18
" وع يةاركس اتغرابس اب وغ وجه " د. هشام غصيب1 الوجودية عية ويو الشكتور هشام غصيب اخص الرؤيةتل ت- تنانا ومعا حواس ى لنا عّ تبد ت، ال)اديدة، الكون ااا( دء، الطبيعةدىء ذي ب ،ينا : تية آصورة ال ال ارك وع ا اارساتنا، و مليا جاء حصي، امي عي ائن الطبي السان، ذخرى، الإن ة أ ا، منينا ومرجعنا. وا منطلقن عي. اإ الطبي العاصة ع و من تطورن رات السمياة عل ا تنطوي عل قدرته علعي، والج عمل ال قدرته عل ئن هذا ال نرض. وي سطح ال تصور الطبيعة، ومنراك وحدة د إ التجريد وا الكيفي نسان ي جوهر الإنن ماركس أ اعتكن. مم فق تصور ائن و الويل ي ئنا، أ مكنيد اس ئن، وس السا مكن عل أ اوضوعية ة ادافهمه ق أق ا ئة الطبيعية البيويل جل فراد من أ الا ع روثة الو اسان الإنا، فاإنسن ن طبيعية وخلقها وأ بيئته الويل ياق سم. و حاجاّ تيح سد وي ال يي عي، أج عملل ا ي ذاته وقدراته وقق سان الإن، فاإنذه. بذزدوج هلية انلق ا سوىلتار اته، ومالق ذا ا جسده غعله طبيعة و ذاته وقدراته ا ي ي و العضو اميوان بر عن يد ل ين البداء أآخر. فالإنسا عل، فهولف ما لقوة. أ سانعي. هذا هو الإنج عملل تناميةتسعق وتفتتذه القدرة ت ه عارف، تبدأ ات واية. ومع ترال انفاعلثر وال ودة الة وندمن ة تكونخ ج، حيث اإن اللإنتا قدرته عل اتحولي ت ، أ من القوة اإلية، لس الرأ وجه اب أغ . ويصل هذاا مع ذا اع ي تدخل ا، أب عل ذاا وتنقل ب عن ذا، تغياق ذ س ،ا. لكفعل الية تفلحلس كن الرأائته ال طاقاق ط إوديته واه وندوده وحد فكه من قيود و كونية شام قدرة عي اإج عمل الويل بصورة تفعل ذنت ن إت، وااها يع ية كونية لية وو لية منس حرزته الرأ اء ما أ دون اإ اب منغ ء هذاا اإ يةنتظر الب ت ى الهمة الك إن ا، فا ابية. م اغطي ي ائية، أ ول نه فعل مال سان الإنا يصبح فيوعية، اللية صوب الشس الرأ القوة اإ من حاسان الإنول : ي البلتارركس، هو مغزى ا نظر ما ، ة. وهذا لقو أآن واحد؟ وهيغلرسطو هذا التصور بأل يذكر اب. أغ ا ً ورافعل مر ال حا وهيغرسطي ، أعا من اع ، إن ماركسركس. بل، ا ما وهيغلرسطو واضة من أل عنالفع هناك كس بطريقة مار ً بط معا ا تلعناذه ا . لكن هغ فهوم خاصة، فاإن م بصورة ماركس. و قنع ا يرهاقي وت امقي هاد تفس ا قول اإكن ال دين. بل ومغزى جديكتسب مع جديدة وتخذ مع اب يأرس ى أ ولى هيغل ده ، ليا ثور ر ماد ماركس، مع ً جديدا طبيعية، هو قوةلإنسا جوهر الوجود اثل ، اميعيج عمل طو. فال اب الغ . وعليه، فاإن حا هيغل تا، ك ا عقليا روحيً ، وليس منطقا يسد البغ والماع من تركيبة اطورة تنب مت)مادية( ياق تطوره س ار ف وطبيعته. اإن الزمة لوجوده م ليست حاعل ظروفية معينة بف ر مراحل با يغ إ هيغل، وا ذاته، كره و جوه ليس مغعيج عملا .طيه زالته و إ اب واغ ب عل هذاتغلكن ال ،عيةج لثورة ويلها ي ذه الظروف، أنة. وبتخطي هية معي ر عية اجن واقع ع اب تعغ عي اج منه ا يعا اب اميكري. فالغركس الف ما نظام عيةج ة الثورة ة فكر ور تنبع. ومن ذ تناحري مععيء اج بنا وعن مع ع لبنتظارو ا التصوف أو ق أخ و ال عرفة أ يزالتة ح و روحية ذهنية أة. فهو ليس حاعيج لثورة اإل يزال للتار اطلق ذاته.عقل اق الق ن أ إن فكرة الث، فا اإزالته. بذ دف اإ دية الاية ا لتاررسة الثورية ا اإل تزالية ل ر عيةدية اج ما إنه حا! ا ست عرضيةة ليعيج ورةري الكسوف الفيلر امي حدا الم ، الا هرها وقل جو ا تدخل إية، وااركس اذه نؤكد هن رة. و الثوا ع ية بأاركس تعريف ا تش، اإ يورغ لو، غ ب ن اإويلها ية واركس ا تدج يسعون اإ، امين)يد السوفيا يارا( يار ما بعديوعم ش ة من أ ما قو ا الية،لي من ال وع هزيل مسالعام النظا ا م ثا عن دور .)! ً اّ جدساا( الديد ي العدي ً ارا وتكرً ارا كس مر كده مار ما أ. هذارية من خصائصهس خاصية جوه، وليعيج عملطوار ال من أً ثل طورا ً اب اإذاغ اإنبكرةته، ا د من كتاريس لعام وطاتا، مثل هط م4411 خرة تأ، وا وندريسا يسمى الغرتوسطة، مثل ما ، واسفةد بعض الف ،ة. ومع ذربعاته الجل لس الرأ ، مثلية التل عتباره ا مع هيغل ذ عي، متفقج عمل ال ابغ د جوهرية كي تأء اإ عونة يياركس عل ا امسوبي ، أ)وضع لا( يد جسلية ، الطبيعة مطبوعل ه ل امي اإ العم لّ و ول امات اإ ن عمل، أ طبيعة ال ورة، ول ن تعمل يع ولئك، فأ جوهرها. فوفق أ ابية اغ

الماركسية كمشروع في وجه الاغتراب والاستغراب د هشام غصيب.pdf

Embed Size (px)

DESCRIPTION

الماركسية كمشروع في وجه الاغتراب والاستغراب د. هشلم غصيب

Citation preview

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

1

الش يوعية وخف الوجودية

ادلكتور هشام غصيب

وممارساتنا، املرشوع املاركيس يف الصورة الآتية: دلينا، ابدىء ذي بدء، الطبيعة )املادة، الكون املادي(، اليت تتبّدى لنا عرب حواس نا ومعاانتنا -تتلخص الرؤية

هنا منطلقنا ومرجعنا. ودلينا، من هجة أ خرى، الإنسان، ذكل الاكئن الطبيعي املمتزي، اذلي جاء حصيةل مليا رات الس نني من تطور وخباصة عرب العمل الطبيعي. اإ

دراك وحدة الطبيعة، ومن مث تصور سطح ال رض. ويمكن متزي هذا الاكئن يف قدرته عىل العمل الاجامتعي، واليت تنطوي عىل قدرته عىل احلياة عىل التجريد واإ

ة املوضوعية املمكن عىل أ ساس الاكئن، وجتس يد املمكن اكئنا، أ ي حتويل الاكئن وفق تصور املمكن. ذلكل اعترب ماركس أ ن جوهر الإنسان يمكن يف الكيفي

ويتيح سّد حاجاهتم. ويف س ياق حتويل بيئته الطبيعية وخلقها وأ نسنهتا، فاإن الإنسان املوروثة اليت جيمتع هبا ال فراد من أ جل حتويل البيئة الطبيعية مبا حيقق أ هدافهم

طبيعة وجيعلها جسده غري خيلق ذاته، وما التارخي سوى معلية اخللق املزدوج هذه. بذكل، فاإن الإنسان حيقق ذاته وقدراته ويمنهيا ابلعمل الاجامتعي، أ ي يمتكل ال

آخر. فالإنسان البدايئ ياكد ل يمتزي عن احليوان برمغ العضوي ويمتكل ذاته وقدراته امل تنامية ابلعمل الاجامتعي. هذا هو الإنسان ابلقوة. أ ما ابلفعل، فهو يشء أ

ن ال خرية تكون اكمنة وحمدودة ال ثر والفاعلية. ومع ترامك اخلربات واملعارف، تبدأ هذه القدرة تتفتق وتتسع نتاج، حيث اإ ىل ، أ ي تتحول قدرته عىل الإ من القوة اإ

كن الرأ ساملية تفلح الفعل. لكهنا، يف س ياق ذكل، تغرتب عن ذاهتا وتنقلب عىل ذاهتا، أ ي تدخل يف رصاع مع ذاهتا. ويصل هذا الاغرتاب أ وجه يف الرأ ساملية، ل

طالق طاقاته الالهنائ ىل قدرة كونية شامةل وفكه من قيوده وحدوده وحمدوديته واإ ن اكنت تفعل ذكل بصورة يف حتويل العمل الاجامتعي اإ ية يف مجيع الاجتاهات، واإ

هناء ما أ حرزته الرأ ساملية من مشولية وكونية هناء هذا الاغرتاب من دون اإ ولهنائية، أ ي ختطي اغرتابية. ذلكل، فاإن املهمة الكربى اليت تنتظر البرشية يه اإ

ىل الرأ ساملية صوب الش يوعية، اليت يصبح فهيا الإنسان ابلفعل ما اكنه اب لقوة. وهذا، يف نظر ماركس، هو مغزى التارخي البرشي: حتول الإنسان من حاهل القوة اإ

آن واحد؟ حاةل الفعل مرورًا حباةل الاغرتاب. أ ل يذكران هذا التصور بأ رسطو وهيغل يف أ

ن ماركس، مبعىن من املعاين، أ رسطي وهيغيل . لكن هذه العنارص ترتابط معًا يف ماركس بطريقة هناك ابلفعل عنارص واحضة من أ رسطو وهيغل يف ماركس. بل، اإ

هنا جتد تفسريها احلقيقي وتربيرها املقنع يف ماركس. وبصورة خاصة، فاإن مفهوم الاغرت اب يأ خذ معىن جديدة وتكتسب معىن ومغزى جديدين. بل ميكن القول اإ

طو. فالعمل الاجامتعي، اذلي ميثل جوهر الوجود الإنساين، هو قوة طبيعية جديدًا يف ماركس، معىن ماداي اترخييا ثوراي، ل جنده دلى هيغل ول دلى أ رس

مير فهيا يف س ياق تطوره )مادية( متطورة تنبع من تركيبة ادلماغ واجلسد البرشيني، وليس منطقًا روحيا عقليا حبتا، كام يف هيغل. وعليه، فاإن حاةل الاغرتاب اليت

ن ال منا يغرتب يف مراحل اترخيية معينة بفعل ظروف ليست حاةل مالزمة لوجوده وطبيعته. اإ عمل الاجامتعي ليس مغرتاب يف جوهره ويف ذاته، كام يف هيغل، واإ

زالته وختطيه. حفاةل الاغرتاب تعرب عن واقع اجامتعية اترخيية معينة. وبتخطي هذه الظروف، أ ي حتويلها ابلثورة الاجامتعية، ميكن التغلب عىل هذا الاغرتاب واإ

لبرش عرب معني وعن بناء اجامتعي تناحري معني. ومن ذكل تنبع رضورة فكرة الثورة الاجامتعية يف نظام ماركس الفكري. فالغرتاب اذلي يعاين منه ا اجامتعي

أ ن حيقق العقل املطلق ذاته. التارخي ل يزال اإل ابلثورة الاجامتعية. فهو ليس حاةل ذهنية أ و روحية حبتة حىت يزال ابملعرفة أ و ال خالق أ و التصوف أ و انتظار

زالته. بذكل، فاإن فكرة الث ىل اإ ل ابملامرسة الثورية التارخيية املادية اليت هتدف اإ نه حاةل مادية اجامتعية اترخيية ل تزال اإ ورة الاجامتعية ليست عرضية يف الك! اإ

منا تدخل يف جوهرها وقلهبا، ال مر اذلي حدا الفيلسوف اجملري الك ىل تعريف املاركس ية بأ هنا عمل الثورة. وحنن نؤكد هذه املاركس ية، واإ بري، غيورغ لواكتش، اإ

ىل ن ىل تدجني املاركس ية وحتويلها اإ وع هزيل مسامل من الليربالية، املقوةل يف جماهبة من أ مسهيم ش يوعيي ما بعد الاهنيار )اهنيار الاحتاد السوفيييت(، اذلين يسعون اإ

ي اجلديد )املسامل جّدًا!(.حبثا عن دور هلم يف النظام العامل

ذًا ميثل طورًا من أ طوار العمل الاجامتعي، وليس خاصية جوهرية من خصائصه. هذا ما أ كده ماركس مراراً وتكرارًا يف العدي ن الاغرتاب اإ د من كتاابته، املبكرة اإ

، مثل الرأ سامل مبجدلاته ال ربعة. ومع ذكل، جند بعض الفالسفة ، واملتوسطة، مثل ما يسمى الغروندريسا، واملتأ خرة4411مهنا، مثل خمطوطات ابريس لعام

جس يد )المتوضع(، أ ي احملسوبني عىل املاركس ية يزنعون جبالء اإىل تأ كيد جوهرية الاغرتاب يف العمل الاجامتعي، متفقني يف ذكل مع هيغل يف اعتباره معلية الت

ىل حتّول العمل احلي اإىل معل خمرث مطبوع يف الطبيعة، معلية اغرتابية يف جوهرها. فوفق أ ولئك، فأ ن تعمل يعين ابلرضورة، وحبمك طبيعة العمل، أ ن حتول اذلات اإ

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

2

آخر غريبا عهنا، أ ن تقيد وتكبل ذاهتا ابلطبيعة و نه يعين أ ن تتجسد اذلات أ قوانيهنا. اإن العمل الآخر الغريب، اذلي حتمكه قوانني أ خرى غري قوانني اذلات. اإ

ن أ ول الاجامتعي يعين، وف آخر يكبل اذلات ويسحقها ويس تعبدها. اإ ئك ق أ ولئك، الانتقال من مملكة احلرية )الروح( اإىل مملكة الرضورة )املادة(. فهو خيلق اذلات أ

ىل مملكتني: مملكة احلرية )مملكة اذلات اجلوانية( ومملكة الرضورة )الطبيعة، املادة(، ويفصلون مطلقًا بيهن ميانويل ام،الفالسفة يقسمون الوجود اإ عىل غرار ما فعهل اإ

ابلعمل الاجامتعي، فيعتربونه اكنط. ذلكل، فهم يعتربون اذلاتية والغرق يف اذلاتية واجلوانية املامرسة الوحيدة للحرية. أ ما خروج اذلات من مققمها وحتولها موضوعاً

ه ممارسة للعبودية وفقدااًن للحرية. ونرى هذه النظرة جلية يف الفالسفة نوعًا من الضياع والاغرتاب واخلضوع لقوانني الطبيعة ومنطق الرضورة، أ ي يعتربون

الوجوديني )كريكغور، هيدغر، سارتر، حتديدًا(. لكننا جندها أ يضًا يف بعض الفالسفة احملسوبني عىل املاركس ية.

