10
: ي راز ل ر ا ك ب و ب اح.( ي راز ل ا ا رب ك ز ن ب ى حي ي ن ب مد ح م ر ك ب و ب و ا ه: ب س لن م وا سلا ا250 ه/ 864 - م5 ان ب ع= ش311 ه/ 19 ر مب ف و ب923 ى ف، ولد) م ري ل اI ة ن ي مد ى ف ازس لاد ف ب. لاف خ ل ص ح ه ن ك ل ، وI ه ف س ل ف ل واI ات ب ض ا رب ل ى واI ق ي س و م ل م ا علI ت ى لl ر ا ك ب مI بI ق وo د ب م ه جI ي ا م, ف عل ل ا ب ح ي ازه فs ظ اI ومه ع تo د ب م : كان هI ات ب ح ما، ه ر ب غ وI ات ب ق و ل اI وات ف و ان ب ع لا اI ات ب ق و كI مه ي دI ف لدز ا صا م ل ر ا كo دI ت ق ه له،I ن س ماز م و ب طل ل هI ن س ول دزا ح ن ي= ت ح ا ب ل وا ن سي الداز ن ي ب ى ف ب لط ا اله ب عI ي= س ا دا ب ي راز ل ا ن ، ا ى ك ز ر ب ب ل و ا ه ، و ن ي= ب حد م ل ا ن ي= ت ح ا ب ل خد ا ري ا ي ما ن ي ب، ن عي ت ز لا ا ن س عد ت ب لط اI مازسه م ى لl ه ا جI ي ه ا ت اه، ه ج وا ب ط ى خائ علI كاه= ش م ى ف ه راج س ع ض ئ كان ساء، ف م ل ا ى فI اصه ها خ لي ع اً بs ظ وا م، I راءهI لق ى ا عل اً ص ئ ر ح كان ي راز ل ا ن م ا ه م ل ه.واI ن ي خدا ن مI راءهI لق ل ا ص وا ي ل ةs ظI ق ت ا ه ف ه ج ى و عل اتI ب ك ل ط اI ق ش راI ق ت و ه عاس و ي ل ه ا ن ل ع ما ا دl ى اI حي، اتI ب ك ل ا ا بً شك م م ره هs ظ ى عل ه= راس ف ى ف ام ب ي و ى لI ق فI ت ى اI مي ى نl ى اI حي ول:I ف ت= ب ي ح ه،I عات ل مطاI ره= كب ى عل وء ض ل ط اّ سلI ت وف س ل ب ف ل اI ره سب اتI ب ك ن مI ه ف طI تI ف م ل اI رهI ق ف ل ل ا ع ل د. و دب خ" رف ع و ا ، ا اتI ب ك ل ى ا عل ىI ن ا ن ا م دون يs عط رز ضَ ّ ى عل لك د ى ف و كان ل ، وI ةI ن لي ل ا ع= ش ى لl اI ب فI ي ل م ا ل ه،I ف ل م ا ل ل خ و ز ه ا راI ف م ا ل اتI ب كام مI يl عد ا ت. I هI وزق ف ل ا ن ب ر= ش ع ن م ر= كب م واخد ا عا ى ف د عاوبI ي ل ط ا = ل ح ب م يI ب يI كي ى ن ا هاديI ي ح وا ري صب ن م ع ل ب ه ت ل، وا خ ر ل د ا ب ع ما" فّ ل د اI . وف ري ل ا انI ب س ماز ن يI دازهl ى ا ل وI ي لي، I حاق سl ا ن ب وز ض ت م ها، م ك خا ن مI وه ع د بّ ري ل اI ة ن ي ى مد لl ا ي راز لد اد، عا دا ع ت ى فI ه ن ب لط ه اI سات دزا م، س ح ل ا راض م ا ول ب لا اّ ص ح ر، و ح لا ل مّ مI ن م ما ه لا ك ، و ى ن روخا ل اّ ب لط ا م= ث، ب لط ا ى ف وزي ض ت م ل ا ه اتI ب ك م ك حا ل ا ا هد ل ي راز ل ا" " " " ي د، الد دب ح ل ا دي صI ت ع م ل ا انI ب س ماز ن لي اI اسه ى زب ل وI ي لياد د ع ت ى لl اI ه ن ي ا= ها ب مي لI فI يo ي م ا= ث ه،I رت ه= ش ي راز لل ا ا ها ب ي ق س. و ف ي ل ا راض م ا ب ى ن ا= ب ل وا( له ال د ب صI ت ع م ل اI ه ف ي ل ح ل ه ا ا= س ت ا279 - 289 م /892 - 902 دمI ف ا كان ي راز ل ا ن ا دي ب ع ح ص ي والد: I عه ي ي ص ا ى ن ا ن ب ول اI ف ت. و) م" I عده ي راز ل ل اّ I ف ي ي و. ي راز ل ا ى ف لَ ّ و مط لله ا اI ف م ى فً اI لاف طl ا دي صI ت ع م ل ا انI ب س ماز ن لي اI عه ي ي ص ا ى ن ا ن ب ر ا ك د م ب ل ، وI دوله د ال ص ع ن مً ا ماب ز" ر ط= ش ل ى ا مض ه ا ن ك ل ، و ن ب لد ب ل ا ن ب هد ن م ل ك ى فI هI وق م ر م ب ض ا ب م ل ع= س لن ري ح واI ه ن س ا ب س ات ب س لاI ازهI اد ب د ع ت و ري ل ا ن ي بI رات مI ة ن س ى ف والI ف لا اI ب ح ج ز اI سه، وب ط زاI ق س م ى ف ى ف وI ب و ره ص ئ دI ف ف م= ث ه، ن ي ب ع ى فI زق ز لاء ا ما ل ه ا صات د اI ف ، وكان ري ل اI ة ن ي مد ى ف هI ات ب ح ن م ر ب ج لا اI ة ن س ن ي ب هI ات وف313 ه /925 I ة ن س م، و320 ه/932 م.: ب لط اI اه ب ح ى فI امه ه ب ض ا ب م ي راز ل ل اI ت ح . وا ى ن اI ب س ماز ب ي ب ط ه ت ا ل ب ح ل خ ن ب ه اI ن ع ي ي ، و ى ف ا= س م ل ا ى فI له وب ظI مده ل ب لطزس ا ما" " مه؛ س ا ى ف ف لI ت ح ا ي الد هاI ت ا ب ف= سI سن م خد داز ا ، ا ها ي ق امI ف اد وا د ع ت صدI ف دما ب ع ، و ري ل ا انI ب س ماز ن يI دازهl ى ا ل و ي ق ها، ي ق ل م ع ىI لي ا ى ف ا= س م ل ا ى ل وI ب دI ف ي راز ل ا ن م ا ه م ل، وا لك ى د لl ا ، وما دي صI ت ع م ل و ا ا ى س ت واI ي ل و ا ا صاعدي ل و ا ا دزيI بI ف م ل و ا ا دي ص ع ل ا انI ب س ماز ن لي و ا ه ل ه

