أسماء غريب. د و

سعد الشاله غير تانغو وال

مجموعة شعرية

رتانغو وال غي

تبت قصائد المجموعة في إيطاليا ك والعراق

2013في عام آب 30من الجمعة (

)تشرين األول 31إلى الخميس

لوحات الديوان بما فيها لوحة الغالف ماء غريبهي للدكتورة أس

Asma Gherib

تانغو وال غير شعر

أسماء غريب . د و

هالشال سعد

انة على السماوات إنا عرضنا األم (رض والجبال فأبين أن يحملنها واأل

نسان إنه كان وأشفقن منها وحملها اإل )ظلوما جهوال

73ـ 72: األحزاب

تقديم

قلم ولوح

ياء النداء )1

خضراء تمتد نداء الثالثين ياء بقصائده يوان هذا الد اعتقادك ومهما كان ،فما كنت ما وكي ن ها القارئ أي أي لتصافحك مات مقد تخرج فجأة وبدون وهو أيضا كلمات . ولغتك ومنطقك

ر فج وت ك ر وفك قلبك لهب ار كي ت ور وبالن رة بالن شفاه مدث من ، وعن ، وعن الحياة والموت فيهما أسئلة عن الوجود والكون

، 1النحام األحمر رقصة ترقص لك وحدك اللون واإليقاع، وكي راب داخل مح تهل ب مقطوعة األكورديون الم لك وتعزف

ك ورسم باسمك ن الفؤاد، وتناديك في أذي لك مس ، وته 2وح الر : قائلة ووجهك تك وصو

ع دام عن م ثك أحد كي لهان، تعال الو م ها المتي أي تعال م، وأطلعك ظمى إلى فراديسه حبة الع ر الم بس شاق، وأدخلك الع

و رحلة نح يكون معي لن فر فالس تعال . موناته كن على م علوم، وألن إلى الم وإياي تصل ك أن ي مع غايت المجهول، ألن

وهي القصيدة التي استلهم منها عنوان هذا ) تانغو وال غير( انظر قصيدة 1

.الديوان .) أكورديون( يرجى االطالع على قصيدة 2

ها ة وبازغ نور ها، بل جلي عن تبحث ة حتى خفي ليست ك س شم وعني إال عنك في يوم ت ع، وما احتجب ر أو تتوق ما تتصو فوق

. ورة المعكوسةد، والص بغياب الض اط ني من خالله ، وضع يوان بين يديك هذا الد خذ و تعال

من حرف على كل ك عيني ، وأنامل يكرف بات شعي على قلبك ي لك ه فه سات القلم، واقرأ هم نبضات واسمع حي، تعال بو أحرف هذا البحر ي هذا الذي يأتيك من أعماق ، وصوت وحدك ، ليس 4اعرة فقطالش وال بصوت بصوت الشاعر ليس 3ديالزمر

ما، إذ ال أنوثة وال ذكورة المرأة فيه وال بصوت جل بصوت الر من أرض ه شاعر كتب وإن الديوان نا، ألن ه اهم نيأو تع نيك تع

األولى، ل والكتابة األو الحضارات والحرف بابل، أرض وشاعرة ه في ن، إال أن ن والمكاني البرزخي ن وتسك بين البينين قيم ت

العشق ، هي روح وح واحدة بر هره كتب وجو ر األم حقيقة اعرة واسم الش جرب وتحذف اسم طلق، ولو ت والهيام اإللهي الم

كله فإنك اعر من تحت عنوان كل قصيدة، وتقرأ الديوان الش يوان هذا الد أبجدية تح ستف كيف بنفسك، وستعاين عاين ذلك ست

محق ، ان ة زي ـ تموعشتار ستطلعك على مرآة ، وكيف ك قلب باب ض لما اعتاد الناس على تسميته بتاء وعر أثر ها كل ق زئب ق فو

داعي ي اإلب ع ق بين الو ذكير، وذلك لما تحق الت التأنيث أو صفة وثة للذكورة واألن عرض كل جعل وتوافق اعرين من انسجام للش ودليال ما ما يصبح مله منه رف كل ط ل ما، وجع حي بينه ينم

هما اإلبداعية على لسان اسمع مثال هنا ما تقوله روح : لآلخر :الشاعر سعد الشاله

اقتربي مني أكثر"

.)البحر الزمردي( قصيدة 3 الشاله وأسماء غريبسعد 4

كثيرا وختمت األسرار فقد تعلمت منك .5"تأملتك مليا فاقتربي مني أكثرو

اعرة الش على لسان نا ماذا تقول ه 6ام ائه حن ون ن واسمع :أسماء غريب

ى البحر الزمردي وحرك جرس السؤال مرة ومرات عد إل" وال تبق واقفا عند برزخه األول، أعني البرزخ المالح،

.غص في العمق العميق، عمق البحر العجيب الحلو المذاق اسمع كالم الحاجب إذن وال تسأل عني أحدا في البحر

غير صاحب القيومية الملك القدوس 7."المهيمن م المؤمنالسال

ها إياك أي دخالنا سعد الشاله وهو يرد عليها م واقرأ ه ليل رشد أو الد الم ن يكون ؤال عم امة من التيه والس القارئ في دو

؟8وأم ه ي الروحي لآلخر، أه ابكي يا ملكتي وبللي خرقة الشوق "

البهيج التي ارتديتها باألمس للصفاء واليقين ك تميمةستكون ودمع

أبعدي رأسك عن الياقوت، وإن كان يليق بك وابكي ودعي تاجك الشوكي المكلل باآلهات وباآلالم

يطوف حول أوتار الكمنجات أجمعين ابكي فدمعتك األولى بينك وبيني

والثانية بين األلف والسين

.)اقتربي مني أكثر( قصيدة 5 .)نون الحناء(قصيدة 6 .)البحر الزمردي(نص 7وإن كان الشاعر قد صرح للشاعرة في أكثر من مقام بأن تكون مرشدته 8

): معطف صوفي(ودليله كما هو واضح في هذا البيت المقتطف من قصيدة دتي وأكرمينيكوني مرش... خذي بيدي ... دليني " ".فأنا ال أملك شيئا أعزه عليك

والثالثة ال تكشفيها ألحد سواي على البحار واألنهارانثريها والبقية

فستنبعث روحي باكية من جديد 9". لتقبل كفيك ثم تسجد عند عتبة النور

اعرة فهو ال يتحدث إلى الش و بين في هذه األبيات ا ه وكم وح ه الر وح اإلنسان، هذ ها ر د مع س ج ه ي اهري، ولكن بمعناها الظ

، وال أدل على الخالق نور د عند عتبة عث باكية لتسج ب التي ستن والتي " قلبي وقلبك يسجدان "ذلك من قصيدتهما األخيرة،

:يقوالن فيها معا أرى أننا أخيرا ال نسمع إال هو"

وال نرى إال هو وال نتحدث إال عنه هو

لذا، فالصمت لي ولك بعد اليوم سيكون خير رسول

:يدندن ويقول للعاشقين من بعدنا ليس لكم إال هو،

من ال يعلم ما هو، يا وال كيف هو، وال أين هو،

".وال حيث هو إال هو الذي بين يديك هو صياغة جديدة يوان هذا يعني أن الد

ي رة الهم اليوم في غم ها اإلنسان المعاصر عدة ربما نسي لمفاهيم ه في كل بداخل م تتضخ اتت ى التي ب ض والفو ت رة التشت وغم

ي ى الحقيق ني المع ظر ف الن وتبقى إعادة . وأكبر أكثر ظة بشكل ح لة ودي ج ات الو أهم اإلشكالي من ه هي ال م ج قطة ون ن وثة الكو ألن

من العديد توظيف ر جموعة الشعرية، عب ها هذه الم التي تطرح

.)ثماني دموع( قصيدة 9

فيه ة بشكل يمتزج جازي ور الم اليب والص ة واألس بي اآلليات األد راث رآني بالت وتي، والق طوري بالاله ي، واألس لم عري بالع الش وسيق روفي، والم الح . فيوتيكي بالفلس كيلي، واإلير ش ي بالت

الهم ج قطة ن ون وثة الكو أن )2

ية من خاص ام ن األي م م ي يو ورة ف تكن األنوثة وال الذك لم

د جر ا، وم فيه ه ع ان م يوالح ، وذلك الشتراك ائص اإلنسان خص لهذه ي ولوج عنى البي ش الم د هوام عن للوقوف حاولة بسيطة م

بتشارك كتب ه باعتبار أن ) تانغو والغير (في ديوان يةالخاص ن سعد الشاله وأسماء غريب، سيكون ري اع بين الش شاركة وم

الفكر الذي ة ي وطبيع معان ل على ك وقضاء فيها ال محالة قتل هما وإن كانت يرغبان في إيصاله إلى المتلقي، ألن قصائد

المعلومة في اللغة العربية ذكير والت أنيث الت غ ى صي ث بشت تتحد ظر إلى كل موجود على ن لا على ام ره ان فك ن يبني فإن الشاعري

يؤثر وهو الخاص بالذكورة، ووجه من وجهين، وجه مركب ه أن ان معا وينفعل وهو الذي يخص األنوثة، وهما وجهان يتجلي يتأثر

.لدى الشاعر والشاعرة على السواءدة الخضراء أو نقطة مر وسر أنوثة الكون ماهو إال الز

ا في نصوصهما منذ الجمال التي مافتئ الشاعران يتحدثان عنه والتي هي النون ) نون الحناء (أول قصيدة كتبها سعد الشاله

وهو آخر نص ) قلبي وقلبك يسجدان (نة لهذا السر إلى الحاضعليه ما إلى هذا السر الذي يقوم ه يعلنان فيه معا عن وصول

من خالله الشاعرة دور نون الحناء، أو صت الكون، والذي تقم ب وح العطاء والخص فعمة بر الطبيعة الخضراء الم دور

ف أنها عن كي ظهرة بذلك في أكثر من نصالعشتاريين، م بمعاني الموجودات يحبل ضر أخ أو بحر تحولت إلى رحم

رادفا لمفهوم المرأة هي ذاتها م أنها أصبحت وأعيانها، وكيف : التي هي مرآة الرجل محققة مع الشاعر داخل الديوان معادلة

.الطبيعة ـ األمر اإللهي/// مرأة ـ الرجلال

المرأة : (عادلة الخلق هذهم الجزء األول من ففيما يخص يرى في المرأة صورته ها أن الرجل ب قصد ي ) المرآة/ ـ الرجل

فيحب ذاته، وكذلك المرأة ترى في الرجل صورتها فتعشق د تماثل بسيط بين جر حدوث م هذا ال يعني أبدا ذاتها، إال أن

ن اإلنسان واإلنسان،نصري األنوثة والذكورة فيهما، ولكن بي ع فإن ،لذا. في نفسه بنفسه فهو يرى في نفسه باآلخر ما ال يراه

إلنسان اإلنسان يحتاج على أن المرآة هنا يصبح كدال مفهوم هو واالختالف غايرة نصر الم فع . به نفسه آخر يغايره كي يعرف

.اإليجاد ودليل ي، شرط التجل يعة ـ الطب: (أما فيما يتعلق بالجزء الثاني من المعادلة

بيعة عرف رف مكانة الط ع ، فهو يعني أن من )األمر اإللهيجل، مكانة الر رف ع اإللهي فقد مرتبة المرأة، ومن عرف األمر

على هذين المبدأين تجليهاودات عدا الخالق يتوقف وأن الموج .جل معا داخل المجتمع ومن جهلهما جهل مرتبة المرأة والر

الذكورة مادامت الطبيعة هي مرادفة أصل واألنوثة هي بالقدرة األشياء واألسماء ويتمتع اء الذي يحتضن لمفهوم العم

