معقب ال ، وح--ده لل--ه الُحكم : أن ه--و األص--ل . ه--ذا حصونه وتبنى معاقله

أو ، حكَّم--ا أو ، أم--را ورس--وله الل--ه ي--دي بين يقدم أن كان من كائنا ألحد يُجوز . وال الُحاكَّمين. وسلم عليه الله صلى األمين رسوله وال وتعالى تبارك الله عنه يرضى ال دستورا أو ، نظاما

: الثانية اآلية ع�وا ال آمن�وا ال�ذين� أي�ها يا وت� ف�وق� أصوات�كم ت�رف� روا وال الن�بي� ص� ول� ل�ه� ت�ُجه� هر� ب�الق� ك�ُج�

ك�م� ع�رون� ال وأن�ت�م أع�َّمال�ك�م� ت�ُحب�ط� أن� ل�ب�عض� ب�ع�ض� ت�ش� لبي--ان ، بع--دها وآيات الثانية اآلية وهذه ، وجل عز الله مع األدب لبيان األولى اآلية كانت

الله رسول مع الُحديث عند أصواتهم يُجعلوا أال الَّمؤمنين الله أمر فقد الله رسول مع األدب� بعض--هم كخطاب إياه خطابهم يكون وأال صوته فوق مرتفعة وسلم عليه الله صلى من بعض--ا

. الكالم وارتفاع الصوت وعلو الُجهر وكأن--ه وس--لم علي--ه الله صلى مكالَّمته حال . يخص أصواتكم ترفعوا : ال األول أن وقيل

ل-ه تُجه-روا : وال . والث-اني وتُح-دث وتكلم نط-ق إذا ص-وته ف-وق أص-واتكم ترفع-وا : ال قي-ل س-كت إذا دعائ-ه عن-د ل-ه تُجه-روا : وال ق-ال وكأنه وسلم عليه الله صلىصَّمته . حال بالقول

. وتكلَّمتم وأن ، وس--لم علي--ه الل--ه ص-لى ص-وته من أخفض ص-وتهم يك-ون . أن كله هذا من ويلزم

� الَّمخاطبة في واللطف ، القول في اللين ومخاطبته دعائه في يراعوا النب-وة مق-ام م-ع أدب-ا. وتعظيم ووقار وسكينة بأدب يخاطب أن فيُجب قدرها وعظيم وجاللها

يك--ره ك--ان كَّم--ا وس--لم علي--ه الله صلى الشريف قبره عند الصوت رفع العلَّماء كره وقد� مُحترم عليه وسالمه الله صلوات ألنه يديه وبين حياته في � قبره وفي حيا � دائَّما . وأبدا

� وسلم عليه الله صلى النبي : حرمة العربي بن بكر أبو القاضي قال � كُحرمت--ه ميتا ، حي--ا وجب ، كالمه قرئ فإذا ، لفظه من الَّمسَّموع كالمه مثال� الرفعة في موته بعد الَّمأثور وكالمه

عن--د مُجلس--ه في ذل--ك يل--زم ك--ان كَّم--ا ، عن--ه ي�عرض وال ، عليه صوته يرفع أال حاضر كل على تع--الى بقوله األزمنة مرور على الَّمذكورة الُحرمة دوام على سبُحانه الله نب�ه . وقد به تلفظه

" . وأنصتوا له فاستَّمعوا القرآن قرئ : " وإذا مع--اني " إال ، للق--رآن ما مثل الُحكَّمة من وله ، الوحي من وسلم عليه الله صلى وكالمه

العلَّماء بعض وكره ، تفسيره في القرطبي ذكره ما " انتهى الفقه كتب في بيانها ، مستثناة� العلَّماء مُجالس في الصوت رفع . األنبياء ورثة لنهم لهم تشريفا

: تفسيره في القرطبي اإلمام وقال ذل--ك . ألن واالس--تهانة االس--تخفاف به يقصد ما الُجهر وال ، الصوت برفع الغرض وليس

غ--ير جرس--ه من والَّمس--َّموع نفسه في هو صوت الغرض . وإنَّما مؤمنون . والَّمخاطبون كفر ما إلى به يَّميل حد إلى ورده منه الغض فيتكلف ، الكبراء ويوقر العظَّماء به ي�هاب لَّما مناسب

� النهي يتناول . ولم والتوقير التعزير من به الَّمأمور فيه يتبين يت--أذى ال--ذي الصوت رفع أيضا إره--اب أو معان--د مُجادلة أو حرب في منهم كان ما وهو ، وسلم عليه الله صلى الله رسول به

انه--زم لَّم--ا الَّمطلب عبد بن للعباس السالم عليه قال أنه الُحديث ففي ، ذلك أشبه ما أو عدو� الناس أجهر العباس " وكان بالناس " أصرخ حنين يوم الناس أتتهم غ--ارة أن . " ي--روى صوتا

. " انتهى صوته لشدة الُحوامل ! فأسقطت صباحاه : يا العباس فصاح يوما� ، مغتبطين وطبق--وه ، فرحين فأخذوه الرقيق الرفيع األدب بهذا الَّمؤمنين الله أدب لقد

� كانوا انهم مع ، الخط--اب في الُجف--اء الُجاهلية سَّمات ومن بُجاهلية عهد حديثي وكانوا غالظا إال وج--ل ع-ز الل-ه ألم-ر يس-َّمعون ك-ادوا م-ا عنهم الل-ه رض-ي . ولكنهم القول في واإلغالظ بعض--هم . وم--ع وسلم عليه الله صلى الله رسول مع مخاطباتهم وهدأت ، أصواتهم وخفضت

. أجَّمعين الناس ومع . بل اآلخر للبعض : الل-ه رس-ول : ي-ا ق-ال اآلي-ة هذه نزول بعد عنه الله رضي الصديق بكر أبا أن روي فقد

. الله ألقى حتى السرار أخا أو السرار إال أكلَّمك ال والله

9

Page 10: نظرات في سورة الحجرات

يعلَّمهم من إليهم أرس--ل ، الوف--ود وسلم عليه الله صلى الله رسول على قدم إذا وكانل�َّمون كيف . والوقار بالسكينة ويأمرهم ، ي�س�

في رجلين ص--وت س--َّمع أن--ه عن--ه الل--ه رضي الخطاب بن عَّمر الَّمؤمنين أمير عن وروي أين : أت--دريان فق--ال فُج--اء أص--واتهَّما ارتفع---ت قد وسلم عليه الله صلى الله رسول مسُجد

الَّمدين--ة أه--ل من كنتَّم--ا : ل--و فق--ال ، الطائف أهل : من قاال ؟ أنتَّما أين : من قال ثم ؟ أنتَّما� ألوجعتكَّما . ضربا عن ونه--اهم وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الل--ه رسول مع الرفيع األدب بهذا الله أدبهم وقد

فيهم يَّمكن وأن – فعل--وا وق--د – الف--وه عَّم--ا ويص--دهم يردعهم أن النهي شأن ومن ، الغلظة وس--لم عليه الله صلى النبي مع العادة تلك تطرد وأن ، والعَّمل القول في واألدب اللين عادة فه--و وسلم عليه الله صلى الرسول مع أدب هو كَّما األدب هذا فإن ، الَّمؤمنين من غيره ومع� نُج--د . وال البعض م--ع بعض--هم الَّمؤم--نين م--ع أدب � الَّمعامل--ة لين الق--ول لي�ن رجال عن--د س--هال

. وف--اض التُج--ارب وحنكت--ه ، األي--ام ص--قلته ، مهذب--ة نفس ذو وهو غال العريكة سهل الُحديث وطريق--ه الق--ويم دينه أخالق من الرحَّمة سُحائب وغَّمرته ، أرومته وكرم ، عنصره طيب عليه

. الَّمستقيم أن العلم مع ، والسالم الصالة عليه النبي يؤذي عَّما ونهاهم اآلداب بهذه الله أدبهم وقد

� يكن لم النبي � وال األرض في جبارا � متكبرا كث--ير ، الُحلم عظيم ، التواض--ع جم كان بل ، مختاالة� . توقفه الُحياء علي--ه دخ--ل لرجل وقال ، هي تتركه حتى يتركها فال لتُحدثه الطريق في األم�

القدي-د تأك-ل كانت امرأة ابن أنا : " إنَّما وسلم عليه الله صلى الرسول هيبة من يرتُجف وهو ه--ذه في الُجس--يم العبء ذلك بُحَّمل التفكير كثير كان وسلم عليه الله صلى الرسول أن " إال

. الُجليلة العظيَّمة الَّمباركة الدعوة

� علي--ك سنلقي " إنا � ق-وال يتلقى الش--واغل كث--ير والس--الم الص--الة علي--ه " وك-ان وثقيال ع--زتهم في . ويفك--ر وأخرى دنيا الَّمسلَّمين ويسوس ، ويبينه للناس يبلغه ثم ربه من الوحي الخ--ير لتوف-ير ويس-عى ، يس-الَّمه من وس-لم يُحارب-ه من ح--رب في وينظر عنهم األذى ودفع

، حال--ه ه--ذا ك--ان ومن ، الفظاظ--ة بال--ه وتقلق ، الغلظة تؤذيه بشر ذلك مع . وهو للَّمسلَّمين أكرم--ه . وق--د للخ--اطر مش--وش شيء كل عنه يباعد وأن ، والسكينة الهدوء له يوفر أن وجب حي--اتهم في به--ا يتَّمس--كوا أن وأم--رهم العالي--ة اآلداب ه--ذه على الَّمسلَّمين فطبع بذلك الله

� للن--اس يقول--وا ب--أن معه--ا . وأم--رهم ال--دنيا األق--وال من حس--ن بك--ل . فاستَّمس--كوا حس--نا ت--أمر للن--اس أخ--رجت أم--ة خ--ير يكونوا أن استُحقوا حتى ، ورسول-ه الله وأطاعوا ، واألفعال

أس--َّمى وأخالقهم اآلداب أرف--ع آدابهم . وك--انت بالل--ه وت--ؤمن الَّمنك--ر عن وتنهى بالَّمعروف وحش--رنا منهم الل--ه جعلن--ا الَّمُج--د س--َّماء في . ودرة ال--دهر جبين في غرة كانوا . بل األخالق. العالَّمين رب لله والُحَّمد ، النصير ونعم الَّمولى نعم وتعالى تبارك . إنه معهم جَّميعا�

. تشعرون ال وأنتم أعَّمالكم تُحبط أن : تعالى قوله علي--ه الل--ه ص--لى النبي عند الصوت رفع عن نهيناكم إنَّما : أي الكريَّمة اآلية هذه ومعنى

من فيغض--ب سبب وال داع بغير الَّمرتفع صوتك ويزعُجه ، هذا تصرفكم يؤذيه أن خشية وسلم الُح--ديث في ج--اء كَّما ، يدري ال وهو أغضبه من عَّمل فيُحبط لغضبه تعالى الله فيغضب ، ذلك

لها يلقي ال تعالى الله رضوان من بالكلَّمة ليتكلم الرجل : " ان . وهو هذا يَّماثل مَّما الصُحيح� لها يلقي ال تعالى الله سخط من بالكلَّمة ليتكلم الرجل وأن ، الُجنة بها له يكتب باال� يهوي باال" . واألرض السَّماء بين ما أبعد النار في بها

. " أعَّمالكم تُحبط " أن : تعالى وقوله الل--ه ألمر لَّمخالفتكم ثواب وال أجر بها لكم يكتب ال ، سدى وتذهب ، وتبطل ، : تفسد أي

. فاح-ذروا تش-عرون ال حيث من أعَّم-الكم فأحبط تنتهوا . فلم عنها نهاكم أمور في وجل عز� يك-ون ق-د الَّمُح--رم ارتك-اب ف-إن الش--ائك ال--وعر الَّمع-وج الَّمس--لك هذا اس--تَّمرائه إلى داعي--ا

ال حيث من ، األعَّم--ال وتُحب--ط الس--يئات . فتكثر الله لعقوبة مباالة غير من فيه واالسترسال� تكون . فالرذيلة اإلنسان يشعر � أوال � حاال � ملكة تصير ثم ، وعرضا . الفض--يلة . وك--ذلك ومرض--ا

رق طبعك فإن الشرير تصُحب : ال قوله أفالطون عن نقل وقد . تدري ال وأنت ي�س�

ه : األعَّمال حبوط أو�ج�

10

Page 11: نظرات في سورة الحجرات

تل--ك الن--اس ليتُجنب ، إليه--ا ننب--ه أن الخ--ير ومن أوج--ه ثالث--ة على يك--ون األعَّمال حبوط ال--دنيا خس--روا ق--د فيكون--ون الري--اح أدراج به--ا وتذهب أعَّمالهم تُحبط التي الخطرة الَّمزالق. الَّمبين الخسران هو وذلك واآلخرة

. اآلخ--ر ب--اليوم وال بالل--ه صاحبها يؤمن ال خالصة د�نيوية األعَّمال تكون : أن األول الوجه� منها كان وإن األعَّمال فهذه الخاصة الخيرية األعَّمال في والَّمشاركة النفقات كإنفاق صالُحا

� اآلخ---رة في تغ-ني ال فإنها العامة أو بخ--الق الكف--ر م--ع عَّم--ل ينف--ع ال . إذ ص-احبها عن ش--يئا أمث--ال ح--ق في تع--الى . ق--ال قرب الكفر بعد وليس ، ذنب الكفر بعد . وليس والعَّمل العامل: هؤالء

د�منا � هباء� فُجعلناه عَّمل من عَّملوا ما إلى " وق� " . منثورا

تب--ارك الل--ه وج--ه به--ا يقص--د لم ص--احبها ولكن أخروية األعَّمال تكون : أن الثاني الوجه� بها قصد إنَّما ، وتعالى � مُحبطة . فهي والَّمفاخرة والسَّمعة كالرياء أخرى أمورا . وليس أيض--ا

الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول ح--ديث من مسلم اإلمام رواه وفيَّم-ا ، تعالى الله عند ثواب لصاحبها: قال . فقد والكفاية والدليل العبرة وسلم عليه

: يق--ول وس--لم علي--ه الله صلى الله رسول : سَّمعت قال عنه الله رضي هريرة أبي عن : فق--ال فعرفه--ا نعَّمه فعرفه به فأت�ي� استشهد رجل عليه القيامة يوم يقضى الناس أول إن ج--رئ يقال لن قاتلت ولكنك : كذبت قال استشهدت حتى فيك : قاتلت قال ؟ فيها عَّملت ما وعلَّم-ه العلم تعلم . ورج-ل الن-ار في القي ح-تى وجه-ه على فس-ُحب به أمر ثم ، قيل فقد ،

العلم : تعلَّمت ق--ال ؟ فيه--ا عَّملت : م--ا فق--ال فعرفه--ا نعَّم--ه فعرف--ه ب--ه فأتي القرآن وقرأ الق--رآن وق--رأت ، عالم ليقال العلم تعلَّمت ولكنك : كذبت قال القرآن فيك وقرأت ، وعلَّمتهر� . ثم قيل . فقد قارئ ليقال . النار في ألقي حتى وجهه على فسُحب به أم�

: فق--ال فعرفه--ا نعَّم--ه فعرفه به فأتي الَّمال أصناف من وأعطاه عليه الله وسع ورجل : ق--ال ل--ك فيه--ا أنفقت إال في--ه ينف--ق أن تُحب سبيل من تركت : ما فقال ؟ فيها عَّملت فَّما

ر� . ثم قيل . فقد جواد هو ليقال فعلت ولكنك كذبت في ألقي ح--تى وجهه على فسُحب به أم� بعَّمل--ه الله وجه ي�ر�د لم . فَّمن األحوال وسوء العَّمال حبوط من به ونستُجير بالله . نعوذ النار

� خالصا� . أمله وبطل عَّمله حبط فقد مخلصا

بسيئات يقوم ذلك جانب إلى ولكنه كريَّمة صالُحة بأعَّمال الَّمرء يقوم : أن الثالث الوجه� وتأكله--ا فتُحبطه--ا الص--الُحة األعَّم---ال ه---ذه عل-ى تطغى كبيرات ا أكال الن--ار تأك--ل كَّم--ا ، لَّم--�� خلطوا كَّمن اإلنسان ذلك ويكون الُحطب � عَّم-ال � وآخ---ر ص--الُحا � . فه--ذا سيئ---ا ال--ذين من أيض--ا. وجل عز الله ثواب بها ينالون وال أعَّمالهم ستُحبط

: ق--ال وسلم عليه الله صلى النبي أن عنه الله رضي جابر عن وغيره مسلم اإلمام روى من الَّمفلس : إن . فقال متاع وال له درهم ال من فينا : الَّمفلس قالوا ؟ الَّمفلس من أتدرون

وأك--ل ، ه--ذا وق--ذف ، ه--ذا شتم وقد . ويأتي وزكاة وصيام بصالة القيامة يوم يأتي من أمتي ف-إن حس-ناته من وه-ذا ، حس-ناته من ه-ذا . فيعطي ه-ذا وض-رب ، هذا دم وسفك ، هذا مال

النار. في طرح ثم ، عليه فطرحت خطاياهم من أخذ ، عليه ما يقضى أن قبل حسناته فنيت وال ، ص--احبها منه--ا يستفيد فال ، وتبطل األعَّمال فيها تُحبط ، ومسالك أوجه ثالثة فهذه

ودعانا منها اإلسالم حذرنا . فقد فيها والتورط سلوكها العبد . فليُحذر الطيبة بثَّمراتها تأتي . فال لهم وتُحذيره الله بيان بعد للناس حُجة . وال واألعَّمال األقوال في الكامل اإلخالص إلى

� كان إذا إال للعَّمل ، ثَّمرة وال ، جزاء � عَّم--ل . ومن وتع--الى تب--ارك الله لوجه خالصا أش--رك عَّمال الل--ه غ--ير ويك--افي يُج--ازي .. وه--ل نص--يب الل--ه عند له وليس أشرك لَّمن فهو ، الله غير فيه

: " تع--الى " . وق--ال ال--دين له مخلصين : " فادعوه تعالى قال ؟ الُحكيم العزيز القوي الغني 5: البينة " . سورة الدين له مخلصين الله ليعبدوا إال أمروا وما

قال وسلم عليه الله صلى الله رسول أن ، لبيد بن مُحَّمود عن الشريف الُحديث في ورد : قال ؟ الله رسول يا األصغر الشرك : وما . قالوا األصغر الشرك عليكم أخاف ما أخوف : إن

كنتم ال--ذين إلى : إذهب--وا يق--ول بأعَّم--الهم الن--اس ج--زى . إذا القيامة يوم الله . يقول الرياء ؟ جزاء عندهم تُجدون هل ، . فانظروا الدنيا في تراءون

11

Page 12: نظرات في سورة الحجرات

أن ه--و اإلخالص . وحقيق--ة الع-الَّمين رب لل--ه التام اإلخالص مع إال إذن للعَّمل قبول فال غ--ير من ، مرض--اته وابتغاء وتعالى تبارك الله وجه وإنفاقه وجهاده وعَّمله بقوله الَّمرء يقصد األخالق ورذائل ، األعَّمال نقائص عن يرتفع . حتى مظهر أو ، لقب أو ، جاه أو مغنم إلى نظر

تص-رفاته وس-ائر أعَّمال-ه جَّميع في له إال يعَّمل وال ، وجهه إال يريد . فال مباشرة بالله ويتصل: تعالى قوله هذا ويُحقق

أم--رت . وب--ذلك ل--ه شريك ال العالَّمين رب لله ومَّماتي ومُحياي ونسكي صالتي إن " قل 162: ". األنعام الَّمسلَّمين أول وأنا

وج--ه في--ه ليس مبتغى كل عن ويبتعد ، هوى كل من الَّمسلم يتُجرد . أن اإلسالم هو هذا. سبُحانه الله

� أن طاووس عن حاتم أبي ابن روى أري--د الَّمواق--ف أقف . إني الله رسول : يا قال رجال� وسلم عليه الله صلى الله رسول عليه يرد فلم ؟ موطني يرى أن وأحب ، الله وجه حتى شيئا

� فليعَّمل ربه لقاء يرجو كان : " فَّمن اآلية هذه نزلت � عَّمال � ربه بعبادة يشرك وال صالُحا " . أحدا 110: الكهف

� اإلخالص اإلسالم جعل وقد ، عل--يين في فهو إيَّمانه كَّمل . ومن اإليَّمان كَّمال على دليال. البرية خير ومن

: " من ق--ال وس--لم علي--ه الل--ه صلى الله رسول أن حسن بسند والترمذي داود أبو روى له--ؤالء " . وط--وبى اإليَّم--ان اس--تكَّمل فق--د لل--ه ومن--ع ، لل--ه وأعطى ، لل--ه وأبغض ، لله أحب

ال--تي الزاه--رة النُج--وم . وهم ظلَّم--اء فتن--ة ك--ل عنهم تنُجلي الدجى مصابيح فهم الَّمخلصين . والرفع--ة السَّمو من الذروة الَّمرء يبلغ الصالُحة والنية فباإلخالص ، السالكون بنورها يهتدي الل--ه ص--لى الك--ريم الن--بي يق--ول واألنصار الَّمهاجرين من األطهار األبرار منازل بهَّما وينزل

: وسلم عليه هم أولئ--ك … يفتقدوا لم غابوا .. وإذا يعرفوا لم حضروا إذا : الذين للَّمخلصين " طوبى

. ثوبان عن البيهقي " رواه ظلَّماء فتنة كل عنهم تنُجلي الهدى مصابيح� اإلخالص بُحلي--ة التُحلي ك--ان ولقد الري--اء من الك--رام الص--ُحابة أنفس تطه--ير في س--ببا

. ظلَّم--اء فتن--ة ك--ل عنهم . انُجلت واله--دى ال--دجى مص--ابيح بُح--ق . وك--انوا والك--ذب والنفاق ويبتغ--ون والع--دل الُح--ق إقام--ة ينش--دون السامية . وأهدافهم الكبرى غاياتهم إلى واندفعوا

وجعلهم ومغاربه--ا مش--ارقها لهم وفتح األرض في لهم الل--ه . فَّمكن كلَّمت--ه وإعالء الله وجه. والفتوح النصر وأئَّمة ، العالم وسادة ، الدنيا قادة

تت--ألف التي والُجَّماعة ، والظفر النُجاح الفرد يكسب والصدق اإلخالص بصفة واالتصاف وتس-ير ، ال-دنيا ش-هوات عن وت-ترفع ، الدنايا عن وتتنزه ، الخير إلى تتُجه مخلصين أفراد من. والسالم والرخاء األمن ويعَّمها ، الَّمُحبة تظللها غاياتها إلى

أن الَّمس--لم من يريد وأسَّماها األخالق أنبل على النفوس ربى الذي العظيم - واإلسالم وتع--ارض ، والب--اطن الظ--اهر اختل--ف . ف--إذا نه--اره كض--وء ليل--ه وظلَّمة ، كإعالنه سره يكون

يفق--د ال--ذي النف--اق ك-ان ، الش--ر ون--وازع الخ--ير دوافع بين اإلنسان وتأرجح ، والعَّمل القول موق--ف يق--ف وال ، الَّمص--ارحة على يق--وى وال ب--الُحق، الُجه--ر على يق--در فال شخصيته الَّمرء

. الشُجاع البطل� أن عنهَّما الله رضي عَّمر ابن عن البخاري روى س--الطيننا على ندخل : إنا له قالوا أناسا� ه--ذا نع--د عَّمر: كن--ا ابن . قال عندهم من خرجنا إذا نتكلم ما بخالف لهم . فنقول على نفاق--ا

. وسلم عليه الله صلى الله رسول عهد وفي ، البش--ري الَّمُجتَّم--ع في اإلخالص عدم يتركها التي السيئة اآلثار يتتبع أن يرد ومن

، النظم في اض--طراب من ، األخالق وفس--اد والنفاق الرياء أحدثه ما ومدى ، اإلنسانية الُحياة ، الدركات أسفل إلى واالنُحطاط . بل واالرتقاء النهوض عن وت�ع�ويق ، الصالح للعرف وتغيير

واح--دة نظ--رة فإن وانُحطاط تدهور من غليه وصلنا ما ويتفُحص الُحاضرة حالتنا إلى فلينظر مُجتَّمعاتن--ا في اإلخالص لفق--دان إال كل--ه ذلك . وما فيه أصبُحنا وما عليه كنا عَّما عبرة تكفيه

إلى ب--ه وينزل الله عن الَّمرء يُحُجب أن الرياء شأن . ومن والرياء النفاق . وانتشار اإلسالمية رأي ال والَّمن--افق الَّم--رائي أن ذلك ، عَّمل منه يقبل وال ، نفس له تزكو فال ، الُحيوان مستوى

ق--د ريح ك--ل م--ع ويَّمي--ل ل--ون بكل يتلون كالُحرباء ولكنه ، دين وال عقيدة وال مبدأ وال له . وت�ف� . وخ--داع بالس-وء األم-ارة نفس-ه إال ال-دنيا أمر من يهَّمه وال ، والشُجاعة واألنفة الرجولة منه

12

Page 13: نظرات في سورة الحجرات

وإذا ، خ--ادعهم وهو الله يخادعون الَّمنافقين : " إن تعالى قال وجل عز الله ومخادعة الناس� إال الله يذكرون وال الناس يراء�ون كسالى قاموا الصالة إلى قاموا . 142 " . النساء قليال

األخس--رين ويُجعلهم واآلخ--رة ال--دنيا في أعَّم--الهم الل--ه س--يُحبط ال--ذين من وه--ؤالء الن--ار من األس--فل ال--درك في الَّمنافقين : " إن النار من األسفل الدرك في وهم األسفلين

. "

العَّمل يُحبط ال الناس ثناءرون لله العَّمل يعَّملون أناس الناس من أن خش--ية الن--اس عن ويخفونه العَّمل ذلك وي�س�

منهم قصد دون أعَّمالهم على الناس يطلع ثم ، إخالصهم في صادقون وهم الرياء في يقعوا الثن--اء هذا فيعُجبهم ، وشكر خير بكل . ويذكرونهم صنعوا ما لهم ويُحَّمدون ، عليهم فيثنون ،

وإن الَّمخلص--ون الع--املون . فه--ؤالء الوله--ان القلب على الب--ارد الَّم--اء منزل--ة منهم وي--نزلط ال هذا فإن ، الناس بين أعَّمالهم وظهرت ، الثناء هذا أعُجبهم ينقص وال ، عَّملهم مع--ه ي�ُحب--�

أبي عن الترم--ذي . روى وتع-الى تب--ارك لل--ه مخلص--ين دام--وا . م--ا وث--وابهم أجرهم من شيئا�� أن عنه الله رضي هريرة ره العَّمل يعَّمل الرجل ، الله رسول : يا قال رجال ع . ف-إذا في�س--� اط�ل--�

وأج--ر ، الس--ر : أج--ر أج--ران : " له وسلم عليه الله صلى الله رسول . قال ؟ ذلك أعُجبه عليه" . العالنية ولكن ، لل--ه أعَّم--الهم أخف--وا الذين الَّمخلصين هؤالء أعَّمال على الناس ثناء يكون قد بل

ذر أبي عن ورد . فق--د الص--ادقين له--ؤالء الَّمعُجل--ة البشريات من هذا يكون . قد أظهرها الله العَّم--ل يعَّم--ل الرج--ل : أرأيت ق--ال وسلم عليه الله صلى الله رسول سأل أنه عنه الله رضي

بش--رى عاج--ل : " تل--ك وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الن--بي ق--ال ؟ عليه الناس فيُحَّمده الخير من. مسلم " . رواه الَّمؤمن

الرياء إتقاء " تشعرون ال وأنتم أعَّمالكم تُحبط : " أن الكريَّمة اآلية هذه تفسير به نختم ما خير ولعل

الطري--ق ه--و الَّملَّم--ات عن--د الل--ه إلى اللُج--وء أن ش--ك . وال الري--اء من االتقاء كيفية في هو ، ومبعوث ، اإلسالمية األمة هذه رسول ، األكبر الَّمعلم أرشدنا . وقد األسلم والسبيل ، األقوم

� كافة الناس إلى الله � بشيرا ، والري--اء االتق--اء طري--ق إلى وس--لم عليه الله صلى مُحَّمد ونذيرا : خطبن--ا ق--ال عن--ه الل--ه رض--ي األش--عري موس--ى أبي عن الل--ه رحَّمه أحَّمد اإلمام روى فقد

: فقال يوم ذات وسلم عليه الله صلى الله رسول : وكي--ف رج--ل فق--ال ، النَّم--ل دبيب من أخفى فإن--ه ، الش--رك هذا : اتقوا الناس أيها يا ؟ نتقيه

� ب--ك نش--رك أن من ب--ك نعوذ إنا : " اللهم : قولوا قال ال لَّم--ا ونس--تغفرك ، نعلَّم--ه ش--يئا" . نعلَّمه

ب--ك نش--رك أن من بك نعوذ إنا : " اللهم وجل عز الله إلى ومنيبين صادقين نقول ونُحن. العالَّمين رب لله " والُحَّمد نعلَّمه ال لَّما ونستغفرك ، نعلَّمه شيئا�

: الثالثة اآلية ون� ال�ذين� إن� م� ي�غ�ض� وات�ه� ن�د� أص� ول� ع� س� ن� ال�ذين� أول�ئ�ك� ، الله� ر� ت�ُح� ل�وب�ه�م الله� ام� و�ى ق� ، ل�لت�ق�

م� ة� ل�ه� ر� غ�ف� ر� م� ع�ظ�يم� وأج� أصواتكم ترفعوا : " ال نزلت : لَّما قال سلَّمة أبي عن ورد : فيَّما النزول أسباب في ذ�كر

. السرار كأخي إال هذا بعد أكلَّمك ال بالُحق بعثك : والذي عنه الله رضي بكر أبو " قال الن--بي عن--د عَّم--ر ح--دث " م--ا أصواتكم ترفعوا : " ال نزلت : لَّما الزبير بن الله عبد وقال

ال--ذين : " إن ف--نزلت يخفض مَّما ي�ستفهَّمه حتى كالمه فسَّمع ذلك بعد وسلم عليه الله صلى وأجر مغفرة . لهم للتقوى قلوبهم الله امتُحن الذين أولئك الله رسول عند أصواتهم يغضون اآلي--ة ه--ذه . وتض--َّمنت الصوت رفع من التُحذير السابقة الكريَّمة اآلية تضَّمنت " . وقد عظيم

. الصوت وخفض اللين القول في الترغيب الَّمؤم--نين نف--وس إلي--ه تص--بوا م--ا وذل--ك ، العظيم والُجر الَّمغفرة جزاءه الله جعل وقد

العظيم األجر وهذا الُجزاء هذا مثل لنيل األسباب كل ويتخذون بعيد أو قريب من ويتعشقونه

13

Page 14: نظرات في سورة الحجرات

يغض--ون ال--ذين أولئ--ك نص--يب من وجعل--ه ، ب--العظيم وص--فه وتع--الى تبارك الله أن . وحسبه الن--اس وم--ع الَّمؤن--نين م--ع ذل--ك بعد من ثم ورسوله الله مع ووقار بأدب ويتكلَّمون أصواتهم. أجَّمعين

تع--الى قوله الصفات وأنبل األخالق ألسَّمى ويوجهه يعظه وهو البنه لقَّمان وصية وفي ال--وقت " ففي الُحَّم--ير لص--وت األص--وات أنك--ر إن صوتك من واغضض مشيك في : " واقصد

أخالق من وجعل--ه الص--وت رف--ع اس--تنكر ، وخفض--ه الص--وت بغض في--ه سبُحانه الله أمر الذي منتهى يَّمث--ل " . وه--ذا الُحَّم--ير لص--وت األص--وات أنك--ر : " إن الَّمس--تقبُحة الَّمنك--رة البه--ائم تس--تقبح كَّم--ا ، وتس--تنكر تس--تقبح حتى أصواتهم يرفعون لَّمن والنهي الزجر وغاية البشاعة. الُحَّمير أصوات وتستنكر

: الكريَّمة لآلية العام والَّمعنى وأع-دها وص-فاها قل-وبهم الل-ه أخلص ق-وم الل-ه رسول عند أصواتهم يغضون الذين إن أنه--ا فظه--رت – ش--يء بكل العليم وهو – واالختبار بالتُجربة قلوبهم الله عرف . وقد للتقوى

وص--فح مغف--رة لهم فه--ؤالء ، ومقبول صالح عَّمل ولكل خير لكل متهيأة للتقوى معدة قلوب لل--ه فط--اعتهم الص--الُحات من كس--بوه م--ا على عظيم أج--ر ولهم الس--يئات من اقترفوه عَّما

. وتعالى تبارك لله شاكرون راضون وهم الله ألوامر وتطبيقهم وسَّمعهم ، وللرسول الخطاب بن عَّمر إلى : كتب قال مُجاهد عن الزهد كتاب في الله رحَّمه أحَّمد اإلمام قال

وال الَّمعص--ية يشتهي رجل أم ، أفضل بها يعَّمل وال الَّمعصية يشتهي ال : رجل الَّمؤمنين أمير ؟ بها يعَّمل

ال--ذين . " أولئك بها يعَّملون وال الَّمعصية يشتهون الذين : إن عنه الله رضي عَّمر فكتب معن-اه – مع-روف هو كَّما – " . واالمتُحان عظيم وأجر مغفرة لهم للتقوى قلوبهم الله امتُحن

وينقى الخبث من إبري--زه ليخلص ال--ذهب : إذاب--ة ه--و فيه اللغوي واألصل ، والتُجربة االختبار� يكون حتى الدنس من � ذهبا . منه الوافر قسطها وأخذت أذابته قد النار تكون أن بعد خالصا

