الثانى الفصل اكتشاف الفينومينولوجيا بين هيجل

وهوسرل

مقدمـــة

أوًال :

هيجـــل

فينومينولوجيـــا إلى المـــؤدى - الطريـــق1األلمانية. المثالية من هيجل

أعمــال فى الفينومينولوجيــا - إرهاصــات2األولى. هيجل

ثانيا :

هوســـرل

فينومينولوجيـــا إلى المـــؤدى - الطريـــق1وبرنتانو الجديدة الكانطية من هوسرل

فينومينولوجيـــا إلى المـــؤدى - الطريـــق2كانط. من هوسرل

لفينومينولوجيــــــا األولى - البــــــدايات3.“ منطقية أبحاث ” فى هوسرل

خاتمـــة

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

: مقدمـــةــا ــدى الفينومينولوجي ! وهوســرل هيجــل ل ــا طريقــة هى مع

جديـــدة حلـــول لوضـــع المعرفـــة نظريـــة فى للبحث جديـــدة طريق عن المعرفة تدرس أنها عندهما يميزها إلشكالياتها. وما

اكتشـــف هوســـرل أن المعرفيـــة. والحقيقـــة الـــوعى خـــبرةــا ــأثر أى دون الفينومينولوجي ــل ت ــتى أو بهيج ــأى ح أعالم من ب

أصــــول اختالف إلى أدى مــــا وهــــذا األلمانيــــة، المثاليــــة إلى الخاص طريقه منهما لكل كان فقد لديهما، الفينومينولوجيا

ــا ــتقل الفينومينولوجي ! والمس ــا ــق عن تمام ــد طري ــر. فق اآلخــا هيجــل اكتشــف ــق عن الفينومينولوجي ــط طري ــة كان والمثاليــة النفس علم طريق عن هوسرل واكتشفها األلمانية، والكانطي

وصال أنهما إال بينهما الطريق اختالف من الرغم الجديدة. فعلى االســم. بنفس وســمياها المعرفــة لمعالجــة واحدة طريقة إلى

! فيلسوفين بين تشابه على واضح نموذج وهذا مقولــة عن بعيدا واحــدة غاية إلى المختلفة الطرق أدت إذن والتأثر. كيف التأثير

الفصل. هذا فى دراسته نحاول ما هو هذا ؟ متشابهة نهاية أو

! : - هيجـــل أوال

ــة من هيجــل فينومينولوجيا إلى المؤدى - الطريق1 المثالي: األلمانية! األلمانية المثالية مذاهب تعد ــيس مختلفة طرقا العلم لتأس

فى المتمثــل الترانســندنتالية المثاليــة مشروع تحقيق أو الكلى تأسيس تةيشف وقبلية. حاول كلية مبادئ على المعرفة تأسيس

والـوعى الخـالص األنــا إلى العــودة طريق عن الكلى العلم هذا معــرفى فعل لكــل والنهــائى األول األســاس باعتبــاره الــذاتى

Gedanke, Cognitionاســتنباط عليه كان الخالص األنا هذا . ومن األنــا هــذا أن إلى إدراكه. وذهب وطريقة آخر: العالم شىء كل

مــا وبكــل هــو بحاالته المعرفة: معرفة من نوعين لديه الخالص عنه خارجة بأشياء أخرى ومعرفة سيطرة، عليه وله إليه ينتمى من الثــانى النــوع حواســه. وهــذا على تــؤثر ســيطرته وعن

-42-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

.(1)العالم مصدره المعرفة

الترانســندنتالية المثاليــة أســاس أن إلى فــذهب شــلنج أما! يكون أن يجب ! إتحادا فى والموضــوع الــذات بين وهويــة أصــليا

عن الكشــف بالتــالى الفلســفة مهمــة المطلق. وتكــون صورة أنــا أو وموضــوع، ذات إلى إنقسامها وكيفية األصلية الهوية هذهفشتة. بتعبير أنا وال

فى شــلنج وطريقــة تةيشــف طريقــة على هيجــل يوافق لم المبــدأ باعتبــاره الخــالص األنــا ألن ذلــك الكلى، العلم تأســيس بــل الفلسفى، للمذهب بداية يكون أن يصح ال للمعرفة النهائى

عليهــا. وكــذلك يــدلل أن المــذهب على يجب الــتى النتيجــة هو الهــدف تكــون أن يجب األخــرى فهى والموضــوع، الــذات هوية منها. لقــد يبدأ التى المصادرة ال المذهب، لتحقيقه يسعى الذى مبــدأ وضــع نحــو لســعيهما هيجــل نظر فى وشلنج تةيشف أخطأ

ــة يكون أن يجب أنه حين فى البداية فى الفلسفة البرهــان نهاي يـشرحان كانا ذلك فى وشلنج تةيشف أن . والحقيقة(2)الفلسفى

! ! مذهبا قــوبال فقــد ذلــك ومــع عــادى، لجمهــور ال لفالســفة مثالياالفالسفة. هؤالء من واستهزاء برفض

ــه لتقديم جديدة طريقة إبتداع نحو تةيشف دفع ما وهذا مذهب ” كتابه فى استخدمها التى طريقته عن تختلف للجمهور المثالى

1 (1) Fichte: Science of Knowledge, Op. Cit., P. 122 - 124.2 (1) Hegel, Phänomenologie des Geistes, Werke (3) (Frankfurt am

main: Suhrkramp Verlag 1970).إنجليزيتان: ترجمتان للكتاب

- The Phenomenology of Mind. Translated by J. B. Baillie (London: George Allen and Unwin, 1931).

- Phenomenology of Spirit. Translated by A. V. Miller (Clarendon Press: Oxford 1977).

أمــا األلمــانى، باألصــل االستعانة مع ميلر ترجمة على نعتمد سوف إليهـا سنشـير قليلـة خاصة مواضع فى إليها لجأنا فقد بايلى ترجمة

مناسبتها. فى فى الصــفحة إلى يشــير األول والــرقمPhG الكتــاب هــذا إختصــار

/ PhG 12 - 13ميلر: ترجمة فى الصفحة إلى والثانى األلمانى، األصل2 - 3.

-43-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

-1796 سنوات فى ومحاضراته ،1794 سنة “ المعرفة علم! تةيشــف قــدvم1800 ســنة . ففى1799 رســالة ” عنوانــه كتابــا

The “ الإنسان Vocation of Man كيفيـة للجمهـور فيهـا أوضـح ومجـــال المشـــترك والحس الشـــائعة المعرفـــة من اإلنتقـــال

إدراك وإلى المجردة العقلية المعرفة مجال إلى المحسوساتمعرفة. كل أساس هو الذاتى الوعى أن

والمعرفـــة الشـــكأقســـام: ثالثـــة من الكتـــاب يتكـــون مدى ندرك فسوف األول القسم مضمون تأملنا . وإذاواإليمان

وأنــه الهيجلى، الفينومينولــوجى التحليــل من الكتــاب هذا قرب فى جديــدة كطريقــة الفينومينولــوجى بالخيــار لهيجــل مــوحى

أحــادى حوار عن ( عبارة ) الشك األول المعرفة. القسم تناولMonologueــا ــا يكتشــف حيث ذاتهــا، مــع لألن ــه األن ــاره ذات باعتب

! “ الطبيعــة نســق ” من جــزء مجــرد بأنــه معرفتــه بين منقسما! كونــه إلى تــرقى الــتى ورغبتــه .(1)“ الحريــة نســق ” من جــزءا

إلى هيجــل لــدى تحــول الذاتى الحوار أو المونولوج هذا أن والحقيقة! لكن فينومينولوجى، تحليل ! يكون أن من بدال ــأمال ــا ت فى لألن! أصبح ذاتها المطلقــة. المعرفــة نظــر وجهة من للوعى تحليال! بكونهــا معرفــة إلى تةيشـف لدى األنا إنقسام أن كما من جــزءا

! تكون ألن تطمح ورغبة الطبيعة نسق ــة نسق من جزءا الحري طــرفى وإلى الــوعى بهــا يمــر جدلية مراحل إلى هيجل لدى يتحول يسـمى مــا هيجـل عنــد هـو جديــد مركب فى رفعهما يتم تناقض

الفــرد حريــة بين يجمــع الــذى المجــال أو الموضــوعى، بــالروح أخالقى إطــار فى الجماعيــة الحيــاة متطلبات عن الناتجة والضرورةوقانونى.

ــاب من الثانى والقسم ــوان تةيشــف كت .“ المعرفـــة ” بعن! تةيشف يقيم وفيه فى الــروح . وتعمــلوالــروح األنــا بين حــواراــذى الحسى اليقين موقف من األنا نقل على الحوار هذا ــدأ ال تبــه ــذاتها الــوعى إلى ب للمعرفــة. المطلــق الشــرط باعتبارهــا ب

1 (2) Fichte, The Vocation of Man. Translated by Peter Preuss (Hockett Publishing Company: Indianapolis / Cambridge 1987) PP. 13 - 14.

-44-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

عن مســبقة معرفــة لــديها األنــا تحاور التى الروح أن والحقيقة المعرفــة تشــبه فهى ولــذلك األخيرة، ونتيجته الحوار هذا هدف

! هيجل. لكن فينومينولوجيا فى المطلقة الأنا بين الحوار من بدال جدليـة معرفيـة بمراحـل الأنـا مرور كيفية هيجل يوضح والروح،

أحــد. من مســاعدة دون المطلقة المعرفة إلى بذاتها والوصول الحركــة محلــه تحــل سوف تةيشف عند والروح الأنا بين فالحوار التى الأولى ذاته. فالنتيجة وبين بينه للوعى تحدث التى الجدلية بــالوعى وعى هــو بشــىء وعى كل أن وهى الحوار إليها يتوصل

! وليس الشىء بهذا ! وعيا ! مباشرا ــدا يتوصــل الــتى النتيجــة هى(1)أبــا ــل إليه ــل أول فى هيج ــا، فى فص ــل الفينومينولوجي اليقين فص

أن الشــىء بهذا بالوعى وعى بالشىء الوعى يكون أن الحسى. ومعنى وعــيى الــوقت نفس فى هــو أمــامى لموضــوع الحســى إدراكى يكون!، أدركــه بــأننى مــع معرفيــة حالــة فى داخــل بــأننى وعى حســيا

ــوع ــ ــة هى الموض ــ ــدأ إدراك حال ــ ــى. يب ــ ــى اليقين حس ــ فى الحس! تةيشــف عنــد الأنا يبدأ كما هيجل فينومينولوجيا مــا أن معتقــدا

إدراكه أن ذلك بعد الوعى يكتشف ثم مباشرة، يدركه يدركه! ليس للأشياء شروطه وتوسط هو بتوسطه يتم بل مباشراووعيه. الذاتية

فيـــه يثـــير مـــا أن إلى الــروح بمســاعدة األنـــا ويتوصـــلــل األشياء ليس حسى إدراك حالة فى يدخله وما اإلحساسات ب

! عنها يعلم ال قوة عنها، خارجة قوة وآثارهــا تعبيراتهــا أن إال شيئا واـلتى المعروفة غير القوة تلك عن هيجل تحدث . وقد(2)فيه تظهرــوان فصــل فى اإلحساسات مصدر أنها على الوعى إليها ينظر بعن

ــوة ” ــ ــا ” فى “ والفهم الق ــ ــروح فينومينولوجي ــ . ثم“ ال ال الــذى ذاتــه فى الشــىء هى القــوة هــذه أن للــروح األنــا يوضح! عنه نعرف ومعارفنــا. لكن إحساســاتنا هومصــدر لكنــه شــيئا نتـاج إال ليس ذاتـه فى الشـىء هـذا أن لألنـا لتثبت الروح تعود

! وليس نحن تفكيرنا ! شيئا ! موجودا المـبادئ . فحسب(3)عنا خارجا

1 (1) Fichte: The Vocation of Man, PP. 40 - 41.2 (2) Ibid: P. 57.3 (3) Ibid: PP. 58 - 59.

