حل الرموز ومفاتيح الكنوز تأليف

الشيخ العالمة

عبد السالم بن أحمد بن غانم المقدسي

رحمه اهللا) ه ٦٧٨المتوفي عام (  

 

 

 

 

آتاب

حل الرموز ومفاتيح الكنوز

تأليف الشيخ العالمة

غانم المقدسيحمد بن أعبد السالم بن

رحمه اهللا

 

 

بسم اهللا الرحمن الرحيم

اإلهداء إلى المؤلف

رحمه اهللا تعالى حمد بن غانم المقدسيأعبد السالم بن العالمة لى اهللا عز و جلإو آل من أراد سلوك الطريق

عمل على تجديد هذا الكتاب و طبعه

بومحمد أمين حاسبينيأ

و مع وجود بعض االخطاء بنسخة مصححة ألهميته نشر هذا الكتاب تحببأ

لتعذر نقله من المخطوطة المدونة سابقا حذف فصل االستماع و اهللا ولي التوفيق المآبرجو من اهللا القبول و المغفرة و حسن أ و

آمينم٢٠١٠ -ه ١٤٣١بيروت عام

: اهللا رحمهعبد السالم قال الشيخ ذابك ألن ن ع ي م لك أمنتن ي بفض ال ثقت اجي فق ك ن ت أن ف علم ي آي ا الراج ت أيه أنق ك واث ا برحمت و وأن و أن أنج ف ال أرج ق فكي ود الح واد الج ابق وج ل س اب الفض آتد ا عن د وم دآم ينف ا عن ول م معته يق ال س د فق ك المعاه دك بتل ف عه د آي ا الزاه ا أيه و ي

م ده ث ا عن دي لم ا عن ت م اق فترآ ت عينغمأاهللا ب ا يض ا فتحته اني فم ن الف ال إي ع .على الباقي

 

 

﴿ بسم اهللا الرحمن الرحيم ﴾

ترجمة المؤلف

هو عبد السالم بن أحمد بن غانم بن علي بن ابراهيم بن عساآر بن حسين، عز الدين أحمد بأبي يالدين، وآن، ولقب بعز يإشتهر بإبن غانم المقدس .األنصارى الشافعي المقدسى .محمد، حكيم، صوفي، واعظ

طلب العلم، فجده هو الشيخ غانم الصالح و نشأ في القدس في بيت مشهور بالتقى وأعلمهم بطريق القوم، أعيانهم و سيدا من سادات المشايخ و آان قدوة و. يبن علي المقدس

.سمه في قرية بورين من عمل نابلسإآان له زاوية ب و

آان شيخا جليال . يو الشيخ أحمد بن غانم أبو العباس األنصاري المقدسأبوه ه وتالوته، ال يضيع أوقاته في شيء من أمور أذآاره و منقطعا عن الناس، مشتغال بأوراده و

وعمه هو عبد اهللا بن غانم أبو محمد .ال يتطلع الى مشيخة أو رئاسة أو منصب الدنيا، و مكارم االخالق، و العبادة و ن أعيان المشايخ مشهورا بالخير و، آان مياألنصاري المقدس

.زاوية معمورة في نابلس هآان ل

ق، الشاعر الفصيح المفلق، الذي نسج على بهو الواعظ المط يبن غانم المقدسإالنثر في وقته، ذآر النظم و وأمثاله، وهو أحد المبرزين في الوعظ و يبن الجوزإمنوال

:رتجل فيه خطبة مطلعهاإبدمشق، فأنه عمل مجلسا

أسبغ على آل موجود من سوابغ نعمه إحسانا، و الحمد هللا الذي مأل الوجود جودا وات من شعره تتغنى بالحب اإللهي تثير فطتإعالنا، وقد أورد خالل خطبته هذه مق سرا و .تأخذ بمجامع القلوب الحنين، و الوجد و

آان له قبول عند الناس، ذآر أنه ء حسنة آثيرة مليحة، ووقد أورد له الكتاب أشيا آان في الحضرة تاج الدين الفزاري من الشام، و حج مرة، فتكلم تجاه الكعبة المعظمة، و

غيره، أمير مكة و بن العجيل من اليمن، وإ الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد من مصر، و :رتجل خطبة أولهاإف

القسمة التي ال الحكمة التي ال تتناهى، و ذي القدرة التي ال تضاهى، والحمد هللا تسرمد في أبديته يضيق خلق أن يتعداها، الذي تعزز في أزليته فال يعرف األول أولها، و

.فال يدرك اآلخر أخراها

:ب يقول، وقبل وفاته آت)هـ٦٧٨(بالقاهرة في شوال من سنة –رحمه اهللا –وآانت وفاته

 

أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء، فأنت على : قولك الحق إلهي أنت قلت، وإلى آرم حرمك أوصلتني، فقد حسن بك في جنب وجودك أطعمتني، و لطفك دللتني، و

إلهي أنت أمرتنا بالوصية، عند حلول المنية، فقد : إلى أن قال ...) ظني، على ما آان مني .الخ...مت عليك، وجعلت وصيتي إليك، عند قدومي عليكتهج

  

صورة من مخطوطة الكتاب القديم

  

1  

بسم اهللا الرحمن الرحيم ﴾﴿

أبصار ىالحمد هللا الذي فتح بمفاتيح الغيوب أقفال القلوب ورفع حجب السرائر وجلعرائس الوجود في مرآة الشهود فمن فهم المقصود ىالبصائر فظهر ما آان محجوب وجل

بلغ المطلوب وفق من شاء من عباده فجاهد في اهللا حق جهاده بما سبق له في المكتوب ثم ال هداه بعد ما بين له هداه ثم رقاه بعد ما نقاه من العيوب ثم وااله بعد ما تواله ثم أواله نعما

يحصرها حيسوب ثم شغله بالمنعم عن النعم ثم أقامه على قدم الخدمة في الخدم ثم خلع عليه خلعة من خلع القدم والواهب الكريم ال يسترد الموهوب فأول قدم رفعه من دار ملكه ووضعه في دار ملكوته ثم أشرفه على عرصات جبروته فإختطفته هنالك خطفات هيبته

عرته يد اللطائف الربانية عن الكثائف الجثمانية فهو هنالك فهو مختطف مجذوب ثم أمنتهب مسلوب فلما أخذه من نفسه وسلبه عن حسه وإنتهبه من بين أبناء جنسه رفعه إليه ثم رده عليه وقربه لديه فهو حينئذ مراد ومخطوب فلما إصطفاه لقربته وإجتباه وأخاله

روق له من آرم آرمه شرابا مستخرجا من راووق لحضرته لم يك غير محب ومحبوب ثميحبهم ويحبونه فسكر قبل أن يتناول المشروب ثم تجلى له في ساعة سعوده فغاب بشهوده عن وجوده فما أفاق إال بمذآر أال بذآر اهللا تطمئن القلوب فلما صح بذآره وصحا من

:سكره صاح لسان عشقه الطروب وقلت في ذلك

وهو المحب إياي والمحبوب محبة خاطب مخطوبأنا في ال

حبي فكنت الطالب المطلوب لوال قديم الحب ما أخلصت في

أنا في الحقيقة صاحب مصحوب أبدا يصافيني الهوى فكأنما

أحمده حمد من إليه يؤوب وعن ذنبه يتوب وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له يوم ال شروق لشمسه وال غروب وأشهد أن محمدا عبده شهادة أدخرها لتفريج الكروب في

ورسوله الذي إختاره من بين األنام خير محبوب وجعل حبه على خليقته مفترضا غير .مندوب صلى اهللا عليه وعلى آله وأصحابه صالة دائمة إلى يوم وعده غير مكذوب

معادن والقلوب أهدافها وبعد فإنه لما آانت المعاني جواهر واأللفاظ أصدافها والحكم وجب على من فتحت اليقظة عين بصيرته وجلت الموعظة مرآة سريرته أن يتبع من أجل

الكالم معانيه ومن الحكم ما يبلغ به أمانيه وال يقنع من المعدن بدون آنزه وال من اللفظ إال االعتراض بفهم رمزه وإني رأيت آثيرا من األلفاظ قد إرتبك في أغماضها آثير من أهل

فمنهم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أي أحسن جوامعه ومنهم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه وقد عجز آثير عن حلها لعز محلها فمنها ما جاء في اآليات واألخبار المشهورة ومنها ما جاء في اآلثار المأثورة فمثال ما جاء في صريح الخبر الصحيح آقوله

ووسعني قلب عبدي المؤمن ومنها ال يزال و ال سمائي يأرضعالى ما وسعني سبحانه وت

2  

عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته آنت له سمعا وبصرا وفي حديث وفؤادافبي يسمع وبي يبصر و بي يبطش ومنها في الحديث أنا جليس من ويدا وفي حديث ولسانا

ذآرني وفي الحديث من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ومنها ما جاء بلفظ العندية تجدني عند المنكسرة

ين ما آنتم وبلفظ االتحاد آقوله لعبده في القيامة يا أمعكم قلوبهم من أجلي وبلفظ المعية وهو ستطعمتك فلم تطعمني الحديث ومن ذلك ما أخبر به الرسول إإبن آدم مرضت فلم تعدني و

عليه الصالة و السالم عن نفسه إني لست آأحدآم إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني وأما القائل أنا من أهوى ومن أهوى أنا وآقول ما جاء في األثر إما فتحا وإما شطحا آقول

اآلخر أنا اهللا وآقول اآلخر ما في الجبة اال اهللا وآقول اآلخر سبحاني وآقول اآلخر ما أعظم شأني فهذا آله وما شاآله وماثله القول فيه واحد ألنها وإن إختلفت ثمارها وتنوعت

ت الواحد فقوم تلقوه بالتسليم أزهارها لكنها تسقى بماء واحد تشير إلى محو االثنين وثبووقابلوه بالقلب السليم وحملوا ذلك على معنى قوله عليه الصالة و السالم إن من العلم آهيئة المخزون ال يعلمه اال أهل العلم باهللا فإذا تكلموا به أنكره أهل العزة باهللا وقد بلغني عن

اس بالوله واإلختالل وترك قضيب البان بالموصل وآان عظيم الشأن وآان قد برز للنالصالة ال يأوي إال المزابل وال يتوقى النجاسة والناس متحيرون في حاله مختلفون في أمره فقوم يقولون زنديق وقوم يقولون صديق فبينما يوم من األيام قاضي المدينة مارا إذ

قا وما أنت إال رآه على مزبلة وقد بال على ساقيه فقال القاضي في نفسه تبا لمن جعلك صديزنديق فما إستتم الخاطر حتى قال قضيب البان يا قاضي قد أحطت بجميع علم اهللا قال له ال واهللا قال فأنا من ذلك العلم الذي ال تعلمه وما عليك إن آنت صديقا أو زنديقا فلما رأيت هذه

األوهام فهام تعليلها وعزب عناألقوال الصادرة عن أهل األحوال وقد أشكل على األتأويلها أحببت أن أشرح منها ما إنشرح له صدري وسنح به فكري وبلغ إليه قدري وذآرت فيه من العبارة ما ليس فيه إستعارة وقدمت ذآر هذه األحاديث وما معها من األلفاظ المأثورة عن الرجال وجعلتها أسا للكالم وبينة لثبوت األحكام لتكون منواال أنسج عليها ما

وإنما سميتها بهذه التسمية ألنها " حل الرموز ومفاتيح الكنوز"ال ال محاال وسميتها آان حاتشير إلى المقام األشرف المعروف منه آنت آنزا ال أعرف ثم قدمت لحل هذه اإلشكال مقدمة يزول بها اإلشكال إذ النتائج ال تظهر اال بالمقدمات والنهايات ال تصح اال بتصحيح

فمن صدق في بدايته أطلعه اهللا على حقائق نهايته آما أن من بنى على أساس ثبت البدايات عليه بالكتاب والسنة والقياس قال اهللا تعالى أفمن أسس بنيانه على تقوى من اهللا ورضوان اآلية واقول وباهللا التوفيق إعلم أن العلم مقدمة نتيجتها العمل والعمل مقدمة نتيجتها الحال

مل آسبي و الحال وهبي قال اهللا تعالى و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فالعلم و العفالمجاهدات بالعلم والعمل والهداية مواهب اهللا تعالى في األحوال وهذا معنى قوله عليه الصالة و السالم من عمل بما يعلم ورثه اهللا علم ما ال يعلم فالذي أورثه اهللا لعبده لم يكن

اهللا على نبيه عليه الصالة و السالم فقال اهللا وبرحمته وبذلك منمن آسبه بل بفضل

3  

وعلمك ما لم تكن تعلم وآان فضل اهللا عليك عظيما ثم إعلم أن مراتب السلوك الى منازل الملوك ثالثة اإلسالم واإليمان واإلحسان فاإلسالم أول مراتب الدين لعامة المؤمنين ثم

المؤمنين ثم االحسان أول معارج الروح لخاصة المقربين االيمان أول مدارج القلب لخاصة وقد فسر ذلك رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم في الحديث المشهور وهو ما رواه عمر إبن الخطاب رضي اهللا عنه قال بينما نحن عند رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ذات يوم إذ طلع

يرى عليه أثر السفر وال يعرفه منا أحد علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر الحتى جلس إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم فأسند رآبتيه إلى رآبتيه ووضع آفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن اإلسالم فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم اإلسالم أن تشهد أن

ة وتؤتي الزآاة وتصوم رمضان وتحج ال إله إال اهللا وأن محمدا رسول اهللا وأن تقيم الصالالبيت الحرام إن استطعت إليه سبيال قال له صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن اإليمان قال أن تؤمن باهللا ومالئكته وآتبه ورسله واليوم اآلخر والقدر خيره وشره قال

لم تكن تراه فإنه يراك الحديث صدقت فأخبرني عن اإلحسان قال أن تعبد اهللا آأنك تراه فإن ن في آخر الحديث قال يا عمر أتدري من السائل قال اهللا ورسوله أعلم قال ذلك جبريل ثم بي

أتاآم يعلمكم معالم دينكم فأول ما يفتح من الكنوز في هذا الحديث من السر المرموز ه األسباب والمتأدب والمعنى الملغوز وهو أن جبريل هو الفاتح لهذا الباب والسائل عن هذ

بهذه اآلداب ففي ذلة سؤاله إجالال لعزة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذ هو بين يديه آالمتعلم بعد ما آان معلما وال عجب إذ أتاه جبريل يتأدب بآدابه ويقف وقوف السائل على

ليس لها منتهى وجلس بابه وآيف ال يكون وقد خلفه عند سدرة المنتهى وإنتهى إلى حضرة ين على بساط قاب قوسين وتعلم من معلم فأوحى إلى عبده ما أوحى ثم إنصرف أحيث ال

من مكتب أدبني ربي فأحسن تأديبي فتلقاه سائق الروح قائما على باب لو تقدمت قدر أنملة لرتبة الحترقت فناداه بذلة السؤال يا محمد آنت أظن أني عرفت اهللا قبلك وإني أقاس في ا

مثلك وقد عرفت قدرك عند ربي من قدري وإلى اهللا عذري فأنت في الحقيقة متقدم وها أنا بين يديك متعلم أخبرني ما اإلسالم أخبرني ما اإليمان أخبرني ما اإلحسان فجبريل في

.الحقيقة عريف هذه األمومه في مكتب التعليم من نبي الرحمة

*فصــل*

وقد لمع من هذه النكتة لمعة باهية وأنا أدلك ما هي إعلم أنه لما أدخل اهللا عباده مكتب التعليم فتقدم آدم من زمن تقادم وطالع لوح الوجود فقرأ وعلم آدم األسماء آلها وطالع محمد صلى اهللا عليه وسلم لوح الشهود فقيل له يا محمد مالك و ألسماء الخالئق وأنت صفوة

ق إقرأ بإسم ربك فلما آتب وأدب وهذب قيل يا محمد قد تعرفت إلينا باألسماء الخالوالصفات فتعرف إلينا بالذات إقرأ وربك األآرم فلما غاب عن اإلسم وجد المسمى ولما أعرض عن الفعل قرأ الحرف المعمى فلما عرفه اهللا تعالى بحقه رفعه على خلقه وما

ءهم بمثال أن الدين عند اهللا االسالم فقال أطفال التعليم أرسلناك اال رحمة للعالمين فجا

4  

ن رسول اهللا صلى اهللا عليه بلسان االستسالم يا محمد ما اإلسالم ما االيمان ما االحسان فبيالملوك ثالثة فاإلسالم قيام البدن بوظائف ةوسلم في هذا الحديث أن أدب السلوك في خدم

ائف اإلستسالم واإلحسان قيام الروح بمشاهدة الملك العالم األحكام واإليمان قيام القلب بوظأال تراه يقول اإلحسان أن تعبد اهللا آأنك تراه فتكون قائما بوظائف العبودية مع شهودك إياه فإن لم تكن تراه فإنه يراك فتكون قائما بوظائف العبودية مع شهوده إياك فأنت في األول

أرادك أشهدك إياه وحين أردته آانت اإلرادة منك له فلذلك مراد وفي الثاني مريد ألنه حين حجبك فلو آانت االرادة منه لك لما حجبك فإنه ال توصل إليه إال به قال داوود عليه السالم يا رب أين أطلبك قال يا داوود أنت من أول قدم فارقتني قال يا رب وآيف قال ألنك جعلت

جدتني قال أبو يزيد تهت في بدايتي في ثالثة أشياء ولو جعلته مني إليك لو يالطلب منك إلني أحببته وطلبته وذآرته فلما آشف لي رأيت ذآره لي سابق ذآري له وطلبه أآنت أظن

يظهر لي سابق طلبي له وحبه لي سابق حبي له فالكل به وبفضله ثم في الحديث معنى خفيوله فإن لم تكن هذا آالم تام وشرطه تام لمن قلبه ذآي في قوله فإن لم تكن تراه فإنه يراك فق

ثم قوله تراه جزاء هذا الشرط فمعناه إن لم تكن أنت في البين وال بقي لك أثر في العين لكل واحدة فإنك تراه إعلم أن هذه المراتب ال تصل إلى واحدة منها حتى تحكم ما قبلها و

ب ما قبلها وبة ألن التوبه تجمالآه الت صل ذلك آله وأ سلوك مقسوم و منها طريق معلوم وب ما قبله وصحة التوبة مبنية على ثالثة شروط األول الندم على ما فات آما أن اإلسالم يج

من المخالفات الثاني القيام في الحال على أحسن الحاالت الثالث العزم على أن ال يعود إلى ما قوله عليه الصالة و قبيح العادات فإن أخل بشيء من هذه الثالث فهو تائب نكاث وأ

ةرآان التوبة ألن الندم وحده آاف في التوبأمعظم على فهو إنما نص ةالسالم الندم التوبنه ال رآن في الحج إال عرفة وإنما ذآر معظم أآما قال في الحج الحج عرفة فما أراد به

الندم أمر متعلق أرآان الحج وهو الوقوف بعرفة وال شك أن الندم معظم أرآان التوبة ألن بالقلب والجوارح فإذا ندم القلب رجع عن المعاصي فرجعت برجوعه الجوارح وهو معنى قوله عليه السالم أال وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح بها سائر الجسد وإذا فسدت

وآخرها ال وهي القلب ثم إعلم أن التوبة على ثالثة أقسام أولها التوبة أفسد بها سائر الجسد األوبة وأوسطها اإلنابة فمن تاب خوف العقوبة فهو صاحب توبة ومن تاب رجاء مثوبة فهو صاحب إنابة ومن تاب حفظا وقياما بالعبودية ال رغبة في الثواب وال رهبة من العقاب فهو صاحب أوبة فالتوبة صفة المؤمنين قال اهللا تعالى وتوبوا إلى اهللا جميعا أيها المؤمنون

العصاة والطائعين والموافقين ي هذه اآلية إشارة خاصة وبشارة عامة أما البشارة فهو عموفيمان وسماهم مؤمنين لئال تمزق قلوبهم من خوف القطيعة وأما اإلشارة والمخالفين بلفظ اإل

الخاصة ففيها أمر بالتوبة فأمرهم مع طاعتهم بالتوبة لئال يعجبوا بطاعتهم ويصير عجبهم مرهم بالتوبة فتساوى في ذلك الطائع والعاصي ولذلك قال صلى اهللا عليه وسلم حجبهم فأ

توبوا فإني أتوب إلى اهللا في اليوم والليلة مائة مرة وأما اإلنابة فهي صفة األولياء قال اهللا نه إتعالى وجاء بقلب منيب واما األوبة فصفة األنبياء والمرسلين قال اهللا تعالى نعم العبد

