1

نسانالقيم األخالقية و حقوق اإل موسى محمد الباشا موسى/ د

القية أخرى تستهدف مناقشة موضوعة القيم األخ هذه الدراسة بين مبتغيات نبثاقها الطبيعية ، إ، مصادر صطالحيةاإلمن حيث دالالتها اللغوية و

واب لص، وطبيعة المعايير القياسية المميزة بين ماهية ا الدينيةالفلسفية والقية من جهة ، صواب من مشموالت أنساق منظومة القيم األخالالو

نسان يجاز الضمانات القانونية المعززة لحقوق اإلإبوتستعرض الدراسة تناقش الدراسة أيضا الكيفيات العملية و. وحرياته األساسية من جهة أخرى

ية على نسان وحرياته األساساإلنتهاكات حقوق إالتي بمقتضاها يمكن تالفي الدولي عالميا من جهة وتأمين مستقبال الصعيدين الوطني في آحاد الدول و

تختتم الدراسة مناقشتها و. نسانية جمعاء من جهة أخرى لإلوضاءاستتعاطى ، و هذا.لموضوعات البحث في محصلة أجملتها في نقاط سبع

. التاليوفقا للنسق التراتيبيع الموضوعات المنوه عنها أعاله الدراسة م

.صطالحية للقيم و األخالقالماهية اللغوية و اإلسم معنى لغة تعني الثمن، فيقال شيء ثمين أي ليس إن القيمة كإ

أو المقياس ن معطى قيمة يفيد المعيار إصطالحا فإأما )1(.بالرخيص الوضيع ، عليه. ياا كان أم معنوقييم مادييثمن المالمادي أو العقلي الذي بمقتضاه

يمكن القول أن القيم كمعايير تثمينية تتمايز ماهياتها ماديا ومعنويا وفقا فالقيم المعنوية قد . قاسير أو المعمملوظائفها القياسية تالئما مع طبيعة ال

2

أما القيم المادية قد توظف كمقاييس .توظف لتثمين المعقوالت ال الحسيات .لتثمين المحسوسات

صطالحا فاألخالق معطيات إ أما )2( .الشيمة و لغة يعني السجيةلقما الخ أ نواميس مجتمعية تضبط وتحكم لى أنساق إذات دالالت معانية ترمز

ليته رادية ألعضاء المجتمع التي تطال آثارها المجتمع في كالسلوكيات اإل )3( .يجابا أو سلباإ

تقدم للقيم األخالقية المصطالحي هوم اإللى أن المفإشارة هنا تجدر اإل وليك إل ماهية طبيعة القيم األخالقية وتساؤالت تتمحور حوذكره قد أثار

:بيانها ؟ هل ما هو قيمة أخالقية شيء موضوعي قائم بذاته في منعزل عن الطبيعة

؟ .المحسوسات على حد سواء طى ذاتي مرتبط بذوات المعقوالت وأم هو معنبثق عتبارها حاالت ذهنية أو وجدانية تإن بذاتية القيم األخالقية ب فالقائلو

الجماعة يعتبرونها معطيات متحولة ال يحكمها ومن ثم ترتبط بوعي الفرد وناموس الثبات لذلك يرون عدم صالحيتها كمعيار لتثمين األشياء من حيث

كائنات الإذلك لواقع أن المجتمعات البشرية ما هي . صالحها أو طالحها لذلك . ستقرار نسبيإيكتنفها ة التطور ، فهي في تغير مستمر وحية دائم

نما هي إأصل ذاتها بذاتها ول القيم األخالقية معطيات ذاتية ال تيرون أن ك. عدما جتمعي لذلك هي مرتبطة بة وجودا ومخرجات العقل أو الوجدان الم

بأن عتقادهم ذلك إللقيم األخالقية وزاعم بموضوعية اون القول الركنلذا يالفعل رادة الخيرة وفالفعل الخير مرتبط باإل ( ثهدحم مرتبط بثدحل مك

)4( .رادة السيئةالشر مرتبط باإل

3

أما القائلون بموضوعية القيم األخالقية يزعمون بصالحيتها كأداة تمثل ناموس منسجم مع القانونجتماعي لكونها في ذاتها ضابطة للسلوك اإل

مخرجات العقل الجمعي في أي مجتمع الطبيعي ومن ثم ال تتعارض مع رشيد كان عتيقا تحققت صيرورته في غابر العصور أو معاصرا وليد

الفاضلة صالحة بكيفية سرمدية اآلني ، ألن أنساق القيم األخالقية زماننا قيمة فعل سبيل النمذجة أن. ألمكنةال تتبدل لتغير األزمنة أو لتبدل ا مطلقة

تحريم سفك دمه، التسامح ، حب الخير، نبذ صون وتقديس حياة اآلدمي والسجايا قيم سامية ض الظلم وتبجيل الحكمة كل هذه الشر ، تمجيد العدل ، بغ

مقبولة في كل المجتمعات البشرية ائمة بذواتها في معزل عن غيرها وأبدية قلذلك يعتقد القائلون . تباين مشاربها الثقافية ا الحضارية وختالف بيئاتهإرغم

مييز وفقا لها بين صواب بموضوعية القيم األخالقية بصالحيتها كمعايير ي )5(.في كل زمان جتماعي في كل مكان وخطل السلوك اإلولـى إموضوعية القيم األخالقية يـدفع بالـضرورة ن الجدل حول ذاتية و إ

أفـراد لناموس المحدد لماهية صواب وخطـأ سـلوك التساؤل عن مصدر ا نـساني الوجـدان اإل المجتمع ، هل هـذا النـاموس منبثـق عـن وعـي

؟ أم عن قـوى )القانون الطبيعي ( ؟ أم عن قوى الطبيعة )ناموس ناسوتي (هـذه جابـات عـن إيـراد إسأحاول ؟ )ناموس الهوتي (وراء الطبيعة ما

.فقرات التالية التساؤالت في ال

4

).الناموس الناسوتي(نساني معيار وعي الوجدان اإل -1

تتباين المفاهيم المعانية " نسانيوعي الوجدان اإل" نسبة لغموض مصطلح .يراد التعريف التالي على سبيل النمذجة إالدالة عليه ، لذا أرى من المفيد

كل قوة ذاتية روحية " ينسانوعي الوجدان اإل" لدى البعض يعني مصطلح توجه السلوك الخير نة في كيان الذات البشرية تحرك وأو فكرية كام

ذا إن الفعل أو الال فعل يكون صواب إ. " المنسجم مع أنساق قيم مجتمعهلى ضرر الفرد إذا أفضى إلى خير الفرد و الجماعة ، ويكون خطأ إأفضى

نساني ن السلوك اإلإ:تيتس .رولد هيقول في هذا السياق ها. )6(" الجماعة ورادة نما نتاج تفاعل اإلإمؤثرات البيئة الجغرافية فقط ، وليس محصلة ال

يؤكد كانط و." المجتمعية و الجغرافية أيضانسانية مع مخرجات البيئة اإلنه هو القانون ذاته ، إنسان الفطين يحكم نفسه ، ن اإلإ" فتراض بقوله هذا اإل

نسان قد فرضه هو على نفسه خالقي الذي يخضع له اإلن الناموس األإ نقال بتصرف )7(... )نسان العاقل ال يحكم من الخارج بل من داخل ذاتهاإل.