-45-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

عن متوســطة بشــىء معرفــة كــل فــإن األنا إليها توصلت التى ذاتـه فى بشـىء معرفـة لدينا يكون أن يمكن وال الذات، طريق

! أى مصدره، نحن كنا إذا إال ! تأسيســا عنــدنا. وبهــذه من وتكوينــا وهى كانــط، عنــد ذاتــه فى الشــىء فكرة تةيشف ينقد الطريقة الفينومينولوجيــا فى هيجــل يتبعهــا ســوف للتى مشابهة طريقة

فى الشــىء فكــرة مصــدر هو الذاتى الوعى جدل أن إثبات فىذاته.

رســالة ” فى تةيشــف طريقــة على هيجــل يوافــق لم لكن

على الــوعى إنعكاس على االعتماد فى تتمثل والتى “ اإلنسان للمعرفــة. وفى المطلــق المبــدأ باعتباره ذاته يكتشف كى ذاته

يمكن ال للــوعى االبتــدائى الموقف أن إلى هيجل ذهب المقابلــون أن ! يك ــدا ــف أب ــاس موق ــذات، على اإلنعك ــل ال ــف ب موق

بينه التام االنفصال فى واالعتقاد الموضوع، وبين بينه المواجهة جوهرين يشكالن والموضوع هو أنه وفى معرفته، موضوع وبين

نفســه تلقــاء من ذاتــه على الــوعى إنعكاس يأتى وال ،(1)متمايزين! ليس بالموضــوع الحسى يقينه أن لإكتشافه نتيجة بل شــيئا

حالــة فى الموضوع من يدركه ما وأن الحقيقة، على معرفة وليســى اليقين ــو ليس الحس ــة ه ــك حقيق ــوع. فالش اليقين فى الموض

هيجل رأى ذاته. ولذلك على الإنعكاس نحو الوعى يدفع ما هو الحسى وإلى عقلى حــدس إلى الـوعى وصــول كيفيــة لمعالجة طريقة خير أن

ــة ــة معرف ــلية بالهوي ــذات بين الأص ــوع ال ــل هى والموض التحلي والـتى الـوعى، بهـا يمـر الـتى الجدليـة للمراحـل الفينومينولـوجى

حتى أعلى مرحلة إلى للوصول مرحلة لكل المستمر السلب قوامها هيجــل فينومينولوجيــا تكــون الكامــل. وهنــا الــذاتى الــوعى تحقــقــف طريقة عن بديلة المثالى الموقف لتبرير جديدة طريقة تةيش

.“ اإلنسان رسالة ” فى

لألنــا الــروح تســتنبط كيــف الرســالة فى تةيشف أوضح لقدــة ــة المعرف ــدأ المطلق ــوعى ومب ــذاتى ال ــاره ال ــاس باعتب أس لتلــك ذاتهــا الــروح هــذه توصــلت كيف يوضح لم لكنه المعرفة،

1 (1) Hegel: PhG 82 - 83 / 58 - 59.

-46-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

أن إلى الــروح لســان على مــرة من أكــثر يشــير المعرفة. إنــه فيه سارت الذى الطريق نفس هو األنا فيه تسير الذى الطريق

هيجليــة. فــإذا نظــر وجهــة من معضلة فى يوقعنا هذا هى. لكن األنــا فيــه تســير الــذى الطريــق فى ســارت قــد الــروح كــانت

دون وحــدها فيــه ســارت أنهــا ذلــك فمعــنى الــروح بمســاعدة الرحلــة طبيعــة هى مــا البدايــة. إذن من أخــرى بروح االستعانة

المعرفــة إلى بهــا ووصــلت وحــدها الــروح هــذه قطعتهــا الــتى ولن وحــدها، المراحــل نفس ســتقطع أنهــا الشــك ؟ المطلقــة

كــل لبطالن إلكتشــافها نتيجــة إال أخــرى إلى مرحلــة من تنتقــلــا بالضــبط هى الرحلة سلبيات. وهذه من تتضمنه وما مرحلة م داللــة العنــوان ولهــذا “ الروح فينومينولوجيا ” فى هيجل يحلله

يكــون هيجــل كتــاب ألن ذلــك تة،يشــلف اإلنسان برسالة متصلة األنــا لنقــل تةيشــف بهــا استعان التى للروح فينومينولوجيا بذلك

المطلقة. المعرفة إلى الطبيعى الوعى من

تة،يشــف فلســفة فى آخــر أســاس هيجــل ولفينومينولوجيــا تقريــر ” بعنــوان1801 ســنة تةيشف نشره مؤلف فى وخاصة

النــاس، من العظمى الغالبيــة إلى موجه النهار وضوح واضح

على القــارئ إلجبــار الجديــدة: محاولــة الفلسفة طبيعة عن

الكتــاب هــذا فى يحاول تةيشف أن إلى هيجل ويذهب.“ الفهم الجديــدة الفلســفة عنــه تتكلم الذى الجوهر أن للقارئ يبين أن

! ليس ــيئا ! ش ــا ــا مختلف ــه عم ــاة فى نعرف ــة، الحي عن أى اليومي ” درسالكتــاب: لمضــمون شــرحه فى هيجــل الظاهر. ويقول

والـوعى الذاتيـة المثاليـة بين التعـارض الكتـاب هذا فى تةيشفــر ــورته فى المباش ــائعة ص ــة(1) “ الش ــذا نفس أن . والحقيق ه بهــا قصد التى الفينومينولوجيا فى هيجل يتناوله ما هو التعارض

المثالية. النظر وجهة إلى الشائع المباشر الوعى هذا توصيل

“ الترانســندنتالية المثاليــة نســق ” كتابــه فيعد شلنج أما

!1800 سـنة ظهر الذى هيجـل. إذ لفينومينولوجيـا آخـر أساسـا عبد أ. د. إمام الفلسفية. ترجمة العلوم هيجل: موسوعة(?(1

)د. ت(، مـــــــــدبولى، مكتبـــــــــة إمـــــــــام، الفتـــــــــاح.331 ص

-47-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

ــلنج يعلن ــاب فى ش ــفة أن الكت ــة الفلس ــاة هى ” الحق المحاك )المعرفيــة( الــتى األفعــال لسلســلة الكاملة واإلستعادة الحرة

باعتباره الذاتى الوعى ألن “. ذلك الذاتى الوعى فعل عنها نشأ تســبقه كلهــا للمعرفــة والمؤســس األساســى المعــرفى الفعل شــلنج عنــد الفلســفى المــذهب ومهمــة لــه، تمهد أخرى أفعال

الــذاتى. بالوعى انتهت التى األفعال من السلسلة هذه استعادة األصــلى التكــوين ” هــو األساســى الفلســفة موضــوع أن كمــا

! ” الفلســفة تكــون وبذلك ،genesis “(1) للوعى للــوعى تاريخــا ألن المهمــة، هــذه فى ينجح لم شــلنج أن هيجل . رأى(2) “ الذاتى وصــراع تناقض فى شلنج مذهب فى ظلوا والعقل والفهم الحس

فى هــذا الــذاتى الــوعى تــاريخ ينجح ولم اآلخــر أحــدهم ويطــرد على تأخــذ ســوف هيجــل ففينومينولوجيــا بينهم. ولــذلك التأليفــل وضــع مهمة شلنج، يتمها لم التى المهمة هذه عاتقها تحلي مــع المطلــق إلى وصــوله وكيفيــة الــذاتى للــوعى وتــاريخى تكوينى فى ذلــك والعقــل. ويتمثــل والفهم الحس بين التعــارض على القضاء

مرحلــة فى الحس بحقيقــة يحتفظ الذى للجدل هيجل استخدام ألن ذلــك العقــل، مرحلــة فى الفهم بحقيقــة ويحتفــظ الفهم

من مرحلــة كــل على هيجــل يمارســه الــذى Aufhebung الرفـــــع منهــا، أعلى وحــدة فى إيجابياتهــا بكــل يحتفــظ الثالثــة المراحل! يفقد ال فالجدل الطريق. فى شيئا

هيجــل إليه لجأ الذى الخيار هو الفينومينولوجى المنهج كانــة من للتمكن ــوء معالج ــوعى نش ــذاتى ال ــة ال ــة معالج تاريخي تمكن عــدم شلنج. ويتضــح إتمامها فى فشل التى وهى تكوينية

معالجتــه على نظرة ألقينا إذا التحليل هذا مثل إتمام من شلنج وضــع فقــد الــذاتى، الــوعى إلى المؤدية الوعى أفعال لسلسلة

من األولى ثالثــة: المرحلــة مراحــل صــورة فى السلســلة هــذه إلى الحســى اليقين من أى المنتج الحــدس إلى األصلى الحس

الحـدس من الثانيـة هيجـل. والمرحلـة بتعبـير الحسـى اإلدراك بتعبــير الفهم إلى الحسى اإلدراك من أى اإلنعكاس، إلى المنتج

1 (1) Schelling: System of Transcendental Idealism, P. 49. 2 (2) Ibid: P. 50.

-48-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

اإلرادة فعـــل إلى اإلنعكـــاس من الثالثـــة هيجـــل. والمرحلـــة . والحس(1)هيجـــل بتعبـــير العقـــل إلى الفهم من أى المطلـــق،

المنتج الحــدس بينما لإلحساسات، السلبى التلقى فعل هو األصلى! الحسى اإلدراك لموضوع إنتاج هو الذات. لدى قبلية ألشكال وفقا ينــاظر والذى ذاتها المعرفية بالعمليات الوعى فهو اإلنعكاس أما

! هيجل، عند الفهم عنــد العقــل هــو المطلق اإلرادة فعل فإن وأخيرا كل وأن الحقيقة، وكل الواقع كل أنه على ذاته إلى ينظر والذى هيجل شلنج يعالج حين معه. وفى تتوافق أن يجب أخرى وحقيقة واقع يعالجها مجردة، صورية معالجة بينها واالنتقال المراحل هذه

! الجدلى الفينومينولوجى بمنهجه هيجل ســلب من فيها ما موضحا الـوعى. من أخـرى مرحلـة أو أرقى شـكل نحو الوعى يدفع الذى هو

أن شــلنج منهج عن يمــيزه والــذى هيجــل منهج فى الهــام واألمــر أى دون الــوعى تــرقى عملية يوضح أى خالص، وصفى أنه يعلن هيجل

هيجـــــــــــــــــــل جـــــــــــــــــــانب من تـــــــــــــــــــدخل أن حين فى الجدليــة، الرحلــة عن غــريب خــارجى لعنصــر إقحــام أو

!. الذاتى الوعى عن المسبق تصوره يقحم كان شلنج دائما

: األولى هيجل أعمال فى الفينومينولوجيا - إرهاصات2 هى أعمال ثالثة “ الروح فينومينولوجيا ” قبل هيجل نشر فى وشــارك أسســها الــذى الفلســفى النقــد مجلة فى مقاالت

نشـر1801 سـنة . ففى1801 سـنة منـذ شـلنج مـع تحريرهـا وشــلنج تةيشف مذهبى بين الفرق ” بعنوان وهو األول المقال

بعنـــــــــوان1802 ســـــــــنة الثـــــــــانى والمقـــــــــال ،“ الطرق ” بعنـــوان1803 سنة والثالث ،“ والمعرفة ” اإليمان

فلســفة فى ومكانتــه الطــبيعى، القــانون تناول فى العلمية أن . والحقيقــة(2) “ الوضــعية القــانون بعلــوم وعالقته األخالق “ الطــبيعى القــانون ” و “ والمعرفــة اإليمان ” والثالث الثانى المقالين

والـــذى عنـــده الفينومينولـــوجى للمنهج إرهاصـــات عن يكشـــفان

1 (3) Ibid: P. 51, 94, 134.2 (1) Hegel, Natural Law. The Scientific Ways of Treating Natural

Law, Its Place in Moral Philosophy, and its Relation to the Positive Sciences of Law. Trans. by: T. M. Knox (University of Pennsylvania Press, Philadelphia 1975).