5  

إعلم أن توبة العوام من الذنوب وتوبة الخواص من غفلة القلوب وتوبة خواص أواب ثمالخواص من آل شيء سوى المحبوب فشتان بين التائب من الزالت وبين التائب من

آت المقربين ئالغفالت وبين تائب من رؤية الحسنات وهذا معنى قولهم حسنات األبرار سيوقياما بعبوديته ال رغبة في جنته وال خوفا من ناره فعنده ألن من عبد اهللا إستحقاقا لربوبيته

رؤية الثواب ومالحظة العقاب نقص ألنه خاف ما سوى اهللا وترجى غير مواله وإنما خوفه ليات أن اهللا تعالى أوحى الى داوود عليه السالم يهيبة له ورجاؤه ثقة به وقد جاء في االسرائ

ن عبدني لغير نوال بل ليعطي الربوبية حقها ومن أظلم ممن يا داوود إن أحب أحبائي إلي ملى خدمتي إسوقهم أعبادي قعبدني لجنة أو نار يا داوود إنما خلقت النار سياطا ألسو

جواري وقربي يا داوود لو لم أخلق رحمتي و وخلقت الجنة لمتوسلي عبادي أوصلهم إلىوقد قال عليه الصالة و السالم ال يكون أطاع وأعبد محبة لي أن لم أآن أهالأجنة وال نار

أحدآم آالعبد السوء إن خاف عمل أو آاألجير السوء إن لم يعط لم يعمل ويظهر من هذا السالم نعم العبد صهيب لو لم يخف اهللا لم يعصه فهذا في الصالة و المعنى سر قوله عليه

د فلو آان عصى ما إستحق لفظة إشكال وتفسير ذلك وتحقيقه أنه أثنى عليه بقوله نعم العبالمدح وقد علق وجود المعصية على وجود الخوف وقد ثبت أنه ما عصى فعلمنا أنه ما خاف فترآه للمعصية لم يكن خوفا من عقوبته بل رعاية لمحبته ووجه آخر في تفسيره وهو أن لهاء في يعصه ضمير عائد على صهيب فمعناه لو لم يخف اهللا لم يعص نفسه وإعلم أن السالك إذا صدق في توبته لزمته المجاهدة وإستعمال جوارحه في الطاعات فإذا داوم العبد المجاهدة أثمرت له حرآات ظاهرة وبرآات باطنة فإن حرآات الظاهر توجب برآات الباطن ألن اهللا سبحانه جعل بين األجساد واألرواح رابطة ربانية وعالقة روحانية فلكل

تعلق به يتأثر بتأثر صاحبه فإذا عملت الجوارح بالطاعة أثر ذلك منها إرتباط بصاحبه وعلى قلبه فيخشع قلبه وتصفو روحه وتزآو نفسه وإذا أخلص القلب بالطاعة أثر ذلك على

أال تراه عليه الصالة و السالم يقول لذلك الرجل الذي رآه . جوارحه فإستعملها في طاعتهوارحه وقال من أخلص هللا أربعين صباحا يعبث في صالته لو خشع قلب هذا لخشعت ج

تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه فلزوم المجاهدة يوصل إلى حضرة المشاهدة أال تراه سبحانه وتعالى يقول لنبيه وحبيبه ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك

المحمود اال بالرآوع والسجود فإذا آان مقصود الوجود ال يصل إلى المقام. مقاما محموداقال أبو عثمان المغربي رحمة اهللا عليه آل . فكيف يطمع بالوصول من ليس له محصول

من ظن أنه يفتح عليه بشىء من هذه الطريقة أو يكشف له عن شيء منها بغير لزوم المجاهدة فهو في غرور وغلط وقال أبو زيد البسطامي رحمة اهللا عليه مكثت إثني عشرة

مرآة نفسي وسنة أنظر فيما بينها فإذا في وسطي يسنة حداد نفسي وخمس سنين آنت أجلزنار فعملت في قطعة خمس سنين أنظر آيف أقطعه فقطعته فكشف لي فنظرت إلى الخلق فرأيتهم موتى فكبرت عليهم أربع تكبيرات ومعنى هذا الكالم واهللا أعلم أنه عمل في مجاهدة

وما حشيت به من العجب والكبر والحرص والحقد والحسد وما شابه نفسه وإزالة أزغالها

6  

ذلك مما هو من مألوفات النفس فعمل في إزالة ذلك بأن أدخل نفسه إلى آير التخويف ثم طرقها بمطارق األمر والنهي حتى أجهده ذلك وظن أنها قد نظفت ثم نظر في مرآة إخالص

والنظر إلى األعمال ومالحظة الثواب والعقاب ءايو الرقلبه فإذا بقايا من الشرك الخفي وهوالتشوق إلى المقامات والكرامات والمواهب وهذا شرك في اإلخالص عند أهل اإلختصاص وهو الزنار الذي أشار إليه فعمل في قطعه يعني قطع نفسه وفطمها عن

حيا وأحيا من قلبه عراض عن الخالئق حتى أمات من نفسه ما آان العالئق والعوائق واإلما آان ميتا حتى ثبت قدمه في شهود القدم وأنزل ما سواه منزلة العدم فعند ذلك آبر على

رت على الخلق أربع تكبيرات ألن الميت يكبر الخلق وإنصرف الى الحق ومعنى قوله آبنفسه عليه أربعا ألن حجاب الخلق عن الحق أربع النفس والهوى والشيطان والدنيا فأمات

عنه تكبيرة ألنه هو ير على آل واحدة ممن فنوهواه ورفض شيطانه ودنياه فلذلك آب .األآبر وما سواه أذل وأصغر

*فصــل*

فطم ) العقبة األولى(قطع ست عقبات تثم إعلم أنك ال تصل إلى منازل القربات حتى العقبة (مألوفات العادية فطم النفس عن ال )العقبة الثانية(الجوارح عن المخالفات الشرعية

فطم السر عن الكدورات )العقبة الرابعة(فطم القلب عن الرعونات البشرية )الثالثةفطم العقل )العقبة السادسة(فطم الروح عن البخارات الحسية )العقبة الخامسة(الطبيعية

عن الخياالت الوهمية فتشرف من العقبة األولى على ينابيع الحكم القلبية وتطلع من العقبة الثانية على أسرار العلوم اللدنية ويلوح لك في العقبة الثالثة أعالم المناجاة الملكوتية ويلمع

الخامسة أقمار لك في العقبة الرابعة أنوار أعالم المنازالت القريبة ويطلع لك في العقبة المشاهدات الحبية وتهبط من العقبة السادسة على رياض الحضرة القدسية فهنالك تغيب بما

نسية عن الكثائف الحسية فإذا أرادك لخصوصية اإلصطفائية سقاك تشاهد من اللطائف األذلك بكأس محبته شربة تزداد بذلك ظمأ وبالذوق شوقا وبالقرب طلبا وبالسكون قلقا وفي

:قيل شعرا

من الحكم فأعجب منه ظمآن بالشرب يزيد ظمأه آلما إزداد شربه

ويزداد بالقرب إشتياقا إلى القرب وأعجب من ذا قربه لحبيبه

به القلب بل يزداد آربا على آرب فال الشرب يروي ال وال القرب يشتفى

الحببأحبابه فإسلك به سنة وليس شفاء القلب إال فناؤه

7  

فإذا تمكن منك هذا السكر أدهشك فإذا أدهشك حيرك فأنت ههنا مريد فإذا أدام لك تحيرك أخذك منك وسلبك عنك فتبقى ثم مسلوبا مجذوبا فأنت حينئذ مراد إذ أنت معه بال

بال آيف فإذا فنيت ذاتك وذهبت صفاتك قام بصفاته عن صفاتك ةأنت وعنده بال أين مشاهدنائك وخلع عليك خلعة فبي يسمع وبي يبصر فيكون هو متوليك ومواليك فإن وببقائه عن ف

نطقت فبأذآاره وإن نظرت فبأنواره وإن تحرآت فبأقداره وإن بطشت فبإقتداره فهنالك ذهبت األثنينية وإستحالت البينية فإذا رسخ قدمك وتمكن سرك وحار سكرك قلت هو وإن

وت قلت أنا فأنت في األول متمكن وفي الثاني غلب وجدك وتجاوز بك سكرك عن حد الثبوقائل . متلون ومن ههنا أشكل على األفهام حل رمز هذا الكالم فقائل يقول زنديق فيقتل

يقول صديق فيحمل وقائل يقول مغلوب عليه فيهمل فهو من حيث تحقيق حاله محقق في تعداها أقيمت عليه عمله والذي حكم في قتله مصيب في حكمه إذ الشريعة لها حدود من

الحدود قال اهللا تعالى تلك حدود اهللا فال تعتدوها والحقيقة لها شهود خارج عن طور هذا وما مثال ذلك االمثال ملك أوقف أحد عبيده على بابه وأمره بلزوم مقامه وأن ال . الوجود

ن ذلك الحد يتجاوز حده المحدود وأمره أن من تعداه وأراد الدخول إلى الملك والتجاوز عأن يقتله أو يذبه ويمنعه الدخول ثم أخلص عبدا آخر وأذن له ان يدخل عليه ويتجاوز الى حرمه وأن يطلع على سره بغير إذنه وال يشاور من هو واقف على الباب فلما أراد الدخول

تهد شرع ذلك المأمور له بالمنع فلما دخل بغير إذنه وتجاوز الحد قتله فالقاتل في الحقيقة مجمصيب بإمضاء أمر الملك والوقوف عند حدوده والمقتول شهيد مرحوم مقرب غير متعد

بما خصه به الملك فأذن له في الدخول عليه بغير إذن وال إطالع على سره دخولهفي ومشاهدة معانيه فهذا شأن هذه الشريعة في إقامة الحدود ومحافظة العهود وهذا شأن أهل

ود ومشاهدة المعبود فالشريعة إقامة بوظائف العبودية والحقيقة الحقيقة في خصوصية الشهمشاهدة الربوبية فالشريعة مجاهدة والحقيقة مشاهدة وال تباين بينهما إذ هما متالزمان إذ الطريق إلى اهللا سبحانه لها ظاهر وباطن فظاهرها الشريعة وباطنها الحقيقة فبطون الحقيقة

ه أو الكنز في معدنه فيذوب مخض اللبن أو صفر المعدن في الشريعة آبطون الزبد في لبنال يظفر من اللبن بزبده وال يفوز من المعدن ببلوغ قصده فالمراد من الحقيقة والشريعة إقامة العبودية على الوجه المراد منك وآل شريعة ال حقيقة لها فهي عاطلة وآل حقيقة ال

لصالة و السالم لحارثه يا حارثه آيف شريعة معها فهي باطلة ومصداق ذلك قوله عليه اأصبحت قال أصبحت مؤمنا حقا فقال لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك فقال يا رسول اهللا عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وآأني أنظر الى عرش ربي بارزا

السالم عرفت فالزم وإلى أهل الجنة يتنعمون وإلى أهل النار يتعاوون فقال عليه الصالة وفالشريعة حق والحقيقة حقيقتها فالشريعة القيام باألوامر والحقيقة مشاهدة اآلمر والحقيقة والشريعة يجمعهما آلمتان وهو قوله إياك نعبد وإياك نستعين فإياك نعبد شريعة وإياك

ة قال رسول علم أن العلم علمان علم الظاهر للشريعة وعلم الباطن للحقيقإنستعين حقيقة ثم ما علم اللسان فهو حجة اهللا أاهللا صلى اهللا عليه وسلم العلم علمان علم باللسان وعلم بالقلب ف

8  

ال به فعلم القلب هو إعلى العباد وأما علم القلب فهو العلم األعلى الذي ال يخشى اهللا العباد ين من اهللا بغير العلم اللدني الذي لم يسطر في الطروس ولم يحفظ في الدروس وإنما هو تلق

م بالعلم اللدني ما لم يعلمه واسطة ملك وال سفارة رسول آما أن الخضر عليه السالم علموسى بالعلم الوحي فقتل تلك النفس الزآية بغير نفس هذا على ظاهر الشرع عدوان محض لك لكن ظهر تحقيق فعله بعلم آخر لدني لم ينقل من الكتب واألوراق وإنما جاء وحيا من الم

الخالق فوجب على موسى عليه السالم إنكار ذلك وإستقباحه قياما بالحدود وعمال بالشريعة إذ هو مشرع ومقتدى به فلو سكت عن االنكار الستحق االنكار ولذلك تأدب الخضر معه بقوله إنك لن تستطيع معي صبرا وهذا غاية األدب من الخضر ألنه علم أنه بدا منه ماال

شريعة فقال أنك لن تستطيع معي صبرا على ما يخالف الشريعة ثم لما أعلمه الخضر تقره البما لم يدخل في علم الشريعة علم موسى عليه السالم أن الشريعة جسد والحقيقة روحها وإذا لم يكن للشريعة سفينة غرق مالحها فإن قال قائل فكيف تصح دعوى من إدعى األنانية

يحمل وما نظير ذلك في الخارج وما مثاله في المحسوس وآيف يؤول وعلى أي شىءعلم أن المحبة لطيفة روحانية تستولي بلطيف إلتقبله العقول وتسلمه النفوس فأقول

روحانيتها على آثيف جثمانية المحب فيذهب اللطيف الكثيف وتتالشى الجثمانية بالروحانية لنارها أحتكاما ولسلطانها إصطالما فإذا ذوب المحب تحت قهرها فإن يلقوة سلطان المحبة و

آذنت بحرارتها تدمر آل شيء بأمر ربها فمحال أن يثبت مع المحبة سواها أو يثوي مثواها وما مثال فناء المحب في بقاء المحبوب اال مثال النار إذا استولت بلطافة روحانيتها على

وحانية اللهب فالذي تشاهده آثافة جثمانية الخشب والحطب فتفنى بشرية الخشب وتبقى رمن الدخان الصاعد من الخشب في بداية إستيالء النار عليه فإذا إستحكمت النار ذهبت ذاتية الخشب وإنقطع الدخان فكذلك ما يتصاعد من بخارات حسك وخياالت نفسك في بدايتك فإذا

دها عن دام إستيالء نار المحبه ذهبت ذاتية صفاتك وقامت بصفاتها عن صفاتك وبوجووجودك ومثال آمون المحبة في ذاتية المحبوب وسلب ذاتية المحب عن صفاتها آكمون النار في ذاتية الماء الحار فأنت تظنه في الصورة ماء يغرق وهو في الحقيقة نار تحرق فلو أدنيت منه شيئا ألحرقه فإن قلت أن المحرق هو النار فأين الماء وإن قلت أن المغرق هو

:أين النار ولقد أشرت إلى ذلك فقلتالماء ف

ومدامعي تنهل آاألنوائي نار المحبة أحرقت أحشائي

الغريق بأدمعي يا منقذ الغرقاء فأنا الحريق بأضلعي وأنا

تزداد وقدا عند فرط بكائي ومن العجائب أن نار تحرقي

هذا لعمري أعجب األشياء فالنار والماء القراح تآلفا

9  

ينبغي للقديم أن يحل في الحادث وآيف يجوز للمخلوق أن فإن قلت فكيف يتصف بصفات الخالق وما وجه قوله آنت له سمعا وبصرا فبي يسمع وبي يبصر

ت صفتها للماء بواسطة الحجاب حتى عاد الماء بفأقول أال ترى أن النار آيف آسأن يتحيز في الصورة ماء وفي المعنى نارا يفعل فعل النار في إحراقها من غير

النار في ذات الماء وال إتصلت به وال مازجته وال جانسته فهي متصلة بالذات منفصلة بالذات وإنما بواسطة قرب الماء من النار آسته صفتها النارية فصار محرقا فكذلك الحق سبحانه وتعالى بواسطة قرب عبده منه وإقباله عليه آساه اهللا

غير تحيز وال إتصال وال إنفصال ويضرب اهللا سبحانه وتعالى صفة النارية من .األمثال

*فصــل*

وإعلم أن المحبوب أبدا يسلب بلطافة خاصية محبته ويجذب أجزاها إليه بقوة سلطانه عليه آما أن المغناطيس تعلقت به أجزاء الحديد وإنجذب إليه بذاته فهو يدور معه

المحب الميل الدائم بالقلب حيث ما دار وينجذب إليه حيث ما سار فمن أوصاف :الهائم ومخالفة الالئم وقلت في معنى ذلك

مهرنا غال لمن يخطبنا أيها العاشق معنى حسننا

وجفون ال تذوق الوسنا جسد مضنى وروح في العنا

فإذا ما شئت أد الثمنا وفؤاد ليس فيه غيرنا

ك الفنايدني إلى ذا ءفالفنا فإفن إن شئت فناء سرمدا

ذلك الحي ففيه قدسنا واخلع النعلين إن جئت إلى

وأزل ما بيننا من بيننا وعن الكونين آن منخلعا

أنا من أهوى ومن أهوى أنا وإذا ما قيل من تهوى فقل

ر قوله عليهبعلم أن من أراد آشف هذا السر الخفي والكشف الجلي فليتدإثم الصالة و السالم مخبرا عن ربه عز وجل ال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته آنت له سمعا وبصرا وفؤادا ففهمنا من ذلك أن عالقة وصلة المحبة لما إتصلت بها لطافة وصلة المحبوبية وإستمسك بعروة حتى أحبه قوي

اه عن ذاته ونفاه عن صفاته ثم أقام ببقائه سلطان المحبوبية على سلطان المحبة فأفنعن فنائه وخيم بصفاته عن فنائه تبدلت الصفات بالصفات وقام الوجود بالوجود فجاءت خلع الجود على يد فبي يسمع وبي يبصر فمحت هنالك اآلنية وذهبت

10  

لة األثنينية وإستحال تقدير البين في البين وتعذر أن يصير الواحد إثنين وذلك إلستحا :رؤية بقاء المحب مع المحبوب وهذا المعنى مودع في سر هذه األبيات

وال تألفن سوى ألفها ومخطوبة الحسن محجوبة

وأهدت إليه شذا عرفها إذا ما تجلت على عاشق

بما أبرز الحسن من لطفها تغيب الصفات وتفنى الذوات

ولم يستطع لعلى وصفها فإن رام عاشقها نظرة

فكان البصير لها طرفها رته طرفا رآها بهأعا

وإلى هذا المعنى أشار من غلب عليه سكره فقال في شطحاته أنا اهللا وذلك ألنه متكلم ذانه بل هو متكلم بلسان الحق سامع بسمعه ناظر ببصره آال بلسانه ناظر ال بعينه سامع ال ب

ج في ليلة مظلمة وهو يهتدي فبي يسمع وبي يبصر وما مثال ذلك اال مثال رجل بيده سراأو تنقص مادة هبنور ذلك السراج ليصل به إلى منزله إال أنه بين خوف هبوب ريح تطفئ

دهنه أو تفرغ فتيلته فيبقى في ظلمة طريقه قبل أن يصل إلى الحقيقة فبينما هو بين خوف الك طرفه القطيعة ورجاء الوصل إذ طلعت عليه الشمس فنظر فإذا هو في المنزل فأمن هن

أن يضل وقدمه أن يزل ونوره أن يقل فكذلك طلوع أنوار المعارف على ظلمة ليل العارف تذهب بظلمة األشباح وتغلب ضياء سراج األرواح قد إستولى عليها اإلستغراق في أشعة ذلك االشراق فالعارف بنور العرفان يسير وبحكمه يشير وفي فضاء أشعته يطير فبي يسمع

.وبي يبصر

أرضي و ال سمائيعلم أنه ظهر من سر هذا المعنى سر قوله تعالى ما وسعني إثم ووسعني قلب عبدي المؤمن فذاك الوسع في الحقيقة لمن تدبر أو تفكر أو تبصر إنما اهللا وسع نفسه وما وسعه غيره ألنه وسع آل شيء وذلك أنه ثبت أن العبد لما إنخلع عن صفاته

وفؤادا فذلك الفؤاد ه الباقية وهو قوله آنت له سمعا وبصراالفانية خلع عليه السيد صفاتن ما أسمان لشىء واحد فثبت إالذي خلعه عليه هو الفؤاد الذي وسعه ألن الفؤاد والقلب

وسعه في الحقيقة اال هو ليس هو القلب الصنوبري الشكل الن ذلك مضغة من لحم ودم ه عن الحلول في الحادث المحدود محدث الوجود وواجب الوجود سبحانه وتعالى منز

ن هذا الوسع يستحيل ان يكون وسعا بالذات أن تعلم أومعنى آخر في سر هذا الحديث وهو نما هو وسع بالصفات وصفات اهللا تعالى على قسمين نفي إ ألن اهللا تعالى ال يوصف بذلك و