، 4694أ شهر فالسفة مدرسة فرانكفورت وبطل الثورة الطالبية عام وعىل سبيل املثال، فقد تبىن هذه النظرة الثنائية الفيلسوف ال ملاين هربرت ماركوزه، أ حد

حتت عنوان: حول ال ساس الفلسفي ملفهوم العمل يف عمل الاقتصاد. وفهيا يعمد ماركوزه اإىل توكيد العالقة اجلوهرية بني 4611وذكل يف مقاةل هل نرشت عام

عمل ويفصح عن اعتبار العمل مغرتاب حبمك كونه جرسًا أ و وس يطا رئيس يا بني اذلات الإنسانية الإنسان والعمل، لكنه يؤكد أ يضا مالزمة الاغرتاب جوهراي لل

نتايج ويعيل من شأ ن اللعب، مث يطرح مرشوع حترر الإنسان من العمل لصاحل اللعب. حبريهتا وبني الطبيعة برضورهتا. ذلكل نرى ماركوزه يقلل من قمية العمل الإ

درجات النشاط البرشي، ويعترباللعب أ عىل درجاته والتعبري ال صفى لذلاتية اجلوانية، أ ي احلرية، الإنسانية. فالعمل، وفق ماركوزه، فهو، بذكل، يعد العمل أ دىن

ن العمل يقيد اذلات ويسلهبا حريهتا يف س ياق خلقه العامل. أ ما اللعب لية اليت ختلق ، فهو الآ مغرتب بطبعه، يف حني أ ن اللعب منسجم مع اذلات وحريهتا متامًا. اإ

ذكر هنا أ ن ماركوزه، اذلات هبا ذاهتا، مبعزل عن العامل. ذلكل رأ ى ماركوزه أ ن هدف الثورة الاجامتعية هو حترر الإنسان من العمل صوب اللعب. ول ننىس أ ن ن

بطل ما بعد احلداثة.حني كتب هذه املقاةل، اكن ل يزال حتت تأ ثري أ س تاذه املشهور، مارتن هيدغر، أ يب الوجودية ال ملانية، و

النظرة الالهوتية، لقد أ غفل ماركوزه يف تصوره ذكل جدل )دايلكتيك( العمل، املمتثل يف التوتر بني وهجيه، اذلايت واملوضوعي، فوقع من حيث ل يدري يف خف

وعي، مع أ ن العمل هو لك مفتوح عىل الطبيعة والإنسان يتحد اليت تدين العامل )املادة( ومتجد الروح البحتة، فأ كد اجلانب اذلايت للعمل مبعزل عن اجلانب املوض

هيدغر. ومع أ ن ماركوزه فيه اجلانبان احتاداً جدليا تناقضيا. لقد أ عاد ماركوزه فصم ما وحده هيغل وماركس، فأ وقع نفسه يف الفخ الوجودي اذلي نصبه هل أ س تاذه

رات احلياة دفعته صوب حماوةل اخلروج من خف هيدغر، اإل أ ن هذه الزنعات الهيدغرية صوب ماركس، مبتعدًا عن هيدغر، وبرمغ أ ن تطو 4611سار بعد

يروس واحلضارة". الالهوتية ظلت مالزمة هل حىت يف كتاابته املتأ خرة، مثل كتابه "الرجل ذو البعد الواحد" وكتابه "اإ

ىل العمل الاجامتعي واغرتابه دراك الرضورة، ومن مث السعي اإىل تسخري مملكة الرضورة أ ما ماركس، فقد اكن واحضًا متامًا يف نظرته اإ ذ اعتقد أ ن احلرية يه اإ . اإ

رة مطلقة بني الإنسان )الطبيعة( وقوانيهنا، ابلعمل الاجامتعي املوجه معرفيا وعلميا، من أ جل حتقيق الغاايت الإنسانية وسد حاجات الإنسان. فهو مل يفصل بصو

منا فقط بصورة جدلية تؤ منا والطبيعة، واإ دانهتا واعزتالها، واإ كد عالقة التحول املتبادل والتناقض النس يب بيهنام. فالإنسان ل يؤسس مملكة احلرية برفض الطبيعة واإ

نسان التحمك ب ن الش يوعية يه نظام احلرية، ل هنا النظام اذلي يتيح لالإ وبيئته املؤنس نة ذاته )جممتعه(بمتلكها ورعايهتا وأ نسنهتا، ممتلاك ومؤنس نا ذاته يف الس ياق. اإ

مبدأ ، كام تعتقد مبا يتيح للك فرد أ ن يتطور ويتفتح بفعل ديناميته ادلاخلية ومن دون قرس خاريج. فاحلرية ليست العشوائية والاعتباطية اليت ل حيمكها

منا يه تطور النظم والعضوايت بقوانيهنا ادلاخلية من دون قرس خاريج. فالفرد يف اجملمتع الش يوعي يكون يف حاةل تنامغ مع ذاته وجممتعه وبيئته الوجودية، واإ

الطبيعية مبا ميكنه من التطور احلر الشامل واملتعدد ال بعاد.

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

3

علمنة الوعي

ادلكتور هشام غصيب

ن مرشوع علمنة الفكر هو يف أ صهل مرشع الربجوازية الغربية يف مرحةل صعودها. هذا ما أ كدانه مراراً وتكرارًا يف مقالت نا. ونعين ابلعلمنة فك ارتباط الفلسفة اإ

منا وصلوا اإىل طريق ابلالهوت وتعميق ارتباطها ابلعمل، أ ي حتريرها من سطوة الالهوت وادلين. لكن مفكري الربجوازية الغربية الصاعدة مل يفلحوا متامًا يف ذكل، واإ

وأ فلحوا يف بناء دين العقل. لكن مادية الربجوازية الصاعدة )املادية املياكنيكية أ و يف أ مرين: أ فلحوا يف بناء رؤية مادية للوجود من هجة، مسدود. لقد أ فلحوا

منا أ عاد ىل علامنية منسجمة مع ذاهتا، واإ نتاج ادلين التقليدي بأ دوات امليتافزييقية( اكنت انقصة، فمل تفلح يف استيعاب الإنسان وعامله. أ ما دين العقل، فمل يصل اإ اإ

ذًا، فقد جعزت مادية الربجوازية الصاعدة عن استيعاب عامل الروح )عامل الإنسان(، فرتكت أ مر ذكل اإىل املثالية، اليت اس توعبت هذا حداثية )هيغل حتديداً( . اإ

ليه اكرل ماركس يف أ طروحاته حول فويرابخ ) (.4411العامل بطريقهتا التجريدية املقلوبة واملغرتبة. وهذا ما أ شار اإ

نغلز. اكن عىل املادية أ ن تصبح جدلية )هيغلية( حىت تس توعب ومل تكمتل العلمنة وتنسج ل ابملادية اجلدلية، مادية الطبقة العامةل، مادية ماركس واإ عامل م مع ذاهتا اإ

لها ذكل. ولكن، هل الروح )الإنسان( وحتل حمل املثالية. اكن علهيا أ ن تس توعب املثالية )دين العقل حتديدًا( نقداي، ومن منظور الطبقة النقيض، حىت يتس ىن

ىل أ ي مدى اكمتلت؟ وهل ميكن أ ن تكمتل؟ اكمتلت العلمنة فعاًل ابملادية اجلدلية )ابملاركس ية(؟ وابل حرى، اإ

ذا أ ردان فهم املرشوع املاركيس فهام معيقًا. فاملرشوع املاركيس ليس جمرد ة الفكرية فلسفة للنخب هذه أ س ئةل ل بّد من جماهبهتا بعقل مفتوح، ومن دون تش نج، اإ

نه يف جوهره املرشوع التارخيي لطبقة اجامتعية رئيس ية، ل لهيا. اإ لطبقة العامةل احلديثة. هذا ما واملعرفية، برمغ معقه الفكري وادلرجة العالية من التجريد اليت وصل اإ

قة النظرية املاركس ية ابمجلاهري الاكدحة مسأ ةل حمورية ل مفّر أ كده أ حصاب املرشوع، وهذا ما تؤكده الوقائع التارخيية يف القرن العرشين. وعليه، تغدو مسأ ةل عال

ن أ معق من تناولها هو من جماهبهتا. ذلكل جندها تشلك حمور اهامتم القادة املاركس يني الكبار، مثل لينني وروزا لوكسمبورغ وماو. أ ما عىل الصعيد الفلسفي، فاإ

ة يف "دفاتر السجن" اليت كتهبا يف الثالثينيات يف جسون موسوليين.أ نطونيو غراميش، مؤسس احلزب الش يوعي الإيطايل، وخباص

لهيا؟ أ م هل اإن وعي امجلاهري، مبا يف ذكل الطبقة والسؤال اجلوهري هنا هو: هل تظل النظرية املاركس ية علامنية معلمنة بعد أ ن تمتكل جامهريها و "هتبط" اإ

مياين ديين غري نقدي يف أ ساسه و ىل فعل جامهريي؟ وهل حصل العامةل الصناعية، اإ جوهره؟ هل عىل املاركس ية أ ن حتول نفسها اإىل دين جديد حىت تتحول اإ

ىل ذكل حتديدًا؟ أ ل يفرس ذ ن الرشخ الكبري بني املاركس ية السوفييتية وما يسمى املاركس ية الغربية يعود اإ كل الطابع الفلسفي الرفيع ذكل يف القرن العرشين؟ هل اإ

ىل مس توى ماركس ية بليخانوف واكوت للامركس ية الغربية مق نغلز الرفيعة أ ن هتبط اإ سيك ارنة ابملاركس ية السوفييتية العقائدية الطابع؟ هل اكن عىل ماركس ية ماركس واإ

آيديولوجية ال حزاب ادلميوقراطية الاجامتعية امجلاهريية الطابع؟ هل اكن عىل ماركس ية لينني وتروتسيك لرفيعة أ ن تنحدر ا ومارتوف حىت تصبح صاحلة بوصفها أ

آيديولوجية نظام استبدادي تمنوي يف جممتع انٍم؟ ولكن، أ مل حيصل اليشء ذاته، أ و يشء شبيه ىل مس توى ماركس ية س تالني حىت تصلح بوصفها أ ، مع املس يحية اإ

ىل معاو ىل بولص فأ ابطرة روما، ومن علياء محمد وعيل اإ ية والسالطني(؟والبوذية، ورمبا مع الإسالم أ يضًا )من علياء املس يح اإ

ل ذا نظمت نفسها، أ ي لقد أ درك غراميش، كام أ درك لينني من قبهل، أ ن الطبقة العامةل ل تصبح قوة مس تقةل قادرة عىل حتقيق املرشوع املاركيس الاشرتايك اإ اإ

أ يضا ادلور احليوي للمثقفني الثوريني، لمةل النظرية املاركس ية بنت منظامهتا ومؤسساهتا العاملية املس تقةل، مبا يف ذكل ال حزاب العاملية املرتبطة عضواي فهيا. وأ دراك

لكن الرأ ساملية مل تودلهام ملتحمني التامة العلمنة، يف تكل العملية التنظميية. فاملرشوع املاركيس والطبقة العامةل الكهام نتاج للآليات اجلدلية التناقضية للرأ ساملية.

