15
ﺍﻟﺠﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘـﻌﻠﻴـﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟـﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤـﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤـﻲ ﻋﺒﺎس ﻓﺮﺣﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ- ﺳﻄﻴﻒíé×Ò Ýç×ÃÖ] íè^’jÎ÷] Ýç×Âæ éŠjÖ] : אאאאאא אא ‹¸û¾a ïàÜÈÛa ïÛë‡Ûa íéÚ]‚~j‰÷] ìð^ËÓÖ]æ íÚ]‚jŠ¹] íéÛßjÖ] íu^j¹] …]çÛ×Ö أیــــﺎم07 / 08 أﻓﺮیـــﻞ2008 ﻋﻨﻮان اﻟﻤﺪاﺧﻠﺔ أ. د اﻟﺪآﺘﻮر ﻋﺪاد: ﻋﻤﺎر ﻋﻤﺎري اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ وﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﻠﻮم آﻠﻴﺔ ﺱﻄﻴﻒ ﺟﺎﻡﻌﺔ^â^Ãe_æ íÚ]‚jŠ¹] íéÛßjÖ] íéÖ^Óc 03

إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

الشعبية الديمقراطية الجزائرية الجهورية العلمـي والبحـث العالـي التـعليـم وزارة

سطيف -جامعة فرحات عباس

íé×Ò<Ýç×ÃÖ]<íè^’jÎ÷]<Ýç×Âæ<éŠjÖ]< < :

אאאאאאאא

‹¸û¾a@ïàÜÈÛa@ïÛë‡Ûa

íéÚ]‚~j‰÷]<ìð^ËÓÖ]æ<íÚ]‚jŠ¹]<íéÛßjÖ]<<íu^j¹]<…]çÛ×Ö<

2008 أفریـــل 07/08 أیــــام

المداخلة عنوان

عماري عمار: عداد الدآتور د .أ آلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير

جامعة سطيف

^â^Ãe_æ<íÚ]‚jŠ¹]<íéÛßjÖ]<íéÖ^Óc

03

Page 2: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

1

אאא :مقدمة

، على غرار تفاقم مشكلة من القرن العشرين األخريمع هناية العقد تقدير أكثرعلى التنمية املستدامة كمفهوم لقد برز مصطلح األجيالالتدهور البيئي، وبداية اصطدام مطالب محاية البيئة مبطالب التنمية االقتصادية اليت مل تأخذ بعني االعتبار حاجات

التسخني احلراري للجو وفقدان طبقة الطامح اىل الرفاهية، مثل اإلنسانحياة صفواعكرة اليت املستقبلية وال االعتبارات البيئيةاحلمضية وفقدان التنوع البيولوجي واتساع نطاق التصحر وما اىل ذلك من األمطار، ونقص املساحات اخلضراء، األوزون

.مشاكل بيئية تعدت احلدود اجلغرافية للدولة الواحدة حاجات احلاضر إشباع، هذا املفهوم اجلديد يعترب بان كبديل موسع ملفاهيم تنموية سابقةتنمية املستدامة ال لقد جاء مفهوم

املادية والروحية القادمة يف تلبية احتياجاهتا األجياليكون على حساب قدرة أنواالرتقاء بالرفاهية االجتماعية ال ميكن ا يدعو اىل ضرورة دمج البعد البيئي يف السياسات التنموية مك، ية بل زيادهتاعلى حفظ قاعدة املوارد الطبيع العملب وذلك

.يف االعتبار البيئة واالقتصاد واجملتمع تأخذالتنمية اليت آخرمبعىن . االقتصادية واالجتماعية :مشكلة البحث

. استراتيجياهتا وسياساهتا املتعاقبةيئي ضمن بعني االعتبار البعد الب تأخذتتمثل مشكلة البحث يف ان النظرة التقليدية للتنمية مل االقتصادية أبعادهاما هي التنمية املستدامة، وما هي : مداخلتنا تتمحور حول ِسؤال رئيسي وهو إشكاليةمن هنا فان انطالقا

.واالجتماعية والبيئية :املداخلة أهداف

التدهور البيئي أخطارالقرار اىل أصحابديد ولفت انتباه ج مكمفهوهتدف هذه املداخلة اىل دراسة مفهوم التنمية املستدامة هذه اخليارات على القضايا االقتصادية واالجتماعية تأثريوكذا اىل اخليارات البديلة وكيفية لبشريةعلى ا أعباءالذي يفرض

.ظل محاية للبيئةيف اعيةواالجتم مبعناها الواسع، والذي جيمع بني النمو والتنمية االقتصادية أبعادهاوشرح .والبيئية :البحث فرضيات

:يقوم هذا البحث على الفرضيات التالية املفاهيم السابقة للتنمية ركزت على اجلانب املادي دون اجلانب االجتماعي؛ إن - التنموية؛ القرار وصانعي السياسات أصحاباملفهوم اجلديد للتنمية ال يزال مبهم لدى الكثري من إن - .االجتماعيالبعد االقتصادي والبعد ه وبني بين التآزروضرورة تناست البعد البيئي للتنمية يم السابقةاملفاه إن -

:منهج البحثاالقتصادية وأبعادهاللوقوف على مفاهيم التنمية املستدامة في التحليلي سنستخدم املنهج الوص فإنناالبحث، الجناز هذا

.ةواالجتماعية والتكنولوجية وكذا البيئي

:التارخيي لظهور التنمية املستدامة السياق: أوالوالسياسات االقتصادية هو الشغل الشاغل خلرباء حىت هناية السبعينات من القرن املاضي، كان االرتباط بني الرفاه االجتماعي

من اجل حتقيق النمو اعيالووقد عرفت السياسة االقتصادية على اهنا السعي . االقتصاد السياسي وعلم االجتماع لفترة طويلة مواالستخداوقد نوقشت السياسة االقتصادية كمسالة تتعلق باالستغالل . اإلمجايلمقاسا بنصيب الفرد من الناتج احمللي

Page 3: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

2

االقتصادية األخرىويف املؤشرات اجلزئية اإلمجايلللرفع من معدالت النمو يف الناتج احمللي كأساسللموارد االقتصادية األقصىواالنفصال بني ما هو . ، متجاهلة بذلك الدور الذي تلعبه البيئة كوسط تنفذ فيه هذه السياسات االقتصاديةتماعيةواالج

.اقتصادي وما هو بيئي كان واضحا يف املناقشات املتعلقة بالبيئةعلى تنطوي تظرياالنوكانت هذه . تقدما أكثرالسبعينات والثمانينات طغت على املناقشة نظريات تنموية أواخروحبلول

عمقا ومشوال بالنسبة للنمو والتنمية، وجرى حتليل اثر السياسات االقتصادية على املسائل االجتماعية والبيئية، أكثروجهة نظر .البيئيةمثل الفقر والتوزيع ضمن اجلوانب االجتماعية، ونضوب املوارد االقتصادية والتلوث ضمن اجلوانب

االستهالكية، واألمناطما استمرت االجتاهات احلالية يف النمو الدميغرايف واالقتصادي إذا بأنه بينت ان توقعات البيئة العامليةوقد تضيع املكاسب البيئية والتحسينات الظاهرة ةاالستيعابيفستزداد الضغوط بصورة كبرية على البيئة الطبيعية تفوق قدرهتا

.نتيجة ازدياد التلوث واسترتاف املوارد الطبيعية، حيث 1968نادي روما سنة بعليه أطلقما أنشئفكرة لظهور االهتمام بالبيئة وبالتايل التنمية املستدامة، هو عندما أوللعل

إجراءالعامل، دعى هذا النادي اىل ضرورة أحناءمن خمتلف أعمالضم عدد من العلماء واملفكرين واالقتصاديني وكذا رجال .iلمي لتحديد حدود النمو يف الدول املتقدمةختص جماالت التطور الع أحباث

