154
ن رآ لق ر آ ب د ح ت ت ا ف م و اة ي ح ل آ ي ف اح ج! ن ل آآد عد& آ م ح لا ل م آ ي ر لك د آ ي ع ن ب الد د.خ ساعد م ل ومه آ ل ع و ن رآ لق آ اد ي س< آ ه ي م لا س& ود آلا ع س ن ب مد ح مام م& آلا عه م ا ج ت

مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مفاتح تدبر القرآنو

النجاح في الحياة

إعدادد.خالد بن عبد الكريم الالحم

أستاذ القرآن وعلومه المساعد بجامعة اإلمام محمد بن سعود

اإلسالمية

Page 2: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

ح خالد بن عبد الكريم الالحم ،هـ1425

فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناءالنشر

الالحم ، خالد عبد الكريم محمد مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة /خالد بن عبد الكريم الالحم - الرياض ،

هـ1425 سم24 ص ، 80

9960 _ 46 _ 021 - 5ردمكـ - النجاح أ -2- القرآن -مباحث عامة 1

العنوان1425- 2878 229ديوي

حقوق الطبع محفوظة م2004هـ - 1425الطبعة األولى

يطلب الكتاب من الناشر علىالعنوان :

0505217570جوال ، بريد الكتروني012312652فاكس

[email protected]

-2878رقم اإليداع : 1425

Page 3: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

بسم الله الرحمنالرحيم

Page 4: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

سبب تأليف الكتاببعد إحدى المحاضرات سألني أحدهم :

كيف يكون النجاح بالقرآن ؟ فقلت له : هذا سؤال كبير ، وخاصة هذه األيام التي فتن الناس فيها بهذا الفن مستندين في معظم طرحهم على

BدA للحديث فيه ال كتب حضارات غير إسالمية ، وصار المتسي يملكه إال من حصل على شهادات أو دورات هناك ، قلت له : هذا سؤال كبير وأخشى إن أجبت عنه إجابة سريعة

أن أسيئ إلى القرآن ، فال بد من البيان المتكامل الواضح الذي يربط المفاهيم والمصطلحات بالواقع ، ويوضح أن

األصل في تحقيق النجاح هو القرآن الكريم كالم ربY له ، وإال فهو العالمين ، وما عداه : فإما أن يكون تابعا

مرفوض . كان هذا السؤال هو سبب تأليف هذا الكتاب ، الذي

حاولت فيه أن أبين كيفية تحقيق القوة والنجاح بمفهومه الشامل المتكامل لكل طبقات المجتمع ولجميع جوانب

حياتهم .

Page 5: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مقدمة5

مقدمة ن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذإ

بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فال مضل له ، ومن يضلل فال هادي له ، وأشهد

أن ال إله إال الله وحده ال شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله

وصحبه وسلم تسليما كثيرا .أما بعد :

فإن الوسيلة األولى إلصالح النفس وتزكية القلب ووسيلته،والوقاية من المشكالت وعالجها هو العلم

األولى القراءة والكتاب ؛ لذلك نجد أن الله تعالى لما أراد هداية الخلق وإخراجهم من الظلمات إلى

النور أنزل إليهم كتابا يقرأ ، وفي أول سورة نزلت منه بدأت بكلمة عظيمة هي مفتاح اإلصالح لكل

الناس مهما اختلفت األزمان وتباينت البلدان إنها : } إقرأ { ، وعليه فمن أراد النجاح وأراد الزكاة والصالح فال طريق له سوى الوحيين القرآن

والسنة : قراءة وحفظا وتعلما. إن اإلحالة على كتاب يقرأ ويفهم ويطبق

هي الطريقة العملية للتغير والتطوير.Y من النبي § ولو تأملنا في حال سلفنا الصالح بدءا

وانتهاءY بالمعاصرين من الصالحين لوجدنا أن القاسم المشترك بينهم هو القيام بالقرآن وفي صالة الليل خاصة ، والعمل المتفق عليه عندهم الذي ال يرون

التهاون به في أي حال هو الحزب اليومي من القرآن ، عن عمر بن الخطاب _ قال : قال رسول

الله §: " من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صالة الفجر وصالة الظهر كتب له كأنما

Page 6: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مقدمة6

إنه الحرص على عدم فواته مهما(1)قرأه من الليل" حالت دونه الحوائل ، أو اعترضته العوارض ، ألنهم

يعلمون يقينا أن هذا هو غذاء القلب الذي ال يحيا بدونه ، إنهم يحرصون على غذاء القلب قبل غذاء

البدن ، ويشعرون بالنقص متى حصل شئ من ذلك ، بعكس المفرطين الذين ال يشعرون إال بجوع

أبدانهم وعطشها ، أو مرضها وألمها ، أما ألم القلوب وعطشها وجوعها فال سبيل لهم إلى

اإلحساس به. إن قراءة القرآن في صالة الليل هي أقوى

وسيلة لبقاء التوحيد واإليمان غضا طريانديا في القلب .

إنها المنطلق لكل عمل صالح آخر من صيام أوصدقة أو جهاد وبر وصلة.

لما أراد الله سبحانه وتعالى تكليف نبيه محمد §Y ؛ وجwهه بواجب التبليغ والدعوة وهو حمل ثقيلx جدا

|ه}ا ي{ }ا أ إلى ما يعينه عليه وهو القيام بالقرآن : }ي

Aه} و~ انقAص{ م~ن{ ~ص{ف}هA أ Y ‡† ن ~يال w ق}ل ~ال {ل} إ wي ~ الل مBلA ‡† قAم wزAم} ال

{ق~ي Aل ن wا س} ~ن Y ‡† إ ~يال ت }ر{ آن} ت {قAر{ Bل~ ال ت {ه~ و}ر} }ي و{ ز~د{ ع}ل{ Y ‡† أ ~يال ق}ل

†‡ Y }ق~يال Y ث {ك} ق}و{ال }ي Yع}ل د| و}ط{ئا }ش} {ل~ ه~ي} أ wي }ة} الل ئ }اش~ ~نw ن إY }ق{و}مA ق~يال Y { و}أ {حYا ط}و~يال ب wه}ار~ س} }لن ~نw ل}ك} ف~ي ا 7-1] ‡† إ

.سورة المزمل[ لقد كثر في زماننا هذا الحديث عن النجاح

، وكثرت فيهوالسعادة والتفوق والقوة المؤلفات وكل يدعي أن في كتابه أو برنامجه الدواء

)369/ص6 ( ، صحيح ابن حبان ج747)515/ص1 صحيح مسلم ج(1 ( ، سنن النسائي الكبرى ج1171 )195/ص2 ( ، صحيح ابن خزيمة ج2643

( ، سنن ابن ماجه ج1313)34/ص2( ، سنن أبي داود ج1464 )458/ص1(581)474/ص2 ( ، سنن الترمذي ج1343 )426/ص1

Page 7: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مقدمة7

الشافي ، والعالج الناجع ، وأنه الكتاب الذي ال تحتاج والحق أن هذا الوصف ال يجوزمعه إلى غيره ،

أن يوصف به إال كتاب واحد هو القرآنالكريم.

ولعالج هذه المشكلة - أعني انصراف الناس عن القرآن الكريم ، واشتغال بعضهم بتلك المؤلفات

بحثا عن السعادة والنجاح - يجئ هذا البحث ليسهم في تبيين الحقائق وتوضيح الدقائق ، و رسم

الطريق الصحيح للمنهج السليم الذي ينبغي أن يتبعهالمسلم في حياته .

إن العبد إذا تعلق قلبه بكتاب ربه فتيقن أن نجاحه و تكوننجاته وسعادته وقوته في قراءته وتدبره

في مراقي النجاح وسلمهذه البداية لالنطالقالفالح في الدنيا واآلخرة.

التيالوسائل العمليةهذا البحث يتحدث عن Bن - بعون الله تعالى - من االنتفاع بالقرآن تمك

الكريم ، وهذه القواعد هي التي كان يسلكها سلفنا الصالح في تعاملهم مع القرآن الكريم ، التي بسبب غفلة الكثيرين عنها أو بعضها أصبحوا ال يتأثرون وال

ينتفعون بما فيه من اآليات والعظات ، واألمثالوالحكم.

ومن أخذ بهذه الوسائل فإنه سيجد بإذن الله تعالى أن معاني القرآن تتدفق عليه

حتى ربما يمضى عليه وقت طويل ال يستطيع تجاوز آية واحدة من كثرة المعاني التي تفتح عليه ، وقد حصل هذا للسلف من قبلنا واألخبار في هذا كثيرة

مشهورة.

Page 8: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مقدمة8

قال سهل بن عبد الله التستري : " لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه ألنه كالم الله وكالمه

صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك ال نهاية لفهم xبمقدار ما يفتح اللهكالمه .. وإنما يفهم كل

، وكالم الله غير مخلوق ، وال يبلغ إلىعلى قلبه ، وهذا كالم(1)نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة "اهـ

صحيح والتجربة والواقع يشهد بذلك ، فإن الناس يتفاوتون في فهمهم وإدراكهم آليات القرآن

الكريم ، وتنزيلها على أمور حيــــــاتهم ، وأيضا فإن الشخص نفسه قد ينفتح له فهم لبعض اآليات ويتأثر بها، ويأتي في وقت آخر يقف أمام اآلية وقد أغلقت دونه ، يقف أمامها ويقول لقد تأثرت بهذه اآلية يوما

من األيام فأين ذاك التأثر ؟ وأين ذاك الفهم ؟ إن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم الوهاب

وسلك األسبابلمن صدق في طلبهايعطيها الموصلة إليها بجد واجتهاد ، أما المتكئ على

أريكته ، المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآنفهيهات هيهات ولو تمنى على الله األماني.

مادة هذا البحث ليست مجموعة نظريات أو فرضيات توضع كحلول للمشكلة المراد

عالجها ، إنما هي خطوات عملية ، تحتاج إلى تدرج وتكرار حتى يصل المتعلم فيها

، قال ثابتإلى ما وصف من نتائج وثمار البناني : "كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به

عشرين سنة " اهـ ، وما قاله ثابت البناني حق ، إن كنت تدركفقف عند الباب حتى يفتح لك ؛

34-1 مقدمة تفسير البسيط للواحدي )رسالة دكتوراه( : )(1

Page 9: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مقدمة9

عظمة ما تطلب فإنه متى فتح لك ستدخل إلى عالم ال تستطيع الكلمات أن تصفه وال العبارات أن

تصور حقيقته ، أما إن استعجلت وانصرفت فستحرم نفسك من كنز عظيم وفرصة قد ال تدركها

فيما تبقى من عمرك. كنت أحاول كتابة تفسير تربوي يركز في مضمونه

على ما يقوي اإليمان ويزيد الخشوع دون استطراد أو خروج عن هذا المسار ، ولكن بعد أن بدأت

باالشتراك مع األخ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري بوضع منهج لهذا التفسير ، وتمت كتابة

المرحلة النظرية للبحث ، وبعد محاولة كتابة القسم التطبيقي له ، تبين لي أني مهما كتبت ، أوكتب

غيري في هذا الميدان فلن يحقق المطلوب ، والصواب في هذا األمر أن كل إنسان ال بد أن يغرف من المصب الرئيس وأن ينهل من النبع ، (1)مباشرة دون أية واسطة تبعده عن المقصود

تبين أن ما أبحث عنه هو منهج وقواعد لفهم القرآن الكريم مباشرة والتأثر واالنتفاع به ، فتأملت حال

السلف رحمهم الله في هذا األمر ، ودرست منهجهم في تعاملهم معه ، وقارنت بين حالنا

وحالهم فكانت مادة هذا البحث ومحتواه ، واللهالموفق والهادي إلى سواء الصراط .

ومشكلته البحث محور}ا ه}ذ}ا {ن ل }نز} }و{ أ نحن نؤمن ونصدق بقول الله تعالى : }ل}ة~ ي }ص}دBعYا مBن{ خ}ش{ عYا م|ت }هA خ}اش~ {ت ي

{ أ wر} }ل� ل ب آن} ع}ل}ى ج} {قAر{ الون} { Aرw }ف}ك }ت wهAم{ ي }ع}ل wاس~ ل ~لن Aه}ا ل }ض{ر~ب }الA ن }م{ث ~ل{ك} األ wه~ و}ت ])الل

وهذا في جانب تزكية القلوب ، وتربية النفوس ، أما الجوانب األخرى من)(1القرآن كاألحكام مثال فيحتاج القارئ معها إلى ما يفصلها ويوضحها .

Page 10: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مقدمة10

ل}( سورة الحشر[ ،21 wز{ wهA ن ونقرأ قول الله تعالى : }اللAودA ل Aج Aه} ع~ر| م~ن }ق{ش} ~ي} ت }ان ~هYا مwث اب }ش} Yا م|ت }اب ~ت {ح}د~يث~ ك }ح{س}ن} ال أ

~ل}ى AهAم{ إ Aوب AودAهAم{ و}قAل ل Aج Aين~ }ل Aمw ت wهAم{ ث ب و{ن} ر} }خ{ش} wذ~ين} ي الاء و}م}ن }ش} ~ه~ م}ن{ ي }ه{د~ي ب wه~ ي wه~ ذ}ل~ك} هAد}ى الل {ر~ الل ذ~ك

}هA م~ن{ ه}اد�{ wهA ف}م}ا ل Aض{ل~ل{ الل ، وقوله( سورة الزمر[23])يAم{ |ك }ي }قAولA أ {هAم مwن ي ةx ف}م~ن ور} Aنز~ل}ت{ سA ~ذ}ا م}ا أ تعالى : }و}إYا و}هAم{ ~يم}ان {هAم{ إ اد}ت { ف}ز} Aوا wذ~ين} آم}ن مwا ال

{ Yا ف}أ ~يم}ان {هA ه}ذ~ه~ إ اد}ت ز}ون} { Aر {ش~ }ب ت }س{ فهذا هو القرآن ،،( سورة التوبة[ 124])ي

ونحن نقرؤه ، ولكن ما أخبر الله تعالى عنه منتأثير فإننا ال نجده ! فلماذا ؟

القرآن هو القرآن ، وقد وصل والحمد لله إلينامحفوظا تاما مصونا من الزيادة والنقص .

أين الخلل ؟ وأين المشكلة ؟ في كل تأثير عندنا ثالثة أركان : المؤثر ،

ل �.والمتأثر ، والموصفالمؤثر - وهو القرآن - أثره ثابت ال نشك فيه.

بقي االحتمال في األمرين األخيرين : الموصBل ،والمتأثر .

المتأثر : هو قلب المتلقي القارئ ، والموصBل : هوالقراءة والتدبر .

والبحث يحاول استكشاف الخلل في الجهتين ، ويقترح الحلول المبنية على تجارب الناجحين في

تحصيل التأثير واألثر . أيضا : حالة الفتح والفهم في وقت وإغالقه في

وقت آخر - وقد سمعت الشكوى من هذه الحال عند عدد من األشخاص - تقرأ اآلية في وقت فتتأثر

بها وتنفتح لك فيها معان ، ثم تعود إليها بعد فترة فتقف أمامها ال تذكر شيئا من تلك المعاني وال

Page 11: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مقدمة11

تحس بذلك األثر الذي حصل سابقا ! فما السر ؟وما األسباب؟

هذا ما تحاول هذه الدراسة أن تجيب عنه ، وتشخصه ، وتصف له العالج المناسب بإذن الله

تعالى .البحث خالصة

يتكون البحث من تمهيد وعشرة مفاتيح : التمهيد : في معنى التدبر وعالماته ، وبيان خطأ في

مفهومه . : فخالصته أن القلب آلة الفهموالمفتاح األول

والعقل واإلدراك ، وأن القلب بيد الله تعالى يقلبه كيف شاء ، يفتحه متى شاء ويقفله متى شاء ، وفتح

القلب للقرآن يكون بأمرين :األول : دوام التضرع إلى الله تعالى وسؤاله ذلك ،والثاني : القراءة

المكثفة عن عظمة القرآن ، وأهميته ، وحال السلفمعه.

: مضمونه أنه ينبغي أن نعرفوالمفتاح الثاني قيمة القرآن وعظمته ، وأن نستحضر األهداف والمقاصد التي من أجلها نقرؤه ، فدائما اسأل

نفسك: لماذا أريد قراءة القرآن ؟ ولتكن اإلجابة واضحة مفصلة ، وإن كانت مكتوبة فذاك أولى ،

والمقاصد األساسية لقراءة القرآن خمسة : العلم ،والعمل ، والمناجاة ، والثواب ، والشفاء.

الحديث فيهاوالمفتاح الثالث إلى العاشر : عن إجابة سؤال مهم : كيف نقرأ القرآن الكريم ؟

وكيف هنا متوجهة إلى : األحوال والكيفيات التي تحقق أعلى قدر من التركيز والعمق في فهم

القرآن الكريم ، فكل واحد منها يعطي درجة في

Page 12: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مقدمة12

التركيز والفهم ، وهذه المفاتيح هي : أن تكون القراءة في صالة ، في ليل ، حفظا ، بترتيل ، وجهر ، وتكرار ، وربط ، مع ختم المقدار الذي يقرأ ويراد

حصول تدبره كل أسبوع . هذه خالصة هذا البحث ، نسأل الله تعالى أن يحقق مقاصدنا ، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والله أعلم وصلى الله

وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .العشرة : المفاتيح

)مفاتيح تدبر القرآن عشرة ، مجموعة في قولك : إلصالح ترتجي (

)ل( لب وهو القلب : والمعنى أن القلب هو آلة فهم القرآن ، والقلب بيد الله تعالى يقلبه كيف شاء ،

والعبد مفتقر إلى ربه ليفتح قلبه للقرآن فيطلع علىخزائنه وكنوزه

)أ( أهداف ، أو أهمية : أي استحضار أهداف قراءةالقرآن ؟ أي لماذا تقرأ القرآن

)ص( صالة : أن تكون القراءة في صالة . )ل( ليل: أن تكون القراءة والصالة في ليل ، أي

وقت الصفاء والتركيز. )أ( أسبوع : أن يكرر ما يقرؤه من القرآن كل

أسبوع ، حتى لو لجزء منه . )ح( حفظا : أن تكون القراءة حفظا عن ظهر قلب

بحيث يحصل التركيز التام وانطباع اآليات عندالقراءة .

)ت( تكرار : تكرار اآليات وترديدها لتحقيق مزيدمن التثبيت .

Page 13: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مقدمة13

)ر( ربط : ربط اآليات بواقعك اليومي وبنظرتكللحياة .

)ت( ترتيل : الترتيل والترسل في القراءة ، وعدم العجلة ، إذ المقصود هوالفهم وليس الكم ، وهذه

مشكلة الكثيرين ، وهم بهذا االستعجال يفوتون علىأنفسهم خيرا عظيما.

)ج( جهرا : الجهر بالقراءة ؛ ليقوى التركيز ويكون التوصيل بجهتين بدال من واحدة ؛ أي الصورة

والصوت.)ي( ......................................

فهذه وسائل وأدوات يكمل بعضها بعضا في تحقيق وتحصيل مستوى أعلى وأرفع في تدبر آيات القرآن

الكريم ، واالنتفاع والتأثر بها . النجاحوإن مما يتأكد التنبيه عليه عدم قصر وحصر

على هذه المفاتيح ، فما هي إالفي تدبر القرآن أسباب والنتائج بيد الله تعالى يعطيها من شاء

ويمنعها من شاء ، فال يعني - مثال - إذا قلنا : من مفاتيح تدبر القرآن : أن تكون القراءة في ليل ؛ أن

قراءة النهار ال تفيد وملغاة ، وإذا قلنا : أن تكون القراءة في صالة ؛ أن القراءة خارج الصالة ال تحقق التدبر ، فالحصر والقصر غير صحيح ، بل القرآن كله

مؤثر ، يؤثر في كل وقت ، وعلى أي حال ، متى شاء الله ذلك ، وما أقوله إن هي إال وسائل بحسب

االستقراء من النصوص وحال السلف ، وهي أسباب يسلكها كل مريد لالنتفاع بالقرآن بشكل أكبر

Bر بها من حرم من وأعمق وأشمل ، وهي أسباب نذك تدبر القرآن وهو يريده ؛ نقول له اسلك هذه

األسباب لعل الله إذا رأى مجاهدتك في هذا األمر

Page 14: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

مقدمة14

وعلم منك صدقك أن يفتح لك خزائن كتابه تتنعمفيها في الدنيا قبل اآلخرة .

إن التلذذ بالقرآن لمن فتحت له أبوابه ال يعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ولكن

.أكثرالناس ال يعلمون

دعوة للتواصل عبر موقع : القرآن والحياة

حينما كتبت هذا البحث حاولت االختصار ، واإليجاز قدر اإلمكان لئال أخرج عن مقصوده ، فأصرف

Y من القارئ عن االنتفاع به ، وقد تضمن عددا القضايا المهمة التي تحتاج إلى نقاش وحوار ، ومن

أجل ذلك فإني أقترح أن يتم التواصل بين الجميع ) القرآنفي النقاش العلمي الهادف عبر موقع :

( ،www.quranlife.comعلى الرابط )والحياة ( أتمنى من اإلخوة الكرام أن يتكرموا ببيان رأيهم في

القضايا التي تضمنها هذا الكتاب ليستفيد منهاالجميع ، وليكون الرأي أقرب للصواب .

وكتبه د . خالد بن عبد

الكريم الالحم بريد إلكتروني:

[email protected]

Page 15: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

وعالماته : التدبر معنى في تمهيد15

تمهيد : في معنى التدبر وعالماته : التدبر معنى األولى المسألة

قال الميداني : "التدبر هو: التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دالالت الكلم ومراميه البعيدة "اهـ

(1

)، ومعنى تدبر القرآن : هو التفكر والتأمل آليات

القرآن من أجل فهمه ، وإدارك معانيه ، وحكمه ،والمراد منه .