ن وعي إفلى تخريجات هذا الفريق ، إرتكازا إعليه، . نجليزية عن اإلرادة التقرير لدى إفعل هو قوة باطنية ت) الناموس الناسوتي(نسانية الذات اإل

مع معطيات بيئته المجتمعية ألنه من منظور يجابا أو سلباإالفرد ليتعاطى رادية إجتماعية للفرد ليست مخرجات ال ن السلوكيات اإلإهذا الفريق

رادية مستقصدة إمكونات الحول المجتمعي بل هي أفعال عتباطا إتقررها لى إشارة هنا إلتجدر او. ها وعي وجدان الفرد نتاجإلذاتها قدرها وقضى بنساني الوعي اإلرادة وكويني الحاط من قدر رشاد اإلموقف القديس توما اإل

5

عجز " الال فضيلة يقول توما لقصور والعجز بل نعتهما بالشر ورميهما باوسقوطه قد ته الذاتية مبعثه أن خطيئة آدم ورادإاآلثم في أن يفعل خيرا ب

طبيعة . ان يولد خطيء وشريرنسإل أفسدتا الطبيعة البشرية ، لذلك ك )8(."شر لتلوث أصلها نسان فساد واإلؤكد آخرون نقيصة في ذات السياق ي و- نجليزيةبتصرف عن اإل نقال - من نسان حيوان كغيره اإل"نسانية لتضمنها غرائز بهيمية رادة اإلاإل

دي يبلذا منظور أن...ب البقاء ح عليه غريزة الحيوانات األخرى تهيمننسان قناع ن مدنية اإلإ.شراسة ووحشية عندما تقتضي الضرورة حماية ذاته

ن إ - نجليزية نقال بتصرف عن اإل- )9( ."زائف يواري طبيعته الحيوانية نسان رادة اإلإر قدالمستوضع للذات اآلدمية ال مراء قد حط من هذا التكييف

الرشيد بين ما هو فضيلة رمن ثم قدرته على التقريوسلبه نورانيته وفطنته وساني نهذا ، ويجادل القائلون بنورانية الوجدان اإل. ما هو رذيلة وشروخير و

اب ناموس الطبيعة فطنة اآلدمي لكونه عرمن جهة أخرى مؤكدين رشاد و )10(..."ن عقله الناطق خير أيضا إلما أن ناموس الطبيعة خير فو"... الخير

. - نجليزيةنقال بتصرف عن اإل )ناموس المجتمع( معيار العرف المجتمعي-2

. أم معاصران العقل الجمعي يمثل ضمير كل مجتمع كان مجتمعا عتيقا إ يلفه الركود بل ته كائن حي ال يكتنفه الجمود أو نساني في كليفالمجتمع اإل

ن تحول إ .تطور مستمر النمؤ يعيش في حراك دائب وهو جسم فاعل دائم لى طور إمن طور العتاقة نسانية في سياق نموأها المطرد ات اإلالمجتمع

6

الحداثة ال يلغي حقيقة كينونتها المجتمعية الجماعية التي تسودها حكمة العقل كشريعة حاكمة تعتبر المقياس ) العرف( ن ناموس المجتمعإالجمعي ، لذلك ف

حقق الخير العام األكثر مالئمة لتقرير ماهية القيم األخالقية الفاضلة التي ت )11(.تمييزا لها عن الخصال الرذيلة التي تجلب األضرار والشرور

: معيار الناموس الطبيعي-3

طار ذاته كل إ يزعم الطبيعيون بأن ملكوت قوى الطبيعة قد حوى في نسان كغيره من الموجودات يعد محال اإل و.حي والشيء متواجد خارجه

ولما أنه وفقا ألحكام الناموس الطبيعي قد تم خلق . طبيعي ألحكام الناموس الكما أن يحيا وفق مقتضيات أحكام المبدأ الطبيعي نسان توجب عليه حاإل

فعله ألنه العقل السوي السائد ال تغترف ما حظر الناموس الطبيعي " القائل ه ستنساخإقبس البصيرة صار ناموسا ال بفعل ... المدبر لنظام الكونو )12(."تساقه المطلق و حكمة الطبيعةنما إلإ أحكاما و عيدهوتق

ن قبس إتساقا مع رؤية الطبيعيين فإهذا ، . نجليزيةنقال بتصرف عن اإلأو الناموس الطبيعي هو المعيار الذى بمقتضى ) العقل المستنير(البصيرة .لقيمز القيم األخالقية الصالحة عن غيرها من فاسد اتمييأحكامه

)هوتي الناموس الال( معيار قوي ما وراء الطبيعة -4

ددح يعتبر أنصار هذا المنهج الشرائع الدينية أي الناموس الآلهوتي المفوفقا لمنظور الآلهوتيين .خالقية لسامية وتلك العاطلة المطلق لماهية القيم األ

هي ذات منفعله تتجلى فيها قدرة نما إموجدة لذاتها بذاتها وأن الطبيعة ليست

7

رادة الفاعلة في عالم الشهادة لذلك بداع اإلإيجسد فملكوت الطبيعة . الفاعل دات محدودة لعلة كونها مؤطرة ن قدرات كل الموجوإيرى الآلهوتيون

رادة الفاعلة بطبيعتها مطلقة نة اإلكلما أن م. مستحوزة في دائرة النسبي وهي ) ال الناموس الطبيعينسان وال وعي وجدان اإل(لهي إلن الناموس اإف

. المقرر األوحد لماهية القيم األخالقية الصالحة تمييزا لها عن تلك الطالحة كل ما يناقض ناموس الرب رته مشيئة الرب فهو خير مطلق، وكل ما قد"

ن ذعان اإلإو" ن محارز الخير مكنوزة في ملكوت الرب إ. فهو شر مطلق تسليما لمقتضيات ناموسه القاضي في رادة القدوس فضيلة وعبادة والمطلق إل

راد كلمة الرب عاش وفق مكل األحايين خيرا ألحبائه، فالحياة الفاضلة ت .نجليزية نقال بتصرف عن اإل)13(." العادلة

عن اآلراء التي تناولت طبيعة ستعراضه يمثل مقتطفات موجزة إ ما تقدم . قيم األخالقية وفاسدها يمكن التمييز بين فاضل الات التي بمقتضاها ددحالم

ن السيرورات إمن آراء فى الرغم من تباين ما تقدم بيانه علهذا ، والقية التاريخية للمجتمعات البشرية قد أكدت على وجود عديد من القيم األخ

داناتهم وأفئدتهم بين نسان رغم توزع وجبنو اإلالتي قد أجمع علي تبجيلها ولعموم الفائدة . المصادر الهوتية وناسوتية نواميس متباينةأحكام

وذلك على سبيل ة أمثلة لتلك القيم األخالقية سأستعرض بكيفية موجز .النمذجة فقط

" علمإ جوامع األخالق فيما يأتي بقوله مام أبو حامد الغزالي فقد حدد اإل. العدل صولها أربعة الحكمة والشجاعة والعفة ومهات األخالق وأن أإف

تحملهما على لة النفس وقوة بها تسوس الغضب والشهوة وونعني بالحكمة حا

8

ى حسب مقتضاها نقباض علاإلسترسال ومقتضى الحكمة و تضبطهما في اإل. حجامها إقدامها وإنعني بالشجاعة كون قوة الغضب منقادة للعقل في و.

