33
ة ي س ف ن لعا ا الدف ات ي ل ا ي ف رات ظ ن ن م دم ق م! ث ح$ ب ي او رم ف ل اي ل ع ديم حر و ت ك الد ة ي4 ب ر ت ل ا ة ي ل ك- ة ي ف و ت م ل ا ة ع م ا$ ج ة ي4 بر ع ل ا ر ص م ة ي ر و ه م$ ح ى لI ا ة ي4 ب ر ت ل ا ة ي ل ك$ ب! ث ل ا! ي ل ا ي م ل ع ل ار م تS و م ل اي ص قS أ ال ة ع م ا$ ج- ن ي ط س ل ف م ير لك ا ن را ف ل ا ي ف ي م ل ع ل ا ار$ ج عI أ الام ع و ي ا م0002 ث ف ل ت خ ا سان نm الأ ي ف ة ق ل ج ة ي ب و ك ت و ن ع رs ئ سا، ات وف ل ج م ل اx ك ل لد نm ا ف ة ي ع ن4 ب ط رة! ش$ لب ا د ف ث ف ف ت ا ع م ات$ ي ل ط ت م ة ي ل رسا ر$ عت خ ب ار ت وم ل ع ل ا، ة ق ل ت ح م ل ا دت عد ت ات ق س ل ق ل ا ث ف ل ت خ وا هات$ ج و ر ظ ت ل ا ول ح عة ن4 ب ط، سان نm الأ وكان ا هدد، عد ن ل اx ك ل ود لأف ت خ الأ ود ع تً دوما ى لm ا لأف ت خ ا$ ث ه مد ل ا ديs ات ق ع ل ا وs ا ى لm ا ادة ي س مط ت اري ض ح دون ن ح ب ر, و خ ا ا ي س لد ضد$ ن رض ع$ ث ن وا$ ح عة ن4 ب لط ا ة ي ب سا نm الأ ي ف ات ق س ل ق ل ا، ة ق ل ت ح م ل ا ن ك ل ن ك م ت ول ف ل ا ما ك ر ت! ش ن روس ح م ي س ر م( 10:1988 ) ة يs ا ا دm ا كان ر ك ق ل ا ى$ بر لع ا د ف جاولً هدا ا$ ج نs ا وي ت ح ب عة ن4 ب لط ا ة ي ب سا نm الأ ها$ ب ب وا$ ج$ ب، ة ق ل ت ح م ل ا نm ا ف ر ك ق ل ا ي م لأ سm الأ! ث$ ب ب م ل ا ق ن م ن را لف ا م ي ر لك ا ة ي س ل وا ة وي$ ت ن ل ا دات ها ب$ خ وا ن ي ر ك ق م ل ا ة ق لأس ق ل وا د ف

نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

  • View
    13

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

نظرات في آليات الدفاع النفسية

بحث مقدم من الدكتور� حمدي على الفرماوي

جامعة المنوفية -كلية التربية جمهور�ية مصر العربية

إلى

المؤتمر العلمي الثالث بكلية التربية فلسطين -جامعة األقص�ى

اإلعجاز� العلمي في القرآن الكريم

0002مايو عام

لذلك المخلوقات، سائر عن وتكوينه خلقه في اإلنسان اختلفت تاريخ عبر رسالته متطلبات مع اتفقت قد البشرة طبيعته فإن

حول النظر وجهات واختلفت الفلسفات تعددت المختلفة، العلوم يعود االختالف وذلك التعدد، هذا وكان اإلنسان، طبيعة إلى دوما

آخر, دون حضاري نمط سيادة إلى أو العقائدي المذهب اختالف الفلسفات في اإلنسانية الطبيعة جوانب عرض بصدد لسنا ونحن

) مرسي محروس يشير كما القول يمكن لكن المختلفة، حاول قد الغربي الفكر كان إذا أنه( 10:1988 يحتوى أن جاهدا

قالمنبث اإلسالمي الفكر فإن المختلفة، بجوانبها اإلنسانية الطبيعة والفالسفة المفكرين واجتهادات النبوية والسنة الكريم القرآن من يقدم أن استطاع قد فهما واعيا في اإلنسانية للطبيعة حكيما

ينبغي الذي وبالشكل عليها خلقت التي بالصورة المختلفة جوانبهاعليه. تكون أن

: البحث مشكلة تكوين اإلنسان إن( 44:1985) حنفي الحليم عبد يذكر

عن فيه يختلف ال حيواني بعضه القدير، الله قدرة آثار من عجيب طبيعة إلى فيه يسمو ملكي وبعض األرض، دواب من دابة أي

وبعضه الشياطين، حضيض إلى به ينزل شيطاني وبعضه المالئكة، في يتركز العملية صورته في به الخاص البعض وهذا هو، به خاص

Page 2: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

التي اإلرادة هو واآلخر البشري، بطابعه العقل شيئين: أحدهما واقع فاإلنسان األحوال كل وفي قيادته، في وتتحكم سلوكه توجه أي مادي، وبعضها عقلي، بعضها متنوعة عديدة عوامل تأثير تحت المشاعر من وبعضها تكوينه، في اإلنسان ماديات من نابع

واالنفعاالت. يجعلنا البشرية وطبيعته اإلنسان لتكوين الصحيح الفهم إن

وأساس صحيح منطلق من فيه ونتحكم به ونتنبأ سلوكه نفهم ونشرت الحالي الباحث بها خرج التي الدراسة كانت لذا سليم،

اإلنسان" في النفسي البناء "ركائز بعنوان كتاب في1997 عام ركائز أربع فيها أوضح والتيالكريم( القرآن فيض من )دراسة

سلوك وتفسر اإلنسانية الطبيعة تبرز اإلنسان في النفسي للبناءهي: الركائز وهذه تكاملي، أساس على اإلنسان

قابليات- العقل قوة- الروح )قوة اإلنسان في الذات قوى.1.الفطرة(

وقواها. النفس.2الذات. قوى بين والتوازن التكامل.3لإلنسان. الثالثة األعمار.4

والبنية الشخصية محددات عبر الباحث سار الركائز وبهذه المجتمعية والبنية بل لإلنسان، الدافعية والبنية العقلية أن محاوال على بها ويرد النفسية اإلنسان لبنية المختلفة الجوانب بها يفسر

