100

فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

Embed Size (px)

DESCRIPTION

عدد خاص جانفي 2013

Citation preview

Page 1: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية
Page 2: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

الهيئة الوطنية للمحامني بتون�س

ق�شر العدالة �شارع باب بنات 1006 تون�س

00216.71.562.166 - الهاتف : 00216.71.560.315

الفاك�س : 00216.71.568.923

دار املحامي :

71.563.787 - الهاتف : 71.261.009

[email protected] الربيد االلكرتوين للهيئة

املوقع الر�شمي للهيئة الوطنية للمحامني

www.onat-tn.org

الفاي�س بوك :

Ordre Des Avocats Tunisie

جملة املحاماة عدد خا�س / العدالة االنتقالية

املدير امل�سوؤول عميد املحامني

االأ�ستاذ �سوقي الطبيب

امل�سرف على التحرير

االأ�ستاذ فــاخـر القف�ســي

ISNN : 0330-4175 : ر د م م

Page 3: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

3

فهرست

االإفتتاحية........................................................................................................................

ــا................................................................................................... ر�سالة نل�سن ماندي

تقرير فريق العمل حول العدالة االنتقالة............................................................

عامة...................................................................................................................... مقدمة

ــل املكلف باإعداد م�سروع قانون العدالة االنتقالية..................... فريق العم

ــة................................................................... اجلزء االأول : مقدمة نظري

ــروع القانون.......................................... اجلزء الثاين : مكونات م�س

الف�سل االأول : مامح امل�سروع..........................................

الف�سل الثاين : م�سروع القانون.........................................

- م�ساهمات ومقامات اأع�ساء فريق العمل.......................................................

- العدالة االنتقالية : املنجز واملاأمول ................................................

االأ�شتاذ ذاكر العلوي

- جرب االأ�سرار ..........................................................................................

االأ�شتاذة اأ�شماء الغربي

- يف �سرورة ممار�سة حق الدفاع ويف �سرورة الدفاع

عن حق املتهم يف حماكمة عادلة ....................................................

االأ�شتاذ فاخر القف�شي

- قراءة يف م�سروع القانون املعد من طرف

وزارة حقوق االإن�سان والعدالة االنتقالية.......................................

االأ�شتاذة �شناء �شنو�شي

57

111319193636457173

79

83

87

Page 4: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

4

- حول اآلية العدالة االنتقالية .............................................................

االأ�شتاذة هاجر ونة

101

3

11

- La justice transitionnelle : Droit des peuples face à l’impunité

Maître Asma GHARBI

- Le Droit à réparation : principes et dilèmmes exemple de la Tunisie

Maître Asma GHARBI & Maître Fakher GAFSI

Page 5: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

5

جتاوبا مع فكرة تقدمت بها جلنة العدالة االإنتقالية يف ا�شدار

عدد خا�س ملجلة املحاماة يكون خم�ش�شا بالكامل ملا قامت به هذه

اأعمال متثلت خ�شو�شا يف اعداد تقرير ت�شمن م�شروع اللجنة من

قانون الإن�شاء الهيئة التي �شتعنى بتفعيل م�شار العدالة االإنتقالية يف

تون�س، ي�شرين اأن اأقدم هذا العدد اخلا�س لل�شادة املحامني وللراأي

العام الوطني ملا يت�شمنه من مادة ثرية بخ�شو�س مو�شوع العدالة

االإنتقالية.

لقد اأثبت فريق العمل مرة اأخرى، مبا قام به من اأعمال، اأن

املحاماة التون�شية ت�شتجيب لقدرها ال يف االإهتمام باأمهات الق�شايا

املطروحة فح�شب بل يف التعاطي بايجابية مع هذه الق�شايا باقرتاح

ذلك يف تتوخى االأهداف، لبلوغ االأ�شلم الطريق ور�شم احللول

خمزونها العلمي واالأكادميي والواقعي يف نف�س الوقت.

تو�شله وبخا�شة الفريق هذا اأعمال اأثمن اأن اال ي�شعني وال

اىل �شياغة م�شروع قانون ي�شتجيب يف ذات الوقت للمعايري الدولية

التون�شية باخل�شو�شية التقيد مع التجارب ببقية ت�شبعنا ويختزل

وم�شتلزمات املرحلة.

العــميــــــد

شـــوقي الطبيب

افتتاحية

Page 6: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

6

امل�شارب خمتلف من اأنا�س يلتقي اأن ال�شهل من لي�س انه

الفكرية والتوجهات ال�شيا�شية واالإيديولوجية ويتفقوا على �شياغة

م�شروع اأو توجه موحد. تلك هي قوة املحاماة التون�شية على الدوام:

الرثاء والتنوع واالإختالف ويف ذات الوقت ويف اأع�شب االأوقات مل

يفرز ذلك اال وحدة �شماء جعلت منها بحق نخبة كانت يف طليعة

املدافعني عن احلرية والعدالة يف كل مراحل تاريخ بالدنا.

هذه اأرى حني تفاوؤيل ويزداد متفائال، دوما جتدين لذلك

املحاماة ال�شابة التي ت�شتعد الأخذ امل�شعل، ولتوا�شل امل�شوار.

حول نظرية ملقدمة واملمتاز اخلا�س العدد هذا نخ�ش�س

العمل فريق والأعمال اأهدافها، اآلياتها، االإنتقالية، العدالة م�شار

وطرق ومنهجية اأعماله، ثم مل�شروع القانون املقرتح م�شحوبا بتعليل

ف�شوله.

ا�شافة لذلك نن�شر م�شاهمات اأع�شاء فريق العمل من مقاالت

اأو حما�شرات يف جمال العدالة االإنتقالية.

Page 7: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

7

�أنفي �أعتذر �أوال عن �خلو�ض يف �سوؤونكم �خلا�سة، و�ساحموين �إن كنت د�س�ست

ملا ثانيا و�لوفاء �أوال، �لن�سح و�جب �أن �أح�س�ست لكني فيه، �لتدخل ينبغي ال فيما

�أوليتمونا �إياه من م�ساندة �أيام �سر�ع �لف�سل �لعن�سري يحتمان علي رد �جلميل و�إن باإبد�ء

ر�أي حم�سته �لتجارب و�أن�سجته �ل�سجون.

�أحبتي ثو�ر �لعرب :

ال زلت �أذكر ذلك �ليوم بو�سوح، كان يوما م�سم�سا من �أيام كاب تاون، خرجت

�أن بعد �لدنيا �إىل يوم، خرجت �آالف ع�سرة بني جدر�نه �أم�سيت �أن بعد �ل�سجن من

وريت عنها �سبعا وع�سرين عاما فقط الأين حلمت �أن �أرى بالدي خالية من �لظلم و�لقهر

و�ال�ستبد�د.

ورغم �أن �للحظة �أمام �سجن » فكتور ف�سرت » كانت كثيفة على �مل�ستوى �ل�سخ�سي

مالأ جو�نحي �لذي �ل�سوؤ�ل �أن �إال �لزمن، هذ� بعد كل و�أمهم �أطفايل وجوه �ساأرى �إذ

حينها هو : كيف �سنتعامل مع �إرث �لظلم لنقيم مكانه عدال؟

رسالة نلسن مانديال الى شعبي تونس ومصر )*(فيفري 2011

إخوتي في بالد العرب إخوتي في تونس ومصر

ية و�لتون�سية �أفريل 2011.* ر�سالة ن�سرت يف �ل�سحف �مل�سر

نلسن مانديال

Page 8: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

8

�أكاد �أح�ض �أن هذ� �ل�سوؤ�ل هو ما يقلقكم �ليوم، لقد خرجتم لتوكم من �سجنكم

�لكبري.

وهو �سوؤ�ل قد حتدد �الإجابة عنه طبيعة �الجتاه �لذي �ستنتهي �إليه ثور�تكم.

فعل و�لبناء �سلبي فعل فالهدم �لظلم، هدم من بكثري �أ�سعب �لعدل �إقامة �إن

�إيجابي. فاإحقاق �حلق �أ�سعب بكثري من �إبطال �لباطل.

عن ت�سلني �لتي �لرتجمات من �أفهمه ما لكن لالأ�سف، �لعربية �أحتدث ال �أنا

تفا�سيل �جلدل �ل�سيا�سي �ليومي يف م�سر وتون�ض ت�سي باأن معظم �لوقت هناك مهدر يف

�سب و�ستم كل من كانت له �سلة تعاون مع �لنظامني �لبائدين وكاأن �لثورة ال ميكن �أن

تكتمل �إال بالت�سفي و�الإق�ساء.

كما يبدو يل �أن �الجتاه �لعام عندكم مييل �إىل ��ستثناء كل من كانت له �سلة قريبة

�أو بعيدة باالأنظمة �ل�سابقة، ذ�ك �أمر خاطئ يف نظري.

�أمامكم، ماثلة �لظلم مر�ر�ت �أن و�أعرف قلوبكم يعت�سر �لذي �الأ�سى �أتفهم �أنا

�أنني �أرى �أن ��ستهد�ف هذ� �لقطاع �لو��سع من جمتمعكم قد ي�سبب للثورة متاعب �إال

�الأمن مفا�سل وعلى �لعام �ملال على ي�سيطرون كانو� �ل�سابق �لنظام فموؤيدي خطرية،

و�لدولة وعالقات �لبلد مع �خلارج، و��ستهد�فهم قد يدفعهم �إىل �أن يكون �إجها�ض �لثورة

�أنتم �لتو�زن. باله�سا�سة �الأمينة وغياب �أهم هدف لهم يف هذه �ملرحلة �لتي تتميز عادة

يف غنى عن ذلك �أحبتي، �إن �أن�سار �لنظام �ل�سابق مم�سكون مبعظم �ملوؤ�س�سات �القت�سادية

�لتي قد ي�سكل ��ستهد�فها �أو غيابها �أو حتييدها كارثة �قت�سادية �أو عدم تو�زن �أنتم يف غنى

عنه �الآن.

عليكم �أن تتذكرو� �أن �أتباع �لنظام �ل�سابق يف �لنهاية مو�طنون ينتمون لهذ� �لبلد،

�إنه ال ميكن جمعهم ثم �ملرحلة، هذه للبالد يف هدية �أكرب هي وم�ساحمتهم فاحتو�وؤهم

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

Page 9: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

9

ورميهم يف �لبحر �أو حتييدهم نهائيا، ثم �إن لهم �حلق يف �لتعبري عن �أنف�سهم وهو حق ينبغي

�أن يكون �حرت�مه من �أبجديات ما بعد �لثورة.

�أعلم �أن مما يزعجكم �أن ترو� ذ�ت �لوجوه �لتي كانت تنافق للنظام �ل�سابق تتحدث

�ليوم ممجدة �لثورة، لكن �الأ�سلم �أن ال تو�جهوهم بالتبكيت �إذ� جمدو� �لثورة، بل �سجعوهم

على ذلك حتى حتيدوهم وثقو� �أن �ملجتمع يف �لنهاية لن ينتخب �إال من �ساهم يف ميالد

حريته.

�إن �لنظر �إىل �مل�ستقبل و�لتعامل معه بو�قعية �أهم بكثري من �لوقوف عند تفا�سيل

�ملا�سي �ملرير.

�أذكر جيد� �أين عندما خرجت من �ل�سجن كان �أكرب حتد و�جهني هو �أن قطاعا و��سعا

من �ل�سود كانو� يريدون �أن يحاكمو� كل من كانت له �سلة بالنظام �ل�سابق، لكنني وقفت

دون ذلك وبرهنت �الأيام �أن هذ� كان �خليار �الأمثل ولواله الجنرفت جنوب �إفريقيا �إما �إىل

�أو �إىل �لديكتاتورية من جديد، لذلك �سكلت » جلنة �حلقيقة و�مل�ساحلة« �حلرب �الأهلية

�لتي جل�ض فيها �ملعتدي و�ملعتدى عليه وت�سارحا و�سامح كل منهما �الآخر.

�إنها �سيا�سة مرة لكنها ناجعة.

تخيلو� �أننا يف جنوب �إفريقيا ركزنا –كما متنى �لكثريون- على �ل�سخرية من �لبي�ض

وتبكيتهم و��ستثنائهم وتقليم �أظافرهم؟ لو ح�سل ذلك ملا كانت ق�سة جنوب �إفريقيا و�حدة

من �أروع ق�س�ض �لنجاح �الإن�ساين �ليوم.

�أمتنى �أن ت�ستح�سرو� قولة نبيكم: » �ذهبو� فاأنتم طلقاء«.

نلسون مانديالهو�نتون – جوهانزبورغ

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

Page 10: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

10

كيف سنتعامل مع إرث الظلملنقيم مكانه عدال؟

- نلسن مانديال -

قالو في العدالة االنتقالية

Page 11: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

11

تقرير فريق العمل للهيئة الوطنية للمحامني

حول العدالة اإلنتقالية

هذا التقرير تم إعداده بتكليف من

مجلس الهيئة الوطنية للمحامني )ماي 2012(

Page 12: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

12

حق الشعوبفي معرفة الحقيقة

من مبادئ العدالة االنتقالية

Page 13: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

13

يف اطار حر�س جمل�س الهيئة الوطنية للمحامني على لعب دوره التقليدي والطبيعي

على امل�ستوى الوطني، واقتناعا منه باأهمية جناح م�سار العدالة الإنتقالية بتون�س، قرر بعث

بت�سجيل بادروا الذين املحامني من تكون الذي الإنتقالية، العدالة حول عمل فريق

اأ�سمائهم بكتابة الهيئة اثر الإعالن ال�سادر عن جمل�س الهيئة يف الغر�س، والذين �ساهموا

فعليا يف اإعداد م�سروع القانون املنظم للهيئة امل�ستقلة املزمع اإن�سائه والتي �ستتوىل الإ�سراف

على تفعيل م�سار العدالة الإنتقالية بتون�س، وهم الأ�ساتذة :

- الأ�ستاذ فاخر القف�سي : من�سق

رة- الأ�ستاذة اأماين و�سيع اليحياوي : مقر

- الأ�ستاذ ذاكر العلوي : قام باعداد الت�سور الأويل مل�سروع القانون وب�سبط منهجية

العمل املتبعة.

- الأ�ستاذة �سناء �سوي�سي : قامت ب�سياغة الن�س الأويل مل�سروع القانون

املقدمة وحترير باعداد قاما : القف�سي فاخر والأ�ستاذ الغربي اأ�سماء الأ�ستاذة -

النظرية

مقدمة عامة

فريق العمل المكلف باعداد مشروع قانون

العدالة اإلنتقالية)التكوين – األعضاء – األهداف – األعمال(

Page 14: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

14

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

اإ�سالم عمراين

ع�ضو

اأني�س �سعيبي

ع�ضو

�سعاد بوكر

ع�ضو

اأ�سماء الغربي

ع�ضو

حنان بن زكور

ع�ضو

اأماين و�سيع اليحياوي

مقررة

ذاكر العلوي

ع�ضو

�سلوى بـــرا

ع�ضو

اآمنة عبودة

ع�ضو

�سامية �ستاوي

ع�ضو

واأع�شاء فريق مناق�شة وبلورة ال�شياغة النهائية للم�شروع وهم :

)ح�سب الرتتيب الأبجدي(

ا�سماعيل بن فرحات

ع�ضو

Page 15: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

15

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

�سناء �سوي�سي

ع�ضو

فاطمة املولهي

ع�ضو

هاجر ونة هنتاتي

ع�ضو

�سنية �ساو�س

ع�ضو

كرمي بولعابي

ع�ضو

نا�سر هرابي

ع�ضو

�سهام مازين

ع�ضو

فوزي جاء باهلل

ع�ضو

فاخر القف�سي

من�ضق

لبنى املاجري

ع�ضو

�سل�سبيل همي�سي

ع�ضو

Page 16: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

16

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

واأع�شاء فريق العمل وهم :

نذير بن يدر

ع�ضو

مرمي غربة

ع�ضورو�سة العدا�سي

ع�ضو

كوثـر امل�سرقي

ع�ضو

لطفي عزالدين

ع�ضو

�سماح البازي

ع�ضومنري الغزواين

ع�ضو

�سموال الروي�سي

ع�ضو

اأحالم الن�سيبي

ع�ضو

نبيل ال�سبعي

ع�ضو

وئام الدبو�سي

ع�ضو�سناء البلدي

ع�ضو

Page 17: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

17

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

ر�سيد احل�سني

ع�ضو

- ليلى بن حممود، ع�ضو / - عدلن ال�سرباجي، ع�ضو / - عزيزة الكب�سي، ع�ضو

- نادية عثماين، ع�ضو / - را�سية هرمي، ع�ضو / - فتيحة بن هويدي، ع�ضو

ي�سرى دعلول

ع�ضولبنى بن ال�سيخ

ع�ضو

Page 18: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

18

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

وانطلق فريق املناق�سة وال�سياغة يف اأعماله يف اأول اجتماع له بتاريخ 2012/02/27،

باإ�سراف ال�سيد العميد �سوقي الطبيب.

وقد حدد اأع�ساء الفريق، بعد النقا�س، املهام والأهداف التالية:

•اعداد الت�سورات والقرتاحات مبا يف ذلك م�سروع قانون منظم للهيئة امل�ستقلة املزمع ان�ساوؤها تطبيقا للف�سل 24 من قانون التنظيم املوؤقت لل�سلط العمومية.

•تنظيم دورات تدريبية للمحامني يف جمال العدالة النتقالية واحلر�س على اأن تكون هذه الدورات يف كامل اجلهات.

•و�سع خربات املحامني يف جمال العدالة الإنتقالية على ذمة مكونات املجتمع املدين والأحزاب.

املحاور على ارتكزت اأ�سبوعية جل�سة مبعدل دورية اجتماعات الفريق وعقد

التالية:

اآليات املفاهيم حول تعميق بهدف الفريق لأع�ساء تكوينية ور�سات •تنظيم العدالة الإنتقالية .

بتون�س، الإنتقالية العدالة لإر�ساء اأولية عمل ورقة يف جت�سد ت�سور •اإعداد ومناق�سته، وتبنيه كاأر�سية ل�سياغة م�سروع القانون.

•اعداد م�سروع قانون. وانتهى فريق العمل اىل اقرار م�سروع قانون م�سمن بهذا التقرير، مت تبنيه من طرف

جمل�س الهيئة الوطنية للمحامني التي قررت عر�سه على النقا�س املو�سع لدى مكونات

املجتمع املدين بغاية تبنيه ومن ثم تقدميه للمجل�س الوطني التاأ�سي�سي.

Page 19: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

19

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

اجلزء األول :مقدمة نظرية

جتد فل�سفة العدالة الإنتقالية جذورها التاريخية يف جتارب ال�سعوب التي اختارت

الن�سال ال�سلمي كمنهج ملقاومة الإ�ستعمار اأو للن�سال �سد النظام ال�سمويل، لنتاأمل ما

قاله غاندي : » اذا قابلنا الإ�ساءة بالإ�ساءة فمتى تنتهي الإ�ساءة.« هذا التم�سي يقابله مت�سي

اآخر مناق�س له كليا وميثله بامتياز »كانط« الذي يرى اأنه لبد من العدالة املطلقة )العدالة

للعدالة(.

املا�سي ت�سفية ارادة بني التوجهني، هذين بني ال�سعوب جتارب تاأرجحت وقد

عدم اأ�سا�س على مل�ستقبل التمهيد اأجل من املا�سي ت�سفية وبني ذاتها، كغاية يف حد

تكرار ما ح�سل.

يف هذا الإطار، تطرح م�ساألة العدالة الإنتقالية كاآلية من اآليات التحول الدميقراطي،

بل اأن البع�س يعتربها العمود الفقري للتحول الدميقراطي، فبعد الإطاحة بالنظام ال�سيا�سي

امل�سوؤول عن الإنتهاكات الفادحة حلقوق الإن�سان واحلقوق الأ�سا�سية، يجب اتخاذ عدة

اإجراءات ب�سفة ملحة: - تنقيح القوانني القمعية. – تعوي�س وجرب الأ�سرار لل�سحايا. –

حما�سبة وم�ساءلة امل�سوؤولني عن الإنتهاكات.

ان م�ساألة العدالة تعترب حيوية بالن�سبة للدولة التي تطمح اإىل اإر�ساء نظام دميقراطي

بعد عهد الدكتاتورية، وذلك يقت�سي تتبع اجلرائم املرتكبة يف الفرتة ال�سابقة ويقت�سي اأي�سا

التعوي�س لل�سحايا.

Page 20: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

20

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

توطئة : العدالة الإنتقالية وحق ال�شعوب يف جمابهة

ظاهرة الإفالت من العقاب

لقد تطور الن�سال من اأجل عدم الإفالت من العقاب مبراحل عدة بدءا بتجند

املنظمات غري احلكومية واملدافعني عن حقوق الإن�سان واحلقوقيني واحلركات الدميقراطية

يف ال�سبعينات من اأجل املطالبة بالعفو عن امل�ساجني ال�سيا�سيني، مرورا مبا �سهده العامل

اأوقفت اأنهت و اتفاقيات �سالم الثمانينات من عدة حتولت دميقراطية، وابرام اأواخر يف

النزاعات امل�سلحة يف بع�س البلدان، يف هذه املرحلة طرحت ظاهرة الإفالت من العقاب

ب�سكل جدي وحموري، من زاوية البحث عن معادلة بني منطق ن�سيان ما�س األيم ومظلم،

وبني منطق العدالة التي يطالب بها دوما �سحايا هذا املا�سي.

ان ما تو�سلت اليه جلنة حقوق الإن�سان مبنظمة الأمم املتحدة يوؤكد اأهمية امل�ساألة

عن التعوي�س اأن حني يف اجلرائم، تكرار ي�سجع العقاب من الإفالت « : اأن �سرورة

انتهاكات اأن ي�سكل حقا ل جدال فيه للمت�سررين من املعنوية واملادية يجب الأ�سرار

احلقوق وذويهم كذلك.....ان معاقبة املجرمني من �ساأنها اأن جتعل من علوية القانون منوذجا

ي�سود العالقات الإجتماعية وكذلك تر�سخ يف الذاكرة اجلماعية ال�سعبية جترمي الإنتهاكات

املرتكبة من الدولة ومعاقبة امل�سوؤولني عنها كل ذلك من اأجل تفادي ح�سولها م�ستقبال.

»)جلنة حقوق الإن�سان – �سنة 1992(.

وانطالقا من املوؤمتر الدويل حلقوق الإن�سان املنعقد يف فينا �سنة 1993 تواجد توافق

مهم حول �سرورة مقاومة الإفالت من العقاب، وكذلك درا�سة جميع جوانب هذه الظاهرة

التي تتعار�س مع مبداأ احرتام حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية.

مفهوم الإفالت من العقاب :

:،»Le petit Larousse« يعرف م�سطلح الإفالت من العقاب يف املعجم الفرن�سي

.»Le fait de ne pas risquer d’être puni، sanctionné«

Page 21: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

21

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

وتقدم منظمة العفو الدولية تعريفا لغويا لهذا امل�سطلح يتمثل يف » غياب العقاب«

ويف تعريف اأو�سع يحيل اىل عدة جرائم يفلت مرتكبوها من العدالة اأو ل يحا�سبون بجدية

على اأفعالهم.

وميكن تعريف الإفالت من العقاب IMPUNITE على اأنه »الغياب القانوين اأو

الفعلي لتحميل امل�سوؤولية اجلزائية ملرتكبي اخلروقات والإعتداءات على حقوق الإن�سان،

يرمي اأو حتقيق يتعر�سون لأي بحث والإدارية... بحيث ل املدنية م�سوؤوليتهم وكذلك

وت�سليط جرائمهم، ثبوت �سورة يف ادانتهم ثم ومن وحماكمتهم وايقافهم لإتهامهم

العقوبات عليهم وما يتبع ذلك من تعوي�س املت�سررين من جرائمهم«.