وقبل الشروع في )14(".ة الشهوة بتأديب العقل والشرعقوة تأدب ونعني بالعفلى أن بعضا من هذه إيماء تلميحا القيم األخالقية أود هنا اإلسرد نماذج

نا ، وبعضها يتغايا أنفس اآلحاد وتطبيبها من أسقام األ بتهذيب نىعالقيم يم عصبية القبيلة حريرها من أسقاالمجتمعات المغلقة وت نةيمدتشذيب و

المجتمع نةنفتاح على اآلخر، وبعض منها يستهدف أنستحريضها على اإلوليك فيما يأتي بعضا من فضائل القيم األخالقية على إو. البشري في كليته

.سبيل النمذجة : العدل– 1

ي العهد فقد جاء ف وعزاها لنفسه و خص بها ذاته فضيلة تخيرها االرب وورد أيضا )15(."يبصر وجههالرب عادل ويحب العدل ، المستقتم "...م القدي

أفتح " جاء في العهد الجديد و)16( ."أحكام الرب عادلة كلها" في العهد القديم فمك ألجل األخرس، في دعوى كل يتيم أفتح فمك، أقض بالعدل وحام عن

)17( ."الفقير والمسكين ال هو الحي إله إاهللا ال " بالعدل بقوله جل ذاته وقد وصف الحق عز و

أن اهللا قد حرم ) ص(قد حدث رسول اهللا و)18(..." الحكم العدل...لقيوم اتعالى أن الحق سبحانه و) ص(على نفسه الظلم ، فقد روى أبو ذر عن النبي

م ني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكإيا عبادي " قائال قد خاطب عباده النواميس السماويات عن البغي قد نهت و)19(..." فال تظالموا محرما

9

ال بأهله ففي هذا إ على الغير ألن المكر السييء ال يحيق الحكم جوراوونة التي بالدينال تدينوا لكي ال تدانوا،ألنكم " عهد الجديد في الالسياق قد جاء

فالعدل كفضيلة )20(."لكيل الذي به تكيلون يكال لكمبابها تدينون تدانون و أحكام القصاص عترشتسأخالقية سامية قد حرمت كل أنماط البغي، لذلك أ

. تحض عليهمجد العدل وفقد وردت في بعض الشرائع السماوية أحكاما ت. عطى نفس بنفس، عين بعين، حصلت أذية تن إ" فقد جاء في العهد القديم

)21(."رض برض بكي، جرح بجرح و، رجل برجل ، كي سن بسن، يد بيدين العين بالعا عليهم فيها أن النفس بالنفس وكتبنو"وجاء في محكم التنزيل

قد و)22(..." والجروح قصاصن بالسناألذن باألذن والسواألنف باألنف و" المكايلة والموازنة فقد جاء في العهد القديم فيمراعاة العدل ض على ح

في ذات السياق و)23(" الرب والوزن الصحيح رضاههةرمكش موازين غا أكتالوا على الناس ذإالذين *ويل للمطففين".يله قال اهللا تعالى في محكم تنز

وقال الحق عز وجل )24(."رون سخزنوهم يأو و ذا كالوهمإو* يستوفون ك خير وأحسن ذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلإأوفوا الكيل و" أيضا )25(."تأويال

:الحكمة -2

ى قبس نورها قد خلق اهللا مهات قيم األخالق فقد قيل عل الحكمة من أالرب بالحكمة أسس "ن فقد جاء في العهد القديم أ. د أحكام نواميسهعقالكون و

تقطر السحاب ات بالفهم ،بعلمه أنشقت اللجج وأثبت السماواألرض، ومخافة الرب " أن صحاح األول اإل- أمثال- العهد القديم جاء في و)26(."ندى

10

كمة الح..."سياق ذكر أبو حامد الغزالي أن وفي ذات ال )27("رأس المعرفة على تعلمها كفضيلة ألنها قد حض الحكماء و)28(."رأس األخالق الحسنة

الذي نسان طوبى لإل"أغلى من النضار وأثمن المكتنزات قاطبة قال الرب من تجارة الفضة للرجل الذي ينال الفهم ألن تجارتها خير في الحكمة ودجي جواهرك ، وكل الآلليءهي أثمن من .ربحها خير من الذهب الخالصو

شارة هنا تجدر اإل و)29(."عم وكل مسالكها سالمطرقها طرق ن...ال تساويهاض على نسان قد حاإلو. يواننسان كان أو حإلى أن الحكمة بغية كل حي إ

ملة أيها لى النإذهب إ" من حكمة الحشرات فقد جاء في العهد القديم مالتعل كن حكيما، التي ليس لها قائد أو عريف الكسالن ، تأمل طرقها و

لى متى تنام إ. تجمع في الحصاد أكلهاتعد في الصيف طعامها و. متسلط وأ )30( "عوزك كغاز تنهض من نومك فيأتي فقرك كساع ومتى .أيها الكسالن

: صون الحياة وتحريم زهقها-3

عزاز قدسيتها لكونها إلى إن النهي عن زهق روح اآلدمي مرجعها إ ني إذ قال ربك للمالئكة إو"وح اهللا فقد جاء في سورة الحجر بعضا من ر

نفخت فيه من ذا سويته وإف* خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنوننسان قال عن قتل اإلةلي لذا نهت الذت الع)31( ."روحي فقعوا له ساجدين

ما قتل الناس أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في األرض فكأن" ...تعالى في ذات السياق جاء في و)32(..." الناس جميعاما أحيامن أحياها فكأنجميعا و

قد أكد على تحريم و)33(."نسانا فمات يقتل قتالإمن ضرب " العهد القديم قد سمعتم انه قيل للقدماء " قتل النفس البشرية في العهد الجديد أيضا

11

ورد النهي عن أخذ النفس و)34(..."من قتل يكون مستوجب الحكم وال تقتل ،حرمة التي تعد من عظائم اآلثام وأبغض شرية في صدر األفعال المالب

)35( ..."ال تقتل ، ال تزن، ال تشهد الزور" الخطايا لدى الرب : قراء الجائعإالتراحم و التواد و-4