المعاصرة. النفس علم نظريات خالل من المحاوالت، هذه إطار في يأتي الحالي والبحث

اآلتية: األسئلة على إجابتهالتوازن منظور من الدفاع ميكانزمات إلى النظر يمكن هل

داخله؟ الروحية والقوة اإلنسان في المادة قوة بينبعد من النفسية الدفاع ميكانزمات إلى النظر يمكن هل

وتشكيل اإلنسان حياة على تأثيرها في السلبية أو اإليجابيةفيه؟ الشخصية جوانب

الدفاع..؟ ميكانزمات من النفاق سلوك موقع مامن الدفاع ميكانزمات أبعاد بعض على الضوء إلقاء يمكن هل

كريمة قرآنية إشارات بهويتنا إرتباطا لعقيدتنا؟ وتعميقاالبحث أسئلة مناقشة

ترتبط الحالي البحث أسئلة على اإلجابة إن إرتباطا وثيقا مختصر تمهيد من البد لذلك للباحث، النفسية البنية ركائز بمنظور حول الحالي الباحث دراسة في المنظور هذا أبعاد بعض فيه نعرض هناك أن إلى توصل ( فقد1997) اإلنسان في النفسي البناء ركائز قوة القوى هذه وأهم اإلنسان، في الذات تشكل أساسية قوى

Page 3: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

العقل، وقوة الروح في يدور الذي الصراع أن إلى توصل أيضا نزعتين بين صراع هو ما نحو على سلوك إلى وينتهي النفس

الذات قوى فيها تسود مادية هما: نزعة متكاملتين، متضادتين تطرفه في عنها الناتج السلوك أو الفعل تطبع والتي الدونية

اآلخرة للحياة فتؤهله باإلنسان تسمو روحية ونزعة بالشهوة، في الصراع وليس الدنيا، الحياة في وقيمته بوجوده وتشعره في هو كما التدمير أو العدوان وغرائز اللبيدو غرائز بين هو اإلنسان

النفسي. التحليل مدرسة رأي: وتعالى سبحانه العزة رب يقول

من نصيبك تنس وال اآلخرة الدار الله آتاك فيما وابتغ) في الفساد تبغ وال إليك الله أحسن كما وأحسن الدنيا

(77القصص: ( )المفسدين يحب ال الله إن األرض الذين أيها يا) آمنوا ال موا لكم الله أحل ما طيبات تحر وال

الله إن تعتدوا المعتدين يحب ال ا وكلوا الله رزقكم مم طيبا حالال 87المائدة: ( )مؤمنون به أنتم الذي الله واتقوا

- 88) معايش فيها لكم وجعلنا األرض في مكناكم ولقد) قليال

ا (10األعراف: ( )تشكرون م المادية وحاجاته لدوافعه اإلنسان إشباع أن تقول هنا من مطلوب الروحي واإلشباع الله، أحل ما حدود في لكن مطلوب على اإلنسان مسيرة من مهم لجانب الممثلة المادية على طفيان اإلنسان محاولة وفي فيها، وتعالى سبحانه الله عن وخالفته األرض

الفطرة مع ليستقيم والروحية المادية بين التوازن إلى الوصول االعتدال على الحصول سبيل في النفس مع مستمر جهاد في كاندوافعه. إشباع في

القوة هي النفس أن إلى الحالي الباحث توصل أيضا، الوعاء وهي اإلنسان، في الذات قوى من المتخلفة أو المتشكلة

النحو على معين بطابع اإلنسان تطبع ثم ومن التفاعل، لهذا الجامعفيه. للشخصية المحدد: تعالى يقول

اها وما ونفس) الشمس:( )وتقواها فجورها فألهمها سو7 - 8)بيل هديناه إنا) ا الس ا شاكرا إم (3اإلنسان: ( )كفورا وإم

هي وليست فقط الروح هي ليست إذن اإلنسان في النفس أعلى )والله القول يمكن لكن التحديد، وجه على فقط العقل قوى تشمل والتي اإلنسان في الحيوية القوة هي النفس أنأعلم( واعية، غير تعمل كما واعية وتعمل الغريزة، قوة تشمل كما اإلرادة

Page 4: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

التي للقوة مرادفة الكريمات القرآنية اآليات في تأتي فهي لذاالتقوى. أو الفجور تلهم

اإلنساني الكيان في النفس القول: أن يمكن أخرى جهة من اإلنسان صار به الذي فأصبح إنسانا طريق عن يخاطب بأن جديرا

الذي الجانب في ألنها النفس فيه يخاطب آخر بمعنى أو النفس،فيه. ويعى يعقل

: تعالى يقولا نفس علمت) رت قدمت م (5اإلنفطار: ( )وأخ(14القيامة: ( )بصيرة نفسه على اإلنسان بل)

هذا من الدفاع لميكانزمات بالنسبة إذن قوله يمكن ماذاالحالي. البحث أهداف مع يتطابق وبما النفسية للبنية المنظور

: النفسية الدفاع ميكانزمات الروحية القوة إلى تنتمي اإلنسان في الدوافع بعض كانت إذا

اإلنسان صحة فإن المادي، المكون إلى ينتمي اآلخر البعض بينما حالة إلى اإلنسان وصول أساس على تقوم شك وال النفسيةالقوتين. هاتين ودوافع حاجات بين اإلشباع في واالعتدال التوازن

تلعب النفس قوى من كبرى قوة واإلرادة دورا في كبيرا تساهم أخرى قوى القوى هذه إلى يضاف الحياتية، اإلنسان مسيرة

حين. إلى ولو التوتر وخفض التوازن تحقيق في سمى فيما القوى هذه بعض النفس علماء تناول وقد

التحليل علماء عنها وعبر العقلية، الحيل أو الدفاع بميكانزمات تشكل بأنها النفسي في نفسها " عناألنا" لدفاع سلوكية أنماطا

يمكن الذي التوازن هذا يختل حين للشخصية، التوازن إعادة سبيل اضطرابات أو والصراع والقلق اإلحباط إلى باإلنسان يصل أن

أثرا. أكثر وعقلية نفسية أصحاب تناولها كما- الميكانزمات لهذه خاصية أهم وكانت

شعوري، الال المستوى على تحدث أنها- النفسي التحليل مدرسة عن المتسبب السلوك وراء السبب يدرك ال اإلنسان أن أي

هذه: أهم ومن العقلية، الحيل أو الميكانزمات هذه من ما ميكانزم العكسي والتكوينRegression والنكوصRepression الكبت الحيل