يفرق هذا التعريف بني الإفالت القانوين والإفالت الفعلي من العقاب، فالإفالت

اأ�سخا�س اأو جمموعات اأ�سخا�س املوؤ�س�س بقوانني والغاية منه حماية بع�س القانوين هو

من كل حتقيق اأو تتبع ق�سائي اأو عقاب لأفعال اجرامية قاموا بها �سابقا وذلك بغاية وبا�سم

امل�ساحلة الوطنية اأو من اأجل عدم النب�س يف املا�سي وخ�سية فتح جراح قدمية من �ساأنها

عرقلة التحول الدميقراطي.

اأما الإفالت الفعلي فهو يعود اىل �سعف اأو ف�ساد املنظومة الق�سائية، اأو لتوا�سل

بقاء النفوذ الأمني وحمافظة البريوقراطية على مواقعها يف الإدارة، اأو ب�سبب غياب الإرادة

لدى النظام اأو ال�سعب ملواجهة املا�سي.

املدار�س املتعارفة للت�شدي لظاهرة الإفالت من العقاب:

لدى الدميقراطي، الإنتقال خ�سم يف يطرح العقاب من الإفالت مو�سوع ان

احلكومات وتقوم الديكتاتورية. اأو القمعي النظام من لتوها حتررت التي املجتمعات

ال�سماح بغاية املا�سي على ال�سوء لإلقاء والإجراءات التدابري بع�س باتخاذ الإنتقالية

للمجتمع اجلديد للقطع مع هذا املا�سي، لت�سميد اجلراح وللتمهيد لقبول فكرة العفو وملا

ل الن�سيان.

Page 22: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

22

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

ومن هنا برزت 3 مدار�س واجتاهات:

على العفو ذلك مبا يف عام عفو باإعالن املا�سي ثقل جتاوز اىل تدعو : الأوىل

كل من عبث بحقوق الإن�سان اأو ارتكب فظاعات وجتنيبهم املحاكمات والعقاب ومتتيعهم

بب�ساطة مببداإ الإفالت من العقاب.

الثانية : وهي مناق�سة متاما لالأوىل وملبداأ الإفالت من العقاب، وهي تطالب بتتبع

ومعاقبة كل من كان م�سوؤول عن الإعتداءات ال�سافرة على احلقوق واحلريات الأ�سا�سية.

ان املدافعني عن هذا التوجه ينتظرون من احلكومة اجلديدة الدميقراطية اأن :

1/ ت�سع موؤ�س�سات تلقي ال�سوء على املا�سي واتخاذ اجراءات يف اجتاه املحا�سبة والتعوي�س

2/ جترمي الأفعال والتجاوزات احلا�سلة. 3/ تقدمي امل�سوؤولني للق�ساء 4/ التعوي�س لل�سحايا

واملت�سررين.

الثالثة : توفق بني املدر�ستني ال�سابقتني : تلبية مطالب ورغبات املنادين بالعدالة

لكن يف حدود مر�سومة بدعوى املحافظة على الإ�ستقرار ال�سيا�سي، فهي من ناحية ت�سعى

القوى من ال�ساعدة الدميقراطيات حلماية اأخرى ناحية ومن الوطنية امل�ساحلة ل�سمان

املعادية للدميقراطية.

نتائج ن�شر ثقافة عدم الإفالت من العقاب:

امل�سوؤولة للدولة التابعة الأجهزة بتفكيك وذلك الإنتهاكات: تكرار تفادي /1

عن الإنتهاكات، والغاء القوانني والت�سريعات التي مبوجبها ارتكبت الإنتهاكات وتغيريها

ارتكاب املتورطني يف امل�سوؤولني كبار وازاحة دميقراطي، لنمط حكم توؤ�س�س بت�سريعات

الإنتهاكات .

الذي تراثه هو جزء من ا�سطهاده لتاريخ ال�سعب معرفة ان : الذاكرة 2/ حفظ

يجب �سيانته، والغاية من ذلك حفظ الذاكرة اجلماعية من ناحية ومن ناحية اأخرى عدم

ترك اأي فر�سة لظهور اأطروحات حترف الواقع اأو تربره اأو تنفيه.

Page 23: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

23

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

العدالة الإنتقالية :

املفهوم – الآليات – الأهداف – جلان احلقيقة

الق�شم الأول : مفهوم العدالة الإنتقالية :

ميكن من خالل ا�ستقراء التطبيقات املختلفة للعدالة الإنتقالية احلديث عن ثالثة

مراحل مر بها هذا املفهوم وهي :

حماكمات يف اأ�سا�سا ومتثلت الثانية العاملية احلرب اإثر مبا�سرة : الأوىل املرحلة

الدولية واملحاكمات التجرمي فكرة حول الإنتقالية العدالة خاللها متحورت نريمبورغ،

املرتتبة عنها. ومتثلت اأهم اآليات عملها يف اتفاقية الإبادة اجلماعية التي مت اقرارها.

املرحلة الثانية : حدثت بعد انهيار الإحتاد ال�سوفياتي والتغيريات ال�سيا�سية يف دول

اأوروبا ال�سرقية واأملانيا وت�سيكو�سلوفاكيا، وجتاوزت خاللها العدالة الإنتقالية فكرة املحاكمات

لتت�سمن اآليات اأخرى مثل جلان احلقيقة والتعوي�سات لت�سبح العدالة الإنتقالية يف هذه

املرحلة مبثابة حوار وطني بني اجلناة وال�سحايا.

املرحلة الثالثة : مثل ان�ساء املحكمة اجلنائية الدولية اخلا�سة بيوغ�سالفيا ال�سابقة

الأ�سا�سي النظام واإقرار ،1994 �سنة برواندا اخلا�سة اجلنائية واملحكمة ،1993 �سنة

عديد بابرام متيز جديد، �سيا�سي مل�سهد بداية ،1998 �سنة الدولية اجلنائية للمحكمة

اتفاقيات ال�سالم التي حتيل اىل املحاكمات الدولية باعتبارها جزءا من الت�سوية ال�سلمية،

اعتمادا على القانون الدويل الإن�ساين والقانون الدويل حلقوق الإن�سان.

ولقد اأف�سى تطور مفهوم العدالة الإنتقالية اىل اعتماد تعريف اتفقت عليه جممل

الدرا�سات مفاده اأنها : »م�شار متكامل يعتمد على جملة الليات والجراءات املركبة

الرامية اىل ك�شف حقيقة النتهاكات املمنهجة حلقوق الن�شان والتي ح�شلت يف

و �شادقة تاريخية رواية لتقدمي واثباتها وفهمها ت�شخي�شها لغاية �شابقة زمنية فرتة

اىل تو�شال املا�شي ارتكبت يف التي بالخطاء يقع العرتاف من خاللها �شاملة

Page 24: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

24

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الحتقان لرفع ال�شحايا ا�شرار وجرب النتهاكات تلك عن امل�شوؤولني حما�شبة

املا�شي وتا�شي�شا ل�شالحات موؤ�ش�شاتية ت�شمن متهيدا لجراء م�شاحلة �شاملة مع

العقاب من الفالت عدم مبدا بتفعيل امل�شتقبل يف النتهاكات تلك تكرار عدم

وبا�شتعادة الثقة يف موؤ�ش�شات الدولة وتعزيز �شيادة القانون .«

وعادة ما ترتبط العدالة الإنتقالية مبرحلة حا�سمة من تاريخ احلياة ال�سيا�سية للدول

والإ�ستبداد ال�سمولية اأجواء من اأو ال�سلم، اإىل احلرب من بالإنتقال الأمر تعلق �سواء

اأبعادها مبختلف وال�سعوبات الإكراهات لتجاوز و�سيلة فهي الدميقراطية، املمار�سة اإىل

ال�سيا�سية والإقت�سادية والإجتماعية التي يعاين منها املجتمع خالل تلك املرحلة ... واآلية

اأنها فعالة للتخل�س من الرتاكمات ال�سلبية لالإنتهاكات اجل�سيمة حلقوق الإن�سان، ذلك

توؤمن اإنتقال متدرجا اإىل الدميقراطية بناءا على اأ�س�س متينة تتمثل يف جمموعة الأ�ساليب

جتاوزات من تركته وتفهم ملعرفة املجتمع يبذلها التي باملحاولت املرتبطة والآليات

وانتهاكات املا�سي بعيدا عن ثقافة الثاأر والإنتقام لأن حقوق الإن�سان ل تزدهر يف ظروف

التوتر واإمنا يف اإطار �سلم مدين.

وعادة ما يتم تفعيل اآليات العدالة الإنتقالية عرب اإحداث جلان احلقيقة تعهد لها

بالأ�سا�س مهمة ك�سف وحتديد الإنتهاكات اجل�سيمة حلقوق الإن�سان خالل املرحلة التي

ال�سيا�سية اأبعادها بكل الإنتقالية العدالة حتقيق اأجل من الزمني اإخت�سا�سها ي�سملها

والقانونية والإن�سانية.

الق�شم الثاين : اآليات العدالة الإنتقالية :

1/ ك�شف احلقيقة : من حق ال�سحية ب�سورة �سخ�سية، اأو ذويه، معرفة حقيقة ما

وقع له، ومن حق املجتمع معرفة احلقيقة كاملة باعتبارها جزء من تاريخ البالد.

على تعتمد ومدرو�سة ومو�سوعية ممنهجة بطريقة يكون احلقيقة عن الك�سف ان

عدة م�سادر بخ�سو�س انتهاكات حقوق الإن�سان )ال�سحايا ذاتهم – ال�سجالت املتبقية

Page 25: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

25

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

واملم�سوكة من طرف ال�سلط العمومية – نتائج الزيارات امليدانية – اإفادات املوظفني -

اأر�سيفات املحامني وما ات�سل بها من حما�سر واأحكام ق�سائية – اأر�سيفات وتقارير وبيانات

املنظمات الوطنية والدولية والأحزاب حني وقوع النتهاكات – ال�سحافة...(.

اإن توخي ا�سرتاتيجيا ك�سف احلقائق واإبراز الإرادة ال�سيا�سية لذلك يقطع الطريق

اأمام الإ�ساعات وا�ستغالل الغمو�س وال�سبابية حول الأحداث لبث الفنت، وكذلك اأمام

اأ�سلوب الإثارة يف ن�سر الأخبار �سحيحة كانت اأو مغلوطة والتي لها مفعول خطري يف تاأجيج

م�ساعر احلقد والكراهية والرغبة يف الت�سفي.

ان الو�سوح والتو�سيح وال�سعي للتو�سل للحقائق وك�سفها من �ساأنه:

•يف املدى الآين اأن يخلق جو من الثقة ومن الراحة والأريحية، وي�ساعد على تهدئة النفو�س واخلواطر.....

•يف املدى املتو�سط والبعيد اعادة الإعتبار لل�سحايا وحفظ الذاكرة وخلق ف�ساء للحوار والبحث من طرف الباحثني يف التاريخ وعلوم النف�س والإجتماع.

2/ حتديد امل�شوؤوليات وامل�شاءلة واملحا�شبة :

املق�سود بتحديد امل�سوؤوليات :

•التحقيق يف ال�سياق واملالب�سات والأ�سباب املتعلقة بالإنتهاكات والتجاوزات، وحتديد الأفراد واملوؤ�س�سات العامة واجلهات واملنظمات واملوظفني العموميني

اأو املتورطة يف هذه والأ�سخا�س الذين ت�سرفوا بالنيابة عن اجلهات امل�سوؤولة

الإنتهاكات والتجاوزات.

•التحقيق يف ما اذا كانت الإنتهاكات والتجاوزات خطط لها ب�سكل متعمد اأو ارتكبت من طرف الدولة اأو اأي جهة او �سخ�س م�سار اليه اأعاله.

املق�سود بتحميل امل�سوؤولية :

اإن عملية املحا�سبة يف نطاق حماكمة عادلة تعترب م�ساءلة اأ�سا�سية لتحقيق النتقال

Page 26: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

26

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الدميقراطي. اإل اأن العدالة النتقالية كم�سار متثل يف الواقع مقاربة �ساملة ي�سعب ايجادها

التتبعات جانب اىل اأخرى اآليات على ترتكز فهي لذلك التقليدية، العدالة اإطار يف

اجل�سيمة النتهاكات حول احلقائق لتق�سي جلان احداث يف تتج�سم ما عادة اجلزائية

حلقوق الن�سان وك�سفها و�سول لتحقيق امل�ساحلة.

اإل اأن جلان احلقيقة لي�ست بهيئات ذات �سفة و�سالحيات ق�سائية ومن هذا املنطلق

داأبت معظم هذه اللجان اىل احالة اأي حالة ل تفي باخت�سا�سها وت�ستمل على اثباتات

وقرائن دالة على ارتكاب جرم يعاقب عليه القانون اىل اجلهات الق�سائية ويبقى للمحاكم

النظر يف هذه احلالت وتوقيع العقوبات املنا�سبة على اجلناة.

وعلى هذا الأ�سا�س فلكل �سحية احلق يف املطالبة مبحاكمة امل�سوؤول اأو امل�سوؤولني

عن النتهاكات واجلرائم. هذا احلق يعزز ثقافة علوية القانون التي ت�ساعد على ن�سر ثقافة

دولة القانون وتي�سري عملية التحول الدميقراطي، ويفرت�س ذلك:

•التعاطي باجلدية الالزمة مع ق�سايا رموز الف�ساد وامل�سوؤولني عن ال�ستبداد. دون وحدهم لهم تعهد الق�سايا هذه يف للنظر الق�ساة من فريق •تخ�سي�س �سواهم، ويتكون من ق�ساة مل يعرف عنهم ولءهم للنظام ال�سابق، ول ف�سادهم

وكذلك عدم �سقوطهم بعد 14 جانفي يف ال�سعبوية ول ان�سياقهم وراء »ال�سائد

الثوري«، تتوفر فيهم الكفاءة والنزاهة وال�سجاعة والعقالنية.

•متهيد الأر�سية لإيجاد توافق حول ح�سر م�ساألة امل�ساءلة واملحا�سبة الق�سائية يف قائمة حمددة من الرموز، اأو يف �سبط معايري حمددة للمحا�سبة، على الأقل

يف مرحلة اأوىل، مع اتخاذ اإجراءات اإدارية و�سيا�سية �سد البقية )حرمان من

اخلطط ومن امل�سوؤوليات...(.

3/ جرب الأ�شرار لل�شحايا :

اتخذت م�ساألة جرب الأ�سرار اأهمية ق�سوى اذ تطور مفهومها وتو�سع ليتجاوز جمرد

Page 27: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

27

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

ال�سحية والرعاية املعنوي التعوي�س اأي�سا ت�سمل كاملة منظومة اإىل املادي التعوي�س

والنف�سية، ورد الإعتبار...

ب�ساأن احلق يف التوجيهية واملبادئ الأ�سا�سية املبادئ ت�سمني الإجتاه، مت ويف هذا

الإنت�ساف واجلرب ل�سحايا الإنتهاكات اجل�سيمة حلقوق الإن�سان �سلب قرار اجلمعية العامة

لالأمم املتحدة عدد 147/60 بتاريخ 2005/12/16.

اأ – تعريف ال�شحية :

ال�سحايا هم الأ�سخا�س الذين حلق بهم �سرر، اأفرادا كانوا اأو جماعات، مبا يف ذلك

ال�سرر البدين اأو العقلي اأو املعاناة النف�سية اأو اخل�سارة الإقت�سادية اأو احلرمان من التمتع

بحقوقهم الأ�سا�سية، وذلك من خالل عمل اأو اإمتناع عن عمل اأو تق�سري ي�سكل اإنتهاكا

ج�سيما للقانون الدويل حلقوق الإن�سان اأو اإنتهاكا خطريا للقانون الإن�ساين الدويل. وميكن

اأن ي�سمل م�سطلح »�سحية« اأي�سا اأفراد الأ�سرة املبا�سرة اأو من تعيلهم ال�سحية املبا�سرة،

والأ�سخا�س الذين حلق بهم �سرر اأثناء تدخلهم مل�ساعدة ال�سحايا املعر�سني للخطر اأو ملنع

تعر�سهم للخطر.

مرتكب على التعرف مت قد كان اإذا عما النظر ب�سرف �سحية ال�سخ�س ويعترب

الإنتهاك اأو اإعتقاله اأو مقا�ساته اأو اإدانته اأم ل.

ب – تعريف الإنتهاك :

يعترب انتهاكا كل اعتداء ج�سيم وممنهج على حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية يف

�سموليتها وكونيتها �سواء كان جماعيا ب�سدوره عن الدولة اأو تنظيم اأو جمموعة، اأو فرديا ب�سدوره

عن �سخ�س يت�سرف با�سمها، ولو مل تكن له ال�سفة القانونية، وبلغ العلم بذلك لأجهزة الدولة

اأو اجلهة املنتمي اإليها ومل يقع اتخاذ اإجراء ردعي اأو وقائي ب�ساأنه، اأو اإن�ساف املت�سرر.

ج – تعريف جرب ال�شرر

الدويل، القانون مبادئ من مبداأ يعترب ال�سرر عن املنا�سب التعوي�س واجب اإن

ويقت�سي جربا كامال لالأ�سرار التي حلقت ال�سحية، ويق�سد باجلرب الكامل اجلرب املتنا�سب

Page 28: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

28

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

مع ج�سامة النتهاك والأذى الناجم عنه، لأن تفاهة اجلرب ميكن اأن ت�سكل يف حد ذاتها

انتهاكا.

معاجلة العدالة من خالل تعزيز هو والفوري والفعال الكايف اجلرب من والغر�س

للقانون اخلطرية الإنتهاكات اأو الإن�سان حلقوق الدويل للقانون اجل�سيمة الإنتهاكات

الإن�ساين الدويل.

وينبغي للجرب اأن يكون متنا�سبا مع فداحة الإنتهاكات والأ�سرار املرتتبة عنها، وتوفر

الدولة وفقا لقوانينها املحلية واإلتزاماتها القانونية الدولية، اجلرب ل�سحايا ما تقوم به اأو متتنع

عنه من اأفعال ت�سكل اإنتهاكات ج�سيمة للقانون الدويل حلقوق الإن�سان واإنتهاكات خطرية

للقانون الإن�ساين الدويل، وذلك عرب:

املادي ال�سرر عن – التعوي�س ال�سابقة الو�سعية اإرجاع فردية: اجراءات اأ/

)اأ�سرار بدنية، اأ�سرار مالية، اأ�سرار اإقت�سادية تنموية، اأ�سرار معرفية – احلرمان من التعليم(

واملعنوي )الآثار النف�سية التي خلفتها الإنتهاكات على الأفراد واملجموعات(.

ب/ اجراءات ذات طبيعة عامة : الإعرتاف العلني والر�سمي مب�سوؤولية الدولة،

وكذلك الإلتزام برد الإعتبار لل�سحايا يف كرامتهم، واأي�سا اتخاذ مبادرات رمزية يف اطار رد

الإعتبار من ذلك اطالق اأ�سماء ال�سحايا وال�سهداء على ال�سوارع وال�ساحات العمومية،

.Journée de deuil national تنظيم يوم حداد وطني

و يكون اجلرب عن طريق :

•الإ�سرتداد : ويت�سمن اإ�سرتجاع احلرية واحلقوق القانونية والو�سع الإجتماعي والإقت�سادي

•التعوي�س املايل : يف �سكل راأ�س مال اأو جراية عمرية ويكون غالبا تعوي�سا عن ال�سرر البدين، �سياع الفر�س، ال�سرر املعنوي، تكاليف امل�ساعدة القانونية

والطبية وم�ساريف الإختبارات....

امل�ستمرة، الإنتهاكات وقف طريق عن التكرار: عدم و�سمانات •الرت�سية

Page 29: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

29

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الك�سف الكامل للحقيقة، وتوثيقها يف الذاكرة الوطنية، فر�س جزاءات ق�سائية

اإعالن الإنتهاكات، م�سوؤوليتهم عن ثبتت الذين الأ�سخا�س اإدارية على اأو

ر�سمي اأو اإقرار ق�سائي يعيد الكرامة وال�سمعة واحلقوق القانونية والإجتماعية

لل�سحية، تقدمي الإعتذار....

له التعبري عما تعر�سوا ال�سهداء من ال�سحايا وعائالت •رد الإعتبار : متكني والت�ساور ت�سريكهم وعمومية، خا�سة اإ�ستماع جل�سات اإطار يف ماآ�سي من

الوثيق معهم للوقوف على وجهات نظرهم وتطلعاتهم يف �سلب م�سار العدالة

الإنتقالية .

•جرب ال�سرر الإعتباري: التعرف على اجلاين وحتديد امل�سوؤوليات.

الق�شم الثالث : اأهداف العدالة الإنتقالية :

واإعادة الإن�سانية للكرامة الإعتبار باإعادة وذلك : ال�سحايا م�سالح حتقيق /1

�سفة املواطنة للفرد والتحري يف الإنتهاكات والإقرار العمومي بها وجرب الأ�سرار الفردية

واجلماعية.

املجتمع التي طبعت عالقة املحرمات باإزالة : وذلك املجتمع 2/ حتقيق م�سالح

ال�سيا�سي بحق ثقافة اخلوف وفر�س الإعرتاف بوجودها والإقرار بالإنتهاكات، واخرتاق

املواطنني يف الإطالع على ما�سي الإنتهاكات و ابداء الراأي حولها .

3/ تعزيز دولة القانون ون�سر ثقافة حقوق الإن�سان وقيم الدميقراطية واملواطنة

كتابة واعادة وتوثيقها، الإنتهاكات عن الك�سف عرب الوطنية الذاكرة حفظ /4

التاريخ ب�سكل �سحيح جت�سيما حلق ال�سعب يف قراءة تاريخه احلقيقي.

/2 ما�سيه مع املجتمع م�ساحلة /1 : ثالثة اأبعادا امل�ساحلة تتخذ : امل�ساحلة /5

م�ساحلة املجتمع مع الدولة 3/ م�ساحلة ال�سحية مع امل�سوؤول عن الإنتهاك.

»ت�سفية : التالية املعادلة مع التعاطي دوما يفر�س كان امل�ساحلة م�ساألة طرح ان

Page 30: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

30

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

اىل والنظر جهة، من وحما�سبة وم�ساءلة لل�سحايا الأ�سرار جرب من يطرحه مبا املا�سي

امل�ستقبل من جهة اأخرى«، مبعنى �سمان اأن ل تعطل املحا�سبة كحلقة من حلقات العدالة

الإنتقالية جناح م�سار الإنتقال الدميقراطي اأو حماية الدميقراطية النا�سئة من خطر التخريب

من طرف من لي�ست لهم م�سلحة يف املحا�سبة والذين ل زال لهم نفوذ يف اأجهزة الدولة

والإدارة.

تعترب جدلية املحا�سبة وامل�ساحلة من اأكرث النقاط ح�سا�سية، فهي خا�سعة جلدالت

�سواء بني ال�سيا�سيني اأو مكونات املجتمع املدين اأو عائالت ال�سحايا واجلرحى فمنهم من

يدعو اإىل الق�سا�س ويروج للغة النتقام والتطهري ومنهم من يدعو اإىل املحا�سبة التي ل

تعرقل عملية النتقال الدميقراطي بقدر ما ت�ساعد على املرور اإىل امل�ساحلة دون امل�س من

مبداأ عدم الإفالت من العقاب.