"... كد على ذلك في آي الذكر الحكيم الرحمة من صفات الرحمن فقد أذاته العلية بقوله ف الحققد عر و)36(." ..كم على نفسه الرحمةكتب رب

الرب " وجاء في العهد القديم )37( "نسانخلق اإل*علم القرآن *الرحمن "كل سبل .لودعاء طرقهم اعلوي... م الخطاة الطريق علصالح مستقيم لذلك ي

الفقير والجار جاء في في سياق الحض على بر و)38( ..."حقالرب رحمة وجاء أيضا و)39(..." الرب عن معرفةضرقيرحم الفقير يمن " عهد القديم ال

ال تسحق المسكين في ال تسلب الفقير لكونه فقيرا ، و"في العهد القديم وروي عن رسول )40(."سالبي أنفسهمباب ، ألن الرب يقيم دعواهم ويسلب ال

ين كالمجاهد في سبيل المسكالساعي على األرملة و"نه قال إ) ص(اهللا ال يؤمن عبد حتى يحب الذي نفسي بيدهو" وروي عنه أيضا قوله )41(."اهللا

البر فالرحمة و)42(."ما يحب لنفسه) في رواية أخرى ألخيه( لجاره نإ"دو فقد ورد في العهد القديم ض على فعلها حتى للعكخصال مجيدة ح

وقد أوصى الحق )43(."اءا عطش فأسقه منإجاع عدوك فأطعمه خبزا ، وال السيئة أدفع بالتي هي وال تستوي الحسنة و"تعالى شأنه بالرحمة بقوله

.)44( ."بينه عداوة كأنه ولي حميمذا الذي بينك وإأحسن ف

12

:العفة والحصافة -5ليها كل النواميس ، فقد إة من مكارم األخالق التي دعت ن االعفإ

حتى ...يا بني البشر" سان في العهد القديم ما نصه عفة اللجاء في تبجيل اللسان ورد في وفي ذم سالطة)45( ."تبتغون الكذبمتى تحبون الباطل و

لسانهم سهام ، وبني آدم أسنانهم أسنة و " ... الخمسين أنالمزمور السابع وع ورد الخداالكف عنلى مجانبة الكذب وإفي الدعوة و)46(." سيف ماضي

م شفتيك عن التكل و لسانك عن الشرنص" األربعين في المزمور الثالث و )47( ..."أسع ورائها وأصنع الخير وأطلب السالمة و عن الشربالغش ، حد

ستهجانا عند الرب ما أتي ذكره في العهد إفي أخبث الخطايا وأكثر اآلثام وعيون متعالية ، : نفسه رهةكي مسبعة ههذه الستة يبغضها الرب و" قديم ال

سافكة دما برئيا، قلب ينشيء أفكارا رديئة ، أرجل سريعة لسان كاذب ، أيده باألكاذيب وزارع خصومات بين ويفلى السوء، شاهد زور إلى الجريان إ

عن األذى روي عن الكف على قول الحق وفي الحضو . )48(." أخوة خيرا من كان يؤمن باهللا و اليوم اآلخر فليقل" أنه قال ) ص(رسول اهللا ن الصدق إ) " ص(سان قال اللةفع وفي مدح الصدق و)49( ..."أو يصمت

نة ، والرجل ليصدق حتى يكتب لى الجإ، وأن البر يهدي لى البرإيهدي ن إو. ارلى النإأن الفجور يهدي لى الفجور ، وإن الكذب يهدي إو. صديقا

د القديم في عفة اليد ورد في العه و)50( ."اباالرجل يكذب حتى يكتب كذ وفي )51(."ر كالم األبراجعوتة ، ألن الرشوة تعمي البصيرة وال تأخذ رشو"

، الرجل األثيم لئيمالرجل ال"الغمز قد جاء في العهد القديم النهي عن الهمز و

13

في قلبه . بعه عينيه ، يقول برجليه ، يشير بأصعوجاج الفم ،يغمز بإيسعى ب )52(." ، في كل حين يزرع خصوماتأكاذيب ، يخترع الشر

:التسامح و الصفح عن المسيء -6

ل ليه كإالتجاوز عن البغاة كفضيلة دعت لمة ون الصفح عن الظإ فقد بشر . الق التخلق بمكارم األخة على التحلي والشرائع الحاضالنواميس و

يل سمعتم أنه ق" التسامح بقوله لى المحبة وإدعا م والسيد المسيح عليه السالأما أنا أقول لكم ال تقاوموا الشر ، بل من لطمك . وسن بسن عين بعين

قال أيضا في ذات السياق و)53(." يمن فحول له اآلخر ، أيضاعلى خدك األ على الصفح في الحض و)54(" .السيف يهلكونكل الذين يأخذون السيف ب..". غفرتم للناس زالتهم نإف" العفو عن المسيء قال السيد المسيح عليه السالم و

سمعتم أنه " ضا في ذات السياق قال أي و)55( ."يغفر لكم أيضا أبوكم السماويحبوا أعدائكم ،باركوا تبغض عدوك، أما أنا فأقول لكم أقيل تحب قريبك و

ليكم إصلوا من أجل الذين يسيئون مبغضيكم ولىإأحسنوا نييكم والع) " ص(المخالقة الحسنة قال على الرفق وفي الحث و)56(..." يطردونكمو

أن ) ر(في ذات السياق روت عائشة و)57( ."من يحرم الرفق يحرم الخير يعطي على الرفقن اهللا رفيق يحب الرفق ، وإيا عائشة " قال ) ص(النبي

وفي العفو قال )58( ."ما سواه ما ال يعطى على على العنف وما ال يعطي )59(."أعرض عن الجاهلينخذ العفو وأمر بالمعروف و" عالىتالحق تبارك و

ات الشأن قال في ذ و)60(."الناسوالكاظمين الغيظ والعافين عن "يضا قال أو

14

نوا عباد اهللا ال تقاطعوا و كوال تحاسدوا وال تباغضوا و" )ص(رسول اهللا )61( ."خواناإ :ليهماإحسان الوالدين و اإل بر-7

ة خفض الجناح والطاعة في غير معصية الذات العلي المخالقة الكيسة ، والسماوية في معاملة الوالدين فقد ليها الشرائع إمن أنبل الخصال التي دعت

ال ترفض شريعة أبيك وب سمع يا بني تأديإ" جاء في األمثال نصيحة لألبناء " ورد أيضا في األمثال و)62(." نعمة لرأسك وقالئد عنقككليل إأمك ألنها

حسان قد وصى الرحمن عباده بطاعة والديهم واإل و)63( ..."أكرم أباك وأمكلى إقيل أن رجال جاء . )64( ....نسان بوالديه وو صينا اإل" ليهم قال تعالى إ

. نعم: أحي والداك ؟ قال ) ص(في الجهاد ، فقال يستأذنه ) ص(رسول اهللا )65(."ففيهما جاهد) ص(قال شتم نم" ساءة للوالدين فقد جاء في العهد القديم أن هي شرعا عن اإلقد نو