زكى وه--ل ، ويطهره--ا نفوس--هم ل--يزكي بالَّمُحن الَّمؤمنين يبتلي وتعالى تبارك والله ي--� : تع--الى . قال الكبار والشدائد بالَّمُحن إال تزكى ال الَّمؤمنة النفوس وكذلك ؟ بالنار إال الذهب

والض--راء البأس--اء مستهم قبلكم من خلوا الذين مثل يأتكم ولَّما الُجنة تدخلوا أن حسبتم " أم " البقرة قريب الله نصر إن أال الله نصر : متى معه آمنوا والذين الرسول يقول حتى وزلزلوا

. ، الس--قم – . والض--راء الفق--ر – : البأس--اء عنهَّم--ا رض--ي عب--اس وابن مس--عود ابن ق--ال

� األع-داء من خوفوا – وزلزلوا � . زلزاال � وامتُحنوا شديدا � امتُحان--ا الُح--ديث في ج--اء كَّم--ا عظيَّم--ا فق--ال ؟ لن--ا ت--دعو أال ؟ لنا تستنصر : أال الله رسول يا : قلنا قال األرت بن خباب عن الصُحيح

رأس--ه مف--رق على الَّمنش--ار يوض--ع أح--دهم كان قبلكم كان من : " إن وسلم عليه الله صلى ال وعظَّم--ه لُحَّمه بين ما الُحديد بأمشاط . ويَّمشط دينه عن ذلك يصرفه ال قدميه إلى فيخلص" . دينه عن يصرفهن� : " والله قال ثم ال حض-رموت إلى ص-نعاء من ال-راكب يس-ير ح-تى األمر هذا الله ل�ي�ت�َّم�

" . تستعُجلون قوم ولكنكم ، غنَّمه على والذئب الله إال يخافد� ما البالء من عليهم الله رضوان الصُحابة أصاب األحزاب يوم وفي وزل--زلهم ق--واهم ه--�

� زلزاال� � به فضاقوا شديدا القل--وب وبلغت األبصار زاغت أن بعد وجل عز بالله واستُجاروا ذرعا في يش--ككون فأخ--ذوا فرص-ة الَّمن--افقون . واهتبله--ا الظن--ون بالل--ه بعض--هم وظن الُحن--اجر

إال ورس--وله الله وعدكم : ما وخبث بهَّمس للَّمؤمنين ويقولون للَّمسلَّمين بالنصر الله موعود. غرورا�

تل--ك في ، بالع--ذاب وتلوعه--ا النف--وس وضيق ، واألزمة الكرب واشتداد الَّمُحنة عز وفي ال ه--اربين الل--ه أع--داء فف--ر والض--راء البأس--اء عنهم ورفع الله نصر جاءهم الُحرجة الساعات

لل--ه ش--اكرين منتص--رين مبتهُجين مس--رورين فرحي---ن الَّمس--لَّمون ورج--ع شيء على يلوون الرس--ل اس--تيأس إذا : " ح--تى تعالى . قال الَّمُجاهدين لعباده الَّمؤزر ونصره وإحسانه فضله" . الَّمُجرمين القوم عن بأسنا يرد وال نشاء من فنُجي نصرنا جاءهم كذبوا قد أنهم وظنوا

من ج--اءوكم : " إذ قال إذ وصف أبلغ األحزاب يوم الصُحابة حال سبُحانه الله وصف وقد . الظنون--ا بالل--ه وتظنون الُحناجر القلوب وبلغت األبصار زاغت وإذ منكم أسفل ومن فوقكم� وزلزل--وا الَّمؤمنون ابتلي هنالك � زل--زاال قل--وبهم في وال--ذين الَّمن--افقون يق--ول . وإذ ش--ديدا

14

Page 15: نظرات في سورة الحجرات

� إال ورسوله الله وعدنا ما مرض الَّمؤم--نين ونصر بزوالها كفيل الَّمُحن على . فالصبر " غرورا� النف--وس خباي--ا عن تكش--ف الَّمُحن أن . كَّم--ا الصامدين الصابرين مط--اوي تظه--ر م--ا وكث--يرا

وال--دعاة والعلَّم--اء واألصفياء األنبياء قلوب الله امتُحن ما . والُحكَّمة الرجال وحقائق القلوب . يفتن--ون ال وهم آمن--ا يقول--وا أن يتركوا أن الناس أحسب ، : " ألم تعالى قال ، بإحسان إليه

" . الكاذبين وليعلَّمن صبروا الذين الله فليعلَّمن قبلهم من الذين فتنا ولقد� " يع--ني ؟ قاتلتَّموه : هل سفيان أبا هرقل سأل ولَّما " وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى مُحَّم--دا

� قال ؟ بينكم الُحرب كانت : فكيف قال : نعم قال : . ق--ال علي--ه ون--دال علين--ا ي--دال : س--ُجاال. العاقبة لها تكون ثم تبتلى الرسل كذلك

على فص--بر لإلنف--اق أو للعب--ادة أو للُجه--اد أو للتق--وى الَّم--ؤمن قلب الل--ه امتُحن " فإذا م--ع عل--يين في وكتب--ه العظيم واألجر الَّمغفرة له وجل عز الله كفل فقد فيه ونُجح االمتُحان

� أولئك وحسن والصالُحين والشهداء والصديقين النبيين من عليهم الله أنعم الذين " . رفيقا في وجع-ل ق-بيح ك-ل من : " طه--رهم للتق--وى قل--وبهم الل--ه : امتُحن عب--اس ابن ق-ال

" . وجل عز الله من الخوف قلوبهم" . الشهوات قلوبهم عن : " أذهب عنه الله رضي عَّمر وقال

: الرابعة اآلية ن� ي�ناد�ون�ك� ال�ذين� إن� رات� و�راء� م� ُج� م� الُح� ه� ل�ون� ال أك�ث�ر� ل�و� ي�ع�ق� ب�روا أن�ه�م . و� ت�ى ص� ج� ح� ر� ت�خ�

� ل�كان� إلي�هم ي�را حيم غ�فور والله� ل�ه�م خ� . ر�: قال عنه الله رضي أرقم بن زيد عن الله رحَّمه جرير ابن روى

� ي-ك ف-إن الرج--ل هذا إلى بنا : انطلقوا فقالوا العرب من أناس اجتَّمع أس-عد فنُحن نبي-ا� يك وإن ، به الناس فأخبرت--ه وسلم عليه الله صلى الله رسول : فأتيت قال بُجناحه نعش ملكا

ي--ا حُجرت--ه في وهو ينادونه فُجعلوا وسلم عليه الله صلى النبي حُجرة إلى . فُجاءوا قالوا بَّما يعقل--ون ال أكثرهم الُحُجرات وراء من ينادونك الذين : " إن تعالى الله . فأنزل مُحَّمد يا مُحَّمد

ص--دق : " لق--د يق--ول فُجع--ل فَّم--دها بأذني وسلم عليه الله صلى الله رسول : فأخذ " . قال . 208 : 4ج كثير " . ابن زيد يا قولك الله صدق لقد ، زيد يا قولك تعالى الله

الَّمنافي--ة الص--فة ه--ذه على ن--دائهم من وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الل--ه رسول تأذى وقد فن-ام راحت-ه أخ--ذ ق-د وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى وك-ان خاص-ة ، واألخالق اآلداب قواعد ألبسط

. إلينا أخرج مُحَّمد يا مُحَّمد : يا بأعالها ينادون وهم أصواتهم على وصُحا ، للقيلولة . وع--دم يعقلون ال : أكثرهم قال إذ العقل بعدم أكثرهم على وجل عز الله حكم فقد لذا

علي--ه يك--ون أن ينبغي بَّم--ا والُجه--ل ، الن--داء في األدب بق--انون الُجه--ل ناحي--ة من جاء العقل علي--ه ك--ان . وق--د والن--داء الطلب في األلفاظ وتخير ، الَّمكان تخير ، الوقت تخير من الطالب من فليس ، بيت--ه في الخاص--ة دواعي--ه تتقاضاه حيث إال الناس عن يُحتُجب ال والسالم الصالة

وأهل--ه نفسه إلى والراحة لالستُجَّمام لفرصة له تترك أال الدب من وال بل العدل من وال الُحق .

مع أدبنا يكون أن يُجب وسلم عليه الله صلى الرسول مع أدب هو كَّما الرفيع األدب وهذا الناس تزعج أن واإلنصاف العدل من وال األدب من فليس ، اإلجتَّماعية حياتنا في كافة الناس

. وأطفالهم أهلهم بلقاء وانسهم راحتهم أوقات في إليها أووا وقد بيوتهم في من ال--بيوت فأت غبان في يفتح وباب وزمان أدب كذلك وللسؤال ، ووقت أدب وللزيارة

� كنت إذا أبوابها . حاجتك قضاء على حريصا وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الرس--ول وخ--اطبوا ، الُحُج--رات وراء من جاءوا الذين هؤالء أما بع--دم أك--ثرهم ووص--ف ومقته--ا ط--ريقهم وج--ل ع--ز الله استهُجن فقد الطرقات من ونادوه ب--أدب . والت--أدب الغليظة الفظة الُجافة األخالق هذه مثل لترك يكفي . وهذا واإلدراك العقل

. اآلداب أسَّمى وهو سبُحانه الله بيت في الغرف--ة هي هن--ا . والُحُج--رة غرف--ات وجَّمعه--ا كغرف--ة ، حُج--رة جَّمع والُحُجرات

. وسلم عليه الله صلى النبي ه--دى ال--ذي وس--لم علي--ه الله صلى األمين النبي حُجرات عليه كانت ما أذكر أن هنا وأود

� وبنى ، عظيَّمة حضارة وأسس ، دولة وكو�ن ، أمة � ملكا . وج--اء الدهر مدى على خالدين ومُجدا. سَّماوية رسالة بأعظم ربه من

15

Page 16: نظرات في سورة الحجرات

من الُحُج--رات : رأيت ق--ال قيس بن داؤد عن األدب في الل--ه رحَّم--ه البخ--اري أخرج فقد. الشعر بَّمسوح خارجها من مغشاة النخل جريد

وس--لم علي--ه الل--ه صلى النبي أزواج بيوت أدخل : كنت قال عنه الله رضي الُحسن وعن عب--د بن الولي--د عه--د في الَّمس--ُجد في أدخلت وق--د ، بيدي سقفها فأتناول عثَّمان خالفة في

. لذلك الناس وبكى الَّملك حاله--ا على تركوها أنهم لوددت : " والله ذاك إذ عنه الله رضي الَّمسيب بن سعيد وقال

د�م الَّمدينة أهل من النشء ليراها الل--ه ص--لى النبي به اكتفى ما فيرى اآلفاق من القادم وي�ق�� ذلك فيكون ، حياته في وسلم عليه " . والتكاثر التفاخر ترك إلى داعيا

� الص--بر ذل--ك لك--ان إليهم تخ--رج ح--تى ص--بروا األع--راب ه--ؤالء أن ول--و وأج--در لهم خ--يرا ولم قص--د س--وء عن تص--در لم ال--تي ال--زالت هذه مثل : يغفر غفور فالله هذا . ومع بأمثالهم

: . ورحيم تُجرب--ة وال دين وال بعلم قب--ل من تهذب لم التي الُجافة الطبيعة تلك إال سببها يكن ب--اآلداب عب--اده به--ا ي--ؤدب خال--دة آي--ات الق--رآن من ي--نزل أنه رحَّمته . ومن هؤالء مثل يرحم

أن--ه رحَّمت--ه . ومن الشريفة الطباع وتتقبلها الكريَّمة النفوس ترضاها التي الرفيعة السامية يَّمين--ه مل--ك واألنفس ، الُجنة لهم بأن وأموالهم أنفسهم الَّمؤمنين من اشترى وتعالى تبارك

. شيء كل في عباده على الَّمتكرم الَّمتفضل فهو ذلك ومع األموال وكذا وجل عز كَّم--ا ، األم--ور عظ--ائم فيعلم ، العب--اد شؤون جَّميع في يدخل العظيم القرآن نُجد وهكذا

ال--بيوت دخول وطريق بل ، االستئذان وطريق النداء طريق علَّمهم حتى ، صغائرها إلى يوجه. والَّملَّمات الُحاجات في السؤال وطريق

� دققت : ما قال عبيد ابن عن حكي وقد . خروجه وقت في يخرج حتى عالم على بابا فيق--ف ، عن--ه الق--رآن ألخ--ذ بيته في أبي إلى : يذهب عنهَّما الله رضي عباس ابن وكان

. عنه الله رضي أ�بي� يخرج حتى يدق وال الباب عند على ورباه--ا ، الرفي--ع بأدب--ه وأدبه--ا ، وهذبها ، صقلها ، نفوسهم في القرآن فعل هكذا

الَّمنير بهديه وتهتدي بالقرآن تسترشد حتى النفوس تسَّمو ولن ، الطاهرة السَّماوية أخالقه .

: الخامسة اآلية ن�وا ال�ذ�ين� أي-�ها يا اء�ك�م� إن� آم� ق� ج� ت�ب�ي�ن�وا ب�ن�ب�أ فاس� يب�وا . أن� ف� � ت�ص� و�ما الة� ق� ه� وا ب�ُج� ب�ُح� ت�ص� ف�

ا ع�لى ع�ل�ت�م م� . ن�اد�مين ف�

توطئ----ة� تقرر ، كريَّمة آية هذه � أصال األخب--ار في ف--التثبت ، الُحي--اة في وأث--ره خط--ره له ، عظيَّما وأقواه--ا القواعد أمتن على الخالق صرح شاد الذي الدين هذا قواعد من ، نقلها في والصدق

الله صلوات عظيم نبي على نزل ، عظيم كتاب في عظيم . رب وأرساها األسس هذه وث�ب�ت ،. عليه وسالمه

مظاهر من ومظهر ، الكَّمال ودليل ، والرقي األخالق وعنوان ، الفضائل دعامة والصدق بين الثق-ة ويوط-د ، الُحق-وق رد يض-َّمن ال-ذي وه-و ، النفس-ي والس-َّمر واإلنس-انية الرجولة وال ، رج--ل وال ، ت--اجر وال ، ق--اض وال ، ح--اكم وال ، ع--الم عن--ه يستغني ال ، والُجَّماعات األفراد

� داموا ما ، كبير وال ، صغير . وال إمرأة اآلخرين مع فيه ويتعاملون ، مُجتَّمع في يعيشون جَّميعا .

. والَّمرسلين األنبياء صفات من وهو وجل عز الله صفات من والصدق� الله من أصدق : ومن تعالى قال . حديثا

� كان إنه إبراهيم الكتاب في : واذكر تعالى وقال � صديقا . نبيا . ف-إن وعال ج--ل ال-رحَّمن الرحيم أخالق من وهو ، الرفيعة الَّمنزلة هذه للصدق كان وإذا

� هذا ضد الكذب ، اإلنس--ان ب--ني من الش--يطان قادهم ومن ، الشيطان صفات من . وهو تَّماماد�ة الوجوه أصُحاب من وجعلهم حزبه إلى و� : تعالى . قال الَّم�س�

" . الكاذبون هم وأولئك الله بآيات يؤمنون ال الذين الكذب يفتري " إنَّما" . مسودة وجوههم الله على كذبوا الذين ترى القيامة : " ويم وقال

16

Page 17: نظرات في سورة الحجرات

وأث--ار ، غ--ارات من ش--ن وكم ، دماء من سفك ! وكم الَّمتُحابين بين الكذب فرق قد وكم العُجل--ة ورطت وكم ، وبنيه والوالد ، وأبيه والولد ، وأخيه األخ بين فرق قد وكم ونعرات، إضا�

وتعُجل--وا فرط--وا على ويتأس--فون ين--دمون وجعلتهم ، الظلم مه--اوي في فأسقطتهم أناسا� من وكم ، تص--ديقها في والتعُج--ل الكاذبة الخبار نتيُجة أهريق دم من . وكم مندم ساعة والت! قتلت ذنب بأي تعلم وال ، قتلت قد بريئة

تلقي في ال--دقيق . واالحتي--اط الفاس--ق خ--بر في ب--التثبت يأمرن--ا وتع--الى تبارك فالله من على ، ومتُج--نين ، ومخط-ئين ك-اذبين فنك-ون ، الك-اذب الفاسق بقول نُحكم لئال ، األخبار. عنه ونقلناه ، منه سَّمعناه ما خبر في والتأني التثبت قبل ، عليه حكَّمنا

الله أمر فقد ، متينة مُحكَّمة سليَّمة قواعد على الَّمُجتَّمعات بناء في أثر من للصدق ولَّما: تعالى فقال الكذب عن ونهى بالصدق

" . الصادقين مع وكونوا الله اتقوا آمنوا الذين أيها " يا الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول قال قال عنه الله رضي مسعود ابن عن الشريف الُحديث وفي

وم--ا " ، الُجن--ة إلى يه--دي وال--بر ، البر إلى يهدي الصدق . فإن بالصدق : " عليكم وسلم عليه� الله عند يكتب حتى ، الصدق ويتُحرى يصدق الرجل يزال الك--ذب فإن والكذب وإياكم ، صديقا ح--تى الك--ذب ويتُح--رى يكذب العبد يزال وما ، النار إلى يهدي الفُجور وإن ، الفُجور إلى يهدي� الله عند يكتب . ومسلم البخاري " . رواه كذابا

: " ق--ال وس--لم علي--ه الل--ه صلى النبي أن عنه الله رضي الصامت بن عبادة حديث وفي� لي اضَّمنوا وأدوا ، وعدتم إذا وأوفوا ، حدثتم إذا أصدقوا ، الُجنة لكم أضَّمن أنفسكم من شيئا

وابن أحَّمد اإلمام " . رواه أيديكم وكفوا ، أبصاركم وغضوا ، فروجكم وأحفظوا ، أؤتَّمنتم إذا. حبان

، بالص--دق ج--اء والس--الم الص--الة علي--ه اإلس--الم ورس--ول ، الصدق كلها اإلسالم ورسالةوا الَّمؤمنون برسالته وصدق د�ق� وا إذ ، عليهم الل--ه فأثنى عليه الله عاهدوا فيَّما . وص� بَّم--ا و�ف--� يهن--وا . ولم والثب--ات ، الع--دو لق--اء في . والشُجاعة الُحرب في الصبر . من الله عليه عاهدوا

� بدلوا . وما يستكينوا ولم هم أولئ-ك ب-ه وص-دق بالص-دق ج--اء : " وال-ذي تع-الى . ق-ال تبديال" . الَّمتقون

نُحب--ه قض--ى من فَّمنهم عليه الله عاهدوا ما صدقوا رجال الَّمؤمنين : " من تعالى وقال" . تبديال بدلوا وما ينتظر من ومنهم

" اآلية نزول " أسباب . دين--ار بن عيس--ى ح--دثنا س--ابق بن مُحَّم--د ح--دثنا الل--ه رحَّمه حنبل بن أحَّمد اإلمام قال

: يقول عنه الله رضي الخزاعي ضرار بن الُحارث سَّمع أنه حدثني في--ه . ف--دخلت اإلس--الم إلى ف--دعاني وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الل--ه رسول على قدمت

ف--أدعوهم إليهم ارج--ع الل--ه رس--ول : ي--ا وقلت بها فأقررت الزكاة إلى . ودعاني به وأقررت� الل--ه رس--ول ي--ا إلي� وترس--ل زكاته دفعت لي استُجاب فَّمن الزكاة وأداء اإلسالم إلى رس--وال ، ل-ه اس-تُجاب مَّمن الزك-اة الُح-ارث جَّم-ع فلَّم-ا ، الزكاة من جَّمعت بَّما . ليأتيك وكذا كذا إب�ان الرس--ول علي--ه . احتبس إليه يبعث أن وسلم عليه الله صلى الله رسول أراد الذي اإلبان وبلغوات . فدعا ورسوله تعالى الله من سخطة فيه حدث قد أنه الُحارث وظن يأته، ولم ر� قومه س�

� لي وق�ت ك-ان وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى الله رسول : إن لهم فقال رس-وله إلي يرس-ل وقت-ا من إال رس-وله حبس أرى وال ، الخلف الله رسول من وليس ، الزكاة من عندي كان ما ليقبض يتُحادثون وهم الُحال هذا وفي وسلم عليه الله صلى الله رسول نأتي بنا . فانطلقوا سخطة

. وجَّماعته الُحارث إلى الله رسول قبل من الَّمبعوث تأخير سبب في ويتذاكرون مُجتَّمعين الُح-ارث إلى معي-ط أبي ابن عقب-ة بن الولي-د وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى الل-ه رسول بعث

بعض بل--غ ح--تى ، عقب--ة بن الولي--د س--ار أن فلَّم--ا ، الزك--اة من جَّم--ع مَّما عنده كان ما ليقبضق� الطريق ر� : فقال وسلم عليه الله صلى الله رسول أتى حتى فرجع – خاف أي – ف�

البعث وبعث الل--ه رس--ول فغضب ، قتلي وأراد الزكاة منعني الُحارث إن الله رسول " يا عن وفص--ل البعث اس--تقبل إذا ح--تى بأص--ُحابه الُح--ارث . وأقب--ل عن--ه الله رضي الُحارث إلى

: ق--الوا ؟ بعثتم من إلى لهم ق--ال غش--يهم فلَّم--ا ، الُحارث هذا فقالوا الُحارث لقيهم الَّمدينة ف--زعم عقب--ة بن الولي--د بهث وسلم عليه الله صلى الله رسول : إن قالوا ؟ : ولم . قال إليك� بعث والذي ، : ال عنه الله رضي . فقال قتله وأردت الزكاة منعته أنك رأيت-ه م-ا ب-الُحق مُحَّمدا

17

Page 18: نظرات في سورة الحجرات

رس--ولي قت--ل وأردت الزكاة : " منعت قال الله رسول على الُحارث دخل . فلَّما أتاني وال بتة رس--ول علي� احتبس حين إال أقبلت وم--ا ، أت--اني وال رأيته ما بالُحق بعثك . والذي : ال " قال ؟

. ف--نزلت ورس--وله تع--الى الل--ه من س--خطة كانت يكون أن خشيت وسلم عليه الله صلى الله ، فت--بينوا بنب--أ فاس--ق جاءكم إن آمنوا الذين أيها : " يا الُحُجرات سورة من الكريَّمة اآلية هذه� تصيبوا أن " . نادمين فعلتم ما على فتصبُحوا بُجهالة قوما

: أخرى رواية في وقتادة عنه الله رضي مُجاهد وقال يتص--دقهم الَّمص--طلق ب--ني إلى عقب--ة بن الولي--د وسلم عليه الله صلى الله رسول بعث

. وأنهم قت-ادة . زاد لتقاتل-ك لك جَّمعت قد الَّمصطلق بني : إن فقال فرجع بالصدقة فتلقوه. اإلسالم عن ارتدوا قد

أن وأم--ره إليهم عن--ه الل--ه رضي الوليد بن خالد وسلم عليه الله صلى الله رسول فبعث� أتاهم حتى خالد . فانطلق يعُجل وال يتثبت � . أخبروا جاءوا فلَّما عيونه فبعث ليال رض--ي خال--دا

بن خالد أتاهم أصبُحوا . فلَّما وصالتهم أذانهم . وسَّمعوا باإلسالم مستَّمسكون أنهم عنه الله ف--أنزل الخ--بر ف--أخبره وسلم عليه الله صلى الله رسول إلى فرجع ، يعُجبه الذي فرأى الوليد

: اآلية هذه وتعالى تبارك الله. " اآلية فتبينوا بنبأ فاسق جاءكم إن آمنوا الذين أيها " يا: اآلية هذه في عنه الله رضي الُحسن اإلمام قال

م--ا القيامة يوم إلى لَّمرسلة إنها خاصة، القوم هؤالء في نزلت اآلية كانت لئن " فوالله". شيء نسخها

بخص--وص ال اللف--ظ بعَّم--وم الل--ه كت--اب في الع--برة . أن الَّمعروف--ة األصولية والقاعدة . السبب

، يتثبت أن الَّمرء . فعلى الثرى أطباق يَّمألون وأوان زمان كل في والكذابون والفساق أط--اع ف--إذا ، والت--بين بالتثبت اآلية بهذه الله أمره وقد ، أحد على بالُحكم يتعُجل . وال ويتأنى بالباط--ل الن--اس على الُحكم عاقب--ة في الوق--وع من نفس--ه على وأمن الل--ه عب--د فقد وتثبت

ب--ل ، وح--ده الك--ذب وتعَّمد الفسق ناحية من يُجيء ال األخبار خطر أن . على والبهتان واإلفك� الرجل يكون فقد ، أخرى نواح من يُجيء قد � ع-دال � أمين-ا يس-َّمع كي-ف يع-رف ال . لكن-ه ص-ادقا

. الكذب طائلة تُحت . فيقع الداء يُحسن وال ، السَّمع يُحسن . فال ينقلها كيف وال ، الخبار� الرجل يكون وقد إلى وينقله--ا الك--اذبين من األخب--ار إليه . فتدس غفلة ذو . ولكنه عدال

. الكاذبين أسر في كذلك فيقع الصدق ظن وعلى ، نية صفاء عن الغير السف مر مع – . ولكنها النفس وضبط ، الرجولة على تدل ، فضيلة األخبار في والتثبت

. يش--عرون ال حيث من األخب--ار تص--ديق في يقع--ون الن--اس وأكثر ، الناس عند كثيرة ليست –� الن--اس أش--د على تخفى ق--د وأس--اليب حي--ل الكذابين مهرة ولبعض � تثبت--ا ، وحكَّم--ة ، . وعقال� وإدراكا� م-ا أفت-ك من في-ه والك-ذب الدعاي-ة أس-لُحة أص-بُحت . وق-د هذا زماننا في . خصوصا ، وتص--قله وتزين--ه وتُجدمل--ه الكذب تهيئ ومطابخ ومصانع معامل للكذب أصبح بل ، به ن�ُحارب

� وتقدمه الدسم في سَّمه تدس ثم ش--باك في فت--وقعهم ، الن--اس من األبرياء للغافلين طعَّما علين-ا فيُجب ، واح-دة م-رة للخ-بر يتثبتون الَّمس رجال كان وإذا ، يشعرون ال حيث من الكذب

، العالق-ات بينن--ا وس--اءت الوش--ايات بينن--ا ك-ثرت وق-د ، وم--رة مرة ألف نتثبت أن اليوم نُحن والَّمخطط--ات الَّم--ؤامرات وبع--ل ، والدساسين والكذابين الخائنين بفعل ، سبأ أيدي وتقرقنا

أذن--ابهم من لفهم ل--ف� ومن والش--يوعية والص--هيونية االس--تعَّمار ضدنا حاكها التي الُجهنَّمية بالقسر شعوبها وحكَّموا ، اإلسالمية الَّمُجتَّمعات بعضهم ساد . حتى الخونة العَّمالء وخدامهم

الَّمتنبي: . قال األذالء العبيد وهم والقهرنفوسهَّم-وا من أناس كل سادات

م� األعب�-دث الَّمسلَّمين وسادة -ز� الق�� والناس وترت--اح أخالقهم لتستقيم الكريَّمة اآلية بهذه العَّمل إلى الُحاجة أشد في جَّميعا

هم ، الرفيع الخلق من الطراز بهذا للعَّمل الناس جَّميع من حاجة أشد هم . والذين ضَّمائرهم� ، األمور مقاليد بيدهم الذين ذل--ك . وي--ديئهم والرؤساء الكبراء من التثبت عدم يقع ما وكثيرا

ه--ذه تك--ون فق--د ، عظيم للخط--ر م--دخل . وه--و بط--انتهم عليهم تكذب أن استبعاد ناحية من� وأشدهم الناس أكذب من البطانة � حقدا الظلم طائل--ة في رئيس--ها فتوق--ع ، لآلخرين وحسدا. لها فريسة الَّمظلومين وتوقع ، األمور في والتسرع والكذب

18

Page 19: نظرات في سورة الحجرات

لتكَّمي--ل من--ه ب--د ال ال--ذي العظيم األدب – فت--بينوا بنبأ فاسق جاءكم إن – اآلية هذه وفي. عنها فتُجتنب والزلل الباطل مواطن ولتعرف ، به وتعَّمل الُحق لتعرف وإعدادها ، النفس

قبل باألخبار يعَّملوا أن ويُحذرهم الكامل األدب هذا إلى عباده يرشد وتعالى تبارك والله� يصيبوا لئال ، منها التثبت وقبل عنها، الكشف الكاذب--ة األخبار وبسبب ، الُجهالة بسبب أقواما

� تفيد ال التي م--ا على الُح--زن يالزمهم ، ن--ادمين ، آس--فين ذلك بعد فيصبُحوا العقالء عند علَّما يُح--ذق أن ب--الَّمؤمن ويُجدر ، الَّمستطاعة الوسائل بكل الخبر عن الكشف . فيُجب منهم فرط العُجل-ة وفي ، السالمة التأني . ففي ويتأنى عليها نفسه ويروض ، األخبار عن الكشف طرق

. والندامة األسف الخص--م جاءني : إذا قال أنه عنه الله رضي العزيز عبد بن عَّمر الراشد الخليفة عن روي

وأتثبت لخص--َّمه أسَّمع حتى ، مظلوم إنه وأقول له أحكم ال – مخلوعة – مفرغة عينه يده وفي ؟ ذاك عيني وخلع أفرغ . قد هذا . فلعل منه

والفاسق. فاسق جاءكم : إن تعالى قوله في� الك--اذب للخبر الُحامل سَّمي . وقد معصيته إلى تعالى الله طاعة من الخارج هو فاس--قا

وجل عز الله معصية فيه الذي الكذب إلى ، وجل عز الله طاعة فيه الذي الصدق من خرج ألنه. أمره ومُجانبة

� كان فيَّما تعورف ولكنه ، وبالكثير الذنوب من بالقليل الفسق ويقع من أعم وهو ، كثيرا . بعض-ها أو كله-ا بأحكام-ه أخ--ل� ثم ، وأقرب-ه الش-رع حكم ال-تزم لَّمن يق-ال ما . وأكثر الكفر� كان : " أفَّمن تعالى وقوله � ك-ان كَّمن مؤمنا أعم الفس-ق أن على " ي-دل يس-توون ال فاس-قا

. اإليَّمان به قابل ألنه الكفر من

والنبأ. وكبير خطير أمر عليه يترتب الذي ، العظيم الخبر هو إلى حاج--ة غ--ير في فهي ش--يء عليه--ا ي--ترتب ال التي التافه-ة أو الصغي-رة األخب-ار أما

. والتثبت التبين : " عم� تع--الى ق--ال حيث العظيم بالنبأ الَّمُحَّمدية الرسالة حادث سبُحانه الله وصف وقد" . مختلفون فيه هم الذي العظيم النبأ عن ؟ يتساءلون وأن ، خ--بر كل ويتبين ، شيء كل في الَّمرء يتثبت أن ، والُحيطة الُحكَّمة . فَّمن هذا ومع

� يكون ع-ز . فإن-ه عن-ه ونهانا ، الكذب من حذرنا . كَّما وتعالى تبارك الله . فإن حذر على دائَّما أنب--ائهم في ب--التثبت وأمرن--ا ، والك--ذابين الك--ذب تص--ديق من ح--ذرنا ، اآلي--ة ه--ذه في وج--ل

ج--اءكم : إن الفاسقين لفظ عليهم . وأطلق وموضوعها شكلها عن النظر بقطع ، وأخبارهم. بنبأ فاسق

. العالَّمين رب لله والُحَّمد إثم كل من السالمة الله نسأل

اللسان لَّمشاكل اإلسالم معالُجة-ا ذوي يغ-ني م--ا اآلث--ار من اللس--ان في ورد فق--د ، والك-ذب الص--دق آل--ة اللسان كان لَّم�. انُحرافاته في معه واالنُجراف آفاته في الوقوع عن السليَّمة العقول

الُج--رم ص--غير فإن--ه ، العُجيب--ة الغريب--ة ص--نعه ولط--ائف ، العظيَّمة الله نعم من واللسان . اللس--ان بش--هادة إال ، واإليَّم--ان الكف--ر يستبين وال ، والضرر النفع كثير الخطر عظيم ولكنه أو موج--ود من م--ا – الله رحَّمه الغزالي اإلمام يقول كَّما – أنه ثم والعصيان الطاعة غاية وهَّما

بإثب--ات ل--ه ويتع--رض يتناوله واللسان . إال موهوم أو مظنون ، مصروم أو متخيل وال ، معدوم ، مي--دان فيك--ل الش--يطان ب--ه س--لك العنان مرض وأهَّمله ، اللسان عذبة أطلق . ومن نفي أو

بلُج--ام قيده من إال اللسان شر من ينُجو وال البوار إلى واضطره ، هار جرف شفا إلى وساقه في غائلت-ه يخش-ى م-ا ك-ل عن ويكف-ه واآلخ--رة ال-دنيا في ينفع-ه فيَّما إال يطلقه فال الشرع. آجله أو عاجله

19

Page 20: نظرات في سورة الحجرات

� جبير بن سعيد عن ورد آدم ابن أص--بح : إذا قال وسلم عليه الله صلى النبي إلى مرفوعا وإن اس--تقَّمنا اس--تقَّمت إن فإنك فينا الله : اتق تقول أي اللسان تذكر كلها األعضاء أصبُحت

. اعوجُجنا اعوجُجت لن--ا يص--وره ، اإلنس--ان حي--اة في اللس--ان وأش--ر ، اللس--ان خطر لبيان تَّمثيل أروع وهذا

� ونطقه ، فكراص صَّمته كان الذي وسلم عليه الله صلى األمين الرسول � ونظره ، ذكرا . عبرا: ويقول يلبي الصفا على كان أنه عنه الله رضي مسعود ابن عن وروي

� قل ، لسان يا عب--د أب--ا : ي--ا له فقيل تندم أن قبل من تسلم شر عن واسكت ، تغنم خيرا الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول س--َّمعت ب--ل : ال فقال ؟ سَّمعته شيء أو تقوله شيء . أهذا الرحَّمن

. لسانه في آدم ابن خطايا أكثر : أن يقول وسلم عليه أن أراد ف--إذا قلب--ه وراء الَّم--ؤمن : لس--ان قال أنه وسلم عليه الله صلى النبي عن وورد

. بلسانه أمضاه ثم بقلبه تدبره بشيء يتكلم. قلبه يتدب�ره ولم بلسانه أمضاه بشيء هم� فإذا قلبه أمام الَّمنافق لسان وأن

ك--ثر ومن س--قطه ك--ثر كالم--ه ك--ثر : من علي--ه وس--المه الله صلوات الكريم النبي وقال. به أولى النار كانت ذنوبه كثرت ومن ، ذنوبه كثرت سقطه

الُجنة أهل من رجل: وسلم عليه الله صلى الله رسول قال قال كعب بن مُحَّمد عن جاء فق--ام س--الم بن الل--ه عب--د . ف--دخل الُجنة أهل من رجل الباب هذا من يدخل من أول أن

ترجو نفسك في عَّمل بأوثق : أخبرنا وقالوا بذلك فأخبروه الله رسول أصُحاب من أناس إليه. يعنيني ال ما وترك الصدر سالمة الله به أرجو ما أوثق وأن ، لضعيف : اني فقال به

أقس--ام أربع--ة إلى الكالم . قس--م االحياء كتابه في الله رحَّمه الغزالي اإلمام قسم وقد ضرر فيه ليس وقسم ، ومنفعة ضرر فيه وقسم مُحض نفع هو وقسم ، مُحض ضرر هو قسم

. منفعة وال تفي ال ومنفع--ة ض--رر في--ه م--ا وك--ذلك ، عنه السكوت من فالبد مُحض ضرر هو الذي أما. بالضرر

عين وه--و زم--ان تض--ييع ب--ه واالش--تغال فض--ول فه--و ض--رر وال في--ه منفع--ة ال م--ا وأم--ا. الخسران في--ه الرب--ع وه--ذا رب--ع وبقي ، الكالم أرب--اع ثالث--ة سقط فقد الرابع القسم إال يبقى فال

. النفس وتزكية ، والغيبة ، والتصنع ، الرياء دقائق من أثم فيه بَّما يَّمتزج إذ ، خطر: تعالى قال" . الناس بين إصالح أو معروف أو بصدقة أمر من إال نُجواهم من كثير� في خير " ال لَّمس--لم يسوغ فهل اللسان وآثار اللسان وخطر اللسان في ورد مَّما كثير من قليل هذا

لُحومهم ويأكل ؟ فيهم الله يتقي وال ، الناس أعراض في الكالم يلوك ويدعه لسانه يطلق أن األلس--نة بعض يص--يب والَّم--رض الوب--اء . إن--ه يعلَّم--ون ال وهم فيهم ويطعن ، غ--ائبون وهم

. هالكة قتيلة فيرديها

اللسان أمراض تع--الى قال كَّما يَّمرض . فالقلب األعضاء بقية تَّمرض كَّما يَّمرض اإلنسان في واللسان

� الله فزادهم مرض قلوبهم الَّمنافقين: " في في " يكذبون كانوا بَّما أليم عذاب ولهم ، مرضا .