ن اكنت بني منا منفصلني، واإ تاهام ادلاخليتان جتعالهنام تسعيان ابلرضورة اإىل حاةل الالتحام هذه، ل ن اس مترار تطورهام يس تلزم ذكل. وعليه، فاإن محلةل عضواي، واإ

ن هلم دورًا حيواي يف بن ذلاهتا، أ عين اء الطبقة العامةلالنظرية التامة العلمنة دورًا أ ساس يا يف تنظمي حامةل املرشوع املاركيس الاشرتايك، أ ي الطبقة العامةل. أ ي اإ

منا عنرص رضوري يف العملية الثورية اس تكامل بناهئا بوصفها أ داة واعية للثورة، أ ي قوة واعية للتغيري التارخيي. فهم ليسوا جمرد متفرجني أ و معلقني أ و مبرشين، واإ

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

4

وارد الهائةل اليت خصصهتا، من أ جل مقارعة الفكر املاركيس وتشويه برمهتا. ولعل أ كرث من أ درك ذكل يه الربجوازية نفسها، بدليل اجلهود اجلبارة اليت بذلهتا، وامل

حباطهم أ و رشاء ضامئرمه وحرفهم عن مسار الثورة. صورته وتلويثه وجحبه، ومن أ جل تدمري املنظرين والقادة املاركس يني أ و عزهلم عن امجلاهري أ و اإ

ذًا، فاإن املنظر املاركيس ينخرط ابلرضورة يف النضال الطبقي و يف معلية بناء الطبقة العامةل بوصفها قوة اجامتعية منظمة وواعية. لكنه، بذكل، ل يش تغل عىل اإ

منا عىل حميط من الإرادات املتنافرة، املتشعبة العالئق، املتعددة ال فاكر والرؤى والتجارب احلياتية وا ملهارات والقدرات والطموحات، كتةل صامء عدمية الإرادة، واإ

نه من السذاجة الظن بأ ن املنظر املاركيس يؤثر يف هذه الكتةل النابضة من دون أ ن يتأ ثر هبا. واملتأ ججة العوا نه ل بّد أ ن طف املكبوتة وال خرى املتفجرة. ذلكل، فاإ اإ

يؤثر فهيا؟ ذكل أ ن وظيفة أ ساس ية من يتأ ثر هبا بقدر ما يؤثر فهيا، ورمبا أ كرث مما يؤثر فهيا. ولكن، كيف بتأ ثر هبا؟ وال مه من ذكل، كيف عليه أ ن يغري ذاته حىت

رادة عامة واحدة ومؤثرة. لكن ذكل يس تلزم رفع الوعي امجل اهريي من مس توى وظائف املنظر املاركيس )واحلزب املاركيس( يه توحيد الإرادات املتنافرة يف اإ

ىل مس توى الإدراك املنظم املامتسك. وهنا يربز السؤال: أ ي منط من الإدراك املنظم املامتسك ميكن أ ن تتحمهل وتس توعبه الإدراك السائد العفوي واملشظى اإ

لثقافهتا وتعلميها؟ وهل وحتمهل امجلاهري، يف ظل ظروف حياهتا الصعبة، والهمينة الثقافية للربجوازية وحلفاهئا الرجعيني )رجال ادلين مثاًل(، واملس توى املتدين

ىل التنازل عن بعض معايري فكره، مبا يف ذكل يس تطيع املنظر املاركيس أ ن يعزل فكره املتقدم عن ن اخنراطه يف تنظمي امجلاهري يدفعه ابلرضورة اإ هذا الوضع، أ م اإ

ه التامة، بعض اليشء؟املعايري احملمكة للامدية العلمية املعلمنة، من أ جل أ داء وظيفته؟ أ ل يربض هذا التناقض املمض يف قلب الفكر املاركيس ويلوث علامنيت

هنا ملع مرشوع علامين اتم ضةل حقيقية ل جيوز جتاهلها أ و التقليل من شأ هنا. لكن غراميش مل يربزها ليك يبني اس تحاةل علمنة الوعي امجلاهريي، أ و اس تحاةل جناح اإ

ذ رأ ى أ ن جماهبهتا والتغلب علهيا رشط أ سايس لتحقيق املرشوع نفسه. منا أ برزها من أ جل ختطهيا والتغلب علهيا. اإ لكن ذكل يس تلزم نضاًل ثقافيا تعلمييا العلمنة، واإ

يس. وابملقابل، فاإن جّل قادة عنيدًا. ولعل غراميش اكن من القةل من قادة احلركة الش يوعية اذلين أ دركوا ال مهية القصوى للثقافة والتعلمي يف حتقيق املرشوع املارك

ىل جمرد نضال اقتصادي من أ جل رفع ال ممية الثانية، والكثريين من قادة ال ممية الثالثة، مل يولوا هذه منا اخزتلوا النضال الطبقي اإ املسأ ةل الاهامتم اذلي تس تحقه، واإ

يل. ومل يدركوا أ ن بناء أ جور العامل وحتسني رشوط العمل. ومل يدركوا أ ن العامل ل ميكن أ ن يبنوا جممتعًا اشرتاكيا بوعي مثقل ابلفكر الالهويت ما قبل الرأ سام

منا يمت بوعي متقدم تطهر من حدود املايض وحتزياته وخرافاته. ول يبىن الوعالاشرتاكية ل يأ ي العاميل الثوري يت عفواي عىل أ نقاض الرأ ساملية املأ زومة أ و املهنارة، واإ

منا أ يضا ابلرصاع الس يايس والفكري. ذلكل، اكن عىل القادة املاركس يني الثوريني الكبار، ويف مقدمهتم لينني املتقدم ابلرصاع الاقتصادي الضيق وحده، واإ

جنازه عىل جمرد صنع وغراميش )وماو لحقًا(، أ ن خيوضوا نضاًل فكراي ضاراي ضد الزنعة الاقتصادوية ولملهتا عىل مدار عقود. فقد أ دركوا أ ن ماركس مل يقترص اإ

ىل خلق منط جديد رفي منا دشن مرشوعًا حضاراي ثقافيا جديدًا هيدف اإ ع من احلياة الإنسانية، وروحية ثقافية جديدة، ونظام قميي جديد. ذلكل، أ داة نقابية فعاةل، واإ

نه ل ميكن تنفيذ املرشوع املاركيس ابلوعي السائد للطبقة العامةل، اذلي يعكس همينة الربجوازية وحلفاهئا الرجعيني )رجال ادلين مث اًل( عىل الوعي العاميل، واذلي فاإ

ىل عنارصه املتنافرة، وبيان هتافته، بش ىت الطرائق ميكن اعتباره أ قرب اإىل الالوعي منه ن تنفيذ هذا املرشوع يس تلزم حتطمي الوعي السائد، وتفكيكه اإ ىل الوعي. اإ اإ

رصارهام عىل رض حالل وعي نقدي مامتسك ماكنه. ومن ذكل تنبع دميوقراطية لينني وغراميش واإ ىل اإ تنامية ورة املشاركة امل الثقافية والإعالمية والرتبوية، والسعي اإ

ام العلمنة، وهكذا يتطور هذا للجامهري العاملية يف الس ياسة والثقافة عرب اجملالس واملؤسسات الشعبية املتنوعة. هكذا تمتكل امجلاهري الفكر املاركيس العلامين الت

الفكر.

زالته. ورأ ى أ ن (، ووضع نصب 4441لقد أ درك غراميش أ ن خلاًل ما قد دّب يف هذه املعادةل منذ وفاة ماركس )عام عينيه فهم أ س باب هذا اخللل والعمل عىل اإ

ري الربجوازية، أ مثال الفكر املاركيس بعد وفاة ماركس عاىن رشخًا جليا بني بعده اجلديل الثقايف وبعده املادي. فاكن أ ن متكل البعد اجلديل الثقايف بعض مفك

د املادي، فقد متلكه قادة ال ممية الثانية، ويف مقدمهتم بليخانوف الرويس واكوتسيك ال ملاين. لكهنم الفيلسوفني الإيطاليني الهيغليني، كروتيش وجنتييل. أ ما البع

ىل تدين مس توى الوعي العاميل يف متلكوه مبعزل عن البعد اجلديل. ذلكل نعت غراميش ماديهتم ابملادية املبتذةل. وعزا هذا الاحنالل والتدهور، جزئيا عىل ال قل، اإ

اعترب غراميش مادية طلع القرن العرشين واحتوائه كثريًا من العنارص ادلينية ما قبل الرأ ساملية، واليت تنطوي عىل نوع من املادية الفجة املبتذةل. ذلكل، أ ورواب يف م

ال ممية الثانية نوعًا من التنازل للوعي السائد. اإىل أ ي مدى اكن حمقًا يف ذكل؟ هذا ما قد جنيب عنه يف مقالت لحقة.

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

5

الاس تغراب وحتدي احلداثة

ادلكتور هشام غصيب

يث( الفلسفة بديال لدلين، لنئ ابتكر الرشق ال داين الكونية الكربى، ويف مقدمهتا املس يحية والإسالم، فقد ابتكر الغرب )مبعناه الإغريقي القدمي وال ورويب احلد

ن الرصاع حمتدم بني ال ن قلنا اإ ن مل تكن نقيضًا هل. ول نبالغ اإ ذ نشأ ت اإ فلسفة وادلين منذ نشوء الفلسفة يف جزر أ يونيا الإغريقية الفينيقية وحىت يومنا هذا. اإ

خضاعه ا ملسلامته. وهذا الفلسفة ثورة عىل ال سطورة. واكنت رد فعل ادلين الرشيق أ ن اس توعب بعض العنارص ال ساس ية للفلسفة الإغريقية من أ جل احتواهئا واإ

وب الإسالمية ال خرى. لكن الفلسفة بطبعها ممتردة ومناقضة للهنج الإمياين. ذلكل اكن ل بد لدلوةل الالهوتية من حماوةل تصفية ما حققه فالسفة العرب والشع

ىل ممارسات وشعائر صوفية. وهذا ما اكن. اإذ متت تصفية الفلسفة يف العامل العريب الس ين عىل يد الغزايل وتالمذته ىل لهوت ، ومت حتويلهالفلسفة أ و حتويلها اإ ا اإ

وتصوف يف العامل الفاريس الش يعي.

دلخول يف سريورة علمنة وجرت احملاولت التصفوية ذاهتا يف العامل ال ورويب املس يحي، لكن صعود الربجوازية ال وروبية املتواصل أ عطى دفعة للفلسفة مكهنا من ا

حلاقه ابلفلسفة. واكنت املعامل الرئيس ية يف هذه السريورة: متواصةل، ترتب علهيا فك ارتباط الفلسفة )والعمل( ابدلين، بل وهتميش دور ادلين يف اجملمتع واحتواؤه واإ

ىل اذلات الإنسانية )دياكرت(؛ )4) ىل اخلربة البرشية املبارشة 2( نقل مصدر اليقني املعريف من اذلات الإلهية اإ ( نقل مصدر الوجود من الفكرة الإلهية اإ

ىل العقل البرشي )اكنط(؛ )1)التجريبيون، لوك، هيوم(؛ ) ( نقل مصدر اخلري وال خالق من النص 1( نقل القدرة عىل تنظمي العامل احملسوس من اذلات الإلهية اإ

ىل الإرادة البرشية العاقةل )اكنط أ يضًا(؛ ) رخي ومقته )هيغل(؛ ( اعتبار الطبيعة والتارخي جتليا للعقل املطلق، واعتبار الفلسفة وادلوةل احلديثة هناية التا1الإلهيي اإ

( اعتبار العمل الاجامتعي الهادف 7( اعتبار عقل هيغل املطلق تعبريًا عن ذات النوع الإنساين، أ ي اعتباره جوهراً اكمنا للفرد البرشي )فويرابخ(؛ )9)

)العقالين( أ ساس املعرفة والتارخي والتقدم البرشي )ماركس(.

رشادمه، أ ي يف بناء وهكذا، فقد أ فلحت أ ورواب احلديثة يف علمنة الفكر متامًا، أ ي بناء منظومة فكرية علامنية اتمة العلمنة تقوم مقام ادلين يف تنظمي حياة الناس واإ

ىل العمل والواقع املادي وقدرة الإنسان عىل خلق ذاته وبيئته. وأ وج هذه العقيدة اجل كس، ديدة هو اكرل مار عقيدة جديدة )عقيدة التنوير( من نوع جديد يرتكز اإ

نسان جديد ومرشوع اترخيي جديد. ىل اإ اذلي تتبلّر فيه روحية اترخيية جديدة توىمء اإ

يف حترير الفلسفة لكيا من ومما ل شك فيه أ ن هذا التطور اجلديد شلك انتصاراً مدواي للفلسفة عىل ادلين ل مثيل هل يف التارخي، حيث اإن عقيدة التنوير مل تفلح

منا أ فلحت أ يضا يف جتريد ادلين من وظيفته امجلاهريية التقليدية املمتثةل يف التحمك يف وعي العوام وسلوكهم ادلين ويف هتميش ادلين يف اجملمتع ال ورويب حسب، واإ

مع الوقت بعض اخلصائص هبا اليويم، حبيث أ حضت احملرك الرئييس للعوام يف سلوكهم امجلعي، عىل ال قل يف املراكز الرأ ساملية املتقدمة. لكن تولهيا هذه املهمة أ كس

لنرص. لقد حمت وضع ال ساس ية لدلين وأ فقدها جزءًا كبريًا من روهحا النقدي الفلسفي، وك ن ادلين نغّص علهيا انتصارها وفرض نفسه علهيا يف عز احتفالها اب

ىل نوع معلمن من ال داين، لكن هذا التحول حمت عل هيا أ ن تنافس ال داين التقليدية يف عقر دارها وعىل أ رضها امجلاهري عىل عقيدة التنوير أ ن تتحول من فلسفة اإ

الوطين، همام متسحت اليت اعتادت عىل احتاللها لقرون عديدة. ويثري ذكل السؤال الآيت: هل ميكن للفلسفة أ ن تصارع ادلين التقليدي يف عقر داره وعىل ترابه

كننا نرتك الإجابة عهنا ملقالت لحقة يف س ياق حبثنا يف املسار اذلي اتبعته عقيدة التنوير يف مبسوح ادلين؟ وهل هناك بديل ذلكل؟ نطرح هذه ال س ئةل الآن، ل

القرن العرشين.

