11
اﻻﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻌﻣﺎرة: اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻻﺑﻌﺎد اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔSustainability and Architecture: Concepts and dimensional Applied ﺩ. ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻧﻌﯿﻢ1 اﻟﻤﻠﺨﺺ: ﺑﻌد ﯾوم، اذ ﻟم ﺗﻘﺗﺻر ﻓﻛرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺎل ﺗﺧﺻﺻﻲ ﺑﻌﯾﻧﻪ، اﯾد اﻫﻣﯾﺔ ﻓﻛرة اﻻﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﯾوﻣﺎ ﺗﺗز ﻓﺎﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺻﺎر واﺳﻊ اﻟﻧطﺎق وﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل وﺟﻪ ﻣن وﺟوﻩ اﻟﺣﯾﺎة ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻟﻠﻐﻣوض اﻟذي ﯾﺷوب ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ، اﻟذي ا وﻧظر اﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﯾﺗﺻدر ﺟدول اﻋﻣﺎل اﻟﺑر اﻗﺎ ﺑر ا ارﯾﺔ ﺻﺎرت ﻣﺟرد ﺷﻌﺎر ﯾﺣﯾﻠﻬﺎ اﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟدﯾﻣوﻣﺔ او اﻻﺳﺗﻣر واﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ اﻵوﻧ ﺗﺟﺎﻩ اﻻﺳﺗداﻣﺔ اﻣﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ او اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺟدا اﻣﺞ اﻟﺗز ﺔ اﻻﺧﯾرة، ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗﺿﻣﻧت ﺗﻠك اﻟﺑر ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﺷﺎﻣل. وﯾﻌد ﺣﻘل اﻟﻌﻣﺎرة ﻣن اﺑرز اﻟﺣﻘول اﻟﺗﺧﺻﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗرى ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺳﺗداﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ اﻻﻛﺛر ﺑﺎﻻﺳﺗداﻣﺔ وﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻬﺎ. اﻣﺎ اﻟﺗز وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺟدﻟﯾﺔ ﻫذا اﻟﺑﺣث اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺣور ﺣول اﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻔﻬم اﻟﺧﺎطﺊ ﻟﻼﺳﺗداﻣﺔ ﻛﻣﻔﻬوم ﺑﺷﻛل ﻋﺎم وﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﻌﻣﺎرة ﺑﺷﻛل ﺧﺎص. وﺑﺿوء ذﻟك ﻓﺎن ﻣﺎ ﯾﻬدف اﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻫو ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺄطﯾر اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎم ﻟﻼﺳﺗداﻣﺔ وﻛذا اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ا ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻪ ﻣن اﻟﺗﻧظﯾر اﻟﻰ اﻟﺗﻧطﯾق. وﻋﻠﯾﻪ ﺗم ﺗﻘﺳﯾم ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎرة ﻛﺣﻘل ﻣﻌرﻓﻲ ﺧﺻب ﻗﺎدر اﻟﺑﺣث اﻟﻰ ﻣﺣورﯾن رﻛز اﻟﻣﺣور اﻻول ﻋﻠﻰ ﺳﺑر اﻏوار اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻠﻐوﯾﺔ واﻻﺻطﻼ ا ﻋﻠﻰ ﻛﺷف ﺟﺎﻧب ﻣن ذﻟك ﺣﯾﺔ ﺑﻬدف طرح اطﺎر ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻗﺎدر اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﯾﺷوب ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗداﻣﺔ. ﻓﻲ ﺣﯾن رﻛز اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗرى ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﺎرة، وﻋن اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ اﺧرى ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﺳﺗدام. اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ: اﻻﺳﺗداﻣﺔ, اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﺳﺗدام, اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ، رﻛﺎﺋز اﻻﺳﺗداﻣﺔ، اﻟﻌﻣﺎرة اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ.Abstract : The importance of the sustainability increases day by day. As the idea is not limited to a particular field of specialization, their use has become widespread and can be applied to almost all aspects of life. Because of the ambiguity of the concept which is referred to the continuity or durability, it has become a sparkling slogan that takes the priority in the agenda of the developmental programs of many institutions and governments recently, even if these programs includes a completely different political or economic obligation from the comprehensive concept of sustainability. The field of architecture is considered one of the most prominent specialized fields where you can see the sustainability with its true concept theoretically and practically. Here comes the argument of this research which focuses on the misunderstanding of the sustainability as a concept in general and in the architecture field in particular. Therefore, the aim of this research is to frame the general concept of sustainability as well as revealing the underlying relationship between the concept and architecture as a cognitive field capable of transferring it from theory into practice. Therefore, the research is divided into two axis or aspects . The first one focuses on the depth of the concept and the idiomatic language in order to put forward a conceptual framework able to uncover the vagueness of the sustainability concept. While the second one focuses on the search for how sustainability can be seen in architecture , and the potentials that can be achieved on the other hand through sustainable design. Key words: sustainability, sustainable design, sustainable development, the pillars of sustainability, sustainable architecture. 1 ) . أﺳﺘﺎﺫ ﻣﺴﺎﻋﺪ, ﻗﺴﻢ اﻟﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﻌﻤﺎﺭﯾﺔ, ﻛﻠﯿﺔ اﻟﮭﻨﺪﺳﺔ, ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺻﻨﻌﺎء[email protected] mail; - e (

الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

Embed Size (px)