أبو بكر الرازي

Embed Size (px)

DESCRIPTION

a number of shorter Al Razi texts and excerpts in various fields of knowledge

Citation preview

Page 1: أبو بكر الرازي

أبو بكر الرازي : /هـ311 شعبان5 م - 864/ هـ250االسم والنسب : هو أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي )ح.

.بالد فارس في مدينة الري م(، ولد في 923 نوفمبر19 حياته : كان منذ نعومة أظفاره بحب العلم, فاتجه منذ وقت مبكر إلى تعلم الموسيقى والرياضيات

والفلسفة، ولكنه حصل خالف بين الدارسين والباحثين حول دراسته للطب وممارسته له، فتذكر المصادر القديمة كوفيات األعيان وفوات الوفيات وغيرهما، أنه اتجه إلى ممارسة الطب بعد سن

األربعين، بينما يرى أحد الباحثين المحدثين، وهو ألبير زكي، أن الرازي بدأ اشتغاله بالطب في حداثته.والمهم أن الرازي كان حري̀صا على القراءة، مواظب̀ا عليها خاصة في المساء، فكان يضع سراجه في مشكاة على حائط يواجهه، وينام في فراشه على ظهره ممسك̀ا بالكتاب، حتى إذا ما غلبه النعاس

وهو يقرأ سقط الكتاب على وجهه فأيقظه ليواصل القراءة من جديد. ولعل الفقرة المقتطفة من كتاب سيرة الفيلسوف تسلlط الضوء على كثرة مطالعاته، حيث يقول: "حتى إني متى اتفق لي كتاب لم

أقرأه أو رجل لم ألقه، لم ألتفت إلى شغل البتة، ولو كان في ذلك عليn ضرر عظيم دون أن آتي على الكتاب، أو أعرف ما عند الرجل، وأنه بلغ من صبري واجتهادي أني كتبت بمثل خط التعاويذ في عامlواحد أكثر من عشرين ألف ورقة". بعد إتمام دراساته الطبية في بغداد، عاد الرازي إلى مدينة الري بدعوة من حاكمها، منصور بن إسحاق، ليتولى إدارة بيمارستان الري. وقد ألlف الرازي لهذا الحاكم

كتابه "المنصوري في الطب"، ثم "الطبl الروحاني"، وكالهما متمlم لآلخر، وخّصl األول بأمراض الجسم، والثاني بأمراض النفس. وفيها نال الرازي شهرته، ثم انتقل منها ثانية إلى بغداد ليتولى رئاسة

م(.902- 892 م /289- 279البيمارستان المعتضدي الجديد، الذي أنشأه الخليفة المعتضد بالله ) ويقول ابن أبي أصيبعة: "والذي صح عندي أن الرازي كان أقدم زمانا̀ من عضد الدولة"، ولم يذكر ابن أبي أصيبعة البيمارستان المعتضدي إطالقا̀ في مقاله المطوnل في الرازي. وتنقlل الرازي عدة مرات

بين الري وبغداد تارة ألسباب سياسية وأخرى ليشغل مناصب مرموقة في كل من هذين البلدين، ولكنه أمضى الشطر األخير من حياته في مدينة الري، وكان قد أصابه الماء األزرق في عينيه، ثم فقد بصره