ينشر نادي روما تقريرا مفصال حول تطور اجملتمع البشري وعالقة ذلك باستغالل املوارد االقتصادية، 1972يف سنة -1، ولعل من أهم نتائجه، هو انه سيحدث خلال خالل القرن الواحد والعشرين بسبب التلوث 2100وتوقعات ذلك حىت سنة

واليت تضمنت منوذج " حدود النمو"كما مت نشر دراسة جاي فورستر بعنوان . ف املوارد الطبيعية وتعرية التربة وغريهاواسترتارياضي لدراسة مخسة متغريات أساسية بارزة وهي استرتاف املوارد الطبيعية، النمو السكاين، التصنيع، سوء التغذية، تدهور

ii.هذه املتغريات اخلمسة وأثرها على الكوكب األرضي، وذلك ملدة ثالثني سنة حيث أبرزت هذه الدراسة اجتاهات. البيئةتنعقد قمة األمم املتحدة حول البيئة يف ستوكهومل، حيث 1972جويلية 16- 5يف نفس السنة وبالتحديد خالل -2

وطالبت الدول . القتصاديةعرض جمموعة من القرارات اخلاصة بالتنمية االقتصادية وضرورة الترابط بني البيئة واملشاكل االنامية بان هلا األولوية يف التنمية إذا أريد حتسني البيئة وتفادي التعدي عليها وبالتايل ضرورة تضييق الفجوة ما بني الدول

.الغنية والفقريةنه مبين على وثائق وضع برنامج األمم املتحدة للبيئة تقريرا عن حالة البيئة العاملية وكانت أمهية التقرير ا 1982يف سنة -3

ألف نوع من اخلاليا النباتية واحليوانية كانت 25علمية وبيانات إحصائية أكدت اخلطر احمليط بالعامل، وأشار اىل ان أكثر من كما أفاد التقرير ان األنشطة البشرية أطلقت . يف طريقها اىل االنقراض، وان ألوفا غري املعروفة ميكن ان تكون قد اختفت هنائيا

مليون طن من املواد 57ومليون طن من أكسيد النتروجني 68ومليون طن من أكسيد الكربيت 990يف اهلواء 1981م عا .iiiمليون طن من أول أكسيد الكربون من مصادر ثابتة ومتنقلة 177الدقيقة العالقة، و

عة، اهلدف منه توجيه وتقومي أي نشاط أقرت اجلمعية العامة لألمم املتحدة، امليثاق العاملي للطبي 1982اكتوبر 28ويف -4 .بشري من شانه التأثري على الطبيعة، وجيب األخذ بعني االعتبار النظام الطبيعي عند وضع اخلطط التنموية

ويعرف " مستقبلنا املشترك"قدمت اللجنة الدولية للبيئة والتنمية التابعة لألمم املتحدة تقريرا بعنوان 1987افريل 27يف -5ر بورتالند حيث اظهر التقرير فصال كامال عن التنمية املستدامة، ومت بلورة تعريف دقيق هلا، وأكد التقرير على كذلك بتقري

.ivانه ال ميكننا االستمرار يف التنمية هبذا الشكل ما مل تكن التنمية قابلة لالستمرار ومن دون ضرر بيئيات احمللية والعاملية بعد ان تأكد بان الكوكب األرضي بعد ذلك تعالت األصوات وعقدت الندوات الفكرية واملؤمتر -6

أصبح يف خطر، وبدأت الدعوات تدعو اىل ضرورة إعادة النظر يف اجتاهات التنمية احلالية ملا يشهده العامل من تدمري ذايت وانتباه مجاعة " لرنوبيتش"وهكذا، على غرار الكوارث الطبيعية يف العامل مثل انفجار املفاعل النووي. هألسس بقاءه واستمرار

Page 4: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

3

اخلضر اىل ضرورة االهتمام بالبيئة، تنعقد قمة األرض يف ريو دي جانريو بالربازيل، أو ما يعرف مبؤمتر األمم املتحدة للبيئة ، خصص املؤمتر استراتيجيات وتدابري حتد من التآكل البيئي يف إطار تنمية قابلة لالستمرار 1992جوان 4-3 والتنمية، ما بني

:vوقد خرج املؤمتر بست نتائج. مالئمة بيئياو كمعاهدة لتغيري املناخ وأخرى للتنوع البيولوجي؛ وضع معاهدة بشأن مسائل ذات أمهية كونية -إعالن ميثاق األرض حيدد ويعلن مبادئ تلتزم الشعوب هبا يف العالقات فيما بينها، ومع البيئة، وتؤكد على - ر؛قابلة لالستمرا تاستراتيجيا

لتطبيق ميثاق األرض؛ 21القرن ) أجندة(جدول أعمال -7وضع آلية متويل لألنشطة التنفيذية للمبادئ املعلنة خصوصا يف الدول النامية اليت تفتقر اىل موارد مالية إضافية لدمج -

البعد البيئي يف سياساهتا اإلمنائية؛ وق امللكية الفكرية؛إقرار إتاحة التقانة البيئية لكافة الدول، مع احترام حق - .حبث مسألة املؤسسات اليت ستشرف على عملية التنفيذ -

إقرار بروتوكول كيويتو الذي يهدف اىل احلد من انبعاث الغازات الدفيئة، والتحكم 1997كما مت يف شهر ديسمرب -8جلديدة واملتجددة، إضافة اىل زيادة يف كفاءة استخدام الطاقة يف القطاعات االقتصادية املختلفة وزيادة استخدام نظم الطاقة ا

.املصبات املتاحة المتصاص الغازات الدفيئةمؤمتر القمة العاملي للتنمية املستدامة يف جوهانزبورغ جبنوب إفريقيا، هبدف التأكيد على 2002من جانب أخر انعقد يف افريل

:viااللتزام الدويل بتحقيق التنمية املستدامة وذلك من خالل ؛1992والصادر عن مؤمتر األمم املتحدة للتنمية والبيئة عام 21قدم احملرز يف تنفيذ جدول أعمال القرن تقومي الت - استعراض التحديات والفرص اليت ميكن ان تؤثر يف إمكانات حتقيق التنمية املستدامة؛ - اقتراح اإلجراءات املطلوب اختاذها والترتيبات املؤسسية واملالية الالزمة لتنفيذها؛ -

.ديد سبل دعم البناء املؤسسي الالزم على املستويات الوطنية واإلقليمية والدوليةحت - :مفهوم التنمية املستدامة:ثانيا

بل ذهب البعض اىل إعطاء حتديد . عرفت التنمية تارخييا بأهنا الزيادة السريعة واملستمرة يف مستوى الدخل الفردي عرب الزمنورغم االهتمامات باجملاالت األخرى كالصحة . لي اإلمجايل واىل معدالت التزايد السكاينكمي للزيادة السنوية يف الناتج احمل

مبعىن أهنا كانت تركز على زيادة اإلنتاج من . والتعليم، إال ان النظرة الغالبة كانت اقتصادية أو باألحرى كانت اقتصادوية vii.ست سوى مرادفا للنمو االقتصادي السريعخالل مزيج مالئم من املدخرات واالستثمارات، أي ان التنمية لي

إال ان الدراسات خاصة يف اخلمسينات والستينات والسياسات املعتمدة، أوضحت عدم صواب مفهوم التنمية الذي خيتزل التنمية اىل جمرد النمو االقتصادي السريع فقد شهدت بلدان نامية معدالت منو للدخل الوطين قريبة

واسعة من سكاهنا ت مرغوبا رغم ذلك بقيت مستويات املعيشة فيها بال حتسن واستمرت قطاعامن ذلك الذي اعترب معدال .تعاين من الفقر واجلهل واملرض والتعطل

