33
1 ر القرآن الكريمّ تدب حقيقتهميته وأهتمعح الفرد وا إص أ. د. مانيقادر سلي عبد ال. معة وهران، الجزائر جا.

تدبر القرآن الكريم

Embed Size (px)

DESCRIPTION

 

Citation preview

Page 1: تدبر القرآن الكريم

1

ر القرآن الكريم تدب

وأهميتهحقيقته يف إصالح الفرد واجملتمع

.عبد القادر سليماني. د.أ

.جامعة وهران، الجزائر

Page 2: تدبر القرآن الكريم

2

.بسم اهلل الرحمن الرحيم

بإحسان تبعهم ومن األبرار، وأصحابه األطهار آله وعلى اهلل، عبد بن حممد على والسالم والصالة هلل الحمد

:وبعد ،الدين يوم إىل عريب بلسان دحمم قلب على األمني الروح به نزل ، -تعاىل– اهلل الكرمي، هو كتاب القرآنأن شك ال

روتدب بتالوته دناوتعب ، حبفظه اهلل لتكف محيد، حكيم من تنزيل خلفه، من وال يديه بني من الباطل يأتيه ال مبني، .٤٢: محمد چگ ڳ ڳ ڳ ک گ گ گچ : فقال تعاىل، ومعانيه آياته

:وتعاىل سبحانه يقول ،وخسر ضل فقد عنه أعرض ومن، جنا به متسك من واآلخرة، الدنيا خريي فيه اهلل مجع ائ ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئ ىئ ىئ ىئ ی ی ی چ

.٣٤١ - ٣٤١: طه چی جئ حئ مئ ىئ يئ جب حب خب مب

على مجيع ، وآثاره ن األمور املهم اتوأحكامه، هو م والوقوف عند معاين آياته، تدب ر القرآن الكريمو كإصالح يف مجيع اجملاالت،ذلك ، و اتاجملتمععلى مستوى وأد افر األإن على مستوى ، اتجلي املستويات

مة، التي بها يتم صالحها وحفظاأل وتحديد سياساتاألحكام، األخالق، وتشريع االعتقاد، وتهذيبالمقاصد تدخل ضمن وغريها، املعاينوكل هذه ، ...اقتصاديا، وثقافيا، وصحيا، وتعليميا، واجتماعيا، نظامها

ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ چ :، قال اهلل تعاىلالناس إىل يوم الدين، يف تقومي حياة ن الكريملجامعة للقرآا

.٩: اإلسراء چڦ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ

كراإد يف وسيلة إال وترتيله اللفظ فما ،به والعمل ره،تدب و ،تالوته يف تكمل وبركته، القرآن قيمةال ريب، أن و .ر إىل عملهذا التأث به، وترمجة ر والتأث اخلشوع، وطلب ،هوحتصيل املعىن

؟في إصالح الفرد والمجتمعته أهميوما ؟ حقيقتهوما ، القرآن الكريمتدب ر مفهومفما هذا األسئلة وغريها، ارتأيت أن أقسم البحث إىل متهيد وثالثة مباحث وخامتة، ومجلة من ولإلجابة عن

.التوصيات، اليت هلا عالقة باملوضوع، كالتدب ر، المصطلحات المفتاحيةفتناولت فيه تعريف بعض : التمهيدأما

. واإلصالح

Page 3: تدبر القرآن الكريم

3

خالل من، وذلك فيه بورغ بتدب ر القرآن الكريم أمرفبي نت فيه أن اإلسالم قد : وأما المبحث األول .ةويالنب والسن ة الكتاب

.حقيقة تدب ر القرآن الكريمفتناولت فيه : وأما المبحث الثاني .في إصالح الفرد والمجتمع تدب ر القرآن الكريم أهميةفتناولت فيه : وأما المبحث الثالث اليت رأيت أهنا تفيد التوصياتاليت تضم نها هذا البحث، وبعض النتائجفذكرت فيها مجلة من : لخاتمةوأما ا

.موضوع البحث خصوصا، وموضوع املؤمتر عموما

.واهلل ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل

Page 4: تدبر القرآن الكريم

4

: التمهيد . التعريف ببعض المصطلحات المفتاحية

:تعريف التدب ر: أوال :اللغة في رالتدب معنى-1

ب ر ب ر الد ، ومؤخره، ومجعهما عق به شيء كل القبل، ودب ر نقيض والد هوق بل ه، و خالف شيء كل ودب ر أدبار ءجا وهلذا ؛ مرة بعد مرة النظر إعادة مث ، وآخره أوله يف النظر: الكالم وتدبر ،فيه والتفك ر األمر عاقبة يف النظر أواخرها وهي، األمور أدبار يف النظر من مشتق إنه: قيل ولذلك والتبني ؛ والتفه م كالتجر ع التفع ل وزن على

چڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ چ : تعاىل قوله يف كما، القول رتدب ومنه ،وعواقبها

(1).٨٦: المؤمنون

:القرآن الكريم تدب ر معنى-2 إال املعاين تلك تتم ال وما ضمنها يف دخل وما ، مطابقة آياته عليه تدل فيما والتفكر، ألفاظه عاينم تفه م هو

وخضوعه ،مواعظه عند خبشوعه بذلك القلب وانتفاع ،والتنبيهات اإلشارات من كرهذ على اللفظ جيعر مل مما به، :أهل العلم، وعلى رأسهم من املفس رين، وكل هذه املعاين حاضرة يف أقوال منه العربة وأخذ ،ألوامره

أي " ، ٤٩: ص چڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ : تعاىل قوله يف الطبري قال 2)." به ويعملوا فيتعظوا ،الشرائع من فيه اهلل شرع وما، فيه اليت اهلل حجج رواليتدب

،معانيه بفهم وقلبك ،بأحكامه بالقيام سكنف بوطال ، خطابه لطائف يف رتدب " : طاهر ابن بكر أبو وقال

)." عليه قبالباإل كر وس

، وخمتار الصحاح، (4/262)، (د ت)، 1بريوت، ط –لسان العرب، حممد بن مكرم بن منظور األفريقي املصري ، دار صادر - 1

، تاج العروس من جواهر القاموس، حمم د بن ( 40-1/402)آبادي ، والقاموس احمليط، الفريوز(1/196)ن الرازي زين الدي (.1/2206)حمم د بن عبد الرز اق احلسيين، أبو الفيض، امللق ب مبرتضى، الزبيدي،

سامي بن حممد سالمة، دار طيبة للنشر :ققتفسري القرآن العظيم، أبو الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي الدمشقي، احمل -2 (.21/190)م، 1999 -ه 1420، 2والتوزيع، ط

هشام : جلامع ألحكام القرآن، أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري اخلزرجي مشس الدين القرطيب، احملقق - (.2 /19)م، 200-ه 142، مسري البخاري، دار عامل الكتب، الرياض، اململكة العربية السعودية

Page 5: تدبر القرآن الكريم

5

1)." الفكرة بثمرة والظفر، بالعربة واالستبصار، بالع ظة االنتفاع: ثالثة الذكر أبنية" : الهروي لوقا

يف نظرا كان ءسوا تأمل كل يف عملاست مث ،وعواقبها األمور أدبار يف التأمل: التدبر وأصل" : األلوسيوقال 2)." وأعقابه لواحقه أو ،وأسبابه سوابقه أو ،وأجزائه الشيء حقيقة

: آلتيةا األمور يشمل القرآن في التدبر أن، رالتدب معنى في العلماء كالم من ويستفاد . هبا يراد وما األلفاظ معاين معرفة- . اجلمل تركيب أو سياقال من فهمي مما اآليات أو اآلية عليه تدل ما لتأم - . وزواجره ببشائره القلب وحترك، حبججه العقل اعتبار- .بأخباره واليقني، ألوامره اخلضوع-

ل الذي يبلغ به صاحبه معرفة املراد من املعاين، وإمنا يكون والتأم ، رهو التفك :رالتدب من ذلك أن ويتلخ ص مل تكن انكشفت له معان ، را ر تدب ما ازداد املتدب حبيث كل ، فيهودعت يت أ ذلك يف كالم قليل اللفظ كثري املعاين ال

) .بادية له بادئ النظر

:اإلصالحتعريف : ثانيا :لغة اإلصالح-1 ا فهو يصلح واحد، مبعىن والصلوح والصالح، الفساد خالف علىالصالح صاحل، فهو وصلوح ا، صالح

4) .حوصلو لحاءص واجلمع وصليح،فساد نقيض واإل صالح صلحة اإل

فساده بعد الشيء ستفساد، وأصلحاال نقيض الصالح، واالست صالح وامل

وصاحلوا طلحوااص م، وقدالس ل ح بينهم، والصل القوم تصاحل فصلحت، والصلح إ ليها أحسن الدابة لح أقامه، وأص

(. 1/12)مفتاح دار السعادة ومنثور والية العلم واإلرادة، دار الكتب العلمية، بريوت، -1 (.4/150)بريوت، -روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين، حممود األلوسي أبو الفضل، دار إحياء الرتاث العريب -2 (.142/ 2)م، 2000ه ،1420، 1لطاهر بن عاشور التونسي، مؤسسة التاريخ العريب، بريوت،طالتحرير والتنوير، حممد ا - ، والصحاح يف (1/221)، والقاموس احمليط (2/212)التحرير والتنوير، ابن عاشور، ،(2/516)لسان العرب، ابن منظور، -4

(. 9 /1)اللغة، اجلوهري،

Page 6: تدبر القرآن الكريم

6

الصاد بكسر باملصدر، والص الح وصفوا كأهنم متصاحل ون، صلوح واحد، وقوم مبعىن احلواواص وتصاحلوا واصلحواصاحلة مصدر

.امل

ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک چ :كما يف قوله تعاىلسيئة، يف القرآن، تارة بال الصالح وقوبل

چڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڦڤ ڤ ڦچ :يف قوله تعاىلكما وتارة بالفساد، ، ٣٠٤: التوبة چ

.باألفعال االستعمال أكثر يف خمتصان ومها، ٦٣: يونس

:اصطالحا اإلصالح-2 :وهي تعريفات بعدة الصالح العلماء فعر . اهلدى طريق سلوك هو: الصالحأن

.العقل إليه يدعو ما على احلال استقامة هو:وقيل .والشرع العقل إليه يدعو ما على احلال استقامة هو:وقيل 1) .النفس وطهارة األعمال هو استقامة: وقيل :لإلصالح المختار التعريف صالح أن ال: وهوشامل، بينها بتعريف اجلمع وميكن متقاربة، أهنا جند التعريفات، هذه يف النظر خالل ومن

.والشرع العقل إليه يدعو ما على احلال واستقامة، اهلدى طريق سلوك من اهلدف أن االصطالحي من املعىن يتبني حيث بينهما، وثيقة واالصطالحي اللغوي املعىن والعالقة بني

املعىن من تبني ما وهذا، والشرع العقل يدعو لذلك كما، اهلدى طريق على اإلنسان استقامة هو اإلصالح .اللغوي

: المبحث األول

، فيه بيرغالت و بتدب ر القرآن الكريم مراأل .ةويالنب والسن ة الكتابنصوص خالل من

حلكمه، االنقياددال ة على االعتناء بالقرآن الكرمي، اعتناء خاص ا، بغرض جاءت الشرعية، النصوص أن ال شك

.وتدب راخاص، يف التعامل مع القرآن الكرمي، تالوة، اتباع منهجمن خالل خلفه، واملشي أحكامه، على واإلقبال