احلداثة ومشالكهتا: وحنن ننطلق يف ذكل لكه من فكرة أ ن حمور احلداثة وحمركها هو عقيدة التنوير هذه. وعليه تربز دلينا ثالثة أ س ئةل أ ساس ية ورضورية لفهم

( ما يه ردات فعل الفكر الربجوازي الغريب عىل عقيدة 2ف تطورت عقيدة التنوير بعد ماركس، وما املسار اذلي اتبعته وال شاكل اليت اختذهتا؟ )( كي4)

دة التنوير؟( كيف تعاملت ال مم غري ال وروبية، ويف مقدمهتا ال مة العربية، مع عقي1التنوير، وكيف تعاملت الربجوازية الغربية مع هذه العقيدة؟ )

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

6

ذا أ ردان هذه أ س ئةل كبرية وتشلك يف مجموعها مرشوعًا فكراي طموحًا وخضامً يس تلزم معل فريق اكمل من املفكرين والباحثني، لكين أ عتقد أ نه ل مف ّر من تنفيذه، اإ

ع ادة بناء ال مة العربية عىل أ سس حديثة.جماهبة واقعنا التارخيي بعمق واقتدار، والغوص يف اإماكانته، وأ داء دور يف صنع مس تقبهل املنظور، واإ

ىل أ عامق الفلسفة ال وروبية يف النصف الثاين من القرن التاسع ع رش ويف القرن العرشين ولعل أ صعب هذه ال س ئةل عىل الإطالق هو السؤال الثاين، ل نه يقودان اإ

آبند، ومه فالسفة كبار مغرقون برمته؛ يقودان اإىل ماخ ودلتاي ونيتشه وهورسل وهيدغر وراسل وفتغنش تاين وسار تر وفوكو ودريدا وبوبر وابشالر وكوهن وفايرأ

آيديولويج، وملا اكن مرشوعنا تدخال يف احلياة الثقافية العربية يف الغموض واخلصوصية واللغة الفنية املتخصصة. وملا اكن هدفنا ليس أ اكدمييا بقدر ما هو ثقايف أ

ننا سوف ن رىجء النظر يف هذا السؤال الصعب حىت نفرغ من السؤالني الآخرين.ويف الوعي العريب السائد، فاإ

ىل نه يقودان اإ التارخي احلديث للحركة أ ما السؤال ال ول، فهو أ يضًا سؤال صعب يقودان اإىل معق أ عامق الفلسفة املاركس ية خباصة، والفلسفة املادية بعامة، كام اإ

يظل شأ ان أ وروبيا يف جوهره، برمغ أ ثره العاملي الكبري، وخصوصًا من الناحية الفكرية. فاملاركس ية يف أ ساسها الش يوعية وجتس يداهتا البنيوية. لكن هذا التارخي

لفلسفة املاركس ية فلسفة أ وروبية جاءت مقة لرتاث فلسفي أ ورويب معني وأ وجًا لتطور فلسفي أ ورويب معني. وبرمغ الإسهامات غري ال وروبية املهمة يف جمال ا

ول واملغزى. الك! عربية وال مريكية الالتينية(، اإل أ ن جوهر هذه الفلسفة وجوهر تطورها يظل أ وروبيا. وهذا ل يعين ابلطبع أ ن املاركس ية أ وروبية املدل)الصينية وال

صوصيات الثقافية لهذه الرتبة. ويذكران فهيي عاملية املدلول واملغزى بلك ما تعنيه هااتن اللكمتان، ومع ذكل فهيي متجذرة يف الرتبة ال وروبية وحتمل كثريًا من اخل

ن اكنت كونية التوجه واملغزى والط سهام ذكل ببعض ال داين التقليدية، اليت ظلت حتمل كثريًا من اخلصوصيات الثقافية لل مم اليت أ نتجهتا، واإ موح. فاملاركس ية يه اإ

ىل ثقايف أ ورويب حلل مشالكت عاملية، مثلام اكنت ال داين العربية )الهيودية واملس يحية والإسالم( اإسهامات ثقافية عربية حلل مشالكت عاملية. ومثلام أ ن احلاجة اإ

ىل ال مم مجيعًا، برمغ منش هئا العريب وسامهتا الثقافية العربية، فاإن ا منا تعدهتا اإ ملاركس ية تليب حاجات كونية ول تقترص ال داين العربية مل تقترص عىل ال مة العربية، واإ

ضري يف ت ال مم ال وروبية اليت أ نتجهتا. ذلكل، فاإن كوهنا مس توردة من منظوران ل يضريها ول يعد جحة ضد استيعاهبا وتبنهيا من جانبنا. فال عىل تلبية حاجا

ليه، أ و ما يرضان، أ و ما يفرض علينا من خارجنا. والسؤال منا الضري يف اس ترياد ما نتومه أ ننا يف حاجة اإ اجلوهري هنا هو: هل اإن اس ترياد ما حنتاجه فعاًل، واإ

عادة بناهئا عىل أ سس حديثة وحتقيق طموحاهتا التارخيية تس تلزم استيعاب املاركس ية واعامتدها أ ساسًا للوعي امجل عي؟ هذا هو السؤال هنوض ال مة العربية واإ

نخره الاضطراب يف الصممي. ولكن، وبرمغ الطابع الكوين اجلوهري. أ ما املوقف املنطلق من الرفض املطلق لس ترياد الفكر، فهو موقف عديم متناقض مع ذاته ي

ل أ هنا تظل فلسفة غربية ويظل تطورها شأ هنا غربيا، يفرتض املامًا واهامتمًا خاصني ابلفلسفة الغربية والثقافة ال وروبي ة احلديثة.للامركس ية، اإ

ديث وكيفية تعامهل مع تراث التنوير. فهو السؤال ال كرث التصاقًا هبموم املواطن العريب، ذلكل لكه، فال مفّر من البدء ابلسؤال الثالث املتعلق ابلفكر العريب احل

ىل السؤالني الآخرين. ومن مث فهو ال نسب مدخاًل اإ

ىل النظر يف طبيعة الفكر العريب احلديث وخصوصيته. فالفكر العريب احلديث يتسم خباصية أ نه يرتبط ب نيواي برتاثني: الرتاث وابلطبع، فاإن هذا السؤال يقودان اإ

. ويرتبط ابلثاين حبمك العالقة العريب الإساليم والرتاث ال ورويب احلديث. فهو يرتبط ابل ول حبمك الاس مترارية التارخيية ملؤسسات احلضارة العربية الإسالمية وبناها

نه ذاً يرتبط فهيام، لكنه بصورة عامة ليس مفتوحًا علهيام. فهناك معوقات كثرية حتول البنيوية اليت تربط الوطن العريب احلديث ابملراكز الرأ ساملية الغربية الكربى. اإ اإ

عن متكل أ دوات احلداثة، بينه وبني الانفتاح علهيام، برمغ رضورة ذكل ملسرية التقدم والتحرر العربيني. ذكل أ ن جعز القوى الاجامتعية الرئيس ية يف الوطن العريب

عن عصور الاحنطاط، وحتطمي احلواجز اليت حتول دون انفتاح الوعي العريب احلديث عىل الرتاثني املذكورين، لك ذكل حال دون وختطي أ مناط التفكري املوروثة

ر حول املوقف من فك ما يعانيه هذا الوعي من عقد حياهلام، ومن مث دون تكونه وعيا عرصاي حيا وفعال. ذلكل جند الفكر العريب احلديث بلك تالوينه ممتحو

وبية احلديثة حول العالقة ذين الرتاثني. فلنئ اكنت الفلسفة الإسالمية الالكس يكية ممتحورة حول العالقة بني هللا والعامل والإنسان، ولنئ متحورت الفلسفة ال وره

ث، ويمتحور حول اشاكلت العالقة معهام.بني اذلات واملوضوع، فاإن الفكر العريب احلديث ينطلق من املوقف من الرتاث العريب الإساليم والرتاث الغريب احلدي

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

7

ن الفكر العريب احلديث، يف عالقته ابلفكر الغريب احلديث، يتأ رحج بني ثالثة مواقف رئيس ية: املوقف الاسترشايق، وموقف الا سترشاق وميكن القول اإ

املؤسسة الاسترشاقية الغربية ومقولهتا ال ساس ية بصدد الغرب املعكوس، واملوقف الاس تغرايب. أ ما املوقف الاسترشايق، فهو املوقف اذلي ينطلق من مسلامت

نه موقف ممثيل الاس تعامر الغريب من العرب يف الثقافة العربية احلديثة. وهو ليس انبعًا من خربة العرب ابلغرب بقدر ما ينبع من مطامع الغرب يف والرشق لكهيام. اإ

ثر عىل الوسط الفكري العريب احلديث. وكذكل ال مر مع موقف الاسترشاق املعكوس. ونعين ابلسترشاق العرب ودايرمه. ومع ذكل، فاإن هذا املوقف كبري ال

ىل دخيل مدنس مصدره أ عداء ال مة ال زليون وال ىل جوهر أ صيل مقدس برمته واإ بديون. ول املعكوس املوقف السلفي اذلي يقسم الرتاث العريب الإساليم اإ

منا يعّرف سلبا بوصفه النقيض الاكمل للجوهر املقّدس. فال حاجة ملعرفة هذا ادلخيل ومصدره معرفة يعّرف هذا ادلخيل عىل أ ساس و اقعه الفعيل املدروس، واإ

ذًا افرتاض مس بق مبعرفة مس بقة ورفض مس بق ل كيان نقيض.واقعية بدراس هتام علميا، فهو جمرد النقيض الش يطاين للجوهر املقّدس املعروف مس بقا. هناك اإ

آخرًا، فهناك املوقف الاس تغرايب )الاس تغراب نقيض الاسترشاق(. وينطلق هذا املوقف من الإدراك التارخيي للجامهري العربية للغوأ خري رب بوصفه خصام ًا وليس أ

منا أ يضًا من الهمينة ثقافيا عليه آربه. ذلكل، يسعى متفوقًا، متكن ابنطالقته احلداثوية الالهنائية الطابع ليس فقط من الس يطرة عىل العامل، واإ عادة تركيبه مبا حيقق مأ واإ

نتاج ما قبل الرأ ساملية، آلف الس نني من أ مناط الإ ىل معرفة اخلصم ابستيعاب فكره نقداي، بوصف هذا الفكر ثورة عىل أ وتعبريًا عن أ حصاب هذا املوقف اإ

ىل تأ هي ل وتثوير حىت يمتكن من ممارسة الاس تغراب، أ ي استيعاب الفكر الغريب احلديث الرأ ساملية يف اندفاعهتا املركزية. ويدرك املس تغربون أ ن وعهيم يف حاجة اإ

. والغرض من ذكل هو نقداي. ذلكل، فهم يدركون أ ن الاس تغراب يشلك مغامرة فكرية ممضة وثورة ثقافية دامئة تفكك الوعي العريب السائد وتعيد تركيبه ابس مترار

هذه احلركة ال دوات الفكرية، اليت متكهنا من الانفتاح عىل احلقبة احلديثة والواقع اذلي تعيشه ابلفعل من هجة، وعىل بناء عقل حركة التحرر القويم العربية ومتكل

تراهثا املمتد يف أ عامق التارخي من هجة أ خرى.

ىل مس توى حتدي ال ن سريورة الاس تغراب ليست سوى معركة حتديث الانتلجنتس يا العربية ورفع وعهيا وممارساهتا اإ عرص, تكل املهمة اليت اعتربها ايسني اإ

احلافظ الرشط ال سايس واجلوهري لالنتصار يف معركة الاس تقالل والتحرر القويم.

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

8

متزي العقالنية املاركس ية

ادلكتور هشام غصيب

يسحقه حسقًا؛ اكئن تعبث به ال قدار وقوانني خارجية غريبة الإنسان اكئن مغرتب يعمل ويكدح ضد نفسه؛ خيلق عاملًا غريبا عنه يقيد حريته ويطبق عليه حىت

صغر للحرية؛ اكئن ميثل عنه وبعيدة عن رغباته وطموحاته وحاجاته؛ اكئن ل جيد راحته وسعادته اإل ابحلرية لكن يعيش يف عامل حتمكه الرضورة ل يرتك حزيًا همام

ىل حر ية ابلفعل، فتبقى احلرية اكمنة يف قلبه حىت ينخرها العفن وتنقلب استبدادًا داخليا خانقا. هذا هو الإنسان احلرية ابلقوة لكن يعيش يف عامل ل يتيح حتولها اإ

ن اغرتاب الإنسان هو حمور ادلين والفلسفة؛ ابتداء بأ ساطري سومر، ومروراً بكهف أ فالطون وفيض يف جّل التصورات ادلينية والفلسفية. بل ميكن القول اإ

ال وىل يف الرتاث املس يحي، وانهتاء بالمعقول اكيم وغثيان سارتر.أ فلوطني واخلطيئة

منا حياولن تقدمي حلول لهذا الوضع وخمارج منه. عىل أ ن هذه اخملار نسان، واإ براز الوضع املغرتب لالإ ما أ ن تقرص عىل النخب لكن ادلين والفلسفة ل يكتفيان ابإ ج اإ

ما ذ نرى وال فراد )أ فالطون، البوذية، الوجودية(، واإ أ ن تتخطى احلياة العيانية ال رضية لالإنسان صوب الغيب واحلياة ال خرى ما بعد املوت )ال داين العربية(. اإ

قدار الساحق يف أ فالطون جيد اخلالص للنخبة يف الرايضيات واملعرفة التجريدية. أ ما غواتما البوذا، فيجد اخلالص من املرض والش يخوخة واملوت ودولب ال

جماهبة العامل وراين اذلي قد يدخل الإنسان مملكة العدم )النريفاان(. ويرى الوجوديون اخلالص )للنخبة ابلطبع( يف تأ كيد اذلاتية اجلوانية الفردية يفالتأ مل الن

عاملني ممكنني: عامل اكمل الاغرتاب املوضوعي املغرتب. أ ما ال داين العربية )الهيودية واملس يحية والإسالم(، فتجد اخملرج يف املوت، اذلي ترى فيه معربًا اإىل

)اجلحمي( وعامل الفردوس )هل هو عامل اكمل الالاغرتاب، أ ي غري مغرتب متامًا؟ هذه مسأ ةل فهيا نظر(.

نسان، وعىل أ نه مكتوب يف جوهر الوضع الإنساين ىل الاغرتاب بوصفه احلاةل الطبيعية لالإ ومن مث أ نه ل ،بذكل، فاإن ادلين والفلسفة، بصورة عامة، ينظران اإ

نسان من هذا الوضع احلمتي اإل ابخلروج والهروب من احلياة العيانية الفعلية )صوب عامل املثل ال فالطوين، أ و حاةل العدم الب وذية، أ و عرب املوت خالص لالإ

دانة واحضة للحي اة. وهذا ما أ دركه جيدًا الفيلسوف ال ملاين املعروف، صوب احلياة ال خرى يف ال داين العربية(. بذكل فاإن ادلين والفلسفة حيمالن يف ابطهنام اإ

ىل ذكل دانهتا للحياة، اإل أ نه يف الهناية أ درك ميلها مجيعًا اإ . فاخملارج اليت تنادي هبا فريدريش نيتشه. مفع أ ن نيتشه مزي بني ال داين والفلسفات من حيث درجة اإ

نسان قدر ىل حالت خارجه )العدم، عامل هروبية يف جوهرها. فهيي تعترب الوضع املغرتب لالإ ًا ل مفّر منه، عليه القبول به والانصياع هل والاس تعداد للهروب منه اإ

املثل، احلياة ال خرى( عرب التأ مل والطقوس ادلينية واملوت.