وهكذا مت اهلجوم على مفهوم النمو االقتصادي إلفساح اجملال للتنمية إللغاء الفقر وتضييق الفجوة بني األغنياء والفقراء وبالتايل مت صقل مفهوم جديد للتنمية عمل على . اع احلاجات األساسية وذلك اىل جانب النمووتوسيع فرص العمل وإشب

حتجيم دور العنصر االقتصادي يف مفهوم التنمية وإبراز دور اجلانب االجتماعي ممثال يف الصحة والتعليم والفقر والسكن .، التنمية االقتصادية االجتماعيةوالبطالة وغريها من املؤشرات اليت تعكس اىل جانب النمو االقتصادي

Page 5: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

4

لقد نشأ مفهوم التنمية املستدامة نتيجة النقص امللحوظ يف النماذج السابقة للنمو والتنمية اليت مل توفر قاعدة عريضة وكافية .يستند إليها يف إصدار األحكام املتوازنة عن تكاليف ومنافع خمتلف السياسات التنموية

وية السابقة وحبجة حتقيق رفاهية اإلنسان وآماله خاصة يف الدول املتقدمة، أفرزت عن وعي أو عن الواقع ان السياسات التنملقد متثلت هذه النتائج كما سبق اإلشارة إليها، يف . غري وعي نتائج انعكست سلبا على كل ما حققه اإلنسان من تقدم

لتسخني احلراري للجو، فقدان طبقة األوزون، نقص املساحات والدول ممثال يف ا قالتدهور البيئي على املستوى العاملي واملناطاخلضراء واألمطار احلمضية وفقدان التنوع البيولوجي واتساع نطاق التصحر، نفاذ املوارد الناضبة، تعرية األراضي واخنفاض

وهكذا . كل االجتماعية والبيئيةإنتاجيتها، تزايد معدالت الفقر وانتشار األمراض الفتاكة سوء التغذية واألمية وغريها من املشاأصبح اعتماد االعتبارات البيئية واالجتماعية كجزء من املعطيات اليت يتم بناء عليها تصميم السياسات التنموية لتحقيق التنمية

.املستدامة World wildlifeتدعى بـ 1980يعود أول استخدام ملصطلح التنمية املستدامة لناشطني يف منظمة غري حكومية سنة

fund ،وترجم اىل العربية بعدة مسميات، منها التنمية القابلة لإلدامة، لالستمرار، املوصولة، املطردة، املتواصلة، البيئية .viiiوغريها...احملتملة

يف تقرير 1987سنة Gro Harlem Bruntlandويعود أول استخدام هلذا املصطلح بشكل رمسي لرئيسة وزراء النرويج وهكذا عرفت هذه . شترك للتعبري عن السعي لتحقيق نوع من العدالة واملساواة بني األجيال احلالية واملستقبليةمستقبلنا امل

التنمية اليت تليب احتياجات احلاضر دون اإلخالل بقدرة األجيال القادمة على تلبية " األخرية التنمية املستدامة بأهنا .ix"احتياجاهتا

تلك اليت هتتم بتحقيق التكافؤ املتصل " الستدامة هو رأس املال، وعرف التنمية املستدامة بأهنا أما البنك الدويل فيعترب منط االذي يضمن إتاحة نفس الفرص احلالية لألجيال القادمة وذلك بضمان ثبات رأس املال الشامل أو زيادته املستمرة عرب

.x"الزمنياجات اجليل احلايل دون اإلضرار بقدرة األجيال املقبلة على تلبية احتياجاهتا التنمية اليت تليب احت" والتنمية املستدامة ببساطة هي

وتتعلق التنمية هبذا املعىن بنوعية احلياة وال ينبغي .1987حسب مؤمتر األمم املتحدة املعين بالبيئة والتنمية لعام ، xi"اخلاصةن االثنني يرتبطان ارتباطا وثيقا ببعضهما البعض يف إطار اخللط بينها وبني النمو االقتصادي على الرغم من انه من الواضح ا

.نظمنا العاملية احلديثةبأهنا ذلك النشاط الذي يودي اىل االرتقاء بالرفاهية االجتماعية اكرب قدر مع احلرص على Edward barbierكما يعرفها

ئة، ويوضح بان التنمية املستدامة ختتلف عن التنمية يف املوارد الطبيعية املتاحة، وبأقل قدر ممكن من األضرار واإلساءة اىل البي .كوهنا أكثر تعقيدا وتداخال فيما هو اقتصادي واجتماعي وبيئي :النقطتني الرئيسيتني التاليتني لان مثل هذه التعاريف اخلاصة بالتنمية املستدامة تتمحور حو

لتكنولوجية واملؤسسية بطريقة تضمن تلبية االحتياجات إدارة قاعدة املوارد الطبيعية وصيانتها وتوجيه التغريات ا -فهي تنمية مستدامة، حتافظ على األراضي واملياه واملوارد الوراثية احليوانية . البشرية لألجيال احلالية واملقبلة بصورة مستمرة

القتصادية ومقبولة من الناحية والنباتية، ال حتدث تدهورا يف البيئة ومالئمة من الناحية التكنولوجية وسليمة من الناحية ا .االجتماعيةاستخدام موارد اجملتمع وصيانتها وتعزيزها حىت ميكن احملافظة على العمليات االيكولوجية اليت تعتمد عليها احلياة -

.وحىت ميكن النهوض بنوعية احلياة الشاملة أالن ويف املستقبل

Page 6: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

5

مة، تعين أن نكون منصفني مع األجيال القادمة، مبعىن أن يترك اجليل من هذا كله، فان املعىن االقتصادي للتنمية املستداويتضمن ذلك حتقيق عدة أهداف .احلايل لألجيال القادمة رصيدا من املوارد مماثال للرصيد الذي ورثه أو أفضل منه -

: xiiأمههاية حبيث نترك لألجيال القادمة مبعىن آخر، حفظ األصول الطبيع). ماء ونفط وغاز(االستخدام الرشيد للموارد الناضبة

. بيئة مماثلة، حيث أنه ال توجد بدائل صناعية لكثري من األصول البيئية . مراعاة القدرة احملدودة للبيئة على استيعاب النفايات - .االقتصار على استخدام حصيلة مستدامة للموارد املتجددة -

ستدامة أهنا مستمدة من مبادئها الثالثة وهي التقدم االقتصادي والعدالة كما يالحظ من خالل التعاريف املتعلقة بالتنمية املعن التنمية املستدامة يف كتابه مبدأ Hans Jonassويف هذا اإلطار يعرب الفيلسوف السويد . االجتماعية ومحاية البيئة

:حسب الشكل التايلاملسؤولية حيث يدمج املفاهيم الثالثة للتنمية، ليستنتج مفهوم التنمية املستدامة

http :fr.wikipedia.org/wiki/DA Développement durable

:أبعاد التنمية املستدامة: ثالثا

املالحظ من التعاريف املختلفة اليت ميزت التنمية املستدامة هو ان هذه األخرية تتضمن أبعادا متعددة خمتلفة تتداخل فيما بينها، قبل مناقشة هذه األبعاد جيدر بنا اإلشارة اىل بعض . بالتايل فان التركيز عليها من شأنه إحراز تقدم يف حتقيق التنمية املستدامةو

.مظاهر االستهالك املفرط ملوارد العامل وتدمري البيئة احمليطة بكوكبنا 500ومليار 2كان العامل يتعدى مل يكن س 1950تشري اإلحصائيات إىل انه يف سنة : تزايد عدد سكان العامل -9

