1

املقدمــة

تتضمن أغلب الدساتري أحكاما ختص حق محاية امللكية ، وتقر له بعدة خدمات قصد محايته .وصيانته من أي تعد

وملا كان اتمع ككل قد حبتاج إىل ملكية فرد معني أو جمموعة من األفراد، فكان من الواجب ميكن هلذا التفضيل أن يطغى على حــق تفضيل املصلحة العامة على مصلحة املالك ، إال أنه ال

.امللـكية كلية على هذا األساس تضمنت معظم الدساتري أحكاما تسمح باملساس حبق امللكية اخلاصة ، على أن يتم

.ذلك يف إطار ضمانات حمددة ويف ظل إجراءات صارمة تكرس أكثر مبدأ صيانة حق امللكية امللكية « على أن 49 يف مادته 1 23/02/1989 املؤرخ يف يف هذا السياق نص الدستور اجلزائري

إال انه يف نفس الوقت حدد وسيلة قانونية تسمح لإلدارة قصد تلبية احتياجات املرافق »اخلاصة مضمونةالعامة و حتقيقا للمنفعة العمومية أن ترتع ملكية خواص ،على أن يتم ذلك يف طار احترام ضمانات معينة

. بطالن كل اإلجراءةمة يتوجب على األداة استيفائها ،وذلك حتت طائلو إجراءات صارال يتم نزع امللكية إال يف إطار القانون و يترتب عليه تعويض « من الدستور على أن20 و نصت املادة

احملدد 1991 أفريل 27 املؤرخ يف 11-91 و تطبيقا هلذا صدر القانون رقم »قبلي عادل ومنصف ، والذي جاء مكرسا للقواعد اليت حددها 2لقة برتع امللكية من أجل املنفعة العمومية للقواعد املتع

الدستور السيما فكرة التعويض القبلي العادل واملنصف،الذي ميكن اعتباره آخر ضمانة بقى يف يد املالك . القانون احترمت اإلدارة كل اإلجراءات املنصوص عليها يفااملرتوع ملكيته خاصة يف حالة ما إذ

وجيد مبدأ التعويض عن نزع امللكية تأسيسه الفقهي على مبدأ مساواة اجلميع أمام القانون ،ذلك أن عملية نزع امللكية يستفيد منها اتمع ككل األمر الذي يقتضي إال يتحمل املالك وحده تبعة هذه

راء نزع ملكيته ، و ذلك بتقرير العملية ، لذا كان من الواجب حتمل شيء من الضرر الذي أصابه ج .حقه يف التعويض

املؤرخ يف 186-93 سالف الذكر وكذا املرسوم التنفيذي رقم 11-91 ولقد تضمن القانون رقم احملدد 1991 أفريل 27 املؤرخ يف 11-91 احملدد لكيفية تطبيق القانون رقم 1993جويلية 27

. فقط52 إلى المادة 49التغيير إال بما يخص موقع المواد ،فتم نقل نص المادة أحكام نزع الملكية ب1996-11-28 ولم يمس التعديل الدستوري ل 1

.08/05/1991 الصادر بتاريخ 28 الجريدة الرسمية العدد 2

2

إجراءات ومعايري تقدير ودفع هذا التعويض 1فعة العمومية للقواعد املتعلقة برتع امللكية من أجل املن .والمس مسألة املنازعة يف التقدير اإلداري

وبقصد التوصل إىل تقدير تعويض عادل ومنصف حدد التشريع الساري ضوابط تقدير هذا التعويض بشكل يضمن لصاحب العقار أو احلق العيين تعويض عن كل ضرر حلقه وكل مافاته من

.كسب ، على أال مينح املعين تعويضا أكثر مما يستحقه واملتوصل إليه باستعمال قواعد ومعايري دقيقة ولضمان عدم تعسف اإلدارة يف تقدير هذا التعويض، ضمن املشرع لكل املعنيني يف حالة ما إذا مل

عوى أمام القضاء يطعنوا يف يرضوا بالتعويض املقترح عليهم من طرف اإلدارة النازعة للملكية حق رفع د .هذا التقدير ويطالبوا بإجراء تقييم آخر يتوىل القاضي بصفته حامال للملكية اخلاصة بتقديره

و على هذا األساس يلعب القاضي اإلداري يف هذا اال دورا مهما للغاية ،كونه مكلف بإجياد التوازن إلدارية الرامية لتحقيق املنفعة العمومية ، ونقطة بني حقوق األفراد من جهة واحترام صالحيات السلطة ا

.احلسم يف هذا كله والوصول إىل تعويض عادل و منصف يرضي مجيع األطراف ورغم األمهية اليت يطرحها هذا املوضوع يف امليدان ، نظرا للعدد املعترب من القضايا املتعلقة بالتعويض عن

أو على مستوى جملس قضاء سطيف ،وكذا اخلصائص اليت نزع امللكية سواء على مستوى جملس الدولة .متيز هذه املنازعة سواء من حيث إجراءاا أو طرق تسويتها

: وعليه نقترح لدراسة هذا املوضوع اإلشكالية التالية ما هي القواعد اليت حتكم التعويض عن نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية ، وما هو الدور املنوط

يف هذه املنازعة ؟ بالقاضي : وميكن معاجلة هذه اإلشكالية وفقا للفروض التالية

ما هي القواعد األساسية لتقدير التعويض عن نزع امللكية ؟ - ما هي العوامل املؤثرة يف تقدير التعويض عن نزع امللكية ؟ - ما هي اإلجراءات املتبعة يف توجيه دعوى التعويض عن نزع امللكية ؟ - د املتعلقة مبوضوع دعوى التعويض عن نزع امللكية ؟ما هي القواع - ما هي الطرق واإلجراءات املتبعة من القاضي لتسوية نزاعات التعويض عن نزع امللكية ؟ - ما هي السلطة اليت يتمتع ا القاضي لتسوية هذه املنازعات ؟ - ما هي إجراءات دفع التعويض وآجاله ؟ - عن نزع امللكية ؟من هي اهليئة املكلفة بدفع التعويض -

.01/08/1993 الصادر بتاريخ 51 الجريدة الرسمية العدد 1

3

: ولدراسة هذه اإلشكالية والفروض كلها ارتأينا تقسيم املوضوع إىل ثالثة حماور فندرس يف احملور األول املبادئ اليت حتكم التقدير اإلداري للتعويض عن نزع امللكية ، والذي يعتمد

ا ضبط املعايري اليت حتكم التقييم بشكل أساسي على العمل امليداين الذي يتوىل احملافظ احملقق إجنازه ،وكذأما احملور الثاين فندرس فيه املبادئ اليت حتكم تسوية الرتاع حول تقدير التعويض ، وذلك مبعرفة

وكذا معرفة سلطة القاضي املختص يف ) إجراءات توجيه الدعوى ( اإلجراءات اليت حتكم هذه املنازعة .تسوية هذه املنازعة لثالث ألحكام دفع التعويض عن نزع امللكية من حيث أشكاله وحمتواه وآجال دفعه وخصصنا احملور ا

.وكذا اهليئة املكلفة بدفعه وكذا على – لكوا واجبة التطبيق - وسنعتمد يف هذه الدراسة على النصوص القانونية احلالية

لس قضاء سطيف ، وموازاا مع القرارات القضائية الصادرة يف هذا الشأن سواء من جملس الدولة أو جم إليه األنظمة املقارنة يف هذا الشأن ، وذلك قصد تبيان خصوصيات النظام اجلزائري يف جمال تما ذهب

.التعويض عن نزع امللكية

4

الفصــل األول

التقييم الودي لألمالك واحلقوق العقارية املطلوب نزع ملكيتها

ومقابل تعويض عادل ةة مضمونة حبكم الدستور، فال ترتع إال للمنفعة العموميامللكية اخلاص املؤرخ يف 91/11ومنصف، يدفع نقل امللكية، وهذا ما كرسته نص املادة األوىل من القانون رقم

.1 أجل املنفعة العموميةن واحملدد للقواعد املتعلقة برتع امللكية م27-04-1991 تتمتع ا األمالك يف هذا اال، أوال يف التزام اإلدارة يف اتباع سلسلة من تتمثل احلصانة اليت

-07-27 املؤرخ يف 93/186اإلجراءات اليت نص عليها هذا القانون وكذا املرسوم التنفيذي رقم احملدد 1991أفريل من سنة 27 املؤرخ يف 91/11 احملدد لكيفيات تطبيق القانون رقم 1993، وذلك حتت طائلة البطالن، وهذا حتت الرقابة 2قة برتع امللكية من أجل املنفعة العموميةللقواعد املتعل

القضائية، وثانيا يف التزام اإلدارة بدفع تعويض لصاحل املالك وأصحاب احلقوق املرتوعة يغطي كل . م جراء نزع ملكيتهم للمنفعة العموميةةاألضرار الالحق

اد أمام األعباء العامة أساس فرض هذا التعويض على اإلدارة، إذ أنه ال ميكن ويعد مبدأ مساواة األفرحتميل املالك أو أصحاب احلق املرتوع وحدده أضرار مشروع سيستفيد منه كل اتمع أو جمموعة واسعة من املواطنني، عمال ذا جيب على اإلدارة دفع تعويض، تعمل هي على تقديره بناءا على ما

التعويض اه عملية حتديد األمالك واحلقوق املطلوب نزع ملكيتها املبحث األول وبناء تقدير هذختلص إلي ) .املبحث الثاين(صفتا العدل واإلنصاف اللتان وصف ا التعويض

.08/05/1991ر بتاريخ الصاد21 الجريدة الرسمية العدد27/04/1991 المؤرخ في 11 -91القانون رقم -1

.1993أوت سنة 01الصادر بتاريخ 51الجريدة الرسمية العدد , 27/07/1993 المؤرخ في 186 -93المرسوم التنفيذي رقم -2

5

املبحــث األول نزع ملكيتها وحتديد هوية مالكيهابحتديد األمالك واحلقوق العقارية املطلو

املالك املرتوع منهم ملكيتهم على حصر العقارات واحلقوق العينية العقارية يتوقف تعويض الالزمة إلجناز املشاريع ذات املنفعة العمومية، لذا أقر املشرع إجراء مرحلة أولية تسبق عملية الرتع ،

.مساهاً التحقيق اجلزئيً واحملدد 27/07/1995خ يف املؤر92/186 من املرسوم التنفيذي رقم 12 إذ ألزمت املادة

، 1 احملدد للقواعد املتعلقة برتع امللكية من أجل املنفعة العمومية11-91لكيفيات تطبيق القانون رقم الوايل املختص إقليميا أن يقوم يف ظرف مخسة عشر يوما تسري من تاريخ نشر القرار املتضمن التصريح

حمقق خيتار من بني اخلرباء العقارية املعتمدين لــدىبإصدار قرار بتعيني حمافظ , باملنفعة العمومية والذي يهدف إىل إعداد خمطط جزئي لألمالك املطلوب نزع ملكيتها , قصد إجناز هذا التحقيق 2 احملاكم

.وكذا حتديد هوية املالكني وأصحاب احلقوق اآلخرين

املطلــب األول حتديـد األمـوال املطلـوب نـزع ملكيـتها

ال ترد عملية نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية إال على العقارات واحلقوق العينية العقارية والتعلق 27/04/1991 املؤرخ يف 11 -91وهذا طبقا ملا ورد يف نصب املادة الثالثة من القانون رقم

نزع ملكية عال خيض«:يه الذي جاء ف, بتحديد القواعد املتعلقة برتع امللكية من أجل املنفعة العمومية فهذه العملية ال ترد على املنقوالت وال »...عقارات أو حقوق عينية عقارية من أجل املنفعة العمومية

باستثناء املنقوالت اللصيقة بالعقار والين ال ميكن نزعها دون إتالف، فهي ختضع , العقارات بالتخصيص .لكلنفس قواعد نزع العقار ويتم التفويض عليها كذ

العقــارات: الفـرع األول غالبا ما ترد عملية نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية على العقار بطبيعته، سواء كان أرضا فضاء أو

زراعية أو مبنية، فيشمل نوع امللكية األرض وما حتتوي عليه من منشآت لصيقة ا، واليت ال ميكن نزعها

.1993 /07/ 27 المؤرخ في 93/186 المرسوم التنفيذي رقم 1

.186/ 93التنفيذي من المرسوم 12 وآذا المادة 91/11 من القانون رقم 16 طبقا للمادة 2

6

العملية نوع ملكية العقار برمته وقد ينصب على جزء منه فقط ، وهذا حسب دون إتالفها، وقد تشمل .ما يكون كافيا إلجناز املشروع ذو املنفعة العامة

وإذا كان العقار مكون من أرض وعليها بناء أي أرص مبنية، فإن عملية نزع امللكية جيب أن خص خمتلف، دون األرض ، ألن تنصب على األرض والبناء معا، ولو كان كل واحد منها مملوكا لش

القول بغري هذا قد يؤدي إىل تفويت الغرض الذي من أجله مث نزع ملكية العقار لالنتفاع به حاليا من .كل حق عليه، وذلك حتقيقا للدفع العام

احلقوق العينية العقارية: الفرع الثاين ه مسألة نزع ملكية احلقوق العينية املذكور أعال11-19تضمنت املادة الثالثة من القانون

يعد نزع امللكية من أجل املنفعة العامة طريقة استثنائية الكتساب «: العقارية، فجاءت ناصة على ما يلي .»أمالك وحقوق عقارية

من القانون املدين احلقوق العينية األصلية، 684واملقصود باحلقوق العينية العقارية حسب املادة وص حق االنتفاع، حق السكىن ، حق االرتفاق ، ومبا أن هذه احلقوق قابلة لالنتقال وهي على اخلص

فإا تكون كذلك قابلة لرتع امللكية، فيمكن ...بنفس طرق اكتساب امللكية كالعقد و الوصية وغريمها .نزع ملكية احلقوق العينية الواردة على عقار

املطلوب نزع ملكيته، خاليا من أي حق فهذا يفيد من جهة، على أن تكتسب اإلدارة العقارعليه، فتعوض صاحب العقار عن نزع ملكية عقاره، وكذا تعوض من له حق االنتفاع أو االرتفاق أو .السكىن ، وهذا كله يهدف إىل التسهيل يف إجناز املشروع ذو املنفعة العامة

ينية دون نزع ملكية احلقوق العىومن جهة أخرى، فهذا يسمح لإلدارة أن ترتع ملكية إحدالعقار، كأن تكون مثال بناية حتتاجها اإلدارة، فتنتزع ملكية حق السكىن فيها وتبقى ملكية العقار

على العقارات اململوكة للخواص دون االلتجاء إىل ارتفاقلصاحبه ، إال أنه جيوز لإلدارة أن تنشأ حق .1طريق نزع امللكية

ن نزع امللكية يرد دائما على العقارات فتنتزع ملكية كاملة ، لكن ما هو موجود يف امليدان ، فإبغرض حتقيق املشروع ، فلم جند على مستوى جملس قضاء سطيف أي نزاع متعلق برتع ملكية حق عيين .عقاري دون نزع امللكية ككل

.18 ص 2002 بوذريعات محمدً نزع الملكية للمنفعة العمومية في القانون الجزائري والمقارنً رسالة ماجيستيبر معهد الحقوق الجزائر – 1

7

نزع أما يف التشريعات املقارنة ، فأحكامها متباينة ففي حني جند أن التشريع الفرنسي قد أجازملكية احلقوق العينية العقارية والذي ميس بشكل خاص حق االرتفاق ، فيمكن نزع ملكية حق االرتفاق

إنشاء أو مدون حاجة إىل نزع ملكية العقار اخلادم ، وكذا تستطيع اإلدارة إجبار املرتوع ملكيته على عد . 2إقامة بنايات ، وذلك بقصد االنتفاع باألرض

أما التشريع املصري ، فلقد ج مسلكا مغايرا ، إذ يعترب بأن نزع امللكية يقتصر على العقارات املادية فقط ، فال يرد على العقارات احلكمية كاحلقوق العينية العقارية إذ أا ال تصلح حمال لعملية نزع .3امللكية ، بل أن الرتع يؤدي إىل تطهري هذه احلقوق

. دور احملافظ احملقق يف حتديد العقارات :الفرع الثالث ، فإن املستفيد من عملية نزع امللكية ، 186-93طبقا للمادة الثانية من املرسوم التنفيذي رقم

يكون ملفا أوليا يتضمن أمهية املشروع املزمع إجنازه وكذا اهلدف من العملية وحتديد طبيعة األشغال .وموقعها

فيدة من عملية نزع امللكية هي اليت حتدد موقع إجناز املشروع، وعلى فطبقا هلذا فاهليئة املستأساس هذا التحديد ينتقل احملافظ احملقق لتعيني املكان ، بغرض إجناز خمطط جزئي ، حيدد فيه املوقع الذي حددته اهليئة املستفيدة إلجناز املشروع ، حبيث يتضمن هذا املخطط جمموع امللكيات الواقعة يف حدود

.وقع املشروع ومساحتها وحدودها ، وطبيعة امللك فيها م املذكور أعاله قد أعفت احملافظ احملقق من 93/186 من املرسوم التنفيذي 14غري أن املادة

إعداد هذا املخطط اجلزئي يف حالة ما إذا كانت املنطقة املعنية قدمت مسحها ، ففي هذه احلالة فتقوم .اء املسح مقام املخطط اجلزئي خالصة خمطط املسح ووثيقة إجر

وإىل جانب هذا يقوم احملافظ احملقق بتحديد املواصفات واخلصائص الفيزيائية واالقتصادية وكذا ، اليت يتميز ا كل عقار مطلوب نزع ملكيته فيقوم بتحديد طبيعة العقار املعين و تصنيفه فهو 1القانونية

دة للبناء ، مث يقوم احملقق بتحديد حمتوياا ، فإذا كانت مثال إما أن يكون أرضا فالحية أو مبنية أو مع، أما إذا ...أرضا فالحية فيحدد نوع التربة ونوع الزراعة املقامة على هذه األرض وطريقة السقي اخل

2 - André delaubadere et yves Gaudmet traité de droit administrative , Tome2 administrative des biens 11eme édition ,

LGDj , delta 2002 p258 . .603، ص 1992 الدآتور سليمان محمد الطماوي ، الوجيز في القانون اإلداري دراسة مقارنة دار الفكر العربي 3

. ويقصد بها االرتفاقات الخاصة والعامة 1

8

كانت أرضا مبنية فيقوم بوصف البناءات املشيدة وحتديد املساحة املبنية وعدد األدوار ، سنة البناء ، .لة الصيانة وصف حا

إال جزءا من العقار فقط فيجب على احملافظ احملقق أن حيدد يف س أما إذا كان نزع امللكية ال مي 1 .هخمططه جممل امللكية ويربز اجلزء الذي سيخصه الرتع ، ومث ذكر طبيعته و مشتمال ت

ديد كل العوامل فعمل احملافظ احملقق مبا خيص حتديد العقارات املزمع نزع ملكيتها ، يتمثل بتحواملعايري اليت حتتاجها إدارة األمالك الوطنية من أجل تقدير هذه األمالك بصورة عادلة، وألجل هذا فللمحافظ احملقق احلق يف أن يستعني بأي وثيقة إدارية تفيده يف التحقيق و بأي شخص خيتاره ، كذوي

من املرسوم 15 وهذا طبقا لنص املادة اخلربات يف جماالت معينة ، والذي يكون حباجة إىل خربام ،خيول احملافظ احملقق يف إطار مهمته استشارة كل وثيقة إدارية مفيدة ، « : 186 – 93التنفيذي رقم

، وميكن أن يستعني بأي شخص خيتاره يف أشغال حترياته أو االستماع إىل كل شخص معين أو مهتم .»ويف صياغة كل وثيقة ترسل خالل التحقيق

املطــلب الثــاين حتديد املالك وأصحاب احلقوق املطلوب نزع ملكيتها

يقوم احملافظ احملقق طبقا للقانون املنظم لعملية نزع امللكية ومرسوم تنفيذه يف إطار التحــقيـق نية بتحديد مالك العقارات املطلوب نزع ملكيتها للمنفعة العمومية وكذا أصحاب احلقوق العي, اجلزئي

من املرسوم 13حيث تنص املادة , واليت ترفق بالتصميم اجلزئي , وإعداد قائمة بأمسائهم , العقارية الذي يترتب عليه إعداد , يهدف التحقيق اجلزئي «: سالف الذكر على انه 186 -93التنفيذي رقم

.»...خمطط جزئي وقائمة للمالكني وأصحاب احلقوق اآلخرين دورا مهما يف إجراءات نزع امللكية , ديد قائمة بأمساء املالك وأصحاب احلقوق وتلعب عملية حت

إذ أن هذه العملية بتحديدها هلوية املالكني وأصحاب احلقوق املراد , ويف التعويض بشكل خاص. ككل متنح للشخص الوارد يف, نزع ملكيتهم بعد التحقق من املستندات والتصرحيات املقدمة للمحافظ احملقق

وكذا جتعل له الصفة يف رفع دعوى , هذه القائمة احلق يف التعويض عن نزع عقاره أو حقه العيين .للمنازعة يف التقييم اإلداري مللكه أو احلق العقاري املرتوع منه

.91/11 من القانون رقم 2 / 16 م 1

9

املذكورة 186-93 من املرسوم التنفيذي 13اشترط املشرع يف نص املادة , ونظرا هلذه األمهية مبعىن أن يقوم احملافظ احملقق مبهامه يف حضور مجيع املالك , تم عملية التحقيق اجلزئي حضوريا أعاله أن ت

وكذا 11-91 من القانون رقم 17وهلذا الغرض اشترطت الفقرة الثانية من املادة , وأصحاب احلقوق يف اجلريد الرمسية , ق أن يتم نشر قرار تعيني احملافظ احملق186 /93 من املرسوم التنفيذي رقم 12املادة

وأن يعلق يف مقر البلدية اليت , 1وذلك حسب احلالة . أو يف مدونة القرارات اإلدارية اخلاصة بالوالية والذي يتضمن كذلك اسم , وكما يبلغ ذوي الشأن بقرار التعيني , يقع فيها امللك املطلوب نزع ملكيته

يقوم فيها بتلقي التصرحيات واملعلومات اخلاصة باألمالك وحتديد األماكن واأليام اليت, احملافظ احملقق . واملالك معا

ويقع على عاتق مجيع املالك وأصحاب احلقوق احلضور أمام احملافظ احملقق يف موقع املشروع لغرض واليت يريدون عن , وكذا تقدمي الوثائق واملستندات اليت حيوزوا , اإلرشاد على ممتلكام وحقوقهم

.ريقها إثبات ملكيتهم للعقارات واحلقوق املطلوب نزع ملكيتها للمنفعة العمومية طجيب عليه أن يفحص املستندات , وحىت حيدد احملافظ احملقق قائمة بأمساء املالك وأصحاب احلقوق

ة عدم القانونية املثبتة للملكية وذلك بالنسبة للمالك الذين حيوزون وثائق تثبت ملكيتهم أو يقوم يف حال 2وجود املستندات املثبتة للملكية مبعاينة حقوق امللكية يف العقارات املعنية

:يتحدد حبيازة األشخاص املعنيني للوثائق واملستندات املثبتة مللكيتهم , فدور احملافظ احملقق يف هذا الشأن دور احملافظ احملقق يف حالة املالك الذين حيوزون سندات ملكية:الفرع األول

وفحصها حىت , يف هذه احلالة يتوىل احملافظ احملقق االطالع على هذه الوثائق واملستندات ويتأكد من أن الوثائق واملستندات املقدمة له , يستخلص منها النتائج اليت تفيده يف حتقيقه

, عقد البيع و3مقبولة يف إطار التشريع املعمول به إلثبات حق امللكية ا كالدفاتر العقارية مثال ليقوم ،4اخل ....والعقود اإلدارية الناقلة للملكية وكذا األحكام القضائية , عقد الشهرة , الوصية

بعدها وبالتعاون مع احملافظ العقاري بالتأكد من أن املستندات املقدمة له تعكس الوضع الراهن مبعىن آخر يتأكد من أن , وبأن هذه املمتلكات مل تعرف أي تعديل مبا خيص مالكيها , لألمالك

ويهدف كذلك هذا , صاحب السند هو املالك احلايل للعقار أو احلقوق العينية ومل يتصرف فيها

دة فيتم النشر في مدونة القرارات الخاصة للوالية، أما إذا آانت عملية النزع تشمل أآثر من والية فيتم النشر في فإذا آان نزع الملكية يتم في اطار والية واح1

.الجريدة الرسمية .93/186 من المرسوم التنفيذي 13 المادة 2

28/06/2000 المؤرخ في 197920ية العقارية ، أنظر القرار رقم والتي تعتبرها الغرفة العقارية للمحكمة العليا المنطلق الوحيد إلقامة البينة في نشأة الملك 3 . وما بعدها 171 ص2004والمنشور بمجلة االجتهاد القضائي للغرفة العقارية ،الجزء األول سنة

.ا وما بعده15 ص 2002باشا عمر محاية امللكية العقارية اخلاصة دار هزمه للتوضيح أكثر ارجع ملؤلف األستاذ محدي 4

10

إىل إعالم احملافظ احملقق مبجمل األعباء 93/186 من املرسوم التنفيذي 17اإلجراء حبسب املادة .املوجودة على امللكية كحقوق الرهن أو االرتفاقات

دور احملافظ احملقق يف حالة وجود حائزين أو مستغلني ال حيوزون سند ملكيتهم : لثاينالفرع ا