تغلب علهيا ابملامرسة البرشية التارخيية. فقط فقط املاركس ية، مادية ماركس، من بني ال داين والفلسفات مجيعا، تعترب الاغرتاب حاةل اترخيية ميكن ختطهيا وال

ن الاغرتاب هو حاةل اترخيية تنشأ وتتطور وميكن أ ن تزول ابلفعل الاجامتعي التارخيي املاركس ية تسعى اإىل حتديد الرشوط العيانية لالغرتاب ونشوئه وزواهل. اإ

نه اكئن قادر بعمهل العقالين الهادف عىل الثوري. فالإنسان، وفق املاركس ية، فاعلية اترخيية طبيعية خالقة، يف جو هره، وليس جمرد حقل جتارب للقوى الغيبية. اإ

ذ فامي تؤكد مجيع ال داين والفلسفات جعز الإنسان وعبوديته، فاإن املاركس ية ت هنا، تغيري واقعه وذاته مبا حيقق أ هدافه وطبيعته ادلاخلية. اإ ؤكد قدرة الإنسان وحريته. اإ

ابمتياز.بذكل، فلسفة الإنسان

ن املاركس ية تؤكد العقل بوصفه فعال ماداي وممارسة اجامتعية قادرة عىل تغيري الواقع املادي، ومن مث فهيي تؤكده بوصفه انعاكسًا موضو ماكانته. اإ عيا لهذا الواقع واإ

منا هو انعاكس للواقع املادي كام يتجىل يف التارخي، أ ي للواقع التارخيي. وهبذا املعىن، فاإن العقل هو لكن العقل ليس جمرد انعاكس للواقع الآين، للحظة العابرة، واإ

آن، ومن مث فهو نتاج التارخي وحمركه. وهبذا نتاجية( وحمركه يف أ نه نتاج العمل الاجامتعي )املامرسة الإ املعىن، فاإن املاركس ية يه عقالنية نتاج التارخي. وال دق القول اإ

ة مادية اترخيية قادرة عىل تغيري الإنسان وعامله. من مث، فهيي مقة عقالنية التنوير اليت بناها مفكرو الربجوازية الثورية مادية اترخيية. فهيي تؤكد العقل بوصفه قو

ال وروبية.

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

9

منا تعت نسان، واإ ذًا تؤكد قدرة الإنسان وحريته عرب اجملمتع والتارخي. ذلكل، فهيي ترفض اعتبار الاغرتاب حاةل دامئة لالإ ن املاركس ية اإ من صنعه التارخيي، ومن مث ربه اإ

حاةل اترخيية ميكن ختطهيا ابلفعل الثوري ملن صنعها يف املقام ال ول.

، حني يتلكم ماركس عن وقد أ درك ماركس اترخيية الاغرتاب منذ البداية، أ ي منذ بدء اخنراطه يف احلركة الفكرية الثورية يف بالده، أ ملانيا. وعىل سبيل املثال

منا يتلكم عن اغرتاب ممارسة مادية 4411ملبكر الرئييس، أ عين "خمطوطات ابريس لعام الاغرتاب يف معهل ا نه ل يتلكم عن اغرتاب رويح جتريدي عام، واإ "، فاإ

نه يربط ه نساين. كذكل، فاإ اب احملدد ذا الاغرت اجامتعية اترخيية معينة، أ عين العمل الاجامتعي. فاغرتاب هذا الكيان املادي الاجامتعي هو مصدر لك اغرتاب اإ

من جوهر العمل برشوط وظروف مادية اجامتعية اترخيية معينة، فال يعتربه مسة جوهرية من سامت العمل الاجامتعي يف حد ذاته. فالغرتاب املذكور ل ينبع

من4611الاجامتعي، كام اعتقد هربرت ماركوزه يف مقالته عن العمل الاجامتعي ) لهيا يف مقاةل سابقة، واإ ا ينبع من الرشوط والظروف الاجامتعية ( واملشار اإ

منا يتحدث 4411التارخيية. وحني يتحدث ماركس عن اغرتاب العمل الاجامتعي يف "خمطوطات ابريس لعام نه ل يتحدث عنه ابملطلق ومبعزل عن التارخي، واإ "، فاإ

نتاج الرأ ساميل يف املراكز ال وروبية اليت نشأ فهيا هذا المنط. عنه يف منط معني من اجملمتعات يف حقبة اترخيية معينة، هو منط الإ

" أ ن هناك أ ربعة أ بعاد رئيس ية لغرتاب العمل الاجامتعي يف اجملمتعات الرأ ساملية. أ ما البعد ال ول فيخص 4411لقد بني ماركس يف "خمطوطات ابريس لعام

ىل اغرتاب املنتج )بكرس التاء( عن املنتج )بفتح التاء(. وهذا يعين أ ن املنتج )بفتح التاء(، بدًل من أ ن يكون جتس يدًا لذلات وحتقيقًا ل هدافها وغاايهتا، يتحول اإ

ىل قوة خارجية اس تعبادية تسحق اذلات املنتجة حسقًا وتكبلها وتفقرها وتشوهها. لكن ذكل ل حيدث حبمك الطبيعة اجل وهرية للعمل يشء غريب عهنا، بل واإ

آ منا بفضل الطبيعة التارخيية للرأ ساملية والبناء الطبقي للمجمتعات الرأ ساملية. فهذا البعد لالغرتاب يعكس واقعة اترخيية الاجامتعي أ و حبمك قوانني الطبيعة وأ لياهتا، واإ

نتاج ورشوطه. ومن انعاكس لعالئق مث، فهواجامتعية، يه الفصل املطلق يف الرأ ساملية ما بني العمل احلي والعمل اخملرث املوروث، أ ي ما بني العامل وأ دوات الإ

نتاج نتاج ورشوطه وبني املنتجني )العامل(. ذكل أ ن طبقة ماليك أ دوات الإ نتاج، أ ي العالئق القامئة بني ماليك وسائل الإ )الربجوازية( يه اليت تمتكل امللكية أ و الإ

ىل معل اجامتعي نتاج ورشوطه، وحتوهل اإىل رأ سامل، أ ي اإ مغرتب جيابه العامل بوصفه قوة غريبة عنه تسحقه وتكبهل ما ينتجه العامل عرب احتاكرها وسائل الإ

آليات الاس تغالل والفوىض الاكمنة فيه. ذًا، ليس سوى تعبري عن البناء الطبقي يف الرأ ساملية وأ وتفقره. فاغرتاب العمل الاجامتعي، اإ

ذ اجته صوب حتليل ال4411وهذا يفرّس الاجتاه اذلي حتّرك فيه ماركس بعد "خمطوطات رصاع الطبقي بوصفه حمّرك التارخي والس ياسة )البيان الش يوعي، ". اإ

آليات الرصاع الطبقي يف فرنسا، الربومري الثامن عرش للوي بوانبرت، احلرب ال هلية يف فرنسا، مقالته الس ياس ية يف الصحف ال مريكية(، وصوب بيان أ

سهام لنقد الاقتصاد الس يايس، الغرندريسا، نظرايت فائض القمية، الاس تغالل الطبقي يف الرأ ساملية وحتول العمل اإىل قمية ومال ورأ سام ل )بؤس الفلسفة، اإ

الرأ سامل(.

نتاجية، أ ي عن 4411أ ما البعد الثاين لغرتاب العمل الاجامتعي، كام حلهل ماركس يف "خمطوطات "، فهو يتعلق ابغرتاب املنتج )بكرس التاء( عن فاعليته الإ

نه ينكرها معهل. فالعامل يف الرأ سام ىل وجوده اجلوهري. وبدًل من أ ن يؤكد ذاته بعمهل، فاإ به. لية يفقد جوهره، ذلكل تبدو فاعليته الاجامتعية خارجة عنه ل تنمتي اإ

تعبريًا عن ن وبدلً من أ ن يكون معهل مصدر سعادته ووس يلته لإطالق طاقاته اجلسدية والفكرية، يغدو مصدر شقائه ودمار جسده وعقهل. وبدًل من أ ن يكو

ل خارج العمل، ل ن معهل خيلو من ذاته، من أ ي ذات. وخالصة القول، فاإن معهل قدراته اخلالقة، يغدو كدحًا مماًل ميجه العامل. ذلكل فاإن العامل ل يشعر بذاته اإ

منا هو جمرد وس يةل لسد حاجات خارجه. وعليه، فاإن العامل ل جيد ذاته يف ما نسانيته وميزيه عن احليوان )العمل الاجامتعي ليس حتقيق حاجة داخلية، واإ يؤكد اإ

منا جيدها يف وظائفه احليوانية )ال لك والرشب والنوم واملامرسة اجلنس ية(، اليت تكون ابلفعل حيوانية مبعزل عن الفاعلية اخل القة وحني تصبح غاية يف حّد احلر(، واإ

ذاهتا.

منا يعزوه اإىل كون العامل جّرد لكيا من أ ي مشاركة يف وهنا أ يضا، فاإن ماركس ل يعزو فقدان العامل ذلات نساين دامئ، واإ ه واغرتابه عن فاعليته اخلالقة اإىل وضع اإ

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

10

نتاجه، ال مر اذلي يضعه حتت رلمة هذه الرشوط، أ ي حتت رلم ة ملكية وسائل الإنتاج ورشوطه، ومن مث فقد لك شلك من أ شاكل التحمك يف رشوط اإ

نتاج الرأ سامل )العمل الاجامتعي املغرتب(. فهو ل "ميكل" سوى قوة معهل، اليت تغدو سلعة تباع وتشرتى يف السوق، اليت تس يطر علهيا طبقة ماليك وسائل الإ

ىل رأ سامل، أ ي الصورة املغرتبة للمج متع وعالئقه.ورشوطه )الربجوازية(. بذكل يلحق العامل ابلآةل بصفهتا رأ ساملً والسوق بصفهتا وسط حتول العمل اإ

آليات طبقية اس تغاللية معينة نشأ ت اترخييا حتت ظروف معينة، أ ي ابلرصاع الطبقي املرشوط اترخييا. بذكل، فاإن ماركس يربط الاغرتاب بعيانيته التارخيية بأ

نه يزيل عن الاغرتاب دميومته وجيعل أ مر ختطيه والتغلب عليه مرشوعًا اترخييا ممكنا. بذكل، فاإن املاركس ية يه الفلسفة الوحيدة يف التارخي اليت وهبذا الربط فاإ

طار احلياة العيانية والفعل الإنساين العياين والتارخي البرشي العياين. هناء الاغرتاب مرشوعًا جامهرياي ممكنا مضن اإ جتعل من اإ

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

11

مرشوعنا الفلسفي

ادلكتور هشام غصيب

مقدمهتا املس يحية والإسالم، فقد ابتكر الغرب )مبعناه الإغريقي القدمي وال ورويب احلديث( الفلسفة بديال لدلين، لنئ ابتكر الرشق ال داين الكونية الكربى، ويف

ن الرصاع حمتدم بني الفلسفة وادلين منذ نشوء الفلسفة يف جزر أ يونيا الإغريقية الفينيقية ن قلنا اإ ن مل تكن نقيضًا هل. ول نبالغ اإ ذ نشأ ت اإ وحىت يومنا هذا. اإ

خضاعهاا ملسلامته. وهذا لفلسفة ثورة عىل ال سطورة. واكنت رد فعل ادلين الرشيق أ ن اس توعب بعض العنارص ال ساس ية للفلسفة الإغريقية من أ جل احتواهئا واإ

وةل الالهوتية من حماوةل تصفية ما حققه فالسفة العرب والشعوب الإسالمية ال خرى. لكن الفلسفة بطبعها ممتردة ومناقضة للهنج الإمياين. ذلكل اكن ل بد لدل

ىل ممارسات وشعائر صوفية. وهذا ما اكن. اإذ متت تصفية الفلسفة يف العامل العريب الس ين عىل يد الغزايل وتالمذته ىل لهوت الفلسفة أ و حتويلها اإ ، ومت حتويلها اإ

وتصوف يف العامل الفاريس الش يعي.

رويب املس يحي، لكن صعود الربجوازية ال وروبية املتواصل أ عطى دفعة للفلسفة مكهنا من ادلخول يف سريورة علمنة وجرت احملاولت التصفوية ذاهتا يف العامل ال و

حلاقه ابلفلسفة. واكنت املعامل الرئيس ية يف هذه السريورة: متواصةل، ترتب علهيا فك ارتباط الفلسفة )والعمل( ابدلين، بل وهتميش دور ادلين يف اجملمتع واحتواؤه واإ

ىل اذلات الإنسانية )دياكرت(؛ )4) ىل اخلربة البرشية املبارشة 2( نقل مصدر اليقني املعريف من اذلات الإلهية اإ ( نقل مصدر الوجود من الفكرة الإلهية اإ

ىل العقل البرشي )اكنط(؛ )1)التجريبيون، لوك، هيوم(؛ ) مصدر اخلري وال خالق من النص ( نقل 1( نقل القدرة عىل تنظمي العامل احملسوس من اذلات الإلهية اإ

ىل الإرادة البرشية العاقةل )اكنط أ يضًا(؛ ) ( اعتبار الطبيعة والتارخي جتليا للعقل املطلق، واعتبار الفلسفة وادلوةل احلديثة هناية التارخي ومقته )هيغل(؛ 1الإلهيي اإ

( اعتبار العمل الاجامتعي الهادف 7هراً اكمنا للفرد البرشي )فويرابخ(؛ )( اعتبار عقل هيغل املطلق تعبريًا عن ذات النوع الإنساين، أ ي اعتباره جو 9)

)العقالين( أ ساس املعرفة والتارخي والتقدم البرشي )ماركس(.

