إعدادالسمحي عمير

دلي ماجداألحمري حسينالخزاعي محمد

مجموعة اإلسالميات

النقاط األساسية:التولية.المطلب األول:

اإلشراك. المطلب الثاني: المحاطة. المطلب الثالث: المرابحة. المطلب الرابع: حكم البيوع المطلب الخامس:

الجائزة.

تحدثنا سابقا: عن عقد البيع بشكله المعروف بين الناس، ولكن هناك

مجموعة من البيوع لها أوصاف خاصة بها، قد يظن كثير من الناس أنها ال

تدخل ضمن ما ذكرناه من أحكام وشروط عقد البيع السابقة، من أجل ذلك أفردنا لهذه البيوع بحثا: مستقال:،

نبين فيه أحكامها وشروطها، وما يميز بينها وبين عقد البيع المتعارف عليه

بين الناس.

هذا وتنقسم هذه البيوع إلى قسمين؛ عنها. والبيوع وبيوع منهي، بيوع جائزة

المنهي عنها تنقسم إلى قسمين أيضا:؛ وبيوع ، بيوع منهي عنها ولكنها صحيحة

، منهي عنها وحكمها أنها باطلة ومحرمةوفيما يلي تفصيل لكل واحد من هذه

األنواع السابقة.

القسم األول: البيوع الجائزة:

؛ ذلك بيوع األمانة وهذه البيوع تسمى ألنها تعتمد على صدق أحد المتعاقدين

كما سنرى، وعلى أمانته في اإلخبار عن الثمن الذي اشترى به السلعة التي

سيبيعها، وهذه البيوع هي:. التولية.1. اإلشراك.2. المحاطة.3. المرابحة.4

:أوال:: التولية :وهي في اللغة

من الفعل الماضي )ولى(، كما تقول: )والbه البلد( إذا مكنه من حكم أهلها، وواله الشيء، أي مكنه من التصرف

فيه.

والتولية في االصطالح هي: نقل المبيع من المشتري األول إلى المشتري الثاني بمثل الثمن الذي

اشترى بـه األول، إذا كان الثمن مثليا:، وبقيمته إذا كان قيميا:.

:صورة بيع التولية يفترض في هذا البيع أن شخصا: اشترى

سلعة ثم أراد أن يبيعها لغيره بنفس الثمن الذي اشتراها به، بشرط أن

يكون هذا الغير يعلم الثمن الذي اشتريت به هذه السلعة، سواء علمه

حين الشراء األول، أو علمه عندما أراد هو أن يشتري، وذلك كأن يشتري رجل كتابا:، ثم يقول لغيره وليتك هذا الكتاب بالثمن الذي اشتريته به، أو بمثل ثمنه،

فيقول اآلخر: قبلت، أو توليته.

:تكييف عقد التولية هذا العقد بالصورة المذكورة سابقا: هو

عقد بيع، تتوفر فيه شروط البيع وأركانه التي ذكرناها في السابق، وعلى ذلك فإنه يترتب عليه كل ما

يترتب على عقد البيع من الحقوق؛ من مثل تملك المشتري للمبيع، وتملك

البائع للثمن واشتراط الحلول والتقابض إن كان العقد على مال

ربوي .... وغير ذلك مما يترتب على عقد البيع من اآلثار.

هل يشترط ذكر قدر الثمن في عقد التولية؟

ليس شرطا: أن يذكر قدر الثمن وصفته في عقد التولية؛ بل يكفي أن يكون العاقدان عالمين به من خالل العقد

األول الذي بrني عليه عقد التولية، وعلى ذلك فلو حrَّطs بعض الثمن عن

المشتري األول، فإنه يrحَّط عن المشتري الثاني؛ وذلك كأن يكون

األول قد اشترى السلعة بعشرة دنانير مثال:، ولكن قبل أن يلزم العقد تنازل

له البائع عن دينارين، فال يجوز أن يبيعها تولية بعشرة دنانير، بل بالثمانية

التي اشترى بها.

ولو تنازل البائع األول للمشتري األول عن كل الثمن قبل العقد، فإن التولية

ال تصح؛ ألن البيع األول كان بال ثمن.ولكن لو تنازل البائع األول عن كل

الثمن بعد التولية، وبعد لزومه، صحت التولية، ويدفع المشتري الثاني الثمن

للمشتري األول.