هـ/320 م، وسنة 925هـ /313وتوفي في مسقط رأسه، وتأرجحت األقوال في سنة وفاته بين سنة م. 932

مارس الطب لمدة طويلة في المشافي، وينعته ابن جلجل بأنه "طبيب مارستاني". حياة الطب : واحتل الرازي مناصب هامة في المشافي التي عمل فيها، فتولى إدارة بيمارستان الري، وعندما قصد

بغداد وأقام فيها، أدار أحد مستشفياتها الذي اختلف في اسمه؛ هل هو البيمارستان العضدي أو المقتدري أو الصاعدي أو التوانسي أو المعتضدي، وما إلى ذلك، والمهم أن الرازي قد تولى إدارة هذا المستشفى لفترة طويلة. ولما كان الرازي عالما̀ وطبيبا̀، وقد كان له عدد كبير من المريدين والتالميذ

يجلسون حوله في حلقات متصلة. المميزات : يعد| الرازي من الروnاد األوائل للطlب، ليس بين العلماء المسلمين فحسب، وإنما في

التراث العالمي واإلنساني بصفة عامة، ومن أبرز جوانب ريادة الرازي وأستاذيته وتفرده في الكثير منالجوانب أنه:

* يعدl مبتكر خيوط الجراحة المعروفة بالقصاب.* أول من صنع مراهم الزئبق.

* قدم شرحا̀ مفصال̀ ألمراض األطفال والنساء والوالدة واألمراض التناسلية وجراحة العيون وأمراضها. * كان من روlاد البحث التجريبـي في العلوم الطبية، وقد قام بنفسه ببعض التجارب على الحيوانات

كالقرود، فكان يعطيها الدواء، ويالحظ تأثيره فيها، فإذا نجح طبقه على اإلنسان. * عني بتاريخ المريض وتسجيل تطورات المرض؛ حتى يتمكن من مالحظة الحالة، وتقديم العالج

الصحيح له.nب إال * كان من دعاة العالج بالدواء المفرد )طب األعشاب والغذاء(، وعدم اللجوء إلى الدواء المرك

nب". في الضرورة، وفي ذلك يقول: "مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد، فال تعالج بدواء مرك* كان يستفيد من دالالت تحليل الدم والبول والنبض لتشخيّص المرض.

* استخدم طرق`ا مختلفة في عالج أنواع األمراض. * اهتم بالنواحي النفسية للمريض، ورفع معنوياته ومحاولة إزالة مخاوفه من خالل استخدام األساليب

النفسية المعروفة حتى يشفى، فيقول في ذلك: "ينبغي للطبيب أن يوهم المريض أبدا̀ بالصحة ويرجيهبها، وإن كان غير واثق بذلك، فمزاج الجسم تابع ألخالق النفس".

ق بشكل lكما اشتهر الرازي في مجال الطب اإلكلينيكي، وكان واسع األفق في هذا المجال، فقد فر واضح بين الجدري والحصبة، وكان أول من وصف هذين المرضين وصفا̀ دقيقا̀ مميزا̀ بالعالجات

الصحيحة.

Page 2: أبو بكر الرازي

قالت عنه المستشرقة األلمانية )زيغريد هونكه( في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب": "في شخصية الرازي تتجسد كل ما امتاز به الطب العربي وما حققه من فتوحات علمية باهرة. فهو الطبيب

الذي عرف واجبه حق المعرفة، وقدnس رسالته كل التقديس، فمألت عليه نفسه وجوانب قلبه، وهو ينقذ المعوزين ويساعد الفقراء. إنه الموسوعي الشمولي الذي استوعب كل معارف سالفيه في الطب

وهضمها وقدمها لإلنسانية أحسن تقديم، وهو الطبيب العملي الذي يعطي للمراقبة السريرية أهميتهااثة الكيميائي المج�رب الناجح، وهو أخيرا̀ المنهجي في علمه الذي أضفى على الطب lوحقها، وهو البح

في عصره نظاما̀ رائعا̀ ووضوحا̀ يثير اإلعجاب". الرازي والطبl الروحاني: في كتابه "السيرة الفلسفية"، دافع الرازي عن سيرته الشخصية وعن

أسلوب حياة الفيلسوف، ورسم أسلوبا̀ لحياة اإلنسان على أساس أن له بعد الموت حياة̀ فيها سعادة أو شقاء، فعليه أن ال يتبع الهوى الذي يدعوه إلى إيثار اللذات الحاضرة، بل يتبع العقل ويقتني العلم

ويستعمل العدل، وهذا هو، كما يقول الرازي، " ما يريده خالقنا الرحيم الذي منه نرجو الثواب ونخاف` العقاب". وخالصة السيرة الفلسفية، هي أن يكون اإلنسان في أفعاله مقتديا̀ بخالقه، عادال̀ رحيما

رؤوفا̀. أما عن تفصيل هذه السيرة، فإنه يحيلنا إلى كتاب "الطب الروحاني" الذي اقترح عليه األمير منصور بن نوح الساماني أمير خراسان أن يكتبه ويسميه بهذا االسم، "ليكون قرينا̀ لكتاب "المنصوري"