رشادمه، أ ي يف بناء ة ال وهكذا، فقد أ فلحت أ ورواب احلديثة يف علمنة الفكر متامًا، أ ي بناء منظومة فكرية علامنية اتمة العلمنة تقوم مقام ادلين يف تنظمي حيا ناس واإ

ىل العمل والواقع املادي وقدرة الإنسان عىل خلق ذاته وبيئته. وأ وج هذه العقيدة اجل ديدة، كام أ سلفنا، هو عقيدة جديدة )عقيدة التنوير( من نوع جديد يرتكز اإ

نسان جديد ومرشوع اترخيي ج ديد.اكرل ماركس، اذلي تتبلّر فيه روحية اترخيية جديدة توىمء اإىل اإ

يف حترير الفلسفة لكيا من ومما ل شك فيه أ ن هذا التطور اجلديد شلك انتصاراً مدواي للفلسفة عىل ادلين ل مثيل هل يف التارخي، حيث اإن عقيدة التنوير مل تفلح

منا أ فلحت أ يضا يف جتريد ادلين من وظيفته امجلاهريية التقليدية املمتثةل يف التحمك يف وعي العوام وسلوكهم ادلين ويف هتميش ادلين يف اجملمتع ال ورويب حسب، واإ

هبا مع الوقت بعض اخلصائص اليويم، حبيث أ حضت احملرك الرئييس للعوام يف سلوكهم امجلعي، عىل ال قل يف املراكز الرأ ساملية املتقدمة. لكن تولهيا هذه املهمة أ كس

لسفي، وك ن ادلين نغّص علهيا انتصارها وفرض نفسه علهيا يف عز احتفالها ابلنرص. لقد حمت وضع ال ساس ية لدلين وأ فقدها جزءًا كبريًا من روهحا النقدي الف

ىل نوع معلمن من ال داين، لكن هذا التحول حمت علهيا أ ن تنافس ال داين التقليدية يف عقر دارها وعىل أ رضها امجلاهري عىل عقيدة التنوير أ ن تتحول من فلسفة اإ

لها لقرون عديدة. ويثري ذكل السؤال الآيت: هل ميكن للفلسفة أ ن تصارع ادلين التقليدي يف عقر داره وعىل ترابه الوطين، همام متسحت اليت اعتادت عىل احتال

دة التنوير يف بعته عقيمبسوح ادلين؟ وهل هناك بديل ذلكل؟ نطرح هذه ال س ئةل الآن، لكننا نرتك الإجابة عهنا ملقالت لحقة يف س ياق حبثنا يف املسار اذلي ات

القرن العرشين.

احلداثة ومشالكهتا: وحنن ننطلق يف ذكل لكه من فكرة أ ن حمور احلداثة وحمركها هو عقيدة التنوير هذه. وعليه تربز دلينا ثالثة أ س ئةل أ ساس ية ورضورية لفهم

( ما يه ردات فعل الفكر الربجوازي الغريب عىل عقيدة 2ا؟ )( كيف تطورت عقيدة التنوير بعد ماركس، وما املسار اذلي اتبعته وال شاكل اليت اختذهت4)

( كيف تعاملت ال مم غري ال وروبية، ويف مقدمهتا ال مة العربية، مع عقيدة التنوير؟1التنوير، وكيف تعاملت الربجوازية الغربية مع هذه العقيدة؟ )

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

12

ذا أ ردان هذه أ س ئةل كبرية وتشلك يف مجموعها مرشوعًا فكراي طموحًا وخضامً يس تلزم معل فريق اكمل من املفكرين والباحثني، لكين أ عتقد أ نه ل مفّر من تنفيذه، اإ

عادة بناء ال مة العربية عىل أ سس حديثة.جماهبة واقعنا التارخيي بعمق واقتدار، والغوص يف اإماكانته، وأ داء دور يف صنع مس تقبهل املنظور، واإ

ىل أ عامق الفلسفة ال وروبية يف النصف الثاين من القرن التاسع عرش ويف القرن العرشين ولعل أ صعب هذه ال س ئةل عىل الإطالق هو السؤال الثاين، ل نه يقودان اإ

آبند، ومه فال سفة كبار مغرقون برمته؛ يقودان اإىل ماخ ودلتاي ونيتشه وهورسل وهيدغر وراسل وفتغنش تاين وسارتر وفوكو ودريدا وبوبر وابشالر وكوهن وفايرأ

آيديولويج، وملا اكن مرشوعنا تدخال يف احليايف الغ ة الثقافية العربية موض واخلصوصية واللغة الفنية املتخصصة. وملا اكن هدفنا ليس أ اكدمييا بقدر ما هو ثقايف أ

ننا سوف نرىجء النظر يف هذا السؤال الصعب حىت نفرغ من السؤالني الآخرين. ويف الوعي العريب السائد، فاإ

ىل التارخي احلديأ ما السؤال ال نه يقودان اإ ث للحركة ول، فهو أ يضًا سؤال صعب يقودان اإىل معق أ عامق الفلسفة املاركس ية خباصة، والفلسفة املادية بعامة، كام اإ

رية. فاملاركس ية يف أ ساسها الش يوعية وجتس يداهتا البنيوية. لكن هذا التارخي يظل شأ ان أ وروبيا يف جوهره، برمغ أ ثره العاملي الكبري، وخصوصًا من الناحية الفك

لفلسفة املاركس ية فلسفة أ وروبية جاءت مقة لرتاث فلسفي أ ورويب معني وأ وجًا لتطور فلسفي أ ورويب معني. وبرمغ الإسهامات غري ال وروبية املهمة يف جمال ا

ا. وهذا ل يعين ابلطبع أ ن املاركس ية أ وروبية املدلول واملغزى. الك! )الصينية والعربية وال مريكية الالتينية(، اإل أ ن جوهر هذه الفلسفة وجوهر تطورها يظل أ وروبي

افية لهذه الرتبة. ويذكران فهيي عاملية املدلول واملغزى بلك ما تعنيه هااتن اللكمتان، ومع ذكل فهيي متجذرة يف الرتبة ال وروبية وحتمل كثريًا من اخلصوصيات الثق

سهام ذكل ببعض ال داين التقليدية، اليت ظلت حت ن اكنت كونية التوجه واملغزى والطموح. فاملاركس ية يه اإ مل كثريًا من اخلصوصيات الثقافية لل مم اليت أ نتجهتا، واإ

ىل ية. ومثلام أ ن احلاجةثقايف أ ورويب حلل مشالكت عاملية، مثلام اكنت ال داين العربية )الهيودية واملس يحية والإسالم( اإسهامات ثقافية عربية حلل مشالكت عامل اإ

ىل ال مم مجيعًا، برمغ منش هئا العريب وسامهتا الثقافية العربية، فاإن ا منا تعدهتا اإ ملاركس ية تليب حاجات كونية ول تقترص ال داين العربية مل تقترص عىل ال مة العربية، واإ

ول يعد جحة ضد استيعاهبا وتبنهيا من قبلنا. فال ضري يف عىل تلبية حاجات ال مم ال وروبية اليت أ نتجهتا. ذلكل، فاإن كوهنا مس توردة من منظوران ل يضريها

ليه، أ و ما يرضان، أ و ما يفرض علينا من خارجنا. والسؤال منا الضري يف اس ترياد ما نتومه أ ننا يف حاجة اإ اجلوهري هنا هو: هل اإن اس ترياد ما حنتاجه فعاًل، واإ

عادة بناهئا عىل أ سس حديثة وحتقيق طموحاهتا التارخيية تس تلزم استيعاب املاركس ية واعامتدها أ ساسًا للوعي امجلعي؟ هذا هو السؤال هنوض ال مة العربية واإ

الطابع الكوين اجلوهري. أ ما املوقف املنطلق من الرفض املطلق لس ترياد الفكر، فهو موقف عديم متناقض مع ذاته ينخره الاضطراب يف الصممي. ولكن، وبرمغ

ل أ هنا تظل فل سفة غربية ويظل تطورها شأ هنا غربيا، يفرتض املامًا واهامتمًا خاصني ابلفلسفة الغربية والثقافة ال وروبية احلديثة.للامركس ية، اإ

لعريب، اقًا هبموم املواطن اذلكل لكه، فال مفّر من البدء ابلسؤال الثالث املتعلق ابلفكر العريب احلديث وكيفية تعامهل مع تراث التنوير. فهو السؤال ال كرث التص

ىل السؤالني الآخرين. ومن مث فهو ال نسب مدخاًل اإ

ىل النظر يف طبيعة الفكر العريب احلديث وخصوصيته. فالفكر العريب احلديث يتسم خباصية أ نه يرتبط بن يواي برتاثني: الرتاث وابلطبع، فاإن هذا السؤال يقودان اإ

ول حبمك الاس مترارية التارخيية ملؤسسات احلضارة العربية الإسالمية وبناها. ويرتبط ابلثاين حبمك العالقة العريب الإساليم والرتاث ال ورويب احلديث. فهو يرتبط ابل

ذاً يرتبط فهيام، لكنه بصورة عامة ليس مفتوحًا نه اإ علهيام. فهناك معوقات كثرية حتولالبنيوية اليت تربط الوطن العريب احلديث ابملراكز الرأ ساملية الغربية الكربى. اإ

عن متكل أ دوات احلداثة، بينه وبني الانفتاح علهيام، برمغ رضورة ذكل ملسرية التقدم والتحرر العربيني. ذكل أ ن جعز القوى الاجامتعية الرئيس ية يف الوطن العريب

الرتاثني املذكورين، لك ذكل حال دون وختطي أ مناط التفكري املوروثة عن عصور الاحنطاط، وحتطمي احلواجز اليت حتول دون انفتاح الوعي العريب احلديث عىل

ر حول املوقف من فك ما يعانيه هذا الوعي من عقد حياهلام، ومن مث دون تكونه وعيا عرصاي حيا وفعال. ذلكل جند الفكر العريب احلديث بلك تالوينه ممتحو

هللا والعامل والإنسان، ولنئ متحورت الفلسفة ال وروبية احلديثة حول العالقة هذين الرتاثني. فلنئ اكنت الفلسفة الإسالمية الالكس يكية ممتحورة حول العالقة بني

لت العالقة معهام.بني اذلات واملوضوع، فاإن الفكر العريب احلديث ينطلق من املوقف من الرتاث العريب الإساليم والرتاث الغريب احلديث، ويمتحور حول اشاك

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

13

ن الفكر العريب احلديث، يف عالقته ابلفكر الغريب احلديث، يتأ رحج بني ثالثة مواقف رئيس ية: املوقف الاسترشايق، وموقف الاسترشاق وميكن القول اإ

ساس ية بصدد الغرب املعكوس، واملوقف الاس تغرايب. أ ما املوقف الاسترشايق، فهو املوقف اذلي ينطلق من مسلامت املؤسسة الاسترشاقية الغربية ومقولهتا ال

نه غرب يف موقف ممثيل الاس تعامر الغريب من العرب يف الثقافة العربية احلديثة. وهو ليس انبعًا من خربة العرب ابلغرب بقدر ما ينبع من مطامع ال والرشق لكهيام. اإ

عين ابلسترشاق العرب ودايرمه. ومع ذكل، فاإن هذا املوقف كبري ال ثر عىل الوسط الفكري العريب احلديث. وكذكل ال مر مع موقف الاسترشاق املعكوس. ون

ىل دخيل مدنس مصدره أ عداء ال مة ال زليون وال ىل جوهر أ صيل مقدس برمته واإ بديون. ول املعكوس املوقف السلفي اذلي يقسم الرتاث العريب الإساليم اإ

منا يعّرف سلبا بوصفه النقيض الاكمل للجوهر املقّدس. فال حاجة ملعرفة هذا ادلخيل ومصدره معرفة يعّرف هذا ادلخيل عىل أ ساس واقعه الفعيل املدروس، واإ

ذًا افرتاض مس بق مبعرفة مس بقة ورفض مس بق ل كيان نقيض.واقعية بدراس هتام علميا، فهو جمرد النقيض الش يطاين للجوهر املقّدس املعروف مس بقا. هناك اإ

آخرًا، فهناك املوقف الاس تغرايب )الاس تغراب نقيض الاسترشاق(. وينطلق هذا املوقف من الإدراك التارخيي للجامهري العربية للغرب بوصفه خصام وأ خريًا وليس أ

عادة منا أ يضًا من الهمينة ثقافيا عليه واإ آربه. ذلكل، يسعى متفوقًا، متكن ابنطالقته احلداثوية الالهنائية الطابع ليس فقط من الس يطرة عىل العامل، واإ تركيبه مبا حيقق مأ

ىل معرفة اخلصم اب نتاج ما قبل الرأ ساملية، وتعبريًا عن أ حصاب هذا املوقف اإ آلف الس نني من أ مناط الإ ستيعاب فكره نقداي، بوصف هذا الفكر ثورة عىل أ

ىل تأ هيل وتثوير حىت يمتكن من ممارسة الاس تغراب، أ ي استيعا ب الفكر الغريب احلديث الرأ ساملية يف اندفاعهتا املركزية. ويدرك املس تغربون أ ن وعهيم يف حاجة اإ

ض من ذكل هو ذلكل، فهم يدركون أ ن الاس تغراب يشلك مغامرة فكرية ممضة وثورة ثقافية دامئة تفكك الوعي العريب السائد وتعيد تركيبه ابس مترار. والغر نقداي.

قع اذلي تعيشه ابلفعل من هجة، وعىل بناء عقل حركة التحرر القويم العربية ومتكل هذه احلركة ال دوات الفكرية، اليت متكهنا من الانفتاح عىل احلقبة احلديثة والوا

تراهثا املمتد يف أ عامق التارخي من هجة أ خرى.

وس نعاجل يف مقالت لحقة الفكر العريب احلديث من منظور هذا التصنيف والترشحي.