: التدبر عالمات الثانية المسألة ذكر الله تعالى في كتابه الكريم عالمات وصفات

تصف حقيقة تدبر القرآن وتوضحه بجالء من ذلك :}هAم{ Aن ع{ي

{ ى أ }ر} سAول~ ت wل}ى الر~ Aنز~ل} إ { م}ا أ م~عAوا ~ذ}ا س} }و}إ}ا wن ب Aون} ر} }قAول {ح}قB ي { م~ن} ال فAوا }ف~يضA م~ن} الدwم{ع~ م~مwا ع}ر} ت

اه~د~ين} wا م}ع} الش{ {ن Aب {ت wا ف}اك wم}ا،}( سورة المائدة[ 83]) {آم}ن ~ن إ~ذ}ا AهAم{ و}إ Aوب ل}ت{ قAل ~ر} الل̧هA و}ج~ ~ذ}ا ذAك wذ~ين} إ Aون} ال {مAؤ{م~ن ال

} wلAون} }و}ك }ت Bه~م{ ي ب Yا و}ع}ل}ى ر} ~يم}ان {هAم{ إ اد}ت AهA ز} }ات {ه~م{ آي }ي }ت{ ع}ل ~ي Aل ت{هAم مwن( سورة األنفال [ 2] ) ةx ف}م~ن ور} Aنز~ل}ت{ سA ~ذ}ا م}ا أ ، }و}إ

} Aوا wذ~ين} آم}ن مwا ال{ Yا ف}أ ~يم}ان {هA ه}ذ~ه~ إ اد}ت Aم{ ز} |ك }ي }قAولA أ ي

ون} { Aر {ش~ }ب ت }س{ Yا و}هAم{ ي ~يم}ان {هAم{ إ اد}ت ، ( سورة التوبة[ 124] )ف}ز}{م} م~ن} {ع~ل { ال Aوا Aوت wذ~ين} أ ~نw ال { إ Aوا Aؤ{م~ن } ت و{ ال

{ ~ه~ أ { ب Aوا قAل{ آم~نجwدYا ‡† Aذ{ق}ان~ س{ ~َأل ون} ل }خ~ر| {ه~م{ ي }ي {ل}ى ع}ل Aت ~ذ}ا ي ~ه~ إ {ل ق}ب

†‡Y }م}ف{عAوال }ا ل Bن ب }ان} و}ع{دA ر} ~ن ك }ا إ Bن ب {ح}ان} ر} ب Aون} سA }قAول و}يوعYا{ AشAم{ خAهAز~يد{ Aون} و}ي {ك }ب }ذ{ق}ان~ ي ~َأل ون} ل }خ~ر| -107]و}ي

وا :سورة اإلسراء[109 ح{م}ن خ}ر| wالر Aات{ {ه~م{ آي }ي {ل}ى ع}ل Aت ~ذ}ا ت ، } إ¼ا*{ ~ي Aك جwدYا و}ب Aات~} ،( سورة مريم[ 58])س{ ~آي وا ب AرB ~ذ}ا ذAك wذ~ين} إ و}ال

Yا{ }ان {ه}ا صAم¼ا و}عAم{ي }ي وا ع}ل }خ~ر| }م{ ي Bه~م{ ل ب ،( سورة الفرقان[ 73])ر}wا} ~ن }ا إ Bن ب w{ح}ق| م~ن ر wهA ال ~ن ~ه~ إ wا ب Aوا آم}ن {ه~م{ ق}ال }ي {ل}ى ع}ل Aت ~ذ}ا ي و}إ

10 قواعد التدبر األمثل لكتاب الله عزوجل : )(1

Page 16: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

وعالماته : التدبر معنى في تمهيد16

~م~ين}{ ل ~ه~ مAس{ {ل wا م~ن ق}ب Aن ل}} ، ( سورة القصص [53])ك wز{ wهA ن اللAودA ل Aج Aه} ع~ر| م~ن }ق{ش} ~ي} ت }ان ~هYا مwث اب }ش} Yا م|ت }اب ~ت {ح}د~يث~ ك }ح{س}ن} ال أ

~ل}ى AهAم{ إ Aوب AودAهAم{ و}قAل ل Aج Aين~ }ل Aمw ت wهAم{ ث ب و{ن} ر} }خ{ش} wذ~ين} ي الاء و}م}ن }ش} ~ه~ م}ن{ ي }ه{د~ي ب wه~ ي wه~ ذ}ل~ك} هAد}ى الل {ر~ الل ذ~ك

}هA م~ن{ ه}اد�{ wهA ف}م}ا ل Aض{ل~ل{ الل .( سورة الزمر[23] )ي فتحصل من اآليات السابقة سبع عالمات

هي: - اجتماع القلب والفكر حين القراءة ، ودليله1

التوقف تعجبا وتعظيما. -4- زيادة لخشوع. 3- البكاء من خشية الله. 2

-5زيادة اإليمان ، ودليله التكرار العفوي لآليات. -القشعريرة خوفا من الله6الفرح واالستبشار.

- السجود تعظيما7تعالى ثم غلبة الرجاء والسكينة . لله عز وجل .

فمن وجد واحدة من هذه الصفات ، أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكـــر ، أما من لم يحصلY من هذه العالمات فهو محروم من تدبر القرآن ، أيا

ولم يصل بعد إلى شئ من كنوزه وذخائره ، قال إبراهيم التيمي : "من أوتي من العلم ما ال يبكيه لخليق أال يكون أوتي علما ألن الله نعت العلماء

{}فقال : Aوا Aوت wذ~ين} أ ~نw ال { إ Aوا Aؤ{م~ن } ت و{ ال{ ~ه~ أ { ب Aوا قAل{ آم~ن

جwدYا Aذ{ق}ان~ س{ ~َأل ون} ل }خ~ر| {ه~م{ ي }ي {ل}ى ع}ل Aت ~ذ}ا ي ~ه~ إ {ل {م} م~ن ق}ب {ع~ل الY }م}ف{عAوال }ا ل Bن ب }ان} و}ع{دA ر} ~ن ك }ا إ Bن ب {ح}ان} ر} ب Aون} سA }قAول ‡† و}ي

وعYا{ AشAم{ خAهAز~يد{ Aون} و}ي {ك }ب }ذ{ق}ان~ ي ~َأل ون} ل }خ~ر| -107])‡† و}ي

، وعن أسماء بنت أبي بكر ~(1) "( سورة اإلسراء[ 109 قالت: كان أصحاب النبي § إذا قرئ عليهم القرآن

88-5 ، حلية األولياء : 41 الزهد البن المبارك : )(1

Page 17: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

وعالماته : التدبر معنى في تمهيد17

،(1)كما نعتهم الله تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم" إن كل يوم يمر بك وال يكون لك نصيب ورزق من

هذه العالمات ، فقد فاتك فيه ربح عظيم ، وهو يومحري أن يبكى على خسارته.

: التدبر لمعنى خاطئ مفهوم الثالثة المسألة إن مما يصرف كثيرا من المسلمين عن تدبر القرآن ، والتفكر فيه ، وتذكر ما فيه من المعاني العظيمة ؛

إعتقادهم صعوبة فهم القرآن ، وهذا خطأ في مفهوم تدبر القرآن ، وانصراف عن الغاية التي من أجلها أنزل ، فالقرآن كتاب تربية وتعليم ، وكتاب

هداية وبصائر لكل الناس ، كتاب هدى ورحمةر الله تعالى فهمه wقد يس xوبشرى للمؤمنين ، كتاب

{ر~}وتدبره ،كما قال تعالى : ~لذBك آن} ل {قAر{ }ا ال ن ر{ wس{ }ق}د{ ي و}ل~ر� { .( سورة القمر[ 17] )ف}ه}ل{ م~ن م|دwك

قال ابن هبيرة ’: " ومن مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن ، لعلمه أن الهدى واقع عند

التدبر ، فيقول هذه مخاطرة ، حتى يقول اإلنسان ، وقال الشاطبي(2)أنا ال أتكلم في القرآن تورعا "

’:" فمن حيث كان القرآن معجزا أفحم الفصحاء ، وأعجز البلغاء أن يأتوا بمثله ، فذلك ال يخرجه عن

كونه عربيا جاريا على أساليب كالم العرب ، ميسرا ، قال ابن(3)للفهم فيه عن الله ما أمر به ونهى" اهـ

Y النفهمه ، وال القيم ’: " من قال : إن له تأوال نعلمه ، وإنما نتلوه متعبدين بألفاظه ، ففي قلبه منه

149-15 تفسيرالقرطبي: )(1273-3 ذيل طبقات الحنابلة البن رجب )(2805-3 الموافقات )(3

Page 18: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

وعالماته : التدبر معنى في تمهيد18

، ويقول الصنعاني ’: " فإن من قرع(1)حرج " اهـ{ر�}سمعه قوله تعالى : ي Aم مBن{ خ} ك }نفAس~ Aق}دBمAوا أل و}م}ا ت

وا Aغ{ف~ر{ ت ا و}اس{ Yج{ر{ }ع{ظ}م} أ ا و}أ Yر} ي wه~ هAو} خ} }ج~دAوهA ع~ند} الل ت }xح~يم wر xورAه} غ}فw ~نw الل wه} إ يفهم معناه( سورة المزمل[20])الل

دون أن يعرف أن ) ما ( : كلمة شرط ، و ) تقدموا ( : مجزوم بها ألنه شرطها ، و

)تجدوه( :مجزوم بها ألنه جزاؤها ، ومثلها كثير ... فياليت شعري ! ما الذي خ}صw الكتاب والسنة

بالمنع عن معرفة معانيها ، وفهم تراكيبها ، ومبانيها... حتى جعلت كالمقصورات في الخيام ..

(2)ولم يبق لنا إالترديد ألفاظها وحروفها..."اهـ

إن الصحيح والحق في هذه المسألة: أن القرآن معظمه واضح ، وبين وظاهر لكل الناس ، كما قال

: "التفسير على أربعة أوجه : وجه ùابن عباس تعرفه العرب من كالمها ، وتفسير ال يعذر أحد

بجهالته ، وتفسير يعلمه العلماء ، وتفسير ال يعلمه ، ومعظم القرآن من القسمين األولين .(3)إال الله "

آية ، وعدد500إن عدد آيات االحكام في القرآن آية.6236آيات القرآن

إن فهم الوعد والوعيد ، والترغيب والترهيب ، والعلم بالله واليوم اآلخر ؛ ال يشترط له فهم

المصطلحات العلمية الدقيقة ، من نحوية وبالغيةBنx واضح وأصولية وفقهية . فمعظم القرآن بي

ظاهر ، يدرك معناه الصغير والكبير ، والعالم واألميبB}، فحينما سمع األعرابي قول الله تعالى : ف}و}ر}

144 التبيان في أقسام القرآن : )(136 إرشاد النقاد إلى تيسير االجتهاد ص )(2 115 ، مقدمة ابن تيمية 1/75 تفسير الطبري )(3

Page 19: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

وعالماته : التدبر معنى في تمهيد19

}نط~قAون}{ Aم{ ت wك }ن {ل} م}ا أ }ح}قÂ مBث wهA ل ~ن م}اء و}األر{ض~ إ w(23])الس

قال : من ذا الذي أغضب الجليل حتىسورة الذاريات[ أقسم . وحينما أخطأ إمام في قراءة آية النحل

{ع}ذ}ابA م~ن{} }اهAمA ال }ت ق{فA م~ن ف}و{ق~ه~م{ و}أ wالس Aه~م} }ي ف}خ}رw ع}لون}{ AرAع }ش{ } ي {ثA ال ي قرأها : من تحتهم ،( سورة النحل [ 26])ح}

صوب له خطأه امرأة عجوز ال تقرأ وال تكتب ، إنBنx واضح ظاهر ، وفهمه وفقهه وتدبره القرآن بي

ليس صعبا بحيث نغلق عقولنا ، ونعلق فهمه كله بالرجوع إلى كتب التفسير ، فنعمم حكم األقل

على الكل فهذا مفهوم خاطئ وهو نوع منالتسويف في تدبر القرآن وفهمه.

إن إغالق عقولنا عن تدبر القرآن بحجة عدم معرفة تفسيره ، واالكتفاء بقراءة ألفاظه مدخل من مداخل

الشيطان على العبد ليصرفه عن االهتداء به . وإذا سلمنا بهذه الحجة فإن العقل والمنطق والحزم

والحكمة أنك إذا أشكل عليك معنى آية أن تبادر وتسارع للبحث عن معناها والمراد بها ال أن تغلق

عقلك فتقرأ دون تدبر أو تترك القراءة .

Page 20: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : حب األول المفتاح20

المفتاح األول: حب القرآن : آلة القلب األولى والعقل الفهمالمسألة

الكالم في هذه المسألة - بإيجاز - من وجهين :األول: أن القلب هو آلة الفهم والعقل .

الثاني : أن القلب بيد الله وحده ال شريك له.فأما الوجه األول :

فقد دل على ذلك نصوص كثيرة ، اآليات القرآنية منها تزيد على مائة آية، وسأكتفي في هذا المبحث

بذكر ثالث منها مما هي صريحة الداللة على}ا ع}ل}ى}المسألة ، وهي: قول الله تعالى : {ن ع}ل wا ج} ~ن إ

} AوهAف{ق}ه{ }ن ي wةY أ ~ن }ك ~ه~م{ أ Aوب ، وقوله( سورة الكهف[57])قAلxوبAلAم{ قAه{ Aون} ل }ك ر{ض~ ف}ت

{ وا ف~ي األ Aير }س~ }م{ ي }ف}ل تعالى : }أ}ع{م}ى wه}ا ال ت ~ن ~ه}ا ف}إ م}عAون} ب }س{ و{ آذ}انx ي

{ ~ه}ا أ }ع{ق~لAون} ب ي~ي ف~ي الص|دAور~{ wت {قAلAوبA ال }ع{م}ى ال }ك~ن ت {ص}ارA و}ل }ب (46])األ{

جAل� مBنسورة الحـج [ ~ر} wهA ل ،وقوله تعالى: }مwا ج}ع}ل} الل{ن~ ف~ي ج}و{ف~ه~ { }ي {ب ( سورة األحزاب[ .4])ق}ل

وليس هذا مقام بسط هذه المسألة وتأصيلها ، وإنما المقصود التذكير بأن القلب آلة الفهم والعقل

واإلدراك ، ومن ذلك فهم القرآن وتدبره . القلب بيد الله وحده ال شريكوأما الوجه الثاني :

له ، يفتحه متى شاء ويغلقه متى شاء ، بحكمته}نw الل̧ه} { أ }مAوا وعلمه سبحانه ، قال الله تعالى : }و}اع{ل

~ه}~{ {ب ء~ و}ق}ل {م}ر{ {ن} ال }ي }حAولA ب ، وقال تعالى :( سورة األنفال[24])ي ( سورة57{] )} إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه

، وقال تعالى :}سأصرف عن آياتي الذينالكهف [ ، وقد جعل لذلك أسبابا( سورة األعراف [164] )يتكبرون {

ووسائل ، من سلكها وفق ، ومن تخلف عنها خذلويأتي بيان ذلك في المسائل التالية .

Page 21: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : حب األول المفتاح21

فتذكر وأنت تحاول فهم القرآن أن القلوب بيد الله تعالى ، وأن الله يحول بين المرء وقلبه ، فليست

العبرة بالطريقة والكيفية ؛ بل الفتح من الله وحده ، وما يحصل لك من التدبر فهو نعمة عظيمة من الله تعالى تستوجب الشكر ال الفخر ، فمتى أعطاك الله

فهم القرآن ، وفتح لك معانيه ، فاحمد الله تعالى واسأله المزيد ، وانسب هذه النعمة إليه وحده ،

واعترف بها ظاهرا وباطنا . : بالتدبر القرآن حب عالقة الثانية المسألة

من المعلوم أن القلب إذا أحب شيئا تعلق به ، واشتاق إليه ، وشغف به ، وانقطع عما سواه ،

والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته ، واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين ، والفهم

العميق ، وبالعكس إذا لم يوجد الحب فإن إقبال القلب على القرآن يكون صعبا ، وانقياده إليه يكون

شاقا ال يحصل إال بمجاهدة ومغالبة ، وعليه فتحصيل حب القرآن من أنفع األسباب لحصول أقوى وأعلى

مستويات التدبر . والواقع يشهد لصحة ماذكرت ، فإننا مثال نجد أن الطالب الذي لديه حماس ورغبة وحب لدراسته

يستوعب ما يقال له بسرعة فائقة وبقوة ، وينهي متطلباته وواجباته في وقت وجيز ، بينما اآلخر ال

يكاد يعي ما يقال له إال بتكرار وإعادة ، وتجدهيذهب معظم وقته ولم ينجز شيئا من واجباته .

: للقرآن القلب حب عالمات الثالثة المسألةحب القلب للقرآن له عالمات منها :

- الجلوس معه أوقاتا طويلة دون2-الفرح بلقائه . 1 - الشوق إليه متى بعد العهد عنه وحال دون3ملل .

Page 22: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : حب األول المفتاح22

ذلك بعض الموانع ، وتمني لقائه والتطلع إليه -كثرة4ومحاولة إزالة العقبات التي تحول دونه.

مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل -طاعته ، أمرا5من أمور الحياة صغيرها وكبيرها.

ونهيا. هذه أهم عالمات حب القرآن وصحبته ، فمتى

وAجدت فإن الحب موجود ، ومتى تخلفت فحب القرآن مفقود ، ومتى تخلف شئ منها نقص حب

القرآن بقدر ذلك التخلف . إنه ينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه هذا

؟السؤال: هل أنا أحب القرآن إنه سؤال مهم وخطير ، وإجابته أشد خطرا ،إنها

إجابة تحمل معان كثيرة. وقبل أن تجيب على هذا السؤال ارجع إلى العالمات

التي سبق ذكرها لتقيس بها إجابتك وتعرف بهاالصواب من الخطأ .

إن بعض المسلمين لو سئل هل تحب القرآن ؟ يجيب : نعم أحب القرآن ، وكيف ال أحبه ؟ لكن هل

هو صادق في هذا لجواب ؟ كيف يحب القرآن وهو ال يطيق الجلوس

معه دقائق ، بينما تراه يجلس الساعات معما تهواه نفسه وتحبه من متع الحياة.

قال أبو عبيد : "ال يسأل عبد عن نفسه إال بالقرآن

فإن كان يحب(1) القرآن فإنه يحب الله ورسوله"

485-10 مصنف ابن أبي شيبة )(1

Page 23: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : حب األول المفتاح23

إننا ينبغي أن نعترف بالتقصير إذا لم توجد فينا العالمات السابقة ، ثم نسعى في التغيير ، وهو ما

سيتم بيانه في المسألة التالية . : تحقيقه وسائل الرابعة المسألة

الوسيلة األولى: التوكل على الله تعالىواالستعانة به:

االستعانة بالله تعالى ، وسؤاله سبحانه أن يرزقك )حب القرآن( ، ومن ذلك الدعاء العظيم عن ابن مسعود _ قال : قال رسول الله § : "ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن : اللهم إني عبدك ابن

عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به

نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل

القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجالء حزني وذهاب همي إال أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه

فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن

(1)يتعلمهن"

فيكرره كل يوم ثالثا ، خمسا ، سبعا ، ويتحرى مواطن اإلجابة ، ويجتهد أن يكون سؤاله بصدق ،

وبتضرع ، وإلحاح ، وشفقة ، وحرص شديد أن يجاب

/ص3 ( ، صحيح ابن حبان ج3712 )391/ص1مسند أحمد بن حنبل ج )(1( ، المعجم الكبير ج29318 )40/ص6 ( ، مصنف ابن أبي شيبة ج972)253

( ، مسند البزار5296 )198/ص9 ( ، مسند أبي يعلى ج10352 )169/ص10/ص1 ، الدعوات الكبير ج136/ص10 ( ، مجمع الزوائد ج1994 )363/ص5ج

)236/ص1( ، وصحح إسناده األلباني في السلسلة الصحيحة ج164)124199.)

Page 24: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : حب األول المفتاح24

وأن يعطى ، إن بعض الناس ال يعرف اإللحاح في المسألة إال في مطالبه الدنيوية المادية ، أما األمور

الدينية فتجد سؤاله لها باردا باهتا ، هذا إن دعاوسأل .

ومن االستعانة بالله في حصول تدبر القرآن ما شرع لقارئ القرآن من االستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم ، ومن البسملة في أوائل السور ففيها طلب العون من الله تعالى على تدبر القرآن

عامة والسورة التي يريد قراءتها خاصة .

الوسيلة الثانية: القراءة:

أي القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة وأقوال السلف في تعظيمهم للقرآن وحبهم

له . أقترح على كل راغب في تحصيل حب القرآن أن

يضع له برنامجا يتضمن نصوصا من القرآن والسنة وأقوال السلف ، فيها بيان لعظمة القرآن ومكانته ،

ويرتبها على مستويين : متن ، وشرح ، فالمتن يحفظ ويكرر ، والشرح يقرأ ويفهم ، ويتم ربط

.(1)المعاني التي تضمنها الشرح بألفاظ المتن ويرجى بإذن الله تعالى لمن طبق هذا

البرنامج أن يرزقه الله حب القرآن وتعظيمه ، الذي هو المفتاح الرئيس لتدبر القرآن وفهمه ، وكل كالم يقال في هذا الموضوع فهو متوقف عليه ، وهذا السر

ومثل هذا العمل ال ينوب فيه أحد عن أحد بل على كل شخص أن يجمع)()(1 لنفسه كل نص يتأثر به ، ويرتب ما يجمع على الطريقة التي وصفتها . كما أن

تكرار قراءة هذا الكتاب أيضا يحقق لك هذا الهدف .