موضحا يف هذا , سالف الذكر 186 /93 من املرسوم التنفيذي رقم 18 جاء نص املادة أن احملافظ احملقق يقوم بتلقي تصرحيات مستغلي هذه العقارات أو حائزيها املعنيني يف عني , الصدد وذلك إىل , ا هذه العقارات نوذلك بغرض حتديد الصفة اليت حيوزون أو يستغلو, ان املك

وطبيعته ومساحته ، ويدعمون هذه هجانب حتديدهم للعقار الذي حيوزونه أو يستغلونه ومشتمال توكذا تقدمي شهادات مكتوبة وموقع عليها من , التصرحيات بتقدمي وثائق تثبت حالتهم املدنية

ومصادق على التوقيع من طرف املصاحل البلدية يشهدون فيها أن املصرح شخصيا أو شخصني خلفه العام أو اخلاص قد حاز العقار املعين أو استغله خالل مدة معينة حيددوا ،كذلك فللمصرح

.أن يدعم تصرحياته بوثائق إدارية أو شهادات جبائية تثبت استغالله أو حيازته للعقار املعين بل , ال يكتفي مبا قدم له , من نفس املرسوم التنفيذي أن احملافظ احملقق 20ضافت املادة وأ

وذلك , يقوم بتلقي تصرحيات من شاا أن حتيطه بالوضعية القانونية للعقارات موضوع التحقيق .سواء من املالك أو احلائزين وكل شخص تكون لديه معلومات مفيدة بشأن تلك العقارات

د تلقي كل املعلومات والتصرحيات يف امليدان ، يبدأ احملافظ احملقق يف املرحلة الثانية اليت وبع من صحة التصرحيات واألقوال اليت حتصل عليها يف امليدان ، ومن أجل ددف أساسا إىل التأك

وحة هذا فإنه يقوم باالتصال مبديرية مسح األراضي ، وذلك بقصد معرفة ما إذا كان املنطقة ممسأم ال ، فإذا كانت ممسوحة فإن القانون منحه احلق يف اإلطالع على مجيع املخططات وسندات

، فله أن يطلع على البطاقات العقارية ملعرفة املالك احلقيقي للعقار املعين ، 1امللكية والسجالت العقار املعين وله كذلك االتصال مبصاحل احلفظ العقاري لإلطالع على خمتلف املعامالت اليت عرفها

، وعلى احملافظ احملقق كذلك التأكد من أن العقار املعين ال يعد جزءا من األمالك الوطنية ، وذلك . بالتعاون مع مديرية األمالك الوطنية والبلدية املختصة إقليميا رح وبعد تأكد احملافظ احملقق من صحة املعلومات والشهادات اليت حتصل عليها يف امليدان ، يص .بعد االنتهاء من إجراء التحريات اليت قام ا ، بأن العقارات املعنية هي أراضي ملك

.93/186 من المرسوم التنفيذي 21 طبقا للفقرة الثانية من المادة 1

11

حىت يتمكن من منح صفة املالك املرتوع ملكيته للشخص الذي تتوافر يف حيازته شروط ، أي أن تكون حيازته هادئة ومستمرة وعلنية وال 1احليازة طبقا ملا هو مقرر للقواعد العامة

.ا ال إكراه وال غموض ،حىت يكون له احلق يف التعويض عن نزع ملكيته يشو ويف هذا اال جند أن جملس الدولة يرى بأن صفة املالك املرتوع ملكيته ال متنح إال للشخص الذي أثبت حيازته للملك وقت نزع امللكية ، فإذا ما اكتفى الشخص بتقدمي شهادة حمررة بتاريخ

نزع امللكية ، فال يعترف له بالصفة اليت متنح له احلق يف التعويض ، وهذا ما ذهب إليه الحق لقرارم . ن( يف الدعوة القائمة بني. 16/12/2003 املؤرخ يف 12419جملس الدولة يف القرار رقم

حيث ولكن عقد الشهرة «: ضد وايل والية باتنة ومن معه ، جاء فيه على اخلصوص ) م . ب . إلثبات ملكيته للقطعة األرضية املرتوع ملكيتها وحقه يف التعويض ) املستأنف ( ن طرفه املقدم م وبالتايل فصفته كمالك مل تكن ثابتة وقت نزع امللكية من جهة ، كما 08/07/1998حمرر يف

أن هذه احليازة املعتمد عليها لالعتراف حبق املستأنف يف ملكية القطعة األرضية عن طريق التقادم تاريخ نقل ملكية القطعة 1984كسب غري مطابقة للواقع ، إذ أن املستأنف فقد احليازة منذ امل

اليت تنص على أن قرار نزع امللكية يسقط من 76/48 من أمر 09األرضية وفقا ألحكام املادة 2 .»...تاريخ نشر كل حق عيين قائم على العقار حمل نزع امللكية

زع امللكية ال ميس إال األمالك اخلاصة ، أما األمالك اليت تدخل ضمن وجتدر اإلشارة إىل أن ناألمالك الوطنية ،فال ميكن أن تكون حمال لرتع امللكية للمنفعة العمومية ، سواء كانت أمالك وطنية عامة

.أو أمالك وطنية خاصة خ يف األول املـؤر 30/ 90فبالنسبة لألمالك الوطنية العامة فلقد أوضحت نصوص القانون رقم

أا أمالك موضوعة حتت تصرف اجلمهور إما 3 املتضمن قانون األمالك الوطنية 1990من ديسمرب سنة مباشرة أو بواسطة مرافق عامة،ونظرا هلذه الوظيفة فال ميكن أن تكون هذه األمالك موضـوع متليـك

مـن القـانون 03 وكذا املـادة 12/02خاص أو موضوع حقوق متلكية هذا ما تضمنه نص املادة من هذا القانون متثل األمالك الوطنية العمومية األمالك 12عمال باملادة «: اليت تنص على أنه 90/30

املنصوص عليها يف املادة الثانية السابقة اليت ال ميكن أن تكون حمل ملكـية خاصـة حبكـم طبيعـتها . 4 ،مما جيعل هذه األمالك غري قابلة للتصرف فيها»أو غرضها

. من القانون المدني 827 المادة 1

. وما بعدها 192 ، ص2004 مجلة مجلس الدولة ، العدد الخامس ،سنة - 2 ج ر رقم الصادر بتاريخ - 3

. 90/30 من ق 04م - 4

12

ومبا أن نزع امللكية يعد نوعا من أنواع التصرف ، فهي غري قابلة لرتع امللكية ففي حـال مـا إذا أرادت اإلدارة ختصيص هذا امللك العمومي إلجناز مشروع معني فما عليها إال إلغاء تصنيفها طبقا ملا ورد

.من نفس القانون 72 وكذا املادة 31يف املادة من قانون األمالك 03 اخلاصة ، واليت يقصد ا حسب الفقرة الثانية من املادة أما األمالك الوطنية

الوطنية ، تلك األمالك الوطنية غري املصنفة ضمن األمالك الوطنية العمومية واليت تؤدي وظيفة إمتالكيـة وهذا ما ومالية، وعلى هذا األساس ميكن التصرف يف هذه األمالك بشىت أنواع التصرف مبا فيها البيع ،

احملـدد لشـروط 23/11/1991املؤرخ يف 91/454من املرسوم التنفيذي رقم 11نصت عليه املادة ميكن أن تباع العقارات «إدارة األمالك اخلاصة والعامة التابعة للدولة وتسيريها ويضبط كيفيات ذلك ،

بالتراضـي ) مت إلغاء ختصيصها األمالك الوطنية اخلاصة اليت ( اعاله 10التابعة الوطنية املذكورة يف املادة :استنادا لرخصة من الوزير املكلف باملالية بثمن ال يقل عن قيمتها التجارية ، وذلك لفائدة

» ...الواليات والبلديات واهليئات العمومية واملؤسسات العمومية واالقتصادية واجلمعيات -1 ، 91/11بلة لرتع امللكية يف إطار القانون مما جيعلنا نقول أن حىت األمالك الوطنية اخلاصة غري قا

املذكورة أعاله ، شراؤها مبقابل 11بل جيوز للهيئة املستفيدة إذا كانت ضمن اهليئات املذكورة يف املادة .ال يقل عن مثنها التجاري

اليت أكدت أنه ال ميكن 11/05/1994املؤرخة يف 07هذا ما ذهبت إليه التعليمة الوزارية رقم حمال لرتع امللكية مـن ) الوالية والبلدية ( ن األمالك الوطنية اليت حتوزها الدولة ومجاعتها احمللية أن تكو

. أجل املنفعة العمومية إال أا ترجع،وتقول أنه جيب تعويض املستفيدين من األراضي الفالحية التابعة للملكيـة اخلاصـة

واملستفيدين من حقوق عينية عقاريـة، 08/12/1987املؤرخ يف 87/19للدولة، تطبيقا للقانون رقم . وذلك عن نزع احلقوق العينية اليت ميلكوا

والذين 87/19فنتساءل عن سبب إشارة هذه التعليمة لتعويض املستفيدين يف إطار القانون رقم بلة لـرتع ينتفعون جبزء من األمالك الوطنية اخلاصة ، فهل هي إشارة منها إىل أن هذه األمالك تكون قا

امللكية ، وعليه يتعني على اهليئة املستفيدة من نزع امللكية أن تعوض املستفيدين من هذه األراضي عـن األشياء اململوكة هلم واملقامة على هذه األراضي ، أم تقصد فقط نزع امللكية حقا النتفاع املمنوح هلؤالء

، ومن مث يعوضون 1 ألن يكون حمال لرتع امللكية املستفيدين باعتباره حقا عينيا عقاريا وقابل ذه الصفة على هذا الرتع ، وال تكون األراضي حمال للرتاع ؟

) الحقوق العينية العقارية ( ألول آما أوضحنا سابقا ص المبحث ا- 1

13

ملا ينتهي احملافظ احملقق من إعداد خمطط جزئي لألمالك املطلوب نزع ملكيتها وكذا وضع قائمة ، ويـذكر فيـه بأمساء املالك وأصحاب احلقوق عليها حيرر حمضر مؤقتا يقيد فيـه اسـتنتاجاته األوىل

. التصرحيات واألقوال اليت مجعها واملعلومات اليت حصل عليها مث يقوم بإشهار نسخ هلذا احملضر املؤقت وكذا املخطط اجلزئي ، بعد أن يصادق على مطابقتـها

يف أماكن مرئية وميسورة الوصول إليها من اجلمهـور ) يوما 15(لألصل ، وذلك ملدة مخسة عشر يوما مقار البلدية و والوالية املعنيتني إقليميا ، وداخل مصاحل مسح األراضـي واحلفـظ العقـاري وذلك يف

. واألمالك الوطنية وفروعها ومكاتبها ومفتشيات كل منها املقامة يف تراب الوالية وخالل هذه املدة جيوز لكل شخص أن حيصل على معلومات إضافية لدى احملافظ احملقق وأن يرفـع

يع املطالبات أو املنازعات املتعلقة باحلقوق العينية العقارية ذات الشأن ، ويتعني كـذلك خـالل إليه مج نفس الفترة على املسئولني يف إدارة األمالك الدولة ويف البلدية أن خيربوا احملافظ احملقق بـاحلقوق الـيت

.متتلكها الدولة أو اجلماعات احمللية يف تلك املنطقةذه املهلة ، ينتقل احملافظ احملقق من جديد إىل عني املكان فإذا ما وصل إىل إجياد حلول وبعد انقضاء ه

للمنازعات أو املطالبات أو االعتراضات ، فيعمل ذه احللول وحيرر حمضرا ائيا يقيد فيـه اسـتنتاجاته املخطط اجلزئـي ، مبينـا النهائية اليت تعد على أساسها قائمة العقارات احملقق فيها املعنية باالستناد إىل

. بالنسبة لكل عقار حسب احلالة هوية مالكه أو مالكيه ويف حالة ما إذا مل يتوصل إىل إجياد حلول للمنازعات واالعتراضات فيقوم بنفس املهمة وحيـرر

. حمضر ائيا حيدد فيها العقار ، لكن هوية املالك تبقى دون حتديد املختصة ال تقف حجرة عثرة يف طريق اجناز التحقيـق بسـبب وجتب اإلشارة إىل أن املنازعات

. 1تعدد املطالبني مبلك معني أو حبق من احلقوق فيه أو عدم حتيد هوية مالك أو صاحب احلقوآخر مهمة يقوم ا احملافظ احملقق تتمثل يف إرسال ملف التحقيق اجلزئي إىل الـوايل املخـتص

: ذي حيدده له ، وحيتوي ملف التحقيق اجلزئي على ما يلي إقليميا ، وذلك يف حدود األجل ال .املخطط اجلزئي • .احملضر النهائي وكذلك مجيع الوثائق املستلمة واملعدة أثناء التحقيق • . قائمة العقارات •

.وهذا حىت يتسىن للوايل إصدار قرار بقابلية التنازل عن األمالك واحلقوق العينية العقارية

.93/186 من المرسوم التنفيذي رقم 28المادة - 1

14

ؤل الذي يطرح يف هذا اال ، هو هل جيوز للوايل إعادة النظر يف نتائج احملقـق لكن التسا يف إطار دعوى قضائية بعد اختتام عملية نزع امللكية ؟يعد الوايل مسؤول عن مجيع القرارات اليت يصدرها خالل نزع امللكية وملزم باحترام املشروعية ، فهو مقيد خاصة بقرار قابليـة التنـازل

عنه واملتضمن حتديد هوية املرتوع ملكيتهم وكذا بقرار نزع امللكية املقر ملشروعية مجيع الصادر .1اإلجراءات السابقة

املبحــث الثاين التقييم اإلداري لألمالك واحلقوق العينية املطلوب نزع ملكيتها

ترتع إال للمنفعة العمومية ومقابل تعويض عادل امللكية اخلاصة مصونة حبكم الدستور ، فال . ومنصف ، يدفع قبل نقل ملكية العقار

على أنه 677وتكريسا هلذا ملبدأ الدستوري ، نص القانون املدين يف الفقرة األوىل من املادة :

ال جيوز حرمان أي أحد من ملكيته ، إال يف األحوال والشروط املنصوص عليها يف القانون «ري أن لإلدارة احلق يف نزع مجيع امللكية العقارية أو بعضها ،أو نزع احلقوق العينية العقارية ، غ

، وهذا ما أكدته كذلك املادة األوىل من »للمنفعة العامة مقابل تعويض منصف وعادل القانـــون

: املنظم لرتع امللكية من أجل املنفعة العمومية بنصها على أنه 91/11رقم من الدستور، حيدد هذا القانون نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية 20 باملادة عمال«

. »وشروط تنفيذه واإلجراءات املتعلقة به ، وكيفيات التعويض القبلي العادل واملنصف ومؤدى هذا ، هو أن مصدر التزام لإلدارة بتعويض املالك وأصحاب احلقوق العينية هو

ري املشروع ، وذلك أن اإلدارة ملزمة بدفع هذا التعويض يف كل مرة القانون ، وليس العمل غاحتاجت إىل نزع ملكية خواص ، وذلك سواء التزمت باإلجراءات اليت رمسها قانون نزع امللكية

. من اجل املنفعة العمومية ، أو مل تلتزم ا رة أن ترتعها من صاحبها فهذا التعويض ما هو إال حصانة حلق امللكية ، فال جيوز لإلدا

دون دفعه ، ذلك أن حماسن املشروع املزمع القيام به سيستفيد منه اتمع ككل أو جمموعة

2004 لسنة 05 ، والمنشور في مجلة مجلس الدولة العدد 16/12/2003 المؤرخ في 12419آريبي زهية تعليق على القرار رقم: السيدة - 1

.121الى 119 ص

15

واسعة من املواطنني ، ويبقى املالك املرتوع منه امللكية يتحمل لوحده عبء األضرار الناجتة عن تعويض هو مبدأ مساواة األفراد نزع ملكيته ، مما يؤدي بنا لقول أن أساس التزام اإلدارة ذا ال

. أمام األعباء العامة هذا التعويض بصفيت العدل واإلنصاف– املذكورين أعاله -ولقد وصف الدستور والقانونني

فبالنسبة لصفة اإلنصاف فبقدر ما هي صاحلة لتعويض املالك املرتوع منه امللكية عن كافة األضرار صاحلة كذلك يف جانب اإلدارة املكلفة بدفع التعويض ، حبيث ال به جراء نزع ملكيته ، فهي ةالالحق

تلزم بدفع تعويض عن ضرر مل تتسبب يف إحداثه ألن القول بغري هذا سيؤدي إىل إثراء املالك املرتوع منه ملكيته على حساب اإلدارة ومن مث على حساب اتمع ككل ، فباحترام هذه االعتبارات ، سنتوصل

.ض ينصف مجيع األطرافإىل تقدير تعوي أما صفة العدل فهي ترمي إىل جعل هذا تقدير التعويض غري جمايف لقواعد العدالة ، اليت تقتضي احترام مبادئ معينة حني تقدير هذا التعويض سواء من حيث شروط الضرر القابل

تبتعد عن ، وكذا اعتماد هذا التقدير ملبادئ معينة ومعروفة ) املطلب األول( للتعويـــض ).املطلب الثاين ( صفـة التقديـــر العشوائي

املطلـــب األول شـروط الضرر القابـل للتعــويض

عند تقدير - إذا ما عرض الرتاع عليه– يتعني على إدارة األمالك الوطنية وكذا القاضي

ملالك أو التعويض عن نزع امللكية أن يتأكد من توافر شروط معينة يف الضرر الذي أصاب ا : صاحب احلق العيين جراء نزع امللكية ، وتتمثل هذه الشروط يف

: الضرر املادي -1 يشترط يف الضرر املستوجب للتعويض أن يكون ماديا ، مبعىن أن يكون تعويضا عن

.اخلسارة املالية اليت حلقت باملالك وأصابته يف ذمته املالية ال يستحق التعويض ، فال حيق للمالك املرتوع منه ويترتب عن هذا ، أن الضرر املعنوي

ملكيته أن يطالب بتعويضه عن حرمانه من توحيد أسرته أو عن االرتباط املعنوي بالعقار املطلوب ،ويعود استبعاد الضرر 1نزع ملكيته جراء طول املكوث فيه أو عن ذكرياته يف هذا العقار

1 - Jean Marie Auby et Ducoss-Ader droit administrative ,2eme édition Dalloz 1970 P656.

16

ل تقديره ،لكونه ضرر ذايت وغري موضوعي ، مما قد املعنوي من نطاق التعويض ، إىل انعدام وسائ . جيعل املالك يبالغ يف تقديره هلذا الضرر

إال أنه ميكن التعويض عن الضرر املعنوي ،وذلك بصفة استثنائية ، ويكون ذلك خاصة جراء عملية نزع ملكية مل حتترم اإلجراءات املنصوص عليها يف القانون أي متت العملية يف إطار

راءات غري شرعية كالشروع الفوري يف البناء دون إبالغ املالك بأن أمالكهم قد انتزعت من إج . 1اجل املنفعة العمومية

املؤرخ يف 186768و182676هذا ما أكده جملس الدولة يف القرار يف امللفني رقم س ضد ورثة يف القضية القائمة بني رئيس املندوبية التنفيذية لبلدية سيدي بلعبا17/07/2000

: بلغريب الذي جاء فيه على اخلصوص وحيث ثبت من اخلربة املنجزة أن اإلدارة مل تتبع اإلجراءات القانونية السليمة يف عملة نزع "

امللكية وأا شرعت يف بناء مشروع اجلامعة قبل استكمال اإلجراءات وقبل إخطار العارضني ...وتعويضهم

من الثابت أن اجلزء األكرب من األرض املتنازع عليها كان حمل حيث أنه من جهة أخرى فانه / 07/12 مبا أن أول تعويض مت اقتراحه لفريق بلغريب مؤرخ يف 1987-09-02 منذ ءاستيال

. دون إعالمهم باإلطار القانوين الذي نزعت ملكيتهم يف إطاره 1994 . حيث أن فريق بلغريب حلق م ضرر معنوي وماديا أكيدا

دج على سبيل التعويض عن هذا الضرر ، ويتعني االستجابة 300000حيث أم يطلبون مبلغ 1" هلذا الطلب ومنحهم هذا املبلغ

وهذا ما ذهب إليه كذلك القضاء الفرنسي الذي يقبل التعويض عن الضرر املعنوي إىل جانب 3الضرر املادي يف حالة نزع امللكية بطريقة غري شرعيةً

: رالضرر املباش -2 جيب أن يكون الضرر املطالب بالتعويض عنه ، مترتب عن اإلجراءات عملية الرتع من

، كأن 4أجل املنفعة العمومية مبعىن أنه جيب أن توجد عالقة سببية بني نزع امللكية والضررملية نزع يكون مثال العقار حمل الرتع مؤجر للغري ويدر على مالكه ريعا شهريا ، فسببت ع

.53 ص 1994 سنة 02أحمد رحماني نزع الملكية من أجل المنفعة العمومية مجلة اإلدارة المجلد الرابع العدد - 1

01 الملحق رقم- 2 13 -Jacque Ferbas et Georges salles l'expropriation et évaluation des biens l'actualité Juridique 2eme édition 1974 P247. 4 - Daniel champigny l'expropriation et la rénovation urbain paris 1968 P109.

17

أما إذا كان السبب 1امللكية يف انقضاء العالقة اإلجيابية بقوة القانون ويفقد املالك هذا الريع . الضرر ال يرجع اىل عملية نزع امللكية فال يكون قابال للتعويض

غري أن األستاذ بوذريعات ، جاء يف رسالته ، برأي خمالف إذ يرى أن قانون نزع امللكية مينح التعويض عن الضرر املباشر فقط وجعله من اختصاص قاضي نزع امللكية ، و الفرنسي ،

لكنه مل مينع املتضرر والذي أصابه ضرر غري مباشر جراء عملية نزع امللكية من اللجوء إىل القاضي اإلداري وذلك مبوجب دعوى مستقلة ، بشرط إثبات هذا الضرر ، ويتم الفصل يف

. القانون اإلداري الدعوى وفق قواعد وأحكامأنه ال ميكن تطبيق هذا احلل باجلزائر لكون الغرفة اإلدارية على مستوى : فريى األستاذ

الس القضائي هلا االختصاص يف كل الدعاوى الناشئة عن نزع امللكية ، وال سيما الدعاوى ه ولعدم وجود جهة فإن–عمال باملعيار العضوي –املتعلقة مبسألة التعويض عن عملية الرتع

قضائية أخرى ميكنها البت يف مسألة األضرار غري املباشرة ، جيعل الغرف اإلدارية خمتصة يف . التعويض عن األضرار املباشرة وغري املباشرة

مل يعلق شرط التعويض 1991من قانون نزع امللكية لسنة 21 هذا ويضيف قائال ،أن املادة .2بذلك املشرع الفرنسيعلى الضرر املباشر خمالفا

إال أننا نرى انه ال ميكن للقاضي اإلداري اجلزائري أن يعوض عند الضرر غري املباشر وذلك نظرا لعدة أسباب ، فباإلضافة إىل خصائصه اليت جتعله حمتمل الوقوع وال يتوافر على عوامل

ة ، ال يسمح ذا ، إذ حددت تقييمية يف احلال ، نرى أن روح القانون املنظم لعملية نزع امللكي شروط الضرر القابل للتعويض ، بكونه كل خسارة تلحق باملالك أو الفائدة الضائعة 21املادة

بسبب نزع امللكية ، مبعىن آخر األضرار احلاصلة فعال وتربطها عالقة سببية بعملية نزع امللكية ، سلطاا العامة فقد تعوض يف إطار أما األضرار اليت قد حتدث للمالك بسبب استعمال اإلدارة ل

قواعد املسؤولية اإلدارية وليس على أساس قانون نزع امللكية ، الذي يضمن التعويض خارج .قواعد املسؤولية التقصريية

وخيتص القاضي اإلداري يف فرنسا يف النظر يف منازعات مسؤولية اإلدارة وآثارها التعويضية .3سلطة العامة حني إجراء عملية نزع امللكية التحني ممارستها لصالحيا

.162ص 1992 العربي رالدآتور عبد الحكم فوده نزع الملكية للمنفعة العمومية ، دار الفك- 1

. 67بو ذريعات محمد المرجع السابق ص . أ- 2 لعملية النزعةاءات نزع الملكية بعد الشروع فيها ، أو التأخير في سير المرحلة االداريآالتخلي عن إجر- 3

André delaubadère et yves Gaudmet. opcit P 297

18

: الضرر املؤكد-3 واملقصود هو أن يكون الضرر قد وقع فعال ، حبيث تكون مظاهره اليت توفره معطيات

.تقوميه موجودة ، فال ميكن التعويض عن الضرر املفترض الذي مل يقع بعد ني طاملا أن وقوعه يف املستقبل مؤكد ، غري أنه ميكن التعويض عن ضرر مل يقع يف احل

،فهذا يعد ضرر مستقبل فهو وإن كان غري حال ، إال 1بشرط أن يكون قابال للتقييم يف احلال و سيتم نقل امللكية أنه مؤكد وميكن حتديده على وجه الدقة ، ومثاله نزع امللكية أرض زراعية

.2صول قبل متام نضجه ضرر مستقبل الوقوعقبل نضج احملصول القائم ، وبالتايل فان إزالة احمل وهذا بعكس الضرر احملتمل ، وهو ضرر مل يقع ، وال يوجد ما يؤكد أنه سيقع ، فيتوقف وقوعه على ظرف غري مؤكد ، فهذا النوع من الضرر ال ميكن أن يكون حمال للتعويض ، إذ انه