(.100/ )ابن عاشور، املصدر نفسه، -1

Page 7: تدبر القرآن الكريم

7

:األمر بالتدب ر والترغيب فيه، في ضوء القرآن الكريم: أوال

مبا يفيد األمر ، والتأم ل التدب ر ، قد أشاد بكل األلفاظ والصيغ اليت جاءت يف إطارالكرمي ال شك أن القرآن :والرتغيب فيه، بلفظ صريح

٦٤: النساء چڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ڇچ چ چچ : قوله تعاىلما يف ك .٤٩: ص چڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ : وقوله تعاىل .٤٢: محمد چک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ چ : وقوله تعاىل .٨٦: المؤمنون چڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ چ : وقوله تعاىل

على آياته تفاصيل داللة يتأم لوا أن أحدمها: عنينيم حيتمل وذلك داللته، ، أي يتأم لون﴾القرآن يتدبرون﴿ ومعىن

من أن ه على، ببالغته القرآن مجلة داللة يتأم لوا أن وثانيهما تفاصيله؛ تدب ر أي املسلمني، إليها أرشد اليت مقاصده 1) .صادق به جاء الذي وأن اهلل، عند

، وغري والتذك ر، رالتفك تفق ه، والتعق ل، والتبص ر، و كال، مفهوم التدب رحتمل يف مضامينها ،ةغري صرحيبألفاظ و

: يف آيات القرآن الكرميالتدب ر والتأم ل ذلك من املفردات، والصيغ اليت مفادها .٨١: األنعام چۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې چ : تعاىلقوله ك

.٣٤: النحل چۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ چ : وقوله تعاىل .٢٢: النحل چٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ٿچ : قوله تعاىلو

.٤٢: الزمر چۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ چ : وقوله تعاىل

حيث قال، -رمحه اهلل تعاىل- ابن كثير، وقد أشار إىل ذلك احلافظ وجوب التدب ر اآليات هذه وقد تضم نت البليغة، وألفاظه احملكمة معانيه متفه وعنعنه، اإلعراض عن هلم وناهيا ،القرآن ربتدب عباده آمر ا تعاىل يقول" :

من حق فهو محيد، حكيم من تنزيل ألنه تعارض؛ وال تضاد وال اضطراب، وال فيه اختالف ال أنه هلم وخمرب ا 2)".حق

(. 42/ )لتحرير والتنوير، ابن عاشور، ا - 1 (.64 /2)تفسري ابن كثري - 2

Page 8: تدبر القرآن الكريم

8

املعرض وعال جل ذم وقد ،اهلل بكتا رتدب عن أعرض من على واإلنكار التوبيخ هذه اآلياتكما تضم نت ١٢: الكهف چژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک چ :كثرية، منها قوله تعاىل آيات العظيم، يف القرآن هذا عن

.٤٤: السجدة چ ٿڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿچ :تعاىل وقوله ، هبا، معانيها، والعمل وإدراك مها،وتفه حهاتصف ، أيالعظيم القرآن آيات ربتدب يشتغل مل من كل أن ومعلوم

يقدر فهما أعطاه اهلل كان إن ،اآليات يف يناملذكور والتوبيخ اإلنكار فيستحق ،لها متدب ر غير عنها، ض عر م فإنه .التدب ر على بهۈ ۈ ۇ ۆ ۆچ : تعاىل يف قولهجاء كما ،القرآن هذا قومه انهجر من هرب إىل النيب شكا وقد

.١٠: الفرقان چٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ امتثالو به، وتصديقه، والعمل به اإلميان وترك ،هجرانه ، هو منوتفه مه تدب ره تركأن :وذكر أهل التفسري

طريقة أو كالم أو هلو أو غناء أو قول أو شعر من غريه إىل عنه والعدول ،هجرانه زواجره، هو من واجتناب أوامره 1) .هجرانهأيضا يعترب من من غريه، من مأخوذ أو منهج

:لف، وعمل الس األمر بالتدب ر والترغيب فيه، في ضوء السنة النبوية: ثانيا أخالقيات عالية وراقية، سج لتها سريته العطرة الكريم القرآن تدب ر كانت له مع، النبي ال شك أن -1

يف مجيع حركاته للبشرية قاطبة وإىل يوم الدين، ة واألسوة احلسنة وهو القدو ! كيف ال، وسن ته الطاهرة :ومن ذلكتالوة واستماعا وتدب را، ن، وباخلصوص يف تعامله مع القرآوسكناته،

: قال بن مسعود عبد الله ما رواه ك وعليك آق رأ علي :ق لت ، ( اق رأ علي القرآن : ) قال ل النيب ن غري ي: ) قال !؟أنز ل ب أن أمسعه م 2) .( إ ين أح

)".، وذلك أن املستمع أقوىره ويفهمهيتدب يحيتمل أن يكون ك:"-رمحه اهلل- ابن بطالقال

، وجامع البيان يف تأويل القرآن، حممد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب اآلملي، أبو (6/102)ابن كثري، املصدر نفسه، - 1

، (22/ 1)، وتفسري القرطيب (19/264)م،2000-ه 1420، 1أمحد حممد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط:جعفر الطربي، احملقق -عثمان مجعة ضمريية-حققه وخرج أحاديثه حممد عبد اهلل النمر:معامل التنزيل، أبو حممد احلسني بن مسعود البغوي، احملقق

(.6/22)م، 1992-ه 4،1412سليمان مسلم احلرش، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط (.15/422، 4661:ح)رواه البخاري يف صحيحه - 2أبو متيم ياسر بن إبراهيم : ، أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك بن بطال البكري القرطيب، حتقيقالبخاريشرح صحيح -

(.10/222)م، 200-ه 142، 2مكتبة الرشد، الرياض، ط

Page 9: تدبر القرآن الكريم

9

ۈئ ۈئ ېئ ېئ ۆئوئ ۇئ ۇئ ۆئچ واآلية ، ب آية ، أصبح حت ، النب ي قام :قال، أبو ذر ما رواه -

1) .٣٣٦: المائدة چېئ ىئ ىئ ىئ ،(2)لالدق نثر القرآن، ينثرونه يقرءون ناسا ذكر:" النبي عن مسعه أو حذيفة عن بلغه ،جندب وعن-

( )".تأويله غري على يتأولونهنه فإ، التمر رديءوهو ، بفتحتني، لق لد كما يرمى ا،ليرمون بكلماته من غري روية وتأم أي :"يالمبار كفور قال

وليس حظهم من القرآن إال مروره على ، معناه أن قوما يقرأون :النوويوقال ... منثورا ىويلق، لرداءته ال حيفظبوقوعه في ، رهله وتدب بل المطلوب تعق ،وليس ذلك هو املطلوب، تراقيهم ليصل قلوهبم فال جياوز، اللسان (4)."القلب

كنت يقرؤوا، ومل قرؤوا أولئك: فقالت مرتني، أو مرة الليل يف القرآن يقرؤون ناسا أن هلا كرذ أنه عائشة عنو - اهلل دعا إال فختو فيها بآية مير فال والنساء، عمران وآل البقرة سورة يقرأ فكان التمام، ليلة النبي مع أقوم

(5) .إليه بورغ اهلل دعا إال استبشار فيها بآية مير وال واستعاذ،وسؤال رمحته واالستعاذة من ، ر ما يقرؤهتدب احلديث دليل على أنه ينبغي للقارئ يف الصالة :" الصنعانيقال

(6)".عذابه، يتلون كتاب اهلل، وما اجتمع قوم يف بيت من بيوت اهلل...: )قال عن النيب أبي هريرةن وع-

.. (..سكينة، وغشيتهم الرمحة، وحفتهم املالئكة، وذكرهم اهلل فيمن عندهإال نزلت عليهم ال، ويتدارسونه بينهم(2)

، 65 20:ح)، وأمحد يف مسنده (4/122، 1000:ح)، والنسائي (4/261، 40 1:ح)رواه يف السنن، ابن ماجة، - 1مصطفى عبد القادر عطا، دار : ، املستدرك على الصحيحني، حممد بن عبداهلل أبو عبداهلل احلاكم النيسابوري، حتقيق(1 ، 4

صحيح ومل خيرجاه، ووافقه الذهيب، وصح حه :، وقال(2/401، 245:ح)م، 1990-ه 1411، 1الكتب العلمية، بريوت، ط (.1205)األلباين يف مشكاة املصابيح،

الرديء اليابس من التمر، واملراد أن القارئ يرمي بكلمات القرآن من غري رؤية وتأمل،كما يتساقط الدقل من العذق : قلوالد -2، أنظر حممود حممد - الزاويطاهر أمحد : النهاية يف غريب احلديث واألثر، أبو السعادات املبارك بن حممد اجلزري، حتقيق : إذا هز

(.11/246)، واللسان، البن منظور (2/299)م، 1929-ه 99 1بريوت، -الطناحي، املكتبة العلمية (.2/256، 254:ح)األحاديث املرفوعة من التاريخ الكبري، للبخاري، - كفوري أبو العال، دار الكتب العلمية، بريوت، حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي، حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املبار - 4

( /122.) (.50/124، 462 2:ح)رواه أمحد يف مسنده، -5 .م1960-ه 29 1، 4سبل السالم، حممد بن إمساعيل األمري الكحالين الصنعاين، مكتبة مصطفى البايب احلليب، ط -6 (.212/ 1، 4262:ح)رواه مسلم يف صحيحه -2

Page 10: تدبر القرآن الكريم

10

ر، أم أهنم ر أو غريه يفس ون كتاب اهلل، سواء أكانت هذه القراءة بأن يقوم شخص ويقرأ ويفس ؤ يقر مواملعىن أهن يصوب قراءته ويبني ما جيتمعون حبيث يقرأ واحد منهم مقدارا من القرآن ويستمع الباقون، ويكون هناك شخص

(1) .وتدبر ما فيه، ومعرفة ما فيه، تأمل ما فيهحتت التدارس، وكذلك عليه من مالحظات، كل ذلك يدخل لة المفصل ق رأت :، ف قال مسعود ابن إ ىل رجل جاء : قال ، أبي وائ ل وعن - ا :ركعة ، ف قال يف اللي كهذ (2)هذ

ن هن، فذكر ي قرن النب ي كان اليت النظائ ر عرفت لقد الش عر ، ، سورت ني م ن سورة ع شر ين ب ي كل يف المفصل ( )".ركعة

(4)".ر والترتيلالتدب إمنا كان يف ،وأن تطويله الوارد، غالبا ن هذا كان قدر قراءته إ:"النوويقال (5)".وبه قال مجهور العلماء، رل والتدب الترس على وفيه احلث ، النهي عن الهذ يستفاد منه و:"العينيوقال ف راط كراهة ، الفوائ د م ن احلد يث هذا ويف ":الحافظ ابن حجرقال و نه ؛ الت الوة سرعة ف ي اإل ناف يي أل

مع التدب ر يصح ال إذ ؛ الهذ من أفضل الت رتيل وفيه أن، القرآن معاين يف والت فك ر التدب ر م ن المطلوب 6)."اهلذ

ا، ميد كان :ف قال ، النب ى ق راءة عن سئل ، أنه أنسوعن - يم الرمحن الله ب سم ﴿ : ق رأ مث مد ، ميد ﴾الرح يم وميد ب الرمحن ، وميد الله ، ب ب سم 2)."ب الرح