Page 25: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : حب األول المفتاح25

في أن الكثير منا يقرأ في هذا الموضوعوال يخرج بأي نتائج إيجابية .

فأكثر من القراءة عن القرآن ، اقرأ باستمرار عن حال السلف مع القرآن وقصصهم في ذلك

وأخبارهم . ينبغي أن نعلم أن عدم حبنا للقرآن ، وعدم تعظيمنا

له سببه الجهل بقيمته ، مثل الطفل تعطيه خمسمائة ريال فيرفض ويطلب رياال واحدا ، فكذلك من ال يعرف قيمة القرآن يزهد فيه ويهجره ويشتغل

بما هو أدنى منه . لو أعلن عن كتاب من يختبر فيه وينجح يمنح عشرة

مليارات ؛ فكيف يكون حرص الناس وتعلقهم بهذا الكتاب ؟ وكيف يكون الطلب عليه ، واالشتغال

بمذاكرته ؟ إن القرآن كتاب من ينجح فيه يمنح

.ملكا ال حدود له إن الكثير من المسلمين تعظيمه للقرآن تعظيم

مجمل ، فحد علمهم : أنه كتاب منزل من عند الله ،wدنا بتالوته في الصالة ، ونقرأه على المرضى تعب

للشفاء ، أما العلم التفصيلي بعظمة القرآن ومكانته وما يحققه من نجاح لإلنسان في هذه الحياة فهو

محل جهل عند الكثيرين ، وأضرب لذلك مثاال : لما تسمع عن شخص عظيم له أثر في التاريخ يتكون

لديك صورة إجمالية عنه ، ويصبح له مكانة في صفحة عن600نفسك ، وعندما تقرأ كتابا من

بطوالته وتضحياته وقصص كرمه وبره للناس ، وما حققه من إنجازات ، وما قام به من مرؤات ، تعيش مع هذا الكتاب مدة شهر حرفا حرفا فبكل تأكيد أن

Page 26: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : حب األول المفتاح26

صورة هذا القائد أو المصلح ستزداد عمقا ، ويزداد حبك وتعظيمك له ، وهذا التأثر أمر مشاهد ال يمكن

ألحد إنكاره ، فلم ال نوظفه لزيادة حبنا وتعظيمنا للقرآن الكريم وتعلقنا به ، فإذا فعلنا ذلك فإن هذا الكتاب العظيم سيزيد حبنا وتعظيمنا لله عز وجل ،

وبهذا نصل إلى مرتبة ودرجة أولياء الله المتقين ، الذين ال خوف عليهم وال هم

، الذين لو أقسم الواحد منهم على اللهيخزنونألبره ، وحقق له أمنيته .

Page 27: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح27

المفتاح الثاني : أهداف قراءة القرآنأهداف: استحضار إلى التنبيه في تمهيد

القرآن قراءة معظم الناس إذا سألته لماذا تقرأ القرآن ؟ يجيبك

ألن تالوته أفضل األعمال ، وألن الحرف بعشر حسنات ، والحسنة بعشر أمثالها ، فيقصر نفسه

على هدف ومقصد الثواب فحسب ، أما المقاصدواألهداف األخرى فيغفل عنها .

والمشتغل بحفظ القرآن تجده يقرأ القرآن ليثبت الحفظ ، الهدف تثبيت الحروف وصور الكلمات ،

فتجده تمر به المعاني العظيمة المؤثرة فال ينتبه لها ، وال يحس وال يشعر بها ؛ ألنه قصر همته وركز ذهنه

فلهذاعلى الحروف وانصرف عن المعاني ؛ السبب تجد حافظا للقرآن غير عامل وال

متخلق به . وجمع الذهن بين نيات ومقاصد متعددة في وقت

واحد عملية تحتاج إلى انتباه وقصد وتركيز . وفي أي عمل نعمله كلما تعددت النيات وكثرت

كلما كان العمل أعظم أجرا وأكبر تأثيرا على العامل ، مثل الصدقة على ذي الرحم : صدقة وصلة ،

ومثل النفقة على األهل : نفقة وصدقة . وقراءة القرآن يجتمع فيها خمس مقاصد ونيات كلها

عظيمة ، وكل واحدة منها كافية ألن تدفع المسلم ليسارع إلى قراءة القرآن ، ويكثر االشتغال به وصحبته. وأهداف قراءة القرآن مجموعة في قولك :) ثمw شعw ( : )الثاء( : ثواب ، )الميم( : مناجاة ، مسألة ، )الشين( : شفاء ، )العين( :

علم ، )العين( : عمل .

Page 28: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح28

فمتى قرأ المسلم القرآن مستحضرا المقاصد الخمسة معا كان انتفاعه بالقرآن أعظــم ، وأجره أكبر ، قال النبي §:"إنما األعمال بالنيات وإنما لكل

، فمن قرأ القرآن يريد العلم( 1)امرئ ما نوى" رزقه الله العلم ، ومن قرأه يريد الثواب فقط

أعطي الثواب ، قال ابن تيمية ’: " من تدبر القرآن ، وقال(2)طالبا الهدى منه تبين له طريق الحق"

القرطبي ’: " فإذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه § بنية صادقة على ما يحب الله أفهمه

ومن قرأ (3)اهـكما يجب ، وجعل في قلبه نورا" .القرآن يريد النجاح يسر الله له النجاح

العلم : ألجل القرآن قراءة األول الهدف

المسألة األولى : أهمية هذا المقصد:

هذا هو المقصد المهم ، والمقصود األعظم من إنزال القرآن ، واألمر بقراءته ، بل ومن ترتيب

xاب{ ~ت الثواب على القراءة ، قال الله عزوجل : }كAوا و{ل

A wر} أ }ذ}ك }ت ~ي ~ه~ و}ل }ات وا آي Aرw }دwب Bي كx ل }ار} {ك} مAب }ي ~ل }اهA إ {ن ل }نز} أ } }اب~ {ب }ل }ان}( سورة ص [ 29])األ }و{ ك آن} و}ل {قAر{ ون} ال Aرw }د}ب }ت } ي }ف}ال ، }أ

ا{ Yير~ }ث }فYا ك ~ال ت { ف~يه~ اخ{ }و}ج}دAوا {ر~ الل̧ه~ ل ( سورة82])م~ن{ ع~ند~ غ}ي

{ت~النساء[ }أ }م{ ي }م{ ج}اءهAم مwا ل {ق}و{ل} أ وا ال Aرw }دwب }م{ ي }ف}ل ، }أ~ين}{ وwل

{ }اءهAمA األ ~ك}( سورة المؤمنون[68])آب ~نw ف~ي ذ}ل ، }إ

( ،1907 )1515/ص3( ، صحيح مسلم ج1 )3/ص1 صحيح البخاري ج)()(1(1647 )179/ص4 ( ، سنن الترمذي ج2201 )262/ص2سنن أبي داود ج

103)( العقيدة الواسطية 2176-11تفسير القرطبي )()(3

Page 29: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح29

م{ع} و}هAو} w{ق}ى الس }ل و{ أ{ }هA ق}ل{بx أ }ان} ل ~م}ن ك ى ل {ر} }ذ~ك ل

}xه~يد ( سورة ق [ .37])ش}

قال ابن مسعود _ : " إذا أردتم العلم فانثروا هذا ،( 1)القرآن فإن فيه علم األولين واآلخرين "اهـ

: " إن من كان قبلكم رأواùوقال الحسن بن علي من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ،رسائلالقرآن

، وقال مسروق بن(2)ويتفقدونها في النهار "اهـ األجدع ’ - وهو من كبار تابعي الكوفة وأجمعهم لعلم

عن§ما نسأل أصحاب محمد الصحابة - : " شئ إال وعلمه في القرآن ولكن قصر علمنا

: " لقد عشناù ، وقال عبد الله بن عمر(3) "عنهY وإن أحدنا يؤتى اإليمان Y طويال قبل القرآن(4)دهرا

فتنزل السورة على محمد § فنتعلم حاللها(5) وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها ، ثم لقد رأيت رجاال يؤتى أحدهم القرآن قبل اإليمان ، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته ال يدري ما آمره وال زاجره وما ينبغي أن يقف عنده

، وقال الحسن البصري(6)منه ينثره نثر الدقل "اهـ ما أنزل الله آية إال وهو يحب أن يعلم’: "

وعن عبد الله بن(7 ) "فيم أنزلت وما أراد بها

، شعب136-9 ، المعجم الكبير للطبراني : 126-6 مصنف ابن أبي شيبة )(1332-2اإليمان للبيهقي :

28 التبيان للنووي: )(25/231 شعب اإليمان للبيهقي : )(3 أي ما تضمنته اآليات من العلم بالله واليوم اآلخر .)(4 أي مجرد قراءة األلفاظ .)(56)()(

( ، سنن البيهقي الكبرى ج101 )91/ص1 المستدرك على الصحيحين ج ( .5073)120/ص3 1/26 تفسير القرطبي : )(7

Page 30: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح30

عليكم بالقرآن فتعل�موه قال : " ùعمر وعل�موه أبناءكم فإنكم عنه تسألون ، وبه

،(1) "اهـتجزون ، وكفى به واعظا� لمن عقل : " قراء القرآن ثالثةùوقال الحسن البصري

أصناف : صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به ، وصنف أقاموا حروفه ، وضيعوا حدوده ، واستطالوا به على أهل بالدهم ، واستدروا به الوالة ، كثر هذا الضرب

عمدوامن حملة القرآن ال كثرهم الله ، وصنف ،إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم فركدوا به في محاريبهم ، وحنوا به في برانسهم ،

واستشعروا الخوف ، فارتدوا الحزن ، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث وينصر بهم

، والله لهؤالء الضرب في حملة القرآنعلىاألعداء(2)أعز من الكبريت األحمر " اهـ

: "إني ألقرأ’قال أحمد بن أبي الحواري القرآن وأنظر في آيه ، فيحير عقلي بها،

وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشئ من الدنيا وهم يتلون كالم الله ، أما إنهم لو فهموا ما

يتلون ، وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحا� بما قد

(3)"رزقوا

1/171 ، مشكل اآلثار للطحاوي : 23 كنز العمال : )(1 ، والكبريت األحمر : أي الذهب الخالص ،1/110 ابن الجوزي في العلل )(2

5/125انظر : لسان العرب ) كبر ( 203 لطائف المعارف )(3

Page 31: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح31

المسألة الثانية : العلم الذي نريده من القرآن :

ما العلم الذي نريده من القرآن ؟ أهو علم الصناعة ؟ أو الزراعة ؟ اإلدارة ؟ علم الدين ؟ علم

الدنيا ؟ يجيب ابن القيم ’ على هذه المسألة المهمة بأبيات

جميلة يقول فيها : والعلم أقسام ثالث ما لهـــــــــــــا من

رابع والحق ذو تبيـــــــــان علم بأوصاف اإلله وفعلــــــــــــه وكذلك

األسماء للرحمـــــــــــــن واألمر والنهي الذي هو دينــه وجزاؤه

يوم المعاد الثــــــــــــاني والكل في القـرآن والسنن التي جاءت

عن المبعوث بالقرآن إننا نريد العلم الذي يحقق لنا النجاح في

، يحقق لنا السعادة ، والحياة الطيبة ،الحياة والنفس المطمئنة ، والرزق الحالل الواسع ، ويحقق

لنا األمن في الدنيا واآلخرة ، نريد العلم الذي يولد اإلرادة والعزيمة ، ويقضي على كل مظاهر الفشل

واإلخفاق في جميع مجاالت الحياة ، إنه : العلم بالله تعالى والعلم باليوم اآلخر ، العلم بالله تعالى أوله}م{ العلم المقتضي لال ستغفار كما قال تعالى : }ف}اع{ل

} ~ك} ~ذ}نب }غ{ف~ر{ ل ت wهA و}اس{ ~الw الل }ه} إ ~ل wهA ال} إ ن{ ،( سورة محمد[19])أ

فالعلم الذي يورث االستغفار ، ويدفع إليه هو العلم المؤدي للنجاح ، وهذا العلم هو : علم ال إله اال الله ،

على وجه يحقق المقصود لفظا ومعنى .

Page 32: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح32

- في تفسير قول الله تعالى:ùقال ابن عباس xه} ع}ز~يزw ~نw الل }م}اء إ {عAل }اد~ه~ ال ب wه} م~ن{ ع~ ى الل }خ{ش} wم}ا ي ~ن } إ

} xورAهم الذين يعلمون أن الله( سورة فاطر [28])غ}ف :- على كل شئ قدير.

Y ، وإطالقاته كثيرة ، ولفظ العلم مصطلح واسع جدا وهو لفظ جذاب ، وكل يصطفيه لنفسه ويعتبر ما عداه ليس بعلم ، ومن ذلك : أهل العلوم الدنيوية

يسمون معارفهم علما ، ويسمون العلوم األخرى - بما فيها علوم الدين- : أدبا ...الخ ، وكل ذلك يعتبر

علما فكل معرفة علما ، لكن مجاالته متعددة ، ويقيد فيقال علم كذا ، أما إذا أطلق العلم عند المسلمين وفي القرآن والسنة خاصة فيراد به

ماذكره ابن القيم ، وأيضا شاع بين الناس قصر هذا العلم على قسم واحد منه وهو العلم بالحالل

والحرام ، وهذا خطأ شائع ، فيقصرون كل فضل وارد في العلم في القرآن والسنة على علم الفروع أي الفقه ، أو المسائل الخالفية من علم االعتقاد ،

أما األصول المتفق عليها فيصرف اللفظ عنها ، وقد تجد من يجادل في هذه الحقيقة ، فالصحيح أن

العالم حقا هو من يخشى الله تعالى ، وإن كان اليعرف كتابة اسمه ، كما قيل :

ورأس العلم تقوى الله حقا وليس بأنيقال لقد رئستا

وقال ابن مسعود _ :" كفى بخشية الله علما وكفى

(1) باالغترار بالله جهال "

1/51 مفتاح دار السعادة : )(1

Page 33: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح33

المسألة الثالثة : كيفية تحقيق هذا المقصد :

إن مما يعين على تحقيق هذا المقصد أن تقرأ القرآن كقراءة الطالب لكتابه ليلة االمتحان ، قراءة

Y مركزة واعية ، قراءة من يستعد ليختبر فيه إختبارادقيقا .

إننا في هذه الحياة مختبرون في القرآن ، فمنا الجاد النشيط الذي يذاكر هذا الكتاب

باستمرار ، وأجوبته حاضرة وراسخة ، ومنا المهمل المقصر الالعب الذي إذا سئل عنشئ في القرآن قال : هاه هاه ! الأدري . أن تقرأ القرآن قراءة اإلداري لالئحة النظام التي

تنظم عمله ، وتحدد اإلجابة عن كل معاملة ، ويحتاج إلى الرجوع إليها يوميا ، إنه من المقرر أن اإلداري

Y الناجح هو من يحفظ الالئحة ويفهمها فهما دقيقاY ، وبه يتفوق المتفوقون في اإلدارة والقيادة. شامال

إن القرآن هو الذي يجب الرجوع إليه في كل موقف من مواقف حياتنا ، وعليه فمن أراد أن يكون شخصا ناجحا في الحياة فعليه بحفظه وفهم نصوصه

، ليمكنه الحصول على اإلجابات الفورية والسريعةوالصحيحة في كل حالة تمر به في حياته.

وقد ورد في القرآن الكريم عدد من الصوروالنماذج لهؤالء الناجحين:

من ذلك جواب النبي §ألبي بكر _ إذ هما في الغار :}ا { ~نw الل̧ه} م}ع}ن ن{ إ }ح{ز} } ت ، وجواب( سورة التوبة [40] ) } ال

{ Àموسى }ه{د~ين~ ي Bي س} ب ~نw م}ع~ي} ر} w إ }ال (62]) لقومه : } ك

لما دAعي للفحشاء :À ، وجواب يوسف سورة الشعراء[

Page 34: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح34

Aح~ Aف{ل } ي wهA ال ~ن {و}اي} إ }ح{س}ن} م}ث Bي أ ب wهA ر} ~ن } م}ع}اذ} الل̧ه~ إ~مAون}{ ، إنها ردود سريعة وحاضرة( سورة يوسف[23])الظwال

وقوية في أصعب المواقف التي تمر باإلنسان ، وتطيش فيها عقول الرجال . إنه الثبات والرسوخ

ممن حفظوا كتاب ربهم ، وفقهوا ما فيه .

المسألة الرابعة: من تطبيقات مقصد العلم:

أن تضع في ذهنك معاني وأسئلة محددة تريد البحث عن جوابها في القرآن ، مثلك في هذا مثل : من يسير في طريق وهو خالي الذهن ؛ أو من يسير

وهو يبحث عن هدف معين ، إنه من المشاهد - مثال - أننا نمر بالشارع مرار وتكرارا فال ننتبه لوجود محل معين فيه إلى أن نحتاج إليه فنبدأ بالتركيز والبحث فنكتشفه ، وقبل ذلك لو سئلنا هل يوجد

في الشارع الفالني مكتبة ؟ فنقول ال ، ونؤكد أنه ال يوجد ، بينما هي موجودة ، لكن لم ننتبه مع أننا

مررنا بجوارها مئات المرات . إن كل موقف أو حدث أو حالة تمر بك تسأل نفسك : أين ذكرت في القرآن ؟ هل وردت في كتاب الله

عزوجل ؟ وكم قرأنا وسمعنا عمن يندهش لغياب معنى آية من

القرآن عن قلبه فتجده يقول: أهذه آية في.(1)القرآن ؟كأني أسمعها ألول مرة

إن قراءة معاني اآليات أمر يختلف تمامانعم ، ونسيان المعاني وغيابها أمرعن قراءة األلفاظ

ارجع إلى شريط ) صيام قلب ( للدكتور خالد الجبير .وفيه قوله : " آية)()(1كنت أقرؤها وأسمعها منذ أربعين سنة ولم أفهمها إال اليوم .

Page 35: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح35

يحصل مع أن اللفظ موجود واللسان ينطق بهويكرره .

المسألة الخامسة: القرآن والبرمجة اللغويةالعصبية:

يقول الدكتور محمد التكريتي : " لو كان ملتون يعرف العربية ، وقرأ القرآن لوجد(1)أريكسون

ضالته المنشودة فيما حاول أن يصل إليه من استخدام اللغة في التأثير الالشعوري في اإلنسان ، ذلك التأثير الذي يشبه السحر وما هو بسحر ، فقد

سحر العرب مؤمنهم وكافرهم على حد سواء ، ولمY لذلك "اهـ .(2)يكونوا في بداية األمر يعرفون سببا

وهنا دعوة أوجهها إلى كل من اشتغل بهذا العلم بحثا عن السعادة والقوة والنجاح أن يبحث عنها في

القرآن ، وأن يركز جهوده وفكره لربط الناس بالقرآن العظيم الذي ما أنزل إال من أجل تحقيق

القوة والسعادة للناس ، وتحريرهم من عبودية الشهوات واألهواء ، وجميع نقاط ضعفهم لينطلقوا

في درجات القوة والنجاح في أرقى أشكالها ،وأعلى صورها .

وليس مقصود البحث بسط الكالم في هذه المسألة وإنما تعرضت لها لعالقتها بتدبر القرآن ، وألنها من أبرز المظاهر التي تؤكد أهمية معرفة مفاتيح تدبر

3))القرآن واالنتفاع به في الحياة

أحد رواد البرمجة اللغوية العصبية .)(1201 آفاق بال حدود: ص )(2 قد خصصت لبيان هذه القضية رسالة بعنوان : ) البرمجة اللغوية العصبية)()(3

أو التزكية العلمية القلبية أي الطريقين أقرب للنجاح ( ، أسأل الله أن ييسركتابتها .

Page 36: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح36

المسألة السادسة: لم ال تكون الدعوة بالقرآن:

لو تأملنا في حوار النبي § مع المدعوين ، وماذا كان يقول لهم ، لوجدنا أنه في كثير من المواقف يكتفي

بتالوة آيات من القرآن الكريم ، ويحدث هذا أثرا عظيما في النفوس ، لقد كانت قراءة النبي § آلية من القرآن تشد الكافر والمنافق والمشرك و تبين

له الحق ، وال يقل أحد إن هذا خاص بالنبي § بل هو ممكن لكل من سلك سبيله واقتدى به ، وهو بهذا مستجيب لربه سبحانه وتعالى الذي أمره بذلك إذ

}خ}افA و}ع~يد~{ آن~ م}ن ي {قAر{ ~ال Bر{ ب ( سورة45])يقول : } ف}ذ}ك

~ين}ق[ ر~ك {مAش{ }ح}دx مBن} ال ~ن{ أ ، وبقوله سبحانه : }و}إ}م} الل̧ه~ { }ال م}ع} ك }س{ wى ي ت هA ح} ج~ر{

{ ك} ف}أ }ج}ار} ت ( سورة التوبة[،6])اس{

{ث� wاس~ ع}ل}ى مAك هA ع}ل}ى الن{ أ }ق{ر} ~ت }اهA ل ق{ن Y ف}ر} آنا }و}قAر{

}Y }نز~يال }اهA ت {ن ل wز{ Aو}( سورة اإلسراء[،106])و}ن {ل ت{ }ن{ أ وقوله : }و}أ

wه~ و}م}ن ض}ل }ف{س~ ~ن }د~ي ل }ه{ت wم}ا ي ~ن }د}ى ف}إ آن} ف}م}ن~ اه{ت {قAر{ ال{مAنذ~ر~ين}{ }ا م~ن} ال }ن wم}ا أ ~ن .( سورة النمل[92])ف}قAل{ إ

فلم ال يكون حوارنا ، وتكون خطبنا ، ومواعظنا تنطلق وتدور في فلك آيات القرآن الكريم ، نبدأ

باالستشهاد بها في كل ما نريد إيصاله إلىالمدعوين من تربية وتعليم .