:حكم تعجيل الثمن وتأجيله ال فرق في عقد التولية بين أن يكون الثمن معجال: أو مؤجال:، فإن اشترى شخص دارا: بثمن مؤجل، وأراد أن

يولي غيره عليها بنفس الثمن، فإن الثمن في حق المشتري الثاني يكون

مؤجال: أيضا:. bوإن اشترى األول بثمن مؤجل، وحل

األجل، فولى العقد لغيره، فإن الثمن يكون بالنسبة للمشتري الثاني مؤجال: ابتداء: من عقد التولية؛ والسبب في ذلك كله أن الثمن في عقد التولية مبني على الثمن في العقد األول

صفة وقدرا:.

:ثانيا:: اإلشراك :اإلشراك في اللغة

من الشركة، والشركة مصدر الفعل الماضي )شارك( بمعنى خالَّط، تقول: أشرك الرجل ماله بمال غيره، أي خلَّط

بين المالين.:صورة عقد اإلشراك

في هذا العقد يفترض أن شخصا: اشترى سلعة ما؛ وبعد شرائها أراد أن يشارك غيره معه فيها مناصفة مثال:، أو يكون

ألحدهما الربع، أو الثلث، أو أي قدر يتفقان عليه.

وذلك كأن يشتري رجل دكانا:، فيقول آلخر علم بالثمن الذي اشترى به:

)أشركتك في هذه الدكان مناصفة بنصف الثمن الذي اشتريت به، أو

أشركتك في ربعها بربع الثمن(.

هذا وتنطبق على المشاركة نفس ذكرناها في التولية؛ ألن تياألحكام ال

المشاركة هي تولية ولكن على بعض المبيع وليس عليه كله.

:تحديد حصص الشركاءمن األحكام التي تختص بالمشاركة

ضرورة العلم بمقدار حصة كل واحد من الشركاء، فلو قال المشتري لغيره

أشركتك في بعض هذه الدار لم يصح العقد؛ والسبب في ذلك أن قوله

)بعض( مقدار مبهم غير معلوم؛ ولكن لو قال أشركتك في هذه الدار مطلقا: ولم يحدد، فإن الشركة تكون مناصفة؛

ألن الغالب من حال الناس أن تكون الشركات بينهم كذلك.

ولو قال له: )أشركتك في هذه الدار بنصف ثمنها( كانت الشركة مناصفة، ولو قال: )بربع الثمن( كان للشريك

الربع؛ وذلك ألن المال دائما: يدفع مقابل الحصة، فمن كان شريكا: في

نصف الحصص يدفع نصف ثمنها، ومن كان شريكا: في ربعها، يدفع ربع

الثمن .... وهكذا.

ظهور عيب في حصة أحد الشريكين:

لو ظهر عيب في حصة الشريك الجديد، فإنه يرده إلى شريكه األول، وهذا

بدوره يرجع بالعيب على البائع الذي )اشترى منه، وذلك كأن يشتري عrمر

من محمد دارا:، فيشارك أحمد في نصفها، فيجد أحمد في حصته عيبا:، فإنه يرجع بهذا العيب على شريكه عrمر، ثم يرجع عrمر بهذا البيع على

محمد الذي اشترى منه الدار.

وكأن يشتري أحمد من محمد زيتا: مثال:، فيشارك فيه عrمر، فيجد عrمر أن نصيبه من الزيت تالفا:، فإنه يرده إلى شريكه

أحمد ويأخذ ثمنه ثم يرده أحمد إلى محمد الذي اشتراه منه ويأخذ ثمنه، وال يجب على عrمر أن يرد الزيت إلى البائع الذي اشترى منه شريكه، بل يرده إلى

الشريك.

:ثالثا:: المحاطة :هي في اللغة

، بمعنى وضع sمشتقة من الفعل حَّط وأنقص، تقول: حَّط ما كان يحمله، أي وضعه على األرض، وفي الدعاء: حَّط

الله وزرك، أي خفف عنك ذنبك.:والمحاطة في االصطالح هي

أن يبيعه ما اشتراه بأنقص من ثمنه لذا مي أيضا: )مواضعة(؛ rفإن هذا البيع س

ألن البائع يضع عن المشتري جزء من مي )مخاسرة(؛ ألن rالثمن، وكذلك س

البائع فيه يخسر بعض الثمن.