التي عنها ك الكون وسط عتمة الغيب حر ت الدة بفعل قوة على الو االنفعالي األول للذكورة الكونية التي هي فرع المظهر يصدر

ول الشاعران معا في وما من فراغ يق. من أصل شجرة األنوثة حالة من حالت اإلفصاح عن هذا السر العظيم الذي هو أنوثة

:الكون وذكورته وأعود إليك أجد روحي لكنني سأبتعد عنك حتى وطنيأنت "

.10"التي ما ارتويت يوما منها أغنيتي الخالدة أنت ):سبع قبالت(وتجيبه الشاعرة في نصها

بيوأخيرا وجدتني يا حبي" وجدت بحرك األخضر ومحارتك الفضية،

دتك لك اآلن أن تفتحتها، ففيها .زمر///

وأخيرا وجدتني يا حبيبي .وطنك وأغنيتك الخالدةوجدت

/// وأخيرا وجدتني يا حبيبي

.فينوسك ويمامتك الزرقاءوجدت ///

وأخيرا وجدتني يا حبيبي عروسك التموزية وجدت

/// وأخيرا وجدتني يا حبيبي

نقطة حنائكوجدت ///

وأخيرا وجدتني يا حبيبي ".عشك الدافئ وحمامتك البيضاءوجدت

من حمن الذي يخرج س الر ها أبيات فيها تجل لنف وهي كل

كشف به الموجودات واألسماء باطن الوجود المطلق كي تن وحزن كرب وضيق، لذا فإذا كان ا بها من حزنم فرج وين

لكنني (كلما استعصى عليه البحث عن روحه اإلنسان يزداد

)اقتربي مني أكثر (سعد الشاله في نصه 10

، التي أسماها الشاعر )حتى أجد روحي وأعود إليك سأبتعد عنك ، وأسمتها أسماء غريب بـ "واألغنية الخالدة الوطن "سعد الشاله،

ج ال ، فإن الفر "يضاءفينوس والعروس التموزية والحمامة الب"يأتي إال عبر الجمع بين الباطن والظاهر، وعبر نقل ما في الغيب إلى الشهادة، الشيء الذي يعني ظهور المتناقضات بما

.فيها الذكورة واألنوثةأن يكون في هذه أيها القارئ كيف يمكن وقد تتساءل

ة إلى قصيد د ع : حمن؟ والجواب بسيطاألبيات تجل لنفس الر على سبيل المثال ال الحصر، وستجد ) سبع عتبات(و) سبع قبل(

زكية جذابة وآسرة لما وروائح األول يفيض عطرا أن النص العشق ها فواكه عها، وهي كل وتنو د أشجار الفواكه فيها من تعد

فوردت فيه عبارات ) سبع عتبات(بابة اإللهية، أما نص والص طيب والتطيب، فها هو الشاعر على العطر وال صريحة تدل

:يقولشم ما بين شعرها / تنسم عطرها/ ر بإزار فينوستعط(

ثم يبلغ ذروة البوح والكشف فينادي نون الحناء ) والكتفين، )حواء أيتها الشجرة الصادقة الصبر والعناء: (باسمها الحقيقي

ر ل وطيبه، والعطالوص تحمل عطر وهي كلها إشارات ومعان عبر د يرمز بامتياز إلى عنصر الذكورة الميتافيزيقية التي تتجس

لطة األسماء حمن وفاعليته الفردية المتمثلة في س س الر حركة نف كنات وقيام مفهوم م ركة قبول الم من خالل ح اإللهية المتحققة

بهيج رس ما ع عا وكأنه ين يبدوان م وبية، لذا تجد أن النص ب الر نية نصري األنوثة والذكورة الكو ع واج فيه الشاعران بز يحتفي

جسدك الملتهب / تراب الجسد(األرض حكت له بشكل ض األزهار في نصيهما فأنبتت ).وأرضك بأرضي/ المتكوكبما يشيران ، ولذا تجده العطور فاحت منها و والفواكه واألشجار

وسندخل معا (يلي من األبيات بما ران عنه عب إلى هذا الزواج وي

وننام برضا عجيب فوق / غرفتنا المعلقة في شجرة الصدق حينما / القمر الذي ذاب من الفرح ذات فجر / سريرنا األبيض

/ رآك تلبسني خاتم المحبة والوفاء أو خاتم العهد والوعد األمجد لون ناصيته بطين القدس / .خاتم الخضر وصاحبيه يوشع واليسع

خاتم / وانطلق يبحث عن خاتم الحب والوفاء/ واستعد للعرسام عشه في مقام العشق وأق/ بخمس شذرات مؤطر بأهل الكساء

ه األمر توج يوان، إنه في هذا الد هو العشق ، هكذا إذن )األبديبين المعاني وج باإليجاد، وهو أيضا تزا اإللهي إلى الكائنات

والحروف الكونية، وانصهار بين الذكر واألنثى بشكل يصبحان أصلي هو جسد آدم عبر الخروج فيه معا عنصران لجسد واحد

فكلما مددت (عن الحدود الذاتية المحكومة باالختالف والتمايز بعد أن خرقت / ألني رأيتـك وقد رأيتني/ يدي فارقني جسدي

نية هي حركة في حركة كو ودخوال 11)ت الجسديحجاب المو والحياة، وحركة الهيام الروحي الناتجة عم والعشق الحب ه ولد ا ت

ة داخل الذاكرة االنفعالية طافة ورق ال اإلبداعي من ل طاقة الخي لقية الخ األحداث واللحظات باشرة في تخزين الكونية التي تبدأ م

متحولة بذلك وسط قلب ،والزكي ب الطي عطر العشقية ذات الفي ثابتها اإلنسان الكامل إلى شجرة مباركة سامقة ويانعة أصل

والنخل ذات ات فيها فاكهة زهر في الذ متد وم ها م اإلرادة وفرع يحانب ذو الح الاألكمام و النون قى بماء تس 12عصف والر

األغصان فتكبر الزمردية، لحناءماء نون ابثرية، أو الكو مع الخالق أمام توأم وتعزف سمفونية العشق األكبر وترقص

العقل ، فتفتح عين ران القدسيةالني لتهبة بها رقصة التانغو الم روح

).اآلن انزل من صليبك(و) اقتربي مني أكثر(من نصي 11انظر في لوحة الغالف الشجرة التي يحط فوق أغصانها الهدهد 12

.الحكيم

وتستنشق برؤية الجمال المطلق مكي تتنع ها جفن 13الداخلية الم روائح الطيب .دسس الروح الق ق بنف عتمن األهمية القول بأن الختام يبقى على قدر عال وفي

يوان هو نوع من الغرق في الكون عشقا ومحبة عظيمة هذا الد لخالقه، إنه طلق ال إلى الم م و بالج ورؤية تسم لغة تمثل كونا

منذ أول قصيدة سر نقطة الجمال بكل باعتباره جسد .الكلي والجمادية، فبدا الديوان تجلياتها الحيوانية والنباتية واإلنسية

خ، وقلم آدم بهدف خطها قلم النف رة للكون صغ وكأنه صورة م ر ق، عب ات الخل فها في شتى تجلي درة اإللهية وتصر الق تجسيد ق ها فو وأساس هر الكتابة ونازلة هي جو خطية صاعدة حركة

ورأيتك / حبيبي بين يديك يا القلمنطق أخيرا حبر (ود ح الوج لو ليال إلى مكتبك الخشبي الطويل / أخيرا يا حبيبي بشكل ) جالسا

ونها ن مردتها ونقطة يوان حروفا كونية ز في الد الكتابة معه تكون ، هذه ماه شيء آخر غير الو والعشق الخضراء هي الجمال

ود في كل مظاهر الوج ائرة دة الس النقطة التي هي نقطة الوح .اللدني لم ى الع طب رح ومجاالته باعتبارها ق

نحام األحمرال

ما العين ـ الدعسوقةانظر في لوحة الغالف دائ 13

نون الحناء

سعد الشاله

ذات مساء خضبني قلمي بالحروف، ورأيتـني عند لوحة فسيفساء فاتكأت ها بنظام المواقفأحرك حبات فجأة ظهرت من خالل الضياء فاءحورية هي العينين صوفية ، فيروزفتينلش زهرية ا يشبك شعرها نون ذهبي أنا أسماء ...همست أوقفتني بين النقاط وخاطبتني اختر لنفسك اسما يليق بك سعد: قلت اختر لرأسك لونا تفخر به: قالت أشيب: قلت :ية وقالتنون قمر ناولتني نقطة ك فكتبت نون الحناءعد إلى قلم .األسماء دةوأهديتها إلى سي

أوتار ة تسع

أسماء غريب)1(

كلما قصدت سرير الموت، أعني، سرير المحبة والمسرة، رأيت ساعة الحائط بعد كل صالة فجر

، أعني قميص األرقام والعقارب تفك أزرار قميصها اليوسفي وترفع يدا إلى الرأس وتضع أخرى عند الخاصرة

كما يفعل الجندي كل يوم لحظة أداء تحية العلم .كي تنام إلى جانبي فوق وسادتي الزرقاء ثم تأتي عارية

)2(

ما نمت،، أقصد كل مت وكلما رأيت جسدي يتحول إلى شجرة حناء كبيرة

ي إلى محطة تلفزيونية عظيمة وقلب تستقبل اإلرساالت واإلشارات تارة من المريخ

هرة والمشتري وتارة أخرى من عطارد وتارات من الز مي األرضأيها البابلي تبحث معي عن أ ورأيتك

.وأبي الماء وأخي الهواء وأختي النار

)3(

وكلما حط جنود من المأل األعلى فوق أغصاني، رأيتك تتحول إلى حمامة بيضاء

تطير إلي باحثة عن عشها األخضر ورأيت يدا تغرس في قلبك خنجرا أسود

فما بك، قل ل ي، كيف يحمل في الصدر جرحا !من على صخر بحره ينكسر كل صنم؟

!؟يعود السمع لكل ذي صمم ومن بألحان هديله )4(

:وكلما طرت إلي سمعت صوتا يقول لك نديل المحبة تعال وأشعل تحت فيء شجرة الحناء ق

تعال وأعد لقلب إسماعيل فرحة السعداء الناجين من الغرق :تعال فقد سألت عنك هاجر وقالت

أنك يا سعد تحيي البذرة النائمة تحت حمرة الشفق وتعيد للهزار أهازيج الفرح كلما ذهبت الشمس

.ي تمشط شعرها قرب النهر عند كل غسقك

)5(

المباح ا سكت الصوت عن الكالم وكلم : سمعت صوتا ثانيا يرد

، كزكرياء نجار هو هذا البابلي ب،سير الحياة في سفينة القليضخ بالفأس إك

أن يصنع للقوم النيام عودا بتسعة أوتار ألسألنه اليوم رنج فوقها لوحة شط ويجعل له كالسلحفاة قصعة يرسم

أو رقعة ال يجري فوقها ،ال مكان فيها للبيادق ال تاج له وال صولجان كسوى مل ال يحتجب إال بحجاب الالحجاب وحاجب

"والنجم إذا هوى"لجمة ومسرجة بخرقة أهل رس م وف .فهذا حكمي وهذا قضائي

)6(

وكلما توقف الصوت الثاني عن طرح األمر والسؤال، :ر فوق صدرك وتقول تنظف الدم المتخث وريةرأيت ح

يعزفها من قبلك أحد لم وارسم لنون الحناء نوتة تعال لب يدها من قبلك أحد ونقطة لم يط

ونونا لم يبتلع حوتها بعد أحدا تعال واعزف لها مقطوعة عيد

تطير ألحانها من بابل إلى مراكش، دار الجد ومنها إلى كونيا والقدس، بيت الصبر والجلد

البتراء ودمشق، أرض العهد والوعد ومنها إلى .ومنها إلى طوكيو وروما، بلد الكد واللحد