الذي غرضه في الطب الجسماني وعديال̀ له، لما قدnر األمير، في ضمه إليه، من عموم النفع وشموله للنفس والجسد"، وأساس ذلك ما كان يؤمن به الرازي من عالقة وثيقة بين سالمة النفس وسالمةnه الجسد وتأثير األحوال النفسية في البدن، كما سنرى في بعض معالجاته النفسية. وهو يؤس�س طب النفسي ـ األخالقي على ضرورة استعمال العقل الذي فضnل الله به اإلنسان على سائر المخلوقات، وبه توصnل اإلنسان إلى العلوم والصناعات، وهذا يقتضي أن يكون هو الحاكم في تدبر حياة اإلنسان

والداعي إلى السيطرة على الهوى في متابعته للشهوات والتحكم فيها بالفكر والروية والرياضة، ألنمتابعة الشهوات والتفنن في تحصيلها ينزل باإلنسان إلى مستوى البهائم.

وللرازي رأي في اللذة، وهو أنها ليست شيئا̀ إيجابيا̀، بل مجرد راحة من ألم طرأ فكدnر الحالة الطبيعية،فال يصح أن يطلب اإلنسان من اللذات إال بمقدار الحاجة، لكي يمارس حياة الفكر والمعرفة.

lته لنفسه ويهتم الرازي بضرورة أن يتعرف المرء عيوب نفسه، وهذا ال يسهل عليه، بسبب الهوى ومحبب ويبقى تحت إشرافه ليبصlره بإزالة lواستحسانه لما يفعل، فلذلك عليه أن يلجأ إلى مرب� مجر

الصفات الذميمة التي تعرض للنفس. ثم يدخل في ذكر أنواع هذه الصفات ويحمل حملة شديدة على ما يسميه "العشق" وهو "بلية" عظيمةlة النفس، والخضوع واالستكانة واحتمال التجني واالستطالة. ويضم الرازي إلى "العشق" لما فيه من ذل ما يسميه "اإللف"، وهو ما ينشأ عن طول الصحبة من كراهة مفارقة المحبوب، وهو "بلية" أيضا̀، فإذا انضم إلى العشق تعسر النـزوع عنه، واإللف يزداد مع مرور األيام وال يحسn به اإلنسان، حتى إذا جاء

الفراق ظهر على صورة ألم شديد وأذى يلحق النفس. ه الرازي نقده الالذع إلى من يعتبرهم "الموسومين بالظرف واألدب" الذين يعارضون الفالسفة ويوج�

في سيرتهم، ويزعمون "أن العشق إنما تعتاده الطبائع الرقيقة واألذهان اللطيفة، وأنه يدعو إلى النظافة واللباقة والزينة والهيئة، ويتبعون هذا ونحوه من كالمهم بالغزل من الشاعر البليغ في هذا المعنى، ويحتجون بمن عشق من األدباء والشعراء والسراة ويتخطونهم إلى األنبياء"، فيرد| الرازي

عليهم "بأن رقnة الطبع ولطافة الذهن وصفاءه يعرفان ويعتبران بإشراف أصحابهما على األمور الغامضة البعيدة والعلوم اللطيفة الدقيقة..."، وهذا ال يوجد إال عند الفالسفة، وهو يذكر هنا اليونان،

ويالحظ أن العشق في جملتهم أقلl مما في جملة سائر األمم"، فأما األنبياء، فال يستجيز أحد أن يكونالعشق من مناقبهم وفضائلهم.

هنا إلى ضرورة الوقاية من المرض قبل وقوعه، "الواجب في lه يوجn فإذا سألنا الرازي عن العالج، فإن حكم العقل... المبادرة في منع النفس وزمها عن العشق قبل وقوعها فيه وفطمها منه إذا وقدت فيه

قبل استحكامه فيها، وكذلك في اإللف: االحتراس منه يكون بالتعرض لمفارقة المصحوب حاال̀ بعد حال، وبأن يدرج اإلنسان نفسه إلى ذلك ويمر بها عليه. ويتحدث الرازي في عالج كثير من األمراض

النفسية ـ الخلقية، مما ال يتسع المقام الدخول فيه، ولكن يحسن أن نشير إلى طريقته في العالج وأن نذكر بعض األمثلة: فهو يعمد إلى تحليل الرذائل ويعتبرها "عوارض نفسية رديئة"، كالعجب والحسد والبغض، ويشرح أسبابها ثم يصف العالج، كما يعالج بعد ذلك كثيرا̀ من "العوارض النفسية السيئة": الغضب، الكذب، البخل، الغم، والشره، وغير ذلك، ويذكر باليا السكر والجماع... وهو في ذلك يهيب

باإلنسان أن يستعمل عقله وأن يستعين بالقوى الرفيعة الشريفة في نفسه على القوى الدنيئة،ع بهمة أولى العزم الذي يتأكد في النفس وتستجيب له كل| الميول nخصوصا̀ الشهوانية، وأن يتذر

والرغبات. وال ينسى هذا الطبيب الفيلسوف أن يحاول دفع الغمl بسبب الموت، ويقول إن هذا العارض