-49-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

“. الروح فينومينولوجيا ” فى بالكامل سيتحقق

فلسـفات بالنقـد هيجـل يتنـاول “ والمعرفة اإليمان ” فى من اقــتربت فلسـفات أنهــا منطلــق من تةيشوف وياكوبى كانط والعقــل والوجــود الفكــر بين الهويــة مبــدأ وهــو األصــلى المبدأ

وأصــبحت ذاتيــة بطريقــة المبــدأ هــذا عن عبرت لكنها والعالم،ــذلك ــات ب ــة مثالي ــة. والمثالي ــة ذاتي هى هيجــل نظــر فى الذاتي

أنهــا على وحــدها الــذات إلى النظــر على تقتصر التى الفلسفة! باعتبــاره تحتهــا الموضــوع وتضــع المعرفة مبدأ بهــا. مشــروطا

مبدأ من الذاتى الجانب عن معبرة بذلك الذاتية المثالية وتكونــد الحق المثالى المذهب . أما(1)للذات الموضوع تخضع إذ الهوية، عن الــذات يــرد الــذى فهــو المطلــق أو الموضــوعى المثــالى وهــو هيجل

! والموضوع مشــترك. والمصــدر مصــدر أو أصــلية وحــدة إلى معا! والموضوع الذات عنه صدرت الذى المشترك فى هيجل يسميه معا

” الفينومينولوجيــا فى ويســميه بالعقل، “ والمعرفة اإليمان ”ــط فلســفات تجعل . وعندما“ المطلق الروح ” أو “ الروح كان

ــاكوبى ــوف وي ــذات من تةيش ــندنتالية ال ــدر الترانس ــلى المص األص إلى الوصول فى فشلت قد بذلك فتكون وللموضوعية للمعرفة

ــذلك ووقعت الحقيقية األصلية الهوية باعتبارها الروح أو العقل ب هى سنرى كما هوسرل فلسفة أن الذاتية. والحقيقة المثالية فى

فهى وبالتــالى تةيشــوف كانــط شــاكلة على ذاتيــة مثالية األخرىالسابق. الهيجلى النقد لنفس معرضة

ــاكوبى كانط مذاهب فإن ذلك من الرغم وعلى تةيشــوف وي للمثاليــة الطريــق تمهــد ومتصــاعدة مختلفــة مراحــل تعــد

ــور الموضــوعية ــدأ ولظه ــة مب ــو على الهوي ــذه نح صــحيح. فهــدف. هذا من التقريب على عملت هيجل نظر فى المذاهب اله

والموضــوعى الــذاتى بين التناقض إنضاج على عملت ألنها ذلك التنــاقض رفــع يتبعــه سوف الذى اإلنضاج هذا والوجود، والفكر

ــلية الهوية عن تكشف التى المطلقة المثالية بتأسيس بين األص على عمــل هيجــل نظــر فى األوروبى والوجــود. والفكــر الفكر

1 (2) Hegel: Faith and Knowledge, P. 61 - 66.

-50-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

إلى الفكــر هــذا وصــل حتى والوجود الفكر بين التناقض تعميق إال بعده ليس الذى األخير مداه إلى معه التناقض ووصل أقصاههيجل. بتعبير رفعه أو نفسه، التناقض هذا على القضاء

ــول ــل يق ــذاهب عن هيج ــط م ــاكوبى كان ــتة وي ــا وفش أنه! الذات من تصنع ألنها للذاتية ميتافيزيقا وهى أول، ومبدأ مطلقا

! الموضوع من تصنع بذلك ! أيضا ! مطلقا أنهــا طالما للذات مواجها هذه الذاتية ميتافيزيقيا ” األصلية. لكن وحدتهما إلى تتوصل لم

تعميــق عملية أوصلت أى “ نهايتها إلى الثقافية العملية أوصلت إلى األوروبية الثقافة صنعتها والتى والوجود الفكر بين التناقض فــإن ولذلكلرفعه. ” بذلك ومهدت التناقض أنضجت إذ نهايتها،

الحقــة الفلســفة أن وهى مباشــرة تظهــر الخارجيــة اإلمكانيــةــفة )وهى ــة فى فلس ــلية( يجب الهوي ــأ أن األص ــذه من تنش ه

.(1)“ المكتملة الثقافة

توضـيح فى “ والمعرفة اإليمان ” فى هيجل مهمة وتتمثلــاكوبى لكانط الذاتية المثاليات تمهيد كيفية لظهــور تةيشــوف وي

أنهــا على المــذاهب هــذه بتحليــل وذلك األصلية، الهوية فلسفة الــوعى بها يمر متتالية مراحل أو الوعى من أشكال عن كاشفة

ذاتيــة بين نفســه مــع تنــاقض فى أنه نفسه يجد حتى الفلسفىــه فى شىء صورة فى مطلقة وموضوعية مطلقة يعــرف ال ذات

!، عنه ! رفعه ضرورة يحتم الذى التناقض وهو شيئا بتأسيس نهائياــفة ــة فى فلسـ ــلية الهويـ ــذات األصـ ــوع للـ ــر والموضـ والفكـــود ــا(2)والوج ــرى . وهن ــان ” أن ن ــة اإليم ــوى “ والمعرف على يحت

ــفى للوعى تحليل وأولى، مضمر فينومينولوجى تحليل فى الفلس الذاتيــة المثاليــة فى ووقوعــه مثــالى مذهب تأسيس نحو سعيه

الطريقــة المطلقة. هــذه المثالية تأسيس ضرورة إلى وإشارته فى تتمثــل والـتى والمعرفــة اإليمــان فى هيجـل عليهــا ســار الـتى

الفلســفة تــاريخ ومعالجــة ببعضها الفلسفية المذاهب مقارنة البــدايات هى كــانت واحــد فلســفى وعى تطــور عن يكشــف أنــه على

األســلوب بنفس يســتخدمه والذى الفينومينولوجى للمنهج األولى1 (1) Hegel: Faith and Knowledge, P. 189.2 (2) Ibid: P. 190.

-51-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

.“ الروح فينومينولوجيا ” فى

“ والمعرفــة اإليمــان ” مقــال كان كيف اآلن حتى أوضحنا! من وذلـك لهـا، أولية وممارسة للفينومينولوجيا إرهاصة أو أصال يعــد العــام. لكن واتجاهه للمقال والخارجى العام الشكل حيث

العينيــة التحليالت فى للفينومينولوجيــا إرهاصــة كــذلك المقــال وأهمهم الثالثــة الفالســفة أفكــار لبعض هيجــل بهــا يقــوم الــتىكانط.

“ والمعرفــة اإليمــان ” فى الفينومينولــوجى الطابع يتضح

لــدى التركيبية لألحكام القبلى األصل لقضية هيجل مناقشة فى من مكــون القبلى التركيــبى الحكم أن إلى كانــط كانط. يذهب

اإلرتبــاط كيفية عن كانط عقلى. ويتساءل وتصور حسى حدس تقــوم الــتى هى الترانســندنتالية الــذات أن إلى ويــذهب بينهما، مثل والفهم الحسى لإلدراك القبلية المقوالت على بناء بالربط مـا هى المقـوالت والسـببية. فهـذه والجـوهر والمكـان الزمان هــذه بين الــتركيب على يعمــل ومــا الحســية، الخبرة بها تنتظمــر. األنا أو الترانسندنتالية الذات والمقوالت الحسية الخبرة أفك

! فيطــرح هيجــل أمــا الحــدوس تناســب لمــاذا وهــو آخــر ســؤاال كيفيــة كانــط أوضــح لقــد ؟ البدايــة منذ الفهم تصورات الحسية

!، إرتباطهما هيجل اإلرتباط. يذهب هذا مغزى يوضح لم لكنه معا عن يعــبر قبلى تركيــبى حكم صــورة فى اإلرتبــاط هــذا أن إلى

الهويــة أو الوحــدة والتصــور. هــذه الحــدس بين أصــلية وحــدةــبر قبلى تركيبى حكم كل فى العقل. فالموضوع هى األصلية يع

الحكم فى وإتحادهمـا الفكـر، عن يعـبر والمحمول الوجود، عن! بينهمــا أن على يدل الحكم على ســابقة أصــلية هويــة أو إتحــادا.(1)والوجود الفكر هوية هى

والوجــود الفكـر هويــة أن إلى هيجـل ذهب ذلـك على وبناء والتصــور. فمــا الحــدس من تــركيب أنها على للفهم تظهر هذه

هو تركيبى حكم أنه على الحكم ولملكة المعرفى للوعى يظهر

1 (1) Hegel: Faith and Knowledge, PP. 69 - 70, 71 - 72.

-52-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

همــا والتصــور . والحــدس(1)أصــلية هويــة أو وحــدة أساسه فى الملكــة هى الفهم ملكــة ألن ذلــك األصلية، الهوية لهذه انقسام

وحده فهو العقل أما والمنفصالت، المتناقضات إال تدرك ال التى وذلــك الفهم على تســيطر الــتى الثنائيــات تجــاوز على القــادر تظهــر الــذى الشكل هو وتصور حدس إلى االنقسام أن بإدراكه

المناقشة هذه وللفهم. من المعرفى للوعى األصلية الوحدة بهــك هيجل، عند الفينومينولوجى للمنهج مالمح تلمس نستطيع ذل

شــكل يأخــذ للفهم األصــلية الوحــدة ظهــور أن إلى يــذهب ألنهــام ــدس بين إنقس ــور، الح ــذلك والتص ــول ول ــذه إلى فللوص ه إال ليست التى الفهم ثنائيات على القضاء يجب األصلية الوحدة

يتطلب للفهم. وهــذا األصــلية الوحــدة بــه تظهر الذى األسلوب! !، تحليال ! ظهوريا وحــدة عن تكشــف االنقسامات أن يوضح تحليال

ظهــور أســلوب هى االنقســامات هــذه أن بمــا أصــلية هويــة أوــدة ــ ــلية الوح ــ ــذه للفهم، األص ــ ــة أول هى وه ــ للمنهج إرهاص

! يمارس هيجل ألن ذلك الفينومينولوجى، الوحــدة لظهــور تحليالــرد وتصــور، حــدس صــورة فى الفهم لملكــة األصــلية ــذا وي ه لظهــور التحليــل وهــذا العقــل، وهــو الموحد مبدأه إلى الظهورفينومينولوجى. تحليل هو الفهم مستوى على األصلية الوحدة

هيجــل مناقشــة فى الفينومينولــوجى التحليــل يتضــح كمــاProductive كانــط عنــد المنتجــة للمخيلــة Einbeldungskradft,

Productive Imaginationهذه المنتجة المخيلة أن إلى كانط . ذهب الحــدس الفهم مقوالت من مقولة لكل تعطى التى الملكة هى

على قــدرة ” الــوقت نفس فى أنهــا كما لها، المناسب الحسىــيين ــة تع ــا! الحس ملك ــتى هى . أى(2)“ قبلي ــات تنظم ال معطي المعطيــات لهذه وتعطى ومكانية زمانية أبعاد صورة فى الحس

كانط على هيجل والمكان. وإعترض الزمان وعالقات خصائص األوسـط الحـد مجـرد أنها على المنتجة المخيلة إلى نظر لكونه موجــود. مطلــق وعــالم موجــودة مطلقــة ذات بين يدخل الذى أن يســتطع لم كانــط أن إال المركزيــة أهميتهــا من الرغم فعلى

1 (2) Ibid:, P. 68.2 (1) Kant: CPR, B 150.