)7(

تعال لتحمل بين األنامل قلما أو سراجا ويتبرعم في ثرى حبره المرجان ،يذوب في نوره العقيق

.وتزهر النوارس فوق رأسه إكليال البحر وتغرس السيف الذهبي تعال كي تحرق

في عمق صخرة األسود الحمر، وتتركه لألحفاد تسبيحا وتهليال

تعال فلله الجمال أعطيك إياه سرا .وأغرسه اليوم في صدريتك الحديدية إزميال

مقامات الوتر التاسع

سعد الشاله

بابل: قام األولالم

في الليل وقبل ساعته األخيرة حر أستفيقعلى لون الس

فأعزف سوناتا بابل المؤجلة لسنين أعزف وأطوف

أعزف وأطوف حتى الثمالة فأراك، كالنور حين يحلم تجيئين

بالعشق تبتسمينكعشتار حين تبدأ البهي وبلمسة ناعمة من صولجانك

.ك مليارف ي إلى األعالي وأع تنتفض روح

الجمال: المقام الثاني

ضيء المقام ، وعندما ي لي في الل أعزف نغما طويل الوقوف بين الحروف ،أعزف وأطوف

المس الصن وأطوف حيث أراك بثوب العزة وغ مالن لي جيم الج وأظل أطوف حتى يتبي

.هاء س الب من هم وسين السؤال

العشق: المقام الثالث

وم من سريريج ، وعند اقتراب الن في الليل

أعزف وأطوف وح بين يديك الر أعزف لحن االقتراب من عشق

وأطوف أطوف حول صمت الخشوع فوف النورفأراك وأنت تقودين ص

.أطوف حتى الهيام واالتحادوأظل

البوح: المقام الرابع

، يستفزني جسدي العتيقالليل في فأعزف لحنا كثير العالمات والنقاط

!!!! ........... ؟؟؟؟ وأطوف وحيدا حتى ينكشف الحجاب

فأراك بين الحروف أسماء غريب وبين األلوان

أطوف وأطوف وأظل ؟فهل سأبوح

زعانف للبوح تسع

أسماء غريب

األولزعنفة البوح

أنت لست بطائر، أنت سمكة عظيمة خضراء

لذا فتوقف عن الجري وراء األجنحة أال يعجبك أن تكون سمكة؟

ال يهم، أنا أردت لك ذلك زعانف تسع وأنبت لك

عنفة البوح الثانيز

الزعانف أقوى وأشد سرعة من أجنحة طائر تغوص في عمق أعماق المحيط والسمكة

من ليل سماء طائروسواد ليل المحيط أشد صفاء غازات زرقاء أو حمراء موس الماء أشد إشراقا من شموسوش

ال يهم اللون هنا، فاألمر سيان أم لك قول آخر؟

زعنفة البوح الثالث

أنت نون إذن وببطنك ليرة ذهبية سيجري خلفها قناصو الذهب

ئد آخر معيوليرتك أنا وقا طاووس أحمر من قوات الملكوت الجبريلي

صوته صوتي، وصوتي صوته .ولدينا الكثير مما نقوله لك

زعنفة البوح الرابع

سينك سين السفر وعينك عين العشق :ك دال الدليل ودليلك يقول لك بصوتيودال

اقطف بلح الصبر والجلد آلن مقام البوحوال تهجر ا

ن الوقت بعد كي تدخل بيت التوكلح ي فلم .لم يحن الوقت بعد، لم يحن الوقت بعد

زعنفة البوح الخامس

أسئلتك كثيرة وحارقة

لن أجيب عنها كلها دفعة واحدة :لكن اسمع ما أقوله لك بصوت الدليل

رقاص الساعة، ذاك السكران ترنح ذات اليمين وذات الشمال ذاك الذي ي

.علينا أن نتخلص منه

زعنفة البوح السادس

رقاص الساعة رجل خطير يبلبل العين والقلب

:ودليلك يقول لك بصوتي إذا زاغت العين زاغ القلب

وإذا زاغ القلب توقف العود عن الغناء .وإذا توقف العود سقطت األوتار التسعة

زعنفة البوح السابع

رقاص الساعة طفل متهور يحك أنفه بإصبعه

وكأنه يخطط لضربة ما يدور حول نفسه كثيرا

لكن ال تخش شيئا .فأنا معك، أتبعك كظلك خطوة بخطوة

زعنفة البوح الثامن

رقاص الساعة طفل مدلل سنقوده معا إلى المدرسة ولكن ليست أية مدرسة

رأيك أن نقوده إلى مدرسة الموتى الصادقين؟ ما ، هو كذلك، فالصادقون من الموتىنعم

.هم وحدهم األساتذة الكبار جدا جدا جدا

زعنفة الذيل

هذا ليس بذيل أيها السعد الصادق إنما قدمان، وفي كل قدم تسعة وتسعون إصبعا

ن تسبح من اآلن فصاعدا عليك أن تمشي ال أ ،لذا فالمشي تسبيح والتسبيح سباحة في ماء روحك وروحي

روح دليلك األعلى، وال تسألني كثيرا، وماء .فلكل سؤال جواب ولكل جواب وقت وميعاد

السري المقام

سعد الشاله

بعيدزمن منذ انوأنا أقف عند عتبة المقام السري مضطرب الفؤاد حير

ذلك أني لم ألج مقاما كهذا من قبل مدججا بزوايا وتكايا ونقاط

، بل سجدت كنني اقتحمتـه ولم أؤدي التحية ل المكانفرأيت ابتسامتـها تمأل

ومن عرشها الحروفي المجيد أومأت بريشة ناعمة األلوان

، ودنوت بقيثارتي وترا وترافاطمأن فؤادي نغمتين أو أدنى حتـى صرت قاب

من هيكلها األخضر الموشى بالنجوم الفضية ومن حيث ال أدري اعترفت األوتار

قبلت يديها بلغات عديدة فترنحت الحروف ذات اليمين وذات الشمال ورقصت النقاط

:سألتني وهي تجدل ألوان الطيف ؟ من أنت

النور عشقا برحيق غريب ذاب في المقامات روحه أنا من ضيع

، ولن أندم أبدا أنا من إذا رآك بلغ الفناء

قيم أنا في محراب التجلي المقام السري سألتني صاحبة

:ولون عينيها يمأل الزمان ؟ما وراؤك

:تـها والفراشات تعانق وجنتي أجب

أبحث عن سر المقامات وعن جدوى المواقف لك؟ وأنى لك ذ: همست

واألسماء عذرا يا سيدة المقام : قلت فلقد أصبحت محترفا واشتعل رأسي عشقا

أتقن عزف مقامات الروح أتصل فأتحد فيشرق البهاء

من الطيران بين الشموس أجنحة ال يمل ا طائر بأربع أنثهن فيمتلئن نورا وأمال أحد

الشهباء أودع أسراري عند حمامات المعابد الباء وبوصلتي النقطةأجيد المشي فوق الماء، فشراعي سر

الغوص في أعماق المحيطات بحثا عن الحاء وأحب .والقاف دليلي وهو من علمني الصفاء

لؤلؤتان ودعسوقة

أسماء غريب

(1)

ف البابمرت سنين طويلة عريضة وتلك الدعسوقة الحمراء خل

تدق بيد وترسم بأخرى، تنظر بعين وتضحك بأخرى حضرها بين يدي ألها اآلن أيها الحاجب األزرق وفافتح

.كي أكشف بها غطاء السؤال وتفتح هي أمام عرشي فاه المعنى

(2)

أيتها الزائرة الخضراء المحيا سالم من هللا عليك ومحبة ك الصندوق بين يديك،من أين أتيت وما ذل ود فوق جناحيك،وما تلك النقاط الس

وما قصة النعل الحمراء تحت قدميك؟

(3)

لك من ملك الملوك يا سيدة الجمال والبهاء محبة عظيمة أتيتك من بابل أرض العطاء، وبين يدي أحمل لك لؤلؤتين

ت نقاط ظهريواحدة سوداء وأخرى بيضاء، من األولى خرج .ومن الثانية خرج رأسي األخضر وتبرعمت نعلي الحمراء

(4)

في اللؤلؤة السوداء أحمل لك حرفا ال يخضر إال ليال وفي اللؤلؤة البيضاء شمسا ال تشرق إال عند السحر

وفي الحرف األخضر عاشقا يبحث عن سر المقام وسر الوقوف .طائرا غواصا يمشي فوق الماء والهواء مسوفي الحرف المش

(5)

أعرفه أيتها الهدهدية المنطق والخبر،

، ه البطريق صاحب األجنحة األربعإن سيد حروف بابل وذي قار،

ذاك الذي أوقف منذ ماليين السنين يوسف إخوة ،رقاصي الساعات الحائطية

لشمال ح ذات اليمين وذات اعن الترن أو ذاك الذي يجمع كل ليلة

حول مائدة قلبه سادة الكواكب والنجوم .كي يعزف لهم مقامات الوله والعشق األكبر

)6(

قولي له ياملكة دعاسيق الربيع، إنه قد آن األوان كي يدخل حضرة التوكل

فاليوم يوم أحد وفي األحد أحدية ن يدي بعد طول انتظار،تستوجب الحضور بي

قولي له أن يلحق بي غدا تحت ظالل شجرة الزيزفون،

شجرة المحبة والوفاء أريده خاليا من كل الرسوم والقيود

وليأتني مبحرا فوق سفينة الباء ومجدفا بمجداف الحاء

.ومزينا بلؤلؤتي تجلي الجمال ومقامات السجود

ليرتان ذهبيتان

سعد الشاله

ذات مساء وبعد أن دار حول نقطة روحه سبعين مرة

علق رأسه على جدارها االفتراضي وانتظر اإلشارة

عند ساعة المطار األولى يوسف من غزوتهم األخيرةخوة جاء إ

يزهون بغنائمهم خورحروف وبعالمات مرور، أعمدة جرائد

وضعوا حصتـه في جيب قميصه الممزق ن أخرجها حتى تطايرت أسماء كثيرةما إ

، المواقف ، ماركسنابليون النـفـري ...، مقامات المتنبي رابعة العشق، أسماء الجمال

عانق اسما بعينه وابتسم لآلخرين

المطار الثانية دقت ساعة :ة عشرة ة الخامستأوه الحلم وسأله للمر ؟أسلكت طريق الجمال

؟نقطة النور وهي تقترب من الصبرأرأيت أرأيت حيرة الحروف وقت التجليات

؟وحريق االبتسامات المحتشمة ؟ا غريبا يقترب من خاصرة مكانكألم تر أمر

دقت الثالثة معلنة

السندباد مهتديا ببوصلة كونيةوصول يتينومنحه ليرتين ذهب

.ووضع رأسه فوق منكبيه ورقص نهض

األبيض البطريق

أسماء غريب

الحلو الجميل الخلوق، ائر الط ها أي ي ال تسألن

ك أتيت إلى الموعد أن فأنا أعرف ،ون ف ز ي الز شجرة تجد ولم

ي، أجل يا صغير شجرة زيزفون اسمه في الوجود ا من شيء فم

، أو شجرة حروف أو شجرة خلود .اي كله سو ال شيء في الوجود

كنت هناك عند الموعد ولقد التي ف ق تلك يعاسالد لكة ولكن م س باألم ك ت ن ت

بيني وبينك كانت ، حجابا أظهر لك كل يوم في صورة وشكل لذا، فإني س

ا، م ك شكل كلما أسر قلب و .وآلة التصوير الصورةمن األعماق ونسفت لك هنسفت

بورالحنون الص أيها البطريق العطوف إذن ال تسألني لؤلؤتين، إليك فباألمس أرسلت

خالص، ليرتين من ذهب بين يديك أصبحتا ،ليرة للجمال وليرة للسجود

طاهر لص خ م في طائر أبيض و وألنك إلى ثالث ليرات، سأحولهما لك

.صحنا ذهبيا طائرا اثني عشر ،سنين حن بعد صب ي

دعك اآلن من الليرات والصحون الطائرة ، األبيضقل لي أيها البطريق و

كم مرة قمت من موتك؟ ر،ض داخل تابوت الخ ذات ضحى رأيتك فقد

ه جثمان د ع ب د ج أعني التابوت الذي لم ي ي م كم ع ب م رجال ص وحولك تك يرأ

فتيال ال يفقهون و عقلون وال ي ال يرجعون انفطر، عليك من شدة األلم و قلبيفرق

.حجرأقسى من الب الناس من حولك وقلوظلت في التابوت أجري إليك ومن ثقب قمت و

ثالث شموس بيض د ي ب أدخلت معمور بيت المن ند ال عيدان ة وثالث شموع سود وثالث

،ت من موتك م ق شمعة رابعة خضراء أخرى أشعلت د ي ب حينما و ،ساءوخنست الن جال فذاب الر