DESCRIPTION

د. محمدعلي علي نعيم استاذ استراتيجية التصميم ونظرياته المساعد بقسم الهندسة المعمارية جامعة صنعاء [email protected]

Citation preview

Page 1: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

التطبیقیة واالبعاد المفاهیم :والعمارة االستدامةSustainability and Architecture: Concepts and dimensional Applied

1د. محمد علي علي مسعود نعیم

الملخص:

فاستخدامها صار تتزاید اهمیة فكرة االستدامة في العالم یوما بعد یوم، اذ لم تقتصر فكرتها على مجال تخصصي بعینه، ونظرا للغموض الذي یشوب مفهومها، الذي .واسع النطاق ویمكن تطبیقه تقریبا على كل وجه من وجوه الحیاة على األرض

یحیلها الى معنى الدیمومة او االستمراریة صارت مجرد شعارا براقا یتصدر جدول اعمال البرامج التنمویة لكثیر من المؤسسات ة االخیرة، حتى لو تضمنت تلك البرامج التزامات سیاسیة او اقتصادیة مختلفة جدا تجاه االستدامة والحكومات في اآلون

بمفهومها الشامل.ویعد حقل العمارة من ابرز الحقول التخصصیة التي یمكن أن ترى فیها االستدامة على المستوى النظري والتطبیقي االكثر

تأتي جدلیة هذا البحث التي تتمحور حول اشكالیة الفهم الخاطئ لالستدامة كمفهوم ومن هنا التزاما باالستدامة ومفاهیمها. بشكل عام وفي حقل العمارة بشكل خاص.

فان ما یهدف الیه هذا البحث هو محاولة تأطیر المفهوم العام لالستدامة وكذا الكشف عن العالقة الكامنة وبضوء ذلك البحث الى محورین ركز بینه وبین العمارة كحقل معرفي خصب قادرا على نقله من التنظیر الى التنطیق. وعلیه تم تقسیم

حیة بهدف طرح اطار مفاهیمي قادرا على كشف جانب من ذلك المحور االول على سبر اغوار المفهوم اللغویة واالصطالالغموض الذي یشوب مفهوم االستدامة. في حین ركز المحور الثاني على البحث عن الكیفیة التي یمكن أن ترى فیها

االستدامة في العمارة، وعن اإلمكانیة التي یمكن أن تحققها من جهة اخرى من خالل التصمیم المستدام.

االستدامة, التصمیم المستدام, التنمیة المستدامة، ركائز االستدامة، العمارة المستدامة. المفتاحیة: الكلمات

Abstract :

The importance of the sustainability increases day by day. As the idea is not limited to a particular field of specialization, their use has become widespread and can be applied to almost all aspects of life. Because of the ambiguity of the concept which is referred to the continuity or durability, it has become a sparkling slogan that takes the priority in the agenda of the developmental programs of many institutions and governments recently, even if these programs includes a completely different political or economic obligation from the comprehensive concept of sustainability.

The field of architecture is considered one of the most prominent specialized fields where you can see the sustainability with its true concept theoretically and practically. Here comes the argument of this research which focuses on the misunderstanding of the sustainability as a concept in general and in the architecture field in particular. Therefore, the aim of this research is to frame the general concept of sustainability as well as revealing the underlying relationship between the concept and architecture as a cognitive field capable of transferring it from theory into practice. Therefore, the research is divided into two axis or aspects . The first one focuses on the depth of the concept and the idiomatic language in order to put forward a conceptual framework able to uncover the vagueness of the sustainability concept. While the second one focuses on the search for how sustainability can be seen in architecture , and the potentials that can be achieved on the other hand through sustainable design.

Key words: sustainability, sustainable design, sustainable development, the pillars of sustainability, sustainable architecture.

)[email protected]; -eأستاذ مساعد, قسم الھندسة المعماریة, كلیة الھندسة, جامعة صنعاء. ( 1

Page 2: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

المقدمة: .1

بعد يوم، اذ لم تقتصر فكرتها على مجال تخصصي بعينه، تتزايد اھمية فكرة االستدامة في العالم يوماونظرا للغموض .تطبيقه تقريبا على كل وجه من وجوه الحياة على األرضفاستخدامها صار واسع النطاق ويمكن

يتصدر جدول الذي يشوب مفهومها، الذي يحيلها الى معنى الديمومة او االستمرارية صارت مجرد شعارا براقامج التزامات اعمال البرامج التنموية لكثير من المؤسسات والحكومات في اآلونة االخيرة، حتى لو تضمنت تلك البرا

سياسية او اقتصادية مختلفة جدا تجاه االستدامة بمفهومها الشامل.

ويعد حقل العمارة من ابرز الحقول التخصصية التي يمكن أن ترى فيها االستدامة على المستوى النظري االول على سبر والتطبيقي االكثر التزاما باالستدامة ومفاھيمها. وبضوء ذلك قسم البحث الى محورين ركز المحور

اغوار المفهوم اللغوية واالصطالحية بهدف طرح اطار مفاھيمي قادرا على كشف جانب من ذلك الغموض الذي يشوب مفهوم االستدامة. في حين ركز المحور الثاني على البحث عن الكيفية التي يمكن أن ترى فيها االستدامة في

ن جهة اخرى من خالل التصميم المستدام.العمارة، وعن اإلمكانية التي يمكن أن تحققها م

:المحور االول: االستدامة/ االصل واالبعاد .2

يناقش ھذا المحور األبعاد اللغوية واالصطالحية والفلسفية لمفهوم االستدامة، بهدف بناء إطار مفاھيمي يوفر إشكالية احالته الى معنى الخلفية المعرفية التمهيدية المطلوبة لكشف جانب من الغموض الذي يشوب المفهوم من