-53-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

هيجـل نظـر وجهـة من المنتجة. فمغزاهـا المخيلة مغزى يدرك والخــبرة الحسية الخبرة إنتاج عن المسئولة هى ملكة هناك أن

فى الحس معطيـــات تنظيم الـــوقت. وعن نفس فى العقليـــةــان صــورة ــان زم صــورة فى الحســية الحــدوس وتنظيم ومك

! وهى مقوالت، ملكــة من الخــبرة عليــه تمــر الــذى الســلم أيضا أن هيجـــــــــــــــل الفهم. ويعلن ملكـــــــــــــــة إلى الحس

يظهــر كمــا العقل . . . لكنها ذاته العقل هى المنتجة المخيلة” ! وذلــك ،(1)“ التجريبى الوعى مجال فى المحــورى للــدور نظــرا

والفهم. ويــذهب الحس مجــاالت فى بــه تقوم الذى واألساسى الفهم وملكــة الحس ملكــة هى المنتجــة المخيلة أن إلى هيجل

تنظيم بوظيفــة تقــوم عندما الحس ملكة هى الوقت، نفس فى عنــدما الفهم ملكــة وهى والمكان، الزمان وعالقات المعطيات

ــا هيجــل مقوالت. ويقول فى الحسية الحدوس بتنظيم تقوم إنن!، باعتبارها ذاته، العقل هى التى المنتجة، المخيلة ندرك ال ــا فهمــا إال ــة أشــكال أنهــا على المقــوالت إلى ننظــر ألنن لتنظيم قبلي

فيهــا يترتب أنطولوجية مقوالت أنها على إليها ننظر وال الخبرة،! يمارس هنا . وهيجل(2)ذاته الوجود ! تحليال للحس فينومينولوجيــا! والفهم على يتخــذهما للعقــل وجهــان أنهمــا عن الكشف هادفا

التجريبيــة. العلميــة الخــبرة ومســتوى الحسى اإلدراك مستوى وبالنسبة الحس من وسط فى العقل لظهور فينومينولوجيا إنها

األوليــة الفينومينولوجيــا هــذه أن التجريــبى. والحقيقــة للــوعى! تأخذ سوف ! أكثر طابعا ــا فى منهجية ودقة وضوحا فينومينولوجي

الحســى اليقين الكتــاب ذلــك فى هيجــل ســيحلل حيث الــروح،ــا على والفهم الحســى واإلدراك مختلفــة مراحــل أو أوجــه أنه

مثل فى هيجل يتوسع إنكشافه. لكن أو تحققه أو العقل لظهور إال هــو مــا نفســه العقل ظهور أن عن يكشف حتى التحليل هذا

الروح. ظهور فى مرحلة

للقــانون هيجــل لدراســة الفينومينولــوجى الطــابع ويتضــحالمقـــــــــــــــال: عنـــــــــــــــوان فى الطـــــــــــــــبيعى

1 (2) Hegel, Faith and Knowledge, P. 73.2 (3) Ibid: P. 74.

-54-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

ــا ... الطــبيعى القــانون معالجة فى العلمية الطرق” “. إنه الطــبيعى، القــانون موضــوع تنــاول فى العلمية للطرق دراسة

ــة أى ــوعى دراس ــوع لل ــانون بموض ــبيعى، الق ــانون ال الط للق دراســـة بـــه. وهى العلمى للـــوعى بـــل ذاتـــه، الطـــبيعى

بتنــاول تكتفى ال لأنهــا الطبيعى بالقانون للوعى فينومينولوجية ترجــع بــل دراسته، فى والقبلية والصورية التجريبية النظريات

توجهــات تعكس وثقافيــة اجتماعية مواقف إلى النظريات هذهــالم إلى مختلفة نظرات عن وتكشف السياسية الحياة نحو الع

ــزء الطبيعى بالقانون النظرى االجتماعى. فالوعى وعى من جمنه. أوسع اجتماعية ونظرة اجتماعى

! : - هوسرل ثانياــق1 ــؤدى - الطريـ ــا إلى المـ ــرل فينومينولوجيـ من هوسـ

: وبرنتانو الجديدة الكانطية إتجــاه ظهــر عشــر التاســع القــرن من الثــانى النصــف فى ويحــاول كانــط فلســفة واكتشاف إحياء يعيد ألمانيا فى فلسفى

فى الطبيعيــة العلــوم حققتهــا الــتى بالإنجازات جديد من ربطها الكانطيــة فــروع أحــد مــاربورج مدرســة العصــر. وكــانت ذلــك

! ألــف الذىCohen كوهن هرمان وأسسها الجديدة ! كتابــا شــهيرا فى كانــط نظريــة ” وهــو الأول الجديــدة الكانطية مرجع أصبح

الخبرة كوهن فهم وقد ،Kant's Theory of Experience “ الخبرة هنــا ومن الطبيعيــة، العلــوم مجــال فى العلمية الخبرة أنها على.(1)كانط فلسفة على الوضعى الطابع لإضفاء محاولته كانت

فقــد الجديــدة، الكانطية ممثلى أحد وهو Dilthey دلتاى أماــة مجرد أنها على الفلسفة إلى كوهن نظرة على اعترض نظري

ــبرير على وظيفتها وتقتصر التجريبية العلمية الخبرة فى هــذه تــبرة !. وفى الخ ــفيا ــل فلس ــاى ذهب المقاب ــوم أن إلى دلت للعل! اإلنسانية المختلــف الخــاص ومنطقهــا المستقلة فلسفتها أيضا

فى األخــرى هى اإلنسانية الطبيعية. والعلوم العلوم منطق عن

1 (1) Martin Heidegger, History of the Concept of Time. Trans. by Theodore Kisiel (Indiana University Press, Bloomington 1985), P. 16.

-55-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

الفلســفة . فعلميــة(1)الكليــة باألســس تمدها فلسفة إلى حاجة بل العلم، فى نظرية إلى الفلسفة تحويل على مقتصرة ليست

توضــح نظريــة تكــون أن وهــو اآلخــر جانبها الفلسفة لعلمية إن فى فلســفة تكــون بــأن وذلــك اإلنسانية، العلوم إمكان شروطالتاريخى. الوعى

دلتــاى عن ورث وقد هوسرل، ظهر الفكرى المناخ هذا وفى نظريــة أنهــا على الفلســفة إلى النظــرة على للقضــاء محاولتــه مـاربورج. كمـا مدرسـة فى السـائدة التجريبيـة العلمية المعرفة

الإنســانية والعلوم الطبيعية العلوم بين المنهجى النزاع من أدرك! تكـون أن يجب الحقـة العلمية الفلسفة أن النــوعين لكال أساســاــوم، من ! تكــون أن يجب أى العل ــا، بكــل للخــبرة أساســا أنواعه

فى لديه يتضح سوف ما وهو بالماهيات، والخبرة بالوقائع الخبرة.(2)“ الأوروبية العلوم أزمة ” وكتاب “ الأفكار ” كتاب

ــرع ــة عن وتفـ ــدة الكانطيـ ــاه الجديـ ــر اتجـ ــة ذو آخـ نزعـ شــروط أنهــا على للخــبرة القبليــة الشروط يفسر سيكولوجية

ملكــة وخاصــة كانط عند المعرفية الملكات إلى وينظر نفسية، العلمية الخبرة إلى وينظر سيكولوجية، ملكات أنها على الحس

إلى لدراســته يحتاج وعى وهو النفسى، بالمعنى وعى أنها على .لــوتزة هرمــان هــو االتجــاه هذا رائد وكان سيكولوجية، نظرية! يشكل الذى النفس علم إلى االتجاه هذا ونظر للخــبرة أساســا

الفيزيائيــة القــوانين فيــه تســود طــبيعى علم أنــه على العلميــة الــذى برنتانو ظهر االتجاه هذا على فعل والفيسيولوجية. وكرد

أســماه آخر نفس علم عن ودافع السيكولوجية النزعة هذه نقد باعتباره اآلخر النفس علم عن يبتعد وهو الوصفى، النفس علمــبيعى علم ــ ــيولوجى ط ــ ــبيل فى فس ــ ــرفى نفس علم س ــ مع

للنزعــة نقــده برنتــانو عن هوســرل ورث . وهنــا(3)وقصــدى وصـــفى نفس علم تأســـيس نحـــو وســـعيه الســـيكولوجية

1 (2) Ibid: PP. 17 - 18. األوروبيــة العلــوم وأزمة الظاهريات”حنفى: أ.د. حسن(?)2

ــا2) معاصــرة قضــايا فى “ ــتراث من ( موقفن دار الغــربى، ال.265 ص ،1982 بيروت التنوير،

3 (1) Ibid: P. 20.

-56-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

“ المنطقية األبحاث ” فى هوسرل أن إبستمولوجى. والحقيقة النفس علم األبحــاث هــذه فى منــه ينطلــق الــذى العلم يسمى

هــو هــذا الوصفى النفس علم أن لهوسرل يتضح ولم الوصفى، األبحــاث. وبــذلك على التاليــة مؤلفاتــه فى إال الفينومينولوجيــا

للنظريــة ناقــدة أنهــا على هوســرل فينومينولوجيــا ظهــرت نــوع فى أخــرى لنظريــة ومؤسســة المعرفــة فى السيكولوجية

المعرفى الوعى بل السيكولوجى الوعى ليس الوعى، من آخرالفينومينولوجى. أو

هى هوســرل بهــا تأثر والتى برنتانو لدى األساسية والفكرة بين برنتــانو تميــيز ســياق . ففىIntentionality القصــدية فكــرة

ــبى النفس وعلم الوصفى النفس علم علم أن إلى ذهب التجري! يدرس الوصفى النفس ! الوعى من نوعا الــذى ذلــك عن مختلفا الــوعى من النــوع هــذا يميز التجريبى. فما النفس علم يدرسه

موضــوع إلى اإلشــارة تعــنى برنتــانو عند قصدى. والقصدية أنه موضــوعية إلى أو داخلــه، معين مضمون إلى أى الوعى، داخل

Immanent محايثة Objectivity(1)يحتــوى ال الــوعى أن ذلــك . ويعنى أحــــــــــــــــــــــــــــــــداث على فقــــــــــــــــــــــــــــــــط

على ويحتــوى كــذلك يتضــمن بــل ســيكولوجية أو ذاتيــة حــاالت أو فهى هــو، صــنعه من وليســت واهمــة وليســت حقيقيــة موضــوعية

نفس فى لكنهــا لــه، محايثة فيه ألنها ملكة وهى إليه تنتمى حالــة الوعى يدركها التى الموضوعية أن ذلك موضوعية. معنى الوقت

معتمــدة خارجية موضوعية ليست أنها بمعنى له، محايثة فيهــوعيتها وتكون الوعى عن مستقلة أشياء موضوعية كونها على موض قصدية عن ناتجة موضوعية هى بل الوعى، عن إستقاللها فى هذه

الوعى.