إن البعض قد يعتذر قائال : إن ما تدعو إليه صعب ، ونحن نشاهد الناس يتأثرون بالقصص واألمثلة

والنماذج الحية أكثر من تأثرهم بالقرآن . فأقول : إن هذا هو أساس المشكلة التي نحاول عالجها في هذا البحث ، وهو لماذا نتأثر بالقصص

والحكايات ، وال نتأثر باآليات ؟

Page 37: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح37

إن بعض الدعاة ممن يكثر القصص يتعلل بقوله : إن الناس ال يطيقون أو ال يفهمون ذلك ، فنحن نقرب لهم األمر بالقصص والحكايات واألدبيات التي تؤثر

في نفوسهم ، وهذا غير صحيح ، فالعيب في الداعية نفسه وليس في الطريقة أو المنهج ، وليس العيب

في الناس ، بل إنه متى استشعر الداعية عظمة القرآن وكان معايشا له متعمقا فيه فإن أثر قراءته

لبضع آيات ال يقارن بأثر قصة أو طرفة أو مشهد.(1)من هنا وهناك وجرب تجد

إنها كلمة أوجهها إلى المصلحين ، والمربين ، والقائمين على مكاتب الدعوة ، وأقسام القوة المعنوية في القطاعات العسكرية واألمنية ،

وحلقات تحفيظ القرآن بأن يركزوا جهودهم على هذا األمر بألوان وأساليب متنوعة فيه تقريب

وتدريب وتعليم فردي يوصل المتلقي إلى هدف حسب االستطاعة ،المفاتيح العشرةإتقان هذه

ففي هذا اقتداء بالنبي § وتوفير لَألوقات والجهود واألموال التي تصرف على الدعوة واإلصالح ، وفي

هذا عالج قوي وسريع المفعول وطويل األمد . إن أي وسيلة دعوية يجب أن تربط مباشرة بالقرآن فإن كانت تحقق فهم القرآن والتأثر به حسن فعلها

وإال فتركها أولى وأحرى .

إن البعض يناقش في هذه المسألة مع شدة وضوحها وقوة ظهورها ، ومن)()(1 ال يزال في ريب مما أقول فليقرأ كتاب : بالقرآن أسلم هؤالء – تأليف : عبد

العزيز سيد هاشم – نشر : دار القلم ، وليقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير أصحابه بتمعن وعمق ليتبين له الحق ، إننا لما فرطنا في تطبيق

هذه المفاتيح حيل بيننا وبين القرآن فصرنا ال نتأثر به وال نستطيع أن نؤثر به فسلكنا طريق القصة والقصيدة والفكاهة والمشهد الخ مما نسميه وسائل

الدعوة .

Page 38: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح38

إن انشغال الناس بمؤلفات الناس وطلبهم العافية والشفاء النفسي والقوة المعنوية منها يشبه أسلوبهم في التغذية البدنية الجسدية ؛ حيث

اقتصروا على أطعمة ترضي الذوق والمزاج بينماهي تهدم الجسد وتهلكه.

المسألة السابعة: القرآن يحيى القلوب كما يحيىالماء األرض:

}ع{د} ر{ض} ب{ ~ي األ Aح{ي wه} ي نw الل

{ }مAوا أ قال الله تعالى : }اع{ل}ع{ق~لAون}{ Aم{ ت wك }ع}ل }ات~ ل AمA اآلي }ك wا ل wن }ي ~ه}ا ق}د{ ب ( سورة17])م}و{ت

، وقد جاءت هذه اآلية بعد قول الله تعالى :الحديد[wه~ {ر~ الل ~ذ~ك AهAم{ ل Aوب ع} قAل }خ{ش} }ن ت Aوا أ wذ~ين} آم}ن ~ل ن~ ل

} }أ }م{ ي }ل }أ}اب} ~ت {ك Aوا ال Aوت wذ~ين} أ }ال Aوا ك Aون }ك {ح}قB و}ال ي ل} م~ن} ال }ز} و}م}ا نxير~ }ث AهAم{ و}ك Aوب }م}دA ف}ق}س}ت{ قAل {ه~مA األ }ي {لA ف}ط}ال} ع}ل م~ن ق}ب

قAون}{ {هAم{ ف}اس~ ، وفي هذا إشارة إلى( سورة الحديد[16])مBن أن حياة القلوب تكون بذكر الله تعالى وما نزل من

الحق وهو القرآن مثل ما أن حياة األرض الميتة ما زرعيكون بالماء ، قال مالك بن دينار’: "

القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن ؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع

، وهذا أمر مشاهد ظاهر للعيان ،(1) " اهـ األرض ومن المشاهدات في هذا األمر ما نشاهده من زكاة القلوب ورقتها في رمضان حين يتوالى عليها سماع القرآن وقراءته ويكثر ذلك ، ثم إنك ترى هذه الحياة

التي حصلت للقلوب في رمضان تبدأ بالتالشي بالتدريج بعد رمضان حين تنقطع عن القرآن

الكريم .

285/ص1 إحياء علوم الدين ج)(1

Page 39: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح39

فمن أراد حياة قلبه فعليه بسقيه بربيع القلوب القرآن وبكميات وكيفيات مناسبة إلحداث الحياة كما

سيأتي تفصيله في ثنايا هذا البحث .

المسألة الثامنة: وقفة مع آية :

~ين} {مAؤم~ن }ق}د{ م}نw الل̧هA ع}ل}ى ال وهي قول الله تعالى : }ل~ه~ }ات {ه~م{ آي }ي Aو ع}ل {ل }ت ه~م{ ي }نفAس~ Y مBن{ أ سAوال }ع}ث} ف~يه~م{ ر} ~ذ{ ب إ{ م~ن Aوا }ان ~ن ك {م}ة} و}إ {ح~ك }اب} و}ال ~ت {ك BمAهAمA ال Aع}ل Bيه~م{ و}ي ك Aز} و}ي

} ~ين� }ف~ي ض}الل� م|ب {لA ل .( سورة آل عمران[164])ق}بإن تزكية اإلنسان وإصالحه له جهتان :

األولى : العلم والتعليم ، أو الفكر ، أوالمنطق ، أواإلقناع ، أوالمعتقدات .... الخ من المصطلحات

في هذا المعنى. الثانية : العمل ، أو التربية ، أو التدريب ، أو السلوك

... الخ من المصطلحات . والقرآن الكريم يحقق األمرين معا بأكمل وجه

وأحسن صورة لمن آمن به وسلك األسبابالموصلة لذلك.

إن القرآن الكريم بحق هو كتاب التربية والتعليم الذي يغني عما سواه ، وال يغني عنه غيره ، ولقد

أجاد ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة في بيان هاتين الجهتين والعالقة بينهما ، فمن المعلوم

المقرر أن سلوك اإلنسان وتصرفاته ال تصدر بعفوية أو عشوائية ، وإنما تقوم على فكر ومعتقد ،

وتراكمات علمية بنيت على مر األيام ، وعلى خبرات تم تخزينها مع تكرار المواقف والتصرفات

منذ الطفولة إلى أن صار رجال ، فمتى أردت

Page 40: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح40

الطريق المختصر لتغيير شخص فعليك بتغيير معتقداته وأفكاره ، دون أن تتعب نفسك بمالحقة

مفردات سلوكياته وتصرفاته ، وهذا ما يحققهالقرآن الكريم لمن أخذ بمفاتحه .

العمل : بقصد القرآن قراءة الثاني الهدفبه

المسألة األولى: أهمية هذا المقصد:

قال علي بن أبي طالب _ : " يا حملة القرآن أو ياحملة العلم ؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون

العلم ال يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهمY يباهي وتخالف سريرتهم عالنيتهم يجلسون حلقا

بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك ال تصعد أعمالهم

(1)في مجالسهم تلك إلى الله تعالى "اهـ

وعن الحسن البصري ’ قال :" أمر الناس أن يعملوا ، وقال الحسن بن(2)بالقرآن فاتخذوا تالوته عمال"

علي ’: "إقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فليست وقال الحسن البصري ’: "إن أولى، (3)بقراءة"

الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن ، وعن أبي عبد الرحمن السلمي ’(5)"اهـ(4)قرأه

120/ص10 ، كنز العمال ج20/ص1 التبيان في آداب حملة القرآن ج)(1 ، تلبيس إبليس:451-1، مدارج السالكين: 119/ص 4 تفسير السمعاني ج)(2

1092776-1 كنز العمال : )(3 أي أنه ال يقدر على القراءة ، أما من قدر على قراءة القرآن فال يتصور أنه)()(4

ال يقرؤه .59 قاعدة في فضائل القرآن لشيخ االسالم ابن تيمية : )(5

Page 41: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح41

:أن èعن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب رسول الله § كان يقرؤهم العشر ، فال يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل ،

، ويقول اآلجAرBي(1)فتعلمنا القرآن والعمل جميعا" ’ : "يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى أكون

من المتقين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟ متى أزهد في الدنيا ؟ متى

، وقال الحسن(2)أنهى نفسي عن الهوى ؟ "اهـ البصري ’ : " إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان ال علم لهم بتأويله ... ، وما تدبر آياته إال باتباعه ، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده ، حتى إن

أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا ، وقد والله أسقطه كله ، ما يرى القرآن له في خلق وال عمل ، حتى إن أحدهم ليقول : إني

ألقرأ السورة في نفس ! والله ما هؤالء بالقراء ، وال بالعلماء ، وال الحكماء ، وال الورعة ، متى كان القراء

،(3)مثل هذا ؟ ال كثر الله في الناس مثل هؤالء "اهـ}ع}لى wك} ل ~ن وسئلت عائشة ~ عن قول الله تعالى:}و}إ

لAق� ع}ظ~يم�{ Aما كان خلق رســــول( سورة القلم[4])خ الله ؟ فقالت: " كان خلقه القرآن يغضب لغضبه

، جاء رجل بابنه إلى أبي(4)ويرضى لرضاه"اهـ

60-1 ، تفسير الطبري : 39-1 تفسيرالقرطبي : )(1 40 أخالق حملة القرآن : )(2 ،541-2 ، شعب اإليمان للبيهقي : 420-2 سنن سعيد بن منصور : )(3

1/274الزهد البن المبارك : -29( ، وبهذا اللفظ أخرجه : الطبري في تفسيره : 746 صحيح مسلم : ))(4

،154-2 ، والبيهقي في الشعب : 30-1 ، والطبراني في األوسط : 18 ، وتكلم عليه ابن كثير في تفسيره :216-6واإلمام أحمد في مسنده :

575-6 ، وابن حجر في فتح الباري : 4/403

Page 42: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح42

الدرداء _ فقال : إن ابني هذا قد جمع القرآن ،Y ، إنما جمع القرآن من سمع له فقال : اللهم غ}ف{را

، وعن حذيفة _ قال: " يا معشر(1)وأطاع "اهـ القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا ، فإن أخذتم

)يمينا وشماال لقد ضللتم ضالال بعيدا"اهـ 2

).

المسألة الثانية: مفهوم تطبيق هذا المقصدوكيفيته:

أن يقرأ القرآن بنية العمل ، بنية البحث عن علم ليعمل به ، فيقف عند آياته ينظر ماذا تطلب منه ،

هل أمر يؤمر به ، أو شئ ينهى عنه ، أو فضيلة يدعى للتحلي بها ، أو خطر يحيق به يحذر منه ،

وهكذا فإن القرآن هو الدليل العملي لتشغيل النفس وصيانتها ، ينبغي أن يكون قريبا من كل

مسلم يربي به نفسه ويهذبها ، أن تقرأ القرآن بنية وقصد من يبحث عن حل لمشكــلة أو إصالح خـــلل

، يبحث عن تفسير لظاهرة أو عالج لمرض ، أوتحليل لحالة من الحاالت.

أما إذا كنا نبحث عن عالج مشكالتنا التربوية في كتب فالن ، أوعالن ، أو في المجالت والصحف ، أو القنوات الفضائية ، فإننا بهذا قد عطلنا هذا المقصد

المهم من مقاصد القرآن ، إن كل تربية ال تبنى مباشرة على القرآن فهي تربية قاصرة ولو أثمرت

59 قاعدة في فضائل القرآن البن تيمية: )(1 ( كتاب االعتصام ، باب االقتداء بسنن رسول الله7282 صحيح البخاري : ))(2‘

Page 43: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح43

بعض الثمار مؤقتا استدارجا وابتالء ، إن تربية الناشئة وتربية الشباب ال بد أن تبنى مباشرة على

القرآن بأساليب ووسائل مناسبة. إن البعض منا لما تعلق بالدنيا ومكاسبها المادية

ابتلي وفتن بعلوم الغرب وأطروحاتهم ، وظن فيها النجاح والسعادة ، والقوة اإلدارية واالقتصادية ، وهو

يتأول لفعله هذا بشتى التأويالت ، ويحتج لتصرفهبكثير من الحجج.

بقصد : القرآن قراءة الثالث مناجاةالهدف

الله عن أبي هريرة _ أنه سمع النبي § يقول: " ما أذن الله لشئ ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن

، ومعنى أذن : أي استمع ، وعن فضالة بن عبيد(1)"Y إلى AذAنا _ قال : قال رسول الله §: " لله أشد أ

الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب ، وعن عبد الله بن المبارك’(2)القينة إلى قينته"

قال : سألت سفيان الثوري’ قلت : الرجل إذا قام إلى الصالة أي شئ ينوي بقراءته وصالته ؟ قال :

، وعن البياضي _ أن رسول(3)ينوي أنه يناجي ربه " الله § خرج على الناس وهم يصلون ، وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه

عزوجل فلينظر ما يناجيه ، وال يجهر بعضكم على ،وقال قتادة’: "ما أكلت الكراث(4)بعض بالقرآن"

792 )545/ص1 ( ، صحيح مسلم ج7105 )2743/ص6 صحيح البخاري ج)(1 180/ص2 ( ، سنن النسائي )المجتبى( ج1473 )75/ص2( ، سنن أبي داود ج

(1017) ( 330 )425/ص1 سنن ابن ماجه ج)(292-1 تعظيم قدر الصالة : )(3 ، وصححه أحمد شاكر344-4 مسند اإلمام أحمد : )(4

Page 44: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح44

، وقال أبو مالك’: إن أفواهكم(1)منذ قرأت القرآن" طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم

.( 2)قال : فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن" فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذا

المقصد العظيم لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ

ويمدحه ويثني عليه ويباهي به مالئكته المقربين ، إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ، أو والده أو أميرا ينظر إلى

قراءته ويمدحه الجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في

السموات ومافي األرض وما بينهما وما تحتالثرى .

فالقارئ يستشعر أن الله يخاطبه مباشرة ، وأن الله تعالى يسمع قراءته ، فإذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيه وعيد استعاذ ، وإذا مر

بسؤال سأل .هذا ما أعنيه بالمناجاة ....عن حذيفة

_ قال : " صليت مع النبي § ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت

يركع عند المائة ثم مضى ، فقلت يصلي بها في فمضى ، فقلت يركع بها ، ثم افتتح النساء(3)ركعة

فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسال ،

108 ، التذكار 55 فضائل ابي عبيد )(1 ، تفسير القرطبي278/ص1 ، الدر المنثور ج55 فضائل القرآن ألبي عبيد )(2106/ص1 ، وانظر : سنن ابن ماجه ج27/ص1ج قوله : " يصلي بها في ركعة " أراد بالركعة الصالة كاملة والمعنى : يصلي)()(3

بها في تسليمة .

Page 45: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح45

إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، .(1)وإذا مر بتعوذ تعوذ"

هكذا تكون المناجاة بالقرآن ، إنها قراءة حية يعي فيها العبد ماذا يقرأ ؟ ولماذا يقرأ ؟ ومن يخاطب

بقراءته ؟ وماذا يحتاج منه ؟ وما يجب له نحوه منالتعظيم والتقديس .

تذكر دائما إذا مررت بصفة من صفات النجاح والسعادة أن تسأل الله تعالى إياها ، وإذا مررت

بصفة من صفات الشقاء والفشل والنكد والضيقأن تستعيذ بالله من شرها.

ثم إن تربية النفس على هذا المقصد يقوي فيها مراقبة الله تعالى في حال النشاط وهي مقبلة

فيكون حاجزا لها عند الفتور واإلدبار.قال ابن القيم

’: " إذا أردت االنتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تالوته وسماعـــــه ، وألق سمعك ،

واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله §

(2)"اهـ

فائدة :wر أنه يجتمع لك في المناجاة بالقرآن خمس تذك

معان مجموعة في قولك:)حرس مع( الحاء : أن ،يراك حين تقرأ القرآن ، الراء : يحبكالله

، العين :يمدحك ، الميم: يسمعكالسين : ، فاستحضر هذه المعاني حين القراءة واليعطيك

تدعها تفوت عليك .

225/ص3 ( ، سنن النسائي )المجتبى( ج772 )536/ص1 صحيح مسلم ج)(1(1664)1 الفوائد: )(2

Page 46: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح46

الثواب : بقصد القرآن قراءة الرابع الهدف ورد في ترتيب الثواب على قراءة القرآن نصوص

Y منها للتذكير بهذا األمر المهم: كثيرة اذكر طرفا فعن ابن مسعود _ قال قال رسول الله § : "من

قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ال أقول الم حرف ولكن ألف حرف والم

، وعن زيد بن أرقم _ أن(1)حرف وميم حرف" النبي § قال: "أال إني تارك فيكم

~ق{لين :أحدهما :كتاب الله عزوجل ، هو حبل الله ، ث ومن اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على

، وعن أبي سعيد الخدري _ قال : قال(2)ضاللة" رسول الله § :" كتاب الله هو حبل الله الممدود من

ù ، وعن جابر بن عبد الله (3)السماء إلى األرض " قال : " كان النبي § يجمع بين الرجلين من قتلى

أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذا للقرآن ،( 4)؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدwمه في اللحد "

وعن عائشة~ قالت : قال رسول الله §: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ

،(5)القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران"

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . )(1(2408 رقم )1873/ص4 صحيح مسلم ج)(2 ( ، وقال حديث حسن غريب ،3788 رقم ) 663-5 سنن الترمذي: )(3

وصححه األلباني ( ،سنن3138 ) 196-3 ، سنن أبي داود : 450-1 صحيح البخاري:)(4

-7 ( وقال حسن صحيح ، صحيح ابن حبان : 1036 ) 354- 3الترمذي : ( ،1514 ) 485-1 ( ، سنن ابن ماجه 1955 ) 62-4 ،سنن النسائي 471

وصححه األلباني ( ،798 )549-1(، وصحيح مسلم :4653 )1882-4 صحيح البخاري )(5

( ، وسنن2904 )171-5( ، وسنن الترمذي : 1454 )2/70وسنن أبي داود:

Page 47: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح47

وعن عثمان _ قال : قال رسول الله § :"خيركم من ، وعن أبي هريرة _ قال :(1)تعلم القرآن وعلمه"

قال رسول الله § :" تعلموا القرآن فاقرؤه وأقرئوه ، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقام به كمثل

جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب

، وعن أبي أمامة _ قال :(2)أوكي على مسك " سمعت رسول الله § يقول:" اقرأوا القرآن فإنه

، وعن عبدالله( 3 )يأتي يوم القيامة شفيعا ألصحابه" أن رسول الله § قال: " الصيام والقرآنùبن عمرو

يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه،

ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشعني فيه قال ، وعن جابر _ عن النبي § :" القرآن(4)فيشفعان"

شافع مشفع ، وماحلx مAص}دwق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى

(3779 )1242-2ابن ماجه: ( ،1452 )70-2( ، سنن أبي داود : 4739 )1919-4 صحيح البخاري: )(1

( ، سنن211 )76-1( ، سنن ابن ماجه : 2907 )173-5سنن الترمذي: (405 )57-1( ، مسند اإلمام أحمد : 3337 )528-2الدارمي :

( وقال حديث حسن ، وضعفه األلباني ،2876 )156-5 سنن الترمذي)(2 ( قال شعيب األرناؤط : رجاله ثقات رجال2126 )499-5صحيح ابن حبان :

الصحيح غير عطاء مولى أبي أحمد . )522-2( ، وبنحوه في سنن الدارمي : 804 )552-1 صحيح مسلم : )(3

)322-1( ، صحيح ابن حبان : 22200 )249-5( ، مسنداألمام أحمد 3311(3862 )395-2( ، سنن البيهقي : 2057 )747-1( ،المستدرك : 116

( ، وصححه أحمد شاكر،6626 )174/ص2 مسند أحمد بن حنبل ج)(4 وقال صحيح على شرط مسلم ،مصنف ابن أبي470-1مستدرك الحاكم :

)483-1 (، صحيح الترغيب والترهيب لَأللباني :30044)129/ص6شيبة ج969.)

