37
ول ص الأ ة ي ن ي الد اسة ي س ل ل ة ي ج ار خ ل ا ة ي ك ي ر م الأ` د. صام ع د ي ع ي ف ا* ش ل اً ا* ث ح ب1 ن ع ور د خ ل ا: ول ص الأ ة ي ن ي الد اسة ي س ل ل ة ي ج ار خ ل ا ة ي ك ي ر م الأ` دمة ق م: 1 كان عد ب ل ل، ي ن ي الد صادره م ب ة ف ل ث ح م ل ا ولة ص وا ده عد ب م ل ا ي ف ع م ت ح م ل ا، ي كM ي ر م الأ وما ه ر ر ف ا1 ن م، رات ا ي ي ر ي* ث ا ي ع س وا ي عل اسة ي س ل ا، ة ي ك ي ر م الأ ة ي ل خ الدا ها من، ة ي ج ار خ ل وا ي ف ل^ ظ ة ي ل د خ ة لأق ع ل ا1 نM ي ي،1 ن ي ي س ا ي س ل ا اسة ي س ل ا ف، ة ي ج ار خ ل ا ها م ك خ ب عة بi ب ط ة اق ق* ب ل ا، ة ي س ا ي س ل ا ها ت ا وي ك م و ة ي ن ي الد، ة ي م ت ق ل واp ك ل وكد عة بi ب ط رات ا ي ن ل ا ة رث ك ق ل ا، ده شاي ل ا ره* ث و م ل وا ي ف ع، م ت ح م ل ا ب ن ا خ ب عة بi ب ط اده ي ق ل ا، ة ي س ا ي س ل ا وما اه ي ن يx ي1 ن م م ي ق، دات ق ب ع م و ها عن س و و ح ب ل ق ن ه هد م ي ق ل اp ك ل ي و دات ق ب ع م ل ا1 ن م ظارها ا رى ك ق ل ا ى ل ا ع ق وا ل ا، ي عل ف ل ا م ل و1 ن ك ي اسة ي س ل ا، ة ي ك ي ر م الأ د ي مأل ل ق ب س ا دولة ال دها، ي ج و ت و ل ز مع ب1 ن ع ر* ث ا ي ل ا ي م ب ه هد عاد، ن الأً را ظا اً ا ي ع ج ر م ب ن كا م ا، داه ا ها تعا را م و ي ف ف ل ث ح م، ها ت ها ج و ت ها ف هدا واها، ا اي ص ق و ها ت دوا وا. ي ف ق ما ه ف ص و ات ولأي ل ل، خدهx ت م ل ا رى ث ل ك ي ما ا ي ل و ج و، ب ن ور ك ها ت ا" مة ا، ة ي ي ما ل ع ها كن ش ي اس ي ا1 ون ن ي د ي م ي ف م ه م^ ظ ع م" ي ه ف، ، ة ي ي ما ل ع* ث ي ج لأ د وخ ت سة ي ي ك، ة ي م س ر وال م وا ب ن را لض ا لأ ث ه د ي م ع لد مات^ ظ ن م ل ا، ة ي ن ي الد اس ي ل وا وو د ءات ما ت ي الأ ة ي ن ي الد ل ك ي، ها ع وا ت ا و ا،1 نM ي ي ن ي لأد ل ا1 ون ع ب ط ن س ي ول ص و ل ا ى ل ا ث ص ن م ل ا عام، ل ا ق ت ا* وي ل وا سة س و م ل ا مة لأ ل ها ن ن ك اس ي ا1 ون ل م ح ب

الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

`األمريكية الخارجية للسياسة الدينية األصولالشافي عبد عصام. د

� `األمريكية الخارجية للسياسة الدينية األصول: الجذور عن بحثا

:مقدمة

المجتمع في المتعددة وأصوله المختلفة بمصادره الديني، للبعد كان األمريكية، السياسة على واسع تأثير تيارات، من أفرزه وما األمريكي، فالسياسة السياستين، بين العالقة جدلية ظل في والخارجية، منها الداخلية والقيمية، الدينية ومكوناتها السياسية، الثقافة طبيعة تحكمها الخارجية، بجانب المجتمع، في والمؤثرة السائدة، الفكرية التيارات طبيعة وكذلك هذه نقل نحو وسعيها ومعتقدات، قيم من تتبناه وما السياسية، القيادة طبيعة تكن ولم الفعلي، الواقع إلى الفكرى إطارها من المعتقدات وتلك القيم

بمثل التأثر عن بمعزل وتوحيدها، الدولة استقالل منذ األمريكية، السياسة� األبعاد، هذه � إطارا توجهاتها، مختلف في ومراعاتها أداة، أم كانت مرجعيا

.وأدواتها وقضاياها، وأهدافها

أمة "أنها كوربت، وجوليا مايكل يرى المتحدة، للواليات وصفهما ففي توجد ال حيث علمانية، ،فهي"معظمهم فى متدينون أناس يسكنها علمانية، والناس الدينية، المنظمات لدعم تذهب ال الضرائب وأموال رسمية، كنيسة إلى الوصول يستطيعون الالدينيين، أو أنواعها، بكل الدينية االنتماءات ذوو

دينية تصورات يحملون أناس كتبها لألمة المؤسسة والوثائق العام، المنصب والتعليم العامة، المدارس فى يدرس ال لكن تعلمه، يمكن والدين مختلفة،�ا، العام األعمال، رجال وصفوة واألكاديميون، واإلعالميون، والصفوة، علماني.علمانية أكثر هم

تكون قد" المتدينين "للناس حتى واالجتماعية السياسية النظر وجهات وأن من قاعدة فوق اإلنسانية الديانات كل أتباع ويعيش حقيقية، علمانية

العظمى، الغالبية وتؤيد. أيض�ا الالدينيين ومع الجميع، بين القانونية المساواة والدين، الكنائس يعارضون الذين لهؤالء التعبير حرية مثل المدنية، الحقوق لمرشح أصواتهم إلعطاء استعداد على بأنهم يصرحون البعض وهناك

.الملحدين من للرئاسة

مرتفعة، بوتيرة العبادة، وأماكن الكنائس، تنمو حيث دينية، هي المقابل وفي األديان هذه من العديد ويجتذب فيها، العالمية الديانات جميع أتباع ويعيش

قائمة فى الدينية الموضوعات ذات الكتب وتظهر إليها، للتحول األمريكيين بهم الخاصة اإليمان جماعات إلى االلتفات فى الناس ويستمر مبيع�ا، األكثر

وتزدهر المهمة، الحياة ومناسبات األزمات، أوقات فى خاصة لدعمها، البرامج وتجتذب الدراسة، أماكن فى بالكنيسة المتعلقة المنظمات والمواقع المشاهدين، من كبيرة أعداد�ا بالدين المتعلقة التليفزيونية المواقع من هائلة توليفة عن النقاب تكشف اإلنترنت علي اإللكترونية

Page 2: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

أكثر واألصولية، المحافظة الدينية المنظمات أصبحت كما للدين، المخصصة[.1"]الماضية العقود خالل األمريكية السياسة فى فاعلية

المجتمع فى وأصوله الدين موقع تناول يمكن الخصوصية، هذه إطار وفي خالل من األمريكية، الخارجية السياسة على تأثيره وتطور األمريكي،:التالية المحاور

األمريكي المجتمع فى الدينى البعد جذور: األول المحور

السياسة فى الدينى البعد عليها يقوم التى األصول إطار فى التمييز يمكن الواليات فى والدولة المجتمع شكلت رئيسة، أصول ثالثة بين األمريكية، األوربيون المهاجرون نقلها والتى الدينية، الجذور فى األول يتمثل المتحدة،

فى الثانى ويتمثل اليهود، أو المسيحيين من كانوا سواء الجديدة، األرض إلى بينما المختلفة، وتعديالته األمريكى الدستور تضمنها التى التشريعية، األصول .المتحدة للواليات األوائل المؤسسين إسهامات فى الثالث األصل يتمثل على األمريكية، السياسة على منها كل وتأثيرات األصول، هذه تناول ويمكن:التالي النحو

� :الدينية األصول: أوال

بين المتحدة، الواليات عليها قامت التى الدينية األصول إطار فى التمييز يتم األوربية، بالهجرات ارتبطت والتى اليهودية، واألصول البروتستانتية، األصول الميالدى، عشر السادس القرن فى الجغرافية الكشوف حركة مع بدأت التى حملها التى الدينية والتيارات والمعتقدات العقائد وتعدد الهجرات تفاوت ومع

.األمريكية السياسة على األصول هذه تأثيرات تعددت المهاجرون،

:المسيحية األصول ـ1

بقدر عليها تهيمن التى المجتمعات تعكس والكنائس الدينية العقائد كانت إذا تعبيرا تمثل األمريكية الحالة فإن أيضا، بدورها المجتمعات هذه تعكسها ما

العالم أن كما الجديد، العالم مع لتتناسب تواءمت فالكالفينية. لذلك مثاليا حاجته إلى لتستجيب فتطورت المهاجرة، العقيدة على نفسه فرض الجديد

.الناشئة حركته تحكم لمرجعية

المهاجرين وألن ،"واحد آن فى والدين المجتمع يولد "أن غريبا يكن لم لذا وساد كنيستهم فسادت غالبة، قوة كانوا فقد البروتستانت من كانوا الجدد