الديمومة او االستمرارية بغض النظر عن ركائزه والعالقات بينها، لذا لم يقتصر البحث عن ماھية المفهوم فحسب، بل تجاوز ذلك إلى البحث عن الكيفية التي يمكن أن يرى فيها، وعن اإلمكانية التي يمكن أن تحققه في اي مجال من

في العمارة بشكل اخص.مجاالت الحياة بشكل عام، و

البعد اللغوي للمفهوم: .2.1

وأدامه واستدامه تأنى فيه وقيل طلب …. : ( دوم ) دام الشيء يدوم ويدام )ابن منظور( جاء في لسان العرب :األناة وأنشد لقيس ابن زھير األمر دوامه وأدومه كذلك واستدمت األمر إذا تأنيت فيه .... استدامة

فال تعجل بأمرك واستدمه فما صلى عصاك كمستديم

قام وتصلية العصا إدارتها على النار لتستقيم واستدامتها التأني فيها أي ما أحكم أمرھا كالتأني, ومعنى البيت ما استدمت غريمي رفقت به و(أستديم) هللا عزك ,وجاء في المصباح المنير .يعنى بها ويحب قضاءھابحاجتك مثل من

)الفيومي( .يتعدى إلى مفعولين والمعنى أسأله أن يديم عزك

، ولها اكثر من عشرة معاني، sustinereكلمة مشتقة من الالتينية sustainable االستدامة باللغة االنجليزية أو to give support بأنها Webster Dictionary لحفاظ، والدعم، أو تحمل. ويترجمها قاموس ويبسترأھمها: ا

to provide sustenance ويعتبرھا القاموس adjective أي صفة، فكلمة sustainable تصف التنمية بأنها )Webster 2014( .مدعومة أو مستندة على قوة ما تمنحها االستمرارية

بالتأمل في التفسیر المعجمي للمفهوم، تتجلى مفردات متنوعة مثل: (الدوام, والرفق, والتأني) ,أسس ذلك اما التنوع على السیاق الذي تمارس االستدامة فیه, كما یبرز اھمیة حب فعلها لممارستها والقیام بها بعنایة.

بل متناقضة احیانا, حیث استخدم كمبدأ لدعم على مستوى االصطالح فقد عنى مفهوم االستدامة اشیاء مختلفةوجهات نظر متناقضة كلیا حیال قضایا بیئیة مثل التغییر المناخي والتدھور البیئي, مع ذلك فقد تكاثفت الجهود للخروج بتعریف شامل وواضح لالستدامة، تلك الجهود لم یكن لها ان تكون فاعله اال بربط مفهوم االستدامة

.بالتنمیة

).الباحث): االبعاد اللغویة لالستدامة (1شكل(

Page 3: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

:التنمیة المستدامة .2.2

يرى الدكتور دال، ان مفهوم االستدامة في التنمية استخدم في االصل للتعبير عن طبيعة العالقة بين علم الذي ، Ecoعلى اعتبار أن العلمين مشتقين من نفس األصل اإلغريقي Ecologyوعلم البيئة Economyاالقتصاد

." البيت أو المنزل، وحيث أن علم البيئة يعنى بدراسة مكونات البيت، وعلم االقتصاد house" or "habitatيعني"يعني بإدارة مكونات البيت. وبافتراض أن البيت ھنا يقصد به مدينة أو إقليم أو حتى الكرة األرضية، فإن االستدامة

يتناول بالدراسة والتحلي ل العالقة بين أنواع وخصائص مكونات المدينة أو اإلقليم أو الكرة بذلك تكون مفهوما )Dahl 1996 ( األرضية وبين إدارة ھذه المكونات.

(IUCN)في حين تعود فكرة التنمية المستدامة الى التفويض الجديد الذي تبناه االتحاد الدولي لحماية الطبيعةالمقدم من Development without Destruction"م, الذي حل مكان برنامج "التنمية بدون تدمير1969في العام

في السبعينات، ومفهوم "التنمية اإليكولوجية"، الذي تم تطبيقه في ثمانينات UNEP برنامج األمم المتحدة للبيئةمؤتمر االمم المتحدة للبيئة االنسانية في ستوكهولم عام القرن العشرين, فقد طرحت فكرة االستدامة كمحور عام ل

م, وتمت صياغة ھذا المفهوم بشكل خاص إلثبات امكانية تحقيق النمو االقتصادي والتصنيع بدون احداث آثار 1972لعالمية سلبية على البيئة. وفي العقود الالحقة تطور التفكير السائد حول التنمية المستدامة من خالل االستراتيجيات ا

م, ومؤتمر االمم المتحدة للبيئة والتنمية (قمة االرض) في ريو دي 1987م, وتقرير برندتالند 1980لحماية الطبيعة تبع ذلك عدد من المؤتمرات المكملة لفكرة االستدامة, عالوة على خطط )2006االتحاد الدولي ( م.1992جانيرو

قادة االعمال والمنظمات غير الحكومية بجميع انواعها.الحكومات الوطنية والمشاركة الواسعة من قبل

وبرغم ان مفهوم التنمية المستدامة قد يبدو للوھلة األولى واضح، إال أنه قد عرف وفهم وطبق بطرق مختلفة جدا، مما تسبب في درجة عالية من الغموض حول معنى المفهوم الذي يعد من المفاھيم الصعبة، والمراوغة،