Page 48: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح48

، وعن النواس بن سمعان _ عن النبي(1)النار" §قال : يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في

، وعن(2)الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران" ابن عباس _ قال : قال رسول الله § :"إن الذي

ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت ، وعن عمر _ قال : أما إن نبيكم § قد(3)الخرب"

قال : "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به وعن أبي موسى األشعري _ قال : قال(4)آخرين"

رسول الله § : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل األترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل

كمثل التمرة ال ريح(5)المؤمن الذي ال يقرأ القرآن لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن

مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي ال يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها

، وعن أبي هريرة _ قال : قال(6)ريح وطعمها مر" رسول الله §: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت

الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إال نزلت

(6010 )372-3( ، مصنف عبد الرزاق : 124 )331-1 صحيح ابن حبان : )(1(2010 )351-2شعب اإليمان للبيهقي :

( .2883 ) 160-5( ، سنن الترمذي :805 ) 554-1 صحيح مسلم: )(2 741-1( وقال حسن صحيح ، المستدرك : 2913)177-5 سنن الترمذي: )(3 )521-2( وقال : صحيح اإلسناد ولم يخرجاه ، سنن الدارمي : 2037)

( ، مسند اإلمام أحمد :12619 )109-12( ، المعجم الكبير للطبراني : 33061-223( 1947 )(218 )79/ص1 ( ، سنن ابن ماجه ج817 )559/ص1 صحيح مسلم ج)(4 يعني أنه أمي ال يقدر على القراءة ، وهو حريص على قراءة القرآن بدليل)()(5

وصفه باإليمان ، فال يتصور أبدا مؤمن يقدر على قراءة القرآن ويهجر قراءته . )549/ص1 ( ، صحيح مسلم ج5111 ) 2070/ص5 صحيح البخاري ج)(6

)77/ص1 ( ، سنن ابن ماجه ج4829 )259/ص4 ( ، سنن أبي داود ج797 )124/ص8 ( ، سنن النسائي ج2865 )150/ص5 ( ، سنن الترمذي ج214

5038)

Page 49: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح49

عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم ، وعن عبد(1 )المالئكة وذكرهم الله فيمن عنده"

الله بن مسعود _ - مرفوعا- " من سره أن يحب ، وقال ابن(2)الله ورسوله فليقرأ في المصحف "

: " لو أن حملة القرآن أخذوه بحقه وماùعباس ينبغي له ألحبهم الله ولكن طلبوا به الدنيا فابغضهم

، وعن ابن مسعود _( 3)الله وهانوا على الناس"اهـ قال:"إن هذا القرآن مأدبة الله فخذوا منه ما

ص{فر} من خير من بيت{ استطعتم فإني ال أعلم شيئا أ

ليس فيه من كتاب الله شئ ، وإن القلب الذي ليس فيه من كتاب الله شئ خرب كخراب البيت

، وقال أيضا _: " إن هذه(4)الذي ال ساكن فيه " القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن وال تشغلوها

، وقال أبو هريرة _ : " البيت الذي يتلى(5)بغيره" فيه كتاب الله كثر خيره وحضرته المالئكة وخرجت منه الشياطين والبيت الذي ال يتلى فيه كتاب الله

ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت ، والنصوص في هذا الباب كثيرة(6)منه المالئكة "

وإنما قصدت أال يخلو هذا البحث من طرف منها ليكون ترسيخا لهذا الهدف من أهداف قراءة القرآن

( ،225 )82/ص1( ، سنن ابن ماجه ج1455 )71/ص2 سنن أبي داود : ج)()(1( .2945)195/ص5سنن الترمذي : ج

، وإسناده111-2 ، الكامل البن عدي: 288-1 الترغيب البن شاهين : ق-)(2 452-5حسن كما قال األلباني في الصحيحة

20/ص1 تفسير القرطبي ج)(3 3173 سنن الدارمي رقم )(4 ( ،34551 )106/ص7 ( ، ج30011)126/ص6 مصنف ابن أبي شيبة ج)(5

(6655 )177/ص2مسند أحمد بن حنبل ج (790 )273/ص1 الزهد البن المبارك ج)(6

Page 50: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح50

، ومن أراد التوسع فعليه بكتب السنة يقطف منها ما لذ وطاب من الكالم المستطاب ؛ فما ذكرته هنا

غيض من فيض وقليل من كثير والله الهادي إلىسواء السبيل .

: بقصد القرآن قراءة الخامس الهدفبه االستشفاء

xو{ع~ظ}ةwم مA {ك wاسA ق}د{ ج}اءت |ه}ا الن ي{ }ا أ قال الله تعالى : }ي

xح{م}ة Bم}ا ف~ي الص|دAور~ و}هAدYى و}ر} ف}اء ل Aم{ و}ش~ Bك ب wن رBم ~ين} { {مAؤ{م~ن Bل لA م~ن}( سورة يونس[57])ل Bز{ Aن ، وقال تعالى }و}ن

Aز~يد{ } ي ~ين} و}ال {مAؤ{م~ن Bل ح{م}ةx ل ف}اء و}ر} آن~ م}ا هAو} ش~ {قAر{ الا{ Yار w خ}س} }ال ~م~ين} إ ، وقال الله( سورة اإلسراء[82])الظwال

wذ~ين} ال ف}اء و}ال Aوا هAدYى و}ش~ wذ~ين} آم}ن ~ل تعالى : } قAل{ هAو} ل~ك} }ئ و{ل

A {ه~م{ ع}مYى أ }ي ~ه~م{ و}ق{رx و}هAو} ع}ل Aون} ف~ي آذ}ان Aؤ{م~ن ي}ع~يد�{ }ان� ب }اد}و{ن} م~ن مwك Aن .( سورة فصلت[44])ي

فالقرآن شفاء للقلوب من أمراض الشبهات ،(1)والشهوات والوساوس كلها القهري منها وغيره

وشفاء لَألبدان من األسقام ، فمتى استحضر العبد هذا المقصد فإنه يحصل له الشفاءان : الشفاء

العلمي المعنوي ، والشفاء المادي البدني بإذن الله تعالى ، عن علي _ قال : قال رسول الله §: "خير

، وعن عائشة ~ أن رسول الله §(2)الدواء القرآن" دخل عليها وامرأة تعالجها ، أو ترقيها ، فقال :

. والشفاء بالقرآن يحصل(3)عالجيها بكتاب الله " بأمرين : األول : القيام به ، وخاصة في جوف الليل

إن تطبيق مفاتح تدبر القرآن من أقوى األدوية في قطع الوساوس)(1 المزعجة والتي تحدث القلق أو االكتئاب، وقد انتفع به كثير من الناس هدأت

نفوسهم واطمأنت قلوبهم ونزلت عليهم السكينة وحصل لهم السالم النفسيبكل معانية .

931-4 سلسلة األحاديث الصحيحة )(2

Page 51: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح51

اآلخر ، مع استحضار نية الشفاء ، والثاني : الرقية ، فالريق الناتج من تالوة آيات القرآن الكريم(1)به

له أثر عظيم في القوة والنشاط ، والصحة والعافية ال يرقى إليه أي خلطة من خلطات األعشاب أو

مركب من مركبات الصيادلة ، وال أظن مسلما ينكر أثر النفث باآليات في الشفاء والعالج ، ولكن ليس

من أي أحد ، وأيضا هو ممكن لكل أحد ، ممن يأخذباألسباب.

إننا ينبغي أن نتعامل مع القرآن مباشرة فهو ميسر لكل من صدق في التعامل معه وجد في

القيام به، أما أن نجعل بيننا وبين القرآن وسطاء ونهمل التعامل المباشر معه فهذا غاية الحرمان ، تجد البعض حينما يصاب بمصيبة أو ينزل به مرض يجوب اآلفاق ويطوف البالد بين القراء والمعالجين

وما علم أن االمر أقرب من ذلك وأيسر، فالله سبحانه وتعالى حينما يبتلينا بالشدائد والمصائب يريد منا أن نتضرع وأن نستكين ونتذلل بين يديه

سبحانه وتعالى كما قال عزوجل : } ولقد أخذناهم 76بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون { ]

المؤمنون[ وقال تعالى : } ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم

[ ، والقيام الطويل بالقرآن42يتضرعون { ]األنعام هو من أهم صور التذلل لله تعالى والتضرع بين يديه

)343/ص1 ( ، موارد الظمآن ج6098 )464/ص13 صحيح ابن حبان ج)(3( .1931(. وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة برقم ) 1419

والمسلم يوقن بهذا األثر للقرآن الكريم ، وهو أمر مشاهد محسوس ،)()(1 وانتفاع المسلمين به متواتر على مر العصور ، ولسنا بحاجة إلثبات ذلك

بالتجربة بل هو يقين علمي خبري ، لكن من أراد زيادة يقين فعليه بشريط :أسباب منسية ، للدكتور الجبير.

Page 52: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

القرآن : قراءة أهداف الثاني المفتاح52

كما يحصل في صالة الكسوف وغيرها فالقيامبالقرآن من أقوى أسباب العافية والشفاء ... وليس هذا موضع بسط هذه المسألة ، وإنما

المقصود التذكير بأن يستحضر قارئ القرآن هذا األمر العظيم حين قراءته ليحصل على أعلى درجات التأثير

والنفع ، ومن اراد االستزادة فعليه بمراجعة كتاب الطب النبوي البن القيم فقد فصل وأجاد الحديث عن

هذه المسألة وفيه كالم نفيس يحسن الرجوع إليه .

Page 53: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

بالقرآن : القيام الثالث المفتاح53

المفتاح الثالث: القيام بالقرآن إن هذا المفتاح من أهم مفاتح تدبر القرآن ،

وأعظمها شأنا ، وقد ورد عدد من النصوص تؤكد{ل~ wي أهميته ، من ذلك قول الله تعالى : }و}م~ن} الل

د� ج� ت�ه� |ك} م}ق}امYاف� ب }ك} ر} {ع}ث }ب }ن ي }ةY لwك} ع}س}ى أ }اف~ل ~ه~ ن ب}ا( سورة اإلسراء[79])مwح{مAودYا{ ، وقول الله تعالى : }ي

†‡ AلBم wزAم} |ه}ا ال ي{ م�أ و~ انقAص{ق�

{ ~ص{ف}هA أ Y ‡† ن ~يال w ق}ل ~ال {ل} إ wي اللwا ~ن Y ‡† إ ~يال ت }ر{ آن} ت {قAر{ Bل~ ال ت {ه~ و}ر} }ي و{ ز~د{ ع}ل

{ Y ‡† أ ~يال {هA ق}ل م~ن} †‡ Y }ق~يال Y ث {ك} ق}و{ال }ي {ق~ي ع}ل Aل ن ، وقول سورة المزمل[5-1]س}

xةwمA }اب~ أ ~ت {ك }ه{ل~ ال و}اء مBن{ أ { س} وا Aس} }ي الله تعالى : }ل

ة� آئ�م� جAدAون}{ ق� }س{ {ل~ و}هAم{ ي wي }اء الل }ات~ الل̧ه~ آن {لAون} آي }ت ]) ي

~تx( سورة آل عمران[113 مwن{ هAو} ق}ان{ ، وقول الله تعالى :}أ

اج~دYا {ل~ س} wي }اء الل اآن ائ�م� ح{م}ة}و�ق� جAو ر} }ر{ ة} و}ي }ح{ذ}رA اآلخ~ر} ي}مAون} }ع{ل wذ~ين} ال ي }مAون} و}ال }ع{ل wذ~ين} ي }و~ي ال ت }س{ Bه~ قAل{ ه}ل{ ي ب ر}

} }اب~ {ب }ل Aوا األ و{لA wرA أ }ذ}ك }ت wم}ا ي ~ن ، وقال §: "ال( سورة الزمر[9] )إ

حسد إال في اثنتين رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله ماال فهو

فانظر إلى ، (1)ينفقه آناء الليل وآناء النهار " : )ينفقه( مع قوله )يقوم به( فيؤخذ منه أنقوله

من آتاه الله القرآن ولم يقم به أي لم يقرأه في صالة فهو مثل من آتاه الله ماال ولم ينفقه ، ويؤكد

هذا الحديث اآلتي : عن أبي هريرة _ قال : قالؤوه وأق{ر~ؤوه ، رسول الله §: " تعلموا القرآن فاق{ر}

كمثل جرابفقام بهفإن مثل القرآن لمن تعلمه

/ص4 ( ، ج4737 )1919/ص4 ( ، ج73)39/ص1 صحيح البخاري ج)(1 ( ،816 )559/ص1 ( ،ج815 )559/ص1 ( ، صحيح مسلم ج4738)1919

)27/ص5 ( ، سنن النسائي الكبرى ج90)292/ص1صحيح ابن حبان ج 330/ص4 ( ، سنن الترمذي ج4208)1407/ص2 ( ، سنن ابن ماجه ج8072

(1936)

Page 54: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

بالقرآن : القيام الثالث المفتاح54

محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من كمثل جراب أوكيفرقد وهو في جوفهتعلمه

فدل هذا الحديث على أن من آتاه(1)على مسك" الله القرآن فرقد ولم يقم به فهو مثل من اشترى

طيبا وتركه مغلقا ولم يستخدمه ، ويبين الحديث التالي الهدف من القيام بالقرآن ، وسبب هذا الفرق

الكبير بين من يقوم به ، ومن ال يقوم به ، عن ابن صاحبإذا قام عن النبي § أنه قال: " ùعمر

وإن لم يقم بهالقرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره ، فهذا هو بيت القصيد وهو حجر الزاوية(2) "نسيه

في تدبر القرآن واالنتفاع به ؛ إنه تذكر آيات القرآن الكريم ، وكونها حاضرة في القلب في كل آن ،

وخاصة في المواقف الصعبة في الحياة ، مواقف الشدة والذهول ، المواقف التي يفتن فيها المرء ويمتحن ويختبر ، فمن كان يقوم به آناء الليل ، وآناء النهار فتجد إجابته حاضرة وسريعة وقوية ، تجده وقافا عند كتاب الله تعالى ، وأما من كان مفرطا في استخدام هذا المفتاح فما أسرع ما

يسقط ويهوي ، ويدل لهذا المعنى قول الله تعالى :~نw الل̧ه} }ة~ إ {ر~ و}الصwال ~الصwب { ب Aوا }ع~ين ت { اس{ Aوا wذ~ين} آم}ن |ه}ا ال ي

{ }ا أ }ي~ر~ين}{ ، فالصبر هو ثمرة العلم( سورة البقرة[153])م}ع} الصwاب

، والعلم وسيلته القراءة بتدبر ، وهو حاصل لمن قرأ القرآن في صالة ، لذلك قرن الله تعالى بينهما في

( وقال حديث حسن ، وضعفه األلباني ،2876 )156-5 سنن الترمذي)(1 ( قال شعيب األرناؤط : رجاله ثقات رجال2126 )499-5صحيح ابن حبان :

الصحيح غير عطاء مولى أبي أحمد .)20/ص5 ( ،سنن النسائي الكبرى ج789 )544/ص1 صحيح مسلم ج)(2

( ، مسند أحمد بن حنبل ج3811 )456/ص2 ( ، مسند أبي عوانة ج8043(4923 )35/ص2

Page 55: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

بالقرآن : القيام الثالث المفتاح55

أكثر من موضع ، وكان النبي § إذا حزبه أمر فزع إلى الصالة ، ويطيل فيها قراءة القرآن كما في صالة الكسوف ، فمن يتربى على هذا المفتاح - وخاصة من الصغر - يسهل عليه االنتفاع به في

الحياة ، أما من لم يترب عليه فإنه تضيق به الحياةفي حال الشدة ، وتضيع عليه الحياة حال الرخاء.

إن اجتماع القرآن مع الصالة يمكن أن يشبه باجتماع األكسجين مع الهيدروجين حيث ينتج من تركيبهما

الماء الذي به حياة األبدان ؛ فكذلك اجتماع القرآن مع الصالة ينتج عنه ماء حياة القلب وصحته وقوته ،

ولذلك فال تعجب من كل هذا الفضل الذي رتب على عن رسولùهذا العمل ، عن عبد الله بن عمرو

الله § أنه قال : " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمئة آية كتب من القانتين ،

، وعن(1)ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين" أبي هريرة _ قال : قال رسول الله §: أيحب أحدكم

إذا رجع إلى أهله أن يجد ثالث خلفات عظام سمان ؟ قلنا : نعم ، قال : فثالث آيات يقرأ بهن أحدكم في صالة خير له من ثالث خلفات عظام

، وباإلضافة إلى ما سبق ذكره فقد دلت(2)سمان" نصوص على أن العبد إذا دخل في الصالة فإنه يزداد

قربا من الله تعالى ، وأنه سبحانه يقبل عليه بوجهه ، من ذلك ما جاء عن أنس _ أن النبي §: قال

( ،1144 )181/ص2 ، صحيح ابن خزيمة ج310/ص6 صحيح ابن حبان ج)(1 (1398 )57/ص2 ( ، سنن أبي داود ج662 )172/ص1موارد الظمآن ج

)1243/ص2 ( ، سنن ابن ماجه ج802 )552/ص1 صحيح مسلم ج)(2 447/ص2 ( ، مسند أبي عوانة ج3314 )523/ص2 ( ، سنن الدارمي ج3782

( ، مسند أحمد بن30073 )132/ص6 ( ، مصنف ابن أبي شيبة ج3777) (9141)396/ص2حنبل ج

Page 56: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

بالقرآن : القيام الثالث المفتاح56

: "أيها الناس إن أحدكم إذا كان في الصالة فإنه}اج� ربه ، وربه فيما بينه وبين القبلة " مAن

، وعن(1) أبي هريرة _ قال : قال رسول الله §:"إذا كان أحدكم في صالة فال يبزقن أمامه فإنه مستقبل

، قال ابن جريج ’ قلت لعطاء ’: أيجعل(2)ربه" الرجل يده على أنفه أو ثوبه ؟ قال: فال ، قلت من

أجل أنه يناجي ربه ؟ قال : نعم ، وأحب أال يخمر ، قال عطاء ’:"بلغنا أن الرب يقول : إلى(3)فاه"

أين تلتفت ؟ إليw يا ابن آدم ؛ إني خير لك ممن ، ولو لم يكن في القراءة داخل(4)تلتفت إليه"

الصالة إال االنقطاع عن الشواغل والملهيات لكفى ، فإن المصلي إذا دخل في الصالة حرم عليه الكالم

وااللتفات والحركة من غير حاجة ، فهذا أعون على التدبر والتفكر وأجمع للقلب ، وأيضا فإن من حوله

ال يقاطعه وال يشغله ما دام في صالته.

)191/ص1 ( ، سنن النسائي الكبرى ج1156)406/ص1 صحيح البخاري ج)(1)336/ص1 ( ، مسند أبي عوانة ج763)251/ص1 ( ، سنن ابن ماجه ج528

(7461)143/ص2 ( ، مصنف ابن أبي شيبة ج1198 ( ،1397 )378/ص1 ( ، سنن الدارمي ج551)390/ص1 صحيح مسلم ج)(2

)415/ص2 ( ، مسند أحمد بن حنبل ج8168)313/ص8المعجم الكبير ج9355)

190-1 تعظيم قدر الصالة : )(3190-1 تعظيم قدر الصالة : )(4

Page 57: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

ليل : في القراءة تكون أن الرابع المفتاح57

المفتاح الرابع : أن تكون القراءة في ليلإن

الليل - وخاصة وقت السحر- من أفضل األوقات للتذكر ، فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب

الهدوء والصفاء ، وبسبب بركة الوقت حيث النزول اإللهي ، وفتح أبواب السماء ، فأي أمر تريد تثبيته

في الذاكرة بحيث تتذكره خالل النهار فقم بمراجعته في هذا الوقت ، وقد استفاد من هذا أهل الدنيا من أهل السياسة واالقتصاد وخاصة الغرب ؛ حيث ذكر عدد منهم أنه يقوم بمراجعة لوائحة ، أو حساباته ، أو معامالته وأوراقه في مثل هذا الوقت وأنه يوفق

للصواب في قراراته ، فأهل القرآن أهل اآلخرة أولى باغتنام هذه الفرصة لتثبيت إيمانهم وعلمهم ،

وإن من الحقائق التاريخية الجديرة بالدراسة والتأمل تلك العالقة بين قوة المسلمين وبين قيامهم

بالقرآن في الليل ، فمن خالل تأمل سريع تجد أن انتصارات المسلمين وجدت حينما كانت جنوده

توصف بأنهم : )رهبان بالليل فرسان في النهار ( ، ومما يدل على كون القراءة في ليل أحد مفاتح

~ه~ }ه}جwد{ ب {ل~ ف}ت wي التدبر قول الله عز وجل : }و}م~ن} الل|ك} م}ق}امYا مwح{مAودYا{ ب }ك} ر} {ع}ث }ب }ن ي }ةY لwك} ع}س}ى أ }اف~ل (79])ن

{ل~ ه~ي}، وقول الله عزوجل :} سورة اإلسراء[ wي }ة} الل ئ }اش~ ~نw ن إY }ق{و}مA ق~يال Y و}أ د| و}ط{ئا }ش} قال ابن عباس( سورة المزمل[6]) { أ

ù- هو أجدر أن يفقه القرآن " ، ويقول ابن حجر" : لرسول الله § في كل ليلةÀعن مدارسة جبريل

من رمضان -: " المقصود من التالوة الحضور والفهم ، ألن الليل مظنة ذلك لما في النهار من

Page 58: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

ليل : في القراءة تكون أن الرابع المفتاح58

، وقال(1)الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية "اهـxةwم

A }اب~ أ ~ت {ك }ه{ل~ ال و}اءY مBن{ أ { س} وا Aس} }ي الله تعالى : }لجAدAون}{ }س{ {ل~ و}هAم{ ي wي }اء الل }ات~ الل̧ه~ آن {لAون} آي }ت ~م}ةx ي ])ق}آئ

~تx( سورة آل عمران[113 مwن{ هAو} ق}ان{ ، وقال الله تعالى : }أ

ح{م}ة} جAو ر} }ر{ ة} و}ي خ~ر} }ح{ذ}رA اآل{ ~مYا ي اج~دYا و}ق}ائ {ل~ س} wي }اء الل آن}مAون} }ع{ل wذ~ين} ال} ي }مAون} و}ال }ع{ل wذ~ين} ي }و~ي ال ت }س{ Bه~ قAل{ ه}ل{ ي ب ر}