)66( ."أباه أو أمه يقتل قتال

رتباطها المباشر بذات نسانية السامية نسبة إلالقيم اإلن الفضائل وإ حرياته األساسية نسان وي تواضع بنو آدم على نعتها بحقوق اإلالكائن البشر

حماية لها فقد وتعزيزا و. ا عاداها من الحقوق والحرياتتمييزا لها عن م) عالمي-قليمي إ( الدولي عض الشعوب على الصعيدين الوطني و بأستنت

حماية ة وأنشأت آليات لغرض مراقبعالنات وإ مواثيق ووتبنتتشريعات بعض ترعشتفعلى الصعيد الوطني قد أس. هذه الحقوق من أن تنتهك

نسان وحرياته الشعوب مواثيق وطنية أفردت أحكامها لتعزيز حقوق اإل

15

عالن الفرنسي لحقوق كمحصلة لذلك فقد شهد العالم ميالد اإلاألساسية، ووق في عام حدة للحقوثيقة الواليات المت، و1789نسان والمواطن في عام اإل

هذا بينما .1988نسان في عام الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق اإل و1791 بعض آحاد الدول متون دساتيرها أحكاما أفردتها لحماية حقوق تمنض الدول المنعوتة فقد أنتهج هذا السبيل كثير من. حرياته األساسية نسان واإل

نتهاكات إسدورا في عسفا وتكذلك أعتى الدكتاتوريات قمعا وبالديموقراطية ولى حيز الوجود إقليمي فقد برز على الصعيد الدولي اإلأما . نسان حقوق اإلالميثاق األمريكي و1953عام نسان في روبي لحماية حقوق اإلوالميثاق األالشعوب نسان والميثاق األفريقي لحقوق اإل و1969نسان في عام لحقوق اإلعالن د الدولي الكوني شهد العالم ميالد اإل ، بينما على الصعي1986في عام

وقد أعقبه صدور عدد من المواثيق 1948نسان في عام العالمي لحقوق اإلحرياته نسان وتعزيز حقوق اإلنات العالمية التي تعنى بحماية وعالاإلو

األساسية كانت مستصدرة من قبل دول أو عن منظمات دولية متخصصة ) كمنظمة العمل الدولية(عالمية أو ) سالميمر اإلكمنظمة المؤت(قليمية كانت إالصلة بحقوق لى أن عدد هذه آليات والوثائق ذات إشارة هنا تجدر اإلووفقا لتقرير المفوض العالي لألمم وثيقة )103(قد بلغ زهاء ثالثمائة نسان اإل

)67(نسان المتحدة لحقوق اإلنسان عالنات المعززة لحقوق اإلق واإل أحكام المواثيقد غطتا ، و هذ

حرياته نسان وكافة الموضوعات الوثيقة الصلة بحقوق اإل لم يكن نإل جعتراف بأنه يبدو من مة ال بد من اإلسللى هذه المإستنادا إف. األساسية

في هذه العجالة وفي (فحص لم يكن من المستحيل بمكان أنالصعوبة

16

عالنات الوطنية والدولية اإلجميع نصوص المواثيق و) ه الورقةهذحيز نسان وحرياته تعزيز حقوق اإلولية العالمية المتعلقة بحماية والدقليمية واإل

الحقوق التي تمتلى تقديم أمثلة لتلك النصوص وإاألساسية، عليه سأعمد .بيان ذلك وفقا للنسق التاليليك إفقط ومعالجتها على سبيل النمذجة

.ون حياة الكائن البشري وتعزيز حريته و أمنه ص-1

عالنات دولية عديدة موضوع إ نصوص مواثيق و لقد عالجتصون و حماية حق الكائن البشري في الحياة فعلي سبيل النمذجة نصت

لكل " على أن 1948نسان لعام عالن العالمي لحقوق اإل من اإل- 3- المادة نجليزية نقال عن اإل- )68(. " ة واألمن الشخصيفرد حق الحياة ، الحري

- 4- من المادة - 1- هذه الحقوق في نص الفقرة تزز و قد ع- بتصرف و ذلك بالنص على أن 1969 نسان لعاممن الميثاق األمريكي لحقوق اإل

نجليزية نقال عن اإل- )69( ."حترمصان و ت تحياة الشخص يجب أن" -بتصرف

في الجزء - 6- كد على صون حق اآلدمي في الحياة في متن المادة قد أو و ذلك 1976الثالث من الميثاق العالمي للحقوق المدنية و السياسية لعام

يصونه القانون ، حق كل كائن بشري في الحياة يجب أن" بالنص على أن ."عتباطا حقه في الحياةإحرم وال أحد ي

.- ة بتصرف نجليزي نقال عن اإل- .)70(

17

هتيمعزازا آلدإحترام كينونة الفرد إ -2تفاقية فينا لحماية األفراد المدنيين إ من - 3- من المادة - 1-نصت الفقرة

1950 من أكتوبر من عام 21 و المعمول بها منذ 1949بان الحرب لعام إميين األشخاص الذين لم يشاركوا في القتال بما فيهم الجنود النظا" على أن

و في ذات السياق . )71( ..."نسانيةإتجب معاملتهم ب...الذين ألقوا أسلحتهم تفاقية المذكورة على من اإل- 3- من المادة - 1- من الفقرة - أ- ينص الجزء

عتداء على حياة الفرد أو شخصه بالقتل أو ببتر أوصاله حظر اإلي" .- نجليزية بتصرفال عن اإل نق- )72( ."أو بالمعاملة القاسية أو التعذيب

عتراف بكيانه المادي وشخصيته القانونيةحترام كرامة الفرد واإلإ -3

أعترفت بحرمة نساني كرامة الفرد و عززت أحكام القانون الدولي اإلان نسعالن العالمي لحقوق اإل من اإل-6- كيانه و ذلك بالنص في متن المادة

)73(."عتراف به كشخص أمام القانونلكل فرد حق في اإل" على 1948لعام .- نجليزية بتصرف نقال عن اإل- تمرتعذيبه كأفعال مهينة قد حذالل كرامته وإنسان ون الحط من قدر اإلإ

لميثاق العالمي للحقوق المدنية من ا-7- قانونا و ذلك بالنص في متن المادة قرة عنف،الحال أحد يكون محال للتعذيب ، لل" 1976ام السياسية لعو

قد أكدت و. -نجليزية بتصرف نقال عن اإل- )74( ."نسانيةإأو معاملة ال على 1986الشعوب لعام نسان و من الميثاق األفريقي لحقوق اإل- 5- المادة

حترم تلكل فرد الحق في أن" ذلك بالنص على حترام كرامة اآلدمي وإخاصة قرة غالل ، الحستحمى شخصه من كل أشكال اإليو... امتهكر