مليار يف الوقت الراهن، 6.5مليار نسمة مقابل 9.2اىل 2050فعدد السكان الذي جيب إطعامهم سيقفز عام . مليون نسمةباملائة وينخفض يف أوروبا بـ 117باملائة، يف حني سريتفع عدد السكان يف إفريقيا بـ 13ومتثل البلدان املتطورة ما نسبته

مليار 11ليصل اىل 2100كما تتوقع األمم املتحدة يف تقريرها بان يتضاعف هذا الرقم مرتني مع حلول عام . xiiiباملائة 10ويشري التقرير، . 2050دولة يف العامل مبا يتجاوز الضعف حبلول عام 50ويتوقع التقرير ارتفاع تعداد السكان يف أفقر .نسمة

ان تلك هي " كما يشري إىل . ة أضعاف يف دول مثل أفغانستان وتشاد وتيمور الشرقيةإىل أن األعداد سترتفع مبقدار ثالثويضيف التقرير االممي إىل أن ".الدول غري القادرة على توفري املأوى، والغذاء والعمل وشروط احلياة جلميع أفراد الشعب

عاما خالل 48إىل 1995عاما يف 62د من أفريقيا، خبالف القارات األخرى، شهدت تراجعا يف توقعات متوسط عمر األفراxivو 2000الفترة ما بني عامي

2005 .

اجتماعي

يبيئ اقتصادي

مالئم للحياة

مستدام

التنمية عادل المستدامة

Page 7: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

6

الواقع ان الكل يتفق انه مع عدد كبري جدا من البشر داخل تنظيم اجتماعي معني، تعاىن الطاقة اإلنتاجية واألساليب التقنية ظل هذه الظروف جتد خمرجات غري كافية، وتلوث زائد يف .والبنية التحتية والبيئة ، مما يستتبع هبوطا يف قيمة احلياة املعاشة

من األثرياء % 15من ثروة العامل الكلية ، بينما تأخذ نسبة % 5نشري هنا بأنه، يكسب نصف سكان العامل فقط .اخل..جدا .xvجداً ثلثي هذه الثروة

إال أن الضغوط السكانية وتدهور البيئة انورغم تزايد وترية إنتاج املواد الغذائية لتلبية حاجيات هذا التزايد املذهل للسك أن اإلنتاج الزراعي وإن حتسن يف بعض املناطق خاصة يفب نشري هنا .املستقبل تضعف من أوضاع الزراعة واحتماالهتا يف

ون فيها من إفريقيا مثال ال يتمكن املزارع أخرى ستبقى تعيش تدهورا حقيقيا يف هذا اجملال، ففي البلدان املتقدمة إال أن مناطق تعاين إفريقيا من انتشار الفقر املطلق ومن ضعف القوة الشرائية حلصول سكاهنا على مالحقة الزيادة السريعة يف السكان، كما

.الغذائي وتوزيعه التغذية الالزمة، باإلضافة إىل معاناهتا املستمرة من احلروب اليت تعوق إنتاجهايف حتديد الوجود البشري، أي العوامل اليت الواسع جممل العوامل اليت يكون هلا دورتعين البيئة باملعىن ا تدهور البيئة -2

:xviتتضمن البيئة اجلوانب التاليةو. حتدد الشروط املادية والنفسية والتقنية واالقتصادية واالجتماعية لعالقات البشر . اجملموعات البشرية واجملتمعوتتضمن اجملال أو احلقل االجتماعي للفرد واألسرة و: البيئة االجتماعية - . وتشمل احمليط اجلغرايف للبشر يف احلي والقرية واملدينة والدولة): املكانية(البيئة اجلغرافية -وتتضمن الوضع البيئي للبشر واحليوانات والنباتات والشروط الضرورية حلياهتا املشتركة ويشمل ذلك : البيئة احليوية -

. ات التقنية واالقتصادية والسكانيةاآلثار النامجة عن التطوراملشاكل املتعلقة باستخدام املكان ووجود اخلامات الطبيعية والكثافة السكانية ومحاية االجتماعي واجلغرايف،يشمل مفهوم البيئة :ومها جمال البيئة احتواء املشكلتني الرئيسيتني اللتني حيتدم حوهلما النقاش يف ميكنهبذا الفهم للبيئة . الطبيعة وتلوث البيئة

.مشكلة اإلضرار وتلويث اجملال احليوي من خالل االنبعاثات السامة والنفايات واإلخالل بالتوازنات البيئية: ألوىلا

).اخلامات الطبيعية الزراعية وبقية مرتكزات احلياة البيئية(مشكلة استرتاف املوارد الطبيعية املتجددة وغري املتجددة : لثانيةااخلاصة لالستغالل األوسع للموارد ولتعظيم الربح إىل لشركاتب املشكلة البيئية يف بلدان اقتصاد السوق هي سعي اإن أسبا

ومن . أقصى حد ممكن، فأصحاب األعمال يسعون لتخفيض التكلفة وتعظيم الربح وذلك باستغالل البيئة إىل أقصى حد ممكناحنسار ، الذي انعكس يف التصحر ومع ككل واليت تأخذ شكل ختريب بيئيهنا تنشأ التكاليف اخلارجية اليت يتحملها اجملت

النفايات ، و)الدفء الكوين(االحتباس احلراري ، إزالة اإلحراج وجتريف الغابات، متلح التربة ونقص خصوبتها، الغطاء النبايت .السامةمن الزمان أحد العوامل الرئيسية لية منذ قرننييشكل منط اإلنتاج الصناعي املعتمد من طرف البلدان الصناعية الرأمساكما

تستأثر بقدر هائل من الطلب على املوارد التعاون والتنمية االقتصادية ونالحظ يف هذا اإلطار أن دول منظمة. املهددة للبيئةعاملي من من جمموع االستهالك ال % 43مثال يصل استهالكها من الطاقات احلرارية إىل . xviiالطبيعية للكرة األرضية

من % 40ما يقرب من 1989جدا يف عبء التلوث العاملي، حيث أطلقت سنة كما تساهم هذه الدول بنصيب كبري.الطاقةكما .الرئيسية لتهاطل األمحاض من انبعاث أكسيد النتروجني، وهي املصادر % 45والعاملية من أكسيد الكربيت االنبعاث

على من التأثري احملتمل % 38وتسببت يف · الصناعية يف العامل إذا قيست بالوزن من النفايات % 68أنتجت هذه البلدان سكان هذه البلدان الذي يصل إىل حوايل رغم أن عدد. الغالف اجلوي لالحتباس احلراري العاملي الناتج عن انبعاث الغازات

.عدد سكان العامل من % 20مليون نسمة ال ميثل سوى 264مليار و 375 و132 ما بني مت توليد ،فقط 1984من النفايات السامة يف العامل ففي عام %90القول ان دول الشمال تنتج نافلة ومن

Page 8: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

7

ماليني طن منها يف املناطق حديثة العهد بالتصنيع والدول 5مليون طن من النفايات على الصعيد العاملي كان حوايل .xviiiالنامية

فإن ماهناتن وشنغاي ستختفيان حتت 2080إىل أنه حبلول عام أكتوبر املاضيوقد أعلنت منظمة السالم األخضر خالل شهر مما نتيجة ارتفاع درجة حرارة األرض وذوبان الغطاء اجلليدي لغرينالند يف القطب الشمايل وسيحدث ذلك. سطح املاء

راق املناطق الساحلية، هذا إىل إىل إغ سيتسبب بدوره يف ارتفاع منسوب مياه البحر يصل إىل أكثر من مخسة أمتار وبالتايلحبيث سيواجه مئات املاليني من األشخاص خطر املرض واجلوع جانب أن اجلفاف والفيضانات سيصبحان أشد ضراوة،