Page 3: أبو بكر الرازي

ال يمكن دفعه عن النفس تماما̀ إال بأن تقتنع بأنها تصير بعد الموت إلى ما هو أصلح لها مما كانت فيه، وهذا، كما يقول، موضوع يطول فيه الكالم، وهو يحوج إلى دراسة المذاهب والديانات، ويهتم بالكالم مع

من يعتقد أن النفس تفنى بفناء الجسد، وأنه إذا كان يخاف الموت فإن خوفه ال أساس له من العقل. وإذا كان الموت البد منه، فإن اإلنسان الذي يفكر فيه ال يزال يلحقه الغم، وهو أنه لكثرة تصوره

nما فكر فيه، فاألجدر به أن يتنـاساه ويتلطف في االحتيال لدفع الغم للموت كأنه يموت موتا̀ بعد موت كل عن نفسه. والمهم أنه، بحساب االعتقاد بمصير وعاقبة بعد الموت، يجب " أن ال يخاف منه اإلنسان

�ر الفاضل المكم�ل ألداء ما فرضت عليه الشريعة المحقة، ألنها قد وعدته الفوز والراحة والوصول الخيإلى النعيم الدائم".

أما الذي يشك في صحة الشريعة، فليس له إال البحث والنظر، "فإن أفرغ وسعه وجهده غير مقصر وال وان، فإنه ال يكاد يعدم الصواب، فإن عدمه- وال يكاد يكون ذلك- فالله تعالى أولى بالصفح عنه

والغفران له، إذ كان غير مطالب بما ليس في الوسع، بل تكليفه وتحميله لعباده دون ذلك كثيرا̀. كتب الرازي الطبية: يذكر كل| من ابن النديم والقفطي أن الرازي كان قد دوnن أسماء مؤلفاته في "

فهرست" وضعه لذلك الغرض. ومن المعروف أن النسخ المخطوطة لهذه المقالة قد ضاعت مع مؤلفات الرازي المفقودة، ويزيد عدد كتب الرازي على المائتي كتاب في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة األخرى، ويتراوح حجمها بين الموسوعات الضخمة والمقاالت القصيرة ويجدر بنا أن

نوضح هنا اإلبهام الشديد الذي يشوب كال̀ من "الحاوي في الطب" و "الجامع الكبير". وقد أخطأ مؤرخو الطب القدامى والمحدثون في اعتبار ذينك العنوانين كأنهما لكتاب واحد فقط، وذلك لترادف معنى

كلمتي الحاوي والجامع. " من أكثر كتب الرازي أهمي̀ة، وهو lالتعريف بمادة "الحاوي في الطب" : يعتبر كتاب "الحاوي في الطب

موسوعة عظيمة في الطب تحتوي على ملفات كثيرة من مؤلفين إغريقيين وهنود، إضافة إلى مالحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة. وقد كان الرازي دقيقا̀ إلى درجة أنه أشار إلى مصادره التي استقى

منها المعلومات الطبيعية من إغريقية وهندية في هذا الكتاب. واستعان الرازي بمذكراته الخاصة في تأليف كتبه الطبية التي تمتاز بجمال األسلوب وأصالة المادة، مثل كتاب "القولنج"، وكتاب "المنصوري

في الطب"، وكتاب "الجدري والحصبة"، وكتاب "األدوية المفردة"، وقد وجدت أصولها جميعا̀ في مذكرات "الحاوي في الطب". ونظن أن بعض األطباء جمعوا مذكرات الرازي الخاصة معا ـ بعد وفاته ـ

وأطلقوا عليها اسم "الحاوي في الطب"، وذلك لما تحتوي عليه من دراسات وافية في كتب األوائل. كما اهتدى علماء الغرب بنور العلم العربي، فتمت ترجمة هذه الموسوعة الطبية إلى اللغة الالتينية

.Continens م، وعرفت باسم 1279سنة �رج�م الحاوي في أوروبا وطبع في إيطاليا عام م، ويعد| أضخم كتاب طبع بعد اختراع المطبعة1486ت

lة في القرن السادس مباشرة̀، وقد قس�م إلى خمسة وعشرين مجلدا̀ بعد أن أعيد طبعه في البندقيعشر الميالدي، وقد ظلn كتاب الحاوي للرازي حجة الطب بال مدافع حتى القرن السابع عشر.

l مجموع̀ة من المذكرات الخاصة، أن القارىء يجد " لم يكن إال lوما يدل على أن "الحاوي في الطب مالحظات إكلينيكية عن أمراض ووعكات أصابت الرازي نفسه، كما دوnن الرازي فيها بيانات� مفصnلة عن حاالت مرضاه. ومن المعروف أنه كان يؤمن بسرية المهنة، كما ذكر ذلك في كتابه "في محنة الطبيب

وتعيينه"، فليس من المعقول إذا̀ أن يثبت هذه األسرار في كتاب يعده للنشر ويضمنه أسماء مرضاه من ذكور وأناث، وفيه وصف دقيق لما يشكوه كل مريض، مع بيانات اجتماع مميزة كالمهنة ومكان

السكن وسن المريض. nفات الرازي، ويضيف يذكر كل من ابي النديم وابن أيى أصيبعة عنوان كتاب "الجامع الكبير" ضمن مؤل

lفقان في بيانهما لعناوين كل� منهما أن هذه الموسوعة العلمية تتكوnن من اثني عشر جزءا̀، إال أنهما ال يتهذه األجزاء، ثم يخطئان فى تعريفهما "الجامع الكبير" بأنه كتاب "الحاوي".