ــه وتحولت القصدية عن فكرته برنتانو عن هوسرل أخذ لدي الفينومينولوجيـا. لكن دعـائم من كـانت الـوعى فى نظرية إلى

تحــولت بحيث القصــدية عن برنتــانو فكــرة عن هوســرل عــدل

1 (2) James Morrison: “Husserl and Brentano on Intentionality” in Philosophy and Phenomenological Research, Vol. XXXI, 1970, P. 29.

-57-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

الــذى . فالموضــوع(1)الموضــوعية به ينتج للوعى فعل إلى لديه ولــو حتى الوعى إليه يقصد شىء مجرد ليس الوعى إليه يشير! كان ذهب أدق وبمعــنى ذاتــه، الوعى إنتاج من هو بل له، محايثا

المنتجـــة هى للـــوعى القصـــدية األفعـــال أن إلى هوســـرل إلى ذهب الـذى برنتانو عن اختلف بذلك وهوسرل للموضوعية،

ــه؛ محــايث موضوع إلى يقصد أن إال بشىء يقوم ال الوعى أن ل الــوعى قصد مجرد تعنى ال القصدية أن إلى فذهب هوسرل أماللموضوع. إنتاج أنها تعنى بل موضوع إلى

: كانط من هوسرل فينومينولوجيا إلى المؤدى - الطريق2 هى كانت الجديدة الكانطية أن السابق العنصر فى أوضحنا

هوســرل، فينومينولوجيــا ظهــور صــاحبت التى الفكرية الخلفيةــواء ــ ــزات إلى أدت س ــ ــاذ على محف ــ ــرل إتخ ــ ــار هوس ــ للخي

ــوجى ــا الفينومينول ــة فى كم ــاتورب حال ــاى ن ــانو، ودلت أو وبرنت بمنهجــه عليهــا التغلب وحــاول هوســرل واجهها نزعات شكلت

ــوجى ــل الفينومين ــة مث ــعية النزع ــد الوض ــوهن عن ــة ك والنزع الجديدة الكانطية طريق أن لوتزة. والحقيقة عن السيكولوجية

ــانو ــا إلى وبرنت ــو هوســرل فينومينولوجي ــق ه الرســمى الطري هــو أنــه على هوسرل فكر دارسى معظم أجمع والذى والشائع! هناك لكن لديه، الفينومينولوجيا لظهور الممهد الطريق ــا طريق

والســبب الكثــيرون، إليه ينتبه لم كانط من مباشرة منحدر آخر بعكس إليــه، يشــر لم نفســه هوســرل أن فى يتمثــل ذلــك فى

نفســه هوســرل أشــار الــذى وبرنتــانو الجديدة الكانطية طريق هنـا نحـاول الفينومينولوجيـا. سـوف إلى طريقـه كـان أنـه إلى

بصرف هوسرل فينومينولوجيا إلى كانطى آخر طريق إكتشاف! وذلــك به، هوسرل معرفة عدم أو معرفة عن النظر مــع إتفاقــا

فى والمتمثــل التمهيــدى الفصــل فى عنــه أعلنــا الــذى منهجنــاــا بربطها وتفسيرها الفيلسوف فلسفة مع بحرية التعامل بغيره

اعــتراف عــدم أو اعــتراف عن النظــر بصــرف الفلســفات منــوف ــاط الفيلس ــفته بارتب ــا. ونحن فلس ــع بغيره ــول نتتب األص

هوســرل بين اقــتراب كل ألن هوسرل لفينومينولوجيا الكانطية

1 (3) Husserl: Lu (Zweiter Band, I. Teil) S. 380 / 554.

-58-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

تقــريب ألنه ذلك وهيجل، هوسرل بين المقارنة فى يفيد وكانط بينهمــا، الوثيقــة للعالقــة وإثبــات األلمانية المثالية من لهوسرل

! إنكارها تم التى العالقة هذه هوســرل قبــل من وبإصــرار دائمــا المثاليــة من لهوســرل اقــتراب بعده. كل من تالميذه ثم نفسه

هيجل. وبين بينه للمقارنة يمهد األلمانية

” كتابــه فى هوســرل عنــد الفينومينولوجيــا إرهاصات بدأت

.1901 و1900 ســنتى جــزءين فى الصــادر “ منطقيــة أبحاثــا ووجــدت وتنظيرهــا الكامــل المنهجى تعبيرهــا الفينومينولوجي خالصة فينومينولوجيا نحو أفكار ” كتاب فى الناضج الفلسفى

هوســرل قــام1911 و1905 ســنة بين . لكن1913 ســنة “ــاء ــة بإلق ــرات من مجموع ــول المحاض ــوعى ” ح ــان ال بالزم

ــداخلى ــا “ ال و1916 ســنتى شــتاين إديث ســكرتيرته جمعته . والحقيـقة(1)1928 سنة هايدجر مارتن ونشرها وحررها1918

الفينومينولوجيــا فيــه نضــجت الــذى المجــال هى المحاضرات هذه أن التنظــير قبل وذلك متكاملة فلسفة باعتبارها معالمها واتضحت يقدم حين . وفى1913 سنة “ الأفكار ” كتاب فى لها الفلسفى

! “ الأفكار ” كتاب !، باعتبارها للفينومينولوجيا عرضا فإن منهجا فيــه ظهــرت الــذى المجــال هى الــداخلى بالزمــان الــوعى محاضــرات

” كتــاب إلى بالإضــافة وذلــك بالفعــل، مطبقــة الفينومينولوجيــا

ــاث ــ ــ ــة الأبح ــ ــ ــذى “ المنطقي ــ ــ التحليالت أولى على يحتــــــوى الــذلك ــة. ول ــإن الفينومينولوجي ــذه ف ــرات ه ــدم المحاض ــا تق لن

وتنظــير منهجى عــرض مجــرد ال تعمــل، وهى الفينومينولوجيــاــة تأمالت ” أو “ الأفكار ” فى نجد مثلما لها فلسفى ديكارتي

.“ الأوروبية العلوم أزمة ” أو “

ــوف ــ ــاول وس ــ ــا نح ــ ــيح يلى فيم ــ ــة توض ــ ــوج كيفي ــ نض التحليــل ممارســة وكيفية المحاضرات هذه فى الفينومينولوجيا

الـــداخلى، بالزمـــان الـــوعى موضـــوع على الفينومينولـــوجى فى الزمــان مفهــوم يحتلهــا الــتى المكانــة ذلــك بعــد موضــحين

1 (1) Edmand Husserl, On the Phenomenology of the Consciousness of Internal Time (1893 - 1917). Trans. by john Barnett Brough, Kluwer Academic Publishers, Dordrecht 1991, P. XII - XIII.

-59-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

ــل بين القوية القرابة عن كاشفين كانط، فلسفة هوســرل تحليــاره للزمــان كانط وتحليل الداخلى للزمان للحس صــورة باعتب

! تشــكل كانـــط فلســفة أن يثبت مـــا وهــذا البـــاطن، طريقـــاهوسرل. لفينومينولوجيا

ــا، تطــبيق أول المحاضــرات هــذه فى نجــد للفينومينولوجي بتعليــق األولى المحاضرة فى يبدأ فهوسرل.لإلبوخية وخاصة

ــزمن ــوعى ال ــكSuspension الموض ــيز من يتمكن كى وذل التركــزمن على ــداخلى ال ــوجى. وهــو البحث موضــوع ال الفينومينول

ال الــداخلى للزمــان الفينومينولوجيــة المعالجــة أن إلى يــذهب الزمــان بــل الفيزيائيــة، الديمومــة أو العــالم زمــان تتنــاول

العالم زمان تنحية يتطلب وهذا للوعى، يظهران كما والديمومة!. هذا إلى تنتمى ال باللحظــة الــوعى خبرة أن إلى باإلضافة جانبا

! تنتمى اللحظــة بل موضوعى خارجى زمان الزمــان إلى حصــرا الزمــان تعليــق إلى هوســرل يــدعو بــه. ومــا والــوعى الداخلى

العــالم فزمــان الحســى، لإلدراك موضــوع أنــه هــو الموضوعى إدراكه، فى أو فيه للوعى دخل وال الحواس إلينا تنقله الخارجى

بل خارجى حسى بإدراك نعرفه ال الذى الداخلى الزمان بعكس.(1)داخلى بوعى

إدراكــه تم بشىء الوعى باعتبارها الذاكرة هوسرل ويعالج فقــرة وثمــة بوضــوح، الزمانى العنصر تتضمن أى السابق، فى

“ مطلقــة ذاتيــة باعتبــاره للزمان المؤسس التدفق ” بعنوان

Absolute Subjectivity، ــو ــور أول وه ــذا ظه ــطلح له فى المص الظــاهرة حضــور اســتمرار أن بــذلك ويقصــد هوســرل، كتاباتــداخلى الزمان فى ثابت شىء وجود عن يكشف للوعى على الــابت الشىء هذا المستمر؛ تدفقه من الرغم أو اللحظــة هــو الث

The اآلن nowالمستمرة ! الموضــوع يســتمد بفضلها والتى دائما آنيــة هــو المســتمر “ اآلن ” الـــ وهــذا للــوعى، الــدائم حضوره

! حاضرة لذاتية المطلقة. الذاتية هوسرل يسميها ما وهى دائما

اإلنعكاس وإمكانية الداخلى الزمان بين هوسرل يربط كما1 (1) Ibid: PP. 4 - 7.