عنه ما يستحيل عليه آالشبيه والمثيل والعديل والشريك والضد والند والحد يثبات فينفإ ووالقد والعد والعجز والضعف والنقص وما شابه ذلك ويثبت له ما يجب له آالعلم والقدرة واالرادة والسمع والبصر والكالم وما شابه ذلك فإذا عملت بقلبك ما يستحيل عليه وما يجب

11  

فتكون وقد وسعته بالصفات ال بالذات فهذا معنى ووسعني قلب له فكأنك قد أحطت بصفاتهعبدي المؤمن والحق سبحانه قد جمع معاني آياته وصفاته وجواهر حكمه وآلماته في

ولها نفي أطلع الخواص على ما فيها من الخواص وهي آلمة أصدفة آلمة االخالص ثم من القلب فجال فنسخت ثم ولها على القلب فخال ثم تمكن آخرها أوآخرها إثبات دخل

رسخت وسلبت ثم أوجبت ومحت ثم اثبتت ونقضت ثم عقدت وأفنت ثم أبقت فأولها يشير إلى الفناء وآخرها يشير إلى البقاء فإذا قلت ال إله فقد فنى آل شيء وإذا قلت اال اهللا فلم

.﴿آل شيء هالك اال وجهه﴾:يبقى شي سوى اهللا قال اهللا تعالى

رة هذه الصدفة وآعبة حرمها وحجر آعبتها ومصلى قبلتها وروضة ثم إعلم أن جوهحضرتها وزهرة روضتها وثمرة زهرتها وبيت قصيدتها ومعنى صورتها الذي يشير سويداء القلب إليه وتنعكف السرائر بصفائها عليه هو إسم الجاللة من قولك إال اهللا ألنه هو

نما جاءت لفظة ال إله إخالص ومة اإلعظم للجناب المعظم فهو المقصود من آلاالسم األدالة عليه ومشيرة إليه آالحاجب بين يديه أال ترى أنه أتى بهذا االسم آخر الكلمة مشيرا ان ال شيء بعده ولفظة ال إله تنادي وال شيء قبله ﴿فلله االمر من قبل ومن بعد﴾ ثم إبتدأ هذا

ن معاني الربوبية إليه فإشارة إللف لما فيه من الداللة عليه وااالسم الشريف بحرف األمندمجة مندرجة في هذا االسم مودعة فيه فلذلك إبتدأ بظهوره لعباده يستدلون به عليه

ول أ سم وإول أويصلون إليه إذ ال سبيل الى ذاته فدلهم بأسمائه وصفاته فجعل حرف االلف لست أ﴿: ه سبحانهأول ما خاطب اهللا تعالى به عباده في أول الوجود بقول حروف المعجم و

بربكم قالوا بلى﴾ فلما إبتدأ بالحروف أشار إلى أوليته وجعله ممتدا طويال إشارة إلى سرمديته وديموميته وجعله قائما معتدال إشارة الى قيوميته وعدالته وجعله صامتا ال تجويف

وف وال شارة الى صمديته وجعله منفردا إشارة الى فردانيته وجعله تتصل به الحرإله يتصل هو بالحروف إشارة الى إفتقار خلقه إليه وأن اهللا لغني عن العالمين فالطائف حول

إسم اهللا تعالى أول ما يكشف في طوافه عن سر هذا الحرف ﴿ليشهدوا يعنأآعبة هذا االسم عيه منافع لهم ويذآروا اسم اهللا﴾ ثم يسعى بين صفا الالم االول ومروة الالم الثانية فإذا تم س

لف والالم وقف على عرفات الهوية فكأن قائال يقول عند الوصول الى وقطع مندرجة األ :لى ذلك أشرت فقلتإ الهاء ها هو المطلوب الذي تعزه القلوب وتحجبه الغيوب و

الكل لما سقيت تاهوا يا ساقي القوم من شذاه

وصرحوا بالهوى وفاهوا غابوا وبالسكر فيك طابوا

فلست تدري الشراب ما هو عاذلي خلني وشربي يا

في صفوة الكأس إذ جاله قم فإجتلي صفوة المعاني

تقول يا هو لبيك يا هو وإسمع اذا غنت المثاني

12  

إال وقال الضمير ها هو ما قلت للقلب أين حبي

اال محب قد إصطفاه ما شرب الكأس وإجتاله

الشريف وفيه معنى لطيف وهو أن قولك هو علم أن هو في خاتمة هذا االسم إثم حرفان هاء و واو فالهاء حرف يخرج من آخر مخارج الحروف ألنه يخرج من داخل الحلق فهو آخر الحروف مخرجا والواو حرف يخرج من بين الشفتين وهو أول مخارج

هو الحروف فهو أول الحروف مخرجا فأشار الى ذاته بهذين الحرفين فقال هو مشيرا انهاالول وهو اآلخر ال أول قبله وال آخر بعده تنزه عن الحلول والنزول ال آما يخطر للعقول

طلع الغيب إفإذا سمعت و وسعني قلب عبدي المؤمن فإعلم أن القلب غيب والرب غيب ف .على الغيب فكان نزوال ال حلوال

ن ظاهر و إعلم أن لطيفة ذلك وإشاراته أن القلب خلق آامل الوصف وله وجهاوباطن فظاهره ترابي أرضي طبيعي مظلم جثماني وباطنه سمائي علوي نوري روحاني فكثافته ظاهرة وظلمته لمباشرة القوى الطبيعية البشرية ولطافته باطنه لمواجهة المكونيات

نطمست عليه إياها إالعلوية الربانية الروحية واستغراقه فعلى قدر مواجهته لها ومقابلته ها وإنجلت ألسراره بأسرارها فشاهدها باألنوار التي أفاضت عليه وأدرآها اشعة أنوار

باألسرار التي أبدت إليه وهذا معنى العكس والمقابلة فهو يشهد جمالية محبوبه في مرآة قلبه تصال فهو في المثال آمرآة لها إنفصال وال إمن غير حصر وال تحيز وال حلول وال

ها لطيف مضيء فلو قابلها من الكائنات ما قابلها من وجهان ظاهرها آثيف مظلم وباطنفيها ولو آان جمال أو جبال ئيصغير أو آبير رأيته متمثال فيها مع صغر جرمها وآبر المر

رأيته بكل أجزائه فيها من غير حلول فيها وال إتصال بها وال تحيز في شيء منها فكذلك المؤمن يشاهده بعين يقينه ويجتليه ببصر الحق سبحانه وتعالى إذا تجلى على قلب عبده

بصيرته من غير حلول وال تحيز وال إنفصال وال إتصال و أوضح من هذا المقال ما :أشرحه في هذه األبيات

شهدني ذاك الجمال المعظماأو حب تكرماأولما تجلى من

أراه بعيني جهرة ال توهما ننيأتعرف لي حتى تيقنت

على طور قلبي حيث آنت مكلما ولم يزل جتليهأوفي آل حال

بمنفصل عني وحاشاه منهما وما هو في وصلي بمتصل وال

وأين الثرى من رفعة البدر إنما وما قدر مثلي أن يحيط بقدره

جماال تعالى عزه أن يقسما أشاهده في صفو سري فأجتلي

13  

بصفو غدير وهو في أفق السما آما أن بدر التمام ينظر وجهه

ك وانما آان آذلك لما ذآرنا ان اآلدمي علم أن هذه الخصوصية إلبن آدم دون الملوإمخلوق من العالمين الكاملين من اللطيف والكثيف فنزل القلب منزلة المرئيات في لطيفها

ك فإنه مخلوق لطيف فقط وآثيفها فلذلك يطبع فيها ما يقابلها من المرئيات وليس آذلك الملظاهره وباطنه فهو آالزجاجة الشفافة نورها خارق وال يتمثل فيها ما فهو آله نور يشف

يقابلها لعدم الكثيف الذي يعكس ما يقابلها اليها فهذا سر العكس والمقابلة واما المثال الثاني في آثافة ظاهر القلب وظلمته ولطافة باطنه وصفائه آمثال صدفة حشوها درة فالصدفة لها

ووجه خارج عن سمة الدرة والوجه الظاهر وهو الخارج عن وجهان وجه مما يلي الدرةسمت الدرة مظلم أسود آسائر االحجار واما الوجه الذي يلي جمال الدرة فإآتسب من صفائها وضيائها حتى صار آأنه هي وآأنه هو وال علة لذلك اال مواجهته إياها ومقابلته لها

ه مما يلي الجثمانية البشرية ووجه وإحتجابه عن غير وجهها فكذلك القلب له وجهان وجمما يلي عيان جمال اهللا عز وجل فبالوجه المواجهة الجثمانية آسائر القلوب الحيوانية وبالوجه المواجهة عيان جمال اهللا عز وجل وقد إآتسب منه نورا غرق صاحبه فيه

ملىء وإستغرقه في مشاهدته حتى ظن أنه هو حتى قال صاحبه أنا هو وال عجب لقلب قدبحب اهللا تعالى إلستغراقه في مشاهدته فهو غائب في حضرته حاضر في غيبته غاب في ذآره بمذآوره ودهش في نظره بمنظوره فال عجب ان يقول أنا هو فإن هذه دودة البقل لمجاورتها لبقلتها وانقطاعها اليها وإستمدادها منها حتى اتصفت بصفتها ولبست حلتها حتى

غنائها عن الصفات الدودية وبقيت بالصفات البقلية فما بالك ستين بقلتها إلال يفرق بينها وببقلب قطعت مادته مما سوى اهللا تعالى وجل غذاؤه ذآر اهللا سبحانه وشرابه حب اهللا تعالى وحرآته باهللا سبحانه وقيامه هللا تعالى وفني وجوده ببقاء اهللا تعالى عز وجل فإستحال تقدير

ه لم يبق له أثر وال عين وهذا آله مبني على أصلين مخلصين من قوله البين في البين الن ".يحبهم ويحبونه " تعالى

*فصــل*

ن اهللا عز وجل يوصف بمحبة عبده والعبد يوصف بمحبوبه فمحبة الحق أإعلم سبحانه لعبده خصوص من عموم إرادته فاإلرادة جامعة لجميع المرادات من الحب

والقرب والبعد وآل ذلك متعلق باإلرادة وإرادته سبحانه واحدة والسخط ىوالبغض والرضوإنما اإلختالف في متعلقاتها فإذا تعلقت إرادته بالتوبة على عبده تسمى رحمة وإذا تعلقت

غضبا وإذا تعلقت بالزلفى والكرامة والتخصيص تسمى محبة فالفرق بين مىستبالعقوبة الرحمة والمحبة ان الرحمة إرادة البر واللطف واإلنعام والمحبة إرادة القربة والزلفى والكرامة ومن الناس من قال ان محبة اهللا لعبده هي مدحه والثناء عليه فتكون محبته له

14  

مه وآالمه قديم ومنهم من قال إنها من صفات فعله ألن قديمة ألن مدحه قوله وقوله آالمن وقف وقال هذه من مإحسانه إليه وإنعامه عليه وهذا محدث فتكون محبته له محدثة ومنه

ما محبة العبد لربه سبحانه أ صفات اإلخبار ألن اهللا تعالى أخبر بذلك فال يعلم ما هي ولسان ويقصر عن تحقيقها االنسان تحمله وتعالى فهي في حالة لطيفة يعجز عن تفسيرها ال

إيثار الحقوق فيترك مراداته لمرادات محبوبه إذ ليس للمحب الحالة على ترك الحظوظ وطلق القوم القول في المحبة بألفاظ مختلفة ومعان متفاوتة فتكلم أارادة مع ارادة محبوبه وقد

شتقاقها من إ تسميتها و ختلفوا فيإآل منهم بحسب ذوقه ونطق على مقدار شوقه وآذلك سم لصفاء المودة ألن العرب تقول لصفاء بياض االسنان إحيث اللغة فقال قوم الحب

ونضارتها حبب االسنان وقيل الحبب ما يعلو الماء عند المطر الشديد فعلى هذا المحبة شتقاق الحب من إهتياج الى لقاء المحبوب ويقال غليان القلب وفورانه عند العطش واإل

حب البعير اذا برك ال يقوم فكأن المحب ال يبرح بقلبه عن ذآر أللزوم والثبات يقال امتأل إالمحبوب وقيل هو مأخوذ من الحب الذي فيه الماء ألنه يمسك ما فيه فال يسع غير ما

به وأما أقاويل المشايخ في المحبة فكما ذآرنا آنفا آل تكلم بحسب ما ذاق فقيل المحبة محو اته وإثبات المحبوب بذاته وقيل مواطأة القلب لمرادات الرب وسئل الجنيد المحب لصف

رحمة اهللا عليه عن المحبة فقال دخول صفاء المحبوب على البدل من صفاء المحب وقال الشبلي سميت المحبة محبة ألنها تمحو من القلب ما سوى المحبوب وقال أيضا المحبة أن

عطاء وقد سئل عن المحبة فقال اغصان إبن لك وقالتغار على المحبوب أن يحبه احد مثباذي محبة توجب حقن الدماء ومحبة أ تغرس فتثمر في القلب على قدر العقول وقال النصر

توجب سفك الدماء وقال الحارث المحابسي المحبة ميلك الى الشيء بكليتك ثم إيثارك له لك بتقصيرك في حبه وقال على نفسك وروحك ومالك ثم موافقتك له سرا وجهرا ثم عم

السري السقطي ال تصح المحبة بين إثنين حتى يقول احدهما لآلخر يا أنا وقيل المحبة نار تحرق القلب فلم تدع فيه شيئا سوى المحبوب وقيل المحبة نار حطبها أآباد المحبين وقيل

رادات إ المحبة سكر ال يصحو صاحبه اال بمشاهدة محبوبه وقيل المحبة ان تنطبق جميعرادة وقيل للشبلي ما بال المحبة إالمحب على جميع مرادات المحبوب فال يبقى له معه

مقترنة بالمحنة فقال لئال يدعيها آل سفلة وتذاآر قوم المحبة عند ذي النون فقال آفوا عن :نشأ يقولأهذه المسألة لئال تسمعها النفوس فتدعيها ثم

لحزنإذ ناله ذل ا الخوف أولى بالمسمى

بالنقي من الدرن و الحب يجمل بالتقي و

وقال ابو بكر الكناني جرت مسألة بمكة في المحبة فتكلم فيها المشايخ فكان الجنيد أصغرهم سنا فقالوا هات ما عندك يا عراقي فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال عبد ذاهب عن نفسه متصل بذآر ربه قائم بأداء حقوقه ناظر إليه بقلبه حرق قلبه بأنوار هويته وصفا

15  

آشف له الحق عن أستار غيبه فإن تكلم فباهللا وإن سمع فمن اهللا وإن شرابه من آأس وده وتحرك فبأمر اهللا وإن سكن فمع اهللا فهو باهللا وهللا ومع اهللا فبكى الشيوخ وقالوا ما على هذا من مزيد جبرك اهللا يا تاج العارفين وقيل المحبة أولها يحبهم وآخرها يحبونه وبينهما مهج

لمحبوب وإعلم أن من لم يسبق له يحبهم لم يصح له يحبونه تذوب وأرواح تطير الى افسابقة يحبهم محصلة لالحقة يحبونه والحقة يحبونه نتيجة مقدمة يحبهم فسابقة يحبهم ال أول لها والحقة يحبونه ال آخر لها فمن ثبت قدمه عند شرب آأس يحبهم قال هو ومن

نا فالشارب بكأس يحبهم أف يحبونه قال تجاوز به سكره عن حد الثبوت حتى تناول آأسه بكنانية متكلم من وادي المحو بلسان االثبات متمكن والشارب بكأس يحبونه متلون فالناطق باأل

والناطق بالهوية متكلم من وادي الفناء بلسان البقاء وآالهما ناطق صادق وللحقيقة موافق فسه مجذوب عن حسه فأخذه وسالبه ألن من قال أنا ما أراد باألنانية نفسه ألنه مأخوذ من ن

ومثال ذلك قصة أبي يزيد رحمة اهللا عليه حين قال سبحاني . وجاذبه هو المتكلم على لسانهن الحق إذا أحب عبدا أبدى عليه باديا إسبح نفسه على لسان عبده ف نكروا عليه فقال حقأف

المحب التردي برداء منه فغيبه عنه ويكون البادي هو الناطق على لسانه ثم من عالمة المحبوب آما حكي عن بعض المتحابين انهما رآبا في البحر فسقط احدهما في البحر فألقى االخر نفسه عليه فنزل الغواصون فأخرجوهما سالمين فقال األول لصاحبه اما أنا فسقطت فأنت لم رميت نفسك في البحر فقال له أنا غبت بك عني فتوهمت انك أنا وسئل المجنون أتحب ليلى فقال ال فقيل آيف فقال ألن المحبة ذريعة الى الوصلة وقد سقطت الوصلة بيني وبين ليلى فأنا ليلى وليلى أنا وهذه آله معنى قوله آنت له سمعا وبصرا ويدا ومعنى جعت فلم تطعمني وظمئت فلم تسقني واما الناطق بالهوية فإنه متمكن في سكره متحكم في وجده

عليه وقته محروس عليه سره فهو مأخوذ من نفسه مردود على قلبه فني عن نفسه محفوظ .وفنيت نفسه فلم يبق له في البين بين وال له أثر وال عين وعلم أن ليس هو اال هو فقال هو

*فصـل*

ثم إعلم انه الح لي من هذه اللمعة الئحة وشممت من عبيقها أطيب رائحة وهو أنا نما هي نتيجة محبة العبد لربه إذ لو لم تكن آذلك لما آانت إب لعبده إذا قلنا أن محبة الر

ن العبد ال يثبت له قدم في المحبة حتى يفنى العبد عن عبوديته ولم يبق للعبد في إهذه ثم العبد أثر وال له منه علم وال خبر فعلمنا أن المحب في الحقيقة هو المحبوب والمحبوب هو

ثم لطيفة . الى محب محبوب وخاطب مخطوب ومراد ومريدالمحب فالحق سبحانه وتعأخرى وهي أنه إذا أحبك إنما أحب نفسه ألنك قدرته وصنعته وحكمته فإذا أحبك أحب

ال ما عملت يده إصنعته آالصانع إذا اتقن صنعته وأحكمها وأعجبته أحبها فما أحب تقديرا وأنت في الحقيقة مسخر ستنبطته حكمته فما آان منك آسبا وفعال آان منه خلقا وإو

لقدرته مستعمل بمشيئته ليس لك من األمر شيء فإذا أرادك لقربه أخذك منك وسلبك عنك وعراك عن صفاتك الفانية وخلع عليك صفاته الباقية فبي يسمع وبي يبصر ثم أقامك مقام

16  

م لما خلع عن نفسه وأقام نفسه مقامك مرضت فلم تعدني آما فعل بحبيبه صلى اهللا عليه وسلقدمي مراده نعلي الكونين خلع عليه خلعة قاب قوسين وذلك بعد إرتحاله عن الوطنين الروح والجسد و إنخالعه عن األصلين العلم والعمل و إنتزاعه عن الوصفين السعادة والشقاوة و إعراضه عن الحالتين السابقة و الالحقة و ذهابه عن االشارتين و هي لي و لك

نت و معي و معك ألن هذه آلها آلمات مأخوذة من صفات البشرية مشيرة إليها و أنا و أفإرتحل عنها وسار إليه بال واسطة و وقف مع مشاهدة الحق متلقيا ما يرد منه من أسرار المكالمة والمشاهدة وليس له فيه أثر فهو معه بال هو مشاهدة بال آيف محاضرة بال أين فلما

ه الكل فأقامه مقام نفسه ألن لطافة وصلة المحبة أسقطت ما بينهما إنخلع عن الكل سلم إليمن الوسائط إلتحاد صفة المحبة وصفاء مزاج الصفوة فقال تعالى مخبرا عن قيامه له مقام

﴿من يطع الرسول فقد أطاع اهللا﴾ : ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون اهللا﴾ وقال سبحانه: نفسهم تحبون اهللا فاتبعوني يحببكم اهللا﴾ و روي ان إمرأة جاءت الى ﴿قل إن آنت: وقال عز وجل

النبي صلى اهللا عليه وسلم فقالت يا رسول اهللا إعذرني فإن لي قلبا واحدا فقال لها ال تشغلي قلبك فإنه من أحب اهللا أحبني ومن أحبني احب اهللا ثم بقي من ذلك الكأس الذي شربه رسول

ية شراب شربه من لم يبق له من نفسه بقية فشربوا من فضلة اهللا صلى اهللا عليه وسلم بق :شربه وسكروا من نشوة سكره وفي ذلك قلت