س وأم من يدك التي أنهكتها األزاميل والمسامير ك كت نا التابوت إلى األبدوغادر

".م اليوم لل نفس بما كسبت ال ظاليوم تجزى ك "مؤيدين بسر

ومج كي الن ا تب عندم

سعد الشاله

بحثت كثيرا في ثنايا عامي الستين وتجولت عاريا بين الشهور واأليام

رمق رأسي م أجد ما يسد فل وقبل ليلة عيد ميالدي

التي لم أحتفل بها قط قررت كشف الحجاب سفي من األعماقوالشظايا يحاول نليل مزدحم النجوم مسني

لم يكن الهواء هادئا ورخيا في الخريف المزمن

الذي يطاردني من ورقة الى أخرى وكما الفتيان اليافعين يممت وجهي شطرها

عمتي نخلتنا الخستاوية المؤطرة بالزيزفون أبحث عن فاتنتي فرأيت المسالخ تثب بخفة

فتـشنج عظامي سواطيرها ع التأريخ المعاصروتمسحني دمو

على الرغم من تبادل األدوار واألقنعة دخان البارود يؤرق سعفات النخيل المخضرة توا

وغضب المفخخات يخترق المآذن والمداخن يكتنز المعارك والمسالت أديم األرض

االحتالل ورائحة بساطيل ...نهد الليل أت.. .وأنا فن الجرائد المملحوأتنفـس ع

لكنني ما زلت أبحث عن ملكة الدعاسيق أعطر رأسي ببريق الليرتين الذهبيتين

وفي لحظة نوم بليغة نشطرت الى كائنات تسبح في المراياا

شرقا وغرباوامتدت أذرع المسوخ ومن حفرة ضيقة اسمها وطن

قررت الهروب الى أقصى نقطة ح العربينبطامن اال

ومن حروف الصمت الغربي البارد ألقرأ في عينيه الزرقاوين بريق الحكمة الميتة

والزعيق الديمقراطي المتكلس

أسماءتي جميل أقسمت باسمك الذي استل الحروف

من السماوات المؤدلجة أن أتحكم بوالدتي الجديدة

، فال والدة قبل موت من تابوت الخضر أيقظتنييدك التي

قبلتها بكل اللغات الرابعة وآه من وجع الصدمةوالشمعة

نشرتني من جديد وسأجزى بما كسبت يداي

أصيلبابل الحسناء جاءتني على مهر يحتمل الصور واألشكالبرأس مسلفن

يحدوها صوت نخلتنا الخستاوية .الدماء في وجه الشموس الثالث ترنح الليل وانفجار تتأبط

نزيف فراشات طفولتي المنسية عند مويجات النهر الخفيفة الراقصة انتظار الشجيرات لصدى النواعير

أبي المعثوثةعباءة صراخ أبي العاطل عن العمل

في جيوب التجار مغزل أمي المنسكبأنين خيوط الذي يؤمن بعض أشالء كسوتنا

موقدنا النصف محترق الخالي من الدسم فطورنا

دفاترنا المدرسية التي حفظت صوت .المعلمين والماللي وجوارب الطالبات

ه الحمراءوحروفـ معلمي إيماءات جذعها وذكريات الجيران سدرة الخمرة الال أعرف لون صاحبـها قنينة

آجر البيوتبريد المغـرمين في شقوق صندوق عبد الباسط عبد الصمد الشيخ

))لو أنزلنا هذا القرآن . (( ..وهو يقرأ في مقهى الشيخ حمود على ناصية

.الجادة الوحيدة في مدينتنا خاليا المقامات السرية

رشاتي المحتضرةأدب البيانات وف وجدران محلتنا ذات األلوان الجصية

ا خلف الشناشيلعيون الصباي ورد الراسقي في ديوانية القزويني ناقيد ع

أمي الحزينةترنيمة الذي ورثته عنها وصوتـها الجهوري العذب

)عدوك عليل وساكن الجول.. دللول يالولد يابني دللول ( وهي تمتزج بالهمسات العرفانية

وهو يفتض بكارة شط الحلة بمجذافيه ،شاكر البالم األولى النظرة ... ميسون... حبيبتي . ..تي حبيب

ألحان صمتها أعذب من أغاني العندليب عن ترديدهاال أكف التي تحب القصيدة

الكبيرةفيشتعل النبض في الطبول لتستلم إيعاز الهبوط على الصدوروترتفع األكف

حدثني معلمي البسطامي أللئة عندما تبكي النجوم المت

يداعب الندى أوراق األشجار الذاوية وتبتل كعيني ميسون الناعستين

والتنام مدينتنافال نقوى على النطق عود المسافر الى طيفه العكر وي

ويردد نشيده الجديد العتيق .وأستفيق

نبق أحمر

أسماء غريب )1(

هة بسيطة باألمس حينما خرجنا في نز كي أطلعك على وجه حسنائك الميسونية الفاتنة،

.أعني وجه والدتك الجديدة، وجدنا البحر في انتظارنا )2(

!ويا لجمال ما وجدنا كان البحر زمردي اللون، وديع الموج،

.صافي الحرف وحلو المذاق كأنه عسل مصفى )3(

ا معا من موجه األخضر ابتسم لنا بعذوبة،وحينما اقتربن وأخرج من قلبه مائدة حمراء وضع فوقها صواعين من فضة

س حولها وشمعدانا من ذهب، وطلب منا الجلو .فوق كرسيين من نور

)4(

فرحنا لهذا الكرم العجيب كما يفرح الطفل بدشداشة العيد تكتمل إال بنبيذ من نور أحمر هذه المائدة لن: وقلت لي

وأخرجت من معطفك الصوفي قارورة .من عسل التين ودبس النخلة الخستاوية

)5(

قرأنا وردا من أوراد التوكل وجلسنا نتبادل أسرارنا العظيمة اللون وحينما شربنا معا آخر كأس من قارورة العسل الياقوتي

: ئدة أخرى من قلبه وقالأخرج البحر ما .هذه هي مائدتكما األبدية

)6(

كانت المائدة من حجر الزفير األزرق وفوقها صندوق من العاج األبيض .وحولها كرسيان من اللؤلؤ األسود

)7(

:وحينما نظرت إليك في استفهام، نطق البحر وقال نا كبيرا من الفضة هذه مائدة الرضا ثم وضع فوقها صح

نواة فيه، مأله بحبات من نبق أحمر ال .وجلسنا أنت وأنا، نأكل بفرح ورضا أبدي

معطف صوفي

سعد الشاله

بحثت عنك في تجاعيد مدينتنا اآليلة على الخصب

در والنخيلفي أزقـتها المؤثثة بالس افي على جرف النهر العتيقفي الشارع الغ

في طيات تنورة جارتنا ميسون فلم أجدك باألمس حين خرجت تتنزهين

بالحناءفأمسكت الشبابيك المخضبة

هززتـها وناجيت األقطاب واألبدال لعلي أرى النور وهو يقبل راحتيك لعلي أشم العطر وهو يتضوع قريبا من مقلتيك

...لعلي ،لعلي، لعلي أرجوك دليني على أقرب نقطة من شفتيك

أرجوك فقد ظمئت مليا

وما زلت أبحث عنك بين الحروف والنقاط بين أوردتي المتشابكة مع أظفار المنية

بين افتتاحيات السور الطوال بين التين والزيتون

كيف ينساببين روحي وأمرها الالأعلم ناك، فلم أجدك هاعذريني

فعدت أبحث عنك عند النهر الوديع

بين خيوط الماء الحلو المذاق كالعسل المصفى بين سيقان الورود البيضاء

بين أذرع الشمعدان المذهبة بين أنغام الرومية الحسناء

األحمر حتى الثمالةاعذريني، فقد شربت النبيذ وطفت بعسل التين ودبس الخستاوية على العارفين

ينا وتبادلنا عظيم األسرارانتش وشربت الكأس األخيرة من عالمات التعجب والسؤال

ولم أجدك هناك

قرأت المائدة الزرقاء والحمراء فآمنت ووفيت ورضيت باألحكام

الجديدة البيضاء بدشداشته وجلست كطفل فرح المنقطة بحبات الياقوت األخضر

دك هناكأخرى فلم أجواعذريني مرة

أنا يا سيدتي أعرف نفسي احتضن أوراده وانشغل بالفناءعبد

ال يفصح عن رائحته إال في الليل وأنا ورد شتوي والجماللكني ما زلت أبحث عن العشق

ينورضا أبديوإن أكلت النبق األحمر بفرح حتى عند ساحل البحر الزمردي اللون

وق العاجي ولهذا سأمأل الصند بالشوق الجسيمي والصحن الفض

بسبع عيون نحت المائدة الزرقاء تميمةوسأ وأعلـقها بين أقطار السماوات واألرض حين تعرجين

واللؤلؤ األسود عقدا يعانق جيدك البراق ليهتدي لحروفك العشاق

كوني مرشدتي وأكرميني. ..خذي بيدي ...دليني

أملك شيئا أعزه عليك فأنا ال ومعطفي الصوفي المطرز باألذكار سأوقفه بين يديك

للبحر ليني بعض الوقت ألصمم رقصةوأمه وأخرى لالنتظار .لعلي أهتدي إليك

رقصة الجنود الحمر

أسماء غريب

عجيب أال تراني !وأنا أقرب إليك من حبل الوريد

لك هذا ثما يحد ولرب ألن جدي صاحب الشموس الخمس الذهبية

بسني ومنذ ماليين السنين سلهامه الصوفي العظيمأل .أعني سلهام اإلخفاء المنسوج بخيوط أحزاب الذكر الحكيم عد إلى البحر الزمردي وحرك جرس السؤال مرة ومرات

أعني البرزخ المالح،وال تبق واقفا عند برزخه األول، .غص في العمق العميق، عمق البحر العجيب الحلو المذاق

وال تقلق أبدا يا صغيري، وحرك الجرس مرة ومرات فالجرس رسول والزمان نبي، والسؤال عارف صبور

:والجواب حاجب عظيم مجهول العنوان، يرن ويقول لك الح بحر حلو الماء ن البحر المفي بط

مت حيتانه والبحر المالح مهما عظ وكثرت كنوزه فهو للسالكين فقط

وأنت لست بسالك وال بمبتدئ وإنما رجل خبير عرف لغز الفناء

عليك إذن يا صاحب المعطف الصوفي .ببحر البحر وعمق العمق ففيه ضالتك

وال تسأل عني أحدا في البحر ذناسمع كالم الحاجب إ غير صاحب القيومية الملك القدوس السالم المؤمن المهيمن

ال تسأل األبدال وال الواقفين وال الصوفيين وال العارفين فال أحد منهم يعرف عني شيئا، ألني لم أخالطهم في حياتي قط