.والنقص احلاد يف املياه

االقتصادي تفرض نفسها ومل تدخل صلب الفكرهناك بعض اجلوانب املهملة يف : استرتاف املوارد الطبيعية-3العلم الذي يبحث يف االستخدام األمثل للموارد (االقتصادي بعد، فال زالت اجلامعات تدرس علم االقتصاد على أنه التحليل

، هذا املفهوم لعلم االقتصاد بدأ ) املادية والبشرية هبدف حتقيق أكرب ربح ممكن، أو إشباع احلاجات اإلنسانية بأقل تكلفة ممكنةه متناسباً مع متطلبات تطور النشاط االقتصادي، فعند العودة إىل هذا املفهوم جند أنه ال يأخذ يتغري ومل يعد الفهم الكالسيكي ل

.باالعتبار اجلانب البيئي يف النشاط االقتصاديال تفسر كما . كوكب األرض يفالطبيعية ظمنفالنظرية االقتصادية واملؤشرات االقتصادية ال تفسران متزيق االقتصاد وتدمريه لل

أو ملاذا . متوت الشعب املرجانية حتول املراعى إىل صحراء ، وملاذا يفتفسر السبب ال و، الشمايل ا تذوب ثلوج القطبملاذللنباتات أألطوار املبكرة ألكرب إبادة يف اآلنكما أهنا ال تفسر ملاذا نعيش . األمساك يف البحار واحمليطات اهنارت مصايد

.واحليوانات وإلعطاء مفهوم واضح عن اقتصاد البيئة، البد من التمييز ما بني اقتصاد البيئة اجلزئي واقتصاد البيئة الكلي

ميثل اقتصاد البيئة اجلزئي جزءاً من اقتصاد املؤسسة الذي يهتم وحيلل عالقة هذه األخرية بالبيئة الطبيعية والتطور النوعي للبيئة من أهدافه . بينما يتناول اقتصاد البيئة الكلي مشاكل البيئة على مستوى االقتصاد ككل. عليهااحمليطة وأثر السياسات البيئية

الوصول إىل مستويات أعلى من الرفاه االجتماعي املستدمي الذي يأخذ باالعتبار احملافظة على نوعية البيئة عند مستويات .xixعليا

.االسترتاف نتيجة الغىن واالسترتاف نتيجة الفقر: كز على مستويني مهان استرتاف املوارد على الصعيد العاملي يترنشري هنا بأاملستوى األول هو نتيجة طبيعية التساع نطاق التصنيع على مستوى دول الشمال حيث تعتمد عجلة التصنيع يف هذه الدول

حيث ان تزايد وترية التنافس بني ) النفط(والطاقة . على املوارد األولية يف الدول النامية اليت تصدر هلذه الدول املواد األوليةوقد سعت اىل . دول الشمال دفعها اىل االستحواذ على اكرب قدر من املوارد األولية وعناصر الطاقة لضمان تفوقها املستقبلي

ة اليت تفرضها حتقيق هذا اهلدف عرب االستثمارات األجنبية املباشرة اليت اجتهت اىل دول اجلنوب للتخلص من قيود احلماية البيئيخاصة بنقل الصناعات املتقادمة امللوثة للبيئة .الدول أالم لالنتقال اىل دول ال تفرض أي قيود من هذا النوع على اإلطالق

.مقابل تركز الصناعات التقنية املتقدمة يف دول الشمالفتحرير االستثمارات .املوارد نتيجة الفقراألثر الذي تفرزه االستثمارات األجنبية يظهر يف املستوى الثاين وهو استرتاف إن

اضطرار الفقراء وذلك عن طريقيؤدي اىل توسيع الفجوة بني الدخول يف داخل الدولة الفقرية، وهذا يؤدي اىل تدهور البيئة قول ناقد أملاين ي يف هذا اجملال. حىت جملرد البقاء على قيد احلياة أواىل األضرار بالبيئة خالل جهودهم املستميتة لكسب الرزق

من االستهالك ألمناطيف حني ان أصحاب الدخول العالية يتجهون ). إن الفقراء فقط هم الذين يصبحون جمرمي البيئة(ساخر كانت ضحية الشمال أهنايف ، يكمنان هذا اإلحساس املتولد لدى دول اجلنوب. هذا االستهالك يف البيئة ألثراقل حساسية

بغض النظر عن اآلثار اليت يفرزها هذا التوجه على وضع دول ههج براغمايت هدفه األول حتقيق مصاحلالصناعي الذي تبىن من

Page 9: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

8

.xxاجلنوب وأثره على البيئةتتجه إىل اخنفاض حاد يف مستويات املعيشة حبلول منتصف من أن البشريةحيذر تقرير أصدره الصندوق العاملي للحياة الربية يف

باسترتاف املوارد التقرير إن املتهمني األساسيني يشريو .استرتافها الشامل للموارد الطبيعية عن القرن اجلاري ما مل تتوقفالتسع عشرة األعضاء يف االحتاد األورويب ورابطة التجارة احلرة الطبيعية هم الدول الغنية مثل الواليات املتحدة وكندا والدول

أن هناك ضغوطاب يذكر )2002تقرير الكوكب احلي (الذي جاء حتت عنوان التقرير من جانب أخر فان .األوروبية واليابانعاما ميكن أن يستنفد كوكب 150 كثرية على مصادر املياه والغابات واألراضي املستخدمة ومصادر الطاقة حبيث أنه خالل

كل عام عن قدرة %20بيعية بنسبة السكاين احلالية اليت تزيد على طاقة املوارد الط وترتفع معدالت االستهالك والنمو .األرضوأوضحت الدراسة أن .مبطالب البشر سيشهد حاجة إىل مثلي األرض للوفاء 2050املوارد على التجدد، مما يعىن أن العام هذه

ر القدرة اإلنتاجية لألرض باسترتاف رأس مال الطبيعة إال أن ذلك ال ميكن أن يستم استهالك املوارد الطبيعية ميكن أن يتخطى .xxiما ال هناية إىل

املالحظ مما سبق، ان مثل هذا الوضع ال ميكن ان يستمر مبثل هذا املنوال، فقد حان الوقت ملعاجلة أسباب التدمري الذايت الذي فمفهوم التنمية املستدامة جاء للربط التام بني ما هو اقتصادي واجتماعي وبيئي، وال ميكن النظر اىل أي . حيدثه اإلنسان لنفسه

وتتضمن يف هذا السياق أبعادا متعددة تتداخل فيما بينها، من شأن التركيز على .ن هذه املكونات الثالثة بشكل منفصلم .معاجلتها سوف حيقق إحرازا ملموسا يف حتقيقها

:وميكن اإلشارة هنا اىل أربعة أبعاد أساسية هي كل من األبعاد االقتصادية والبشرية والبيئية والتكنولوجية :عاد االقتصاديةاألب - أ

) علم اقتصاد البيئة(لقد أفرزت التطورات البيئية يف العقود األخرية إىل الوجود فرعاً جديداً من فروع العلوم االقتصادية هو و واالجتماعيةالعلم الذي يقيس مبقاييس بيئية خمتلف اجلوانب النظرية والتحليلية واحملاسبية للحياة االقتصادية (عّرفه بأنه يالذي

.xxii)ماًامستد ويهدف إىل احملافظة على توازنات بيئية تضمن منواًهو موجود يف معظم الدول النامية يشكل عائقاً أمام كما هيعترب العامل السياسي عامالً قوياً يف عملية التنمية ألن عدم توافر

الطبيعية ، ومزيداً من االسترتاف للثروات عاين من املشاكل التنموية ومزيداً من املديونيةت فالدول النامية. عملية التنمية أكثر دول العامل عرضة للتوتر امما جيعله اعدد سكاهن والتدمري البيئي ، ومزيداً من الفقر والبطالة والتضخم ، ومزيداً من ارتفاع