تطورت فقد متطورة، عقيدة المتحدة الواليات شهدت ومثلما. مذهبهم� األوروبى، للتطور مغاير اتجاه فى واجتماعيا اقتصاديا تالزم االعتبار فى آخذا

التى األرستقراطية تقاليد من متحررة فجاءت العقيدة، مع التطور هذا قد العاملة األيدى وندرة األرض توفر أن كما. الوسطى العصور فى سادت الكفاح التقى وهنا كبيرة، اقتصادية قفزات تحقيق الجدد للمستوطنين أتاحا

Page 3: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

باألخالق الجديد، العالم حالة فرضته والذى والنجاح، الثروة أجل من[.2]البروتستانتية

األمريكى، المجتمع فى تأثيرها للكاثوليكية كان البروتستانتى، التأثير وبجانب األول، القارى الكونجرس اجتماع توجهاته،ففى من مهم جانب صياغة وفى القس قام وشيكة، انجلترا مع الحرب باتت ،وعندما1774 سبتمبر فى

من يكن ولم الصالة، فى المجلس بقيادة ،"دويتشى يعقوب "األنجليكانى� الصالة، لقيادة اختياره البيوريتان،وتم طائفة مواجهة فى للوحدة رمزا للكتاب تجنيد أنه عن بوضوح ليعبر يقرأه، أن اختار الذى النص وجاء األزمة،

الواليات يضع فهو القادم، الصراع فى المتحدة الواليات وصف فى المقدس العصور فى إسرائيل عن الرب دفاع ويطلب إسرائيل، مكان المتحدة� القديمة .اآلن المتحدة الواليات عن يدافع لكى سبب بأنه متوسال

مكان إنجالند نيو يضع الذى التبشير بأسلوب دراية على البيوريتان كان وبينما مع دراية أكثر كانوا القداس، صالة فى الحاضرين األنجليكانين فإن إسرائيل، فى الكاثوليكية، الممارسة من ومواءمتها، تعديلها تم والتى "التقليدية العادة بنى محل تحل كانت لو كما انجلترا، كنيسة رؤية فى" الوسطى العصور

يعد ولم إسرائيل، بنى مكان نفسها المتحدة الواليات قدمت وبذلك إسرائيل، إنجالند نيو سكان وال اإلنجليز، وال الكاثوليك، وال اليهود، المختار الشعب ،"األمريكية الكينونة "أصبحت الحين ذلك ومنذ.. األمريكيين كل ولكن فقط،� بوصفك متمايزة دينية مكانة تحوز أن تعنى [.3"]المختارين من واحدا

البروتستانتية، )المسيحية األصول تأثير أن القول يمكن هنا ومن رؤيتها في فقط ينعكس لم األمريكية، الخارجية السياسة على( والكاثوليكية

� ولكن رسالية، كأمة ترسيخها، إلى سعت والتي العالم، في لمكانتها أيضا أو إسرائيل، من بالموقف يتعلق فيما سواء الخارجية، توجهاتها على

العربية كالدول الفاعلة، الدينية التوجهات أصحاب األخرى، الدولية األطراف على دولتهم، تأسيس عند األمريكيين حرص ورغم أنه كما واإلسالمية، منهم، الكثيرين جذور فإن األوربية، التأثيرات عن والتميز الخصوصية� شكلت األوربية، � عامال السياسات بين التوافق من نوع خلق في مهما� التالية، القرون في واألوربية، األمريكية المشترك، المسيحي للتراث استنادا.والكاثوليكي البروتستانتي بعنصريه

:اليهودية األصول ـ2

اعتبروا األوائل فالمهاجرون. بنشأتها المتحدة الواليات وتهود تدين ارتبط وشبهوا ،"الجديدة كنعان "أو ،"الجديدة أورشليم "هى المتحدة الواليات جيمس اإلنجليزى الملك ظلم من فروا حين القدماء بالعبرانيين أنفسهم وجد وقد.الجديدة الميعاد أرض عن بحثا انجلترا من وهربوا األول

فى نبراسا والوصايا، العبر من الخروج سفر حكايات فى المستوطنون

Page 4: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

إلى الجديد العالم تحويل وأصبح. المتحدة الواليات ومشروع تأسيس.األوائل البروتستانت المستوطنين مشروع أساس هو جديدة، إسرائيل

منه،بـ األكبر الجانب فى ارتبط، األمريكية، المسيحية تهويد أن غير� التى ،"اليهودية المسيحية" � شهدتظهورا والنهضة اإلصالح فترة فى وتصاعدا

خالل من ألسبانيا المسيحى االسترداد بعد مهما دورا ولعبت أوروبا، فى السادس القرن بداية ومع".المارانو يهود "المسيحية إلى المتحولين اليهود بتفسيرات ،"األلفية فكر "انتشار إلى اليهودية المسيحية تأثير أدى عشر، لليهود وأصبح ،"الجديد العهد "يوحنا ورؤيا ،"القديم العهد "دانيال لسفر جديدة فلسطين إلى اليهود عودة تتضمن التى التاريخ لنهاية الرب خطة فى دور.المسيح مجيء قبل

اإلصالح بحركة ارتبطت اليهودية للمسيحية الكبرى االنطالقة ولكن االعتبار البروتستانتية أعادت إذ عشر، السادس القرن فى البروتستانتى

لالعتقاد األعلى المرجع اليهودى القديم العهد وأصبح لليهود فى البيوريتانية الثورة مع ذروته إلى المسيحية تهويد البروتستانتى،ووصل

وطالبوا القديم، العهد إجالل فى البيوريتانيون غالى إذ عشر، السابع القرن بالعادات واستعاضوا للبالد، دستورا التوراة تعلن بأن البريطانية الحكومة وتالوة الصالة فى بالعبرية يلهج كان بعضهم إن بل المسيحية، عن اليهودية.المقدس الكتاب

كانت الجديد، العالم إلى األوائل البيوريتانيون المهاجرون وصل وعندما عليهم، تسيطر إسرائيل، ومملكة الميعاد وأرض المختار الشعب أساطير قصص من أسماء أبنائهم على ويطلقون العبرية باللغة يصلون وكانوا

مزامير "كتاب هو المتحدة الواليات فى طبعوه كتاب أول وكان التوراة،[.4"]داوود

فلسطين فى اليهودى بالبعث االعتقاد أصبح عشر، الثامن القرن حلول ومع أساطير واحتلت األمريكى، البروتستانتى الالهوت من مهما جانبا يشكل

،"التل فوق مدينة"والطهورية،و ،"األلفي العصر"و ،"المنتظر المسيح"� مكانا األلفية، وأسطورة ،"الواضح القدر"و .األمريكي الدينى التراث فى بارزا

القوة، توفرت ما إذا حتى األخرى، منها كل تكمل األساطير هذه وأن خاصة[.5]األفعال ثم ومن األفكار تغذية فى األساطير تجلت

تجليا تكون تكاد اآلخرين، تجاه مواقفها فى األمريكية السياسة وأصبحت عبر األساطير هذه تكونت وقد. أدبيات من األساطير هذه تفرزه لما كامال

لظاللها ونتيجة األساطير، هذه وساهمت. متراكمة طويلة ممارسات التى النمطية الصورة تكوين فى كبيرة بدرجة اإلمبريالية، ودوافعها العنصرية[.6"]أشرار"و" طيبين "إلى العالم تقسم

Page 5: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

� ودياناتهم بعقائدهم المهاجرون، غرسها التى األصول أهمية على وتأكيدا والسياسات التوجهات مجمل على زالت وما أثرت والتى، المختلفة، مجتمع هى المتحدة الواليات أن فكرة ،"هنتنجتون صمويل "يرفض األمريكية،

األمريكيين أن ويرى والثقافات، واإلثنيات األعراق متعددى المهاجرين من من متجانسة مجموعة كانوا المتحدة، الواليات استقالل أعلنوا الذين

من الجديد العالم إلى توافدوا الذين البروتستانت البريطانيين المستوطنين المستوطنين فهؤالء. لألبد ويعمروه فيه يستقروا لكى بريطانيا وخاصة أوروبا ـ األنجلو وثقافتهم مبادئهم من انطالقا األمريكى المجتمع بذور وضعوا

.بروتستانتية

� هوية هى محددة، هوية المتحدة للواليات أن هنتنجتون يرى لذلك واستنادا األبيض، العرق هى أساسية، أربع ركائز على تقوم التى المستوطنين، هؤالء

اإلنجليزية والثقافة البروتستانتي، المسيحى والدين اإلنجليزية، واإلثنية خصائص جميع على بوضوح انعكست الخصائص وهذه البروتستانتية،

التاسع القرن نهاية حتى سائدة وظلت المتحدة، بالواليات والدولة المجتمع[.7]تقريبا عشر

تقف مداه، واتساع تدينها عمق فى المتحدة، الواليات إن": "جراي "ويؤكد تمثل المتحدة الواليات أن عن الحديث وأن المتقدمة، البلدان بين منفردة� � مجتمعا فى العلمانى فالتراث للعقل، ومناف سخيف حديث هو علمانيا ال المتحدة الواليات فى الدين فقوة .. تركيا فى منه أضعف المتحدة الواليات األمريكيين أن تبين الرأى فاستطالعات الضعف، على عالمة أى عن تفصح� البروتستانتية الدول شعوب أكثر هم أكثر وأنهم الكنيسة، على ترددا