18

والمعامالت ةنيهالعقوبات المتجارة الرق ، التعذيب ، القسوة و، ستعباداإل .- نجليزية بتصرف نقال عن اإل- )75( ."نسانيةإال ال : حماية حرية الفكر و المعتقد-4

نساني تعزيز حرية الفكر والمعتقد، أحكام القانون الدولي اإلستهدفتإ 1948نسان لعام عالن العالمي لحقوق اإل من اإل- 18-نصت المادة فقد

ويشمل هذا . المعتقدالضمير ولكل شخص الحق في حرية الفكر و " على أنعنهما بالتعليم عراب حرية اإلعقيدته وق حرية تغيير ديانته أو الح

نقال عن -)76(."مع جماعةقامة الشعائر كان ذلك سرا أو إوالممارسة و- 12- من المادة - 1-في ذات السياق تؤكد الفقرة و. - يزية بتصرفنجلاإل

لكل شخص حق " أن علي 1969نسان لعام من الميثاق األمريكي لحقوق اإلبقاء على أو تغيير الدين هذا الحق يتضمن حرية اإل. العقيدة حرية الوجدان و

جماعة علنا ممارسة شعائر الدين أو المعتقد فرديا أو في شهار وإأو المعتقد، .-نجليزية بتصرفنقال عن اإل- )77(."أو سرا

نسان وحرياته صون حقوق اإللى الرغم من التأكيد على حماية وهذا ، فع األساسية األحكام المعززة لها في نصوص متون التشريعات دعيقتعبر

ية المواثيق الدولية ثنائعالنات والدستورية آلحاد الدول كما في متون اإلهذه الحقوق من نتهاكات الفعلية المتواترة لكانت أم جماعية ظل مشكل اإل

ات تحت ذرائع حفظ األمن القومي والنظام كانت أو جماعقبل الدول أفرادا ارت أخرى أمرابرأية م أو كان أو دوليامحلياتطبيق حكم القانون والعام نسان نتهاكات حقوق اإلإبأن لى هذه الحقيقة يمكن القول إستنادا إو. واقعا

19

و ستمراريته على إيمكن الجزم ب معاصراحرياته األساسية تمثل مشكالقراطية ديمالطالما ظلت أنظمة العسف الالصعيدين الوطني والعالمي

ردهم من حقوقهم مواطني غيرها من الدول وتجتمارس قمع مواطنيها وتي تقيد ممارسة حقوقهم الة وشر وتسلبهم حرياتهم األساسيكباللصيقة بذواتهم

نتهاكات حقوق إولما أن مشكل . كفلها لهم القانون الطبيعي وواقع المواطنةدما بظاهرة القمع الممارس من قبل عنسان في ذاته مرتبط وجودا واإل

ختفاء هذه الظاهرة إيمكن الجزم ب) وعالمياوطنيا(األنظمة الدكتاتورية رساء إبى الصعيدين المحلي والعالمي وذلك عسف نفسها علبزوال أنظمة ال

حكم الشعب للشعب " باطية كما عرفها فالسفة اليونان قرقواعد الديمفعلى الصعيد الوطني في آحاد الدول تتحقق الديموقراطية عبر ." بالشعب

رهمج يقرر من خالل الشعب حكومة ، لطة الحاكمية وذلك بصيرورة سةكل ن صيرورة إ. ذ ما قرر عبر لجانه الشعبية ينفمؤتمراته الشعبية و

نسان اإلنتهاك حقوق إبمكان ستحالة يكون معه من اإلالشعب حكومة ليس من المنظور عقال أن ينتهك الشعب حقوقه ذإ. وحرياته األساسية

تحقق ،أوال موضوعيان قيام سلطة الشعب يعني إ. بنفسه رياته حو ). ريغال(نتفاء إألمر الذي يعني جدليا ا) نحالن( الحاكم جمادن، وذلك إلكيانا واحدا، يعني صيرورة كل الشعب ثانياوة المصالح الثنائية المتضادنتفاء عليه ، إل. واحدة المحكوم في ذاتووجود جهة خارج جهة ولعدم من ناحية) حكومة متسلطة وشعب مقهور(

أخرى من ناحيةهك حرياتها وتستلب حقوقها عسفا نتتليها العنف وإتوجه )78(. نسان وحرياته األساسية نتهاك حقوق اإلإتنتهي سرمديا ظاهرة

20

نتهاكات حقوق إيمكن القول بجزم بأن أما على الصعيد العالمي نظام العالمي الراهن الذي حرياته األساسية ستستمر تحت مظلة النسان واإل

قوياء مباشرة عبر نفوذهم الذاتي أو بكيفيات غير مباشرة تحت فيه األيتحكم .مظلة منظمة األمم المتحدة

نسانية يتحتم على المجتمع الدولي التعاطي فمن أجل تأمين مستقبل وضاء لإلمن خالل سياقين ذلك الكائن البشري ككيان ذا قدسية وبعقالنية مع ذات

.جراءيإآخر أحدهما موضوعي ووضوعيا ينبغي على المجتمع الدولي التعاطي مع أنساق منظومة فم

لصيقة بقدسية الذات عتبارها قيماإبه األساسية حرياتنسان وحقوق اإل البارئ ذلك لنفثةيلالبشرية التي فيها تتجلى و تتماهى روحيا الذات الع

ا من صلصال بشرني خالق إ قال ربك للمالئكة ذإو" شيئا من روحه فيه )79(."اجدين سذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا لهإف* حمأ مسنون من

ة دولية يتبنى فلسفة قانونيينبغي على المجتمع الدولي أنفوفقا لهذا السياق عزاز إتجعل من تؤسس على مبدأ المساواة بين أعضائه ترسيخا للعدل و

العالقات الدولية دار الرئيس الذي يحكم محرية الكائن البشري المحور ليس شيئا يسخر نسان بصفته قيمة في ذاته و لسعادة اإلتحقيقا لكرامة وصونا

. يستغل لبلوغ مبتغيات مادية كانت أو معنويةو يتعاضدوا جرائيا فيتحتم على أعضاء األمم المتحدة المقهورين أنإ أما

من أجل السعي معا ولمحبة للسالم المبجلة للحرية مع غيرهم من القوى اغاء أحكام نصوص المواد المقررة والداعمة لإتعديل ميثاق األمم المتحدة ب

في المفاضلة في الحقوق بين األعضاء سيما تلك المتمثلة لمبدأ التمييز و

21

المعني هنا ( الذي يمنح األمم المتحدة - 7-ستثناء الوارد في صلب المادة اإل داخلية لألعضاء تنفيذا لقراراتها متي ون الؤالتدخل في الش) مجلس األمن

ذعان التي تشترط اإل- 25- أحكام المادة قتضت الضرورة ذلك ، وإما عارضتها أغلبية أعضاء الجمعية نإن حتى ووتنفيذ قرارات مجلس األم