2".وفهمه القرآن رتدب يمكنهم وكيف ،ونيقرؤ كيف ألمته ليبني ؛ مهل على يقرؤه فكان :"ابن بط القال ث نا:السلمي، قال الرحمن عبد أبي وعن- بن الله وعبد عفان بن عثمان القرآن، ي قر ئون نا كانوا الذ ين حد

، عشر النب ي م ن ت علمنا إذا كنا:"قالوا ، أن هم مسعود ، "والعمل الع لم م ن ف يها ما ن ت علم حت جناو زها مل آيات يع ا والعمل والع لم القرآن ف ت علمنا:"لواقا 1."مج

(.216-2/215)كفوري أبو العال، حتفة األحوذي، املبار -1ح اهلاء وتشد يد الذال المعجمة ، أي سرد ا وإ ف راط ا يف السرعة ، أنظر فتح الباري، احلافظ ابن حجر بفت ":هذ ا"وقوله -2، أنظر فتح "هو متابعة القراءة يف سرعة، وكرهه ابن مسعود ملا فيه من قلة التدب ر ملا يقرءوه:"، وقال ابن رجب احلنبلي(151/ )

ح البخاري، زين الدين أيب الفرج عبد الرمحن ابن شهاب الدين البغدادي مث الدمشقي الشهري بابن رجب، دار الباري شرح صحي (.4/422)ه ، 1422 -السعودية، الدمام –ابن اجلوزي

أبو معاذ طارق بن عوض اهلل بن حممد: الثانية ، حتقيق : الطبعة (.4/262، 61 1:ح)، ومسلم يف صحيحه، (4 2/ ، 22:ح)متفق عليه، رواه البخاري يف صحيحه، - (.6/105)شرح صحيح مسلم، النووي، -4

(.9/216)عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بدر الدين العيين احلنفي، - 5 (.151/ )فتح الباري، احلافظ ابن حجر - 6 (.15/466، 4652:ح)رواه البخاري يف صحيح، - 2 (.61 /19)شرح صحيح البخاري، البن بطال، - 2

Page 11: تدبر القرآن الكريم

11

وبني معرفة أحكامه وما ، مون العلم والعمل مجيعا ، فيكونون بذلك قد مجعوا بني العلم والفقهيتعل كانوا أهنم : يأ 2.والفهمبالتدب ر والتأم ل إال شك أن ذلك ال يكون ، وال اشتمل عليه، فيجمعون العلم والعمل

نزل إذا اهلل رسول كان ، ٣٨: القيامة چېئ ىئ ىئ ىئ ی ی ی چ : تعاىل قوله يف عباس ابن وعن- . "عليه فيشتد وشفتيه لسانه به حير ك امم وكان بالوحي، جربيل

،وتدب ر وتفكر لبتأم بل مفرطة، سرعة وال هذرمة غري من فيها والرتسل القراءة ترتيل وجوب على دليل وفيه ٤٩.4: ص چڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ :تعاىل اهلل قال

:لف مع تدب ر القرآنأخبار وأحوال الس وهذه بعض -2 ، فقد سج ل لنا أيضا وقفات وأحواال تدب ر القرآنمع حياة النيب التاريخ اإلسالمي، لنا سج ل كماف

:، ومن ذلكالقرآن رتدب مع، الصالح سلفنالوأخبارا، حت ليلة ذات رأيته لقد الداري، متيم أخيك مقام هذا :مكة أهل من رجل ل قال: قال مسروق عن روي ما

ۅ ۅ ۉ ۉ ې ې چ ويبكي ويسجد فيها يركع القرآن من بآية يقرأ يصبح أن ق رب أو، أصبح

٤٣.5: جاثيةال چوئ ۇئ ۇئ ۆئ وئې ې ى ى ائ ائ ەئ ەئ ابن عباسفقال ،أقرأ القرآن يف مقام ،إين سريع القراءة: قلت البن عباس : -رمحه اهلل- حمزة يأبعن و

ألن أقرأ " :ويف رواية، "من أن أقرأ القرآن كما تقول إل أحب رهاوأتدب لها ألن أقرأ البقرة فأرت ":-مارضي اهلل عنه- 6."ه يف ليلةمن أن أقرأ القرآن كل إل فيها أحب ررها وأفك أتدب البقرة يف ليلة

، الشعر ا كهذ هذ : عبد اهللفقال ،إين قرأت املفصل البارحة :فقال، عبد اهللجاء رجل إىل : قال وائل يأبوعن قرأ سورتني ولقد علمت النظائر اليت كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ي، لوهل لتفص أفص إين ، ونثرا كنثر الدقل

2."يف ركعة

عامر اجلزار، دار الوفاء، -أنور الباز: جمموع الفتاوى، تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية احلراين، احملقق - 1 (. 0 /1)م، 2005-ه 1426، ط (.12/102)شرح سنن أيب داود، عبد احملسن العباد، - 2 . 0 /1( 442) ، ومسلم برقم 6/16( 4929)أخرجه البخاري برقم - (.1/22)تفسري ابن كثري، - 4 (. 1/412، 29 :ح)، والزهد أليب داود، (2/41، 6 12:ح)املعجم الكبري، الطرباين، - 5 (. 1/215)خمتصر قيام الليل، حملمد بن نصر املروزي، - 6 . ه 1410، 14شعب اإلميان، أبو بكر البيهقي، دار الكتب العلمية، بريوت، ط - 2

Page 12: تدبر القرآن الكريم

12

ڳ ڳ ڳ چ : اآلية هذه ديرد ، رمضان يف هميؤم وهو، جبير بن سعيد رأيت: قال عبيد بن سعيد وعن

دهايرد ، ٨: االنفطار چٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ چ و ، ٢٣: غافر چڳ ڱ ڱ ڱ 1."ثالثا أو مرتني

وأتفكر أرددمها ليلة ﴾القار عة ﴿و ﴾إ ذا زلز لت ﴿ أقرأ ألن " : يقول القرظي كعب بن محمد عن ويور 2."القرآن أهذ أبيت أن من إل أحب ، فيهما

وجلوسهما وسجودمها ركوعهما فكان، عمران وآل البقرة اآلخر وقرأ، البقرة أحدمها قرأ رجلني عن مجاهد وسئل

ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ چ : جماهد قرأ مث البقرة، قرأ الذي قال أفضل ؟ أيهما ،سواء

٣٠٨: اإلسراء چ .اليسرية اإلملاحة هبذه نكتفي كثرية، الكرمي القرآن تدبر مع السلف شأن يف واآلثار ،(

يتدبروهنا فكانوا رهبم من رسائل القرآن رأوا قبلكم كان من إن ": -رضي اهلل عنهما- علي بن الحسن وقال

4."النهار يف ويتفقدوهنا، بالليل

حممد على السورة فتنزل، القرآن قبل اإلميان يؤتى أحدنا وإن، طويال دهرا عشنا لقد " :وعمر بن اهلل عبد وقال ،أحدهم يؤتى رجاال رأيت لقد مث، منها عنده يوقف أن ينبغي وما، وزاجرها وآمرها وحرامها حالهلا فنتعلم

عنده يقف أن ينبغي وما زاجره وال آمره ما يدري ال، خامتته إىل الكتاب فاحتة بني ما رأفيق ،اإلميان قبل القرآن 5."الدقل نثر ينثره، منه

:لفأحوال الس ، عم ا كان عليه من تدب ر القرآن، يف اإلرشاد إىل -رمحه اهلل- النوويل وقا بعضهم فكان ووظائفهم، وأفهامهم هلمأحوا حبسب يوم، كل يقرءون فيما خمتلفة عادات لفللس كانت وقد"

وكثري سبعة، يف أكثرهم أو وبعضهم أيام، عشرة يف وبعضهم يوما، عشرين يف وبعضهم شهر، كل يف القرآن خيتم يف عليه، الدوام ظنه على يغلب ما إال يعتاد وال عليه، الدوام ميكنه ما منه يستكثر أنه والمختار...ثالثة يف منهم وظيفة له كانت عنها، فإن القرآن بإكثار يتعطل خاصة، أو عامة وظائف له تكن مل إذا هذا وغريه، نشاطه حال

(.2/492، 4196:ح)واه عبد الرزاق يف مصنفه ر - 1 (.2/402، 9:ح)رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه، - 2 (. 2/40، 12:ح)رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه، - (.1/225)عرفة، بريوت، املن حممد الغزال أبو حامد، دار إحياء علوم الدين، حممد ب - 4 ( . 502)120ص/ سنن البيهقي الكربى ج ،(101) 91ص/1املستدرك على الصحيحني ج - 5

Page 13: تدبر القرآن الكريم

13

خاللإ غري منوغريه، نشاطه مع عليها، احملافظة ميكنه قراءة لنفسه فذلك، فليوظ وحنو وتعليم كوالية عامة 1."السلف عن جاء ما ملحي هذا الوظيفة، وعلى تلك كمال من بشيء

لف س ال سيروقائع ذلك يف ن، وما ثبت موالنصوص الحديثية، القرآنية اآليات هذهف: وجملة القول القرون الثالثة األولىقر عليه يف است أمر به، والعمل وتعل مه، ، وتفهم ه،القرآن تدب ر أن على يدل ،الصالح

أجل وأرفع روالتدب قراءة الرتتيل ن ثواب وأ، يف كل زمان ومكان للمسلمين منه بد الوهو املشهود هلا باخلريية، 2.قدرا

:قال أنه عثمان حديث من عنه ثبت ، كماالناس خير هم، بذلك املشتغلني أن النبي بني وقد ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ چ : تعاىل ، وقال "وعل مه القرآن تعلم من خيركم"

.٢٩ :آل عمران چژ ژ

الثابتة وبالسن ة به، والعمل مه،ظر فيه، وتفه ، والن -تعالى– اهلل كتاب التدب ر في عن الناس من كثري فإعراض تربويا، وثقافيا، وسياسيا، وما إىل ذلك من األمور اليت و له، يف مجيع اجملاالت احليوية، اجتماعيا، واقتصاديا، املبي نةباتباعهم هدى، على أهنم فاعلوه ظن وإن ها،وأشنع املناكر أعظم مناعات، هو ة، أفرادا ومجإليها األم حتتاج

4.واهلل املستعانمستوردة، علمانية مناهج غربية

(.4/120)شرح صحيح مسلم، للنووي، - 1مكتبة املنار اإلسالمية، الكويت، -زاد املعاد يف هدي خري العباد، مشس الدين ابن قيم اجلوزية، مؤسسة الرسالة، بريوت- 2 .م1994/ه 1415، 22ط (.9 15/4، 9 46:ح)رواه البخاري يف صحيحه - البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن، حممد األمني بن حممد املختار بن عبد القادر اجلكين الشنقيطي، دار الفكر، بريوت، أضواء -4

(.52 /2)م، 1995 -ه 1415

Page 14: تدبر القرآن الكريم

14

: المبحث الثاني .تدب ر القرآن الكريم حقيقة

ويتدب ر تالوته، حق يتلوه كتابه، أن حبفظ اهلل خص ه نم ، علىالتدب ر 1حقيقةالواجب، لبلوغ أن ال شك

2.غرائبه ويتبني عجائبه، ويتفه م عبارته، حقائق

من إنزاله -تعالى–مراد اهلل بيان يف أصال وتتمث ل ، املرجو ة واملقصودة منه حقائقاليف لتدب رحقيقة اتكمن : أوالآيات البيان وأخص بالذكر ،ع لآليات اخلاص ة هبذا الشأنتب ت، وامل لكرمي، وقد تقد مت النصوص يف ذلكالقرآن ا