[.8]المسيحى الدين فى أصولية الشعوب

نيقوالس "يرى األمريكية، الخارجية السياسة على األصول هذه تأثير وعن لهذه التبشيرى الطابع على األمريكيين المحللين اتفاقبين هناك أن ،"جويات

حيث الممارسة، فى التبشير هذا فعالية فى تشككوا لو حتى السياسة، الواليات أن تؤكد األمريكى بالتاريخ الخاصة البديهية الحقائق أن يتصورون ما عادة وأنها العالم، فى والديمقراطية بالمسيحية المبشر كانت المتحدة الذاتية، المصلحة بدافع تتحرك مما أكثر بالغيرة الشعور بدافع تتصرف كانت

عدم يجب فإنه التفسير، هذا مثل تؤيد تكاد ال التاريخ سجالت أن من وبالرغم كما األمريكية، السياسية الحياة فى هذه النظر وجهة تأثير شأن من التقليل

البعد يعنى التحليل، مجال عن" األمريكى التبشير "مدرسة أنصار إقصاء أن.األمريكية الخارجية السياسة وأهداف تاريخ حول مهم جدل عن

الذى السياق معرفة على تساعد األمريكى، التبشير فكرة من فاالقتراب النقاشات وتعنى. الخارجية للسياسة" المثالية"و" الواقعية "الرؤى فيه تتفاعل من أكثر األمريكية المثالية نطاق باتساع األمريكية الخارجية السياسة حول

به مسلم أمر األمريكى فالتبشير لها،" تبشيرى "دافع أى بوجود عنايتها� الواقعيون يبذل لم حين فى. عندهم � جهدا الطيبة النوايا لدراسة جادا

Page 6: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

تملك األمريكية الحكومة كانت إذا فيما للشك فقط ولكن المتحدة، للواليات[.9"]الخارج فى النوايا هذه لتحقيق الكافية الموارد

تأثير أهمية على التأكيد يأتي وجويات، وجراي هنتنجتون مقوالت وبين مفهوم وترسيخ األمريكية، السياسة توجهات تشكيل في الدينية، األصول وحددت سياساتها، صيغت خالله من والذى العالم، في الرسالي دورها

هذه أعطت فقد الخارجية، حركتها نطاق تحكم التى والقضايا األهداف بالعزلة الشعور دعمت التي المثالية من نوعا األمريكية، للسياسة األصول التى األمريكية، الحياة أسلوب سمو فى عاما اعتقادا وخلقت والتفرد،� تتضمن وحسن واالنضباط العمل تمجد التى البيوريتانية القيم من مزيجا والحدود الحرة السوق فلسفة من المستمدة الليبرالية والقيم التدبير،

من تقدمه ما بمقدار األشياء تقيس التى البراجماتية والقيم المفتوحة، الدستور وهو األمريكية، الحياة فى راسخ تقليد مع ذلك وتفاعل منفعة،

المجتمع في التشريعية األصول أرسته والذى القانون، وهيبة والشرعية.األمريكي

� :التشريعية األصول: ثانيا

الوطن إلى األوربيون المهاجرون إليها ينتمى التى الدينية األصول ظل فى على والدولة الكنيسة بين الفصل إلى النظر تم التاريخية، وخبراتهم الجديد،

الجديد للوطن والسياسية الدينية للشخصية الدمج تحقيق نحو السبيل أنه وأقر ،1789 بنيويورك األولى للمرة الكونجرس اجتمع وقد واحد، كيان فى

،"الحقوق وثيقة "باسم يعرف فيما صيغت الدستور، على تعديالت عشرة ينص قانون أى الكونجرس يسن ال "نصه وكان العبادة، بحرية أولها يختص[.10"]دين ممارسة حرية يمنع وال ما، دين على الرسمية صفة إضفاء على

األول التعديل فى ورد كما والكنيسة، الدولة بين الفصل إلى البعض نظر وقد من الدولة حماية وليس الدولة من الدين لحماية جهد�ا كان أنه للدستور،على

عن بعيد�ا" المتدين "للفرد حرية بأقصى السماح به قصد فالتعديل الدين، بالطريقة الدين ممارسة فى األفراد حقوق على( المؤسسة )الدولة هيمنة.يختارونها التى

بإنشاء الدين فى تدخلها لينفى( الكونجرس" )المؤسسة"بـ التعديل نص ويبدأ دين تحديد عن الدولة امتنعت ولذلك بحرية، ممارسته بمنع أو دينية مؤسسة كنيسة وال رسمى دين فال رسمية، كنيسة بفرض الدولة تتدخل ولم رسمى، من دينية مؤسسة أية تمويل عن الدولة تمتنع كما أمريكا، فى رسمية ال حتى العام، المال من الدينية المدارس الدولة تمول وال العامة، الخزانة�ا ترسخ �ا أو دين �ا، مذهب فى للتنصيب دينى يمين حلف الدولة تشترط وال معين

.دينى لمرجع تحديد أى تشترط وال العامة، المناصب

Page 7: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

ولم دينية، حرب فى التورط من األمريكى، المجتمع التعديل ذلك حفظ وقد فى األديان من عدد أكبر يشهد األمريكى فالمجتمع السهل، باألمر هذا يكن

بين فالجمع الغربية، نظيراتها من تدينا أكثر المتحدة الواليات أن كما. العالم الدينى للنشاط تحفيزا أكثر كان المؤسس، والدين الممارسة، حرية فقرتى

.الدينية المؤسسات منها تعفى التى الضرائب عائدات عن

الفصل يفضلون فالذين. متباينة واتجاهات كثيرة، تفسيرات نشأت ولذلك يعتمدون حيث متصاعد، صراع فى أنفسهم يجدون والدولة، الكنيسة بين واألحكام المؤسسون اآلباء اتخذها التى والقرارات المتروى التفكير على

ضرورية الجهود هذه مثل أن ويرون. األمريكية العليا المحكمة من المتعاقبة.الدين عن الحكومة فصل وحكمة بمفهوم األمريكيين باقى إلقناع

wد تعديالت إلدخال المحاوالت، تعددت المقابل وفى xحي األول، التعديل تأثير ت كذلك شملت بل فقط، ضده التصويت على قاصرة المحاوالت تلك تكن ولم

اآلباء عقول فى كان عما مختلفة رؤية لهم قضاة من مضادة قضائية أحكام وخاصة مضمونه، حول والنقاش الجدل إثارة محاوالت وكذلك المؤسسين،

حكومة على والمحافظة الدين حرية بين العالقة بإشكالية يتعلق فيما والدين، الدولة بين للفصل األمريكيين الرؤساء دعم يخل ولم[.11]علمانية

� معظمهم إظهار من � أو دينية، ميوال احترام األقل على أو ،"التدين "من أشكاال السياسة فى علمانيين فيه كانوا الذى الوقت فى العامة، الحياة فى الدين

بين الممارسة فى يتحركوا أن األمريكيين الرؤساء على كان فقد. والحكم.علماني ودستور" متدين "شعب

أو يعلو قد ،(جيفرسون بتعبير )والدين الدولة بين الفاصل الحائط فإن وهكذا السياسة علمانية ومدى الشعب تدين مدى على األمر ويتوقف. ينخفض يتحول لم األمريكى المجتمع فى والدولة الكنيسة بين الفصل أن إال. والحكم

[.12]والقيادة والنخب الدين بين أو والمجتمع، الدين بين فصل إلى يوم�ا

على الحرص حيث من األمريكية، السياسة طبيعة على انعكس ما وهو فالقوانين الخارجية، تفاعالتها في والمصلحي الديني البعدين بين المزج

نظرة من تنطلق كانت وإن الدينية، بالحرية الخاصة األمريكية والتشريعات أصولها من تستمدها التى النظرة هذه العالم، في لموقعها المتحدة الواليات أدوات من أداة تمثل ذاته الوقت في القوانين هذه فإن والتشريعية، الدينية الواليات فيها تشعر التى الحاالت في تفعيلها ويتم المكانة، هذه تحقيق.للخطر معرضة اإلستراتيجية مصالحها أن المتحدة

:األوائل المؤسسين إسهامات ـ3

ومحاربتها انجلترا على األمريكية، الواليات في الثورة، أسباب بين من كان المهاجرين، على الدينى سلطانها تمد أن من الخوف عنها، االستقالل ثم

وطأة تحت عانوا الذين المتدينين، من كثير اجتمع وقد. بسببها هاجروا الذين

Page 8: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

خلف والعقالنيين، الرسمية، اإلنجليكية الكنيسة حكم ظل في التعصب فى المؤسسة الكنيسة إنشاء لمنع" جيفرسون وتوماس ماديسون جيمس"

".واشنطن جورج"و ،"هنرى باتريك "ضد معركة ذلك فى وخاضوا فرجينيا، الحرية انتهاك وأن الدين، فى إكراه ال ،أنه"ماديسون "حجج أهم وكانت واإلنجليزى األوروبى التاريخ يشهد كان كما مؤسسة، كنيسة بواسطة الدينية، الدين دعم وأن األخرى، الحريات النتهاك الطريق يفتح الوقت، ذلك حتى

لدعم يحتاج ال المسيحى الدين أن كما رجاله، يفسده الحكومة، بواسطة.بدونه وازدهر عاش فقد الحكومة،

أو تأييدا الدستور في الدينية لالعتبارات األوائل المؤسسين تفادى يمثل ولم إثارة لتفادى براجماتية استراتيجية مجرد كان بل الدينية، للقيم معارضة شعب أنها تعتقد وهى ولدت المتحدة الواليات كانت فإذا. الدينية التحيزات

علمانيا كيانا باعتبارها نفسه الوقت فى رؤيتها الصعب فمن المختار، الله سيسهل أنه علي والدولة الكنيسة بين الفصل إلي النظر تم هنا ومن تماما،]واحد كيان فى الجديد للوطن والسياسية الدينية للشخصية الدمج تحقيق

13.]