قد أوردا أكثر من ثمانين تعريفا مختلفا له وفي (Fowke & Prasad) ويشار في ھذا السياق إلى أنوالمخادعة. ومن أھم تلك التعريفات وأوسعها انتشارا ذلك الوارد في تقرير )2007الغامدي ( .الغالب متنافسا وأحيانا متناقضا

م، والذي عرف التنمية 1987مم المتحدة في العام بروندتالند الذي نشر من قبل اللجنة غير الحكومية التي أنشأتها األالمستدامة على أنها: "التنمية التي تلبي احتياجات الجيل الحاضر دون التضحية أو اإلضرار بقدرة األجيال القادمة

)Oxford1987 ( "على تلبية احتياجاتها

Sustainable development is "Development that meets the needs of the present without compromising the ability of future generations to meet their own needs."

والجدير ذكره ھنا ان التنمية في ھذا التعريف ليست محددة بحقل معرفي معين، فهي قابلة التطبيق في كل العلوم ، فاستمرارية التنمية فقط ھو ھدفها.التطبيقية واالنسانية. كما ان ھدف التنمية في ھذا التعريف ليس محدد

)SABD2014( لقد استند ھذا التعريف على مفهوم االحتياجneeds وذلك بالمحافظة على شروط الحياة المقبولة ، (Maslow 1943) :لكل البشر. بالنظر إلى الهرم األساسي لالحتياجات اإلنسانية

متى ما توفرت كافة احتیاجات احد الطبقات, انتقل اإلنسان یتبین ان احتیاجات اإلنسان مبنیة على شكل طبقات, إلى الطبقة التي تلیها و بدأ بالتطلع الى االحتیاجات التي تلیها, وھي مرتبة على النحو التالي (من األولیة إلى

ت.االحتیاجات جسدیة ،األمان، االنتماء، االحترام و المكانة االجتماعیة، تحقیق و إثبات الذا :الثانویة)

).الباحث): ھرم االحتياجات اإلنسانية. (2شكل(

Page 4: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

ومع ثبات اغلب تلك االحتياجات عبر الزمن من المنظور العام اال انها متغيرة في التفصيل، بالزيادة او بالنقصان، فما يحتاجه الجيل الحاضر قد ال يكون من احتياجات جيل المستقبل، كما ان التنبؤ باحتياجات المستقبل الفعلية صعب

الكثر انتشارا ھو االخر يشوبه بعض الغموض، فالخمسة والعشرون نوعا ما، وبالتالي فتعريف التنمية المستدامة اعام الماضية منذ االعالن االول لهذا التعريف في تقرير بروندتالند كفيلة بفرز افكار قادرة على ايجاد تعريف اكثر

، انسب ار""ال ضرر وال ضروضوحا وشمولية للتنمية المستدامة، وقد تكون القاعدة الشرعية في الدين االسالمي لتعريف التنمية المستدامة، وأكثر شمولية ومرونة كونها تتعدى العالقة بين االجيال، فهذه القاعدة تحكم العالقة بين افراد الجيل الواحد، وبين الفرد واحتياجاته، بل انها تتعدى العالقة بين البشر الى العالقة بين البشر والحجر. وبذلك

ة ھو االخر لن يقدم رؤية واضحة لالستدامة كما يجب ان تكون، لذا سيتم البحث عن تلك فإن تعريف التنمية المستدام الرؤية الواضحة في ركائز االستدامة وتمثيلها في الفقرة التالية.

:ركائز االستدامة .2.3

صار اساس التفكير في االستدامة بعد تعريف بروندتالند يتمثل بثالثة ركائز ھي: االستدامة البيئية، واالجتماعية، واالقتصادية، مثلت ھذه الركائز بطرق عدة احداھا على شكل اعمدة واالخر على شكل دوائر متحدة

)2006االتحاد الدولي ( المركز، واخيرا على شكل دوائر متداخلة.

).الباحث): تمثیل ركائز االستدامة (3شكل(

فالمجال فيه ان الفهم التقليدي للتنمية المستدامة اعتمد على نموذج االعمدة الثالثة، وھذا الفهم لم يكن دقيقا مقابل واجتماعيا ما كانت ومازالت تقدم التنازالت بيئيا امام تقديم التنازالت مقابل االكتساب. وغالبا دائما مفتوحا

فهوم ھو فهمه كنماء نوعي، ففي ھذه االكتساب اقتصاديا. اذ يرى مناصرو التنمية المستدامة ان الفهم االفضل للمالحالة التنمية تعني االفضل بدال من االكثر، بالتشديد على نوعية الحياة بدال عن معايير العيش، وكذلك االفضل

وبالرغم من ان )Abrahammson1997 ( وليس االسرع، والتركيز على القيم بدال من التركيز على االشياء.ن االستدامة بالدوائر المتقاطعة قد ركز على اھمية التوازن بين ركائز االستدامة الثالثة النموذج االخير المعبر ع

لتحقيق االستدامة المنشودة، اال ان ھذا التوازن يجب ان يكون بين ابعاد االستدامة ليس كعناصر وانما كأھداف :تحققها العالقات الثنائية بين ركائزھا كاالتي

.المرونة)، بين المجتمع والبيئة( bearable القدرة االحتمالية � .(النمو)، بين البيئة واالقتصاد viable الكفاءة � .(العدالة)، بين المجتمع واالقتصاد equitable المساواة �

وبهذا یمكن تمثیل االستدامة بمثلث مفاصلة اھداف االستدامة واضالعه ركائزھا على ان تكون البیئة قاعدة القویة ھي تلك المتمركزة حول البیئة. ویمتاز ھذا النموذج باستمراریته الالمتناھیة المثلث كون االستدامة

والمفتوحة نحو استكشاف افكار جدیدة, اذ یمكن بزیادة وعي المجتمع نحو االستدامة، او بابتكار طرق واسالیب رة االستدامة، عالوة على مستدامة في االقتصاد، تعزیز الحفاظ على البیئة دون االخالل بالتوازن المنشود لفك

شمولیته لعناصر واھداف االستدامة.