التي تشترط - 27- من المادة - 3- العامة لألمم المتحدة، وحكم الفقرة الدائمين في مجلس األمن على صدور قرارات في الموافقة الكلية لألعضاء

عتبار لرأي غالبية أعضاء المنتظم إدون ) موضوعية(جرائية إمسائل ال التي تمنح مجلس األمن منفردا سلطة التقرير - 39- األممي، وحكم المادة

بعينه مهددا أو خارقا للسالم أو كونه فعال عدوانيا، و حكم في كينونة أمرالتي تمنح مجلس األمن منفردا صالحية تقرير ماهية التدابير - 41-المادة

غير العسكرية التي على أعضاء األمم المتحدة توظيفها لتفعيل قرارات متياز التقرير منفردا إ التي تمنح مجلس األمن -42- حكم المادة س ، والمجل من ثم و- 41-دم مالئمة التدابير المكفول له تبنيها بمقتضى نص المادة بع

وفق مقتضيات الضرورة توظيف قوي جوية، بحرية أو برية يمكنه من - 2- حكم الفقرة األمن الدوليين، وستتباب السلم وإستعادة إلصون أو

التي تجعل عضوية اللجنة العسكرية المهيمنة على أية قوات - 47- المادة على رؤساء هيئات أركان قوات مرة األمم المتحدة حكراإتوضع تحت

لفقرة الواردة حكم ا مجلس األمن أو من ينوب عنهم ، واألعضاء الدائمين فيألعضاء مجلس المشترطة المصادقة الجماعية - 108-في صلب المادة

قضي بتعديل أحكام الميثاق بالحذف األمن الدائمين على صدور أي قرار ي

22

نتظم عتبار لرأي أغلبية أعضاء المإثنين معا دون ضافة أو باإلأو باإل )80(.األممي

الحقوق يق مبدأ المساواة في م تحقثأجل ومن ن السعي من إ األمم المتحدة لى تحقيق غايات إبين األعضاء هو السبيل األوحد لتزامات واإل

خاء أرحب اإليرورة عالم حر يعمه الرفاه ويسوده مناخ من المتمثلة في ص .األمن األبديين ويغمره السالم ورياته األساسيةحنسان وتعزز فيه حقوق اإل

23

:خالصة البحث* -:جمالها في المحصالت التالية إ خالصة ما تقدم من نقاش يمكن :أوال -عن مصدر حكيم رشيد نبثاقها إن القيم األخالقية كفضائل سامية منظور إ

. دينيا أو شرعا طبيعيا، ناموسا مجتمعيا ، عرفاا فردي بشرياكان عقال :ثانيا -

ال يمكن اته األساسية حرينسان ون صون و تعزيز حقوق اإلإ ال تحت مظلة نظام جماهيري إتحقيقهما على الصعيد المحلي في آحاد الدول

.يمارس فيه الشعب سلطان الحاكمية :ثالثا -

متياز النقض لألعضاء الدائمين في إمنح ذي بمقتضاه تمن المبدأ الإ يا تعدنتهاك حق الشعوب في المساواة ومجلس األمن يمثل في ذاته تقنينا إل

.على حرياتها األساسية :رابعا -

األعضاء الدائمين في صبة على زيادة عدد إن الحل التلفيقي الداعي إ منتهكي حق يادة الكمية لعددالزمر مجلس األمن يستهدف في حقيقة األ

.حين لحرياتها األساسية يالمستبالشعوب في المساواة و

24

:خامسا -صون الحريات األساسية التعزيز الموضوعي لحقوق الشعوب ون إ

متياز النقض كلية لغاء الفوري إلللبشرية على الصعيد العالمي يقتضيا اإل .ستثناءإوبال ممارستة لجميع أعضاء األمم المتحدة فلك تمتيازاإأو جعله

:سادسا -

تمارسه فقط متيازاإ جعل سلطة التقرير في منظمة األمم المتحدة رادة أعضاء المنتظم إها المعبر الحقيقي عن الجمعية العامة لألمم المتحدة ألن

مال حرياتها األساسية عإفي لحق الشعوب من تعزيز في ذلك مااألممي ل .التقريرية

:سابعا -

قليمية على مستوى األصعدة الدولية اإلعي جمانشاء آليات فعل إ حرياته األساسية ، نسان ونتهاكات حقوق اإلإمنع ليها مهام مراقبة وإتسند

ون األقاليم األخرى ؤ من تدخالت القوى الدولية الخارجية في شذلك للحد . الذرائع مهما كانت

25

* 61.أنظر مختار الصحاح باب ثمن ص - 1

.172 و باب شيم ص 145أنظر مختار الصحاح باب سجا ص - 23-

, Prentice Hall: New Jersey, . Edth5, Theory and Practice: Ethics, Jacques ThirouxAmerican Book : New York, . Edrd3, Ethics for Today, Titus. Harold H; 3. p, 1995

An Ethical System Based on the , and Marius Deshumbert; 28. p, 1957, Company.68. p, 1919, .The Open Court Publishing Co, Law of Nature

4 - Cohen “The Art of Life” in . and Samuel S122 . op cit p, Ethics for Today, Titus. H

, Union of American Hebrew Congregations: Cincinnati, A way of Life: aismJud1948, p. 3.

5 - An Ethical System , Deshumbert. and M, 211. p, op cit, Ethics for Today, Titus. H

.162-160. pp. op cit, Based on the Law of Nature 6 -

, Ethics for Today, Titus. H; 16. p, op cit, acticeTheory and Pr: Ethics, Thiroux. JYale , Human Nature and Its RemakingHocking . and William E; 181. p, op cit

University Press, 1923, p. 47. 7-

, Ethics for Today, Titus. H; 68. p, op cit, Theory and Practice: Ethics, Thiroux. J. p, op cit131, .Inc, George Braziller: New York,Buddism, Gard. and Richard A,

1969. p. 86. 8 -

and , 70.p, op cit, An Ethical System Based on the Law of Nature, Deshumbert. M.185, 70. op cit pp, Ethics for Today, Titus.H

9 - , Hocking. and W, 44-43. pp, op cit,Theory and Practice: Ethics, Thiroux. J

.,1715. pp, op cit, Human Nature and Its Remaking 10-

and , 78. op cit p, An Ethical System Based on the Law of Nature, Deshumbert. M.214. op cit pp, Buddism, Gard. R

26

شريعة المجتمع/ أنظر الكتاب األخضر -11: 7section , “The Solution of the Problem of Democracy”: 1part , ookThe Green B

: available at URL, “The Law of Society”htm.1gb/theory/gci/net.mathaba.www://http.

-12 “The Art , Cohen. Samuel S; 15. p, op cit,Theory and Practice: Ethics, Thiroux. J

op , Ethics for Today, Titus. and H; 17. op cit pA way of Life: Judaismof life” in cit pp. 237, 239.

-13 and , 63. p, op cit, An Ethical System Based on the Law of Nature, Deshumbert. M

: Philadelphia, A Study in Christian Ethics–rative The Divine Impe, Emil BrunnerWestminster Press,1947, p. 53.