.ضرر افتراضي وال يبين األحكام على اإلفتراض

لثايناملطلب ا

قواعد تقدير التعويض من قانون نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية ، مديرية األمالك الوطنية 20 كلفت املادة

باملالك أو صـاحب احلـق ة بإعداد تقرير يتضمن تقدير التعويض املستحق عن األضرار الالحق .العيين ، جراء نزع ملكيته وى كل مديرية والئية لألمالك الوطنية إنشاء مصلحة خاصة بالتقييم وهلذا الغرض مت على مست

واليت تتكفل بإعداد تقرير مفصل عن تقدير "مصلحة التقييمات واخلربات العقارية " تسمى . األمالك املراد نزع ملكيتها

ظ وبغرض إجناز هذه املصلحة ملهامها ، فهي تستعني بالتحقيق اجلزئي الذي ينجـزه احملـاف الذي تقوم به مصلحة إدارة أمالك الدولة ، اللذان يوفران هلـا احملقق ، وكذا نتائج العمل امليداين

. مجيع املعلومات الضرورية لتقدير التعويض املستحق وحىت تتمكن هذه املصلحة من تقدير التعويض عن كافة األضرار ا

ن تتوصل حلساب القيمة احلقيقية هلذه األمالك باملالك املرتوع منه ملكيته ، جيب عليها أةالالحق : وهذا يعتمد على عنصرين أساسني تستقيها من التحقيقات واملعاينات املرفوعة إليها ومها

.مشتمالت العقار •

1 Jaqueline Morand Devillier Cours de droit Administrative du biens , Montchrestien Paris 1999 p 558

. 163 المرجع السابق ص الدآتور عبد الحكم فوده- 2

19

.االستعمال الفعلي •وتتمثل مشتمالت العقار يف كافة املكونات األساسية للعقار ، سـواء : طبيعة ومشتمالت العقار -1 ...ت مادية كطبيعة األرض وموقعها وخصائصها وكذا املنشآت املقامة عليها اخل كان

. أو قانونية كحقوق االرتفاق اليت تثقل هذا العقار وجتدر اإلشارة إىل أن هناك جمموعة من املعايري ، تقوم عليها عملية حتديد العناصر املوضوعية اليت سري

: مثل يف تكن عليها تقدير التعويض ، وهي تت . العوامل الفيزيائية-أ-1

. العوامل االقتصادية-ب- 1 . العوامل القانونية -ج-1

الواقـع ، فيـتم أوال ويقصد ا إعطاء وصف دقيق جدا ملا هو موجود يف : العوامل الفيزيائية -أ-1 . حتديد طبيعة األرض حمل الرتع إن كانت فالحية أو مبنية أو معدة للبناء

فإذا كانت أرضا فضاءا فيتم حتديد موقعها وشكلها والعوائق الطبوغرافية املوجودة ا كشدة االحندار . واهلضاب املوجودة فيها

وحتديد نوع املزروعات , 1 التربة وتصنيف هذه األرض أما إذا كانت أرضا فالحية فيتم حتديد نوع ...القائمة ا ، وكذا مدى توافر املوارد املائية كاآلبار وتوافر عتاد السقي وكذا احملركات الضخ اخل

فيـتم حتديـد , وإذا كانت أرضا مبنية ، فإىل جانب وصف األرض من حيث موقعها وشـكلها ة املبنية وحساب ما متثله من جممل األرض، وكذا ذكـر عـدد الطوابـق مكوناا وذلك مبعرفة املساح

... والغرف ، ومعرفة قدم البناية وحالة العناية ا و حتديد املواد املستعملة يف البناء اخل فكلما كان التحديد دقيقا كلما كان التعويض أكثر إنصافا ، هلذا يستعني كل من احملافظ احملقـق

.لتابع ملديرية أمالك الدولة بكل شخص له خربة يف جمال معني يفيده يف عملية التحديد وكذا العون اوهي متعلقة بشكل خاص مبوقع العقار املراد نـزع ملكيتـه ، : العوامل االقتصادية -ب- 1

للقول مـا وذلك ملعرفة مدى التطور االقتصادي للمنطقة اليت يقع فيها العقار املعين ، وكذا معرفة حميطه إذا كان جماورا لتجمعات سكانية كربى وكذا الطرق السريعة و الطرق املعبدة ، ومنـاطق النشـاط

. االقتصادي والتجاري ، أو ما إذا كان العقار يقع يف منطقة نائية وبعيد عن احمليط العمراين ابا وسلبا يف قيمة التعـويض األمالك واحلقوق ، يؤثر إجي د فالنمو االقتصادي والعمراين ملكان تواج

يف امللفـني رقـم 17/07/2000املستحق ، هذا ما أكده القرار الصادر عن جملس الدولة بتـاريخ

.فيما إذا آانت أرضا خصبة جدا وأرض خصبة - 1

20

يف الدعوى القائمة بني رئيس املندوبية التنفيذية لسيدي بلعبـاس ضـد ورثـة 182676،186768 : جاء فيه على اخلصوص 1بلغريب

دج بأخذهم بعني االعتبـار 4.000.000.00لتعويض بـ حيث أن قضاة الدرجة األوىل حددوا ا " مرور عشر سنوات على التقييم األول ، ونظرا الرتفاع األسعار ، ودون حيددوا الطريقة اليت اتبعوها يف

. احلساب التعويض حيث أنه مبا أن األمر يتعلق بقطعة أرض ذات طابع حضري تقع يف بلدية سيدي بلعباس بالذات ، فإنـه

..." دج بالنسبة لكل القطعة مبا فيها اجلزء املشيد فيها 1000ديد سعر املتر املربع بـيتعني حت 001460يف امللف رقـم 19/02/2001وجاء يف قرار آخر صادر عن نفس اجلهة القضائية بتاريخ

:يف الدعوى القائمة بني والية الشلف ضد فريق بونوة ومن معه جاء فيه ل الرتاع داخل يف احمليط العمراين للبلدية تشكل عنصر قاطع لتحديد قيمـة وحيث أن وضعية العقار حم "

"التعويض وهي تتمثل يف جممل العوائق القانونية اليت تقيد اسـتعمال العقـار املعـين : العوامل القانونية -ج-1

اص مثل حق وجتمده ، وهي ذا املعىن ختص األراضي اليت تثقلها االرتفاقات سواء ارتفاقات القانون اخل ، أو االرتفاقات القـانون 2ه به قانونا لصاحل مالك العقار احملصور على امللكيات ااورة ل فاملرور املعتر

العام مثل ارتفاقات الطريق ، ومصابات اخلنادق وتصريف املياه ، وقنوات نقل الغاز والبترول وأعمـدة .الشبكة الكهربائية

:االستعمال الفعلي لألمالك -2 يقتضي تقدير التعويض العادل واملنصف ، ومعرفة ما إذا كان العقار املعين بالرتع مسـتغال أو ال ؟

ويف حالة اإلجياب يتم حتديد كيفية استغالل واستعمال هذا امللك ، وذلك سواء من كان االستعمال من .طرف مالكيه أو مستأجريه أو املنتفعني به أو مستعرييه

اليت كان يستغل فيها العقار قبل الرتع عيض املستحق يشمل كذلك التعويض عن املناف ذلك أن التعو فال يتوقف عند التعويض عن األرض ومشتمالا ، وهذا يدخل ضمن ما مساه املشرع يف نـص املـادة

ألن استغالل واستعمال العقار أو احلق العيين حمل " مافاته من كسب " بـ11-91من القانون رقم 21، مما يوجب على اجلهـة املكلفـة ... كاحلق يف األجرة ، آو املنتوج اخل لع يدر على مالكه مدا خي الرت

. تقديرها بتقدير التعويض أن تدخل هذا الكسب الفائت بسبب نزع امللكية يف

01الملحق رقم- 1

من القانون المدني 693المادة - 2

21

وخيتلف االستعمال باختالف العقار املعين ، فإن كانت مثال أرضا فالحية ، فيـتم حتديد الـزرع األشجار القائمة على هذه األرض ، وتقدير إنتاجها وحماصيلها، أما إذا كانت هذه األرض مؤجرة ، أو

. فيدخل يف احلساب التعويض الربح السنوي هلذه األرض أما إذا كان العقار املراد نزع ملكيته مبنيا ، فيدخل ضمن قيمة التعويض املستحق ، قيمة إجيار هـذا

يا أو جتاريا ، أما إذا كان مستغل احملل هو صاحب امللكية ، فيدخل رقم األعمـال العقار إذا كان سكن .هذا احملل كأساس للتعويض عن االستغالل

افتراض االستعمال ال يدخل ضمن تقدير ن ولقد اشترط املشرع أن يكون االستعمال فعلي ، مبعىن أ زاعما أن عملية الرتع فوتـت عليـه اسـتعمال التعويض ، فال ميكن املالك املعين أن يطالب بالتعويض

. واستغالله ملكه حسب ما كان ينوي القيام به قبل الرتع ويشترط كذلك يف هذا االستغالل أن يكون مشروعا ،فأي استعمال غري مشروع هلذه األمـالك ،

ـ اط حمظـور حيرم املالك من هذا التعويض لكون وضعه القانوين غري سليم ، كمن يقيم يف عقـاره نش لذلك، أو تصنيع املشروبات الكحولية خفية ربا مـن ةكتصنيع األسلحة والذخائر دون الرخص الالزم

1...الضرائب اخل

ولتقدير التعويض عن االستغالل ، يؤخذ بعني االعتبار بالقيمة الناجتة عـن التصـرحيات اجلبائيـة . 21جلبائيةوالتقديرات اإلدارية النهائية وذلك حسب القوانني ا

: تاريخ تقدير القيمة احلقيقية لألمالك-أ- 2 من قانون نزع امللكية من اجل املنفعة العمومية ، فإن تقدير القيمة 21 حسب الفقرة الثالثة من املادة

. ة بالتقييماحلقيقية لألمالك ، يتم حسب األسعار املتداولة يف اليوم الذي تقوم فيه مصلحة األمالك الوطني وهذا ما استقر عليه القضاء اإلداري اجلزائري ، حبيث يعمل على تقدير األمالك املنتزعة طبقا للسعر

، وهذا حتقيقـا 3 ، أو حسب وقت نزع ملكيتها 2املعمول به يف السوق أثناء اختاذ إجراءات نزع امللكية . للعدل واإلنصاف

بني وايل واليـة الشـلف 06/11/2001الصادر بتاريخ 199301إال أن جملس الدولة يف القرار رقم قرر خالف هذا املبدأ ، حبيث عني خبري وكلفه بتقييم التعويضات املسـتحقة حسـب 4وفريق صدوقي

164، 163عبد الحكم فوده المرجع السابق ص - 1

.186-93 التنفيذي رقم ممن المرسو33المادة 2

.عن مجلس قضاء سطيف 19/03/2001ؤرخ في الم782من منطوق القرار في القضية رقم - 2 .عن مجلس قضاء سطيف 08/04/2004المؤرخ في 679من منطوق القرار في القضية رقم - 3

وما بعدها 230 ص 2002 سنة 02مجلة مجلس الدولة العدد- 4

22

األسعار املطبقة عند وضع اليد على األراضي املتنازع عليها علما أنه يف هذه احلالة وضع اليد وقع بعـد . 1سنة وبدون أي تعويض20نذ أكثر من أي م1980زلزال االصنام سنة

: تاريخ حتديد االستعمال الفعلي- ب-2

بغرض استبعاد التحسينات اليت قد حتدث على العقار املراد نزع ملكيته بعد التصريح باملنفعة نفيذي من املرسوم الت32العمومية من تقدير التعويض املستحق ، نصت الفقرة الرابعة من املادة

حتدد طبيعة املمتلكات أو قوامها يف تاريخ نقل امللكية « :سالف الذكر على أنه 93/186رقم ويؤخذ بوجه استعماهلا ما كانت تستعمل فيه قبل عام من فتح التحقيق الذي يسبق التصريح . »باملنفعة العمومية

ستعمال الفعلي فال حيدد وقت مبعىن أنه وجتنبا لكل حتايل قد يقع ، فإنه وبالنسبة لتحديد اال التقييم ، بل على أساس استعماله سنة قبل فتح التحقيق الرامي إىل إثبات مدى فاعلية املنفعة العمومية فإذا كان العقار املعين أرضا فالحية واملزروعات القائمة عليها هي احلبوب وبعد

لك هذه األرض أو مستغلها الشروع يف التحقيق حول مدى فاعلية املنفعة العمومية يقوم مابزراعة أشجار مثمرة وذلك قصد احلصول على تعويض اكرب ، ففي مثل هذه احلالة وقصد منع

املذكورة أعاله ، ويتم 32من املادة 04أي حتايل يتم إعمال القاعدة املنصوص عليها يف الفقرة لذي يؤجر للغري تعويض هذا املالك على أساس زراعة احلبوب ، نفس الشيء لصاحب العقار ا

. بعد صدور قرار التصريح باملنفعة العمومية ،بعدما كان يستعمله ألغراضه الشخصية التحسينات اليت تدخل على امللك-ج - 2

بغرض الوصول إىل حتديد تعويض عادل يتناسب مع القيمة احلقيقة للعقار املطلوب نزع اليت حتدث على األمالك بغرض احلصول على تعويض أرفع ملكيته ، يتعني استبعاد التحسينات

. 2مثناوبغرض إحباط كل احملاوالت اليت يقوم ا املالك واهلادفة إىل التحسني املادي لألمالك

بغرض احلصول على تعويض مرتفع ، قررت معظم التشريعات يف هذا اال على استبعادها من

03ملكية للمنفعة العمومية ، مجلة مجلس الدولة العدد العدور القاضي اإلداري في مراقبة مدى احترام اإلدارة لإلجراءات المتعلقة بنز. ليلى زورقي - 1

.2003سنة2 -Daniel Champigny op. cit. P112,114.

23

ثبت أن التحسينات اليت أجريت على امللك املراد نزعه ، تقدير التعويض املستحق ،وذلك مىت .1أجريت بغرض الزيادة يف مقدار التعويض فقط

غري أنه ال «من قانون نزع امللكية ، بنصها على أنه 21هذا ما أقرته الفقرة الرابعة من املادة مت قصد احلصول تدخل يف احلسبان التحسينات من أي نوع ، وال أية معاملة جتارية متت أو أبر

. »على تعويض أرفع مثنا فحسب هذا النص ، فيجب استبعاد كل التحسينات اهلادفة إىل احلصول على تعويض

ارفع مثنا ، وذلك بغض النظر عن طبيعتها أكانت حتسينات مادية أو قانونية وكذا بغض النظر .ةلتصريح باملنفعة العموميعن تاريخ إجرائها ، فتدخل كل التحسينات حىت اليت تسبق قرار ا

واملقصود بالتحسينات ، هي كل العمليات اليت قد يقوم ا مالك العقار أو احلق العيين ، وتكون هلا تأثريات مباشرة على حساب القيمة احلقيقية لألمالك واحلقوق املراد نزع ملكيتها ،

عقار كالبناء بعدما كانت أرضا مبعىن آخر كل التغريات اليت حيدثها املالك سواء يف مشتمالت ال، أو تؤثر على االستعمال الفعلي للملك ...جرداء ، أو حفر آبار للري يف األراضي الفالحية اخل

.كأن يؤجر العقار بعدما كان يستعمله شخصيا ، وذلك حلساب قيمة اإلجيار يف تقدير التعويضدد كيفية تطبيق هذه القاعدة لكن اإلشكال الذي يطرحه هذا النص ، أنه جاء عاما ،ومل حي

، وهذا قد يؤدي إىل نزاع حول اعتبار هذا – التحسينات ال تدخل يف تقدير التعويض -

التحسينات جاءت للزيادة من التعويض ، ومن مث استبعادها من تقدير التعويض ، أم مل يقم ا . فيتم إدخاهلا يف تقدير التعويض ضاملالك هلذا الغر

اإلشكال لكون نص هذه املادة ارتكز على معيار ذايت غري موضوعي يتمثل ويرجع سبب هذايف نية املالك ، وهذا أمر صعب وكذا يصعب على القاضي فرض رقابته على اإلدارة واألفراد معا

.، وهذا ما يؤدي حتما إىل حلق منازعات قضائية يف تقدير التعويض واملتعلق برتع 25/05/1976ؤرخ يف امل76/48من األمر رقم 25 ولقد جتنبت املادة

هذا اإلشكال وذلك بالتدقيق الذي جاءت به حول هذه املسألة 2امللكية من أجل املنفعة العمومية، واملتمثل يف ضبط تواريخ تؤخذ بعني االعتبار ، ليقرر فيما بعد ما إذا كانت التحسينات تدخل

: يف تقدير التعويض أم ال ؟ وهذا على الشكل التايل

1 -J.P Gilli la consistance des biens à exproprié،A J P 1971 P565.

.91/11الملغى بموجب القانون الحالي رقم - 2

24

بالنسبة ملشتمالت األمالك ، فإن تقديرها يكون بتاريخ نقل امللكية ، وتستثىن مجيع -التحسينات كالبناء واألغراس واملنشآت املختلفة ومكتسبات البضائع واليت أحلقت بالعقارأو املصنع أو املتجر حيث أا ال يترتب عليها أي تعويض،وذلك إذا ظهر أا متت من أجل

. تعويض أعلىاحلصول على إذن فالتحسينات احلاصلة بعد فتح التحقيق حول املنفعة العمومية تعترب أجريت بغرض

مبعىن أن املشرع وضع قرينة بسيطة مفادها 1احلصول على تعويض زائد ، ما مل يثبت عكس هذاعويض أن التحسينات اليت متت بعد فتح التحقيق حول املنفعة العمومية يهدف إىل احلصول على ت

.مرتفع ما مل يثبت صاحب األمالك أو مستغلها عكس هذا بالنسبة للعقود املربمة بعد فتح حتقيق حول املنفعة العمومية ، فإن الفقرة الثالثة من نفس -

املادة املذكورة أعاله استبعدا من مقدار التعويض وكذلك استبعدت االرتفاع احلاصل بسبب . ذا االرتفاع ثابت بعقد بيع إعالن األشغال ، حىت لو كان ه

أما التشريعات املقارنة كالتشريع الفرنسي وكذا املصري واللبناين فهي أكثر حتديد و دقة . بالنسبة هلذه املسألة

من قانون نزع امللكية الفرنسي أن كل التحسينات مهما كان نوعها L13-14فتعترب املادة أا متت 2 ال متنح احلق يف التعويض ، إذا تبني للقاضي، ولو مت القيام ا قبل إصدار قرار الرتع

، فأوجد هذا التشريع قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس ، مفادها أن كل 3لبلوغ هذا الغرضالتحسينات اليت متت بعد فتح حتقيق قبلي حول املنفعة العمومية دف إىل احلصول على تعويض

. 4 يثبت العكسمرتفع ، مما يستوجب استبعادها ما ملأما التشريع املصري ، فلقد اعترب أنه ال ميكن إدخال يف تقدير التعويض املستحق عن نزع

، إذا ثبت أا أجريت بقصد ...امللكية املباين أو األغراس أو التحسينات أو عقود اإلجيار اخلقرر للمنفعة احلصول على تعويض أزيد ، وتعترب كذلك إذا متت أو اختذت بعد نشر القرار امل

العمومية يف اجلريدة الرمسية ، وهذا دون اإلخالل حبق صاحب الشأن يف إزالة هذه التحسينات . على نفقته اخلاصة ، شرط عدم اإلضرار باملشروع املراد تنفيذه

.76/42من األمر 25/01م - 1

.ر التعويض وهو المكلف بتقدي- 23 - André delaubadere et yvres Gaudmet opcit P 300. 4 -André Homont l'expropriation pour/cause d'utulitié publique, Librairies technique paris 1975 P 18.

25

فالتحسينات اليت يثبت أا أجريت بقصد الغش للحصول على مزيد من التعويض بغري حق تعويض ، ألن الغش يفسد كل شيء ، وتقوم قرينة على هذا الغش إذا تستبعد من تقدير ال

أجريت التحسينات بعد نشر القرار املقرر للمنفعة العمومية، وأن هذه القرينة بسيطة قابلة إلثبات .1العكس وذلك بتقدمي البينة والقرائن لتنفي نية الغش

اعترب أن التعويض الذي تقضي به جلنة اإلستمالك أما املشرع اللبناين ، فقد حنى نفس االجتاه ، إذ عند تقييم قيمة العقار دجيب أن يكون عادال حبيث يشمل مجيع األضرار القائمة واملباشرة ، وال يعت

باملباين وال باملفروشات وال بالتحسينات وال بعقد إجياره أو غريه إذا ظهر أا أنشأت بقصد احلصول املشرع اللبناين قرينة على أن كل ما يعمل أو يتخذ من قبل املباين على تعويض أعلى ، فقد أقام

واملفروشات أو التحسينات بعد نشر مرسوم إعالن املنفعة العمومية يف اجلريدة الرمسية ، يعترب أنه قد . 2جرى بقصد رفع قيمة التعويض ومن مث جيب استبعاده من قيمة التعويض

شريعات املقارنة ، يتبني لنا اإلشكال الذي وضعته الفقرة من هذه املقارنة بني تشريعنا والتسالفة الذكر بسبب صيغتها العامة والذي يتعني على املشرع استدراكه 21الرابعة من املادة

بأسرع وقت ، وذلك بوضع ضوابط حمددة ملعرفة سوء النية أو الغش اليت مت على أساسها وضع . لتشريعات املقارنة كما رأينا هذه التحسينات وذلك مثلما ذهبت إليه ا

املطلـــب الثـــالث تقنــيات التقييـــم

كان نظام التقييم يف العهد االشتراكي خيضع ملبدأ األسعار اإلدارية املقننة وبعد أن ختلت اجلزائر عن هذا النظام وتبنت نظام اقتصاد السوق ، الذي يقوم أساسا على حترير األسعار ومنع

ن التدخل لتحديدها بصفة منفردة أصبح تقييم األمالك واحلقوق يف إطار نزع امللكية اإلدارة ممن أجل املنفعة العمومية يقوم على أساس القيمة التجارية باعتبارها القيمة احلقيقية لألراضي

.املطلوب نزع ملكيتها ، واليت تعتمد أساسا على قاعدة العرض والطلب داخل السوق العقاري غرض ، ودف مسايرة التغريات يف هذه األسواق ، تقوم مصلحة خاصة مبديرية هلذا ال بدراسة السوق العقارية ، وضبط مجيع املعلومات املتحصل عليها من املتعاملني 3األمالك الوطنية

. يف سجل يسمى فهرس املعامالتً والذي خيضع للتحيني كل ستة أشهر 1يف اال العقاري

1992ليمان محمد الطماوي دار الفكر العربي وانظر آذلك في هذا الموضوع الوجيز في ق اإلداري س152،159عبد الحكم فوده المرجع السابق ص - 1

.601ص .727 ، ص1997ابراهيم عبد العزيز شيحا ، الوسيط في مبادئ وأحكام القانون اإلداري ، الدار الجامعية . د 2

. تدعى مصلحة الدراسات والتحاليل - 3

26

املعلومات امعة بطريقة علمية وموضوعية ، وذلك حىت تكون هلا املصداقية فيتم حتليل لالعتماد عليها عند تقييم العقارات السيما يف إطار نزع امللكية من اجل املنفعة العمومية ةالالزم

، وعلى هذا األساس فال جيوز تسجيل يف هذا الفهرس املعلومات اليت قد تشوا بعض العناصر : املتمثلة عادة يف الذاتية و

سبب مفاجئ للشراء ، كخطأ املشتري أو البائع يف القيمة احلقيقية للعقار بسبب • . جهله لقواعد السوق

.العجلة عند البيع أو الشراء • 2املصلحة ، وذلك ملا تكون للمشتري مصلحة معينة جعلته يقتين ذلك العقار •

لتقييم ، مع احترام طبيعة العقار حمل فتضع مديرية األمالك الوطنية هذا الفهرس كمرجع ل .التقييم وخصائصه

الطـرق التقنـية للتقييـم: الفـــرع األول : تقييم األراضي املعدة للبناء-1

ويقصد باألراضي املعدة للبناء ، جممل األراضي املخصصة للتعمري يف آجال معينة بواسطة أدوات ذه األراضي باالعتماد على عدة طرق ، خيتار العون املقّيم الطريقة األكثر ،ويتم تقييم ه3التهيئة والتعمري

.تالءما وتناسبا مع العقار املعين :طريقة التقييم باملقارنة حسب متوسط سعر للمتر املربع-أ-1

دف هذه الطريقة إىل حتديد متوسط سعر املتر املربع لألراضي املماثلة ، حسب األسعار املتداولة السوق، وهلذا الغرض يتم الرجوع إىل فهرس املعامالت الذي يعكف مكتب الدراسات والتحاليل يف

. على مستوى مديرية األمالك الوطنية على إعداده ، والذي حيدد شوكة لألسعار املتداولة يف السوق ينصب فيستخلص من هذا الفهرس متوسط سعر املتر املربع ألراضي مشاة للعقار حمل الرتاع ، و

،فهذه الطريقة تعتمد أصال على تطابق العقار املراد نزعه بالعقارات 4هذا التشابه على عوامل التقييم .املقارن ا

: طريقة التقييم حسب املناطق-ب-1

ة آالموثقين والمحافظين العقاريين، مصالح التسجيل ، الوآاالت العقارية ، وذلك من خالل االتصال بكل األطراف المهتمة أو الناشطة في السوق العقاري- 1

... المرقين العقاريين الخ . 91و90 ص 2002النظام القانوني للتوجيه العقاري ، دار هومه : سماعين شامه - 2