ان التعامل مع هذه املعادلة ال�سعبة اأخ�سع اختيار هذا التوجه اأو ذاك اىل موازين

القوى ال�سيا�سية وما يتبعها من تداعيات على امل�ستوى الإقت�سادي والأمني اأ�سا�سا.

هكذا جتربة اأي يتم يف امل�ساحلة مل م�ساألة طرح اأن على التاأكيد من لكن لبد

دون حتديد امل�سوؤوليات واتخاذ اجراءات تتعلق با�سالح الق�ساء وباعادة هيكلة املنظومة

الأمنية...... ان امل�ساحلة لي�ست اإ�سقاطا حلقوق ا ملت�سررين ولي�ست تنازل من قبل ال�سحايا

عن حقهم يف ك�سف احلقيقة وحما�سبة امل�سوؤولني عن الإنتهاكات واإقرار م�سوؤولياتهم وجرب

العدالة الإنتقالية ويف كل الأحوال فان نتيجة حتمية لتفعيل منظومة الأ�سرار، بل هي

الكلمة الف�سل يف هذه امل�ساألة كانت دوما وبدرجة اأوىل لل�سحايا ولأهايل ال�سحايا الذين

ل اأحد غريهم له احلق يف اأن يتخذ قرار امل�ساحلة اأو العفو.

ولنا يف التجارب التالية اأمثلة:

: ) • 1995 وامل�ساحلة للحقيقة افريقيا جنوب )مفو�سية افريقيا جنوب جتربة

خال�سة التجربة : العفو مقابل الإعرتاف والإعتذار : مثل العفو قيمة خا�سة

من قيم امل�ساحلة ويف نف�س الوقت اآلية مهمة يف اطار الك�سف عن احلقيقة.

Page 31: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

31

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

•ان هذا العفو امل�سروط بالإعرتاف والإعتذار كان بغاية ويف اطار حتقيق توازن على الوطن بناء واعادة امل�ستقبل اىل والتوجه املدين ال�سلم متطلبات بني

النقا�س �سنوات من املنهج خال�سة ولقد كان هذا الوطنية. الوحدة اأ�سا�س

واجلدل الذي اأف�سى اىل توافق واجماع.

(: ا�سطدام • جتربة الأرجنتني )الهيئة الوطنية حول اختفاءات الأ�سخا�س 1983

الرغبة يف امل�ساءلة وحما�سبة امل�سوؤولني عن الإنتهاكات واجلرائم املرتكبة من طرف

احلكومة الع�سكرية الدكتاتورية، باأعمال التمرد والتململ التي �سهدتها البالد

بدفع من اجلي�س: لقد اأدركت احلكومة املنتخبة املج�سدة للدميقراطية النا�سئة

ال�سعوبة يف التوفيق بني ال�سلم والعدل بعد تعر�سها لأعمال مترد وتعطيل متعمد

لرموز وقيادات للنظام كرد فعل على بدء �سل�سلة من املحاكمات وتهديدات

النظام الع�سكري. وهنا لبد من �سرد ت�سريح اأحد م�سوؤويل احلكومة املنتخبة

: »ن�سطر اأحيانا لإختيار بدائل غري مرغوب فيها، فبناء ال�سلم يقت�سي عدم تلبية

مطالب ق�سوى مهما كانت �سالمة املبادئ التي ت�ستند اليها.«

ن�سري اىل اأن الأرجنتني اأوقفت م�سار املحاكمات بعد البدء فيها حفاظا على ال�سلم

وعلى الدميقراطية النا�سئة.

(: ك�سف احلقيقة كاملة وت�سليط • جتربة املغرب )هيئة الإن�ساف وامل�ساحلة 2004

لأ�سخا�س امل�سوؤولية توجيه دون لل�سحايا والتعوي�س املا�سي على ال�سوء

ان عدم الدولة: اىل جهاز كاملة امل�سوؤولية توجيه والإقت�سار على حمددين

اثر مت الأ�سرار وجرب احلقيقة ك�سف ال�سلطة قبول مقابل باملحا�سبة املطالبة

حقوق ميدان يف والنا�سطني املجتمع وفعاليات امللك بني �سيا�سي اتفاق

الإن�سان و�سحايا القمع وعائالت ال�سحايا ممن اختفوا وماتوا، مع اإبقاء حق من

اأراد من ال�سحايا يف تتبع جالده ق�سائيا.

ولعل ما يح�سل اليوم يف املغرب من تغيريات واإ�سالحات �سيا�سية هامة ومعتربة من

Page 32: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

32

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

داخل نف�س النظام ال�سيا�سي، وعدم انفجار الو�سع به، مرده ما وفره م�سار العدالة الإنتقالية

من م�ساحلة ال�سعب مع ما�سيه وما �ساهم به يف ن�سر ثقافة احلوار وامل�ساركة يف مناق�سة جميع

الق�سايا مبا يف ذلك املنظومة الأمنية باعتبارها اأ�سبحت م�ساألة وطنية تهم اجلميع.

ان الوعي ب�سرورة امل�ساحلة يعك�س مدى انتقال املجتمع من طور املحا�سبة خارج

والإنتقام الت�سفي م�ساعر التحكم يف الأليم وعدم املا�سي والإنحبا�س يف القانون، اطار

والإق�ساء، اىل طور العقالنية: عقالنية جمابهة املا�سي بكل �سجاعة بغية املرور اىل امل�ستقبل،

عقالنية حتويل الآلم الذاتية ال�سخ�سية اىل منظومات جمتمعية وموؤ�س�ساتية ت�سمن عدم

تكرار ماآ�سي املا�سي.

الق�شم الرابع : الهيئات املعنية بتحقيق م�شار العدالة الإنتقالية : جلان

احلقيقة

اتخذت جلان احلقيقة وجلان التق�سي ت�سميات عديدة يف خمتلف التجارب احلا�سلة

اأوروبا ال�سرقية غلى غرار اأو بلدان اأمريكا الالتينية على غرار الأرجنتني �سواء يف بلدان

�سربيا اأو البلدان الإفريقية على غرار جنوب افريقيا اأو رواندا اأو نيجرييا اأو املغرب.

* و هي عبارة عن هيئات م�ستقلة غري ق�سائية عادة ما يرتبط احداثها بفرتة انتقالية ت�سهدها الدولة، ومعرتف بها من طرف هذه الأخرية اأو تكون هي التي اأن�ساأتها.

والإنتهاكات التجاوزات ملفات وفح�س درا�سة على مرتكزة مهامها وتكون *ذلك يف غايتها املا�سي، يف واملايل ال�سيا�سي الف�ساد ومل�سائل الإن�سان حلقوق احلا�سلة

ك�سف احلقيقة.

* وعادة ما تنتهي اأعمالها – املحددة يف املدة غالبا – بتقرير ختامي يت�سمن ما اإ�سماع �ساأنها من التي والتو�سيات اخلال�سات من جملة مع حقائق من اليه تو�سلت

اأ�سوات ال�سحايا وكذلك تو�سيات بتوخي اآليات ملنع وجتاوز ارتكاب هذه املمار�سات يف

امل�ستقبل.

Page 33: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

33

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

* وت�ستند جلان احلقيقة يف مرجعيتها اإىل م�سادر واأ�س�س متنوعة ميكن حتديدها كما يلي:

•القانون الدويل حلقوق الإن�سان والقانون الدويل الإن�ساين. •اأحكام وقرارات املحاكم الإقليمية حلقوق الإن�سان.

•الإجتهادات الفقهية ملختلف املقررين واخلرباء يف جمال حقوق الإن�سان. •خال�سات ونتائج اأعمال جلان احلقيقة وامل�ساحلة عرب العامل.

•املقت�سيات القانونية الوطنية غري املتعار�سة مع القانون الدويل حلقوق الإن�سان والقانون الدويل الإن�ساين.

•قيم ومبادئ الثقافة الدميقراطية مبا هي ثقافة اإن�سانية. •القيم ومبادئ حقوق الإن�سان املتاأ�سلة يف املعتقدات الدينية والثقافة الوطنية

والثقافات املحلية.

من الكثري يف يخ�سع تطبيقها فاإن الإنتقالية للعدالة كونية مبادئ وجود وبرغم

احلالت لظروف وخ�سو�سيات الدول وطبيعة ال�سراعات القائمة بها، وتتنوع اأ�سكال هذه

العدالة بح�سب اخللفيات التي انبنت عليها والأهداف املرجوة من تفعيل م�سارها.

وقد برزت جتارب للجان احلقيقة، متباينة يف اأهميتها على امتداد مناطق خمتلفة من

العامل نذكر من بينها:

•يف اأمريكا الالتينية جند الهيئة الوطنية حول اختفاءات الأ�سخا�س بالأرجنتني )�سنة 1983( والهيئة الوطنية حول احلقيقة وامل�ساحلة بال�سيلي )�سنة 1990(

وجلنة بيان انتهاكات حقوق الإن�سان واأعمال العنف بغواتيمال )�سنة 1994(...

.) • يف املغرب هيئة الإن�ساف وامل�ساحلة )�سنة 2004

.) • يف اآ�سيا هيئة التلقي واحلقيقة وامل�ساحلة بتيمور ال�سرقية )�سنة 2002

ان جلان احلقيقة ومن خالل معظم التجارب، �سعت اىل اأن :

اأمناط الإنتهاكات )املتعلقة بحقوق الإن�سان( املرتكبة يف فرتة زمنية •حتقق يف

Page 34: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

34

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

تتجاوز الفرتة املحددة للجنة تق�سي احلقائق.

•تك�سف عن احلقيقة وتوثق الإنتهاكات وت�ستمع اىل ال�سهود وال�سحايا. •ت�ساعد على حما�سبة مرتكبي الإنتهاكات.

•تو�سي بجرب الأ�سرار لل�سحايا وت�سع مقايي�س مو�سوعية لذلك. مراجعة ذلك يف مبا الالزمة، واملوؤ�س�ساتية القانونية بالإ�سالحات •تو�سي

املنظومة الأمنية حتى تتحول ال�سرطة من جهاز قمع اىل جهاز اأمن.

•توفر منربا عاما لل�سحايا )جل�سات الإ�ستماع(. •تتيح الفر�سة ملن يريد الإعرتاف والإعتذار.

•ت�ستعمل التكنولوجيات احلديثة يف عمليات جمع وحتليل املعلومات وتوثيقها. ولبد اأن يتم كل ذلك يف تكامل تام مع الق�ساء.

ولبد من التاأكيد يف النهاية، على اأنه ل يوجد منوذج جاهز للعدالة الإنتقالية، بل

ان كل جتربة تفرز م�سارا يتفاعل مع املعطى ال�سيا�سي والقانوين والإجتماعي والثقايف لكل

بلد، وهو ما من �ساأنه اأن يرثي فل�سفة العدالة الإنتقالية وينعك�س ايجابا على جتارب بقية

ال�سعوب التي ت�ستلهم منه ما يتما�سى مع خ�سو�سياتها.

وال�سوؤال املطروح يف هذا الباب : ملاذا ل يتكفل الق�ساء بهذا الدور؟ وهل ان ما

تقوم به جلان احلقيقة هو اعتداء على اخت�سا�س الق�ساء وتهمي�س دوره؟

ان الإجابة عن هذا ال�سوؤال تقت�سي التفريق بني العدالة الإنتقالية وبني العدالة

لتاأمني اآلية وهي حا�سمة مبرحلة ترتبط ما عادة الإنتقالية العدالة اأي فالأوىل اجلنائية،

الإنتقال من مرحلة القمع وال�سمولية وال�ستبداد اىل مرحلة الدميقراطية، وهي و�سيلة كما

بينا �سابقا لراأب ال�سدع وتوحيد املجتمع ومنع تكرار املمار�سات القمعية يف امل�ستقبل، اأما

الثانية فهي العدالة التقليدية غري املرتبطة باأي مرحلة فهي دائمة، واملتج�سدة يف الق�ساء

الذي اأنهكه النظام الإ�ستبدادي واعتدى على مقومات ا�ستقالليته، وهو يف هذه املرحلة

الإنتقالية ب�سدد ا�ستعادة اأنفا�سه، والإ�ستماتة من اأجل بناء منظومة ق�سائية م�ستقلة تكون

Page 35: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

35

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

من جهة داعما للتحول الدميقراطي ومن جهة اأخرى و�سيلة جوهرية لتحققه.

من هذا املنظور فان دور جلان احلقيقة ودور الق�ساء ولئن يبدوان متداخلني، فان هذا

التداخل ل يعني الإعتداء على الإخت�سا�س واإمنا يعني التكامل لغايات �سامية وهي ك�سف

احلقيقة بالن�سبة للجان احلقيقة واقامة العدل وارجاع الثقة بالعدالة بالن�سبة للق�ساء من خالل

�سمان عدم الإفالت من العقاب. ان جلان احلقيقة ل ت�سدر اأحكاما، ولي�ست لها �سلطة

التحقيق، ولكن ميكنها اأن تعتمد اجراءات البحث والتفتي�س املتعارفة لدى التحقيق.

Page 36: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

36

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

اجلزء الثاني :مكونات مشروع القانون

الف�شل الأول : مالمح امل�شروع

الق�شم الأول : منهجية العمل املتبعة يف اعداد امل�شروع :

عقد فريق العمل عدة اجتماعات ل�سبط منهجية وا�سحة يف اعداد ت�سور مل�سروع

او اخرى م�ساريع او اخرى جتارب من النطالق امكانية حول النقا�س وكان القانون

اتباع منهجية خا�سة به تعتمد على النطالق من ورقة بي�ساء وتو�سل فريق العمل اىل

حتديد �سوابط امل�سروع دون الرتباط باأي م�سروع �سابق فتم الكتفاء باإعداد ورقة عمل

تت�سمن م�سامني �سوابط امل�سروع دون تف�سيالته.

وللتو�سل اىل النتيجة املذكورة عقد فريق العمل عدة اجتماعات وندوات ودورات

تدريبية للوقوف على اهم العنا�سر التي يجب ان يرتكز عليها م�سروع القانون فتم التفاق

على ال�سوابط التالية :

او ال�سرار تعوي�س اأو احلقيقة ك�سف جمال يف ال�سابقة املحاولت •تقييم املحا�سبة، مبا يف ذلك تقييم ال�ساليب التي اعتمدها النظام ال�سابق يف تركيز

ال�سباب وبيان الن�سان انتهاكات حقوق مبواجهة تعنى وهيئات موؤ�س�سات

احلقيقية لف�سلها وما اذا كانت حماولت جدية ام ل ؟

•املحافظة قدر المكان على ال�سوابط الكادميية لفل�سفة العدالة النتقالية.

Page 37: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

37

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

بك�سف يتعلق فيما واملجتمع ال�سحايا لنتظارات ي�ستجيب م�سروع •ب�سط احلقيقة كاملة وتثبيتها والإقرار مبا�سي النتهاكات وال�ستمرار على حما�سبة

والتاأ�سي�س ا�سرارهم بجرب ال�سحايا واإر�ساء النتهاكات عن امل�سوؤولني

لثقافة عدم الفالت من العقاب ل�سمان عدم التكرار باقرتاح ال�سالحات

املوؤ�س�ساتية ال�سرورية.

•تثبيت طرق عمل للهيئة املطلوب ان�ساوؤها مبا يتفق واملبادئ ال�سا�سية حلقوق الن�سان و�سمان احلريات واحلر�س على عدم معاجلة انتهاكات حقوق الن�سان

بانتهاكات جديدة.

•ت�سمني نتائج عمل الهيئة بتقرير يكت�سب ثقة املجتمع والنخب ل�سمان قبولهم بنتائجه.

•القرار للهيئة ب�سالحيات م�ستحدثة تتعلق ا�سا�سا مبنحها �سلطة تقريرية ولو يف جمالت حمددة كما يف التحكيم او يف املحا�سبة باإقرار امل�سوؤولية الفردية او

اجلماعية او م�سوؤولية الدولة.

•اقرار اآلية جديدة للم�ساحلة تتوقف على ر�سى ال�سحايا كعن�سر حمدد للقبول بها مع اقرار �سروط خا�سة مثل امل�ساركة يف جل�سات ال�ستماع العمومية.

انت�سابها وم�سروعية ا�ستقالليتها ي�سمن مبا الهيئة تكوين اجراءات •�سبط واخت�سا�سها.

ما وخ�سو�سا الهيئة بعمل ال�سلة ذات الن�سو�س على والإعتماد •الإطالع يتعلق منها بجمع املعلومات مثل قانون النفاذ للوثائق الدارية والقانون املنظم

للمعاينات و�سماع ال�سهود وجترمي المتناع عن اداء ال�سهادة ورفع ال�سر املهني

والتنظيم الداري والت�سرف يف املال العام وغريها من الن�سو�س التي اجنزت

بع�سا من اهداف م�سار العدالة النتقالية مثل قانون امل�سادرة والعفو الت�سريعي

او تعمل تزال والتي ل املحدثة واللجان للهيئات املنظمة والقوانني العام

�سارت هيئات دائمة وغريها من الن�سو�س ...ومنها :

Page 38: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

38

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

القانون التاأ�سي�سي عدد 6 ل�سنة 2011 املوؤرخ يف 16 دي�سمرب 2011 املتعلق بالتنظيم

27 جويلية 2004 املوؤرخ يف 63 ل�سنة املوؤقت لل�سلط العمومية. والقانون الأ�سا�سي عدد

2004 واملتعلق بحماية املعطيات ال�سخ�سية. والقانون عدد 37 ل�سنة 2008 املوؤرخ يف 16

واملر�سوم عدد الأ�سا�سية. واحلريات الن�سان العليا حلقوق بالهيئة واملتعلق 2008 جوان

8 ل�سنة 2011 واملتعلق بالعفو العام. واملر�سوم عدد 19 فيفري 2011 املوؤرخ يف 1 ل�سنة

2011 املوؤرخ يف 18 فيفري 2011 واملتعلق باإحداث اللجنة الوطنية ل�ستق�ساء احلقائق يف

التجاوزات امل�سجلة خالل الفرتة املمتدة من 17 دي�سمرب 2010 اىل حني زوال موجبها. و

املر�سوم عدد 40 ل�سنة 2011 املوؤرخ يف 19 ماي 2011 واملتعلق بجرب الأ�سرار والتحركات

ال�سعبية التي �سهدتها البالد. و املر�سوم عدد 41 ل�سنة 2011 املوؤرخ يف 26 ماي 2011

2011 ل�سنة 47 عدد واملر�سوم العمومية. للهياكل الدارية الوثائق اىل بالنفاذ واملتعلق

املوؤرخ يف 31 ماي 2011 واملتعلق بتنقيح واإمتام املر�سوم عدد 13 ل�سنة 2011 املوؤرخ يف

97 عدد واملر�سوم وعقارية. منقولة وممتلكات اأموال مب�سادرة واملتعلق 2011 مار�س 14

ل�سنة 2011 املوؤرخ يف 24 اأكتوبر 2011 واملتعلق بالتعوي�س ل�سهداء ثورة 14 جانفي 2011

وم�سابيها. واملر�سوم الطاري عدد 120 ل�سنة 2011 املوؤرخ يف 14 نوفمرب 2011 واملتعلق

مبكافحة الف�ساد.

وبعد نقا�س على امتداد عدة جل�سات تو�سل فريق العمل اىل وجوب ت�شمني

التنظيم وفق جديدة و�شلطات م�شتحدثة ل�شالحيات القانون م�شروع

التايل:

الإن�شاء والت�شمية :

وعلى الق�سائية غري �سبغتها على الرتكيز مع بخ�سائ�سها الهيئة تعريف يقع

خ�سائ�س ال�ستقاللية ومنها ال�ستقالل عن جميع ال�سلط وا�ستقاللها املايل.

كما ميكن ان تدرج مهامها �سمن ف�سل الن�ساء.

Page 39: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

39

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

واأ�سفر النقا�س على اأن تكون الهيئة هيئة وطنية عمومية غري ق�سائية م�ستقلة تت�سمن

ت�سميتها اأركان العدالة الإنتقالية من حقيقة وعدالة وم�ساحلة ، تتمتع بال�سخ�سية املعنوية

وال�ستقالل املايل مقرها تون�س العا�سمة، على اأن تكون هيئة موحدة ل فروع جهوية لها

ول يقع تق�سيمها ال يف اطار جلان متخ�س�سة داخلها، ومرد هذا اخليار اأن عنا�سر املا�سي

العوامل عن ولالإبتعاد العمل، طرق وحدة ول�سمان متكاملة، كوحدة بالوطن تتعلق

الذاتية وال�سخ�سية امللت�سقة بواقع اجلهات.

الرتكيبة:

* يقع اختيار اأع�ساء الهيئة من بني املهتمني بحقوق الن�سان مع �سرورة توفر عدة - التاريخ - النف�سي الطب - ال�سرعي الطب - )القانوين الختيار عند اخت�سا�سات

علم الجتماع - املحا�سبة العامة - مع �سمان تواجد 3 اع�ساء على القل متثل ال�سلطة

الق�سائية ب�سقها العديل والإداري واملايل(.

* تتكون الهيئة من 5 اأو 8 جلان رئي�سية منها : 1 - جلنة ك�سف احلقيقة

2 - جلنة التتبع وامل�سائلة

3 - جلنة التعوي�س وجرب ال�سرار

4 - جلنة امل�ساحلة

5 - جلنة الدرا�سات و التقييم.

ويكون روؤ�ساء اللجان وجوبا اع�ساء مبجل�س الهيئة

* يجب ف�سل �سلطة القرتاح عن �سلطة التعيني لإن�ساء الهيئة ويجب اعتماد اآلية متكن من احلد الدين من �سمان الوفاق عند التعيني، فتم تبني ان تكون �سلطة القرتاح موكولة

التعيني للمجل�س املنتخبة، و�سلطة الوطنية جلمعيات ملجتمع املدين واملنظمات والهيئات

التاأ�سي�سي يف اطار جلنة خا�سة تتكون من ع�سو عن كل كتلة نيابية جتنبا للمحا�س�سة.

Page 40: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

40

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

التنظيم :

اقرتاح اول تتوىل الهيئة اعداد نظامها الداخلي.

اقرتاح ثاين تقدمي فريق العمل مل�سروع نظام داخلي.

اىل جانب تنظيم طرق العمل داخل جمل�س الهيئة ل بد من اقرار وجوب ا�ستعانة

الهيئة باإدارة تعنى بال�سوؤون الدارية واملالية واملعلوماتية اىل جانب ا�ستعانتها بخرباء �سواء

عن طريق النتداب املبا�سر او التعاقد.

الخت�شا�س :

الخت�سا�س الزمني :

بالبالد جدت التي والأحداث الوقائع كافة الهيئة عمل ي�سمل : اأول اقرتاح

التون�سية منذ تاريخ 1956/03/20 اىل غاية تاريخ ان�ساء الهيئة.

اقرتاح ثاين : من ال�ستقالل اىل تاريخ 14 جانفي 2011.

اقرتاح ثالث : من تاريخ الإ�ستقالل الداخلي اىل تاريخ احداث الهيئة.

ويربر هذا الإقرتاح بكون تاريخ الإ�ستقالل الداخلي يوافق بداية ت�سلم التون�سيني

بعد ما اىل توا�سلت مهمة تاريخية اأحداث انطالق �سهد كونه اىل ا�سافة لل�سلطة،

و�سحيح، مو�سوعي ب�سكل ودرا�ستها فهمها ح�سن ل�سمان ي�ستوجب مما الإ�ستقالل،

الوقوف عندها برمتها منذ انطالقها دون الف�سل بني خمتلف مراحلها.