-60-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

Reflection الـــــــــــــــــــــــــــذات على فيــه يتم الــذى المجــال هو الداخلى الزمان ألن الوعى. ذلك أو

الحســية باإلدراكــات وكــذلك الســابقة بــالخبرات االحتفــاظ الوعى فيستطيع الحس، أعضاء أمام من تختفى التى المتعاقبة

ــير اســتعادتها ــا والتفك ــك فيه ــان على حصــوله بفضــل وذل زم المطلــق الــوعى أن ذلـــك بعـــد هوســـرل يعلن . ثم(1)داخلى

Absolute Consciousness الزمــان ألن ذلك للزمن، المؤسس هو يفــترض ولحظــات آلنــات واســتمرار ديمومــة باعتباره الداخلى

! ــPosit بوضــع ويقوم منه ديمومته الزمان يستمد وعيا “ آن ” الـ! ! الــوعى هــذا يكــون أن ويجب مســتمرة، وبصــورة دائمــا ــا وعي! ! مطلقا ــامن وهو “ اللحظة ” و “ اآلن ” واضع هو ألنه نظرا الض.(2)لآلنات واألبدى المستمر التدفق الستمرار الوحيد

تحت بــالجوهر الــوعى فى الزمــانى البعد هوسرل ويتناول عــبر سواء هويته باعتبارها الزمان فى الشىء وحدة ” عنوان

الوحــدة على التعــرف على القدرة أن إلى ويذهب ،(3)“ الثبات أو التغير! كونــه أى الشىء، بها يتمتع التى ! شــيئا ! واحــدا هويــة على حاصــال

الــداخلى. الزمــان فى حضــوره التصال نتيجة تأتى ثابتة، واحدة )اســتمرار باالســتمرار وعى كــل ” أن إلى ذلــك من هوسرل ويتوصل

الشــىء هــذا كــون أى ،(4)“ بوحــدة وعى للــوعى( هــو الشىء حضور مـا أن بوحدة. كمـا يتمتع الداخلى الزمان عبر والمتصل المستمر

! كونــه هــو للشىء يحدث الذى التغير إدراك من الوعى يمكن حاصــال الشكل أو اللون فى فالتغير البداية، منذ الشىء بوحدة إدراك على

! الشىء كون على القياس على يعتمد تغــيرات. له تحدث لكن واحدا فى زمــانى وعى لأنــه إال الشىء وحدة يدرك أن الوعى يستطيع وال

عديــدة لحظــات عــبر الشــىء واتصال استمرار يدرك وعى الأساس، يصــف هوســرل يجعــل مــا الزمــان. وهــذا من متصــل تيار وفى

1 (1) Husserl, On the Phenomenology of the Consciousness of Internal Time, P. 122.

2 (2) Ibid: P. 133.3 (3) Ibid: P. 245.4 (4) Ibid: P. 249.

-61-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

ــه الــوعى ــه بمعــنى ،(1)ترانســندنتالى بأن يؤســس الــذى هــو أنالداخلى. الزمان متصل عبر ووحدته الشىء موضوعية

ــور ــوجى المنهج ولظه ــد الفينومينول خالل من هوســرل عنــه ــوعى فى أبحاث ــان ال ــداخلى بالزم ــة ال ــة، دالل أن وهى هام

وخاصـة بكانـط، وثيقـة صـلة ذات تكـون بـذلك الفينومينولوجيا وباالســـــتنباط المحض الفهم بملكـــــة المتعلـــــق بـــــالجزء

ملكــة حصــول يثبت الذى التبرير أى للمقوالت، الترانسندنتالى! الفهم ! المقــوالت على قبليــا ! باعتبارهــا فيهــا تنتظم قبليــة أطــرا

المكانــة عن يلى فيمــا نكشــف الموضــوعية. وســوف الخــبرةــتى المركزيـــة اإلســـتطيقا فى الزمـــان مفهـــوم يحتلهـــا الـ

فى الســواء على الترانســندنتالية والتحليالت الترانســندنتالية تحليالت قــرب ومــدى لكانــط، “ الخــالص العقــل نقــد ” كتابالسابقة. هوسرل بتحليالت الزمان تخص التى كانط

أن إلى الترانســندنتالية الإســتطيقا فى كانـــط يـــذهب! باعتباره الموضوعات يسبق الزمان !، ويحــدس لها شرطا قبليــا! ذلك ويكون ! الذى الذاتى الشرط الزمان لكون ممكنا لــه وفقــا!. ولأنــه لـدينا يكـون الحـدس صــورة فهــو ذاتى شــرط حدوســا

ــط(2)الموضــوعات على السابق القبلى هى التى الداخلى . كانــان عن يتكلم ال إذن ــوعى الزم ــارجى الموض ــل الخ ــان ب الزم

!، أنفسنا بها نحدس التى الطريقة هو الذى الداخلى وهذا داخليا هوســرل يحللــه الــذى الــداخلى بالزمــان الــوعى بالضــبط هــو

!. كما الشــرط هــو الزمــان أن إلى كانــط يــذهب فينومينولوجيا تعــنى هنــا الظــاهرات لكن الظــاهرات، لكــل القبلى الصــورى

الزمــان يكــون وبــذلك للوعى، معطاة كموضوعات الظاهرات كانــط يقــرب مــا هــذا أن القبلى. والحقيقــة الصــورى شرطها هــو الزمــان أن يكتشــف كانــط لأن ذلــك هوســرل، من للغايــة وبإعتبارهــا للــوعى تظهر كما للموضوعات قبلى صورى شرط

! يمــارس أى له، معطيات ! تحليال بظهــور للــوعى فينومينولوجيــا

1 (5) Ibid: P. 246.2 (1) Kant: Critique of Pure Reason, B 49.

-62-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

النتيجــة نفس إلى ويتوصــل الــداخلى الحس فى الموضــوعاتــرط هو الزمان أن وهى هوسرل، إليها توصل التى القبلى الشالظهور. لهذا

شــروط عن كانــط يبحث الترانســندنتالية التحليالت وفىــت الخبرة ” أن إلى ويذهب األعلى، ومبدئها الخبرة إمكان ليس االقــتران وهذا ،(1)“ لإلدراكات ضرورى اقتران بتصور إال ممكنة

ثالثــة الضــرورى االقــتران لهــذا أن كمــا زمــان، فى إال يحدث ال زمانيــة، خصــائص أو تحديــدات عن كلهــا تعــبر حاكمــة، مبــادئوهى:

للظاهرات تبدل كل مع يدوم الجوهر الجوهر: دوام مبدأ ” -1ــدوام أن . والشك(2)“ تنقص وال تزداد ال الطبيعة فى وكميته ال

! نـدرك أن يمكن ال وأننـا زمانيـة، مقولـة ذاته حد فى دوامـا! الزمان كان إذا إال لجوهر الزمان ليس تفكيرنا، فى متضمنا

هوســرل. عنــه تحدث الذى الداخلى الزمان بل الفيزيائى الخارجى كانط عند الجوهر لإدراك كشرط الزمانى البعد يتطابق وهنا عنــد الـداخلى الزمــان اســتمرارية عبر وهويته الشىء وحدة مع

هوسرل.

كــل الســببية: لقــانون وفقــا الزمــنى التــوالى مبــدأ ” -2! تحــدث التغيرات والمســبب الســبب اقــتران لقــانون وفقــا

هنــا زمانيــة. وكانــط مقولــة اآلخــر هــو الزمــنى . والتوالى(3)“ــول ــه يق ــل إن ــان بفض ــاره الزم ــورة باعتب ــة الص الداخلي

ــا فى الظــاهرات حضور إلمكان القبلى والشرط لحدسنا وعين وتكـون والمسـبب، السـبب ارتبـاط نـدرك أن نسـتطيع فإننـا

لمــا االرتبــاط بهــذا للــوعى اســتعداد على حاصــلة الخــبرةــد ــانى للبع ــاره دور من الزم ــرط باعتب ــورى القبلى الش الصالظاهرات. إلدراك

ــل : اًالشتراك أو التفاعل لقوانين وفقا المعية مبدأ ” -3 كــواهر ــدرك أن يمكن حيث من الج !، ت ــا ــاد فى هى مع اعتم

1 (2) Ibid: B 218.2 (3) Ibid: B 224.3 (4) Ibid: B 233.

-63-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

المبــدأ هــذا يتضــمنه عما التعبير . ويمكن(1)“ شامل متبادل عن عبــارة األخــرى هى المعيــة إن بــالقول زمــانى بعد من

! كثيرة أشياء حضور فهى زمانى، تحديد واحد، زمان فى معا فى تــؤثر يجعلهــا الــذى هــو الزمن نفس فى هذا وحضورها

ــدأ عكس المبدأ وهذا متبادل، اعتماد وفى البعض بعضها مب! التوالى تـأثير هى السـببية ألن ذلـك السـببية، لقـانون وفقا

! الشــيئين حضــور عدم مع الحق شىء فى سابق شىء معــا والتفاعـل المتبـادل االعتمـاد فـإن وكـذلك واحـد، زمن فى

حضــور يفــترض السببية مقولة عن مختلفة مقولة هو الذى! الشيئين ! منهما كل يصبح حتى واحد زمن فى معا فى مؤثرا

الوقت. نفس فى اآلخر

ــادئ هــذه على كانــط تعليــق وفى ــا يتضــح المب طابعهــا لن بالزمــان بــل الموضــوعى بالزمان ال وارتباطها الواضح الزمانى البــاطن. يقــول الحس صــورة بأنــه كانــط يصفه الذى الداخلى مبــادئ ببســاطة وهى الخــبرة، تمــثيالت هى إذن ” هــذهكانط:

كلهــا، الثالثــة ألنماطهــا وفقا! الزمان، فى الظاهرات وجود تعين مدتــه أى الوجــود، )كم كما! باعتباره نفسه الزمان مع الصلة أى

Duration،) وهى متتاليـة سلسـلة باعتبارها الزمان فى والصلة( مجمــوع باعتبارهــا الزمــان فى الصــلة وأخــيرا! السببية(، مقولة فى هوســرل من كانــط اقــتراب . ويتضــح(2)“ المتزامن الوجود

وتحديــده الوجــود، كم بأنه الجوهر لمبدأ وصفه من الفقرة هذه اســتمراره هــو الوجود االستمرارية. فكم أو بالمدة الوجود لكمــىء لوحدة هوسرل تحليل مع يتطابق ما وهو الحضور، فى الش

التطــابق البداية. ويظهر فى أوردناه والذى الزمان عبر وهويتهــا ! بينهم ــذهال ــدما م ــول عن ــط: يق ــانكان ــق ” الزم ليس المطل

فى هوســرل يقولــه مــا هو . وهذا(3)“ الحسى لإلدراك موضوعا!.(4)الداخلى بالزمان الوعى فينومينولوجيا

1 (1) Kant: Critique of Pure Reason, B 257.2 (2) Ibid: B 262.3 (3) Ibid: B 263.4 (4) Husserl, On the Phenomenology of the Consciousness of

Internal Time, Op. Cit, P. 8, 382.

-64-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

! المبــدأ لهذا أن يتضح الهوية لمبدأ كانط مناقشة وفى أيضــا! !. فالمبدأ أساسا أن يمكن ( وال ) أ ( هى ) أ أن على ينص زمانيا يمكن ( ال ) أ إن المبـدأ يقـول الثانية صورته وفى (، ) أ ال تكون

الــزمن. نفس فى أى الــوقت، نفس ( فى ) أ ( وال ) أ تكون أن المبدأ حقيقة عن تعبر الثانية الصورة هذه أن إلى كانط ويذهب

الصــورة مســمى بنفس كــذلك يسمى ألنه األول، أساسه وهى أن ( يمكن ) أ إن كانـط التنـاقض. ويقـول عدم مبدأ أى الثانية، ( فى ) أ وال زمان ( فى ) أ تكون بأن وذلك (، ) أ ( وال ) أ تكون! يكــون أن يمكن فالطفل آخر، زمان .(1)آخــر زمــان فى عجــوزا الهويــة الــوقت. قــانون نفس فى االثنان يكون أن يمكن ال لكن

ــع كانــط حــديث حســب الزمــان على إذن يعتمــد مبادئــه بجميالسابق.