كم إنزال نحكمتيعن ، اليت تكشف لنا حقيقة التدب ر األساسية، تتجل ى لديه وآيات التدب ر على القرآن من ح : ، كما بني أهل العلم خلفا وسلفا النيب

من، الكتاب هذا يف إليهم لز ن ما للناس نبي يل ، زل القرآن على نبي ه أن أن اهلل : الحكمة األولى . ذلك وحنو والوعيد، والوعد ،األحكام الشرعية

ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ چ : قوله تعاىل، ومن اآليات يف هذا الشأن

: النحل چجت حت خت مت ىت يبجئ حئ مئ ىئ يئ جب حب خب مب ىبچ :وقوله چ

٨٢.4

يف أحكامها ومقاصدها، والعمل مبا التأم ل، و هبا االتعاظو آيات اهلل يف رالتفك التدب ر و هي :الثانية الحكمةو . -تعاىل– اهلل رضى إىل جاء فيها تقر با

وخمالفة احلق يقة ما يصري إليه حق األمر ووجوبه، وبلغ حقيقة األمر أي يق ني شأنه، وهي الثبات واالستقرار والقطع واليقني -1

ال يبلغ املؤمن :"اجملاز، وتتناقض احلقيقة مع الكذب والغلط والوهم والظن والشك والتخمني والرأي واالعتقاد والباطل، ويف احلديث، (10/49)، (حقق)، يعين خال ص اإلميان وحمضه وكن هه، أنظر لسان العرب "حقيقة اإلميان حت ال يع يب مسلما ب عيب هو فيه

(.1/1015)غريب احلديث البن األثري و .1/2تفسري القرطيب، -2 .، من هذا البحث6:األمر والرتغيب يف تدب ر القرآن، من الكتاب والسنة، ص: انظر املبحث األول - الدراية ، وفتح القدير اجلامع بني فين الرواية و (10/109)، وتفسري القرطيب، (10/ )أضواء البيان، حممد األمني الشنقيطي، -4

(. 4/22)، (ه 1250:املتوىف)من علم التفسري، حممد بن علي بن حممد الشوكاين

Page 15: تدبر القرآن الكريم

15

: ص چڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ : ومن اآليات يف هذا الشأن، قوله تعاىل

: وقوله ، ٦٤: ساءالن چڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ڇچ چ چچ : وقوله ، ٤٩ 1.اآليات من ذلك غري إىل ،24 -حممد، ﴾أق فاهلآ ق لوب على أم القرآن ي تدب رون أفال ﴿

ب روا﴿: تعاىلقوله وعليه، فإن ذلك و ؛ ليد ب روا آياتهأنزلناه ، واملراد ﴾أنزلناه ﴿: تعاىل قولهمتعلق ب ﴾ل يدإنزال الغاية والمقصود من يشري إىل هذه املعاينومضمون ، سرار التكوين والتشريعأحقائق جا ستخر بغرض ا، دون اعتناء مبضمونه، واستخراج ملكنونه، القر اءويتمارى به ، به ليتباهى الناس -تعاىل–له اهلل ينز ، فلمالقرآن

مث العمل به مجلة وتفصيال، حبيث يتخذ من ، و افيه والنظر والتفك ر، آياته لتدب رل أنزله ب، وأخذ مبراده ومطلوبهڱ ڱ ڱ چ : لقوله تعاىل ؛ يه، وحيتكمون إىل تعاليمه وآياتهيسريون عليه ويرجعون إل، دستورا ومنهجا

.٢٦: المائدة چ ںڱ ں

ا من كتابه، ومل -سبحانه وتعاىل- مقصود اهلل، والوقوف على ر آياته وفهم عباراتهبتدب ولن حيصل ذلك إال : أمر اهلل بذلك فقال ، لكتاب الكرميهلذا ا ربالتدب كان حصول املقصود من إنزال القرآن الكرمي ال يتم إال

.حقائق تدب ر القرآنأسمى ، وهذه روا فيها، فيقفوا على ما فيه ويعملوا بهليتفك : ومعناه ، ﴾آيات ه ليد ب روا﴿

:الخير والفوائده هذه العبارة من ، وما ترمي إليحقيقة التدب ربي نا م -رمحه اهلل- عديالس يقول ويف هذا السياق رتدب نأل ذلك ،هولوازم وعواقبه، مبادئه ويف فيه، الفكر وحتديق معانيه، يف لالتأم وهو كتابه، ربتدب تعاىل يأمر"

القلب يف اإلميان يزداد هوب العلوم، مجيع منه ستخرجوت خري كل ستنتجي وبه واملعارف، للعلوم مفتاح اهلل كتاب ويعر ف النقص، مسات من عنه هينز وما؛ الكمال صفات من له وما املعبود، بالرب يعر ف فإنه ،شجرته وترسخ والطريق احلقيقة، على العدو هو الذي العدو ويعر ف عليه، القدوم عند هلم وما أهلها، وصفة إليه املوصلة الطريق 2.العقاب أسباب وجود عند هلم وما أهلها، فةوص العذاب، إىل املوصلة

اهلل أمر لذلك؛ اوإيمان وبصيرة وعمال علما ازداد ،فيه تأم ال العبد ازداد كلما، أنه حقائق تدب ر القرآنمن و

ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ چ : تعاىل قال كما القرآن، بإنزال املقصود هو أنه عليه، وأخرب وحث ، بذلك

(.2/52)، والتحرير والتنوير، ابن عاشور، (10/ )حممد األمني الشنقيطي، املصدر نفسه، -1

عبد الرمحن :، احملقق(ه 26 1:ىفاملتو )تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان، عبد الرمحن بن ناصر بن عبد اهلل السعدي - 2 (.1/129)م، 2000-ه 1420، 1بن معال اللوحيق، مؤسسة الرسالة، ط

Page 16: تدبر القرآن الكريم

16

: محمد چک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ چ : تعاىل ، وقال ٤٩: ص چڃ ڃ چ چ

٤٢.

: ومن بينها، نفيسة فوائدحقائق و تتجل ى ، التدب رعملية ومن خالل :ثانيا ويوافق بعضا، بعضه قيصد يراه ألنه ؛ اهلل كالم بأن القرآن والعلم اليقين حقيقة إىل بالتدب ر يصل أن العبد-

ينقض ال متصادقة، متوافقة كلها مواضع، عدة يف القرآن يف تعاد خباراتاإلو والقصة حلكما فرتى ،بعضا بعضهچ چ :تعاىل قال فلذلك األمور ؛ جبميع علمه أحاط من عند من وأنه، القرآن كمال يعلم فبذلك بعضا، بعضها

مل اهلل عند من نكا فلما: أي، ٦٤: النساء چڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ڇچ چ 1.أصال اختالف فيه يكن

حنو ةبترقية األم ، وعالقته اإلسالمي المعنى الحقيقي للد ينتكشف لنا عن حقيقة تدب ر القرآنما أن ك-

يف كلياته ،للقرآن الكرمي التدب رعملية يف مجيع اجملاالت احليوية املتعل قة حبياة الناس، ف، األحسن واألجود واألتقن .يف أصوله وفروعهو ياته، وجزئ

.والنظموالشرائع، واألعمال، العقائد، جمموع من األم ة به اهلل فكل ماهو الد ينتفيدنا أن كما - چ ڎچ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌچ : يف قوله تعاىل الدين إكمالأن و -

أحكام نزول بعد فكان تنجيمه، كمةاحل اقتضت الذي ، -تعاىل– هلل املراد البيان إكمال هو، ١: المائدة والفعل، بالقول احلج آخرها اليت اإلسالم قواعد أحكام تفاصيل وبعد جهلها، املسلمني يسع ال اليت االعتقاد،

: قوله يف تعاىل هلل املراد البيان ت قد كل ه ذلك بعد كان اإلسالمي، النظام وأصول، املعامالت شرائع بيان وبعد ل لناس ل تب ي ن ﴿ :وقوله، ٦٩: النحل چڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ ڦ ڦ ڦ ڄ چ يف األم ة هدي يف كافيا والسن ة، بالقرآن احلاصل التشريع جمموع صار حبيث ،44-النحل، ﴾إ ليه م ن ز ل ما

كل يف وافيا دينال كان فقد حاجاهتا، إليه تدعو ما حبسب عصورها، سائر يف وسياستها، ومعاملتها، عبادهتا، 2.املسلمون حيتاجه مبا ،وقت

(.1/129)السعدي، املصدر نفسه، - 1 (. 4/1)التحرير والتنوير، ابن عاشور، - 2

Page 17: تدبر القرآن الكريم

17

:اإلعجازد مظاهر تتضم ن بيان وحتدي القرآن تدب رحقيقة أن :ثالثا املعىن جهة ومن اللفظ حيث من، وخفية ظاهرة فنون ا اإلعجاز وجوه من فيه وجد القرآن ردب ت منذلك أن

، ألفاظه حكمتفأ ، ٣: هود چڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڳ ڳ ڳ ڳ گگچ : -تعاىل– اهلل قال 1.يداىن وال جيارى ال فصيح ومعناه لفظه من فكل اخلالف، على بالعكس أو معانيه لتص وف .بسواء سواء أخرب ما طبق، ووقعت كانت، وآتية ماضية باتمغي عن أخرب فقد -1

ڭ ڭ ڭۓ ۓ ڭ ےھ ھ ے ھ ھچ : قال كما،شر كل عن وهنى ،خير بكل وأمر-

ليس ،وهدى وعدل وصدق حق هفكل األحكام، يف وعدال األخبار يف صدق ا:أي ، ٣٣١: األنعام چۇ ۇ حيسن ال اليت ،واجملازفات األكاذيب من وغريهم العرب أشعار يف يوجد ماك، افرتاء وال كذب وال جمازفة فيه

نمم ،وإمجاال تفصيال ذلك يعرف من عند، البالغة نهايات غاية في فصيح ميعهفج القرآن وأما هبا، إال شعرهم أو مبسوطة كانت سواء احلالوة، غاية يف وجدهتا أخباره لتتأم إن فإنه ،التعبري وتصاريف العرب كالم فهم

، كما جاء يف لعلماءا منه ميل وال الرد، كثرة عن خيلق ال، وعال حال رتكر وكلما، ال أم تكررت وسواء وجيزة،وال ، لق على كثرة الردوال خي ، وال يشبع منه العلماء، وال تلتبس به األلسنة، هو الذي ال تزيغ به األهواء :"احلديث

2."تنقضي عجائبه ڈ ژ ژ ڑ ڑ چ :لقوله تعاىل ؛ اجلبال وتتصد ع شعر لهتق ما منه جاء، والتهديد الوعيد يف أخذ وإن -2

فما، ٤٣: الحشر چڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ گک گ گ گ ک ک ک .الرهيفات بالقلوب ظنك

الرتغيب يف قال كما الرمحن، عرش وجماورة، السالم دار إىل قويشو واآلذان، القلوب يفتح مبا أتى، د وع وإن - ۆ ۈ ۈ چ :وقال، ٣٢: السجدة چڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ چ :

.٢٣: الزخرف چى ى ائ ائ ېۅ ۉ ۉ ې ې ې ۅٴۇ ۋ ۋ چٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ چ :الترهيب يف وقال-

ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ چ : وقوله تعاىل ، ٨٦: اإلسراء