الخت�سا�س النوعي :

النتهاكات اجل�سيمة حلقوق الإن�سان التي ات�سمت بالطابع املمنهج و/ اأوالكثيف

باعتماد املفهوم الوا�سع حلقوق الن�سان مبا ي�ستمل عليه من حقوق فردية وجماعية وحقوق

متعلقة بالذات الب�سرية او باحلقوق القت�سادية يف �سوء معايري وقيم حقوق الن�سان ومبادئ

الدميقراطية ودولة املوؤ�س�سات والقانون.

مالحظة اوىل : تتوىل الهيئة حتديد مدى ج�سامة النتهاك يف نطاق اعمال الك�سف

والتحري التي تقوم بها.

Page 41: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

41

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

مالحظة ثانية : يعترب النتهاك ممنهجا ولو �سدر عن �سخ�س واحد ما دام قد اقرتف

على ايدي موظف او جماعة او حزب او فرد يت�سرف با�سم الدولة اأو با�سم اجلماعة اأو

العلم وبلغ ال�سفة تلك ا�ستعمال يف القانونية ال�سفة له تكن مل ولو حزب، اأو تنظيم

لأجهزة الدولة بذلك ومل تتخذ يف �سانه اجراء رادعا او وقائيا او ان�سافا للمت�سرر.

الخت�سا�س الزمني الوظيفي : ي�ستمر عمل الهيئة ملدة 3 �سنوات من تاريخ ان�سائها

ول يقع التمديد يف تلك املدة اإل لعام واحد وملرة واحدة .

املهام والوظائف :

والتي الثورة بعد او واللجان املحدثة �سواء قبل الهيئات تقييم جميع اعمال /1عنيت ب�سمانات عدم انتهاك حقوق الن�سان.

2/ بحث وتق�سي وتثبيت حقيقة جميع النتهاكات الداخلة يف اخت�سا�سها النوعي والزمني وذلك باإثبات نوعية ومدى ج�سامة تلك النتهاكات.

3/ تقييم ودرا�سة حماولت جرب ا�سرار �سحايا النتهاكات واإقرار و�سائل اجنع واأكرث العفو )اجراءات ال�سرار املتبعة يف جرب ال�ساليب بق�سور اقرارها �سورة ويف �سمولية.

الت�سريعي العام فيما يتعلق بجرب ال�سرار ورد العتبار وكذلك تعوي�س �سهداء وجرحى

الثورة وتو�سيع مبداأ التعوي�س لكل �سحايا النتهاكات( فا�ستكمال ما مت اجنازه.

4/ حتديد امل�سوؤوليات وذلك بالوقوف على م�سوؤوليات اأجهزة الدولة اأو اأي طرف

اآخر يف النتهاكات الوقائع مو�سوع التحريات وال�ستقراء.

5/ توثيق جميع النتهاكات مو�سوع البحث و�سبط قائمات ال�سحايا واعداد قواعد

البيانات وتثبيتها حفظا للذاكرة وا�ستعدادا لإجراء م�ساحلة املجتمع مع ما�سيه.

ال�شالحيات :

لجناز املهام املوكولة اليها حتتاج الهيئة اىل اقرار �سالحيات تتفق واملبادئ التالية:

1/ القرار بال�سبغة غري الق�سائية للهيئة مع اعطائها جميع ال�سالحيات املمكنة قانونا

Page 42: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

42

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

فيما ل يتعار�س مع قواعد املحافظة على احلريات الذاتية واحلقوق ال�سا�سية لالأ�سخا�س

واجلماعات.

او جرب ال�سرار امل�سوؤوليات �سواء يف حتديد الن�ساف قواعد اعتماد امكانية /2

مما يجعلها غري مرتبطة بنظام القواعد القانونية العدلية العادية �سواء فيما يتعلق بانقرا�س

الدعوى او �سقوط العقاب او اعتماد قواعد التعوي�س املتعارف عليها.

مع اعمالها وذلك يف جممل التحكيم للهيئة يف جمال تقريرية �سلطة اقرار /3

تنظيم اجراءات التحكيم وطرق اعتماده.

4/ اقرار احلق يف املنازعة با�سم ال�سحايا ولفائدتهم �سواء فيما يتعلق بالتعوي�س او

م�ساءلة امل�سوؤولني عن النتهاكات.

وعليه ميكن ان ت�شند للهيئة ال�شالحيات التالية :

او النتهاكات عن امل�سوؤولني ملحا�سبة �سواء الق�سايا ون�سر املنازعة يف احلق *لطلب جرب ال�سرار اذا كانت �سد الفراد )اقرتاح ثاين منازعة الدولة كذلك فيما يتعلق

بالتعوي�س اذا مل يقع التفاق منذ البدء بتحميل الدولة م�سوؤولية التعوي�س(.

* �سالحية طلب ت�سخري املحامني لن�سر الق�سايا املمكنة.

يف جمال ك�شف احلقيقة :

كانت مهما الوثائق وكل العمومية والإدارات الدولة لوثائق النفاذ �سالحية *امل�سا�س بحرية للوثائق الدارية ودون النفاذ قانون اطار او مم�سكها كل ذلك يف طبيعتها

الفراد او حقوقهم ال�سا�سية اذا كان املا�سك للوثيقة غري املوؤ�س�سات العمومية.

* �سالحية تلقي الفادات وال�سهادات وال�سكاوي وال�ستماع لل�سحايا. * �سالحية ال�ستماع اىل كل �سخ�س ترى فائدة يف �سماعه ولها احلق يف اللتجاء وتلقيها لل�سهادة املنظم القانون وفق ذلك على لإجبارهم مب�سطة باإجراءات للق�ساء

والمتناع عن الدلء بال�سهادة.

Page 43: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

43

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

* �سالحية طلب املعلومات من اي كان على ان ل يتعار�س ذلك مع احكام ال�سر املهني لبع�س القطاعات واإقرار اجراءات ق�سائية مب�سطة متكن الهيئة من رفع ال�سر املهني

موؤقتا ويف حدود.

وبالن�سبة ال�سلة ذات العمومية باملحالت املعاينات واإجراء التنقل �سالحية *للمحالت اخلا�سة مبوجب اذون ق�سائية وفق اجراءات مب�سطة.

* �سالحية حجز وثائق تت�سل بانتهاكات حقوق الن�سان وفق اجراءات ق�سائية مب�سطة اذا مل يكن �ساحب الوثيقة موؤ�س�سة عمومية .

امل�سوؤولني عن او لل�سحايا �سواء العمومية * �سالحية اجراء جل�سات ال�ستماع النتهاكات وتنظيم ذلك وفق اجراءات وتقنيات حمددة من طرف الهيئة.

يف جمال حتديد امل�شوؤوليات :

* احلق للهيئة يف حتديد ثبوت النتهاك ومدى ج�سامته وحتديد اجلهات امل�سوؤولة ون�سبة حتملها لتلك امل�سوؤولية �سواء كانت الدولة او كانت تنظيما او كانت احدى اجلماعات

او كان فردا كل ذلك وفق تعريف النتهاك املبني بالقانون.

* يف �سورة حتميل امل�سوؤولية لالأفراد تتوىل الهيئة اعداد ملف خا�س يت�سمن تقريرا تف�سيليا يف بيان النتهاك ومدى ج�سامته �سحبة موؤيداته يعر�س على املحكمة ذات النظر

يف �سورة ات�سافه بال�سبغة اجلزائية وفق القانون املعمول به عند اقرتاف اجلرم اأو عر�سه على

املعني بالنتهاك لعر�س التحكيم عليه.

* اقرار هيئة حتكيمية غري مت�سلة ل بلجنة البحث ول بلجنة التعوي�س يعهد اليها امللفات املتفق علي احالتها للتحكيم.

يف جمال جرب ال�شرار :

يف �سانها تعوي�س للمت�سرر وحتديد ا�ستجابة قر

اأ * درا�سة ملفات التعوي�س التي

التعوي�س جل�سامة النتهاك وقيمة ال�سرار.

Page 44: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

44

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

* حتدد الهيئة �سلما وا�سحا لتحديد ج�سامة ال�سرار وتقدر �سبل جربها مبا يتجاوز جمرد التعوي�س املادي.

* حتدد الهيئة قائمة ال�سحايا والنتهاكات التي مور�ست �سدهم كتحديد نوع ال�سحايا ان كان فردا مت�سررا ب�سفة مبا�سرة او ا�سابه �سرر غري مبا�سر او جهة ت�سررت باأكملها.

وتعوي�س الثورة �سحايا تعوي�س وباخل�سو�س التعوي�س جلان اعمال موا�سلة *املنتفعني بالعفو العام.

يف جمال الدرا�شات والتوثيق

وذلك من خالل الأ�سا�سية واحلريات الن�سان ثقافة حقوق ن�سر امل�ساهمة يف *تنظيم الندوات وامللتقيات اجلهوية والوطنية والدولية واجناز البحوث والدرا�سات وتنظيم

الور�سات العلمية والدورات التدريبية وت�سجيع الدرا�سات الكادميية.

يف كيفية اعداد التقارير ال�شادرة عن الهيئة:

* تتوىل الهيئة اعداد التقارير اجلزئية والدورية على �سوء ما يتوفر لديها من نتائج.* تتوىل الهيئة اعداد تقرير تاأليفي نهائي عند انتهاء مهامها ت�سمنه جممل اعمالها اأ�سبابها ويف املنظومات التي وما تو�سلت له من ر�سد وتثبيت لالإنتهاكات والتدقيق يف

ت�سليمه بعد للعموم ن�سره يقع للم�ستقبل، ال�سالحية وروؤيتها وتو�سياتها اإليها، اأدت

لرئي�س اجلمهورية.

* ويفرت�س التن�سي�س �سلب القانون على ما يجب ت�سمينه بالتقرير النهائي ب�سورة مف�سلة، وذلك من اأجل �سمان ا�سدار تقرير ي�ستجيب يف م�سمونه لأهداف م�سار العدالة

الإنتقالية.

وبعد النقا�س، مت التوفق اىل �شياغة م�شروع قانون ناأمل اأن ي�شتجيب

ملتطلبات ار�شاء م�شار عدالة انتقالية حقيقي.

Page 45: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

45

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

�سرح الأ�سباب :

•متر بالدنا بفرتة انتقالية من حكم الإ�ستبداد اىل ار�ساء نظام دميقراطي. •وقد برز خالل هذه الفرتة �سعور عام باأنه مل يقع اتخاذ ما يلزم من تدابري واإجراءات الف�ساد عن امل�سوؤولني حما�سبة و احلقائق ك�سف من ذلك يف مبا املا�سي ملجابهة

ال�سيا�سي واملايل .... وجرب الأ�سرار لل�سحايا والإحاطة بهم.

•اإن الثورة يف تون�س رفعت �سعارات متعلقة يف عمقها وجوهرها بالكرامة واحلرية. اإ�سافة ت�ستوجب، فهي لذلك الرمزي، بطابعها تتميز واملطالب ال�سعارات •هذه لالإجراءات والربامج القت�سادية والجتماعية....، اإجراءات رمزية ذات طابع اإن�ساين

ولك�سف وبعائالتهم، بال�سحايا لالإحاطة ا�سرتاتيجيا �سبط ذلك من وقانوين...

احلقائق.

•من �ساأن تبني م�سار العدالة النتقالية وامل�سي فيه اأن يحد من جو الحتقان والتوتر وعدم الثقة ال�سائدة، كما من �ساأنه اأن يقل�س من م�ساعر احلقد والرغبة يف النتقام،

ويت�سدى لنت�سار الدعوات اإىل العنف والقت�سا�س وما يخلفه ذلك من بث للكراهية

والتباغ�س والنق�سام.

•اإن م�سار العدالة النتقالية من �ساأنه اأن يخلق مناخا من الثقة بني الدولة واملجتمع كما من �ساأنه اأن يحول م�ساعر احلقد والرغبة يف الت�سفي بتهذيبها وتوجيهها اإىل مبادئ

امل�ساءلة واملحا�سبة املوؤطرة قانونا. ويف هذا ال�سياق يتنزل الهتمام بال�سحايا والإحاطة

اإطار باأنه ل منا�س ول حياد عن رد العتبار لهم ماديا ومعنويا يف بهم وحت�سي�سهم

الف�سل الثاين : م�سروع القانون

Page 46: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

46

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

ا�سرتاتيجيا متكاملة جلرب الأ�سرار حتفظ كرامتهم .

والأمنية وال�سيا�سية والجتماعية القت�سادية املجالت يف الإ�سالح مبادرات •اإن والثقافية ..... تبقى رغم �سرورتها احليوية، وما تقوم به اأي حكومة من اإعداد برامج

ومر�سحا وه�سا ن�سبيا اأمرا وكفائتها، حرفيتها درجة كانت مهما عال م�ستوى على

لعدم النجاح، يف غياب م�ساحلة وطنية �ساملة.

•اإن توطيد ال�سلم و�سيانته يف املدى الطويل ل ميكن اأن يتحقق اإل اإذا كان املواطنون على ثقة يف اإمكانية ك�سف املظامل عن طريق الهياكل الر�سمية واإقامة العدل ب�سكل

من�سف.

العدالة م�سار اإر�ساء ويف تبني يف التاأ�سي�سي املجل�س اإرادة جت�سدت ذلك لكل

النتقالية بتون�س، عرب تن�سي�سه بالقانون املنظم لل�سلط العمومية يف ف�سله 24 على اإن�ساء

هيئة م�ستقلة مهمتها اإر�ساء هذا امل�سار.

Page 47: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

47

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

اأحكـــام عـامــــة:

الف�سل الأول : حتدث مبقتضى هذا القانون هيئة وطنية، عمومية،

مستقلة، غير قضائية، تسمى »الهيئة العليا للحقيقة والعدالة واملصاحلة«، تونس مقرها واإلداري، املالي واالستقالل املعنوية بالشخصية تتمتع

العاصمة، تسهر على حتقيق وضمان مسار العدالة اإلنتقالية.

االنسان حقوق انتهاكات ماضي حقيقة بكشف الهيئة تتعهد واحلريات األساسية واإلنتهاكات املالية واإلقتصادية، الذي عرفته البالد التونسية، ومبحاسبة املسؤولني عنها وحتديد الضحايا واالعتراف بهم

وجبر أضرارهم وفقا ملقتضيات هذا القانون.

التعليل :

•وقع تعريف الهيئة بخ�سائ�سها مع الرتكيز خا�سة على �سبغتها غري الق�سائية وعلى ا�ستقالليتها الإدارية واملالية.

•وقع الختيار على ت�سميتها »بالهيئة العليا للحقيقة والعدالة وامل�ساحلة« لالأ�سباب التالية :

واللجان الهيئات وت�سمل الهيئة ت�ستوعب حتى »العليا« عبارة اعتماد .1مثال ال�ساأن هو كما موجودة مازالت التي والهيئات اللجان على وت�سرف ال�سابقة،

بالن�سبة للجنة مكافحة الف�ساد.

2. اعتماد عبارات »احلقيقة والعدالة وامل�ساحلة«، فيه اختزال وا�ستيعاب جميع رر ال�س وجرب امل�سوؤوليات وحتديد احلقيقة ك�سف من النتقالية العدالة واأهداف اليات

و�سول اإىل حتقيق امل�ساحلة.

Page 48: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

48

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

وقع تو�سيع جمال تعهد الهيئة وجعله ل فقط على انتهاكات حلقوق الن�سان وحرياته

الأ�سا�سية واإمنا ي�سمل اأي�سا النتهاكات املالية والقت�سادية وذلك بالنظر لأهمية وحجم ملفات

الف�ساد املايل والقت�سادي والتي كانت من اأهم اأ�سباب اندلع الثورة التون�سية.

الف�سل 2 : يق�سد بامل�سطلحات التالية على معنى هذا القانون:

أ - االنتهاك: كل اعتداء جسيم وممنهج على حقوق اإلنسان واحلريات األساسية في شموليتها وكونيتها سواء كان جماعيا بصدوره عن الدولة أو عن تنظيم أو عن مجموعة، أو فرديا بصدوره عن شخص وبلغ ذلك، له التي تخول الصفة له تكن لم ولو باسمها يتصرف اتخاذ يقع ولم إليها املنتمي اجلهة أو الدولة ألجهزة بذلك العلم

إجراء ردعي أو وقائي بشأنه، أو إنصاف املتضرر. وتعتبر انتهاكات على معنى هذا القانون حرمان جهة أو مجموعة من

احلق في التنمية.ب - الضحية: هو الشخص الذي تعرض مباشرة لفعل فردي أو جماعي اإلنساني القانون قواعد أو اإلنسان حقوق لقواعد انتهاكا يشكل الدولي والناجم عنه ضرر، له أو لذويه، أو الغير الذي أصيب بضرر جراء تدخله ملساعدة الضحية األصلية املسلط عليها الفعل مباشرة،

أو ملنع وقوع مزيد من االنتهاكات. كما ميكن أن تنسحب صفة الضحية على جهة بأكملها.

ج- الضرر: ويشمل الضرر املادي والبدني واملعنوي والنفسي. والضمانات واالسترداد التعويض على يقوم نظام األضرار: جبر - د

بعدم التكرار ورد االعتبار. هـ - الهيئة : الهيئة العليا للحقيقة والعدالة واملصاحلة.

Page 49: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

49

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

التعليل :

مت اعتماد التعاريف ح�سب املعايري الدولية ويف هذا ال�سدد :

1. مت الكتفاء بتعريف النتهاك دون اإعطاء قائمة ح�سرية اأو حتى ذكرية ل�سوره على بناءا النتهاكات حتديد يف وا�سعة تقديرية �سلطة من الهيئة متكني ذلك ومرد

امللفات التي �ستتعهد بها، وعدم ح�سرها منذ البداية يف حالت حمددة اإذ اأن القاعدة اأن

ل يقع النطالق من النتائج منذ البداية اإ�سافة اإىل �سرورة عدم تقييد جمال تدخل الهيئة

يف حالت حمددة م�سبقا.

دون رين املت�سر اأ�سناف جلميع ان�سافا ال�سحية مفهوم يف التو�سع وقع .2

ا�ستثناء.

اآلم نف�سية اأنه يرتب باعتبار النف�سي خل�سو�سية النتهاك رر 3. وقع اعتماد ال�سلل�سحية تفر�س تعوي�سها.

تاريخ منذ املرتكبة االنتهاكات في الهيئة تنظر : 3 الف�سل

1955/06/03 والى غاية تاريخ إحداثها. و حتدد مدة عمل الهيئة بثالث سنوات ابتداء من تاريخ تشكيلها، قابلة للتجديد مرة واحدة وملدة سنة.

التعليل:

اأي حتديد فرتة تدخل الزمني بالخت�سا�س يتعلق فيما طرحت عديد اخليارات

الهيئة بداية ونهاية:

: ميكن ح�سرها يف ثالث خيارات اأ�سا�سية مت اقرتاحها : • بداية تدخل الهيئة

1955/06/03 واملوافق لتاريخ ال�ستقالل الداخلي. تاريخ .12. تاريخ 1956/03/20 واملوافق لتاريخ ال�ستقالل.

.1987 تاريخ .3

Page 50: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

50

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

ل التي التواريخ بقية وا�ستبعاد 1955/06/03 تاريخ اعتماد على التفاق ومت

متكن من الوقوف على جميع النتهاكات احلا�سلة، فتاريخ 1955/06/03 يعك�س بداية

اأ�سبحت منذ اأنه يوافق تاريخ ن�ساأة الإدارة التون�سية والتي اإذ ت�سلم التون�سيني لل�سلطة

ف يف دواليب الدولة التون�سية، ثم اأن احلر�س على روؤية مو�سوعية من اأجل ذلك تت�سر

والتي ل ميكن جتاهلها حيث �سهدت الفرتة لهذه الرجوع الوطنية فر�س الذاكرة حفظ

انطالق اأحداث تاريخية مهمة توا�سلت اإىل ما بعد ال�ستقالل مما ي�ستوجب الوقوف عندها

ودرا�ستها فهمها حل�سن �سمانا مراحلها خمتلف بني الف�سل دون انطالقها منذ برمتها

ب�سكل مو�سوعي و�سحيح.

• جانفي نهاية تدخل الهيئة : طرح اقرتاح اأول يتمثل يف اعتماد تاريخ 14

2011 واقرتاح ثان يت�سبث بتاريخ اإن�ساء الهيئة ووقعت املحافظة على القرتاح الثاين حتى تتمكن الهيئة من النظر يف انتهاكات حمتملة مت ارتكابها بعد 14

جانفي.

الباب الأول : يف تركيبة الهيئة العليا للحقيقة والعدالة وامل�ساحلة.

الف�سل 4 :

اقتراح 1 : تتركب الهيئة من رئيس وأربعة وعشرين عضوا يقع اختيارهم من بني الشخصيات املعروفة باستقالليتها وحيادها.

يقع عضوا عشر وثمانية رئيس من الهيئة تتركب : 2 اقتراح اختيارهم من ضمن الشخصيات املعروفة باستقالليتها وحيادها.

التعليل:

•يعك�س عدد اأع�ساء الهيئة الواقع اعتماده جملة من التوجهات التي تربره :

Page 51: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

51

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

لو والتي الفرعية الهيئات عن وال�ستغناء مركزية بهيئة فقط الكتفاء وقع .1فرعية وهيئات مركزية هيئة بني الأع�ساء عدد فاإن باإحداثها التم�سك وقع

انت�ساب يفرت�س اأنه باعتبار ارتفاعا، اأكرث ويكون املقرتح العدد �سيتجاوز حتما

الأدنى احلد فاإن ولية( 24( الوليات لعدد وبالنظر ولية بكل فرعية هيئة

24 �سخ�سا يعينون كروؤ�ساء للهيئات الفرعية ي�ساف اإليهم اأع�ساء هذه �سيكون

الهيئة مما �سيوؤدي حتما اإىل ت�سخم العدد مع ما يعينه ذلك من م�ساريف مالية

فاإن العدد املحدد باملقرتحني الواردين بالف�سل الرابع معقول، اإ�سافية، وبالتايل

ة واأن اللجان املنبثقة عن الهيئة �ستتكون حتما من اأع�ساء الهيئة اأي تقريبا خا�س

3 اأع�ساء يف كل جلنة. موجودة وكفاءاته املجتمع �سرائح اأكرث تكون اأن �سرورة املقرتح العدد يعك�س .2

وذلك اعتمادا على مقايي�س الكفاءة والخت�سا�س والتمثيلية.

•وقع التم�سك مبركزية الهيئة مع تق�سيمها يف اإطار جلان متخ�س�سة داخلها وا�ستبعاد اإحداث هيئات فرعية ومن �ساأن هذا التوجه :

- اأن يجنب تعامل الفروع اجلهوية بذاتية و�سخ�سية مع واقع جهاتهم.

ملفات مع التعامل مناهج وتوحيد الهيئة داخل العمل طرق وحدة ي�سمن -

املركزية الهيئة اأن اإذ لأخرى فرعية هيئة من الختالف جتنب ب�سورة النتهاك

اأنف�سهم و�ستعمل على تنفيذ �سة متكونة من الأع�ساء �ستنق�سم اإىل جلان متخ�س

م�سار العدالة النتقالية بعنا�سره من ك�سف للحقيقة وتعوي�س لالأ�سرار وم�ساءلة

بالوطن تتعلق املا�سي عنا�سر اأن �سرورة العمل، طرق بنف�س وذلك وحما�سبة

كوحدة متكاملة.

Page 52: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

52

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

•اأهمية التن�سي�س على ال�سروط الواجب توفرها يف الرئي�س والأع�ساء )ال�ستقاللية م�سار �سري حل�سن الوحيدة ال�سمانة هي ال�سروط هذه مثل اأن مرده احلياد( +

العدالة النتقالية.