على ظمأ مني فزاد تلهبي شربت حميا حبكم مذ عرفتكم

وال مشرب للعاشقين آمشربي فال مورد للعالمين آموردي

ولي منصب يسمو على آل منصب آل رتبة ىفلي رتبة تعلو عل

لطافة وصلة المحبة األزلية القديمة آيف يصفو مزاجها ويخفى طي نظر الى إفاندماجها وإندراجها آيف سرت في األسرار وجرت في مجاري االفكار حتى حصلت ما في الصدور بمحصولها وملكت ما في القلوب بوصولها وطنبت في عرصات االحشاء

وغاب عن العين ثم قام حكامها فبان المحب من البينأبخيامها ونسخت سائر االحكام بالحبيب مقام محبة في تقاضي الدين فقال مرضت فلم تعدني و جعت فلم تطعمني و لطيف

:هذا المعنى يظهر في لطيف ما أشرت إليه في هذه األبيات

فأنا و من أهوى آشيء واحد و لقد تصافينا المحبة بيننا

ديبصري وسمعي حيث آنت وساع ال زلت أقرب منه حتى صار لي

و إذا بطشت فال يزال مساعدي ال بهإفإذا رأيت فال أرى

أمري فقد بلغت منه مقاصدي إن شئت شاء و إن أمرت فأمره

17  

و معاندي يما شاء يصنع حاسد فأنا الذي أهوى و من أهوى أنا

*فصـل*

ثم إعلم وفقك اهللا أن اهللا تعالى ال يوصف بشيء مما أشرنا إليه في األحاديث وال في غيرها بحلول و ال تزول وال إتصال وال إنفصال و ال مالمسة مجانسة فإحذر أن يختلج في فهمك أو وهمك شيء من ذل فتهوى في المهالك فكل ما قدرته في بالك فاهللا تعالى بخالف ذلك وأين الحادث الفاني من القديم الباقي وأين العبد الذليل من المولى الجليل فإن فهمت من

من : ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾ ومن قوله: قوله تعالىتقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا فهذا و أشباهه إن خطر ببالك أو تصور في خيالك أن ذلك قرب مسافة ومشي جارحه ونزول و إنتقال

ذلك منزه عن السلوك وقربك منه في المسالك و إنما معنى فأنت ال شك هالك و اهللا بخالف قربه منك وقربك منه بالخدمة وهو يتقرب إليك بالرحمة و أنت تتقرب إليه بالسجود وهو

الصالة و يتقرب بالجود و أنت تتقرب بالطاعة وهو يتقرب بتوفيق االستطاعة قال عليهداء ما إفترضت عليه فأخبر ألي إالسالم مخبرا عن ربه إن أفضل ما يتقرب به عبادي

سبحانه عباده أن تقربهم اليه بالعبادة ثم قربه منك في اليوم ما خصك به من معرفته ومحبته وطاعته وقربه منك في غد بما يحصل من مشاهدته ومخاطبته شفاها وآفاحا ثم هو في

د من آل الحقيقة قرب الى آل شيء من آل شيء ليس شيء أقرب إليه من شيء وهو أبعشيء من آل شيء ليس شيء أبعد عنه من شيء فهو في قربه بعيد وفي بعده قريب وقربه من خلقه على ثالثة أقسام االول قرب عام وهو قرب العلم والقدرة واإلرادة وهو قوله

﴿ما يكون من نجوى ثالثة اال هو رابعهم﴾ و الثاني قرب الخاصة من المؤمنين و هو : تعالى﴿وهو معكم أينما آنتم﴾ والثالث قربه خاصة : البر و اللطف وهو قوله تعالىقرب الرحمة و

الخاصة من المقربين وهو قرب الحفظ والكالءة والنصر واإلجابة وذلك لألنبياء والمرسلين ﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ فالعبد له في : صلوات اهللا عليهم أجمعين هو قوله تعالى

قرب األبدان وهو بالعمل باألرآان الثاني قرب القلب وهو قربه ثالث مراتب االول التصديق واإليمان والثالث قرب الروح بالتحقيق واالحسان ثم الحق سبحانه أقرب الى عين االنسان من االنسان ومن اإلماق الى األجفان موجود في آل مكان ما خال منه مكان منزه

:ويكفيك ما في هذه االبيات من البيان عن المكان والزمان مقدس عن التمكين في إمكان

ففي معناك فإطلبني تجدني طريق الوصل سهل أن تردني

طلبني تجدنيإوحيث تروح ف قريب حيث آنت وحيث تغدو

بعيد عنك فإطلبني تجدني ولم أك غائبا فتظن أني

18  

آأنك في إتحاد القرب أني وإني منك أقرب منك حتى

القوس فإطلبني تجدنيآقاب وإني منك في قرب وبعد

ولكن يا قتيل الشوق سلني فال تسأل من العشاق عني

فقاطع آل من تهوى وصلني وإن تك قد ظمئت الي شوقا

من الواشين ما نقلوه عني وصرح باسم من تهوى ودعني

فقاطعني و ودعني ودعني وان تك تبتغي عني بديال

منيوتحمد آل أمر آان ذا جربت غيريإستذآرني

*فصــل*

ثم إعلم أن السيد البر اللطيف يالطف عبده الضعيف فيعامله بصفة اإلفضال ال بصفة الجالل فإنه لو عاملك بصفة جالله لتقطعت نياط قلبك لفقد الوصول اليه وإنما يعاملك بصفات لطفه ويتعطف عليك من تعطفات عطفه فكلما زدته تعظيما زادك تكريما وآلما فطم

سه عن ثدي حسه وجنسه غذاه بلبان لطفه و أنسه وآلما قطع عن بشريته مادة العبد نفأال ترى أن اللبالبة وهي حشيشة حمراء ال ورق لها تطلع الى . هأمده بمدد معروف همألوف

جانب الكرمة وتلتف بها فتشب منها وتنمو بنموها وتخضر بخضرتها ال تبالي فلو قطعت لبقيت ببقاء الكرمة تنمو بنموها وتخضر بخضرتها ال تبالي تلك اللبالبة من أصلها ومنبتها

نعطفت عليه ومالت إ عنه وال بما فصلت منه فما بالك بمن تلبلبت لبالبة قلبه بكرم آرمه ونقطعت مادتها عما سواه فلم تعرف إال إياه فذآره مصحوبها وحبه مطعومها إ ليه وإ

أحدآم إني أبيت عند ربي يطعمني ومشروبها قال عليه الصالة و السالم إني لست آنعام و فضل و إآرام و إنما هو طعام بر و إ دام وإ ويسقيني فليس هذا من طعام بخبز و

نعام الوحي حترام و آان عليه الصالة و السالم يشغله ما يفيض عليه من اإلإمحبة و :تااعن الطعام والشراب وفي ذلك قلت أبي يمداد الغيبي والشهود القربواإل

ثم دعني فما عليك رشادي يا عذولي سلم إلى قيادي

وآذا ذآره بالغي وزادي حبه راحتي وروح حياتي

آلما عادني بلغت مرادي وإذا ما مرضت فهو طبيبي

عن حماه فوجهه لي هادي وإذا ما ضللت أو ضل رآب

أو فقل لي ما حيلتي واعتمادي يا عذولي فكن عليه عذيري

19  

حبه مذهبي وحسن اعتقادي تلمني او ال تلمني فإنإن

فكان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم تارة يؤخذ منه فيقول لست آأحدآم وتارة يرد نما أنا بشر مثلكم وتارة تستغرقه المشاهدات الربانية فيقول لي وقت ال يسعني إعليه فيقول

أدري ما يفعل بي وال بكم ثم إعلم ان فيه غير ربي وتارة تختطفه الجذبات القريبة فيقول ماالواردات التي آانت ترد عليه عليه الصالة والسالم ثالث موارد لكل مورد منها مورد ومصدر وهي االرواح الثالثة الروح األمين وهو جبريل وروح القدس وروح األمر فمورد

﴿ما آذب الفؤاد : ىالروح األمين ظاهر القلب وهو الفؤاد وللفؤاد سمع وبصر وهو قوله تعال﴿نزل به الروح األمين على قلبك﴾ : ما رأى﴾ فالروح األمين يرد سفح القلب وهو قوله تعالى

ومصدره من عالم سدرة المنتهى إذ إليها تنتهي علوم الخالئق فيرد بمواهب األفعال وهذا ارته علم اليقين وروح القدس مورده باطن القلب وهو السويداء وهو محل النفث وإليه إش

عليه الصالة و السالم بقوله أن روح القدس نفث في روعي والنفث ما يلقيه اهللا تعالى الى عبده إلهاما آشفيا بمشاهدة عين اليقين ومصدره من عالم القدرة فيرد بحقائق االسماء وروح األمر مورده السر وهو باطن السويداء ومصدره من عين القدرة المطلقة الربانية

: لوحدانية فيرد بتجليات أنوار الصفات وهذه حقيقة حق اليقين قال اهللا تعالىوالحضرة ايمان﴾ ومن ههنا ﴿وآذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا ما آنت تدري ما الكتاب وال اإل

وحى الى عبده ما أوحى﴾ فالروح األمين ينطق عن عالم الملك وروح القدس ينطق عن أ﴿فعن عالم الجبروت األمين إذا تجلى لصفح القلب اصطلم عالم الملكوت وروح األمر ينطق

ستولى على القلب إوغاب غيبة الهيبة ومن ههنا يوم زملوني زملوني وروح القدس إذا غلب غيبة الحضور بمشاهدة العلويات الملكوتية ومن ههنا لست آأحدآم إني أظل عند ربي

من الملكوت في عالم الملك يطعمني ويسقيني ثم يرجع من غيبة الحضور فيثبت ما شاهده﴿قل نزله روح القدس من ربك الحق ليثبت الذين آمنوا وهدى : وهو معنى قوله تعالى

شارة أنه ليغان على قلبي ليس ذلك غين حجاب وال غفلة إوبشرى للمسلمين﴾ ومن ههنا خطأ في حقه و أساء ظنه به وإنما آان عليه الصالة و السالم أفمن ظن ذلك بنبيه فقد

تستغرقه أنوار التجليات فيغيب بذلك الحضور ثم يسأل اهللا تعالى أن يستر عليه حاله فيطلب المغفرة وهي الستر ألنها مأخوذة من المغفر فكأنه سأل أن يستر حاله عليه غيرة منه عليه ألن الخواص لو دام لهم التجلي وما يكاشفهم به لتالشوا عند ظهور سلطان الحقيقة فالستر

بصائرهم فهم ىلك رحمة واما الستر للعوام فعقوبة ألنه حجاب لهم وغطاء على عملهم هنامستترون عنه بغيره والخواص مستورون به عما سواه و أما روح األمر إذا إستولى أخذه منه وغيبه عنه حتى ينظر الحقائق الربانية في دار الفردانية ومن ههنا لي وقت ال يسعني

متلق من روح األمر والروح األمين متلق من روح القدس وهو فيه غير ربي فروح القدس ولو لم يكن متلقيا من ﴾وال تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه﴿: سر قوله تعالى

غير جبريل لما آان يسابق جبريل في تالوته فكم بين يا محمد إقرأ وهو يقول يا صاح لست

20  

يقول زملوني زملوني إشارة الى البدايات بقارىء ثم يرجع الى خديجة رضي اهللا عنها و: شارة الى النهايات الكشفية ونظير ذلك ألهل البدايات قوله تعالىإالوحيية ويوم ال تعجل

ما اهل أ﴿الذين إذا ذآر اهللا وجلت قلوبهم﴾ أي إنزعجت وخافت وهذه صفة أهل البدايات وانه وتعالى واصفا لهم ﴿أال بذآر اهللا النهاية فصفتهم التمكين والثبات والطمأنينة قال اهللا سبح

تطمئن القلوب﴾ وآان معروف الكرخي رحمه اهللا آثيرا ما يقول في مجلسه عند ذآر الصالحين تنزل الرحمة فقام اليه رجل من أصحابه وقال يا سيدي إذا آان عند ذآر

ثم أفاق الصالحين تنزل الرحمة فعند ذآر اهللا تعالى ماذا ينزل فغشي على الشيخ ساعة وقال عند ذآر اهللا تنزل الطمأنينة أال بذآر اهللا تطمئن القلوب ومن ههنا عرف التلوين والتمكين فالتلوين عبادة عن اإلنتقال من حال الى حال وتحول من وصف الى وصف وترق

لى اآلن فما دام في الطريق إمن مقام الى مقام فهذا آله وصف من هو في الطريق لم يصل عندي أن المتلون قابل للزيادة حفإذا وصل المنزل فهو متمكن والذي يترج فهو متلون

والنقص في حاله ومقامه بحسب تقلبه ببقائه مع بشريته ورجوعه إليها والتمكن أمن من النقص لخنوس إحساسه و إنخالعه عن نفسه وفنائه عن جثمانيته إلستيالء سلطان الحقيقة

بقائها فهو متمكن من حاله ال يرده الحق سبحانه وتعالى عليه ومحوه في ثبوتها وفنائه في الى معلومات نفسه وال مألوفات جنسه بل هو متمكن من حاله بحسب ما يستحق من الحق

فعلى هذا التقدير آان موسى عليه السالم متلونا إذا رجع من ) مالحظة(سبحانه وتعالى ال ينظر احد اليه اال عمي لتمكن حاله ر حاله على وجهه فحضرة المناجاة والمكالمة وقد أث

فيه حتى أذن اهللا له أن يتبرقع و محمد عليه الصالة و السالم آان متمكنا ألنه رجع من حضرة المشاهدة ولم يؤثر فيه حاله وال تغير عليه أمر فهو متمكن ألنه لم يزل في حضرة

الصالة و وله عليهومشاهدة فنقل من حضرة الى حضرة ومن رؤية الى رؤية وهو معنى قالسالم لست آأحدآم وآقوله لي وقت ال يسعني فيه غير ربي ونظير هذا قصة زليخا وصواحباتها آن صواحباتها أصحاب تلوين فلذلك لم يطقن الثبوت عند تجلي جمال يوسف

ر فيهن الحال وأخرجهن عن طور اإلحساس عليه السالم بل دهشن بمشاهدته حتى أثلتباس حتى قلن حاشا هللا ما هذا بشرا إن هذا اال ملك آريم وقطعن ايديهن ولم واعتراهن األ

يشعرن واما زليخا فلتمكنها في حالها ما تغير عليها الحال وال اثر ذلك فيها ألنها لم تزل في :مشاهدة يوسف حاضرة معه وقد أنشد لسان حالها مترجما عن حالها فقلت في ذلك

فال مهجتي تشفى وال آبدي تروى ثك لي يروىإذا لم يكن معنى حدي

ولوالك ما طاب الهوى للذي يهوى نظرت فلم أنظر سواك أحبه

وغيبت قال الناس ضلت به االهوا ما اجتالك الفكر في خلوة الرضى لو

ولكنهم لما عموا أخطأوا الفتوى لعمرك ما ضل المحب وما غوى

21  

عين القلب ما أنكروا الدعوىشهدت ب فلو شاهدوا معنى جمالك مثلما

خليع عذار سره في الهوى نجوى خلعت عذارى في هواك ولم يكن

عليك وطابت في محبتك البلوى ومزقت أثواب الوقار تهتكا

وعار على العشاق إن يعلنوا الشكوى فما في الهوى شكوى ولو مزق الحشا

وعندي أسباب الهوى آلها أدوا ما عملوا للحب داء سوى الهوى و

ولكنما حكم الهوى غلب التقوى وآم آنت من خوف الهوى أتقي الهوى

*فصل*

إعلم أن التلون والتمكن وصفان يشيران الى حالين في محلين فحال التلوين في و محل دار الملك وحال التمكين في محل دار الملكوت وهما عالما الغيب والشهادة فمن شهد

لغيب غاب عن عالم الشهادة فلم يبق له رجوع الى ما غاب عنه فهو متمكن في عالم اشهوده غائب عن وجوده ونسبة ذلك من اآلدمي قلبه وقالبه فالقوالب عالم الشهادة في دار الملك والقلوب عالم الغيب في دار الملكوت فجثمانيتك عالم ملكك وروحانيتك عالم ملكوتك

جوارحه فإستعملها في مصالحه فقد ملك دار ملكه ومن أشهده فمن أشرفه اهللا تعالى علىغيب قلبه وأنزله منازل حبه وقربه فقد شهد ملكوت ربه فأنت مكون من آونين مخلوق من

﴿فإذا سويته ونفخت فيه من روحي﴾ : عالمين سفلي وعلوي ملكي وملكوتي قال اهللا تعالىخ روحانيتك المعنوية وآل مخلوق خلق فكان من التسوية جثمانيتك البشرية وآان من النف

نت زدت على ذلك بالتسوية والنفخ فنالك من برآات التسوية أمن آلمة آن وانت آذلك وحرآات جوارحك لخدمته ونالك من برآات النفخ حرآات روحانيتك بمحبته ومعرفته فأنت

ك والحق أنموذج الكون ومراد الكون والكون مراد ال لنفسه بل ألجلك وأنت مراد لذاتال إسبحانه خلق الكون ألجلك وخلقك ألجل معرفته ومحبته ﴿وما خلقت الجن واالنس

ليعبدون﴾ أي يوحدون وقيل يعرفون وهو معنى قوله آنت آنزا ال أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا وتعرفت إليهم فبي عرفوني ثم إعلم أن الكون نسخة منك وتزيد على ما في

عارفه وحكمه وأسراراه وأنواره وتجلياته ومنازالته آما أن الفيل وإن الكون بما خصك به من صغرت ألن فيها ما في الفيل من جميع أجزاء إ آبر شبحه نسخة من البعوضة و

:جوارحه وتزيد عليه بأجنحتها و قد شرحت ذلك في هذه األبيات فإفهم

فشخصك لوح به أسطر إذا آنت تقرأ علم الحروف

لكل الوجود لمن يبصر جوتمثال ذلك أنموذ

22  

لذى الجهل آال وال تظهر ىحروف معانيك ال تنقر

فمعروفها عنده منكر ومن يك غدا بأسرارها

ففيك إنطوى العالم األآبر لئن آان جزؤك جزءا صغيرا

بها يوزن الكون بل أآثر فال ذرة منك اال غدت

ينابيع اسرارها أبحر وال قطرة منك اال وفي

إليك فذاك هو األصغر إذا قسته وآل الوجود

يزول وأنت به جوهر وما فيه من عرض حاضر

وما فيك موجود ال يحصر فأنت الوجود وآل الوجود

من البدر في نوره أنور وفيك أشعة الهوته

من الشمس في ضوئها أظهر وشمس المعارف إشراقها

يوب لمن يبصرغخفايا ال لقد أظهرت سيماء القلوب

تدور إشتياقا وال تقصر ى قطب توحيدهسماء عل

نجوم بإخالصها تزهر لها من أشعة عرفانه

ومغربها سره المضمر فمشرقها أفق سويدائها

إليه انتهى آلما يسطر وعرش الصفاء لها مرآز

فأوحى إليها آلما يأمر هناك المليك تجلى لها

على أنها أبدا تحذر فقامت بتحقيق مأموره

وال عجب حيث ال يبصر ربع أحبابهاوترتاح م

فبرق الجفا لها مسفر وعود الجفا إذا زجرت

فماء الحياء بها يقطر وإن أعوز الغيث خصباءها

ورحب محبتها مثمر فروض رياضتها مزهر

عطرأفيبدو شذا المسك بل تمر بها نسمات القبول

23  

لطائف تطوى وال تنشر ويسري الى السر من عرفها

ومن يك مزآوم ال يسكر نفاسهاأفيسكرنا شق

وفي حانها حلل المسكر يطاف بكأس راحاتها

مثاني للذآر ال تفتر وتتلى بساحات حاناتها

فذاك الشقي هو األخسر فمن صم عن تسمع الحانها

هو المدبر يفذاك الغو ومن ظل عن بابها معرضا

*فصــل*

خفايا سريرته علم أنه لم يكن في الكونين وال في فمن فتح اهللا عين يقظته وأشهده العالمين من مفترقاته شيء اال وهو مندمج في طوايا ذاته مندرج في خفايا صفاته وهذا سر قوله من عرف نفسه فقد عرف ربه وقد ظهر لي من سر هذا الحديث ما يجب آشفه

ذه الجثمانية لطيفة ويستحسن وصفه وهو أن اهللا تعالى وضع هذه الروح الروحانية في هالهوتية مودعة في آثيفة ناسوتية دالة على وحدانيته و ربانيته و وجه االستدالل بذلك من

.عشرة أوجه

ان هذا الهيكل االنساني لما آان مفتقرا الى مدبر ومحرك وهذه الروح تدبره الوجه األول .وتحرآه علمنا أن العالم ال بد له من محرك ومدبر