.٣٢ - ٣٨: الملك چژ ڑ ڑ ژ ڈڎ ڈ .٢٠: العنكبوت چ ٿٺ ٺ ٿچ :الزجر يف وقال-

(.1/199)تفسري ابن كثري، - 1ث ال نعرفه إال من هذا الوجه وإسناده جمهول ويف هذا حدي: ، قال أبو عيسى(5/122، 2906:ح)رواه الرتمذي يف سننه - 2

(.2906)احلارث مقال، وضع فه قال الشيخ األلباين، ضعيف الرتمذي

Page 18: تدبر القرآن الكريم

18

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ جئ حئ مئ ىئ يئ جب حب خب مب ىب يب چ :الوعظ يف وقال-

.واحلالوة والبالغة الفصاحة أنواع من ذلك غري إىل، ٤٠٢ - ٤٠١: الشعراء چپ بطي و نافعو سنح معروف بكل األمر على اشتملت ،والنواهي واألوامر األحكام يف اآليات جاءت وإن -

-تعاىل– اهلل مسعت إذا: السلف من وغريه مسعود ابن قال كما ؛ دينء رذيل قبيح كل عن والنهي حمبوب، تعاىل قال وهلذا ؛ 1عنه ينهى شر أو به يأمر ما خري فإنه مسعك هافأوع ، ﴾آمنوا الذ ين أي ها يا﴿ : القرآن يف يقول

ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ چ :

.٣١٢: األعراف چ گک ک ک ک

فيهما اهلل أعد وما، والنار الجنة وصف ويف، األهوال من فيه وما، المعاد وصف يف اآليات جاءت إن -4 اخلريات فعل إىل ودعت وأنذرت؛ رتوحذ به رتبش األليم، والعذاب واملالذ واجلحيم النعيم من وأعدائه ألوليائه

اهلل صراط إىل وهدت املثلى، الطريقة على تتوثب األخرى، يف بتورغ ، الدنيا يف دتوزه املنكرات، واجتناب 2).الرجيم الشيطان رجس القلوب عن ونفت القومي، وشرعه املستقيم

.، وعبادته حق العبادة -تعاىل–املعر فة باهلل الد الالتتكشف لنا عن القرآن، رتدب كما أن حقيقة -5

ملكه، وسعة سلطانه، وعظيم قدرته، وكمال شكره، ووجوب فضله، وجزيلرمحته، سعة على الالتد الو .األشياء جلميع خلقه وعموم

ربوبيته، ومتام احلسنة، األفعال من فعله وما الكاملة، الصفات من به اتصف ما كل على بالحمد واتصافه .فيها وانفراده

ليس ، -تعالى– اهلل بيد ومستقبلها وحاضرها األوقات ماضي يف، والسفلي العلوي العامل يف التدبير مجيع وأن .شيء القدرة من وال ء،شي األمر من ألحد

يستحق مل كما شيئ ا، العبودية من أحد تحقيس ال الذي ،وحده المعبود المألوههو تعاىل أنه لكذ من فينتج .شيئ ا الربوبية من .ورجائه وخوفه وحمبته -تعالى– اهلل بمعرفة القلوب امتالء ذلك من وينتج

(.1/200)تفسري ابن كثري، - 1 (.201-1/200)ابن كثري، املصدر نفسه، - 2

Page 19: تدبر القرآن الكريم

19

اللذان، ومها التدب رتوص ل هبا عن طريق اليت ي أعظم الحقائقمن مها ،وعبادته معرفتهأي : األمران وهذان وصالح، وفالح خري كل إىل املوصالن ومها لعباده، تعاىل منه املقصودة الغاية ومها ألجلهما، اخللق اهلل خلق

ذانالل ومها اإلطالق، على اتاللذ أشرف ومها لعباده، الكرمي عطايا أشرف ذانالل ومها وأخروية، دنيوية وسعادة الباطنة حركاتنا جيعل وأن بته،وحم مبعرفته قلوبنا ميأل أن تعاىل فنسأله، شر كل وحضر خري، كل فات فاتا، إن

1.نوال حيفيه وال سؤال، يتعاظمه ال إنه ألمره، تابعة لوجهه، خالصة والظاهرة،

:المبحث الثالث .في إصالح الفرد والمجتمع تدب ر القرآن الكريم أهمية

على همقوي اعتداء من، هأفراد وسالمة المجتمع صالح هبا ألن ؛ املنن أعظم احلق إىل اهلداية أن من ة ال شك

األعمالاإلميان و وهو، الد ين باحلق ة، وأن املرادمضمحل أو ةخمتل اإلجياد نعمة لكانت اهلداية ولوال ، ضعيفهم .الصحيح االعتقاد وأصوله وهي الصاحلة،

إصالحب أن ال ريو ؛اإلصالح أصل هو ذلك ألن ؛ اهلل غري عبادة عن بالنهي ئد ابت واملعلوم أن التشريع كان إذ إال الص احلات طلب إىل العقل يشاق ال إذ ؛ العمل إصالح على ، مقد مرالمعتقد وإصالح الفك

يف وإن أال " : الصحيح احلديث ، ويفوالعقدي األمن الفكريعرف يف عصرنا مبصطلح ، وهذا ما ي 2صالحا ".القلب وهي أال كله، اجلسد فسد فسدت كله، وإذا اجلسد صلح صلحت إذا مضغة اجلسد

فق القيم احملد دة يف الكتاب ومبا أن اإلنسان هو حمور البناء، ومرتكز الوجود احلضاري، فإن إصالحه يتحقق و

ؤسسة على منهج االستخالف الذي يتضم ن ، التكليف بإعمار األرض بما هو أحسن وأنفع وأتقنوالسنة، امللبلوغ اخلريية اليت ذكرها اهلل يف صناعة التمي ز الروحي واملادي ؛ر أساسي ، الذي هو عنصبتدب ر القرآنال يتم إال ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ چ :يف كتابه اجمليد، حيث قال تعاىل

.٣٣٠: آل عمران چ ڤٹ ٹ

(.1/241)تفسري السعدي، املصدر السابق، - 1 (.14/54)التحرير والتنوير، ابن عاشور، -2 (.2/290، 2996:ح)، ومسلم (1/90، 50:ح)متفق عليه من حديث النعمان بن بشري، رواه البخاري -

Page 20: تدبر القرآن الكريم

20

ما وهو، املعروفب هنم يأمرونحيث إ ؛ للناس الناس أنفعواملنتمون إليها هم األمم، أي أن هذه األم ة هي خري جازم ا، تصديق ا باهلل ويصد قون وعقال، شرع ا بحهق عرف ما وهو، املنكر عن وعقال، وينهون شرع ا سنهح عرف 1.العمل الصاحل يؤي ده

: الفرد والمجتمعواالعتناء به، يف ترقية أهمية تدب ر القرآن: أوال الكتاب هذا جعل إذا اإلنسان أسعد وما عليه، هبا اهلل أنعم من يدركها نعمة الل ه كتاب مع احلياة نأ ريبال

وما ،الفرد هذا مثل جيمع الذي اجملتمع أسعد وما ،آياته تدبر أن بعد هبديه فاهتدى ،املسلم شأن وهذا، إمامه ياعوض أعمارهم ضياع إىل وانتهوا ويسرة، مينة حياهتم يف فخبطوا، هدايته من أنفسهم حرموا الذين بؤس أشد

ن يا احلياة يف سعي هم ضل الذ ين أعماال ب األخسر ين ن نب ئكم هل قل ﴿ : وآخرهتم دنياهم أن هم حيسبون وهم الدنون ،الكهف، ﴾وزنا الق يامة ي وم هلم نق يم فال م أعماهل فحب طت ول قائ ه رهب م ب آيات كفروا الذ ين صنعا أولئ ك حيس

10 -105.(2)

، ربه كالم مع اإلنسان يعيش إذ مي ؛الكر الكتاب هذا مع قضىت اليت تلك بركة األوقات أكثر وإن . وفالحه سعادته حيث إىل بيده وتأخذ، وترعاه به حتيط اإلهلية بالعناية ويشعر مقامه، فريتقي، يناجيه أنه فيحس

، التلقي بعد عليها وماذا ىتتلق عمن أدركت مت، واألمة الفرد حياة يف للقرآن العميق األثر هذا عندئذ حيس جعلت جديدة صياغة النفوس تلك يصوغ وهو، تدب ر وتفك ر وتأم لبعد ، الكرمي الكتاب هذا أسرار على يقف ( ).الطويل البشرية تاريخ يف متميزة فريدة مناذج ،وجماعات أفرادا ،منهم

باتباع مناهج وثقافات علمانية ،يت بعون أهواءهم الذين دعاوى يف اخلطر مقع اهلل كتاب مع يعيش من يدرك مث

ارهب بكتاب ةاألم صلة تقطع أن تريد اليت الدعاوى تلكثقافتنا العربية واإلسالمية، تتعارض مع أصول وغربية، ، ناه الذ ي ن بأ عليه م واتل ﴿: ، قال اهلل(4)والضياع التيه يف لتغرق اهلداية مصدر عن فتنسلخ آيات نا آت ي

ها فانسلخ ن .125-،األعراف﴾الغاو ين م ن فكان الشيطان فأت ب عه م

، دار الشعب القاهرة، 2حممد بن أمحد أبو عبد اهلل القرطيب، تفسري القرآن العظيم، حتقيق أمحد بن عبد العليم الربدوين،ط - 1

(1/90)،(در،دت)كثري الدمشقي،تفسري القرآن العظيم،دار الفكر،؛ وابن كثري،أبو الفداء إمساعيل بن ( 4/12)ه ،22 1، حققه وخرج أحاديثه حممد عبد اهلل النمر، وعثمان مجعة (ه 516:ت)معامل التنزيل، أبو حممد احلسني بن مسعود البغوي، -2

(.1/5)م، 1992-ه 1412، 4ضمريية، وسليمان مسلم احلرش، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط (.1/5)دمة تفسري البغوي، مق - (.1/5)البغوي، املصدر نفسه، -4

Page 21: تدبر القرآن الكريم

21

االجيابية اليت تنعكس عليهما، هآثار ، و والمجتمع الفردترقية واالعتناء به، يف تدب ر القرآنأهمية ومن هنا ندرك

املهم ة يف و من األمور احليوية وما إىل ذلكواالقتصادية والثقافية والرتبوية، االجتماعية أحواهلم إصالحيف جمال .حياة الناس

:تدب ر القرآن ومفهوم اإلصالح في الرؤية اإلسالمية:ثانيا قال عليها، الناس اهلل خلق اليت البشرية للفطرة العودة لرؤية اإلسالمية، هويف ا اإلصالح مفهومال شك أن

ها الناس فطر اليت الله ف طرة ﴿ : تعاىل لق ت بد يل ال علي قال ، هنبي دي هل، و لدينه والعودة، 0 -، الروم﴾الله خل ين ذل ك ﴿: تعاىل اإلرشاد ففيالصالح، ظاهره كان نوإالفساد، فهو ذلك عدا وما، 0 -، الروم﴾القي م الد

(1).الفطرة يف اخلري من النفوس يف اهلل أودع ملا مناء ،والكمال الصالح إىل النسل، يف االستقامة دوام اآلباء يف االستقامةألن اصل يف األجيال ؛تو عنه ينشأ، الحالص هذاوال شك أن