الف�سل 5 : يشترط في املترشح لرئاسة الهيئة أن يكون معروفا

بنشاطه في الدفاع عن احلريات وحقوق اإلنسان، ومتمتعا بحقوقه املدنية والسياسية، ولم تسبق ادانته من أجل جرمية مخلة بالشرف، وأن ال يقل

سنه عن 40 سنة.ويحجر على املترشح أن يكون نائبا في املجلس الوطني التأسيسي أو خطة احلكومة في منصبا تقلد أو السابقة، النيابية املجالس في أو وال أو كاتبا عاما للوالية أو معتمدا أول أو معتمد أو عمدة، أو أي منصب

تنفيذي في مؤسسة أو منشأة عمومية أو جماعة عمومية محلية.

التعليل :

وحقوق احلريات عن الدفاع يف بن�ساطه معروفا الرئي�س يكون اأن •ا�سرتاط ملفات التعاطي مع اأ�سا�سا يف يتمثل اأن دوره باعتبار بديهي �سرط الإن�سان

تهم انتهاكات حقوق الإن�سان.

ت�سمن اأن �ساأنها فمن بديهية بدورها عليها التن�سي�س الواقع •التحجريات ال�ستقاللية واحلياد.

الف�سل 6 : ينتخب الرئيس بالتوافق من قبل جلنة تتشكل للغرض

نيابية كتلة كل عن ممثال تضم التأسيسي الوطني املجلس داخل من

Page 53: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

53

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الثلثني، بناءا على التوافق فبأغلبية يترأسها رئيس املجلس، وان تعذر للشروط طبقا التأسيسي، الوطني املجلس لرئاسة املقدمة الترشحات

املنصوص عليها بالفصل الثامن من هذا القانون.

التعليل :

•تعك�س الطريقة املقرتحة لنتخاب الرئي�س الرغبة يف اعتماد اآلية ت�سمن احلد الأدنى من الوفاق عند التعيني بالتوافق داخل جلنة تتكون من ع�سو عن كل

كتلة نيابية، واإن مل يتم التوافق فباأغلبية الثلثني، وقد وقع الختيار على اأغلبية

املحا�س�سة اأو الأغلبية منطق عن ميكن ما اأق�سى البتعاد ل�سمان الثلثني

ل�سمان ا�ستقاللية فعلية لرئي�س الهيئة.

الف�سل 7 : يتم اختيار األعضاء كاآلتي :

الإقرتاح 1 :

غير الوطنية واملنظمات اجلمعيات عن ممثلني أعضاء، أربعة -احلكومية املختصة في مجال حقوق اإلنسان واجلمعيات املمثلة للضحايا وعائالتهم، يقع اختيارهم بنفس طريقة اختيار الرئيس عبر ترشيحات من منظماتهم، على أن يكون من ضمنهم وجوبا عضوا على األقل ممثال

عن جمعيات الضحايا. - أربعة أعضاء من القضاة، اثنان منهما يعينان باقتراح من الهيئة للمحكمة العامة اجللسة تقترحه اداريا وقاضيا العدلي، للقضاء الوقتية اإلدارية، ومستشارا من دائرة احملاسبات، على أن يكون اثنني منهما وجوبا من

أعضاء مجلس التحكيم املنصوص عليه بالباب اخلامس من هذا القانون.

Page 54: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

54

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الوطنية الهيئة مجلس من باقتراح يعينون أعضاء أربعة -للمحامني من غير أعضاء املجلس، على أن يكون اثنني منهما وجوبا من أعضاء مجلس التحكيم املنصوص عليه بالباب اخلامس من هذا القانون.

- عضوان يعينان باقتراح من االحتاد العام التونسي للشغل. - عضوان يعينان باقتراح من هيئة األطباء على أن يكون أحدهما

مختصا في الطب النفسي واألخر في الطب الشرعي. - عضوان يعينان باقتراح من اإلحتاد التونسي للصناعة والتجارة. - عضوان من األساتذة اجلامعيني أحدهما مختصا في علم االجتماع

واألخر في علم التاريخ يعينان باقتراح من نقابة التعليم العالي. - عضوان يعينان باقتراح من نقابة الصحافيني التونسيني، على أن

يكون أحدهما مختصا في اإلتصال السمعي البصري. للبالد احملاسبني اخلبراء هيئة من باقتراح يعني عضوا -

التونسية. الفصل من الثانية بالفقرة عليها املنصوص التحجيرات وتنطبق

اخلامس على املرشحني لعضوية الهيئة.

: اقرتاح 2

غير الوطنية واملنظمات اجلمعيات عن ممثلني أعضاء، • 3احلكومية املختصة في مجال حقوق اإلنسان واجلمعيات املمثلة للضحايا وعائالتهم، يقع اختيارهم بنفس طريقة اختيار الرئيس عبر ترشيحات من منظماتهم، على أن يكون من ضمنهم وجوبا

عضوا على األقل ممثال عن جمعيات الضحايا.

Page 55: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

55

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الوقتية الهيئة من باقتراح يعني قاض القضاة، من أعضاء • 3للقضاء العدلي، وقاضيا اداريا تقترحه اجللسة العامة للمحكمة اثنني يكون أن دائرة احملاسبات، على اإلدارية، ومستشارا من منهما وجوبا من أعضاء مجلس التحكيم املنصوص عليه بالباب

اخلامس من هذا القانون. • أعضاء يعينون باقتراح من مجلس الهيئة الوطنية للمحامني، من 3أعضاء املجلس على أن يكون اثنني منهما وجوبا من أعضاء مجلس

التحكيم املنصوص عليه بالباب اخلامس من هذا القانون. •عضوا يعني باقتراح من االحتاد العام التونسي للشغل.

•عضوان يعينان باقتراح من هيئة األطباء على أن يكون أحدهما مختصا في الطب النفسي واألخر في الطب الشرعي.

•عضوا يعني باقتراح من اإلحتاد التونسي للصناعة والتجارة. •عضوان من األساتذة اجلامعيني أحدهما مختصا في علم االجتماع التعليم نقابة من باقتراح يعينان التاريخ علم في واألخر

العالي. •عضوان يعينان باقتراح من نقابة الصحافيني التونسيني، على

أن يكون أحدهما مختصا في اإلتصال السمعي البصري. للبالد احملاسبني اخلبراء هيئة من باقتراح يعني •عضوا

التونسية. الثانية من الفصل التحجيرات املنصوص عليها بالفقرة وتنطبق

اخلامس على املرشحني لعضوية الهيئة.

Page 56: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

56

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

التعليل:

•يربر التوجه املعتمد يف اختيار الأع�ساء: 1 - بالرغبة يف اأن تت�سكل الهيئة من اأكرث ما ميكن من الكفاءات وقد مت منح �سلطة

القرتاح يف هذا ال�ساأن ملنظمات املجتمع املدين اإذ اأن �سمان م�سداقية الهيئة وقدرتها على

الو�سول اإىل اأهدافها الأ�سا�سية واملرجوة يفر�س اأن يكون اختيار اأع�سائها يف نطاق ال�سفافية

ويف اإطار م�سار يحظى بثقة املجتمع وهو ما ل ميكن اأن يتحقق اإل اإذا متت الرت�سيحات من

املمثلة لل�سحايا ومنظمات املجتمع املدين والهيئات املنظمات غري احلكومية واملنظمات

املهنية.

- اإن ال�سعي لتح�سيل الإجماع حول تركيبة الهيئة اأع�ساءا ورئي�سا من �ساأنه اأن 2

ميهد للقبول والإجماع حول نتائج اأعمالها.

اإمكانية اآ�ستيعاد ومت ورئي�سها الهيئة اأع�ساء التجريح يف مل�ساألة �س التعر وقع - 3

الأخذ بهذا املبداأ ملا يحف به من م�ساوئ اإذ اأن فتح باب التجريح يعترب �سالحا ذو حدين

باعتباره قد يوؤدي اإىل احلد من عدد الرت�سحات للهيئة، فالكفاءات التي يـمكن اأن تعمل

�سلب الهيئة قد ل جتد اجلراأة للرت�سح ومتتنع عن ذلك ل خوفا من التجريح يف حد ذاته

واإمنا خوفا من الت�سهري مبا من �ساأنه اأن يحرم الهيئة من ال�ستفادة من كفاءات فعلية، وحتى

اأ�سباب التجريح القبول بخيار فتح باب التجريح حتت �سروط وب�سورة مقيدة مبعنى ذكر

م�سبقا وب�سفة ح�سرية وذات اأهمية ل ميكن اأن يخفي �سلبياته باعتبار اأن النظر يف جدية

التجريح والبت فيه قد ي�ستغرق وقتا ميكن اأن ت�ستفيد منه الهيئة يف عملها لذلك كان احلل

الأ�سلم الواقع تبنيه هو المتناع عن تكري�س مبداأ التجريح برمته.

Page 57: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

57

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الهيئة لرئاسة والترشيحات الترشحات ايداع يتم : 8 الف�سل

وعضويتها لدى رئاسة املجلس الوطني التأسيسي طبق اإلجراءات وفي للجمهورية الرسمي بالرائد األخيرة هذه طرف من عنها املعلن اآلجال

التونسية.

الباب الثاين: يف �سري اأعمال الهيئة وتنظيمها:

الف�سل 9 : يسهر رئيس الهيئة على سير أعمالها ويرأس جلساتها

وميثلها لدى الغير.

الف�سل 10 : جتتمع الهيئة بدعوة من الرئيس وبحضور أعضائها،

ويعتبر متخليا العضو املتغيب دون عذر ثالثة مرات متتالية عن جلسات الهيئة، ويقع تعويضه بنفس طريقة اختياره.

احلاضرين األعضاء بأغلبية قراراتها الهيئة تتخذ : 11 الف�سل

عند مرجحا الرئيس ويكون صوت النصف، عن عددهم يقل ال أن على التساوي.

املواضيع في متخصصة جلان احداث الهيئة تتولى :12 الف�سل

التي تندرج ضمن مشموالتها وتخضع إلشرافها، من بينها : • جلنة كشف احلقيقة.

Page 58: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

58

•جلنة التتبع وحتديد املسؤوليات واملساءلة. •جلنة جبر األضرار والتعويض.

•مجلس التحكيم. •جلنة الدراسات والتقييم.

•جلنة التوثيق واملعلوماتية. •جلنة االعالم واالتصال.

•جلنة إعداد التقارير الدورية والتقرير النهائي. وتتكون اللجان وجوبا من أعضاء مجلس الهيئة.

وميكن للهيئة اإلستعانة بكل شخص من ذوي اخلبرة واإلختصاص بواسطة التعاقد أو طلب احلاق موظفني أو أعوان طبق التشاريع اجلاري

بها العمل.الداخلي النظام يضبط وفني ومالي إداري جهاز الهيئة يساعد

تنظيمه وطرق تسييره ويخضع إلى سلطتها املباشرة.

أي نشاط تعاطي الهيئة يحجر على رئيس وأعضاء :13 الف�سل

مهني مبقابل أو بدونه طيلة أداءهم ملهامهم صلب الهيئة.

الف�سل 14 : يقع متويل الهيئة من املوارد املالية التالية :

- ميزانية الدولة. - الهبات واملساعدات الداخلية واخلارجية.

ويخضع النظام املالي للهيئة ملراقبة دائرة احملاسبات.

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

Page 59: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

59

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

قواعد يضبط الذي الداخلي نظامها الهيئة تضع : 15 الف�سل

تنظيمها وطرق تسييرها والتصرف فيها.

الباب الثالث: يف اخت�سا�سات الهيئة :

الف�سل 16 : متارس الهيئة مهامها في كنف االستقاللية.

التعليل :

وقع الكتفاء مبمار�سة الهيئة مهامها يف كنف ال�ستقاللية ومت حذف عبارة »احلياد«

التي وقع ا�ستعمالها يف �سيغة اأوىل مل�سروع القانون باعتبار اأن احلياد لي�س مطلقا فالهيئة ل ميكن

اأن تكون طرفا حمايدا باعتبار انها لي�ست هيئة ق�سائية واإمنا هي فقط و�سيط ميكن اأن يكون

يف �سف ال�سحايا وي�سعى لإن�سافهم ب�سعيه للك�سف عن النتهاكات وتثبيتها، ول �سك اأن

منحها �سالحية القيام باملنازعة ون�سر الق�سايا با�سم ال�سحايا ينزع عنها �سفة احلياد.

الف�سل 17 : تتولى الهيئة القيام باملهام التالية:

بهذا املشمولة االنتهاكات بشأن والتدقيق والتقصي •البحث القانون بجميع الوسائل التي تراها الزمة للكشف عن احلقيقة.

االنتهاكات في أخرى أطراف أي أو الدولة مسؤولية •حتديد واقتراح آليات ضمان عدم تكرارها.

•مراجعة أعمال الهيئات واللجان ذات الصلة باختصاصاتها. •مراجعة القرارات املتخذة جلبر أضرار ضحايا اإلنتهاكات.

وتوثيقها وتثبيتها اإلنتهاكات وإحصاء ورصد املعطيات •جمع من أجل إحداث قاعدة بيانات حفظا للذاكرة الوطنية.

Page 60: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

60

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الف�سل 18: تقوم الهيئة باملساهمة في نشر ثقافة حقوق االنسان

واحلريات األساسية وذلك من خالل تنظيم الندوات وامللتقيات اجلهوية والوطنية والدولية واجناز البحوث والدراسات وتنظيم الورشات العلمية

والدورات التدريبية.

التعليل :

الإن�سان حقوق ثقافة ن�سر يف بامل�ساهمة الهيئة ا�سطالع : الف�سل •جدوى مرده بالأ�سا�س اأنها اأكرث هيكل موؤهل للقيام بهذا الدور باعتبار تعاطيه مبا�سرة

ملمو�سة ووقائع مبعطيات دراية على �سي�سبح اأنه اإذ النتهاكات ملفات مع

واإر�ساء واملواطنة الإن�سان حقوق ثقافة ن�سر يف اأ�سا�سي دور لعب له تخول

قيم الدميقراطية مع بقية الهياآت الأخرى يف نف�س املجال. ول �سك اأن توعية

�ساأنه من بحقوقهم عامة ب�سورة واملجتمع ة خا�س ب�سورة الأفراد وحت�سي�س

اأن ي�سكل اأحد �سمانات عدم التكرار والن�سهار يف م�سار امل�ساحلة الوطنية

اأن �ساأنها من الهيئة بها تقوم التي العلمية والور�سات الندوات اأن باعتبار

ت�سجع ال�سحايا ومرتكبي النتهاك على التعاون معها.

الدرا�سات جلنة وهي للهيئة املكونة اللجان اإحدى املهمة بهذه •ت�سطلع والتقييم.

Page 61: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

61

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الباب الرابع: يف ال�سالحيات املمنوحة للهيئة :

الف�سل 19 : تتمتع الهيئة في نطاق ممارسة املهام املوكولة إليها

بالصالحيات التالية:- جمع املعلومات والوثائق املتعلقة باالنتهاكات .

- حتديد املسؤوليات عن االنتهاكات. - جبر أضرار الضحايا.

التعليل :

ال�سالحيات ب�سورة عامة يتم حتديد اأن ال�سكلية على الناحية وقع الختيار من

�سمن ف�سل واحد ثم بعد ذلك تف�سيل كل �سالحية على حدة يف الن�سو�س املوالية.

الف�سل 20 : يتم جمع املعلومات والوثائق املتعلقة باإلنتهاكات من

خالل :- تلقي الشكاوى والعرائض املتعلقة باالنتهاكات، على أن يستمر

قبولها ملدة عام ابتداء من انطالق نشاطها.- االستماع إلفادات الضحايا وشهاداتهم.

- إجراء جلسات استماع علنية أو سرية للضحايا أو للمسؤولني عن االنتهاكات وفق إجراءات محددة تضبطها الهيئة.

عند ولها شهادته، سماع في فائدة ترى شخص كل استدعاء -اإلقتضاء، طلب جبره على ذلك بقرار من الرئيس األول حملكمة اإلستئناف بتونس، مع مراعاة التشريع اجلاري به العمل بخصوص تلقي الشهادة

واالمتناع عن االدالء بها.

Page 62: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

62

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

وصفة طبيعة كانت مهما وثائق أو معلومات على احلصول -ماسكها، مع احلصول على إذن بذلك من الرئيس األول حملكمة االستئناف بتونس، إذا تعلق األمر مبجابهة الهيئة بواجب احلفاظ على السر املهني. متسكها التي اخلاصة أو االدارية الوثائق جميع على االطالع -الهياكل العمومية، واحلق في النفاذ اليها مهما كانت طبيعتها، مع مراعاة التشريع املتعلق بالنفاذ الى الوثائق االدارية للهياكل العمومية، والتشريع

املتعلق بحماية املعطيات الشخصية. - التنقل وإجراء املعاينات باحملالت العمومية واخلاصة ذات الصلة باالنتهاكات مع مراعاة احلصول على إذن بذلك من الرئيس األول حملكمة

اإلستئناف بتونس بالنسبة لهذه األخيرة. انتهاكات في املستعملة األدوات التفتيش وحجز بأعمال القيام -مراعاة مع بها، املتصلة والوثائق األساسية واحلريات االنسان حقوق

احلصول على إذن بذلك من الرئيس األول حملكمة اإلستئناف بتونس.

التعليل :

احل�سول م�ساألة بالنتهاكات املتعلقة والوثائق املعلومات �سالحية جمع طرحت

ووقع احلالت، بع�س يف ال�ستئناف ملحكمة الأول الرئي�س من الق�سائية الأذون على

املهني التم�سك بهذا التوجه وا�ستبعاد اخليار الثاين املطروح وهو عدم جمابهة الهيئة بال�سر

وتعود اأ�سباب هذا الختيار لـ :

1. يجب اأن متار�س الهيئة �سالحياتها يف كنف احرتام و�سمان حقوق الإن�سان

Page 63: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

63

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

اإذ اأنها يجب اأن تكون مثال يحتذى به يف جمال املحافظة على حقوق الإن�سان واحرتام

القانون. فاملبداأ اأنه ل ميكن معاجلة النتهاكات بانتهاكات جديدة وحماربة الباطل بالباطل

وبالتايل ل يقبل يف اإ�سناد ال�سالحيات للهيئة امل�س باملبادئ الأ�سولية للحريات، اإذ اأن رفع

املهني دون ترخي�س ق�سائي يعترب بدوره انتهاكا يف حني ي�سكل التم�سك بالأذون ال�سر

ل فيما ال�سالحيات منح عليها يقوم التي الأ�سا�سية املبادئ لأحد جت�سيدا الق�سائية

يتعار�س مع قواعد املحافظة على احلريات الذاتية وحقوق الأ�سخا�س واجلماعات، فالأ�سل

يف الأمور هو احلر�س على عدم متكني الهيئة من القيام، بدورها، بانتهاكات فال�سلطة تراقب

الفردية، للحريات احلامي يبقى العديل فالقا�سي الهيئة ا�ستبداد لعدم �سمانا ال�سلطة

من ميكن الق�سائي الغطاء اأن اإذ لحق وقت يف التنفيذ من ميكن بالق�ساء والحتماء

تي�سري عملية التنفيذ وال�ستعانة بالقوة العامة.

2. ال�سبغة احل�سرية للحالت التي يقع ال�ستعانة فيها بالأذون الق�سائية. الهيئة يعطل عمل اأن �ساأنه الق�سائية من الأذون انتظار احل�سول على اأن القول

خا�سة يف �سورة رف�س الرئي�س الأول ملحكمة ال�ستئناف ل ي�ستقيم، باعتبار اأن التقارير

اأن متثل و�سيلة �سغط يف �سورة الرف�س طاملا اإجنازها من �ساأنها الدورية التي تتوىل الهيئة

اأنها �ستثري العوائق التي جابهتها الهيئة يف عملها ومن بينها عدم تعاون ال�سلطة الق�سائية،

ل قد عملها تعطيل لعدم ك�سمان املهني بال�سر الهيئة بعدم جمابهة التم�سك اإن ثم

يكون �سحيحا واقعيا نظرا اىل اأن الهيئة قد ل جتابه باملمانعة من طرف ال�سلط الإدارية اأو

الق�سائية اأو غريها من اجلهات يف متكينها من الوثائق التي تطلبها ولكنها قد جتابه باملماطلة،

واملماطلة قد يكون لها نف�س اثر املمانعة ولنا جتربة �سابقة يف هذا الإطار مع جلنة تق�سي

املهني اإل احلقائق حول الر�سوة والف�ساد اإذ اأنه رغم التن�سي�س على عدم جمابهتها بال�سر

اأنها واقعيا جوبهت بعديد العوائق واملماطالت يف عملها.

Page 64: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

64

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

أن متنح الثلثني بأغلبية تتخذه بقرار للهيئة ميكن : 21 الف�سل

وانتهاكات صدرت وقائع عن باإلخبار تلقائيا يبادر ملن الشاهد صفة عنه. وال ينسحب هذا القرار إال على الوقائع واالنتهاكات التي مت اإلخبار

بها.ويسقط هذا االمتياز إذا ثبت تعمده اخفاء جزء من احلقيقة أو تقدمي

معلومات مغلوطة.

الف�سل 22 : تتكفل الهيئة بضبط آليات وإجراءات حماية الشهود،

ولها على وجه اخلصوص تسخير أعوان السلطة العامة.

هذا وفي املسؤوليات حتديد سلطة للهيئة يرجع : 23 الف�سل

اخلصوص تقوم بــ:- تقدير درجة جسامة االنتهاك وثبوته.

حتملها ودرجة االنتهاكات عن املسؤولة اجلهات حتديد -للمسؤولية، فردية كانت أو جماعية ممثلة في الدولة أو في تنظيم ما أو

في مجموعات معينة. أو االنتهاكات عن املسؤولني حملاسبة القضايا ونشر املنازعة -الهيئة للغرض ملفا يتضمن تقريرا تفصيليا لطلب جبر األضرار، وتعد احملكمة على وإحالته باملؤيدات مصحوبا االنتهاكات طبيعة بيان في

املختصة إذا تكون من االنتهاك جرمية زمن ارتكاب الفعل.- طلب تسخير محامني لنشر القضايا.

Page 65: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

65

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

التعليل:

وقع متكني الهيئة من �سلطة تقريرية يف جمال حتديد امل�سوؤولية ومنحها �سلطة املنازعة

ون�سر الق�سايا با�سم ال�سحايا.

الف�سل 24 : تنظر الهيئة في جبر أضرار الضحايا وتتولى :

- إعداد قائمة الضحايا.على بناء االنتهاكات ضحايا لتعويض الالزمة املعايير وضع -جسامتها مع مراعاة أن يكون التعويض ماديا ومعنويا أو أحدهما فقط بحسب طبيعة كل حالة، وأن يقدر وفقا ملا تراه الهيئة شريطة أن يكون

مالئما جلبر الضرر.ـ وميكن للهيئة أن تضع برامج احاطة وتعويض عاجلة وتسهر

على تنفيذها.

التعليل :

1 - مت تبني خيار عدم �سبط �سلم معايري التعوي�س �سمن الن�س اعتبارا اأن ذلك يبقى من اخت�سا�س الهيئة بناءا على طبيعة النتهاكات التي �ستتعهد بها فالقاعدة اأنه ل

ميكن النطالق من النتائج وتبعا لذلك فالهيئة هي التي تبقى لها ال�سالحية يف ذلك.