وقد جعل القيوم بيني وبينهم حجابا ال يصلون منه إلي إال بإذن منه

.فهم لهم أبواب ولي باب لم يطرقه من قبلي أحد

وإياك، إياك أن تسأل عني يوما النساء، فليس بيني وبينهن عمار

إذ ال نساء في الكون كله سوى فاطمة وخديجة ومريم وآسية وبهن،يزية في قلهن إناث لم تخمد بعد النار الغروالباقيات كل

.إال من رحم ربي وهن قليالت جدا جدا جدا

عد إلى البحر الزمردي وحرك جرس السؤال مرة ومراتوإذ تغص في عمق العمق يخرج لك جيش جرار من الجنود

المجنحين الحمر وإذ ترقص معهم رقصة الصافات أو رقصة الجيش األحمر

عة بزوغ الفجر القطبي يقودونك إلي سا ستتذكر يا صغيري، وهناك، هناك فقط

أنك كنت ولم تزل دائما معي وفي حضرتي .أبدا أبدا أرعاك بعيني التي ال تنام أبدا

البحر الزمردي

سعد الشاله

بعيدة منذ أحزان أوقد البحر خاطره باألنين

دعاه مرات عديدة اقترب يا صغيري الحزين: هقال ل

فلكم أصبحت وحيدا هذه األيام لم يبق في جسدك سؤال للعناق

اقترب مني وانزع قبعتك التي تخفي نصف أحزانك اقترب ألعمدك بحروفي الخضراء

اقترب وال تخف واغترف طهرا كما تشاء اطرق أبوابي واحدة واحدة

الباء بسم هللا غص في أعماقي ستجدها تنتظرك هناك

بين مقامات العرش األحمر والمرجان زمردة تشع نورا وأمال

زمردتك التي هي أقرب إليك من حبل الوريدأعني قدم الحاء بين يديها وابتسم كحلم سعيد اجعلها ترسم بين منكبيك نبعا أخضرا

ثم اخطف فرشاتها وقل لها أن تأتي معك سبابتـك على شفتيها ضع

وكن لها براقا بأجنحة أربعة وزعانف تسع در األحمر والنخيلوامض بعيدا حيث الس

وهناك ابن لها مقاما سرمديا بادلها نظرات العشق

واصرخ بأجمل الحروف وأعذب النقاط سيجيبك الراء فورا بلسان ليس كلسانك

بقاف يتضوع رحمة واسعة دها أعد لها فرشاتهاوعن

؟فهل أنت فاعل يا صغيري

األكورديون

أسماء غريب

كل يوم في الثلث األخير من الليل حينما تستيقظ

أكون معك، أقف إلى جانبك وكآلة األكورديون أبدأ في الحركة ركوعا وسجودا

.مكي أعزف لك مقطوعة الفناء األعظ

وحينما تعود إلى النوم ثم تصحو عند الضحى أكون معك أيضا، أقف إلى جانبك

وأنت تشرب ماء الصباح وتأكل حبات من التمر المريمي وكآلة األكورديون أبدأ في الحركة يمينا وشماال

كي أساعدك في عمل اليوم وأساندك في كل شيء .كبيرا صغيرا كان أم

أنا معك، أنا لك، أنا فيك أنا بك

أنا النور الذي يسعى فوق األرض بين يديك وشمسك التي ستشرق ساطعة هناك .تحت شجرتنا، شجرة السدر األحمر

وفي هذه الليلة، وأنت تقف اآلن مع فتية الكهف أنا معك أيضا، أقف إلى جانبك

.رة وريشة وألوان للرسموبين يدي ست عليك يا صغيري أن ترسم مثلي

.أعني أن تعود لرسمك الطفولي القديم ؟ماذا سترسم

صيحات األكورديون وهو يئن بجسده كل يوم تحت وهج أنوار الحضرة

وارسم الجسم األثيري وهو يغادر تراب الجسد وارسمني وأنا أضع يدي في يدك

.نصعد إلى قصر الحاء ونجلس فوق عرش القاف كي

أغنية ميساء

سعد الشاله

عندما استل النوم الوسن من يقظته الشاردة طلب منه أن يرسم وجيب عالمات االستفهام األخير

هذا ما كان يدور في خاطره الجريح اة عظامه الصلبةقبل أن يزأر لون اإليمان في فرش

لملم آهاته ونفر خفيفا والتوبة تسبقه لم ولن يحتمي بوحي النعاس األبدي

ولن يفوت لهيب األذكار شرب ما تيسر من ألواح السماوات الطباق

وصرخ حتى نزف الدمع من شفتيه الصابرتين وبعد منتصف االنتظار واليقين

حديدقرأ قاف والطور والنجم وال طرق باب التوكل القريب والبعيد

لكنه ما زال يسمع همسات العاشقين ه ذات الجمال وذات العذابتقلب

يتـقي السهام بالسالم والصدود بالحروف وفي ليلة تائهة مفعمة بالنشيد

اقتربت من نبضه المضطرب قصيدة ساحرة رفق عجيبأيقظه نونها السماوي المجيد ب

اكتب من حروفي ما تشاء وأسرع: قالت له

عن ظهر قلب اكتب أو احفظ الئم وال تأخذك في العشق لومة

فأنا سأطير إلى البحار الملونة السبعة وأزور عجائب الدنيا السبع

أقرأ هناك أوراق الطب النبوي التكبيرقم أيها األشيب وارسم وجيب األكورديون المقفى ب

قم، فقد أزف وقتك قم واعزف أغنيتك الميساء

أغنية البراءة والخلود فحروفي مفاتيح هيامك ونقاطي دليل فنائك األكيد

قم واقتف نغماتي لحنا لحنا وستراني بين السماوات حرفا بهي المعاني

.في حروف التمجيد ونقطة

و وال غيرغتان

أسماء غريب

إلهي،

كما كل يوم، أنا لك عاشقة مجنحة أقف على رجل واحدة، وأنتظر بصبر عظيم

أن تشرق شمس منتصف الليل كي أراك وأنت تبادلني ابتسامة المحبة

نحوي خطوة بقدمك اليمنى وتتقدم .ثم تجذبني نحو مركز ساحة الرقص الذهبي

االرتباك و وككل يوم تصيبني الدهشة

وأعود بلطف خطوة إلى الوراء بقدمي اليسرى نحوك إصراروتعود أنت وتجذبني ب

األبيض اليوسفي فتشتعل النيران في قميصي السوداءالحمورابية وبدلتك

وتدور مائدة الرقص ويدور الكون جوم السعد وتحضر كواكب الفرح ون

.كي تشهد منظر الفناء األعظم

إلهي، أحمركما كل يوم، أنا لك نحام

يغني في صمت أغنية الكمان الحزين :ويقول لك

تعال يا حبيبي، تعال لترقص معي لم ترقصها من قبل مع أحد رقصة

تعال لنخرج من البحر األخضر ة الشعر والنثر والرسمزمرد ها لعبدك الصبور، مالك الحزينونعطي

صاحب قبعة الحرف األحمر تعال لنرقص له معا رقصة تانغو

.تانغو وال غير

انتظار ةرقص

سعد الشاله ذات سحر وديع

وأنا أستمع ألوبرا األكوان قلة بالزمنتأرجحت ساعة الجدار المث

فامتألت صحوتي دقائق خدجا عاريات تدعوني بل تغريني بالرقص قراطـهن تعزف أنغاما ياقوتيةأ

يحطن بعصفورتي التي نسيت أجنحتها عند الصائغ كان رأسها يميل يمينا وابتسامتـها تبلل عينيها

تقدمت إليها واثق الشوق سديد الحياء رفق عنيدجذبتها نحو عمري ب

بح أعني مألت صدرها بالرضاست عميقا كالص تنف انتشينا، وهي ترسم وجهي بكحل عينيها

عصفورتي، ال تحدقي في طويال فأنا يا سيدتي عميق الخجل

فقط أغمضي عينيك واحلمي برقصتي ستريني تارة أرقص وتارة أخرى ولكن بغزل

منهامل الفجر ولياليه العشر وال أأعزف أغمضي عينيك أكثر واعزفيني في الركوع وفي السجود

فثمة صوت في داخلي يغلي اعزفيني قياما وقعودا فأنا طاف فوق األوتار

اعزفيني أيتها المغربية النبيذ اعزفيني بنياط قلبي الذي سرق الدهر منه بعض نبضه

اعزفيني بهمزتيـك ودعيني أسمو بعيدا بعيدا

يا عصفورتي ما زلت أحلم بتقبيل األلم أنا تعالي وعششي بين ضلوعي المتعبات

ستعجبك تراتيلـها الصمدية واستمعي إلى أنين شيبتي الحائرة بالمعنى المفقود

تعالي لعلك تجلين الصدأ عن قلبي قلبي الذي صغتـه أيقونة ونقشت عليها بسم هللا

بالبهاءلكي أعلقها على جيدك المكلل تعالي تذوقي جبهتي الملحية السجود

تعالي ستجديني لك وبك ومنك ومعطفي الصوفي أو سلهام جدك مازال على منكبي ونشيد نخلتنا الخستاوية مازال شهيا ويزحزح أنفاسي

.فعلى قدر النور المتاح هنالك أمل

اآلن انزل من صليبك

يبأسماء غر

في فجر هذا اليوم غادرت ألجلك عرشي ورميت خلفي تاجي المرصع بالياقوت والزمرد

وخلعت فستاني األخضر المزين بحبات المرجان بخيوط لبست عباءتي المطرزة و ".وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون "

وألجلك أيضا أمرت الكواكب أن تدور بسرعة أكبر وأكبر فأكبر

، وجنودي الثمانيةللروحوكسرت صولجاني وقلت أن يضعوا فوق رأسي تاج الشوك

ويستروا جسدي العاري بخرقة الشوق رج للقائك بكل دمائي البهيجةكي أخ

.وبكل آالمي ودموعي وآهاتي

كي أراك ألجلك خرجت اليوم مرفوعا مثلي فوق صليب المحبة العظيمة ذاك الصليب الذي وصلتني منه البارحة

.معزوفة قلبك الحزين وأنينك المدثر بالتراتيل الصمدية في فجر هذا اليوم بكيت كأم أضاعت ابنها

على حين غرة في سوق الحياة الغريب كثيرا وأنا أتحسس بأناملي نياط قلبك الموشوم بالبسملة بكيت

قلبك الذي أهديتني إياه بكل حب وصدق أنا زمردة البحر األخضر ولؤلؤة جبال األطلس،

بكيت كما لم أبك قط يوما ألني رأيتـك وقد رأيتني بعد أن خرقت حجاب الموت الجسدي

كما يركض العاشق ركض نحوي بلهفةرأيتك وأنت ت .نحو معشوقته بعد طول غياب وهجران

بكيت بحرقة وبكت النجوم معي وبكت أمي الشمس وأبي القمر

وهو يحملك إلي بصليبك ومساميرك األمين وبكى .المغروسة وسط يديك ورجليك ثم وقف ينتظر إشارة مني

نحوك وحضنتك بكل دفء الكون ركضت بعيني ثم كلمته

وأطلعتك بعينك على ما في قلبي من عشق عظيم :وقلت لك بصوت خفيض

اآلن انزل من صليبك أيها النجار السجادي يا صاحب الجبهة الملحية السجود

:نظرت إلي بوله وقلت وأنت يا سيدتي أال تنزلين؟

أنا من يغسل كل يوم آالم الناس وأحزانهم: لك فقلت ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون

م زكرياك وزكرياهونور م صوت عيساك وعيساهأنا هم محمدك ومحمد فرقان م بل يحياك ويحياهسيف و لتأخذ إذن هذه النقطة منيف