.58كتاب رياضة النفس ص/المجلد الثالث/حياء علوم الدين إ أنظر الغزالي -14 .7-4اآليات / المزمور الحادي عشر/ أنظر العهد القديم -15 9اآلية /19المزمور / أنظر العهد القديم -16 .9-8اآليتان /31صحاح اإل/ أمثال /نظر العهد القديم أ-17 . أنظر أسماء اهللا الحسني في كتيب الحصن الحصين-18 125باب تحريم الظلم ص /16الجزء / صحيح مسلم ر أنظ-19 .3-1صحاح السابع اآليات اإل/نجيل متى إ أنظر العهد الجديد -20 .25- 23يات اآل /21صحاح اإل/ أنظر العهد القديم الخروج-21 .45 أنظر سورة المائدة اآلية -22 .1اآلية /11صحاح اإل/أمثال/ أنظر العهد القديم -23 .3، 2، 1 أنظر سورة المطففين اآليات -24 .35سراء اآلية أنظر سورة اإل-25 .19اآلية / صحاح الثالث اإل/أمثال/ أنظر العهد القديم -26 .7اآلية /األول/أمثال/ أنظر العهد القديم -27 .58حياء علوم الدين المصدر السابق صإ أنظر أبو حامد الغزالي -28 .15-13اآليات /صحاح الثالث اإل/ أنظر العهد القديم -29 .11-6اآليات / صحاح السادساإل/أمثال / أنظر العهد القديم-30 . 29-28 أنظر سورة الحجر اآليتان -31 .32 أنظر سورة المائدة اآلية -32

27

.12اآلية /21صحاح اإل/نظر العهد القديم أ-33 .21اآلية /صحاح الخامساإل/متى/ أنظر العهد الجديد -34 .15، 14، 13اآليات / صحاح العشرون اإل/خروج / أنظر العهد القديم -35 .54 أنظر سورة األنعام اآلية -36 .3، 2، 1 أنظر سورة الرحمن اآليات -37 .10، 8اآليات /25ور المزم/ أنظر العهد القديم -38 .24-22اآليات /22صحاح اإل/أمثال/ أنظر العهد القديم -39 .28اآلية / 20صحاح اإل/أمثال/ أنظر العهد القديم -40 .92كتاب الزهد و الرقائق ص / 18الجزء / أنظر صحيح مسلم-41لمسلم ألخيه المسلم يحب ايمان أنباب الدليل على أن من خصال اإل/2الجزء / أنظر صحيح مسلم -42

.14ص/ما يحب لنفسه من خير .21اآلية / 25صحاح اإل/ أمثال/ أنظر العهد القديم -43 .34 أنظر سورة فصلت اآلية -44 .2اآلية /4المزمور / أنظر العهد القديم -45 .4اآلية /57المزمور / أنظر العهد القديم -46 .14، 13اآليتان /34المزمور / أنظر العهد القديم -47 .19-16اآليات / 6صحاح اإل/أمثال/ أنظر العهد القديم -48 .15ال عن الخير ص إكرام الجار و الضيف و لزوم الصمت إباب /الثاني الجزء / أنظر صحيح مسلم -49 .150باب قبح الكذب ص /16الجزء / أنظر صحيح مسلم-50 .8اآلية /23صحاح اإل/الخروج/ أنظر العهد القديم -51 .15-12اآليات / صحاح السادساإل/ظر العهد القديم أن-52 .39، 38اآليات /صحاح الخامساإل/متى/ أنظر العهد الجديد -53 .53اآلية /26صحاح اإل/متى/ أنظر العهد الجديد-54 .14اآلية /صحاح السادس اإل/متى/ أنظر العهد الجديد -55 .44، 43اآليتان /صحاح الخامساإل/متى/ أنظر العهد الجديد-56 .137باب فضل الرفق ص /16الجزء / أنظر صحيح مسلم-57 .138باب فضل الرفق ص /16الجزء / أنظر صحيح مسلم-58 .199 أنظر سورة األعراف اآلية -59 .134 أنظر سورة آل عمران اآلية -60 .110كتاب البر و الصلة و األدب ص / 16الجزء / أنظر صحيح مسلم -61

28

.8اآلية / صحاح األولاإل/ أمثال / أنظر العهد القديم-62 .12اآلية / صحاح العشرون اإل/ خروج/ أنظر العهد القديم -63 .14 أنظر سورة لقمان اآلية -64 98باب بر الوالدين ص/ كتاب البر و الصلة و األدب/16الجزء /أنظر صحيح مسلم-65 .17اآلية / 21صحاح اإل/خروج/ أنظر العهد القديم-66 نسان ير المفوض السامي لألمم المتحدة لحقوق اإل أنظر تقر-67

htm.intlinst/html/ch.unhchr.www://http 1948.نسان لعام عالن العالمي لحقوق اإل من اإل3 أنظر نص المادة -68

htm.eng/lang/udhr/ch.unhchr.www://http 1969ان لعام نس من الميثاق األمريكي لحقوق اإل14 من المادة 1 أنظر نص الفقرة -69

htm.32-b/Treaties/english/juridico/org.oas.www://http .1976 من الميثاق العالمي للحقوق المدنية و السياسية لعام 6 أنظر نص المادة -70

htm.ccpr_a/b/3menu/html/ch.unhchr.www://http المدنيين وقت الحرب لعام تفاقية فيينا لحماية األشخاص إ من 3 من المادة 1 أنظر نص الفقرة -71

. 1950 من أكتوبر من عام 21 التي دخلت حيز التنفيذ في 1949 htm.92/b/3menu/html/ch.unhchr.www://http

تفاقية فيينا لحماية األشخاص المدنيين إ من - 3- من المادة -1- في الفقرة -أ- أنظر نص الجزء -72 1950 من أكتوبر 21 و المعمول بها منذ 1949و قت الحرب لعام

.1948نسان لعام عالن العالمي لحقوق اإل من اإل6 أنظر نص المادة -73 .1976 من الميثاق العالمي للحقوق المدنية و السياسية لعام 7 أنظر نص المادة -74africa. www-.1986نسان و الشعوب لعام من الميثاق األفريقي لحقوق اإل5 أنظر نص المادة -75%Banjul/Protocols%20_Conventions%20_Treaties/documents_fficialO/org.union

pdf.Charter20

.1948نسان لعام عالن العالمي لحقوق اإل من اإل18 أنظر نص المادة -76 1969نسان لعام من الميثاق األمريكي لحقوق اإل12 من المادة 1 أنظر نص الفقرة -77 حل مشكل الديموقراطية -ول الجزء األ/ أنظر الكتاب األخضر-78

The Green Book, part 1: “The Solution of the Problem of Democracy” op cit. .29، 28 أنظر سورة الحجر اآليتين -79 . أنظر ميثاق األمم المتحدة-80