محمد طوسون

إشراق و عقل في منظومة الجمال

بقلم الدكتورة أم البنین السالوي

07-01-2014

.راختفاذه التسمیة بإعزاز و یمیل لھ، من كتبوا عنھالكثیر مكما أسموه *البیكتوغرافي* فناننا

تقدیم في التفنن في الجمال مبھرة بطالقة متمكنغني عن المعرفة مبدع مصري ،محمد طوسونھو ، سیولتھ و طواعیتھ للتمحور و االمتدادو حلتھ أعذب في والذھني تصوره بھىبأ الرائع العربي الخط

یجعلھ و االستمراریة و أخرى مطلقبال اإحساسفیعطي المكان تارة یدور متجوال في حریة داخل جعلھ ی .ذات العزم األكید فیعطي إحساسا باالستقراربحركتھ الصارمة ثابتا

ب ھو قدرة الفنان محمد طوسون على الموازنة بین الخطوط المیالة و الھندسیة رغم مما یثیر اإلعجاطبیعة كل نوع منھما و تنوع مظاھرھما الجمالیة المتمثلة في رشاقة األول و جمال ریاضي اختالف

.یحسھ العقل في الثاني

دع بأ قدجده ی ،على سبیل المثال،"تبارك هللا أحسن الخالقین" حة محمد طوسون بعنوانلوو المتأمل في بعد فیھ وجزأمسارا أسس ، التشكیلیة و أبعاده الصوفیةالعربي قدرة الحرف باجتھاداتھ الفكریة إلدراك

حتى عالیة ال بمھارتھ استعمال الخط في على جانب من األھمیة تجربتھ أضحتف. اللوحة الذھني الصوفيمن القیم التشكیلیة الملموسة في الفن اتستعرض لنا بعض امضمون و كالشالجمال في غایة بدت لوحتھف

.العین و بین وحدة التنوع توترانسجاما مع اإلسالمي

فةالشری ھوسائل و بأسلوبھ الخاص اختراعھالذي أبدع في ،الفرید من نوعھ ،العربي ھخطب اغھاص و المرجانیة حقولھا بین تجوال في العذبة بحارھا أعماق إلى للعبور المتلقي عبرھا ستدعيیمتعددة، ال

حولھ یحوم تام تناسق في الساطعة ألوانھا بجمال المدھشة أسماكھا معیشة كینونة و البراق صدفھا آللئ ینتقل األصفر إلى المائل البني مع الذھبي بتكامل و بقدسیة قمة التوھج و اإلشراق األصفر إشعاع

.عمیقة روحانیة في المثالیة الجنة إلى السماء إلىبھ تفعارم األرضي الواقع من كبیر خشوع في لمتلقياب

یجذب نجده ،سلس بسیاق إبداعي ،نتیجة تأثیر تبلیغ مفاھیمھ الوجدانیة مع الفنان في تواصل ذاتيمن خالل دالالت مدلول الروحي الباطني و الظاھريلا سننلمحاولة تشفیر برھاناتھ التواصلیةالمتلقي

فتصبح الوظیفة الروحانیة وظیفة أساسیة -عقلي -نفسي -ول المادي إلى ما ھو معنويصوریة حیث یتح .اإلبداعیةتشكیالتھ ل محمولة على رموز و إشارات رسالتھ التحقق بث

لولبیة متدفقة في حركة حروفھ بشكل ی نراه ،بالنحو البصري طوسون فناننا معرفةضمن ھذا الوعي و تتمثل فیھ ھ دوران جعل إیقاعاتھ،لنھائي في اكتمالھ و عالقاتھ و قانون شكال دائریا یكتمل فیھ الشكل ا

خطط بحروفھ ھذا .ى األرض التي ینصب فوقھا الكونترمز ال ،الحركة في الحیاة و الكون و الطبیعةو الشمس التي و طواف المجرات الكون طواف بمنھجیة نا تیمالدوران المتجھ عكس عقارب الساعة

حول تدور الدرات ... الكل یتحرك... حول الكعبة یججالح و ...و السمك في البحار تجري في مستقر لھا تبارك " للواحد األحد یسبح كلال ،في نفس االتجاه الكل في فلك یسبحون...م یدور في عروقناو الد النواة

الدائرة مركزو .الكل في حركة ترابط مستمر یجلب إلى النفوس الراحة و السكینة".. هللا أحسن الخالقینارتقاء و یمنحھ األزرق المائيو البتول بیضأ صفاء و طھارة زیده ی تنطلق منھ و فیھ األشعة،روحي

-المادیة-تؤكد الفصل بین المدركات المحدودة في كل مكانو في كل اتجاه الحركة منھ تتحقق ..اإیقانلظاھر بالرؤیة و الحس و نتذوق جمالھ نتذوق جمالھ ا .ةقدسی -ال نھائیة-و الغیر محدودة الطبیعیةقراءة جمال ھذه التحفة الفنیة تقوم على االعتدال أي على بأن نستشعر ف بالحدس و اإلشراق الباطني

جمال -جمال الحق و الجمال النسبي -المحصلة بین العقل أو الروح تبعا للتمییز بین الجمال المطلق على ھذا األساس و .و الروحانیات وحدھا تشف عن الكمال و الجالل و الجمال .المولودات و اإلنسان

المؤلفة من مجموعة من ،الكریمكبیر مبادئھ من لغة القرآن افتنانو بعشق الفنان طوسونیستلھم و الذوق الرفیع ةصریبال بالغةالبغنیة و زاخرة یةالفن حصیلتھ و .اإلشارات آلیات هللا العظمى في خلقھ

.و البحث العلمي في التأویل مزید من االھتماملب اوجوتستلزم