البیئة

االقتصادالمجتمع

البیئة

المجتمع

االقتصادالبیئة المجتمع االقتصاد

االستدامة

Page 5: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

).الباحث): تمثيل جديد لركائز االستدامة .(4شكل(

اسالیب مبتكرة ومستدامة في االقتصاد. 1 زیادة وعي المجتمع نحو االستدامة. 2a .فضاء ابداعي تمارس فیه تطبیقات االفكار االقتصادیة الجدیدة b .فضاء ابداعي تمارس فیه تطبیقات زیادة وعي المجتمع c .فضاء ابداعي تمارس فیه تطبیقات االفكار االقتصادیة والمجتمعیة الجدیدة

الزیادة في القدرة االحتمالیة للبیئة نتاج استكشاف األفكار المستدامة الجدیدة.

).الباحثعناصر االستدامة مع الحفاظ على اھدافها. (): االستمراریة في االبداع واالبتكار من خالل 5شكل(

المحور الثاني: االستدامة في العمارة .3

بضوء ما جاء في المحور االول والتمثيل الجديد لركائز االستدامة، يبحث ھذا المحور عن االستدامة في العمارة، وذلك بمقارنة تلك الركائز بمفردات تكوين العمارة ومبادئها، ومن ثم االمكانية التي يمكن ان تحقق فيها

).هومنهجياتته االستدامة في العمارة من خالل التصميم (مبادئه واستراتيجيا

العمارة المستدامة. .3.1

لمبادئ التنمية المستدامة لم تكن فكرة االستدامة كغاية او توجه فكري في العمارة وليدة اللحظة، او انعكاسافحسب، فمنذ سبعينيات القرن الماضي ظهرت فكرة العمارة الخضراء كتوجه فكري، متزامنة مع الحركات

.االوروبية واالمريكيةالسياسية الخضراء في الحكومات

Page 6: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

محور قيامها

مسرح قيامها

عنصر استمراريتها

البيئة

المجتمع

االقتصاد

كما ان فعل االستدامة وتطبيقاتها في العمارة قد سبق ذلك بكثير، فقد ظهرت العمارة البيئية في الحضارات القديمة في صورة محاولة اإلنسان للتأقلم والتعايش مع بيئته. وتباينت صور ھذا التأقلم من استخدام المواد المتاحة

مرورا بطرق استخدامها وانتهاء باألساليب التي اتبعها للتعامل مع عناصر البيئة في البيئة المحلية في العمران .ومحدداتها من أمطار ورياح وشمس

ففي كثير من الموروث العمراني لكثير من الشعوب برز عدد من النماذج المستدامة على المستوى الحضري ليها مدينة صنعاء التاريخية، شكل ھذا الطرح حافزا والمعماري، من ابرز تلك النماذج دورة الحياة التي بنيت ع

–تحت شعار (تكنولوجيا 2000لمنظمي معرض العالم بدعوة دول العالم النامية للمشاركة في معرض ھانوفر .بشرية: نحو مستقبل افضل)، بهدف البحث عن حلول محلية لمشاكل عالمية –طبيعة

انها ليست ببعيدة عن ركائز(ابعاد) االستدامة وبالنظر الى مفردات تكوين العمارة ومبادئه ا، يتبين ايضامحور مسرح قيامها، واالنسان... ومبادئها، فالعمارة ال يمكن ان تكون عمارة اال باجتماع مفرداتها، المكان...

يالد، عنصر استمراريتها. وھي البد ان تتصف بما حدده فتروفيوس في القرن االول قبل الم قيامها، والزمان... )2005(نعيم (المنفعة، المتانة، الجمال).

).الباحث. (): العالقة بین ركائز االستدامة ومفردات تكوین العمارة6شكل(

مما سبق وجود تشابه بین العمارة واالستدامة في االھداف والغایات، بل ان على العمارة ان تكون یتضح وھي كذلك من الجانب التطبيقي حيث تشير االحصاءات ان البيئة مستدامة كي تكون عمارة من الجانب الفلسفي.

فاعال في التنمية المستدامة. إن قطاع المبنية لها اثر كبير على البيئة والمجتمع واالقتصاد، مما يجهلها شريكا لمجلس البناء االخضر االمريكي يس تنفذ من اإلنشاءات على سبيل المثال وما يرافقه من عمليات موازية طبقا

من الكهرباء، كما أن ھذا القطاع وما يرافقه %60 -%50من الطاقة الكلية المنتجة، وما يقارب من 40% - 30%من %35 -%25من المخلفات الصلبة، ويستهلك ما يقارب %40 -%35من صناعات مختلفة تطلق ما يقارب

)Johanna2014 ( حة للشرب والزراعة.من المياه الصال %25المواد االولية واألخشاب، باإلضافة إلى ھدر