وهو الروح علمنا أن مدبر هذا العالم واحد ال لما آان مدبر الجسد واحدا الوجه الثاني﴿لو آان :ملكه قال اهللا تعالى شريك له في تدبيره وتقديره ال جائز أن يكون له شريك في

﴿قل لو آان معه آلهة آما يقولون إذا البتغوا الى ذي :وقال تعالى فيهما آلهة اال اهللا لفسدتا﴾﴿وما آان معه :العرش سبيال سبحانه وتعالى عما يقولون علوا آبيرا﴾ وقال سبحانه وتعالى

.له﴾إمن

لما آان هذا الجسد ال يتحرك اال بإرادة الروح وتحريكها له علمنا أنه الوجه الثالث .حرك متحرك بخير أو شر إال بتقديره وإرادته و قضائهمريد لما هو آائن في ملكه ال يت

لما آان ال يتحرك في الجسد شيء اال بعلم الروح وشعورها به وال الوجه الرابعيخفى على الروح من حرآات الجسد وسكناته شيء علمنا أنه ال يعزب عنه مثقال ذرة في

.األرض و ال في السماء

24  

شيء أقرب الى الروح من شيء بل هو قريب هذا الجسد لم يكن فيه الوجه الخامسالى آل شيء في الجسد علمنا أنه قريب الى آل شيء ليس شيء أقرب إليه من شيء وال

.شيء أبعد عنه من شيء ال بمعنى قرب المسافة ألنه منزه عن ذلك

لما آان الروح موجودا قبل وجود الجسد ويكون موجودا بعد عدم الوجه السادسنه سبحانه موجود قبل آون خلقه ويكون موجودا بعد فقد خلقه ما زال و ال الجسد علمنا أ

.يزال و تقدس عن الزوال

لما آان الروح في الجسد ال يعرف له آيفية علمنا أنه سبحانه منزه الوجه السابع .عن الكيفية

لما آان الروح في الجسد ال يعرف له أينية علمنا أنه سبحانه منزه عن الوجه الثامنالكيفية واألينية فال يوصف بأين وال بكيف بل الروح موجودة في سائر الجسد ما خال شيء

. من الجسد آذلك الحق سبحانه موجود في آل مكان وتنزه عن المكان والزمان

لما آان الروح في الجسد ال يحس و ال يمس علمنا أنه تعالى منزه الوجه التاسع .عن الحس واللمس والمس

لما آان الروح في الجسد ال يدرك بالبصر علمنا أنه سبحانه ال تدرآه رالوجه العاشاألبصار و ال يمثل بالصور و اآلثار و ال يشبه بالشموس واألقمار ليس آمثله شيء و هو السميع البصير فهذا معنى قوله من عرف نفسه فقد عرف ربه فطوبى لمن عرف وبذنبه

ن تعرف صفات نفسك على الضد من صفات ربك إعترف ولهذا الحديث تفسير آخر وهو أفمن عرف نفسه بالعبودية عرف ربه بالربوبية و من عرف نفسه بالفناء عرف ربه بالبقاء ومن عرف نفسه بالجفاء عرف ربه بالوفاء و العطاء و من عرف نفسه آما هي عرف ربه

ياه إل الى معرفة وإعلم أنه ال سبيل لك الى معرفة إياك آما إياك فكيف لك سبي. آما هوفكأنه في قوله من عرف نفسه عرف ربه علق مستحيال على مستحيل ألنه يستحيل أن تعرف نفسك وآيفيتها وآميتها فإذا آنت ال تطيق أن تصف نفسك التي هي بين جنبيك بكيفية أو أينية وال شجية وال هيكلية وال هي بمرئية فكيف يليق بعبوديتك أن تصف الربوبية

:ين وهو مقدس عن الكيف واألين وفي ذلك أقولبكيف وأ

قصر القول فذا شرح يطول قل لمن يفهم عني ما أقول

ضربت واهللا أعناق الفحول ثم سر غامض من دونه

تدر من أنت وال آيف الوصول ياك والإأنت ال تعرف

فيك حارت في خفاياها العقول ال وال تدري صفات رآبت

25  

هل تراها فترى آيف تجول أين منك الروح في جوهرها

ال وال تدري متى عنك تزول هذه األنفاس هل تحصرها

غلب النوم فقل لي يا جهول أين منك العقل والفهم إذا

آيف يخرج منك أم آيف تبول أنت أآل الخبز ال تعرفه

بين جنبيك ترى فيها ضلول فإذا آانت طواياك الذي

ستوى آيف النزولإال تقل آيف ستوىإآيف تدري من على العرش

فلعمري ليس ذا إال فضول آيف يحكي أم ترى آيف يرى

وهو رب الكيف والكيف يحول فهو ال أين وال آيف له

وهو في آل النواحي ال يزول هو فوق الفوق ال فوق له

وتعالى قدره عما أقول جل ذاتا وصفات و سما

شغل نفسه وأو إعلم أن من عرف نفسه عرف ربه وعرف ما يراد منه فستعملها فيما خلقت له فأوقفها في مواقف العبودية للقيام بحقوق الربوبية ومتى إ

اشتغلت بمعارضة الربوبية فاتتها العبودية ولم تدرك الربوية وها أنا أشرح لك .صفات ذلك ومعنى صفاتك لتعلم ما يراد منك في حياتك ومماتك

ن الحق سبحانه لما أراد أن يبني صورة آدم من زمان تقادم إبتناها أو إعلم على صورة المدينة و أتقن فيها من المباني ما يدل على قدرة الباني وحرك فيها

صر المملكة وبث مثالث ومثاني يشير أن ليس له ثاني ثم نصب وسط هذه المدينة قحوله الشراك المهلكة وسمى ذلك القصر بالقلب إذ هو بيت الرب و جعل مدار هذه المدينة عليه و مرجع الكل إليه بإشارة األوان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد أال وهي القلب ووضع في هذا القصر

ملكا يقال له اإليمان و بث الجوارح في خدمته سرير العز والسلطان و أجلس عليهآالغلمان فقال اللسان أنا الترجمان و قالت العينان و نحن الحارستان و قالت األذنان و نحن الجاسوسان و قالت القدمان و نحن الساعيتان و قالت اليدان و نحن العامالن

دين تدان ثم جعل له و قال الملكان و نحن الشاهدان و قال صاحب الديوان و آما توزيرا وهو العقل فقال الوزير أيها الملك ال بد لك من خاصة تصطفيهم لنفسك خالصة يؤثرونك على أنفسهم ولو آان بهم خصاصة، فأول ما تحتاج إلى تاج وهو الوالية و الى معراج هو العناية و الى دليل وهو الهداية و الى مرآوب و هو

26  

سكينة والى صاحب و هو العلم و إلى بواب و هو الورع الصدق و الى حلة و هي اللى سياف و هو الحق و الى آاتب و هو المراقبة و الى سجن و هو الخوف و إو

الى ميدان و هو الرجاء و الى سراج و هو الحكمة و الى نديم و هو الفكر و الى اسة ثم أيها خزانة و هو اليقين و الى آنز و هو القناعة و الى صاحب بريد وهو الفر

الملك تنظر الى رعيتك بعين الرحمة وتفتح خزائن الحكمة فتعدل بينهم في القسمة وتبعث الى آل واحد قسمه فيقيم به رسمه فقال الملك إنظر أنت في الرعية وأزل

ل و آجمع األ يفقالت اليدان أنا عل) المرتبات الديوانية(عنهم الشكية و تول تفرقة الجامكيةاألسنان أنا أطحن و أعزل النخالة و قال الريق أنا أعجن و أتولى الى المعدة قالت

إرساله و قالت المعدة أنا أطبخ وما أريد على ذلك عمالة و قالت الكبد أنا آخذ ما صفا و أترك الحثالة فقال القدر وأنا أتولى تفرقتها وقسمتها بالعدالة فأبعث الى آل

ت الجامكية نقد الحوالة وصحح الملك أحواله قال له عضو ما يطبق إحتماله فلما فرقالوزير ما بعد النفقة إال العرض واداء الفرض فنادي في جيشك بالطول و العرض لينظر البعض للبعض قبل أن تبدل األرض غير األرض فنادى مناديه يا معشر

العطية الرعية إن الملك قد أقسم باألزلية أن من عدل عن طريق السوية وآفر بنعمة و أنفقها في الخطية فلقد أفسد النية ونقض البنية و أولئك هم شر البرية و إن للملك عدوا قد سكن جوارحه يقال له النفس األمارة و هي تنازعه اإلمارة و إستنصرت عليه بالدنيا الغرارة وظاهرها الهوى و بعث إليها أنصاره و جاء الشيطان فكتب له

وا في أرض الملك الغارة فيا خيل اهللا إرآبي و من االعداء منشور الوزارة وقد شنال تهربي فهنالك رآب القلب بين ميسرة خوفه و ميمنة رجائه و مقدمة توآله و

إياك نعبد ومتمسكة بأذيال و إياك نستعين فلما وصل بجنوده ةإلتجائه متحمل هساقتليكم بنهر الدنيا الدنية فمن إلى معبوده بصدق النية نادى مناديه في ناديه أن اهللا مب

شرب منه فليس مني ومن عول عليه فليتنح عني فقال أهل الضرورة ال بد من قيام الصورة فجاءت مروحة الراحة بإباحة اال من إغترف غرفة بيده و إعترف بذنبه فأما من عدموا الفطنة و وقعوا في شرك الفتنة فشربوا وترووا حتى أروتهم البطنة

لهم القوم قالوا ال طاقة لنا اليوم فقال الذين صبروا إبتغاء وجه اهللا ﴿آم من فئة فلما قابقليلة غلبت آثيرة بإذن اهللا واهللا مع الصابرين﴾ فإلتقى بجيشهما في مجمع بحريهما

بالحرص و الزهد محاذيا هذا عذب فرات و هذا ملح أجاج فكان التوآل موآالو االخالص ماحيا للرياء و التقوى نافية للدعوى و بالدنيا و التواضع مدافعا للعجب

الخوف مواقعا للهوى و التسبيح و التقديس في محاربة ابليس فتقدم حزب اهللا وشعارهم اللهم إنا جعلنا بك إقدامنا فثبت أقدامنا فإنا ال ندري ما قدامنا فهزموهم

اال مول دبره وقاصم بإذن اهللا و إنتصروا وما النصر اال من عند اهللا فلم تر منهمن لم تغن باألمس و ما زالت بأسرها في أعمره و أصبحت منازل الهوى و النفس آ

27  

عترفت بخسرها و إتصفت بكسرها و ناداها من له المنة يا أيتها النفس إأسرها حتى المطمئنة إرجعي الى ربك

تفتضحي في الغد بين العباد يا نفس توبي اليوم من قبل أن

بشرط تسليم جميع القياد منك إشترىن اهللاإيا نفس

صلحي يا نفس منك الفسادأو ستسلميإفإستبشري بالبيع و

ال تشتري والسوق سوق الكساد أفلست و السلعة مغبونة

لهول يوم العرض قدمت زاد والرآب قد جد مسيرا وال

يزداد وجه القلب اال سواد و آلما إبيض مشيبي فال

من بين صحبي قد حرمت المراد آنواخجلتي واحسرتي إن أ

وجاهدي في اهللا حق الجهاد فخالفي يا نفس حكم الهوى

وصابري في حرب أهل العناد و إزرعي زرع التقى وإصبري

*فصـل*

وقد أوضحت في هذه االرشاد في إيراد ما يراد من العبد في خدمة الرب إن في ذلك لذآرى لمن آان له قلب أو القى السمع و هو شهيد فإذا إشتغلت بمعرفة من أنت شغلك بمعرفة من هو و يجوز أن تعرف من هو وال يجوز أن تعرف ما هو ألن ما هو سؤال عن ماهية ذاته

هو سؤال عن أسمائه وصفاته وما حصل أهل األرض والسماء اال وال ماهية لذاته و من﴿ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن اهللا فأنى يؤفكون﴾ و : على الصفات واالسماء قال اهللا تعالى

سر هذا الرمز يظهر من سؤال فرعون لموسى عليه السالم حين قال له موسى ﴿إني رسول مين﴾ فقال موسى ﴿رب السموات واألرض وما رب العالمين﴾ فسأله فرعون ﴿وما رب العال

بينهما إن آنتم موقنين﴾ وهذا الجواب يسمى جواب العدول ألنه عدل فيه عن مطابقة السؤال ألن فرعون سأل عن ماهية اهللا سبحانه و أجاب موسى عن قدرته وصفاته فجادله حين

وقد سئل يحي بن خلط في سؤاله وسأل عما ال يمكن إدراآه فجاز له ان يعدل عن سؤاله معاذ الرازي فقيل له أخبرنا عن اهللا تعالى فقال إله واحد فقيل آيف هو فقال إله قادر فقيل

فأين هو فقال بالمرصاد فقال السائل لم اسألك عن هذا فقال ما آان غير هذا فهو صفة المخلوقين فأما صفة الخالق فالذي أخبرت عنه وسئل بعض العارفين عن قوله ﴿الرحمن

لى العرش استوى﴾ فقال الحق سبحانه عرفنا بهذا القول من هو وما عرفنا ما هو ألنه ال عيعرف ما هو اال هو وقيل لصوفي أين اهللا فقال قبحك اهللا تطلب مع العين أين يشير الى

28  

العرش على ﴿الرحمن: ﴿وهو معكم أينما آنتم﴾ وسئل الشبلي عن قوله تعالى: قوله تعالىحمن لم يزل و العرش محدث فالعرش بالرحمن إستوى و سئل ذو النون استوى﴾ فقال الر﴿الرحمن على العرش إستوى﴾ فقال أثبت ذاته ونفى مكانه فهو موجود : عن قوله تعالى

بذاته و االشياء آلها موجودة بحكمته آما شاء و سئل االمام أحمد بن حنبل عن االستواء سئل االمام الشافعي عن االستواء فقال آمنت فقال إستوى آما أخبر ال آما يخطر للبشر و

بال تشبيه و صدقت بال تمثيل و إتهمت نفسي في االدراك و أمسكت عن الخوض فيه آل االمساك و قال أبو حنيفة من قال ال أعرف اهللا أفي السماء هو أم في األرض هو فقد آفر

و مشبه وسئل االمام مالك عن ألن هذا القول يوهم أن هللا مكانا ومن توهم أن هللا مكانا فهاالستواء فقال االستواء معلوم و الكيف مجهول و اإليمان به واجب و السؤال عنه بدعة و هو الذي ذهب إليه األئمة االربعة و ال خالف بينهم في ذلك و من توهم أن بين أحد من

ظنه بأئمة االئمة اختالفا في صحة االعتقاد فقد أعظم الفرية عن أئمة االمة و أساء المسلمين و سئل االمام أحمد بن حنبل عن الشافعي رضي اهللا عنهما فقال ما الذي أقول فيه

و هو الذي أخرج من قشور التشبيه لبلبها و أطلع على معارفها أربابها و جمع بمذهبه و أآنافها و أطنابها فالمحدثون صيادلة و الشافعي طبيبهم و الفقهاء أآابر و الشافعي آبيرهم سئل اإلمام أبو المعالي عن االمام أحمد فقال إن أحمد ضرب بالسياط ولم يزغ عن سواء

الصراط غسل وجه السنة من غبار البدعة و آشف الغمة عن عقيدة هذه االمة وها أنا أذآر :لك في التنزيه ما يجلو عن قلبك دون التشبيه فأقول

إعالناوقد تفوه بالتوحيد يا أيها المدعي هللا عرفانا

وبالقياس والرأي تحقيقا وتبيانا وتطلب الحق بالعقل الضعيف

ثواقب الفكر أو تدريه إيقانا ظننت جهال بأن اهللا تدرآه

أو هل أقامت به إياه برهانا حاطته بديهتهاأأو العقول

ال على التحقيق عمياناإهل هن أو العلوم وما سطرت في آتب

ي جل سلطاناأعلم وعقل و ر هاهللا أعظم شأنا ان يحيط ب

وخانك النقل أن صورت جثمانا أزرى بك العقل أن عطلته عدما

حذر تكن عابدا بالوصف اوثاناإ و إياك ويحك التعطيل في صفة

آمنت باهللا تصديقا وإيمانا فإن سمعت احاديث الصفات فقل

فإن تأولت قد أولت بهتانا ورد علم خفاياه لعالمه

29  

وال تصغي الى الكيف تضحي ثم ندمانا يف إستوى قل آيف شاءإن قيل آ

موالك ما غاب طرفا ال و ال بانا أو قيل أين فقل حيث إتجهت تجد

وحيث آنت وجدت اهللا ديانا هو الذي فوق آل الفوق رتبته

قد إفترى وإجترى ظلما وعدوانا من ظن جهال بأن العرش يحمله

و قد براهن إحكاما و إتقانا صنعتهالعرش و الفرش و الكرسي

قد حير الكل فقدانا و وجدانا محجبات و ال علم و ال خبر

ولم يزل في طالب اهللا ولهانا العرش يطلب من قد عز مطلبه

والعلم في االسم ال ينفك حيرانا الخلق في العلم تاهوا في تطلبه

عنواناعلى المسمى فصار االسم واالسم دل بسر في غوامضه

خلق ولو جادلوا شيبا و شبانا وعز ذاك المسمى ليس يدرآه

نجائب الفكر وجدانا و رآبانا سارت إليه قلوب العارفين على

وصابروا الليل أحيانا وأزمانا و فارقوا األهل و األوطان و إعتزلوا

و آوشفوا ببديع السر إعالنا حتى انتهوا منتهى علم ومعرفة

لهب الشوق في االحشاء نيراناأو ابوا عن صفاتهمهناك طابوا و غ

وصيروا القلب للعرفان ميدانا و عرفوا بجميل الوصف فإغترفوا

آذاك من عرفوه راح سكرانا يرون في الناس سكرى من معارفهم

نسيمة عبقت روحا و ريحانا هبت عليهم وقد ناجاهم سحرا

وجدا و أشجانا و حرآت منهم فأسكنت في قلوب القوم معرفة

ساقي المدام وأهدى الكأس مألنا إذا بدا وتجلى في حضيرته

و ظل شاربهم بالشرب ظمآنا ناداهموا سكروا من قبل ما شربوا

عما بأيديهم حمدا و شكرانا لما تغنى لهم حاديهم إنخلعوا

وطهروا القلب للمحبوب أوطانا و أسلموا الدين والدنيا لطالبها

30  

سأل اهللا توفيقا و غفراناأف قادي فان قصرت في عمليهذا إعت

*فصـل*

ثم إعلم أنه ال يوصل الى معرفة اهللا تعالى اال بالعجز عن معرفته ألن آل شارة يشير بها الخلق الى الحق سبحانه مرودوة عليهم ألنها من جنسهم مخلوقة إ

أوحى اهللا الى داوود عليه مثلهم حتى يشير الى الحق بالحق وال سبيل لهم الى ذلك و السالم يا داوود إعرفني وإعرف نفسك ففكر داوود ساعة ثم قال إلهى عرفتك بالفردانية و القدرة و البقاء و عرفت نفسي بالضعف و العجز و الفناء فقال اهللا تعالى يا داوود اآلن عرفتني حق المعرفة وقد سئل الصديق األآبر أبو بكر رضي

ربك فقال عرفت ربي بربي و لوال ربي ما عرفت ربي فقيل له و اهللا عنه بم عرفتهل يتأتى للبشر أن يدرآه فقال العجز عن درك اإلدراك إدراك و معنى هذه اإلشارة الصديقية أن الحواس الخمس التي هي آالت االدراك لسائر المحسوسات ال وصول

ن إدراك هذه الحواس لها الى إدراآه فإذا علمت أن الحق سبحانه و تعالى منزه علكنة ذاته و صفاته لعجزها عن ادراآه فقد عرفت الحق و قد سئل مصباح التوحيد و مفتاح التغريد علي بن أبي طالب آرم اهللا وجهه بم عرفت ربك فقال عرفته بما

درك بالحواس و ال يقاس بالناس قريب في بعده بعيد في قربه عرفني به نفسه ال يال يقال تحته شيء أمام آل شيء و ال يقال أمامه شيء و هو في فوق آل شيء و

آل شيء ال آشيء في شيء فسبحان من هو هكذا و ال هكذا غيره وقال علي رضي اهللا عنه مخبرا عن حقيقة التوحيد رآضت االرواح في ميادين المعرفة فسبقت روح