. المتضمن التوجيه العقاري 18/11/1990 المؤرخ في 90/25 قانون 21م - 3 الفيزيائية والقانونية واالقتصادية لتوضح أآثر ارجع ص أي العوامل - 4

27

فيتم تقسيم هذا Allongée وهي الطريقة املعتمد عليها لتقييم العقارات ذات الشكل الطويل ث حتسب قيمة اجلزء األول الذي حيتوي على الواجهة على أساس املقارنة العقار إىل عدة أجزاء ، حبي

من قيمة الشطر األول ، و حتسب %80 أما الشطر الثاين فتحسب قيمته مبا يعادل – كما بيناه أعاله –من قيمة الشطر الثاين ، ويستمر التخفيض كلما مت الدخول واالبتعاد %80قيمة الشطر الثالث مبا يعادل

. طريقعن ال .1وميكن تقييم اجلزء األخري على أساس تقييم األراضي الفالحية ،وذلك إذا كان يتوافر على خصائصها

: تقييم العقارات املبنية-2 وختص العقارات اليت حتتوي على بنايات ومنشآت مشيدة عليها ، وهي كذلك تتوافر على طرق

:خاصة لتقييمها : طريقة املقارنة -أ- 2

ث يتم مقارنة األمالك حمل التقييم بأمالك أخرى مماثلة هلا خاصة من حيث املساحة واملوقع ، حي .، واليت كانت حمل معاملة منذ فترة وجيزة ... احملتويات ، حالة صيانة البناء ، سنة التشييد اخل

وسط سعر املتر وميكن كذلك حساب مت2فتتم يف مثل هذه احلالة حساب متوسط سعر املتر املربع املبين . املربع لألرض وحدها وسعر البناء املشيد عليها لوحده مث تطبيقها على العقار حمل التقييم

: طريقة حساب تكلفة إعادة البناء من جديد-ب-2 تقوم هذه الطريقة على تقييم األرضية والبناء بصفة منفصلة ، فيتم حساب جممل املصاريف والنفقات

جناز بناية مماثلة لتلك حمل الرتع، ويتم هذا بعد االتصال باملصاحل املختصة يف جمال السكن احملتمل دفعها إل متداول يوم إجراء ووالتعمري وكذا املؤسسات املتخصصة يف البناء ليتم حساب األسعار حسب ما ه

.التقييم دم ، أي قدم البناية وبعد احلصول على قيمة إعادة البناء من جديد ،يتم تصحيحها بإدخال عامل الق

موضوع الرتع وكذا عامل الصيانة واملتعلق حبالة العقار من حيث صيانته ، والذي يتراوح بني الصيانة .1العادية واملنعدمة واجليدة

.توضيحات مقدمة لنا من مكتب الخبرات والتقييمات لمديرية األمالك الوطنية لسطيف - 1

.أي األرض والبناء مجتمعين - 2

28

وحتسب القيمة احلقيقية حبذف ما قيمة هذان املعامالن من القيمة املستنتجة لتكاليف إعادة البناء .من جديد

Variableح القيمة املتحصل عليها بإدخال معامل القيمة الظرفية بعدها تصح

conjoncturelle والذي ميثل الفرق بني سعر التكلفة لبناء السكن وسعر البيع ، وقت إجراء التقييمفهذا املعامل يعرف تغري دائم بسبب ارتباطه بسعر السوق القائم على قاعدة العرض والطلب ، فهو يرتفع

.رض ضعيف والطلب قوي ، وينخفض عند حدوث العكس كلما كان الع و يتم حساب قيمة األرض ، وذلك بإتباع إحدى طرق تقييم األراضي املعدة للبناء، ومث يتم تصحيحها

coefficient d occupation des sol 2 حبذف نسبة شغل األرض بالبناية : التقييم حبسب الدخل -ج-2

ؤجرة وتتمثل يف ضرب القيمة السنوية لإلجيار يف معامل الرمسلة وختص هذه الطريقة البنايات املTaux de capitalisation والذي يتغري حبسب مساحة البنايات ،و يتحدد حسب سعر السوق

.3والشقق وحالة صيانتها :تقييم األراضي الفالحية- 3

كل أرض تنتج املتضمن التوجيه العقاري ، 90/25 من ق04تعد أرضا فالحية حسب املادة بتدخل اإلنسان سنويا أو خالل عدة سنوات إنتاجا يستهلكه البشر أو احليوان أو يستهلك يف الصناعة

: استهالك مباشر أو بعد حتويله ، وميكن تقييم هذه األراضي بعدة طرق وهي : طريقة املقارنة -أ- 3

ا ، ويقع التشابه يف مثل هذه وتتمثل هذه الطريقة يف مقارنة األرض حمل الرتع بأراضي مشاة هل . املعدة إلنتاجها ، تضاريسها ، نوع التربة تاحلالة يف املساحة ، السقي ، املز ورعا

فيقوم العون املقيم بالبحث يف فهرس املعامالت ، على مجيع املعامالت املسجلة و اليت متت على إىل حد ما تلك املتوفرة على األرض املراد مشاةصأراضي موجودة بنفس املنطقة ، وتتوفر على خصائ

. تقييمها

سنة والصيانة سيئة 20حالة الصيانة بها ، مثال بناية عمرها حيث تزيد القيمة المحذوفة من تكلفة إعادة البناء آلما زاد قدم البناية محل النزاع وآذا تدهور - 1

%24فيتم تخفيض تكلفة إعادة البناء من جديد بما يعادل 24=1.2×20فنقوم بالعملية التالية %1.2وهو ما يقابله نسبة

2 Himour Mohamed Etude sur l’évaluation des biens et Droit à exproprier , bulletin des services des domaines et de la conservation foncier , sans date p 29-30 . 3 Himour Mohamed , op cit p30.

29

: طريقة الثمن املتوسط للهكتار–ب -3

إذا كان املراد تقييم أرض فالحية، ذات خصائص معينة من حيث نوعية التربة والسقي والتضاريس، فيتم ـ ائص البحث يف فهرس املعامالت على صفقات متت يكون موضوعها أراضي فالحية حتتوي على خص

مشاة لألرض حمل التقييم، فيتم حساب سعر املتوسط للهكتار يف العمليات اليت متت ألخذه كمرجـع .حلساب قيمة األرض حمل التقييم

: طريقة اإلنتاجية-ج-3 وتتمثل هذه الطريقة، غي حتديد القيمة التجارية لألرض انطالقا من متوجاا، على هذا األسـاس

أرض فالحية مساحتها أربع :رية، الناتج الصايف املتوسط تقسيم نسبة اإلنتاجية، مثال تساوي القيمة التجا دج 50.000 دج واإلنتاج الصايف لألراضي املسقية يقـدر ب 3.600.000هكتارات بيعت ب

للهكتار الواحد فالقيمة اإلنتاجية تساوي النسبة اإلنتاجية ملساحة األرض تقسيم الثمن أي تكون النسبة .%5،55 القطعة هلذه :د التقييم حسب الريع-3

وهي طريقة ختص األراضي الفالحية حمل تأجري ، وحلساب القيمة التجارية لألرض يـتم تقسـيم الدخل الصايف على نسبة الرمسلة واليت تكون حمل تعيني دوري من قبل مصاحل الفالحة وأمالك الدولـة،

دج للهكتار الواحد سـنويا، 6000، تدخل ريعا قدره هكتارات3أرض فالحية تبلغ مساحتها : مثال : فتساوي قيمتها بعد إجراء العملية التالية ٪12وعلى اعتبار نسبة الرمسلة قد حددت ب

1دج150.000 = 12÷ ) 3 ÷ 6000( أكتـوبر 15 املؤرخـة يف 6408 وجتدر اإلشارة إىل أن تعليمة وزارة املالية الصادرة حتت رقـم

ربت مبا خيص األراضي الفالحية املدجمة يف احمليط العمراين فيتم تقديرها على اعتبـار أـا اعت 2005أراضي صاحلة للبناء إذا كانت مملوكة للخواص ،أما إذا كانت مملوكة للدولة وممنوحة للمسـتفيدين يف

ا فالحية فيتم تقييم هذه األراضي على أساس أ 1987 ديسمرب 08 املؤرخ يف 87/19إطار القانون من قانون املالية لسـنة 53مثلما هو احلال يف جمال استرجاع األراضي الفالحية املنصوص عليه يف املادة

2 ونصوصها التطبيقية 1998 : تقييم احملالت التجارية- 4

.1991دها ، وارجع آذلك للتعليمة الوزارية التقنية الخاصة بتقييم األراضي الفالحية ، جويلية وما بع95 سماعين شامة ، المرجع السابق ص 1

. 10ملحق رقم 2

30

ـ ة ويقصد ا القاعدة التجارية اليت تنشأ لفائدة التاجر املستأجر بعد استغالل احملل املؤجر ملـدة معين :ي احملل التجاري وهمحمددة يف القانون التجاري ، وتستعني إدارة أمالك الدولة بعدة طرق لتقيي

:أ التقييم على أساس رقم األعمال-4

وتقوم هذه الطريقة على أساس تقييم النشاط وذلك من خالل رقم األعمال وكذا من خالل حجم لعناصر املعنوية األخرى كاالسم التجـاري والعالمـة نشاط الذي يقوم على عناصر العمالء والزبائن وا

، فيتم أخذ برقم األعمال للسنوات الثالثة األخرية، وذلك على أسـاس التصـرحيات ... التجارية إخل اجلبائية، وكذا تصرحيات التاجر، ويتم على هذا األساس حساب متوسط رقم األعمال، مث يتم ضـرب

وذلك تبعا لنوع النشـاط، ٪120 و ٪50 الذي يتراوح ما بني متوسط رقم األعمال يف معامل النشاط كل عناصر القاعدة التجارية بل حيتفظ ببعضها كاحتفاظه جبـزء د ال يفق للكون التاجر عند إخالئه احمل

.من زبائنه، ولتقديرها يرجع العون املقيم لفهرس املعامالت :التقييم على أساس األرباح –ب -4

طريقة على حساب األرباح احملققة خالل السنوات الثالثة األخرية من النشاط، وذلك وتقوم هذه ال .على أساس التصرحيات املقدمة إلدارة الضرائب

1...وبعد استخراج متوسط األرباح يضرب يف معامل تتغري نسبته حسب طبيعة النشاط واملوقع اخل

إجــراء التقييــم:الفــرع الثــاين من قانون نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية، مدير األمالك الوطنية بتقييم األمالك 20كلفت املادة

.واحلقوق املطلوب نزع ملكيتهاً مصلحة : وهلذا الغرض أنشئت على مستوى كل مديرية والئية لألمالك الوطنية مصلحة خاصة تدعى

داد تقييم األمالك املراد نزع ملكيتها وذلـك تتكفل يف إطار نشاطاا بإع " التقييمات واخلربات العقارية اعتمادا على نتائج العمل امليداين الذي تقوم به مصلحة خمتصة يف ذلك تابعة ملديرية أمـالك الدولـة ، والذي يقع عليها أن تعطي يف إطار التقرير الذي تعده لصاحل مصلحة التقييمات صورة واضحة ودقيقـة

كيتها، وحمددة لكل العوامل الضرورية اليت تتوقف عليها عملية التقييم لألمالك واحلقوق املطلوب نزع مل ).تقرير وصفي لألمالك واحلقوق(

1 Himour Mohamed op cit page 30-31 .

31

وبعد حتصل العون املقّيم على هذا التقرير، يشرع يف إعداد تقييم هلذه األمالك واحلقـوق، حسـب .1 سابقا ةإحدى الطرق التقنية املبين

داد تقريره، حيرر تقريرا عن ذلك حيتوي على مواصفات العقار واحلق وملا ينتهي العون املقيم من إع املطلوب نزع ملكيته وخصائصه و الطريقة اليت اتبعت لتقدير قيمته التجارية، ويرفع هذا التقرير ملسؤول

ه املصلحة وكذا مدير األمالك الوطنية للتأشري عليه، مث يقوم املقّيم بإعداد ملخص عن هذا التقرير حيدد في املبلغ املتوصل إليه من طرف مديرية األمالك الوطنية، ويرسل للوالية بصفتها السلطة القائمة بـإجراءات نزع امللكية وختتلف الطريقة املعمول ا يف التشريع اجلزائري، عما هو معمول به يف التشريعات املقارنة،

فاق الطرفني وذلك إعماال لسـلطان فالتشريع الفرنسي أوكل مهمة تقدير التعويض عن نوع امللكية الت اإلرادة، فإذا حصل اتفاق فعليهما طلب إشهاد على ذلك من طرف قاضي نزع امللكية، ويف حالة عدم االتفاق يتم التقدير من طرف قاضي نزع امللكية ، وذلك بعد انتقاله ملعاينة األمالك واحلقوق املطلـوب

.2نزع ملكيتها والـيت " جلان املعاينة والتقدير " أوكل مهمة التقدير إىل جلان خاصة تدعى أما التشريع املصري، فقد

تتشكل من أعضاء يكونون من مثمين األراضي الزراعية إذا كان الرتع يتعلق بأراضي زراعية، ومن مثمين .املباين إذا كان املشروع يقع داخل املدن

لعمومية عقب قيده يف سجل التقييم، مث يتم و تتوىل هذه اللجان دراسة كل مشروع من مشاريع املنفعة ا حتديد موعد إلجراء املعاينة والتقدير، وتطلع عليه املعنيني، وذلك بغرض االنتقال معها على أرض امليدان

.3بغرض حصر األمالك املراد نزع ملكيتها مث تقييمها على ضوء كشوفات احلصرقييم األمالك واحلقوق املطلوب نزع ملكيتها هو األقـل يتبني من هذه املقارنة أن النظام اجلزائري لت

دقة،وذلك بسبب اعتماده على األعمال اإلدارية فقط، حبيث أن العون املقّيم يعد تقريره بناءا على تقرير وصفي لألمالك واحلقوق املطلوب نزع ملكيتها، وهذا التقرير ال يكـون يف منـأى عـن األخطـاء

. إدراك مبعايري التقييم الصحيحةوالتجاوزات وعدم الدقة، وقلة هلذا نرى أنه من األفضل أن يكلف العون املقّيم بإعداد تقييمه هلذه األمالك واحلقوق على أساس املعاينة املادية اليت يقوم ا شخصيا وحبضور املالك وأصحاب احلقوق املعنيني واحملددين يف قائمة املـالك وذوي

.ي املرسل من طرف السلطة النازعة للملكيةاحلقوق املرفقة بالتصميم اجلزئ

للتوضيح أآثر إرجع للصفحة 1

2 André delaubadere et yves Gaudmet op cit page298. 156بق صفحة عبد الحكم فوده المرجع السا 3

32

الفصـــل الثــاين املنازعة يف تقدير التعويض عن نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية

من بني الضمانات اليت جاء ا القانون املنظم لعملية نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية ، منحه

يف حالة عدم -احلق يف االلتجاء إىل القضاء بغرض املنازعة يف تقدير التعويض ، ألطراف هذه العملية .-االرتضاء بالتقدير املتوصل إليه إداريا و ) 1( و يلعب القاضي املختص يف هذه املنازعة دورا هاما للغاية و ذلك لكونه طرفا حمايد يف الرتاع

.ل استقاللية مما سيضمن موضوعية هذا التقدير ميكنه تقدير التعويض املستحق عن نزع امللكية بك يقع على القاضي املختص أن يراعي يف هذه املنازعة اعتبارين هامني ، يتمثل أوهلما يف حق املالك أو صاحب احلق املرتوع منه ملكه أو حقه يف احلصول على تعويض يغطي كافة األضرار الالحقة به جراء

.ثاين فهو يتعلق بالغرض من عملية نزع امللكية و هو حتقيق النفع العام عملية نزع امللكية ، أما ال و على هذا األساس يتوىل القاضي إجياد التوازن بني املصلحة اخلاصة و املصلحة العامة ، املتمثل يف

.تقدير تعويض عادل يشمل مجيع األضرار و ينصف مجيع األطراف

و هذا عكس مديرية األمالك الوطنية التي قد تنحاز لصالح اإلدارة مما يجعل تقديراتها تتميز باالنخفاض في المبلغ ، مقارنة مع ما يتوصل إليه القاضي في - 1 .تقديره

33

حيات اليت تسمح له بالعمل دون االستعانة بالتقدير املقترح من و ألجل هذا يتمتع القاضي بكل الصال .طرف اإلدارة ، بل له أن يقدر التعويض املستحق باالستناد إىل عدة طرق قضائية

و حىت يباشر القاضي مهامه جيب أن خيطر ذا الرتاع يف إطار دعوى قضائية ترفع أمامهمل بقصد تسوية الرتاع ، بتقدير تعويض عادل و منصف و ذلك حىت يتمكن من الع) املبحث األول (

).املبحث الثاين ( يتوصل إليه باتباع طرق معينة حمددة قانونا

املبحــث األول شروط قبول دعوى التعويض عن نزع امللكية

اضي يف إطار عملية نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية دورا مهما ، من بدء يكتسي دور الق

العملية أين يفرض القاضي احترام اإلجراءات املتعلقة بعملية الرتع ، فارضا بذلك سيادة القانون على حق حممي دستوريا ، و تستمر إىل غاية تقدير التعويض املستحق عن عملية الرتع أين يقدر التعويض

.الذي يراه عادال و منصفا و هلذا الغرض يقوم األطراف املعنيني بعملية نزع امللكية يف حالة رفضهم للتقدير املقترح من طرف اإلدارة أن يلجئوا إىل القاضي ، و يكون ذلك يف إطار دعوى قضائية يرفعها األطراف الذين هلم صفة و

يف حدود آجال ) املطلب الثاين ( تص يف هذه املنازعة أمام القاضي املخ) مطلب أول ( مصلحة فيها ) .املطلب الثالث ( حددها القانون

34

املطلــب األول أطــراف هذه الدعـوى

املنظم لعملية نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية ، 11-91 من القانون رقم 39 أجازت املادة .مام القضاء املختص للطرف الذي يهمه األمر أن يرفع دعوى تعويض أ

لكن مل حيدد نص هذه املادة األطراف الذين حيق هلم رفع هذه الدعوى ، الشيء الذي يستوجب .علينا حتديدها انطالقا من معرفة األطراف الفاعلة يف عملية نزع امللكية

زع امللكية تبدأ بطلب فباستقراء مواد القانون املذكور أعاله و كذا مرسوم تنفيذه ، جند أن عملية نيوجه من طرف اهليئة املستفيدة من عملية نزع امللكية إىل السلطة النازعة للملكية ، حمتواه هو اللجوء إىل إجراءات نزع ملكية أمالك و حقوق تابعة مللكية خواص ، و الواقعة يف إطار حدود موقع املشروع

.املزمع إجنازه : من أجل املنفعة العمومية تضم ثالث أطراف هي فيتبني لنا أن عملية نزع امللكية

. اهليئة املستفيدة من عملية الرتع - . السلطة النازعة للملكية - . املالك املرتوع من ملكيته أو حقه -

املستفيد من عملية نزع امللكية: الفرع األول املشاريع اليت ميكن أن . ف الذكر سال91/11 من القانون رقم 02 ذكرت الفقرة الثانية من املادة

تكون أساسا لطلب نزع امللكية ، و منها التعمري و التهيئة العمرانية و التخطيط ، ملا تتعلق مبشاريع إجناز .1جتهيزات مجاعية و منشآت و أعمال كربى ذات منفعة عمومية

عامة للدولة و اهليئات العمومية فرتع امللكية اصبح ال ينحصر فقط يف نطاق تلبية حاجيات املرافق الخاصة مع فتح جمال األشغال 2و إمنا كل أشخاص القانون العام و اخلاص اليت تؤدي األعمال السالفة

.العمومية للمتعاملني اخلواص و بغض النظر عن طبيعة الشخص املعنوي املستفيد من عملية نزع امللكية فلقد أستقر قضاء جملس

له الغرفة اإلدارية باحملكمة العليا ، على أن املستفيد املباشر من عملية نزع امللكية هو امللزم الدولة و من قب جاء فيه على 3 06/11/2001 املؤرخ يف 199301بدفع التعويض ، هذا ما جاء يف القرار رقم

في هذه 1993 يوليو 27 المؤرخ في 93/186ذي رقم المتمم للمرسوم التنفي2005 يوليو 10 المؤرخ في 05/248 و ادخل آذلك المرسوم التنفيذي رقم - 1

. التحتية ذات المنفعة العمومية و البعد الوطني االستراتيجي ىالفئة إنجاز البن .34 ، ص 1996 سنة 2دراسة بعنوان نزع الملكية من أجل المنفعة العمومية منشور بالمجلة القضائية ، العدد : يمقداد آور غل- 2

.232-230 ص 2002 سنة 2دولة عدد مجلة مجلس ال- 3

35

عويض يف حيث أنه و طبقا ملا استقرت عليه احملكمة و كذا جملس الدولة أن املسؤول عن الت«اخلصوص و على هذا األساس ال »حالة نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية هو املستفيد املباشر من هذه العملية

ميكن للهيئة املستفيدة من عملية نزع امللكية أن تطلب إخراجها من اخلصام ، هذا ما جاء يف القرار رقم ؤسسة الوطنية للرخام وحدة مقلع ضد يف القضية القائمة بني امل01/04/2000 املؤرخ يف 186808أما فيما خيص إخراج املؤسسة من الرتاع فهذا مردود ألا " جاء يف حيثياته ما يلي 1مازري خيدر

" .املستفيدة بامللكية

السلـطة النازعـة للملكـية: الفــرع الثــاين لسلطة العامة و اليت يقتصر نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية تعد صالحية من صالحيات ا

ممارستها على الدولة فقط ، لكن طلبها ميكن أن يكون من أشخاص اعتبارية حيكمها القانون العام و قد تكون خاضعة للقانون اخلاص ، و هذا ما خلق تعدد األشخاص الذين ميكن هلم أن يطلبوا الشروع يف

إجراءات نزع امللكية ال تكون إال للوايل ، الذي عملية نزع امللكية ، و لكن سلطة اختاذ قرار البدء يف .يعترب املكلف بتنفيذ إجراءات الرتع ، على أن تتم حتت مراقبة القاضي املختص

فيمكن القول ، أن املشرع اجلزائري مل يقم بتوزيع سلطة اختاذ إجراءات نزع امللكية من أجل املنفعة العامة يف هذا اال ، و الذي متارسه عن طريق سلطة إدارية العمومية ، بل حافظت الدولة بسلطاا

. وحيدة و هي الوايل ، الذي يتصرف يف هذا اال بصفته ممثال للدولة من اختصاص الوزارات 186-93 و ال املرسوم التنفيذي رقم 11-91 و مل جيعل القانون رقم

ط يف إصدار قرار املنفعة العمومية ، و الذي يتم اختاذ إجراءات نزع امللكية ، فهذه األخرية ختتص فقمبوجب قرار وزاري مشترك إذا كانت األمالك و احلقوق العينية املراد نزع ملكيتها تقع يف إقليم واليتني أو أكثر ، و مبوجب مرسوم تنفيذي إذا تعلق األمر بإجناز بىن حتتية ذات املنفعة العامة و البعد الوطين و

. 2االستراتيجي فكل القرارات األخرى اليت يتخذها الوايل ، سواء تعلقت بفتح حتقيق حول املنفعة العمومية أو تعيني جلنة التحقيق أو احملافظ احملقق إلجناز التحقيق اجلزئي و كذا إصدار قرار قابلية األمالك للتنازل و قرار

ون طرفا يف دعوى املنازعة يف تقدير التعويض نزع امللكية للمنفعة العمومية ، و هلذه األسباب فالوايل يكو أي طلب إلخراجه من اخلصام على أساس أنه ال يضمن دفع التعويض املستحق لألمالك و أصحاب احلقوق املرتوع منهم أمالكهم و حقوقهم بل تتحملها اجلهة املستفيدة من عملية نزع امللكية ال يكون له

03 ملحق رقم - 1 الصادر بالجريدة الرسمية العدد 10/07/2005 المؤرخ في 05/248 المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم 93/186 من المرسوم التنفيذي رقم 10 المادة - 2

.2005جويلية 10 المؤرخ في 48

36

ه القضاء يف عدة قرارات له منها القرار املؤرخ يف أثر لكونه خمالف للقانون هذا ما أكد بني والية الشلف و فريق بونوة و من معه الذي جاء 1460 الفاصل يف القضية رقم 19/02/2001

حيث أن وزير املالية ينتقد االستنتاج الذي جاء به القرار املستأنف ، و يشري أن " فيه على اخلصوص . بلدية الشلف و مل تدخل ضمن الذمة املالية للدولة األراضي املعنية استفادت ا

حيث أن وزير املالية الذي استدعي كممثل للدولة اجلزائرية غري معين يف قضية احلال حيث أن الوايل هو الذي يتوىل متثيل الدولة يف إطار نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية ، و حبسبه يتعني إخراج من

1املاليةً اخلصام وزارة

املؤرخ يف 184072 و هذا ما أقره كذلك جملس الدولة يف القرار الصادر يف القضية رقم و القائم بني والية البويرة ضد لعوير حممد و لعوير خرية ، حيث أن قضاة جملس 17/07/2000

مراين بالتضامن بدفع قيمة الدولة حكموا على والية البويرة و كذا على مركز الدراسات و اإلجناز العالتعويض املستحق عليهما ، رغم أن املستأنف عليهما طالبا بإخراج الوالية من اخلصام على أساس أن