وأما الرازي، فإنه يذكر عنوان كتابه "الجامع الكبير" عدة مرات، بل يحدد السنين الطويلة التي قضاها في تأليف هذه الموسوعة الضخمة، فيقول في كتابه "السيرة الفلسفية": "وإنه بلغ من صبري

واجتهادي أني كتبت بمثل خط� التعاويذ في عام واحد أكثر من عشرين ألف ورقة، وبقيت في عمل "الجامع الكبير" خمس عشرة سنة أعمله الليل والنهار، حتى في ضعف بصري وحدث لي فسخ في

عضل يدي يمنعاني في وقتي هذا عن القراءة والكتابة. وأنا على حالي ال أدعها بمقدار جهدي وأستعين دائما̀ بمن يقرأ ويكتب لي". وفي موضع آخر من كتاب "السيرة الفلسفية"، يذكر الرازي عناوين بعض

مؤلفاته الطبية كنموذج لكتبه التي يفتخر بها ويعتز، قائال̀:"وكتابنا في "األدوية الموجودة" والموسوم "بالطب الملوكي " والكتاب الموسوم "بالجامع " الذي لم يسبقني إليه أحد من أهل المملكة، وال

أحتذي فيه أحدا̀ بعد احتذائي وحذوي، وكتبنا في صناعة الحكمة التي هي عند العامة الكيمياء،

Page 4: أبو بكر الرازي

وبالجملة، فقرابة مائتي كتاب ومقالة ورسالة خرجت عني إلى وقت عملي على هذه المقالة في فنونالفلسفة من العلم الطبيعي واإللهي".

كما يذكر الرازي مؤلفه "الجامع الكبير" في كتابه "المرشد أو الفصول" ثم في كتابه "األقراباذين المختصر"، وكذلك يذكر الرازي اسم "الجامع الكبير" ست مرات في كتابه )الشكوك على جالينوس(،

مؤكدا أن مادة كتابه "الجامع الكبير" أحسن وأوضح وأوفى مما كتبه جالينوس نفسه في كتبه التيينقدها الرازي.

lالمنصوري": يعد أصغر حجما̀ من كتابه األول "الحاوي"، وقد أخذه بنفسه إلى صديقه أمير الري" المنصور بن الحق. ولكن كتاب "المنصوري" نال شهرة واسعة في الشرق والغرب. طبع المنصوري

م، وأعيد طبعه عدة مرات، وترجمت أجزاء منه إلى اللغات1481في إيطاليا ألول مرة في عام الفرنسية واأللمانية، ويقع في عشرة مجلدات، ويعد مدخال̀ إلى الطب، وقد قسمت أجزاؤه العشرة

كما يلي: ـ مدخل في الطب، شكل األعضاء، تعريف مزاج البدن، في قوى األغذية واألدوية، في حفظ الصحة،1

في الزينة، في تدبير المسافرين، في صناعة الجبر والجراحات والقروح، وفي السموم، في األمراضالحادثة من القرن إلى القدم، وفي الحميات.

ومن الكتب التي كتبها الرازي: أ ـ الحصبة والجدري، فعلى الرغم من صغر حجمه، فإنه يعد| أقدم وصف في الجدري والحصبة وأفضل

ما كتب في الطب اإلسالمي. ب ـ كتاب منافع األغذية: وهو من كتب الرازي الشهيرة، ويتحدث عن الغذاء والشراب، كالحنطة وأنواع

الخبز ومنافع الماء البارد منه والساخن، ومتى يجب تجنب شربه باردا̀ وساخنا̀، ومن منافع الشرب` ه، واألشربة غير المسكرة، ومنافع اللحوم ومضارها، ومنافع السمك ومضاره، وأيضا lالمسكر ومضار

المخلlالت والزيتون والتوابل والفواكه الرطبة منها والجافة.ومما يؤثر عن الرازي أنه كان يؤمن بأن الفصد مفيد لعالج بعض األمراض.

علم الجرح والتعديل هو علم من علوم الحديث الشريف يبحث في جرح الرواةكتاب الجرح والتعديل : وتعديلهم بألفاظ مخصوصة وعن مراتب تلك األلفاظ وهذا الكتاب متخصّص في هذا العلم بل هو مرجع

فيه يذكر فيه أسماء من روي عنهم الحديث ويذكر الذين روى عنهم والذين رووا عنه وأقوال أصحاب الجرح والتعديل فيهم، ويذكر مكانتهم في علم الحديث، وقد رتب كتابه هذا ترتيبا ألفبائيا على حسب

. حروف المعجم هذا كتاب� غزير المادnة، ولم يطبع حتى اآلن. وينقد الرازي إلى هذاكتاب شكوك على جالينوس :

كتابا̀ من كتب جالينوس، أولها كتاب "البرهان"، وآخرها كتاب "النبض الكبير"، الكتاب ثمانية وعشرين وإن مقتطفات الرازي من كتاب "البرهان" لجديرة بالدراسة المتعمقة، فقد كان الجزء األكبر من هذا