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

14

مسري أ مني مس تغرابً

ادلكتور هشام غصيب

دراك أ مهيته ومغزاه يس تلزمان معرفة ن فهم أ ي فكر واإ عالقته ابلواقع التارخيي، مبا يف ذكل طبيعة القوى الاجامتعية اليت أ فرزته، والس ياق التارخيي لنشوئه اإ

آ مبعزل عن وتطوره، ووظائفه الاجامتعية، وأ ثره التارخيي. لكن الفكر هو جزء عضوي من واقعه التارخيي. فنحن ل نتعامل هنا مع كيانني مس تقلني عن بعضهام نشأ

منا نتعامل مع كيان عضوي واحد متعدد ال طراف واملظاهر. ذلكل، فاإن جانبا كبريا من العالقة ب بعضهام بغضا، مث ني دخال يف عالقة عرضية مع بعضهام بعضا، واإ

ذاً يف معرفة ل يف الفكر نفسه وعرب الغوص يف أ عامقه ودراس ته بوصفه الًك مرتابطًا. نقطة البدء اإ ه العالقة يه دراسة الفكر هذالفكر والواقع التارخيي ل يتبدى اإ

آلياته وافرتاضاته ومسلامته وال هداف واملرايم الاكمنة فيه. وهذا ابلضبط ما ن ذ س نحلل نفسه بوصفه عضوية مرتابطة والبحث يف اجتاهاته وبناه وأ بغي فعهل هنا. اإ

أ سلفنا، فاإن هذا املوقف يدخل بعمق يف حتديد طبيعته ووظيفته الفكر العريب احلديث بوصفه عضوية مرتابطة معًا من منظور موقفه من عقيدة التنوير. وكام

بنيواي ابلرتاثني ارتباط تبعية، التارخيية. فهو فكر يتأ رحج بني الرتاث العريب الإساليم والرتاث الغريب احلديث حبمك طبيعة اجملمتع اذلي أ فرزه. فهو يرتبط موضوعيا و

بيل اإىل حترر الفكر العريب احلديث من سطوة الرتاثني واكتساب اس تقالهل، حبيث يصبح قادرًا عىل أ داء دور فاعل ل نه جعز حىت الآن عن الانفتاح علهيام. فال س

قف اً حول الرتاثني ويتحدد ابملو يف حترر ال مة وتقدهما، اإل ابلنفتاح عىل الرتاثني واستيعاهبام نقداي، ومن مث ختطهيام. وهذا يفرس كون الفكر العريب احلديث ممتحور

ينه: موقف الاسترشاق، مهنام. وقد رشحت يف املقاةل السابقة املواقف الثالثة من عقيدة التنوير اليت يتأ رحج بيهنا الفكر العريب احلديث وتدخل جوهراي يف تكو

ىل هذا التبويب وموقف الاسترشاق املعكوس، وموقف الاس تغراب. وسنبدأ بدراسة الفكر العريب احلديث واس تكشاف بناه ووحدته ادلاخلية ا رتاكزًا اإ

والترشحي.

عضواي مرتابطًا، وجاهبوا وسنبدأ مسريتنا الاس تكشافية ابملس تغربني الرئيس يني؛ أ ولئك اذلين أ خذوا عىل عاتقهم هممة فهم الفكر الغريب احلديث برمته وبوصفه الك

احلرية والرفاه. ومع أ ن احملاولت العربية لستيعاب الفكر الغريب احلديث بدأ ت حتديه الالهنايئ بلك جرأ ة وجشاعة، من أ جل استيعابه نقداًي وختطيه صوب نظام

ل يف مبكرة )الطهطاوي، ال فغاين، محمد عبده، ش بيل مشيل، مث سالمة موىس، العقاد، اسامعيل مظهر، رئيف خوري(، اإل أ هنا مل تمثر ابلفعل فلس فيا وعلميا اإ

مة املس تغربني املعارصين اذلي قدموا اسهامات فعلية يف فهم الفكر الغريب احلديث بوصفه الك عضواي مرتابطًا، ومن النصف الثاين من القرن العرشين. ويف مقد

لياس مرقص. وأ عظمهم عىل الإطالق، يف منظور عريب انهض، نذكر: صادق جالل العظم، حسن حنفي، مسري أ مني، عبدالرلمن بدوي، زيك جنيب محمود، اإ

ية الفلسفية الفنية: الفيلسوف السوري، صادق جالل العظم.هذا املقام، ومن الناح

سهام مسري أ مني يف هذا املقام، مع أ نه عامل يف الاقتصاد الس يايس أ كرث منه فيلسوفًا، ل نه يعرض مسأ ةل الفكر وطبيعته يف س ي اق نظرية شامةل لتارخي وسأ بدأ ابإ

البرش.

ن مسري أ مني عامل اقتصاد س يايس ذو شهرة عاملية . وموضوع حبثه يف ال ساس هو الاقتصاد العاملي، أ و، قل، الرأ ساملية بوصفها نظامًا عامليا. وقد انصبت دراساته اإ

ىل نتيجة مؤداها أ ن النظام الرأ ساميل عاملي يف جوهره، نشأ عامل آليات الرتامك الرأ ساميل عىل الصعيد العاملي. فتوصل اإ يا وتطور عامليا عرب مراحهل يف ال ساس عىل أ

ىل مقتضيات مجيعًا، وأ نه نظام اس تقطايب يف جوهره، مبعىن أ نه يتشلك من مراكز متقدمة متسك زمام ال مور يف أ يدهيا، ومن أ طراف متخلفة اتبعة تنصاع اإ

نتاج هذا الاس تقطاب بصور متنوعة حسب الطور اذلي متر فيه، وأ ن تقدم املراكز يمت عىل حساب ال طراف. وبدراس ته املراكز املراكز، وأ ن الرأ ساملية تعيد اإ

ىل نتيجة مؤداها أ ن احلاةل السائدة يف املراكز يه حاةل الإصالح، يف حني أ ن احلاةل السائدة يف ال طراف يه حاةل الث ورة. ذلكل نرى وال طراف، توصل اإ

ذاً ادلميوقراطية الاجامتعية الإصالحية الطابع سائدة يف املراكز الرأ ساملية، يف حني أ ن اللينينية الثو رية يه الروح السائدة يف أ طراف النظام الرأ ساميل. فالثورة اإ

ىل املراكز. تبدأ يف ال طراف مث تنتقل اإ

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

15

ابن ثورات نغلز اإ لهيا ماركس واإ لهيا الكس يكيو املاركس ية مجيعا يف السابق: توصل اإ لهيا 4414بيد أ ن هذه النتيجة يه النتيجة اليت س بق أ ن توصل اإ ، وتوصل اإ

لهيا لينني عام 4691م تروتسيك منذ عا ذاً؟4647، وتوصل اإ . ما اجلديد اذلي جاء به مسري أ مني يف هذا الصدد، اإ

ىل املراكز. فقد اعتقد الكس يكيو املاركس ية بأ ن ثورة ال طراف ل ن الثورة تبدأ يف ال طراف مث تنتقل اإ ن مسري أ مني مل يكتِف ابلقول اإ تتعدى كوهنا الرشارة اليت اإ

منا تتحقق يف املراكز. فال طراف يه فتيل الثورة الاشرتاكية ل أ كرث ول أ قل. لكتشعل ثورة املراك ن املؤهل ز، وأ ن الاشرتاكية ل ميكن أ ن تتحقق يف ال طراف، واإ

ن الثورة تبدأ يف ال طراف، لكهنا تتحقق يف املراكز القادرة فعال عىل حتقيقها. أ ما بناء الا شرتاكية يف ال طراف فهو ومه حقا لتحقيق الاشرتاكية يه املراكز. اإ

ة يف الطرف الرويس يستبدل الإرادة الثورية ابلواقع املوضوعي. بيد أ ن س تالني، يف ظروف العرشينيات الصعبة، خالف هذه الفكرة واندى بفكرة بناء الاشرتاكي

ىل املراكز الغربية. وقد تبىن مسري أ مني هذا التوجه الس تاليين، وتوفري الظروف ادلولية املالمئة ذلكل. وبعد ذكل تبدأ الاشرتاكية ابلزحف من ال طراف الروس ي ة اإ

ن الاشرتاكية تبىن يف ال طراف ل ن ال طراف يه املؤهةل فعاًل ذلكل، مث تبدأ ابلزحف، رمبا فاعتقد بأ ن الثورة الاشرتاكية تبدأ يف ال طراف وتتجذر فهيا، أ ي اإ

نتاج الرأ ساميل يف ال طراف جيعل أ مر ختطيه صوب الاشرتاكية أ كرث احامتًل من ختطيه يف املراكز، حيث توجد البطيء، صوب املراكز. فعدم اكامتل منط الإ

الرأ ساملية يف شلكها املكمتل.

نتاج وعىل التارخي البرشي برمته. وخسر هذا ىل تعممي هذه النتيجة عىل مجيع أ مناط الإ منا معد أ يضا اإ مي يف مناهضة املركزية التعم لكن أ مني مل يقف عند هذا احلد، واإ

آخر، فقد خسر هذا ال وروبية، اليت تزور التارخي العاملي ابعتبار أ ورواب حمور الكون، ويف وضع تصور عام للفكر العاملي بعامة والفكر الغريب خباصة. وبت عبري أ

التعممي ملامرسة الاس تغراب، كام س بق وعرفته.

نتاج رئييس يف نه يتكون من مراكز وأ طراف. كذكل، فاإن ختلف ال طراف وعدم ومفاد هذا التعممي أ ن لك منط اإ نتاج اس تقطايب، أ ي اإ هذا التارخي هو نظام اإ

نتاج أ كرث تطوراً. ذلكل، فاإن التغيري التقديم يبدأ دامئ نتايج صوب منط اإ نتاج فهيا يتيح الفرصة أ ماهما لتخطي منطها الإ ا من ال طراف، مث ينتقل ببطء اكامتل منط الإ

يف ال مناط الإنتاجية اكز، فتنقلب الآية لتصبح املراكز أ طرافًا وال طراف مراكز. ولنئ اكنت املراكز يف الرأ ساملية أ وروبية غربية، فاإهنا اكنت عربية رشقيةصوب املر

كزيهتا طبيعية، أ ي تعود اإىل طبيعة ال عراق ما قبل الرأ ساملية. لكن الربجوازية الغربية حتاول أ ن تويح أ ن أ ورواب اكنت املركز منذ بدء احلضارة البرشية، وأ ن مر

ىل أ ن أ ورواب اكنت من ال طراف يف ال وروبية وبيئهتا اجلغرافية الطبيعية. أ ما مسري أ مني، فهو يؤكد أ ن املسأ ةل مسأ ةل اترخيية، وأ ن مركزية أ ورواب احلديثة تعود اإ

نتاج الرأ ساميل، فانقلبت مركزًا يف هذا المنط. مفركزيهتا احلديثة مرتبطة ال مناط ما قبل الرأ ساملية، ال مر اذلي مكهنا من ختطي ال مناط الق ىل منط الإ دمية اإ

ن حاولت يه أ ن تسقطها عىل اترخي البرشية برمهتا. ابلرأ ساملية، ويه ليست مسة طبيعية مالزمة لها، واإ

ىل معارضة النظرية املاركس ية الالكس يكية بصدد أ من ذ يرى أ ن هذه النظرية تعاين من كوهنا أ سرية ويقود هذا التصور مسري أ مني اإ نتاج الرئيس ية وتعاقهبا. اإ اط الإ

آس يا املركزية ال وروبية، شأ هنا شأ ن النظرايت الربجوازية الغربية. فهيي قد بنيت عىل أ ساس التارخي ال ورويب، وعىل أ ساس كونه اترخيا عاملي ا قامئا بذاته مبعزل عن أ

فريقيا. حفىت ماركس وقع يف خف املركزية ال وروبية، برمغ مهنجه العلمي احملمك وموضوعيته ال سطورية. ومن املعلوم أ ن التصور املاركيس الالكس ييك يقسم اترخي واإ

ىل اترخي أ ورواب الغربية واجلنوبية حتديداً )أ ثينا وروما، مث البندقية وجنوا، مث ابريس ولندن ىل احلقب الآتية، ارتاكزاً اإ برلني(: املشاعية، وأ مسرتدام و البرشية اإ

ىل التحقيب الآيت للتارخي البرشي: ) نتاج 2( املشاعية. )4العبودية، الإقطاع، الرأ ساملية، الش يوعية. أ ما مسري أ مني، فيقوده تصوره للمراكز وال طراف اإ ( منط الإ

نتاج العبودي. أ ما يف طوره الثاين، اخلرايج. ويف طوره ال ول، يكون املركز يف املرشق العريب وتكون أ طرافه يف اليوانن وروما، حيث يأ خذ شلك منط الإ

نتاج الإقطاعي. ) نتاج الرأ ساميل، حيث املراكز أ وروبية 1فتكون مراكزه يف العامل الإساليم، وتكون أ طرافه يف أ ورواب الغربية، حيث يأ خذ شلك منط الإ ( منط الإ

فريقية وأ مريكية جنوبية. ) آس يوية واإ الش يوعي. ونالحظ هنا أ ن أ مني اعترب أ مناط الإنتاج ما قبل الرأ ساملية اليت سادت أ ورواب الغربية ( منط الإنتاج 1وال طراف أ

نه اعتربها أ شاكل انقصة لمنط الإنتاج اخلرايج، اذلي اعتربه مكمتاًل يف املراكز العربية. وابملقابل، فاإن )العبودية والإقطاع حتديدًا( طرفية وهامش ية يف التارخي. بل اإ

خراجه من التارخياملارك ما اإىل اإ غفال الرشق لكيا، واإ ما اإىل اإ لصاق منط س ية الالكس يكية اعتربت هذين المنطني منطني مركزيني مكمتلني ورئيس يني، ومعدت اإ ابإ

نتاج الآس يوي. بذكل، سلخت املاركس ية الالكس يكية أ ورواب عن الرشق بصورة تعسفية، مع أ هن نتاج ساكن ل يتطور فيه، أ مسته منط الإ ام اكان ينمتيان منذ بدء اإ

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

16

ىل كيان اترخيي مرتابط، ملصقة التطور واحلراك التارخيي بأ ورواب وملصقة امجلود والسكون والتكرار اململ الالاترخيي ابلرشق، وك ن التارخي مكل أ ورواب، التارخي اإ

عادة ربط ما فصلته ا ملاركس ية الالكس يكية تعسفًا. فهو يعيد ربط أ ورواب ابلرشق ويضعها عىل وك ن للرشق اترخيه اخلاص الالاترخيي. أ ما مسري أ مني، فيرص عىل اإ

نتاج الآس يوي، وما يسميه أ مني منط الإنتاج اخلرايج، هو ال ساس امل كمتل، ويصبح منط هامش الرشق يف نظام العامل القدمي. فيصبح ما أ سامه ماركس منط الإ

نتاج الإقطاعي يف أ ورواب ش نتاج العبودي ومنط الإ لكني انقصني لل ساس املكمتل. فهناك اترخي عاملي واحد مرتابط حتمكه قوانني اترخيية واحدة.الإ

وسرنى يف مقالت لحقة كيف خسر مسري أ مني هذا التصور يف فهمه لطبيعة الفكر الغريب احلديث.