.2مركز الدراسات واإلجناز العمراين هو املستفيد من عملية نزع امللكية وطنية للرخام ضد بني املؤسسة ال 3 01/04/2000 املؤرخ يف 186808 كما جاء يف القرار رقم

فيما خيص دفعات متعلقة بالشخصية : " مازري خيدر خبصوص صفة الوايل يف هذه املنازعة ما يلي املعنوية للوايل ، فإن هذا الدفع يف غري حمله ألن الوايل هو الشخص الذي مثل الوالية ، و فيما خيص

ضية ما دام أن قرار نزع امللكية اختذ من الس الشعيب البلدي ، فإن هذه اهليئة ليست هلا أي عالقة بالق " طرف الوايل و أما فيما خيص إخراج املؤسسة من الرتاع فهذا مردود ألا املستفيدة بامللكية

املالك املرتوع منه ملكيته:الفــرع الثالــث ييم الذي أعدته حيق ملن يكتسب صفة املالك املرتوع منه ملكيته أن خياصم اإلدارة إذا مل يرض بالتق

اإلدارة ، لكن من له هذه الصفة ؟ رأينا يف السابق ، أنه و قبل صدور قرار قابلية التنازل ، يتم إجناز حتقيق جزئي يقوم به حمافظ حمقق

تعينه اإلدارة النازعة امللكية ، و تتمثل مهامه على اخلصوص يف حتديد قائمة وية املالك

02: الملحق رقم - 1 05: الملحق رقم - 2

03: الملحق رقم - 3

37

نزع ملكيتها و هذا ما رأيناه بإسهاب حني دراستنا لنقطة حتديد قائمة املالك و أصحاب احلقوق املراد 1و أصحاب احلقوق املطلوب نزع ملكيتها كجزء من عمل احملافظ احملقق

و ما ميكن إضافته يف هذه النقطة ، أن اعتراف اإلدارة للشخص بصفة املالك املرتوع من ملكه ، ن ترجع و تطعن يف ثبوت هذه الصفة ، هذا ما أقرته الغرفة و عرضها عليه تعويضات ، ال ميكن أ

يف القضية القائمة بني 19/03/2003 املؤرخ يف 782اإلدارية لس قضاء سطيف يف القرار رقم حيث أنه خالفا للدفع الذي : " فريق عابد و من معه ضد وايل والية برج بوعريريج و الذي جاء فيه

رامي إىل عدم قبول دعوى املدعي بدعوى أم ال ميلكون صفة التقاضي لعدم أثاره وايل والية الربج ال .تقدمي الفريضة لتحديد أهلية و صفة كل منهم

لكن حيث أن املستندات املقدمة بامللف خاصة الدفتر العقاري و العقود املرفقة مبا يف ذلك اعتداد زع امللكية بدليل عرضها عليهم التعويض املقترح من اإلدارة نفسها باملدعني مالكني للقطع األرضية حمل ن

.2"طرف إدارة أمالك الدولة مما جيب عدم قبول هذا الدفع أما الوضع على التشريعات املقارنة ، فنجد أن التشريع املصري مل جيعل احلق للمرتوع ملكيته يف

.)3(ك إدارة نزع امللكية مطالبة اجلهة املستفيدة من نزع امللكية بل عليه أن ينازع يف ذل و هو نفس الوضع يف التشريع الفرنسي ، أنه بعد قيام اجلهة النازعة للملكية بإخطار املالك املرتوع امللكية بالتعويضات اليت قدرا ، و يف حال عدم توصل الطرفني التفاق ودي ، فيكون إما للجهة النازعة

ختص يف كل حلظة بعد فتح التحقيق املسبق أو من طرف املالك للملكية أن ترفع دعوى أمام القاضي امل .املرتوع ملكيته يف وقت صدور مقرر الرتع

فنرى أن التشريعات املقارنة من حيث األطراف الذين هلم صفة يف رفع دعوى املنازعة يف التعويض ، و هذا عكس التشريع و املستحق عن نزع امللكية و ذلك اختصارا لإلجراءات و تسهيال لعمل القاضي

القضاء اجلزائري الذي استلزم إدخال اجلهة املستفيدة من الرتع و ذلك بغرض احلكم عليها بدفع التعويض املستحق ، مع أن إدخاهلا لن يقدم أي جديد يف حلى هذه املنازعة أو تقدير التعويض ، ألن

من جهة و من جهة أخرى فيمكن إلزام كل املعطيات متوفرة لدى الوايل كسلطة نازعة للملكية ، هذا اهليئة املستفيدة من نزع امللكية على دفع التعويض باتباع طرق إدارية حبتة ال تستلزم إجبارها على الدفع

مبوجب قرار قضائي

للتوضيح أآثر ارجع للصفحة رقم - 1

06: الملحق رقم - 2 106المرجع السابق ص : عبد الحكيم فوده - 3

38

املطلب الثاين القضاء املختص يف هذه املنازعة

امللكية اخلاصة و على هذا األساس طبقا للمبادئ العامة للقانون ، يعترب القاضي العادي حاميفريجع له اختصاص النظر يف كافة املنازعات املتعلقة ا ، ال سيما يف حالة نزع امللكية من أجل املنفعة

.العمومية متتاز باالزدواجية حبيث كان القاضي ) 1( 1976 هلذا كانت املنازعات املتعلقة برتع امللكية قبل

ى اإللغاء ، أما دعوى التعويض عن فريجع اختصاص النظر فيها للقاضي العادي اإلداري خيتص يف دعاو .-و هذا حسب ما كان معمول به يف فرنسا -

املتضمن حتديد قواعد نزع امللكية 25/05/1976 املؤرخ يف 76/48 لكن بعد صدور األمر اص وأصبحت كل املنازعات اليت تطرحها مت إلغاء هذه االزدواجية يف االختص) 2(من أجل املنفعة العمومية

و هذا عمال باملعيار العضوي يف املنازعات اإلدارية )3(عملية نزع امللكية من اختصاص القاضي اإلداري . متنح االختصاص للقاضي العادي التشريعات املقارنة اليتذهبت إليه بعكس ما

اجلزائري اختصاص النظر يف هذه املنازعة يف التشريع:الفرع األول مل حتدد نصوص القانون املنظم لعملية نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية و ال مرسوم تنفيذي

اجلهة القضائية " بصفة صرحية القاضي املختص للنظر يف هذه املنازعة إذ جندها تستعمل دائما عبارة .) 5( أو القاضي املختص )4("املختصة

من هذا القانون أحالت فيما خيص املنازعات املتعلقة بتنفيذ هذا العملية لكن هناك نصوص أخرى .إىل قانون اإلجراءات املدنية و الذي يعد الشريعة العامة فيما خيص إجراءات التقاضي

و بالرجوع إىل أحكام االختصاص النوعي للجهات القضائية يف قانون اإلجراءات املدنية ، جند أن بعة منه ، متنح االختصاص للجهات القضائية اإلدارية يف كل املنازعات اليت تكون الدولة نص املادة السا

أو الوالية أو البلدية أو املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري طرفا فيها ، فهذه املادة توزع ون فيها االختصاص على أساس املعيار العضوي ، حبيث خيتص القضاء اإلداري يف كل املنازعات اليت يك

1976 ماي 25 المؤرخ في 76/48 أي قبل صدور األمر رقم - 1

المذآور سالفا 91/11 الملقى بموجب القانون رقم - 23 - Maitre :Hanifi mokhtaria étude intitulé , le contra du juge en matière d’expropriation para a la revue du conseil d'Etat N : 5 /2005 page 38

91/11 من القانون 26 انظر المادة - 4 186/ 93 من المرسوم التنفيذي رقم 39 أنظر المادة - 5

39

أحد أشخاص القانون العام طرفا فيها ، سواء كان يف مركز املدعي أو يف مركز املدعى عليه ، إال ما ) 1(استثىن من هذا بنص خاص

وهذا ما دأب القضاء اجلزائري على تطبيقه ، فنجد عدة قرارات تقر باختصاص اجلهات القضائية أحد أطرافها شخص من أشخاص القانون العام نذكر منها اإلدارية يف الفصل يف املنازعات اليت يكون

. ع " الفاصل يف الدعوى القائمة بني 16/12/1998 املؤرخ يف 202986القرار الصادر حتت رقم و من معها " سونلغاز " ضد الشركة الوطنية للكهرباء و الغاز " س

ة االستئناف بينوا باألخص بأن القرار حيث يستفاد من القرار املطعون فيه بأن قضا: " و الذي جاء فيه صرح باملنفعة العمومية لقطعة األرض املتنازع عليها 31/08/1973الصادر عن وزير الصناعة بتاريخ

- ملكية املدعني يف الطعن بالنقض– احملدد للقواعد املتعلقة برتع 1976 ماي 25 املؤرخ يف 76/48 حيث أنه و مبوجب القانون رقم

من هذا القانون فإن دعوى املنازعة يف 17 و 03ن أجل املنفعة العمومية و ال سيما املادتني امللكية منزع امللكية من أجل املنفعة العامة يفصل فيها من طرف الس يف إطار الشروط املنصوص عليها يف .قانون اإلجراءات املدنية

عون فيه ، بأنه مت التصريح باملنفعة العامة من حيث أنه و يف قضية احلال فإنه يستخلص من القرار املط .طرف وزير الصناعة ممثل للدولة

من قانون اإلجراءات املدنية ، فإن الرتاع يدخل يف اختصاص 1 الفقرة 7 و بالنتيجة و مبقتضى املادة .اجلهة القضائية اإلدارية

ن على صواب عندما صرح بعدم حيث نه و يف مثل هذه احلاالت فإن جملس قضاء تيزي وزو كا . ً ) 2(اختصاصه للفصل يف هذا الرتاع نظرا لطبيعته ، ألن الرتاع ذو طابع إداري

و تعد الدعوى املرفوعة يف هذا الشأن دعوى قضاء كامل ، على أساس أا ترمي إىل تعويض املالك ع االختصاص النظر فيها إىل الغرفة أو صاحب احلق الذي انتزع منه يف إطار نزع امللكية ، و عليه يرج

، و هذا طبقا ملا ورد يف نص الفقرة األخرية من املادة السابعة )3(اإلدارية على مستوى االس القضائية تكون من اختصاص االس القضائية اليت حتدد قائمتها " من قانون اإلجراءات املدنية اليت تنص على أنه

... التنظيم و اختصاصها اإلقليمي عن طريق

السابعة مكرر من قانون اإلجراءات المدنية و آذا استثناءات و ردت في نصوص خاصة من االستثناء على هذا المبدأ ما ورد في المادتين األولى و- 1

و ما بعدها 47 ص 1999 قسم الوثائق للمحكمة العليا سنة 1998 المجلة القضائية العدد الثاني لسنة - 2 .التعويض أي الغرف المحلية ، و ال تخص الغرف اإلدارية الجهوية التي لها اختصاصات أخرى غير - 3

40

املنازعات املتعلقة باملسؤولية املدنية و الوالية و البلدية و املؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية - " و الرامية لطلب التعويض

و 25/06/2002 هذا ما جاءت به قرارات الصادرة عن جملس الدولة منها القرار املؤرخ يف أين أجاب جملس " ع . س " و القائم بني وزير السكن ضد ورشة 012368الفاصل يف املنازعة رقم

الدولة عن الدفع الذي أثاره املستأنف وزير السكن و التعمري بشأن خمالفة القرار الصادر عن جملس قضاء الشلف لقاعدة جوهرية يف اإلجراءات على أساس أن املنازعات اإلدارية املتعلقة باإلدارات املركزية ترفع

حيث أن الدفع املتعلق بعدم اختصاص جملس قضاء الشلف غري : " رة أمام جملس الدولة كالتايل مباشمؤسس ، علما أن جملس الدولة له االختصاص يف املنازعات املتعلقة ببطالن القرار الصادر عن اإلدارة

)1("املركزية فقط و ليس يف القضاء الكامل ، كما هو حاصل يف قضية احلال املؤرخ يف 02-98 طبعا يف انتظار تنصيب احملاكم اإلدارية املنشأة مبوجب القانون رقم هذا

أو املعروضة على /، حبيث تقضي املادة التاسعة منه بإحالة مجيع القضايا املسجلة و)2( 30/05/1998 3الغرف اإلدارية للمجالس القضائية مبجرد تنصيبها

و يكون )4(ي احملدد للتعويض ميكن للطرف الذي يهمه األمر أن يستأنفه و بعد صدور القرار القضائذلك أمام جملس الدولة باعتباره جهة استئناف القرارات الصادرة عن الغرفة اإلدارية للمجالس القضائية و

30 املؤرخ يف 98/01كذا الغرف اإلدارية اجلهوية ، هذا ما تقضي به املادة العاشرة من القانون رقم . املتعلق باختصاصات جملس الدولة و تنظيمه و عمله )5( 1998/ 05/

من قانون اإلجراءات 08 أما من حيث االختصاص احمللي فهو يرجع طبقا للفقرة الثانية من املادة .املدنية للمجلس الذي يقع العقار بدائرة اختصاصه

املنازعة يف تقدير التعويض عن نزع امللكية فيمكن القول من كل هذا أن املشرع اجلزائري مل جيعل بل – القضاء الكامل –ألجل املنفعة العمومية استثناءا عن القواعد العامة املقررة لدعاوى التعويض

أخضعها لنفس القواعد اإلجرائية رغم متيزها عن باقي املنازعات املتعلقة بالتعويض عن مسؤولية أشخاص كجزاء خلطأ اإلدارة ، عكس منازعة التعويض عن نزع امللكية اليت ميكن القانون العام ، و اليت تكون

183-182 ص 2003 مجلة مجلس الدولة ، العدد الثالث سنة - 1

01/06/1998 الصادر بتاريخ 37 الجريدة الرسمية العد - 2 و المحددة في المادة السابعة من قانون اإلجراءات المدنية - 3

لة يتم ضم القضيتين للفصل فيها بقرار واحد و ذلك الرتباطها و هذا و ليس هناك ما يمنع أن يستأنف طرفا الدعوى نفس القرار القضائي و في هذه الحا- 4 من قانون اإلجراءات المدنية و أآده قضاء مجلس الدولة محل القضية القائمة بين رئيس المندوبية التنفيذية لبلدية سيدي بلعباس ضد 91عمال بنص المادة

و الصادر عن مجلس 26/03/1997 و فريق بلغربي استأنفا آل على حدى القرار المؤرخ في حيث أن بلدية سيدي بلعباس: " ورشة بلغربي الذي جاء فيه من قانون 91 لكي يفصل فيهما بنفس القرار و ذلك طبقا للمادة 186768 و 182676قضاء سيدي بلعباس و عليه يتعين بالتالي األمر يضم القضيتين رقمي

" اإلجراءات المدنية .01/06/1998 الصادر بتاريخ 37لعد الجريدة الرسمية ا - 5

41

اعتبارها منازعة دف إىل تقدير التعويض عن معاملة إجبارية متت بني شخص معنوي عام و شخص .طبيعي خاضع للقانون اخلاص

لك دعما لتميزها عن و جند أن التشريعات املقارنة ، أقرت بقواعد إجرائية مميزة هلذه الدعوى ، و ذ .دعاوى القضاء الكامل

اختصاص النظر يف هذه املنازعة يف النظام الفرنسي: الفرع الثاين

إذ مل يتمكن طرف عملية نزع امللكية من تقدير التعويض الذي يرضيهما بصفة ودية كان للطرف .الذي يهمه االستعجال أن يرفع دعوى أمام القاضي املختص

بتحديد هذا القاضي و ذلك باستحداثه منصب قاضي 1958د تكفل قانون نزع امللكية لسنة و لق و جعله بديل للجنة التحكيمية le juge d 'expropriationخمتص يف نزع امللكية

commission arbitral )1( 26/07/1962و لقد عرف هذا التنظيم بعض التعديالت اليت أدخلها القانون املؤرخ يف

.Commission de Gouvernementو ذلك خبلق هيئة جديدة مساها حمافظ احلكومة وما يؤخذ على دور هذا احملافظ أنه يقوم مبساعدة القاضي و يف نفس الوقت يعد كذلك ممثال للدولة أي طرفا يف الرتاع ، و من غري املستبعد أن يقترح تعويض أقل مما هو مستحق و كذا فله أن يستأنف

) 2(أحكام الدرجة األوىل أمام جهات االستئناف مما جيعل هذا احملافظ خصما و حكما يف آن واحد و رغم هذا ، فإن جملس الدولة الفرنسي يرى بأن حضور مدير أمالك الدولة أو ممثل عنه يف اهليئة

.رة عنها القضائية ، ال ميس إطالقا باستقاللية هذه اهليئة و ال حبياد القرارات الصاد

اختصاص النظر يف هذه املنازعة يف النظام املصري: الفـــرع الثالــث يفرض قيدا على رفع الدعوى للمنازعة يف تقدير التعويض ، و ) 3(1954 كان التشريع املصري لسنة

أن يطعنوا فلهم) 5( و إذا مل يرتضي ذوي الشان )4(املتمثل يف الطعن يف هذا التقدير أمام جلنة املعارضات يف قرار هذه اللجنة أمام احملكمة االبتدائية ، لكن إذا حصل و تقدم صاحب املصلحة مباشرة أمام احملكمة

1958 المعدل لقانون نزع الملكية لسنة - 1

2 - André delaubadere et yves Gaudmet op cit page297. 04/12/1954 المؤرخ في 1954 لسنة 577 القانون رقم - 3

210لموظفين الفنيين ،عبد الحكيم فوده المرجع السابق ص و المتكون من قاض آرئيس للجنة ينتدبه رئيس المحكمة االبتدائية و عضوين من ا- 4 المالك المنزوع ملكيته أو المصلحة القائمة بإجراءات النزع - 5

42

االبتدائية لتقدير التعويض عن نزع امللكية فهذا يعد خمالف للقانون ، و يتعني على احملكمة ، أن تقضـي .)1(لذي رمسه القانونمن تلقاء نفسها بعدم قبول الدعوى لرفعها بغري الطريق ا

ألغى هذا القيد و اصبح الطرف املعين أن )2(1990 إال أن تعديل قانون نزع امللكية املصري يف سنة يطعن يف التقدير أمام احملكمة االبتدائية مباشرة، اليت تصدر حكما ابتدائيا قابل لالستئناف ، مبعـىن أن

األمر املقضي إال بعد الفصل يف الرتاع استئنافيا ، عكس ما أحكامها تصدر غري ائية و ال حتوز حجية أحكاما ائية واجبة النفـاد بقـوة ةكان مفعول به يف القانون القدمي أين كانت تصدر احملاكم االبتدائي

.)3(القانون فال جيوز استئنافها ارنة أدركت خصوصية هذه فما ميكن مالحظته من خالل هذه املقارنة البسيطة ، أن التشريعات املق

املنازعة ، فلم ختضعها للقواعد العامة اإلجرائية ، بل منح الفصل فيها إما لقاضي خمتص يف هذا اـال و هذا هو احلال بفرنسا ، أو للقاضي العادي بصفته حامي امللكية اخلاصة ،

اع و أن هناك مصلحة خاصة و من مث فلم يتوقفوا عند جهود املعيار العضوي ، بل نظروا إىل طبيعة الرت .يستوجب محايتها من سلطات اإلدارة

املطـلب الثــالث أجــال رفــع الدعــوى

قيد املشرع اجلزائري الطعن يف التقدير اإلداري عن نزع امللكية من أجل املنفعة العموميـة مبهلـة املقترح من طرف اإلدارة ائيـا و و بالتايل يصبح التعويض )4(حمددة يسقط احلق يف الطعن بانقضائها

.)5(ميكن حترير القرار اإلداري بقصد إمتام صيغة نقل امللكية من حق الطرف املطالب رفع دعوى أمام الغرفة اإلدارية 91/11 من القانون 26 فجعل نص املادة

دأ سريانه من تاريخ لدى الس القضائي املختص إقليميا ، على أن يكون ذلك يف خالل شهر واحد ، يب .تبليغه بالقرار اإلداري اخلاص بقابلية التنازل عن األمالك و احلقوق املطلوب نزع ملكيتها

من نفس القانون 25 فالعربة إذن يف بدء سريان مهلة الطعن ، هو حصول التبليغ ، لذا ألزمت املادة و التبليـغ . ملالك و أصحاب احلقوق العينيـة السلطة النازعة للملكية بتبليغ هذا القرار لكل واحد من ا

الذي يعتد به لبدء سريان مهلة الطعن هو التبليغ الذي مت بالشكل القانوين الصحيح ، و الذي يـتم بـه

223 غير أن هذا القيد يزول في حالة عدم احترام اإلدارة لإلجراءات المقررة قانونا لنزع الملكية ،عبد الحكيم فوده المرجع السابق ص - 1 31/05/1990 المؤرخ في 1990 لسنة 10م قانون رق- 2

45 عبد الحكيم فوده المرجع السابق ص - 3 . فهي إذن مهلة ناقصة تستوجب القيام باإلجراء القانوني خاللها - 4

91/11 من القانون 29 طبقا للمادة - 5

43

إعالم املعنيني بوجود القرار اإلداري و يسمح هلم مبعرفة حمتواه لدى جيب أن يسلم القرار للمعين باألمر قانونا لرفع الدعوة القضائية على أن يتم هذا التبليغ بواسطة موظف حملف نفسه أو إىل أي شخص مؤهل

و يف حالـة الـرتاع حـول ) 1(الذي ينتقل إىل إقامة األطراف املعنية أو يرسله عن طريق رسالة مضمنة .)2(حصول التبليغ أو صحته فيقع عبئ اإلثبات على اإلدارة

قبول دعوى التعويض شكال لورودها خـارج اآلجـال و قد حيصل أن يدفع املدعى عليه ، بعدم القانونية يف هذه احلالة يتعني على القاضي الفاصل يف الدعوة أن يتأكد من هذا اإلدعاء و جييب عليه ،

و يف هذا الصدد عثرنا على عدة قرارات صادرة عن الغرفة اإلدارية لس قضاء سطيف يف هذا الشـأن يف الدعوى القائمة بني القلي عائشة ضد وايل والية 17/01/2000 يف املؤرخ 397منها القرار رقم ً حيث أنه خالفا ملا يدفع به املدعى عليه وايل والية سطيف ، فعريضة الدعوى وردت :سطيف جاء فيه

يف امليعاد القانوين إذ أن قرار التعويض املقترح بلغ للمعين مما يوجب قبول الدعوى 06/08/1999جل يف و الطعن القضائي يف التقييم س 10/07/1999يوم

.)4)(3(" شكال و مبا أن القرارات الصادرة عن الغرف اإلدارية على مستوى االس القضائية تصدر ابتدائية فيمكن استئنافها أمام جملس الدولة يف ميعاد شهر واحد يسري من تبليغ هذا القرار القضائي و هذا طبقا لـنص

. قانون اإلجراءات املدنية من277املادة و يف حالة ما مل يقع الطرف الذي يهمه التعجيل يف تنفيذ القرار القضائي بالتبليغ خلصمه ، فال يبدأ سريان ميعاد االستئناف ويبقى على الطرف الذي يدفع بعدم قبول االستئناف لوروده خارج اآلجال أن

ب قانونا و ذلك مبوجب وثائق تثبت ذلك ، هذا ما ورد يف يثبت وقوع التبليغ و إجرائه بالشكل املطلو : " القرار الصادر عن جملس الدولة يف القضية القائمة بني والية الشلف و فريق بونوة الذي جـاء فيـه

حيث أن االستئناف مقبول شكال لوقوعه حسب األوضاع املنصوص عليها قانونا ، إذ مل يثبـت مـن ً )5(ل االستئناف للسيد وايل والية الشلفامللف أنه مت تبليغ القرار حم

املــؤرخ يف 157362 و جـاء يف قرار آخر صادر عن جملس الدولة يف القضـية رقــم : " ضد وايل والية املسيلة جـــاء فــيه " ق ع ب " يف الرتاع القائم بني فريق 13/04/1998

من اإلجراءات المدنية 22 طبقا للمادة - 1

.202 ، 201 ، ص 2004ديوان المطبوعات الجامعية " شروط قبول الدعوة اإلدارية " دارية قانون المنازعات اإل: خلوفي رشيد - 2 .07 الملحق رقم - 3

يوم من يوم 15 التي حددت مدة الطعن بـ 91/11 من القانون رقم 26 و رأينا دفاع المدعى عليه يستند دائما في دفعه بعدم قبول الدعوى على نص المادة - 4 يوم إلى شهر 15 و تم تصحيح ميعاد 1993لسنة 50 لوقوع خطأ ثم ستدرآه بموجب الجريدة الرسمية العدد التبليغ و هذا

.02: ملحق رقم - 5

44

يعتـرف 11/01/1996غ للمستأنفني يوم حيث أن املستأنف عليه يتمسك بأن القرار املستأنف قد بل .بذلك املستأنفون يف عريضة االستئناف اليت قدموها

حيث أن هذا التبليغ مت بطريقة غري قانونية ، و أنه و بالفعل فإن حمضر التبليغ مل يذكر سـوى املـادة ة القـانون مبعرفـة اليت تنص على أن يتم تبليغ األحكام الصادرة يف املواد اإلدارية بقو 04 الفقرة 171

مـن قـانون 277كتابة الضبط ، و اليت تنص على أجل رفع االستئناف املنصوص عليـه يف املـادة .)1(..." اإلجراءات املدنية حيث أنه بالتايل ، فإن تبليغ باطل و أن االستئناف مقبول

املبحــث الثـــاين

التسويـة القضـائية هلذه املنــازعة اضي اإلداري يف إطار هذه املنازعة اعتبارين هامني، يتمثل أوهلما يف حق املالك يراعي الق