القاتل-ة األم-راض ه-ذه أخط-ر من اللس-ان م-رض . ولعل تَّمرض والعين يَّمرض والعقل به--ا يصاب التي األمراض كل من حذرنا وتعالى تبارك والله الضعيف اإلنسان هذا تصيب التي

يصاب التي الَّمراض أنواع من نوع لكل الناجع الدواء وضع قد العظيم اإلسالم أن كَّما اللسان لكل والدواء بأسَّمائها وأسَّميها إليها أشير أن وحسبي تفصيلها مُحل هنا . وليس اللسان بها

أم-راض ومن وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى الل-ه رس-ول س-نة وفي وج--ل عز الله كتاب في مرض: اللسان

والُج--دال والَّم--راء ، اللس--ان وب--ذاءة ، والس--ب ، والفُحش ، والنَّميَّم--ة ، والغيب--ة ، الكذب ، الكالم في والتقع--ر والخصومة ، الباطل في والخوض ، الكالم وفضول ، يعني فيَّما والكالم

20

Page 21: نظرات في سورة الحجرات

وإفش--اء واالس--تهزاء ، والس--خرية والَّم--زاح ، الكالم في والتص--نع والتش--دق والطعن واللعن. الخ اللسانين وأصُحاب الكاذب والَّمدح ، الكاذب واليَّمين ، الكاذب والوعد ، السر

ال--ذي وه--و إنس--ان ك--ل يُحَّمل--ه ال--ذي اللسان هذا أمراض من هي إنَّما األمراض هذه كل فق--د تكلم ف--إذا ، لس--انه تُحت مخب--وء . فاإلنس--ان مالمُحه ويرسم اإلنسان هذا شخصية يُحدد

. جبن--ه أو . بش--ُجاعته بش--ره أو بخيره ، بُجهله أو بعلَّمه كذبه أو بصدقه للعيان وظهر انكشف وس--َّماه بس--ببها اآلي--ة ن--زلت التي الكذبة تلك لسانه على أظهر وخوفه عقبة بن الوليد وجبن

� وجل عز الله � تص--يبوا أن فت--بينوا بنب--إ فاس--ق ج--اءكم إن آمن--وا الذين أيها : " يا فاسقا قوم--ا" . نادمين فعلتم ما على فتصبُحوا بُجهالة

الك--ذب وهي الطبق--ات من كث--ير في عامة تكون تكاد االجتَّماعية أخالقنا في ناحية وهنا ، واجبة زيارة عناء . أو صديق عتاب من التخلص سوى لشيء ال والعَّمل والرواية الُحديث في� تكن لم أن--ك م--ع الَّم--رض ب--داعي ، دعوة تلبية عن فاعتذارك مُحتَّملة تبعة دفع أو . أو مريض--ا

. مكالَّمت--ه تُحب ال إنس--ان من تلف--وني ن--داء عند أو مقابلته تكره أحد زيارة عند ألهلك كقولك أهل--ك وجعلت ، التص--رف به--ذا كذبت فقد فيها موجود أنك . مع الدار في لست أني له قولوا

ال--ذي . والتَّم--ارض إفش--اءه تكره شيء عن التغاضي أو تعرفه ألمر تُجاهلك أو ، معك يكذبون. القبيل هذا من ذلك كل الناس بعض به يظهر

ال الُحقيق--ة في فهي ، أس--َّماؤها اختلفت وإن والتقي--ة والري--اء والَّمداهن--ة ، والَّمصانعة ه--و م--ا خالف على بشيء األخبار هو الكذب دام ما ، الكذب ميدان وهو الَّميدان هذا عن تخرج الَّم--رض ه--ذا أص-ناف ك-ل وليُح--اربوا الخط-رة الَّمزالق هذه الناس فليُحذر ، به العلم مع عليه الس--َّماوية الش--رائع جَّمي--ع عنه--ا ونهت مقته--ا خط--يرة ش--نعاء رذيل--ة وه--و الك--ذب ه--و الذي

. السليَّمة العقول جَّميع وأنكرتها

الكذب بها يُجوز مواضع والخ--يرات واليس--ر الرحَّم--ة ش--ريعة وهي الغ--راء اإلس--المية الش--ريعة لن--ا أج--ازت لق--د

ولُحم الَّميت--ة أك--ل للَّمض--طر أج--ازت كَّما للضرورة الَّمنهيات بعض ارتكاب لنا أجازت الُحسان : ق--الت عنه--ا الله رضي كلثوم أم عن ورد وقد الضرورات لبعض الكذب أجازت فقد ، الخنزير

: ثالث في إال الكذب من شيء في يرخص وسلم عليه الله صلى الله رسول سَّمعت ما – 3 ، الُح--رب في الق--ول يقول والرجل– 2 ، اإلصالح به يريد القول يقول الرجل– 1

. زوجها تُحدث والَّمرأة امرأته يُحدث والرجل فق--ال اث--نين بين أصلح من بكذاب : ليس عليه وسالمه الله صلوات الكريم النب-ي وقال

� أذاع – أنَّمى أو خيرا� صلى النبي أصُحاب من اثنين بين : وقع قال كاهل أبي عن وروي – خيرا يُحس--ن س--َّمعته فق--د ، ولفالن : مال--ك فقلت أح--دهَّما فلقيت ، تصارما حتى وسلم عليه الله

نفس--ي : أهلكت قلت . ثم اص--طلُحا ح--تى ذل--ك مث--ل ل--ه فقلت اآلخ--ر لقيت ثم ؟ الثناء عليك بين أص--لح كاه--ل أب--ا : ي--ا فق--ال وس--لم علي--ه الله صلى النبي . فأخبرت هذين بين وأصلُحت

ك--ل معناها وفي االستثناء صريح فيها ورد الثالث الَّمواضع فهذه بالكذب ولو أي – ولو الناس الرخص--ة ه--ذه تتع--دى ال أن على راجُحة ومصلُحة ، صُحيح مقصود غرض به ارتبط إذا عداها ما

. ضدها إلى انقلبت تعدت فإذا ، الضرورة حدود الكذب في

الَّمزاح في الكذب� هن--اك أن هن--ا ن--ذكر أن يفوتن--ا وال يختلق--ون ف--تراهم الَّم--زاح طب--ع عليهم يغلب أناس--ا في مُحض ك--ذب الَّم--ذاح من الن--وع . وه--ذا الن--اس بها ليضُحكوا والخرافات واألخبار القصص

: وسلم عليه الله صلى النبي قال عنه منهى وهو والعقل الشرع عرف. له ويل ، له ويل ، له ويل القوم به ليضُحك فيكذب يُحدث للذي ويل

وال الُج--د في ال يص--لح ال الك--ذب ف--إن والكذب : إياكم وسلم عليه الله صلى النبي وقال. الهزل في

الل--ه ص--لوات الن--بي فق--ال الص--غير الطفل مع حتى الكذب عن العظيم الشارع نهى بل. له يفي ال ثم صبيه الرجل يعد : ال عليه وسالمه

له-ا فق-ال خ--ذ تع-ال عبدالله : يا قائلة الصغير ابنها نادت جثَّمة أبي بنت يعلى أن وروي� قالت ؟ تعطينه : وما وسلم عليه الله صلى النبي كتبت تعطي--ه لم لو أنك : أما . فقال : تَّمرا

. كذبة لك

21

Page 22: نظرات في سورة الحجرات

على األبن--اء نش--أ لَّم--ا واألمه--ات اآلباء عليه سار لو وعظيم حكيم التربية في عالج وهذا. البهتان وكثرة واللعب الكذب

� البيت رب من آنسوا إذا الخدم وحتى البيت وربة فاألطفال � كذبا ه--ذا في جاوره وخداعا. الَّمضَّمار هذا على األنغام بأبشع وغنوا ، الَّمضَّمار عَّم--اد األس--رة رب يُجع--ل أن مثل األسرة في والسعادة والهدوء الراحة يضَّمن شيء وال أهل--ه وتعوي--د ، والعَّم--ل الق--ول في الُح--ق وتُح--ري واإلخالص الص--دق أس--رته ألفراد معاملته

ق--ول األم--ر في والحتي--اط بالوعد الوفاء على الُحض في ويعُجبن-ي ، الخالل هذه على وولده: يقول إذ عنه الله رضي الدؤلي األسود أبي

كن-ت الوعد وعدت وإذاكغارم

ك-اتبا وأحضر ب-ه أق-ر دين-ا� ما عل-ى أنف-ذه حت-ى

قلت--ه لنفس-ي به عل-ي وكفى

طالب-ا� منع-ت منعت وإذا منع-ا

بين-ا� العناء طول من وأرحت

الصاحبا

الَّم--دين يلتزم كَّما نفسه على وأكده وعده التزم بوعد آخر وعد : إذا عنه الله رضي فهو ال . أن--ه الَّمعل--وم أجل--ه في ينف--ذه ح--تى ك--اتب يد عن صك في وتسُجيله به باإلقرار دينه أداء

أحس إذا أن--ه ثم ب--ذلك الكفيل--ة هي نفس--ه فإن به الوفاء ولزوم بالوعد يذكره من إلى يُحتاج على قادر غير أنه وهلة أول من له بين وعده الذي بالوعد لصاحبه الوفاء عن العُجز نفسه من

ه--ذا وحب--ذا الَّمراجع--ة وطول والعناء التعب من صاحبه أراح قد بذلك ويكون ، واإلنُجاز الوفاء. الله رحَّمه الدؤلي األسود أبي من الكريم الخلق

الَّمزاح جواز على النف--وس من لكث--ير وتسلية مطايبة ففيه الكريم الشرع عنه ينه لم الصادق الَّمزاح

الص--ُحابة بعض يَّم--ازح وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الن--بي ك--ان وق--د االعت--دال ح--د يتُج--اوز ال أن� إال يقول ال عليه وسالمه الله صلوات ولكنه والصُحابيات الل--ه رض--ي الُحس--ن عن . روي حق--ا

لي أدع الل--ه رس--ول : ي--ا فق--الت وس--لم علي--ه الل--ه صلى النبي إلى عُجوز : أتت قال أنه عنه. بالَّمغفرة

: لها وقال وسلم عليه الله صلى النبي فتبسم .. فبكت عُجوز الُجنة يدخل : ال لها فقال� أنش--أناهن� : " إن--ا تعالى قوله قرأت أما يومئذ بعُجوز لست � فُجعلن--اهن� : إنش--اءا � أبك--ارا ب--ا ع�ر�" . أترابا�

� وسلم عليه الله صلى النبي إلى الصُحابة من رجل وجاء راحل--ة الرسول له يُجد أن طالبا ناقة ابن على : ألحَّملنك فقال الله رسول يا : احَّملني فقال والقتال الغزو الغزو إلى تُحَّمله علي--ه الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول فتبسم الله رسول يا الناقة ابن يُحَّملني : وكيف الرجل فقال ؟ الناقة ابن إال الُجَّمل : وهل له وقال وسلم

على القائم وسلم عليه الله صلى الُجَّميل النبيل مزاحه حوادث من الوافر الكثير وهناك. القلوب وتألف واإلخالص والصدق الُحب

أ�خ--ر�جت أم-ة خ--ير بُح--ق ك-انوا حتى السامية الرفيعة اآلداب بهذه الَّمسلَّمون تأد�ب ولقد. العالَّمين رب لله والُحَّمد للناس

: والسابعة السادسة اآلية: وتعالى سبُحانه الله قال

22

Page 23: نظرات في سورة الحجرات

ول� ف�يك�م أن� واع�ل�-َّم�وا س� ن� ك�ثير� ف�ي ي�ط�يع�ك�م ل�و� الله� ر� ر� م� ب�ب� الله� ولك�ن� ، ل�ع�ن�ت�م� األم� ح�ي�ن�ه� اإليَّمان� إل�ي�ك�م� ز� ل�وب�ك�م ف�ي و� ه� ق� ر� إل�ي�ك�م� وك�ر� وق� الك�ف� س� يان� والف� م� أولئ�ك� والع�ص� د�ون� ه� اش� الر�

، � ال ن� ف�ض� ة� الله� م� ك�يم� ع�ل�يم� والله� ، ون�ع�َّم� . ح� وأم--رهم ، الفاس--قين أخب--ار من الس--ابقة اآلي--ة في الَّمؤم--نين سبُحانه الله حذ�ر أن بعد� يصيبوا لئال فيها والتثبت بالتبي�ن . نادمين فعلوا ما على فيصبُحوا بُجهالة قوما

من ال--وحي يتلقى معهم وه--و بينهم الرس--ول أن إلى اآلي--ة هذه في سبُحانه هنا نبههم مع--روف ذل--ك ألن عليه وسالمه الله صلوات بينهم بوجوده الخبر ظاهر الَّمقصود وليس ، ربه

. بالعيانز وهو الخبر الزم الَّمقصود بل إن فإن--ه والبهتان الكذب من التام والُحذر والتوقي التُحر�

ش--يء عليه يخفى ال الله فإن السالم عليه الرسول على وحتى بل ، الناس على كذبكم خفي ال--وحي أن--زل كذبكم من شيء على اطلع . فإذا ألسنتكم به وتنطق أنفسكم به توسوس مَّما

على اطلعتم ال-ذي عقب-ة بن بالولي-د فع-ل كَّم-ا ك-ذبتم وبَّم-ا قلتم بَّما وفضُحكم رسوله على. رسولنا على أنزلناها التي آيتنا فضُحته حين أمره ونتيُجة مصيره

وس--المه الله صلوات األعظم ونبيهم الَّمؤمنين فإن األخرى الُجهة من وأما جهة من هذا ، الَّمفاس--د إلى ي--ؤدي الذي الكذب وعن الدنايا عن بعيدين يكونوا أن يُجب أظهرهم بين عليه ب--ه وي--ؤمن يُحبه بَّمن يليق وال ، وسلم عليه الله صلى النبي فيها يشترك قد ويالت إلى ويُجر

. الكذب إليه يؤدي الذي الخطر هذا مثل في يوقعه أن ويعظَّمه يق--ع أن يلي--ق ال فيَّم--ا الَّمُحبوب وقوع من االحتراس إلى يدعو اإلجالل وهذا الُحب وهذا

والذي لتصرفاتهم الَّمراقب الَّمرشد وجود على لهم تنبيه الله رسول فيهم بأن واإلعالم فيه ع--دم وإلى ، الطاع--ة إلى الُح--ديث ع--اد وبذلك ، وجل عز الله بأمر طاعته وتُجب ، اتباعه يُجب

س--ورة الَّمبارك--ة الس--ورة ه--ذه في آية أول موضوع وهو الُحكم في والتعُجل ، بالرأي السبق. الُحُجرات

ل--ه ومبين الله أمر مبلغ وسلم عليه الله صلى الرسول أن : هو الوجوب ذلك في والسر يؤي--ده حول--ه من ك--ل من ، ينفعه--ا وم--ا األم--ة بَّمص--الح وأدرى ، اإللهي--ة باألغراض أدرى وأنه

أن فيُجب ، الت--ابع مق--ام ومق--امهم ، الَّمتب--وع مق--ام ومقام--ه ، اإللهي الن--ور ويَّم--ده ال--وحي وجه--د عنت إي--اهم طاعته من لنالهم وأطاعهم انعكس األمر أن ولو ، يطيعهم أن ال ، يطيعوه. وهالك ومشقة

ي--وحى م--ا إال يتب--ع ال منصبه بُحكم وسلم عليه الله صلى الرسول ألن يكون ال ذلك ولكن بُحكم الَّمؤم--نين جَّماع--ة وألن ، اآلي--ة في عن--ه حديث يُجر لم معروف مبدأ وهذا ، ربه من إليه

نه ، ورس--وله بالل--ه اإليَّم--ان إليهم حبب الله ألن به يطالبون وال ذلك يرضون ال إيَّمانهم وحس--�ه ، بهم الصق فهو قلوبهم في م--ا ورك--وب الطاع--ة عن والخروج والفسوق الكفر إليهم وكر�

الفع--ل فع--ل ال--ذي كان ولو الُجَّميع يخاطب أن الكريم القرآن عادة جرت وقد ، عنه الله نهى� ، البعض يفعل--ه م--ا وأن األع--داد ك--ثرت وإن متص--لة وح--دة يع--دون الَّمس--لَّمين ان على تنبيها مص--طفى مُحَّم--د للش--يخ الُحُج--رات س--ورة تفس--ير راج--ع الُجَّمي--ع عن صادر ي�عد� منهم البعض

تفسيره: في الله رحَّمه كثير ابن اإلمام قال الله رحَّمه الَّمراغي الل--ه رسول أظهركم بين أن اعلَّموا أي" الله رسول فيكم أن : " واعلَّموا تعالى قوله منكم عليكم وأش--فق بَّمص--الُحكم أعلم فإن--ه ألمره وانقادوا ، معه وتأدبوا ، ووقروه فعظَّموه

من ب--الَّمؤمنين أولى : " النبي وتعالى تبارك الله قال كَّما أنفسكم رأيكم من أتم فيكم ورأيه في يطيعكم : " ل--و فقال مصالُحهم مراعاة إلى بالنسبة سخيف رأيهم أن بي�ن ثم" أنفسهم

وح--رجكم عنتكم إلى ذل--ك ألدى تختارون--ه م--ا جَّميع في أطاعكم لو أي" لعنتم األمر من كثير فيهن ومن واألرض الس--َّموات لفس--دت أه--واءهم الُحق اتبع " ولو: وتعالى سبُحانه قال كَّما . " معرضون ذكرهم عن فهم بذكرهم آتيناهم بل

إلى حبب--ه : أي" قل--وبكم في وزين--ه اإليَّم--ان إليكم حبب الل--ه " ولكن: تع--الى وقول--ه اإليَّم--ان لهم ي--زين إذ الَّمؤم--نين على الل--ه نعَّم--ة من وه--ذه ، قل--وبكم في وحسنه ، نفوسكم� ي--رى ق--د اإلنسان فإن ، عليه ويثبتهم قلوبهم في ويركزه والعكس بالُحس--ن ليس م--ا حس--نا� يرون--ه وجعلهم عليه وثبتهم قلوبهم في اإليَّمان هذا زين الله فإن لذا ، كذلك بالعكس حس--نا

عنه الله رضي أنس عن قتادة عن : ورد الله رحَّمه أحَّمد اإلمام . قال بدونه لهم يُحياة ال وأنه ، القلب في واإليَّم--ان عالني--ة : اإلس--الم يق--ول وس--لم عليه الله صلى الله رسول : كان قال. ههنا التقوى ، ههنا : التقوى يقول ثم مرات ثالث صدره إلى بيده يشير ثم قال

23

Page 24: نظرات في سورة الحجرات

ه . " والعصيان والفسوق الكفر إليكم " وكر� الَّمعاص--ي جَّمي--ع يشَّمل والعصيان ، الكبار الذنوب وهي والفسوق الكفر إليكم بغ�ض أي

. النعَّمة لكَّمال تدريج وهذا نق-ل وق-د ، الص-غائر على والعص-يان ، الكب-ائر على الفسوق حَّمل من الَّمفسرين ومن

الك--ذب على الفس--وق حَّم--ل . ول--ذلك : الك--اذب كل--ه الل--ه كت--اب في : الفاس--ق زي--د أبي عن. باألركان اإلخالل على والعصيان

االلتف--ات طري--ق على الكف--ر إليهم وك-ره اإليَّمان إليهم حبب من سبُحانه الله وصف ثم ذل--ك فعل أنه وبين ، إليه الَّمهتدون ، والكَّمال والخير الُحق طريق السالكون الراشدون بأنهم س-َّمي الُح--ق ج--انب من ص-دوره إلى نظ-ر إذا الفع-ل : ان قيل . وقد عليهم ونعَّمة منه فضال�. نعَّمة سَّمي العبد إلى وصوله إلى نظر وإذا ، فضال�

أه--ل ه--و ومن والَّمس--يء منهم وبالَّمُحس--ن الخل--ق ب--أحوال عليم وتع--الى تب--ارك والله� ليس ومن لفضله . مواضعها في األشياء يضع وجل عز حكيم وهو ، للفضل أهال

أه--ل وهم ، رش--دهم الل--ه أتاهم الذين الصفة بهذه الَّمتصفون" الراشدون هم " أولئك حكيم ، الغواي--ة يس--تُحق مَّمن ، الهداي--ة يستُحق بَّمن أي عباده بأحوال عليم فالله الرشد لهذا� وعال جل وقدره وشرعه وأفعاله أقواله في � علوا : ح--د�ثنا الل--ه رحَّمه أحَّمد اإلمام . قال كبيرا

أبيه عن الزرقي رفاعة أبي عن الَّمكي أيَّم-ن بن الواحد عبد حدثنا الغزاري معاوية بن مروان : وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول ق--ال الَّمش--ركون وانكف--أ – أحد – يوم كان : لَّما قال

� خلفه فصاروا وجل عز ربي على أثني حتى استووا : وسلم عليه الله صلى فقال صفوفا لَّمن ه-ادي وال ، قبض-ت لَّم-ا باس-ط وال بسطت لَّما قابض ال اللهم ، كله الُحَّمد لك اللهم

لَّم--ا مق--رب وال ، أعطيت لَّم--ا م--انع وال ، منعت لَّم--ا معطي وال ، ه--ديت لَّمن مضل وال أضللت. قربت لَّما مباعد وال ، باعدت

. ورزقك وفضلك ورحَّمتك بركاتك من علينا أبسط اللهم ي--وم النعيم أس--ألك إني اللهم ي--زول وال يُح--ول ال الذي الَّمقيم النعيم أسألك إني اللهم

. الخوف يوم واألمن ، العيلة. منعتنا ما شر ومن أعطيتنا ما شر من بك عائذ إني اللهم والعص--يان والفس--وق الكف--ر إلين--ا وك--ره ، قلوبن--ا في وزين--ه اإليَّم--ان غلينا حبب اللهم

. الراشدين من واجعلنا. مفتونين وال خزايا غير بالصالُحين وألُحقنا ، مسلَّمين وأحينا مسلَّمين توفنا اللهم رج--زك عليهم واجع--ل س--بيلك عن ويص--دون رس--لك يك--ذبون ال--ذين الكفرة قاتل اللهم

. الُحق إله الكتاب أوتوا الذين الكفرة قاتل اللهم ، وعذابك بُجناب--ه نل--وذ وأن الل--ه إلى اللُج--وء وسلم عليه الله صلى األعظم الرسول يعلَّمنا وهكذا

. شيء كل وسعت التي رحَّمته باب نطرق وأن حاالتنا كل في إلى به--ا والعل--و بتربيته--ا وتزكيته--ا البش--ر نف--وس إلص--الح ج--اء الذي العظيم واإلسالم

نُحو واقترابها ، تشريعاته من القصوى الغاية كلها لإلنسانية أوضح ، اإلنساني الكَّمال منتهى ورب الع--الَّمين ورب واألرض السَّماوات رب وعال جل الله هو الَّمثل هذا وكان ، األعلى الَّمثل

والق--وة ، الخ--ير مع--اني ك--ل ونستَّمد ، عليه ونتوكل ، عليه ونعتَّمد ، به نلوذ ومليكه شيء كل. سبُحانه منه والبطولة . " مبين نذير منه لكم إني الله إلى " ففروا: تعالى قال� الَّمسلم كان فقد لذا � ، الله ذاكرا � وإحسانه فضله شاكرا حاالته كل في وجل عز له حامدا

عن--ه نقلن--اه الذي الدعاء هذا مثل وسلم عليه الله صلى النبي عن أثر وقد ، تصرفاته وجَّميع ، ال--دعاء من البليغ--ة الصيغ من الرائع الكثير وسلم عليه الله صلى عنه أثر . كَّما أحد غزوة بعد

وحقيره--ا وعظيَّمه--ا وكبيره--ا ص--غيرها األح--وال كل في والتُحَّميد والتسبيح والشكر والذكر. أحواله كل على الله ويذكر عليه وسالمه الله صلوات النبي كان وقد

ي--ذكر وسلم عليه الله صلى الله رسول : كان قالت عنها الله رضي عائشة عن ورد وقد. أحيانه كل على الله

أم--ر وق--د العظيم الق--رآن آي--ات من كثير في فضله وبيان منه واإلكثار به األمر ورد كَّما� الله اذكروا آمنوا الذين أيها : " يا الَّمؤمنين به وجل عز الله � ذكرا وأص--يال بكرة وسبُحوه كثيرا

" .

24

Page 25: نظرات في سورة الحجرات

والَّمؤمن--ات والَّمؤم--نين والَّمس--لَّمات الَّمسلَّمين . " إن األحزاب سورة في تعالى وقال والخاش---عين والص---ابرات والص---ابرين ، والص---ادقات والص---ادقين والقانت---ات، والق---انتين

ف--روجهم والُح--افظين ، والص--ائَّمات والص--ائَّمين والَّمتص--دقات والَّمتص--دقين ، والخاش--عات� الله والذاكرين والُحافظات � مغفرة لهم الله أعد ، والذاكرات كثيرا � وأجرا " . عظيَّما

الل--ه : ق--ال ق--ال رب--ه عن وسلم عليه الله صلى الكريم النبي يرويه قدسي حديث وفي في ذكرته نفسه في ذكرني فإن ، ذكرني إذا معه وأنا ، بي عبدي ظن عند : أنا وتعالى تبارك

. عليه . متفق منه خير مأل في ذكرته مأل في ذكرني وإن نفسي� أن عنه الله رضي بشر بن عبدالله عن وورد : قال رجال

: ال ق--ال ، ب--ه أتش--بث بش--يء ف--أخبرني علي كثرت قد اإلسالم شرائع إن الله رسول يا� لسانك يزال . الترمذي . رواه الله ذكر من رطبا

علي--ه الل--ه ص--لى الك--ريم الن--بي يقول الله رحَّمه مسلم اإلمام يرويه الذي الُحديث وفي ون--زلت الرحَّم--ة وغش--يتهم ، الَّمالئك--ة حفتهم إال عزوج--ل الل--ه يذكرون قوم يقعد : ال وسلم. عنده فيَّمن الله وذكرهم ، السكينة عليهم

تتطل--ع عظيَّم--ة منزل--ة وتل--ك الَّمالئك--ة بهم الل--ه يباهي الله لذكر تُجلس التي والُجَّماعة. الخاضعين الخاشعين والذاكرين الله الشاكرين الصادقين الَّمؤمنين نفوس إليها

في حلق--ة على معاوي--ة : خ--رج ق--ال عن--ه الل--ه رض--ي الخ--دري س--عيد أبي ح--ديث ففي لم أني : أم--ا ق--ال ، ذاك إال أجلس--نا م--ا والل--ه ق--الوا ؟ ذاك إال أجلس--كم : م--ا فق--ال الَّمس--ُجد

عن--ه أق--ل وس--لم عليه الله صلى الله رسول من بَّمنزلتي أحد كان وما ، لكم تهَّمة أستُحلفكم : م--ا فق--ال أص--ُحابه من حلق--ة على خ--رج وسلم عليه الله صلى الله رسول . وأن مني حديثا�

أني : أما قال علينا به ومن لإلسالم هدانا ما على ونُحَّمده الله نذكر : جلسنا قالوا ؟ أجلسكم. الَّمالئكة بكم يباهي وجل عز الله أن فأخبرني جبريل أتاني ولكنه لكم تهَّمة أستُحلفكم لم

. والنسائي والترمذي مسلم رواه قلوبنا في ويزينه اإليَّمان إلينا يُحبب أن الله فنسأل العبادة مخ وهو الدعاء يفعل وهكذا

. العالَّمين رب لله والُحَّمد ، والعصيان والفسوق الكفر إلينا يكره وأن ،

: الثامنة اآلية تان� وإن� ن� ط�ائ�ف� ن�ين� م� ت�ت�لوا الَّمؤم� وا اق� َّما فأصل�ُح� داه�َّما ب�غ�ت� فإن� ، ب�ي�ن�ه� األخ�رى ع�لى إح�

ت�ى ت�ب�غ�ي التي ف�قات�لوا ر� إلى ت�فيء� ح� م�ط�وا ، بالع�د�ل� ب�ي�ن�هَّما فأصلُحوا فاءت� فإن� ، الله أ� وأق�س�

ب� الله� إن� طين� ي�ُح� س� . الَّم�ق� وعال ج-ل وإحس-انه ، ينقط-ع ال علي-ه وفض-له ، ينض-ب ال الَّمسلَّمين على الله نعم فيض�

ومالئكت--ه وبكتاب--ه ب--ه مؤم--نين ، أم--رهم ل--ه ، مس--لَّمين وجعلهم الله خلقهم مذ بهم موصولاآلخر. وباليوم وشره خيره وبالقدر

� باإلسالم أكرمهم فقد � دينا � ، ونظاما � وأخالقا � وسياسة وحكَّما � وعقال . وعلَّما� وسلم عليه الله صلى بَّمُحَّمد وأكرمهم � نبيا � ، وهاديا � ومبشرا � ونذيرا بإذنه الله إلى وداعيا

� وسراجا� . منيرا� العظيم بالقرآن وأكرمهم � دستورا � خال--دا � ونظام--ا � مُحكَّم--ا � وبرهان--ا � وض--ياء ن--يرا س--اطعا

. السبيل سواء إلى يهديهم ... بينهَّم--ا فأصلُحوا اقتتلوا الَّمؤمنين من طائفتان : " وإن الكريَّمة اآلية بهذه وأكرمهم

" . � فُجعلهم وإص--الح خ--ير دع--اة ، الُحق على شهداء ، بالقسط قوامين ، العدل على حراسا

ب--الَّمعروف آمرين ، مصلُحين صالُحين ، وإفساد شر دعاة ال ، وبناء وإصالح خير دعاة ال ، وبناء. الَّمنكر عن ناهين ،

من ال--درجات ه--ذه ويَّمنُح--ه الرفي--ع الَّموض--ع ه--ذا في تع--الى الل--ه يض--عه من ح-ق ومن ال--واجب له--ذا تلبية يَّملك ما كل يقدم وأن ، الَّمقام لهذا نفسه يعد أن ، الَّمقام وعلو الشرف

. الَّمقدس مُحق-ة نفس-ها ترى وكلتاهَّما ، عليهَّما دخلت لشبهة الَّمؤمنين من طائفتان اقتتلت فإذا

من ألن ، الص--واب وطري--ق الُح--ق مراش--د على وإطالعهَّم--ا الش--بهة هذه إزالة وجب ، صادقة

25

Page 26: نظرات في سورة الحجرات

الَّمس--لَّمين على ف--وجب طري--ق من س--لك فيَّم--ا إال الرش--د ي--ر ولم السبل عليه عَّميت خاصم. مسالكه عليه عَّميت طريق في يتيه لئال حد�ه عنه وإيقافه هدايته