أذبها في كأس الصبابة كل يوم من نسغها العجيب واشرب

:فهي لك وليست ألحد غيرك .لق جمال المطلل نقطة

)ينالز (نقطة

سعد الشاله

ذات لون غريب يقترب من مقام الصمت تستك مسامعه حين

بعيد وينقلب إلى رجع رشاته العمياء ويغمسها باألنينف يستل

سجدة سجدة ذخيرته السرية فيرى : لكنه عندما يراقب تهجد النجوم يعاقرها السؤال

لماذا يستفيق السحر مبكرا على غير عادته؟ :النجومتـجيبه

ساحرة كانت تزاحمه فراشة نصاتاإلعندما تعرج إلى مقام "والفجر"رفيف جناحيها يرتل

بأناملها الباذخة كلما تدنو منه تتحسس روحه وتعانق تحيته الماسية السالم عليكم والدموع

وتعزف حالق إشبيلية لروسيني روسيني الذي أودع الكمان عند قدميها

أعني قدمي الفراشة الساحرة المغربية السمراء وبهمسة من عينيها العارفتين صالب ساعديه ليتقي األسئلة

حالم واألسرارفانثالت األ سمع همسات رموشها

وجلجلة قرطيها الحامدين المس أنفاسها بشعره األشقر الطويل

حاول التعلق بضوء عينيها بين حاجبيها) نقطة الزين(وما انفك يراقب

تسحر الناظرين نقطة أو نوم وغها وجلس ينتظر أن تأخذها سنةرا

نثر أريج القرنفل والياسمين اسينقرأ ي

سطر حروفه العاشقات على حبات عقدها اللؤلؤي

عاد إلى صالة الترصد وسبق اإلصرار واحدة ا لحظةغف

.وما زال من المسحورين

عة والهدهد األحمرم الد

أسماء غريب

بين هاللي دمعة عينك الثالثة) الزين(نقطة

أنا العروسة اليتيمة األم واليوسفية اإلخوة ودمعتي

.أو قل هي دمعة بارئي الذي ما فتئ يبكي داخل قلبي

دمعتي نقطة جمالك، دمعتي دمعة جدي وجدك

دمعة أسماء ومريم، ودمعة الزهراء وزينب

.خضراء رآها الهدهد األحمر ففتن وجن بها بل دمعة

األسيويخطفها البارحة فجرا الطفل العارف دمعتي

وبين يديه صارت مرآة يقرأ فوق زئبقها تاريخي وتاريخك

.وتاريخنا المليء بالدموع واآلالم واآلهات المحمدية

بيضاء سمع عن تاجها الشوكي دمعتي حمامة

سيد شيوخ النهر األصفر فأرادها لنفسه

".وإنك لعلى خلق عظيم "تحدثه عن محمد وعن شجرة ةعارف

األسودلفرسان التنين دمعتي بشارة لك و

فا خاتم حكمة في خنصرك، فهال وضعتها لط

ولكل من آمن وسيؤمن في البلد األحمر فهي لك ولهم

.بصاحب التاج والمعراج

ثماني دموع

سعد الشاله

كلما صحا من نوبة االنتشاء دنا من عرشها الذي كل يوم هو في شأن

ناجاه بابتسامات سريعة الذوبان وهو مستخف بالليل عانق الثمانية

قدم أحالمه بين يديها على طبق من نجوم عاريات .وانحنى عشقا، فالشوق الذي أتى به عظيم

: فرف حول تاجها المرصع بالياقوتات ترلنغمقالت وا من أنت أيها البابلي المبتلى بحزن عشتار؟

أنت، أم أنت ظله التائه في شوارع بابل األنين؟ آخر تموز أ نقطة في الكون هذه التي تبحث عنها؟ وأية

أو لست حرفا لسعف النخيل؟ يد؟الحلة منذ زمن بع ينتظرها شط أو لست موجة

:قال وهو ينتقي من متحف ذكرياته الطينية الدافئة أو لست تعلمين السر وأخفى؟ ألم يأتك من قبل نبأي الجسيم؟

يا ملكة الحمام األطلسي أنا بابلي أودعت صليبي عند صديقي األمين

بيضاء مهرا كل يوم وبعثت روحي قمرية لتلتقط دموعك الثمان

أنظمهن كلمات طيبات يصعدن إليهوها أنا ذا وأصوغهن أساور عشق للهائمين وصبرا للعارفين

ابكي يا ملكتي وبللي خرقة الشوق البهيج

التي ارتديتها باألمس للصفاء واليقين ستكون ودمعك تميمة

أبعدي رأسك عن الياقوت، وإن كان يليق بك اآلهات وباآلالموابكي ودعي تاجك الشوكي المكلل ب يطوف حول أوتار الكمنجات أجمعين

لتعزف سيمفونية العشق الوديع لنخيل بابل وكروم مراكش

.فيرتوون من نبعك األخضر الصافي ابكي فدمعتك األولى بينك وبيني

والثانية بين األلف والسين والثالثة ال تكشفيها ألحد سواي ألنهاروالبقية انثريها على البحار وا

من جديد فستنبعث روحي باكية . لتقبل كفيك ثم تسجد عند عتبة النور

األخضر الحوت

أسماء غريب

القطار الذي ركبناه الخميس الماضي من بلرم إلى روما (...) ومن روما إلى موسكو ومنها إلى .كان أنيقا، مريحا وزاهي األلوان

ر كان حوتا ضخما أخضر اللون القطا

وسكته الحديد منحوتة في عمق أعماق .البحر الوردي ذي فرق الدالفين السود

الحوت كان بدون سائق وال ركاب

وعند كل محطة من محطات ذاك السفر العجيب إلى أين سيأخذنا هذا القطار العظيم؟: كنت تسألني

لى روضة الجمال، كنت أجيب إ

أو ليست البندقية روضتنا؟ كنت تعود للسؤال ...وأنت وأناال، تلك هي للمحبين،

من الحب، عاشقان والعشق أعلى مرتبة كنت تكمل جذال بسرعة القطار الغريب

.وبعطر عنبره الزكي البهيج

بل أكثر، كنت أرد ال، نحن لسنا بعاشقين فقط وروضتنا ليست أبدا تلك التي رأيت أمس .وال تلك التي فيها القصور والحور العين

أو تلك التي يطوف فيها الغلمان بأباريق الذهب أو تجري فيها أنهار اللبن والعسل المصفى .مقامنا هناك، حيث هو، الذي ال هو إال هو

الهائمين أهل الخلة والقرب هناك حيث بيت

هناك عند منبع عين الفرات .وعند بئر بغداد، دار الهيام والسالم

السمراء الموجة

سعد الشاله

عندما يجن الليل ينفلت حلم بعيد

لكنه قريب جدا على مرمى الوجع كلما تذكرها يضع قلبه أوزاره المثقالت

ويبدأ العد العكسي ألوتاره الضاربة في الهيام ه المطلة على البحر األخضريصعد على شرفة حلـم

إذ إنه لم يلتفت يوما إلى بندقية المحبين فهو ينتظر موجة بعينها

أعني الموجة التي تترك ظال وديعا على جبهة العاشقين زاهية األلوان موجة دافنشية

يفتش عنها كلما أزفت لحظات الوجد الدفينكان يلتمسها بين اآليات واألقداس والمزامير

وكقمر أضاع موعده تجول كثيرا بحثا عنها موجته التي هي أقرب إليه من حبل الوريد

بل هي وريده والدفء الذي يصدح فيه ناداه بحرقة العاشقين

؟أيها البحر أين موجتي السمراء أين خبأتها؟

أولم تعلم أنني بحثت عنها في سبعة بحور؟ أطلقها، أيها البحر ودعني أرمم شراييني بسمرة وجنتيها

إنها نسمتي الدافئة، إنها همستي الناعمة التي أستدل بها وعليها

دعها تفتح لي قلبها اليوسفي الجريء لتعرف خطابي أسمعها حديث روحيوإن كان عندك متسع من الوقت

بأذيالها أو ارسمني نقطة حب عالقة تميزها عن بقية األمواج

وإن كنت حرفا أبيضا ذا حجاب وحنين يالمس حاجبيها فأنا أرضى أن أكون كحال

أو خاتم عقيق يداعب سبابتـها أيها البحر أخلصها لنفسي كما أخلصت الساحل لنفسك

اء أنا، وأنا هي الموجة السمراءفالموجة السمر انحتني وإياها تمثالين في أحد شوارع روما

ألنني ما عدت أقوى على البالء واألنين أما تراني قد ذبلت شوقا واقترب الفناء؟

واعلم أيها البحر أني ثابت التعلق بالكشف والنداء متمسك بالمقامات كلها وباألسماء اإللهية كلها

بالهداية والعهد النبيل متشبث .ولم يحجب شيء عني سواها

ال وقت للحزن

أسماء غريب

ال وقت للحزن اليوم يا حبيبي

نها وقامت فالعين إذا عشقت فتحت جف وإذا قامت قبلت جبين النور وهامت

لوريد وإذا هامت دخلت حضرة حبل ا .وماتت ثم من جديد قامت

تلك حضرتنا يا حبيبي

حضرة الموت أوالمآب األبدي يوم يذوب القرص القرمزي تلك التي تقع

وسط بحار القلب البنفسجي ويوم تفتح المحارة شفتيها .كي تبوح لك بمكان موجتك السمراء

اليوم يا حبيبي ال وقت للحزن

سيعر مطرزة فوق ثوب فأنت لن تكون نقطة صبعيوال كحال لعيني وال خاتما في إ

ونورا في قلبي ولكن نبضة .فأنت أنا، وأنا أنت ونبضك نبضي

أجل، يا حبيبي

كي أحدث الكون كلها فلن تكفيني حروف األبجدية

يد األوحد عن هذا العشق العظيم الوح فالحرف كما تعلم حاجب أعمى وطائر بدون أجنحة .لذا، سأصمت وأكتم السر حتى عن األبكم واألصم

سيأتي يوم وتراني فيه بعين الروح يا حبيبي

وتعلم أن البحر ذات فجر سيحررني وأن عشقي لك هو شمس وراء كل حرف وعبارة

ويا رحيق األقحوان الجريح * يا تموز أسيف فصبرا جميال .ويا ريم الغاب السعيد وطائر الشوق الفريد

ي وسط محراب الفؤاد تبكصبرا، فصبرك شمعة

وصبري ملك مالك لناصية السر وساكن في لب الروح، ب صبرا، عله يأتي يوم تدخل فيه خدري كي ترى بعين القلي

أن الحروف في مقام الهيام أوثان والكالم أصنام :وعلك تسمع البحر ذات فجر يقول لك بلغة الصمت

هي لك هذه الموجة الصافية الوديعة

:هي لك نور يقودك إلي بسر إن لك في النهار سبحا طويال

إليه تبتيال وتبتل كر اسم ربك واذ . إله إال هو فاتخذه وكيالمغرب ال لمشرق وارب ال

وهي االسم التاريخي القديم للمدينة التي ولدت فيها الشاعرة، ولعل *

) بغداد(عالقة بدارالسالم ) آسفي(لتسمية هذه المدينة بعد مجيء اإلسالم بـ آنذاك، ولقد اختار المغاربة اسم إحدى المدن عاصمة اإلسالم والمسلمين

فأطلقوه على هذه المدينة المغربية والتي ) أسيف(القريبة منها لعلها

ربما نبعت ) أسيف(ومن ). آسفي(أصبحت بمرور الزمن تسمى اليوم بـ كنية علم من أعالم العراق وهو أبو الحسن البصري األسفي، حسب ما

.ية عبد العزيز بن عبد هللاذكره مؤرخ المملكة المغرب

ال وجع بعد اآلن

سعد الشاله

كلما اقترب من سمو حروفها الوارفة والتي اعتاد أن يستظل بهيبتها األبدية يرتعش المعنى بين شفتيه الذاكرتين

فيبتسم ويرى مطر األشجار وتثاؤب البحر وغربة النقاط تغتسل بحبات الضبابكلما اقترب أكثر تتعرى روحه وو