أو صاحب احلق املرتوع منه عقاره أو حقه يف احلصول على تعويض يغطي كافة األضرار الالحقة بـه . العام جراء عملية الرتع ، أما الثاين فهو يتعلق بالغرض من عملية نزع امللكية و هو حتقيق النفع

و على هذا األساس ، يتوىل القاضي إجياد التوازن بني املصلحة اخلاصة و املصلحة العامة، و هـو .يتمثل يف تقدير تعويض عادل يشمل مجيع األضرار و ينصف كل األطراف

يـتعني 2ح ألجل هذا ، ويف حالة عدم التمكن من التوصل القاضي اإلداري مع األطراف لصل دورا إجيابيا ، فال ميكنه أن يكتفي مبا يقدمه له األطراف ، بل – خاصة يف هذه املنازعة –عليه أن يلعب

عليه أن يأمر من تلقاء نفسه بأي إجراء يراه ضروريا ، و ذلك حىت يهيأ امللف ليصبح جاهزا للفصل فيه اصر الضرورية للفصل يف مسألة طبقا للقانون ، خاصة و أن ملف الدعوة ال حيتوي عادة على كافة العن

.تقدير التعويض عن عملية الرتع و عليه أصبح القاضي اإلداري يلجأ إلجراءات التحقيق و منها االستعانة باخلرباء املختصني يف العقار

و للقاضي كذلك أن ) املطلب األول ( إلجراء خربة حول املوضوع و اقتراح تعويض و هذا هو السائد ) املطلب الثاين ( صيا ملعاينة العقار حمل الرتع بغرض تقدير التعويض ينتقل شخ

املطلــب األول اللجوء إىل اخلربة لتقدير التعويض

ترتكز عملية تقدير التعويض عن نزع امللكية بشكل خاص على قواعد تقنية و فنية تتطلب معرفة

08: الملحق رقم - 13

ل إلجرائه وهذا هو األصل في هذه المنازعة ،نظرا لعدم حضور ممثل اإلدارة أو رفضه تحمل إجراء الصلح لكونه غير مخّو 2

45

–ملزم بتحسني مداركـه القانونية فهو – و دراسات متخصصة يصعب على القاضي اإلملام ا و القضائية و بالتايل يصوغ له اللجوء إىل أهل االختصاص و االستعانة م قصد تكوين معرفـة تقنيـة

.) 1(متخصصة حول موضوع الرتاع باإلضافة إىل املعلومات اليت يستقيها من دراسة ملف الدعوة هـــامهتعيـــني اخلبــري و حتـديد م: الفـــرع األول

مل يتضمن القانون املنظم لعملية نزع امللكية و ال مرسوم تنفيذه ، الطرق اليت يلجأ إليهـا القاضـي اإلداري لتسوية املنازعات املتعلقة بتقدير التعويض مما يتوجب علينا العمل بأحكام قـانون اإلجـراءات

.املدنية يف هذا اال أحكام اخلربة يف املواد املدنية )2( من قانون اإلجراءات املدنية 55 إىل 47 لقد تضمنت املواد من

و اليت أوضحت يف جمملها ، أنه ميكن للقاضي و كذا طريف الرتاع باالتفاق بينهما أن يلجئوا إىل اخلربة ، أو حىت مـن بـني )3(و ذلك بتعني خبري أو عدة خرباء املقيدين باجلدول على مستوى الس القضائي

.)4(رباء غري املقيدين يف هذا اجلدول على أن يؤدوا اليمني أمام اجلهة القضائية اليت عينتهم اخل و يكلف هذا اخلبري بإجراء خربته و إيداع تقريره يف األجل احملدد له يف القرار الذي عينه ، على أنـه

حد ، حىت و إن حدث و أن إذا مت تعيني أكثر من خبري ، فيتوجب عليهم أن يقدموا عملهم يف تقرير مو .اختلفوا يف آرائهم ، على أن يعلل كل خبري رأيه يف إطار نفس التقرير

و إذا ما حدث للخبري مانع ، مل يسمح له من إجراء اخلربة ، كان لألطراف تقدمي طلب استبداله اخلبري األول خببري و يكون ذلك مبوجب أمر على ذيل عريضة يصدره رئيس الس ، يأمر فيه باستبدال

آخر على أن يشتمل األمر على هوية هذا اخلبري و موطنه ، و يتم تكليفه بنفس املهام احملددة يف القـرار .التمهيدي

: و تتمثل مهام اخلبري يف املنازعات املتعلقة برتع امللكية من أجل املنفعة العمومية عموما يف .استدعاء األطراف و مساعهم • . الوثائق املتعلقة باألراضي املوضوعة حمل الرتع فحص مجيع •االنتقال إىل عني املكان ، و إعداد خمطط لألراضي املرتوعة ، و مقارنتـها بـالقرارات •

.الصادرة يف هذا الشأن و حتديد املالك و ذكر هويتهم و صفة كل واحد بالنسبة لألرض .ول به ، بتاريخ نزع امللكية إعداد تقييم نقدي لألمالك املرتوعة حبسب السعر املعم •

.47 ، ص 1992الخبرة القضائية في المواد المدنية مطبعة حلب : موالي بغدادي ملياني - 1

من قانون اإلجراءات المدنية " اإلجراءات أمام المحاآم " من الباب الثالث الوارد تحت عنوان إجراءات التحقيق من الكتاب الثاني المعنون - 2 . من قانون اإلجراءات المدنية 430 و50 و المحدد قانونا طبقا لنص المادتين - 3

من قانون اإلجراءات المدنية 431 أنظر المادة - 4

46

مباشـــرة اخلبــري مبهـــامه: الفــرع الثــاين

حىت يتمكن اخلبري من مباشرة املهام اليت كلف ا ، يتعني على الطرف املستعجل أن يقـوم بتبليغـه س املبلغ املايل بالقرار الذي عينه و حدد له املهام املكلف ا ، و هذا بعد أن يودع لدى كتابة ضبط ال

.الذي حيدده القاضي الفاصل يف الرتاع كتسبيق عن مصاريف اخلربة و مباشرة اخلبري لعمله ، يكون باتباع النقاط احملددة له من طرف القاضي الفاصل يف الدعوى

: و ميكن تلخيصها يف مرحلتني أساسيتني

: استدعاء األطراف و مساعهم – أ استدعاء أطراف اخلصومة قصد االجتماع م )1(عني على اخلبري حتت طائلة بطالن عمله يت

أيام على األقل من اليوم احملدد 5و يكون ذلك مبوجب رسالة مضمنة مع إشعار باالستالم ، يرسله قبل )2( إىل مجيع أطراف الدعوى - على أن يتقلص هذا األجل يف حالة االستعجال -لالجتماع

مـن 53 و يباشر اخلبري مهامه ، بعد ثبوت صحة استدعاء أطراف الدعوى طبقا ألحكام املـادة قانون اإلجراءات املدنية ، و ذلك حىت و مل يستجب األطراف الستدعائه ، ذلك أن القانون يسأل اخلبري

ـ نع وم اخلـبري إخطارهم و تبليغهم و ال حيمله مسؤولية عدم حضورهم غري أنه من املستحسن أن يقباستدعاء األطراف املتغيبة عدة مرات و ذلك حىت تكون اخلربة اليت ينجزها ذات مصداقية و مقبولة لدى أطراف اخلصومة ، هذا ما جاء يف القرار الصادر عن جملس الدولة يف الرتاع القائم بني املؤسسة الوطنيـة

لف أن اخلربة املنجزة من طرف اخلبري حيث يستفاد من دراسة امل : " للرخام ضد مازري خيدر جاء فيه :لفاد مجال و املصادق عليها من طرف قاضي الدرجة األوىل غري كافية و متناقضة لألسباب التالية

أن هذه اخلربة أجنزت يف غياب الطرف األساسي أال و هي املؤسسة الوطين للرخام و اليت كانـت يف - )3(..."ى اخلبري إعادة استدعائها ملا فيها من فائدة عطلة سنوية و استدعيت مرة واحدة ، و كان عل

و اهلدف املرجو من استدعاء األطراف و االستماع إليهم هو حصر الرتاع و حتديد جوهر موضوع .اخلربة و املسائل التقنية اليت تقف حجرة عثرة أمام توصل األطراف إىل اتفاق يرضيهم مجيعا

و الذي يعد يف معظم - للمدعي و املتمثل عادة يف املالك املرتوع ملكيته فيقوم اخلبري باالستماع أوال و ذلك بعد التثبت من هويته ، و كذا تلقـي منـه -األحوال الطرف املستعجل يف مثل هذه الدعاوى

12-11المرجع السابق ، ص : موالي بغدادي ملياني - 1

قانون اإلجراءات المدنية 53 المادة - 2 .03: الملحق رقم - 3

47

ات على العقار ) ين ( الوثائق اليت تدعم موقفه و تربر طلباته و املتمثلة عادة يف الوثائق املثبتة حلق املدعى املرتوعة ، باإلضافة إىل القرار التمهيدي الذي يعني اخلبري و يكلفه بإجناز اخلربة ، و نفس الشيء يقوم به

نوا اخلبري من مجيع الوثائق املتعلقة بسري إجراءات عملية نزع امللكية الذين ميكّ) هم ( مع املدعى عليه .و حول املشروع املزمع إجنازه

دراسة كل الوثائق املقدمة إليه من الطرفني وذلك بغرض تكوين فكرة أولية عن مث يشرع اخلبري يف .موضوع الرتاع ، وما سيساعده على إعطاء إجابات دقيقة و واضحة ملهام اليت كلف ا

انتقــال اخلبيـر للمعايـنة: الفــرع الثالث على معاينة العقارات و احلقوق املطلوب لكون تقييم التعويض عن نزع امللكية يرتكز بصفة أساسية

نزع ملكيتها للوقوف على عوامل تقييمها ، يتوجب على اخلبري االنتقال إىل موقع األراضي املراد نزع .ملكيتها ، و ذلك بغرض القيام مبجمل األعمال التقنية الضرورية لتقدير التعويض

هو حتديد موقع العقـار و –ى بعد استدعائهم حبضور أطراف الدعو – و أول إجراء يقوم به اخلبري حدوده و املالك ااورين له و وصف العقار و ذكر حمتوياته ، مث يشرع يف األعمال التقنية و اليت تتحدد تبعا لطبيعة الرتاع ، فإن كانت املنازعة تتعلق بتحديد مساحة العقار املرتوع ملكيته فيجري اخلبري مسحا

و كـذلك ذكـر )1(قار ، و ذلك ملعرفة مساحته و مساحة اجلزء املرتوع بدقة طوبوغرافيا لذلك الع ، و من مث القيام بإجناز خمطط للموقع الذي سينجز فيه املشروع و تبيان العقارات املعنية بالرتع همشتمال ت

.رة و حتديد العقار القائم حوله املنازعة و هذا من أجل إجراء مقارنة باملخطط الذي أعدته اإلدا أما إذا كان حمل الرتاع يتعلق بتحديد طبيعة العقار حمل الرتع و طريقة استغالله ، فإن اخلـبري يقـوم بوصف عام لألمالك و ذكر مشتمالا بدقة و حساب مساحتها و ذكر خصائــص األرض حمــل

اسة حـول الرتع ، إذا كانت خمصصة للفالحة و إن أمكن تصنيف هذه األراضي و ذلك بناءا على در .تواجد املياه و كذا جغرافية األرض و التجهيزات املوجودة عليها

بعد انتهاء اخلبري من إجناز املهام املسندة إليه، يعد تقريرا بذلك يدون فيه مجيع األعمال و اإلجراءات ملية الفصل اليت قام ا إلجناز خربته و يضمنه كل التوضيحات الضرورية اليت تفيد القاضي و تسهل له ع

.يف القضية و كذا الرد على أسئلة القاضي بشكل واضح و موجز

. و هذا في حالة النزع الجزئي للملكية - 1

48

ويبلغ األطـراف )1 هذا التقرير لدى رئيس أمناء الضبط على مستوى الس القضائي ع ويقوم بإبدا بأنه أجنز مهمته ورفع تقريره للقاضي الذي عينه ، وميكنهم التقرب من مصاحل أمانة الضبط للحصـول

رير اخلربة ، للقيام بترجيع القضية، وبعد سحب نسخة من التقرير من الطرف املستعجل ، لكـي على تق . )22(يشرع يف إجراءات الترجيع اليت تتم بعريضة ترمي إىل إعادة السري يف الدعوى بعد إجراء اخلربة

سلـطة القاضــي تــجاه اخلبـرة: الفــرع الرابع

الدعوى أن يضمنوا عرائضهم مبوقفهم من اخلربة املنجزة وكل طرف حبسب اهلدف حيق ألطراف الذي يرغب فيه ، فيستطيع أن يطلب طرف املصادقة على اخلربة املنجزة و احلكم مبا جاء فيها من تقدير

هـذا للتعويض إذا كانت يف صاحله، وكذا يستطيع أن يطلب استبعاد اخلربة املنجزة و األمر خبربة ثانية و للطرف الذي جاءت اخلربة عكس مصاحله ، لكن ما يهمنا يف هذا اال هو معرفة موقف القاضي مـن

.اخلربة املنجزة مبا أنه يسعى لتحقيق التوازن بني املصلحة اخلاصة و املصلحة العامة م برأي اخلـبري من قانون اإلجراءات املدنية فالقاضي غري ملز 54 طبقا لنص الفقرة الثانية من املادة

.مبعىن أن القاضي يتمتع جتاه اخلربة اليت يأمر ا بسلطة تقديرية واسعة فإذا رأى أن اخلبري أجنز مهمته على أكمل وجه و توصل إىل نتائج معقولة و أقام خربته على قواعـد

عليها جزئيـا صحيحة ،فال حمال أن يصادق عليها و حيكم بالتعويض املقدر فيها أو على األقل يصادق الصادر بتـاريخ 845هذا ما أقره قضاة الغرفة اإلدارية على مستوى جملس قضاة سطيف يف القرار رقم

يف الدعوى القائمة بني بن بتيش حدة ضد وايل والية برج بوعريريج و من معه 31/12/2001 املعني مبوجبه يف الرتاع ، حيث أن اخلبري أجنز مهمته وفقا للقرار التمهيدي : "و الذي جاء فيه باخلصوص

و أنه أحاط باملهمة من كل جوانبها و أجاب فيما انتهى إليه يف خالصة خربته بشأن حتديد القطعة . و التقييم

و تقدير التعويض ، األمر الذي يتعني معه القول باستبعاد كل دفوع املرجع ضده و املدخل يف اخلصام )3("انونا و القرار و بالتايل املصادقة على تقرير اخلربة حمل الترجيع ذا الشأن لعدم تربيرها و تأسيسها ق

إذ مل يقتنع القاضي مبا ورد يف اخلربة على أساس أنه مل يلم جبميع جوانب اخلربة املكلف ـا أو أن جناز خربة التقييم الذي توصل إليه يفتقد إىل املوضوعية ، فله أن يرفض تقرير اخلربة ويعني خبريا آخر إل

وحدة مقلع –أخرى ، و هذا ما جاء يف قرار جملس الدولة يف الرتاع القائم بني املؤسسة الوطنية للرخام

ن النسخ من التقرير يتناسب مع أطراف الدعوى وذلك بإيداع عد د م- 1

ويشترط على المرجع أن يدفع رفع الدعوى وآذا تبليغ العريضة المرجع عليهم - 2 .09: الملحق رقم - 3

49

حيث يستفاد من دراسة امللف أو اخلربة املنجزة من طرف اخلبري :" ضد مازري خيدر و الذي جاء فيه – : افية و متناقضة ألسباب التالية لفاد مجال و املصادق عليها من طرف القاضي الدرجة األوىل غري ك

أن هذه اخلربة أجنزت يف غياب الطرف األساسي أال و هي املؤسسة الوطنية و اليت كانت .1يف عطلة سنوية ، و استدعيت مرة واحدة ، و كان على اخلبري إعادة استدعائها ملا فيها من فائدة

. بل يستفاد من اخلربة أن األطـراف أنه مل يثبت من اخلربة أن اخلبري تنقل إىل عني املكان .2

.قد استدعيت ملقر البلدية أنه يقول يف تقريره بأنه ال وجود لقرار نزع امللكية فيما خيص األراضي ، إال أن هنـاك .3

.عدة قرارات أنه مل يناقش القرارات الصادرة و يف حضور كل األطراف ملقارنتها مع األراضي اخلاصة .4

.ا املؤسسة و الوالية بالتضامن يف دفع التعويض بينما املؤسسة هي أن القرار قد صدر ضد .5

اليت استفادت باألراضي ، فيكون التعويض عليها بأن الوالية مسؤولة على القـرار يف حـدود .شرعيته

حيث نظرا لألسباب املذكورة ينعني إلغاء القرار املستأنف و الفصل من جديد بإجراء خربة أخرى مـع )1("حفظ املصاريف

و ال ميكن بأي حال من األحوال اعتبار أن القاضي يرفضه لتقرير اخلربة ، أنه قد جتاوز سلطاته ، هذا ما خلص إليه قضاة جملس الدولة يف القضية القائمة بني بوفاسة عبد الرمحان ضد رئيس املندوبية

ة األوىل قد ارتكبوا جتاوزا حيث أن املستأنف يثري أن قضاة الدرج: " التنفيذية لسطيف الذي جاء فيه للسلطة برفضهم تقرير اخلربة الذي حدد مبلغ التعويض الذي يستحقه عند القطعة األرضية مرتوعة

.متر مربع 110امللكية ذات مساحة من قانون 02 الفقرة 54 و لكن حيث أن القاضي غري ملزم برأي اخلبري كما تنص عليه املادة

2"كنه تقرير و بكل سيادة مدى جسامة الضرر اعتمادا على العناصر املقدمة لهاإلجراءات املدنية و أنه مي

.03: الملحق رقم - 1 .04: الملحق رقم - 2

50

و يكون للقاضي أن يعني خبريا ثان يف املنازعة للقيام بنفس املهام و حيتفظ اجتاهها بـنفس السـلطة ثالثة التقديرية إال أنه ال جيوز له أن يرجح خربة على أخرى من تلقاء نفسه ، بل عليه تقرير إجراء خربة

يف القضية القائمة بني18/11/1998 املؤرخ يف 159373مرجحة ، هذا ما ذهب إليه القرار رقم إذا ثبت وجود تناقض بني خربة و أخرى و تعذر فـض : " الذي جاء فيه ) ق . ب (ضد ) م . ب (

خربتني متاشيا مع الرتاع بني الطرفني، أجيب االستعانة خبربة فاصلة و عدم االقتصار على خربة واحدة أو متطلبات العدل و اإلنصاف ، و ملا ثبت يف القرار املطعون فيه أن جهة االستئناف اعتمدت اخلربة الثانية و رجحتها على اخلربة األوىل املتناقضة معها دون تعليل كاف فإا قد تكون أسـاءت تطبيـق قواعـد

)1("اإلثبات و القصور على التسبيب مما يعرض القرار للنقض

هذا ما يؤكد لنا أن القاضي حيتفظ بكل سلطاته للفصل يف الرتاع و تقدير التعويض رغم اسـتعانته خببري أو اكثر ، لتوضيح له بعض املسائل التقنية ، فهذه االستعانة ال متس باستقالليته اليت تعد الضـمانة

.األساسية للفرض يف مواجهة اإلدارة املطلـــب الثـاين

للمعاينـةاالنتقـال يعد االنتقال للمعاينة من الطرق اليت يصوغ للقاضي إجرائها للتحقيق يف الرتاع إذ تسمع له بتكوين اعتقاده بناءا على مالمسته للوقائع ذاا و مشاهدا كما هي موجودة يف أرض امليدان ، فال يكتف مبـا

.يقدمه له األطراف أو يصرحون به يكتف مبا ورد يف ملف الدعوى ، و له أن يكلف خبريا إلجراء املعاينة و يقدم له فيمكن للقاضي أن

نتائج عمله ، لكن قد يؤدي االقتصار على هذا إىل نتيجة غري مقنعة كما يؤدي إليه االنتقال ذاته، و هذا قصد راجع إىل أن اجلهة القضائية ستقف يف هذا االنتقال على جوهر موضوع الرتاع شخصيا ، و ذلك ب

) 2(تكوين عقيدا على أساس ما يرى و يسمع و ليس على أساس ما يرويه هلا الغري

املنظم لعملية نزع امللكية مـن أجـل املنفعـة 76/48 و نظرا ألمهية هذا اإلجراء ، جعلها األمر خلربة للقيـام السبيل الوحيد لتقدير التعويض عن نزع امللكية ، إذ كان القاضي ال يلجأ إىل ا )3(العمومية

مبهام التقدير ، بل كان ينتقل إىل عني املكان ضمن إجراءات و شروط تضمنها هذا األمر ، باإلضافة إىل .القواعد العامة املنصوص عليها يف قانون اإلجراءات املدنية

55 ، ص 1999 ، قسم الوثائق للمحكمة العليا 1998 المجلة القضائية العد الثاني سنة - 1

.110 ، ص 1985 ، دار الفكر العربي 1إجراءات اإلثبات في المواد المدنية و التجارية ، ط : عبد الوهاب العشماوي . د - 2 91/11 و الملغى بموجب القانون - 3

51

،ممـا لكن القانون الساري احلايل مل حيدد للقاضي الطريقة الواجبة لتقدير التعويض عن نزع امللكية .يفتح للقاضي اال الختيار طريقة من طرق التحقيق احملددة يف قانون اإلجراءات املدنية

من قانون اإلجراءات املدنية هلذا اإلجراء ، و أجازت للجهة القضـائية أن 56 ولقد أشارت املادة و أحد أعضائها ملعاينة حمل تقرر إما بناءا على طلب اخلصوم أو من تلقاء نفسها ، بانتقال كامل هيئاا أ

.الرتاع مىت رأت أن هذه املعاينة مفيدة هذا ما يؤكد أن هذا اإلجراء جوازي و تتمتع فيه اجلهة القضائية بسلطة تقديرية ،فهي غري ملزمـة

.بطلب اخلصوم ، فلها أال تستجيب هلم إذا رأت أن املعاينة غري مثمرة ولن تكون هلا نتائج فعالة السالف الذكر الذي خول للقاضي اللجوء إىل املعاينة كطريقة 76/48ذا عكس ذهب إليه األمر و ه

وحيدة لفض الرتاع حول تقدير التعويض ، و ذلك قصد االطالع شخصيا على مواطن الرتاع و يبقـي قاضـي تقديره عليها ، و هو األمر املعمول به إىل حد اليوم يف التشريع الفرنسي ، إذ يستوجب على ال

أيام من رفع الدعوة إليه بتحديد تاريخ انتقاله لعني املكان قصـد إجـراء 8نزع امللكية أن يقوم خالل .معاينة

األمـر باالنتقـال للمعاينة: الفــرع األول من قانون اإلجراءات املدنية أن يتم األمر باالنتقال للمعاينة يف 125,123,121 تستوجب املواد

و أكد القـرار )1( ألطراف الدعوى االطالع عليه حضريي مكتوب و هذا بغرض السما شكل قرار حت من املقرر قانونا " بقوله 25/05/1994 الصادر بتاريخ 98033الصادر عن احملكمة العليا حتت رقم

ل أنه جيوز للمجلس إصدار أمر بإجراء حتقيق و االنتقال قصد املعاينة امليدانية على أن يتم ذلك يف شـك ن أعضاء هيئة الس املعنيون باالنتقال يبلغ منطوقـه بواسـطة ن مِ قرار حتضريي مكتوب يوضح فيه مَ

كاتب الضبط بناءا على طلب الطرف املستعجل على أن حيرر حمضر االنتقال يف مجيع األحوال و مـىت ر حمضر باالنتقال أن القضاة املوضوع اقتصروا على إصدار أمر شفهي دون حتري – يف قضية احلال –ثبت

لتمكني األطراف من االطالع عليه فإم بذلك قد خرقوا القواعد اجلوهرية يف اإلجراءات مما يستوجب )2( "-املنتقد -إبطال قرارهم

فطبقا هلذا يقوم القاضي بتحديد يوم و ساعة انتقاله مبوجب قرار مكتوب و يسعى الطرف املسـتعجل .ني الضبط تبليغه األطراف األخرى لتنفيذه و هذا بأن يطلب من أم

ية هذه المنازعة ، ألن القاضي بانتقاله للمعاينة إال أننا نرى أن طبيعة الحكم في منازعات المتعلقة بتقدير التعويض يكون ابتدائيا و هذا نظرا لخصوص- 1 يتعرض لمصي النزاع و ذلك بتقدير التعويض عن عملية النزع و آذا أنه يمس بحقوق األطراف

1985 المجلة القضائية ، العدد الثاني لسنة -2

52

إجراء املعاينـة:الفـرع الثـاين تقوم اهليئة القضائية ككل أو القاضي املنتدب للقيام باملعاينة باالنتقال يف اليوم و الساعة احملددين يف

إلجراءات املدنية من قانون ا 122القرار على أنه جيوز للنيابة العامة أن حتضر يف املعاينة عمال بنص املادة .و حبضور الكاتب

و ملا كان تقدير التعويض عن نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية يعتمد على مسائل فنيـة فيجـوز للقاضي االستعانة خببري و ذلك لغرض االستفادة من خربته دف الوصول إىل اهلدف الذي من اجله مت