} }اب~ {ب }ل Aوا األ{ و{لA wرA أ }ذ}ك }ت wم}ا ي ~ن ، وقال( سورة الزمر[9] )إ

: " إن من كان قبلكم رأوا القرآنùالحسن بن علي رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ، ويتفقدونها

والشاهد قوله : "يتدبرونها( 2)في النهار "اهـ : "أول ما ينقص منù بالليل" ، وقال ابن عمر

العبادة : التهجد بالليل ، ورفع الصوت فيهاY عن(3)بالقراءة" ، وقال الشيخ عطيه سالم ’ - حاكيا

شيخه الشنقيطي ’ -: " وقد سمعت الشيخ يقول : ال يثبت القرآن في الصدر ، وال يسهل حفظه ، وييسر فهمه إال القيام به في

، وقال السري السقطي’ : "(4) "اهـجوف الليل ، قال(5)"رأيت الفوائد ترد في ظالم الليل

النووي ’: "ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر ، وفي صالة الليل أكثر ،

واألحاديث واآلثار في هذا كثيرة ، وإنما رجحت صالة اليل وقراءته لكونها أجمع للقلب ، وأبعد عن

الشاغالت والملهيات والتصرف في الحاجات ،

45/ص9 فتح الباري ج)(129/ص1 التبيان في آداب حملة القرآن ج)(2111/ص1 خلق أفعال العباد ج)(34 مقدمة أضواء البيان:)(4526-1 رهبان الليل للعفاني )(5

Page 59: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

ليل : في القراءة تكون أن الرابع المفتاح59

وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات ، مع ماجاء به الشرع من إيجاد الخيرات في الليل ، فإن

، وعن عمر بن(1)اإلسـراء بالرسول § كان ليال "اهـ الخطاب _ قال : قال رسول الله § : " من نام عن حزبه أو عن شئ منه فقرأه فيما بين صالة الفجر

(2)وصالة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"اهـ

وفي هذا داللة واضحة على أن األصل في القيام بالحزب من القرآن هو الليل ، وفي حالة العذر فإنه

يعطى الثواب نفسه إذا قضاه في النهار ، قال أبو داود الجفري ’ : دخلت على كرز بن وبرة ’ في

بيته ، فإذا هو يبكي ، فقلت: ما يبكيك ؟ قال : إن بابي مغلق وإن ستري لمسبل ومنعت حزبي أن

.( 3)أقرأه البارحـة ، وما هو إال ذنب أحدثته " ،إن القراءة للقلب مثل السقي للنبات

فالسقي ال يكون في حر الشمس فإن هذا يضعف أثره خاصة مع قلة الماء فإنه يتبخر ، وكذلك قراءة

القرآن إذا كانت قليلة ، وكانت في النهار وقت الضجيج والمشغالت ، فإن ما يرد على القلب من

المعاني يتبخر وال يؤثر فيه ، وهذا يجيب على تساؤل البعض إذ يقول : إني أكثر قراءة القرآن

لكن ال أتأثر به ؟ فلما سألته : متى تقرأ القرآن ؟ تبين أن كل قراءته في النهار ، وفي وقت

34/ص1 التبيان في آداب حملة القرآن ج)(1 )369/ص6 ( ، صحيح ابن حبان ج747)515/ص1 صحيح مسلم ج)(2

( ، سنن النسائي الكبرى ج1171 )195/ص2 ( ، صحيح ابن خزيمة ج2643 ( ، سنن ابن ماجه ج1313)34/ص2( ، سنن أبي داود ج1464 )458/ص1(581)474/ص2 ( ، سنن الترمذي ج1343 )426/ص1 79-ص5 حلية األولياء : ج)(3

Page 60: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

ليل : في القراءة تكون أن الرابع المفتاح60

الضجيج ، وبشئ من المكابدة لحصول التركيزفكيف سيتأثر ؟

إن القراءة في الليل يحصل معها الصفاء والهدوء حيث ال أصوات تشغل األذن وال صور تشغل العين

فيحصل التركيز التام وهو يؤدي إلى قوة التدبر والتفكر وقوة الحفظ والرسوخ أللفاظ القرآن

ومعانية .

Page 61: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

األسبوعي : التكرار الخامس المفتاح61

المفتاح الخامس : التكرار األسبوعيللقرآن

أهميته : األولى المسألة القرآن أنزل ليعمل به ، ووسيلة العمل به العلم به أوال ، وهو يحصل بقراءته وتدبره ، وكلما تقاربت أوقات القراءة ، وكلما كثر التكرار كان أقوى في

رسوخ معاني القرآن الكريم ، ومن أجل ذلك كان السلف يواظبون على قراءة القرآن ، ويحرصون

على كثرة تالوته وتكرارها ، ومن ظن أنهم يقرأونه من أجل ثواب القراءة فحسب فقد قصر فهمه في

هذا الباب ، عن عمر بن الخطاب _ قال : قال رسول الله § : "من نام عن حزبه أو عن شيء منه

فقرأه فيما بين صالة الفجر وصالة الظهر كتب له ، وقال عقبة بن عامر(1)كأنما قرأه من الليل"

الجهني _ : "ما تركت حزب سورة من القرآن من وعن المغيرة بن شعبة(2)ليلتها منذ قرأت القرآن "

_ قال : " استأذن رجل على رسول الله وهو بين مكة والمدينة فقال : قد فاتني الليلة حزبي من

، وعن خيثمة ’(3)القرآن وإني ال أوثر عليه شيئا" -ùقال : " انتهيت إليه - يعني : عبد الله بن عمرو

وهو يقرأ في المصحف فقال : هذا حزبي الذي أريد

)369/ص6 ( ، صحيح ابن حبان ج747)515/ص1 صحيح مسلم ج)(1 ( ، سنن النسائي الكبرى ج1171 )195/ص2 ( ، صحيح ابن خزيمة ج2643

( ، سنن ابن ماجه ج1313)34/ص2( ، سنن أبي داود ج1464 )458/ص1(581 )474/ص2 ( ، سنن الترمذي ج1343 )426/ص195 فضائل القرآن ألبي عبيد )(2(4137)141/ص2 كنز العمال ج)(3

Page 62: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

األسبوعي : التكرار الخامس المفتاح62

، وعن القاسم ’ قال : كنا نأتي(1)أن أقوم به الليلة" ،(2)عائشة ~ قبل صالة الفجر ، فأتيناها ذات يوم

فإذا هي تصلي ، فقالت نمت عن حزبي في هذه ، وعن أبي بكر بن عمرو(3)الليلة فلم أكن ألدعه"

Y استأذن على عمر _ بالهاجرة بن حزم ’ : أن رجال فحجبه طويال ، ثم أذن له فقال : إني كنت نمت عن

، وعن ابن الهاد ’ قال(4)حزبي فكنت أقضيه" فيسألني نافع بن جبير بن مطعم ’ فقال لي :

كم تقرأ القرآن؟ فقلت: ما أحزبه ، فقال لي نافع : ال تقل ما أحزبه ، فإن رسول

،(5) "قال : قرأت جزءا� من القرآن§ الله فهذه النصوص وغيرها مما نقل عن السلف في هذه

القضية المهمة تؤكد على ضرورة تحزيب القرآن والمحافظة على ما يتم تحزيبه ، وأن يكون له

األولوية األولى في كل وقت . ينبغي أن يوجد الحرص التام عليه وأن يقدم على كل عمل ، وأال يهدأ لك بال حتى تقوم به ، حتى

تؤديه في وقته ، أو تقضيه إن فات أداؤه في وقته ، إن العمل الذي ال تقضيه إذا فات يعني تساوي

الفعل والترك عندك ، وهذا دليل على عدم أهميته متى وجد هذا الحرص فهو مفتاحلديك ،

النجاح في الحياة ، إنه مفتاح� ال نحتاج إلى إثبات نجاحه بالتجربة ، فهو ثابت بالخبر عن

(8559)240/ص2 مصنف ابن أبي شيبة ج)(1 يفهم من السياق أن مجيئهم هذه المرة بعد طلوع الشمس ، أو أن)()(2

صواب العبارة ) بعد صالة الفجر ( .(4784)416/ص1 مصنف ابن أبي شيبة ج)(3416/ص1 مصنف ابن أبي شيبة ج)(4 (1392)55/ص2 سنن أبي داود ج)(5

Page 63: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

األسبوعي : التكرار الخامس المفتاح63

§ ، كما قال الله تعالى:الله تعالى وعن رسوله ( سورة طه [123])} فمن اتبع هداي فال يضل وال يشقى {

، وهل يعقل أو يتصور أن يوجد اتباع دون قراءة مستمرة ، دون مذاكرة لقواعده وتوجيهاته ، كما

سبق البيان أننا في واقع الحياة نجد أن اإلداري الذي ال يحفظ الالئحة وال يعي ما فيها هو إداري فاشل ، والطالب الذي ال يذاكر دروسه كذلك ،

ومتى علم الله منك صدق الرغبة والحرص على هذا الغذاء فإنه يفتح لك أبوابه ويبارك لك فيه ، ويمتد

ال أقول إنأثره ليشمل جميع جوانب حياتك ، التجربة تشهد لذلك ، فثبات نتائج هذا العمل

، وماأقوى وأصدق من أن تخضع للتجربة يوجد في حياتنا من نقص إنما هو بسبب ترك وإهمال هذا العمل اليسير على من يسره الله

عليه ، العظيم في نفعه وأثره الشامل في تحقيق النجاح الكامل لكل من أخذ به بدقة ، وهو مجاني ال

يحتاج إلى دورات وال رسوم وال مدرب . إن عادات النجاح ليست سبعا وال عشرا� بل

، إنها المحافظة على قراءةهي عادة� واحدة حزبك من القرآن ، بل هي عبادة وليست عادة ، من

يسر الله له المحافظة عليها حصلت له كل معانيالنجاح الدينية والدنيوية.

ومدة : القرآن تحــزيب كيفية الثانية المسألةالخــتم

قراءة القرآن مثل العالج ال بد أن يكون بمقدار معين ال يزيد عليه وال ينقص حتى يحدث أثره ، مثل المضاد الحيوي إن طالت المدة ضعف أثره ، وإن

Page 64: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

األسبوعي : التكرار الخامس المفتاح64

تقارب أكثر من المناسب أضر بالبدن ، فكذلك قراءة القرآن المدة التي أقرها النبي §ألمته ، لمن

رغب في الخير هي سبعة أيام إلى شهر ، ونهى عن أقل من ثالث ، وجاءت نصوص في النهي عن هجر

القرآن أكثر من أربعين يوما. عن أوس بن حذيفة الثقفي _ قال : قدمنا على

رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فنزلوا االحالف على المغيرة بن شعبة _، وأنزل

رسول الله § بني مالك في قبة له فكان يأتينا كل ليلة بعد العشاء فيحدثنا قائما على رجليه حتى

يراوح بين رجليه وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش ويقول : وال سواء كنا مستضعفين

مستذلين فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم ندال عليهم ويدالون علينا فلما كان ذات ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه

فقلت : يار سول الله لقد أبطأت علينا الليلة قال : فإنه طرأ علي حزبي من القرآن فكرهت أن أخرج

حتى أتمه قال أوس بن حذيفة سألت أصحاب رسول الله كيف يحزبون القرآن ؟ قالوا : ثالث

وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثالث عشرة ، وذكر عن عثمان _ أنه كان(1)وحزب المفصل "

يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة ويختم ليلة الخميس ، وعن عائشة ~ قالت : "إني ألقرأ جزئي أو قالت

)427/ص1 ( ، سنن ابن ماجه ج1393 )55/ص2 سنن أبي داود ج)(1( ، مصنف ابن أبي شيبة ج16211 )9/ص4 ( ،مسند أحمد بن حنبل ج1345

( ، مسند الطيالسي599)220/ص1 ( ، المعجم الكبير ج8583 )242/ص2 ( وقال875)225/ص1 ( ، المغني عن حمل األسفار ج1108 )151/ص1ج

104 ، لتذكار408/ص13حديث حسن ، فتاوى ابن تيمية ج

Page 65: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

األسبوعي : التكرار الخامس المفتاح65

سبعي وأنا جالسة على فراشي أو على ، وقال عبدالله ابن مسعود _ :" ال يقرأ(1)سريري"

القرآن في أقل من ثالث اقرأوه في سبع ويحافظ ، قال النووي ’ - عن الختم(2)الرجل على حزبه"

في سبع -: "فعل األكثرين من السلف" ، وقال السيوطي ’: " وهذا أوسط األمور ، و أحسنها ، وهو

فعل األكثر من الصحابة وغيرهم " . األولى أن يكون تحزيب القرآن وتقسيمه على

السور- قدر اإلمكان - بمعنى أن تقرأ السورة في الليلة الواحدة كاملة ، وأن يكون التقسيم والتوزيع متوافقا مع نهايات السور ، وهذا هو السنة ، وعليه

عمل الصحابة والتابعين ، أما األحزاب واألجزاء واألثمان المعروفة اليوم فلم تأت إال متأخرة ، عالوة على ما فيها من بتر للمعاني وتقطيع للسور ، ومن

أراد تفصيل القول في هذه المسألة فليراجع ما كتبه شيخ اإلسالم ابن تيمية في الفتاوى الجزء الثالث

عشر.

المفتاح : هذا تطبيق كيفية الثالثة المسألة القيام بالقرآن كامال في كل أسبوع يحتاج الوصول إليه إلى التدرج والتدريب شيئا فشيئا ، ومن ذلك

تطبيق قاعدة : ) أدومه وإن قل( ، فمن الممكن أن تكون البداية بالمفصل يحزبه سبعة أحزاب لكل يوم

من أيام األسبوع حزب ، أو من الممكن أن تكون البداية بجزء )عم( يقسمه سبعة أقسام وكل ليلة

(30182) .143 مصنف ابن أبي شية )(1 رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال269/ص2 انظر : مجمع الزوائد ج)(2

الصحيح

Page 66: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

األسبوعي : التكرار الخامس المفتاح66

ثم ينظريقرأ بقسم ، يكرر هذا كل أسبوع ، وعندما يرى األثر والفائدةالنتيجة كيف تكون ؟

فإن هذا سيدفعه إلى الزيادة ، ولتكن بالتدريج ، فيزيد المقدار وبنفس الطريقة يتم توزيع المقدار الجديد إلى سبعة أقسام كل قسم منها يقرأ في

ليلة ، بحيث يختم المقدار كل أسبوع حتى يرسخ ، حتى تثبت اآليات في القلب بصورة قوية يسهل

استدعاؤها في مواقف الحياة اليومية .

Page 67: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

حفظا : القراءة تكون أن السادس المفتاح67

المفتاح السادس : أن تكون القراءةحفظا

: المفتاح هذا أهمية األولى المسألة مثل حافظ القرآن وغير الحافظ ؛ مثل اثنين في

سفر ، األول: زاده التمر ، والثاني: زاده الدقيق ، فاألول: يأكل متى شاء وهو على راحلته، والثاني: ال

بد له من نزول ، وعجن ، وإيقاد نار ، وخبز ،وانتظار نضج .

والعلم مثل الدواء ال يؤثر حتى يدخل الجوف ، ويختلط بالدم ، وما لم يكن كذلك فإن أثره مؤقت ،

ومثل الجهاز المزود ببطارية والجهاز الذي ليس كذلك ، األول يمكن أن يشتغل في أي مكان أما

الثاني فال بد من مصدر كهرباء .عن ابن عباس

ùقال: قال رسول الله §: "إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب

، وقال ابن تيمية ’ :" أنا جنتي وبستاني في(1)"ح{تA فهي معي" ، وهو يريد بذلك Aى رw }ن صدري أ

القرآن والسنة التي في صدره تثبته وتزيده يقينا ، : ألحد طالبه :’وقال سهل بن عبدالله

أتحفظ القرآن ؟ قال : ال ؟ قال : واغوثاه لمؤمن ال يحفظ القرآن ! فبم يترنم؟ فبم

، ويقول أبو عبد اللهيتنعم ؟ فبم يناجي ربه ؟ بن بشر القطان ’: "ما رأيت رجال أحسن انتزاعا لما

741-1( وقال حسن صحيح ، المستدرك : 2913)177-5 سنن الترمذي: )(1 )521-2( وقال : صحيح اإلسناد ولم يخرجاه ، سنن الدارمي : 2037)

( ، مسند اإلمام أحمد :12619 )109-12( ، المعجم الكبير للطبراني : 33061-223

Page 68: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

حفظا : القراءة تكون أن السادس المفتاح68

أراد من آي القرآن من أبي سهل بن زياد ’ ، وكان جارنا ، وكان يديم صالة الليل ، وتالوة القرآن ،

فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينينه ينتزع منه ، وهذا المقصود من كون( 2)ما شاء من غير تعب "

الحفظ أحد مفاتح التدبر ألنه متى كانت اآلية محفوظة فتكون حاضرة ، ويتم تنزيلها على النوازل

والمواقف التي تمر بالشخص في الحياة اليومية بشكل سريع ومباشر ، أما إذا كان القرآن في

الرفوف فقط ؛ فكيف يمكن لنا أن نطبقه علىحياتنا ؟

: على الحفظ أثر توضيح الثانية المسألةوالتدبر الفهم

إن عالج أي مشكلة له ثالث صور : األولى : المعالجة الذهنية المجردة الشفهية من غير

تحرير وال ترتيب للحلول .الثانية : المعالجة المكتوبة المحررة المرتبة .

الثالثة : المعالجة الذهنية لشئ مكتوب مسبقا ، ومحرر بمعنى حفظ ما تم التوصل إليه في عالج

المشكلة كتابيا . والصورة الثالثة هي أقواها ، تليها الثانية ، ثم

األولى ، وحفظ القرآن وتكرار قراءته هو من النوع الثالث ، فترديد اآلية والتفكر فيها وهي محفوظة

أفضل من تكرارها نظرا ، ألن مفعول الطريقة الثالثة يستمر ، بينما الثانية يقف عند إغالق

المصحف.

521-15 ، سير أعالم النبالء : 45-5 تاريخ بغداد : )(2

Page 69: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

حفظا : القراءة تكون أن السادس المفتاح69

: ؟ القرآن نحفظ لماذا الثالثة المسألة بناء على ما تقرر ذكره في المفاتيح السابقة فإن الهدف

األول لحفظ القرآن هو : القيام به آناء الليل وآناء النهار ، والهدف من القيام به حفظ ما تضمنه من العلم بالله

واليوم اآلخر ، ذلكم العلم الذي يحقق السعادة والحياة الطيبة لإلنسان ، ويحقق له الثبات في األزمات ، والقوة

لَألمة في مواجهة أعدائها ، هذا هو الهدف األهم لحفظالقرآن والذي ينبغي أن يركز عليه القائمون على التربية .

إن حفظ األلفاظ وسيلة وليس غاية ، وسيلة إلى حفظ المعاني ، واالنتفاع بها في الحياة ، أما االقتصار على حفظ األلفاظ فهو قصور في حق القرآن العظيم ، وهو انحراف عن الصراط المستقيم في رعايته واالنتفاع به في الحياة

الدنيا واآلخرة .

: الكريم القرآن نحفظ كيف الرابعة المسألة) التربوي) الحفظ

بناء على ما تقرر في المسألة السابقة ، وما تقرر في المفتاح الخامس ؛ أقول: إن حفظ القرآن حفظا

Y يتلخص في الخطوات التالية :(1)تربويا - تكون بداية حفظ القرآن من سورة الناس ثم1

الفلق بعكس ترتيب القرآن ، فهذا االتجاه يحقق التدرج والسهولة ، ويحقق ثبات السير في مشـروع

هBل التدريب على القيام به Aس} ،(2)حفظ القرآن ، ويwبعx وناجح سواء كان الطالب صغيرا أو كبيرا ، وهو مAت

في مدارس تحفيظ القرآن الكريم بوزارة التربية والتعليم ، وهو على التحزيب بالسور سهل ميسور ،

ما ذكرته هنا هو الثمرة العملية والخالصة لبحث مستقل عن ) الحفظ)()(1

القرآن التربوي للقرآن وصناعة اإلنسان ( . سيأتي مزيد إيضاح وتفصيل لهذه المسائل في كتاب : )مفاتح تدبر السنة )(2

والعمل بها في الحياة( الذي يصدر بإذن الله قريبا.

Page 70: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

حفظا : القراءة تكون أن السادس المفتاح70

أما على التحزيب باألجزاء واألثمان فهو عسير ، فالذين يتبعون األجزاء واألثمان ال يرون أن يكون سير الحفظ من قصار السور ألنه يناقض األجزاء

واألثمان ، ولو جربوا التقسيم بالسور لتنفسوا الصعداء وتخلصوا من عبودية تلك الطريقة ، ولذاقوا

لذة المرونة في الحفظ . - يقسم الحفظ إلى قسمين : األول: )حفظ2

الجديد( ، الثاني: )القيام بالقرآن( . - يخصص النهار وهو من الفجر إلى المغرب4

لـ)حفظ الجديد(. - يخصص الليل وهو من آذان المغرب إلى آذان5

الفجر لـ)القيام بالقرآن( مع تطبيق بقية مفاتيحالتدبر العشرة.

- ينقسم )حفظ الجديد( إلى قسمين : األول :6 )الحفظ( ، الثاني : )التكرار( ، أما )الحفظ( فيحدد

له موعد بعد الفجر ، وموعد بعد العصر ، وأما )التكرار( فيكون في صالة~ نافلة أو فريضة خالل

ساعات النهار. - تقليل مقدار )الحفظ الجديد( والتركيز أكثر على7

)التكرار( لما تم حفظه . - يقسم ما يتم حفظه إلى سبعة أقسام عدد أيام8

األسبوع ، فيقوم كل ليلة بقسم ، وهذا القسم الثاني الذي سميته ) القيام بالقرآن ( وهو ما يعرف

بالمراجعة. - كلما زاد المقدار المحفوظ يتم إعادة توزيع9

التقسيم األسبوعي ليتناسب مع الزيادة ، مع مالحظة أن أيام األسبوع األولى يكون مقدارها أقل

ألنه لم يرسخ بعد .