Reaction formation واإلسقاط Rrojectionالتوحد أو والتقمص Identificationوالتبرير Rationalizationواإلعالء Sublimation. هذه وجود ينكر ال للباحث النفسية البنية ركائز ومنظور

توازنها، إعادة سبيل في وتجاهد النفس تدافع بها التي الدفاعات الجسم في الطبيعية بالمناعة الميكانزمات هذه تشبيه يمكن بل

جسم في ما مستوى على طبيعية مقاومة هناك أن فكما البشري، الميكروبات من الجسم تقي حيوية مناعة أجهزة بها تقوم اإلنسان

Page 5: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

لديها النفس فإن تلقائيا، لها يتعرض التي والجراثيم مقاومة أيضا حياته في اإلنسان له يتعرض التوازن الختالل مضادة نفسية تلقائية

"النفسية المقاومة أساليب" عليها نطلق أن يمكن هنا من اليومية، الحصول سبيل في بها تجاهد النفس قوى من مهمة قوى ونعتبرها

التوازن. على إلى خاللها من النظر يجب التي االعتبارات بعض هناك لكن: وهى الميكانزمات، هذه النفس تتخذها التي األساليب أو القوى هذه أن.1 عن دفاعا

ال أنها على إليها نظروا قد النفس علماء كان إذا التوازن بل شعورية، أخرى أساليب أو ميكانزمات فهناك شعورية، تحقق أساليب وهي بإدراكها، السوي اإلنسان يستمتع كظم منها اإلنسان، في والروح المادة حاجات بين التكامل كعالج والتوبة والصبر، الغيظ، اإلعالء. عن فضال

بل حيل، ليست الشعورية، الميكانزمات أو األساليب هذه إن.2 إلحداث اإلنسان في الروحية للقوة وظيفية مظاهر تعتبر

السلوك ليعتدل النفس في للضعف عالج وهي التوازن، الحياة إغراءات على اإلنسان بها ويتغلب الفطرة وتستقيمالمادي. الجانب في المتطرفة والنوازع

الشعورية األساليب هذه استخدام في اإلنسان إفراط إن.3 األساليب أو الحيل في اإلفراط لكن مرضا، ليس الروحية

يعد الالشعورية والميكانزمات أو مرضا لمرض. عرضا الدفاع ميكانزمات يلي فيما نتناول االعتبارات هذه ضوء وفي

غير العفوية األساليب : يتضمناألول النوعنوعين: في ممثلة مزيد إلى به تؤدي فيها يبالغ حين والتي اإلنسان جانب من المدركة

نطلق لذا المرض، على داللة استخدامها وتكرار االضطراب، من..سلبية( دفاع )ميكانزمات عليها

في والتي النفس مجاهدة أساليب : فيمثلالثاني النوع أما صحة إلى يؤدي المفرط أو البسيط المستوى على استخدامها

النوعين وكال موجبة، دفاع ميكانزمات عليها نطلق لذا نفسية،الكريم. القرآن إليها يشير

: السلبية المقاومة أوال: أساليب النوع هذا يضم النفس تتخذها التي األساليب من عديدا

المستوى على لها اإلنسان اتخاذ في وهي توازنها عن للدفاع قدر بأقل الحياة تتواصل حيث مفيدة، تعد المزمن غير أو البسيط

داللة فهو مزمنة تكون أن أو فيها، اإلفراط أما التوازن عدم من اإلنسان اضطراب على بذلك. نوهنا كما عقليا، أو نفسيا

Page 6: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

األساليب: اإلسقاط، هذه من الكريم القرآن إليه أشار ومما.وأعلم( أعلى )والله والتبرير، العسكي، والتكوين

: اإلسقاط.1 من بداخله ما يسقط أن اإلنسان محاولة اإلسقاط يعني

بهذا واإلسقاط الغير، على سلبية نوازع أو مؤلمة مشاعر أو فشل اإلنسان شعور األولىاإلنسان: عند بمرحلتين يمر المعنى

شعوره أو حاجة، تحقيق أو دافع إشباع في اإلحباط أو باإلخفاق من أي إلصاق محاولته : فهيالثانية أمامعين. عيب أو ما بعجز النفس محاولة في تتمركز ذلك ومحصلة بالغير، النواقض هذه

هذا هدم في بالنقص المؤلم الشعور تسبب أن بعد اتزانها إعادة أو غيره على يسقطه ما يجد أن اإلنسان استطاع وكلما االتزان، على وحصل اضطرابه قل كلما حالته، بمثل غيره يقنع أن استطاع من يزيد ذلك فإن اإلسقاط يفشل حين أما المطلوب، االتزان

اإلنسان. اضطراب اضطرابه يزيد األسلوب لهذا اإلنسان استخدام زيادة ولكن

وتسوء غيره مع توافق سوء يحدث فيها، يعيش التي البيئة في أيضا( سلبي هو )والنجاح اإلسقاط نجاح فلمحاولة النفسية، صحته

شأنهم من التقليل أو اآلخرين تحقير من المسقط اإلنسان يكثرمعهم. تكيفه أو توافقه ويسوء منه نفورهم من يزيد مما

يبطنون الذين المنافقين حالة إلى الكريم القرآن أشار وقد بهم البطش للمسلمين ينسبون الذي الوقت في للمسلمين العداء

لهم. والعداء: تعالى يقول

لقولهم تسمع يقولوا وإن أجسامهم تعجبك رأيتهم وإذا)سندة خشب كأنهم العدو هم عليهم صيحة كل يحسبون م

(4المنافقون: ( )يؤفكون أنى الله قاتلهم فاحذرهم أن الكريمة، اآلية هذه تفسير " فيالرازي الفخر" يقول

يقولوا المسندة بالخشب الكريم القرآن شبههم الذين القوم هؤالء يا تأمنهم فال بالجبن يتصفون وهم لقولهم، وتسمع الله لرسول إنك

في الكاملون فإنهم ظاهرهم إلى تلتفت وال السر على الله لرسو وانتقلت العسكر في مناد نادى فإذا غيرهم، إلى بالنسبة العداوة

دابة، فهم الرعب، من قلوبهم في لما بذلك يرادون أنهم ظنوا مثالسترهم. وكشف بهم اإليقاع يتوقعون

: العكسي التكوين.2 أو ما اتجاه تبني اإلنسان يحاول أن العكسى التكوين معنى

أو االتجاه هذا ولكن مطروحة، قضية أو مسألة في معين رأي

Page 7: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

له تسبب التي تلك اتجاهات، أو آراء من يضمره ما يخالف الرأي أو ضيقا أو قلقا بالذنب. شعورا