التعوي�س. جمال يف تقريرية �سلطة الهيئة منح وقع - 2

Page 66: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

66

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الباب اخلام�س : يف جمل�س التحكيم :

الف�سل 25 : حتدث الهيئة مجلس حتكيم يعهد إليه النظر والبت

والشخص الضحية بني التحكيم على اتفاق مبوجب االنتهاك ملف في نظام وفق واإلنصاف العدالة قواعد على بناءا االنتهاك إليه املنسوب

حتكيم تتولى الهيئة إعداده.وتكون الدولة وجوبا طرفا في كل نزاع حتكيمي بصرف النظر عن

احكام الفصل السابع من مجلة التحكيم.وتكون القرارات الصادرة عن مجلس التحكيم قرارات نهائية غير

قابلة ألي وجه من أوجه الطعن.

الف�سل 26 : ال يجوز ألطراف النزاع التحكيمي اإلمتناع عن املشاركة

في جلسات اإلستماع العمومية إذا طلبت الهيئة ذلك.

الف�سل 27 : يعتبر القيام أمام مجلس التحكيم عمال قاطعا آلجال

التقادم.

الف�سل 28 : يتضمن القرار التحكيمي التنصيصات التالية :

•عرض تفصيلي للوقائع. •تثبيت اإلنتهاكات وحتديد درجة جسامتها و املسؤول عنها.

• حتديد األضرار وجبرها.

Page 67: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

67

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

التنفيذية بعد القرار التحكيمي بالصبغة يتم إكساء : 29 الف�سل

إمضائه من الرئيس األول حملكمة اإلستئناف بتونس في أجل أقصاه ثالثة أيام من تاريخ إيداعه لديه.

التعليل :

•وقع اعتماد اآلية التحكيم بالنظر ملا توفره من خ�سائ�س وميزات فهي متكن الهيئة من النظر طبقا لقواعد العدالة والإن�ساف وتختزن يف م�سمونها ال�سلح وهو ما ميكن

من الولوج اىل امل�ساحلة، وقد منحت الهيئة يف هذا املجال �سلطة تقريرية اعتبارا اإىل

اأن تعهد التحكيم مينع اإثارة الدعوى العمومية ويوقف النظر يف الأحكام اجلنائية

كما اأنه ل يحتج لدى الهيئة التحكيمية ل بالتقا�سي ول بات�سال الق�ساء.

•وقع الختيار على الإحالة على نظام حتكيم تعده الهيئة ي�سبط الرتكيبة وجميع الإجراءات والقواعد املعتمدة يف التحكيم عمال بالقاعدة الأ�سا�سية اأنه ل حتكيم

بدون نظام حتكيم.

•وقعت الإ�سارة اإىل اأهم املبادئ التوجيهية للتحكيم. - التحكيم م�سروط مبوافقة ال�سحية نظرا لطابعه ال�سلحي.

- الدولة يجب اأن تكون طرفا اأ�سليا اأو �سامنا ح�سب احلالت باعتبار اأن الغاية

هي حتقيق جرب ال�سرر.

Page 68: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

68

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الباب ال�ساد�س : يف التقارير ال�سادرة عن الهيئة :

الف�سل 30 : تتولى الهيئة إعداد :

- تقارير دورية في تقدم أشغالها. - تقريرا ختاميا يتضمن مجمل أشغالها ونتائج أعمالها وتوصياتها، وذلك جتسيما ألهداف إنشائها ويقع نشره بالرائد الرسمي للجمهورية جلنة بإحداث يأذن الذي اجلمهورية لرئيس رفعه بعد التونسية

متابعة لتفعيل توصيات الهيئة.

الف�سل 31 : يتضمن التقرير اخلتامي:

- مرجعية وتكوين الهيئة : سياق نشأتها والعضوية.- إختصاصات الهيئة : اإلختصاص الزمني والنوعي.

- صالحيات الهيئة.العمل واإلدارة، ومصادر العمل وفرق : منهجية الداخلي التنظيم -

التمويل والبرنامج العام ملدة العمل واألرشيف.- حتليل اإلنتهاكات موضوع اإلختصاص وحتديد طبيعتها ودرجة

جسامتها.- حتليل السياق التاريخي : أسباب اإلنتهاكات والعوامل التي ساعدت

على قيامها.- تقدمي سجل تاريخي دقيق حول اإلنتهاكات.

- حتديد املسؤوليات : مسؤوليات أجهزة الدولة ومسؤوليات األفراد.- حتديد قائمة الضحايا.

الهيئة على الواردة اجلبر طلبات : حتليل األضرار جبر برنامج -

Page 69: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

69

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

التوصية أو بتقدمي الفردية واجلماعية برامج جبر األضرار وإعداد بتقدمي التعويضات املالئمة إلحتياجات الضحايا.

- التوصيات واإلجراءات التي تدعم املسار الدميقراطي وتساهم في مبا املؤسساتي واإلصالح املواطنة قيم وإرساء املدنية الدولة بناء

يكفل ضمان عدم التكرار.

التعليل:

•مت منح الهيئة �سلطة اإعداد تقارير دورية ومن �ساأن مثل هذه التقارير اأن تقف عند العوائق والعراقيل التي اعرت�ستها الهيئة يف اأعمالها حتى ميكن تداركها فيما بعد،

اأداة للتوا�سل مع املجتمع تطالعه اأن تكون التقارير من �ساأنها اأن هذه اإىل اإ�سافة

على تقدم اأ�سغالها.

تقييد التقرير اخلتامي رغبة يف وال�سمولية يف �سبط م�سمون التف�سيل اختيار •مت دا

الهيئة باحلد الأدنى الذي يجب اأن يتوفر يف التقرير النهائي حتى ل يبقى جمر

تاأليفي يتجاوز م�ساألة ر�سد اأن يتوفر فيه جانب بد اإذ ل اأو قيمة من كل مفعول

النتهاكات اىل ك�سف اأ�سبابها والعوامل التي �ساعدت على قيامها حتى نتمكن

من تفكيك منظومة الف�ساد و النتقال اىل مرحلة ال�سالح املوؤ�س�ساتي مما ي�سمن

اإ�سدار تقرير ي�ستجيب يف م�سمونه لأهداف م�سار العدالة النتقالية.

Page 70: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

70

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

الباب ال�سابع : اأحكام ختامية

املداوالت سرية ويحجر على األعضاء افشاء أي تكون : 32 الف�سل

سر من أسرارها أو نشره خارج التقارير التي تقوم الهيئة بنشرها.

ويسري هذا التحجير على األشخاص املذكورين بالفصل الثاني عشر من هذا القانون.

التعليل :

ية اأعمال الهيئة مقابل علنية نتائجها فال�سرية ت�سمن عدم الت�سوي�س على •مت تبني �سر

اعمال الهيئة وتكفل عدم خ�سوعها لتاثري اي طرف كان ب�سكل يوؤمن املو�سوعية

وال�ستقاللية، يف حني يفرت�س ان تكون نتائجها علنية باعتبار انه من حق املجتمع

ككل الوقوف عند حقيقة النتهاكات �سمانا لعدم التكرار.

وال للقضاة املسندة باحلصانة الهيئة أعضاء يتمتع : 33 الف�سل

ترفع إال بقرار صادر عن أغلبية أعضاء مجلس الهيئة.

الف�سل 34 : تنطبق األحكام اجلزائية املتعلقة باإلعتداء على القاضي

على كل اعتداء يقع على رئيس أو أعضاء الهيئة.

الشرف على التصريح الهيئة أعضاء كل يتوجب على : 35 الف�سل

مبمتلكاتهم وممتلكات أبناءهم القصر مبجرد حتقق عضويتهم وقبل مباشرتهم ملهامهم في الهيئة.

ويعتبر التصريح شرطا للمباشرة.

Page 71: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

71

دراساتحول العدالة اإلنتقالية

Page 72: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

72

اإلرتقاء بالعدالة اإلنتقاليةمن ترف فكري وقانوني

الى آلية لتحقيق أهداف الثورة

قالو في العدالة االنتقالية

Page 73: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

73

1 - ق�صور املحاوالت احلالية :

بالرغم من الإقرار بكون التجربة التون�سية عرفت حماولة لإر�ساء م�سار عدالة انتقالية

ويفرت�ض وال�سامل. املنظم بامل�سار و�سفها اىل ترتقي ل اأنها ال جوانبها، اأغلب بتناول

الوقوف عند جممل النقائ�ض، عر�ض املحاولت ال�سابقة لرتكيز امل�سار.

اأ – املحاولت ال�سابقة لرتكيز امل�سار :

بالنظر اىل اأهداف العدالة الإنتقالية مثلما مت حتديدها يالحظ اأنه ومبراجعة ب�سيطة

18 مر�سوما �سدرت 2011، مت ر�سد �سنة بداية املتبعة منذ املرا�سيم والإجراءات جلملة

كلها قبل جتديد ال�سرعية عن طريق انتخاب املجل�ض التاأ�سي�سي.

وميكن ت�سنيف هذه الإجراءات والآليات، بح�سب اأهداف العدالة الإنتقالية على

النحو التايل :

العدالة االنتقالية في تونس :المنجز والمأمول

األستاذ ذاكر العلوي

Page 74: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

74

الن�صو�ص القانونية

االأحكام

الق�صائية

التتبعات

اأوال :

حماوالت

ك�صف احلقيقة

واثباتها

فيفري 18 يف املوؤرخ 2011 ل�سنة 7 عدد املر�سوم -

2011 واملتعلق باحداث جلنة وطنية حول تق�سي الف�ساد والر�سوة يف ف�سله 3 : » تتعهد الهيئة بالك�سف عن احلقائق

منها ا�ستفاد او بها قام التي والر�سوة الف�ساد وعن حالت

او جمموعة او خا�ض او معنوي عمومي مادي اي �سخ�ض

ا�سخا�ض بفعل موقعه يف الدولة او الدارة او بفعل قرابته او

م�ساهرته او اي عالقة اخرى مهما كانت طبيعتها مع م�سوؤول

او جمموعة م�سوؤولني يف الدولة خا�سة خالل الفرتة املمتدة

من 7 نوفمرب 1987 اىل 14 جانفي 2011 .«

فيفري 18 املوؤرخ يف 2011 ل�سنة 8 املر�سوم عدد -

احلقائق با�ستق�ساء مكلفة جلنة باحداث واملتعلق 2011 17 بني املمتدة الفرتة خالل امل�سجلة التجاوزات حول

دي�سمرب اىل حني زوال موجبها

عديد الق�سايا اجلزائية التـــي

او العديل للق�ساء عهدت

مبحاكمة واملتعلقة الع�سكري

رموز النظام ال�سابق

ثانيا :

حماوالت

التعوي�ص

لل�صحايا

وان�صافهم

فيفري 19 يف املوؤرخ 2011 ل�سنة 1 عدد املر�سوم

العام بالعفو واملتعلق 2011الف�سل 1 : حمو اجلرائم والعقوبات والتتبعات التي كانت

تطال املعار�سني حتت اي م�سمى او و�سف كانت ما دامت

املحاكمة او التتبع قد مت على ا�سا�ض ن�ساط نقابي او �سيا�سي

قبل 14 جانفي 2011.

بالعفو املنتفعني التعوي�ض لكل اقرار احلق يف : 2 الف�سل

العام.

اأكتوبر 24 يف املوؤرخ 2011 ل�سنة 97 عدد املر�سوم

جانفي 14 ثورة ل�سهداء بالتعوي�ض املتعلق 2011وم�سابيها ) الف�سل 6 يق�سد ب�سهداء الثورة وم�سابيها على

من بحياتهم خاطروا الذين الأ�سخا�ض املر�سوم هذا معنى

اأجل حتقيق الثورة وجناحها والذين ا�ست�سهدوا او ا�سيبوا من

جراء ذلك ب�سقوط بدين ابتداء من 17 دي�سمرب2010

) 2011 فيفري اىل 19

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

Page 75: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

75

ثالثا :

حماوالت

حتديد

امل�صوؤوليات

واملحا�صبة

مار�ض 14 يف موؤرخ 2011 ل�سنة 13 عدد املر�سوم -

وعقارية منقولة وممتلكات اموال مب�سادرة يتعلق 2011)جميع ممتلكات عائلة الرئي�ض املخلوع واأقاربه واأ�سهاره(

ماي 10 يف املوؤرخ 2011 ل�سنة 35 عدد املر�سوم -

التا�سي�سي الوطني املجل�ض بانتخاب املتعلق 2011الف�سل 15 املتعلق باق�ساء كل من حتمل م�سوؤولية �سمن

النظام ال�سابق اي بعد 7 نوفمرب 1987 و�سمن حزب

التجمع الد�ستوري الدميقراطي وكل من نا�سد.

- حكم ال�سادر

بحل حزب

التجمع الد�ستوري

الدميقراطي

وا�ست�سفاء ممتلكاته.

- املحاكمات اجلزائية.

رابعا :

حماوالت

ار�صاء

�صمانات عدم

التكرار

تبني عديد الن�سو�ض اجلزائية اهمها جترمي التعذيب واملعاملة

من و103 مكرر 101 الف�سلني احكام بتنقيح القا�سية

املجلة اجلزائية

حما�سبة امل�سوؤولني عن

النتهاكات �سلب تتبعات

جزائية ومالية ومدنية

خام�صا :

حماوالت

االإ�صالح

املوؤ�ص�صاتي

- املر�سوم عدد 6 ل�سنة 2011 املوؤرخ يف 18 فيفري

اهداف لتحقيق العليا الهيئة ببعث واملتعلق 2011الثورة والنتقال الدميقراطي وال�سالح ال�سيا�سي

- امل�سادقة على جميع التفاقيات الرامية اىل تكري�ض

ثقافة حقوق الن�سان

ب�سمان املتعلقة التفاقيات على املـ�سـادقـــة -

الـ�سـفافية والـحــوكمـة ومكافحة الف�ساد.

باملنظومة وتبنيها التفاقيات تلك مواد بع�ض ادخال -

القانونية الداخلية وذلك با�سدار مر�سوم اطاري عدد 120

ل�سنة 2011 موؤرخ يف 14 نوفمرب 2011 يتعلق مبكافحة

الف�ساد واإن�ساء هيئة وطنية ملكافحة الف�ساد

�سمان على يقوم جديد ملجتمع الفعلي التاأ�سي�ض -

احلريات العامة والفردية وعلى حياة �سيا�سية تدار فيها

النتقال فيها وي�سمن املوؤ�س�سات داخل ال�سراعات

اليه تعهد تا�سي�سي بانتخاب جمل�ض لل�سلطة ال�سلمي

الدولة ملوؤ�س�سات الطاري العام الت�سور بلورة مهمة

واملجتمع �سلب د�ستور جديد .

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

Page 76: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

76

ب – النقائ�ص :

تتمحور النقائ�ض يف ف�سل خمتلف حماولت تقدمي رواية تاريخية �ساملة ملا حدث،

ويرجع ذلك اأ�سا�سا اىل :

- بعث اكرث من هيئة او جلنة ل رابط بينها �سواء يف منهجية العمل او يف اعتماد

نتائج البحث.

- اختالف الخت�سا�ض الزمني من هيئة اىل اخرى بح�سب اخت�سا�سها.

- الت�سرع يف ا�ستخال�ض النتائج خا�سة على م�ستوى روؤى ال�سالح املوؤ�س�ساتي.

- اقرار مبادئ للتعوي�ض وجرب ال�سرار معزولة عن اي معيار موحد او مو�سوعي.

او جمرد تقريرية �سلطة �سلطتها اذا كانت وما اللجان - عدم و�سوح �سالحيات

�سلطة اقرتاح.

- تداخل الخت�سا�ض بني العدالة اجلنائية و�سالحيات اللجان املحدثة دون بيان

طريقة التعاون او �سبط اآليات لتنظيم ذلك التداخل.

التجاوز : اآفاق - 2للعدالة �سامل م�سار تاأ�سي�ض اىل التاأ�سي�سي املجل�ض ارادة اجتاه و�سوح امام

من اكدت وزارة باإن�ساء وا�سح م�سار اتخاذ فكرة بتبنيها احلكومة واعرتاف النتقالية،

خالل ت�سريحات م�سوؤوليها يف اكرث من منا�سبة انها �ستكون املي�سر لإن�ساء ذلك امل�سار،

نداءات وا�ستمرار والعرتاف والتعوي�ض باملحا�سبة ال�سحايا نداءات ل�ستمرار ا�سافة

النخب مبعرفة احلقيقة واإجراء ال�سالحات ال�سرورية، وانتهاء اأعمال جلنتي احلقيقة واإقرار

احداها على القل بعدم اجناز مهمتها ب�سكل نهائي، كل ذلك يدفع اىل التفكري يف كيفية

دفع م�سار العدالة النتقالية حتى حتقق اأهدافها وذلك :

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

Page 77: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

77

- ان�سجاما مع ادبيات العدالة النتقالية.

- ا�ستئنا�سا بخال�سات جتارب ال�سعوب التي �سبقتنا.

- احرتام خ�سو�سية التجربة التون�سية.

- النتفاع بنتيجة اعمال اللجان التي وقع احداثها والإجراءات والآليات التي وقع

اتباعها وتبويبها ب�سكل علمي واإيجاد تقنيات للتن�سيق بينها.

- متكني هيئة جديدة غري حكومية م�ستقلة لها من �سلطة البحث والتحليل والقرتاح

ما ميكن فعال من ت�سفية تركة املا�سي مباآ�سيه وار�ساء ال�سحايا وار�ساء منظومات موؤ�س�ساتية

النتهاكات مبا�سي والعرتاف وقبوله بفهمه ما�سيه مع املجتمع م�ساحلة تكفل وقانونية

وتكري�ض مبداأ عدم الفالت من العقاب ل�سمان عدم تكرار تلك النتهاكات.

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

Page 78: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

78

حق الضحية في تتبع مرتكباإلنتهاك الحاصل له

حق الضحية في تعويضمتكامل وفعلي وفوري

عدم ارضاء الضحايا هو انتهاكفي حد ذاته

من مبادئ العدالة االنتقالية

Page 79: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

79

نظام ار�ساء حماولة اىل ت�سلطي ا�ستبدادي حكم من االنتقالية املرحلة تثري

دميقراطي ح�سا�سية كبرية نظرا لتفكك اجهزة الدولة، وهي تزداد حدة بوجود �سعور عام

املا�سي مبا يف ذلك من ك�سف يلزم من تدابري و اجراءات ملجابهة اتخاذ ما بانه مل يقع

للحقائق و حما�سبة امل�سوؤولني عن الف�ساد ال�سيا�سي و املايل واالقت�سادي ... وجرب اال�سرار

لل�سحايا و االحاطة بهم و هي متثل يف الواقع اآليات العدالة االنتقالية التي تهدف اأ�سا�سا

مع املجتمع اأجل حتقيق م�ساحلة الق�سا�ص من الرغبة يف و العنف ملظاهر الت�سدي اىل

ما�سيه بعد ا�ستيعابه و ت�سفيته و تفهم تركته من جتاوزات وانتهاكات. فامل�ساحلة ال متثل

ا�سقاطا حلقوق املت�سررين بل هي نتيجة حتمية لتفعيل منظومة العدالة االنتقالية و من بني

مكوناتها اال�سا�سيــة و الثابتة عن�سر الك�سف عن احلقيقة و عن�سر جرب اال�سرار .

يف الواقع يخلق التعامل اجلدي مع م�ساألة ال�سحايا جوا من الثقة و االطمئنان، اأما

تهمي�سـها فيولد الــتوتر و االحتقان و يحدث ثغرات ت�سجع املزايدات ال�سيا�سية والركوب

على دم ال�سهداء .

يف هذه الظروف تتحمل احلكومة واجبا اخالقيا و �سيا�سيا التخاذ تدابري عالجية

و�ساملة و ا�ستحداث برامج مف�سلة تتيح اجلرب لفئات او�سع من ال�سحايا وهو ما يتطلب منها

جــبـــــر االضــــــرار

األستاذة أسماء الغربي

Page 80: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

80

مواجهة �سعوبات جمة �سواء من حيث تنوع ال�سحايا و ارتفاع �سقف مطالبهم و تعددها

او من حيث تباين املقاربات احلقوقية و االن�سانية و ال�سيا�سية فاالأمل ال يعو�ص و ال ميكن

ادعاء تعوي�سه باأي وجه من االأوجه.

انتظارات و ال�سيا�سية ب�سعوبة بني االكراهات ين�ساب نهر االنتقالية »العدالة ان

ال�سحايا«*

فاالنتقال الدميقراطي ال يلغي ال�سراع االجتماعي و امنا يحد من العوائق ال�سيا�سية

و ي�سع اأ�س�ص العدالة االجتماعية بغاية اإعادة بناء النموذج التنموي الذي يقت�سي فر�ص

�سيادة القانون و اقرار مبداأ عدم االإفالت من العقاب و تفعيل العدالة و حتديد امل�سوؤوليات

ل�سمان عدم تكرار ماآ�سي املا�سي و يعترب م�سار العدالة االنتقالية الكفيل بتحقيق املعادلة

بني متطلبات ال�سيا�سة و انتظارات ال�سحايا يف اإطار قانوين .

القانون معنى اجل�سيمة على االنتهاكات ل�سحايا يتاح ان يتعني لذلك وجت�سيدا

الدويل حلقوق االن�سان و القانون االن�ساين الدويل الو�سول اىل �سبل التقا�سي والتظلم

لدى الهيئات الق�سائية واالإدارية املخت�سة و تت�سمن :

امل�ساواة و يقت�سي ذلك توفري اأ�سا�ص العدالة على ال�سحايا اىل - امكانية جلوء

اىل ترمي تدابري اتخاذ و ممار�ستهم حلقوقهم، من جهة، ل�سمان القانونية الو�سائل جميع

حمايتهم من التدخل غري امل�سروع يف خ�سو�سياتهم و ت�سمن اأمنهم و �سالمتهم البدنية و

النف�سية من جهة اخرى.

- االقرار بحق ال�سحية يف اجلرب الكايف و الفعال و ال�سروري املتنا�سب مع ج�سامة

االنتهاك و ال�سرر الناجم عنه.

* اال�ستاذ �سوقي بنيوب / ع�سو �سابق بهيئة االن�ساف و امل�ساحلة - املغرب.

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

Page 81: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

81

و يكون اجلرب عن طريق :

اأ ( اال�سرتداد : و يت�سمن ح�سب االقت�ساء ا�سرتداد احلريات و احلقوق القانونية

والو�سع االجــتماعي واالقت�سادي .

ب ( التعوي�ص املايل : وينبغي دفع التعوي�ص عن اي �سرر ميكن تقييمه اقت�ساديا

وي�سرف يف �سكل راأ�سمال او جراية عمرية ويكون غالبا تعوي�سا عن ال�سرر البدين وال�سرر

وم�ساريف والطبية القانونية امل�ساعدة عن املرتتبة والتكاليف الفر�ص و�سياع املعنوي

االختبارات.

ج ( اعادة التاأهيل : و ت�سمل الرعاية الطبية و النف�سية ف�سال عن اخلدمات القانونية

و االجتماعية .

د ( الرت�سية : و ينبغي ان تت�سمن :

ـ اتخاذ التدابري الت�سريعية و االإدارية املالئمة لوقف االنتهاكات امل�ستمرة .

ـ التحقيق يف االنتهاكات بفعالية و �سرعة ودقة و نزاهة

من املزيد الك�سف هذا ي�سبب ان ال على للحقيقة والعلني الكامل الك�سف ـ

االأذى لل�سحية.

يفرت�ص ال�سحية اإن�ساف ان باعتبار الوطنية الذاكرة الكاملة يف توثيق احلقيقة ـ

�سمان عي�ص كرمي لها بقدر ما يفرت�ص حفظ الذاكرة.

اإدارية على االأ�سخا�ص الذين ثبتت م�سوؤوليتهم عن ـ فر�ص جزاءات ق�سائية او

االنتهاكات.