تحكمهم المتحدة، للواليات األوائل المؤسسون كان الجدلية، هذه إطار وفى انعكست والتى الدينية، والمعتقدات القيم األحيان من كثير فى وتحركهم

فى ولدورها األمريكية، المتحدة الواليات لمستقبل وتصوراتهم رؤاهم على[.14]العالم

العام الخط على التأثيرات من العديد األوائل المؤسسين إلسهامات كان وقد توماس "مقوالت السياسة هذه تبنت فقد العالم، في األمريكية للسياسة األمريكية التوجهات رسzخ ما وهو ،"للعالم أمل أفضل "أنهم حول" جيفرسون

المشروع أنها على السوق لهذه نظر عالمية،حيث حرة سوق بإنشاء فى العظمى التنويرية األنظمة آخر رعاية تحت كونية لحضارة التنويرى من المتأخرة المرحلة هذه فى منفردة المتحدة الواليات وتقف العالم، الداعى التنويرى، المشروع بهذا التزامها عن بقوة الدفاع فى الحديث العالم التى المشكلة أن إال. حية سياسية عقيدة وفق عالمية حضارة قيام إلى

أساس على تقوم وسياساتها مؤسساتها أن هى المتحدة، الواليات تواجهها نشاطها، تستعيد التى فاألديان الحالية، الظروف مع تتفق تعد لم أيديولوجية التى والتكنولوجيات اإلقليمية، والنزاعات القديمة، العرقية والعداوات[.15]األمريكية التنوير توقعات مع تتفق ال أمور الحرب، ألغراض تستخدم

فيه رسخت الذى الوقت في أنه الباحث يرى األصول، هذه تحليل خالل ومن� المسيحية، الهوية الدينية، األصول المتحدة للواليات البروتستانتية، وتحديدا

وكذلك األخرى، للتيارات تأثير بوجود االعتراف مع الواقعية، الناحية من المؤسسين إسهامات وكذلك التشريعية األصول فإن اليهودية، لألصول من حمايتها، على وعملت الدينية، الحريات مفهوم رسخت قد األوائل، األمريكي، المجتمع شكلت التي هى الجدلية وهذه. التشريعية الناحية

Page 9: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

األمريكية السياسة على تأثيرها لها وكان والدين، العلمانية ازدواجية وخلقت.والخارجية الداخلية

من العديد وشكلت السياسة، لهذه خصوصية الدينية الهوية منحت فقد من للعديد الفرصة الدينية الحرية فيه منحت الذي الوقت في توجهاتها، األمريكية، والسياسة المجتمع في دورها وتمارس تنشأ أن الدينية التيارات

الديني، اليمين كتيارات الخارجية السياسة إلى ليمتد التأثير هذا ويتسع بل.وغيرها اإلسرائيلي، كاللوبي الدينية االنتماءات ذات الضغط وجماعات

� األمريكية، السياسة في األصول، هذه وفق الدين، استخدام جاء وقد مترادفا ،"األمريكية القيم "مثل السياسة، هذه تبنتها التي المفاهيم من العديد مع

النموذج ،"األمريكية الثقافة "،"األمريكية الحضارة "،"األمريكية الرسالة" شكلت التي المفاهيم من وغيرها ،"الرأسمالية األيديولوجية "،"األمريكي القيمي أو الديني بالنموذج التبشير على يقوم عام توجه عن مختلفة تعبيرات

النماذج كل واحتواء العالم، على فرضه ومحاولة األمريكي، التصور وفق.مقدمتها في اإلسالم يأتى والتي العالم، في األخرى والقيمية الدينية

العالم، في األمريكية الرسالة تعكس قيمية، دينية مرجعية من ينطلق احتواء ما وهو عليها، والحفاظ العالم في األمريكية المصالح تعظيم إلى ويسعى عامة، بصفة األمريكية السياسة في والمصلحي الديني البعدين ارتباط يؤكد فى أكبر بدرجة سيتضح الذي األمر وهو. خاصة بصفة اإلسالمي العالم وتجاه

من األمريكية، السياسة فى الدينى البعد تأثير تطور عن التاليين المحورين.2001 سبتمبر أحداث وحتى االستقالل

الحرب قبل األمريكية السياسة على الدينى البعد تأثير: الثاني المحورالثانية العالمية

ما مرحلة فى الممارسة، حيث من األمريكية، السياسة فى الدينى البعد مر خاللها اختلفت التطورات، من بالعديد سبتمبر، من عشر الحادى قبل

اتجاه فى تصب النهائية، المحصلة فى ولكنها السياسات، وتعددت التوجهات، تم سواء مباشرة، غير أو مباشرة بطرق البعد، هذا أهمية على التأكيد

مصطلحات ثنايا فى استخدامه تم أو واصطالحه، بلفظه الدين استخدام.مضامينه نفس وتعطى المفهوم، مع تتداخل أخرى ومفاهيم

/الديني/ القيمى البعد بين العالقة نمط بيان هو التطور هذا رصد من والهدف من القوة، واستخدامات القوى وصراعات المصالح وبين ناحية من األخالقي،

رصد يمكن اإلطار هذا وفى. للثاني؟ رداء أم دافع األول وهل ثانية، ناحية منذ األمريكية السياسة في الديني البعد لتأثير الرئيسة، التطورات من عدد

:التالي النحو على وذلك الثانية، العالمية الحرب وحتى استقاللها،

� :األمريكية اإلرساليات وتأسيس التبشير: أوال

Page 10: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

فى أهدافها وحددت ،"بوسطن "فى األمريكية اإلرسالية تأسست أن بعد� اليهود ظهرانى بين للعمل المقدسة، األراضى ارتياد التوراتية للنبوءات طبقا الشام بالد دخول عدم على المبشرون عمل البروتستانت، بها يؤمن التى كانت التى" مالطة "محطة فى المؤقت االستقرار فضلوا بل واحدة، مرة

عدة وأعدوا الشام، أحوال راقبوا ومنها اإلنجليزى، للحكم آنذاك تخضع كيفية وبيان المعلومات لجمع هناك، إلى ذهبت صغيرة استكشافية رحالت الكتب إلعداد إضافة األماكن، هذه فى للعمل المبشرين وإعداد العمل،

[.16]البالد هذه فى ونشرها وطبعها الدينية، والكراسات

ذات بداية بدأ العربى المشرق فى األمريكى النفوذ فإن التصور، هذا ووفق األلفية، بالعقيدة يؤمنون األمريكيون البروتستانت كان حيث دينية، واجهة عدة على وتقوم األلفية، نهاية قبل المسيح عودة النتظار اتباعها تدعو التى

هذه وفق لهم القومى الوطن لفلسطين، اليهود عودة منها مقدمات، وكان عودته، بعد المسيح أعداء عدد لتقليل البروتستانتية، ونشر العقيدة،

العالم فى لنشاطها كبداية الشام لبالد اإلرساليات الختيار السبب هو هذا[(.17 )]العربى

� الشام فى األمريكيين المبشرين هدف وكان العمل نحو األساس فى موجها فقد الشام، فى بروتستانتية طائفة إنشاء فى الرغبة من أكثر اليهود بين

اليهود، عن الوسطى القرون فى السائدة األوروبية المسيحية الفكرة تغيرت� بصفتهم � شعبا � واضطهاده، تجنبه ينبغى غريبا � تغيرا اإلصالح حركة بعد جذريا وأعلن القديم، اليهودى التاريخ إحياء الحركة بهذه وارتبط أوروبا، فى الدينى

لغة ألنها البروتستانتية، للكنيسة الرسمية اللغة هى العبرية اللغة أن" لوثر" اليهود، بها يؤمن التى التوراتية الوعود إحياء بذلك وارتبط المقدس، الكتاب

فلسطين أن الوعود هذه ومن الدينى، اإلصالح مع للبروتستانتية وتسربت[.18"]اليهود "المختار الله شعب أرض هى

� تمثل لألمريكيين بالنسبة فلسطين أصبحت وبذلك � موقعا للتقوى، جغرافيا� المسيحية، فيها وبدأت يسوع فيها ولد التى واألرض للقدسية، ومكانا

الذى المبشرون، وكان[. 19]بها يؤمنون التى" األلفية العقيدة"بـ الرتباطها العالقات أسلوب حددوا الذين هم اإلنجيل، أرض األدنى الشرق يعتبرون[.20]عشر التاسع القرن خالل األمريكية ـ العربية