تكوين يحاول اإلنسان أن نجد الحالة هذه في تأملنا وإذا بما المرتبطة مشاعره وطأة من يخفف خاللها مضادة، مقاومة البعض أطلق ولذلك يعلنه، لما مضادة آراء أو اتجاه من يضمره

.المقاومة" "تكوين األسلوب هذا على في الناس على تبدو كثيرة سلوكية مظاهرة وهناك مشاعر إظهار في إنسان يبالغ فقد األسلوب، لهذا استخدامهم

والكراهية، البغض سوى اآلخر لهذا داخله في وليس آلخر، الحب الذي الوقت في وتطبيقها، اللوائح إتباع في عمل رئيس يتشدد وقد

أو السلطة حب لديه ذلك يرضى فقد داخله، من لها ينتمي ال استنكار ويتعمد االتجاه، بذلك وعي على يكون أن دون التسلط،

االتجاه. هذا هذا إلى اإلشارة اآلتيات الكريمة اآليات في نجد وقد الكالم يحسنون الذين المنافقين حالة تصف فهي األسلوب،لهم. والكراهية العداء فيه يضمرون الذي الوقت في للمسلمين

: تعالى يقول والله الله لرسول إنك نشهد قالوا المنافقون جاءك إذا)

(لكاذبون المنافقين إن يشهد والله لرسوله إنك يعلم(1المنافقون: )نكم هم وما لمنكم إنهم بالله ويحلفون) قوم ولكنهم م

(56التوبة: ( )يفرقون ويشهد الدنيا الحياة في قوله يعجبك من الناس ومن)

(204البقرة: ( )الخصام ألد وهو قلبه في ما على الله الذين وليعلم) لهم وقيل نافقوا تعالوا سبيل في قاتلوا

أو الله ادفعوا نعلم لو قالوا للكفر هم التبعناكم قتاالا بأفواههم يقولون لإليمان منهم أقرب يومئذ ليس م

(167عمران: آل( )يكتمون بما أعلم والله قلوبهم في: التبرير.3

على رأي أو عمل أو لشيء اإلنسان تبرير بين فرق هناك أصال، اإلنسان به يؤمن لم بما أو منطق بغير والتبرير منطق، الدفاعي باألسلوب المقصود هو الثاني النوع من التبرير

نحن الذي الالشعوري في رسوبه أو الطالب فشل بصدده. فمثال في العشوائية إلى أو مستبد، معلم إلى الطالب ينسبه االمتحاناإلجابة. أوراق تصحيح

لإلنسان، السلبية المؤقتة الراحة إلى يؤدي التبرير وهذا فبدال في يستفيد به الذي الحقيقي السبب عن اإلنسان يبحث أن من

Page 8: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

يختلق فهو المستقبلية، خطواته وجود له ليس أو منطقي غير سببا الواقع، في تؤلمه. قد التي الحقيقة تجاهي أو إخفاء محاوال

الهروب إلى يؤدي األسلوب وهذا وعندما المواجهة، من بدال يكون اإلنسان عند يتكرر مصدرا ضغوطه مصادر من مهما

فونتانا )انظر مؤثرة اضطرابات إلى به تنتهي قد التي النفسية،1994).

يكون المعنى بذلك والتبرير كذبا غير كذب ولكنه فيه، مبالغااإلنسان. قبل من المصدر مدرك: العزة رب يقول

لهم قيل وإذا) ال األرض في تفسدوا نحن إنما قالوا ولكن المفسدون هم إنهم أال مصلحون (يشعرون ال

(12 ،11البقرة: )صيبة أصابتهم إذا فكيف) جآؤوك ثم أيديهم قدمت بما م

أردنا إن بالله يحلفون (62النساء: ( )وتوفيقا إحسانا إال: اإليجابية المقاومة ثانيا: أساليب

األساليب من النوع هذا يضم تقوم التي اإليجابيات من عديدا لهذه خاصية أهم ولعل التوازن، على بالحفاظ بمقتضاها النفس

فعالية أكثر تعد لذا اإلنسانية، الفطرة تساير أنها األساليب كظم- األساليب: اإلعالء هذه ومن اإلنسان، لتوازن وديمومة

نفسي. كعالج والتوبة- الصبر- الغيظ: اإلعالء.1

التي األساليب ضمن األسلوب هذا النفس علماء ساق لقد يمكن أنه "بالسلبية" فرغم عليها أطلقنا والتي استعراضها، سبق

الذي النحو على إيجابي، أنه إال الالشعوري، المستوى على حدوثه فيه، اإلفراط حين باإلنسان يضر ال استخدامه تكرار أن عن فضال

في للنفس ومجاهدة اإلنسان، في الروحية القوة غلبة على يدلالطمأنينة. إلى والوصول شأنها، علو سبيل

عن التعبير اإلنسان على يصعب حين أنه النفس علماء فيرى ال يلجأ فإنه تحقيقها المراد الحاجات أو مكبوتاته إلى شعوريا

في ويفرغها الحاجات تلك أو المكبوتات بهذه اإلعالء أو السمو يعيش الذي االجتماعي الوسط أو المجتمع قيم مع يتوافق سلوك

فيه.) العيسوى الرحمن عبد ذلك إلى يشير كما- فرويد ويعتقد بها التسامي يتم اإلنسان في الجنسية الدوافع أن(145:1986

في الطاقة تتحول وبذلك جمالية، أو فنية مناشط طريق عنقبوال. أكثر آخر ميدان إلى القبيح البدائي شكلها

Page 9: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

"فرويد" يتزعمها التي النفسي التحليل نظرية فإن وعموما اإلعالء في ترى في وتصريفها الليبيدية الطاقة لسراح إطالقا

فإننا لإلعالء، التحليلين نظرة يمثل هذا كان وإذا متسعة، مجاالت نراه وهي النفس، مجاهدة وسائل أحد الكريم القرآن لعقيدة وفقا

وسبيلها اإلنسان في الروحية القوة من أساس على قائمة مجاهدة ليس فيحدث إنسانيته، إلى باإلنسان يصل بل مرض، على داال

وبين تطفي ال حيث من المادية النزعة بين المطلوب التوازنثوابه. في والطمع الله بتقوى ترتبط التي الروحية النزعة