لمعراج فقيل له وما نبينا صلى اهللا عليه وسلم أرواح االنبياء فخلع عليها خلعة اغايتها أي المعرفة فقال الدهش في آبرياء اهللا عز وجل و سئل علي أيضا رضي اهللا عنه هل عرفت اهللا بمحمدا و عرفت محمدا باهللا فأجاب لو عرفت اهللا بمحمد ما عبدته و لكان محمد أوثق في نفسي من اهللا و لو عرفت محمدا باهللا لما احتجت الى

ولكن اهللا عرفني نفسه بال آيف آما شاء و بعث محمدا صلى اهللا عليه رسول اهللا ثبات الحجة وتقويم إيمان و وسلم بتبليغ أحكام القرآن و بيان مفصالت االسالم واإل

به فإعلم أنه يستحيل الوصول الى خالص فصدقت بما جاءالناس على منهج اإلمعرفة اهللا اال باهللا فإن األفهام و معرفة شيء من معرفة اهللا بغير اهللا وال سبيل الى

األوهام و العقول و الخواطر عاجزة قاصرة عن إدراك صورها و عللها فكيف تطيق ادراك مصورها و معيدها و إنما الحق سبحانه خلق الخلق آما شاء على ما شاء و وفق من شاء لما شاء و عرف من شاء بما شاء و في الحديث أن اهللا خلق

لمة ثم رش عليهم نورا من نوره فمن أصابه ذلك النور إهتدى و من خلقه في ظخطأه ذلك النور ضل فمعرفة العبد لربه نور اهللا الذي يقذفه في قلب عبده فيدرك أ

بذلك النور أسرار ملكه و يشاهد غيب ملكوته و يالحظ صفات جبروته ثم تنزل قوة

31  

﴿اهللا نور : ا معنى قوله تعالىإدراآه على مقدار ما أفيض عليه من ذلك النور و هذالسموات واألرض مثل نوره﴾ أي مثل نور المؤمن هكذا آان يقرأ أبي بن آعب وآان يقرأ عبد اهللا بن مسعود رضي اهللا عنهما مثل نوره في قلب المؤمن و إنما

الحق سبحانه و تعالى نفسه نورا ألن النور هو الضيآء المظهر لألشياء فإذا ىسمظهر غيره باإلضافة الى االدراك نورا فألن يسمى من يظهر االشياء من تسمى بما ي

آتم العدم الى قضاء الوجود باإليجاد نورا أولى بل هو نور النور مظهر المظهرات ثم ضرب مثل نوره في قلب المؤمن وشبهه فشبه صدره بالمشكاة و شبه قلبه في

في القنديل وشبه القنديل الذي صدره بالقنديل في المشكاة وشبه معرفته بالمصباح هو قلبه بالكوآب الدري و شبه إمداده بمعرفته بالزيت الصافي الذي يمد به السراج في اإلشعال و معنى آخر لطيف المشكاة بمنزلة بشريتك و المصباح بمنزلة نور توحيدك و الزجاجة بمنزلة قلبك و تشبيه المشكاة بالبشرية لما في البشرية من

هو محل الظل و السواد و المصباح آلما آان في الظل والسواد آان أشد الكثافة وفي االشتعال واإليقاد و تشبيه نور التوحيد بالمصباح ألن المصباح يستنير به ما يجاوره ويحل فيه و نور التوحيد يستضيء به ما يجاوره ويحل فيه وشبه القلب

عة األنوار على ما يقابلها و بالزجاجة لما فيها من اللطافة فان شفافها يطرح أشيحاذيها من االجرام و القلب شفاف تعبر منه أشعة أنوار التوحيد الى ما وراءه من الجوارح وإليه اإلشارة النبوية في قوله لذلك الرجل الذي آان يعبث في صالته لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه و قيل فيه معنى آخر وهو انه مثل نور قلب النبي

لى اهللا عليه وسلم وروى مقاتل عن الضحاك قال هذا مثل للنبي صلى اهللا محمد صعليه وسلم فشبه عبد المطلب بالكوة و هي المشكاة و شبه عبد اهللا بالزجاجة وشبه النبي صلى اهللا عليه وسلم بالمصباح آان في صلبهما فورث النبوة من ابراهيم عليه

إنما سمي إبراهيم عليه السالم شجرة السالم و هو قوله توقد من شجرة مبارآة و ألن أآثر األنبياء من صلبه ال شرقية و ال غربية أي ال يهوديا وال نصرانيا و لكن

.آان حنيفا مسلما و ما آان من المشرآين

*فصــل*

وإعلم وفقنا اهللا وإياك أن لكل حق حقيقة ولكل حقيقة أهل و لكل أهل عالمة ق من المبطل و آل من أجلسه اهللا على مائدة معرفته و تناول و بالعالمة يتبين المح

من آؤوس محبته رفع سيماها على وجهه وتبين أثرها في حرآاته و سكناته قال اهللا تعالى تعرفهم بسيماهم و قال اهللا سيماهم في وجوههم من أثر السجود و قال عليه

ها رداء يعرف به ويشهد الصالة و السالم من آانت سيرته حسنة أظهر اهللا عليه من

32  

العارف على لسانه وصف الربوبية وعلى أرآانه خدمة :عليه بالخير وقال أبو يزيدالديمومية وعلى نفسه أثر العبودية وفي قلبه هيبة الفردانية وفي سره طرب اآللهية

للعارف ثالث عالمات بدنه مشغول :وفي روحه شعب الواحدانية و قالت رابعةشغول بالشغب وروحه مشغولة بالطرب وقيل قلب العارف منور بالطلب و قلبه م

بمصابيح المعرفة و وجهه مزين بسيما الطاعة و أطرافه ذائبة من خوف القطيعة و سره منقطع إلى اهللا من آل عالقة و عالمة ذلك أن يكون خادما باألرآان ذاآرا

ا غريبا و قلبه في صدره باللسان مستأنسا به في آل أوان و يكون نفسه في الدنيغريبا و روحه في جسده غريبا وسره في حاله غريبا و الغريب أبدا في غربته آئيب فال يستريح العارف من غم الغربة مالم يصل الى الحبيب و من ههنا يظهر معنى قوله عليه الصالة و السالم آن في الدنيا آأنك غريب أو عابر سبيل فتأملت

يث فرأيت أن األرواح خلقت قبل األجساد بألفي عام ثم أفيضت من حقيقة هذا الحدعالمها الروحاني النوراني فأودعت ظلمة هذا الجسد الترابي الطبيعي الجثماني و الجسد مخلوق من التراب و التراب آائن قبل آون اآلدمي فهما في الحقيقة جلبا

اجتماع غربة آل واحد غريبين غربا عن وطنهما و أبعدا عن أصليتهما فإجتمعا منهما يشير الى وطنه ويطير الى سكنه فالجسد أخلد الى االرض و الروح بدون

:السمو لم ترض وهللا در القائل

شتان بين مشرق ومغرب راحت مشرقة و رحت مغربا

و من تأمل معنى هذه األبيات فهم ما أشرنا إليه و علم ما عولنا عليه فإن فيها معنى ﴿مثل نوره آمشكاة فيها : ح باألرواح المستفاد من سر قوله تعالىإزدواج األشبا

مصباح﴾ فمن آانت له بصيرة مستنيرة أبصر مصباح النجاح ومن آانت له اذن .سامعة سمع منادي الفالح

وعرفت الغرام هزال و جدا يا خليلي قد بلغت القصدا

و سعدى ىودعاني من حب سلم خلياني من ذآر سلع و نجد

ىأقسمت للعيون ال تتبد اأنا لي في حشاشة القلب خود

ىوتجلت لها بوجه مفد أبرزت للقلوب حلة حسن

المحب صفا إنتهاء و مبد حجبوها فليس تظهر إال

ىا لها إن تحدنفهي تخفي صو شهدت حين غيبت آل غيب

جرا و مدازوحكت في الوجود ملكت في الشهود قبضا وبسطا

33  

و تغالت فما تريد مردا مظاهرا فتعالت عرفوها

ىرار ضد لضد تبدفو دذات أنس و وحشة و نفا

جمعت في المذاق صبرا و شهدا رآبت من تضادد فلهذا

هي نار تريك حرا و بردا و فهي بدر و في الحقيقة شمس

جمعت في الكؤوس غيا و رشدا و هي روح و في المحبة راح

بصفات صفت مراحا و مغدا يلكل ذات و تبغو هي ذات

و هي آون الكون فقدا و وجدا و هي روح الوجود فرقا و جمعا

لها فؤادي مهدا ىفتبد هبطت من محل عز رفيع

بعده ال نخاف في القرب بعدا فأتلفنا لفرقة و تالق

ان تأملت آان ذا الزوج فردا و ازدوجنا فنحن زوج و لكن

نقطع الحب فيه وصال و صدا في شرعة الهوى قد خلقنا نحن

ىنتشاآى من الجوى ما تعد لو ترانا وقد هدت آل عين

ثم اصغي فتشتكي ليس تهدى هي تصغي فأشتكي ما االقي

من صدود و آل ما قد تصدى وهي مني وآلما بي منها

اها تذوب شوقا و وجداببر و تراها إذا ترنم حاد

و أنين يقد للقلب قدا تلمها إذا بدت بحنينال

ليس ينسى و إن تطاول عهدا فلها معهد قديم و أنس

فيه ضم الوصال مولى و عبدا و لها في المقر مقعد صدق

ثم إعلم أن الجسد و الروح لما آانا غريبين دعيا من دار غربتهما الى دار قربتهما و و من ظلمة أنفسهما الى حضرة قدسهما بتصريح و من محل وحشتهما الى محل أنستهما

اهللا يدعو الى دار السالم ثم أعلمهما قرب المنزل وسرعة المنقلب بتلويح إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن اآلخرة هي دار القرار فإتفقا على قطع مفازة الغربة لما بينهما من النسبة و

:لقد احسن القائل

وآل غريب للغريب نسيب ها هناإجازتنا أنا غريبان

34  

ثم إصطلحا على جمع زاد يقطعان به مسافة الطريق ويصالن به الى ذلك الفريق فوجدا من مشقة مسافة الطريق ما أفضى بهما الى التفريق و التمزيق و صبرا على ظمأ

ميل الهواجر حتى بلغت القلوب الحناجر و صابرا على قيام الليل و ماال على انفسهما آل الفتارة يطرقهما من مكان الخوف طارق فتجري الدموع السوابق و تارة يبرق لهما من أفق الرجاء بارق فيستريح اليه العاشق و تارة يخفق لهما من عرف القبول خافق فيسكن القلب

نبساط حتى طويا البساط و وافيا عقب إنقباض و إنتهاض و نشاط و إالخافق فما زاال بين ين االنحطاط فتهيأ الروح للفراق و عزما على اإلنطالق الى أالموت التي ال يعلم منها الى

ربك يومئذ المساق فقال له الجسد و هو في السياق أيها الخليل أههنا يترك الخليل خليله و ليلة فقال إنما أسبقك الى المنزل قد حل بي ما ال يندفع بحيلة و ما آانت أيام الصحبة اال ق

األول ثم أعود إليك أيها الجسد فال نفترق بعدها الى األبد فتنطلق الروح مع داعي يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية و يعود الجسد إلى منزل منها خلقناآم

:وفيها نعيدآم ومنها نخرجكم تارة أخرى قال قائلهم

وعلمت الفصيح من الخطاب ب فصرت حياخلقت من الترا

آأني ما برحت من التراب وعدت الى التراب فصرت ميتا

و أرجع بالذنوب إلى التراب خلقت من التراب بغير ذنب

فإذا جاء بشير النشور بمنشور و نفخ في الصور تباشر أهل التوحيد بيوم الوعيد فهنالك يقال للروح عد الى جسدك المعهود و هلم الى منهلك المورود و ظلك الممدود و مقامك المحمود و حبيبك المشهود فتلتقي الروح للجسد لقاء الغائب لغائبه و يتعانقان تعانق

اآيان ما لقيا من أوصابهما في مصابهما و اآتسابهما في إغترابهما المحبوب ألحبابه ويتشثم يقال لهما إنطلقا إلى عرصة المجمع و محشر الخالئق أجمع فثم عدل يخفض و يرفع و يعطى و يمنع و ما شاء بعبده يصنع فإذا قدم االتراب من سفرة التراب نادى الحبيب

معشر الغياب فيقول لسان الحال في الجواب باألحباب حدثوني ما حل بنفرآم في سفرآم ياقال صاحب الكتاب ولم استعر في آتابي لغيري غير هذه الثالثة أبيات و بيتين مفردين

:عليهما بقولي فلله در القائل أعلمتقبلهما في هذا وقد

الى أن تراك العين صارت محامدا نتهتإإذا حملت فيك المكاره و

دائو دانت الى رؤياك صارت فوا دهاو إن بلغت مني الصبابة جه

و لو أفنت االيام من آان قاصدا و ما سفرة أدنت اليك بعيدة

وصلت الينا قال رآبت جواد توآلي عليك و إشتياقي اليك فما أنزلني بماأيها الحزين علينا ا دياعإال بين يديك يا أيها الخائف من الفوت آيف وجدت الموت فقال لما رأيت وصله م

35  

ده و قربه مناقضا لبعده فعرفت الشيء بضده و فررت من دار قوم ال يأمنون الى دار ضلقوم ال يحزنهم الفزع األآبر و أنت أيها الراجي آيف علمت أنك ناجي فقال ثقتي بفضلك أمنتني من عذابك ألن آتاب الفضل سابق وجواد الجود الحق فكيف ال أرجو أن أنجو وأنا

ها الزاهد آيف عهدك بتلك المعاهد فقال سمعته يقول ما عندآم ينفد برحمتك واثق و يا أيعن الفاني فما فتحتها اال يغمضت عينيأوما عند اهللا باق فترآت ما عندي لما عنده ثم

تصالك بنا فقال هل آانت األشربة شربتها في إعلى الباقي و يا أيها المحب لنا آيف آان حضرة يحبهم فسكرت بها في حانة يحبونه فما أفقت من ذلك المشروب اال بمشاهدة المحبوب فأنت أيها الذاآر ماذا جرى لك قال غبت في لذة ذآره فلما حضرت إذ أنا في

ي هاتف أنت أيها الفقير آيف وصلت و في حضرتنا حصلت قال هتف بو حضرة المذآور دخلوها بسالم و إو اهللا يدعو فإستغرقني لذة هذا الكالم فما أفقت إال في دار السالم بمنادي

يا أيها العارف آيف عرفت سبيل المعارف قال سمعت منادي من أتاني يمشي أتيته هرولة طلبت الجار قبل الدار فمشيت فأخذني شبه الوله فتنكرت لألغيار و ما سكنت الى قرار و

ال في مقعد صدق عند مليك مقتدر ويا أيها إي رحلعلى أقدام صدق طلبي له فما حللت ليهإالصوفي صف لنا صفوة حالك في إرتحالك فقال دعوة دعوتها في سماع أجيبوا داعي اهللا فما استتممت قولي لبيك حتى قال لي ها أنا ناظر اليك ومتجل عليك ثم يقال يا أهل التخلف

يؤخذ بنواصي من عمل المعاصي فقدموا ما قدمتم و قولوا لنا بأي وجه ما هذا التوقف اليومقدمتم فيرتفع الصباح و يكثر النواح ثم يقولون لئن فاتنا رفيق الصالح فما لنا عن باب رحمتك من براح و ال لنا غير حسن ظننا بك من سالح و ال لظلمة معاصينا غير نور

لسماح ال تقنطوا من رحمة اهللا إن اهللا يغفر عفوك من مصباح فيأتيهم الجواب من باب ا .الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم

ي الحبيب و واصل الغضبانرض يا قلب ال يودي بك الخفقان

فعليك في حكم الهوى شكران وصفت أويقات السرور بوصله

ال الصد نخشى ال و ال الهجران اليوم ينسخ بيننا من بيننا

لما محاها العفو والغفران بالعتاب قد انطوت تلك الصحايف

يكبو الجواد وتعثر الفرسان فلربما ينبو الزناد و ربما

الوداد مصان فالعهد باق و ال يبعدنك عتبنا عن بابنا

انسان عينك ايها االنسان ال تكحلن بغير نور جمالنا

سارت الرآبان شاع الحديث و بوصلنا سنا وأنب فبلطفنا و

36  

هابك السلطان لهيبتك الملوك و لعزنا ولهت لتفإذا ذل

ن تخضع الشجعانأحكم الهوى نهإذل لمن تحب ف خضع وإف

فهذه الشقراء والميدان يا أيها العشاق دونكم السباق

*فصــل*

نتقالهم من هذه الدار الى تلك الدار إ نه ثبت بما أشرت إليه من أحوال القوم وأعلم إفسفر ) السفر األول(إذ نحن ننتقل من أول خلقنا إلى أن يستقر بنا المنزل في ستة أسفار

سفر )السفر الثالث(سفر النطفة من الصلب الى الرحم )السفر الثاني(السالمة من الطين السفر )السفر الخامس(الى القبر السفر من الدنيا ) السفر الرابع(الولد من الرحم الى الدنيا

حدى المنزلين إلى إالسفر من الموقف ) السفر السادس(من القبر الى الموقف والمعرض ما الجنة أو النار ثم يستقر بك فعلمت أنك في الدنيا عابر سبيل فأما أهل اليقظة فشمروا إ

يقلقهم م شوقهم واهللا يدعو الى دار السالم فهم في لذة ذلك السماع يشغله معوا وسحين راحتهم ذآر محبوبهم فأبصارهم زينتها همتهم في مطلوبهم و ذوقهم عن التمتع بالدنيا و

ه في ملكه وبصائرهم تجول في ملكوته وسرائرهم تحوم حول حمى جبروته ال يريدون تتنزن إ ال عنه وال يشتاقون إال إليهإاال هو وال يبطلون اال منه وال يرضون اال به وال يسمعون

إن سرحوا ستراحوا وإإن شهدوه إن وجدوه صاحوا و إن شكروه باحوا و ذآروه ناحوا وسكرهم به بال نقطاع وإوصالهم له بال في حضرة قربه ساحوا فشهودهم له بال حجاب و

بربكم فصار تلسأحزانهم بلذة خطابه األول في يوم أستصحبت قلوبهم ودارت إصحو قد ائرهم ومعاني صورهم فإذا سمعوا مذآرا أو منشدا أو صائحا أو ذلك آامنا في طوايا سر

تارة يحنوا فإذا ستنار ذلك السر الكامن فيهم فيذآرهم ذلك العهد األول فتارة يئنوا وإنائحا غلبهم الوجد بغليانه وشربوا من موارده وارادته فمنهم من طرقته طوارق الهيبة فجمد و

منهم من طلعت له طوالع الحب اللطف فتحرك وطاب و منهم من برقت له بوارق ذاب ولى وجودهم ناقشهم لسان الحال إغاب فإذا رجعوا من وجدهم من مطالع القرب فسكر و

على تلك األحوال فقيل للصائح لم صحت وللنائح لم نحت وللبائح لم بحث ولمن تمزق لم آيف ال يصيح من لى من تشوقت فقال الصائحإحرك تمزقت ولمن صفق لم صفقت ولمن

آيف ال ينوح من الموت في طلبه ئحثم ال يدري ما يفعل به وقال النا هبقلبه في قبضة منتهأما أنا فأبوح بما حربهآمن هو في طربه قال البائح ليس من هو فيو هو رهن منقلبه و

قر الدف نبضطرابك إله ف لما بنعمة ربك فحدث قيأأوليت من وجود موجدي على وجودي فة غمفإذا نفخ في الصور وبن هفإذا نقر في الناقور وبنفخ هقال تذآرت بنقر الشبابةنفخ و

تقاء المحب إل الحادي يوم ينادي المنادي قيل فلم صفقت قال إشارة الى نيل المطلوب و ستار وألرفع ا المحبوب قيل فلم مزقت قال إشارة الى تمزيق الحجب وظهور المحجوب وب

. ستجيبأتحرآت قال سمعت داعي الحبيب يقول هل من داع ف آشف الغيوب قيل فلم

37  

لمن دعاه مواله أن يسعى على الرأس فقمت أسعى على رأسي وحق

سأوال التمايل إن أخلصت من ب ما في التواجد إن حققت من حرج

يحجب عمن قلبه قاسي يخفى و إن السماع صفاء نور صفوته

نار لمن صدره ناووس وسواس نور لمن قلبه بالنور منشرح

سأفي الك قدر الكؤوس تريك الصفو راح وآاساتها األرواح فهي على

الناسبتقادم العهد ما المشتاق إن العهد القديم و هحاد يذآر

يخشى من الناس بأن يحدو ال فليس عار إذا غنى له طربا

*فصل*

شربه مروية ألن االصوات أالنغمات ذان أوآيه ووعية واآلأعلم ان القلوب إ وغاني إلى األواني ولوال صفو األواني ما راقت المعاني ولوال ألمال تحمل النغمات من اج