ب--ه ونصُحتا إليه هديتا بَّما تعَّمال ولم والعناد والغواية الشطط متن الطائفتان ركبت فإن� وحوربتا الظالَّمتين الباغيتين حكم في اعتبرتا ا والس--داد الص--واب إلى تع--ودا حتى معا ويكف--�

. وتخليص وإنُجاد لهَّما نصر وذلك ، والغواية الُحرب عن وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى الل-ه رسول أن عنه تعالى الله رضي أنس عن الصُحيح في ثبت

� أخاك : " انصر قال � أو ظالَّما � نص--رته . ه--ذا الل--ه رس--ول : يا قلت ، مظلوما فكي--ف ، مظلوم--ا� أنصره إي�-اه". نصرك فذاك ، الظلم من : تَّمنعه وسلم عليه الله صلى قال ؟ ظالَّما

اآلية نزول سبب يق--ال األنص--ار من رجل عنه: كان تعالى الله رضي السدي قاله ما نزولها سبب في ذكر

زوجه--ا فُحبس--ها أهله--ا ت--زور أن الَّم--رأة وأرادت ، زي--د أم تدعى امرأة له وكانت : عَّمران، له. أهلها من أحد عليها يدخل ال له علية في وجعلها

فُج--اء بأهله الرجل فاستعان ، بها لينطلقوا وأنزلوها فُجاءوا ، قومها إلى الَّمرأة فبعثت فنزلت واقتتلوا وتضاربوا بالنعال واجتلدوا فتدافعوا أهلها وبين الَّمرأة بين ليُحولوا عَّمه بنو

رسول إليهم " فبعث بينهَّما فأصلُحوا اقتتلوا الَّمؤمنين من طائفتان : " وإن اآلية هذه فيهم. تعالى الله أمر إلى وفاءوا بينهم وأصلح وسلم عليه الله صلى الله

، والنف--ر النفر أو ، الرجلين في اآلية : أن عنهَّما تعالى الله رضي عباس ابن عن وروي يقض--وا أن الَّمس--لَّمين أئَّم--ة تع--الى الله فأمر ، يقتتالن ، اإلسالم أهل من والقبيلة القبيلة أو

. والدية العقل وإما ، والقود القصاص : إما كتابه في تعالى الله أنزله الذي بالُحق بينهم حتى الظالم على الَّمظلوم مع الَّمسلَّمون كان ، ذلك بعد األخرى على إحداهَّما بغت فإن

. الله بُحكم يرضى ال الَّم--ؤمن أن على الك--رام األئَّمة من وغيره البخاري اإلمام استدل الكريَّمة اآلية وبهذه

وتع-الى تب-ارك الل-ه ق-ول ذلك على ودليلهم ، عظَّمت وإن معصية ارتكب إذا إيَّمانه عن يخرج مع مؤمنين وتعالى سبُحانه الله سَّماهم حيث" الَّمؤمنين من طائفتان " وإن: اآلية هذه في

. بينهم فيَّما االقتتال وهي الَّمعصية لتلك ارتكابهم بك--ر أبي عن الُحسن حديث من الله رحَّمه البخاري صُحيح في ثبت ما السنة من ودليلهم

� خطب وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول : أن قال عنه تعالى الله رضي على ومع--ه يوم--ا أخ--رى الن--اس وإلى م--رة إلي--ه ينظ--ر فُجع--ل عنهَّم--ا تع--الى الله رضي علي بن الُحسن الَّمنبر

من عظيَّم--تين فئ--تين بين ب--ه يص--لح أن تع--الى الل--ه ولع--ل ، س--يد ه--ذا اب--ني : " إن ويق--ول" . الَّمسلَّمين الش--ام أه--ل بين ب--ه تع--الى الله وأصلح وسلم عليه الله صلى الله رسول قال كَّما فكان

ومن البخ--اري اإلم--ام الل--ه ورحم الَّمفُجع--ة والوق--ائع الطويلة الُحروب تلك بعد العراق وأهل الَّمعتزل-ة من ت-ابعهم ومن الخ-وارج بق-ول أخ-ذنا فل-و وإال ، الُحس-ن ال-رأي ه-ذا في ش-ايعه

من بأي--دينا يبقى فكم ، معص--ية ارتكب إذا إيَّمان--ه عن الَّم--ؤمن خ--روج إلى الَّم--ؤدي ونُح--وهم من بأي--دينا يبقى وكم ؟ ال--ركب غاص--ت ح--تى الَّمعاص--ي في غرق--وا وق--د الي--وم مس--لَّمي ي--رون أص-بُحوا حتى – تقدير أقل على الناس أكثر أو – الَّمعصية الناس استَّمرأ وقد الَّمؤمنين

� الَّمنك-ر � والَّمع-روف معروف-ا � يرع-وا فلم ش-قوتهم عليهم وغلبت منك-را � وال لدي-ه حق-ا عه-دا¡ وال لرسول العلي بالل--ه إال ق--وة وال ح--ول وال الل--ه هو فالَّمستعان الناس من ألحد ذمة وال إال. العظيم

، ط--ائف جَّمع وهي ، منه القطعة الشيء ومن ، منهم الُجَّماعة هي الناس من والطائفة. فقط الواحد بها فيراد ، الواحد عن بالُجَّمع يكنى وقد

والفساد والُجناية الظلم بَّمعنى ويأتي الصلح وإباء واالستطالة الُحد تُجاوز : هو والبغي. فساد على اندمل أي بغي على جدرحه : برئ يقال ،

. رجعت أي فاءت فإن ، مُحَّمودة حالة إلى : الرجوع والفيأة والفيء إن الَّمكاف--أة في والَّمس--اواة س--واء على التقس--يط وه--و ، والُج--ور الظلم : ضد والعدل

� وإن فخير خيرا� . فشر شرا باإلحس--ان مقابلته . أو منه بأقل الشر ومقابلة ، منه بأكثر الخير مقابلة : هو واإلحسان

. اإلساءة ضد وهو

26

Page 27: نظرات في سورة الحجرات

ف--أعطى ع--دل إذا وأقس--ط غ--يره قس--ط فأخذ جاء إذا ، الرجل : قسط اللغة في ويقال. بالعدل غيره قسط

اإلم--ام فعلى الَّمس--لَّمين من جَّمع--ان أو اثن--ان اقتت--ل : إذا الكريَّم--ة اآلي--ة معنى فيكون. بينهم التفاهم سوء وإزالة وبالنصح ، فيه بَّما والرضاء الله حكم إلى بالدعاء بينهَّما اإلصالح

الَّمعتدين مُحاربة جَّماع--ة على وجب ، لهم إم--ام في--ه وليس الَّمس--لَّمين س--لطان إليه يَّمتد ال بلد وجد فإذا

في معروف--ة ناف--ذة تص--رفات الَّمس--لَّمين ولُجَّماع--ة ، اإلم--ام على واجب ه--و م--ا الَّمس--لَّمين� الله جعله ما الطائفتين إحدى تعدت فإن ، الفقه كتب من مواضعها كتاب--ه في خلقه بين عدال

كتاب حكم إلى ترجع حتى الباغية الطائفة الَّمسلَّمون يقاتل ذاك إذ ، الُحق بغير العلو وطلبت وال واإلنص--اف بالعدل األخرى الطائفة وبين بينها أصلح القتال بعد رجعت فإن ، وجل عز الله

وي--أمن ، الض--غينة ل--تزول بالع--دل اإلص--الح من الب--د بل القتال عن والكف بالَّمُحاجزة يكتفي يُحب وتع--الى تب--ارك . والل--ه والخص--ام القت--ال إلى واإلص--الح الص--لح بع--د رجوعهَّم--ا الن--اس

بين وأقس--طوا ع--دلوا ألنهم الُج--زاء بأحس--ن مُج--ازاتهم تس--تلزم لهم ومُحبت--ه ، الَّمقس--طين. تعالى إليه العبد يتقرب ما أقرب من تعالى الله عند والعدل ، الناس

وأذعنت الُحرب عن وكفت القتال عن أيديها قبضت فإذا قاتلت ما تقاتل الباغية والفئة في أخ--وة ف--الُجَّميع فيء يقسم وال ، هارب يطلب وال أسير يقتل وال جريح على لها يُجهز فال

� الفئت--ان بغت . وإن اإليَّم--ان ص--فهم ويوح--د اإلس--الم بينهم يُجَّم--ع الل--ه بينهَّم--ا أص--لح مع--ا لم . ف--إن القت--ال عن والك--ف والَّمص--الُحة للَّموادع--ة كافل--ة الَّمسلَّمون يراها التي بالطريقة األرض في فس--اد البغي ألن مع--اص مقالتهَّم--ا وجبت والقت--ال الظلم على وأقامت--ا تتُح--اجزابه. ويأمر تعالى الله يُحبه الذي العدل على وتعد� اإلسالم سنن عن وخروج

والنظام العدل حَّماة الَّمسلَّمون ، واإلحس--ان بالع--دل لتعَّم--ر والفس--اد البغي من األرض يطه--روا أن الَّمس--لَّمين وعلى

في الل--ه حكم يق--ام حتى عين لهم تغَّمض ال الَّمصلُحون الله وجند العدل حراس فالَّمسلَّمون ألحد فليس ، والخلود والسعادة ، والَّمُجد والُحرية للعدل ضَّمان وحده الله حكم ففي ، األرض

وهو ، أجَّمعين الناس على وتعالى تبارك لله – السلطان كل – السلطان إذ ، أحد على سلطان. العادلين الَّمقسطين وحب بالعدل يأمر العادل

علي-ه الل-ه ص-لى الل-ه رسول : أن قال عنهَّما تعالى الله رضي عَّمر بن الله عبد عن ورد بَّم-ا وج-ل ع-ز ال-رحَّمن يدي بين لؤلؤ من منابر على الدنيا في الَّمقسطين : " إن قال وسلم

" . الدنيا في أقسطوا عن--د : " الَّمقس--طون قال وسلم عليه الله صلى النبي عن عنهَّما تعالى الله رضي وعنه

حكَّمهم في يع--دلون ال--ذين ، الع--رش يَّمين على ن--ور من من--ابر على القيام--ة يوم تعالى الله" . ولو وما وأهاليهم

� مبدأ اإلسالم قرر الكريَّمة اآلية هذه ففي وش--رع االجتَّم--اعي الع--دل مب--ادئ من عظيَّما� نظاما� . وكف--ل الَّمس--تقيم والقس--طاس والع--دل بالُحق اإلسالمي التناصر مبادئ من مُحكَّما

مُجتَّم--ع في ليعيش--وا واإلك--دار الخالف--ات إزال--ة على والتع--اون واالس--تقرار الَّمن حي--اة لهم. والوئام الَّمُحبة وتكلله السالم يسوده

� تُجدون هل الوضعية القوانين سلو اإلس--الم قرره الذي كهذا االجتَّماعية للسالمة قانونا لُحَّماي--ة األنظَّم--ة من فيه--ا تُج--دون هل الفكرية الَّمبادئ واستنطقوا عام وأربعَّمائة ألف منذ

ال--تي الدقيق--ة النظم كه--ذه الَّمظل--ومين حق--وق عن وال--دفاع الباغين، شوكة وكسر العدالة� الَّمسلَّمين على وأوجبتها اآلية هذه قررتها � الَّمسلَّمون به يدين دينا من--ذ ب--ه يُحكَّم--ون ونظاما

� عشر أربعة . الزمان من قرنا� رحَّم--ة للن--اس أنزلها التي الكبرى وكلَّماته الله آية العظيم القرآن إن يش--ير مَّم--ا وبيان--ا

أب--د تنقض--ي ال وعُجائب--ه األزم--ان آخ--ر إلى تَّمت--د معُجزات--ه فكانت الكريم القرآن معُجزة إلى وب--ديع عظَّمة من خاشعة واجفة تقف فالقلوب الرد كثرة على تخلق وال تبلى ال وآياته الدهر� فيه لوجدوا الله غير عند من كان ولو آياته ودقيق نظامه � اختالفا العظيم الل--ه . وص--دق كثيرا

� لرأيته جبل على القرآن هذا أنزلنا : " لو يقول إذ � خاشعا : " . ويق--ول الله خشية من متصدعا

27

Page 28: نظرات في سورة الحجرات

على أن--ه بربك يكف أولم الُحق أنه لهم يتبي�ن حتى أنفسهم وفي اآلفاق في آياتنا " سنريهم" . شهيد شيء كل

: التاسعة اآلية ن�ون� إن�َّما ة� الَّم�ؤم� و� وا إخ� ل�ُح� ي�ك�م ب�ي�ن� فأص� و� وا أخ� َّم�ون ل�ع�ل�ك�م� الله� وات�ق� ح� . ت�ر�

� تقرر عظيَّمة آية من ب--ه الل--ه أم--ر لَّما تقرير فهي ، العظيم اإلسالم هذا أصول من أصال أواص-ر من أهل--ه بين عق--د اإليَّم--ان أن ذل--ك ، ل--ه وتعلي--ل الَّمؤمن--تين الطائفتين بين اإلصالح. النسبية األخوة أواصر على ويفضل يفوق ما اإلسالمية األخوة

من أخ--وين بين قت--ال نش--ب إذا للص--لح ويهب--وا ينهض--وا أن الناس بين العادة جرت وقد األك--دار يزيل--وا ح--تى بال لهم يرتاح وال ، انكسر ما ويُجبروا انهدم ما يبنوا حتى القرابة أخوة

. والنقاء الصفاء إلى اإلخاء جو ويعيدوا

إسالمية إخوة لنه-ا الَّمؤم-نين من الَّمتخاص-َّمين بين ويصلح لها ي�هتم أن وأجدر بذلك أحق الدين وإخوة

سَّماوات سبع فوق من األخوة هذه عقد الذي هو وجل عز . والله تعالى الله كتاب بنص أخو�ة. وظلَّمت وسطت قويت مهَّما بشر يد تُحله ال وتعالى تبارك الله عقده وما

� قررت وكأنها جاءت أنها الكريَّمة اآلية هذه أمر عُجيب ومن � أم--را � واقع--ا ال من--ه مفروغ--ا العق--د ه--ذا عن أخ--بر وهك--ذا ، الل--ه حكم هكذا " ، إخوة الَّمؤمنون : " إنَّما فقالت يصد وال يرد

وتباع-دت لغ-اتهم وتب-اينت أجناس-هم اختلفت مهَّم-ا الَّمؤم-نين بين الس-َّماء في ربط-ه الذي ج-اءت وهك-ذا ، واح-دة ورس-الة خال-دة عقيدة تُجَّمعهم أخوة فهم ، ديارهم وتناءت أقطارهم

� لتقرر خبرية الُجَّملة � واقعا ت--أت " ولم اخ--وة الَّمؤمن--ون : " إنَّم--ا فق--الت عن--ه وتخ--بر عظيَّم--ا ب--األخوة تواص--وا أو اخ--وة كون--وا آمن--وا ال--ذين أيها : يا تعالى الله يقل لم إذ ، إنشائية الُجَّملة

وج--ل ع--ز ولكن--ه ، موج--ودة غير األخو�ة " لكانت " إنشائية هكذا اآلية جاءت لو إذ ، بينكم فيَّما الواقع--ة الثابتة الُحقيقة هذه عن أخبر ثم الرباط هذا وعقد واحد برباط الَّمؤمنين قلوب ربط

الل--ه رسول الُحقيقة هذه بتقرير ثن�ى " ثم إخوة الَّمؤمنون : " إنَّما فقال بُحكَّمه فيها وقضى الص--الة عليه قال " كَّما كره أم أحب� الَّمسلم أخو : " الَّمسلم قال حين وسلم عليه الله صلى

في علي--ه يتط--اول وال ، يعيب--ه وال ، يخذل--ه وال ، يظلَّم--ه ال ، الَّمسلم أخو : " الَّمسلم والسالم" . قدره بقتار يؤذيه وال ، بإذنه إال الريح عنه فيستر البنيان

علي--ه الل--ه ص--لى الن--بي عن عن--ه تع--الى الل--ه رضي هريرة أبي عن داود أبي سنن وفي ورائ--ه من ويُحوطه ضيقه عنه يكف الَّمؤمن أخو الَّمؤمن ، الَّمؤمن مرآة : الَّمؤمن قال وسلم

. " تع--الى الله بفضل وأصبُحوا ، ولها فيها وعاشوا األخوة هذه الكرام الصُحابة فهم وهكذا

على إخ--وانهم وآث--روا ، بينهم فيَّم--ا الُحب تقاس--َّموا ، واحد وأمرهم ، واحدة دعوتهم ، إخوانا� : هذا لصاحبه الصاحب يقول أن اإليثار من درجة إلى ووصلوا األموال فقاسَّموهم ، أنفسهم

. أنت لتتزوجها تشاء أيتهَّما اختر زوجتاي وهاتان ، نصفين وبينك بيني جعلته مالي

األخوة آثار بعض--هم يع--دوا ك--انوا أن بع--د الق--رآن وأدب القرآن بفضل اإليثار من إليه وصلوا ما هذا

� بعضهم ويختطف ، األسد عدو بعض على . يهاب أو يخُجل أن دون الذئاب اختطاف بعضا القت--ال اش--تد الث--الث القادسية يوم : في332 صفُحة الكامل من الثاني الُجزء في جاء: فقال أصُحابه وحرض األبطال قتال الَّمكسوح ابن قيس فيه فقاتل الطرفان وتعادل

علي-ه الل-ه ص-لى بَّمُحَّم-د وأك-رمكم ، باإلس-الم عليكم من� قد الله : إن العرب معشر " يا� بنعَّمته فأصبُحتم وسلم بعض--كم يع--دوا كنتم أن بع--د واح--د وأم--ركم ، واح--دة دعوتكم ، إخوانا

� بعض--كم ويختط--ف األس--د ع--دو بعض على ينص--ركم الل--ه فانص--روا ، ال--ذئاب اختط--اف بعض--ا وانتش--ال الش--ام الل--ه أنُج--ز ق--د الش--ام أه--ل من إخوانكم فإن ، فارس فتح الله من وتنُجزوا" . الُحَّمر والُحصون الُحَّمر القصور

28

Page 29: نظرات في سورة الحجرات

إلى ك--انوا ، للن--اس أخ--رجت أم--ة خير اإلسالم رسالة بفضل أصبُحوا الذين العرب هؤالء ك-انوا ح--تى األس--د ع--دو اآلخ--ر على أحدهم يعدو نكراء وعصبية جهالء جاهلية في قريب عهدق متواص--لة : حروب حال أسوأ على يبطش ، مَّمقوت--ة وهَّمُجي--ة مس--تُحكم وع--داء دائم وتف--ر�

إنس--انية وال ، ي--ردع قانون وال ، يَّمنع دين ال اآلخر البعض دم بعضهم ويسفك بالبعض بعضهم تهام--ة أرجاء به واستنارت العرب بالد فأضاء اإلسالم نور سطع أن إلى يعظ منصف وال تُحُجز الخل--ق س--يد ي--د على الن--ور ه--ذا تع--الى الل--ه أتم� وقد والروم فارس بالد ألجله وارتُجت ونُجد ب-ه وآمن العقالء، إلي-ه وانض-م الس-عداء حول-ه الت-ف أن بع-د عليه وسالمه الله صلوات مُحَّمد ب--دواء وطهره--ا ، والبغض--اء الع--داوة داء قل--وبهم من الله نزه الذين والكرماء الفضالء وبايعه� ص--اروا ح--تى بينهم وأل--ف والَّمُحبة واإلخالص األخوة � جس--َّما � واح--دا فظف--روا واح--دة وروح--ا بين ف-ألف أع--داء� كنتم إذ عليكم الل--ه نعَّم--ة : " واذك-روا تع-الى ق-ال ، واآلخ--رة الدنيا بخيري

� بنعَّمته فأصبُحتم قلوبكم ي--بي�ن ك--ذلك منه--ا فأنق--ذكم النار من حفرة شفا على وكنتم إخوانا" . تهتدون لعلكم آياته لكم الله

الُجب--ابرة فقه--روا ، يض--اهى ال ال--ذي والسلطان يدانى ال الذي العز اإلسالم لدولة وكان على كلَّمتهم واتُح--اد ب--أخوتهم وأدرك--وا ، ومغاربه--ا األرض مشارق وملكوا األكاسرة ودو�خوا

دتها وق--وة كثرته--ا على الُجيوش تدركه لم ما ع�ددهم وضعف ، عددهم قلة اتُح--اد وبفض--ل ع--� قه--روا دين--ه ونش--ر تع--الى الله كلَّمة إعالء سبيل في جهادهم وصدق نيتهم وخلوص كلَّمتهم ولم راي--ة لهم تنكس فلم الق--ائع ك--ل في وانتصروا ، ومصر الشام وفتُحوا والرومان الفرس . فهم اإلس--الم راي--ة ورف--ع الل--ه كلَّم--ة إلعالء وإخالص بص--دق يعَّمل فالكل جيش لهم ينهزم

في وق--اتلوا ، والس--هر ب--الُحَّمى األعضاء سائر له تداعى عضو منه اشتكى إذا الواحد كالُجسد� الله سبيل � صفا � بعض--ه يش--د مرصوص بنيان كأنهم واحدا ون--الوا بالس--عادتين فف--ازوا ، بعض--ا

. أجَّمعين عليهم تعالى الله رضوان الُحسنيين التواصل سبيل هي التقوى وأن ، يتقوه أن طلب الَّمؤمنين بين الخوة الله عقد أن وبعده إليهم الل--ه رحَّمة إلى الوصول سبب وهذا والتسامح والتعاطف والتراحم وعطف--ه بهم وب--ر�

" . ترحَّمون لعلكم الله : " واتقوا لهم ونصره عليهم نعم إن--ه الق--ويم وط--ريقهم الَّمس--تقيم منه--اجهم على للس--ير ووفقنا منهم الله جعلنا

. النصير ونعم الَّمولى تع-الى الل-ه رض-ي عب-اس ابن رج--ل : ش-تم فق-ال عن-ه تعالى الله رضي البيهقي روى

: فأجابه عنهَّما: خصال ثلث وفي� أتشتَّمني

� إليه أقاضي ال ولعلي ، فأحبه حكَّمه في يعدل بالُحاكم ألسَّمع إني– 1 . أبدا. راعية وال سائَّمة به ومالي به فأفرح ، البلد يصيب بالغيث ألسَّمع وإني– 2 م--ا مث--ل منها يعلَّمون كلهم الَّمسلَّمين أن فأود ، الله كتاب من آية على آلتي وإني– 3

. أعلم: فقال الَّمعاني هذه بعض الَّمعري العالء أبو أخذ وقد

� جب---ت أن---ي ول--و الخل--دا ف--ردا� بالخل-----د أحبب-----ت لَّم-----ا

انف--رادا وال عل-----ي� هطل----ت فال

بأرض تنتظ---م لي---س سُح---ائب

الب-الدا

: العاشرة اآلية

29

Page 30: نظرات في سورة الحجرات

ر� ال آمن�وا ال�ذين� أي�ها يا خ� م� ي�س� و� ن� ق� م� م� و� � ي�ك�ون�وا أ�ن� ع�سى ق� ي�را م� خ� ن�ه� ن� ن�ساء� ال و� ، م� م�� ي�ك�ن� أن� ع�سى ن�ساء� ي�را ن� خ� ن�ه� وا . و�ال م� ز� ك�م� ت�ل�َّم� س� وا و�ال ، أن�ف� م� ب�ئ�س� ، ب�األل�قاب� ت�ناب�ز� االس�

وق� س� ن� ، اإليَّمان� ب�ع�د� الف� أولئ�ك� ي�ت�ب� ل�م� و�م� م� ف� . الظ�ال�َّم�ون� ه� التف--رق عن ونهى ال--بين ذات بإص--الح الس--ابقة اآلي--ة في وتع--الى س--بُحانه الله أمر لَّما

الكريَّم--ة اآلي--ة ه--ذه في عق�ب ، الوثي--ق اإليَّمان برباط الله ربطه الذي األخوة عقد عن وأخبر. والبغضاء والَّمشاحنات الشقاق إلى تؤدي التي الفرقة أسباب عن بالنهي

عوام-ل إال هي م-ا باأللق-اب والتنابز واللَّمز والهَّمز بالناس واالزدراء بالخلق فالسخرية ال--ذي اإليَّم--ان يناس--ب ال الذي الفسوق هي بل ، الَّمؤمنين بين األخوة لهدم ومعاول للفساد ه--ذه عن الكريَّم--ة اآلي--ة ه--ذه في وج--ل ع--ز الله نهى لذا البررة الَّمؤمنون به ويتُجَّمل يتُحلى

فق--ال الُحطب النار تأكل كَّما الُحسنات تأكل والتي الَّمُجتَّمع لصفو الَّمكدرة الَّمهلكة العوامل. وجل عز

يكون--وا أن عسى قوم من قوم يسخر ال آمنوا الذين أيها يا � من نس--اء وال ، منهم خ--يرا� يكن� أن عس--ى نس--اء االس--م بئس ، باأللق--اب تن--ابزوا وال أنفس--كم تلَّم--زوا وال منهن خ--يرا

. الظالَّمون هم فأولئك يتب لم ومن ، اإليَّمان بعد الفسوق

اجتَّماعية أخالق. والنساء النساء وبين والرجال الرجال بين السخرية عن الكريَّمة اآلية نهت وقد في وك--ان شَّماس بن قيس بن ثابت في ، قوم من قوم يسخر : ال تعالى قوله نزل وقد

ص-لى الن-بي عن-د يقع-د حتى له تفسُحوا الَّمسُجد دخل إذا وكان السَّمع في ثقل أي وقر أذنه� الَّمسُجد فدخل ، يقول ما ليسَّمع وسلم عليه الله وأخ--ذوا الص--الة من فرغوا قد والناس يوما

انتهى ح--تى ، تفس--ُحوا : تفس--ُحوا ويقول الناس رقاب يتخطى فُجعل الُجلوس في أماكنهم� : أصبت له فقال رجل إلى � الرجل ذلك خلف قيس بن ثابت فُجلس ، فاجلس مُجلسا ، مغض--با

، فالن--ة : ابن ث--ابت . فق--ال فالن : أن--ا الرج--ل قال ؟ هذا : من ثابت قال الظلَّمة انُجلت فلَّما� ذكر � حي-اء� رأس-ه الرج--ل فنكس ، الُجاهلية في بها يعير كان له أما اآلي-ة ه-ذه ف-نزلت ، وخُجال

� يكون--وا أن عسى قوم من قوم يسخر ال آمنوا الذين أيها : " يا الكريَّمة " . فق--ال منهم خ--يرا� بعدها الُحسب في أحد على أفخر ال قيس بن ثابت . أبدا

� أن الضُحاك عن وروي وأبي وص--هيب وعَّم--ار وخباب ببالل استهزأوا تَّميم بني من قوما. فيهم الكريَّمة اآلية هذه فنزلت ، حذيفة مولى وسالم ذر

وس--لم علي--ه الل--ه ص-لى الن--بي نس--اء في ن--زل " ، نس--اء من نس--اء : " وال تعالى وقوله. فيهن اآلية هذه فنزلت بأيديهن إليها وأشرن بالقصر وعي�رنها سلَّمة أم من سخرن

رس--ول أتت ح--يي بنت ص--فية : أن عنهَّم--ا تعالى الله رضي عباس اب-ن عن عكرمة وعن ، يه--وديين بنت يهودي--ة : ي--ا ويقلن يعيرن--ني النس--اء : إن فق--الت وسلم عليه الله صلى الله

� وس--لم علي--ه الله صلى الله رسول لها فقال ، موس--ى عَّمي وابن ، ه--رون أبي إن قلت : هال عي�ره--ا من وح--ق حقه--ا في اآلي--ة ه--ذه ف--نزلت ، والس--الم الص--الة علي--ه ، مُحَّم--د زوجي وأن

ب--الَّمؤمنين يليق ال مَّما واالستهزاء السخرية من األسلوب هذا عن ناهية ، نسبها في وطعنها. والَّمسلَّمات والَّمسلَّمين والَّمؤمنات

ق-ال ، خاص-ة الرج--ال بهم الَّم-راد ، ق-وم من ق-وم يس-خر : ال تعالى قوله في ، والقوم : زهير قال ، األمور في بعض مع بعضهم لقيام النساء دون الرجال على يقع : القوم الخليل

النس--اء دون بالرجال القوم واختصاص نساء� أم حصن� آل : أقوم أدري أخال ولست أدري وما. زهير شعر من البيت هذا وفي الكريَّمة اآلية في صريح

النس--اء بأمور القوامون لنهم خاصة الرجال : القوم تعالى الله رحَّمه الزمخشري وقال " . أنفقوا وبَّما بعض على بعضهم الله فضل بَّما النساء على قوامون : "الرجال تعالى قال ،

الرجال هم والذابون ، عنه ذب ما إال وضم على لُحم : النساء والسالم الصالة عليه وقال .

