وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المدرسة العليا لألساتذة في اآلداب والعلوم

اإلنسانية.بوزريعة –الجزائر

مصلحة التكوين عن بعد

محاضرات

في تحليلالخطاب

.لطلبة السنة الرابعة

.

إعداد

عمران  : األستاذ قدور

اإلرسال األول

مباحث عامة

األولى :   المحاضرة

. النص -الخطاب –الملفوظ

Discours – énoncé – Texte.

: الخطاب-1 في حقل الدراسات اللغوية في الغرب ، ونما "خطاب" ظهر مصطلح

وتطور في ظل التفاعالت التي عرفتها هذه الدراسات ، وال سيما بعد محاضرات في اللسانيات" )فرديناند دي سوسور" ظهور كتاب

الذي تضمن المبادئ العامة واألساسية التي جاء بها هذا األخير ، (العامة وأهمها تفريقه بين الدال والمدلول ، واللغة كظاهرة اجتماعية والكالم

والذي تطور فيما "نظام" أو "النسق" كظاهرة فردية ، وبلورته لمفهوم. بعد إلى بنية

للداللة على "خطاب" ففي االستعمال العادي نتحدث عن مصطلح أو للداللة على التحقير لما نشير (ألقى الرئيس خطابا) ملفوظات رنانة

، كما يطلق هذا (كل هذا مجرد خطابات) بها إلى ملفوظات سخيفة الخطاب اإلسالمي – ) المصطلح على كل استعمال مخصوص للغة

، وفي كل هذه االستعماالت ...(الخطاب السياسي – خطاب الشباب.1 غامضة "خطاب" تبقى لفظة

في علوم اللسان ، وكثرة "خطاب" في زماننا كثر استخدام مصطلح استعمال هذا المفهوم تعود لكونه عالمة على التحوالت التي طرأت

وهذا التحول ناتج عن تأثير . على إدراكنا وتصوراتنا لمفهوم الكالم مجموعة من العلوم اإلنسانية والتي يتم تجميعها غالبا تحت

الخطاب يتحدد باعتباره إنتاجا لمختلف التطبيقات. التداولية عنوان ، وميادين الدين 1القولية المستعملة في الحياة العامة داخل المجتمع

والسياسة والقانون واألدب وغيرها هي مصادر ومرجعيات للخطابات. المعدة والمهيأة ، والمحددة بمجموعة من قواعد التواضع

ونظرا لتعدد مدارس واتجاهات الدراسات اللسانية الحديثة فقد تعددت: مفاهيم ومدلوالت هذا المصطلح ، نورد بعضها فيما يلي

، وهو معناه المعروف "كالم" مرادف المفهوم السوسيري : خطاب-أ. به في اللسانيات البنيوية

الخطاب ما دام منسوبا إلى فاعل فهو يشكل وحدة لغوية ب – بهذا المعنى يلحق الخطاب.تتجاوز أبعادها الجملة ، رسالة أو مقول

بالتحليل اللساني ألن المعتبر في هذه الحالة هو مجموع قواعد

تسلسل وتتابع الجمل المكونة للمقول ، وأول من اقترح دراسة هذا".هاريس" التسلسل هوة اللغوي األمريكي

هو كل مقول يفترض متكلما "بنفينيست" والخطاب حسب -ج. ومستمعا تكون لدى األول نية التأثير في الثاني بصورة ما

كمجموعة "لغة" ويمكن إضافة مفهوم آخر للخطاب بمقابلته بمفهوم متناهية من العناصر مستقرة نسبيا ، فيكون الخطاب عندئذ مجاال

ما جديدة إلبداع تتشكل فيه وبطريقة غير ملحوظة سياقات تعطي قي للغة ، وهكذا فإن تعدد معاني لفظة ما صنيع خطابي يتحول بالتدريج

. إلى ظاهرة لغوية وبهذا نصل إلى أنه على المستوى اللغوي البحت يشير

كل كالم تجاوز الجملة " في معناه األساسي إلى "خطاب" مصطلح غير أن للخطاب مفهوما آخر ربما . الواحدة سواء أكان مكتوبا أو شفويا

فاق المفهوم األلسني البحت في أهميته النقدية ذلك هو ما تبلور في ميشيل" كتابات بعض المفكرين المعاصرين وفي طليعتهم الفرنسي

الخطاب بأنه "فوكو" يحدد "نظام الخطاب" ، ففي محاضرته "فوكو شبكة معقدة من العالقات االجتماعية والسياسية والثقافية التي تبرز

فيها الكيفية التي ينتج فيها الكالم كخطاب ينطوي على الهيمنة. والمخاطر في الوقت نفسه

L'énoncé:الملفوظ -2

، إنه نتاج إجرائي وعملي ، لساني واجتماعي ، (Résultat) الملفوظ نتيجة أما الجملة فإنها تنتمي إلى بنية نظرية ، مجردة ومستقلة ، خاضعة

، تعد جملة إذا جردناها من كل (ممنوع التخين ) فعبارة .للوصف النحوي سياق ، وهي ملفوظ إذا سجلت في سياق معين ، كأن تكتب باللون

األحمر وتوضع في إطار ،وتعلق على جدار في قاعة انتظار. بالمستشفى

الملفوظ إنجاز فعال ، متماسك ، واقعي ، متعلق بالنشاط الذي ينتج عنه ويشهد عليه في آن ، هذا النتاج يحمل عالمات إنتاجه ، تلك التي

تتضمن مختلف التركيبات المتجددة في كل تجربة لسانية أو تلفظية ،. 1فهو إذن مجرد عن االستقاللية

وكونه إنتاجا لفعل التلفظ يصبح من هذا المنظور أثرا قوليا لهذا الفعل ، وحجم الملفوظ في هذه الحالة ليست له أهمية ، فقد يتعلق