ال السمو أو اإلعالء يصبح ال المعنى وبهذا يدركه بل شعوريا فيعيش بإدراكه، ويستمتع اإلنسان شعورا الفضيلة بتفضيل روحانيا

ذاته. تفقده التي السلوكيات من غيرها على مجاهدته على تنصب لإلنسان الكريم القرآن وتوجيهات

في التوازن إلى والوصول اإليمان استقرار إلى يصل حتى لنفسه إلى فميله اإلنسان على المسألة صعبت إذا أما حاجاته، إشباعللنفس. أطهر والسمو اإلعالء

لإليثار اإلنسان فنزعة عن والتراخي والشح البخل من بدال يعد اآلخرين مساعدة للنفس. عالجا

: تعالى يقول يوق ومن خصاصة بهم كان ولو أنفسهم على ويؤثرون)

(9الحشر: ( )المفلحون هم فأولئك نفسه شح وأنفقوا وأطيعوا واسمعوا استطعتم ما الله فاتقوا)

نفسكم خيرا هم فأولئك نفسه شح يوق ومن أل(16التغابن: ( )المفلحون

الشهوات إلى اإلنسان بميل وتعالى سبحانه الله ولمعرفة تعالى قال فقد النساء من في والرقى السمو إلى اإلنسان موجها

الدافع: هذا إشباعن لكم خلق أن آياته ومن) لتسكنوا أزواجا أنفسكم م

ودة بينكم وجعل إليها لقوم آليات ذلك في إن ورحمة م(21الروم: ( )يتفكرون به يستطيع ما الوسيلة أو المال من اإلنسان يجد لم إذا حتى

تقوى التي بالعفة واإلعالء السمو إلى هذا بدافعه فليصل النكاح،أهوائها. من النفس وتطهر اإلرادة: تعالى يقول

من الله يغنيهم حتى نكاحا يجدون ال الذين وليستعفف)(33النور: ( )فضله

حياته له تقيم التي اإلنسان فطرة يالئم عام توجيه وفيالخطيئة. في يقع أن قبل بالوقاية وتزوده الطاهرة،

Page 10: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

: تعالى يقولوا للمؤمنين قل) فروجهم ويحفظوا أبصارهم من يغض

للمؤمنات وقل يصنعون بما خبير الله إن لهم أزكى ذلك يبدين وال فروجهن ويحفظن أبصارهن من يغضضن(31 - 30النور: ( )منها ظهر ما إال زينتهن

الله تقوى سبيل في لها ومجاهدة للنفس، طهر إذن اإلعالءالفطرة. واستقامة الصالح والعمل

: الغيظ كظم.2 أشرنا باعتباره الكبت إلى سابقا التي األساليب من أسلوبا

التحليل أصحاب يرى كما- نفسها عن الدفاع في األنا تتبعها إذ الالشعوري، المستوى على يتم الكبت فإن ثم ومن- النفسي

مرفوض شعور شهوة أو رغبته من يتخلص أن اإلنسان به يحاول وعي مجال من تطرد وبذلك المجتمع، قيم مع يتالءم ال أو األنا، من

وشعوره، اإلنسان وشيئا وكأن الحياة مع اإلنسان يتعامل فشيئا في تخزينها تم فقد وجود لها ليس المشاعر أو الرغبات هذه

الشعور. من تنبع وسيلة الكبت أن النفسي التحليل أصحاب ويرى

أو المشاعر أو الرغبات هذه تهدده حين اإلنسان، في داخلي خوف الوقت في الواقع، في نفسها عن التعبير أو بالخروج الشهوات

ظهورها. األنا ترفض الذي موضع نحدد أن الكبت لميكانزم التوضيح بذلك أردنا وقد

الغيط كظم اعتبرنا فإذا منه، الغيظ كظم أو كبتا كبت فهو قمعا فال السلبي الكبت أما اإلنسان، نضج على يدل وأسلوب إيجابي

مواجهة يستطيع بها التي النضج لمرحلة اإلنسان وصول على يدل وتصريفها وتأثيرها بماهيتها وعي على ويكون ورغباته مشاعره

المالئم. النحو على من سامية إيجابية وسيلة الغيط كظم أن إذن القول يمكن

حالة إلى تشير وال واتزانها، ذاتها عن الدفاع في النفس وسائل الذي بالمعنى الكبات اإلنسان عليها يكون التي كتلك مرضية نضج الغيظ كظم في بل النفسي، التحليل نظر وجهة من أوردناه مع التعامل في وعقالنية إيماني، واستقرار لإلنسان، انفعاليالمختلفة. الحياة مواقف

بألوان تتأثر ال حيث المطمئنة، النفس سبيل هو الغيظ وكظم عدوان، وإضمار المشاعر كبت أو لالنتقام تنزع فال والعدوان، األذى

والعافين، المؤمنين كظم فهو وتسامح، عفو إلى كله هذا تحيل بلواإلحسان. بالتقوى يتصفون الذين

: تعالى يقول

Page 11: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

يحب والله الناس عن والعافين الغيظ والكاظمين)(134عمران: آل( )المحسنين

بمغفرة متبوع ذلك فإن والعفو، بالصفح العزة رب ويوصيناورضوانه. منه

: تعالى الله يقولفح فاصفح) (85الحجر: ( )الجميل الص( فاعفوا (109البقرة: ( )واصفحوا وأن) للتقوى أقرب تعفوا وال (بينكم الفضل تنسوا(237البقرة: ) النور:( )لكم الله يغفر أن تحبون أال وليصفحوا وليعفوا)

22) الغيط كظم يكون هنا من دفاعا واعيا عن للنفس ناضجا

صفح إلى والبغضاء العداوة طاقة بتحويل ذلك ويتم داخلها، التوازندورها. النفس في اإلرادة تلعب ذلك وفي وتسامح،

طاقة إلى والعداوة البغض طاقة تحويل في النفس وسبيل للطرف واإلحسان والدفع بالخير مبادرتها هو وتسامح وصفح حب

اآلخر.