طائفة وجود الشام فى األمريكية لإلرسالية التبشيرى النشاط عن ونتج المسيحية الدينية الطوائف كأحد العثمانية الدولة بها اعترفت بروتستانتية،

المبشرون أدرك فقد ذلك، من الرغم على أنه إال م،1848 عام فى نظر وجهة من عليه، محكوم المسلمين، وسط عملهم أن األمريكيون

اعتنقوا الذين المسلمين من قليل عدد وجود من بالرغم بالفشل البعض، األخرى المسيحية الطوائف دعوة على جهودهم ركزوا لذا البروتستانتية،

على المسلمين وسط فى جهودهم ركزوا بينما والكاثوليك، األرثوذكس مثل

Page 11: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

تدين تيارات لخلق الغربية بالحضارة التبشير على فعملوا الحضارى الجانب ما لقبول النفوس لتهيئة وسيلة الحضارى الوجه وأصبح الفكرى، بالوالء لهم[.21]أفكار من المبشرون يبثه

تكن لم المتحدة، الواليات ومكانة الطبيعية الثروات أن القول يمكن هنا ومن� ولكن العالم، بقاع فى األمريكى التبشير فكرة تدعم عوامل فقط أيضا

الخارجية، السياسات قيد من تتحرر أن يمكن المتحدة الواليات بأن الشعور الشعور وهذا.الداخلية بسياساتها مكتفية تعيش وأن ضرر، يلحقها أن دون

وأين متى تختار أن المتحدة الواليات بقدرة شعور إلى يترجم بالحصانة� التبشيرى، الخطاب مصدر يكمن وهنا الخارجى، بالعالم تنشغل وكيف وأيضا� العالم على االنفتاح .األمريكية واألولويات الخارجية لألحداث وفقا

بانتشار الكثيرين أذهان فى مرتبطة المتحدة الواليات أن من الرغم فعلى أمريكية منحة باعتبارها الرأسمالية، هذه قدمت فقد الكوكبية، الرأسمالية

للواليات ذهنية صورة نشر يتم وهكذا الحضارى، للتقدم وقوة للعالم، األمم جانب من األمريكى، للتبشير العميق التقدير على إما تقوم المتحدة، المتحدة الواليات تشكل الحالتين وفى العالم، عن التخلى على وإما األخرى،

العالم، فى مكانتها من واثقة الدولية، الشؤون فى نزيهة وقوة معطاءة، دولة[(.22)]ذلك فى راغبة كانت إذا األخرى، األمم بمساعدة وسعيدة

الواليات عليها أساسيةأسست ركيزة كان الدينى، البعد أن القول يمكن وهنا ففى العالم، نحو انطالقها مراحل من األولى المرحلة خالل نفوذها، المتحدة على حريصة وظلت الخارجية سياستها فى" مونرو مبدأ "تبنتفيه الذى الوقت

منها خرجت أراضيها، خارج الصراعات مشاكل فى بنفسها تزج أال وجدت عزلتها، من الخروج قررت وعندما. العالم إلى الدينية اإلرساليات ورعايتها حمايتها لها فمدت العالم دول من العديد فى منتشرة إرسالياتها من وكذلك بها، توجد التى بالمجتمعات ومعرفتها وجودها من واستفادت إلى األمريكية لإلرساليات والثقافى الدينى الدور وتحول المختلفة، أنشطتها

اإلرساليات هذه وأصبحت األمريكية، اإلدارة جانب من مدعوم سياسى دور أدوات األمريكى،أحد المبشر وأصبح العالم، فى األمريكى للتوسع مقدمة.المتحدة للواليات السياسى النفوذ نشر

� :األمريكية الصليبية الحمالت: ثانيا

نشر فى كبير دور األمريكية الصليبية والحمالت التطوعية، للمنظمات كان هائلة شبكات تحركت الوسيلتين هاتين خالل فمن األمريكية، البروتستانتية

ودعم خدمة أجل من الرئيسية الطوائف جميع ضمت البروتستانت من الروح ،"المتطوعين الطالب حركة "شعار ويلخص. المسيحية اإلرساليات

تلك تكن فلم ،1890و 1817 بين الفترة فى األمريكية بالبروتستانتية الخاصة� كانت لكنها فقط، والحماسة التقوى من مرحلة الفترة .اإلنجاز فترة أيضا مع الوطن خارج اإلرساليات فى األمريكيين البروتستانت نشاط بدأ فقد

Page 12: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

وقادوا م،1890 عام بعد اشتعل حماسهم لكن عشر، التاسع القرن بدايات التى للدرجة كبيرة، مسيحية إرساليات البريطانيين،حملة من نظرائهم مع

إلى م1815 عام من الفترة على ،"التوريت سكوت كينيث "معها أطلق[.23"]المسيحية لإلرساليات العظيم القرن "اسم م1914

� الفترة هذه شهدت كما � توسعا �، أمريكيا وهو الدينية، االعتبارات غلفته خارجيا� برز ما هوارد "عرض فقد ،1898 عام للفلبين األمريكى االحتالل فى جليا المتحدة الواليات ضم بشأن لقراره"ماكينلى "األمريكى الرئيس تصوير ،"زن

الرسالة نفس يتلقوا لم الفلبينيين أن إال". الله من رسالة كان "بأنه للفلبين، على ثاروا ،1899 عام فبراير ففى ماكينلى، الرئيس مع حدث كما الله من

.األسبانى الحكم على قبل من ثاروا كما األمريكى الحكم

األعمال رجال من عدد تضم حركة جيمس، وليم قادالفيلسوف المقابل وفى وقاموا ،1898 عام" اإلمبريالية مناهضة جماعة "كونوا والمثقفين والساسة الفلبين فى الحرب فظائع األمريكى العام يكشفونللرأى طويلة بحملة الله لعن: "جيمس وليم مقولة مع متفقين جميعهم وكانوا. اإلمبريالية وشرور[.24"]الفلبين جزر فى المشين لسلوكها المتحدة الواليات

هذه البروتستانت،خالل زعماء بعض شعر فقد الجهود هذه من الرغم وعلى فيها الحرب وحشية بددت التى الكيفية بسبب شديدة بمرارة المرحلة الطائفى البديل نحو االتجاه ودون. مسيحية حضارة بوجود العريضة آمالهم الثقافة داخل من اإلصالح سبيل فى العمل هو الملجأ كان السالم، لكنائس تحقيق من يتمكنوا أن األمريكيين، البروتستانت راود الذى الهدف وكان. ذاتها[.25]اإلصالح طريق عن سعيدة ألفية قدوم

� :ويلسون ومبادئ اإللهية الرسالة: ثالثا

العالمية الحرب فى المتحدة الواليات" ويلسون ودرو "الرئيس أدخل عندما السالم بأن وجادلوا. الرئيس قرار السالم أنصار معظم أيد ،1917 عام األولى السالم أنصار هم الذين المبادئ، أصحاب بانتصار إال تحقيقه يمكن ال الشامل

يأتى أن أمل على" ويلسون "الرئيس السالم أنصار وأيد المطاف، خاتمة فى الحماس وجرف.الحروب جميع ستنهى الحرب هذه جديد،وأن ألفى عصر

� أقل الدين رجال يكن ولم المتحدة، الواليات كنائس للحرب من حماسا األمريكى العلم طرزوا أن هؤالء ببعض األمر وبلغ اآلخرين، األمريكيين غالبية بأسباب الوطنى، الحماس وارتبط. بينهما التمييز يصعب بحيث الصليب فوق ديمقراطى أسلوب فرض فى ورغبتها. الدينى األمة بتراث الصلة وثيقة

� الحياة، فى أمريكى .والجمهورية المسيحية للحضارة األعلى للمثل وفقا

قدسية تجديد إعادة فى ويلسون حماسة الدين رجال من عدد وتبنى هى األمريكية المسلحة القوات كانت فقد. األمريكية الخارجية السياسة

xتاب وصور ،"فرنسا فى األمريكية الكنيسة" األمريكية الجمهورية الترانيم ك

Page 13: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

"]الله يخوضها معركة "فى" أجمع للعالم الحرية تحقيق أجل من كمحاربة"26.]