م( الذي ترجم ما873 ــ 808 هـ 260- 192الكتاب الفلسفي مفقودا̀ في زمان حنين بن إسحاق ) عثر عليه من النصوص اليونانية لبعض مقاالت هذا الكتاب، ويقول حنين بن إسحاق إنه سافر إلى مدينة

�م. إن نقد الرازي لكتب جالينوس اإلسكندرية باحثا̀ عن المخطوطات النادرة الوجود لهذا الكتاب القي لدليل� قويl على اتجاه جديد محمود بين أطباء العالم العربي، فكم من أجيال توارثت النظريات واآلراء

العلمية الخاطئة دون أن يجرؤ أحد على نقدها أو تعديلها خشية الخروج على العرف السائد. يقول الشكوك على جالينوس": "إني ألعلم أن كثيرا̀ من الناس يستجهلونني في"الرازي في مقدمة كتاب

تأليف هذا الكتاب، وكثيرا̀ منهم يلومونني ويعنفونني أو كان يجزي إلى تحليتي تحلية من يقصد باستغنام واستلذاذ منه كذلك، إلى مناقضة رجل مثل جالينوس في جاللته ومعرفته وتقدمه في جميع أجزاء

الفلسفة، ومكانه منها؟ وأجد أنا لذلك ـ يعلم الله ـ مضضا̀ في نفسي، إذ كنت قد بليت بمقابلة من هوl̀ة، وأكثرهم لي منفعة، وبه اهتديت، وأثره اقتفيت، ومن بحره استقيت". أعظم الخلق عليn من

ويقول الرازي في كتاب "المرشد أو الفصول": "ليس يكفي فيكتاب المرشد أو الفصول : أحكام صناعة الطب قراءة كتبها، بل يحتاج مع ذلك إلى مزاولة المرضى، إال أن من قرأ الكتب ثم زاول المرضى، يستفيد من قبل التجربة كثيرا̀، ومن زاول المرضى من غير أن يقرأ الكتب، يفوته ويذهب عنه دالئل كثيرة، وال يشعر بها البتة، وال يمكن أن يلحق بها في مقدار عمره، ولو كان أكثر

الناس مزاول̀ة للمرضى ما يلحقه قارىء الكتب مع أدنى مزاولة، فيكون كما قال الله عز وجل: }وكأين[. 105من آية في السموات واألرض يمرون عليها وهم عنها معرضون{]يوسف/

كتاب الطب :

Page 5: أبو بكر الرازي

كان الرازي يؤمن بأن القصد مفيد لعالج بعض األمراض. قرأت :"في الفصد والحجامةكتاب "

" أربع عشرة مقالة- بحثا عن تجربة المقارنة التي دونها فيفي الفصد والحجامةكتاب الرازي " مذكراته الخاصة "الحاوي في الطب"، وكنت قد نشرت عنها كلمة وجيزة وملخصها "أن الرازي قسم عددا من المرضى المصابين بمرض السرسام )التهاب سحائي( إلى مجموعتين. ثم فصد جميع أفراد

المجموعة األولى وترك أفراد المجموعة الثانية بدون فصد، يقول: "وتركت متعمدا جماعة استدني بذلك رأيا" ولم أعثر على هذه التجربة الشيقة في كتاب "الفصد والحجامة" ولكني كوفئت بمعلومات

جديدة، لم يسبق نشرها، عن الرازي، حيث يقول: "وقد كان بمدينة مصر رجل بغدادي يتصرف في خدمة السلطان. وكان يلزمني تدبيره، وسنه يومئذ نيف وسبعون سنة. كنت أفصده في كل خمسة وعشرين يوما وما يقرب منها، في جميع األزمنة واحتمال زيارة الرازي هذا الشيخ المسن في مصر

. ومنبغداد أو إلى الريأكثر من احتمال توجه هذا المريض مرة في خمسة وعشرين يوما إلى مدينة ": "وخبرني بعض من كنت أتعلم عنده الفصدفي الفصد والحجامةالطريف أن يقول الرازي في كتاب "

أنه عسر عليه إخراج عرق امرأة، فنهرها وزجرها ولكمها فبرزت عروقها ففصدها للوقت، واعتذر إليها افتصد. فلماالمأمونوأخبرها بحيلته". كما يقول في نفس الكتاب: "وأخبرني من كنت أقرأ عليه أن

أق وقت التثنية عسر خروج الدم، فأحضر المتطببين، فكل أشار بما لم يقبله. وحضر المجلس من ضمن خروج الدم بأسهل الوجوه، بعد أن يزول من حضر. فلما زالوا امتّص العروق، فأنزل في فمه في

الوقت". افتصد"ثم قوله"وخبرنيالمأمونوإذا أمعنا النظر في قول الرازي: "وأخبرني من كنت أقرأ عليه أن

بعض من كنت أتعلم عنه الفصد" ال ستدللنا على أن الرازي درس الطب على أستاذ طيب، ولكنه تعلمالفصد عند فصاد من غير األطباء، ممن كانوا يمارسون "أعمال الطب الجزئية".