تشیر االرقام اعاله الى أن ترشید أسالیب البناء واستهالك الطاقة ھي أحد الركائز التي تعتمد علیها نجاح التنمیة المستدامة في أي مجتمع، ولن یكون ذلك ممكنا في العمارة اال من خالل اعتماد مناھج مستدامة واضحة

.المناھج بمثابة الخطوة االولى لالنتقال بالعمارة المستدامة من التنظیر الى التنطیق في التصمیم، لتكون تلك

المكان

االنسان

الزمان

االستدامة العمارة

Page 7: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

):7شكل(

السلطة عناصر مثلثوطبیعة في العمارة،.(المصدر: التعامل معها

نعیم)

:عناصر المثلث الذات والمكان والزم�ان والش���رعية الت���ي تس���تند

إليها. الخضوع.� التدمیر: �

تدمير الذات. � تدمير المكان. � تدمير الزمان. �

التجاوز: �

تجاوز الذات. � تجاوز المكان. � تجاوز الزمان. �

� � �

� �

الفضاء المألوف).(الفكر السائد

مقدار التجاوز �

� اإلضافة المعرفية (قوانين، أو نظريات،...

الدوامة التي تحقق التجاوز

��

��

��

��

، وفق مفهوم الترویض.(المصدر: نعیم) التجاوز عناصر � ):8شكل( العناصر الرئيسة التي يحققها التجاوز: (الفضاء اإلبداعي، واإلضافة المعرفية) � استمرارية العملية اإلبداعية، بعد استهالك الفضاء اإلبداعي، مثال على تجاوز حدود الذات. � استمرارية العملية اإلبداعية، بعد استهالك الفضاء اإلبداعي، مثال على تجاوز حدود الزمان. � التداخل الناتج عن استمرارية العملية اإلبداعية، يولد تداخل في دوامات التفكير داخل الفضاءات المستهلكة. �

Page 8: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

:التصمیم المستدام .3.2

لما ھو موجود من ظواھر واشكال في الطبيعة ومن صنع اإلنسان بدأت فعالية التصميم األول مع فعل المحاكاة ثم انتقل الى وضع تصور مسبق برسم خطوط على الرمل، أو على مساحات مغبرة، وبمحاولة اإلنسان تنفيذ ما

بالمواد المتواجدة بين يديه، وعلى مقربة من حدود تواجده. تلك الخطوط التي )1990تنبكجي ( خطط، مستعيناباألمس على الرمل، ھي نفسھا الخطوط المرسومة الیوم باستعمال الحاسوب مع اختالف في النوعیة. ھذا رسمت

االختالف نتج عن تطور الوعي اإلنساني، وھو كذلك نتاج اختالف المنھجیة المرتبطة بالفكر اإلنساني، وطریقة ترتیب األفكار.

أشهر تلك التصنيفات ھو تصنيف سائد، ومن تطورت منهجيات التصميم عبر العصور كانعكاس للفكر ال ميز جونز بين ثالث نظريات للتصميم كما يأتي: Christopher Jonesكريستوفر جونز

(من وجهة النظر اإلبداعية): ينتج التصميم من الوثبة اإلبداعية Black boxالمصمم كصندوق أسود � الغامضة.

(من وجهة النظر المنطقية): التصميم نتاج العملية المنطقية Glass boxالمصمم كصندوق زجاج � المبررة.

(من وجهة نظر السيطرة): التصميم نتاج system Self-organizingالمصمم كنظام ذاتي التنظيم � استراتيجية وعملية تصميم موضوعية.

تجدد، فهي بحسب تصنيف جونز، تعد منهجية النظام ذاتي التنظيم االكثر فعالية لتحقيق التصميم االبداعي الم، إلى طريقة النظام rational viewpointتحول من طريقة الصندوق الزجاجي، المؤسسة على الرأي المنطقي

، إذ يكون control viewpoint النابعة من وجهة نظر السيطرة self-organizing system ذاتي التنظيميموضوعية، وليس نتيجة للعلمية المنطقية المبررة فقط كما في طريقة التصميم نتيجة الستراتيجية وعملية تصميم

إذا تكون لدى )Yen2000 ( الصندوق الزجاج، أو نتيجة للوثبة اإلبداعية الغامضة كما في طريقة الصندوق األسود. )Moloney 2002 ( المصمم القدرة على البحث عن أفكار وحلول متالزمة مع تقويم عملياته في آن واحد.

ألجل تحقيق االستدامة في العمارة بشكل ومن التطبيقات التي استهدفت تحقيق التصميم المستدام كاستراتيجيةبترجمة ركائز واضح، ھو ما قام به مجموعة من الباحثين في كلية العمارة والتصميم الحضري بجامعة متشجين

:االستدامة (االقتصاد، والبيئة، والمجتمع)، الى مبادئ لالستدامة في التصميم، وھي كما يأتي

االقتصاد في الموارد: تعنى بتخفيض وإعادة االستخدام، وإعادة تدوير الموارد الطبيعية المستخدمة في � .البناء

.ة البناء وتأثيرھا على البيئةدورة حياة التصميم: توفر المنهجية المطلوبة لتحليل عملي � .إنسانية التصميم: تركز على التفاعالت بين اإلنسان والعالم الطبيعي وتأثيراتها �

وألجل جعل ھذه المبادئ اقرب الى التطبيق والممارسة فقد وضعت ضمن اطار مفاھيمي يشمل االستراتيجيات وعي واسع عن القضايا البيئية المرتبطة بالعمارة المحلية والمنهجيات، اذ توفر المبادئ الثالثة للتصميم المستدام