فى األمريكية، السياسة في الديني البعد لتأثير المؤشرات هذه إطار وفي األمريكى الدور أن القول يمكن الثانية، العالمية الحرب قبل ما مرحلة ساعدت أمور، بعدة ارتبط المرحلة، هذه خالل الدولى، الشأن فى الفاعل تكتسى كانت والتى التبشير، مؤسسات منها، االستعمارى، الوجه إخفاء على األخالقية، الدعوة من مناخ وفى والعلمية، اإلنسانية المؤسسات ثوب

أممية، مواثيق فى حضارية إنسانية قيم صياغة مرحلة مع ذلك وتزامن.المتحدة األمم ثم األمم عصبة لتأسيس المتحدة، الواليات كدعوة

الدور أبرزمضامين الثقافى ـ الدينى الخطاب كان الفترة هذه وخاللxستخدم تكن ولم. العالم فى األمريكى � السياسة ت الخطاب لوضع وسيلة إال

حيث إلى األمريكية السياسة يقود الدينى فالفكر. التنفيذ موضع األيدولوجي� يصبح أداة المتحدة الواليات تشكل التى التوراتية، النبوءات تحقيق ممكنا

� تحقيقها، الفكر هذا كان فقد العالم، في الرسالى لدورها رؤيتها من انطالقا� في برز ما وهو )األمريكية والسياسات التوجهات من العديد لتشكيل دافعا

هذه لوضع أداة كان كما ناحية، من ،(التوجهات لهذه القيمية المنطلقات عليها اعتمدت التي اآلليات في برز ما وهو )التنفيذ موضع السياسات البروتستانتية، واإلرساليات كالتبشير المرحلة هذه خالل األمريكية السياسة(.الويلسونية والمبادئ الصليبية، والحمالت

الثانية العالمية الحرب بعد األمريكية والسياسة الدينى البعد: الثالث المحور

� معسكرين، بين العالم انقسم الثانية، العالمية الحرب نهاية مع للمعيار وفقا ويتبنى السوفيتي، االتحاد عليه يهيمن شرقي، األول األيديولوجي، ويتبنى المتحدة، الواليات عليه تهيمن غرب، والثاني الشيوعية، األيديولوجية تبنت الشيوعية، لأليديولوجية مواجهتها سياق وفى الرأسمالية، األيديولوجية

الدينى البعد كان واألدوات، السياسات من عدد المتحدة الواليات األصول من منطلقاته يستمد مرجعى كإطار ركائزها، أهم واأليديولوجى

القوى من العديد تستقطب فاعلة، وكأداة عليها، قامت التى الدينية يبرز نحو على وذلك اإلسالمي، العالم وخاصة العالم، في الدينية والتيارات

اإلستراتيجي،/المصلحي والبعد القيمي،/ الديني البعد بين التفاعل كيفية.المرحلة هذه خالل

� :الشيوعية األيديولوجية مواجهة: أوال

وكانت الغربية، للرأسمالية النقيض طرف الشيوعية األيديولوجية شكلت اجتذبت بعدما وخاصة العالم، في األمريكية للرسالة األكبر التحدى بمثابة المتحدة الواليات داخل حتى العالم، في واسع نطاق على ومؤيدين أنصار وفي عليها، القضاء ثم الحتوائها، األمريكية السياسات تعددت هنا ومن ذاتها،

Page 14: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

كإطار الديني، البعد تأثير على المؤشرات تعددت السياسات هذه إطار:المؤشرات هذه بين ومن وأداة،

للحرية األمريكية اللجنة تأسست: الثقافية للحرية األمريكية اللجنة ـ1 األمريكي، المجتمع في الشيوعية تأثير الحتواء ،1951 عام الثقافية،

فى اللجنة تورط على المخابرات، فى العاملين وكبار اللجنة وأكدتالعالقاتبين كان فقد األمريكي، الداخل في السوفيتى، االتحاد ضد الثقافية الحرب المتحدة للواليات األمريكيين المثقفين مصداقيةنظرة اختبار منها الهدف

اليساريين بين المتحدة الواليات عن العامة الفكرة كانت حيث. ومؤسساتها من كثير وأصبح يتغير، المد بدأ ولكن والثقافة، للفن معادية أنها األمريكيين،

ومن.. ثقافتهم ومن وطنهم من قربا أكثر بأنهم يشعرون والمثقفين الكتاب فى القائمة الديمقراطية نوع بأن اعتراف هناك السياسية،أصبح الناحية مجرد ليست وإيجابية،وأنها جوهرية قيمة على ينطوى المتحدة الواليات]الروسية الشمولية ضد عنها الدفاع ويجب حقيقة، لكنها رأسمالية، أسطورة

27.]

االتحاد مع مواجهتها فى المتحدة الواليات أطلقت: اإلنجيل بالون مشروع ـ2� السوفيتى، مائة إعداد تم إطاره وفى".الرب قانون"باسم عرف جديدا سالحا

طريق عن الحديدى الستار عبر إرسالها تم باألناجيل محملة بالون ألف الصادر" الكونجرس "مرسوم على شعاره وطبع ،"اإلنجيل بالون مشروع"

تحت واحدة أمة "عبارة يتضمن لكى الوالء قسم وسع الذى 1954 يونيو فى نثق نحن "عبارة تصبح أن ،1956 عام ،"الكونجرس "وقرر". الرب راية

".للدولة الرسمى الشعار هى" بالرب

� السياق، هذا وفى لتراث السياسية القوة إخضاع تم لسوندرز، ووفقا األخالقية السلطة وبإعمال". الرب قانون إطاعة "جوهره قديم مسيحى

ومع". الجلى قدرها "على تصديق على المتحدة الواليات حصلت الجوهرية، رئيسى افتراض على األمريكية السياسة قامت الدينى، الدافع قوة تصاعد الذين أولئك: الكبيرين المعسكرين بين يحسم سوف المستقبل: "مفاده

العالقات المفهوم هذا اختزل وقد". يعبدونه الذين وأولئك الله يرفضون[.28]الظالم وقوى النور قوى بين صراعا لتكون الدولية

للشيوعية" كيندي "الرئيس معارضة ارتكزت: كيندي عهد فى السالم فيلق ـ3 الحياة ألسلوب جديدة رؤية إلى يدعو وكان األمريكية، المثالية على الدولية

بادر الذى السالم، فيلق ومثل. الشعوب لجميع العدالة على المبنى األمريكية للحركة مماثلة صيغة الثالث العالم بلدان لمساعدة الخارج إلى إرساله إلى

للشبان جديدة فرصا" السالم فيلق "وفر حيث. األمريكية التبشيرية� للعالم يقدموا لكى األمريكيين الوطنى التراث من جزءا شكل للخدمة نمطا[.29]األمريكي

Page 15: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

توفير إلى المتحدة، الواليات اتجهت حيث: اإلسالمية التنظيمات دعم ـ4 في أفغانستان، في اإلسالمية للتنظيمات واإلستراتيجي، المالى الدعم ،1989و 1980 عامي بين األفغانية، لألراضي السوفيتي االحتالل مواجهة لها، الحليفة اإلسالمية الدول من عدد على الدعم هذا تقديم في معتمدة[.30]السعودية العربية المملكة مقدمتها وفي

� :األخالقية المثالية: ثانيا

تأثير تصاعد العشرين، القرن من والثمانينيات السبعينيات مرحلة شهدت خالل من سواء األمريكية، السياسة في والسياسي الديني اليمين تيارات أولى كمرحلة األمريكي المجتمع في والفكرى القاعدى وجودها ترسيخ أو للرئاسة المرشحين من عدد دعم ثم ناحية، من واالنتشار، للتغلغل

اإلدارات في أنصارها من عدد وجود ثم ثانية، ناحية من للكونجرس، التي واإلدارات ،(1980 )ريجان رونالد الرئيس إدارة من بداية األمريكية، كل وصول التيارات هذه نشاط نتائج من وكان. ثالثة ناحية من بعدها، تعاقبت

ريجان، رونالد الجمهوري، والمرشح كارتر، جيمى الديمقراطي، المرشح من هذه ألفكار دعم من عنهما عرف لما المتحدة، الواليات في الرئاسة إلى

هذين ونجاح والخارجية، الداخلية السياستين في وتأييدها التيارات، المتحدة الواليات في الرئيسين الحزبين بين توافق وجود يعكس المرشحين،

مشتركة، جذور من تنطلق التى واألخالقية المثالية القيم منظومة حول� الخارجية، سياستها فى المتحدة الواليات وتتبناها يتولى الذى الحزب كان أيا.فيها اإلدارة

(:1980 ـ 1976 )كارتر إدارة ظل فى الدينى البعد ـ1

والدينية األخالقية األبعاد وزن برز ،1976 الرئاسية انتخابات حملة بداية منذ رجل أنه تأكيد على حرص فقد ،"كارتر جيمى "الديمقراطى المرشح فكر فى

تدينه حقيقة بإبراز اهتم كما االنحراف، وجه فى يقف الذى البسيط، الشعب حيث الشعائر، أداء على وتحرص الدينية، القيم تحترم أسرة إلى وانتمائه

جورجيا، بوالية" بلين "قريته كنيسة فى األحد دروس إلقاء بنفسه، يتولى كان الحكم، شئون تصريف فى يقضيه مما أطول وقتا الصالة فى يقضى وكان على حرصا أقل يكن ولم. 1974 ـ 1970 جورجيا لوالية حاكما كان عندما لهم، الكنيسة أبواب فتح فى ودوره للزنوج، المدنية بالحقوق إيمانه إيضاح عدد فى تلك دعوته وانتشار فحسب، البيض على عضويتها قصر قبوله وعدم.الجنوبية الواليات كنائس من كبير

التى الوقائع لتلك فعل كرد ،(كارتر )لدى المتزايد األخالقى النزوع وجاء وترجيت، فضيحة مقدمتها وفى األمريكيين، نفوس فى سلبية آثارا تركت

واالغتياالت والمؤامرات التجسس وفضائح آسيا، شرق جنوب فى والتورط وأفريقيا الالتينية المتحدة الواليات فى المركزية المخابرات فيها اتهمت التى "كارتر "لـ الخارجية السياسة على األخالقى النهج هذا انعكس وقد. وآسيا

Page 16: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

الواليات أن على وتأكيده اإلنسان، حقوق حماية إلى بالسعى عنه عبر ما وهو يتعايش األديان، متعدد الثقافة، متعدد عالم إلقامة سعيها ستواصل المتحدة[.31]بحرية