الرقص والغناء، فيطرب الفجر ويعلن النقاء وتبدأ خضراء) فالس(تتعانق األشجار، تتمايل برقصة

البحر، ينتزع أضالع صورته المعلقة في الهمس يستيقظ موجة العزف موجة ويبدأ

اإليقاع ضوءها لتضبط وترسل النقاط من بين أذكار الكرنفال وعن يقين

أوقفته فراشة بهية سمراء جست نبضه الحزين

:قالت وهي تنثر عشقا على العازفين )ال وقت للحزن اليوم يا حبيبي(

:بسط ذراعيه بالوصيد ودار حول جناحيها هامسا بهيام ت البكاء، لمثل هذه اللحظة خلقنعم.. يا هللا .. يا هللا تجمل بالصبر يا حبيبي وما يدريك لعل العشق قريب: قالت

تجمل وانتظر حتى يتنفس البحر مرة أخرى وحينها توضأ بضفائر الشمس السابحة،

والتقط خمس محارات سمان

بلل قدميك بنسيم الغبش المائل للزرقة ثم ضع أمنيتك عند حافة لونه الزمردي

لصمته الذري وال تخف سأزودك بحروف ورديةواصغ سيبحر في عينيك الساهرتين طويال وسيعلمك ركوب األمواج

وسينشر على جبينك شراعا بخمسة ألوان سيلقنك أبجدية الكشف واإللهام فال وجع في األحالم بعد اآلن

عندها ضع المحارات في مقام الشراع حتى يأتيك اليقين

سترى المحارات وهي تنشر الآللئ الحسان كل لؤلؤة تخضب لونا وترتفع إلى السماء

تمسك بحبلهن المتين وسبح في الغدو واآلصال .ستنبت أجنحتـك الملونة، وتطير مع فراشتك البهية السمراء

بيكاسو

أسماء غريب

ورأيتك أخيرا يا حبيبي جالسا ليال إلى مكتبك الخشبي الطويل

بقميصك األزرق ونظاراتك الطبية

رأيتك مكلال بتاج الحرف األخضر والحبر األسود وممنطقا بنون العقل العظيم األعظم

.أعني بحزام الصبر والسؤدد والنصر

رأيتك وبجانبك يقف رجل كأنه بيكاسو شة وبيده لوحة كأنها غيرنيكاوبيدك ري

حرب هي، أليس كذلك يا حبيبي؟ لوحة

لم تكن عادال معنا يا بابلو ألم تجد غير غرينيكا من كل لوحاتك

!كي تحملها إلينا ليلة رفع حجاب الكشف؟

قيين الثالثةلوحة الموسي، ولمسن عازف الغيتار اأينها لوحة المرأة النائمة، وأينها الولد األزرق، ووالحمامة فلةالط وأينها

؟العشاقلم تحمل كل هذا، بل لماذا لم تحمل لنا معك لوحة اذالم

فمحرابنا محراب حب وهيام يا بابلو لذا، ما عالقة الحب بالحرب هنا البيضاء؟ وما دخل ثورك األسود بحمامتنا

عذرا حبيبي، فلربما حدث خطأ ما في الرؤيا

أو في كيمياء التواصل بيننا .أو ربما في كهرباء العين ونورها

:لكن ريشة يدك يا حبيبي، اليوم نطقت وقالت

ما من خطأ هنا، فال تعتذري، فالشيء بنقيضه يعرف .شرق والغرب كذلك الحب والحرب وال

بابلو أضافما من خطأ في كيمياء التواصل

الباكية والطفل بين يديها في لوحتي فاألم .مريم وعيسى كل زمان، وفاطمة وحسين كل مكان

والثور األسود، الشر في الطبيعة يا صغيرتي

ففي قلب البحار الصامتة ثورة األمواج وهديرها .عمق الصحاري الهادئة صوت العواصف وصراخها وفي

لذا، فال تخافي إن أنا دخلت محراب عشقكما الليلة فالحرب في أرض حبيبك قائمة وفي أرضك أيضا

.والحب في قلبه نخلة وارفة وفي قلبك أيضا

وحبيبك حصان األمل األبيض في غيرنيكا لويوأنت مصباحها الع

.وال الحب يا سيدتي لعبة أو صدفة والحرب لم تكن يوما

ق من حولناهذا جزء من حياتنا وحياة الخل كل موجود قبلي وقبلك ال هي جريرتي وال جريرتك

.فالعذاب في حشوة الكون وليس فقط صنيعة البشر

لكن هناك خطيئة عظمى اقترفناها يا سادتي طق أخيرا حبر القلم بين يديك يا حبيبين

قلت وعيني على الرجل المصلوب في اللوحة، وما هي؟

أخرجت الحرية أبانا آدم من جنته يا سيدتي وأراد أن يفعل ما يشاء هو، فحملنا معه األمانة

.حينما رفضها كل من في الكون يا أحبتي

اة حرية حمراء والخطأ يالزمهافالحي والحرية مفتاح يفتح باب اللذة واأللم

.وهي أيضا أمانة وطريق مفروشة بالعسل وبالدم

هذا ما خطه حبرك فوق لوحك يا حبيبي وهذا ما قاله بيكاسو في لوحته ليلة لقائي بك

:وهذا هو سر ت واألرض إنا عرضنا األمانة على السماوا"

والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ".وحملها اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال

اقتربي مني أكثر

سعد الشاله

كلما أجهشت خطواتي بأرصفة السنين

وامتألت كؤوسي بنحيب الحروف لق البابليأيمم رأسي شطر سيمفونية الخا

فيمنحني مفاتيح النشيد .بر واألنين وأهيم ما تيسرأفتح نوافذ الص

أرقني وما يزالطالما سأصارحك اليوم بأمر

أمر يمحو ويثبت جزء من أحالمي العريضات أنت وطني لكنني سأبتعد عنك حتى أجد روحي وأعود إليك

يت يوما منهاأنت أغنيتي الخالدة التي ما ارتو بحروف حبيبي أنت من جلدني البارحة

وال أدري كيف أضمد جراحي الضاحكة كلما أغسل جرحا أسمع همسك فيرتعش كبريائي

.منزلكوجعل أضلعي ) سبحان من جملك: (وأردد

:يحبيبتأنا يا كنت خائفا من هذا النداء الصريح الخفي

:ح تصدحينحتى سمعتك باألمس بفر قلها وال تخش دركا

فقد نذرت نفسك صلبا من أجلها

.قلها، وافتح راحتيك فلن تشعر بألم المسامير أبدا

:أنا يا حبيبتي رسمتـك شجرة سدر وأنتهي إليك كل ليلة

أبايع حروفك وبهاءك تحتها وأنتشي بقبالت النسيم ألغصانها الناعمات

أن أقطف آمالي منها كنت أحاول وأنشرها على عقارب الساعات

في الوجد الذائبة) سلفادور دالي(ي ساعات أعن وأنسجها مظلة للعاشقين كنت أجمع ابتساماتك العذرية

.وأنا نليق بالتربع على قمة الصبر وأزهو عليهم، فأنت

:أنا يا حبيبتي عصوررنيكا اليوذات سحر شفيف ومن خالل غ

سمعت هاتفا يتكئ على ألف الهيام : يقولو صوته مكلل بتاج الحروف الخضراء من رأى منكم عاشقا فرحا فليتعلم منه

ومن لم يستطع فليتأمله مليا ومن لم يستطع فليقبل جبينه

.أجمل المواساة –لعمري –وتلك

:أنا يا حبيبتي ا يا سدرتي ومنتهايومن فضلك اسمعيني جيد

أنا ذلك العاشق الفرح وقد زادني االغتراب أمال جئت مقتفيا حضرتك منذ ستين عاما

الخالدتين كي أهيم بين راحتيك وها أنا ذا في مقام العشق أذوب وأذوب

.فيها أذوب كساعة دالي الال ريب

لكن عطرك انتشلني من هذا الغرق اللذيذ صي األزرق المحيطقد قمي

لثم شفتي فأسكرني وذبت من جديد وظل يبحث بين أنفاسي البطيئات

فوجدني بين سينك والميم متشبثا باأللف العظيم ماسكا ريشة الحب األبدي

كشعلة زرقاء الراقصة .محتضنا سحرها وألوانها الخالدات

لنحل بين الزهوركا تتناغم عندها، بدأت األسئلة

من رفع عنك الحجاب؟ أين لوحات النجوم الثاقبات؟

أين أنت يا تموز وأين عشتار؟ الحب والحرب عشتار حبيبتي إلهة

رنيكايلم يخطئ بيكاسو حين أهداني الغ .لفازددت يقينا وبدأت التأم أتفكر جعلني

حروفال الساحرة ولكن دعيني أوال أتأمل السمرة بالعشق والجمال المكنون نابضة ال

دعيني أعفر وجهي ببريق عينيك

المجنون المغربي دعيني أجدل شعرك فكلما مددت يدي فارقني جسدي

.وأيقنت أنك أنت عشتار أعني فينوس

ي أكثراقتربي من فقد تعلمت منك كثيرا وختمت األسرار

كثروتأملتك مليا فاقتربي مني أ أريد أن أقبل جبينك األسمر

.كما أوصاني هاتف السحر الشفيف

بلسبع ق

أسماء غريب

بلة األولىالق

وأخيرا وجدتني يا حبيبي وجدت بحرك األخضر ومحارتك الفضية،

د زمر لك اآلن أن تفتحتها، ففيها ك ت بابة والوله والعشق زمردة الشوق والص

وفيها لك مني سبع قبل لكل منها لون وطعم وعطر ولذة تذيب تراب الجسد

وتقيم لك في هيكل الروح بستانا تكون فيه البستاني وأنا وردتك الوحيدة،

.أعني توليبانك األسود الوحيد األوحد كرز الوردي من ال فقبلتي األولى حبة

ستفتح نيران عسلها عيني قلبك وسترى بهما لون وجهك الحقيقي،

.وذهبي الشفتين المحياإنك اآلن بنفسجي

بلة الثانيةالق

وأخيرا وجدتني يا حبيبي وجدت وطنك وأغنيتك الخالدة

لك اآلن أن تعزفها لي :رق قبلتي الثانية لك وتخرج من كيسها األز

من التوت األرجواني، ستعيد إليك ذكرياتك معي حبة أو ذكريات طفولتنا العدنية

حينما كنا أنت وأنا وردتين في بستان الحق األكبر وستعشقني كل فجر أكثر وأكثر

ولن تخشى بعد اليوم الجراح وال نيران الفراق نظر إليك باسما قلب أمك الحنونفإلى يمينك ي

وإلى يسارك ينبض لك قلبي بفرح عظيم .ب والقلب يرقص نور جدك وجديوبين القل

بلة الثالثةالق

وأخيرا وجدتني يا حبيبي وجدت فينوسك ويمامتك الزرقاء

لك اآلن أن تضع يدك في يدها :ة لك وتأخذ منها قبلتي الثالث

من الزعرور األحمر حبة

إلى قلبك خفقات األمل تعيد وتدخلك إلى حلبات األنا أحيا،

واألنا أستطيع، واألنا أريد .وتحملك إلى جسدك الملتهب المتكوكب

هاكتف لك اآلن أن تسند رأسك على كي ترى من دواخلك شمس الحق

ر القوة والعزةوهي تشرق من بح .لتعطيك نون الحبر وألف الكتابة

بلة الرابعةالق

وأخيرا وجدتني يا حبيبي وجدت عروسك التموزية

لك اآلن أن تضع شفتيك على شفتيها :وتأخذ منها قبلتي الرابعة لك ك رحيقهاحبة من التين البني، سيأخذ