القانونية واحلقوق وال�سمعة الكرامة يعيد ق�سائي اإقرار او ر�سمي اإعالن ـ

واالجتماعية لل�سحية.

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

Page 82: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

82

ـ تقدمي االعتذار ....

هــ ( �سمانات عدم التكرار : وت�سمل اتخاذ تدابري وقائية مثل:

ـ و�سع كافة اأجهزة الدولة حتت املراقبة واملحا�سبة.

ـ تعزيز ا�ستقالل ال�سلطة الق�سائية.

ـ احداث اآليات خ�سو�سية للتدخل الوقائي عند االقت�ساء حلل النزاعات النا�سئة

والقانون االن�سان حلقوق الدويل القانون معنى على ج�سيمة انتهاكات ح�سول مبنا�سبة

االن�ساين الدويل.

امل�ساكل ت�سوية وبرجمة وموؤ�س�ساتية و�سيا�سية د�ستورية باإ�سالحات القيام ـ

االداريـــة و االدماج االجتماعي ....

م�ستمر حوار فتح ووجوب ال�سهداء وعائالت ال�سحايا تكرمي : االعتبار رد و(

معهم والقيام بعمل بيداغوجي دوؤوب ميكنهم من التعبري عما تعر�سوا له من ماآ�سي يف

للوقوف معهم الوثيق الت�ساور و وت�سريكهم وعمومـية خا�ســة ا�ستماع جل�سات اطار

على وجهات نظرهم و تطلعاتهم يف �سلب م�سار العدالة االنتقالية و بالتحديد م�ساألة جرب

اال�سرار.

بقي ال�سرر جرب مو�سوع فان االنتقالية للعدالة الوطنية التجارب تراكم رغم

مو�سوع تباين يف خمتلف التجارب وذلك راجع لتنوع و اختالف االنتهاكات من جتربة

اىل اخرى.

كما انه ورغم االجتهادات املبذولة يف جمال جرب ال�سرر ال توفر الوثائق املتوافق

عليها دوليا �سوى جمرد مبادئ عامة و توجيهية لي�ست لها قوة الزامية فعلية.

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

Page 83: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

87

فعاليات جل حولها �أجمعت ملحة حاجة �النتقالية للعد�لة م�سار �إر�ساء ميثل

�ملجتمع �ل�سيا�سي و�ملدين يف تون�س.

ويعد و�سع �إطار قانوين ينظم م�سار �لعد�لة �النتقالية جت�سيد� لهذه �ل�سرورة �إال �أنه

�مل�ساألة خا�سة يف �إىل ح�سا�سية بالنظر بالغة به �الأمر من �سعوبة يت�سم �إنكار ما ال ميكن

ظل �لتجاذبات �ل�سيا�سية �لر�هنة وال �سك �أن و�سع �الإطار �لقانوين �ملالئم �لذي ي�سمح

�لتاأين �مل�سوؤولني عنها حتكمه �سرورة �النتهاكات وحما�سبة �ل�سليم مع ملفات بالتعاطي

يفي ال منقو�سا مبعرث� عمال �لقانون ن�س يكون ال حتى �لتاأين �سرورة �لتباطوؤ؛ دون

بالتطلعات و�النتظار�ت، ودون �لتباطوؤ بالنظر ملا لذلك من �أثر �سلبي على �ل�سحايا باعتباره

يفقدهم �الإح�سا�س بتحقيق �لعد�لة و�لثقة يف �جلهات �ملخول لها ذلك وقد ال ي�سجع على

�ال�ستقر�ر و�ل�سلم �الجتماعي يف مرحلة �نتقالية من �ال�ستبد�د �إىل �لدميقر�طية.

�لعد�لة حول �لوطني �حلو�ر على لالإ�سر�ف جلنة بعث وقع �الإطار، هذ� ويف

باإعد�د م�سروع قانون يتعلق �النتقالية بوز�رة حقوق �الإن�سان و�لعد�لة �النتقالية تعهدت

ب�سبط �أ�س�س �لعد�لة �النتقالية وجمال �خت�سا�سها، وظهر م�سروعها �لذي - ككل عمل

�إن�ساين - مل يكن ليخلو من نقائ�س وثغر�ت �سو�ء على �مل�ستوى �ل�سكلي �أو �الأ�سلي.

قراءة في مشروع القانون األساسيالمتعلق بضبط أسس العدالة االنتقالية

ومجال اختصاصها )*(

األستاذة سناء سويسي

*�مل�سروع �ملقدم من طرف وز�رة حقوق �الن�سان و�لعد�لة �النتقالية

Page 84: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

88

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

�أو م�سطلحات �مل�سروع �عتماده عبار�ت �أول ما يعاب على �ل�سكل، ناحية فمن

غري مقبولة قانونا كما هو �ل�ساأن لعبارة »�ل�سخ�س �ملادي« �لتي تو�تر ��ستعمالها يف عديد

�أن �مل�سطلح �الأ�سح هو »�ل�سخ�س �لطبيعي« وعبارة �لف�سول )�لف�سول 66/65...( رغم

»غربلة« وهي عبارة غريبة عن �للغة �لقانونية، �أو ب�سورة غري دقيقة كما هو �ل�ساأن بالن�سبة

الأحكام �لف�سلني 4 و12 حني �عتمدت عبار�ت من قبيل »وقع �النتهاكات على �لن�ساء

�لن�ساء على للداللة عادة ت�ستعمل �له�سة �لفئات فعبارة �له�سة«، و�لفئات و�الأطفال

و�الأطفال و�ملعاقني وكبار �ل�سن و��ستعمالها كاف يف حد ذ�ته للداللة على هذه �لفئات

دون حاجة ال�ستعمال م�سطلح �لفئات �له�سة ثم ذكر هذه �لفئات.

ومل تخلو �ل�سياغة من جهتها من عيوب حيث من �ملفرت�س يف �ل�سياغة �لقانونية

هو كما ذلك عك�س هو يالحظ ما �أن �إال مبا�سرة، باملبد�أ �ال�ستثناء يلحق �أن �ل�سليمة

ها تون�س �لعا�سمة �حلال بالن�سبة مثال الأحكام �لف�سل 17 و�لذي ين�س على »يكون مقر

ها وميكن �أن تعقد جل�ساتها يف �أي مكان د�خل تر�ب �جلمهورية. كما ميكن لها حتويل مقر

�إذ� دعت �ل�سرورة لذلك �إىل �أي مكان �آخر د�خل تر�ب �جلمهورية«، فمن �ملفرو�س �أن

يختلف عن مكان عقد �جلل�سات مما يفر�س تقدمي �لفقرة �الأخرية مبا�سرة بعد عبارة �ملقر

ها ها تون�س �لعا�سمة« لت�سبح معه �سياغة �لف�سل على �لنحو �لتايل » يكون مقر

»يكون مقر

ها عند �ل�سرورة �إىل �أي مكان �آخر د�خل تر�ب تون�س �لعا�سمة كما ميكن لها حتويل مقر

�جلمهورية«.

وتتعدد يف هذ� �الإطار �ملالحظات �ل�سكلية و�لتي ال ي�سمح �ملجال بتعد�دها تباعا

وبا�ستعر��سها جميعا.

ل �مل�سروع �إىل �قرت�ح �إحد�ث �أما من �لناحية �الأ�سلية فاأهم ما ي�سرتعي �النتباه تو�س

�أطلقت عليها ت�سمية »هيئة �حلقيقة هيئة تتعهد بتحقيق و�سمان م�سار �لعد�لة �النتقالية

�لت�سمية، هذه �عتماد �سبب �لت�ساوؤل حول �لذهن �إىل يتبادر ما �أول ولعل و�لكر�مة«،

Page 85: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

89

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

فلئن كان �لغر�س هو �إ�سفاء �خل�سو�سية عليها �عتبار� �إىل �أننا يف تون�س نتحدث عن »ثورة

�أن ت�سمية �لهيئة من �ملفرت�س �أن تختزل �أنه يجب �أن ال يقع �لتغافل على �إال �لكر�مة«

وت�ستوعب جميع �آليات و�أركان و�أهد�ف �لعد�لة �النتقالية وهو ما غاب عنها، بقي �أن �أهم

ت�ساوؤل يطرح يف هذ� �الإطار هو هل �أن م�سروع �لقانون باإر�سائه لهذه �لهيئة كان فعال يف

م�ستوى �النتظار�ت ؟

�إن �ملتمعن يف �أحكام �لن�س �ملقرتح ميكنه �أن ي�ستخل�س �أوال ق�سور م�سروع �لقانون

.)II( وق�سوره على �سمان جناعتها )I( على �سمان حتقيق م�سد�قية �لهيئة

I- قصور على ضمان حتقيق مصداقية الهيئة :يتجلى ق�سور م�سروع �لقانون على �سمان حتقيق م�سد�قية �لهيئة يف مظهرين �أولهما

�الإن�سان قو�عده حلقوق بع�س مر�عاة وعدم )�أ( و�لكفاءة و�حلياد باال�ستقاللية �مل�سا�س

)ب(.

اأ- امل�سا�س باال�ستقاللية واحلياد والكفاءة :

اال�ستقاللية الهيكلية

م�سار و�سمان حتقيق على بال�سهر متعهدة هيئة م�سد�قية عن �حلديث ميكن ال

عد�لة �نتقالية �إال يف كنف ��ستقاللية فعلية وحياد حقيقي وكفاءة م�سهود بها الأع�سائها،

د فبتوفر هذه �لعنا�سر تتحقق �مل�سد�قية ويف غيابها تفقد. وال يكفي يف هذ� �الإطار جمر

�لتن�سي�س على �سرورة توفر هذه �ل�سروط يف �سخ�س �ملرت�سح للهيئة حتى تتحقق فعال، �إذ

ال بد من �أن تكون م�سحوبة وحماطة بكل ما من �ساأنه �أن ي�سمن وجودها ويج�سدها فعليا

د عبار�ت و�سعار�ت جوفاء. حتى ال تتحول �ىل جمر

ورغم تن�سي�س م�سروع �لقانون �ملتقدم به �سلب ف�سله 22 على �أنه من بني �ل�سروط

Page 86: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

90

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

�أن تتوفر للرت�سح لع�سوية �لهيئة »�لكفاءة و�ال�ستقاللية و�حلياد و�لنز�هة« )يف �لتي البد

�إ�سافة ل�سرط �ال�ستقاللية �لذي غاب عن �لف�سل 20 باكتفائه بالتن�سي�س فقط على �أن

�ل�سخ�سيات �لتاأ�سي�سي من بني �لوطني �ملجل�س قبل » من �ختيارها يقع �لهيئة تركيبة

�ملعروفة بحيادها ونز�هتها وكفاءتها، وهو �سكوت حتى لو وقع �لت�سليم جدال �أنه غري مق�سود

د �سهو فاإنه يفرت�س تد�ركه درء� لكل ت�سكيك( �إال �أنه بقي غري قادر على وناجم عن جمر

د تكوينها )2( ومبنا�سبة حتقيق م�سد�قية �لهيئة نتيجة �لتوجه �ملتبنى يف ت�سكيلها )1( ومبجر

مبا�سرة مهامها )3(.

1 - يف ت�سكيلها :

تفرقة غري �لهيئة يف لع�سوية �لفردية �لرت�سحات يعتمد طريقة �أن �مل�سروع �ختار

لها �سمح �لتي �الإن�سان حقوق عن �ملد�فعة و�جلمعيات �ل�سحايا جمعيات بني مربرة

�مل�ساركة من �إق�ساوؤها وقع �لتي و�لهيئات �لوطنية و�ملنظمات جهة، من ممثليها برت�سيح

يف ذلك من جهة �أخرى. وال تخلو هذه �لطريقة من خطورة �إ�سعاف ��ستقاللية �الأع�ساء

�أنها قد توؤدي �إىل �الحتكام ملنطق �الأغلبية �حلالية و�ملحا�س�سة �حلزبية وحيادهم باعتبار

وهو ما ال ميكن قبوله يف م�سار �لعد�لة �النتقالية بو�سفه م�سار� لت�سفية �ملا�سي يهم �جلميع

�أن كل من يرغب يف �لرت�سح �سياأن�س يف دون ��ستثناء، وقد ال تعك�س كفاء�تهم باعتبار

نف�سه �لكفاءة حتى و�إن كانت غري متوفرة. فاملفرو�س �أن �حلديث عن تر�سحات فردية ال

ميكن �أن يقع قبوله �إال يف �لقطاعات �لتي ال توجد فيها هيئات متثيلية حمل تو�فق، ثم �أنه

حتما عرب �ختيار �الأع�ساء يف �إطار م�سار قو�مه من �لثابت �أن �سمان م�سد�قية �لهيئة مير

�ل�سفافية يبعث �لثقة يف �ملجتمع وهو ما ال ميكن �أن يتحقق �إال بت�سريك منظمات �ملجتمع

�الختيار عملية يف �مل�ساهمة من ومتكينها �حلقوقية و�جلمعيات �ملهنية و�لهيئات �ملدين

و�لتعيني.

Page 87: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

91

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

ويف هذ� �ل�سدد، يعترب �لتم�سك باملبد�أ �الأ�سا�سي �لقائم على ف�سل �سلط �لتعيني

عن جهات �لرت�سيح �أو �القرت�ح �أ�سلم حل للحيلولة دون �مل�سا�س مب�سد�قية �لهيئة ب�سورة

تكون �سلطة �القرت�ح موكولة ملنظمات �ملجتمع �ملدين و�لهيئات �ملهنية و�جلمعيات �حلقوقية

وتعود �سلطة �لتعيني عرب �مل�سادقة للمجل�س �لوطني �لتاأ�سي�سي ب�سورة تكون معها جميع

مكونات �ملجتمع �ملدين ممثلة وم�ساركة يف �مل�سار.

�إىل �أن يوؤدي حتما من ناحية �إىل �لهيئات �ملهنية من �ساأنه �أن �لرجوع وال �سك

�سبط وح�سر �الخت�سا�سات �ملطلوبة توفرها يف تركيبة �لهيئة ال تركها ب�سورة ذكرية كما

�قرتح �مل�سروع ذلك يف ف�سله 21 حني ن�س على �أنه »ويختار بقية �الأع�ساء من �لرت�سحات

�لفردية يف �الخت�سا�سات ذ�ت �ل�سلة بالعد�لة �النتقالية كالقانون و�لعلوم �الجتماعية...«،

ومن ناحية �أخرى، يقدم ويوفر �سمانة ال�ستقاللية وحياد مر�سحيهم وقرينة على كفاءتهم

باعتبارها هيئات منتخبة من طرف منظوريها ولها من �مل�سد�قية ما يطمئن حل�سن �ختيارها

ملر�سحيها، �إذ يفرت�س فيها �أن ال تقوم برت�سيح �أ�سخا�س ال تتوفر فيهم هذه �ل�سروط، وهو

حل ي�سمح ويي�سر بال�سرورة غلق �لباب �أمام �لطعون.

ولقد كان من �ملفرو�س عدم �الأخذ بهذ� �الإجر�ء �ملتمثل يف �لطعون ملا يحيط به

من م�ساوئ، لكن رغم ذلك �سمنه �مل�سروع يف ف�سله 26، ففتح �ملجال للقدح �لذي يعترب

�سالحا ذو حدين باعتباره قد يوؤدي �إىل �لتقلي�س من توفر �لكفاء�ت وحرمان �لهيئة من

�ال�ستفادة من كفاء�ت فعلية قد ال تقدم على �لرت�سح، ومتتنع عن ذلك ال خوفا من �لقدح

يف حد ذ�ته و�إنا تعففا وجتنبا للت�سهري �ملجاين، وهذ� ما ن�سهده �ليوم : �سب و�ستم وهتك

لالأعر��س، ممار�سات حمكومة باعتبار�ت �سخ�سية �سعبوية ال �أخالقية وال مو�سوعية.

وقد يحول �لتن�سي�س على �سرورة توفر ن�سبة معينة من �لتمثيل من �جلن�سني د�خل

�لهيئة دون �سمان تو�جد �لكفاء�ت يف تركيبتها، �إذ من �ملفرت�س �أن �الأمور �لفنية ال عالقة

لها باملحا�س�سة �أي كان نوعها، و�إنا ت�ستوجب توفر خرب�ء وكفاء�ت فعلية.

Page 88: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

92

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

من جهتها، ال تخلو طريقة �ختيار �لرئي�س من ماآخذ، فالتم�سي �لقائم على عدم

�لف�سل بني طريقة �ختياره و�ختيار �الأع�ساء وتر�سيحه من قبلهم من �ساأنه �أن ي�سعف من

�سطلته عليهم، وهي �سلطة معنوية �أدبية باالأ�سا�س باعتبار �أن وجوده �سيكون رهني �إر�دتهم،

خا�سة و�أنه يف غياب �لتو�فق وقع �اللتجاء لالأغلبية �ملطلقة يف �ختياره و�لتي ال توفر �لوفاق

مثلما هو �ساأن �الأغلبية �لن�سبية ، يف حني �أنه يفرت�س �أن تكون له �سلطة �أعلى من �سلطتهم

لذلك فان ت�سميته يجب �أن حتظى باأق�سى ما ميكن من �ل�سرعية �لتي ي�ستمدها من هيكل

منتخب.

ة و�أن �أغلب لذلك من �ل�سروري ف�سل تعيني �لرئي�س عن تعيني �الأع�ساء خا�س

جتارب �لهيئات �ل�سابقة كانت تعتمد هذ� �ملنحى.

وال يعني هذ�، �لتعلق باالأ�سخا�س يف وقت ن�سعى فيه لرتكيز �سلطة �ملوؤ�س�سات،

و�نا منطلق هذ� �لتوجه هو حاجة هذ� �مل�سار �ىل �سخ�سية كاريزماتية لها من �الإ�سعاع ومن

�لقدرة على �الإقناع ما ي�سهم بقدر كبري يف �سمان �الإجماع حول نتائج �أعمال �لهيئة.

2 - مبجرد تكوينها وقبل مبا�سرة مهامها :

د �أن �ختار �مل�سروع �ملقرتح �أن يلقي على عاتق �الأع�ساء و�جب �أد�ء �ليمني مبجر

يقع �ختيارهم وقبل مبا�سرة مهامهم،وعلى �أهمية �لتن�سي�س على هذ� �اللتز�م، مل يكن

م�سمون �ليمني دقيقا �إذ �أن عبارة »�الإخال�س« �لتي وردت ب�سورة مطلقة قد تثري بع�س

�لتاأويالت يف خ�سو�س �الأ�سخا�س �أو �مل�سالح �أو �جلهات �لتي �سيقع �الإخال�س لها مما قد

مي�س مب�سد�قية �الأع�ساء، لذلك كان من �الأ�سلم �إ�سافة عبار�ت »...ودون �عتبار لالأ�سخا�س

و�مل�سالح...«، يف ح�سم لكل �إمكانية تاأويل خاطئة.

Page 89: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

93

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

3 - مبنا�سبة املبا�سرة :

تفرت�س �ملحافظة على م�سد�قية �لهيئة ال فقط �سمان �ال�ستقاللية و�حلياد و�لكفاءة

�إذ يتجاوز �الأمر ذلك حتى يف مرحلة ممار�ستها ملهامها حيث يجب �المتناع يف تركيبتها

يقل�سها �أو منها مي�س �أو �ل�سروط يحد من هذه �أن �ساأنه ما من �لتن�سي�س عن كل عن

62 حني ميكن ويقدم �مل�سروع مظهر� يف هذ� �الإطار للم�سا�س مب�سد�قية �لهيئة يف ف�سله

رئي�س �لهيئة من »تفوي�س بع�س �سالحياته �أو �إم�سائه... �إن �قت�سى �الأمر الأحد �إطار�تها

بعد مو�فقة �أع�سائها«، فاأن تفو�س �ل�سالحيات الأحد �الأع�ساء يبقى مقبوال �إال �أن �لقيام

بذلك لفائدة �أحد �الإطار�ت حتى مبو�فقة بقية �الأع�ساء ي�ستوجب �لتو�سيح، �إذ كان من

�الأجدر �عتماد مزيد من �لدقة و�لتفرقة على �الأقل بني تفوي�س �ل�سالحيات �أو �الإم�ساء

يف نطاق �ملهام �الإد�رية و�لتي ميكن �لتفوي�س فيها الأحد �الإطار�ت وبني مهام �لهيئة يف

حتقيق م�سار �لعد�لة �النتقالية و�لتي ال يجوز �لتفوي�س فيها �إال الأحد �الأع�ساء.

من جهة ثانية ال حتقق طريقة �إعفاء �أو عزل �أي ع�سو من �أع�ساء �لهيئة م�سد�قيتها

ة عند ربطها بطريقة �ختيار �الأع�ساء د�خلها و�لتي ميكن �أن توؤدي �إىل �سيطرة جهة خا�س

ما على �لرتكيبة، فجعل �لعزل رهني �إر�دة �الأع�ساء يف حد ذ�تهم حتى و�إن كانت بن�سبة

�لثلثني، ويف �سور يغلب عليها �لطابع �ملو�سع ب�سورة تطرح معها �إ�سكال كيفية تقديرها كما

�لهيئة« وهي حالة ت�سمح »�رتكاب فعل مي�س من �عتبار بالن�سبة ل�سورة �ل�ساأن مثال هو

باإدخال عديد �الأفعال حتت طائلتها، يتنافى مع �أب�سط �لقو�عد �الإجر�ئية ومنها مبد�أ تو�زي

�ل�سكليات فمن �ملفرو�س �أن من ميلك �سلطة �لتعيني ميلك �سلطة �الإعفاء فطاملا �أن �ملجل�س

ر �لوطني �لتاأ�سي�سي هو �جلهة �لتي قامت بالتعيني يفرت�س �أن يكون بدوره �جلهة �لتي تقر

�أو �ملجل�س �لنيابي( بناء� على تقرير معلل من �لعزل )�سو�ء �ملجل�س �لوطني �لتاأ�سي�سي

�لهيئة يف �حلاالت �ملذكورة و�لتي يفرت�س مزيد تدقيقها.

Page 90: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

94

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

: �ملالية و�ل�سفافية •�ال�ستقاللية �جته م�سروع �لقانون فيما يتعلق مبيز�نية �لهيئة ورغم تن�سي�سه على ��ستقالليتها �ملالية

�سة من ميز�نية �لدولة يف ف�سله 68 �أن يجعل مو�ردها متكونة �إ�سافة لالعتماد�ت �ملخ�س

من »�لهبات و�لتربعات و�لعطايا �ملمنوحة للهيئة...« على �أن » ال تكون م�سروطة » ولكن

رغم و�سع هذ� �لقيد فاإنه ال يخفى مايعك�سه �ملورد �لثاين من م�سا�س مب�سد�قية �لهيئة على

م�ستوى طرق متويلها �إذ �أن �لتربعات و�لهبات �إ�سافة �إىل �أنها قد تكون م�سدر� لل�سغوطات

ممن يقوم ب�سخها �إال �أنها تطرح �إ�سكالية �ل�سفافية �ملالية باعتبار �أن مر�قبتها ت�سكل �سعوبة

وقد ت�سبح غري ناجعة فخالفا للتمويل �لذي يتم مبا�سرة من �لدولة و�لذي يكون ظاهر�

�سة للهيئة على م�ستوى �مليز�نية باعتبار �أن ممثلي �ل�سعب �سيكونون على علم باملبالغ �ملخ�س

فاإن �الأمر يختلف يف خ�سو�س �لتربعات و�لهبات وهو ما يفرت�س �الإكتفاء فقط بالتمويل

�ملتاأتي من �لدولة.