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

17

زى التارخيي للحضارة العربية الإسالميةغامل

ادلكتور هشام غصيب

ا اإىل وضع نظرية شامةل يف ينا يف املقاةل السابقة )مسري أ مني مس تغراب( كيف قادت دراسة مسري أ مني املعمقة لآليات الرتامك الرأ ساميل عىل الصعيد العاملي صاحهبب

نتاج رئييس مراكز اترخي العامل تناهض املركزية ال وروبية، اليت ترى يف أ ورواب حمور التارخي وحمور العامل يف أ طواره مجيعًا. ومفا د هذه النظرية أ ن للك منط اإ

ىل اقرتاح حتقيب للتارخي م نتاج السائد يبدأ يف ال طراف، وينتقل تدرجييا وببطء صوب املراكز. وقاده ذكل اإ غاير للتحقيب املاركيس وأ طرافًا، وأ ن ختطي منط الإ

ا اخلاطئة. وأ ساس هذا التحقيب أ ن الطور التارخيي الطويل اذلي يفصل املشاعية الالكس ييك، اذلي يرى أ مني أ نه ظل أ سري املركزية ال وروبية وافرتاضاهت

نتاج اخلرايج )الإاتوي(، اذلي وصل أ وجه يف العامل الإساليم. ويرى أ مني أ ن ا ملرشق العريب احتل املركز البدائية عن الرأ ساملية يمتثل يف ما أ سامه أ مني منط الإ

ورواب أ طراف هذا النظام. ذلكل، فاإن ختطي هذا المنط صوب الرأ ساملية اكن أ كرث يرسًا عىل أ ورواب منه عىل املركز العريب.الرئييس يف هذا المنط، فامي شلكت أ

نتاج اخلرايج؟ وكيف متزيت الصور الطرفية لهذا المنط عن صوره املركزية؟ ولكن بأ ي معىن اكنت أ ورواب طرفًا من أ طراف منط الإ

جابة عن هذا السؤال، عل ينا أ وًل أ ن نفهم كيف تمتزي الرأ ساملية يف ال طراف عهنا يف املراكز، مث كيف تمتزي الرأ ساملية جوهراي عن منط الإنتاج اخلرايج؟لالإ

معقد يبدو مس تقال عن يل نظام يؤكد مسري أ مني أ ن الرأ ساملية تمتزي يف همينة الاقتصادي )البنية الاقتصادية( عىل مجيع منايح احلياة الاجامتعية. فالقتصاد الرأ سام

هذا النظام املس تقل، اذلي البرش وحتمكه قوانينه اخلاصة غري اخلاضعة للبرش. وعىل البرش أ ن يأ خذوا هذه القوانني بعني الاعتبار ويؤقلموا مجيع منايح حياهتم مع

ية الاقتصادية الرأ ساملية يف ال طراف بنية قارصة غري مكمتةل يشلك أ ساس حياهتم. ذلكل، فاإن جوهر متايز ال طراف عن املراكز يف الرأ ساملية اقتصادي. فالبن

عا آليات اإ نتاج نفسها بنفسها. فأ عادة اإ هنا غري قادرة عىل اإ هنا بنية غري مرتابطة وغري مامتسكة وغري متوازنة. كام اإ نتاهجا موجودة يف املراكز قياسًا ابملراكز. اإ دة اإ

ن الرأ ساملية الطرفية )احمليطية( منا حول املراكز الغربية. وهذه التبعية الاقتصادية يه أ ساس طرفيهتا. الرأ ساملية. اإ ليست ممتحورة حول ذاهتا، واإ

نه مل يكن كذكل يف أ مناط الإنتاج ما قبل الرأ ساملية، وخبا نتاج الرأ ساميل، فاإ صة يف منط الإنتاج اخلرايج. لكن، لنئ اكن الاقتصادي هو املس توى املهمين يف منط الإ

منا اكن اقتصاداً شفافا ظاهره مطابق لباطنه. فمل يكن خيضع لقفالقتصاد وانني اقتصادية ما قبل الرأ ساميل مل حتمكه قوانني خاصة به خارج الإرادة الإنسانية، واإ

آليات الاس تغالل فيه اكنت ظاهرة وواحضة، ومل تكن منا لتقلبات الطبيعة ومزاجات الطبقات اخلراجية احلامكة. كام اإن أ اقتصادية عىل أ ي حال )كام يف خاصة، واإ

منا طابع امل نتاج ما قبل الرأ ساميل مل يأ خذ يف جهل طابع السلع املوهجة صوب السوق، واإ منا اكنت س ياس ية عقائدية. فالإ نتوجات القابةل لالس هتالك الرأ ساملية(، واإ

مبارشة من جانب املنتجني أ نفسهم. أ ما البايق فاكن يقتطع من جانب املبارش. فاكن جزء مما ينتجه الفالحون والرعاة والصيادون واحلرفيون يس هتكل بصورة

ليه، فاإن الفعل الطبقات الاقتصادية املس يطرة بوسائل س ياس ية وعسكرية وعقائدية مبارشة لسد حاجاهتم وحاجات خدهمم وحاشيهتم ولسد رغباهتم وأ هواهئم. وع

نتاج والتوزيع. ذلكل اعترب أ مني املس توى الس يايس العقائدي، ل املس توى البرشي الواعي املبارش، عىل خلفية من تقلبات الطبيعة، هو اذلي اكن حيمك الإ

نتاج ما قبل الرأ ساملية. فامتالك الطبقات الإقطاعية أ دوات القوة الس ياس ية والعسكرية وا لعقائدية، عىل أ ساس الاقتصادي، هو املس توى املهمين يف أ مناط الإ

نتاهجم ومعلهم لصاحل هذه الطبقات املرفهة املس يطرة.وظائف اجامتعية معينة، هو ا ذلي اكن ميكهنا من التحمك يف املنتجني وتقييدمه واقتطاع جزء كبري من اإ

نت أ ساملية. فاملراكز اج ما قبل الر ذلكل لكه، فلنئ اكن المتيزي اجلوهري بني املراكز وال طراف اقتصاداًي يف الرأ ساملية، فال بد أ ن يكون س ياس يا عقائداي يف أ مناط الإ

مكمتل. ذلكل جند يف يف منط الإنتاج اخلرايج تمتزي ابكامتل املس توى الس يايس العقائدي فهيا. أ ما يف أ طراف النظام اخلرايج فيكون هذا املس توى انقصًا غري

ة متطورة متاكمةل. أ ما يف أ ورواب الإقطاعية، فنجد املرشق العريب، وهو قلب النظام اخلرايج يف العرص الوس يط، دوةل مركزية مكمتةل تسودها منظومة عقائدي

مية ببناهئام الرضائيب واملدين شالك جنينيا بدائيا لدلوةل اخلراجية وصورة بدائية ابهتة عن املنظومة العقائدية العربية. فش تان مثاًل بني ادلوةل العباس ية أ و الفاط

" د. هشام غصيبيف وجه الاغرتاب والاس تغراب املاركس ية مكرشوع"

18

اكن يسود أ ورواب أ ايم شارملان! وش تان بني الفقه الإساليم وعمل الالكم الإساليم يف عهد املأ مون وبني والفكري املعقد وبني الهرم الإقطاعي الواهن البائس اذلي

الفكر ادليين اذلي اكن سائدًا يف أ ورواب يف الوقت نفسه! بل، ش تان بني الفكر املس يحي الرشيق ونظريه الغريب يف ذاك الزمان!.

نتاج اخلرايج صوب الرأ ساملية، وأ ن نظريه ويرى أ مني أ ن هذا التخلف الس يايس العقائدي ال ورويب يف العرص الوس يط هو اذلي مكن أ ورواب من ختطي منط الإ

قطاعية ال وروبية بدأ ، املتقدم يف املركز العريب هو اذلي حال دون ختطيه صوب الرأ ساملية يف الوطن العريب. كام يرى أ ن الشلك املتخلف غري املكمتل لدلوةل الإ

ساره قبل أ ن يكمتل، فأ خيف القرن ذ طابعًا الثاين عرش امليالدي، يتطور صوب الشلك العريب املكمتل، لكن الرأ ساملية ال وروبية اكنت قد انطلقت وفلتت من اإ

ازية(.رأ سامليا )امللكيات املطلقة يف أ ورواب( أ و ش به رأ ساميل، وتطورت الرأ ساملية يف كنفه حىت متكنت منه وقوضت أ راكنه )الثورات الربجو

ه هنا سوى قوهل بأ ن امليتافزييقا ويرى أ مني أ ن ادلوةل اخلراجية تتسم يف أ هنا جوهراي دوةل ميتافزييقية )لهوتية، دينية، ثيوقراطية(. ومع أ نه ل حيدد متامًا ما يعني

ل أ نه ميكن فهمه عىل النحو الآيت: تتسم ادلوةل اخلراجية بأ هنا ىل منظومة يه البحث عن احلقيقة املطلقة، اإ ترتكز يف ممارساهتا وترشيعاهتا ويف عالقهتا ابلرعية اإ

لام اكنت الآليات فكرية ذات مرجعية أ و مرجعيات مقدسة مطلقة. وتس متد هذه ادلوةل مرشوعيهتا من اعتبار ذاهتا التجس يد ال ريض لهذه املرجعية الساموية. ف

آليات س ياس ية عقائدية ، وابلنظر اإىل طبيعة املنتج )الفالح بصورة خاصة(، اكن ل بّد من املسلامت املقدسة اليت ل تقبل ال ساس ية للس يطرة واس تغالل املنتج أ

لهيا. واكن ل بّد لهذه النظم من أ ن تشمل الطبيعة والإنسان واجملمتع وكيف ية نشوء هذه الكياانت )أ و خلقها( اجلدال واكن ل بّد من النظم الفكرية الشمولية املرتكزة اإ

تسخري هذا ا وتطورها. فالفالح يعيش الطبيعة بتقلباهتا ويتعامل معها وك هنا اكئن يح أ و تعبري عن اكئن يح متفوق. وقد أ فلحت ادلوةل اخلراجية يفوترابطه

ىل منظومة فكرية مشولية دخلت فلسفة الطبيعة يف صلهبا الشعور دلى الفالح وتأ ويهل وتطويره فكراي مبا يربر همينهتا واس تغاللها. ذلكل ارتكزت هذه ادلوةل اإ

واعمتدت مطلقات مقدسة مرجعًا لها.

آلف الس نني هنا ذ ابتدأ ت منذ أ وهناك )مرص، ويرى أ مني أ ن ادلوةل اخلراجية مّرت يف أ طوار حضارية حىت وصلت أ وهجا يف ادلوةل الإسالمية يف املرشق. اإ

نتاج املشاع ىل حد كبري عن املراكز ال خرى. وقدم لك من الهالل اخلصيب، فارس( يف حميط من الرببرية )منط الإ ي والش يوعي البدايئ(. واكن لك مركز معزولً اإ

أ ت ادلوةل اخلراجية العاملية يف هذا املراكز اخلراجية ال وىل اسهامات فكرية وثقافية دجمت لحقًا يف ادلوةل اخلراجية العاملية املكمتةل. ومع الإسكندر املقدوين، بد

وف ل ول، وتوحدت ل ول مرة يف التارخي املراكز اخلراجية املتنوعة واملنعزةل عن بعضها بعضا. ويركز أ مني يف حتليهل هذا الطور عىل الفيلسشلكها الهلنس يت ا

املرصي، أ فلوطني، اذلي اكن هل تأ ثري كبري لحقًا عىل الفكر الإساليم.

رشيق العريب. وشلك هذا التطور أ ساسًا لطور جديد من أ طوار ادلوةل اخلراجية، طور وقد شهد هذا الطور بروز عمل الالهوت والفقه املس يحي يف شلكه ال

نتاج اخلرايج . اإذ شهدت ادلوةل البزينطية ادلوةل البزينطية املس يحية. ويغفل أ مني هنا ذكر أ ن ادلوةل البزينطية شلكت نوعًا من الرتاجع يف مسرية ما أ سامه منط الإ

نتاج و آيديولوجيهتا ادلينية الالهوتية. وجاء البديل عىل صورة تراجعًا يف منو قوى الإ نتاج الثقايف، وجعزت عن استيعاب الإجنازات الإغريقية والهلنستية مضن أ يف الإ

نتاج املادية والثقافية يف املنطقة، وقادت اإىل اكامتل تكون نتاج اخلرايج، وأ فلحت منط الإ الفتوحات العربية الإسالمية، اليت أ عطت دفعة هائةل اإىل ال مام لقوى الإ

ىل هجود فكرية جبارة متثلت يف معل النحاة واللغويني وعلامء الالكم وال فقهاء وعلامء أ صول ادلين يف توحيد الرتااثت املتنوعة واستيعاهبا. واحتاج ذكل ابلطبع اإ

ت أ وهجا يف احلضارة العربية الإسالمية؛ يف أ مثال سيبويه والشافعي والفالسفة واملؤرخني وعلامء الطبيعة وال طباء وغريمه. بذكل تكون الثقافة اخلراجية قد وصل

ليات الس ياس ية والعقائدية والقايض عبد اجلبار والكندي والفارايب وابن سينا والغزايل واحلسن بن الهيمث والبريوين وابن رشد وابن حزم والشاطيب وغريمه. أ ما الآ

عد كوهنا صورة ابهتة غري مكمتةل لنظريهتا العربية العظمية.اليت سادت ال طراف اخلراجية )أ ورواب(، فمل تت