حياة الكيمياء : كان الرازي من ابرع رجال الكيمياء والطب والفيزياء في اإلسالم في العصور الوسطى. وقد ذكر ابن أبي "أصيبعة" في عيون األنباء، أن الرازي قدم في كتاب "كيفية اإلبصار" قلب نظرية اإلبصار، وقد قال في هذا الكتاب: "ألول مرة في التاريخ بأن اإلبصار ال يكون شعاعا̀ يخرج من

العين إلى الجسم، بل على النقيض من ذلك، إن الشعاع أو الضوء يخرج عن الجسم المرئي، وقد نقض في هذا الكتاب نظرية إقليدوس في المناظر، ومن الجدير ذكره أن الرازي كان أقدم عهدا̀ من ابن

الهيثم وبما يتعلق بهذه النظرية بسبعة قرون. ويثبت مؤرخو العصور الوسطى المؤلفات اآلتية للرازي في اإلبصار، وكلها في حكم المفقودة: "كتاب في فصل العين على سائر الحواس" "مقالة في المنفعة

في أطراف األجفان دائما̀"، "مقالة في العلة التي من أجله تضيق النواظر في الضوء وتتسع فيالظلمة"، "كتاب في شروط النظر"، ومقالة في "عالج العين بالحديد".

اخترع الرازي المكثاف الذي يستعمل لقياس األوزان النوعية للسوائل ومعرفةجياة الفيزياء : كثافتها، وقد سماه الرازي "الميزان الطبيعي". بدأ حب الكيمياء عند الرازي قبل الطب بدافع السعي

وراء تحويل المعادن الرديئة القليلة الثمن إلى معادن نفيسة كالذهب والفضة. كانت صنعة الكيمياء في عصره مجلب̀ة للثراء، لذلك ألف فيها عشرات الكتب. توصل الرازي إلى تحضير بعض السبائك التي تشبه الذهب، وكذلك توصل إلى عمليات كيمائية ما زالت مستعملة حتى يومنا هذا، مثل: التقطير،

التكليس، التبلور، التشميع، الصهر، الترشيح، التنقية، التصعيد، التصدية. نال كتابه الكيماوي "سر األسرار" شهرة̀ عظيم̀ة في أوروبا، فترجم إلى األلمانية، ولذلك اعتبر الرازي فريد عصره وزمانه. ويتضح من ذكر الرازي لألجهزة التي استخدمها في المواد ا لكيماوية مدى جودة

مختبره، وقد ذكر من أدواته: "األدوات الزجاجية، المعدنية، والخزفية، والكؤوس الزجاجية والدوارق وأواني البلور الزجاجية األحواض، واألفران ومالعق الحرق والمالقط، والحمام المائي والحمام الرملي،

Page 6: أبو بكر الرازي

وعمليات الترشيح، واألقماع الزجاجية، ومصابيح التسخين، وتوصل إلى معرفة معدن الصدا والكاويةوالغلسرين وغيرها".

ولعلn ممارسة الرازي العملية للكيمياء كانت في المرحلة األولى من عمره، كما ذكرت المصادرالقديمة، وتأليفه في مجالها كان في المرحلة الثانية، وفي سن متقدمة نسبيا̀.

lاختلفت األقوال في إصابته بعينه، حيث يرد في تاريخ حكماء اإلسالم أنه أصيب بالرمد الشتغاله بالمواد الكيماوية، ثم اشتغل بعلم اإلكسير، فرمدت عينه بسبب أبخرة العقاقير المستعملة في اإلكسير، بينما يعتقد البيروني، وهو الراجح، أنه نجم عن كثرة القراءة والمطالعة والدرس، ويؤكد الرازي ذلك بقوله:

"وبقيت في عمل الجامع الكبير خمس عشرة سنة، أعمل في الليل والنهار، حتى ضعف بصري، وحدث لي فسخ في عضل يدي، يمنعاني في وقتي هذا من القراءة والكتابة، وأنا على حالي ال أدعهما بمقدار

جهدي، وأستعين دائما̀ بمن يقرأ ويكتب لي". ويبدو لنا أن الرازي كان مطlلعا̀ على اللغة اليونانية، بعكس ما ذكر في هوامش تحقيق رسالة في

الجدري والحصبة. والنّص التالي المنقول عن عيون األنباء يدل على معرفة الرازي باللغة اليونانية:" وقال أبو بكر ابن زكريا في كتاب الحاوي: يصح في اللغة اليونانية أن ينطق بالجيم غينا̀ وكافا̀، فيقال مثال̀ جالينوس وغالينوس وكالينوس، وكل ذلك جائز، وقد نجعل األلف والالم الما̀ شديدة فيكون ذلك أصحl في اليونانية... ويدلنا هذا النّص على أن الرازي عرف اللغة اليونانية، كما يؤكد هذه المقولة ماlة ونقله عنها، ويؤيده ما ورد في نراه من سعة اطالعه على الكتب اليونانية، سواء الطبية أو الفلسفي

الفهرست وتاريخ الحكماء من أنه ألف كتابا̀ يذكر فيه كتب جالينوس التي لم ترد في فهارسه: "كتابفي استدراك ما بقي من كتب جالينوس ممlالم يذكره حنين وال جالينوس في فهرسته".