من منسال النسل كان وملا واخللقية، اخل لقية األحوال من فيها ما ينقل فهو ، األصول ذوات من منسل النسل ألن النسل جاء، تقاربتا أو احلالتان استوت فإن ، احلالتني من جمموع على حمص ال الطبع حبكم كان، واألنثى الذكر (2).سلفه ألحوال املظاهر مساوية أحوال على

قوله ، يف شعيب، كما جاء على لسان ، والدعاة إىل اهلل واملخلصني ة األنبياء واملرسلنيمهم واإلصالح

صالح إ ال أر يد إ ن ﴿ : تعاىل أحوالكم، تصلح أن إال املقاصد من ل ليس: ، أي22-، هود﴾استطعت ما اإل .منافعكم وتستقيم

: ) يقول كان رسول اهلل:قال هريرة يبأن عكما جاء لدين والدنيا واآلخرة،لمل اش اإلصالحوهذا

فيها اليت آخرتي يصلح لأو ي،فيها معاش اليت يدنيا يصلح لأو ي،مر أهو عصمة يالذ يدين يصلح لأ اللهم ( ).(...يمعاد

:رمحه اهلل يف شرح هذا احلديث المناويقال

(.2/44)التحرير والتنوير، ابن عاشور، املصدر السابق، -1 (.2/242)ابن عاشور، املصدر السابق، -2 (.249/ 1، 4292:ح)رواه مسلم يف صحيحه -

Page 22: تدبر القرآن الكريم

22

فإن من فسد دينه فسدت ، لذي هو حافظ جلميع أموريأي ا، (للهم اصلح ل ديين الذي هو عصمة أمريا") .وخاب وخسر، أموره

.وكونه حالال معينا على الطاعة، أي بإعطاء الكفاف فيما حيتاج إليه، (وأصلح ل دنياي اليت فيها معاشي) اللطف والتوفيق ،إصالح املعاد :قال الطييب، أي ما أعود إليه يوم القيامة، (وأصلح ل آخريت اليت فيها معادي)

وهي أصول ، الدنيا واملعادالدين و صالح : فجمع يف هذه الثالثة، وطلب الراحة باملوت، اهلل وعبادتهعلى طاعة (1)".مكارم األخالق

إال بشرعه أراد ما اهلل ألن وهنى ؛ أمر فيما هلل الطاعة وهو ،الحالص ف عل أي "أصلح " وقد تقد م، أن معىن آياته، الناس رليتدب ؛ إنزال القرآن الكرمي من الحكمةوهي يف دينهم ودنياهم وأخراهم، الناس إصالح

الفكر وإعادة ،املعانيه لوالتأم افيه ربالتدب وال يكون ذلك إال ، كمهاوح أسرارها لواويتأم ، علمها فيستخرجوا مجيع منه ستخرجخري، وت كل ستنتجي وبه عارف،وامل للعلوم ، فهو مفتاحوخريه كة القرآنبر دركت مرة، بعد مرة فيها

.الدينية والدنيوية العلوم

الذي أمر اهلل به أنبياءه اإلصالحوبني تدب ر القرآنبني ، والعالقة الوطيدة، ومن هنا يت ضح لنا االرتباط القوي .ليخرجوهم من الظلمات إىل النور ؛ لوا إليهمرس ورسله حتقيقه مع أممهم الذين أ

ويف مجيع اجملاالت ، مستوى الفرد أو على مستوى المجتمعسواء على صالحاإل يفتدب ر القرآن أهمية و

-جل وعال-معرفة اهلل اليت جاء القرآن لتبياهنا، وتتمث ل يف مقاصدالإدراك وبلوغ تكمن يف فإهنا احليوية، كل إىل املوصالن ومها ، لعباده تعاىل منه املقصودة غايةال ومها ، ألجلهما اخللق اهلل خلق ذانالل امه و ، وعبادته

يف فاإلصالح، ١٨: الذاريات چڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ : قال تعاىل، وصالح وفالح خري عم ا هلا إخرابا و بالفساد، فيها سعيا كان بضد ه، فيها عمل فإذا ،به واإلميان اهلل بطاعة تعم ر ، أن األرض

(2).له لقتخ :المقاصد واألبعاد في تدب ر القرآن:ثالثا

-ه 1402، ي، مكتبة اإلمام الشافعي،الرياض، طالتيسري بشرح اجلامع الصغري، احلافظ زين الدين عبد الرؤوف املناو - 1

(.1/441)م، 1922 (.1/42)تفسري السعدي، املصدر السابق، - 2

Page 23: تدبر القرآن الكريم

23

اإلصالحمبجاالت املتعل قة، واألبعاد المقاصد األصلية استقرأ المفس رون حقائق تدب ر القرآن منطلقاتمن و : ، يف مثانية أمور(1)تفسريه مقدمة يف عاشور ابن مة، وقد خل صها العال الكرمي القرآن حتد ث عنهااليت

هو عتقاداال إصالح ألن ؛ اخللق إلصالح سبب أعظموهو ،الصحيح العقد وتعليم، عتقاداال إصالح -1 :اآلجل يف والفالح العاجل، يف صالحال باب مفتاح، و صالحإلاأصل

.الدليل عليه قام ما لغري اإلذعان عادة النفس عن يزيل ألنه- ڃ ڃ چ : تعاىل قوله املعىن هذا إىل شارأ وقد ،الشركياتالشرك و عن الناشئة األوهام من القلب ويطهر-

آلهلتهم فأسند ٣٠٣: هود چڈ ڈ ژ ژ ڑ ڎچ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ كان ودمارهم، إمنا هالكهم ، فسببباآلهلة عتقاداال آثار من ولكنه، اآلهلة فعل من هو وليس ، تتبيبهم زيادة

. اهاإي وعبادهتم اآلهلة تلك باعهمبات چ :تعاىلاهلل قال، اإلسالمية واآلداب الصحيح وال يكون ذلك إال بالتعليم ،وتهذيبها األخالقإصالح -2

: فقالت لقهخ عن سئلت ملا -عنها تعاىل اهلل رضي- عائشة رتوفس ، ٢: القلم چڱ ڱ ڱ ں ں سنح ألمتم عثتب ) :قال اهلل رسول أن بالغا وطأامل يف مالك رواه الذي احلديث ويف ،2"القرآن لقهخ كان "

.( األخالق

ة للمؤسسات التشريعإصالح - مبا ...ةي، الصح ية، التعليمية، االقتصادالقضائية) ، واألعراف والقوانني املسري . (يتماشى والشريعة اإلسالمية

چۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ۇئۇئ ې ې ى ى ائ ائ ەئ ەئ وئ وئ چ : تعاىل قال

. ٣٠١: النساءڑ ڑ ک ک ژڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژچ : وقال تعاىل

. ٢٦: المائدة چگ گ گ کک چڄ ڄ ڄ چ : تعاىل فقوله ، املهم يف وجزئيا ، الغالب يف كليا مجعا األحكام مجيع القرآن مجع ولقد

األمر منها اليت الكليات إكمال هبما املراد ، ١: المائدة چچ چ چ ڇ چ : اىلتع وقوله، ٦٩: النحل 4.والقياس باالستنباط

.، بتصر ف(1/41)التحرير والتنوير، حممد الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، - 1 (.50/116، 460 2:ح)رواه أمحد يف مسنده، - 2 . (26 /5)رواه مالك يف املوطأ بالغا، - .، بتصر ف(1/41)حترير والتنوير، حممد الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، - 4

Page 24: تدبر القرآن الكريم

24

وعلى مجيع املستويات، ، العام ة واخلاص ة، يف مجيع اجملاالت احليوية، وتدبير شؤونها، ةاألم سياسةإصالح -4

،نظامها وحفظ، أفرادا وجماعات، ةاألم صالح منه دالقصو ، الكرمي القرآن يف عظيم بابيف حقيقة األمر وهو ومبداواهتم،، واألمراض واألخطار املهلكات من عليهم باحملافظة أمزجتهم إصالحبو وأخالقهم، عقائدهم بإصالح

إصالحبوكذا سرف، وال تقتري واملسكن، باملعروف، دون واللباس الطعام من مؤهنم بكفايةو ، عنهم األضرار ودفعوعلى الوسطية واالعتدال وحفظها، وتربيتهم على احملافظة على وحدة األمة ومتاسكها، وتعهدها بتنميتها، أمواهلم

. والتطر ف يف كل أمر، والبعد عن الشقاق والغلو ڃ ڃ چ ڃڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃچ : تعاىل قولهالشأن، ك ة هبذااخلاص بتدب ر اآلياتوذلك

ک ک ک ک ڑڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ

. ٣٠١: آل عمران چگ گ گ گ چڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ڍڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍچ : تعاىل وقوله

. ٣١٩: األنعام: األنفال چ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ڀڀ پٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پچ : تعاىل وقوله

٢٨. (1)

:السالفة األمم وأخبار، القصصاإلصالح ب -5 ن قص حنن ﴿ :كما جاء يف قوله تعاىل،الشأن اخلاص ة هبذا اآلياتبتدب ر وذلك ؛ أحوالهم بصالح يللتأس -

ا القصص أحسن عليك نا مب :تعاىل ، وقوله -، يوسف﴾الغاف ل ني لم ن ق بل ه م ن كنت وإ ن القرآن ه ذا إ ليك أوحي : األنعام چىئ ىئ ی ی ی ی ىئۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئ ۆئۇئ ۆئ ۇئەئ ەئ وئ وئچ

٩٠ . ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ چ :تعاىل قال، هممساوئ من وللتحذير-

. ٢١: إبراهيم چڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ

إىل لهميؤه وما املخاطبني، عصر حالة يناسب مبامناهجها وطرقها وبراجمها، ، التعليمالتربية و بصالح اإل -6 . الكتاب أهل من العرب خمالطي علم مبلغ ذلك كان، و األخبار وعلم الشرائع علم وذلك، ونشرها الشريعة يتلق

(.1/41)حترير والتنوير، حممد الطاهر بن عاشور، - 1

Page 25: تدبر القرآن الكريم

25

ويف، للضالني جمادالته أفانني يف االستدالل وصحة العقول ميزان حكمة تعليم ذلك على القرآن زاد وقد ى ائ ائ ەئ ەئ وئ ىې ې ې ېچ : تعاىل فقال، احلكمة بشأن هنو مث النظر، إىل دعوته

. ٤٨٩: البقرة چۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ۇئوئ

. العلم إىل األميني عيون به وانفتحت املعارف، عيون منه انبجست باب أوسع وهذا علومهم قصارى إمنا قبل، من العرب أمساع يطرق مل شيء وذلك العلم، فائدة على راملتكر هالتنبي به حلق وقد

: تعاىل بقوله القرآن فجاء، العرفاء وهم، جتربة إليه ضمت ذكاء بفرط اختصوا أفرادا حكماؤهم وكان جتريبية، أموری ىئېئ ىئ ىئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئچ : تعاىل قولهو ، ٢١: العنكبوت چہ ہ ھ ھ ھ چ

1.الكتابةالقراءة و مزية إىل هفنب ، ٣: القلم چژ ژڈچ : تعاىل ، وقوله ٩: الزمر چی ی ی جئ واجملادلة ةاحملاج وكذلك ،والتبشير واإلنذار المواعظ املتضم نةوالوعيد، الوعد آيات تدب رباإلصالح -2

. هيبوالرت الرتغيب باب وهذا للمعاندين،

؛ الرسول قد ص على ةدال آية ليكون ؛ القرآنفي اإلعجاز ببيان وجوه اخلاص ةاآليات بتدب راإلصالح -2، مبعناه ألجله يومتحد ، بلفظه معجزة كونه مجع والقرآن ي،التحد بعد املعجزة داللة على يتوقف التصديق إذ

ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ڭ ۇ ڭۓ ڭ ڭچ : قال تعاىل ،فيه وقع يوالتحد

(2).١٦: يونس چۉ

:تدب ر باإلصالحالعالقة ويتفر ع عن يف اآليات القرآنية اخلاص ة بكل جمال من اجملاالت احليوية، ، والتأم ل التدب ر، تنطلق من املصلحني وظيفة أن

أحوال هبا تصلح اليت املصلحة بتحقيق، اإلصالح إرادةمث ل يف تتوهي اجتماعيا، واقتصاديا، وثقافيا، وتربويا، :وذلكوالدنيوية، الدينية أمورهم هبا العباد، وتستقيم

.وتكميلها املصاحل بتحصيل- .وتقليلها املفاسد وبدفع- .ةاخلاص املصاحل على ةالعام املصاحل راعاةومب-

.، بتصر ف(1/41)ابن عاشور، املصدر نفسه، - 1 .، بتصر ف(1/41)ابن عاشور، املصدر السابق، -2

Page 26: تدبر القرآن الكريم

26

العبد فعلى، عليه يقدر ال ما فعل عدم يف مذموما وال ملوما يكن مل ،اإلصالح من عليه يقدر مبا قام من أنو ، ﴾استطعت ما اإل صالح إ ال أر يد إ ن ﴿ : لقوله تعاىل، عليه يقدر ما، غريه ويف نفسه يف اإلصالح من يقيم أن

، -سبحانه وتعاىل - هبرب مستعينا يزال ال بل ، عني طرفة نفسه على كليت ال أن له ينبغي، كما 22-هود ، ولقول النيب ﴾أن يب وإ ليه ت وكلت عليه ب الله إ ال ت وف يق ي وما﴿: تعاىل لقوله ؛ التوفيق له سائال، عليه المتوك

ي إ ىل تك لين فال أرجو رمحتك للهم ا " : . 1"عني طرفة ن فس .الصالحات ه تتم نعمتذي بوالحمد هلل ال

(.4/424، 5092:ح)رواه أبو داود يف سننه -1

Page 27: تدبر القرآن الكريم

27

:الخاتمة :وما تضم نه من نتائجهذا البحث املتواضع، خاتمةيف وجملة القول

على اإلصالحيةوآثاره ، والوقوف عند معاين آياته وأحكامه، هو من األمور املهم ات، القرآن الكرمي تدب ر ن فإ كإصالحو على مستوى اجملتمعات، وذلك يف مجيع اجملاالت، على مستوى األفراد أ ، إن مجيع املستويات جلي ات

األمة، التي بها يتم صالحها وحفظ األحكام، وتحديد سياسات األخالق، وتشريع االعتقاد، وتهذيبالمقاصد ، وكل هذه املعاين وغريها، تدخل ضمن ...نظامها، اقتصاديا، وثقافيا، وصحيا، وتعليميا، واجتماعيا

ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ چ :إىل يوم الدين، قال اهلل تعاىل حياة الناس، يف تقومي الكريمالجامعة للقرآن

.٩: اإلسراء چٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ

كار إد يف وسيلة إال وترتيله اللفظ فما ،به والعمل وتدب ره، تالوته، يف تكمل وبركته القرآن قيمةأن وال ريب .صاحل به، وترمجة هذا التأث ر إىل عمل والتأث ر اخلشوع، طلب و وحتصيل ه، املعىن

تدب ر أن على يدل ،سير الس لف الصالح، وما ثبت من ذلك يف وقائع والنصوص الحديثية، القرآنية اآلياتف .وأرفع قدرا أجل روالتدب ن ثواب قراءة الرتتيل ، وأللمسلمين منه بد ال أمر به، والعمل وتعل مه، ، وتفهم ه،القرآن

بن عثمان حديث من الصحيح يف عنه ثبت ، كماالناس خير بذلك، هم املشتغلني أن النبي بني وقد

ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ چ :تعاىل ، وقال( وعل مه القرآن تعلم من خيركم) : قال أنه عفان

.٢٩: آل عمران چڎ ڈ ڈ ژ ژ

له، املبي نة الثابتة وبالسن ة به، والعمل ، والن ظر فيه، وتفه مه،اهلل كتاب التدب ر في عن الناس من كثري فإعراض يف مجيع اجملاالت احليوية، اجتماعيا، واقتصاديا، وتربويا، وثقافيا، وسياسيا، وما إىل ذلك من األمور اليت حتتاج

هدى، باتباعهم مناهج على أهنم فاعلوه ظن وإن وأشنع ها، املناكر ظم أع إليها األم ة، أفرادا ومجاعات، هو من .غربية علمانية مستوردة، واهلل املستعان

من إنزاله القرآن بيان مراد اهلل املرجو ة واملقصودة منه، وتتمث ل أصال يف الحقائقيف تكمن حقيقة التدب روأن

حقيقة ، تتجل ى لديه آيات البيان وآيات التدب ربالذكر شأن، وأخص الكرمي، واملتتب ع لآليات اخلاص ة هبذا الكم إنزال كمتينح ، اليت تكشف لنا عن التدب ر األساسية وسلم، كما بني عليه اهلل صل ى النيب على القرآن من ح

: أهل العلم خلفا وسلفا

Page 28: تدبر القرآن الكريم

28

ما سللنا ليبي ن أنزل القرآن على نبي ه أن اهلل : الحكمة األولى الكتاب، من هذا يف إليهم لنز . ذلك وحنو والوعيد، والوعد األحكام الشرعية،

يف أحكامها ومقاصدها، والعمل مبا والتأم ل هبا، عاظواالت آيات اهلل يف التدب ر والتفك ر هي: الثانية والحكمة . -تعاىل– اهلل رضى إىل جاء فيها تقر با

ب روا﴿: تعاىلقوله ، فإن وعليه وذلك ليد ب روا آياته، أنزلناه ﴾، واملراد أنزلناه ﴿: قوله تعاىل﴾ متعلق ب ل يد

إنزال الغاية والمقصود من يشري إىل هذه املعاين ومضمون ، أسرار التكوين والتشريعحقائق بغرض استخراج يه، وحيتكمون إىل تعاليمه وآياته، ويرجعون إلاملسلمون يسريون عليه ، دستورا ومنهجا يتخذ وهو أن ، القرآن

.٢٦: المائدة چ ںڱ ڱ ڱ ڱ ںچ : لقوله تعاىل

، يف الفرد والمجتمعيف ترقية الكربى األهمية، له تدب را وتفك را وتأم ال الكرمي القرآنب االعتناءأن ال شك و إىل ذلك من األمور احليوية واملهم ة يف حياة االجتماعية واالقتصادية والثقافية والرتبوية، وما أحواهلمإصالح جمال .الناس

چ :الناس عليها، قال تعاىل اهلل خلق اليت البشرية للفطرة العودة يف الرؤية اإلسالمية، هو اإلصالح مفهومأن و

لدينه، العودة، و بالتدب رال يكون ذلك إال ، و ١٠: الروم چ ېۅ ۅ ۉ ۉ ۋۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ كان الفساد، وإن فهو ذلك عدا ، وما ١٠: الروم چې ې ې چ : ، قال تعاىل هوهلدي نبي

.الفطرة يف اخلري من النفوس يف اهلل أودع ملا والكمال مناء الصالح إىل اإلرشاد الصالح، ففي ظاهره

، يف ان شعيب ، كما جاء على لسله مهم ة األنبياء واملرسلني، والدعاة إىل اهلل واملخلصنيهو واإلصالح ، يف دينهم الناس إصالح إال بشرعه أراد ما اهلل ألن ؛ ٦٦: هود چ ېئۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ چ :تعاىلقوله

ويتأم لواعلمها، فيستخرجوا آياته، الناس ليتدب ر ؛ إنزال القرآن الكرمي من الحكمةودنياهم وأخراهم، وهي .عاجال أو آجال خري، كل ستنتجي وبه ،الدينية والدنيوية ارفواملع للعلوم فهو مفتاح، كمهاوح أسرارها

الذي أمر اهلل به أنبياءه اإلصالحوبني تدب ر القرآن، والعالقة الوطيدة، بني االرتباط القوي ومن هنا يت ضح لنا

لوا إليهم ؛ورسله حتقيق .ليخرجوهم من الظلمات إىل النور ه مع أممهم الذين أرس

Page 29: تدبر القرآن الكريم

29

، تكمن يف إدراك مستوى الفرد أو على مستوى المجتمعسواء على اإلصالح يفتدب ر القرآن وأهمية اهلل خلق الل ذان ومه اه، وعبادت -جل وعال-اهلل معرفة ، اليت جاء القرآن لتبياهنا، وتتمث ل يف المقاصدوبلوغ .وصالح وفالح خري كل إىل املوصالن ومها لعباده، تعاىل منه املقصودة الغاية ومها ألجلهما، اخللق

وإخرابا بالفساد، فيها سعيا كان بضد ه، فيها عمل فإذا به، واإلميان اهلل بطاعة تعم ر األرض، أن يف فاإلصالح .١٨: األعراف چڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ چ : لقوله تعاىل ؛ له خلقت عم ا هلا

اليت اإلصالح، املتعل قة مبجاالت واألبعاد صليةالمقاصد األ ستقرأت ، حقائق تدب ر القرآن منطلقاتومن :رون يفحتد ث عنها القرآن الكرمي، وقد خل صها جل املفس

، ومفتاحأصل اإلصالح هو االعتقاد إصالح ألن ؛ اخللق إلصالح سبب وهو أعظم ،االعتقاد إصالح- .اآلجل يف والفالح العاجل، يف الصالح باب

.يبهاإصالح األخالق وتهذو - ة للمؤسسات إصالح التشريعو - مبا ...القضائية، االقتصادية، التعليمية، الصح ية)، واألعراف والقوانني املسري

.(يتماشى والشريعة اإلسالمية، العام ة واخلاص ة، يف مجيع اجملاالت احليوية، وعلى مجيع املستويات، وتدبير شؤونها، األم ة إصالح سياسةو -

.نظامها األم ة، أفرادا وجماعات، وحفظ صالح منه القرآن الكرمي، والقصد يف عظيم بابيقة األمر يف حق وهو .هممساوئ من لتحذيروا، أحوالهم بصالح للتأس ي ؛ السالفة األمم وأخباراإلصالح بالقصص، و - بني،املخاط عصر حالة ناسبي ، مباالربامجو الطرقو املناهجسالمة ب، والتكوين اإلصالح بالتربية والتعليمو -

: آل عمران چٺ ٺ ٺ ٺ ٿ چ : ، يصدق فيهم قوله تعاىلترقية احلضارة االسالمية إىل يؤه لهم وما

٣٣٠ . مع واجملادلة احملاج ة وكذلك ،واإلنذار والتبشير المواعظ املتضم نةوالوعيد، الوعد آياتاإلصالح بتدب ر و -

. والرتهيب الرتغيب باب اوهذ ،بالتي هي أحسناملخالف الرسول صدق على دال ة آية ليكون ؛ في القرآن اإلعجاز اخلاص ة ببيان وجوهاإلصالح بتدب ر اآليات و -