كما يشكل الفساد . جتاهلهاحنو كارثة يصعب على العامل هذه الدول، مما يقود ااجتاهاً سلبياً فيه اإلقليمي ، واجتاه التنميةويعترب سبباً يف هدر املدخرات وضعف االستثمار الداخلي . املستقبل يف هذه الدول االقتصادي واالجتماعي أكرب هتديد لتنمية

. الديون اخلارجية املترتبة عليه وارتفاع أعباءوطين واإلقليمي هو متطلب أساسي ملواجهة إن إحداث تغيريات جوهرية يف السياسات االقتصادية والتخطيط على املستوى ال

:xxiiiومن التغيريات املقترحة يف هذا اجملال ما يلي. املشاكل البيئية والوصول إىل التنمية املستدامة زيادة اتساع قاعدة اختاذ القرار والسماح للجمهور باملشاركة؛ -1

إدماج البعد البيئي يف خطط التنمية؛ -2 تنموية متوازنة إقليميا، مبعىن تأكيد أمهية التنمية الزراعية يف البلدان اليت تتوفر لديها املوارد الطبيعية خلق سياسات -3

الالزمة للزراعة والتركيز على التنمية الصناعية هبدف تطوير االقتصاد، حتقيق التوازن بني تنمية اجملتمعات احلضرية والريفية؛ -4زن للموارد وخاصة الناضبة منها، وحبيث يكون استخدام املوارد املتجددة مبا ال يتجاوز قدرهتا على االستخدام املتوا -5

التجدد وزيادة فعالية استخدامها لتعوض عن املوارد الناضبة؛

Page 10: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

9

مراعاة حفظ التنوع االيكولوجي باعتماد سياسات تتعامل مع املشاكل البيئية الطويلة اآلجل؛ -6تلوث ومن مث استخدام مثل هذه الرسوم يف حل املشاكل الناجتة عن التلوث من جهة ولتشجيع احلد من فرض رسوم -7

التلوث من جهة أخرى؛احلد من إنتاج النفايات حبيث ال يتعدى قدرة حتمل البيئة على استيعاهبا وزيادة فعالية استخدام املوارد وزيادة املوارد -8

الناضبة؛ املتجددة لتعوض عن املوارد ختفيض دعم إنتاج املبيدات احلشرية واألمسدة الكيماوية وتشجيع استخدام األمسدة العضوية؛ -9

حتسني وسائل النقل العام وشبكات الطرق للحد من التلوث الناجم عن السيارات؛ -10 تشجيع استخدام البرتين اخلايل من الرصاص؛ -11ية والدولية لدعم القطاعات اإلنتاجية كالزراعة والصناعة والتجارة والسياحة من خالل زيادة تكثيف اجلهود اإلقليم -12

.املساعدات الفنية واملاديةحىت تتوفر أدوات اقتصادية جيدة تساعد إن تطبيق مبادئ التنمية املستدامة ، يستدعي تدعيم وتفعيل أدوات االقتصاد البيئي

األمر الذي يتطلب جمموعة من التشريعات ملواجهة السياسات ،املستقبل ب يراعي مصاحلعلى استهالك موارد احلاضر بأسلوالعادل ، الذي يؤدي إىل تفاقم الفاشلة ، باإلضافة إىل املثابرة والشجاعة للتخلص من النظام االقتصادي الدويل غري االقتصادية

امة يتطلب بادئ ذي بدء التوضيح الكامل ملبادئ التنمية بالتنمية املستد كما أن األخذ. فقر الدول النامية ومديونيتها . وكيفية تطبيقها للوصول إىل جمتمع أكثر مصداقية وأكثر عدالً املستدامة

ان البعد االقتصادي للتنمية املستدامة يتطلب إيقاف تبديد املوارد االقتصادية الباطنية وغري الباطنية، احلد من التفاوت يف االستخدام العقالين لإلمكانيات االقتصادية باملفهوم البيئي، التقليل من اإلنفاق العسكري خاصة يف الدول املداخيل والثروة،

.النامية زيادة اتساع قاعدة اختاذ القرار والسماح للجمهور باملشاركة؛ -1

إدماج البعد البيئي يف خطط التنمية؛ -2 ا، مبعىن تأكيد أمهية التنمية الزراعية يف البلدان اليت تتوفر لديها املوارد الطبيعيةخلق سياسات تنموية متوازنة إقليمي -3

الالزمة للزراعة والتركيز على التنمية الصناعية هبدف تطوير االقتصاد، حتقيق التوازن بني تنمية اجملتمعات احلضرية والريفية؛ -4بة منها، وحبيث يكون استخدام املوارد املتجددة مبا ال يتجاوز قدرهتا على االستخدام املتوازن للموارد وخاصة الناض -5

التجدد وزيادة فعالية استخدامها لتعوض عن املوارد الناضبة؛ مراعاة حفظ التنوع االيكولوجي باعتماد سياسات تتعامل مع املشاكل البيئية الطويلة اآلجل؛ -6ثل هذه الرسوم يف حل املشاكل الناجتة عن التلوث من جهة ولتشجيع احلد من فرض رسوم تلوث ومن مث استخدام م -7

التلوث من جهة أخرى؛احلد من إنتاج النفايات حبيث ال يتعدى قدرة حتمل البيئة على استيعاهبا وزيادة فعالية استخدام املوارد وزيادة املوارد -8

املتجددة لتعوض عن املوارد الناضبة؛ دعم إنتاج املبيدات احلشرية واألمسدة الكيماوية وتشجيع استخدام األمسدة العضوية؛ ختفيض -9

حتسني وسائل النقل العام وشبكات الطرق للحد من التلوث الناجم عن السيارات؛ -10 تشجيع استخدام البرتين اخلايل من الرصاص؛ -11عات اإلنتاجية كالزراعة والصناعة والتجارة والسياحة من خالل زيادة تكثيف اجلهود اإلقليمية والدولية لدعم القطا -12

.املساعدات الفنية واملادية

Page 11: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

10

حىت تتوفر أدوات اقتصادية جيدة تساعد إن تطبيق مبادئ التنمية املستدامة ، يستدعي تدعيم وتفعيل أدوات االقتصاد البيئياألمر الذي يتطلب جمموعة من التشريعات ملواجهة السياسات ،املستقبل على استهالك موارد احلاضر بأسلوب يراعي مصاحل

العادل ، الذي يؤدي إىل تفاقم الفاشلة ، باإلضافة إىل املثابرة والشجاعة للتخلص من النظام االقتصادي الدويل غري االقتصاديةالتوضيح الكامل ملبادئ التنمية بالتنمية املستدامة يتطلب بادئ ذي بدء كما أن األخذ. فقر الدول النامية ومديونيتها

. وكيفية تطبيقها للوصول إىل جمتمع أكثر مصداقية وأكثر عدالً املستدامةان البعد االقتصادي للتنمية املستدامة يتطلب إيقاف تبديد املوارد االقتصادية الباطنية وغري الباطنية، احلد من التفاوت يف

مكانيات االقتصادية باملفهوم البيئي، التقليل من اإلنفاق العسكري خاصة يف الدول املداخيل والثروة، االستخدام العقالين لإل .النامية

Page 12: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

11

:البشرية األبعاد - بالتصدي لقضية الفقر اليت تشمل عدم كفاية و التقليل من أجل حتقيق التنمية املستدامة هي ات البعد البشري أولوي أهملعل من واملأمون، والتعليم، واحلقوق ، والعناية الصحية، والسكن امليسورواإلصحاح احلصول على املوارد، ومياه الشرب، فرص

فان التنمية املستدامة تدعو املستدامة وتوفري بيئة سليمة صحية للجميع، وبغية معاجلة الفقر وحتقيق التنمية. املدنية والسياسية. قد خصص لتنفيذها ر الكايف من املوارد البشرية واملاليةالسائدة ملعرفة مدى فعاليتها وما إذا كان القد السياسات اىل تقييم