لى أوانيها فإذا آانت صافية صفته وإبت األواني فإذا وصلت االشربة اصحة المعاني ما ط :لقد قلت هذه األبيات خبثته و ن آانت آدرة آثفته وإ لطفته و

ه بالخمرة المحللهئندما اف علىطحيلة الساقي إذا ما

هذا ردها مخلله صفوا و هفواحد قد زادها بصفو

لهصالوعاء قد طاب ما قد ح باط قلوبنا أوعية فكلما

وآخر باللهو صار مزبله قلب بذآر اهللا أضحى روضة

وال شذا المسك آريح البصله ما منبت الورد آمنبت غيره

ما أنبت الحنظل اال حنظله دائما الحنظل شهداولو سقى

علم أن الخلق آلهم أطفال في حجر تربية الحق سبحانه يغذي آل واحد من خلقه إ ومراآب االبطال ال تصلح حتمال معرفته فغذاء الرجال ال يصلح لألطفال وإعلى قدر

ه حاضنته فوصل اليه أطعمت ن الطفل لما لم يطق تناول الخبز واللحم وأال ترى أللبطال من ال من ههنا يقال من ال شيخ له ال قبلة له و لو أطعم ذلك مجردا لمات و بواسطة اللبن و

هذا أبو بكر الصديق رضي اهللا عنه لما آان طفال في حجر شيخ له فالشيطان شيخه وقوله ما آان يلقمه مما آان يلقمه من لقم الغيب بواسطة صلى اهللا عليه و سلمتربية النبي

صب اهللا في صدري شيئا اال صببته في صدر أبي بكر فما أطاق تناول ذلك الغذاء اال علي بابها من هذه أيضا قوله أنا مدينة العلم و و صلى اهللا عليه و سلمبواسطة رسول اهللا

38  

نما آان بمنزلة الباب من المدينة فال يخرج من إ لم يكن علي يحتمل ما تحتمله المدينة ومن سر هذا الكشف آان علي آرم اهللا وجهه يقول لو آشف ينة شيء حتى يمر بالباب والمد

زددت يقينا معناه لو آشف غطاء المخلوقات حتى أشاهدها بعين البصر ما إالغطاء ما اآلخرين عن سيد زددت يقينا على ما شهدت به عين البصيرة مما ورثته من علم االولين وإ

أراد آشف الغطاء اال عن المخلوقات ال عن الخالق ال يوصف بذلك اآلخرين فما االولين ولى تناول طعام إر عاداتك محصورا بقماط مألوفاتك فال تتطاول جحفإذا آنت طفال في شراق الشمس المنيرة يضر بذوي إ عتالل وإلصحاء يضر بذوي األالرجال فإن طعام ا

دعوا الحكمة غير أهلها ال تو سلم صلى اهللا عليه واالبصار الضعيفة وقال رسول اهللا ال تمنعوها فتظلموهم فما آل قلب يصلح للسر وال آل صدف ينطبق على الدر فتظلموها و

قول قال تولكل مقام مقال وال آل ما يعلم يقال قال قائل ألبي يزيد ما لنا ال نفهم آثيرا مما :قلت .ألن آالم األخرس ال يفهمه اال أبواه

تماري ثم أبصرت حاذقا ال ارك غرادبالموإذا آنت

ناس رأوه باألبصارأل وإذا لم تر الهالل فسلم

علم في قوله ألهذا ترجمان القرآن عبد اهللا بن عباس رضي اهللا عنهما يقول إني و هذا أبو هريرة رضي اهللا عنه بحت به لكفرتموني وأتعالى يتنزل األمر بينهن علما لو

جرابين من العلم جرابا القيته إليكم وجرابا صلى اهللا عليه و سلماهللا يقول أخذت عن رسولن بين جنبي علما لو قلته لخضبتم هذه إهذا علي بن أبي طالب يقول لو أبديته لرجمتموني و

:امن هذه ويقول ايضا رضي اهللا عنه شعر

لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا علم علما لو أبوح بهإني أل

آان أقبح ما يأتونه حسنا و رجال مسلمون دمي ستباحوإل

حتمال عقول إآتموا ما علموا لما يعلمون من ضعف فأما أهل التمكين فإنهم علموا وآان تفوه به فمه أبيح دمه و ن الحالج لما علم شيئا من هذا العلم وإطفال العقول فلهذا أ

قد ن دمه يباح وأعالنه بما يسر فكان حكم من باح إ ظهاره ما يكتم وإخطاؤه من حيث المسامير فضحك ضحكا آثيرا ثم نظر في ى الخشب وأبه ليصلب فر ينه لما أتأروي

فرشها لي ففرشها فتقدم وإى الشبلي فقال يا أبا بكر أمعك سجادة قال بلى قال فأالجماعة فرشياء فكان ما حفظ أثم ذآر ﴾ الموتآل نفس ذائقة ﴿بعدها صلى فقرأ في األولى الفاتحة وقيامي بحقك يخالف قيامك بحقي ألن بحق قيامي بحقك و عنه اللهم بحق قيامك بحقي و

يتي مستهلكة في الهوتيتك غير تن ناسوأقيامك بحقي الهوتية مع قيامي بحقك ناسوتية ووفقني لشكر ن تأسألك أياها والهوتيتك مستولية على ناسوتيتي غير مماثلة لها إممازجة

مت على غيري ما حر هذه النعمة التي أنعمت بها علي حيث آشفت لي عن مطالع وجهك و

39  

جتمعوا لقتلي تعصبا لدينك وإهؤالء عبادك قد أبحت لي من النظر في مكنونات سرك ولو سترت عني ما سترت غفر لهم إنك لو آشفت لهم ما آشفت لي ما فعلوا وإقربا إليك فت

بو الحارث ألك الحمد فيما تريد ثم تقدم بتليت فلك الحمد فيما تفعل وإبتليت بما إعنهم لما بي أعلى السياف ولطمه لطمة هشم وجهه وأنفه فصاح الشبلي ومزق جبته وغشي عليه و

قال عبد الكريم بن عبد الواحد دخلت جماعة من المشايخ المشهورين و الحسن الواسطي وحوله جماعة فكان أول ما قال في آالمه لو يلقى مما مسجد وعلى الحسين بن منصور في

حرقت النار ولو آنت في بطني ذرة على جبال لذابت وإني لو آنت يوم القيامه في النار ألدخل يوما إلى جامع المنصور ببغداد وقال يا أيها الناس إجتمعوا في الجنة لهدمتها و

ن اهللا قد أباح أعلموا إر منهم محب ومنكر فقال جتمع عليه خلق آثيإستمعوا مني حديثا فإوقال يا شيخ آيف نقتل القوم فتقدم اليه عبد الودود بن سعد الزاهد و ىقتلوني فبكإلكم دمي ف

رجال يصلي ويصوم ويقرأ القرآن فقال يا شيخ المعنى الذي يحقن الدماء خارج عن الصالة نا شهيد ثم أ يح فتكونوا أنتم مجاهدين وسترأ قتلوني تؤجروا وإقراءة القرآن ف والصوم وقلت يا شيخ ما معنى هذا قال يا بني ليس للمسلمين شغل أهم من عه الى داره وتذهب فتبوقوف مع الشريعة فإن من تجاوز الحدود أقيمت عليه علم أن قتلته قيام بالحدود وإقتلي ف

:الحدود وفي معنى ذلك أقول

لتحستإوحل لها في حكمها ما دمي إذ باح قلبي بجبها تباحأ

عروس هواها في ضميري تجلت وما آنت ممن يظهر السر إنما

جملت فغبت بها عن آل آلي و ستغرقتني فكرةإوشاهدتها ف

ياها إذا ما تبدتإ يياإف وحلت محل الكل مني بكلها

فالح لجالسي خفايا طويت القت على سري أشعة نورها و

تعليها بها بين البرية نم نمت على سري فكانت هي التي و

يأفنيت فيك هويت ذيوأنت ال إذا سألت من أنت قلت لها أنا

هو الحق في حسن بغير معية أنا الحق في عشقي آما أن سيدي

حكمت بتمزيق الفؤاد المفتت ك من سكري شطحت فإننيأن إف

عدتأهوى للعاشقين نار ال و ن أصليت نار تحرقيإ ال غروف

يتنعأقد علقت ايدي الهوى ب و حبهمأن الذين أمن عجبي و

جبال حنين ما سقوني لغنت قالوا ال تغني ولو سقوا سقوني و

40  

أهون شيء عندنا ما تمنت و تمنت سليمى أن أموت صبابة

فنادى لسان حاله يا حالج آيف رأيت المحبة قال رأيت حبة قد نصبت على فخ نقلبت عليهم حبة الفخ إجمالية المحبوب فطارت اليها عصافير القلوب فلما سقطوا ليلتقطوا

نقلبت إفحذقوا الى حقيقة تلك الحبة فإذا هي نقطة باء المحبة قد قلبتها الفتنة ف واختبطإفتفرغ من الخنق تبجبل عشقه تختنق فمتى تحترق و هنت تحت رقأفالمحبة محنة يا حالج

نية فقال يا قوم لما أخذني مني آلس اأقول أنا الحق فلو آان لك في البقائية ما شربت آتحتى بقي ن لم يكن وأوسلبني عني تالشت أوصاف حدثي لما ظهر سلطان قدمه فكان الحدث آ

تالشت نأسوتيتي في ذهبت هويتي في هويته و ه ويت أنيتي في أنيتنن لم يزل ثم فأالقدم آنطقت له به سمعت منه عنه فلم أسمع اال هو و الهوتيته ثم نظرت منه إليه فلم أر اال هو و

ني أنا ألنا الحق فما عدلت عن الحق ألئن قلت ال هو فقلت أنا هو وإن ليس هو أفعلمت م على سري فقد عربد وجدي نلئن آان سكري هو الحق في مملكته و الحق في محبته و :قلت جعل حدي محو حدودي و على وجودي و

ن في قتلي حياتيإ اقتلوني يا ثقاتي

حياتي في مماتي و فمماتي في حياتي

من أجل المكرمات ذاتي حومأنا عندي

من قبيح السيئآت يتبقائي في صفا و

في الرسوم الفانيات سئمت نفسي حياتي

بعظامي الباليات حرقونيإقتلوني وإف

في القبور الدراسات ثم مروا برفاتي

في طوايا الباقيات تجدوا سر حبيبي

مان ال يحتملون عربدتك وقد صنعنا لك دعوة فيها ما ديا حالج أنت شربت بين نفيها وال يتنازعون فيها آأسا ال لغو ﴿مان دوافق فثم ن تشتهي األنفس وتلذ األعين ففارق وسالما يالقال يسمعون فيها لغوا وال تأثيما اال ﴿سماعهم ﴾تأثيم وسقاهم ربهم شرابا طهورا

﴾وجوه يؤمئذ ناضرة الى ربها ناظرة﴿شاهدتهم م ﴾سالما

وما قتلوه وما صلبوه فقتلوه وصلبوه

أحبابه فغيبوه ولكن غار عليه

41  

آال وال صلبوه هيهات ما قتلوه

عن وجده شبهوه ين غاروالكنهم ح

آتمان ما اودعوه سقوه صرفا وراموا

لثقل ما حملوه فما أطاق ثبوتا

أنا الذي تعرفوه نادى فتاه سكرا و

في الحب ما أظهروه يا الئمي آيف أخفي

بالشوق قد مزقوه أم آيف يكتم قلب

*فصــل*

قوات آذلك االحوال تصفو بصفاء األوقات فقوت نمو بنماء األتعلم أن األجساد إ وقوات الطاعات في أوقات أجسدك ما عودته من الطيبات وقوت روحك ما ربيته من

آلما صفت حكت ما فيها من جوهر المعاني فإذا آانت عين نظرتك منطمسة الخلوات وتك عن خيول هم عالم عزيمتك منتكسة وأ ومنابع فكرتك مندمسة ومعالم علومك مدرسة و

جسة وبالتطاول الى منازل قوم عيون قلوبهم بالحكم من اللحاق بالقوم محتبسة فما بالك وتمتدغ بغيك بما تنوار معارفهم من جذوة الغيب مقتبسة فال تدع ما ليس فيك وال سرائرهم أل

تأدب تصاغر وألقف موقف اتيكفيك فينبغي لك أن ليس فيك فحسبك ما يعلمه اهللا فيك وآابر هذا موسى آليم اهللا لما آان طفال في حجر تربية الحق سبحانه ما تجاوز حده بآداب األ

ترعرع وبلغ فلما آبر و ﴾رب اني لما انزلت الي من خير فقير﴿وال تعدى قصده بل قال فكان غاية طلبه في ﴾رب أرني أنظر إليك﴿طفال بل قال ألمبلغ الرجال ما رضي بطعام ا

مشاهدة به في رجولية نهايته رفع الحجاب وإرآان منتهى شراب و طفولية بدايته طعام وإذا وجدت من فتحت لك األبواب و حباب فإذا تأدبت بهذه اآلداب تيسرت لك األسباب واأل

و ارأيت من ورد ما لم تكن وارد شهدت ما لم تكن مشاهدا و وجد ما لم تكن واجدا وسأل إ و اوال في تأويلها الحد ايآت ربك جاحدألفال تكن االوارد معت بأرباب األحوال وس

وقد أشرت في هذه األبيات الى ما يهدي ان يعطيك فإنه موالك وموالهم واحدأمن أعطاهم :آل قاصد

سرى يلإفهمت بالسر لما أن الى الشذا من عرفه خبرا يهدأ

ىجرى من حديث العشق آيف جرما قد وطبت بين أصحابي وما علموا

س شربي لما الموا لمن سكراأبك شربوا لو تعجب الناس من سكري و

42  

شتهراإ مزق االطمار و ىاال فت في خمرة العشق معنى ليس يعرفه

و درى أمن قد قر الإمة العشق أمن عندي رموز آنوز ليس يدرآها

قد ظهرا نظر ترى علم العرفانإ و س صفاء قد شربت بهاأشرب بكإف

الحجرا االرآان و من أتى البيت و و دعا او حج معتمرا دع من سعى و

الم أو عذرادع من في صفو حالي و قدحي يجتلإ و يلذ بحانة ذآر و

وصل الحبيب و دع من صد أو هجرا طف حول آعبة قلبي إن عزمت على

ن آنت مقتدراإعرفات معرفتي قد أوجب الحب حجي والوقوف على

ال عينا وال أثرا إلياكنظر ت ال الرسوم و يال تبق العلوم و محإف

ذاك المسمى فمنك السمع والبصرا وغب عن االسم تشهد عند غيبته

سرىأفي حومة الحب في حكم الهوى هناك تشهد أهل العشق آلهم

إن وردت فيا أيها الغائب عن حضرة الحبائب لو طلبت ما طلبوا وجدت ما وجدوا ووا شهدت ما شهدوا فالباب مفتوح للطالب ال حاجب عليه وال بواب وإنما ما ورد

على قدر الخطاب يرد الجواب فالمشروب المحجبوب عن السبب من وقف مع األسباب والمطرود من وقف من وراء المحبوب ناظر و المحروم من حرم الشراب و حاضر و

من عول يره فهو غافل عنه والحجاب فمن أنس بمن سواه فهو مستوحش منه ومن ذآر غعلى سواه فهو مشرك به فإذا لم تجد إليه سبيال وال في ظله مقيال ثم رأيت من أواله اهللا

ثقيال و لقى عليه من أسرار معرفته قوالأأو خليال ف تخذه صفياإ أعطاه جزيال و جميال والفؤاد آل البصر و السمع ون إفال تقف ما ليس لك به علم باح بما لم يقم لك عليه دليال

ستسلم إسلم وأسلمهم من سلم وأحبهم الى اهللا من أولئك آان عنه مسؤال فأحسن الناس من أنصف أبو حامد الغزالي رحمه اهللا حيث أجرى ذآر هذه الطائفة أذلك وأحسن تأويال ولقد غلبت عليهم ياء علوم الدين فقال عند ذآرهم هؤالء قوم إحوت بعمن الرجال في آتابه المن

قال نا اهللا وأقال اآلخر قال اآلخر ما أعظم شأني و اني وبحاالحوال حتى قال الواحد س ال تحكى و و ىمجالس السكارى تطو خر ما في الجبة اال اهللا فهؤالء قوم سكارى وآلا

ذوق عن قوالهم ألن آالمهم نطق عن ذوق وأال ترد عليهم حوالهم وأمعناه تسلم اليهم .عترفإ من لم يذق ال حرج عليه إذا سلم و ذاق عرف و شوق فمن

43  

*فصــل*

صدوه و خالفوا النقل عدلوا عن الحق ون طائفة ممن عدموا العقل و أعلم إ ومكاشفات األصفياء بطال آرامات االولياء وإقالوا ب لى هذا الباب فسدوه وإعمدوا

المعجزات ال تكون هذه الكرامات و قالوا اللهم وضمن وافقهم على عتزالهم وإآالمعتزلة بدعى ذلك سواهم فهو محال ويكذبهم فيما أنكروه وجحده إمن ال لألنبياء عليهم السالم وإ

ال ما يكشفه اهللا تعالىإحدهما أنه ال معنى للكرامة أما العقل فمن وجهين أالنقل ف العقل وداخل تحت مشيئته فيجب تعالى لعبده و يطلعه عليه من حقائق األشياء و هذا من مقدور اهللا

وصف اهللا تعالى به وبالقدرة على إيجاده فكيف يستحيل وجوده مع قدرة اهللا تعالى عليه شياء آاشفه بحقائق األ طلعه على غيبه وأ ختصه وإنه عبد أال إوآما أنه ال معنى للنبي

هو في من يشاء وآذلك الولي عبد آاشفه اهللا تعالى بما شاء من غيبه ذلك فضل اهللا يؤتيه نها ملحقة بمعجزات نبيه منسوبة اليه ألن إحق النبي معجزة وفي حق الولي آرامة ثم

من برآته إسالمه مستفاد من ذلك النبي و ال على من صدق في إيمانه وإالكرامة ال تظهر فكلما ظهر على هذا الولي آرامة آانت ملحقة بمعجزة نبيه وال يكون في رتبة النبوة

ق بين المعجزة والكرامة ان المعجزة يدعيها النبي لنفسه ويستدعيها متى أراد ووالفرال هي بحكمه بحيث ال يستدعيها متى أراد بل تارة تظهر الكرامة ال يدعيها الولي لنفسه و

ليس من شرط الولي أن تكون له تارة ال تظهر و ضطرارا وإتارة تظهر عليه ختيارا وإال آذلك النبي فإنه يجب أن يكون له معجزة ألن الرسل في واليته و ال يؤثر ذلك آرامة و

واألنبياء عليهم السالم بعثوا حجة على الناس يدعونهم الى اهللا تعالى فال بد لهم من المعجزة لة فقال مثل ما حصل أقد سئل أبو يزيد رحمة اهللا عليه عن هذه المس إلقامة البرهان و

الم آمثل زق فيه عسل يترشح منه قطرة فمثل القطرة مثل ما نبياء عليهم السلسائر األما في الزق مثل ما حصل لنبينا محمد صلى اهللا عليه حصل لسائر األنبياء عليهم السالم و

ما الولي فال أ وسلم ثم الخالئق مفتقرون الى ظهور معجزة ألنه مبعوث إليهم ليصدقوه وختلف أهل العلم في الولي هل من شرطه إوقد . يفتقر الى ذلك وال يبالي صدقوه أو آذبوه

ن يعلم أنه ولي ألن ذلك أمام أبو بكر بن فورك يقول ال يجوز ن يعلم أنه ولي فكان اإلأنه يجوز وليس أهل التحقيق وهو الحق أيسلبه الخوف ويوجب له األمن وأما الذي يؤثره

آشف له ما آان ا وهبه ونه ولي آانت له آرامة في حقه إذا أطلعه اهللا على مأبواجب ن ذلك يسلبه الخوف فهذا ضعيف ألن من آان باهللا أعرف آان من اهللا أمن قال حجبه و

من معروفه ةتلك الهيب تعظيمه هللا سبحانه و شتدت مهابته وإفه اهللا نفسه أخوف فمن عرن علم نفسه أنه ولي أن إ من شرط الولي و تزيد على أضعاف من مخافات الخائفين و

ال يساآنها ال يالحظها و مات واال يسكن الى تلك الكر ال يفارقه و يستصحب الخوف وستدراجا فهو في سائر حاالته يكون خائفا راجيا قال السري إن يكون ذلك أبقلبه مخافة