.عالمية االسالم، وعلى صدق

، يف اآليات القرآنية والتفك ر التدب ر والتأم لمن يف كل زمان ومكان، ، المصلحين وهكذا، تنطلق وظيفة إرادةب، ةسياسيالو ، الرتبوية، و الثقافية، و القتصادية، واالجتماعيةة بكل جمال من اجملاالت احليوية، ااخلاص

واهلل والدنيوية، الدينية أمورهم هبا العباد، وتستقيم أحوال هبا تصلح اليت املصلحة تحقيق، لالشامل اإلصالح .وعلمه أتم، أعلى وأعلم

Page 30: تدبر القرآن الكريم

30

:التوصيات

.اليت رأيت أهنا تفيد موضوع البحث خصوصا، وموضوع املؤمتر عموما التوصياتوهذه بعض .ينبغي االهتمام واالعتناء مبثل هذه املؤمترات والندوات العلمية، اخلاص ة بالقرآن الكرمي والسن ة النبوية - على وحث هماهلل، للعودة إىل االستقامة على هنج القرآن الكرمي والسنة النبوية، واالعتناء بكتاب الشباب تربية -

.وعظاته هداياته من ، واالستفادةمعانيه فهمتالوته، وتدب ره، و بالفعل تكون ، ماد يا ومعنويا، وأن تشجيع املؤس سات التعليمية، اخلاصة حبفظ القرآن الكرمي، وتنميتها وترقيتها -

.اعي والرعيةاهتمام الر حمل تشج عهم ،للمتعلمني مناهج وضع من الوسائل والربامج، فالبدبإعادة النظر يف ،الكريم القرآن إصالح تعليم -

.تعاىل اهلل لكتاب التدب ر ملكة تكسبهم والوصول هبم إىل درجة ،معانيه وفهم الكريم القرآن تدب ر علىقيمة بكل أنواعها، املرئية واملسموعة واملكتوبة، يف إظهار اإلعالم وأجهزة التواصل المجتمعاتيةتشجيع - .األحسن واألتقن واألجودحنو ، في اإلصالحوأثره تدب ر ال .، وترمجتها إىل خمتلف اللغات العامليةبالتدب رتتعل ق مواقع علميةتأسيس -، وما واإلبداع، والمهارات، والجودة، والدقة، اإلتقانو اإلحسانعلى اليت تدل المصطلحاتكل بيان أن -

الفطرةالذي يرجع باإلنسان إىل ، هو التدب روجوهرها وروحها ومحر كها إالفهم القرآن الكريم، يف شاكلها، وهلذا ميكننا املعامالت، أو األخالق والفضائل ؛ سواء يف العقائد، أو العبادات، أواليت فطر اهلل الناس عليها،

، يساهم يف صناعة حياة نهجمو عبادة، باعتباره تنمية الفرد والمجتمعآثارا طي بة ومتمي زة يف للتدب رالقول أن ؛ وهلذا أمر به أفضل وأنفع، والدفع باإلنسانية ملا هو التقد م والرقي الحضاري، وحافز كبري لكسب رهان التمي ز

.، ورغ با فيه املصطفى ونبي ه اهلل

التوفيق والهادي إلى سواء السبيل واهلل ولي .وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين

Page 31: تدبر القرآن الكريم

31

:المصادر والمراجعفهرس

.، برواية ورشالكريم القرآنأضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن، حممد األمني بن حممد املختار بن عبد القادر اجلكين الشنقيطي، .1

.م1995 -ه 1415دار الفكر، بريوت، .ه 99 2،1أمراض القلب وشفاؤها، شيخ اإلسالم ابن تيمية، املطبعة السلفية، القاهرة، ط .2تاج العروس من جواهر القاموس، حمم د بن حمم د بن عبد الرز اق احلسيين، أبو الفيض، امللق ب مبرتضى، .

.الزبيديه 1420، 1التحرير والتنوير، حممد الطاهر بن عاشور التونسي، مؤسسة التاريخ العريب، بريوت،ط .4

.م2000،كفوري أبو العال، دار الرحيم املبار حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي، حممد عبد الرمحن بن عبد .5

.الكتب العلمية، بريوت (.در،دت)تفسري القرآن العظيم، أبو الفداء إمساعيل بن كثري الدمشقي، دار الفكر، .6: املتوىف)تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان، عبد الرمحن بن ناصر بن عبد اهلل السعدي .2

.م2000-ه 1420، 1ال اللوحيق، مؤسسة الرسالة، طعبد الرمحن بن مع:، احملقق(ه 26 1التيسري بشرح اجلامع الصغري، احلافظ زين الدين عبد الرؤوف املناوي، مكتبة اإلمام الشافعي، الرياض، .2

.م1922-ه 1402، طجامع البيان يف تأويل القرآن، حممد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب اآلملي، أبو جعفر الطربي، .9

.م2000 -ه 1420، 1أمحد حممد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط :احملققاجلامع ألحكام القرآن، لإلمام أبو عبد اهلل حممد بن أمحد األنصاري القرطيب، دار الكتب العلمية، .10

.م 199 -ه 141لبنان، الطبعة عام –بريوت فضل، دار إحياء الرتاث روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين، حممود األلوسي أبو ال .11

.بريوت-العريبمكتبة املنار -زاد املعاد يف هدي خري العباد، مشس الدين ابن قيم اجلوزية، مؤسسة الرسالة، بريوت .12

.م1994/ه 1415، 22اإلسالمية، الكويت، ط، 4سبل السالم، حممد بن إمساعيل األمري الكحالين الصنعاين، مكتبة مصطفى البايب احلليب، ط . 1

.م1960- ه29 1السنن الكربى، أبو بكر أمحد بن احلسني بن علي البيهقي، جملس دائرة املعارف النظامية الكائنة يف .14

.ه 44 1، 1اهلند ببلدة حيدر آباد، ط

Page 32: تدبر القرآن الكريم

32

. السنن، ابن ماجه، حممد بن يزيد القزويين، حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بريوت .15 .ث السجستاين، حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد، دار الفكرالسنن، أبو داود، سليمان بن األشع .16السنن، الرتمذي، حممد بن عيسى أبو عيسى السلمي، السنن، أمحد حممد شاكر وآخرون، دار إحياء .12

(. در، دت)الرتاث العريب، بريوت، ب املطبوعات ، مكت2السنن، النسائي اجملتىب،أبو عبد الرمحن النسائي، حتقيق عبد الفتاح أبو غدة،ط .12

.م1926ه ، 1406اإلسالمية، حالب، احلنفى بدر الدين الغيايبشرح سنن أيب داود، أبو حممد حممود بن أمحد بن موسى بن أمحد بن حسني .19

الرياض، –أبو املنذر خالد بن إبراهيم املصري، مكتبة الرشد:احملقق، (ه 255:املتوىف)العيىن .م1999-ه 1،1420ط

أبو : بو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك بن بطال البكري القرطيب، حتقيق، أالبخاريشرح صحيح .20 .م 200-ه 142، 2متيم ياسر بن إبراهيم مكتبة الرشد، الرياض، ط

.ه 1410، 14شعب اإلميان، أبو بكر البيهقي، دار الكتب العلمية، بريوت، ط .21أمحد عبد الغفور عطار، دار :قيقالصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، إمساعيل بن محاد اجلوهري، حت .22

.م1922- ه1402، 4بريوت، ط-العلم للماليني .م1992صحيح البخاري، حتقيق مصطفى ديب البغا، دار اهلدى، اجلزائر، . 2 (.در، دت)صحيح مسلم، احملقق حممد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، .24 140الطبعة الثانية ، .25ح البخاري، أمحد بن علي ابن حجر العسقالين أبو الفضل، دار املعرفة، بريوت، فتح الباري شرح صحي .26

(. در، دت)فتح الباري شرح صحيح البخاري، زين الدين أيب الفرج عبد الرمحن ابن شهاب الدين البغدادي مث .22

.ه 1422 -السعودية، الدمام –الدمشقي الشهري بابن رجب، دار ابن اجلوزيني فين الرواية والدراية من علم التفسري، لإلمام حممد بن علي بن حممد الشوكاين فتح القدير اجلامع ب .22

-ه 1414لبنان، الطبعة األوىل عام –ه ، طبعة دار الفكر ودار الكلم الطيب، بريوت1250املتوىف عام .م1994

.(دتدر، )القاموس احمليط، الفريوز آبادي، جمد الدين حممد بن يعقوب، مكتبة النووي، دمشق، .29جلامع ألحكام القرآن، أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري اخلزرجي مشس الدين .0

-ه 142هشام مسري البخاري، دار عامل الكتب، الرياض، اململكة العربية السعودية، : القرطيب، احملقق .م 200

(.د ت)، 1بريوت، ط–رلسان العرب، حممد بن مكرم بن منظور األفريقي املصري ، دار صاد .1

Page 33: تدبر القرآن الكريم

33

عامر -أنور الباز: جمموع الفتاوى، تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية احلراين، احملقق .2 .م2005-ه 1426، اجلزار، دار الوفاء، ط

-1415بريوت، -خمتار الصحاح، حممد بن أيب بكر بن عبدالقادر الرازي، مكتبة لبنان ناشرون . .م1995

لليل، حملمد بن نصر املروزيخمتصر قيام ا .4 مصطفى عبد : املستدرك على الصحيحني، حممد بن عبداهلل أبو عبداهلل احلاكم النيسابوري، حتقيق .5

.م1990-ه 1411، 1القادر عطا، دار الكتب العلمية، بريوت، طعلوم القاهرة إحياء-مسند اإلمام أمحد بن حنبل، أمحد بن حنبل أبو عبداهلل الشيباين، مؤسسة قرطبة .6

.الدين، حممد بن حممد الغزال أبو حامد، دار املعرفة، بريوتحبيب الرمحن األعظمي، املكتب :مصنف عبد الرزاق، أبو بكر عبد الرزاق بن مهام الصنعاين، حتقيق .2

.اإلسالمي، بريوتتوىف سنة املصنف يف األحاديث واآلثار لإلمام أيب بكر عبد اهلل بن حممد بن أيب شيبة الكويف العبسي امل .2

-ه 1416مكة ، الطبعة األوىل -ه ، ضبطه وصححه حممد بعد السالم شاهني ، مكتبة دار الباز5 2 .م1995

معامل التنزيل، أبو حممد احلسني بن مسعود البغوي، حققه وخرج أحاديثه حممد عبد اهلل النمر، وعثمان .9 .م1992-ه 1412، 4مجعة ضمريية، وسليمان مسلم احلرش، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط

املوصل، الطبعة –املعجم الكبري، سليمان بن أمحد بن أيوب أبو القاسم الطرباين، مكتبة العلوم واحلكم .40 . 192 – 1404الثانية،

املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج، أبو زكريا حيىي بن شرف بن مري النووي، دار إحياء الرتاث .41 .92 1، 2العريب، بريوت، ط

.ه 1404، 2، إعداد أمحد راتب عرموش، دار النفائس، ط(رواية حيىي الليثي)موطأ مالك .42نظم الدرر يف تناسب اآليات والسور، لإلمام برهان الدين أيب احلسن إبراهيم بن عمر البقاعي املتوىف . 4

.م1995-ه 1415، 1مكة، ط–ه ، ختريج عبد الرزاق غالب املهدي، توزيع مكتبة الباز225سنة طاهر أمحد الزاوى :غريب احلديث واألثر، أبو السعادات املبارك بن حممد اجلزري، حتقيق النهاية يف .44

.م1929-ه 99 1بريوت،-وحممود حممد الطناحي، املكتبة العلمية