:صورة عقد المحاطة وتكون صورة هذا العقد بأن يشتري رجل سلعة معينة، ثم يبيعها لرجل آخر يعلم ثمنها بأقل من الثمن الذي بيعت فيه، ذلك كأن يشتري رجل قميصا: بعشرة

دنانير فيقول لغيره )بعتك هذا القميص بما اشتريته به وحَّط عشرة بالمائة من

ثمنه( أو: )بعتك هذا القميص بما قام عليs من الثمن وحَّط قرشين من كل دينار( ... وهكذا، فيقبل اآلخر، وبناء

على ذلك يكون األخير قد اشترى هذا القميص بتسعة دنانير على المثال

السابق.

ويشترط لصحة عقد المحاطة أن ال يكون الحَّط شامال: لكل الثمن، بل البد أن يكون شامال: لجزء منه؛ ألن حَّط كل

الثمن يخرج العقد عن كونه بيعا:، حيث الثمن هو جزء من عقد البيع.

:رابعا:: المرابحة :المرابحة في اللغة

ر الفعل )أربح( تقول: أربحته د هي مصفي تجارته؛ أي زدته على رأس ماله،

ا فهي من الزيادة، يقول تعالى: م| ف|ت|د{ين| ه~ rوا مrا ك|ان م~ و|م| rهrت ار| ب{ح|ت~ ت{ج| أي ر|

أنهم خسروا إذ اتبعوا الضاللة وما استفادوا شيئا:، وعلى ذلك فالربح ضد

الخسارة.:والمرابحة في االصطالح هي

البيع بمثل الثمن األول مع زيادة ربح.

:صورة عقد المرابحة واألصل في هذا العقد أن يشتري شخص

سلعة ما، ثم يبيعها لمن علم بثمنها بنفس هذا الثمن مع ربح معين، سواء

كان هذا الربح نسبة مئوية، أو كان مقدارا: مقطوعا: من المال.

وذلك كأن يشتري رجل سيارة بألف دينار مثال:، فيبيعها آلخر بقوله: )بعتك هذه السيارة بمثل ثمنها وربح عشرة بالمائة( فيقول اآلخر: )قبلت(، وعلى

ذلك يكون ثمنها ألف ومائة دينار، أو يقول له: )بعتك هذه السيارة بمثل

ثمنها وربح مائتي دينار( فيقبل اآلخر: فيكون الثمن في هذا المثال ألف

ومائتي دينار.

حكم البيوع الجائزة وشروطها وما

يتعلق بها من أحكام أخرى:

:حكم البيوع الجائزة هذه البيوع مشروعة وصحيحة؛ وذلك ألنها تتوفر فيها شروط مشروعية

البيع المتعارف عليه بين الناس كما تتوفر فيها أركان هذا البيع.

ومن أدلة مشروعية هذه البيوع ما يلي:

م| ـ قوله تعالى: 1 sر لs اللsهr ال~ب|ي~ع| و|ح| أ|ح| و|با .الر�

ووجه الداللة من هذه اآلية: أن البيوع السابقة تسمى )بيعا:(، وقد أحله الله

تعالى بالنص السابق، ثم إنه ال ربا فيها وال شبهة ربا، لذا فإنها خرجت من

التحريم المدلول عليه بقوله تعالى: با م| الر� sر وكذلك فقد خرجت من و|ح|

ال التحريم الوارد في قوله تعالى: ال|كrم~ ب|ي~ن|كrم~ ب{ال~ب|اط{ل{ و| م~

؛ ألنها ت|أ~كrلrوا أ|كما بينا سابقا: بيوعا: ال غش فيها وال

غبن وال ظلم، حيث تتم بوضوح وبعلم من العاقدين بكل أوصافها.

ـ جاء عن السيدة عائشة رضي الله 2عنها: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أراد الخروج من مكة إلى المدينة

مهاجرين، خذ بأبي أنت وأمي إحدى راحلتيs هاتين، فقال النبي صلى الله

عليه وسلم )بالثمن(.فقد يكون النبي صلى الله عليه وسلم

قد قصد بقوله )بالثمن( أي بالثمن الذي اشتريت أنت به، فيكون ذلك عقد تولية، فدل ذلك على جواز هذا العقد،

وإذا علمنا أن أحكام عقد التولية تنطبق على العقود األخرى من

اإلشراك والمحاطة والمرابحة؛ دل ذلك على جوازها هي األخرى.