والعالمية، في حين تركز االستراتيجيات مع كل مبدأ على عدد من المواضيع المحددة بهدف تعزيز فهم كيفية البناء للتصميم المستدام وتفاعله مع البيئة الداخلية والمحلية والعالمية، اما المنهجيات فهي تركز على آليات التنفيذ الرئيسية

)Jong1998 (.) يوضح ذلك االطار1والجدول( في العمارة

Page 9: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

): االطار المفاھیمي للتصمیم المستدام.1جدول(

المبادئ االستراتیجیات المنھجیات

التقليل من إدخال الموارد غير المتجددة إلى المباني. كفاءة استخدام الموارد. تخفيض مستوى النفايات

الحفاظ على: الطاقة الماء المواد

االقتصاد في الموارد

ما قبل البناء: اختبار ودراسة االثر البيئي لتصميم للمبنى والمواد المختارة.

البناء: دراسة االثر البيئي للبناء الفعلي وعمليات التشغيل.ما بعد البناء: إعادة االستخدام، وإعادة تدوير المكونات، او

دون التأثير على البيئة.التخلص من المكونات

ما قبل البناء البناء (التشييد والتشغيل)

ما بعد البناء (الهدم)

دورة حياة التصميم

تحسين نوعية حياة البشر والفئات االخرى الحفاظ على الظروف الطبيعية

التخطيط والتصميم الحضري والتصميم لراحة اإلنسان

التصميم اإلنساني

تحديد واضح لمبادئ واستراتيجيات ومنهجيات التصميم المستدام، فان تحقيق االستدامة في عالوة على وجوب معينا العمارة بشكل كفؤ يقتضي تشكيل فريق تصميم متعدد التخصصات من ذوي الخبرة، فكريا يملكون توجها

متأت من مجال خبرتهم التخصصية من جهة، ومن ثقافتهم العامة من جهة أخرى. ومن الضرورة ان يعترف ويلتزم جميع اعضاء الفريق باإلجراءات الالزمة لتحقيق رؤية المشروع.

ضم الفریق اغلب التخصصات كما ان من المھم ان یشكل الفریق في وقت مبكر جدا من العملیة التصمیمیة. ی .الھندسیة، فضال عن مالك المشروع، ومقاول ومفتش البناء

من اھم مهام فريق التصميم تطوير رؤية المشروع الى مجموعة من االھداف المحددة، والى فكرة تصميم المعماري اولية. وتكون ھذه المهمة ھي الخطوة االولى إلعداد وثائق المشروع والتي تشمل ايضا البرنامج

)Group, PM 2002 ( للمشروع ومتطلبات المساحة وكذا معايير التصميم والسالمة واالمان والطاقة والبيئة.

).بتصرفJong ): دورة حیاة المبنى المستدام (المصدر:9شكل(

االستخالص الطبیعة

العمليات

التصنيع

النقل

اءبن

البل

قلة

حمر

اءبن

العد

بما

ة حل

مر

مرحلة البناء

ادارة النفايات

تدوير

اعادة استخدام

االنشاء

التشغيل والصيانة

Page 10: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

:خالصةال .4

للتطبيق قابلة فهي معين، معرفي بحقل محددة ليست لبروندتالند المستدامة التنمية تعريف في التنمية � فاستمرارية محدد، ليس التعريف ھذا في التنمية ھدف ان كما. واالنسانية التطبيقية العلوم كل في

على بالمحافظة وذلك ،needs االحتياج مفهوم على التعريف ھذا استند لقد. ھدفها ھو فقط التنمية اال العام المنظور من الزمن عبر االحتياجات تلك اغلب ثبات ومع. البشر لكل المقبولة الحياة شروط

احتياجات من يكون ال قد الحاضر الجيل يحتاجه فما بالنقصان، او بالزيادة التفصيل، في متغيرة انها التنمية فتعريف وبالتالي ما، نوعا صعب الفعلية المستقبل باحتياجات التنبؤ ان كما المستقبل، جيل

منذ الماضية عام والعشرون فالخمسة الغموض، بعض يشوبه االخر ھو انتشارا االكثر المستدامة اكثر تعريف ايجاد على قادرة افكار بفرز كفيلة بروندتالند تقرير في التعريف لهذا االول االعالن وال ضرر ال" االسالمي الدين في الشرعية القاعدة تكون وقد المستدامة، للتنمية وشمولية وضوحا االجيال، بين العالقة تتعدى كونها ومرونة شمولية وأكثر المستدامة، التنمية لتعريف انسب ،"ضرار

بين العالقة تتعدى انها بل واحتياجاته، الفرد وبين الواحد، الجيل افراد بين العالقة تحكم القاعدة فهذه .والحجر البشر بين العالقة الى البشر

ركائزھا واضالعه ،)العدالة النمو المرونة( االستدامة اھداف مفاصلة بمثلث االستدامة تمثيل يمكن � االستدامة كون المثلث قاعدة البيئة تكون ان على ،)واالقتصادية واالجتماعية، البيئية، االستدامة(

نحو والمفتوحة الالمتناھية باستمراريته النموذج ھذا ويمتاز. البيئة حول المتمركزة تلك ھي القوية واساليب طرق بابتكار او االستدامة، نحو المجتمع وعي بزيادة يمكن اذ, جديدة افكار استكشاف االستدامة، لفكرة المنشود بالتوازن االخالل دون البيئة على الحفاظ تعزيز االقتصاد، في مستدامة