في قال حيث إسرائيل، إزاء" كارتر "مواقف في الديني البعد تأثير برز كما� هي إسرائيل دولة إن: "1978 مايو في ألقاه خطاب عودة شيء وقبلكل أوال إن … السنين مئات منذ اليهود منها أخرج التي التوراتية األرض إلى

في واعترف". وجوهرها التوراتية النبوءة إنجاز هو إسرائيل إنشاءدولة� "عليه أن نفسه الخطاب � التزاما � كامال وكأمريكي كإنسان نحوها ومطلقا[.32"]متدين وكشخص

أكسب واإلستراتيجى األخالقى البعدين بين االرتباط أن يرى البعض كان وإذا� الخارجى، كارتر سلوك عند األخالقى البعد يقف لم بحيث للقوة، مصدرا إستراتيجية فى له سندا يجد وإنما. مجردة معنويات عن تعبير مجرد كونه

السياسة أن إال. وحلفائها المتحدة الواليات مصالح وراءها تقف متكاملة، مثاليته أن منتقديه يرى حيث للنقد، تعرضت عهده، في األمريكية الخارجية� كانت األخالقية، االتحاد مواجهة في األمريكي الموقف ضعف سببا محل القضايا تجاه المواقف في بتشدد الضعف هذا قابل والذى السوفيتي،� كان الضعف هذا وأن المشترك، االهتمام وانتصار كارتر هزيمة في سببا[.33]1980 انتخابات في ريجان

(:1988 ـ 1981 )ريجان وإدارة الدينى البعد ـ2

�، ريجان، رونالد الجمهورى المرشح يكن لم يمكن الذى الشخص ظاهريا منهج من استفاد ،لكنه1980 عام الرئاسة انتخابات فى الدينىتأييده لليمين إستراتيجية "توظيف على باالعتماد نيكسون، ريتشارد األسبق، الرئيس الديمقراطيين إقناع بغرض للفتنة مثيرة عنصرية سياسات تتبنى" جنوبية

هذا حقق وقد. جمهورى لمرشح بالتصويت" واالس جورج "لجماعة المنتمين� األسلوب � نصرا ،وحل1979 عام الجنوبيين المعمدانيين مؤتمر فى كبيرا والمجالس الدينية المعاهدة مجالس فى المعتدلين محل األصوليون وعلى المحليات فى الجمهورى الحزب على اهتمامهم ركزوا كما التبشيرية،.الوطنى المستوى وعلى الواليات مستوى

� ريجان حكم سنوات شهدت وقد �كبيرا الصهيونية األصولية للتيارات صعودا� اليمينى المحافظ التيار واكتسب المسيحية، � مدا الحزبين فى ملحوظا سياسات المتحدة الواليات تتبع ألن يدعو وأخذ الرئيسيين، األمريكيين لنهاية نبوئية برؤى العميق باإليمان مدفوعا القوة، على اعتمادا أكثر خارجية العالم يصبح نحو على والسياسات القناعات بين قوية جسور بناء فى العالم، مع وترافق. الحرفي بالمعنى الشر وقوى الخير قوى بين حرب ساحة معه على السائد للخطاب التبشيرية بالطبيعة األمريكى الليبرالى التيار تأثر هذا

بالقوة اآلخرين على الديمقراطية لفرض يدعو فأصبح األمريكية، الساحة

Page 17: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

على المسيحية بفرض التبشيرية التيارات به تطالب الذى نفسه والحماس[.34]اآلخرين

المتحدة للواليات هائلة دافعة قوة أمام العالم أصبح التيارات هذه وباجتماع المسيحى للتيار بالنسبة هى الرسالة وهذه برسالتها، العالم لتبشير

،"المسيحية "الدينى التبشيرى للتيار وبالنسبة ،"النووية هرمجدون "الصهيونى الهيمنة "المتشدد لليمين وبالنسبة ،"الديمقراطية "الليبرالى للتيار وبالنسبة كانت لو كما تبدو المتحدة الواليات أن النهائية والمحصلة". األمريكية[.35"]تطهيره"و" العالم إنقاذ"بها منوط" رسالية "روح تتقمصها

والمجيء هرمجدون بقرب اقتناعه ريجان مناسبات،أكدالرئيس عدة وفى� للمسيح الثانى الكتاب نبوءات فى ورد كما الرب، لمشيئة وفقا

الرب، إرادة مع تمشيا بواجباته القيام التزامه دائمة بصورة وأظهر.المقدس يعود حتى السامية إرادته مع انسجاما الرب نبوءة يحقق بما العمل أى

وتردده العسكرى لإلنفاق ريجان توجهه فإن ثم ومن.األرض ليحكم المسيح الكتاب من المستمدة رؤيته مع يتفقان النووى السالح نزع مقترحات إزاء

عالم في تحدث أن يمكن ال حزقيال بها تنبأ التى هرمجدون إن إذ.المقدس[.36]السالح منزوع

هذه خالل األمريكية السياسة توجهات في الديني البعد تأثير يؤكد الذى األمر� كانت ريجان بها يؤمن التي الدينية والمعتقدات فاألفكار المرحلة، له دافعا

� ذاته الوقت في شكلت أنها كما الخارجية، السياسات من العديد لتنبي مبررا النهاية في قادت التي المواجهة هذا السوفيتي، االتحاد مع المواجهة لتصعيد

المعسكر وانتصار المعسكرين، بين الباردة الحرب ونهاية انهياره، إلى.المتحدة الواليات قيادة تحت والثقافية، القيمية بأطره الغربي،

:الباردة الحرب نهاية بعد األمريكية والسياسة الدينى البعد: الرابع المحور

عقد خالل األمريكية، السياسة على الباردة، الحرب نهاية تأثيرات انعكست فقد ،(2000 ـ 1993 )كلينتون الرئيس إدارة ظل فى وخاصة التسعينيات،

ساهموا أسالفه أن لو كما منفردة،وتصرف العسكرية القوة بدور يثق ال كان ونتيجة. اإلستراتيجية باالعتبارات المفرط باهتمامهم الباردة الحرب فى

األخالقية االنتهاكات عن اعتذارات الخارج فى خطاباته فى كثرت لذلك،.الباردة بالحرب األمريكى االنشغال على اللوم بإلقاء وذلك األمريكية

التقليدية األفكار عن بعيدا والتحول التاريخ رفض بين التوجه هذا وجمع الحرب ظهور فى ساهمت األمريكية اإلخفاقات بأن وإعالنهالصريح لألمن، يتعين وأنه األساس فى اجتماعية كانت الدولية التوترات معظم وأن الباردة،

السياسة وأصبحت. اللينة بالقضايا يسمى ما على الدبلوماسية تركز أن المذهب وأكد. المحلية السياسات قبل من متزايد بشكل مدفوعة، األمريكية اإلنسانية القناعات أن على األمريكية، السياسة فى اإلنسانى للتدخل الجديد

Page 18: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

وحتى بالثروة المخاطرة تتعين بحيث األمريكى، التقليد من يتجزأ ال جزء إلى الدعوة جاءت ولذلك. العالم من مكان أى فى عنها للدفاع األرواح، عاما مبدأ باعتبارها بالقوة ولو اإلنسانية، والقيم اإلنسان حقوق عن الدفاع

[.37]األمريكية القومية للمصلحة

نهاية حتى األمريكية، السياسة بها مرت التي التحوالت هذه إطار وفي الحرب فى المتحدة الواليات انتصار من بالرغم أنه نجد الباردة، الحرب على كان التي التحديات من عدد مع تواكب االنتصار، هذا أن إال الباردة، هذه بين ومن أهدافها، لتحقيق سعيها إطار فى مواجهتها، المتحدة الواليات فى تواجهها التى المشاكل نهاية عليه يترتب لم انتصارها أن: التحديات بجانب هذا القوي، توازن وقضايا التقليدية، األمنية كالقضايا الدولي، النظام السياسة على العسكرية، غير القضايا من جديدة أنواع تأثير تصاعد

.األمريكية

نمو مؤشرات وفق كبيرا، تدهورا االقتصادي األداء شهد ثانية، ناحية ومن ونوعية االستثمار، ومستويات االدخار، ومعدل اإلجمالي القومي الناتج

هذا وأمام للبحوث، المخصصة والموارد التكنولوجي، والتجديد التعليم، يهدد خارجي تهديد يوجد ال بأنه األمريكي المواطن شعور وتنامي التدهور، تأكيد ضرورة نحو األمريكي الشعب من تيارات اتجهت األمريكي، الوجود الحد ذلك على ترتب وإن حتى األول المقام فى الداخلية بالقضايا االهتمام

تأكيد جاء التيارات هذه مواجهة وفي. الخارج فى األمريكي النشاط حجم من :وقال يتجزأ، ال كل الداخلية، والقضايا الخارجية السياسة أن على كلينتون

أمران هما الداخلية والسياسة الخارجية السياسة بأن يقين على كونوا" فإنك وطنك فى قويا تكن لم فإذا اليوم، عالم فى بينهما انفصال ال مرتبطان

انسحبنا وإذا تشكيله، أجل من الكثير بذلنا الذى العالم تقود أن تستطيع لن[.38"]دارنا عقر فى اقتصاديا بنا الضرر ذلك فسيوقع العالم من