كما أن زيادة اعتمادات املوارد . لصنع القرارات املستنرية ومن شأن التثقيف يف جمال البيئة أيضاً أن يبين قاعدة معارف أفضل اجهة أي مشاكل ناشئةالوطنية ستمكن السلطات احمللية من أداء مسؤولياهتا احلاضرة ومو املالية للمؤسسات البيئية

زيادة االلتزام باالستثمار يف التعليم وتشكل. يشكل الرأمسال البشري والشباب من السكان أحد األصول اهلامة للبلدان النامية وظهور التغيري العلمي. للتنمية املستدامة إستراتيجيةعلى كل املستويات، مكوناً رئيسياً يف أية ويف الصحة والسكن والتدريب

يشريان إىل تزايد اإلحيائيةوالتكنولوجيا لتقين السريع مع بروز تكنولوجيات جديدة مثل تلك املتصلة باملعلومات واالتصالوا :فان البعد االجتماعي للتنمية املستدامة يقتضي اإلطاريف هذا .على تسخري إمكاناهتا حاجة البلدان النامية إىل أن تكون قادرة

ادة دخل الفرد وتعزيز دور املرأة؛ج الوطنية للتخفيف من حدة الفقر وزيدعم خطط العمل والربام -1 اإلدارة السليمة للمصادر البشرية؛وإعطاء أمهية أكرب للتعليم املهين والتدريب املالئم و بناء القدرات ودعم الشباب -2سسات غري احلكومية والقطاع يز دور املؤالتركيز على تقوية قدرات املؤسسات العاملة يف جمال التنمية االجتماعية وتعز -3

اخلاص؛يف جمال البحث العلمي واالستفادة الدول النامية وتطوير القدراتاملساعدة على نقل وتوطني التكنولوجيا املالئمة إىل -4

واملنظمات الدولية يف هذا اجملال؛من الدعم الفين املتاح من املؤسسات جتماعية؛لدولية ووكاالت التمويل ومؤسسات األمم املتحدة ذات العالقة بالتنمية االتقوية الروابط مع املؤسسات ا -5 ام مبهامها خلدمة اجملتمع احمللي؛اً لكي تتمكن من القيينة واخلدمات االجتماعية مادياً وفدعم املؤسسات الصحية والتعليمي -6 رس واجلامعات واجملتمعات احمللية؛دادعم محالت التوعية لشرح أهداف التنمية املستدامة يف امل -7والتخطيط هلا، وزيادة وعي املرأة يف جمال العمل على إدماج املرأة يف عملية التنمية املستدامة وخباصة يف تنفيذ املشاريع -8

.واستعماالهتا احملافظ على املوارد الطبيعيةيشكل ضغوطا حادة على املوارد أصبحلدميغرايف الذي فان البعد البشري للتنمية املستدامة يتطلب تثبيت النمو ا أخريا

يف كل مناحي احلياة املرأة إشراكالصحة للجميع، وإشاعةنشر التعليم خاصة يف املناطق النائية عن طريق الطبيعية، .جتماعية والبيئية، املشاركة الدميقراطية يف اختاذ القرارات واحلكماالقتصادية اال

:ولوجيةوالتكن البيئية األبعاد - تأمام التزايد السكاين وضغطه املستمر على املوارد اليت تتقلص باستمرار بفعل التدهور والتلوث والتلف، تولد وعي بضرورة

وقد جتاوز هذا الوعي موارد . بل وحىت الطاقة... صيانة األوساط البيئية ومحاية ثرواهتا ضمانا لسالمة املاء واهلواء والغذاءليشمل جمال احلفاظ على التوازن البيئي درءا لألضرار اليت حتدق باملنشآت العمرانية والصناعية والتجهيزية املواد االستهالكية

.فضال عن املوارد الطبيعيةمة رهني مبكافحة مظاهر التدهور البيئي وذلك مبحاربة التلوث والتعرية والتصحر وهي عمليات أساسية ان حتقيق تنمية مستدا .الوقائية وتكثيفها اإلجراءاتباعتماد إالن توازهنا، وال ميكن أن يتحقق هذا بكيفية فعالة حلماية البيئة بضما

Page 13: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

12

املعطيات اليت يتم بناء عليها يكن من املتعارف عليه يف السابق اعتماد االعتبارات البيئية واالجتماعية كجزء منمل الواقع انه، الواضح بان وضع االعتبارات البيئية يف حسابات املخطط اإلمنائي مبا يف نم أصبحإال انه . تصميم اخلطط االقتصادية اإلمنائية

حتليل أساسواستخدامها على البيئية للمشروع قبل البدء يف تنفيذه يعطي أبعادا جديدة لقيمة املوارد اآلثار ذلك تقييمهدف تصادية، باإلضافة طبعا لتحقيقاق سيعود عن ذلك من فوائد التكلفة والفائدة وكيف ميكن احملافظة عليها، فضال عما

. احملافظة على البيئة

إنشاء ، القرار أصحابفانه على اإلمنائية، وكتعديل هلذا الواقع، وإدراكا للتركة البيئية السلبية اليت خلقتها تلك السياسات وبالتايل. ر دورها على املراقبة يف جمال اختصاصهااواقتص ،مصاحل وزارة أو سلطة أو قد تكونون البيئة مؤسسات مكلفة بشئ

املؤسساتيف هذه يفسره املسئولون وهذا يف حد ذاته قد. فإن مثل هذه املؤسسة قد تعارض تنفيذ املشاريع ألسباب بيئيةان التنمية املستدامة . لإمكانية خلق فرص العمعائقا للتنمية وحيد من املتأثرة على انه تدخل يف شئوهنم وقد يسبب يف رأيهم

:يف البعد البيئي والتكنولوجي تدعو اىل معنية كثريا بالبيئة، وهذا لتخطيط يف يد وزارات ومؤسساتاالقتصادية واملتعلقة با سلطة اختاذ القرارات إعطاءضرورة -1

لتدهور البيئي ويزيد من ة وحيد من ااملشاكل البيئي من يقللوبالتايل يف اختاذ القرارات املؤسسات البيئية إشراكيؤدي إىل .االقتصادياستدامة النمو

) عاملة وموارد طبيعية ومرافق بيئية رأس مال ويد(من املمكن تسخري السياسات البيئية الفنية يف استبدال عناصر اإلنتاج -2ة املستخدمة يف اجملاالت الزراعية سيساعد يف احملافظة على املاء والطاق فاستخدام التكنولوجيا احلديثة. واحلد من ندرهتا

الفاقد يف مياه الري، وكذلك واملرتلية، مبا يف ذلك تشجيع استخدام تقنيات زراعية وأساليب ري حديثة للحد من والصناعيةاه للتقليل من التلوث وإعادة التدوير كلما أمكن ذلك على كل من املي زراعة حماصيل مناسبة للتربة والبيئة احمللية، وكذلك

.والنفايات الصلبة على املستوى املرتيل أو الصناعي العادمةاملعايري البيئية من أهم الشروط اليت لتصبح ، يف ثقافة املنتج واملستهلكمفهوم االقتصاد األخضر والتنمية اخلضراء إدخال -3

األسواق إىل هالبعد البيئي عند إنتاجال تراعي ا اليت سلعةالمنع دخول وجيب توافرها يف السلعة حىت تدخل إىل األسواق، مثل السلع امللوثة للبيئة، أو السلع اليت يقوم إنتاجها على أساس االستغالل اجلائر للموارد، أو تؤثر سواء احمللية او الدولية،