� ع--اد وق--وم فرعون قوم قولهم وأما الق--وم لف--ظ فليس ، واإلن--اث ال--ذكور وفيهم مثال ب--اب من أو لرج--الهن تواب--ع ألنهن اإلن--اث وت--رك ال--ذكور ذك--ر قص--د ولكن للفريقين بَّمتعاط. اإلناث على الذكور تغليب

نس--اء من نس--اء وال قوم من قوم يسخر : " ال النكرة بصورة والنساء القوم لفظ وورود: معنيين " يُحتَّمل

30

Page 31: نظرات في سورة الحجرات

وأن الش--يوع إف--ادة تقص--د وأن ، بعض من والَّمؤمنات الَّمؤمنين بعض يسخر : ال يراد أن. واالستهزاء السخرية عن منهية منهم جَّماعة كل تصير

إم--رأة وال رج--ل من رجل وجل عز الُحق يقل لم : وإن تعالى الله رحَّمه الزمخشري قال� التوحيد على إمرأة من على نس--ائهم من واح--دة وغ--ير رج--الهم من واح--د غير بإقدام إعالما

� السخرية يتلهى من يخلو يكاد ال الساخرين مشهد . وألن عليه كانوا الذي للشأن واستفظاعا … الس--اخر ش--ريك فيك--ون واإلنك--ار النهي من علي--ه يُجب م--ا يأتي وال قوله على ويستضُحك

تك--ثر أن إلى واح--د أوج--ده وإن ذل--ك في--ؤدي ب--ه ويضُحك فيستطيبه سَّمعه يطرق من وكذلك� جَّماعة الواحد وانقالب السخرية . وقوما

� يكون--وا أن : " عس--ى تع--الى وقول--ه ج--واب م--ورد ورد ق--د مس--تأنف " كالم منهم خ--يرا : إن للَّمتس--ائل فقي--ل الكريَّم--ة اآلية أول في السخرية عن للنهي الَّموجبة العلة عن الَّمتخبر

أن واح--د كل على ويُجب الساخر من تعالى الله عند وأكرم أفضل يكون قد منه الَّمسخور هذا� الل--ه عن--د ك--ان ربَّم--ا من--ه الَّمسخور أن يعتقد من أفض--ل ب--ه والَّمس--تهزأ ، الس--اخر من خ--يرا

بالخفي---ات لهم علم وال األح---وال ظ---واهر على إال يطلع---ون ال الن---اس ألن الَّمس---تهزئ انُحط--اطهم أو الن--اس ش--أن علو في الشأن ويكون تعالى الله عند يوزن والذي والَّمستورات

والل--ه ص--فر في ص--فر بالض--َّمائر الناس . وعلم القلوب وتقوى ، لله الضَّمائر خلوص هو إنَّما ه--ذه في م--ا حس--ب على عن--ده الن--اس ومنازل والقلوب الضَّمائر في ما يعلم الذي هو وحده

على أح--د يُجترئ ال أن فينبغي ، عليه تنطوي وما فيها ما الُجهل كل عنها نُجهل التي القلوب� أو بدن--ه في عاهة ذا أو الُحال رث رآه إذ عينه تقتُحَّمه بَّمن االستهزاء أو وظيفت--ه في ص--غيرا

� أو مظهره في فقيرا� � أو شهادته في متواضعا من--ه تس--خر ال--ذي ه--ذا فلعل ، حاله في ضعيفا� منك أخلص يكون لعله ، به وتستهزئ اإلنسان أيها � أنقى أو ضَّميرا � وأطه--ر قلب--ا وأص--فى ذيال

� وأسَّمى روحا� تعالى الله وقره من بتُحقير نفسك تظلم فال ، منك الله عند منزلة وأرفع خلقاعنه. برضاه وأكرمه تعالى الله عظَّمه بَّمن واالستهانة ،

أن اآلي--ة ه--ذه من – وأرض--اهم عنهم تع--الى الله رضي – السلف ببعض الخوف بلغ ولقد. بالناس السخرية في الوقوع من والُحذر التوقي في أفرطوا

� رأيت شرحبيل: لو بن عَّمرو قال � يرضع رجال مث--ل أص--نع أن خش--يت من--ه فض--ُحت ع--نزاصنعه. الذي

أن لخش--يت كلب من س--خرت ول--و ، بالقول موكل : البالء قال مسعود بن الله عبد وعن� أحول . كلبا

منزلته إنسان فلكل ، العقل في ونقص� الخل�ق في انُحطاط على تدل بالخلق والسخرية حق--ر أو العَّم--ل ه--ذا ص--غر مهَّما الناس من أحد� عَّمل عن الَّمُجتَّمع يستغني وال ، الَّمُجتَّمع في. البعض نظر في

ق--د ال--ذي البس--يط العام--ل عن--د يك--ون قد بل ، واحترامه وكرامته عاطفته إنسان ولكل الُج--اهلين الس--اخرين ه--ؤالء من أح--د أي أو الغ--ني أو الَّموظ--ف أو الَّمثق--ف عَّمل--ه يُحتق--ر

الخل--ق وطيب النفس وع--زة الكرام--ة من العام--ل ه--ذا عند يكون . قد الَّمتُجبرين والَّمتكبرين� أولئك عند ليس ما الروح وطهارة القلب وصفاء وال الل-ه عب-اد في الن-اس الل-ه فيتق ، جَّميعا

حق-ائق يعلَّم-ون وال س-بُحانه، الل-ه عن-د الن-اس من-ازل دون الب-د ف-إنهم ، أحد على يتطاولوا� منهم ويسخرون بالباطل عليهم يُجترئون فكيف ، نفوسهم � ظلَّما . وعدوانا

� الرجل أن يروى بأنف--ك تش--َّمخ ال ، ال--رأس : أيه--ا فقالت البدن في الرأس خاطبت يوما البدن أعضاء سائر على بعلوك والتغتر ، ولسان وبصر سَّمع من الله وهبك بَّما تترفع وال علي

ال--رأس أيه--ا فإنك ، األقذار ومداس الُحذاء موطن إنك وتقل بي وتهزأ مني تسخر أن وإياك ،. األرض على سرت ما الرجل أنا لوالي

ألن--ه ال--رأس ونبقي حق--يرة ألنه--ا الُجس--د من الرج--ل نقط--ع وهل ، كالُجسم والَّمُجتَّمع ط--ور عن خ--ارجين مُج--انين نك--ون أن نع--دو فه--ل الرج--ل واحتقرن--ا ذل--ك فعلن--ا وإذا ، عظيم

. اإلنسانية والعام--ل ، لفق--ره والفق--ير ، لص--غره الصغير احتقرنا فإذا ، الَّمُجتَّمع في الشأن فكذلك

فقطعها رجله احتقر الذي كذلك نكون أن نعدو ال فنُحن ، لوظيفته الصغير والَّموظف ، لعَّمله. جسَّمه من جزء وهي

31

Page 32: نظرات في سورة الحجرات

حس--ب ، أح--د من يس--خر أن ألح--د يُجوز وال ، تتُجزأ ال متكاملة وحدة اإلسالمي فالَّمُجتَّمع فالس--خرية ، نس--اء من نس--اء وال رج--ال من رجال ال ، الكريَّمة اآلية هذه في وجل عز الله أمر

� حرام بالناس الل--ه رس--ول أح--اديث من ورد وبَّم--ا الكريَّم--ة اآلية هذه بنص عنها ومنهي شرعا علي--ه الل--ه صلى الله رسول أن عنه تعالى الله رضي هريرة أبي وعن ، وسلم عليه الله صلى

وال ، تُجسس--وا وال ، تُحسس--وا وال ، الُح--ديث أك--ذب الظن ف--إن ، والظن : إي--اكم ق--ال وس--لم� الل--ه عب--اد وكون--وا ، ت--دابروا وال ، تباغض--وا وال ، تُحاسدوا وال تنافسوا ، أم--ركم كَّم--ا ، إخوان--ا – صدره إلى ويشير – هنا ها التقوى ، يُحقره وال ، يخذله وال ، يظلَّمه ال ، الَّمسلم أخو الَّمسلم ومال--ه دم--ه ح--رام الَّمس--لم على الَّمس--لم كل ، الَّمسلم أخاه يُحقر أن الشر من امرئ بُحسب. وعرضه

في ق-ال وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى الل-ه رس-ول أن ، عن-ه تعالى الله رضي بكر أبي وعن في ه-ذا ي-ومكم كُحرم-ة ، ح-رام عليكم وأعراض-كم دم-اءكم : " إن ال-وداع حُج-ة في خطبت-ه. ؟ بلغت هل أال ، هذا بلدكم في ، هذا شهركم

وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول : ق--ال ق--الت عنه--ا تعالى الله رضي عائشة وعن: ألصُحابه

الل--ه عند الربا أربى : " فإن قال أعلم ورسوله : الله قالوا ؟ الله عند الربا أربى أتدرون ي--ؤذون : " وال--ذين وس--لم علي--ه الل--ه صلى الله رسول قرأ ثم ، مسلم امرئ عرض استُحالل� احتَّملوا فقد اكتسبوا ما بغير والَّمؤمنات الَّمؤمنين � بهتانا � وإثَّما " . مبينا : " إن ق--ال وس--لم علي--ه الل--ه صلى النبي عن ، عنه تعالى الله رضي زيد بن سعيد وعن

" . حق بغير الَّمسلم عرض في االستطالة الربا أربى من� به واالزدراء النقص بعين منه الَّمسخور إلى والنظر : االستهزاء والسخرية � أو قوال فعال

. بُحضرته في ي--دخل وال ، حض--رته في الَّمع--ايب على والتنبي--ه باللس--ان والضرب : الطعن واللَّمز

. بينهَّما الفارق هو وهذا ، السخرية في يدخل كَّما االحتقار قصد مفهومه عن--ه الَّمنهي بالتلقيب يتداعون أي بتنابزون فالن وبنو ، بها : التداعي باأللقاب والتنابز

� لكونه كراهة به الَّمدعو يتداخل ما وهو ، شرعا� � به تقصيرا � له وذما . وشينا ينهى الكريَّم--ة اآلي--ة ه--ذه . ففي به بأس فال به وينوه يزينه مَّما األلقاب من يُحبه ما أما

األلق-اب من يكرهون-ه بَّم-ا لبعض بعض-هم الن-اس ن-داء وعن والطعن اللَّم-ز عن وجل عز الله من يك--ره بَّم--ا تنادي--ه وال ح--ق بغير وتطعنه أخاك تلَّمز أن الرجولة من وال اإلنصاف من فليس

والع--داوة الفس--اد تول--د مَّم--ا اإلس--الم عنه--ا ينهى ال--تي األم--ور ه--ذه وك--ل ، الخبيثة األلقاب والشقاق الفرقة لعباده يرضى وال الفساد يُحب ال وتعالى تبارك والله ، الناس بين والبغضاء

. والنفاق والتفرقة ، تلَّم--زوا : " وال تع--الى ق--ال حيث الكريَّم--ة اآلية هذه في العظيَّمة اإللتفاتة إلى وانظروا

تب--ارك الل--ه : إن والُج--واب ؟ نفس--ه اإلنس--ان يلَّم--ز وكي--ف اإلنس--ان يتس--اءل " وقد أنفسكم بعض--هم يطعن أن يلي--ق فال ، واح--د كُجس--د واعت--برهم واح--دة كنفس الَّمؤمنين جعل وتعالى

طعن ال--تي الَّمدي--ة بنفس جس--ده ويطعن ، نفس--ه يطعن الُحالة هذه في الطاعن ألن ، بعضا�ر ال ومعن-اه أنفس-كم تلَّم-زوا : وال فق-ال الُحكيم األس-لوب به-ذا نهاهم لذلك ، أخاه فيها يعي-�

� بعضكم نفسه. عاب فكأنَّما الَّمؤمن� الَّمؤمن� عاب ، واحدة كنفس الَّمؤمنين ألن بعضا أيه--ا أنفس--كم : وخص--وا الَّمع--نى أن إلى تع--الى الل--ه رحَّم--ه الكش--اف ص--احب وذهب

ليس مَّمن غ--يركم تلَّم--زوا أن عليكم وال ، وعيبه--ا وطعنه--ا فيه--ا اللَّمز عن بالنهي الَّمؤمنون . " الش--ريف الُحديث . وفي بالفسق الَّمُجاهرون وهم سيرتكم على ليس مَّمن أو دينكم على

" . الناس يُحذره كي فيه بَّما الفاسق اذكروا ب--أحب يس--َّميه أن أخي--ه على الَّمؤمن حق : " من وسلم عليه الله صلى النبي عن وروي

الله رضي الخطاب بن عَّمر . قال الُحسن واألدب السنة من التكنية كانت . ولهذا إليه أسَّمائه. منبهة فإنها الكنى : أشيعوا عنه تعالى

� له تُجد وال واإلسالم الُجاهلية في الَّمشاهير من تُجد من وقل� � لقبا ولق--د ، كني--ة أو حسناب بس--يف الوليد بن وخالد ، الله بأسد حَّمزة ولقب ، بالفاروق عَّمر ول�ق�ب بالصديق بكر أبو لق� وكتاب--اتهم تخ--اطبهم في كلها األمم في تُجري والكنى ، الُحسنة األلقاب هذه تزل ولم ، الله ال--تي ، النبيل--ة االجتَّماعي--ة واألخالق ، الرفيع--ة اآلداب من هي بل ، استغراب أو نكير غير من بين وتق--رب ، واالح--ترام الَّم--ودة روح فيهم وتنَّمي الن--اس بين الُحب تش--يع أن ش--أنها من

32

Page 33: نظرات في سورة الحجرات

� يكونوا حتى وأرواحهم قلوبهم له تداعى عضو منه اشتكى إذا واحد وجسد واحدة كنفس حقا. والُحَّم�ى بالسهر الُجسد سائر

بين ف--رق ال أن--ه هنا أبي�ن أن وأود ، مكروه هو بَّما التلقيب عن ورد النهي أن ذكرت� وقد عن روي وق--د ، صلة بهم له مَّمن غيرهَّما أو ألمه أو ألبيه أو له صفة الَّمكروه اللقب يكون أن

الناس أعراض عن الكف العبادة يرون وهم السلف : أدركنا قال عنه تعالى الله رضي الُحسن. الناس في : الطعان " والهَّمزة لَّمزة هَّمزة لكل : " ويل تعالى الله قال . وقد

للفس-وق موجبة باأللقاب والتداعي واللَّمز السخرية أن وتعالى سبُحانه الله بين هذ بعد بن--ور واس--تنار اإليَّم--ان قلب--ه ح--ل ال--ذي ب--الَّمؤمن يلي--ق . أفال تعالى الله طاعة عن والخروج وأن ، الفس--ق كلَّم--ة علي--ه فتطلق عقبيه على وينقلب وجهه على يكب أن به يليق ال اإلسالم

الفس--وق االس--م : " بئس باإليَّمان عرف أن بعد فاسق أنه وصف على الناس بين ذكره يشيع ق--ولهم من مأخوذ ، الذكر معناه ، االسم : بئس وجل عز قوله في هنا واالسم " ، اإليَّمان بعد

. ذكره أي ، اآلفاق في اسَّمه : طار باإليَّم--ان اتصف أن بعد بالفسوق الَّمؤمن يذكر أن الذكر : بئس اآلية هذه معنى وخالصة

بع--د الش--أن : بئس كق--ولهم ، والفس--وق : اإليَّم--ان الوصفين هذين اجتَّماع ينبغي ال أنه أي ، ح--ال في يك--ون ما أي ، السن وكبر الصبوة بين الُجَّمع استقباح يريدون وهم ، الصبوة الكب�رة�. الُجهل إلى الَّميل من الكبر

� ويصبح يشيع قد القبيح اللقب أن هنا نذكر أن وينبغي الناس من فرد أو عائلة على علَّما التُحقير قصد على ال فيذكر الضرورة إليه تدعو . وقد منه صاحبه يتأذى وال اللقب ذلك فيذكر

وال في--ه ض-رر ال الُحال--ة هذه وفي ، األحدب وواصل األعَّمش : سليَّمان الَّمُحدثون يقول كَّما ،� عنه ينهى . شرعا

الذنوب من التوبة هذه عن التوبة سبُحانه الل�ه ذكر ، اإلنسان يُجتنبه أن يُجب لَّما البيان وهذا النهي هذا بعد

ظ--الم فه--و يتب لم ومن وال--ذنوب الَّمعاص--ي سائر عن كالتوبة الزمة واجبة واعتبرها األمور هم فأولئ--ك يتب لم : ومن تع--الى ق--ال ، وعذاب--ه الل--ه لس--خط عرض--ها ألنه لها موبق لنفسه

. الظالَّمونرها علينا بها امتن وجل عز الله من نعَّمة والتوبة � وجعلها لنا ويس� � باب--ا ي--ود لَّمن مفتوح--ا

ق أن غ--ير من اإلنس--ان يطلقه--ا اللسان في مُجردة كلَّمات التوبة وليست ، فيه الدخول ي�طل--� يطلبه الذي هو وال توبة يسَّم�ى ال ، إليه وأتوب العظيم الله : استغفر فقولك ، ويهُجره الذنب

ال-ذنوب ض-رر عظيم معرف-ة تس-تدعي التوب-ة ألن أص-ُحابه ويُحب من-ك ويُحب-ه وج--ل عز الله� أس--ى فتذوب النفس وحزن القلب ألم تستدعي كَّما ، عليها واإلدمان � وحزن--ا ال وأن--ه وأس--فا

ار فهو ، هو إال مفرج وال الله إال الذنوب يغفر رض--ا ين--ال وحينئ--ذ ، العي--وب وست�ار الذنوب غف�" . الَّمتطهرين ويُحب التوابين يُحب الله : " إن وجل عز الله

ذنب ك--ل من واجبة : التوبة العلَّماء : قال مسلم شرح في تعالى الله رحَّمه النووي قال: شروط ثالثة فلها آدمي بُحق تتعلق وال تعالى الله وبين العبد بين الَّمعصية كانت فإن ،

. الَّمعصية عن يقلع : أن أحدها. فعلها على يندم : أن الثاني� إليها يعود ال أن على يعزم : أن الثالث . أبدا

فش--روطها ب--آدمي تتعلق الَّمعصية كانت وإن ، توبته يصح لم الثالثة من شرط فقد فإن: أربعة

� كانت فإن ، صاحبها حق من يبرأ : أن الرابع . وأما الثالثة هذه وإن ، إليه رد نُحوه أو ماال. منها استُحله غيبة كان وإن ، عفوه طلب أو منه مكنه قذف حد كان

من الُح--ق أه--ل عن--د توبته صُحت بعضها من تاب فإن ، الذنوب جَّميع من يتوب أن ويُجب. الباقي عليه وبقي الذنب ذلك

، ذنب ك--ل من التوب--ة وج--وب على األم--ة وإجَّم--اع والس--نة الكت--اب دالئ--ل تظاهرت وقد� فتقترف الشر إلى نفسه تُجنح قد فالَّمؤمن الَّمب--ادرة إال علي--ه فَّم--ا ، خطيئ--ة تكتسب أو إثَّما

الُحوب--ة تغس--ل التوب--ة ف--إن ، الخطيئ--ة وأوضار الَّمعصية درن من أصابه ما ليغسل التوبة إلى. الَّمؤمن قلب على تتركها التي السوداء وآثارها الَّمعصية رين عنه وتَّمسح القلب وتصقل

33

Page 34: نظرات في سورة الحجرات

� أذنب إذا الَّمؤمن أن األثر ففي واس--تغفر ت--اب ف--إن ، قلب--ه في س--وداء نقطة كانت ذنبا : " في--ه الله قال الذي الران وذلك ، بالسواد قلبه يغلف حتى زادت زاد وإن ، قلبه منها صقل

" . يكسبون كانوا ما قلوبهم على ران بل كال الل-ه إلى توب-وا ، الن-اس أيها : " يا قال وسلم عليه الله صلى النبي عن آخر حديث وفي

" . مرة مائة اليوم في أتوب فإني واستغفروه. فقدت أحدها فقد . فإذا وقصد ، وندم ، : علم التوبة وحقيقة مف--و�ت التوب--ة إلى الَّمب--ادرة وع--دم ، اإليَّم--ان من ج--زء مهلكات الَّمعاصي كون ومعرفة

� اإليَّمان كان ولو ، اإليَّمان أجزاء من لُجزء يفس--ر وه--ذا ، معص--ية على م--ؤمن أق--دم لَّما كامال يس--رق وال ، م--ؤمن وه--و ي--زني حين ال--زاني ي--زني : " ال وس--لم علي--ه الل--ه صلى النبي قول

" . مؤمن وهو يشربها حين الخَّمر يشرب وال ، مؤمن وهو يسرق حين السارق على التوب--ة : " إنَّم--ا تع--الى ق--ال ، ال--ذنب من قريبة تكون أن الَّمقبولة التوبة في والبد

الل--ه وكان ، عليهم الله يتوب فأولئك ، قريب من يتوبون ثم بُجهالة السوء يعَّملون للذين الله� عليَّما� : . ق--ال الَّم--وت أح--دهم حضر إذا حتى ، السيئات يعَّملون للذين التوبة . وليست حكيَّما

� لهم اعتدنا أولئك ، كفار وهم يَّموتون الذين وال ، اآلن تبت إني � عذابا " . أليَّما� صار حتى ذنبه في الَّمذنب استرسل فإذا الندام--ة تنفع--ه فال قلب--ه على وران ، ل--ه طبعا

فال الذنب عن يقلع ولم الله استغفر مرة سبعين قال فلو ، االستغفار مُجرد ينفعه وال وحدها ه--ذا مث--ل يزي--ل فه--ل ، يغس--له ولم ث--وبي غس--لت القائل كقول قوله وكان ، تائباص يسَّمى. الَّماء استعَّمال دون األدران الكالم

تش--غلوا أن قبل الصالُحة بالعَّمال وبادروا ، تَّموتوا أن قبل الله إلى توبوا الناس أيها فيا وال بأي--ديكم ليس--ت آجالكم أن واعلَّموا ، بالعصيان تقطعوه فال ربكم وبين بينكم الذي وصلوا

� تكسب ما نفس تعلم فال ، لكم ملكا� واح--د كل قلب ففي تَّموت أرض بأي نفس تدري وال غدا: الخطر بقرب تنذره دقات منكم

قائل-ة الَّمرء قل-ب دق-ات ل-ه

دقائ-------ق الُحي--------اة إنوث--واني

: عشرة الُحادية اآلية اجت�ن�بوا آمن�وا ال�ذين� أي�ها يا � ن� ك�ث�را وا . و�ال إث�م� الظن� ب�ع�ض . إن� الظ�ن� م� . و�ال ت�ُج�سس�

ك�م ي�غ�ت�ب� � ب�ع�ض� ب� ، ب�ع�ضا د�ك�م أي�ُح� م� يأك�ل� أن� أح� � أخي�ه� ل�ُح� ي�تا ك�ر�هت�َّموه� م� وا ، ف� الله� إن� ، الل�ه� وات�ق�يم� ت�و�اب� ح� . ر�

الل--ه عب--اد وتنهى ، االجتَّماعي--ة األخالق أص--ول من هام--ة مب--ادئ تق--رر كريَّم--ة آي--ة هذه ، الن--اس من كث--ير به--ا ابتلى وق--د ، الَّمُجتَّمعات من بكثير والصقة الزمة أخالق عن الَّمؤمنين

� باآلخرين فظنوا ، اإلسالم بنور يهتدوا لم أنهم إذ ، الظالم في وساروا ، باآلثام فوقعوا سوءا� ظن--وا لَّم--ا وج--ل ع--ز الله بهدي اهتدوا ولو إذ ، اغت--ابوا وال تُحسس--وا وال تُجسس--وا وال س--وءا

بع--د وماله وعرضه دمه له وحفظ وشرفه كرامته فصان ، حرمة وأي ، حرمة الله عند للَّمؤمن وسلم عليه الله صلى مُحَّمد الَّمرسلين بسيد وأكرمه الخلق فأحسن خلقه أن

: عليه وسالمه الله صلوات األمين النبي لسان على الَّمسلم حرمة في ورد ما واسَّمعوا الله صلى النبي : رأيت قال عنهَّما تعالى الله رضي عَّمر بن الله عبد عن ماجه ابن روى

، حرمت--ك وأعظم أعظَّمك ما ، ريُحك وأطيب أطيبك : " ما ويقول بالكعبة يطوف وسلم عليه . وأن ودم--ه . مال--ه من--ك حرم--ة تعالى الله عند أعظم الَّمؤمن لُحرمة بيده مُحَّمد نفس والذي� إال به يظن " . خيرا

ألح--د . فليس األعظم الخ--الق عند الرفيعة ومنزلته ، سبُحانه الله عند الَّمؤمن مقام هذا� به فيظن ، الَّمؤمن هذا قدر من يُحط� أن الخلق من � شرا . ويغتابه عليه يتُجسس أو ، وسوءا

ه--و ال--ذي الظن من كث--ير عن الَّمؤمنين عباده ينهى اآلية هذه في وتعالى سبُحانه والله� يك--ون الظن ذل--ك بعض . ألن مُحل--ه غ--ير في والن--اس واألق--ارب لألهل والتخون التهَّمة إثَّم--ا� منه كثير فليُجتنب ، مُحضا� الَّمع--اش أم--ور في ك--الظن ، اتباع--ه يباح ما الظن من . إذ احتياطا

، قطعي-ة غ-ير بأدل-ة الثابتة الشرعية األحكام في كالظن اتباعه يُجب ما . ومنه ذلك أشبه وما

34

Page 35: نظرات في سورة الحجرات

ظن الَّمُح--رم الظن ومن ، والنب--وات اإللهي--ات في ك--الظن ، به والتفو�ه اتباعه يُحرم ما ومنه ب--ه يظن وأن ومال--ه، ، وعرض--ه ، دم--ه الَّمس--لم من تع--الى الل--ه حرم فقد ، بالَّمؤمنين السوءم السوء ح--ديث أم--ا ، بالس--وء غ--يره على الُحكم على واإلص--رار ، القلب عق--د من--ه . والَّمُحر�

� تعتق-د أن ل-ك فليس ، عن-ه معف-و ذل-ك فك-ل الزائ-ل والش-ك والخواطر النفس إذا إال س-وءا بأذن--ك تس--َّمعه ولم بعين--ك تش--اهده لم م--ا أم--ا ، ببره--ان لك ثبت أو بالعيان لك سببه انكشف

. القلب في يلقيه الشيطان فإن عليه وتُحكم ، تصدقه أن فإياك. عادلة بي�نة أو مشاهدة من الَّمال به يستباح بَّما إال السوء ظن يستباح وال

ب--ذلك أحسس--ت ف--إذا ، علي--ه ك--ان عَّم--ا القلب تغير هي القلب وعقد الظن سوء وأمارة� إليك للشيطان تُجعل وال بالله واستعن فتثب�ت � فإن ، سبيال � ظنا � سيئا ق--د ب--ريء برج--ل واح--داك ، النار إلى بك يودي . القرار وبئس الدمار إلى ويُجر�

واإلخالص األمان--ة فيه وأونست بالصالح عرف فَّمن ، تهتكها أن فإياك ، حرمة فللَّمؤمن� يُجوز فال ، الخالص والعَّمل التستر منه وشوهد � به تظن أن قطعا يق--وم ال ش--بهة لَّمُجرد سوءا

. تعليل معها وليس دليل معها ألن--ه ، معص--يته على الظان� يره لم وإن ، به الظن سوء يُحرم فال بالَّمعاصي الَّمُجاهر أما

. عرضه حرمة وأزال ، صفُحته من مكن على الق--درة لعدم النهي به يتعلق فال ، ندفعه أن مستطاع غير قهري هو ما الظن ومن

� أن شخص يظن وقد ، بَّموجبه العَّمل بعدم يتعلق بل ، دفعه � به يريد أحدا ال الظان� فهذا ، سوءا� ب-ه ظن مَّمن ح-ذره ويأخذ يُحترس أن يضره أذى يوق-ع أن علي-ه ويُح-رم يض-ره . ولكن س-وءا

وال الُجَّماع--ات على وال األش--خاص على للُحكم يكفي ال الظن فَّمُج--رد ، السوء منه بالَّمظنون� الناس من أحد من . كان من كائنا

ض--ع " أن إخ--واني بعض إلي� : كتب قال عنه تعالى الله رضي الَّمسيب بن سعيد عن ورد� مس--لم ام--رئ من خ--رجت بكلَّم--ة تظنن وال ، يغلبك ما يأتك لم ما أحسنه على أخيك أمر ش--را

� الخير في لها تُجد وأنت سره كتم ومن ، نفسه إال يلومن فال للتهم نفسه عرض ومن ، مُحَّمال ، الرخ--اء في زين--ة ف--إنهم ، اكتسابهم في فكن الصدق بإخوان وعليك ، يده في الخيرة كانت الل--ه خش--ي من إال أمين وال األمين إال صديقك واحذر ، عدوك واعتزل البالء عظيم عند وعدة" . بالغيب ربهم يخشون الذين أمرك في وشاور ، تعالى

من خ--رجت بكلَّم--ة تظنن : وال ق--ال أنه عنه تعالى الله رضي الخطاب بن عَّمر عن وورد� إال الَّمؤمن أخيك � الخير في لها تُجد وأنت خيرا . مُحَّمال

� القل--وب امتالء إلى وم--دعاة ، واللَّم--ز والسخرية التُحقير إلى مدعاة السوء وظن غيض--ا� وحقدا� ، ص--احبه بظن ل--ه علم ال ب--ريء وهو به بالَّمظنون الضرر إيقاع إيى يؤدي وقد ، وحنقا به--ذه عن--ه تع--الى الل--ه نهى ل--ذا الكرامة من ونيل ، للُحرمة وهتك للعرض خدش السوء وظن : " إي-اكم فق-ال ، الُح-ديث أك-ذب وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى الرسول جعله وقد ، الكريَّمة اآلية

. الَّمس--لَّمين من كث--ير في اس--تُحكم داء الس--وء " . وظن الُح--ديث أك--ذب الظن فإن ، والظن كتاب--ه وفهَّم--وا وج--ل ع--ز الل--ه خ--وف عليهم تغل�ب إذا إال اللهم ، عن--ه فط--امهم العسير ومن

. الَّمعصية لهذه تركهم عندئذ السهل فَّمن ، القرآن مائدة على وتربوا العزيز ص--لى الله رسول : قال قال عنه تعالى الله رضي النعَّمان بن حارثة عن الطبراني روى

: وم--ا رج--ل . فق--ال الظن وس--وء ، والُحسد ، : الطيرة ألمتي الزمات : ثالثة وسلم عليه الله ، الله فاستغفر حسدت : إذا وسلم عليه الله صلى فقال ؟ فيه هن مَّمن الله رسول يا يذهبن

. فأمض تطيرت وإذا ، تُحقق فال ظننت وإذا التُجس--س عن نهى فق--د ، الظن سوء عن الكريَّمة اآلية هذه في وجل عز الله نهى وكَّما

على س--تر ومن ، عورات--ه س--تر ، الَّمس--لم على الَّمس--لم ح--ق . ومن الَّمسلَّمين عورات وتتبع. واآلخرة الدنيا في تعالى الله ستره مسلم

: ق--ال عن--ه تع--الى الل--ه رض--ي معاوي--ة عن س--عد بن راشد عن الثوري سفيان عن وورد أو ، أفس--دتهم النس--اس ع--ورات اتبعت إن : " إنك يقول وسلم عليه الله صلى النبي سَّمعت

" . تفسدهم أن كدت الل--ه ص--لى الله رسول من معاوية سَّمعها : كلَّمة عنه تعالى الله رضي الدرداء أبو فقال

� رأيت : ل--و عنه تعالى الله رضي الصديق بكر أبو . وقال بها تعالى الله نفعه وسلم عليه أح--دا� إليه دعوت وال ، أخذته لَّما تعالى الله حدود من حد على . غيري معي يكون حتى أحدا

35

Page 36: نظرات في سورة الحجرات

الل--ه رس--ول : ص--عد ق--ال عنهَّم--ا تع--الى الل--ه رضي عَّمر ابن عن الشريف الُحديث وفي : " ي--ا خ--دورهن في العوات--ق اس--َّمع ح--تى رفي--ع بص--وت ونادى الَّمنبر وسلم عليه الله صلى

ال وروي ، الَّمس-لَّمين ت-ؤذوا ال قلب-ه إلى ( اإليَّم-ان )يص-ل يفض ولم بلس-انه آمن من معش-ر ، عورت--ه الل--ه تتب--ع الَّمسلم أخيه عورة تتبع من فإن ، عوراتهم تتبعوا وال – الَّمسلَّمين تغتابوا

رحله" . جوف في ولو يفضُحه أن يوشك عورته الله تتبع ومن تع-الى الله رضي مسعود ابن : أتى قال عنه تعالى الله رضي زيد عن األعَّمش عن وورد

� لُحيته تقطر ، فالن : هذا له فقيل برجل، عنه : " عنه تعالى الله رضي الله عبد فقال ، خَّمرا" . به نأخذ شيء� لنا يظهر إن ولكن التُجسس عن ن�هينا قد إنا

: لعقب--ة : قلت قال عقبة كاتب دجين عن : ورد عنه تعالى الله رضي أحَّمد اإلمام وقال� لنا إن عظهم ولكن ، تفع--ل : ال . قال فيأخذونهم الشرط لهم داع وأنا الخَّمر يشربون جيرانا

. وتهددهم وإني ، ينته-وا فلم نهيتهم : إني فق-ال ، دجين : فُج-اءه . ق-ال ينتهوا فلم : ففعل قال

ص-لى الل-ه رس-ول سَّمعت فإني ، تفعل ال : ويُحك عقبة له فقال ، فتأخذهم الشرط لهم داع" . قبرها من مؤودة استُحيا فكأنَّما مؤمن عورة الله ستر : " من يقول وسلم عليه الله

األم--ير : " إن قال وسلم عليه الله صلى النبي عن عنه تعالى الله رضي أمامة أبي وعن" . أفسدهم الناس في الريبة ابتغى إذا

� بعضكم على أي تُجسسوا : وال تعالى وقوله � . والتُجسس بعضا ، الش--ر في يطل--ق غالب--ا� فيكون النُحسس . وأما الشرير وهو الُجاسوس ومنه � وجل عز قال كَّما الخير في غالبا اخبارا وال وأخي--ه يوس--ف من فتُحسس--وا اذهبوا بني : " يا قال أنه والسالم الصالة عليه يعقوب عن

و�ح من تيأسوا و�ح من ييأس ال إنه الله ر� " . الكافرون القوم إال الله ر� الل--ه صلى الله رسول رسول أن الصُحيح في ثبت كَّما الشر في منهَّما كل يستعَّمل وقد

� الل--ه عب--اد وكونوا تدابروا وال تباغضوا وال تُحسسوا وال تُجسسوا قال: وال وسلم عليه إخوان--ا . " . .