األوضاع على يؤثر ما بأن الخارجية، للسياسة الجديد المفهوم يؤكد ما وهو مع التأثير هذا قوة وتزداد للدولة، الخارجية السياسات على ينعكس الداخلية السياسة فى فقط ليس دور لها يكون ألن تسعي قوية داخلية تيارات وجود

� ولكن الداخلية، المتحدة الواليات شهدته ما وهو الخارجية، السياسة في أيضا وتنامى والسياسي، الديني اليمين تيارات قوة تصاعد مع المرحلة، هذه خالل

.األمريكية السياسة على تأثيراتها

الواليات فى والسياسة الدين كوربت، ميتشل وجوليا كوربت مايكل[1] الشروق مكتبة القاهرة، )جعفر، ونشأت نجاتي، زين ترجمة المتحدة،.255 ـ 247 ص ص ،(.2002 األولي، الطبعة الدولية،

من القوة..الدين..الثروة ثالثية األمريكية اإلمبراطورية مرقس، سمير[2] الدولية، الشروق مكتبة القاهرة، )سبتمبر، 11 بعد ما إلى األهلية الحرب.38 ـ 37 ص ص ،(2003

Page 19: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

إنجلترا شكلت التى األسطورة: المختار الشعب لونجلى، كلبفورد[3] ،1ج الدولية، الشروق مكتبة القاهرة، قاسم، عبده قاسم. د ترجمة وأمريكا،

.82 ـ 81 ص ،2003

الشيخ، الرحمن عبد. د ترجمة العاصفة، يوجه المالك نورثكوت، مايكل[ 4].62 ـ 59 ص ص ،(2006 األولى، الطبعة الدولية، الشروق مكتبة القاهرة،)

واألصولية السياسية المسيحية: العالم ونهاية اليهودى المسيح هالل، رضا[ 5].44 ـ 43 ص ،(2001 الثانية، الطبعة الشروق، مكتبة القاهرة، )أمريكا، فى

األعلى المجلس القاهرة، )المتحدة، للواليات الشعبى التاريخ زن، هوارد[ 6].13 ـ 10 ص ص األول، الجزء ،(2005 للترجمة، القومى المشروع للثقافة،

:نيويورك األمريكية، الوطنية الهوية تحديات مننحن؟ هنتنجتون، صمويل[7] نت، الجزيرة بيومي، عالء عرض ،2004 األولى، الطبعة سيشتر، آند سيمون

الرابط على متاح النص. 2/8/2004

أحمد ترجمة العالمية، الرأسمالية أوهام: الكاذب الفجر جراى، جون[ 8] ،(2000 ،1ط الشروق، مكتبة للثقافة، األعلى المجلس القاهرة، )بليغ، فؤاد.176 ـ 173 ص ص

المتحدة الواليات: األمريكية الهيمنة من آخر قرن جويات، نيقوالس[ 9] األعلى المجلس القاهرة، )الخميسى، عزة ترجمة، ،2000 عام بعد والعالم.273ـ269ص ص ،(2003 ،1ط للترجمة، القومى المشروع للثقافة،

إبراهيم، واين. د ترجمة المتحدة، الواليات دستور قصة فاراند، ماكس[ 10].180. ص ،(ت.د وهبة، مكتبة القاهرة،)

،"األول التعديل تطهير: الدينى الحكم إلى الطريق "سوارز،. إم. جون[ 11] أمريكا، فى المسيحى اليمين ـ التطرف أصول ،(تحرير )بالكر كيمبرلى ضمن للثقافة، األعلى المجلس القاهرة، )الوهاب، عبد وتامر رءوف هبة ترجمة

.256 ـ 253 ص ص ،(2005 األولى، الطبعة للترجمة، القومى المشروع

رضا: ضمن متدينة، أم علمانية ـ أمريكا فى والسياسة الدين هالل، رضا[ 12] الطبعة الشروق، مكتبة القاهرة، )األمريكية، اإلمبراطورية ،(محرر )هالل

.251 ـ 248 ص ص األول، الجزء ،(2001 األولي،

الذى والرئيس أمريكا في المسيحية األصولية في مقدمة المعلم، عادل[ 13].131 ـ 128 ص ،(2005: الدولية الشروق مكتبة القاهرة، )الله، استدعاه

Page 20: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

البعد ـ األمريكى السياسى الفكر ستيختر، وريتشارد فريش نورتون[14] الله، عبد هشام ترجمة األمريكي، الدولة شؤون إدارة لفن الفلسفي

ص ،(1991 األولي، الطبعة والنشر، للدراسات العربية المؤسسة بيروت،).37ـ35

.142 ـ 139 ص سابق، مرجع جراى، جون[15]

الوطن فى األقليات مشكالت مهنا، نصر محمد. ود يحيى جالل. د[ 16].182 ص ،(1980 المعارف، دار القاهرة، )العربى،

م،1914ـ1834 الشام بالد فى األمريكى التنصير عيسى، الرازق عبد. د[17].6 ـ 5 ص ،(2005 مدبولى، مكتبة القاهرة،)

والمسيحية، اإلسالم ضد الخفية المؤامرات عوف، محمد أحمد. د[ 18].91 ـ89 ص ،(1992 العربى، لإلعالم الزهراء القاهرة،دار)

:ضمن األمريكى، العقل فى والفلسطينيون فلسطين سليمان، ميخائيل[ 19] كلينتون، إلى ويلسون من األمريكية والسياسة فلسطين: مؤلفين مجموعة

.27 ـ 25 ص ص ،(1996 العربية، الوحدة دراسات مركز بيروت،)

العربى، والمشرق المتحدة الواليات مصطفى، الرحيم عبد أحمد. د[ 20] واآلداب، والفنون للثقافة الوطنى المجلس الكويت، )المعرفة، عالم سلسلة

.5 ص ،(1978 أبريل ،4 عدد

.104 ص السابق، المرجع[21]

المتحدة الواليات: األمريكية الهيمنة من آخر قرن جويات، نيقوالس[ 22] األعلى المجلس: القاهرة )الخميسى، عزة ترجمة، ،2000 عام بعد والعالم.291ـ290ص ،(2003 ،1ط للترجمة، القومى المشروع للثقافة،

واإليفانجليكية، البروتستانتية األصولية نفهم كيف مارسدن،. م جورج[ 23] ـ 37 ص ص ،(2005 الدولية، الشروق مكتبة: القاهرة )جعفر، نشأت ترجمة

41.

األعلى المجلس القاهرة، )المتحدة، للواليات الشعبى التاريخ زن، هوارد[ 24].487 ـ 482 ص ص األول، الجزء ،(2005 للثقافة،

عودة، إبراهيم صادق: ترجمة األمريكية، والثقافة الدين مارسدن، جورج[ 25].187 ص ،(2001 األولي، الطبعة الفارس، دار عمان،)

.43 ـ 42 ص سابق، مرجع نورثكوت، مايكل[26]

Page 21: الأصول الدينية للسياسة الخارجية الأمريكية.doc

.188 ـ 185 ص سابق، مرجع سوندرز، فرانسيس[ 27]

.311 ـ 307 ص سابق،ص مرجع سوندرز، فرانسيس[28]

.242 ـ 241 ص سابق، مرجع األمريكية، والثقافة الدين مارسدن، جورج[ 29]

الفصل من الثالث المبحث محور وأهدافه ومؤشراته، الدعم هذا سيكون[30](.الباحث )الباب هذا من الثاني

السياسة مجلة الدولي، واالنفراج كارتر أخالقيات المجيد، عبد وحيد[ 31] ،49 عدد واإلستراتيجية، السياسية للدراسات األهرام مركز القاهرة، الدولية،.69 ـ 68 ص ،1977 يوليو

الشبكة علي متاح األمريكية، السياسة على يسيطر الدينى الخطاب[ 32]الرابط علي للمعلومات الدولية

الباردة الحرب من األعظم القوى سياسات مصطفي، محمود نادية. د[33] مصدر العربى، اإلستراتيجي الفكر مجلة الباردة، الحرب تصفية إلى الجديدة.سابق

بيروت، )حضر، خضر ترجمة، الخارجية، السياسة ميرل، مارسيل[34].161 ـ 155 ص ص ،(ت. د برس، جروس

لوموند السيطرة،مجلة إحكام أجل من القصف دوالجورس، مارى بول[ 35].2002 مارس عدد اإللكترونية، دبلوماتيك،النسخة

السياسية المسيحية ـ العالم ونهاية اليهودي المسيح هالل، رضا[ 36] ص ،(2001 الثانية، الطبعة الشروق، مكتبة: القاهرة )أمريكا، في واألصولية

.135 ـ 134 ص

دبلوماسية نحو ـ خارجية؟ سياسة إلى أمريكا تحتاج هل كيسنجر، هنرى[ 37] العربى، الكتاب دار بيروت، )األيوبي، عمر ترجمة والعشرين، الحادى للقرن.261 ـ 255 ص ص ،(2002

كلينتون، عهد في األمريكية الخارجية السياسة توجهات بدران، ودودة. د[38] األوسط، والشرق الجديدة األمريكية اإلدارة( تحرير )سعودي هالة. د: ضمن

.51 ـ 48 ص ص ،(1993 السياسية، والدراسات البحوث مركز القاهرة،)