أن إال الســابقة التشــابهات هــذه كــل من الــرغم على لكن! هناك ! فرقــا الفهم ملكــة إلى يــرد كانــط ألن ذلــك بينهمــا، هــائال

يقــول: إذ زمانيــة، وأشــكال صور فى الظاهرات ترتيب وظيفة الفهم قاعدة هو الزمان فى موضعها ظاهرة لكل يحدد ما ” إن على يحصــل أن الظــاهرات لوجــود يمكن وحده خالله من الذى . فالطــابع(2)“ الزمــان مــع العالقات إلى بالنظر تركيبية وحدة

هــو الفهم، عمــل من هو للظاهرات الزمانى والترتيب للخبرة الزمانى! لــه القبلى العمــل وهــو الخــبرة مبــادئ لمقوالتــه. فأحــد طبقــا!، الجوهر مفهوم عنــدما الزمانى بالطابع تكتسى مقولة هو مثال

المفهــوم وفــق الجــوهر فيصــبح الظــاهرات، على الفهم يطبقهــا الظــاهرات. ومقولــة تبــدل مع ويبقى يدوم ما هو الزمانى البشرى والمسبب. السبب توالى أنها على الخبرة فى تظهر كذلك السببية

بــه تتبــدى الــذى الظــاهرى الشــكل إال هى ما إذن الزمانية الترتيبات التحديــدات كانــط يرجــع الواقــع. وبينمــا فى وتتحقــق المقولــةــوعى وظيفــة هوسرل يجعلها الفهم، عمل إلى للخبرة الزمانية لل

صورة فى للخبرة المنظم هو المطلق الوعى هذا ويجعل المطلق، المطلــق. الوعى هذا مثل عنده يكن فلم كانط أما زمانية، مقوالت

1 (5) Kant: CPR, B 191 - B 192.2 (1) Kant: CPR, B 263.

-65-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

ــه مطلق بوعى هوسرل وقول ــة ذات عن البحث إلى دفع حامل هـذا ووعى الترانسـندنتالى، األنا وأسماها المطلق، الوعى لهذا تبــدأ ذاتى. وهنــا وعى هــو الــداخلى بزمانه الترانسندنتالى األنا

من الظهــور، فى هوســرل عند الفينومينولوجى المذهب معالم وبين بينــه وبتطــابق الداخلى بالزمان الوعى فى دراساته خاللــة تتضح عندما عنه اختالفه ثم البداية، فى كانط هوســرل نظري

الترانسندنتالى. األنا فى

هوســرل؛ لفينومينولوجيــا جديد معنى معرفة نستطيع وهنا تبرير سياق فى ظهر كانط عند الخبرة لمبادئ الزمانى فالطابع

! المبادئ هذه باعتبــاره الزمــان إلى بــالعودة وذلك ترانسندنتالياــه أى الظاهرات، لجميع القبلى واإلطار الباطن الحس صورة أن

! الخبرة مبادئ بتقرير بدأ ! الزمــانى بعــدها عن كاشفا بــرد خاتمــا الطريــق فيأخــذ هوسرل الفهم. أما ملكة وظيفة إلى البعد هذا

ــى، ــف إذ العكس ــرة يكش ــابع عن مباش ــانى الط ــادئ الزم لمب! والمعية، والتوالى الخبرة: الدوام ــف مصدر إلى بها راجعا مختل

كانطيــة الــداخلى. وبلغــة بالزمــان الوعى وهو الفهم ملكة عن كــانت إذا إال هوســرل عند ممكنة تكون أن يمكن ال الخبرة فإن

وهى معينــة وحــدة إلى راجعــة والمعيــة والتوالى الدوام مبادئ أمكن إذا إال أى الخــالص، األنــا أو الترانســندنتالية الــذات وحدة!، الخبرة تنظم أن المبادئ لهذه القصــدية يجعــل ما وهذا قصديا

الــوعى قصــدية ال خــالص، وعى أو ترانســندنتالية ذات قصــدية للــوعى هيجـل تحليــل مــع يتفــق مــا وهـو الطــبيعى، أو العــادى!. وبذلك سنرى كما الذاتى هوســرل فينومينولوجيــا تكــون الحقا دراســة أى الخــبرة، لمبــادئ الزمــنى التكــوين أو للتولد دراسة

ــة ــبرة جنيالوجي ــق عن للخ ــوئها طري ــوعى فى نش ــان ال بالزمــا أن وهى هامــة حقيقــة لنا تتضح الداخلى. وهنا الفينومينولوجي

هوســرل تطــور فى أخــيرة مرحلــة مجــرد ليســت الجنيالوجيــةــه على ومقتصرة الفكرى عــام “ والحكم الخبرة ” األخــير كتابــل1938 ــع ب ــذورها ترج ــه إلى بج ــوعى فى أبحاث ــان ال بالزم

فى مبكر تاريخ إلى أى ،1911 - 1905 سنوات فى الداخلى الفينومينولوجيا من الجنيالوجى الجانب أن الفكرى. أى تطوره

-66-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

خالل ومن الترانســندنتالى الجــانب ظهور وقت نفس فى ظهر إلى باإلضـافة الـداخلى. هـذا بالزمان الوعى فى األبحاث نفس

! يقــدم هوســرل أن لنــا توضــح األبحـاث هذه أن نــوع من تــبريراــد ــبرة، جديـ ! للخـ ــبريرا ــا تـ ــديل فينومينولوجيـ ــبرير عن كبـ التـ

الكانطى. الترانسندنتالى

األبحــاث ” فى هوســرل لفينومينولوجيا األولى - البدايات3: “ المنطقية

ــر ــ ــرل ينظ ــ ــا إلى هوس ــ ــاث ” فى الفينومينولوجي ــ األبح

أنهــا على وظيفتهــا وإلى وصــفى، منهج أنهــا على “ المنطقيـةــدة ــتمولوجى للبحث ممه ــق فى اإلبس ــالص، المنط ــذا الخ وه! يكـون أن هوسـرل منـه يريـد الخـالص المنطق لجميـع أساسـا

ــبرة دراسة أنها يعنى وصفية الفينومينولوجيا العلوم. وكون للخ عموميتهــا فى الخــبرات فى تبحث وألنهــا عــام، بوجه المعرفية! المعرفة نظرية تناول فى تفيد فهى وماهيتها !، تناوال ــك جذريا ذل

مجاله أو الخاصة بموضوعاته علم كل خبرات فى تبحث ال ألنهاــص ــه، فى المتخص ــل بحث ــال فى تبحث ب ــام المج ــبرة الع للخ

! وذلك كلها، المعرفية ــة الخبرات عن استقالل فى أيضا التجريبيالسيكولوجى. بالجانب مرتبطة وقائع باعتبارها

ــل ــا وتتمث ــفية الفينومينولوجي ــف فى الوص ــاهيم وص المف أن للحــدس. كمــا حاضــرة ماهيــات باعتبارها للخبرة األساسية

! ووصفه الماهيات بحدس المتعلق المجال هذا ! وصفا يعد خالصا .(1)الخــالص للمنطــق اإلبتســمولوجى للتــبرير إعداديــة خطــوة

مهمــة ألن ذلــك تتغــير، ســوف هــذه هوســرل آراء أن والحقيقــة لن أنهــا كمــا وصــفية، كونهــا على تقتصــر لن الفينومينولوجيا

ــون ــرد تك ــد مج ــق فى للبحث تمهي ــالص المنط ــيح الخ بتوض! للخــبرة األساســية المفــاهيم !، توضــيحا أى فينومينولوجيــا

! ! توضــيحا الــوعى ال المعــرفى الــوعى إلى المفــاهيم هــذه مرجعــا كتاب من وإبتداء ذلك بعد الفينومينولوجيا ألن وذلك السيكولوجى،

مجــرد ال الخــالص المنطــق أســاس هى تكــون سوف “ األفكار ”1 (1) Husserl. LU (Zweiter Band, I. Teil) 5 / 249.

-67-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

! هوســرل يتخلى وســوف لــه، إعدادية خطوة تســمية عن أيضــا وهـو داللـة أكـثر آخــر اســم ســبيل فى هـذه الخـالص المنطــقالترانسندنتالى. المنطق

يفهم يزال ال هوسرل كان “ المنطقية األبحاث ” فى لكن التعريف لها ويقدم وصفى، نفس علم أنها على الفينومينولوجيا

! الخالصــة الفينومينولوجيــا ” تمثــلاآلتى: ــاال فى محايــدا! مج هنــا . والمحايــد“ فيــه جــذورها عديــدة علوما! تجد حيث البحث،

علم مثــل خــاص مجــال إلى المعرفيــة الخــبرة يــرد ال أنه يعنى ”االجتمــاع. علم أو الرياضــيات أو المنطق أو التجريبى النفس

. وهى(1)“ تجريبيــا! علمــا! باعتبــاره النفس لعلم مســاعد علم إنها سـوف الـرأى الوصـفى. وهـذا اآلخـر جانبـه تكـون بأن تساعده

ــير ! يتغ ــا ــا ألن “ األفكــار ” فى تمام ســتكون الفينومينولوجيــداء! النفس علم أســاس ــه. ويســتمر ابت ــف فى هوســرل من تعري

حدســـية بطريقـــة ســـيرها وفى ” بقولـــه الفينومينولوجيـــاــل فهى خالصــة، ــل خــبرات وتصــف تحل ــة والحكم التمثي والمعرفCognitionباعتبارهــا تعالج خبرات وهى األساسية، عموميتها فى

المصــادر توضــح الحقيقيــة. والفينومينولوجيــا األحداث من فئات للمنطــق المثاليــة والقوانين األساسية المفاهيم منها تظهر التى

البحث بين يســاوى أنــه هنــا هوســرل حــديث من . ويتبين(2)“ الخالص وبين الخـــالص، للمنطـــق الفينومينولـــوجى والبحث اإلبســـتمولوجى

! والفينومينولوجى اإلبستمولوجى األساس الخــالص. للمنطــق أيضــا الخــالص المنطــق فى مقدمــة الفينومينولوجيا أن هنا يتضح كما

! وتشكل ! بحثـا ” عالقـة نفس وهى إليـه، الطريـق يمهـد إعـداديا

.“ المنطق علم ” بكتابه لهيجل “ الروح فينومينولوجيا

! فى التمهيـــدى الفينومينولـــوجى البحث فى واســـتمرارا الخــالص المنطــق هذا أن إلى هوسرل يذهب الخالص المنطق

ــة فى ــون أن إلى حاج ــاره تك ــادؤه أفك ــه ومب ــحة وقوانين واضــددة !، ومح ــة إبســتمولوجيا ــذلك يقصــد هوســرل أن والحقيق ب

1 (1) Ibid: 250.2 (2) Ibid: 6 / 250.