)1(األمر باالنتقال

ة اليت انتقلت للمعاينة أن تستمع ألي شاهد و ذلك بعد حتليفه اليمني ، و تكون و للهيئة القضائي دعوى الشهود إما من القاضي من تلقاء نفسه إذا رأى لزوما لذلك ، أو بطلب من أحد اخلصوم ) 2( و للقاضي اختاذ كافة اإلجراءات إلحضار الشهود

حتديد تاريخ انتقاله ، و الذي ال جيوز أن يتجـاوز أما يف التشريع الفرنسي فقاضي نزع امللكية بعد مدة شهرين من تاريخ إلخطاره بالدعوى ينتقل وذلك حبضور أطراف الدعوى و كذا املـدير الـوالئي

لكن ال – و ذلك يف حالة وجود صعوبات تقنية -ألمالك الدولة و استثنائيا موثق أو شخص ذو خربة .ميكن للقاضي اختيار خبري

السالف الذكر،الـذي 76/48 حيدد املشرع املرحلة التالية على االنتقال للمعاينة عكس األمر و مل أن املستشار املنتدب و على إثر انتقاله يقوم باالستماع يف جلسة علنية إىل ممثل اإلدارة 16جاء يف مادته

ملذكرة اليت قـدموها و كذا إىل من نزعت ملكيته و ذلك قصد تقدمي شروحات إىل العناصر الواردة يف ا )3(له و كذلك يقوم باالستماع إىل ممثل مصلحة شؤون أمالك الدولة و الشـؤون العقاريـة و يف حـال

الوصول إىل اتفاق األطراف أثناء هذه اجللسة ، يتم إثبات هذا االتفاق مبوجب قرار قضـائي ، أمـا إذا يف الرتاع مبوجب قرار مسبب ، بناءا على حصل العكس و مل تتفق األطراف ، يقوم القاضي يف الفصل

.مذكرات و دفوع األطراف يتضمن التعويضات اليت يقدرها القاضي عن نزع امللكية و هو نفس األمر الساري يف التشريع الفرنسي ، الذي يقرر بأنه يف حالة ما إذا مل يتفـق أطـراف

)4(يصدر القاضي قرارا مسببا يقدر فيه التعويضالدعوة خالل مهلة مثانية أيام من االنتقال للمعاينة ،

من قانون اإلجراءات المدنية 57 المادة - 1

لمدنية من قانون اإلجراءات ا58 طبقا للمادة - 23 - André de laubadere et yves gaudmet p 298 4 - André de laubadere et yves gaudmet p 298

53

الفصل الثالث أحكام دفع التعويض املستحق عن نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية

بعد التوصل إىل تقدير التعويض املستحق عن نزع ملكية العقار أو احلق العيين من أجل املنفعة

إذا مل يرتضى أحد أطراف العملية –اإلدارة أو من طرف القاضي اإلداري العمومية سواء من طرف يتم االنتقال إىل املرحلة التالية واملتمثلة يف دفع هذا التعويض -بالتقدير املقترح كما سلف لنا ذكره

.لصاحل مستحقيه وهذا ما قرره الدستور وجيب أن يتم هذا الدفع قبل أن تضع اإلدارة يدها على األمالك املراد نزعها ،

.وكرسته أحكام القانون املنظم لعملية نزع امللكية سالفي الذكر ، بعض األحكام 186-93 واملرسوم التنفيذي رقم 11- 91ولقد بني القانون رقم

املتعلقة بإجراءات دفع هذا التعويض ، السيما من خالل توضيحهما حملتوى هذا التعويض واألشكال ومل يكتف املشرع ذا بل ) املبحث األول ( دفع ا وحدداها يف التعويض النقدي والعيين اليت ميكن أن ي

54

حدد بعض إجراءات دفع التعويض خاصة وقت دفعه وإيداعه ، إال أنه يف نفس الوقت تغاضى عن حتديد قوف على بعض اجلهة امللزمة بدفع هذا التعويض وكذا اآلثار املترتبة عن عدم دفعه ، مما يتوجب علينا الو

) .املبحث الثاين ( النقاط اليت مل يذكرها التشريع الساري

املبحث األول عناصر التعويض وأشكاله

أوضحت نصوص قانون نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية ومرسوم تنفيذه قواعد حساب ب أن يكون عادال ومنصفا التعويض املستحق ملالكي العقارات وأصحاب احلقوق املرتوعة ، وبينت أنه جي

وذلك بأن يشمل األضرار الالحقة باملالك أو صاحب احلق العيين وكذا كل ما فاته من كسب بسبب .هذا الرتع

فإذا كانت قواعد التعويض عن األمالك واحلقوق تشمل القيمة احلقيقية لألمالك وذلك بناءا على غري أن مساس عملية نزع امللكية باحملالت التجارية طبيعتها ومشتمالا وكيفية استعماهلا الفعلي ،

) املطلب األول ( فرضت على املشرع إجياد بعض التعويضات اخلاصة ا ويتم دفع هذا التعويض نقدا ، مع إمكانية إرفاقه باقتراح تعويض عيين حيل حمل التعويض النقدي

) .املطلب الثاين ( املطلب األول حمتوى التعويض

الذي ميز بني 1 املتعلق برتع امللكية من أجل املنفعة العمومية 76/48 به األمر رقم ءبعكس ما جا التعويضات الرئيسية والتبعية ، فإن التشريع احلايل اعتمد على طريقة التقييم الشامل للتعويض ، فيتم

به ، والذي يقدر أصال تعويض املالك أو صاحب احلق العيين املرتوع ملكيته عن كل األضرار الالحقة على أساس القيمة احلقيقية لألمالك املرتوعة والناجتة عن طبيعة ومشتمالت هذا العقار وكذا وجهة

والذي تقترحه اإلدارة على أساس ما قدرته 2استعماله الفعلية ، واليت حتسب طبقا للقواعد املبينة سابقا يرضى أحد أطراف عملية نزع امللكية ذا التقدير ، مديرية أمالك الدولة ، أو عن طريق القضاء إذا مل

.فال ميكن إذن أن يعوض املالك أو صاحب احلق العيين املراد نزع ملكيته بالدينار الرمزي

.منه 25 والسيما المادة 1

أرجع للصفحة 2

55

املذكور 186-93 من املرسوم التنفيذي رقم 34 ولقد خص املشرع بنفس الفقرة الثانية من املادة وميكن أن «: كيتها بتعويضات خاصة م ، إذ تنص على أنه سالفا ، مستأجري األمالك املرتوع مل

»خيصص للمستأجر تعويض عن حرمانه من االنتفاع زيادة عن تعويض الرحيل فمن باب تعويض مجيع األشخاص املتضررة من عملية نزع امللكية ، قرر املشرع تعويض مستأجري

لكيها عن نزع ملكيتهم ، وذلك بتعويضهم عن األمالك املرتوع ملكيتها ، وهذا إىل جانب تعويض ماحرمام من االنتفاع باألمالك املراد نزع ملكيتها ، وكذا تعويضهم عن املصاريف اليت دفعوها من أجل

.الرحيل : التعويض عن احلرمان من االنتفاع- أ

ء بالسري حلق بالتاجر من ضرر جراء تفويت فرصة الربح عليه بسبب اإلخال يشمل هذا التعويض ما .العادي لنشاطه التجاري ، وذلك على الفترة املمتدة ما بني رحيل التاجر إىل غاية إعادة تنصيبه

: التعويض عن الرحيل - ب

يشمل هذا التعويض كل املصاريف اليت يتوجب على التاجر دفعها من أجل إعادة نشاطه ، وهي لتوثيق ورسوم إدارة التسجيل ومصاريف تتضمن مصاريف النقل وإعادة التركيب وكذا مصاريف ا

السجل التجاري ، وباختصار كل املصاريف اليت سيتحملها التاجر املستأجر لتجديد نشاطه يف حمل بديل .ويشترط مبدئيا أن يثبت املستأجر إنفاقه هلذه املصاريف بفواتري

املطلــب الثــاين أشكـال التعويـض

فإن التعويض عن نزع - سالف الذكر– 93/186سوم التنفيذي رقم من املر34 طبقا لنص املادة امللكية من أجل املنفعة العمومية ميكن أن يدفع إما نقدا ، أو يكون يف شكل تعويض عيين ، ويتمثل عادة

.يف إعادة اإلسكان أو عرض حمالت مماثلة

التعويض النقدي : الفرع األول نقدي ، يدفع لصاحل مالك العقارات أو أصحاب احلقوق العينية يتمثل هذا الشكل من التعويض يف مبلغ

املراد نزعها، والشرط الوحيد الذي وضعه املشرع اجلزائري ، هو أن يتم دفع هذا التعويض بالعملة

56

الوطنية ، مبعىن أنه ال جيوز ألطراف العملية أن يتفقوا على أن يتم دفع هذا التعويض بعملة غري الدينار .ألن يف ذلك خرق وعدم احترام لقواعد السيادةاجلزائري ،

من القانون املنظم 28 إال أن املشرع مل حيدد شروط استيفاء هذا املبلغ ، باستثناء ما محله نص املادة لعملية نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية من إمكانية رفع دعوى أمام القاضي اإلستعجايل موضوعها

.هذه األموال طلب إشهاد على استالم وبعكس هذا فإن املشرع الفرنسي حدد شروطا دقيقة ، يتعني استيفائها لتقاضي مبلغ التعويض ، وهي تتمحور أساسا يف إثبات املعين باألمر صفته لتقاضي مبلغ التعويض ، وهي تتمحور أساسا يف إثبات

ك املراد نزع ملكيتها غري مثقلة ال املعين باألمر صفته لتقاضي مبلغ التعويض ، وكذا إثبات أن األمال .1برهن وال بأي حق امتياز

ونرى بأن استغناء مشرعنا عن فرض هذه الشروط نابع من تأكده من دقة العمل التحضريي لعملية نزع امللكية ، ال سيما العمل املهم الذي يتوىل احملافظ احملقق إجنازه ، والذي حيدد فيه العقارات واحلقوق

ية املطلوب نزع ملكيتها وله أن جيمع كل املعلومات اخلاصة ذه األمالك وحتديد هوية مالكيها العينوذلك مبا خوله املشرع من صالحيات االطالع على كل الوثائق املتوفرة لدى املعنيني باألمر وكذا لدى

.اإلدارات واهليئات املعنية حبفظ ومسك دفاتر حول هذه العقارات

التعويض العيين :اين الفرع الث سالف الذكر ، إمكانية اقتراح تعويض 91/11 من القانون 25 محل نص الفقرة الثانية من املادة

من املرسوم 34 نص املادة هعيين حيل حمل التعويض النقدي وذلك كلما كان ذلك ساحنا، وهذا ما أكد التعويض العيين وذلك بنصـه علـى املذكور أنفا، والذي حدد جمال اقتراح93/186التنفيذي رقم

حتدد التعويضات نقدا وبالعملة الوطنية ، غري أنه يقترح تعويض عيين بدال من التعويض نقدا «: ما يلي ،ويف هذا اإلطار ميكن السلطة نازعة امللكية أن تعدل عن دفع التعويض وتقوم بإعادة إسكان مستأجري

املرتوعة ملكيتها أو شاغليها وتعرض على التجار واحلرفيني احملالت السكنية ذات االستعمال املهين : فإطار التعويض العيين ، حبسب هذا النص يكون يف حالتني »والصناعيني املطرودين حمالت معادلة

: إعادة إسكان مستأجري أو شاغلي السكنات املراد نزع ملكيتها- 1

ة ، أن تقترح عوض التعويض النقدي إعادة إسكام فبما خيص هذه الفئة ،فيمكن لإلدارة املعني وتسمح لنا العبارات املستعملة يف هذه املادة أنه بالنسبة إلعادة اإلسكان فال يكون هناك اقتراح يوجب قبول املستأجرين أو الشاغلني املعنيني ، بل يتم إعادة اإلسكان كلما توافرت فرصة ذلك ،فيمكن لإلدارة

84 محمد بوذريعات المرجع السابق صفحة 1

57

ا خيص هذه الفئة من املتضررين من عملية نزع امللكية املتضررين من عملية نزع فرض هذا الشكل مب .امللكية

حبيث أن أول قانون أوجد هذه اإلمكانية هو , ونفس الشيء معمول به يف التشريع الفرنسي , والذي اشترط أن تكون إعادة اإلسكان مبوافقة املرتوع ملكيته 17/08/1957القانون املؤرخ يف

.لكن التشريع الساري حاليا استبعد اشتراط هذه املوافقة يف عدة حاالت ، عدة طرق إلعادة اإلسكان 1 مكرر من قانون نزع امللكية الفرنسي 23 يف حني تضمنت املادة

.2تتمثل يف منح ملكية شقة ، األولوية يف احلصول على قروض خاصة بالعقار : حلرفيني والصناعيني املطرودين من حمالم معادلة على التجار وا عرض حمالت -2

تعلق األمر مبحالت ذات استعمال جتاري أو حريف أو إذا بعكس احلالة األوىل ، يكون لإلدارة صناعي ، أن تعرض على مستغليها حمل معادل ،مما ميكننا من القول أن هذا الشكل من التعويض متوقف

دارة أن تفرضه عليهم جربا ، ذلك أن نشاطهم يكون مرتبط مبوقع به فال ميكن لإلعلى موافقة املعنيني .ذلك احملل وعرض عليهم حمل بديل قد يؤثر سلبا على نشاطام

لقد استخدم املشرع عبارة حمالت معادلة ، فما يقصد ذه العبارة ؟ هل يقصد ا معادلة احمللـني ...عادلة من حيث املوقع إخل من حيث املساحة ، أم امل- املرتوع واملقترح–

وعدم حتديد املشرع ملعىن هذا التعادل ، بفتح الباب واسعا أمام التجار واحلرفيني والصناعيني .املطرودين لقبول أو رفض هذا الشكل من التعويض

العدول أما التشريع الفرنسي فلقد ذهب يف نفس االجتاه ، بتقرير أحكام قانون نزع امللكية جواز عن التعويض النقدي وذلك مبنح التجار أو احلرفيني أو الصناعيني حمل معادل يقع يف نفس املنطقة

.احلضرية على أنه إذا رضي املستأجرين املعنيني ذا الشكل من التعويض العيين فإم يستفيدون من تعويض

يض النقدي املتعلق بنفقات احلرمان من زيادة عن تعويض الرحيل ، فهذا التعو عن حرمانه من االنتفاع .االنتفاع والرحيل مرتبط بالتعويض العيين للمحالت املرتوعة

مبفهوم العكس ، فإن التاجر أو احلريف أو الصناعي املطرود من احملل املرتوع ملكيته ، إذا مل يرض حرمانه من االنتفاع وكذا بالتعويض العيين ومتسك بالتعويض النقدي ، فليس له احلق يف التعويض عن

.مصاريف الرحيل

.30/12/1967ي بمقتضى التعديالت التي عرفها قانون التوجيه العقاري الفرنسي ف, والمدمجة 1

2 André Delaubader , yves Gaudmet op. cit. p 303.

58

املبحث الثانـي

املتبعة بدفع التعويضتاإلجراءايتعني على اإلدارة دفع التعويض املستحق لصاحل مالكي العقارات و أصحاب احلقوق العينية املرتوعة

.نزع امللكية قبل إصدار قرار نزع امللكية، و هذا ما عرب عليه املشرع بالتعويض القبلي عن قبل وضع اليد و إال ظهر هذا االلتزام حصانة امللكية اخلاصة من أي اعتداء ، إذ البد من الدفع فُي

.اعتربت اإلدارة مستولية على أمالك اخلواص و لقد تكفلت نصوص القانون املنظم لعملية نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية و مرسوم تنفيذه

كام املتعلقة بإجراءات الدفع مل تنص عن البعض، فلم حيدد النصان من هو املكلف بدفع بعض األحو كذا وبالرغم من نصه على توقيت دفع التعويض و كيفية ) املطلب األول ( التعويض عن نزع امللكية

الدفع وكذا إيداعه يف حالة امللكيات اليت مل حتدد هوية أصحاا إال انه مل ينص على القاعدة العامة يف ).املطلب الثاين( اآلثار املترتبة عن عدم دفع التعويض

املطلــب األول

اجلهـة املكلفـة بدفـع التعويـض نزع امللكية من اجل املنفعة العمومية هي صالحية من صالحيات السلطة العامة فال ميكن لغري

لعام أو شخص معنوي خيضع للقانون الدولة إجراءها، لكن ميكن لشخص اعتباري خيضع للقانون ا .اخلاص أن يطلب إجراء هاته العملية لصاحل املشروع ذي املنفعة العامة الذي يود إجنازه

هلذا، فيمكن لعدة جهات إدارية كانت أم ال أن تطلب االنطالق يف عملية نزع امللكية و رغم هذا و لكن متت اإلشارة إىل كون املسؤول 1جهة املستفيدةفلم تتم اإلشارة يف القانون أو املرسوم التنفيذي لل

عن اختاذ إجراءات نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية هو الوايل الذي يعترب مسؤول عن تنفيذ مجيع .العمليات السيما دفع التعويض املستحق

امللكية ،على أن الوايل أما اجلهة املستفيدة من الرتع فليس هلا إال تكوين ملف يربر اللجوء إىل نزع هو الذي سيشرع يف اختاذ اإلجراءات هلذا جيب أن يتأكد من مدى فعالية املنفعة العمومية و كذا من

.توافر االعتمادات املالية الضرورية إلجراء عملية الرتع

اللتان تشيران إلى أن اإلجراء الخاص لنزع الملكية يخضع لتكوين ملف 93/186 من المرسوم التنفيذي رقم 44 و آذا المادة 2 باستثاء ما ورد على المادة - 1

من قبل المستفيد

59

أن دفع و رغم هذا فلقد استقر قضاء جملس الدولة و من قبله الغرفة اإلدارية باحملكمة العليا على املـؤرخ فـي 199301التعويض يقع على اجلهة املستفيدة من نزع امللكية حيث جاء القرار رقم

حيث أنه طبقا ملا استقرت عليه احملكمة العليا و كذا جملس الدولة أن : " ما يلي 06/11/2001ملباشر من هذه املسؤول عن التعويض يف حالة نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية هو املستفيد ا

1"العملية فطبقا هلذا يلقى هذا االلتزام على الوايل باسم الدولة إال يف حالة عدم حتديد املستفيد من قرار نزع

، وهذا ما ذهب 2امللكية أو مىت نشب نزاع جدي حول صفة املستفيد املعني من طرف السلطة النازعة يف القضية 22/07/2003 املؤرخ يف 8247لف رقم إليه قضاء جملس الدولة بغرفه اتمعة يف امل

قد 4 94/215 و املرسوم 90/093 أن القانون «القائمة بني وزير السكن ضد ورثة حليمي جاء فيه نصا على تعيني الوايل كممثل للدولة على مستوى اجلماعات اإلقليمية و بالنتيجة يكون هو اآلمر

قطاعي إذا مل يذكر القرار اإلداري املستفيد من عملية نزع بصرف الغالف املايل املخصص ألي مشروع أسند للوايل حساب 80/257امللكية أو وجدت منازعة جدية خبصوص هاته الصفة كما أن املرسوم

»5نفقات الدولة إلسكان منكويب زلزال شلف و أعطاه صفة اآلمر بالصرف الثانوي سالف 199301س الدولة املعرب عنه يف القرار رقم إال أن األستاذة زروقي ترى بأن موقف جمل

الذكر سيؤدي إىل نتائج وخيمة، السيما بالنسبة للمالك املرتوع ملكيتهم الذين سيجدون أنفسهم جمربين عن البحث عن اجلهة املستفيدة من نزع ملكيتهم و ذلك من أجل مقاضاا و كذا يتوجب عليهم تنفيذ

م يف التعويض فإذا مل تكن اجلهة املستفيدة من الرتع سلطة إدارية القرار القضائي الذي يكرس حقهفيتعني عليهم إتباع القواعد العامة مبا خيص تنفيذ القرار القضائي اليت تعد طريقة طويلة و نتائجها غري

.مؤكدة و يف نفس الوقت فهي 91/11 وهلذا تفضل األستاذة طريقة أخرى تتماشى مع روح القانون رقم

مل املالك املرتوع ملكيتهم و ال تضر بالدولة، و تتمثل يف متكني املالك من تعويض مينح هلم من حتتنفيذ أحكام القضاء املقضي ا لصاحل األفراد و املتضمنة "حساب اخلزينة اخلاص املوجود حتت عنوان

. و ما بعدها230 ص2002سنة ل2 مجلة مجلس الدولة ، العدد - 1

. و ما بعدها 119 ص2004 سنة 05 السيد آريبي زهية ، دراسة حول الحق و التعويض في إطار نزع الملكية ، مجلة مجلس الدولة العدد- 2 المتعلق بالوالية07/04/1990 المؤرخ في 90/09 القانون رقم - 3

دد لقواعد تنظيم الجماعات المحلية و تسييرها المح23/07/1991 المؤرخ في 94/215 المرسوم رقم - 4 . وما بعدها64 ص 2003 لسنة 04 مجلة مجلس الدولة العدد- 5

60

حياا كسلطة عامة أن ،و ميكن للدولة فيما بعد و باستعمال صال1"إدانات مالية للدولة و بعض اهليئات .2جترب اجلهة املستفيد من عملية الرتع على أن تدفع املبالغ املستحقة عليها لصاحل اخلزينة

جاري به العمل يف النظام املصري حبيث ال جيوز مطالبة اجلهة املستفيدة من نزع امللكية مببلغ هوو هذا ما امللكية فإذا ما وجهت الدعوة ضد اجلهة املستفيدة التعويض إمنا توجه إىل اجلهة اليت تقوم بإجراءات نزع

.3من نزع امللكية فإا تكون قد رفعت على غري ذي صفة املطلــب الثانــي إيـداع التعويـض

ركز املشرع اجلزائري على وجوب إيداع تعويض قبلي ،على أن يكون الدفع متزامنا مع تبليغ املالك 91/11 من القانون رقم 27بقابلية التنازل هذا ما نصت عليه املادة املعنيني بالقرار اإلداري اخلاص

يودع مبلغ التعويض املمنوح للمعين لدى اهليئة املختصة يف الوقت نفسه الذي يتم يف تبليغ احملدد يف « . يف حني مل حيدد املشرع إجراءات دفع هذا التعويض » من هذا القانون 25املادة

ت دفع التعويض إجراءا: الفرع األول لقد وضح املشرع أمهية دفع التعويض عن نزع امللكية من اجل املنفعة العمومية و شدد على مسألة إجبارية دفعه يف كل احلاالت و نفس الشيء أكده القضاء اجلزائري لكنه مل يبني من إجراءات دفع

:التعويض إال ثالث مسائل و املذكور 91/11 من القانون رقم 25و الذي اشترطت املادة : وقت دفع التعويض املقدر إداريا -أ

أعاله أن يكون متزامنا مع تبليغ القرار اإلداري اخلاص بقابلية التنازل عن العقارات و احلقوق العينية .املزمع نزع ملكيتها

قوق العينية يف يف احلالة اليت مل يتمكن فيها احملافظ احملقق حني إعداده لقائمة املالك و أصحاب احل-بإطار إجناز التحقيق اجلزئي املمهد لعملية نزع امللكية من حتديد هوية مالكي العقارات و أصحاب

سنة حلني ظهور صاحب احلق 15احلقوق العينية املرتوعة، فيتم إيداع التعويض يف خزينة الوالية ملدة ألن بانتهائها - سنة 15جتاوزت و الذي ميكنه سحب املبلغ بشرط أال تكون مدة اإليداع قد 4فيه

. المحدد للقواعد المطبقة على بعض أحكام القضاء 08/01/1991 المؤرخ في 191/02 من القانون رقم 07 المنشأ بموجب المادة - 1

2 - Mme Zerrougui Leila Note concernant l’arrêt N° 199.301 rendu le 06/11/2001 par le conseil d’Etat p141 à 153 .180 المستشار عبد الحكيم فوده ، المرجع السابق ص- 3

.93/186 من المرسوم التنفيذي رقم 35 المادة - 4

61

وذلك بتقدمي ما يثبت أحقيته يف أخذ ذلك التعويض، بأن يثبت صفته -يكون احلق يف التعويض قد تقادم .على العقار و احلق املرتوع

مبكن عند الضرورة أن ترفع اجلهة املكلفة بدفع التعويض دعوى أمام القضاء االستعجايل تطلب –ج .1يم األموالفيها إشهاد على تسل

و مل يوضح املشرع مسائل أخرى متعلقة بنفس املوضوع السيما إجراءات دفع التعويض للمالكني و أصحاب احلقوق املرتوعة احملددين يف القائمة اليت يعدها احملافظ احملقق ، فهل يدفع له مباشرة أو يودع

لدى اخلزينة؟ ية نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية ميكننا القول بأن من استقراء نصوص القانون املنظم لعمل

التعويض يف احلاالت العادية يدفع بطريقة عادية و ذلك دون إيداعها يف خزينة الوالية ألن يف ذلك تأخري ميكن 93/186 من املرسوم التنفيذي رقم 35و تعطيل ملصاحل األفراد وحسب ما جاء يف نص املادة

ع لدى اخلزينة هو االستثناء عن املبدأ العام و يطبق يف حالة عدم حتديد هوية املالك و القول بأن اإليداسالف الذكر حول 11/ 91 من القانون 28صاحب احلق العيين فقط ، إضافة إىل ما محلته نص املادة

املعنيني و اإلجراء القانوين الذي ميكن لإلدارة االستعانة به يف حالة الضرورة إلثبات دفع التعويض لصاحل .املتمثل يف رفع دعوى أمام القضاء االستعجايل لتطلب إشهادا عن استالم املعين لألموال