آثيرة على آل شجرة طائر االسقطي رحمة اهللا عليه لو أن رجال دخل بستانا فيه أشجار

44  

ما الوجه أ كور به ومنه مكر فمأصيح السالم عليك يا ولي اهللا فلو لم يخف يقول له بلسان فالكشوفات الثاني من العقل فهو عجائب مما يراه النائم من عجائب الرؤيا الصادقة و

ال ذلك بمشاهدة روحه للملكوتيات الغيبيات ثم يظهر صدق ذلك في اليقظة و الخارقة وشتغالها إعدم خنوسها عن االحساس و دها ومعنى للرؤية اال رآوز الحواس وخمو

بالمحسوسات فكان الولي إذا قمع نفسه عن الشهوات ضعفت قوى الحواس حتى صارت آالمعدومة ألنها هي التي تشغل عن االطالع للملكوتيات المغيبة ألن الروح من هناك

لقوى أفيضت وفي هذه الهياآل حبست فإذا ضعفت القوى النفسانية الجثمانية قويت اية النورانية فتصفو الروح وتتلطف النفس بالرياضات فيشاهد في اليقظة ما تشاهده نالروحا

ال يسمع من آم من مستيقظ ال يبصر من يحاذيه و حساسك وإنت في نومك عند خمود أليك وهم ال يبصرون فإن قال قائل هل يجوز أن يكون الولي إتراهم ينظرون يناديه و

ما أ ل ال يجب أن يكون معصوما ألن العصمة لألنبياء عليهم السالم ومعصموما أم ال فنقون يكون أ من الجائز نماإ الزالت و األولياء رضي اهللا عنهم فجائز أن تبدو منهم الهفوات و

قد سئل الجنيد عن ال يمتنع أن تبدو منه زلة و محفوظا من األضرار على األوزار وعلم أن إ قال وآان أمر اهللا قدرا مقدورا و فع رأسه والعارف هل يزني فأطرق مليا ثم ر

العصمة عن الكرامات التي تكون لألولياء عليهم السالم دوام التوفيق للطاعات و أجلما ما يكذبهم من النقل فكتاب اهللا تعالى وسنة رسوله صلى اهللا أ المخالفات و المعاصي وليست الكرامة في قصة مريم عليها السالم و ما الكتاب ما أظهره اهللا تعالى منأعليه وسلم

آلما دخل عليها زآريا المحراب وجد عندها ﴿بنبي في قصتها مع زآريا في قوله تعالى آذلك و ﴾وهزي اليك بجذع النخلة﴿فهذه آرامة ظاهرة وآذلك قصتها في النخلة ﴾ رزقا

ليس السالم و من قصة الخضر عليه الكلب و مقصة أهل الكهف وما ظهر من عجائب آالمن ذلك قصة ذلك صاحب سليمان ما فيها من الكرامات و بنبي مع موسى عليه السالم و

ما خصه اهللا به مما ال يدخل بلقيس قبل أن يرتد اليه طرفه و شعليه السالم الذي أتاه بعرما االخبار في ذلك فمنها ما ورد في الصحيح من حديث أ تحت قدرة سليمان عليه السالم و

ال ثالثة عيسى بن إالراهب قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لم يتكلم في المهد جيجرفكان عابدا في بني جما جريأ ما عيسى فقد عرفتموه وأوصبي آخر ف جصبي جري مريم و

فقال يا رب جليه أمه فقالت يا جريإشتاقت إم فكان يوما يصلي إذ أآانت له اسرائيل وشتد إدعته فقال مثل ذلك ف دعته فقال مثل ذلك فصلى و ها ثم صلى وجابتإالصالة خير أم

آانت امرأة زانية في بني اسرائيل و يفتتن بالمومساتمه فقالت اللهم ال تمته حتى أعلى يآان راع يأو ته فلم تقدر منه على شيء وفأتا حتى يراني جلكم جريأفتن فقالت لهم انا

بالليل الى صومعته فلما أعياها راودت الراعي عن نفسها فأتاها فحبلت وولدت ثم انها قالت دعا ثم نخس شتموه ثم صلى و سرائيل فكسروا صومعته وإفأتاه بنوا جولدي هذا من جري

ني أنظر الى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حين أهو الراوي فك الغالم قال أبو هريرة وعتذروا اليه فقالوا نبني إغالم من أبوك فقال الراعي فندموا على ما آان منهم فقال بيده يا

45  

ن إما الصبي اآلخر فأ صومعتك من ذهب أو قال من فضه فأبى عليهم فبناها آما آانت وجعل ولدي مثل إمرأة آان معها صبي ترضعه إذ مر بها شاب جميل ذو شارة فقالت اللهم إ

م ال تجعلني مثله قال أبو هريره آأني أنظر الى النبي صلى اهللا هذا الصبي فقال الصبي الله هو يرضع ثم مرت بها امرأة ذآروا أنها سرقت و سلم حين آان يحكي للغالم و عليه و

جعلني مثلها فقالت أمه إزنت وعوقبت فقالت اللهم ال تجعل إبني مثل هذه فقال الغالم اللهم قيل سرقت بابرة وإن هذه قيل أنها زنت ولم تزن وله في ذلك فقال أن الشاب جبار من الج

هو صحيح من ذلك حديث الغار و هذا حديث صحيح و هي تقول حسبي اهللا و ولم تسرق وم فأواهم المبيت الى كنطلق ثالثة رهط ممن آان قبلإسلم قال رسول اهللا صلى اهللا عليه و

نجينكم من ياهللا ال نه وإالوا نحطت عليهم صخرة من الجبل فسدت الغار فقإغار فدخلوا فآنت نه آان لي أبوان آبيران وإال أن تدعوا اهللا بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم إهذه أنا أروح عليهما حتى ال ولدا فباتا في ظل شجرة يوما و قهما وال أعز عنهما ماال وعال ا

آرهت أن فكرهت أن أوقظهما و لبت لهما غبوقهما فجئتهما به فوجدتهما نائمينحناما فستيقظا فشربا إستيقاظهما حتى برق الفجر فإالقدح في يدي أنتظر أغبق قبلهما أهال فقمت و

ما نحن فيه من هذه الصخرة افرج عنأء وجهك فاغبوقهما اللهم إن آنت فعلت هذا إبتغقال سلم و يه ونفراجا ال يستطيعون الخروج منها فقال رسول اهللا صلى اهللا علإنفرجت إف

متنعت مني حتى إاآلخر اللهم آانت لي إبنة عم وآانت أحب الناس إلي فراودتها عن نفسها فمائة دينار على أن تخلى بيني وبين نفسها عطيتها عشرين وأ لمت بها سنة من السنين وأ

قوع ال بحقه فتحذرت من الوإففعلت حتى إذا قدرت عليها فقالت ال يحل لك أن تفض الخاتم ترآت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن آنت فعلت هي أحب الناس إلي و نصرفت وإعليها ف

نفرجت الصخرة غير أنهم ال يستطيعون إفرج عنا ما نحن فيه فأبتغاء وجهك فإذلك ءستأجرت أجراإني إقال الثالث اللهم الخروج منها قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم و

ذهب فثمرت أجرته حتى آثرت جل منهم ترك األجرة التي له ورر فأعطيتهم أجورهم غيما ترى من منها األموال فجاءني بعد حين فقال يا عبد اهللا أد إلي أجرتي فقلت له آل

الرقيق فقال يا عبد اهللا ال تستهزىء بي فقلت أنا ال الغنم و البقر و جرتك من االبل وإبتغاء وجهك إستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم إن آنت فعلت ذلك إاستهزء بك فخذ ذلك آله ف

هذا حديث حسن خرجوا من الغار يمشون و نفرجت الصخرة وإفرج عنا ما نحن فيه فأفبو هريرة رضي اهللا عنه عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال أروى متفق على صحته و

إنما خلقت قالت إني لم أخلق لهذا و ولتفتت البقرة إبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فللحرث فقال الناس سبحان اهللا بقرة تتكلم فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم آمنت بهذا

ن عمر رضي اهللا عنه آان أ يمن ذلك ما رو هذا حديث صحيح و عمر و وآمن أبو بكر ود السبع عن جماعة وقفوا على الطريق من خوف السبع فطر يفي سفر من األسفار فلققال إنما يسلط على إبن آدم ما يخافه فلو لم يخف مسك بأذنيه وأ طريقهم حين نزل اليه و

ن من أمتي أمن ذلك الحديث الصحيح هذا خبر مشهور و غير اهللا لما سلط اهللا عليه شيئا و

46  

هو يناديه على من ذلك قصة سارية و مكلمون فإن يك فأنت منهم يا عمر و مخاطبون ومن ذلك سمعه اهللا صوته وأ عداء اهللا وأحينئذ في نهاوند في قتال و سارية ه يا ساريةمنبري في غزاة فحال مسلم بعث العالء بن الحضر ن رسول اهللا صلى اهللا عليه وأ يما رو

من سمه األعظم فمشوا على الماء وإبينهم وبين الموضع قطعة من البحر فدعى اهللا تعالى بهذه غبر ذي طمرين ال يعبأ به لو أقسم على اهللا ألبره وأشعث أذلك الحديث الصحيح رب

االستقصاء على ما جاء منها وصح من صحتها و تها ورسانيدها لشهأاألخبار حذفنا ضجار وآثار واإللى اإلإغرائب مواهبهم ما يؤدي حوالهم وأعجائب آرامات األولياء و

وجود مكاشفاتهم إنما القصد إقامة الدليل على صحة آراماتهم و و ليس هو القصد ها هناقد قال رسول اهللا صلى بطاال لقول الالحدين وآيف يمكن إنكار ذلك وإ إرغاما للجاحدين و

إن في ذلك ﴿ تعالى قال اهللا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اهللا تعالى و إتقواسلم اهللا عليه ونه أقد صح عن عثمان رضى اهللا عنه هل التفسير أي المتفرسين وأقال ﴾آليات للمتوسمين

آثار الزنا في حدآم وأمرأة في السوق فقال يدخل علي إقد نظر الى دخل عليه إنسان ولكن للمؤمن فراسة صادقة سلم قال ال و عينيه فقال أوحي بعد رسول اهللا صلى اهللا عليه و

على المكاشفين من الصحابة رضي آتاب اهللا وسنة رسوله و علىاعن طال إفال ينكر ذلك .اهللا عنهم أجمعين

*فصــل*

صفت أحواله و ن هذه األوصاف الشريفة ال تكون إال لمن صفت أوصافه وأعلم إ وال يتشوق الى ترك ماله و قام بما عليه و قصرت آماله و صدقت أقواله و خلصت أعماله و

ال يكتم من ال يظهر من الخير ما ليس فيه و ال يدعيه و ال يتعاطاه و ال يستدعيه و ذلك وإنما المعاني األماني ال تنال بالتواني و مبديه فإن المعاني ال تثبت بالدعاوى و اهللا حاله ما

تقى إالنجوى فمن التوآل على اهللا في السر و الصبر على البلوى و تحصل بالتقوى وبرز بالعدول عن أما من ظهر من جهال الطريق و ي الشقاء وهبط في مهاو الإ رتقى وإ

بقشف أهل التجريد والتمزيق حتى أوقعوا عقول العامة في الحرج و و تقشف التحقيقخسرون أعماال هوائهم في مكان سحيق فأولئك هم واهللا األسوؤن حاال األأب واهو الضيق و

لقد سئلت عن الفقير هم يحسنون صنعا والذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنالباطل باإللتباس أتظن ما صفته فقلت أيها المرائي باللباس المساوي بين الحق و الصادق و

رضوان آمن ل آالكحل في القياس أو تعتقد أن من أسس بنيانه على تقوى اهللا وكحأن التم المحسوس الى الرأي نفوس وقلبهمصرفتهم النفوس عن ال بنى بال أساس تبا لقوم

قتصروا من العبادة على إ ترقيع الملبوس و المعكوس ورضوا من الفقر بحلق الرؤوس و أصروا على الحوبة و ين الوسادة أقروا بالتوبة وشمن الزهادة على تخ حمل السجادة و

وسبحوا عتمدوا على العكاز ليقال أنه فاز إ لبسوا الطاقية للتقية و حملوا السبحة للمدحة وستمعوا إ جتمعوا للبدعة وإصاموا ليصانوا صلوا ليوصلوا و ذآروا ليذآروا و ليمدحوا و

47  

خشعوا للرفعة فتطوعهم للطمع ال للورع وتخشعهم للرئاسة ال للسياسة إن للسمعة وإن أعطوا آتموا وإن و قلوا و إن نوقشوا ذلوا ققواصحبوا ملوا وإن وهبوا غلوا وإن حو

إن صالوا على أحد من خلقه إن أخذوا المال لحق حقه قالوا تمتعنا برزقه و منعوا شتموا ون جادلوا بغير و إعتمدوا على أن الغيبة طيبة إ ة مثبتة وتبعتقدوا أن الرإقالوا صولة بحقه أعز العبد ن خرجوا عن الشريعة قالوا شطحا فوالذي أذل الملوك وإ علم قالوا فتحا و

ال يرفع قدرك إن لم تتضع ك للسلوك ال يقبل فقرك إن لم ترآن إليه وهيأ السال المملوك وأفق التوفيق بروقك وال تسمع دعواك حتى تقوم بينة إن لم تلج منفيد دلوقك يلديه وال ال يقوم قبيحك وتيك مع وجود بواقيك وال ينتفع بتسبيحك مع وجود قال تقبل طوا و معناك

دك وال تمزيقك بتزويقك وعار عليك أن تمزق الخرق فنيال تزهيدك بت تجريدك بتبديدك ووحشك من يظلمة نفسك تحجب شمس قدسك ومألوف حسك لكن قبل أن تمزققك الحرق

عواصف فخرك تنسف جبال فقرك تأآل دخان خيالك يسود وجه جاللك و حضرة أنسك وال القويم وق بالخلق الذميم وليس هذا هو األمر لختت تشرب شرب الهيم و أآل البهيم و

لو لبس حسن التربية و حسن االدب و نما المراد صدق الطلب وإ الطريق المستقيم وتصفية تمزيق النفوس قبل تمزيق الملبوس و نه أمير آمر وأ لو القيام باألوامر و االقبية و

التحقيق في الشروع في الشريعة قبل الشروع في الشيعة و القلوب قبل تنقية الجيوب وال يرتفع الحجاب لمن ه ال ينال الثواب بترقيع األثواب ونإفة قبل الجواز في الطريقة الحقيق

األلباب و يق لباب أولذم يل حباب منال يجلس على موائد األ عجاب ور في ثياب اإلحضيال يصح الحال ستقام وإال لمن إال يثبت المقام يجاب اال لمن أجاب وال يسلك طريق اإل

ال إال تصحح االرادة ناء اال لمن قد بقي في الفناء وفيرتقي الى ذلك ال ال محال و يلمدعال من إالجمع ال يعرف التفرقة و ال بترك المألوف وإال يعرف المعروف بترك المادة و

ال تظهر الكشوف لمن أعماله و همى ال من قال للكرإال تنال الكرامة علم حقيقة الشرع ورتكب المحظور إن طلب الرياسة و ال يختص بالحضور من ال تصدق الفراسة لم زيوف و

آيف يغني بابال لمن جاد بالموجود آيف ينسخ الضياء بالضإالموجود ال يصح الوجد و والسراب عن الشراب آيف يعرف ذوق الشراب من قلبه خراب آيف يصل الى االعتاب من

ما ذاب آيف يفتح الباب هو من خوف للعذاب هو اآلن ما تاب آيف تقبل توبة الكذاب وحباب لمن هو غائب ما آب آيف يسمع الخطاب من هو من الخبث ما طاب آيف يشاهد األ

.من هو محسوب في الغياب

:قلت في معنى ذلك و

الصلف ال بالعجب و وق ودلال بال الشوق نالوا عزة الشرف بالذوق و

بها تخلقت األجساد في النطف مذهب القوم أخالق مطهرة و

أنفس تقطع األنفاس باللهف و مخمصة إيثار و صبر وشكر و

48  

السلف آما مضت سنة االخيار و الزهد في آل فان ال بقاء له و

سلموا عرض االشباح للتلف و قوم لتصفية األرواح قد عمدوا

ال التكلف في شيء من الكلف و ال بالتخلف في المعروف تعرفهم

ما ضره مخلوق الصدفآالدر وال خلق ثوابما ضرهم رث أ

حتى تخلفت في خلف من الخلف ي إذ تولت أمة سلفتتشقو وا

بالزور والبهت والبهتان والحلف ون مزاوير الغرور لناقمني

ك الترفقال الفقر رؤيا دل آال و مسبحة ليس التصوف عكازا و

السرف تحتها موبقات الكبر و و قعةوتغدو في م إن تروح و و

عكوفها آعكوف الكلب في الجيف أنت على د في الدنيا وتظهر الزه و

فصدرفع حجابك تجلو ظلمة الإف الفقر سر وعنك النفس تحجبه

جلب دمعة األسفإ غب عن الحسن و و فن النفس في نفسإ فارق الحس و و

عترفإ اعرف محلك من إياك و و ن دعيت لهإتذلل خضع له وإ و

طففحول آعبة عرفان الصفا و قف على عرفات الذل منكسرا و

عد إلى حانة االذآار آالصحف و دخل الى خلوة االفكار مبتكراإ و

صف ما شئت و وصل الحبيب و آرر إن عزمت على تل المثاني وإ و تصفإ

غترفإ س التجلي فخذ بالطاس وأآ إن سقاك مدير الراح من يده و

سفيأفإن رجعت بال ري فوا ال تمنع لذي ظمأ غن و شرب وإف

ختم بهن الكتاب واهللا الموفق أوقد أضفت الى هذه اآليات أبياتا قلتهن في معنى ذلك :للصواب

من األوباش واألندال مرز الهممجال دون ج ذهب الرجال و

ساروا ولكن سيرة البطال زعموا بأنهم على آثارهم

األبدال األقطاب وآتقشف واتقشف رقعا ومسوا الدلوق لب

49  

ضالل لة واسبل الهدى بجه ظلمواأ قطعوا طريق السالكين و

ذغالحشوا بواطنهم من األ و التقى وابأثعمروا ظواهرهم ب

العالمت كرنهمزوك همز الم إن قلت قال اهللا قال رسوله

ري عن صفا أحواليسعن سر يقول قلبي قال لي عن سره و

عن شاهدي عن حاليتي ولعن ج عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي

عن ذات ذاتي عن صفات فعالي عن صفو وقتي عن حقيقة حكمتي

الحالقاب زور نمقت بم لقيتهاأدعوى إذا حققتها

الضالل بطرائق الجهال و قتدواإ الحقائق و ترآوا الشرائع و

اللذصالوا صولة اال شطحا و أنواع الخطا جعلوا المراء فتحا و

ص المحتاللآتخادع المتلص آل الحرام تخادعااترصدوا و

متسترين بصورة األشكال أصبحوا فهناك طاب المخلصون و

اآلصالفي الذاآرون اهللا و اهل ودادهخواص اهللا مفه

الناطقين بأصدق األقوال لربهم مخبتينالقانتين الم

المؤثرين بخالص األموال نفوسهم التارآين حظوظهم و

وال لجدال ءعملوا لقصد مرا ال في شأنهم دعوى وما شأنهم

ما بخلوا بفضل نوال وجدوا و جادوا بالذي عملوا بما علموا و

دوه باإلجمالاصد الجهول ب يمشون بين الناس هونا آلما

تضرع وسؤالبحنينهم و إذا بدا ليل سمعت أنينهمو

الهطالمثل انهمال الوابل عيونهم تجري بفيض دموعهم و

آتفاوت العمال في األعمال بحبهم متفاوتين بقربهم و

وجودهم في الجود آاألبطال و في الليل رهبان لخدمة ربهم

قبالإلالهم الملوك بعزة نهمإ تاهوا على آل الملوك و

50  

ولدى المليك هو العزيز الغالي هو لرب اشعث حقرت دلوق

نوره المتالليوبها أشعة بوجوهم أثر السجود لربهم

س لروعة االهوالوشعث الرؤ خمص البطون لما بهم من فاقة

ذات اليمين بها وذات شمال لم تخل أرض منهم قد حكموا

العرش الرفيع العالي الفرش و و لهم بين الثريا والثرى يسو

شغلوا به عن سائر االشغال ال ينظرون الى سوى محبوبهم

ال وصلت حبالهم بحباليإ فبهم اليك توسلي يا سيدي

عن قصدهم وا خيبة اآلمال وا خيبة اآلمال إن أقصيتني

بحمده و عونه و توفيقه تم الكتاب

و صلى اهللا على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

51