: تعالى يقوليئة وال الحسنة تستوي وال) أحسن هي بالتي ادفع الس

(34فصلت: ( )حميم ولي كأنه عداوة وبينه بينك الذي فإذا الغيظ كظم باتخاذ يقترن وقد هو فها الحزن، من نوع سبيال

عليه يوسف ابنه فقد على غيظه ويكظم يحزن السالم عليه يعقوب أصبح حتى السالم أي حرضا الهالك. على مشرفا: تعالى يقول

ت يوسف على أسفى يا وقال عنهم وتولى) عيناه وابيض كظيم فهو الحزن من تالله قالوا حتى يوسف تذكر تفتأ

(85 - 84يوسف: ( )الهالكين من تكون أو حرضا تكون دليل وهذا لله، هي إنما شكواه بأن يقرر السالم عليه لكنه

ليس فحزنه بالخالق، الثقة قنوطا. أو يأسا: تعالى يقول

ثالث الناس تكلم أال آيتك قال آية لي اجعل رب قال)(10مريم: ( )سويا ليال

األنبياء وصمت الحكماء صمت هو وذلك: الصبر.3

والفاجعات للمصائب اإلنسان تحمل إلى الصبر معنى يشير القنوط، إلى يصل وال ييأس فال وتعالى، سبحانه الله من كاختبارات

Page 12: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

حسن ويشير يسرا، العسر بعد أن في ويثق الله، رحمة في واثقا سمى قد الفاجعات على الصابر أن إلى(359:1984) الشرقاوي

الجزع. في نفسه حبس قد ألنه صابرا لما اإلنسان إزاحة يعني التحليل مدرسة في الكبت كان وإذا

أو الالشعور منطقة إلي الوعي أو الشعور منطقة من مؤلم هو الشعور، مستوى على يتم ألنه ذلك كبتا، ليس الصبر فإن الالوعى،

التوازن. إلى باإلنسان تصل روحية بنزعة العقل به ويقوم عدم يعني فإنه الصبر في قمة هو الغيظ كظم كان وإذا

اإلنسان انفعاالت عن التعبير عدوانا سموا بل كراهية، أو وانتقاما االنفعاالت بهذه صفحا فمجاهدة الصبر أما وإحسانا، وتسامحا

يرى الصابر أن بل هوى، إلى تزل أو للجزع تستسلم ال حتى للنفس هذا ويزيده بحزنه السمو تحقيق في غايته نفسه. في وثقة إيمانا

: تعالى يقولابرين خير لهو صبرتم ولئن) (126النحل: ( )للصاها وما) اها وما صبروا الذين إال يلق (عظيم حظ ذو إال يلق(35فصلت: )

ويصقل الخوف، عن اإلنسان ويبعد العزيمة، يقوى والصبر اإلنسان فيصبح الشخصية، وبالله. الله مع قويا

: تعالى يقولنكم يكن إن) صابرون عشرون م يكن وإن مئتين يغلبوا

نكم ئة م م ن ألفا يغلبوا الذين م (65األنفال: ( )كفرواابرين) اء البأساء في والص ر البقرة:( )البأس وحين والض

177) الله فإن ويصبر يتق من إنه) (المحسنين أجر يضيع ال(90يوسف: )

كثيرة فوائد من له لما بالصبر وعال جال الحق يوصينا لذا: تعالى يقول

الحات وعملوا آمنوا الذين إال) بالحق وتواصوا الصبر وتواصوا (3العصر: ( )بالص

بر وتواصوا) (17البلد: ( )بالمرحمة وتواصوا بالص (قريبا ونراه بعيدا يرونه إنهم جميال صبرا فاصبر)(7 - 5المعارج: )

ليس المعاني هذه بكل والصبر أو إستكانة أو خضوعا الكبت من كل على يقال أن يمكن كما انسحابا، أو استسالما في بل النفسي، التحليل مدرسة تسوقه الذي بالمعنى والنكوص

النبيلة الغاية وبلوغ اإليجابية تحقيق على وإصرار مصابرة الصبر

Page 13: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

تسبب ال التي السوية بالطرق تأن الصبر ففي ندما، أو اضطراباوهمجية. اندفاع ال وروية: بالتوبة العالج.4

فإذا والندم، والقلق بالذنب اإلنسان لشعور ناجح عالج التوبة إلى به أدت إنسان لدى والمشاعر اإلحساسات هذه تراكمت

النفسي توازنه في مهم اختالل عنها يتسبب نفسية اضطرابات عن والبعد اإلثابة إلى نزعته تلعب قد وهنا اليومي، سلوكه ثم ومن

توبته وتكون إنسانيته، مع يتفق الذي الطريق فيعود دورها، العقاب للعالج. طريقا

ذنوبه له وغفر ربه، منه قبلها التوبة في اإلنسان أخلص فإذا وزاده ذاته، فيه يتقبل الذي الوضع في وأصبح بأموره، استبصاراالحق. طريق وفي الله مع أصبح فلقد

: تعالى يقول أنفسهم عليهم وضاقت) أن وظنوا ال الله من ملجأ إال

عليهم تاب ثم إليه (118التوبة: ( )ليتوبواوء يعملون للذين الله على التوبة إنما) ثم بجهالة الس

الله وكان عليهم الله يتوب فأولئك قريب من يتوبون عليما (17النساء: ( )حكيما

من تقنطوا ال أنفسهم على أسرفوا الذين عبادي يا قل)حمة الغفور هو إنه جميعا الذنوب يغفر الله إن الله ر

حيم (53الزمر: ( )الر والذين) يئات عملوا ثم الس بعدها من تابوا ربك إن وآمنوا

حيم لغفور بعدها من (153األعراف: ( )ر وأصلح بعده من تاب ثم بجهالة سوءا منكم عمل من أنه)

حيم غفور فأنه (54األنعام: ( )ربه من آدم فتلقى) التواب هو إنه عليه فتاب كلمات ر

حيم (37البقرة: ( )الرار وإني) (اهتدى ثم صالحا وعمل وآمن تاب لمن لغف(82طه: )

ونجد اإلنسان، في الشخصية لتشكيل إعادة التوبة وفي (387:1978) فهمى مصطفي لدى للتوبة التفسير ف ذلك صدىاآلتي: في للتوبة النفسية الجوانب يعدد حيث

ربه، مع حسابه تصفية في األمل اإلنسان أمام تفتح التوبة يشعر ذلك فيجعله واآلثام الذنوب عبء أرهقه أن بعد

فيها يسود للحياة مختلفة بنظرة مصحوبة النفسية بالراحةوالتشاؤم. الخوف بعد التفاؤل

Page 14: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

نفسه في ذلك ويقوى ذاته، احترام إلى باإلنسان التوبة تؤدي تأكيدها. طريق في ويسير ليقبلها بالذات إحساسا

زال أن بعد للنجاح، أرحب مجاالت اإلنسان أمام التوبة تفتح نجاحه أمام عوائق سببت سوية، غير بأفعال المرتبط الخوف