ألنه لو أن املشرع قصد أن يتم الدفع عن طريق اخلزينة ملا كانت اإلدارة حباجة إىل مثل هذا اإلشهاد فهارس رمسية ميكن االستشهاد القضائي مادام أن إيداع األموال يف اخلزينة و سحبها يقيد يف سجالت و

.اليسعى بعدها . إال أن ما هو حاصل يف الواقع أن دفع املبلغ يكون دائما عن طريق خزينة الوالية

املعنيني باألمر باستخراج هذا املبلغ، و ليس هناك على مستوى جملس قضاء سطيف أي وجود ملثل .91/11 من القانون رقم28الدعوى اليت حددها نص املادة

عدم دفع التعويض : الفرع الثاين تتوضح احلصانة اليت تتمتع ا امللكية اخلاصة جليا يف حالة نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية من خالل النصوص اليت تلزم اإلدارة أن تقوم بدفع التعويض املستحق عن عملية الرتع و ذلك قبل أن تضع

91/11 من القانون رقم 28 المادة 1

62

العيين املراد نزعه مما جيعل من حق املعنيني مقاضاة اإلدارة إذا مل تستويف هذا يدها على العقار أو احلق .الشرط متاما أو جاء الدفع متأخرا

ففي هذه احلالة األخرية ، يعترب قضاء جملس الدولة أن وضع اإلدارة يدها على العقار أو احلق العيين ة و هذا ما ذهب إليه يف القرار الصادر يف القضية قبل دفع التعويض املستحق يعد استيالء ا على امللكي

حيث أنه من جهة "القائمة بني املندوبية التنفيذية لبلدية سيدي بلعباس و فريق بلغريب الذي جاء فيه أخرى، فإنه من الثابت أن اجلزء األكرب من األرض املتنازع عليها كانت حمل استيالء منذ

، دون 07/12/1994تراحه على فريق بلغريب مؤرخ يف مبا أن أول تعويض مت اق02/09/1987وهذا ما يفتح للمعنيني احلق يف التعويض عن . ً 1إعالمهم باإلطار القانوين الذي نزعت ملكيتهم يف إطاره

2الضرر املعنوي الالحق مء أكان عدم أما اإلشكال احلقيقي يطرح يف حالة ما إذا مل تدفع اإلدارة التعويض احملكوم به عليها ، سوا

دفع كلي أو جزئي ، أي ما قضى به القاضي يف حالة املنازعة أمامه يف تقدير التعويض و قرر الرفع منه إنصافا للمالك املرتوع ملكيتهم ، فكيف ميكن تنفيذه؟

بعد إصدار القاضي لقراره فإن املرتوع منه عقاره أو حقه العيين يلجأ إىل تنفيذ هذا القرار بالطرق احملدد للقواعد 08/01/1991 املؤرخ يف 91/02دية، فإذا مل تثمر بشيء فيمكنه القانون رقم العا

من التنفيذ مباشرة على أموال اإلدارة احملكوم عليها3اخلاصة املطبقة على بعض أحكام القضاء على مبلغ ميكن أن حيصل « و املودعة لدى اخلزينة إذ نصت املادة اخلامسة من هذا القانون على انه

و ما يتبعها املتقاضون املستفيدون من 06الديون لدى اخلزينة العمومية و بالشروط احملددة على املادة .أحكام القضاء واليت تتضمن إدانة الدولة و اجلماعات احمللية و املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري

و ذلك حتت 302038 رقم من نفس القانون حساب خاص حتت06 و فتح مبوجب املادة تنفيذ األحكام القضائية املقضي ا لصاحل األفراد و املتضمن إدانات مالية للدولة و بعض"عنوان :، يف حني بينت املادة السابعة من نفس القانون الوثائق الواجب دفعها الستحقاق املبلغ" اهليئات

.دانة اهليئة احملكوم عليها نسخة تنفيذية للحكم أو القرار القضائي املتضمن إ- .4 كل الوثائق و املستندات اليت تثبت أن إجراءات التنفيذ القضائي بقيت طيلة شهرين دون نتيجة-

.01: الملحق رقم - 1

.12 للتوضيح أآثر أرجع ص - 2 .09/01/1991 الصادر بتاريخ 02 الجريدة الرسمية العدد - 3

.يداع الملف لدى المحضر القضائي إ تسري مهلة شهرين من يوم - 4

63

و ميكن كذلك للمالك املرتوع ملكيتهم أن يودعوا شكوى مصحوبة بادعاء مدين ضد الوكيل القضائي . 1 من قانون العقوبات138املادة للخزينة الذي رفض دفع املبلغ هلم وهذا تطبيقا لنص

لكن كل هذه الضمانات ال ميكن تطبيقاها من طرف مستحقي التعويض إذا كان املستفيد شخص

ب وضعهم أكثر، إذ بعد أن حيددوا اهليئة املستفيدة بغرض مقاضاا خيضع للقانون اخلاص، و هذا ما يصّعبعد صدور القرار يتوجب عليهم الشروع يف إجراءات ليتحصلوا منها على التعويضات املستحقة هلم و

مقارنة 2تنفيذه طبقا ملا هو مقرر يف القواعد العامة و هي طريقة طويلة و مكلفة و قد تكون غري مضمونة .ما إذا مت احلكم بالتعويض على اإلدارة

اخلامتـــــة

1 - Mme Zerrougui Leila Op cit p153. 2 - Mme Zerrougui Leila ON cit p143.

64

نفعة العمومية من أهم الضمانات املقررة لصاحب حق يعد التعويض عن نزع امللكية من أجل امل .امللكية يف مواجهة سلطة اإلدارة يف نزع العقارات واحلقوق العينية

فعاجلنا هذا املوضوع من خالل زاوية أساسية وهي تقدير التعويض ودفعه وذلك سواء مبا خيص التقدير شريع احلايل املنظم لعملية نزع امللكية مدعمني اإلداري أو التقدير القضائي ، معتمدين يف ذلك على الت

.دراستنا مبختلف القرارات املتعلقة ذا املوضوع وأوصلتنا هذه الدراسة إىل أن القانون احلايل مل حيدد إجراءات تسوية نزاعات التعويض وإمنا اكتفى

إذا مل حيصل اتفاق ودي حول باإلشارة إليها فقط ،كما أنه مل يتصدى للتسوية اإلدارية للرتاع حبيث تقدير مبلغ التعويض فإن الدعوى ترفع إىل القاضي اإلداري خالل شهر من تبليغ القرار اإلداري بقابلية التنازل عن األمالك ، ليتوىل القاضي تقدير هذا التعويض معتمدا يف ذلك على إجراءات التحقيق يف املواد

سلطة قبول أو رفض نتائج التحقيق الذي يأمر به ، ألن الضمانة املدنية ، ومكنه املشرع يف هذا اال باملمنوحة لألفراد يف هذا اال ال تكمن يف النتائج اليت يوصل إليها اخلبري بل مبا يقتنع به القاضي خاصة

.وأنه حمايد وال يهمه إال حتقيق العدل واإلنصاف ة من عملية الرتع أن تدفع للمعنيني نقدا مع وجود وملا يصبح التقدير ائيا يتعني على اهليئة املستفيد

إمكانية اقتراح تعويض عيين ، على أن يدفع هذا التعويض يف آجال معينة وإال فيكون من حق مستحقيه .اختاذ اإلجراءات الضرورية لتقاضي هذا التعويض الذي ضمنه هلم الدستور

امللكية ميكن لنا إعطاء بعض املالحظات حول فبعد دراسة خمتلف اجلوانب املتعلقة بالتعويض عن نزع : املوضوع وتصور اقتراحات بشأا

إن تقدير التعويض يف النظام اجلزائري يعتمد على املعاينة غري املباشرة لألمالك -1املطلوب نزع ملكيتها، فسواء التقدير الذي تقدره اإلدارة أو القاضي ، يتم التوصل إليه

ما من معاينات مادية ومالحظات لكوما ال يقومان باملعاينة امليدانية هلعباالعتماد على ما يرفاملباشرة هلذه األمالك ، فالعون املقّيم لدى مديرية األمالك الوطنية يعتمد على األعمال اليت أجنزها احملافظ احملقق وكذا العون التابع ملديرية أمالك الدولة ، يف حني أن القاضي يعتمد على

ملعاينة العقارات واحلقوق العينية املعنية بالرتع ، وهلذا األسلوب جليت مير ا وال خيراخلربة اتأثري سليب على تقدير التعويض العادل واملنصف ألنه ال ميكن ملا هو موجود يف األوراق أن يتوصل لوصف دقيق ملا هو موجود يف امليدان ، عكس ما تتوصل إليه املعاينة املباشرة لألمالك

.ملعنية ا

65

إجراءات نزع امللكية فتقوم مباشرة باالعتداء على م إن اإلدارة كثريا ما ال حتتر -2العقار وتشرع يف إجناز املشروع خارقة بذلك املبادئ اليت جاء ا الدستور وكرسها القانون

لة من خالل قرارات جملس الدوهاملنظم لرتع امللكية من أجل املنفعة العمومية ، وهذا ما رأيناوكذا بعض امللفات املوجودة على مستوى الغرفة اإلدارية لس قضاء سطيف ، مما يستوجب على القاضي أن يلعب دوره اإلجيايب كحامي للملكية اخلاصة ويرد مثل هذه االعتداءات

.فارضا بذلك سلطان للقانون على اإلدارةويض أو تسوية مل يوضح جيدا فكرة تقدير التع91/11 الحظنا أن القانون رقم -3

واليت استبعدت من 1الرتاعات املتعلقة به ، معتمدا على مادة رئيسية يف جمال التعويض فقط تقدير التعويض التحسينات اليت قد يدخلها مالكي العقارات أو حائزيها بقصد احلصول على

ر كل العتبا– كما فعلت التشريعات املقارنة –تعويض أعلى ، لكنها مل حتدد آجاال معينة حتسني مت بعدها يعد غشا و من مث يتم استبعادها ،و إمنا جاء نص هذه املادة عاما، ماحنة لإلدارة سلطة تقديرية يف ذلك مما قد خيلق بني املالك واإلدارة نزاع حول اعتبار التحسني مت من أجل احلصول على تعويض أعلى أم ال ؟ فكان من األجدر على املشرع حتديد تاريخ معني يفترض أن كل األعمال اليت متت بعده أجنزت من أجل احلصول على تعويض أعلى ما مل يثبت

.املالك عكس هذا مير تقدير التعويض عن نزع امللكية مبرحلة إدارية قبل الوصول إىل القاضي اإلداري -4

، فتدخل رة أن تقدر تعويضا ال إال بعد رفع الرتاع إليه وعليه ميكن لإلدان هذا األخري ال يكو

يتناسب مع القيمة احلقيقية لألمالك املرتوعة وال مع الضرر احلاصل عن عملية نزع امللكية ،

ويتم . ذلك دون تدخل القاضي إذ مل يرفع األمر إليه

قصد تسويتها مل خيص املشرع اجلزائري نزاعات التعويض عن نزع امللكية بإجراءات خاصة-5 األمر الذي جعل القاضي اإلداري يلجأ للقواعد العامة ، لتصبح عملية تسوية

منازعات

. منه21 المادة 1

66

التعويض عن الرتع تتم بنفس أشكال تسوية القضايا اإلدارية األخرى ، فكان من األفضل

. فيه ختصيص إجراءات خاصة ذه املنازعات احتراما خلصوصية احلق املتنازع الحظنا من خالل هذه الدراسة أن القاضي اإلداري غري خمتص يف املادة العقارية ، - 6

فِلما أسند إليه املشرع اجلزائري منازعات التعويض عن نزع امللكية ، فكان من األفضل

إما ملسائل تكوين القاضي اإلداري يف امليدان العقاري حىت يتحكم بشكل جيد يف ا

املتعلقة ذه حباجة دائمة إىل خربة ، أو الرجوع إىل النظام السائد قبل ن املنازعات وال يكو

أين 1976 كانت املنازعات الناشئة عن نزع امللكية تتميز باالزدواجية فيختص القاضي اإلداري

يف .العادي دعاوى اإللغاء أما منازعات التعويض فيختص ا القاضي

يالحظ يف دعوى التعويض عن نزع امللكية طول إجراءاا ، فباإلضافة إىل التقدير -7 اإلداري

للتعويض يف املرحلة األوىل ، فهناك إجراءات متبعة أمام القضاء لتسوية نزاعات التعويض اليت فيها ، ومرورا بتعيني اخلبري ورجوع تتميز بطول املدة بني رفع الدعوى وصدور قرار ائي

القضية بعد اخلربة على مستوى الس لتليها إجراءات االستئناف أمام جملس الدولة ، وأمام - هذا يبقى املالك املرتوع ملكيته بدون تعويض ائي ملدة طويلة تتجاوز مرات العشرين سنة

فكان على املشرع أن – 1980برتع امللكية جراء زلزال األصنام سنة املنازعات املتعلقة . يتدخل كما فعل يف منازعات اإللغاء وحيدد آجال قصرية إلجراءات التقاضي

يف األخري أن نذكر بأن هذه الدراسة اقتصرت على جانب واحد من الضمانات ا وال يفوتن لعقار أو احلق العيين املرتوع واملتمثل يف التعويض من حيث تقديره ودفعه املمنوحة لصاحب ا

، غري أن هناك ضمانات أخرى تتمثل أساسا يف وجوب اتباع اإلجراءات احملددة يف قانون نزع امللكية وكذا إبقاء املشرع على الطابع االستثنائي هلذه العملية ، وعليه ميكن أن تثار

احترام اإلدارة لإلجراءات احملددة قانونا كما ميكن أن تثار منازعات مبا منازعات مبا خيص عدم

67

خيص القرار املتضمن التصريح باملنفعة العمومية سواء من حيث عدم توفر املنفعة العمومية يف املشروع املزمع القيام به أو من حيث عدم ختصيص العقارات املرتوعة للمنفعة العمومية املصرح

ذلك من املنازعات ، وعلى هذا األساس فإن ميدان نزع امللكية حيتوي على عدة إىل غري...ا .منازعات تستحق البحث فيها بقصد تنوير املعنيني يف هذا اال

انتهـى بعـون اللـــه

. 18/12/2005سطيف يف

املــــــراجع : تب باللغة العربية الك- أ

.1992 عبد احلكم فوده ، نزع امللكية للمنفعة العامة ،دار الفكر العريب -1 إبراهيم عبد العزيز شيحا ، الوسيط يف مبادئ وأحكام القانون اإلداري الدار اجلامعية -2

1997. .2002 مساعني شامة ، النظام القانوين للتوجيه العقاري ، دار هومه -3

.1992ن حممد الطماوي ، الوجيز يف القانون اإلداري ، دراسة مقارنة ،دار الفكر سليما-4 ، دار 1عبد الوهاب العشماوي ، إجراءات اإلثبات يف املواد املدنية و التجارية، ط . د-5

.1985الفكر العريب .2002 محدي باشا عمر ، محاية امللكية اخلاصة ، دار هومه ،-6

.1992ربة القضائية يف املواد املدنية ، مطبعة دحلب ، موالي بغدادي ، اخل-7ديوان املطبوعات " شروط قبول الدعوة اإلدارية " قانون املنازعات اإلدارية : خلويف رشيد -8

.2004اجلامعية : الكتب باللغة الفرنسية- ب

68

1- André delaubadere et yves Gaudmet, traité de droit

administrative , Tome2 administrative des biens 11eme édition , LGDj

, delta 2002 .

2 - Jacque Ferbas et Georges salles l'expropriation et évaluation

des biens l'actualité Juridique 2eme édition 1974.

3 - Jaqueline Morand Devillier Cours de droit Administrative du

biens , Montchrestien Paris 1999.

4 - Daniel champigny l'expropriation et la rénovation urbain paris

1968 , Librairie Général de droit de la jurisprudence , Paris 1960.

5 - Jean Pierre Gilli la consistance des biens à exproprié،A J P

1971 .

6 - André Homont l'expropriation pour/cause d'utulitié publique.

7- Jean Marie Auby et Ducoss-Ader droit administrative ,2eme édition

Dalloz 1970

: دراسات باللغة العربية -ج .1994 أمحد رمحاين ، نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية ، جملة اإلدارة -

2ل املنفعة العمومية منشور بالة القضائية ، العدد دراسة بعنوان نزع امللكية من أج : ي مقداد كور غل- .1996سنة

ليلى زروقي ، دور القاضي يف مراقبة مدى احترام االدارة لإلجراءات املتعلقة برتع امللكية من أجل - .2003 ،سنة3املنفعة العمومية ، جملة جملس الدولة العدد

، منشور يف جملة جملس 16/12/2003 املؤرخ يف12419كرييب زهية ، تعليق على القرار رقم - .2004الدولة العدد اخلامس سنة

: دراسات باللغة الفرنسية -د

- Mme Zerrougui Leila Note concernant l’arrêt N° 199.301 rendu le 06/11/2001 par le

conseil d’Etat.

69

- Maitre :Hanifi mokhtaria étude intitulé , le contra du juge en matière d’expropriation para a la revue du conseil d'Etat.

- Himour Mohamed Etude sur l’évaluation des biens et Droit à exproprier , bulletin

des services des domaines et de la conservation foncier , sans date.

: املذكرات -هلمنفعة العمومية يف القانون اجلزائري واملقارن ، رسالة املاجستري، بوذريعات حممد ، نزع امللكية ل -

.2002معهد احلقوق ، جامعة اجلزائر

: الدساتري والقوانني -و .23/02/1989الدستور اجلزائري املؤرخ يف - .28/11/1996الدستور اجلزائري املؤرخ يف -

علقة برتع امللكية من أجل املنفعة احملدد للقواعد املت25/05/1976 املؤرخ يف 76/48األمر رقم - .العمومية

احملدد للقواعد املتعلقة برتع امللكية من أجل املنفعة 27/04/1991 املؤرخ يف 91/11القانون رقم - .العمومية

احملدد لكيفية تطبيق القانون رقم 27/07/1993 املؤرخ يف 186 /93املرسوم التنفيذي رقم - .دد للقواعد املتعلقة برتع امللكية من أجل املنفعة العمومية احمل27/04/1991 املؤرخ يف 91/11

93 املتمم املرسوم التنفيذي رقم 10/07/2005 املؤرخ يف 05/248املرسوم التنفيذي رقم - املؤرخ يف 91/11 احملدد لكيفية تطبيق القانون رقم 27/07/1993 املؤرخ يف 186/

.كية من أجل املنفعة العمومية احملدد للقواعد املتعلقة برتع املل27/04/1991 املتعلق باختصاصات جملس الدولة وتنظيمه 30/05/1998 املؤرخ يف 98/01القانون العضوي -

.وعمله . املتعلق باحملاكم االدارية 30/05/1998 املؤرخ يف 98/02القانون العضوي رقم -

: التعليمات -ز باملنازعات اخلاصة بتقييمات إدارة أمالك الدولة املتعلقة15/11/2005 املؤرخة يف 6408التعليمة رقم

.يف إطار عمليات نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية

: القرارات القضائية -يضد وايل ) ب م.م.ن( يف القضية القائمة بني 16/12/2003املؤرخ يف 12419القرار رقم -

.2004ة والية باتنة ومن معه ، جملة جملس الدولة العدد اخلامس سنجملة ) س ع ( بني وزير السكن ضد ورثة 25/06/2002 املؤرخ يف 012368القرار رقم -

.2003جملس الدولة العدد الثالث ، سنة

70

، ) ق.ب(ضد ) م.ب( يف القضية القائمة بني 18/11/1998 املؤرخ يف 159373القرار رقم - .1998الة القضائية العدد الثاين ،سنة

يف القضية القائمة بني وزير السكن ضد ورثة 22/07/2003 املؤرخ يف 8247القرار رقم - .2003حليمي ، جملة جملس الدولة ، العدد الرابع ،سنة

، جملة اإلجتهاد القضائي للغرفة العقارية ، اجلزء 28/06/2000 املؤرخ يف 197920القرار رقم - . 2004األول سنة

يف القضية القائمة بني رئيس 17/07/2000يف املؤرخ 186768 و 182676القرار رقم - ) .قرار غري منشور ( املندوبية التنفيذية لبلدية سيدي بلعباس ضد ورثة بلغريب

– وحدة مقلع – بني املؤسسة الوطنية للرخام 01/04/2000 املؤرخ يف 186808القرار رقم - ).قرار غري منشور ( ضد مازري خيدر ،

يف القضية القائمة بني وايل والية البويرة ضد 17/07/2000يف املؤرخ 184072القرار رقم - ) .قرار غري منشور ( لعوير حممد ولعوير خرية

ضد وايل ) ب.ع.ق( يف القضية القائمة بني 13/04/1998 املؤرخ يف 157362القرار رقم - املسيلة

).قرار غري منشور ( القائمة بني فريق عابد ومن معه ضد وايل يف القضية 19/03/2001 املؤرخ يف 782القرار رقم -

).قرار غري منشور ( والية برج بوعريريج يف القضية القائمة بني القلي عائشة ضد وايل سطيف 17/01/2000 املؤرخ يف 397القرار رقم -

) . قرار غري منشور( ايل والية يف القضية القائمة بني بن بتيش حدة ضد و12/2001 /31 املؤرخ يف 845القرار رقم -

) . قرار غري منشور( برج بوعريريج ومن معه

71

1

الفهــــرس املقدمــة

التقييم الودي لألمالك واحلقوق العقارية املطلوب نزع : الفصل األول 01.............................ملكيتها

قوق العقارية املطلوب نزع ملكيتها وحتديد هوية حتديد األمالك واحل : املبحث األول 02............مالكيها

......................................................... حتديد األموال املطلوب نزع ملكيتها : املطلب األول02

العقارات : الفرع األول............................................................................................02

احلقوق العينية العقارية :الفرع الثاين دور احملافظ احملقق : الفرع الثالث03.............................................................................

04..........................................................يف حتديد العقارات

حتديد املالك وأصحاب احلقوق املطلوب نزع ملكيتها : املطلب الثاين

.......................................05 دور احملافظ احملقق يف حالة املالك الذين حيوزون سندات ملكية : الفرع األول

.............................06

حملقق يف حالة وجود حائزين أو مستغلني ال حيوزون سند ملكيتهم دور احملافظ ا : الفرع الثاين..........07

التقييم اإلداري لألمالك واحلقوق العينية املطلوب نزع ملكيتها : املبحث الثاين.............................11

شروط الضرر القابل للتعويض : املطلب األول..................................................................12

الضرر -1 12..................................................................................................املادي

13..................................................................................................الضرر املباشر 14................................................................................................الضرر املؤكد

قواعد تقييم التعويض : املطلب الثاين .............................................................................15

2

طبيعة ومشتمالت العقار -1...................................................................................15

االستعمال الفعلي لألمالك -2.................................................................................17

تقنيات التقييم : املطلب الثالث....................................................................................22

الطرق التقنية للتقييم : الفرع األول...............................................................................23

تقييم األراضي املعدة للبناء -1.................................................................................23

تقييم العقارات املبنية -2........................................................................................24

تقييم األراضي الفالحية -3 ...................................................................................25

قييم احملالت التجارية ت -4......................................................................................26

....................................................................................... إجراء التقييم : الفرع الثاين

.27

29....................... .عة يف تقدير التعويض عن نزع امللكية من أجل املنفعة العموميةاملناز : الفصل الثاين شروط قبول دعوى التعويض عن نزع امللكية : املبحث األول

..............................................30 أطراف هذه الدعوى : املطلب األول

...........................................................................30 املستفيد من عملية نزع امللكية : الفرع األول

................................................................31 السلطة النازعة للملكية : الفرع الثاين

..........................................................................31 املالك املرتوع منه ملكيته : الفرع الثالث

........................................................................33

3

القضاء املختص يف هذه : املطلب الثاين 34.................................................................املنازعة

إختصاص النظر يف هذه املنازعة يف التشريع : الفرع األول 35........................................اجلزائري

اختصاص النظر يف هذه املنازعة يف النظام الفرنسي : الفرع الثاين..........................................37

ري اختصاص النظر يف هذه املنازعة يف النظام املص: الفرع الثالث...........................................38

آجال رفع الدعوى : املطلب الثالث............................................................................39

........... .................................................التسوية القضائية هلذه املنازعة : املبحث الثاين

.....41 .................................................. اللجوء إىل اخلربة لتقدير التعويض : املطلب األول

..........41 ................................................................ تعيني اخلبري وحتديد مهامه : الفرع األول

.....41 42..................................................................... .........مباشرة اخلبري ملهامه : الفرع الثاين

................................................................ انتقال اخلبري للمعاينة : الفرع الثالث

..........44 ............................................................. ...... ربة سلطة القاضي جتاه اخل : الفرع الرابع

..44 ...................................................................... االنتقال للمعاينة : املطلب الثاين

.........47 األمر باالنتقال للمعاينة : الفرع األول

........................................................................48 ............................................................................ إجراء املعاينة : الفرع الثاين

.........48 أحكام التعويض املستحق عن نزع امللكية من أجل املنفعة : الفصل الثالث

50.....................العمومية

4

عناصر التعويض وأشكاله : املبحث األول.....................................................................50

حمتوى التعويض : املطلب األول................................................................................51

............................................................................. كال التعويضأش : املطلب الثاين

....52 ....................................................... اإلجراءات املتبعة لدفع التعويض : املبحث الثاين

.......54. اجلهة املكلفة بدفع التعويض : املطلب األول

...................................................................54 إيداع التعويض : املطلب الثاين

...................................................................................56 اخلاتـــمة