االس--تَّماع والتُحس--س ، الش--يء عن البُحث : التُجسس تعالى الله رحَّمه األوزاعي وقال . فلهم أنب--ائهم عن ليس--تخبر الناس أبواب على يتسَّمع أو كارهون له وهم القوم حديث إلى

وهم عليهم وتتُحس--س بالباط--ل الن--اس إلى تنظر التي الَّمسَّمومة عينه يفقأوا أن في الُحق مص--ونة في--ه وحريت--ه مصون بيته في والَّمرء ، مؤتَّمنون أسرارهم وعلى ، آمنون بيوتهم في

علي-ه يتُحس-س أن ألح-د ليس أن-ه كَّم-ا ، بإذن-ه إال علي-ه ي-دخل أن ألحد وليس ، اإلسالم بُحكم ج-داره أو س-طُحه من علي-ه يتس-لط أو باب-ه ش-قوق من غلي-ه وينظ-ر أحاديث-ه إلى ويتس-َّمع

� الَّمكشوف : الشاعر قال وقديَّما

جارت---ي م--ا إذا أعَّم---ى تظه-ر ج----ارتي ي----واري حت----ىالست-ر

ق--ال عنه تعالى الله رضي هريرة أبي عن وسلم عليه الله صلى الله رسول حديث وفي لهم ح--ل فق--د إذنهم بغير قوم بيت في اطلع : " من وسلم عليه الله صلى الله رسول : قال

" . عينه يفقأوا أن : " من ق--ال وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى النبي عن عنهَّما تعالى الله رضي عباس ابن وعن

وهم ق--وم ح--ديث إلى استَّمع ومن يفعل، ولن شعيرتين بين يعقد أن ك�لف يره لم بُحلم تُحلم وليس ال--روح فيه--ا ينفخ أن كل--ف أو ع--ذب ص--ورة صور ومن اآلنك أذنيه في صب� كارهون له

" . بنافخ وأمانته--ا رعايته--ا على والسهر األمة مصالح على والُحرص الَّمنكرات كراهة دفعت وقد

رب رس--ول وخليف--ة الَّمؤم--نين أمير دفع ذلك كل ، اإلسالمية آدابها وصيانة ، أخالقها وحَّماية ومراقب--ة التُحس--س إلى ، وللقرآن القرآن مع وعاش القرآن مائدة على تربى من ، العالَّمين

عَّم--ر : أن الُحُج--رات لسورة تفسيره في الَّمراغي مصطفى مُحَّمد الشييخ نقل . فقد الناس الريب--ة أه--ل ويكش--ف الن--اس ويُح--رس بالَّمدين--ة يعس كان عنه تعالى الله رضي الخطاب بن

� امرأة عنده ووجد ، عليه فتسور ، يغني بيته في رجل صوت فسَّمع ، منهم عَّم--ر فقال وخَّمرا

36

Page 37: نظرات في سورة الحجرات

أم--ير ي--ا : وأنت الرج--ل فق--ال ، معص--يته على وأنت يس--ترك الل--ه أن ! أطننت الل--ه ع--دو : يا : ق--ال ثالث في أنت عص--يته فق--د ، واح--دة في الله عصيت كنت إن ، علي� تعُجل ال الَّمؤمنين

� تدخلوا تعالى: " ال الله دخلت وق-د " ، أهليه-ا على وتسلَّموا تستأنسوا حتى بيوتكم غير بيوتا ! عن--ك عف--وت إن خير من عندك : فهل عنه تعالى الله رضي الَّمؤمنين أمير فقال إذني بغير� مثلها إلى أعود ال عفوت لئن الَّمؤمنين أمير يا . والله : نعم الرجل قال عَّم--ر عن--ه فعفا ، أبدا

. وتركه وذك--رت ، الُحَّمي--دة الس--ُجايا وكرائم الَّمعاني من لطائف الكريَّمة اآلية هذه تضَّمنت وقد

، علم بغ-ير في-ه والق-ول ، بالَّمسلم الظن عن نهت فقد ، بعض على بعضها مرتبة ثالثة أمورا� ظن--ه م--ا تُحق--ق إذا الناس بين ذلك عن البُحث عن ونهت ، لتُحقيقه ذلك عن البُحث عن ونهت

س--بُحانه الله وفتح ، بالتوبة تعالى الله رحَّمة في الَّمؤمنين بترغيب اآلية ختَّمت . ثم سوء من" . رحيم تواب الله : " إن الَّمبالغة سبيل على بقوله الباب

جالل--ه جل العظيم واإلله الكريم والرب الرحيم التواب هذا باب إلى الَّمؤمنون فليسارع. كَّماله وعز أسَّماؤه وتباركت

الغيبة تُحريم أخ--اه اإلنس--ان ي--ذكر : أن وهي ، الغيب--ة عن وج--ل ع--ز الل--ه نهي الكريَّمة اآلية وتضَّمنت

� أو إشارة أو كتابة أو صراحة الذكر كان سواء ، يكره بَّما غيبته في الَّمسلم ك--ان . وسواء رمزا� به اغتابه ما � أك-ان وس-واء ، خلق-ه أو بخلق-ه ، بدنياه أو بدينه متعلقا ب-ه ل-ه بَّمن أو ب-ه متص-ال

. وأم أب أو زوجة أو ولد من ، صلة أو رابطة مطلق--ة وبص--ورة الُحال مستور وكذلك ، بالصالح الَّمعروف وخاصة الَّمسلم غيبة ونُحرم

. غيبتهم تُحرم ال فإنه ، الريب مواطن في والداخلين بالفسق الَّمُجاهرين إال اللهم الكب--ائر من الغيبة أن على الَّمسلَّمين إجَّماع تعالى الله رحَّمه القرطبي اإلمام نقل وقد

. الصغائر في تعد أن يصح فال ، اآلية آخر في تصوير أبشع سبُحانه الله صورها أن وبعد ، مَّم--ا ذلك أشبه وما ، سيارته أو لباسه في الشخص كعيب ، بسيط هين هو ما الغيبة ومن

� كان الصغائر من الغيبة هذه أمثال أن قيل فإذا ، والخلق بالدين يتصل ال يتعلق ما أما ، مقبوال. فال والعرض والخلق بالدين

� يعد مَّما معه فعله ما ويذكر ، ظالَّمه يشكر أن ظلم لَّمن ويُجوز يريد لَّمن يُجوز كَّما ، عيبا من والقض--اة الوالة في ما ذكر يُجوز كَّما ، تغييره على للقادر الَّمنكر ذلك يذكر أن منكر تغيير

. الغيبة من هذا يعد وال وتغييرهم عزلهم على للقادر شر: تفسيره في تعالى الله رحَّمه كثير ابن اإلمام قال

مة والغيبة الُج--رح في كَّم--ا ، مص--لُحته رجُحت م--ا إال ذلك من يستثنى وال ، باإلجَّماع مُحر� : " ائ--ذنوا الف--اجر الرجل عليه استأذن لَّما وسلم عليه الله صلى كقوله ، والنصيُحة والتعديل

" . العشيرة أخو وبئس له خطبه--ا وق--د عنه--ا تع--الى الل--ه رضي قيس بنت لفاطَّمة وسلم عليه الله صلى وكقوله

" ، عاتق--ه عن عص--اه يض--ع فال الُجهم أب--و وأم--ا ، فصعلوك معاوية : " أما الُجهم وأبو معاوية ، األكي-د الزج-ر فيه-ا ورد وق-د ، الش-ديد التُح-ريم على بقيته-ا ثم ، ذل-ك مُجرى جرى ما وكذا

أن أح-دكم : " أيُحب فق-ال الَّميت اإلنس-ان من اللُحم بأك-ل وتع-الى تب-ارك الله شببها ولهذا� أخيه لُحم يأكل � هذا تكرهون كَّما " أي فكرهتَّموه ميتا � ذاك فاكرهوا طبعا عقوبته . فإن شرعا في وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الن--بي قال كَّما ، والتُحذير للتنفير يأتي هذا ومثل ، هذا من أشد

. قيئه في يرجع ثم يقيء : كالكلب بقوله مثله عنها الراجع أو هبته في العائدر وقد � الغيبة الُحكيم الشارع فس� � تفسيرا أب--و رواه ال--ذي الُح--ديث في ج--اء فق--د ، واضُحا

الغيب--ة ما الله رسول يا : قيل قال عنه تعالى الله رضي هريرة أبي عن تعالى الله رحَّمه داود ك--ان إن أفرأيت الله رسول : يا قيل " ، يكره بَّما أخاك : " ذكرك وسلم عليه الله صلى قال ؟

لم وإن اغتبت--ه، فق--د تق--ول ما فيه كان : " إن وسلم عليه الله صلى قال ؟ أقول ما أخي في. وثبور شر وكالهَّما وفُجور إثم والغيبة ، وزور كذب " . والبهتان بهته فقد تقول ما فيه يكن

37

Page 38: نظرات في سورة الحجرات

النزول سبب الصُحابة من رجلين يخدم كان سلَّمان : أن عنهَّما تعالى الله رضي عباس أبن عن وروي

� شأنه عن فنام ، طعامهَّما لهَّما ويسو�ي وس--لم علي--ه الله صلى الله رسول إلى . فبعثاه يوما� لهَّما يبغي عن--دي : ما فقال وسلم عليه الله صلى الله رسول طعام على أسامة وكان ، إداما فلَّم--ا ، ماؤه--ا لغار سَّميُحة بئر إلى بعثناه : لو قاال ذلك . فعند بذلك سلَّمان فأخبرهَّما ، شيء . أفواهكَّم--ا في اللُحم خض--رة أرى لي : م--ا لهَّم--ا ق--ال وس--لم عليه الله صلى النبي إلى راحا

� تناولنا : ما فقاال يغتب : " وال الكريَّم--ة اآلي--ة ه--ذه ف--نزلت ، اغتبتَّم--ا ق--د : إنكَّم--ا فق--ال لُحَّما� بعضكم � أخيه لُحم يأكل أن أحدكم أيُحب بعضا ت--واب الل--ه إن ، الل--ه واتق--وا ، فكرهتَّم--وه ميت--ا

" . رحيم. مرتكبيها وقذارة فعلها وشناعة تُحريَّمها على الشريعة أدلة تضافرت ولقد

لنفس--ه شفاء للناس غيره عيوب فيذكر ، الغضب وهياج ، : الغيظ أهَّمها أسباب وللغيبة أو ، غ--يره من ب--الغض اإلنس--ان يرفع أن إرادة أو ، واألصدقاء الرفقاء مُجاملة أو ، غضبها من

� . ومنها األسباب أهم وهو الُحسد ورد . وق--د ال--وقت وإض--اعة والَّمفاكهة والهزل اللعب أيضا : لَّم--ا وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الله رسول : قال قال عنه تعالى الله رضي مالك بن أنس عن

ه--ؤالء : من قلت ، وصدورهم وجوههم يخَّمشون نُحاس من أظفار لهم بقوم مررت بي عرج. أعراضهم في ويقعون الناس لُحوم يأكلون الذي : هؤالء قال ؟ جبريل يا

رأيت م-ا ح-دثنا الل-ه رس-ول ي-ا : قلنا قال عنه تعالى الله رضي الخدري سعيد أبي وعن بهم موك-ل ، ونس-اء رجال كثير الله خلق من خلق إلى بي انطلق ثم…: بك. قال أسري ليلة

ون أحدهم جن�ب� عرض إلى يعَّمدون رجال ة منه فيُجز� في في يض--عونها ثم ، النع--ل مث--ل الُجز� ، علي--ه ي�ك--ره وه--و ، مُحَّم--د ي--ا الَّم--وت أكل--ه من يُج--د وهو ، أكلت� كَّما : كل� له . فيقال أحدهم : " فيق--ال النَّميَّم--ة أص--ُحاب ، اللَّم--ازون ، الهَّم--ازون : ه--ؤالء قال هؤالء من جبريل يا فقلت� أخيه لُحم يأكل أن أحدكم أيُحب . لُحَّمه أكل على يكره " وهو فكرهتَّموه ميتا

النبي أن تعالى الله رحَّمه داود أبو يرويه الذي الشريف الُحديث هذا أسوق الرجال وإلى كسا ومن ، جهنم في مثلها يطعَّمه الله فإن أكلة� برجل أكل : "من قال وسلم عليه الله صلى ف--إن وري--اء س--َّمعة مق--ام برجل قام ومن ، جهنم في مثله يكسوه الله فإن مسلم برجل ثوبا�" . القيامة يوم ورياء سَّمعة مقام به يقوم تعالى الله

� بالدنا في النساء وإلى الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول عه--د على الَّمرأتين حديث أسوق جَّميعا الل--ه رسول مولى سعد عن عنه تعالى الله رضي حنبل بن أحَّمد اإلمام رواه فيَّما وسلم عليه ، الل--ه رسول : يا فقال النهار نصف في رجل فُجاء ، بصيام أمروا أنهم وسلم عليه الله صلى� أو م--رتين عن--ه فأعرض ، الُجهد بلغتا قد وفالنة فالنة بق--دح فُج--اء ، : ادعهَّم--ا ق--ال ثم ، ثالث--ا� فقاءت ، : قيئي إلحداهَّما فقال � لُحَّما � ودما � عبيطا : ق--ال ثم ذل--ك مثل لألخرى . وقال وقيُحا

إح--داهَّما أتت ، عليهَّم--ا الل--ه ح--رم ما على على وأفطرتا ، لهَّما الله أحل عَّما صامتا هاتين إن� أجوافهَّم--ا امتألت ح--تى الن--اس لُح--وم ت--أكالن ت--زاال فلم لألخ--رى تع--الى بالل--ه . نع--وذ قيُح--ا

. الغيبة شر من به ونستُجير أن عن--ه تع--الى الله رضي هريرة ألبي عم عن عنه تعالى الله رضي يعلى أبي عن وروي

، زنيت ق-د إني الل-ه رس-ول : ي-ا فق-ال وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى الل-ه رس-ول إلى جاء ماعزا�� قالها حتى عنه فأعرض ؟ : زنيت وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى قال الخامسة في كان فلَّما ، أربعا

� منه--ا : أتيت قال ، : نعم قال ؟ الزنا ما : وتدري قال ، : نعم قال من الرج--ل ي--أتي م--ا حرام--ا� امرأته ، ق--ال ، تطه--رني أن : أري--د ق--ال ؟ الق--ول ه--ذا إلى تريد : ما قال ، : نعم قال ؟ حالال الَّمي--ل يغيب كَّم--ا ، منه--ا ذل--ك في من--ك ذلك أدخلت ، وسلم عليه الله صلى الله رسول فقال

فسَّمع ، فرجم برجَّمه فأمر ، . قال الله رسول يا نعم ، قال ؟ البئر في والعصا ، الَّمكُحلة في الل--ه س--تر ال--ذي ه--ذا إلى ت--ر ألم ، لص--احبه أحدهَّما يقول رجلين وسلم عليه الله صلى النبي م--ر حتى وسلم عليه الله صلى النبي سار . ثم الكالب رجم رجم حتى نفسه تدعه . فلم عليه

ل--ك الل--ه : غفر . قاال الُحَّمار هذا جيفة من . فكال انزال ؟ وفالن فالن أين ، فقال حَّمار بُجيفة� أخيكَّم--ا من نلتَّما : فَّما وسلم عليه الله صلى قال ؟ هذا يؤكل وهل ، الله رسول يا أش--د آنف--ا

. فيها ينغَّمس الُجنة أنهار لفي اآلن إنه بيده نفسي والذي ، منه أكال يتطه--ر الُجن--ة أنه--ار إلى وال--دنس الرجس من الرجل تنقل الصادقة التوبة تصنع وهكذا

� الل-ه س-بيل في بنفس-ه ج--اد فق-د ، وأرض-اه عن-ه تعالى الله رضي ويتطيب فيها من وخوف-ا. اآلخرة في ووعيده ، الله عقاب

38

Page 39: نظرات في سورة الحجرات

االغتياب من . والغيبة واغتاله كغاله ، واغتابه : غابه فقال الغيبة الزمخشري عر�ف وقد. الغيبة في السوء ذكر وهي االغتيال من كالغيلة

� أخيه لُحم يأكل أن أحدكم : " أيُحب تعالى وقوله لَّم--ا وتص--وير " تَّمثي--ل فكرهتَّم--وه ميتا. أخيه عرض من الَّمغتاب يناله

. أخي--ك لُحم ف--أكره ك--ذلك منه--ا تأك--ل أن مدودة جيفة وجدت إن تكره : كَّما قتادة وعن ذك--ر : الغيب--ة بقول--ه الغيب--ة ، الق--رآن تف--ير في البي--ان مُجَّم--ع صاحب الطبري اإلمام وعرف. تعريفها في الله رسول حديث ذكر . ثم فيه الُحكَّمة تَّمنع وجه على الغيب بظهر العيب

وقائ--ل زنُجي بُجيف--ة إذا ، نائم أنا : بينا ميَّمون قال ، شاه بن ميَّمون رؤيا الطبري وذكر في--ه ذك--رت ما والله قلت ، فالن عند اغتيب : بَّما قال ، آكل ولم� قلت ، الله عبد يا : كل يقول� وال خيرا� عن--ده يغت--اب أن ي--دع ال ذل--ك بعد ميَّمون . وكان فرضيت استَّمعت : لكنك قال ، شرا. أحد

م--ا أح--ل أن أك--ره : إني قال ، حل في فاجعلن اغتبتك قد : إني سيرين البن رجل وقالم : قال ثم ، الله حر�

لُحم يأك---ل ال--ذئب ولي-سذئ-ب

� بعضنا ويأك-ل عيان-ا بعضا

: وقال وف----رت لُحَّمي يأكل---وا ف--إن

لُحومهم لهم بنيت مُج-دي يهدم-وا وإن

. مُجدا�

حَّمى : من ق--ال وسلم عليه الله صلى النبي أن عنه تعالى الله رضي أحَّمد اإلمام وروى� إليه الله بعث ، يغتابه منافق من مؤمنا� . ومن جهنم ن--ار من القيام--ة ي--وم لُحَّم--ه يُحَّمي ملك--ا� رمى . قال مَّما يخرج حتى جهنم جسر على تعالى الله حبسه ، سبه يريد بشيء مؤمنا

: ق--اال عنهَّم--ا تع--الى الله رضي األنصاري سهل بن طلُح-ة وأبي الله عب-د بن جاب-ر وعن� � امرأ يخذل امرئ من ما وسلم عليه الله صلى الله رسول قال في--ه تنته--ك موضع في مسلَّما

من وم--ا ، نص--رته فيه--ا يُحب مواطن في تعالى الله خذله إال عرضه من فيه وينتقص ، حرمته� � امرأ ينصر امرئ نص--ره إال حرمت--ه من في--ه وينتهك عرضه من فيه ينتقص موضع في مسلَّما

. نصرته فيها يُحب مواطن في وجل عز الله يُجع--ل م--ا البش--اعة من وه--و ، اإلس--الم ش--رعة في وحكَّمها الغيبة في ورد ما بعض هذا� الَّمسلم � حذرا � ، منه--ا شيء أي ارتكاب من متوقيا � رب--ه خائف--ا � ، إلي--ه منيب--ا من لس--انه ط--اهرا مُح--ارم عن ابتعد الذي هو الُحق فالَّمسلم ، بالشر لهم . والتعرض الناس أعراض في الوقوع

لدي--ه إال ق--ول من يلفظ . " ما وجل عز الله بَّمراقبة وشعر ولسانه يده من الناس فسلم الله� عنه كان أولئك كل والفؤاد والبصر السَّمع " إن " ، عتيد رقيب " . مسؤوال

: مفرداتها بشرح اآلية هذه تفسير وسأختم الالزم التباع--د في شاع ثم منه جانب على " كان " اجتنبوا تعالى قوله : من اجتنبه– 1

. له� ق--ويت فإن ، ضعيفة أو قوية أمارة عن يُحصل لَّما : اسم الظن– 2 العلم إلى أدت ج--دا

� ضعفت وإن . الوهم حد تتُجاوز لم جدا الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول س--ئل وقد ، آثام وجَّمعه الثواب عن الَّمبطئ الفعل واإلثم– 3

" . الن--اس علي--ه يطل--ع أن وك--رهت ص--درك في حاك ما : " اإلثم فق-ال اإلثم عن وسلم عليه يُحتَّم-ل ال-ذي واآلثم ، ي-ؤثم م-ا فع-ل على حَّملته " معناه باإلثم العزة : " أخذته تعالى وقوله. اإلثم

على للُحكم نبضه وتعرف العرق مس " هو تُجسسوا : " وال تعالى قوله من والُجس– 4 بعض . وي--رى الُحس يدرك--ه م--ا تع--رف الُحس ف--إن ، الُحس من أخص وه--و ، والس--قم الصُحة. : الُجواس لها يقال اإلنسان مشاعر وأن ، متقاربان أنهَّما العلَّماء

39

Page 40: نظرات في سورة الحجرات

� اجتنب--وا آمن--وا ال--ذين أيه--ا : " يا وتعالى تبارك الُحق قول تفسير خالصة هذه من كث--يرا� بعضكم يغتب وال ، تُجسسوا وال ، إثم الظن بعض إن الظن لُحم يأك--ل أن أح--دكم أيُحب ، بعضا� أخيه " . رحيم تواب الله إن ، الله واتقوا ، فكرهتَّموه ميتا

: عشرة الثالثة اآلية ناك�م� إن�-ا الن�-اس� أي�ها يا لق� ن� خ� عل�ناك�م وأ�ن�ثى ذ�ك�ر م� � و�ج� ع�وبا بائ�ل� ش� وا وق� ف� إن� ل�ت�عار�

ك�م م� ن�د� أك�ر� بير� ع�ليم� الله� إن� ، أت�قاك�م� الله� ع� . خ�� تقرر عظيَّمة آية هذه � اإلسالم أصول من أصال ولق--د ، الناس بين الَّمساواة وهو ، عظيَّما

� مبدأ اآلية هذه قررت الق--رآن ه--ذا معُج--زات من فهي الس--امية اإلنس--انية الَّمبادئ من ضخَّما� للناس ضياء� الله أنزله الذي العظيم � به يهتدون ونورا � وبرهانا . أمامهم السبل ينير ساطعا

� عش--ر أربع-ة قب--ل ، الفس--اد في ويض--طرب الظلم في يَّم--وج والع-الم ال--زمن من قرن--ا ال--رعب نشر وقد ، القديَّمة العصور ضالالت عليه وتخيم الُجاهلية والعصبية الهَّمُجية وتسوده. الطبقات نظام ظل تُحت وعاشوا بالنساب الناس وتفاخر الفساد وزاد الدنيا على أجنُحته

وت--نزل الس--وداء الغي--وم تل--ك أن--واره فتبدد اإلسالم فُجر ينبثق الداكنة الظلَّمة هذه في� مبدأ لتقرر الكريَّمة اآلية هذه � إنسانيا – البش--ر ك--ل – البش--ر بين الَّمس--اواة إعالن وهو عظيَّما على لكب--ير وال ، فق--ير على لغ--ني وال ، أس--ود على ل--بيض وال ، عُجَّمي على لعربي فضل فال

واح-د أص-لهم ، متس-اوون كلهم . فالن-اس وج-ل عز الخالق من والتقرب بالتقوى إال ، صغير. واحد وأباهم

� أن روي وقد قبضتين فأخذ ؟ أفضل الناس : أي السالم عليه عيسى الله لنبي قال رجال " . وق--د أتق--اهم ف--أكرمهم ، ت--راب من خلق--وا الن--اس ؟ أفضل هاتين : " أي وقال تراب من

� وج-ل ع-ز الل-ه جعلهم ، باألنس-اب ليتف-اخروا ال األرح-ام ويص-لوا ليتع-ارفوا وقبائ-ل ش-عوبا� خلقه شاء إن ، أبويه باختيار وال باختياره ال سبُحانه الله بأمر مخلوق فاإلنسان � أو عربيا كرديا

� أو ؟ اختيار وال كسب فيه له ليس بأمر يفخر أن له يسوغ فكيف ، تركيا من وحس--به نس--به فهل " ، سعى ما إال لإلنسان ليس : " وأن يقول وتعالى تبارك والله

ب--أحوال الخب--ير تع--الى . فالل--ه بهَّم--ا الفخ--ر في الُح--ق ل--ه يكون حتى ؟ جهوده ونتيُجة سعيه� أحسنهم فالفائز ، أيديهم كسبت ما على سيُجازيهم بأعَّمالهم العليم الناس أشرفهم ال عَّمال. نسبا�

النزول سبب : الكريَّم--ة اآلي--ة ه--ذه نزول سبب في تعالى الله رحَّمه الكشاف صاحب الزمخشري قال

ف--رأى الَّمدين--ة س--وق في وسلم عليه الله صلى الله رسول : مر قال شُجرة بن يزيد عن ورد خل--ف الخَّمس الص--لوات عن يَّمنع--ني ال أن ش--رط فعلى اش--تراني : من يق--ول أس--ود غالم--ا� وس--لم علي--ه الل--ه صلى الله رسول فكان ، رجل فاشتراه ، وسلم عليه الله صلى الله رسول

عند يراه� ففقده ، صالة كل ص--لى الل--ه رس--ول فعاده ، : مُحَّموم فقال ، صاحبه عنه فسأل يوما

، دمائ--ه في وه--و فُج--اءه ، ب--ه لَّم--ا : ه--و فق--ال أي--ام ثالث--ة بعد عنه سأل ثم ، وسلم عليه الله أم--ر واألنصار الَّمهاجرين على فدخل ، ودفنه غسله وسلم عليه الله صلى الله رسول فتولى� وجعلن--اكم وأن--ثى ذك--ر من خلقن--اكم إن--ا الن--اس أيه--ا : " يا اآلية هذه فنزلت ، عظيم ش--عوبا

ه--ذه : نزلت بعضهم " وقال خبير عليم الله إن ، أتقاكم الله عند أكرمكم إن لتعارفوا وقبائل: قال عنه تعالى الله رضي الزهري عن الَّمراسيل في داود أبو ذلك ذكر ، هند أبي في اآلية

فقالوا ، منهم امرأة هند أبا يزوجوا أن بياضة بني وسلم عليه الله صلى الله رسول أمر اآلي-ة ه-ذه وج-ل ع-ز الل-ه ف-أنزل ؟ موالين-ا بناتن-ا : ن-زوج وسلم عليه الله صلى الله لرسول. الكريَّمة

40

Page 41: نظرات في سورة الحجرات

: عنهَّما تعالى الله رضي عباس ابن وقال� وسلم عليه الله صلى الله رسول أمر مكة فتح كان لَّما الكعب--ة ظه--ر على عال ح--تى بالال

� األسود الغراب هذا غير مُحَّمد وجد : ما هشام بن الُحارث فقال ، فأذ�ن ؟ مؤذنا. اليوم هذا يرى ال حتى أبي قبض الذي لله : الُحَّمد أسيد بن عتاب وقال� الله يرد : إن عَّمرو بن سهيل وقال . بغيره شيئا� أقول ال : أنا سفيان أبو وقال جبري--ل . ف-أتى الس--َّموات رب ب--ه يخ--بره أن أخاف ، شيئا

� اآلي--ة ه--ذه تع--الى الل--ه ف--أنزل ، قالوا بَّما وأخبره وسلم عليه الله صلى النبي عن لهم زج--را. واألحساب األنساب على ال التقوى على الَّمدار فإن ، بالفقراء وازدرائهم تكبرهم

األخالق من وغيره--ا والغيب--ة التُجس--س عن النهي بع--د الكريَّم--ة اآلي--ة ه--ذه وردت وق--د وال أح--د على يفخ--ر أن ألح--د يُجوز فال ، البشر تساوي على منبهة اآلية هذه فُجاءت ، الذميَّمة� ينتقص رض--ي هري--رة أبي عن تع--الى الله رحَّمه البخاري عند ورد وقد يعيبه أو يطعنه أو أحدا

: " ق--ال ؟ أك--رم الن--اس : أي وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الله رسول : سئل قال عنه تعالى الله ن--بي يوس--ف الناس : " فأكرم قال ، نسألك هذا عن : ليس قالوا " ، أتقاهم الله عند أكرمهم

: " فعن ق--ال ، نس--ألك ه--ذا عن : ليس " . قالوا الله خليل ابن الله نبي ابن الله نبي ابن الله إذا اإلس--الم في خياركم ، الُجاهلية في : خياركم قال ، : نعم " قالوا ؟ تسألون العرب معادن ؟ فقهوا

الل--ه رس--ول : قال قال عنه تعالى الله رضي حذيفة عن مسنده في البزار بكر أبو وذكر بآبائهم يفخرون قوم ولينتهين ، تراب من خلق وآدم آدم، بنو : " كلكم وسلم عليه الله صلى

". الُجعالن من تعالى الله على أهون ليكونن أو أن عن--ه تع--الى الل--ه رض--ي ع--امر بن عقب--ة عن عنه تعالى الله رضي أحَّمد اإلمام وروى

بن--و كلكم ، أح--د على بَّمنسبة ليست هذه أنسابكم : إن قال وسلم عليه الله صلى الله رسول أن بالرج--ل وكفى تق--وى أو ب--دين إال فض--ل أحد على ألحد ليس تَّمنعوه لم الصاع طف ، آدم

� يكون � بذيئا � بخيال . فاحشا آلدم : " الن--اس ولفظ--ه لهيع--ة أبي عن وهب ابن عن ي--ونس عن جري--ر ابن رواه وق--د

، القيامة يوم أنسابكم عن وال أحسابكم عن يسألكم ال الله إن ، يَّملوه لم الصاع طف ، وحواء" . أتقاكم الله عند أكرمكم إن

بنت درة عن لهب أبي بنت درة زوج عَّم--يرة عن عنه تعالى الله رضي أحَّمد اإلمام ونقل رس--ول : يا فقال الَّمنبر على وهو وسلم عليه الله صلى النبي إلى رجل : قام قال لهب أبيه وأتق--اهم أق--رأهم الن--اس خير وسلم عليه الله صلى قال ؟ خير الناس أي الله وج--ل ع--ز لل--�

. للرحم وأوصلهم الَّمنكر عن وأنهاهم بالَّمعروف وآمرهم الل--ه ص--لى الله رسول أعُجب : ما قالت عنها تعالى الله رضي الَّمؤمنين أم عائشة وعن

. تقى ذو إال أعُجبه وال الدنيا من شيء وسلم عليه بالنس--ب ترتب--ط ال الكرامة بأن اإلسالمية الشريعة كتب وامتألت األخبار استفاضت وقد

� ترتبط ولكنها ، وأب بأم وال الرتب بعظيم وال � ارتباطا ال--ذي هو اإلنسان وعَّمل ، بالعَّمل وثيقا ابن ك--ان ول--و ، ب--ر ، والبر ، أكابر ابن كان ولو فاجر . والفاجر وفُجار أبرار والناس ، به يوزن

، الل--ه على ك--ريم تقي : ب--ر رجالن : " الناس وسلم عليه الله صلى الله رسول . قال األحقر رس-ول ق-رأ " ثم تراب من آدم الله وخلق آدم، بنو كلهم الناس ، الله على هي�ن شقي وفاجر

وجعلن--اكم وأن--ثى ذك--ر من خلقناكم إنا الناس أيها : " يا اآلية هذه وسلم عليه الله صلى الله" . أتقاكم الله عند أكرمكم إن ، لتعارفوا وقبائل شعوبا�

ال-تي العظيَّم-ة الخطب-ة تل-ك ال-وداع حُجة في وسلم عليه الله صلى الله رسول وخطب� كانت � للَّمؤمنين دستورا الل-ه ص-لوات فيه-ا ق-ال ومَّم-ا ، للع-ارفين وض-ياء ، للصالُحين ونورا

وال ع--ربي على لعُجَّمي وال عُجَّمي على لع--ربي فض--ل ال ، واح--د ربكم إن : أال علي--ه وس--المه ه--ل أال ، أتق--اكم الل--ه عن--د أك--رمكم إن ، بالتقوى إال أسود على ألحَّمر وال ، أحَّمر على ألسود. الغائب الشاهد : فليبلغ قال ، الله رسول يا : بلى قالوا ؟ بلغت

بع--د وم--اذا ، الض--الل إال الُح--ق بع--د فَّم--اذا ، للن--اس ومساواته عدله في اإلسالم هو هذا. الخبال إال واألفكار الَّمبادئ من اإلسالم

� اإلسالم جاء ولقد � دينا � عاما � الَّمؤم--نين اعت--بر ل--ذا ، خال--دا � جَّميع--ا � جس--دا واعت--بر ، واح--دا" . فاعبدون ربكم وأنا واحدة أمة أمتكم هذه : " إن واحدة أمة الَّمسلَّمين

41

Page 42: نظرات في سورة الحجرات

يَّمكن ك--ان وم--ا بالطاع--ة الدنيا لهم ودانت ومغاربها األرض مشارق فتُحوا الروح وبهذه تعاليَّم--ه وتنش--ر مخالفي--ه تقات--ل اإلس--الم راي--ة تُحت العُجم وش--عوب الع--رب قبائل تسير أن

هذه تفعل أن يَّمكن كان ما ، الناس بين والَّمساواة العدل وتنشر التوحيد قواعد وتثبت النيرة على القبائل تفخر ، الُجاهلية عصبيتها على استَّمرت لو ، القصير الظرف ذلك في األعاجيب

كُجس--م ك--انت ح--تى وارتبطت توح--دت أم--ة أن عرف وما ، الشعوب على والشعوب ، القبائل على فيه--ا الُجَّمي--ع يعَّم--ل مُحددة وغاية معين هدف . ولها ولغاتها أجناسها تفاوت رغم واحد

وه--دفها اإليَّمان، رباط على ، اإلسالمية الوحدة اعتبرت وقد ، الغاية وتلك الهدف هذا تُحقيق. العالَّمين رب الناس كل ورب الُجَّميع خالق وجل عز الله إرضاء

ال--تي العنص--رية واالختالف--ات القومي--ة النزع--ات على اإلنس--اني الَّمبدأ هذا قضى وق-د األرواح وتزه-ق األنفس فتقت-ل الع-داوات تسبب والتي الَّمُجتَّمعات تسود – زالت وما – كانت

. األموال وتنهب في ين--ال وأن ، الَّمُج--د طري--ق أمامه يفتح أن الَّمُجد للعامل اإلسالم مهد القاعدة وبهذه

. وصالحه تقواه له مهد ما اآلخرة وفي ، جهده إليه يصل ما الدنيا وباألعَّم--ال ، وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى رسوله وطاعة وجل عز الله بطاعة تنال والتقوى

� صالة األعَّمال هذه وليست ، الصالُحة � وزكاة وصوما أم-ور جانبه-ا إلى الب-د ب-ل فُحس-ب وحُجا أعدائ-ه كي-د من وحَّمايت-ه اإلس-الم ص-يانة أهَّمه-ا ب-ل ومنها ، بها إال الَّمرء إيَّمان يتم ال وأمور

ي--د إليه--ا تَّمت--د أن من اإلس--الم دي--ار عن وال--دفاع الُح--ق س--بيل وفي ، س--بيله في والُجه--اد وجاه--دوا يرت--ابوا لم ثم ورسوله بالله آمنوا الذين الَّمؤمنون : " إنَّما الكافرين من الطامعين" . الله سبيل في وأنفسهم بأموالهم

الل--ه عن--د الكرام--ة . ألن الله عند األكرم هو الناس من شخص أي يكون أن الَّمَّمكن فَّمن� الَّمعي-ار ه-ذا يك-ون أن ال-واجب ومن ، ب-التقوى وجل عز هم ف-الَّمتقون ، الن-اس عن-د قائَّم-ا

. األكرمون ، الص--فات وأنبل الغايات وأسَّمى الدرجات أعلى إلى اإلنسانية بالنفس السَّمو هو وهذا

� عشر ثالثة وبعد على وقعت أنه--ا وظنت ب--ه وفخ--رت الَّمبدأ هذا األمم عرفت الزمن من قرنا قب--ل العلي--ا الَّمث--ل بهذه جاء قد العظيم اإلسالم أن وتُجاهلت ، قبل من يعرف لم جديد شيء اإلس--الم فُج--اء ، الطغيان وتقديس بل العبودية في غارقين البشر كان وقت في طويل زمن

والتعوي--ل العنص--ري والتَّمي--يز الُجنس--ية الفروق وإلغاء والظلم األجناس مزايا بهدم العظيم. وحدهَّما الصالح والعَّمل التقوى على

� وإليكم � مثال بين يف--رق ولم الن--اس بين س--اوى ال--ذي العظيم ال--دين هذا أمثال من رائعا� مك--ة رج--ال كب--ار من وه--و وس--لم عليه الله صلى الله رسل ع-م له-ب : أبو منهم أحد حس--با

� وشرفا� � وماال ي-ؤمن لم ولكن-ه ، وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى الله رسول عم أنه وحسب�ه ، وأنصارا� وقف بل ، اإلسالم برسال-ة � انتشارها دون حائال ولَّم--ا ، جَّمي--ل أم وزوجت--ه ه--و عنه--ا ومنف--را

" جَّم--ع اآلخ--رين عشيرتك : " وأنذر قوله وسلم عليه الله صلى األمين رسوله على الله أنزل ل--ه فق--ال الُجدي--د دين--ه وإلى تعالى الله إلى فدعاهم بيته وآل أقرباءه وسلم عليه الله صلى� لهب أبو عَّمه ؟ جَّمعتنا ألهذا لك : تب�ا