المختلفة. حياته مجاالت في لإلنسان، النفسي للعالج طريق التوبة أن نرى هنا من لإلنسان، النفسي البناء ويستقيم الشخصية تشكيل يعاد فبالتوبة واستقامة باألمن، والشعور االطمئنان إلى اإلنسان سبيل والتوبة

الفطرة. والميكانزمات ككل الدفاع بميكانزمات يختص آخر بعد وهناك

نفسية كظاهرة بالنفاق يتعلق البعد هذا خاص، بوجه السلبية الدفاع ميكانزما واقع من السمة هذه ندرس ال فلماذا مجتمعية، نتعرف أن علينا الرؤية هذه ولتوضيح السمة.. هذه أبعاد على أوال: النفاق طبيعة

الحصول اإلنسان محاوالت عن الناتجة النفسية الظواهر من مراءاة، رياء فيقال الرياء، أو النفاق هو المجتمع، مع ما تكيف على بسلوكه اإلنسان يرائي أن هو والرياء مراعاة، راعيته مثل إنسانا اإلنسان ذلك على ويطلق المجتمع، من فئة أو آخر إلظهاره منافقا يضمر ما غير له يقال وخر النافقاء له يقال حجر له باليربوع تشبيها

األرض ظاهرة يبلغ كاد إذا حتى األرض يخرق أنه وذلك القاصعاء فظاهرة فخرج، برأسه التراب ذلك دفع أمر رأبه فإذا التراب، أرق

وباطنه إيمان ظاهره المنافق فإن ولذلك حفر، وباطنه تراب حجرهكفر.

فاإلنسان شخصي، تكيف سوء عن يعبر النفاق أو والرياء تكيف سبيل فيشخص( )تكيف بالتوافق يضحى أن يحاول بالنفاق

.اجتماعي( )تكيف اآلخرين مع النفاق ويعتبر مرضا المجتمع في فانتشاره خطيرا، نفسيا

ويسيطر الحقوق، فتضيع الناس، بين الموضوعي الحكم يمنع دافعيتهم المجتمع في المخلصون ويفقد الحقيقة وتختفي الظلم،

واالبتكار. اإلنجاز على نحو تنحرف النفاق ظل في المجتمع مسيرة فإن هنا ومن

القدرات ذوي الصغار ويسيطر الضالل، ليتفشى الالموضوعية،المريضة. والنفوس السطحية والعقول الميتة، والقلوب الضحلة،

أو الحاكم ليرضى الباطلة، األحكام تأييد في يسارع فالمنافق ليفقد يعلوه من إلى التقرب في ويسارع العمل، رئيس

مكانته ولتسود سالحهم، الحق عن والمدافعون حقهم الموضوعينللمسئول. الشيطانية ووسوسته هو

Page 15: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

فهو منه، أخطر هو بل إبليس، محل المنافق يحل وبهذا المرائي أو والمنافق الحسن، ويقبح القبيح يحسن إنسي شيطان

ويكذب معارض، وهو فيؤيد ذلك، غير ويظهر صدره في ما يخفيمحدد. اتجاه له يظهر ال وقد ويتردد، فيخادع الحق، يعرف وهو

تعالى: يقول(62النحل: ( )الحسنى لهم أن الكذب ألسنتهم وتصف)ا بألسنتهم يقولون) (11الفتح: ( )قلوبهم في ليس م وإذا خادعهم وهو الله يخادعون المنافقين إن) قاموا

الة إلى الص الناس يرآؤون كسالى قاموا الله يذكرون وال إال ذبذبين قليال ذلك بين م هؤالء إلى ال هؤالء إلى وال

له تجد فلن الله يضلل ومن (143 - 142النساء: ( )سبيال يقولون فيهم يسارعون مرض قلوبهم في الذين فترى)

أو بالفتح يأتي أن الله فعسى دآئرة تصيبنا أن نخشىن أمر عنده م ما على فيصبحوا وا أنفسهم في أسر

(52المائدة: ( )نادمين بقوله المراد إن األخيرة الكريمة اآلية تفسير " فيالرازي" يقول الله عبد مثل المنافقون ( أيمرض قلوبهم في الذين) تعالى

في يسارعون ( أيفيهم يسارعون) وقوله وأصحابه، أبي بن يعينوهم وكانوا ثروة أهل كانوا ألنهم نجران، ونصارى اليهود مودة ألننا نخالطهم إنما المنافقون فيقول ويقرضونهم، مهامهم على

األمر فيدور محمد األمر يتم أال نخشى أي دائرة تصيبنا أن نخشذلك. قبل كان كما

النفاق، على ليدلالصدر( )يثنون بلفظ الكريم القرآن ويعتبر يريد الذي اآلخر الوجه ويظهر صدره، في الحقيقة يطوى فالمنافق

تكيفا، به نفسه. في لهدف تحقيقا: تعالى يقول

صدورهم يثنون إنهم أال) حين أال منه ليستخفواون ما يعلم ثيابهم يستغشون عليم إنه يعلنون وما يسر

دور بذات (5هود: ( )الص يضمر، وما يؤمن ما خالف وأداءاته المنافق سلوكيات وتأتي

أموالهم ينفقون الذين مثل نفاقا الناس إيهام بذلك ويريدون ورياءاالله. سبيل في ينفقون بأنهم

: تعالى يقول الذين أيها يا) آمنوا ال واألذى بالمن صدقاتكم تبطلوا

(264البقرة: ( )الناس رئاء ماله ينفق كالذي لصاحبه يحقق ال الرياء أو النفاق وسبيل فهو حسنا، تكيفا

الفطرة به تحدثه ما بين داخلي صراع حالة في يكون األقل على

Page 16: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

يفعل أن يجب فيما نفسه به تحدث وما النقية، نفاقا وخداعا للنفس تمزيق يحدث وهنا للمجتمع، الذي النفسي، الثبات من بدال

اآلتية: اآلية في الكريم القرآن عنه عبر وتثبيتا الله مرضات ابتغاء أموالهم ينفقون الذين ومثل)

ن أكلها فآتت وابل أصابها بربوة جنة كمثل أنفسهم م تعملون بما والله فطل وابل يصبها لم فإن ضعفين