ب- عدم مراعاة بع�س القواعد للمبادئ االأ�سا�سية حلقوق االإن�سان:

لتوفري �آخر �سامنا ملهامها �لهيئة �أد�ء يف �الإن�سان حقوق ومر�عاة �حرت�م ميثل

م�سد�قيتها ويفرت�س حتقيق ذلك :

�أهميتها وبد�هتها �ل�سحايا،و�لتي على اأوال �الأخذ بعني �العتبار حقوق ال فقط

باعتبارهم �الأطر�ف �لتي �سلطت على حقوقهم �نتهاكات ج�سيمة وممنهجة وحلقتهم �أ�سر�ر�

مادية ومعنوية، ال ميكن �أن حتجب �أي�سا حقوق �ملن�سوب �إليهم �النتهاك بو�سفهم متهمني

يتمتعون بقرينة �لرب�ءة ولهم �حلق يف �ملحاكمة �لعادلة، فقانون �لعد�لة �النتقالية ال ميكن

طاملا �ملنت�سر لي�ست عد�لة �النتقالية و�لعد�لة �نتقامي �أو �إق�سائي قانون بحال يكون �أن

و�أن �لغاية لي�ست �لت�سفي و�النتقام و�إنا تاأ�سي�س ثقافة عدم �الإفالت من �لعقاب �سمانا

لعدم �لتكر�ر،�إال �أنه بالرجوع �إىل م�سروع �لقانون ورغم �إ�سارته �إىل �سمان حقوق �لدفاع

Page 91: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

95

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

ق يف عديد عند �لتحقيق يف �النتهاكات �مل�سمولة بالقانون �إال �أنه يالحظ �الكتفاء بالتطر

ف�سوله فقط لـ»مر�عاة م�سلحة �ل�سحايا وكر�متهم« )�لف�سل 2( »وباحرت�م كر�مة �ل�سحايا«

من �سكوت �النتهاك، �إليهم �ملن�سوب كر�مة عن �ملقابل يف و�ل�سكوت )28 )�لف�سل

�ملفرو�س �أن يقع تالفيه بالتن�سي�س على كر�مة �لطرفني، فالكر�مة متثل منبعا لبقية �حلقوق

ال يجوز �إفر�د �أ�سخا�س بها دون �الآخرين.

�الإن�سان حلقوق �الأ�سا�سية و�ملبادئ يتفق مبا ل�سالحياتها �لهيئة ممار�سة ثانيا

�لتم�سي ويعترب جديدة بانتهاكات �النتهاكات جمابهة عدم على و�حلر�س يات و�حلر

�ملهني كلما تعلق �الأمر باحل�سول �ملعتمد من م�سروع �لقانون يف عدم جمابهة �لهيئة بال�سر

على معلومات يف �إطار �لك�سف عن �حلقيقة بتعلة �سرورة عدم تعطيل �لهيئة و�لت�سهيل

عليها م�سا�سا بحقوق �الإن�سان و�حلريات �الأ�سا�سية �إذ كان من �ملفرو�س تقييد عمل �لهيئة

باإجر�ء�ت قانونية يف هذ� �ملجال كالتن�سي�س على �سرورة �حل�سول على �أذون ق�سائية يف

بع�س �حلاالت )�لتوجه �لذي تبناه م�سروع �لهيئة �لوطنية للمحامني(.

ثالثا متكني �لهيئة من �أن تلعب دور� يف ن�سر ثقافة حقوق �الإن�سان ويتميز �مل�سروع

دد ب�سكوت تام عن �مل�ساألة خالفا لتجارب �لعديد من �لدول �لتي �ملقرتح يف هذ� �ل�س

ين�س ف�سل تخ�سي�س يقع �أن فاملفرو�س �النتقالية �لعد�لة جمال يف قو�نني �أر�ست

تدريبية بدور�ت قيامها و�ملو�طنة عرب �الإن�سان ثقافة حقوق ن�سر �لهيئة يف على م�ساهمة

وملتقيات... خا�سة و�أنها �أكرث هيكل موؤهل للقيام بهذ� �لدور وهي �لتي تتعاطى مبا�سرة

مع ملفات �نتهاكات جتعلها على در�ية تامة مبعطيات ووقائع ملمو�سة.

II- قصور عن ضمان جناعة الهيئة :يتجلى ق�سور م�سروع �لقانون عن �سمان جناعة �لهيئة �سو�ء يف م�ستوى �خت�سا�ساتها

�لعادية )�أ( �أو على م�ستوى �ل�سالحيات �مل�ستحدثة لها )ب(.

Page 92: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

96

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

اأ- االخت�سا�س العادي : غياب الدقة / اخللط / الفراغ الت�سريعي :

من �أر�سيت �لتي �الأهد�ف حتقيق على عملها يف �لهيئة قدرة �لنجاعة تفرت�س

�أوال وبال�سرورة عرب حتديد �لنتائج �ملن�سودة و�ملرجوة مير �إىل �أن �لو�سول �أجلها وال �سك

و��سح الخت�سا�سها �لزمني خا�سة على م�ستوى تاريخ بد�ية تدخلها ولقد �ختار �مل�سروع

�ملقرتح يف هذ� �الإطار �أن ي�سمل عمل �لهيئة كافة �لوقائع و�الأحد�ث �لتي جدت بالبالد

�لتون�سية منذ تاريخ �الأول من جانفي 1955 ويثري مثل هذ� �الختيار عديد �لت�ساوؤالت،

بالنظر لغمو�سه، تتعلق باالأ�سا�س برمزيته ؟ ومربر�ته ؟ فالغاية من حتديد تاريخ بد�ية عمل

�لهيئة هو و�سع معيار مو�سوعي يف حتميل م�سوؤولية �الأفعال �ل�سابقة جلهة معينة ولقد كان

�أما متاما �إق�سائها �أو �إدخال كامل فرتة �الحتالل �إما �ختيار �الإطار �الأحرى يف هذ� من

�عتماد تو�ريخ بني بني فال معنى له ولقد كان من �الأجدر يف هذ� �ل�سدد �عتماد تاريخ 3

جو�ن 1955 و�لذي يو�فق تاريخ �ال�ستقالل �لد�خلي.

من جهة ثانية ال ميكن �إنكار �أن ما متيز به �مل�سروع من غياب �لتو�زن يف هيكلة �لهيئة

يحفظ �أن على �لقادر �لوحيد هو فالتو�زن عملها، �لنجاعة يف غياب �إىل �سيوؤدي حتما

�لنجاعة ولقد �قرتن غياب �لتو�زن يف هذ� �الإطار بغياب حتديد �للجان �ملتخ�س�سة �أو حتى

�لتن�سي�س على بع�سها ب�سورة ذكرية وكيفية �ختيار �أع�ساءها )كان باالإمكان مثال �ن يتم

�قرت�ح �أن تكون من بني �للجان جلنة ت�سمى مثال جلنة �مليز�نية و�ملالية تتوىل �إعد�د ميز�نية

�لهيئة خا�سة و�أن �إعد�دها من قبل �أع�ساءها قد ي�ساهم يف تعطيل عمل �لهيئة( و�ل�سكوت

�أن يدخل عن مهام �ملكاتب �جلهوية، فاالقت�سار على عبارة »�ملكاتب �جلهوية« من �ساأنه

�أن مهامها ميكن �أن �أو �إد�رية بحتة �لغمو�س ويف�سح �ملجال للتاأويل يف كونها ذ�ت مهام

تتو�سع لت�سبح متثيال للهيئة �ملركزية يف �جلهات مما قد ي�سبب تد�خل �الخت�سا�سات بينها

،)31 )�لف�سل �إد�رية جهوية« »مكاتب لت�سبح »�إد�رية« عبارة �إ�سافة �حلري �إذ كان من

خا�سة يف ظل عدم تفرقة �مل�سروع وخلطه بني �سالحيات �لهيئة ومهامها فتلقي �ل�سكاوى

و�ال�ستماع �إىل �ل�سحايا و�لنفاذ �إىل �الأر�سيف �لعمومي كلها �سالحيات تتمتع بها �لهيئة

Page 93: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

97

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

�النتهاكات ب�ساأن و�لتدقيق ي و�لتق�س �لبحث يف و�ملتمثل �الأول �خت�سا�سها �إطار يف

41 �لف�سل �إىل بالعودة �أنه �إال �حلقيقة، للك�سف عن تر�ها الزمة �لتي �لو�سائل بجميع

56 يقع �لتن�سي�س عليها ك�سالحيات جندها �سمنت كمهام و�خت�سا�سات ويف �لف�سل

�الإخت�سا�سات بني �لف�سل يف دقة �نعد�م يعك�س ذلك �أن �سك وال �لهيئة بها تتمتع

و�ل�سالحيات.

�لهيئة عمل جناعة على حتما يوؤثر قد فر�غ من ثالثة ز�وية من �مل�سروع ويعاين

حيث مل يقع �لتن�سي�س على حق �لهيئة يف مر�جعة �أعمال �لهيئات و�للجان ذ�ت �ل�سلة

باخت�سا�ساتها، فاملفرو�س �أن يقع تقييم جميع �أعمال �لهيئات و�للجان �ملحدثة �سو�ء قبل

ة يف ظل ف�سلها، �أو بعد �لثورة و�لتي عنيت بالنظر يف �نتهاكات حقوق �الإن�سان خا�س

�س يف �لف�سل 43 لل�سندوق ق يف خ�سو�س �لتعوي�س، عند �لتعر

كما مل يتم �لتطر

تفقد قد ب�سورة متويله وم�سادر الآليات �لتعوي�س، قر�ر�ت لتنفيذ �إحد�ثه �سيقع �لذي

وجوده كل جدوى.

ب- ال�سالحيات امل�ستحدثة : من التطويع اإىل الت�سويه :

من م�سروع �لقانون �إىل و53 و52 و51 و50 و49 �جتهت �أحكام �لف�سول 47 و84

�لن�سو�س قر�ءة خمتلف �أن �إال �النتهاكات ملفات و�لبت يف للنظر �لتحكيم �آلية �إقر�ر

�ملنظمة لهذه �مل�ساألة متكن من �لوقوف عند ت�سويه لهذه �الآلية )Dénaturation( عو�سا

عن تطويعها، و�أهم مظاهره :

1. من �ملفرت�س �أن �عتماد �آلية �لتحكيم ياأتي يف �إطار توجه لالإقر�ر ب�سالحيات �آلية وتكري�س �لتحكيم جمال يف تقريرية �سلطة مبنحها �أ�سا�سا تتعلق للهيئة م�ستحدثة

جديدة للم�ساحلة تتوقف على ر�سى �ل�سحايا كعن�سر حمدد للقبول بها وهو ما مل ياأخذ به

�مل�سروع حني يعترب �أنه يف »حاالت �النتهاكات �جل�سيمة ال يحول قر�ر �للجنة دون م�ساءلة

Page 94: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

98

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

فم�ساءلة �لعقاب« تقدير عند �العتبار بعني قر�رها يوؤخذ �أن على �النتهاكات مرتكبي

مرتكبي �النتهاكات هو �إفر�غ الآلية �لتحكيم من م�سمونها وجدو�ها، م�سمونها باعتبار �أن

�لرغبة يف �عتماد �لتحكيم يعك�س �لرغبة يف تثبيت �مل�ساحلة، فمن �ملفرو�س �أن �ل�سحية

�لتي تقبل �لدخول حتت طائلة �لتحكيم تتنازل عن حقها يف �للجوء للق�ساء )�العتذ�ر

مقابل �ل�سفح(، وجدو�ها بالنظر �إىل �أنه طبقا للتم�سي �ملعتمد يف �مل�سروع �سنجابه برف�س

له �لق�ساء �سيكون �أمام �أنه كمتهم �إىل �عتبار� بالتحكيم �لقبول �النتهاك �إليه �ملن�سوب

مت و�حلق يف �لكذب و�ل�سرية و�لنتيجة �أنه �إما �أن يد�ن �أو يق�سى برب�ءته، يف �حلق يف �ل�س

حني �أنه كمتهم �أمام هيئة حتكيمية �سيكون ملزما بامل�سارحة و�حلقيقة و�لعلنية )جل�سات

�ال�ستماع �لعمومية( وهو مطالب باالعتذ�ر وبعد �أن يقوم بكل ذلك يبقى مهدد� بتتبعه

و�د�نته ق�سائيا، فما �لد�فع �ذن لقبول �الإحتكام للتحكيم وهو يعلم �أنه �سيحال فيما بعد

للق�ساء �لذي �سيدينه حتما ؟

ثم �إن �لتمييز بني �النتهاكات يف حد ذ�تها غري مربر �أمام �لهيئة �لتحكيمية، فما

هو �ل�سبب �لذي يجعل �لتعامل مع ملفات �لف�ساد �ملايل خمتلف عن بقية �النتهاكات �إذ

يقبل يف �الأوىل �ل�سلح يف حني �أن بقية �النتهاكات متكن من �مل�ساءلة �أمام �لق�ساء.

2. عهد �لتحكيم �إىل جلنة �سميت »جلنة �لتحكيم و�مل�ساحلة« وهو ما يطرح ت�ساوؤال حول تركيبتها و�أ�سخا�س �ملحكمني، خا�سة و�أن �حلديث عن هذه �للجنة �سمن �لف�سل

�سة حتدثها ق �إىل جلان متخ�س47 �لذي ال ميكن قر�ءته مبعزل عن �لف�سل 31 �لذي يتطر

�لهيئة يف �ملو��سيع �لتي تدرج �سمن م�سموالتها و�لف�سل 64 �لذي ين�س على �أن »للهيئة

�أن تدعو �أع�ساء �للجان �لفنية �أو �ملكاتب �جلهوية وكل من ترى فائدة يف ح�سوره ملو�كبة

�أ�سغال �جلل�سة على �أن ال يكون لهم �حلق يف �لت�سويت«، من �ساأنه �أن يوؤدي �إىل �ال�ستنتاج

�أن باعتبار بالغة يكتنف خطورة �أمر وهو �لهيئة �أع�ساء عن �للجنة خمتلفني �أع�ساء �أن

وحتديد �حلقيقة من ك�سف متكنها �لتي و�ل�سالحيات �ملهام بجميع �ستقوم �للجنة هذه

�مل�سوؤولية و�لتعوي�س.

Page 95: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

99

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

3. جتاهل �أحكام جملة �لتحكيم وخا�سة �لف�سل �ل�سابع منه و�لذي ين�س على �أن ف �لتحكيم

�لدولة ال ميكن �أن تكون طرفا يف �لتحكيم �لد�خلي و�لف�سل �الأول �لذي يعر

�إليها �أنه »طريقة خا�سة لف�سل بع�س �أ�سناف �لنز�عات من قبل هيئة حتكيم ي�سند على

�الأطر�ف مهمة �لبت فيها«، وهو ما يطرح ت�ساوؤال حول �ل�سورة �لثالثة �لتي وقع �عتمادها

�لوطنية �لهيئة من »باإحالة : �النتهاكات تنظر يف �لتحكيم �أن جلنة من 49 �لف�سل يف

ملكافحة �لف�ساد«.

�الإنتقالية، و�لعد�لة �الإن�سان حقوق وز�رة م�سروع حول �ملالحظات بع�س هذه

ن�سوقها من منطلق �مل�ساهمة يف جتاوز �لهنات و�لنقائ�س من �أجل بلوغ قانون ي�سمن توفري

كل ممهد�ت �لنجاح مل�سار �لعد�لة �الإنتقالية يف تون�س.

خال�سة �لقول �أنه البد �أن ندرك قيمة و�سرورة �الإجماع حول كيفية ت�سكيل �لهيئة

وطرق عملها و�خت�سا�ساتها الأن ذلك ميهد بن�سبة كبرية لقبول �جلميع مبا �ستتو�سل له من

نتائج، وبدون ذلك لن ناأمل يف جناح �مل�سار، و�ن مل يقع �حلر�س على �سمان هذ� �الإجماع

بد�ية ونهاية فلن ينجح �مل�سار ولن تتحقق �أهد�فه، و�ستكون �لنتائج حينها عك�سية فعو�س

ثقافة علوية ن�سر �لوطنية �ستتعمق �الإنق�سامات و�لتمزق د�خل �ملجتمع وعو�س �لوحدة

�لقانون وعدم �الإفالت من �لعقاب �ست�سيطر عد�لة �ملنت�سر، وعو�س �ر�ساء �ل�سحايا وجرب

�أ�سر�رهم �ستتف�سى عقلية �لغنيمة، وعو�س �الإنطالق مل�ستقبل رحب �سننغلق يف ما�سي

�لظلم.

Page 96: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

100

العدالة اإلنتقالية ال تعني عدالة المنتصر

من مبادئ العدالة االنتقالية

العدالة اإلنتقالية : تحقيق موازنةبين متطلبات السياسة وانتظارات

الضحايا في اطار قانوني

Page 97: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

101

جروح وجرب النا�شئة الدميقراطية بناء يف االنتقالية العدالة م�شار الهمية نظرا

االنتهاكات املا�شية حلقوق االن�شان و�شمان عدم التكرارو امل�شاحلة الوطنية، �شارك عدد

من املحامني يف عديد الدورات التكوينية مثل الدورة التدريبية حول العدالة االنتقالية

التي نظمتها اكادمية العدالة االنتقالية بتاريخ من 08 اىل 11 مار�س 2012 مبدينة احلمامات،

بادارة و حتت ا�شراف احد اخلرباء العرب اال�شتاذ �شوقي بنيوب املحامي و اخلبري يف جمال

حقوق االن�شان و العدالة االنتقالية.

وانطالقا من قوانني جنوب افريقيا، تيمور ال�شرقية، الباراغواي، غانا، املغرب، البريو،

�شري اليون، عرفت جلان احلقيقة و امل�شاحلة بهيئة م�شتقلة بناء على قرار �شيا�شي يعرب عن

نزاع حالة من او دميقراطي، نظام اىل �شمويل نظام من الدميقراطي لالنتقال قوية ارادة

م�شلح اىل حالة �شلم مدين.

ت�شملها التي التاريخية باملرحلة ويتعلق زمني باخت�شا�س اللجان هذه وتتمتع

وباخت�شا�س نوعي تندرج فيه امناط االنتهاكات يف �شوء معايري حقوق االن�شان العاملية و يتم

حتديده بناء على عالقة االنتهاك باملجال )حقوق مدنية، �شيا�شية، اقت�شادية، اجتماعية..(

وعلى معيار الكثافة، اجل�شامة واال�شتدامة.

حول الية العدالة االنتقالية،اختصاصها وموضوع الكشف عن الحقيقة

وتحديد المسؤوليات.

االستاذة هاجر ونه الهنتاتي

Page 98: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

102

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

و قد انتجت هذه الدورة جمموعة من اقرتاحات و ت�شورات ال�شادة املحامني يف

خ�شو�س م�شار العدالة االنتقالية يف بالدنا ا�شوغها يف هذا املقال الهمية حمتواها.

تطبيقا �شيكون االنتقالية العدالة جلنة ان�شاء فان التون�شي الو�شع فبخ�شو�س

للف�شل 24 من التنظيم املوؤقت لل�شلط او كما ي�شمى بالد�شتور ال�شغري.

وقد اقرتح املحامني عدة ت�شميات للجنة املذكورة من بينها »جلنة العدالة االنتقالية

وامل�شاحلة احلقيقة »هيئة او االنتقالية« للعدالة الوطنية »اللجنة او الوطنية« وامل�شاحلة

واالن�شاف« او كذلك »الهيئة العليا للعدالة االنتقالية«.

وتتمتع اللجنة بال�شخ�شية املعنوية واال�شتقالل املايل و االداري.

اما فيما يتعلق بالرتكيبة فهناك من املحامني من اقرتح ان تتكون اللجنة من 03

ق�شاة )عديل-اداري-دائرة املحا�شبات( وحماميان وا�شتاذ جامعي واعالمي وخبري حما�شب

يتم انتخابهم من طرف زمالئهم، ومن 05 �شخ�شيات وطنية يختارهم املجل�س التا�شي�شي

من بني مر�شحي جمعيات املجتمع املدين و عائالت ال�شحايا، و يرتا�شها �شخ�شية وطنية

م�شتقلة ومعروفة بالنزاهة و احلياد، تنتخب من ممثلي الكتل يف املجل�س التا�شي�شي.

فيما اقرتح البع�س االخر ان تتكون اللجنة من 09 اع�شاء يتم انتخابهم من قبل

املجل�س التا�شي�شي باغلبية الثلثني ويتمتعون باجلن�شية التون�شية و بالكفاءة واال�شتقالل

وينتخب والية، كل م�شتوى على فرعية مكاتب لها و مركزية اللجنة وتكون واحلياد.

االع�شاء رئي�شهم و يعينوا اع�شاء املكاتب الفرعية.

و تخت�س اللجنة زمنيا بداية من �شنة 1956 اىل تاريخ ان�شاءها، �شرورة عدم االغفال

على احداث ما قبل �شنة 1987 مثل احداث بنزرت و اليو�شفيون و قف�شة و احتاد ال�شغل

وثورة اخلبز و االجتاه اال�شالمي. فيما اقرتح بع�س املحامني ان تكون املدة الزمنية بداية من

اال�شتقالل الداخلي للبالد حتى تاريخ قانون املن�شىء للجنة اي منذ تاريخ تكون ال�شلطة

ال�شيا�شية يف تون�س دون ا�شتثناء حلقبة زمنية دون غريها.

Page 99: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

103

مجلة احملاماة - عدد خاص / العدالة اإلنتقالية

انتهاكات حقوق االن�شان كالقتل و التعذيب و ق�شايا بالنظر يف اللجنة وتخت�س

املفقودين و النفي واالغت�شاب و اجلرائم االقت�شادية و ال�شيا�شية.

كالقتل اخلطرية للجرائم بالن�شبة فردية كانت �شواء امل�شوؤوليات اللجنة وحتدد

والتعذيب و االغت�شاب، او جماعية كاجلرائم االقت�شادية و ال�شيا�شية و االدارية.

ويهدف عمل اللجنة بالن�شبة مل�شالح ال�شحايا اىل اعادة االعتبار للكرامة االن�شانية

واالقرار االنتهاكات ما�شي حقيقة عن والك�شف والتحري للفرد املواطنة �شفة واعادة

العمومي بها و جرب اال�شرار الفردية واجلماعية.

كما يهدف عمل اللجنة بالن�شبة مل�شالح املجتمع اىل ازالة »الطابوهات« واملحرمات

ثقافة ون�شر اخلوف ثقافة واخرتاق اجل�شيمة، باالنتهاكات املجتمع عالقة طبعت التي

احلوار يف وامل�شاركة االراء ابداء يف املواطنني بحق العمومي واالقرار بها االعرتاف

العمومي.

وتعر�س معظم املحامني اىل ال�شعوبات التي قد تعرت�س اللجنة خالل قيامها باعمالها

مثل �شعوبات االثبات املتعلقة مب�شادر التوثيق وعدم حياد االدارة و �شعوبة االطالع على

ال�شيا�شي وطول البولي�س االر�شيف واتالف جزء كبري منه مبقت�شى ت�شرفات من جهاز

املدة و بع�س احكام القوانني ال�شارية املفعول، وكذلك �شعوبات �شيا�شية �شرورة ان بع�س

امل�شوؤولني مورطني و قد يخ�شى الفراغ االداري او التمرد و الفو�شى.

Page 100: فريق العمل حول العدالة الإنتقالية

104

ثقافة حقوق اإلنسان ال تنتشر في ظروف التوتر وانما في اطار

سلم مدني

من مبادئ العدالة االنتقالية

اذا قابلنا اإلساءة باإلساءةفمتى تنتهي اإلساءة

- غاندي -