سيصلى ، كسب وما ماله عنه أغنى ما ، وتب لهب أبي يدا : " تبت فيه تعالى الله فأنزل ولم قرابت--ه تنفع--ه " فلم مس--د من حب--ل جي--دها في ، الُحطب حَّمالة وامرأته ، لهب ذات نارا�

. اإلسالم رسالة ترك أن بعد نسبه له يشفع ناص--ر وال ، عش--ير وال قبي--ل له ليس الضعيف والعبد الفقير الَّمولى الُحبشي بالل وهذا

� يكن ولم ، مُجير وال � وال عربيا � وال قرشيا � كان بل ، مكيا � عب--دا ، اإلس--الم برس--الة آمن ، حبش--يا� واتبع � الي--وم في مرات خَّمس الله إلى يدعو أصبح حتى األنام خير مُحَّمدا رس--ول ب--أمر مؤذن--ا

: أين فق--ال وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الله رسول أصبح يوم وفي ، وسلم عليه الله صلى الله إلى دخلت بم ، بالل : ي--ا وس--لم علي--ه الله صلى الله رسول قال حضر فلَّما ؟ بالل أين ؟ بالل

� توضأت ما الله رسول يا : كنت عنه تعالى الله رضي : فقال الُجنة ركع--تين ص--ليت إال وضوءا� أذنت وال . : بهَّما وسلم عليه الله صلى قال ، ركعتين صليت إال أذانا

أب--و إليه--ا وص--ل ال--تي الدرجة وتلك ، وتقواه بإيَّمانه وصلها بالل نالها التي الدرجة هذه. وعناده بكفره لهب

الل--ه رس--ول فيه يقول حتى الرفيعة الَّمنزلة تلك يبلغ عنه الله رضي الفارسي وسلَّمان� وسلم عليه الله صلى الرسول ويقول ، البيت أهل منا : سلَّمان وسلم عليه الله صلى مخ--برا

42

Page 43: نظرات في سورة الحجرات

سابق وسلَّمان ، الروم سابق وصهيب ، العرب سابق : أنا الُجنة إلى وطالئعها األمم قادة عن إليه--ا أص--ُحابها اإلس--الم رف--ع ال--تي الس--امية ال--درجات ه--ذه ، الُحبش--ة س--ابق وبالل الفرس بعروقهم اعتزاز من اليوم عليه مَّما الَّمسلَّمين قادة . فأين الَّمؤثل الَّمُجد ذلك عرش وبوأهم

بعد أذلة فأصبُحوا الَّمسلَّمين بين الروابط تقطيع إلى أدى مَّما وأمصارهم بقبائلهم وفخرهم الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول قال كَّما أصبُحوا . بل الغنى بعد وفقراء ، القوة بعد وضعفاء ، العزة اله--ون غافلون وهم أعداؤهم بالدهم يتخطف وزن لهم ليس ، السيل كغثاء غثاء وسلم عليه

: العربي الشاعر قال كَّما غائبون سادرون وهم الغرباء بَّمصائرهم يتُحكم ،

تغي---ب حين األم---ر ويقض---ىتي--م

شه---ود وه--م يستأمرون وال والَّمس--لَّمين العرب ينادي إذ تعالى الله رحَّمه إقبال مُحَّمد اإلسالم شاعر قول ويعُجبني

: يبغ----ي ق----ام شع-----ب ك---ل

نهض---ة� بنيانك-----م وأرى متهدم---ا كنت----م الده----ر قدي----م ف----يأم----ة صرت---م كي---ف نفس---ي له---فأمَّم-ا

� : " وجعلناكم تعالى قوله : من الشعب من األولى الطبقة " هو لتعارفوا وقبائل شعوبا والبطن والعَّم--ارة والقبيل--ة : الش--عب وهي اص--طالحاتهم في الع--رب عليه--ا التي الطبقات

، البط-ون تُجَّمع والعَّمارة العَّمائر تُجَّمع والقبيلة ، القبائل يُجَّمع فالشعب ، والفصيلة والفخذ وق--ريش ، قبيل--ة وكنان--ة ، ش--عب فخزيَّم--ة ، الفص--ائل تُجَّم--ع والفخذ ، األفخاذ يُجَّمع والبطن

وس--َّميت ، فص--يلة عن--ه تع--الى الل--ه رض--ي والعب--اس ، فخ--ذ وهاش--م ، بطن وقص--ي ، عَّمارة. منها تشعبت القبائل ألن الشعوب

العُجم من : الش--عوب ق--ال عن--ه تع--الى الل--ه رض--ي الس--ابق جعف--ر اإلم--ام عن وروي. إسرائيل بني من واألسباط العرب من والقبائل

وقيل وحواء آدم من " أي وأنثى ذكر من خلقناكم : " إنا تعالى قوله من واألنثى والذكر اآلخ--ر به يدلي ما بَّمثل يدلي وهو إال أحد منكم فَّما ، وأم أب من منكم واحد كل : خلقنا معناه. النسب في والتفاضل للتفاخر وجه فال بسواء سواء

. والتكوين اإليُجاد هو: الخلق فُحَّم--د ، مكة فتح يوم طاف أنه وسلم عليه الله صلى البشر سيد عن الخبر في ورد وقد

ايه--ا ي--ا وتكبره--ا الُجاهلي--ة عيب--ة عنكم أذهب الذي لله : الُحَّمد قال ثم عليه وأثنى تعالى الله ق--رأ ثم ، الل--ه على هين شقي وفاجر الله على كريم تقي : مؤمن رجالن الناس إنَّما ، الناس

� وجعلناكم وأنثى ذكر من خلقناكم إنا الناس ايها : يا الكريَّمة اآلية ، لتع--ارفوا وقبائ--ل شعوبا. أتقاكم الله عند أكرمكم إن

الن--اس بين الَّمس--اواة من قررت--ه م--ا غ--ير خط--ير أصل الكريَّمة اآلية هذه في قام ولقد متَّماس--كة وح--دة الَّمس--لَّمين اعتب--ار من قررت--ه وم--ا ب--التقوى إال بينهم فيَّما التفاضل وعدم

، ظلَّمهم عن الظ--الَّمين رد وج--وب وه--و وخط--ير مهم أص--ل فيه--ا ق--ام فق--د واح--د كُجس--دم سامية درجة وهذه ، الَّمظلومين صف في والوقوف ال--واجب ومن ، الَّمس--لَّمين به--ا الله كر�

يَّملك--ون م--ا أع--ز على يُح--افظون كَّم--ا عليه--ا ويُح--افظوا لها ويعَّملوا ويتدبروها يفقهوها أن الق--ول يس--تَّمعون مَّمن تع--الى الله جعلنا ، وكرامتهم وعزتهم ومُجدهم شرفهم على حفاظا�

. أحسنه فيتبعون ب--أحوال خبير وتعالى تبارك " فالله خبير عليم الله : " إن تعالى بقوله اآلية ختَّمت ولقد

عن--ده تَّم--يزهم ال--تي بأعَّمالهم عليم ، السَّماء في وال األرض في خافية عليه تخفى ال الناس

43

Page 44: نظرات في سورة الحجرات

نعم إن--ه وتق--واه لعبادته الله وفقنا ، إنسان لكل متيسرة والتقوى أحد لكل مفتوح الله فباب. العالَّمين رب لله والُحَّمد النصير ونعم الَّمولى

: عشرة الرابعة اآلية ل� ، : آمن�ا األع�راب� قال�ت� ن�وا : ل�م� ق� ول�وا ولك�ن� ت�ؤم� نا ق� -ل�َّم� -ا ، : أس� في اإليَّمان� ي�د�خ�ل ولَّم�

لوب�كم ول�ه� الله� ت�ط�يع�وا وإن� ، ق� ن� ي�ل�تك�م� ال ورس� � أع�َّمال�ك�م م� ي�ئا ور� الله إن� ، ش� يم� غ�-ف� . رح�� : إن كشافه في الزمخشري نقله فيَّما عنهَّما تعالى الله رضي عباس ابن قال من نف--را

بالع--ذرات الَّمدينة طرق وأفسدوا الشهادة فأظهروا ، جدبة سنة في الَّمدينة قدموا أسد بني : ويقول-ون وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى الل-ه رسول على ويروحون يغدون وهم أسعارها وأغلوا

الص-دقة يري-دون ، وال-ذراري باألثق-ال وجئن-اك رواحله-ا ظه-ور على بأنفس-ها الع-رب أتتك. الكريَّمة اآلية هذه فنزلت بإسالمهم وسلم عليه الله صلى عليه ويَّمنون

: " ق--ال : آمنا األعراب : " قالت تعالى قوله في البيان مُجَّمع في الطبري اإلمام ونقل ولم اإلس--الم وأظه--روا جدبة سنة في وسلم عليه الله صلى النبي أتوا أسد بني من قوم هم

جئت بَّما صد�قنا قالوا : إنهم والَّمعنى ، الصدقة يطلبون كانوا إنَّما ، السر في مؤمنين يكونوا : فق--ال ، وسلم عليه الله صلى له معُجزة آية ليكون بذلك يخبرهم أن سبُحانه الله فأمره ، به

" أي : أس--لَّمنا قول--وا " ولكن ، الب--اطن في الُحقيق--ة على تص--دقوا لم " أي تؤمنوا لم " قل دون القلب مُحل--ه اإليَّم--ان أن س--بُحانه ت--بي�ن ثم ، والقت--ل الس--بي مخاف--ة واستسلَّمنا انقذنا

" . قلوبكم في اإليَّمان يدخل : " ولَّما فقال ، اللسان علي--ه الل--ه ص-لى الرس--ول ب--ه أتى لَّم--ا والقب--ول الخض--وع إظهار : اإلسالم الزجاج قال

، اإليَّمان فذلك بالقلب وتصديق اعتقاد اإلظهار ذلك مع كان فإن ، الدم يُحقن وبذلك ، وسلم� الَّمسلم الَّمؤمن وصاحبه فه--و الَّمك--روه لدفع واستسلم الشريعة قبول أظهر من فأما ، حقا

: " ولَّم--ا تع--الى بقول--ه اإليَّمان من هؤالء أخرج وقد ، مصدق غير وباطنه ، مسلم الظاهر في� اسلَّمتم ما بعد تصدقوا لم " أي قلوبكم في اإليَّمان يدخل مبطن ف--الَّمؤمن ، القتل من تعوذا

. به--ا م--ؤمن ذلك مع وهو للطاعة مظهر اإلسالم التام والَّمسلم ، يظهر ما مثل التصديق من� اإلسالم أظهر والذي حكم الظ--اهر في حكَّم--ه أن إال الُحقيقة في مؤمن غير القتل من تعوذا

. الَّمسلَّمين القلب في واإليَّمان عالنية : " اإلسالم قال وسلم عليه الله صلى النبي عن أنس وروى

من أخص وه--و النفس وطَّمأنين--ة الثق--ة م--ع التام التصديق هو واإليَّمان ، صدره إلى " وأشار علي--ه جبري--ل ح--ديث علي--ه وي--دل ، الَّمس--لَّمين من والعلم القق--ه أهل مذهب هو كَّما اإلسالم ف--ترقى ، اإلحس--ان ثم اإليَّمان ثم اإلسالم عن وسلم عليه الله صلى النبي سأل حين السالم

. منه لألخص ثم األخص إلى األعم من عن الزه-ري عن معَّم-ر أخبرنا الرزاق عبد : حدثنا عنه تعالى الله رضي أحَّمد اإلمام قال

ص--لى الل--ه رسول : أعطى قال عنهَّما تعالى الله رضي أبيه عن وقاص أبي بن سعد بن عامر� وسلم عليه الله � يعط ولم رجاال � منهم رجال رسول : يا عنه تعالى الله رضي سعد . فقال شيئا� أعطيت ، الله � فالنا � تعط ولم وفالنا � فالنا وسلم عليه الله صلى النبي مؤمن. فقال وهو شيئا� سعد أعادها حتى ؟ مسلم : أو الن--بي ق--ال ثم ؟ مسلم أو وسلم عليه الله صلى : والنبي ثالثا

� ألعطي : إني وسلم عليه الله صلى أن مخاف--ة أعط--ه فلم منهم إلي� أحب ه--و من وأدع رجاال. وجوههم على النار في يكبوا

أخص اإليَّمان أن على فدل والَّمسلم الَّمؤمن بين وسلم عليه الله صلى النبي فرق فقد ، الَّمنطق علَّماء يقول كَّما مطلق وخصوص عَّموم وبينهَّما وأشَّمل أعم واإلسالم اإلسالم من

. عكس وال مسلم مؤمن فكل� وجع--ل ، : اإليَّم--ان من--ه أخ--ذ وق--د الخ--وف وزوال النفس طَّمأنينة : أصله واألمن اس--َّما

" أي لن--ا بَّم--ؤمن أنت : " وما تعالى قوله ومنه ، للُحق اإلذعان وهو األمن معه الذي للتصديق. بَّمصدق

القلب في يك--ون : ع--ام . والتس--ليم والعن--اد للتَّمرد وترك وانقياد : استسالم واإلسالم. اإلسالم أجزاء أشرف وهو – قلنا كَّما – فأخص اإليَّمان أما واللسان والُجوارح فق--د أخ--رى شرعية استعَّماالت لهَّما واإلسالم اإليَّمان ولكن ، اللغة ظاهر يعطيه ما هذا. ومتداخلين ومختلفين مترادفين استعَّمال

44

Page 45: نظرات في سورة الحجرات

بيت غ--ير وجدنا . فَّما الَّمؤمنين من فيها كان من : " فأخرجنا تعالى قوله الترادف ومن. واحد بيت إال باالتفاق فيها يكن الَّمسلَّمين" فلم من

. … خَّمس على اإلسالم : بني قوله وسلم عليه الله صلى الله رسول حديث وفي وذك--ر الُج--واب ه--ذا بَّمث--ل فأجاب اإليَّمان عن عليه وسالمه الله صلوات النبي سئل وقد

. األركان هذه نفس ذك--رت وق--د ، تفسيرها بصدد نُحن التي اآلية واإلسالم اإليَّمان معنى بين االختالف ومن

األعَّم--ال : أي سئل وقد وسلم عليه الله صلى الله رسول حديث التداخل بينهَّما. ومن الفرق أن على دلي--ل . وه--ذا : اإليَّم--ان ق--ال ؟ أفض--ل اإلس--الم : أي فقي--ل : اإلس--الم قال ؟ أفضل

اللس--ان ونط--ق القلب تس--ليم ش--َّمل فاإلس---الم متداخالن وهَّما أخص واإليَّمان أعم اإلسالم. اإليَّمان وهو القلب : تصديق الثالثة هذه وأفضل ، الُجوارح وعَّمل

ليض--يع الل--ه ك--ان : " وم--ا تع--الى ق--ال ، الص--الح العَّم--ل في اإليَّم--ان استعَّمال جاء وقد" . إيَّمانكم

وي--ذبل ويزهر ، وينقص يزيد وهو ، متفاوتة الناس عند ودرجاته مختلفة شعب ولإليَّمان الل--ه رضي هريرة أبو رواه فيَّما وسلم عليه الله صلى الله رسول حديث وفي ، ويَّموت ويُحيا إماط--ة وأدناها ، الله إال إله : ال قول فأفضلها ، شعبة وسبعون بضع : اإليَّمان قال عنه تعالى" . اإليَّمان من شعبة والُحياء ، الطريق عن األذى

اإليَّم--ان ش--عب من ش--عبة الطري--ق عن األذى إماط--ة جعل الذي اإلسالم هذا أعظم فَّما األعلى الَّمث-ل وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى مُحَّم-د س-يدنا األعظم النبي لسان على ذلك ورد وقد

� والسالم الصالة عليه فهو الكَّمال صفات استُجَّمع وقد ، الكامل لإلنسان . الكَّمال فوق كَّماال أص--دق وه--و يق--ول إذ وتع--الى تب--ارك الُح--ق ق--ول في فه--و ونقص--انه اإليَّمان زيادة أما زادتهم آيات-ه عليهم ت�ليت� وإذا قل-وبهم وجلت الل-ه ذك-ر إذا الذين الَّمؤمنون : " إنَّما القائلين

هم . أولئ--ك ينفق--ون رزقن--اهم ومَّم--ا الص--الة يقيَّم--ون ال--ذين ، يتوكل-ون ربهم وعلى إيَّمان--ا�" . كريم ورزق ومغفرة ربهم عند درجات لهم ، حقا الَّمؤمنون في الس-عادة عليه-ا ورتب اآلي-ات ه-ذه في الَّمؤم-نين ص-فات ذك-ر وتعالى تبارك فالله

تل--ك ك--انت ف--إن ، نفس--ه إلى اإلنس--ان فلينظ--ر الكام--ل اإليَّمان يتُحقق وبها ، واآلخرة الدنيا� ك--ان وإن ، خالدون فيها هم الفردوس يرثون مَّمن فهو صفاته الصفات فليُح--ذر عنه--ا بعي--دا

. أمره عن يخالفون الذين وس--َّمة الُح--ق اإليَّم--ان عالم--ات هي ص--فات خَّمس اآلي--ات هذه في تعالى الله ذكر ولقد

� ازداد وكلَّما الصُحيح اإلسالم � ازداد كلَّما عَّمال يت--دارك أن اإلنس--ان على والواجب الله من قربا ينف--ع ال يوم ، الُحسرة تغنيه وال الندامة تنفعه فال األمل وينقطع األجل ينقضي أن قبل أمره ليت--ني : ي--ا يق--ول ، يدي--ه على الظ--الم يعض ي--وم ، سليم بقلب الله أتى من إال بنون وال مال

� الرسول مع أتخذت � كنت ليتني : يا الكافر يقول . يوم سبيال . ترابا" . قلوبهم وجلت الله ذكر : " إذا الَّمؤمنين هؤالء صفات ومن األرض ورب الكائن--ات م--دير وج--ل ع--ز الل--ه ذك--ر عن--د القل--وب وجل اإليَّمان عالئم فَّمن

يعلم ال--ذي وه--و رحَّمت--ه إلى حاج--ة في مخل--وق وك--ل ، قبض--ته في ش--يء وك--ل والسَّماوات� شيء بكل أحاط وقد وعالنيتها وسرها وهَّمساتها النفوس خواطر . علَّما

لم ال-ذين فأولئ-ك نفوس-هم تتُح-رك وال وج-ل ع-ز الل-ه لذكر قلوبهم تخشع ال الذين أماد�روا : تعالى . قال وبأسه سلطانه مدى يعرفوا ولم قدره، حق الله ي�ق�

كال--ذين يكون--وا وال الُح--ق من نزل وما الله لذكر قلوبهم تخشع أن آمنوا للذين يأن " ألم" . فاسقون منهم وكثير قلوبهم فقست الَّمد عليهم فطال قبل من الكتاب أوتوا

� زادتهم آياته عليهم تليت : " وإذا تعالى قوله في هي الصفات هذه وثانية " . إيَّمانا� ازداد يق--رأ ووحي--ه تتلى الل--ه آي--ات س--َّمع إذا أن--ه الَّمؤمن عالمة فَّمن إيَّمان--ه إلى إيَّمان--ا

� يقينه إلى ويقينا� � قلبه فالَّمؤمن ، علَّمه إلى وعلَّما ع--ز الله بذكر متيقضة ونفسه حاضر دائَّما أذني--ه تع-الى الل--ه ن--داء ق-رع ما ومتى ، شؤونها من اختل ما به وتصلح ، عللها به تداوي وجل إذا وج--ل ع--ز الل--ه آيات يستثقلون الذين مرض قلوبهم في الذين أولئك . أما خالقه نداء لبى

ي-زدادون ب-ل ال-ذكرى تنفعهم ال فأولئ-ك س-بُحانه الل-ه ذكر من قلوبهم وتشَّمئز عليهم تليت� رجسهم إلى رجسا� ، سورة أنزلت ما : " وإذا فيهم تعالى الله يقول وهؤالء خبثهم إلى وخبثا

� هذه زادته : أيكم يقول من فَّمنهم � فزادتهم آمنوا الذين فأما ، إيَّمانا ، يستبشرون وهم إيَّمانا� فزادتهم مرض قلوبهم في الذين وأما " . كافرون وهم وماتوا رجسهم إلى رجسا

45

Page 46: نظرات في سورة الحجرات

ويتق--دم ، ويزبل ويزهر وينقص يزيد اإليَّمان بأن وتصرح تؤكد قبلها والتي اآليات وهذه� يس--عى أن الَّم--ؤمن الَّمس--لم على فيُجب ه--ذا . وعلى ويَّموت ويُحيا ويتأخر تنَّمي--ة إلى دائَّم--ا عنه--ا وت--دفع والسقاية بالري ترعها لم إن الَّمزهرة كالنبتة فهو دينه على والَّمُحافظة إيَّمانه. فالَّموت الذبول اعتراها والعدوان األذى

� الل--ه لكالم تك--ون أن الَّمسلم أيها فاجتهد � وآليات--ه مص--غيا � الَّمع--اني وفي مت--دبرا مفك--را� ولألوامر فس-كنوا عن-ك ارتُحل-وا بَّمن واعت-بر واألرض الس-َّماوات ملك-وت في تفكر ثم فاعال فهذا ، اليقين يأتيك حتى ربك واعبد الصالُحين مُجالس . والتزم وأهلها الدنيا وتركوا الَّمقابر

نش--أتك وفي كنت وم--اذا نفس--ك في وفك--ر اليقين وتقوي--ة اإليَّم--ان زي--ادة على يس--اعد مَّما : " وفي يق--ول تع--الى " والل--ه الخ--القين أحس--ن الله : " وتبارك بعدها وقل حياتك ومراحل

. تبصرون أفال أنفسكم . وفي للَّموقنين آيات األرض" . يتوكلون ربهم : " وعلى تعالى قوله في هي الصفات وثالثة

النتيُج--ة إلى والوص--ول الغاي--ة بل--وغ في علي--ه اإلعتَّم--اد ه--و وجل عز الله على والتوكل ويبل--غ ثَّم--اره يُج--ني لن أن--ه على نفسه فليوطن ما عَّمل في شرع فإذا ، العَّمل في الَّمرجوة

، الص--عاب أمام--ه وذللت األس--باب ل--ه وس--هلت وجل عز الله رعاية أحاطته إذا إال منه الغرض إلى يص--ل حتى بقدرته تعالى الله أمد�ه توكله في وصدق ذلك على نفسه وطن إذا العبد فإن

الله على متوكل : أنا وتقول العَّمل عن وتقعد البيت في تنام أن التوكل معنى وليس ، غايته ب--ل ش--يء في التوك--ل من ليس . فهذا إلي واصل بد ال لي قد�ر وما ، رزقي وسيأتيني تعالى

ق--ال عن--ه الله رضي الخطاب بن عَّمر الَّمؤمنين أمير أن روينا وقد ، وخَّمول وعُجز ضعف هذا� رآه الذي الرجل لذلك � تَّمطر ال السَّماء أن علَّمتم : قد عَّمل غير من جالسا . فضة وال ذهبا

علي-ه الل-ه ص-لى األعظم الرس-ول ق-ال كَّما الفالح وطريق اإليَّمان دليل الُحق والتوكل� تغدو الطير يرزق كَّما لرزقكم توكله حق الله على توكلتم : " لو وسلم � وتروح خَّماصا " بطانا

مخ-ازن له-ا ليس ف-الطير ، علي-ه وسالمه الله صلوات الله رسول من التشبيه هذا أعظم وما منها تتناول خاصة حقول وال ، بالَّمياه تَّملؤها صهاريج لها وليس واألقوات الُحبوب فيها تودع

خلت ق--د الص--باح في أوكاره--ا من تهب غريزة من فيها الله أودع بَّما ولكنها ، وغذاءها ماءها والفي--افي والري--اض الُحق--ول في وتنتق--ل الُج--و في فتس--رح والش--راب الطعام من بطونها وع--ادت وارت--وت، بطونه--ا امتألت وق--د إال الَّمساء يأتي فَّما ، واألنهار الَّمنابع وعلى والقفار وص--ل لَّم--ا ورواح غ--دو دون أعشاش--ها الطيور سكنت ولو ، آمنة سالَّمة أوكارها إلى أدراجها

يأمرن--ا نفس--ه تعالى الله بل سبُحانه الله على التوكل ينافي ال والعَّمل فالسعي ، شيء إليها� األرض لكم جع--ل ال--ذي : " ه--و يق--ول حيث األرض خيرات واستغالل والتنقيب بالبُحث ذل--وال : " ربنا قال حين عليه بالتوكل أمرنا " كَّما النشور وإليه رزقه من وكلوا مناكبها في فامشوا

" . الَّمصير وإليك أنبنا وإليك توكلنا عليك" . الصالة : " ويقيَّمون تعالى قوله في الَّمؤمنين صفات ورابعة

وهي ، ال--دين ه--دم فق--د تركه--ا ومن ال--دين أقام فقد أقامها فَّمن الدين عَّماد فالصالة ال--رجس من لها وتطهير النفس رياضة وهي ، وربه العبد بين صلة وهي وربه، العبد بين صلة

الصلة هذه إلى العبد أحوج وما ، وتسبيح له وتنزيه ، وتقديس لله وشكر يتلى قرآن والصالة ، : " يق--ول إذ تع--الى الله لَّمر استُجابة مرات خَّمس يوم كل ويقدمه ، لخالقه الشكر وهذا بربه

� الَّمؤمنين على كانت الصالة إن � كتابا يتُحق--ق وال ، والَّمنكر الفُحشاء عن تنهي " وهي موقوتا� كلها تكون حتى النهي � خشوعا � وخضوعا � وسُجودا أن قب--ل ويسُجد لله يركع . فالقلب وركوعا يس--كن والقلب ، ويلف--ظ اللسان يتُحرك أن قبل وينطق يقرأ والقلب ، وتسُجد الُجوارح تركع

. وتستقر الُجوارح تسكن أن قبل ويطَّمئن� الُجسم يكن فال ، وتناجيه تُحادثه يديه بين وقفت فيَّمن النفس تفكر أن ويُجب لله راكعا

� والقلب ، � وتعالى تبارك عنه غافال حسنة أسوة لنا يكون أن ويُجب ، واألوالد باألموال مشغوال : " ك--ان عنه--ا تع--الى الل--ه رض--ي عائش--ة عن--ه قالت الذي وسلم عليه الله صلى الله برسول وال يعرفن--ا ال فكأن--ه الص--الة حض--رت ف--إذا ، ونُحدث--ه يُحدثنا وسلم عليه الله صلى الله رسول وقد لغيره وتعطيه بغيره تشغله أن ينبغي فال ، تعالى لله خاص وقت الصالة فوقت " ، نعرفه

� أحسن أيكم ليبلوكم والُحياة الَّموت خلق . عَّمال ، منه--ا عقلت م--ا إال ص--التك من لك ليس أنه واعلم ، بُجسَّمك تصل أن قبل بقلبك فصل�

ويَّمنع--ون ، ي--راءون ال--ذين ، س--اهون ص--التهم عن هم الذين ، للَّمصلين : " فويل تعالى قال" . الَّماعون

46

Page 47: نظرات في سورة الحجرات

الفُحش-اء عن ص-الته تنه-ه لم : " من وس-لم علي-ه الل-ه ص-لى الل-ه لرسول حديث وفي� إال الله من يزدد لم والَّمنكر " . بعدا

" . ينفقون رزقناهم : " ومَّما تعالى تبارك قوله في هي الصفات ، وخامسة ال--دنيا الُحي--اة ه--ذه في بها يتَّمتع التي األموال إعطاءه اإلنسان على تعالى الله نعم من

ومن ، ويص-طاف ويرح-ل ويتطبب ويتطيب ويت-نزه وي-ركب ويلبس ويس-كن ويش-رب فيأكل ج--زء وهم – ه--ؤالء عن فااللتف--ات ، كسبهم قل أو حيلتهم ضعفت أو يدهم ضاقت من الناس

بين والبغض--اء الع--داوة وتَّمكين األرض في الفس--اد إلى يؤدي--ان وظلم قس--وة – الَّمُجتَّمع من الَّمس--لَّمين على وج--ل ع--ز الله حت�م لذا ، وقويها وضعيفها ، وفقيرها غنيها الَّمُجتَّمع طبقات

� األغنياء فيخرج بعضهم يساندوا أن البؤس--اء له--ؤالء ويق--دموه س--بُحانه الله رزقهم مَّما جزءا� عطاء � مفروضا � وحقا � الزما فقال ، والراحة الهناءة للُجَّميع وتتُحقق الفاقة تزول حتى معلوما ه--ذا للفق--راء األغني--اء أعطى " ف--إذا والَّمُح--روم للسائل معلوم حق أموالهم : " وفي تعالى� يعطوه لم فإنهم الُحق � عليهم الل-ه فرضه حقوقهم من حق هو بل ومنة تفضال للنعَّم-ة ش-كرا

قال ، عَّملهم وحبط أجرهم بطل فقد الفقراء على ومنوا أعطوا إذا أما ، باإلحسان واعترافا�� سبُحانه " وقال واألذى بالَّمن صدقاتكم تبطلوا ال آمنوا الذين أيها : " يا تعالى : " ق--ول أيضا

في االقتص--ادية الناحي--ة ش--رح بص--دد " . ولس--ت أذى يتبعها صدقة من خير ومغفرة معروف العظيم ال--دين ه--ذا به--ا ج--اء ال--تي االجتَّماعية العدالة نواحي ألبي�ن اآلن أتوسع حتى اإلسالم

لي ي--تيح أن الق--دير الَّم--ولى وأرج--و – بنيانه وأسس قواعده وضع الذي االجتَّماعي والتكافل� فيها الكالم فأفصل الخطيرة الناحية هذه على ألتي الفرصة هنا األمر في ما غاية - ، تفصيال

كفي-ل واالقتص-ادية االجتَّماعي-ة الناحي-ة من اإلس-الم ب-ه أم-ر م-ا تط-بيق أن الن-اس يعلم أن� اإلنفاق جعل واإلسالم ، مظاهره بشتى الفقر على بالقضاء هن-اك وليس ، اإليَّم--ان من جزءا

قب--ل ج--اء الذي اإلسالم غير باإليَّمان مرتبط االقتصادية األمور يُجعل ما واألفكار العقائد من� عشر أربعة بع--دالتها ال--دنيا وتس--بق معانيه--ا تتُج--دد الن--يرة وآيات--ه مبادئه تزال ال والذي قرنا

. وشرعها وج--ل عز الله ذكر عند القلب : خشوع وهي الخَّمس الصفات هذه الَّمسلم استكَّمل فإذا

. عليه والتوكل الله على واالعتَّماد الزكاة وإيتاء الصالة وإقامة وجل عز الله بآيات والتأثر ، . وال النعيم دار في عالي--ة درج--ات تع--الى الل--ه كافأه الصفات هذه الَّمؤمن استكَّمل إذا

: " إن يق--ول إذ العظيم الل--ه وصدق بَّمالها وال برتبها وال الدنيا بَّمناصب الدرجات هذه تقاس� واش--ربوا " . " كل--وا مقت--در ملي--ك عن--د صدق مقعد . في ونهر جنات في الَّمتقين بَّم--ا هنيئ--ا اإليَّم--ان ميزان – الدقيق الَّميزان بهذا الَّمؤمن أيها نفسك " . فزن الخالية األيام في أسلفتم

� وجدت فإن ، ربك عند درجتك لتعرف – فال ذل--ك غ--ير وج--دت وإن ، هداه على الله فاحَّمد خيرا " ربنا ميسور العَّمل وطريق مفتوحة التوبة فأبواب الله من تيأس ال ولكن ، نفسك إال تلومن

� سَّمعنا إننا عن--ا وكف--ر ، ذنوبن--ا لن--ا ف--اغفر ربن--ا ، فآمن--ا ب--ربكم آمنوا أن لإليَّمان ينادي مناديا ال إن--ك ، القيام--ة ي--وم تخزن--ا وال ، رسلك على وعدتنا ما وآتنا . ربنا األبرار مع وتوفنا سيئاتنا" . الَّميعاد تخلف

: عشرة الخامسة اآلية ن�ون إن�َّما ن�وا الذين الَّم�ؤم� ول�ه بالل�ه� آم� هم بأم�وال�هم وجاه�دوا ي�رتاب�وا لم� ث�م� و�رس� س� وأن�ف�

بيل في م� وأولئ�ك الل�ه س� ون� ه� . الصاد�ق� الَّمن--ورة الَّمدين--ة قدموا حينَّما أسد بني من نفر ادعاء الله رد السابقة الكريَّمة اآلية في

" . أسلَّمنا قولوا ولكن تؤمنوا : لم : " قل قولهم تعالى الله فرد اإليَّمان وادعوا� الصادقين الَّمؤمنين وصفة اإليَّمان لُحقيقة بيان اآلية هذه وفي � ق--وال الل--ه وك--أن وعَّمال

عق-د يوافق-ه ال ق-ول من وظننتم زعَّمتم م-ا اإليَّم-ان : ليس الَّم-دعين له-ؤالء ق-ال وجل عز الل--ه عن--د الُح--ق اإليَّم--ان بل ، بالبرهان الطاعة له تشهد ولم األعَّمال تصدقه ال وادعاء القلب لل--ريب في--ه أث--ر ال التص--ديق ه--و إنَّم--ا الُجزاء وحسن والثناء الُحَّمد عليه أهله ويستُحق تعالى

من وج--ل ع--ز فرضه ما وأداء بالطاعة الُجوارح على ثَّمراته فتظهر القلب يَّمأل هو بل والشك ب--النفس والتض--ُحية والُحج كالزك--اة الَّمالي--ة والتك--اليف والص--وم كالص--الة البدني--ة التك--اليف