-68-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

!، تبريرها واألساســية الوحيــدة الطريقــة هى فهذه إبستمولوجياــاء ــد إلرسـ ــوانين قواعـ ــاهيم وقـ أســـس على المنطـــق ومفـ

أن وهــو بجديــد، هوســرل يــأتى وهنا تبريرها، أى إبستمولوجية،ــتمولوجى التـــبرير ! يصـــبح المنطـــق لمبـــادئ اإلبسـ تـــبريرا

،! ! أى فينومينولوجيا معرفى وعى إلى المبادئ هذه بإرجاع تبريراــه مما هذا تحليلنا عارفة. ويتضح لذات خالص ”هوســرل: يقول

المفـــاهيم الفينومينولـــوجى. إن التحليـــل يبـــدأ أن يجب هنـــا لهــا يكــون أن يجب صــحيحة فكرية وحدات باعتبارها المنطقية

Ideational مؤمثــل حــدس فى تنشأ أن الحدس. يجب فى أصلها

Intuitionيتضــح(1)“ وتأكيدها عليها التعرف تقبل أن ... ويجب . ــا ــه الــذى واليقين والدقــة الوضــوح أن لن ــادئ هوســرل يطلب لمب

الفينومينولوجى التبرير فى مطالب الحقيقة فى هى الخالص المنطق كانــط، عنــد للمقــوالت الترانسندنتالى التبرير عن كبديل للمقوالت

Meaning المعنى وحدات أن باعتبار Unities هوسـرل يقصدها التى المقوالت. هى

ــا ــر كم ــاث ” فى تظه ــة الأبح ــور “ المنطقي الأولى الص من التحــرر ” بعنــوان فقــرة يضع فهوسرل Epoche للإبوخية .(2)“ الإبســتمولوجية الأبحاث مبدأ باعتباره المسبقة الفروض

ــاس على المسبقة الفروض من التحرر ضرورة على يصر وهو أس! تجد أن يجب قضية أى أن ! تبريرا ! فينومينولوجيا لها. مناسبا

التعبير إلى يهدف المبدأ ” هذابقوله: المبدأ هذا عن يعبر وهوــا من تمكننا ال التى القضايا لكل الدقيق االستبعاد عن تحقيقه

إبســتمولوجى بحث كــل مفهومــا!. إن فينومينولوجيــا! تحقيقــا!ــوف ــ ــوم س ــ ــه نق ــ ــون أن يجب ب ــ ــه يك ــ ــه ل ــ فى أساس

ــدأ أن العبارة هذه فى . نالحظ(3)“ الفينومينولوجيا هوســرل مب أال فى بــل المســبقة الفــروض من التحــرر فى فقط يتمثل ال

!، مــبررة تكن لم مــا قضــية أى يقبل أن كمــا فينومينولوجيــا الفينومينولوجى الموقف إلى الوصول بهدف هو الفروض من التحرر

1 (3) Ibid: 9 - 10 / 251 - 252.2 (4) Ibid: 24 / 263.3 (1) Ibid.

-69-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

فى يبحث لكونــه وموضــوعية بحيــاد يتمتــع بأنــه يصــفه الــذى الإشــكالى الطــابع هنــا وحســب. ويتضــح المعرفيــة العمليات

مبــدأ على يصــر لأنــه ذلــك هوسرل؛ عند الإبوخية صور لأولى هذا يبرر الوقت نفس وفى المسبقة، الفروض كل من التحرر لم مــا قضــية بأى التسليم عدم فى يتمثل بأنه ويشرحه المبدأ

!، مبررة تكن الموقــف يفــترض أنــه ذلــك معــنى فينومينولوجيا! ليس مبدأه وأن الفينومينولوجى ــل الفروض كل من متحررا ب

الموقـــف هـــذا وهـــو مضـــمر أساســـى فـــرض على يســـتند! يبرره ال الذى نفسه الفينومينولوجى !. تبريرا كافيا

المسبقة الفروض من التحرر مبدأ هوسرل يطبق أن فقبل ينطلــق الــذى المســبق الفينومينولوجى موقفه تبرير عليه كان

! كــان هــذا أن منــه. والحقيقــة ! نقصــا األبحــاث ” فى كبــيرا وحــاول الكتــاب، نشــر بعــد إال هوسرل يالحظه لم “ المنطقية

ــار ” فى ــه “ األفك ــأن تفادي ــبرر ب ــوجى الموقــف ي الفينومينول والماهيات الوقائع بين يميز “ األفكار ” فى نراه نفسه. ولذلك

فى متكاملــة نظريــة ويقــدم للــوعى الطــبيعى الموقــف وينقــد والمجــاالت الخــالص الوعى إلى الوصول طرق ويحدد اإلبوخية

الــوعى. ثم ومضمون الوعى أفعال بين ويميز تحته تندرج التى هــو التميــيزات هذه فى منه ينطلق الذى الموقف أن يعلن نراه

! المــــــبررة(1)الترانســــــندنتالية الفينومينولوجيــــــا أصــــــال! قــدم هوســرل أن ذلــك الوصفية. معــنى للفينومينولوجيا تــبريرا

! التبرير هذا على وأطلق الوصفية، للفينومينولوجيا ترانسندنتاليا أن ترانســندنتالية. والحقيقــة فينومينولوجيــا الترانســندنتالى

! كان عنده للفينومينولوجيا الترانسندنتالى التبرير ــندنتاليا ترانس ومضــمون الــوعى أفعــال بين تميــيزه ألن ذلــك الكانطى، بالمعنىــه الحدس بين الكانطية بالثنائية يذكرنا الوعى والتصور. وعودت

يشــبه الترانســندنتالية الــذات أو المطلــق باألنــا يســمى مــا إلى الفهم مقــوالت تــبرير فى الترانســندنتالية الذات من كانط انطالق

أن يعـــنى لهـــا. وهـــذا األصـــلية الوحـــدة مصـــدر باعتبارهـــا

1 (2) Husserl: Ideas (Author's Preface to the English Edition, Op. Cit), P. 24 - 25.

-70-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

فى مرحلــة ليست هوسرل عند الترانسندنتالية الفينومينولوجيا وليســت محلها، تحل أو السابقة المراحل تلغى الفكرى تطوره

! ! نوعا ! الفينومينولوجيا من مختلفا خاصــة موضوعات على مطبقا الوصــفية للفينومينولوجيــا ترانســندنتالى تــبرير لكنهــا بهــا،

ــرل نجد أن “. والغريب المنطقية األبحاث ” فى المطبقة هوس الفينومينولوجى، الموقف لتبرير ترانسندنتالية فلسفة إلى يلجأهيجلى. موقف لتبرير كانطى موقف لى يلجأ أى

! يكون سوف بتمييز هوسرل ويأتى مجال تحديد فى حاسما بين يميز فهو للوعى، الفينومينولوجى والمعنى الفينومينولوجيا

ــواع ــوعى أن ــتى ال ــير ال ــان إلى تش ــة، مع ــوعى وبين مختلف ال هــو بــالمعنى المعــنى. الــوعى هــذا عن بتعبير والوعى بالمعنى بأحــد الــوعى هــو المعــنى عن بــالتعبير والــوعى بالنوع كالوعى والــوعى كلــون بــاألحمر الوعى مثل النوع، لهذا الفردية األمثلة

! أحمر بكرسى هوســرل مفــرد. ويــذهب شىء أو كموضوع مثالــرق يســتجيبان الوعى من نوعين بين نميز أن يجب أننا إلى للف! نصف حين فى أننا هوسرل وأفراده. ويقول النوع بين موضوعا! أو أننـا إال األحمـر اللـون على أجزائـه كـل وتحتـوى أحمـر شيئا

!، باعتباره األحمر ندرك أشـياء فى وجـوده من الـرغم على نوعا! النــوع يكــون جزئيــة. وبالتــالى الشــىء مثــل للــوعى موضــوعا

! النـوع وكـون المفرد، الجزئى ! موضـوعا يجعلنـا للـوعى حاضـراــذهب ــذا أن إلى نـ ــوعى هـ ــوعى عن يختلـــف الـ ــالجزئى الـ بـ الكلى كــان األســاس. وإذا فى فينومينولــوجى وعى إنه ،(1)والمفرد! بنــوع القيــام يــبرر مــا هــذا فإن معين نوع من لوعى موضوعا

ــة، العلــوم فى البحث طريقــة عن يختلف البحث من جديد إذ الطبيعي! يكون سوف لــه. وظهورهــا الــوعى فى الكليات حضور فى بحثا! الخــالص المنطــق أن وبمــا ــا فى اآلخــر هــو يبحث لهوســرل وفق

هــو الــوعى فى ظهورها وفى بالكليات الوعى فى البحث فإن الكليات، وهــذه نحــوه، األولى والخطــوة الخالص المنطق أساس يمثل الذى

فى الكليـات ظهـور تصـف ألنها وصفية، بطبيعتها هى الدراسةالفينومينولوجى. الوعى

1 (1) Husserl: LU, Op. Cit., 113 / 337 - 338.

-71-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

! بإعطائه وهوسرل وبالكليات بالنوع الوعى لعملية استقالالــردات حول والسيكولوجية التجريبية النظريات يواجه إنما المج طريــق أمــام نفســه وجــد بذلك أنه الوقت. والحقيقة نفس فى

أى الكانطيــة، الطريقة على بالكليات الوعى معالجة وهو واحد! باعتباره !، وعيا ! ويســميه ترانسندنتاليا فى أنــه إال فينومينولوجيــا إلى نظـــر كمـــا الكـــانطى، بـــالمعنى ترانســـندنتالى حقيقتـــه

بطريقــة بالكليــات الوعى هذا على تتأسس التى اإلبستمولوجيا الصـــالت هـــذه ماهيـــة دراســـة ” إنيقـــول: إذ كانطيـــة،

أفــراد، من تحتــه ينــدرج ومــا النوع إدراك )بين الفينومينولوجية توضــيح إلى أجــزاء( تــؤدى من إليــه ينتمى ومــا بالكــل والوعى . هوســرل(2)“ المعرفــة إلمكان اإلبستمولوجية المعالجة أسس

الســابق بــالقبلى وعى أنــه على بــالكلى الــوعى إلى ينظر إذن! إمكانها يمثل بكونه وذلك لها والمؤسس الخبرة على على قبليا

الكانطية. الطريقة

: خاتمـــة الكانطيــة وهــو هوســرل فيه عاش الذى الفكرى المناخ إن

vم قد الجديدة للفينومينولوجيــا، الهيجليــة للجــذور رؤيته على عت فيلسوف أنه على هيجل إلى نظرت الجديدة الكانطية ألن ذلك

ومــع للفلســفة، دقيــق منهج وضــع فى فلســفته تفيــد ال مثــالىــط إلى نظرت الفلسفى المنهج بقضية الزائد اهتمامها على كان

خــاص منهج على للعثــور الوحيــدة االنطالق نقطــة هــو أنــه هوســرل نظــر وفى نظرها، فى الكانطية بالفلسفة. فالفلسفة

! حياته بدأ الذى !، كانطيا بين الواضــح الفصــل فلســفة هى جديدا والمعرفــة، واألخالق القديمــة، والميتافيزيقــا المعرفــة نظريــة

ــة احتاجت وقد والدين؛ والسياسة والسياسة، واألخالق الكانطي فى التخصصــات بين الحاســمة الحــدود هــذه مثل إلى الجديدة

اإلنســانية. أمــا والعلوم الطبيعية العلوم بين الفصل نحو سعيها وجمعــه أخرى مرة ببعضه شئ كل خلط فقد لها بالنسبة هيجل

معاركهــا فى بشــئ يفيــدها ال وجــاهز مكتمل مثالى مذهب فى!، ونحته فأهملته المنهجية، يغض وهو هوسرل فعل وكذلك جانبا

2 (2) Husserl: LU, Op. Cit., 124 / 348.

-72-

وهوسرل هيجل بين الفينومينولوجيا اكتشافالثانى الفصل

ــا ” يسمى لهيجل كتاب أهم أن عن طرفه ــروح فينومينولوجي ال.“

-73-