هذه املنتجات املصانع واملزارع يف أغلب بلدان العامل على وضع عالمة على منتجاهتا توضح أن ، وإرغامعلى التوازن البيئيشهادات للمصانع واملزارع اليت تراعي اجلوانب البيئية مثل شهادة األيزو ومنح . خضراء أو أنتجت بطريقة آمنة بيئًيا

14000. .قهااإلسراع باألخذ بالتكنولوجيات احملسنة، وكذلك بالنصوص القانونية اخلاصة بفرض العقوبات يف هذا اجملال وتطبي -4

يوضح التفاعل بني األبعاد االقتصادية والبشرية والبيئية هلدف البد من تعاون تكنولوجي بناءحتقيق هذا ا وألجلسواء باالستحداث أو التطويع لتكنولوجيات أنظف وأكفأ تناسب -ومن شأن التعاون التكنولوجي. والتكنولوجية

يقلل من أن يزيد من اإلنتاجية االقتصادية، و ،ميةالذي يهدف إىل سد الفجوة بني البلدان الصناعية والنا –االحتياجات احمللية حيول دون مزيد من التدهور يف نوعية مما وتلوث اهلواء واملاء واألهنار واحمليطات وغريها استرتاف املوارد االقتصادية،

. ككل بشريةوالتنمية الوالتدريب وحىت تنجح هذه اجلهود، فهي حتتاج أيضا إىل استثمارات كبرية يف التعليم .البيئةإدخال استعمال مواقد حمسنة و يف القطاع التجاري من خالل مثال،للطاقة على الصعيد املرتيل و الكفءاالستخدام -5

وكذا تسهيل نقل التكنولوجيات احلديثة يف جمال الطاقة ؛يف االستخدامات اخلاصة والتجاريةاملسيل الطبيعيالغاز

Page 14: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

13

.هج والكتب املدرسيةا مكونات املنضرورة تضمني املفاهيم البيئية يف -6معلومات بإدخالومن مداخل تضمني املفاهيم واملوضوعات البيئية يف املناهج والكتب املدرسية املدخل االندماجي، ويتم

بيئية، أو من خالل ربط احملتوى بقضايا بيئية مناسبة، أو توجيه منهاج مادة دراسية بأكمله توجها بيئيا، حبيث تدرس كمنهج .دراسي مستقل

املطلوبة ليكون القاسم األمهية وإعطائهخلق ختصصات يف جمال االقتصاد البيئي على مستوى اجلامعات واملدارس العليا -7 هذه التخصصات؛ وألداءاملشترك ما بني التخصصات املختلفة خدمة للبيئة

من سن القوانني والتشريعات، ويوفر كثًريا من اجلهد الوعي البيئي للفرد نفسه والذي إذا توفر فإنه يكون أكثر فاعلية -8واملال، ومن ذلك إشاعة التعاليم اإلسالمية اليت حتث على احلفاظ على البيئة بسلوكيات حمددة جتلب له كرامة واحتراًما يف

احلياة وأجًرا يف وثواًبا يف اآلخرةقليل من إتالف التربة واستعمال املبيدات وتدمري الغطاء النبايت أخريا نشري اىل انه من ضمن متطلبات التنمية املستدامة هو الت

اليت أصبحت السمة الرئيسية ألمناط اإلنتاج يف الوقت احلاضر، كذلك صيانة املياه وتقليص مالجئ األنواع البيولوجية، لك احملسنة والقوانني إضافة اىل محاية املناخ من التلوث واالحتباس احلراري ، استعمال تكنولوجيات أنظف واألخذ بت

.الزاجرة، احلد من انبعاث الغاز واحليلولة دون تدهور طبقة األوزون .اخلامتة

رفاهية اإلنسان زت على اجلوانب االقتصادية واملالية وراهنت عليها لرفع ركالسابقة التنمويةسياسات الان ، مما ادى ياساتمثل هذه السكوسط تنفذ فيه الشاملة، متجاهلة الدور الذي تلعبه البيئة وبالتايل حتقيق التنمية

عن وعي أو غري وعي بنتائج انعكست سلبا على كل ما حققه اإلنسان من ماالصطدااىل البشرية يف الواقع ببالشكل الذي كان مأمول األرضعلى كوكب تنمية اقتصادية حقيقية أجنزت الواقع انه ال .تقدم ورفاهية

، ية قاطبةوال تنمية بشرية حتققت وأمنت حياة كرمية للبشرللجميع ة ومستقرة منه، وضمنت معدالت منو عالياذا ما تبني بانه، توقعات البيئة العاملية ان احلقيقة . غذية والفقر والبطالةحياة خالية من األمراض واألمية وسوء الت

زداد الضغوط على البيئة تفس ،االجتاهات احلالية يف النمو الدميغرايف واالقتصادي واالستهالكي استمرت ستربز بوادر التدمري الذايت ألسس بقاء ، وستزول كل املكاسب اليت حققتها البشرية منذ قرون والطبيعية

التصورات السابقة للتنمية تبقى ناقصة ومبهمة ذلك ان التنمية ليست عملية إن .اإلنسانية واستمرارهااقتصادية، اجتماعية وبيئية، ور وإستراتيجية متعددة األبعاد ميكانيكية، فالتنمية هي قبل كل شيء إرادة وتص

.يكون اإلنسان فيها هو غايتها واألداة املربجمة واملنفذة هلا

i 294. ، ص2000محمد عبد البديع، اقتصاد حماية البيئة، دار األمين، مصر

ii 2007طاهر خامرة، المسؤولية البيئية واالجتماعية مدخل لمساهمة المؤسسة االقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة، رسالة ماجستير ال ، 25صiii خالد بوجعدار، مساهمة في تحليل وقياس تكاليف أضرار ومعالجة التلوث الصناعي مع دراسة ميدانية على مصنع اسمنت بحامة بوزيان

38. ، ص1997، مذآرة ماجستير، قسنطينة بقسنطينةiv 155. ، ص1998محمد السيد عبد السالم، األمن الغذائي للوطن العربي، عالم المعرفة، الكويت

v http : //www .escwa.org.lb/arabic/divisions/sdpd/main.asp vi http : //www .escwa.org.lb/arabic/divisions/sdpd/main.asp

vii 17. ص2003العيسوي، التنمية في عالم متغير، دراسة في مفهوم التنمية ومؤشراتها، منتدى العالم الثالث، دار الشروق، القاهرة إبراهيم

Page 15: إشكالية التنمية-المستدامة-وابعادها-عماري-عمار

14

viii 13. ، ص2000جوجالس موسشيست، مبادئ التنمية المستدامة، ترجمة بهاء شاهين، الطبعة األولى القاهرة

ix وتدمير البيئة مصطفى عبد اهللا ألكفري، التنمية المستدامة www.rezgar.com x 23. ، ص2005عبد اهللا الحرتسي حميد، السياسة البيئية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة، مذآرة ماجستير ، جامعة الشلف

xi www.fao.org//docrep/004/x3307a/x3307a04.htm xii www.ao-academy.org/wesima_articles/library-20061208-803.html

xiii 2242، عدد 2008فيفري 28جريدة عبد المجيد بوزيدي، جريدة الخبر، الخميس. xiv http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_4299000/4299445.stm xv www.alshumookh.net/9/7asad/7asad.htm xvi www.greenline.com.kw/env&econ/001.asp xviihttp:// almounadel.frbb.net/montada-f5/topic-t7.htm xviii www.annabaa.org/nbahome/nba72/beea.htm xix /www.ao-academy.org/wesima_articles/library-20061208-824.html xx xx www.annabaa.org/nbahome/nba72/beea.htm xxi http://arabic.peopledaily.com.cn/200207/10/ara20020710_55524.html xxii www.greenline.com.kw/env&econ/001.asp xxiii www.ao-academy.org/wesima_articles/library-20061208-803.html