وعَّم--ارة ، البغي ودف--ع الُح--ق وتَّمكين تع--الى الل--ه كلَّمة إعالء أجل من الله سبيل في والَّمال

47

Page 48: نظرات في سورة الحجرات

إذا الص--ادقون هم لها العاملون الخصال بهذه الَّمتصفون فؤالء الفساد من وتطهيرها األرض. آمنا قالوا

: إن ق--ال عن--ه تع--الى الل--ه رض--ي سعيد أبي عن عنه تعالى الله رضي أحَّمد اإلمام روى بالل--ه آمن--وا : ال--ذين أج--زاء ثالثة على الدنيا في : الَّمؤمنون قال وسلم عليه الله صلى النبي

على لن--اس يأمنه . والذي الله سبيل في وأنفسهم بأموالهم وجاهدوا يرتابوا لم ثم ورسوله. وجل عز لله تركه طَّمع على أشرف إذا والذي ، وأنفسهم أموالهم

: ريب وق--ولهم ، والتهَّم--ة الش--ك في أوقع--ه أي راب--ه أص--له ، يرتابوا : لم تعالى وقوله. وقته جهة من بل وقوعه جهة من فيه الشك : ليس الَّمنون

الع-دو جه--اد يش--َّمل والُجه--اد ، الع-دو مدافع-ة في الُجه--د استفراغ : معناها والَّمُجاهدة. النفس وجهاد الظاهر

الُجهاد أنواع بالي--د يك--ون الظ--اهري والُجه--اد ، أعداءكم تُجاهدوا كَّما أهواءكم جاهدوا ، الُحديث وفي. وألسنتكم بأيديكم الكفار : جاهدوا وسلم عليه الله صلى الرسول حديث وفي ، وباللسان

ولن--بي للُح--ق واإلذع--ان التصديق على استَّمروا : أي يرتابوا لم : ثم تعالى قوله ومعنى بَّمن يبتلى قد الَّمؤمن ألن ، ذلك بعد والشك الريب يعترضهم ولم وسلم عليه الله صلى الُحق

بعض إلى بعض--هم ي--وحي ال--ذين والُجن اإلنس ش--ياطين من الش--ك قلب--ه في ويقذف يضلله� القول زخرف الَّمش--ككين الَّمفس--دين ه--ؤالء مث--ل عن يبتعدون األطهار . فالَّمؤمنون غرورا وأرض--اهم عنهم الل--ه رض--ي ال--ذين الص--ادقون الَّمؤمن--ون فهم ولذلك ، عقائدهم في للناس بأنفس--هم الَّمُجاه--دون وهم األش--هاد يق--وم ويم ، ال--دنيا الُحي--اة في الث--ابت ب--القول وثبتهم

الُجه--اد ه--و وه--ذا ، اإلس--الم وأم--ة اإلس--الم لبالد حَّماي--ة الثغ--ور على والَّمرابطون وأموالهم للَّمس--اجد وبن--اء وص--دقة زك--اة من البر أنواع جَّميع على فيشَّمل بالَّمال الُجهاد أما ، بالنفس

أهم من ومستوص--فات مستش--فيات من العام--ة الَّمراف--ق لشتى وعَّمارة والَّمياتم والَّمالجئ عليهم واإلنفق--اق الالزم--ة الُحربي--ة بالَّمع--دات الَّمُجاه--دين الغزاة تُجهيز بالَّمال الُجهاد أنواع ك-ل الَّمُجاه-د يطَّمئن ح--تى ودواء ومس-كن وشراب طعام من حاجياتهم لتأمين ذويهم وعلى

. نفس وطَّمأنينة بال راحة بكل ويُجاهد يعول من على االطَّمئنان م--ع الَّمسلَّمون يكون أن هو الطاعات سائر دون اآلية هذه في والُجهاد ذكر من والغرض

. الُحق إلى هذا يعود حتى الظالم على الَّمظلوم ق--د الَّمسلم فكأن ، دينه وإعزاز الله كلَّمة وإلعالء الله سبيل في يكون أن يُجب والُجهاد

ليتم البغ--اة أي--دي على والض--رب ال--دين كلَّم--ة وإعالء الُحق لنصرة وجل عز الله قبل من ن�دب� له--ا نفس--ه يع--د أن فعلي--ه فيه--ا الَّمسلم وضع رفيعة منزلة وهذه ، الفساد من األرض تطهير

� يعتبر وأن � جنديا لل--دفاع الرب--اط في وإم--ا والغزو القتال في إما ، االستعداد أهبة على جاهزا. وحَّمايتها البالد ثغور عن

� الُجه-اد أج--ر تعالى الله جعل وقد فَّمن مس-لم ك-ل على مُحكَّم-ة فريض-ة وه-و ، عظيَّم-ا مُجاه--دة أم--ة اإلس--المية واألمة ، القيامة يوم إلى ماض والُجهاد ، العقوبة استُحق فقد تخلف

القيامة يوم إلى ماض : الُجهاد وسلم عليه الله صلى الله رسول حديث . وفي الدين يوم إلىالقيامة. يوم إلى رباط في : الَّمسلَّمون عنه تعالى الله رضي الخطاب بن عَّمر وقال ،

� الَّمسلَّمين على وجب بالدهم على اعتدي أو الَّمسلَّمون حورب وإذا الَّمعت--دين رد جَّميع--ا� ديارهم وتخليص � صفا � س-بيله في يق-اتلون ال-ذين يُحب الل-ه : " إن تع-الى ق-ال ، واحدا ص-فا

� الَّمسلَّمون يتعاون لم " . فإذا مرصوص بنيان كأنهم � أثَّموا األعداء لقتال جَّميعا . جَّميعا من يقص--د ال وح--ده الل--ه كلَّمة وإلعالء تعالى الله لوجه الخالص الُجهاد هو الُحق والُجهاد

� أن موسى أبي عن : ورد دنيوي مغنم ورائه : فق--ال وس--لم عليه الله صلى النبي أتى أعرابيا فق--ال ، س--بيل في فَّمن ، وال--ذكر للَّمغنم يقاتل والرجل ، حَّمية يقاتل الرجل ، الله رسول يا

" . الله سبيل في فهو العليا هي الله كلَّمة لتكون قاتل : " من وسلم عليه الله صلى أو الشُجاعة في الناس بين والشهرة الظهور كُحب آخر بَّمقصد الُجهاد نية اختلطت فإذا

لوج--ه يخلص لم ألن--ه عَّمل--ه يُحب--ط بل تعالى الله عند جزاء له فليس واألموال الَّمغانم لكسب. وتعالى تبارك الله

: قال عنه الله رضي هريرة أبو رواه الذي وسلم عليه الله صلى الله رسول حديث ففي : علي--ه القيام--ة ي--وم يقض--ى الناس أول : إن يقول وسلم عليه الله صلى الله رسول سَّمعت

48

Page 49: نظرات في سورة الحجرات

في--ك : ق--اتلت . ق--ال فيها عَّملت : ما فقال فعرفها ، نعَّمه فعرفه ، به فأتي ، استشهد رجل فسُحب به أمر ثم ، قيل فقد ، : جريء يقال ألن قاتلت ولكنك : كذبت قال ، استشهدت حتى والس--الم الُح--رب وس--نن الُجهاد أحكام تعالى الله بي�ن .. وقد النار في ألقي حتى وجهه على: تعالى فقال القاعدين على الَّمُجاهدين الله فضل وقد يسالَّمون ومن يقاتلون ومن

الل--ه س--بيل في والَّمُجاه--دون الض--رر أولى غ--ير الَّمؤم--نين من القاع--دون يس--توي " ال� ، درج--ة القاع--دين على وأنفس--هم بأموالهم الَّمُجاهدين الله فضل ، وأنفسهم بأموالهم وكال

� القاعدين على الَّمُجاهدين الله وفضل ، الُحسنى الله وعد � أجرا ومغف--رة منه . درجات عظيَّما� الله وكان ، ورحَّمة � غفورا " . رحيَّما

وبالُجه--اد ، الله بنعَّمة الفوز وطريق ، سبُحانه الله عذاب من النُجاة سبيل الُجهاد وجعل� تع--الى ق--ال وق--د ، والُحري--ة والكرام--ة الَّمُج--د سبيل لها ويفتح لألمة النصر يكتب في مرغب--ا

� الُجهاد أليم ع--ذاب من تنُجيكم تُجارة على أدلكم هل آمنوا الذين أيها : " يا وثوابه فضله مبينا كنتم إن لكم خ--ير ذل--ك وأنفسكم بأموالكم الله سبيل في وتُجاهدون ورسوله بالله . تؤمنون

جن--ات في طيبة ومساكن األنهار تُحتها من تُجري جنات ويدخلكم ذنوبكم لكم . يغفر تعلَّمون أيه--ا . ي--ا الَّمؤمنين وبشر قريب وفتح الله من نصر تُحبونها . وأخرى العظيم الفوز ذلك عدن

قال ، الله إلى أنصاري من للُحواريين مريم بن عيسى قال كَّما ، الله أنصار كونوا آمنوا الذين ال--ذين فأي--دنا ، طائف--ة وكف--رت إسرائيل بني من طائفة فآمنت ، الله أنصار نُحن الُحواريون

" . ظاهرين فأصبُحوا عدوهم على آمنوا كَّمن الُح--رام الَّمسُجد وعَّمارة الُحاج سقاية : " أجعلتم التوبة سورة في تعالى قال كَّما

الق--وم يه--دي ال والل--ه ، الل--ه عن--د يس--توون ال ، الله سبيل في وجاهد اآلخر واليوم بالله آمن درج--ة أعظم وأنفس--هم ب--أموالهم الل--ه سبيل في وجاهدوا وهاجروا آمنوا . الذين الظالَّمين

نعيم فيه--ا لهم وجنات ، ورضوان منه برحَّمة ربهم . يبشرهم الفائزون هم وأولئك ، الله عند� فيها . خالدين مقيم " . عظيم أجر عنده الله . إن أبدا

من ط-ردهم أو دي-ارهم واس-تعَّمار الن-اس دم-اء لس-فك اإلس-الم في الُجهاد يشرع ولم ي--د إليه--ا تَّمت--د أن من اإلس--الم دي--ار وص--يانة اإلس--المية ال--دعوة لُحَّماي--ة ش--رع ب--ل أوطانهم أن . ويَّمكن ونفوس--هم الناس قلوب إلى الُحقة العقيدة وضياء النور إدخال وألجل الغاصبين

، القت--ال في اإلس--الم دس--تور الَّمَّمتُحن--ة س--ورة في وردت التي الكريَّمة القرآنية اآلية تعتبر أن دي--اركم من يخرج--وكم ولم الدين في يقاتلوكم لم الذين عن الله ينهاكم : " ال تعالى قال

في قاتلوكم الذين عن الله ينهاكم إنَّما ، الَّمقسطين يُحب الله إن ، إليهم وتقسطوا تبروهم هم فأولئ--ك يت--ولهم ومن ، تول--وهم أن إخراجكم على وظاهروا دياركم من وأخرجوكم الدين

" . الظالَّمون من الالزم--ة الع--دة ألع--دائهم يع--دوا ب--أن الَّمس--لَّمين وأم--ر بالُجه--اد تعالى الله أمر ولَّما

غ--رة على يؤخ--ذوا ال ح--تى الع--دة يع--دون إنَّم--ا أنهم لهم بي�ن الس--الح وأن--واع الق--وة ص--نوف " ال--دولي الع--رف في يس--َّمونه م--ا وهذا بهم فيطَّمع ضعفاء يظنهم ال حتى عدوهم وإلرهاب ، الخي--ل رب--اط ومن ، ق--وة من اس--تطعتم م--ا لهم : " وأع--دوا تع--الى " ق--ال الَّمسلح بالسلم... " . يعلَّمهم الله ، تعلَّمونهم ال دونهم من وآخرين وعدوكم الله عدو به ترهبون

بص--نوفها الق--وة بإع--داد أم--ر م--ا بع--د قال حيث العظيم القرآن تعبير دقة إلى فانظروا بل الديار تستعَّمرون أو الدماء تسفكون أو تظلَّمون يقل " ولم به : " ترهبون قال الَّمختلفة

طعَّم--ه وزال احترمك قام مسلح أنك العدو علم " ومتى وعدوكم الله عدو به : " ترهبون قال. السلم دعائم يثبت مَّما وهذا فيك

أن للَّمس--لَّمين يُج--وز فال ، وع--دة س--الح عص--ر فلك--ل العص--ور ب--اختالف تختل--ف والقوة الس--الح أن--واع أح--دث يَّملك--وا أن وعليهم زم--ان لك--ل الَّمالئم النوع اعداد في غيرهم يتخلفوا. صنعها أسرار على يُحافظوا وأن وخفيفة ثقيلة مصانعه وإقامة

أن الَّمس--لَّمين على يُجب ولوازمه--ا والق--وة وأنواع--ه بالسالح تتعلق التي الَّمعارف هذه ومع--اقبون مقص--رون فهم وإال ، وأس--راره دينهم بعل--وم اإلحاط--ة عليهم يُجب كَّم--ا يأخ--ذوا� ذلك ويكون . الكافرين وكيد الطامعين الستغالل سببا

ال من فيهم وطَّم--ع ، ج--انب ك--ل من أع--داؤهم بهم أح--اط وقد اليوم الَّمسلَّمين وواجب� أنفس--هم يع-دوا أن الي--وم واجبهم ، اآلف-اق وش--ذاذ الخل--ق أراذل من نفسه عن يدفع إع--دادا� يكون-وا وأن كامال� أن-واع أح-دث اس-تخدام يُحس-نوا وأن ، للقت-ال االس-تعداد أهب-ة على دائَّم-ا

يخشوش--نوا وأن والَّمش--قات الص--بر تُحَّم--ل على ويتَّمرن--وا الَّموت صناعة يتقنوا وأن السالح

49

Page 50: نظرات في سورة الحجرات

البر على ويتعاونوا يتُحدوا وأن ، السليبة البالد وترد الكرامة تعود حتى والبذخ الترف ويتركوا كي--د ل--رد والَّمس--لَّمين اإلسالم مصلُحة العظَّمى والَّمصلُحة الكبرى الغاية سبيل في والتقوى في نه--ار لي--ل تعَّم--ل بل والعبث اللهو تعرف ال الَّمُجاهدة . واألمة الطامعين وطَّمع الكائدين

وكرامتها. عزتها سبيل س--ادس الَّم--ؤرخين بعض نظ--ر في يعت--بر ال--ذي ، الش--هيد ال--دين نور السلطان أن روي

� ير فلم العبوس دائم كان الراشدين الخلفاء � وال ضاحكا ، عن--ه ذل--ك ع--رف ح--تى ق-ط مبتس--َّما ال فكي--ف الع--ادل والس--لطان الَّمسلم الرجل وهو ذلك تعليل في وتُحيروا الناس بين وانتشر

إلى الس--لطان ج--اء حينَّم--ا العُجب وبطل السبب عرف وقد ، إنسان بوجه يبش وال ألحد يهش الل--ه بيوت من بيت في اإلسالم أحاديث إلى ويصغي تعالى الله كتاب تفسير يستَّمع الَّمسُجد إلى موض--وعه وح--و�ل إال الس--لطان بق--دوم يعلم وخطيب--ه الَّمس--ُجد إم--ام ك--اد وم--ا ، سبُحانه وج--ه في يبتس--م ك--ان وسلم عليه الله صلى الرسول وأن النفوس في وأثرها الوجه بشاشة� إال يزدد لم السلطان ولكن أصُحابه � عبوسا الَّمُجلس انتق-ل الَّموض-وع انته-اء . وبع-د وإطراقا

من ك--ان فيَّم--ا عبوس--ه س--بب عن وس--أله الس--لطان بَّمالطف--ة أخ--ذ ال--ذي اإلم--ام غرف--ة إلى إني والل-ه ه-ذا ي-ا تق-ول : " م-ا اإلم-ام يخ--اطب ص-وته ب-أعلى صرخ أن إال الشهيد السلطان� يراني أن الله من ألستُحيي " . لكافر قدم اإلسالم ديار وفي مبتسَّما وق--د رأس--ه ف--وق للَّمس--لَّمين النص--ر لواء تعالى الله عقد الذي الَّمُجاهد اإلمام هو فهذا

يهت--ف وقلبه استشهد ، أعدائه ودحر الله كلَّمة إعالء سبيل في للشهادة وجل عز الله اختاره. الكافرون كره ولو أكبر والله ، بالقرآن إال حكم وال أكبر والله ، لإلسالم والعزة أكبر : الله

األماني أسَّمى الُجهاد الل--ه موع--ود من س--َّمعوا لَّم--ا تع--الى الله سبيل في رخيصة الَّمهج الَّمسلَّمون بذل ولقد

وجعلوا عليه الله عاهدوا ما فصدقوا ، اآلخرة في ونعيم وفوز الدنيا في نصر من للَّمُجاهدين أهل--ه ود�ع بيت--ه من خ--رج إذا أح--دهم ك--ان " حتى أمانينا أسَّمى : " الَّموت الدنيا في شعارهم

� يختاره أن تعالى الله سأل ثم وولده . أهله إلى يرجعه فال إليه شهيدا وس--لم علي--ه الل--ه ص-لى الل--ه رس--ول عن سَّمعوا الذين وهم بإخالص يُجاهدون ال وكيف

وتص--ديق ب--ه وإيَّم--ان س--بيله في جهاد إال يخرجه ال – سبيله في خرج لَّمن الله : " ضَّمن قوله� منه خرج الذي منزله إلى يرجعه أو ، الُجنة يدخله أن – برسوله غنيَّم--ة أو أج--ر من ن--ال ما نائال

. " وس--لم علي--ه الل--ه ص-لى الل--ه رس--ول يس--َّمعون وهم الثغور ويُحَّمون يرابطون ال وكيف

س--بيل في تُح--رس ب--اتت وعين ، الل--ه خشية من بكت : عين النار تَّمسهَّما ال : " عينان يقول إلى يرج--ع أال لعل--ه خوف أرض في حرس حارس ؟ القدر ليلة من أفضل بليلة أنبئكم أال ، الله� ليلة رابط ومن ، أهله ، وص--ام ص--لى مَّمن خلف--ه من أج--ر ل--ه كان الَّمسلَّمين وراء من حارسا

. والثغور الُحدود حراسة هو والرباط جن--دي مسلم فكل ، أحد منهم يتخلف ولم للقتال االستُجابة في الَّمسلَّمون أسرع ولقد

وعت--اده وس--الحه ونفس--ه بَّماله مُجاهد فالكل الخطر بوق دق فإذا اإلسالم جيش في طبيعيف وال الُجه--اد عن تثاق--ل فال ، وأع--انوه الَّمس--لَّمون جهزه له سالح ال ومن في الك--ل ب--ل تخل--�

الل-ه س-بيل في انف-روا لكم قي-ل إذا لكم م-ا آمن-وا ال-ذين أيه-ا : " يا تعالى . قال الله سبيل إال اآلخ--رة في ال--دنيا الُحياة متاع فَّما ، اآلخرة من الدنيا بالُحياة أرضيتم ؟ األرض إلى اثاقلتم

� يعذبكم تنفروا . اال قليل � عذابا � ويستبدل ، أليَّما � تض--روه وال ، غيركم قوما على والل--ه ، ش--يئا" . قدير شيء كل

� إح--دام دون وأق--دموا األبطال ثبات مواقعهم في ثبتوا ولقد � ص--فا بني--ان ك--أنهم واح--دا� كف--روا الذين لقيتم إذا آمنوا الذين أيها : " يا تعالى قال ، فرار وال خوف فال مرصوص زحف--ا

� إال – دبره يومئذ يولهم ومن ، األدبار تولوهم فال � أو لقتال متُحرفا ب-اء فق-د – فئ-ة إلى متُحيزا" . الَّمصير وبئس جهنم ومأواه ، الله من بغضب

بالل--ه : الشرك عَّمل معهن ينفع ال : ثالثة قال أنه وسلم عليه الله صلى النبي عن وورد" . الزحف من والفرار ، الوالدين وعقوق ،

: بقوله وعزيَّمتهم ثباتهم الشاعر وصف وقد

ثبت الخي-ل ظه-ور في كأنه-م

50

Page 51: نظرات في سورة الحجرات

� رب--ام ش--دة من ---ز� ش--دة من ال الُح�

م -ز� الُح�

عنهم تع--الى الل--ه رض--ي والف--داء والتض--ُحية والبطول--ة العزيَّمة في صدق أمثلة فكانوا. وأرضاهم كلَّم--ة وإعالء الُح--ق لنص--رة وجل عز الله شرعه كَّما اإلسالم في الُجهاد أحكام بعض هذه

. الخيرات ونهب البالد في التوسع أو الشهوات وإرواء الَّمطامع أجل من ال ، تعالى الله� الَّمسلم كان ولهذا � رجال القت--ال س--اعة وحانت الُجهاد داعي دعا إذا الَّموت يهاب شُجاعا

ال ، أحد من يسخر ال ، الطباع سَّمح ، األخالق مهذب – وقت كل وفي – الوقت نفس في ولكنه� يطعن � يؤذي وال ، أحدا الل--ه ص--لى الن--بي س--يرة وس--يرته ، وج--ل عز الله مرضاة غايت-ه ، أحدا

. الُحق ميزان وميزانه ، القرآن أخالق أخالقه ، وسلم عليهوا ، ربهم إلى فيع--ودوا اإلس--الم حقيق--ة يفهَّم--وا أن للَّمس--لَّمين آن فه--ل ل--دفع ويهب--�

أب-واب ت-زال فال ، أقط-ارهم بعض في الع-دو غلبهم أن بع-د وببالدهم بهم الَّمُحيق-ة األخطار تق-ال كلَّم-ة ليس فاإليَّمان ، أرضها على الكافر وطأة من تستُجير اإلسالم وبالد مفتُحة الُجنة

عليه--ا ت--دل القلب في راس--خة حقيق--ة اإليَّم--ان ولكن ، : آمن--ا األع--راب ق--الت كَّم--ا باللسان ، يرتابوا ثم ورسوله بالله آمنوا الذين الَّمؤمنون : " إنَّما الصُحيُحة والبيانات النظيفة األعَّمال لن--ا يُحقق أن الله " نسأل الصادقون هم أولئك ، الله سبيل في وأنفسهم بأموالهم وجاهدوا

الَّم--ولى نعم إن--ه الل--ه كلَّم--ة وإعالء الل--ه سبيل في للُجهاد التوفيق يرزقنا وأن اإليَّمان كامل. النصير ونعم

: عشرة السادسة اآلية ل� َّم�وات� في ما ي�ع�ل�م� والله� ب�دينك�م الله� أت�ع�لَّمون� ق� ض� في وما الس� يء� ب�ك�ل� والله� ، األر� ش�

. ع�ليم� ورد� اإليَّم--ان واد�ع--وا وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الل--ه رسول إلى أسد بني من نفر جاء لَّما

قول--وا ولكن ، تؤمن--وا لم ق--ل ، آمنا العراب : " قالت السابقتين باآليتين وجل عز الله عليهم... " . قلوبكم في اإليَّمان يدخل ولَّما ، أسلَّمنا

قول--ه في وذل--ك والَّمؤم--نين اإليَّم--ان حقيق--ة اآلي--تين هاتين بعد التي اآلية وض�ُحت وقد ب--أموالهم وجاه--دوا يرت--ابوا لم ثم ورس--وله بالل--ه آمن--وا ال--ذين الَّمؤمن--ون : " إنَّم--ا تع--الى

" . الصادقون هم أولئك الله سبيل في وأنفسهم الل--ه ص--لى الل--ه رس--ول ج--اءوا الكريَّمة اآلية هذه إلى أسد بني من النفر هذا سَّمع ولَّما

: " ق--ل الكريَّم--ة اآلي--ة وج--ل ع--ز الل--ه ف--أنزل صادقون مؤمنون أنهم له يُحلفون وسلم عليه" . عليم شيء بكل والله األرض في وما السَّموات في ما يعلم والله ، بدينكم الله أتعلَّمون

فال ب--ذلك ع--الم وتع-الى تب--ارك والل--ه ، علي--ه أنتم ال--ذي بالدين الله : أتخبرون والَّمعنى والل--ه ب--دينكم الل--ه تعلَّم�َّمون كيف أي ، وتوبيخ إنكار االستفهام وهذا ، به إخباركم إلى يُحتاج. عليم شيء بكل والله األرض في وما السَّموات في ما يعلم

إيَّم--انهم على اإليَّم--ان ويقس--َّمون ب--دينهم الله يعلَّمون فكيف لهم التُجهيل معنى وفيه ق--ال ، عليم شيء بكل وهو األرض في وما السَّموات في ما ويعلم ، وأخفى السر يعلم والله " الوريد حبل من إليه أقرب ونُحن نفسه به توسوس ما ونعلم اإلنسان خلقنا : " ولقد تعالى

. يعلم ال وال--تي الع--والم تل--ك في األس--رار وعُجيب الصنع ودقائق الكون هذا عُجائب وإن مثق--ال عن--ه يغيب ال أنه على كله ذلك ليدل وتعالى تبارك الله إال الكاملة وأسرارها حقيقتها

في م--ا " . " ل--ه الخب--ير اللطي--ف وه--و خل--ق من يعلم : " أال الس--َّماء في وال األرض في ذرة" . الثرى تُحت وما بينهَّما وما األرض في وما السَّماوات

51

Page 52: نظرات في سورة الحجرات

: عشرة السابعة اآلية ن�ون� لَّموا أن� ع�لي�ك� ي�َّم� ل� ، أس� ن�وا : ال ق� الم�ك�م ع�لي� ت�َّم� ن� الل�ه� ب�ل ، إس� ه�داك�م� أن� ع�لي�ك�م ي�َّم�

. صاد�ق�ين ك�نت�م إن ، ل�إليَّمان� أس--د بنو : جاءت قال عنهَّما تعالى الله رضي عباس ابن عن البزار بكر أبو الُحافظ روى

ق--الوا كَّما ، نقاتلك ولم العرب وقاتلنا : أسلَّمنا فقالوا وسلم عليه الله صلى الله رسول إلى وبن-و فالن بن-و قاتل-ك كَّم-ا نقاتل-ك ولم ، والعي-ال باألثق-ال : جئناك والسالم الصالة عليه له

. فالن على ينط--ق الش--يطان وإن ، قلي--ل فقههم : " إن وسلم عليه الله صلى الرسول فقال

إسالمكم علي تَّمنوا ال قل ، أسلَّموا أن عليك الكريَّمة: " يَّمنون اآلية هذه " . ونزلت ألسنتهم" . صادقين كنتم إن ، لإليَّمان هداكم أن عليكم يَّمن الله بل ،

� وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى الل--ه لرسول ونصرتهم بإسالمهم األعراب هؤالء من� فقد جهال وخ--يره اإلسالم نفع " ألن إسالمكم علي� تَّمنوا ال بقوله: " قل تعالى الله عليهم فرد وغرورا� أن عليكم يَّمن ب--أن أحق وهو عليكم الَّمن�ة ولله ، أنتم عليكم يعود إنَّما وسعادته وعزه وفالحهه ، والعص--يان والفس--وق الكف--ر إليكم وك--ره قل--وبكم في وزين--ه لإليَّمان هداكم الفض--ل ولل--� : " حنين يوم لألنصار وسلم عليه الله صلى النبي قال كَّما أجَّمعين الناس وعلى علينا والَّمنة

� أجدك---م ألم األنصار معشر يا ؟ بي الل--ه ف--آلفكم متف--رقين وكنتم ؟ بي الل--ه فه--داكم ض--الال� قال وكلَّما ؟ بي الله فأغناكم عالة وكنتم " . أمن� ورسوله : الله قالوا شيئا

وال ص--َّمنا وال تصدقنا وال اهتدينا ما الله فلوال ، وتوفيقنا هديتنا في والَّمنة الفضل فلله الرحَّم--ه ن--بي والسالم الصالة عليه بَّمُحَّمد أكرمنا كَّما باإلسالم تعالى الله أكرمنا فقد ، صلينا

لهم ق--ال " . أي ص--ادقين كنتم : " إن تع--الى بقول--ه الكريَّم--ة اآلي--ة ختَّمت ثم ، األنام وهادي له--ذا ه--داكم ال--ذي ه--و وحده فالله ، : آمنا قولكم في األعراب أيها صادقين كنتم : إن تعالى

. وتدعون تزعَّمون الذي اإليَّمان : كقولك إليه أسدها بيد عليه : من� : يقال كشافه في تعالى الله رحَّمه الزمخشري قال

ل--ه ويعطيه--ا إلي--ه يزله--ا من مسديها يستثيب ال التي النعَّمة والَّمن�ة ، عليه وأفضل عليه أنعمد�يها ألنه القطع هو الذي الَّمن من واشتقاقها عليه : من� يقال ثم ، حاجته بها ليقطع إليه ي�س�

� من�ه عليه اعتده إذا صنعه . وانعاما س--َّماه ق-د األع--راب ه--ؤالء من الك-ائن أن وذل--ك ورش--اقة لط-ف في--ه اآلية هذه وسياق

� زعَّموا كَّما يكون أن ونفى إسالما� وس--لم علي--ه الل--ه صلى الله رسول على من�وا فالما ، إيَّمانا يعت--دون ه--ؤالء : إن وس--لم علي--ه الل--ه ص--لى لرس--وله وتعالى سبُحانه الله قال منهم كان ما

� ليس بَّما عليك ديثهم من به باالعتداد جديرا فق--ل ، : إس--الم ل--ه يق--ال أن تسَّميته حق� الذي ح�د�ثكم أي إسالمكم على تعتدوا : ال لهم � الَّمسَّمى ح� � ال عندي إسالما الل--ه : ب--ل ق--ال . ثم إيَّمانا إليه أرشدتم أنكم وادعيتم زعَّمتم ما على لإليَّمان هداكم حيث بتوفيقه أمدكم أن عليكم يعتد

بخالف--ه عليم الله ما ونَّمعزوت تزعَّمون أنكم إال ، دعواكم وصدقت زعَّمكم حسب له ووفقتم وج--واب الَّمتأم--ل على يخفى ال م--ا مض--اف غ--ير اإليَّم--ان وإيراد إليهم اإلسالم إضافة وفي ،

فلل--ه اإليَّم--ان ادع--ائكم في ص--ادقين كنتم : إن وتقديره عليه قبله ما لداللة مُحذوف الشرط. لإليَّمان هداكم أن عليكم الَّمنة

، بص--الته الل--ه على من� ركعتين أحدهم صلى فإذا ، والَّمتُجبرين اليوم الَّمن�-انين أكثر وما� بصدقته من� بفلسين تصد�ق وإذا � فعل وإذا ، أيضا من� من األح--د ل--ذلك فالويل أحد مع معروفا ه--دانا أن علين--ا يَّمن� أن يُجب ال--ذي ه--و لل--ه كل--ه الفض--ل أن عليه. م--ع واستعالئه الرجل ذلك

. تُحصوها ال الله نعَّمة تعد�وا وإن وعافانا وأعطانا ورزقنا لإليَّمان

: عشرة الثامنة اآلية َّموات� غ�ي�ب� ي�ع�ل�م� الل�ه� إن� ض� الس� ير� والل�ه� واألر� ا ب�ص� . ت�ع�َّمل�ون� ب�َّم�

52

Page 53: نظرات في سورة الحجرات

لهم وبي--ان للَّمس--لَّمين وج--ل ع--ز الل--ه من إخبار وفيها الُحُجرات سورة في آية آخر هذه فال الَّمن--افق من والَّم--ؤمن ، الك--اذب من الصادق يعلم فهو واألرض السَّموات غيب يعلم بأنه وم--ا النف--وس في--ه تتُح--دث وم--ا الضَّمائر تكن�ه ما يعلم فهو ، عليه أنتم ما تعل�َّموه أن لكم يُحق� وش--رها خيره--ا وجهره--ا سرها بأعَّمالكم بصير وهو واألرض السَّموات خبايا من واستتر غاب ومن ، ي--ره خ--يراص ذرة مثق--ال يعَّمل : " فَّمن اقترف ما على إنسان كل سيُجازي الذي وهو

� ذرة مثقال يعَّمل " . يره شرا األم--ور من الكث--ير علي--ه يب--ني الَّمبدأ هذا ألن السور من كثير في تكررت الَّمعاني وهذه� يفكر وجهره سره يعلم عليه مطلع به بصير الله أن يستيقن الذي فالَّمسلم � كثيرا � وكثيرا ج--دا

ن--زعت إذا أم--ا ، عن--ه الل--ه نهى مَّم--ا معصية يرتكب أو وجل عز الله طاعة في يتهاون أن قبل كَّما البهائم حال من قريبة حالة إلى بغفلتهم الناس انقلب النفوس من الربانية الرقابة هذه� لُجنهم ذرأن--ا : " ولق--د تع--الى قول--ه في ذل--ك ورد ال قل--وب لهم ، واإلنس الُجن من كث--يرا

هم ب--ل كاألنعام أولئك ، بها يسَّمعون ال آذان ولهم ، بها يبصرون ال أعين ولهم ، بها يفقهون" . الغافلون هم وأولئك أضل

يوف--ق أن تع--الى ونس--أله الغفل--ة عن البعي--دن الشاكرين الذاكرين من تعالى الله جعلنا في س--عادتهم على يعَّمل--وا وأن ورهب--ة رغب--ة عن إلي--ه والعودة دينهم معرفة إلى الَّمسلَّمين

الَّمص-طفى ب-آداب ويت-أدبوا بأخالق-ه ويتخلقوا القرآن مائدة على يعيشوا وأن واآلخرة الدنيا آخر واجعل النصير ونعم الَّمولى نعم إنه وبالقرآن للقرآن يعيشوا وأن وسلم عليه الله صلى

. العالَّمين رب لله الُحَّمد أن دعوانا

53