(265البقرة: ( )بصير فاإلسالم النفسية، والصحة التكيف في قمة هو النفس وثبات

في النفس ثبات أن اآلية؛ هذه تفسير " فيالرازي" يذكر كما يرى بالمجاهدة، مقهورة النفس صارت إذا إال يأتي ال العبودية موقف) الله بذكر إال يحدث ال الذي القلب ثبات وهناك الله بذكر أال

(.القلوب تطمئن التوازن إحداث في مجاهدة خالل من للنفس تثبيت ويحدث

الخيرات فعل تكرار ويكون الروح، ومطالب المادة مطالب بين التوازن عوامل وتغلب إلى والنزوع الخير فعل يصبح ألن سبيال وحب متوفر العقلي المعرفي الجانب فيها أي)عقلية( عادة الحق

الجانب وأما االنفعالي، الجانب عن يعبر فإنه العادة لهذه اإلنسانوتنفيذه. الطيب الفعل أداء في فيتمثل النزوعي

: تعالى يقول الذين الله يثبت) الدنيا الحياة في الثابت بالقول آمنوا

(يشاء ما الله ويفعل الظالمين الله ويضل اآلخرة وفي(27إبراهيم: )

عالقته "النفاق" ومدى بشأن طرحناه الذي سؤالنا إلى ونأتي أو ذاته على يحافظ النفاق أن الباحث يرى ،الدفاع بميكانزمات

كيانه ميكانزم مختلفة... ولكنه أهداف أو طموحات إلى وصوال التفكير طرق اإلنسان على يسد الحدود أبعد إلى سلبي خادع

في التي الموجبة إمكاناته اإلنسان يسلب بل فائدة، واألكثر األصح وأكثر إيجابية أكثر بكينونته، يعيش أن يمكن توظيفها مع توافقا

ذاته. الفرد عند تبدأ السمة هذه أن يرى الباحث فإن هنا ومن مثل: الكبت، سلبية دفاعية صور عدة له دفاع كميكانزم

لهذه اإلنسان إتباع كثرة وأن العكسي، والتكوين واإلسقاط، مع أو العمل رؤساء مع متكررة متواترة مواقف في الميكانزمات

بشخصية ملتصقة سمه تكوين أن حد إلى تصل القرار بيدهم من مرائي. ويصبح أو منافق عليه يطلق حتى اإلنسان شيطانا إنسيا

ليرضي القبيح ويحسن الحسن يقبح ذو أو عمل رئيس أو حاكما سلطان، وعقلية نفسية اضطرابات إلى ذلك به ينتهي ما وغالبا

Page 17: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

التي طموحاته أو أهدافه تحقيق طرق المجتمع عليه يسد حين ذلكإمكاناته. مع تتناسب ال

Page 18: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

البحث خالصة بها المنوط أسئلته على يجيب أن الحالي البحث حاول

توضيحها، والسابق إلى يصل الهدف، هذا استكمال إلى ووصوالاآلتية: الخالصة

أخرى قوى مع بها يجاهد النفس قوة هي الدفاع ميكانزمات.1 لحاجته اإلنسان إشباع في التوازن على الحصول سبيل في

الروحية. وحاجته المادية ميكانزمات فهناك شعورية، ال ميكانزمات هناك كان إذا.2

ووعي، بنضج، ويمارسها اإلنسان يدركها شعورية، أخرى اإلنسانية للذات وتحقق - مثل: اإلعالء إيجابية أكثر توازنا

كعالج. التوبة- الصبر- الغيظ كظم مؤقتة ألنها سلبية حيل الالشعورية الميكانزمات تعتبر.3

يعد فيها واإلفراط أما اضطرابا، اإلنسان يزيد مرضا تحقيق فيها واإلفراط إيجابية فهي الشعورية الميكانزمات

اإلنسان. إلنسانية تشكيل في الفعالة هي الشعورية اإليجابية الميكانزمات.4

السلوك على اإلنسان تدريب سبيل وهي اإلنسان، شخصيةالنفس. وتثبيت والتماسك الناضج

تكيف إلى تهدف سلوكية أنماط يصاحبه نفسي مرض النفاق.5 على المنافق به يحصل فقد سالب، اجتماعي أو شخصى توافقه ضد لكنه محدود، اجتماعي تكيف من ما مستوى

للمجتمع. وهدف للنفس تمزيق فنتيجته الشخصي تطبع محورية سمة أنه " علىالنفاق" دراسة يمكن.6

تأخذ المرائي فسلوكيات سوي، غير بطابع الشخصية صورا التكوين- اإلسقاط- الكبت نفسية: مثل دفاعية ألبعاد عديدة

التبرير.- العكسي يجب العربية البيئة في والتربوية النفسية الدراسات تناول إن.7

عليها دلت أو نصت كما اإلنسانية الطبيعة أبعاد من تنطلق أن المعطاء، اإلسالمي والفكر كريمة، قرآنية إشارات ارتباطا

بهويتنا ماسة حاجة في أصبحنا التي لعقيدتنا وترسيخا العولمة لتيارات مواجهة أبعادها وفق والعمل لتدعيمها العربية الذات ذوبان إلى تهدف التي تلك والعلمنة،

وتمزيقها. واإلسالمية واللهالموف

ق

Page 19: نظرات في آليات الدفاع النفسية.doc

المـــــراجعالكريم. القرآن.1 القاهرة: دار الرازي، الفخر تفسير(1985) الرازي الفخر.2

العربي. الفكر إسالمي، نفس علم نحو(1984) الشرقاوي حسن.3

الجامعة. شباب اإلسكندرية: مؤسسة اإلنسان في النفسي البناء(1997) الفرماوي حمدي.4

القاهرة: ،الكريم( القرآن فيض من )دراسةالشرق. زهراء مكتبة

الجزء- تربوية رؤية- الكريم القرآن( 1983) كحالة زهير.5الفكر. األول. األردن: دار

القرآن في المحاورة أسلوب(1985) حنفي الحليم عبد.6للكتاب. العامة الكريم. القاهرة: الهيئة

النفسي. والعالج اإلسالم( 1986) العيسوى الرحمن عبد.7الجامعي. الفكر اإلسكندرية: دار

(1994الله( ) عبد ورضا الفرماوي حمدي )ترجمة فونتانا.8 الحياة، وأبدأ عليها تغلب النفسية الضغوطالمصرية. األنجلو القاهرة،

اإلنسانية، والطبيعة التربية( 1988) مرسي محروس.9المعارف. دار القاهرة،

القاهرة، النفسية، الدوافع( 1978) فهمي مصطفي.10مصر. مكتبة