.االستدامة واھداف لعناصر شموليته على عالوة

جدید لركائز االستدامة.(الباحث)التمثیل ال):10شكل(

محور... واالنسان قيامها، مسرح... المكان مفرداتها، باجتماع اال عمارة تكون ان يمكن ال العمارة � .استمراريتها عنصر... والزمان قيامها،

في واضحة مستدامة مناھج اعتماد خالل من اال العمارة في المستدامة التنمية تحقيق يكون لن � الى التنظير من المستدامة بالعمارة لالنتقال االولى الخطوة بمثابة المناھج تلك لتكون التصميم،

اطار ضمن وضعها من البد والممارسة التطبيق الى اقرب المبادئ ھذه جعل وألجل. التنطيق وھي التصميم، في مبادئ الى االستدامة ركائز ترجمة بعد والمنهجيات االستراتيجيات يشمل مفاھيمي

: يأتي كماo الموارد في االقتصاد. o التصميم حياة دورة . o التصميم إنسانية.

:المراجع

؛ دار صادر؛ الطبعة األولى؛ بيروت." لسان العرب"؛ )بدون تاريخ.( مكرمابن منظور؛ محمد بن )1

القرن والتنمیة في بالبیئة التفكیر االستدامة: إعادة مستقبل؛" (2006) (IUCN)الطبيعة لحماية الدولي االتحاد )2

ووسط غرب لمنطقة اإلقليمي المكتب :الطبيعة؛ ترجمة لحماية الدولي لالتحاد المفكرين اجتماع "؛ ؛ تقريروالعشرین الواحد

لحماية الطبيعة. الدولي االتحاد – أفريقيا وشمال آسيا

Page 11: الاستدامة والعمارة المفاهيم والابعاد التطبيقية

الـتنمیة المسـتدامة بین الحق في استغالل الموارد الطبیعیة والمسئولیة م) "2007الغامدي، د. عبدهللا بن جمعان؛ ( )3

lable at: avaiجامعة الملك سعود؛ المملكة العربية السعودية.عن حمایة البیئة"؛

)(accessed 21/06/2014 http://www.kau.edu.sa/Files/320/Researches/51738_21873.pdf

.؛ المكتبة العلمية؛ بيروت"المصباح المنیر" ؛ )بدون تاريخ.( الفيومي؛ احمد بن محمد بن علي )4

الطبعة المعاصرة"؛ ) ؛"مفردات العمارة واإلنشاء وضوابط العمارةم1990( عدنان محمد عماد م. تنبكجي، )5

دمشق. دمشق؛ دار األولى؛

"ترویض الشكل وسلطة المعنى: دراسة تطبیقیة لممارسة السلطة في م)؛ 2005نعيم، محمد علي علي مسعود( )6

؛ اطروحة دكتوراه؛ قسم الهندسة المعمارية؛ الجامعة التكنولوجية؛ بغداد؛ (غير منشور).العمارة"

7) Abrahammson, K. V. ; (1997)"The road towards sustainability, A historical perspective",;

Sverker Sörlin Office of Environmental history Umeå University.

8) Dahl, Arthur Lyon (1996)؛"The Eco Principle: Ecology and Economics in Symbiosis"

-George Ronald/Zed Books Ltd. Oxford/London, available at: http://bahai؛

library.com/pokorny_dahl_eco_principle (accessed 23/05/2014).

9) Group, PM-1 (December 2002);"LANL Sustainable Design Guide" ; Site Planning and

Construction Committee; Site and Project Planning. available at:

http://www.lanl.gov/orgs/eng/engstandards/esm/architectural/Sustainable.pdf (accessed 23/05/2014).

10) Johanna Sands; "Sustainable Library Design" ; AIA and provided through the Libris Design

Project ; available at: http://www.librisdesign.org/ (accessed 23/05/2014).

11) Jong-Jin Kim, and Brenda Rigdon (1998); "Sustainable Architecture Module: Introduction

to Sustainable Design"; College of Architecture and Urban Planning; The University of Michigan;

National Pollution Prevention Center for Higher Education.

12) Maslow, A.H. (1943) "A theory of human motivation"; Psychological Review, 50(4), 370–96.

available at: http://psychclassics.yorku.ca/Maslow/motivation.htm. (accessed 21/06/2014)

13) Moloney, Jules(2002); "Studio Based Research in Architecture: the legacy & New Horizons

offered by digital Technology"; Working papers in Art & Design; Volume one; the foundation of

practice based research; proceeding of research into practice conference. available at:

http://www.herts.ac.uk/artdes/research/papers/wpades/vol1/moloney2.html (accessed 23/05/2014).

14) Oxford University (1987)"The Brundtland Commission report Our Common Future" ؛

Oxford University Press. available at: http://www.worldbank.org/depweb/english/sd.html (accessed

23/05/2014).

15) Sustainable Architecture and Building Design (SABD) available at: http://www.arch.hku.hk/research/BEER/sustain.htm (accessed 23/05/2014).

16) Yen, Ching-Chiuan , Woolley, Martin & Hsieh, Kuo-Jung(2000); "A method for the

accumulation of design theory / practice knowledge in practice"; Working papers in Art & Design;

Volume two; the concept of knowledge in art and design; proceeding of research into practice

conference;. available at: http://www.herts.ac.uk/artdes/research/papers/wpades/vol2/yenfull.html.

(accessed 23/05/2014).

17) webster; "merriam-webster"; available at: http://www.merriam-

webster.com/dictionary/sustainable. (accessed 23/05/2014)