Page 71: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

حفظا : القراءة تكون أن السادس المفتاح71

- يكون الحفظ سورة سورة ، ويكون حفظ10 السورة ألول مرة بالتقسيط ، فيمكن تقسيم

السورة إلى عدد من اآليات حسب موضوعاتها ، وبعض الموضوعات الطويلة يمكن أن تقسم إلى

مقطعين أو أكثر ، ويمكن جمع أكثر من موضوع في مقطع واحد إن كانت قصيرة ؛ فبعض الموضوعات تكون في آية واحدة فقط ؛ بل بعض اآليات تتضمن

w يكون التقسيم عددا من الموضوعات ، المهم أال .(1)عشوائيا ، وال حسب األوجه ، وال حسب األثمان

Y تجاوز أي سورة حتى11 - ال يصلح وال يسوغ أبدا يحفظها جملة ، مهما كانت طـويلة ، ويكررها - بعد

Y من المرات ، وفي أكثر من حفظها جملةY - عددايوم .

- من المفيد جدا تسميع ما ستقوم به الليلة على12 شخص آخر ، واألولى أن يكون من األسرة ليحصل

التواصي به ، والتعاون عليه . - إذا تبين ضعف حفظ بعض السور أثناء ) القيام13

Y فتتم مراجعته وضبطه في نهار اليوم بالقرآن ( ليال التالي له ، وال يصح أن يبدأ بحفظ جديد والحالة هذه

، وغالبا ما يكون هذا في أيام األسبوع األولى التيتتضمن ما تم حفظه أخيرا .

- من المهم جدا تطبيق المفاتيح العشرة بما في14 ذلك مفتاح الترتيل ، ومفتاح الجهر ، وال يحسن السرعة والعجلة حين قراءة القرآن - حتى في

حفظ الجديد - بحجة ضبط الحفظ ، فالسرعة تعني

إن أي تقسيم ال يراعي الموضوع يعني التركيز على األلفاظ ونسيان)()(1

المعاني وقد جربت هذه الطرق مرارا ، وثبت لدي ما نصحت به ، ويمكن أليمشتغل بحفظ القرآن أن يجرب بنفسه ثم يحكم .

Page 72: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

حفظا : القراءة تكون أن السادس المفتاح72

نسيان أهداف قراءة القرآن ، وهو المفتاح الثاني من المفاتيح العشرة ، وعند وجود هذه الحالة يعاد

التذكير به من خالل قراءته في هذا الكتاب . - هذه الطريقة تعطي الحافظ الطمأنينة15

والسكينة إذا اقتنع بها وتربى عليها فال عجلة وال خوف نسيان ، بل وضوح تام لمقصود الحفظ ،

واستثمار له من البداية - هذه الطريقة تقوم على مبدأ :)الحفظ16

التربوي( ، أما طريقة:)احفظ وانس( فهي كما قال األعمش ’: " مثل من يقدم له الطعام ثم يأخذ

باللقمة تلو اللقمة ويرميها وراء ظهره وال يدخلها .(1)إلى جوفه "

- فيها توفير للوقت والجهد ، إذ أنك تحفظ17 السورة مرة واحدة في العمر ، ثم تستثمر حفظها

وتنتفع به ، أما تعاقب الحفظ والنسيان فهذا يستهلك الوقت والجهد ، ويحرم من التنعم بالقرآن

في الحياة ، بل يوجد النزاع والخصام بين حفظ الجديد والمراجعة لما تم حفظه ، وأيضا يوجد القلق

والحرج عند من حفظ شيئا من القرآن ثم نسيه ، وربما كان سببا في اليأس من الحفظ

.وتركه - يمكن تربية األسرة على )الحفظ التربوي(18

بوضع جدول أسبوعي لكل منهم وتسميعه لهم في النهار ، وتذكيرهم به ، وحثهم على القيام به في الليل ، ومكافأتهم عليه ، حتى يتدربوا ، ويشبوا

عليه ، ويكون مصاحبا لهم ال ينفكون عنه ، وال

انظر : الجامع ألخالق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي .)()(1

Page 73: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

حفظا : القراءة تكون أن السادس المفتاح73

يطيقون فراقه ، ويكون مصباحا يضيئ لهم طريقالحياة .

- من يقرأ ما يحفظه - ولو كان سورة واحدة -19 كل أسبوع خيرx ممن يقرأ مائة سورة كل شهر ، األول يقرأ السورة كل سبعة أيام ، والثاني يقرأ

فأيهما سيكون حفظه(1)السورة كل ثالثين يوما للمعاني أثبت ، وأقوى ، وأقرب للذكر والعمل ، ال

عبرة للكثرة مقابل القوة ؛ فقليل قوى خير من كثير ضعيف ، وهذا يذكرني بما جاء في سنن أبي

من حديث ثوبان _ قال قال رسول الله § :(2)داود " يوشك األمم أن تداعى عليكم كما تداعى األكلة إلى قصعتها ، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟

قال بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ،

وليقذفنw الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت" ، وعليه فليس الهدف حفظ ألفاظ كثيرة

تكرار محفوظ منمن القرآن ، بل الهدف : القرآن كل سبعة أيام في صالة بنية التدبر

Y كان هذا المحفوظليتم الشفاء من الوهن ، wا أي حتى لو سورة واحدة ، فهو خير ألف مرة من حفظ

كثير ال يتصف بما ذكر ، فإن وجد حفظx كثير أو القرآن كامال بحسب ما ذكر فهو أولى وأقوى من

القليل ، فالمهم القاعدة السابقة ، ومتى رأيت أن

أي قوة ما يقرا كل أسبوع تعادل أربعة أضعاف1/4 فالنسبة بينهما تعادل )()(1

ما يقرأ كل شهر ، ومن كان في شك فليجرب .111/ص4ج)()(2

Page 74: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

حفظا : القراءة تكون أن السادس المفتاح74

الوقت يضيق فعليك بتقليل المقدار مع بقاءالتكرار .

Page 75: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

اآليات : تكرار السابع المفتاح75

المفتاح السابع : تكرار اآليات إن الهدف من التكرار هو التوقف الستحضار

المعاني ، وكلما كثر التكرار كلما زادت المعاني

التي تفهم من النص ، والتكرار - أيضا - قد يحصل ال

إراديا تعظيما أو إعجابا بما قرأ ، وهذا مشاهد في واقع الناس حينما يعجب أحدهم بجملة أو قصة فإنه

يكثر من تكرارها على نفسه أو غيره ، التكرار : نتيجة وثمرة للفهم والتدبر ، وهو أيضا وسيلة إليه حينما ال يوجد ، قال ابن مسعود _ : "ال تهذوه هذ

الشعر وال تنثروه نثر الدقل ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، وال يكن ه}م| أحدكم آخر السورة

، وقال أبو ذر _ : "قام النبي § بآية حتى أصبح(1)"wك} ~ن }هAم{ ف}إ }غ{ف~ر{ ل ~ن ت }ادAك} و}إ ب wهAم{ ع~ ~ن {هAم{ ف}إ Aع}ذBب ~ن ت يرددها }إ

}A{ح}ك~يم {ع}ز~يزA ال }نت} ال ، وعن عباد(2)"( سورة المائدة[118])أ بن حمزة ’ قال: " دخلت على أسماء ~ وهي تقرأ:

( سورة27])} ف}م}نw الله علينا ووقانا عذاب السموم {

قال: فوقفت عليها فجعلت تستعيذ وتدعو ،الطور[ قال عباد: فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم

، وعن( 3)رجعت وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو" القاسم بن أبي أيوب ’ أن سعيد بن جبير ’ ردwد} هذه

، أخالق حملة344-1 ، شعب اإليمان للبيهقي 407-4 تفسير البغوي )(1 19القرآن

( ، قال في مصباح الزجاجة إسناده1389)429/ص1 سنن ابن ماجه ج)(2 وصححه241-1 ، مستدرك الحاكم 177-1صحيح ، سنن النسائي )المجتبى(

ووافقه الذهبي ، وحسنه األلباني في سنن النسائي ، وحسنه األرناؤط فيمختصر منهاج القاصدين

( 6037 )25/ص 2 مصنف ابن أبي شيبة ج)()(3

Page 76: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

اآليات : تكرار السابع المفتاح76

(281] )اآلية :} واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله {

، وقال محمد بن(1) بضعا وعشرين مرةسورة البقرة [ كعب القرظي ’ : ألن أقرأ ) إذا زلزلت األرض

زلزالها ( و )القارعة ( أرددهما وأتفكر فيهما أحب}هAذ| القرآن" ، وردwد} - الحسن(2)من أن أبيت أ

Aح{صAوه}ا } ت ~ع{م}ة} الل̧ه~ ال { ن }عAد|وا ~ن ت البصري ’ - ليلة }و}إ }xح~يم wر xورAغ}ف{ ~نw الل̧ه} ل حتى أصبح ، فقيل( سورة النحل[18])إ

له في ذلك ، فقال : إن فيها معتبرا ما نرفع طرفا وال نرده إال وقع علىنعمة , وما ال نعلمه من نعم الله

Yم{(3)أكثر " ، وقام تميم الداري _ بآية حتى أصبح }أwذ~ين} }ال }هAم{ ك ع}ل wج{ }ات~ أ̧ن ن Bئ ي wوا السAح }ر} ت wذ~ين} اج{ ح}س~ب} ال

اء AهAم{ س} }اهAم و}م}م}ات ي و}اء مwح{ ~ح}ات~ س} Aوا الصwال Aوا و}ع}م~ل آم}نAمAون}{ }ح{ك ، قال ابن القيم ’ :( 4) ( سورة الجاثية[21])م}ا ي

هذه عادة السلف يردد أحدهم اآلية إلى الصبح " ، قال النووي ’ : " وقد بات جماعة من السلف(5)

يتلو الواحد منهم اآلية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها ، وقال ابن قدامة ’: "(6)يتدبرها عند القراءة "

وليعلم أن ما يقرأه ليس كالم بشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبر كالمه فإن التدبر هو

المقصود من القراءة وإن لم يحصل التدبر إال بترديد.( 7)اآلية فليرددها"

203/ص7 مصنف ابن أبي شيبة ج)()(197 الزهد البن المبارك )(2151 مختصر قيام الليل للمروزي )(368 مختصر منهاج القاصدين : )(4222-1 مفتاح دار السعادة )(550 األذكار )(668 مختصر منهاج القاصدين: )()(7

Page 77: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

بالمعاني : األلفاظ ربط الثامن المفتاح77

المفتاح الثامن : ربط األلفاظ بالمعاني : المفتاح هذا مفهوم األولى المسألة

هو : ربط اللفظ بالمعنى ؛ أي : حفظ المعاني ، وهو أيضا: ربط اآلية بالواقع ؛ أي: تنزيل اآلية على المواقف واألحوال اليومية التي تمر بالشخص ، هو

التمثل بالقرآن في كل حدث يحصل في اليومY في القلب تؤخذ منه wا والليلة ، بحيث يبقى القرآن حي اإلجابات والتفسيرات للحياة ، وتؤخذ منه التوجيهات

واألنظمة في كل صغيرة وكبيرة ، وهذا الربط يعرف عند علماء النفس باالقتران الشرطي ،

ويعرف بالوقت الحاضر عند علماء البرمجة باإلرساء ، وهو ما يعرف في القرآن والسنة بالذكر

أو التذكر ، وهو يعني تداعي المعاني ، كما قال~فx مBن} هAم{ ط}ائ wذ}ا م}س~ { إ wق}وا wذ~ين} ات ~نw ال تعالى؛}إ

ون}{ Aص~ر} ~ذ}ا هAم م|ب { ف}إ وا Aرw }ذ}ك {ط}ان~ ت ي w( سورة األعراف[ 201])الش. : أنواعه الثانية المسألة

الربط أو التداعي نوعان : عفوي وقصدي ، فالعفوي إلهامات وفتوحات يفتحها الله تعالى على

من يشاء من عباده ، وقصدي : وهو أن تقوم بالربط ثم التكرار حتى يرسخ ويثبت ، والتكرار الذي

يحقق الربط نوعان : األول : التكرار اآلني ، و الثاني : التكرار األسبوعي ، أما التكرار اآلني فسبق

بيانه في المفتاح السابع ، وأما التكرار األسبوعيفسبق بيانه في المفتاح الخامس .

: الربط كيفية الثالثة المسألة أن تكرر اللفظ مع استحضار معنى جديد في كل مرة ، حتى تمر على كل المعاني التي يمكن أن

Page 78: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

بالمعاني : األلفاظ ربط الثامن المفتاح78

تتذكرها من النص أو اللفظ ، وقد سبق ذكر كالم الحسن البصري ’ حين قام الليل كله يكرر قول الله

تعالى : } وإن تعدوا نعمة الله ال تحصوها{ فلما قيل له ؟ قال : إن فيها معتبرا ما نرفع طرفا وال

نرده إال وقع علىنعمة.

: والكلمات األلفاظ حسابات الرابعة المسألة األلفاظ قوالب المعاني وحساباتها البنكية ، فكلمة

عند شخص لها خمسة معاني ، وعند آخر سبعةمعاني ، وعند ثالث : صفر خالية ال تعني له شيئا .

إن إدارك ووعي الناس آليات القرآن يتفاوت تفاوتا كبيرا مع أن اآلية هي اآلية يقرؤها هذا ويقرؤها هذا

وإن ما بينهما في عمق فهم اآلية أو الجملة كما بينالمشرقين .

Page 79: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

الترتيل : التاسع المفتاح79

المفتاح التاسع : الترتيل الترتيل يعني الترسل والتمهل ، ومن ذلك مراعاة

المقاطع والمبادئ وتمام المعنى ، بحيث يكون القارئ متفكرا فيما يقرأ ، قال الله تعالى : } ورتل

المزمل [ ، قال ابن كثير : أي4القرآن ترتيال { ] اقرأه على تمهل فإنه يكون عونا على فهم القرآن

، وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسالمه(1)وتدبره عليه ، قالت عائشة رضي الله عنها : " كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها

وعن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن قراءة(2)" رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كانت مدا

،(3)يمد بسم الله ، ويمد الرحمن ، ويمد الرحيم " وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها سئلت عن قراءة

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان يقطع قراءته آية آية } بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك

.(4)يوم الدين { قال الحسن البصري ’ : يا ابن آدم كيف يرق قلبك

وقد أنكر ابن مسعود(5)وإنما همتك آخر السورة " _ على نهيك بن سنان ’ سرعته في القراءة حين

Y قال : قرأت المفصل البارحة فقال عبد لله _ : "هذ̧ا كهذB الشعر ! إنا قد سمعنا القراءة وإني ألحفظ

1453 تفسير ابن كثير : )(14/507 صحيح مسلم )(28/709 فتح الباري )(38/241 ، تحفة األحوذي 4/294 ، سنن أبي داود 6/302 مسند أحمد )(4150 مختصر قيام الليل المروزي : )(5

Page 80: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

الترتيل : التاسع المفتاح80

ناء التي يقرأ بهن النبي §" ، وقال ابن(1)القAر} مسعود _ لعلقمة ’ -وقد ع}ج~ل في القراءة -: "

{نA القرآن " ي ، قال(2)فداك أبي وأمي رتل فإنه ز} ابن مفلح ’: "أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن (3)عن اإلبانة وأكمله أن يرتل القراءة ويتوقف فيها "

، وصفة قراءة القرآن التي نقلت إلينا عن النبي § تدل على أهمية الترسل وتزيين الصوت èوصحابته

بالقراءة ، فمن ينظر إلى أي كتاب في التجويد يدرك هذه الحقيقة بجالء ووضوح ، ولم ينقل ذلك إال للقرآن ، فاألحاديث ولخطب والمواعظ لم ينقل

فيها شئ من ذلك ، وإنه لفرق كبير في التمهل والتأني بين من يطبق أحكام التجويد ومن ال يطبقها

. Y بل يهذ القراءة هذ̧ا عن حذيفة _ قال : " صليت مع النبي § ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها ، ثم النساء فقرأها ، ثم آل

، إذا مر بآية فيهامترسالعمران فقرأها ، يقرأ تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ

(4)تعوذ "

وإذا تعارض مقدار القراءة مع صفتها قدمت الصفة ، سئل زيد بن ثابت _ : كيف ترى في قراءة القرآن

( ، صحيح4756)1924/ص4 ( ، ج742)269/ص1 صحيح البخاري ج)(1/ص5 ( ، صحيح ابن حبان ج822 )565/ص1 ( ،ج822 )564/ص1مسلم ج

( ، سنن البيهقي1077)344/ص1 ( ، سنن النسائي الكبرى ج1812)118 (3958 )417/ص1 ( ،مسند أحمد بن حنبل ج2291)60/ص2الكبرى ج

( ج2 ( ، سنن سعيد بن منصور )2259 )54/ص2 سنن البيهقي الكبرى ج)(2)140/ص6 ( ، ج8724)255/ص2 ( ،مصنف ابن أبي شيبة ج54)225/ص1

30152) 2/297 اآلداب الشرعية )(3 225/ص3 ( ، سنن النسائي )المجتبى( ج772 )536/ص1 صحيح مسلم ج)(4(1664)

Page 81: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

الترتيل : التاسع المفتاح81

في سبع ؟ قال : حسن ، وألن أقرأه في نصف شهر أو عشر أحب إلي ، وسلني لم ذلك ؟ قال: فإني

،(1)أسألك ، قال : لكي أتدبره وأقف عليه " اهـ قال ابن حجر ’ : "إن من رتل وتأمل كمن تصدق

بجوهرة واحدة ثمينة ، ومن أسرع كمن تصدق بعدة جواهر لكن قيمتها قيمة الواحدة ، وقد تكون قيمة

الواحدة أكثر من قيمة األخريات وقد يكون العكس" ، والصحيح: أن من أسرع فقد اقتصر على(2)اهـ

مقصد واحد من مقاصد قراءة القرآن وهو : ثواب القراءة ، ومن رتل وتأمل فقد حقق المقاصد كلها

وكمل انتفاعه بالقرآن ، واتبع هدي النبي §وصحابته .è الكرام

201-1 الموطأ )(1 وذكر نحوه السيوطي في اإلتقان .89-3 فتح الباري )(2

Page 82: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

بالقراءة : الجهر العاشر المفتاح82

المفتاح العاشر : الجهر والتغني بالقراءة عن أبي هريرة _ قال §: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن

، وعنه أيضا _ أنه سمع النبي § يقول:" ما(1) " يجهر به يجهر بالقرآنأذن الله لشئ ما أذن لنبي حسن الصوت

، وعن أبي موسى _ قال : قال النبي § : "إني ألعرف(2)" أصوات رفقة األشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل ،

وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل ؛ وإن كنت لم ، وعن أم هانئ ~ قالت(3)أر منازلهم حين نزلوا بالنهار "

، وعن(4): "كنت أسمع قراءة النبي § وأنا على عريشي" أبي قتادة _ أن النبي § خرج ليلة فإذا بأبي بكر _ يصلي يخفض صوته ، وم}رw على عمر بن الخطاب _ وهو يصلي

رافعا صوته ، قال : فلما اجتمعا عند النبي § قال: يا أبا بكر قدمررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك ؟ قال :

ي�ت� يارسول الله ، وقال لعمر :أسمعت من ناج� مررت بك وأنت تصلي ترفع صوتك ؟ فقال : يا رسول الله

أوقظ الوسنان ، وأطرد الشيطان ، فقال النبي §: يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا ، وقال لعمر: اخفض من صوتك

( ، المستدرك على الصحيحين ج7089)2737/ص6 صحيح البخاري ج)(1 ( ، سنن البيهقي120 )326/ص1 ( ، صحيح ابن حبان ج2091)758/ص1

( ، سنن1469 )74/ص2 ( ، سنن أبي داود ج1024 )558/ص1الصغرى ج ( .2257)54/ص2البيهقي الكبرى ج

792 )545/ص1 ( ، صحيح مسلم ج7105 )2743/ص6 صحيح البخاري ج)(2 180/ص2 ( ، سنن النسائي )المجتبى( ج1473 )75/ص2( ، سنن أبي داود ج

(1017. ) )1944/ص4 ( ، صحيح مسلم ج3991)1547/ص4 صحيح البخاري ج)(3

/ص13 ( ، مسند أبي يعلى ج3829 )459/ص2( ، مسند أبي عوانة ج2499305(7318. )

/ص1 ( ، سنن ابن ماجه ج1013)178/ص2 سنن النسائي )المجتبى( ج)(4 ( ، مسند أحمد بن3672 )321/ص1 ( ، مصنف ابن أبي شيبة ج1349)429

( ، وحسنه األلباني في صحيح سنن النسائي 26939)341/ص6حنبل ج

Page 83: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

بالقراءة : الجهر العاشر المفتاح83

عن جهر النبي § بالقراءةù وسئل ابن عباس (1)شيئا " بالليل فقال :"كان يقرأ في حجرته قراءة لو أراد حافظ أن

- لرجل ذكر له أنهù ، وقال ابن عباس (2)يحفظها فعل " سريع القراءة - :" إن كنت فاعال فاقرأ قراءة تسمعها

، وعن ابن أبي ليلى ’ قال:" إذا(3)أذنك ، ويعيها قلبك "اهـ قرأت فاسمع أذنيك فإن القلب عدل بين اللسان

.(4)واألذن" إن الجهر بما يدور في القلب أعون على التركيز واالنتباه

ولذلك تجد اإلنسان يلجأ إليه قسرا عندما تتعقد األمورويصعب التفكير.