فراغ الممتلئ باالنسجام الراقصإلى دائرة ال وسيوصل قلبك بقلب الكون

وأرضك بأرضي وسندخل معا غرفتنا المعلقة في شجرة الصدق

وننام برضا عجيب فوق سريرنا األبيض ا البعيدةأحالمه للروحونعيد

أحالم أبينا آدم وأمنا حواء ونشعل من جديد .ة اليعقوبية والصبر األيوبي شموع الدمع

القبلة الخامسة

وأخيرا وجدتني يا حبيبي وجدت نقطة حنائك

لك اآلن أن تحيطها بذراعيك :وتأخذ منها قبلتي الخامسة لك

ملعقة من الهالم الملكي تعيد إليك مجد صوتك الناظمي الغزالي

عنقاءلكي تغني لي وحدي أغنية ا وسط بحيرة العشق ةسبح سعيدت وهي

وتحت ضوء القمر األحمر، القمر الذي ذاب من الفرح ذات فجر

حينما رآك تلبسني خاتم المحبة والوفاء أو خاتم العهد والوعد األمجد

.خاتم الخضر وصاحبيه يوشع واليسع

القبلة السادسة

بيوأخيرا وجدتني يا حبي وجدت امرأتك ونبض دارك

لك اآلن أن تنظر مليا إلى رمانتيها بيكمنكفوق وترفعها عارية

:وتأخذ منها قبلتي السادسة لك ملعقة من تراب النمل األبيض

ك إلى عين الرؤيا والشهادةستأخذ كي ترى الفنان األكبر وهو يرسم

ل سهد وبعد لوحة لقائنا بعد طو ويزرع في سمائها طيور الفرح باإلياب

وفي أرضها حدائق من نخيل وأعناب يدخلون من كل باب ومالئكة

.سالم علينا بما صبرنا في زمن الفراق والغياب

القبلة السابعة

وأخيرا وجدتني يا حبيبي وجدت عشك الدافئ وحمامتك البيضاء

آلن أن تنظر مليا إلى بريق عينيهالك ا وتضعها بلطف فوق سرير المسرة الخضراءكي تقرأ بأناملك حروف ضفائرها

:وتأخذ منها قبلتي السابعة لك نقطة من العسل األسود

وتخبأها جيدا تحت لسانك كي ال يراها قناصو الشموس وما أكثرهم

ك لوحدكفهي نقطتك لوحدك، وهي شمعت وهي قلبك النابض وريشك األحمر

وهي أنت وأنا، سدرة منتهاك .وحبيبتك التي تسكن بين أضلعك

ع عتباتسب

سعد الشاله

من بعيد، يراها تلوح بضوئها األسمر البهي .ومن بعيد جدا يرتل قلبه سمرتها نقطة نقطة

حيرىحروفها تمسك أنفاسه ال وتنثر عليها نثيث القبل السبع،

كان يعرف تماما أنها ربما ال تكفيه لكنه يمضي للبحث من جديد

فيدثره الحب ويثمل روحه فتسمو للرجاء وتنطلق مع سفينة النشوة األبدية

لتلتقي بضالتها الوحيدة عند سرب النخيل واألعناب .المتينصقيلة العين كزمردة الوجد

تنسم عطرها الذي انتشله من غرق لذيذ ذات يوم إذ ال جسد يفصله عنها،

تذوق القبلة الكرزية األولى فارتوت شفتاه الذهبيتين وهم لألفق األعلى

غشي السدرة مرة أخرى -وبعد رمشة عين –لكنه .ليبلغ العتبة األولى للفناء

عيد جدا، يراها كنخلة الفجرمن بعيد، من ب تدندن أغنيته الخالدة فتتدحرج صورها اليومية

كانت نغماتها كأجنحة الفراشات وهي تسبح بالحمد وعلى الفور احتسى كأس ابتعادها لونا لونا

واعتمر صدره بالدعاء والسؤال فاعترته قشعريرة قبلة التوت األرجواني الثانية

والتي يعلم تماما أنها ال تكفيه لكنه واصل البحث في فردوس الذكريات

اقتنص ورود العشق المختلفة األوراقه البتول أخرج من كنانته حنين أم

تيمم بجراح طفولته الراقدة بين تجاعيد النسيان وهمس لنخلة الفجر وللون نسغها الصاعد

.تبة الثانية للفناءجذبته، فبلغ الع

من بعيد، من بعيد جدا لمح بحرها وأمواجه السبع أرسى سفينته القرمزية األشرعة بين خفقات األمل

تعطر بإزار فينوس أقصد عشتار الخضراء وصرخ بوجه البحر الملتهب األمواج

فتبللت نوارس المد الزرقاء وتصافحت أجنحتها من فرط الحياء

ودون أن يعلم قبلته حبة الزعرور األحمر القبلة الثالثة القبلة الثالثة التي يعلم تماما أنها ال تكفيه

ورجاء طاعةبها ولكنه انتشى فدبت في روحه اإلرادة والحب والحياة

والتهب كوكبا متمردا يضارع شمس الحق لتفت شم ما بين شعرها والكتفين ولم ي

.وأدار الدفة نحو العتبة الثالثة للفناء

كتب على سرج براقه األثير قصيدته الخالية من جسده وانتفاضاته

لون ناصيته بطين القدس واستعد للعرس أغمض شفتيها الذهبيتين بدمعة تموز وانتظر

بعة على نقطة ضلعهرحيق حبة التين البني ليرسم القبلة الرا وهو يعلم تماما أنها ال تكفيه ولن تكفيه أبدا

رقص الفالمنكو على إيقاعات بيكاسو الغيرنيكا ما أبيضاباسمها الكوني فكان الصدى حل وهتف

حواء أيتها الشجرة الصادقة الصبر والعناء أعيدي إلي روحي التي تحتضنين .الرابعة للفناء واسمحي لي بالعروج إلى العتبة

من بعيد، من بعيد جدا سمع نغما سماوي الصفاء

دوزن عوده ذا األوتار التسعة وبدأ الغناء ولكي يعزف أجمل، خضب راحتيه بنون الحناء

وانطلق يبحث عن خاتم الحب والوفاء خاتم بخمس شذرات مؤطر بأهل الكساء

ءها بذراعيه المرتعشتينوضعه بين يديها، وأحاط بها :وغنى بصوته الغزالي لها وحدها

قل لي يا حلو منين هللا جابك ؟ ( *)خزن جرح قلبي من عذابك

فقبلته القبلة الخامسة التي يعلم تماما أنها ال تكفيه

.لكنه واصل العزف والغناء حتى العتبة الخامسة للفناء

ع نبضها المنتظم اإليقاعمن بعيد، من بعيد جدا سم يهتف من خلف الرمانتين هتافا حبيب

كان يسمعه بأنامله الوردية اللون فأسكره النبض ومعناه العشقي العجيب وعلى الفور توضأ بعصير الرمانتين

كؤوس من اللهيب ورسم بريشته ست وصبها فوق منكبيه العاريين

الفنان األكبر العظيم ريشته التي استعارها من ه عين الرؤيا والشهادةبلغت

وهناك، قبلته القبلة السادسة وهو يعلم تماما أنها ال تكفيه

لكنه واصل االستماع لحديث الرمانتين بأنامله الوردية اللون .حتى بلغ العتبة السادسة للفناء

بيضاء ن بعيد، من بعيد جدا رأى حمامةم

الخصيب) الفلوت(فتيه بهديلها تدنو من ش روت عطشها ببريق عينيه الهائمتين

قادها بلطف كاألثير إلى سرير المسرة فك ضفائرها الخضراء

وضع لها حجابا من نور ثم ذاق نقطة العسل األسود المصفى بآية نون

عانقها ولكن بلطف حميم

)ل أتىه(فانطلقت قبلتها السابعة وهي ترتل فاكتفى

وأقام عشه في مقام العشق األبدي .وعبر العتبة السابعة للفناء

. ))الغزالي ناظم العراقي للمطرب أغنية مطلع((*

قلبي وقلبك يسجدان

أسماء وسعد

اآلن وقد تعريت وتعريت تجردت وتجردت

خلعت نعلي وخلعت معي أمام عتبة الهو فقف

.الذي ال إله إال هو

اآلن وقد بلغت الفناء األكبر وأصبحت ال أنت وأصبحت ال أنا

أذب قلبك في قلبي وقل لي يا حبيبي ماذا ترى؟

أرى قلبي وقلبك يسجدان

في مقام العشق القديم أن همست بخاطري وأراني ومنذ

مقدسأرفرف في الوادي ال أبيض الجناحين بليغ العينين ورطب الشفتين

أذوب عريا بهيجا وأنتشي بعطر مقامك المهيب

وأراك تبلغين نشوتي وأبلغ نشوتك

والال إله إال هو يحتفي بعرسنا الدموع

وأنت يا حبيبتي ماذا ترين؟

ه أوتارأرى قلبك عودا وعروق قلبي :يغني أرى براقنا األحمر

)عودك رنان، رنة عودك إلي( :وأرى أمك البتول تبكي وتدندن الليل لم يخلق للنوم لكن للسهر

والناس نيام وغدا يموتون .والدم من العين سينهمر

:أرى قلبي وهو يقول لك

رسك األبيض الوفيأنا قط وشمعتك وقصيدتك الخالدة

رك أنا زادك ودار قرا وأنا من باسمه ظهرت األحكام

وعمت اآلالء والنعم فقل لي لطفا أنت ماذا ترى؟

أراك وأنت تغزلين عروق قلبي

تستلين النغمات منه وتقولين هي لي ولكقك تماما وأتشبث بسينك السعيد أصد وأقبل خدك األسيل وطرفك الكحيل

وال أخشى الفراق .أمي البتول تدندن معنا في الغداة وفي األصيلألن

أعيدي علي وجيب فؤادي العليل وأطعميني كوثرا وسلسبيل

فعتبتي األخيرة هي وجهك الوضاء وهو جوازي لحضرتك البهية

عندها فقط، سأعزف سيمفونيتك المحببة وأقرأك قصيدة خالدة حروفها النور

قينونقيم مهرجانا للعاش أنت وأنا في مقعد صدق ويقين

واآلن يا حبيبتي ماذا ترين؟

أرى مالكا أخضر :ة حمر عظيمة يقول لناح بسبع أجن

كفاكما وقوفا بالعتبات هيا فقد أذن لكما بدخول حضرة الهو

!وما أدراكما ما حضرة الهو أرى أننا أخيرا ال نسمع إال هو

وال نرى إال هو ث إال عنه هووال نتحد

لذا، فالصمت لي ولك بعد اليوم سيكون خير رسول

:يدندن ويقول للعاشقين من بعدنا

ليس لكم إال هو، يا من ال يعلم ما هو،

وال كيف هو، وال أين هو، .وال حيث هو إال هو

ملحق

عناوين القصائد المصحوبة باللوحات

اتها في أرقام صفح النسخة اإليطالية

ـ نون الحناء

ـ تسع زعانف للبوح

ـ المقام السري

ـ لؤلؤتان ودعسوقة

ـ البطريق األبيض

ـ معطف صوفي

)الزين(ـ نقطة

ـ بيكاسو

ـ سبع قبل

الفهرس

تقديم الحناء نون

أوتار تسعة التاسع الوتر مقامات

للبوح زعانف تسع السري المقام ودعسوقة انلؤلؤت

ذهبيتان ليرتان األبيض البطريق

النجوم تبكي عندما أحمر نبق

صوفي معطف الحمر الجنود رقصة الزمردي البحر

األكورديون ميساء أغنية غير وال تانغو

انتظار رقصة صليبك من انزل اآلن )الزين( نقطة

األحمر والهدهد الدمعة دموع ثماني

األخضر الحوت السمراء الموجة

للحزن وقت ال اآلن بعد وجع ال

بيكاسو أكثر مني اقتربي

قبل سبع عتبات سبع يسجدان وقلبك قلبي