البعض عند قراءته للقرآن يسر بقراءته طلبا للسرعة وقراءة أكبر قدر ممكن وهذا خطأ ومن الواضح غياب قصد

التدبر في مثل هذه الحالة. إن الجهر درجات أدناها أن يسمع المرء نفسه وتحريك

أدوات النطق من لسان وشفتين ، وأعالها أن يسمع من قرب منه ، فما دونه ليس بجهر وما فوقه يعيق التدبر

ويرهق القارئ ويؤذي السامع . ومن فوائد الجهر استماع المالئكة الموكلة بسماع الذكر

لقراءة القارئ ، وهرب وفرار الشياطين عن القارئ

( ،447 )309/ص2 ( ، سنن الترمذي ج1329)37/ص2 سنن أبي داود ج)(1 )496/ص2 ( ، مصنف عبد الرزاق ج1161 )189/ص2صحيح ابن خزيمة ج

( ، صحيح ابن خزيمة ج865)109/ص1 ( ، مسند أحمد بن حنبل ج4210 ( ، وصححه النووي في733)6/ص3 ( ، صحيح ابن حبان ج1161 )189/ص2

، والحاكم ووافقه الذهبي واأللباني في صفة صالة النبي391-3المجموع .109§ص

.133 مختصر قيام الليل للمروزي : )(2 .89-9 ( ,فتح الباري : 2759)168/ص2 سنن البيهقي الكبرى ج)(3( .3670 )321/ص1 مصنف ابن أبي شيبة ج)()(4

Page 84: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

بالقراءة : الجهر العاشر المفتاح84

والمكان الذي يقرأ فيه ، وفي ذلك تطهير للبيت وتعطير لهوجعله بيئة صالحة للتربية والتعليم .

Y يكثر فيه الجهر بالقرآن هو بيت - كما قال أبو إن بيتا هريرة _ - كثر خيره وحضرته المالئكة وخرجت منه

الشياطين والبيت الذي ال يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله(1)وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه المالئكة"

( .790 )273/ص1 الزهد البن المبارك ج)(1

Page 85: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث خاتمة85

خاتمة البحث أخي المسلم بفعلك لما سبق ذكره من مفاتح التدبر تكون كمن استعمل منظارا لتقريب وتكبير الصور ،

وهذا ما يحصل تماما لقارئ القرآن بهذه الكيفية فإنه تكبر في نظره المعاني ، وتزداد عمقا ، ويغزر فهمه لمضامينها حتى إنه لينتبه إلى معان لم يكن

يدركها من قبل ، وألفاظ كان يمر بها دون أن يشعر ، حتى إنه ليقول : سبحان الله ! لقد كنت أقرأ هذه السورة ، أو اآلية منذ سنوات ؛ لكن لم أفهمها كما

فهمتها اليوم ؟ إن البعض منا يريد أن يتدبر القرآن ، ويتأثر به ، وهو

لم يهيئ األسباب والوسائل المساعدة على فهمه وفقهه ، حتى أدنى درجات التركيز والهدوء ال

يوجدها حين قراءته للقرآن ، لماذا ؟ ألنه قصر همته على نطق األلفاظ ، وما يحصل من حسنات مقابل

ذلك . إن من يواظب على قراءة القرآن كما تم

بيانه ووصفه من حال السلف فإن هذا سيؤدي إلى حياة قلبه ، وقوة ذاكرته ،

وصحة نفسه ، وعلو همته ، وقوة إرادته ، ،مرتكزات النجاح الحقيقيةوهذه هي

ذلكم النجاح الشامل المتكامل الثابت في حال الشدة كما هو حاصل في حال

الرخاء. إن من يطبق هذه المفاتيح العشرة

فسيرى بأم قلبه نور القرآن ، ويصبح من أولياء الله الذين ال خوف عليهم وال هم

Page 86: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث خاتمة86

}يحزنون ، الذين مدحهم بقوله سبحانه : إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا

نسأل الله الكريم بمنه وفضله ، ( سورة مريم[58]){وبكيا أن يجعلنا منهم ، والله الموفق والهادي إلى

الصراط المستقيم ، وصلى الله وسلم وبارك علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Page 87: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث ملحقات87

: رحلتي مع الكتاب(1ملحق ) بدأت رحلتي مع هذا الكتاب منذ أن عقلت وأدركت

أن الحياة مجاهدة ، ومصابرة ، وصراع بين الحق والباطل ، والخير والشر ، وأن الثبات على الحق

وتحصيل الخير ال بد له من جهد ، ومن عمل . كانت البداية مع كتاب الجواب الكافي أقرؤه كلما أحسست بضعف السيطرة على النفس ، وضعف

اإلرادة والوقوع في النقائص ، فكنت أجد فيه العالج وانتفع به حينا من الدهر ، ثم انتقلت إلى كتب

المثقفين والمفكرين المعاصرين أمثال : قوارب النجاة ، وحديث الشيخ ، وتربيتنا الروحية ، وجدد

حياتك ، وغيرها من كتب جعلتها قريبة مني أقرؤها آلخذ منها الزاد الروحي - على حد تعبير أولئك

wاب . الكت ثم جاءت فترة تعلقت بكتاب إحياء علوم الدينللغزالي ومختصر منهاج القاصدين البن قدامه .

وفي المرحلة الجامعية كان التوجه نحو كتب الغرب والتي بدأت تغزو األسواق ، من ذلك : كيف تكسب

األصدقاء ، دع القلق وابدأ الحياة ، سيطر على نفسك ، سلطان اإلرادة وغيرها ، فكنت أرجع إليها

كلما حصلت مشكلة أو احتجت لعالج مسألة ، وكنت قرأتها أكثر من مرة ولخصت ما فيها على شكل

قواعد وأصول ، وفي حينها كان يتردد على خاطري سؤال محير : كيف يكون العالج والتغيير في مثل

هذه الكتب وال يكون في القرآن ؟ ثم تلتها مرحلة أخرى تعلقت بكتاب مدارج السالكين

وخاصة بعدما طبع تهذيبه في مجلد واحد فكان

Page 88: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث ملحقات88

رفيقي في السفر والحضر أقرأ فيه بهدف تقويةالعزيمة ومجاهدة النفس .

ثم جاءت مرحلة لم يمض عليها سوى سنوات اتجهت إلى كتب وأشرطة القوة وتطوير الذات

والتي بدأت تتنافس في جذب الناس ، فاشتغلت في الكثير منها طلبا للتطوير والترقية ، من ذلك : كتاب العادات السبع ، أيقظ قواك الخفية ، إدارة

األولويات ، القراءة السريعة ، كيف تضاعف ذكائك ، المفاتيح العشرة للنجاح ، البرمجة اللغوية العصبية ، كيف تقوي ذاكرتك ..كن مطمئنا ، السعادة في ثالثة

شهور ، كيف تصبح متفائال ، أيقظ العمالق .... الخ من قائمة ال تنتهي ، كنت أقرؤها ، أو أسمعها بكل

دقة وأناة باحثا فيها عما عساه يغير من الواقع شيئا ، ويحصل به االنطالق والتخلص من نقاط

الضعف ، ولكن دون جدوى ، وأحمد الله تعالى أنها كانت دون جدوى ، وأني نجوت من الفتنة بهذه

المصادر البشرية للنجاح ، فكيف سيكون حالي لو كنت حصلت على النجاح من تلك الكتب ونسيت

كتاب ربي إلى أن فارقت الحياة ؟ إن السؤال المحير ، والذي يدعو للعجب

واالستغراب : هل كان مثل هذا التخبط حصل من شخص يعيش في مجاهل أفريقيا ؟ أو أدغال آسيا ولم يبلغه القرآن ؟ أو أنه حصل من شخص يحفظ

ومع هذا لمالقرآن وهو في المرحلة المتوسطة ينتفع به ألنه نسي هذه المفاتيح .

هذا هو السؤال المحير الذي كنت أبحث عن إجابته ؟ فوجدتها والحمد لله وضمنتها هذا الكتاب ، فإياك - أخي المسلم - أن ترحل من هذه الدنيا ولم

Page 89: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث ملحقات89

تذق ألذ وأطيب ما فيها إنه القرآن كالم الله ، الذي ال يشبه التنعم به أي نعيم على اإلطالق ، وهو

حاصل بإذن الله تعالى لمن أخذ بهذه المفاتيح التي هدي إليها سلفنا الصالح ، ففتحت لهم كنوز القرآن ، وبها فتحت لهم كنوز األرض وخيراتها فكانوا خير أمة

أخرجت للناس .

Page 90: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث ملحقات90

: أفضل هدية يقدمها والد إلى(2ملحق )ولده

يقدمها والد إلى ولده ، وأعظم إحسانإن أعظم هدية يسديه إليه ؛ أن يربيه على مفاتح تدبر القرآن - التي ذكرتها

عن السلف - منذ الصغر حتى يتسلح بالقرآن في هذه العصر الذي كثرت فيه الفتن ، وانتشر فيه القلق والملل ، وزادت األمراض النفسية ، وضعفت النفوس عن تحمل المصائب ،

وصار الناس يبحثون عن التسلية والترويح عن النفس بوسائل شتى ، حتى أرهقتهم بدنيا وماليا ووصلوا معها إلى طريق

مسدود وصدق عليهم قول الشاعر:وكأس شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها

إن من ينشأ على القيام بالقرآن ، يقرؤه كما وصفت ، فإنه ينشأ قوي النفس ، قــــوي البدن ، ثابت الخطى ، يشق

طريقه في الحياة بال مخاوف ، وال مشاكل بإذن الله تعالى ،ألنه يجد التفسير الواضح الثابت لكل المواقف التي

يمر بها ، ولكل المناهج واألطروحات التي تتنافس في إثبات وما زلت أسمع وأرى صورا� ومآسي الوجودها ،

نحرافات فكرية وخلقية تحصل من أبناء المسلمين ، وماذاك إال بسبب التفريط في الربط بالقرآن حبل الله المتين ، الذي ما ضل من تمسك به ، والتمسك

به ال يكون أبدا� إال بما سبق بيانه من وسائل .ومفاتيح

إن هذا أسهل وأخصر الطرق في تربية األوالد لمن وفق إليه وقدر عليه ، أما من حرمه فإنه سيظل حبيس تجارب وطرق وأفكار ال أول لها وال آخر ، تجارب ووسائل متباينة ومكلفة وصعبة التطبيق ، وضعيفة النتائج ، وهشة البناء ال

تصمد للمواقف الصعبة واللحظات الحرجة . تذكر أنك حين تربي ابنك منذ الصغر على القرآن

بالطريقة التي وصفتها فإنك تثبت في قلبه رقيبا يصحبه أينما ذهب وفي كل وقت وحينها ال تحتاج أبدا إلى مراقبته

ومتابعته ألن رقيبه مثبت في صدره وبقوة ؛ فتنام بذلك قرير

Page 91: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث ملحقات91

العين وتجني ثمرة ما زرعته في قلبه في سنوات حياته األولى.

: القرآن والصيام(3ملحق ) أن رسول الله § قال : "الصيامùعن عبد الله بن عمرو

والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أي رب ، منعته الطعام والشهوات بالنهــار فشفعني فيه ، ويقول .(1)القرآن : منعته النوم بالليل فشعني فيه قال فيشفعان "

إن بين القرآن والصيام عالقة متينة ، فمن أعظم وأهم الحكم من مشروعية صيام نهار رمضان تهيئة القلب لتدبر القرآن حين القيام به في الليل ، والمشاهد أن كثيرا من

AفوBتون على أنفسهم هذه المصلحة العظيمة حينما الناس ييسرفون في الطعام والشراب وقت اإلفطار والعشاء .

لقد أثبت الطب الحديث ، والطب البديل أهمية الصيام لصفاء القلب وقيامه بوظائفه المادية والمعنوية ، وال أريد

التفصيل في هذه القضية فالمقام ال يسمح لكني أرشد إلى وإن كنت على يقين من حكمة تشريع الصيام(2)بعض المراجع

بدون عناء الرجوع إلى تلك الكتب وصرف الوقت والجهد في قراءتها يكفينا في هذا قول الله تعالى : } وأن تصوموا خير

، إنها رسالة من( سورة البقرة [184] )لكم إن كنتم تعلمون { رب العالمين تحمل الكثير والكثير من اإلشارات واإلرشادات ، إن الله تعالى يقرر لنا هذه القاعدة العظيمة : أن الصيام خير لنا ، وإن من بعض خيره ما تم إثباته بالتجارب المخبرية ومن

( ، وصححه أحمد شاكر،6626 )174/ص2 مسند أحمد بن حنبل ج)(1 وقال صحيح على شرط مسلم ،مصنف ابن أبي470-1مستدرك الحاكم :

)483-1 (، صحيح الترغيب والترهيب لَأللباني :30044)129/ص6شيبة ج969.)

من ذلك : كتاب ريجيم الصوم نشر : دار طويق ، الصوم والصحة ، نجيب)()(2

الكيالني ، صوموا تصحوا – دراسة علمية لفوائد الصوم : الشيخ سعيد األحمري– دار المعارف ، عالج نفسك بالصيام : محيي الدين عبد الحميد .

Page 92: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث ملحقات92

تجارب العلماء الذين يؤكدون على أهمية هذه العالقة بين الصيام وبين التفكير والفهم والتدبر ، إن شواهد صحتها

وأقوال أهل التجربة وأحوالهم من علماء المسلمين وغير المسلمين ال يتسع له كتاب وما لم ينقل عنهم من أقوال

wر عن حاله ، وذكر ما وأحوال أكثر وأكثر ، فالقليل منهم ع}بوجد ، وغيرهم كثير وجد ولم يذكر.

فإن أردت حقا تدبر القرآن ، والتأثر به ، فعليك بهذا المفتاح العجيب ، وخاصة في رمضان إنه الصيام ، الصيام الصحيح الذي يحرص فيه الصائم على تطبيق ما جاء في

سAول} الله~ صلى م~ع{تA ر} حديث~ الم~ق{د}ام بن م}ع{د~ي كر~ب} قال} : س}

ا م~ن{ wر {نA آد}م} و~عاءY ش} } اب الله عليه وسلم يقAولA : » مامَأل~ن{ كان ال }هA ، فإ {ب Aق}يماتx يق~م{ن} صAل {ن~ آد}م} ل ~ح}س{ب~ اب }ط{ن� ،ب ب

ه~ « رواه }ف}س~ ~ن }لAثx ل ~ه~ و~ث راب ~ش} AلAثx ل ~ط}عام~ه~ و}ث AلAثx ل }ة} ، ف}ث }ل ا م}ح} اإلمام أحمد والترمذى والنسائى وابن ماجه وقال الترمذي :

حديث حسن صحيح . وهذا الحديث أصل جامع ألصول الطب كلها ، وقد روى أن ابن أبي ماسويه الطبيب - لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي

خيثمة ’ - قال : " لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا مناألمراض واألسقام ولتعطلت المارشايات ودكاكين الصيادلة". ليس معنى الصوم أن تمسك عن الطعام والشراب مدة

ثم تلتهم أضعاف ما أمسكت عنه ؛ هذا بكل تأكيد ليس صوما نافعا ، إن الصوم الذي ينفع صاحبه هو ما يقترن معه عدم الشبع حال اإلفطار ، إن بعض الشباب يقول قد صمت فما

وجدت الوجاء الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم . نقول : نعم إن كنت في وقت فطرك تتقاضى من وقت

صومك وترد الصاع صاعين فهذا ليس بصوم على الحقيقة بل هو إرهاق للبدن وتعذيب له ، ألن الهدف من الصوم حماية الجسد عامة والقلب خاصة من سموم األطعمة واألشربة ،

Page 93: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث ملحقات93

وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم " فإنه له وجاء "؛ ذلك أن القلب إذا استراح من سموم األطعمه صفا ورق . قال المروزي ’ : قلت ألبي عبدالله - يعني اإلمام أحمد ’- : " يجد الرجل من قلبه رقة وهو شبع قال : ما أرى" ،

قال : " ماشبعت منذ أسلمت "،ùوعن نافع ’ عن ابن عمر من قل ط�ع�م�ه فهموعن محمد بن واسع ’ قال : "

، وإن كثرة الطعام ليثقل صاحبه عنوأفهم وصفا ورق كثير مما يريد " ، وعن أبي سليمان الداراني ’ قال : "إذا

أردت حاجة من حوائج الدنيا واآلخرة فال تأكل حتى تقضيها ، ، وعن قثم العابد ’ قال : "كانفإن األكل يغير العقل "

ما قل طعم امريء قط إال رق قلبه ونديتيقال: ، وعن أبي عمران الجوني ’ قال :"كان يقال منعيناه "

أحب أن ينور قلبه فليقل طعمه " ، وعن عثمان بن زائدة ’}ص~حw جسمك قال:" كتب إليw سفيان الثوري ’ : إن أردت أن ي

}ق~لw نومك فأقلل من األكل " ، وعن إبراهيم بن أدهم ’ قال : وي "من ضبط بطنه ضبط دينه ، ومن ملك جوعه ملك األخالق

الصالحة" ، وقال الحسن بن يحيىالخشني ’ : من أراد أن يغزر دموعه ويرق قلبه فليأكل وليشرب في نصف بطنه ، وقال

أحمد بن أبي الحواري ’: فحدثت بهذا أبا سليمان فقال : إنما جاء الحديث " ثلث طعام وثلث شراب " ، وأرى هؤالء قد

Y ، وعن الشافعي ’ قال : ما حاسبوا أنفسهم فربحوا سدسا شبعت منذ ستة عشر سنة إال شبعة أطرحها ، ألن الشبع يثقل البدن ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة

، وقالت عائشة ~ : " أول بدعة حدثت بعد رسول الله § : الشبع ، إن القوم لما شبعت بطونهم جمحت بها نفوسهم إلى

الدنيا .

Page 94: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث ملحقات94

رسالة إلى كل معلم ومعلمة في العالمBمة : يا من يسر الله لك}~ قلوب أخي المAعلBم أختي المAعل

Aق~دBس كالمك ، وترى فيك الناشئة ، تسمع لك وتطيع ، وت القدوة الحسنة ، والمثل الذي يحتذى ، إليك أوجه هذه

Y في توصيل ما تضمنه هذا الرسالة : وهي أن تسعى جاهدا الكتاب من أمور علمية وعملية بأسلوبك وطريقتك الخاصة ،Y أن نجاحهم وسعادتهم Y وعمال خ لدى الناشئة علما wبحيث يترس

وقوتهم بهــذا القرآن العظيم ، و}جBههم إلى كيفية القيام بالقرآن ، وعلBمهم أنه الطريق لتثبيت معانيه العظيمه في القـلوب ، علBمهم كيف يدعون الله تعالى أن يرزقهم حب

القرآن ، وأن يفتح لهم كنوزه ، وأن يضيئ لهم أنواره ، وضBح{ لهم بتفصيل واستمرار أن الحياة بدون القرآن العظيم شقاء

وضالل وضياع ، وأن الله تعالى أنزل هذا القرآن العظيم رحمةوهدى للعالمين .

احتوى الكتاب على عدد من اآليات ، واألحاديث ، وأقوال السلف ، مما يبين كيفية التعامل مع القرآن العظيم ، واالنتفاع

ها واشرحها لهم ، واجعلهم يحفظون منها ر{ Bبه ، ف}س مايستطيعون ليكون حافزا لهم للعمل بها .

تفقدهم بين الحين واآلخر ، وراقب تفاعلهم مع ما تعلمهم إياه في هذا األمر المهم في حياتهم ، إنهم بذلك يكونون

حسنة من حسناتك ، وغرسا من غراسك ، تسعد وتسر حينتراهم سعداء ، تراهم نافعين مؤثرين في أمتهم .

أرجو منك االحتساب في توصيل مادة الكتاب ، لمن تحت يدك من فلذات أكبادنا ، الذين يؤلمنا واقعهم المأسوي ، وما

يعانيه الكثير منهم من قلق ، وضياع فكري وخلقي ، في زمن كثر فيه قطاع الطريق وتنوعت أطماع الطامعين ووسائلهم ،

وتخبط الكثيرون في البحث عن القوة والتطوير وتحقيقالنجاح في الحياة ، وهو في أيديهم ، في هذا القرآن العظيم . إن الكتاب يرسم الطريق المختصر واآلمن والقوي للتربية

واإلصالح ، ولكن األمر يحتاج إلى توضيح وبيان لمن لم يستطعذلك .

Page 95: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث ملحقات95

أسأل الله الكريم بمنه وفضله أن يجعلك مفتاحا من مفاتيح القوة والنجاح لَألمة ، وأن يحقق على يديك النصر

لإلسالم والمسلمين .

Page 96: مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة _ للدكتور خالد اللاحم

البحث 96 ملحقات

المحتويات5..............................................................مقدمة

13................دعوة للتواصل عبر موقع : القرآن والحياة

14...........................تمهيد : في معنى التدبر وعالماته

19....................................المفتاح األول: حب القرآن

25.......................المفتاح الثاني : أهداف قراءة القرآن

47...............................المفتاح الثالث: القيام بالقرآن

51.................المفتاح الرابع : أن تكون القراءة في ليل

54المفتاح الخامس : التكرار األسبوعي للقرآن أو بعضه

59...............المفتاح السادس : أن تكون القراءة حفظا

65................................المفتاح السابع : تكرار اآليات

67.....................المفتاح الثامن : ربط األلفاظ بالمعاني

69.......................................المفتاح التاسع : الترتيل

71.............................المفتاح العاشر : الجهر بالقراءة

73.....................................................خاتمة البحث

74..............................( : رحلتي مع الكتاب1ملحق )

76...........( : أفضل هدية يقدمها والد إلى ولده2ملحق )

77( : القرآن والصيام :3ملحق )