ببضع كلمات أو بكتاب كامل، إنه متتالية محملة بمعنى ومكتفية نحويا ، كما يطلق !" .ما أجمله" ، "، آه " الطالب ناجح: " كقولنا

ل وحدة محادثة "ملفوظ" مصطلح للداللة على مقطع قولي والذي يشك نشرة جوية – رواية – مقال في) تامة تعود إلى جنس محدد للخطاب

، هناك ملفوظات قصيرة كاألمثال والحكم وأخرى طويلة( جريدة. كالمحاضرات

والملفوظ محمل بمعنى قار وثابت ، ذلك الذي يحمله أياه المتكلم ، هذا المعنى هو الذي يفك شفرته المتلقي ، والذي يملك نفس الشفرة

1.ويتحدث نفس اللغة مع الباث

في هذا المفهوم للنشاط اللساني يكون المعنى مضمنا في الملفوظ ، بحيث يكون الفهم مرتبطا بمعرفة قواعد الصرف والنحو ، ولكن

، بحيث يمنح(Périphérique)السياق يلعب دورا أساسيا محيطان من رفع الغموض عن الملفوظات 2. المعطيات التي تمك

. والملفوظ هو مظهر من مظاهر تجلي الخطاب

Texte : النص-3

يستعمل للداللة على قيمة محددة ، وخاصة لما يتعلق "نص" مصطلح أو وحدة متجانسة وقسم .األمر بفهم الملفوظ باعتباره يشكل كال

لسانيات" اللسانيات الذي يدرس هذا االنسجام والتجانس يسمى".النص

هناك اتجاه يتحدث عن النص كونه إنتاجا قوليا شفويا أو مكتوبا ، ويصاغ ، وبأن (يروى) بطريقة تسمح له بالديمومة، وبأن يكرر ويعاد إنتاجه

لهذه األسباب يكثر الحديث في . يذاع وينشر خارج سياقه األصلي االستعمال العادي عن النصوص األدبية والنصوص القضائية وغيرها في

. حين ننفر من الحديث عن النص فيما يتعلق بالمحادثة الشفوية ففي . والنص ال يكون بالضرورة منتجا من طرف متكلم واحد

المناقشات والمحادثات يكون إنتاج النص موزعا بين عدد من المتكلمين ، هؤالء المتكلمون يمكن أن يخضعوا لسلم رتبي ، وبخاصة

م في حديثه لما يتعلق األمر بالخطاب المنقول ، أي لما يضمن متكل أقواال لمتكلم آخر ، هذا التنوع في النصوص هو شكل من أشكال تباين

والشكل اآلخر من تباين النصوص يتمثل .النصوص داخل النص الواحد تلك التي توظفها النصوص (رسوم –صور) في العالمات األيقونية

. 1كعالمات غير لسانية باختصار ، النص يتعلق بالنموذج التجريدي الذي ينظم الملفوظات تحت

معادلتين تبينان "جان ميشيل آدام" وقد قدم . قاعدة نماذج الخطابات استقاللية النص وتجريديته ، وحسبه، يجب عزل النص عن محيطه

.1 وظروف إنتاجه

. سياق + نص = خطاب

. سياق -خطاب = نص

فإنه يرى أن النص هو خطاب تم تثبيته بواسطة "بول ريكور" أما. الكتابة

ال يكون نصا إال بعد كتابته ، فكأنه يقصي "ريكور" إن النص في رأي ويبعد كل النصوص اإلبداعية الشفوية التي نصادفها كالخطب واألمثال

إن التثبيت الذي تمارسه الكتابة ما هو إال حدث حل محل فعل . وغيرها. الكالم ذاته

. فقد جعل النص مرادفا للخطاب أو الملفوظ "قريماس" أما

: الخطاب وتحليل الخطاب -4 يكاد يجمع كل المتحدثين عن الخطاب وتحليل الخطاب على

في هذا المجال من خالل بحثه المعنون (1952) "هاريس" ريادة حاول توسيع حدود (أمريكي) ، إنه أول لساني "تحليل الخطاب" ب

. موضوع البحث اللساني بجعله يتعدى الجملة إلى الخطاب فينظر إلى الخطاب باعتباره الملفوظ منظورا إليه من "بنفينيست" أما

وجهة آليات وعمليات اشتغاله في التواصل ، والمقصود بذلك ، الفعل الحيوي إلنتاج ملفوظ ما بواسطة متكلم معين في مقام معين ، وهذا

الخطاب بمعناه "بنفينيست" الفعل هو عملية التلفظ ، بمعنى آخر يحدد األكثر اتساعا ، بأنه كل تلفظ يفترض متكلما ومستمعا وعند األول

. هدف التأثير على الثاني بطريقة ما

انطالقا من هذا التعريف نكون أمام تنوع وتعدد الخطابات الشفوية التي تمتد من المخاطبة اليومية إلى الخطبة األكثر صنعة وزخرفة ،

وإلى جانب الخطابات الشفوية نجد أيضا كتلة من الخطابات المكتوبة التي تعيد إنتاج الخطابات الشفوية وتستعير أدوارها ومراميها ، من

المراسالت إلى المذكرات والمسرح والكتابات التربوية ، باختصار كل. األنواع التي يتوجه فيها متكلم إلى متلق قصد التأثير فيه

: الخطاب األدبي -5ز نوعا معينا من الخطابات عن "الخطاب األدبي" إن عبارة تمي

األنواع األخرى ، ووجود خطاب أدبي يفترض وجود خطاب غير أدبي ، ولكل من الخطابين مقاييس تميزه ، والتعرف على مقاييس الخطاب

األدبي تعني استخالص أدبيته ، أي استخالص جملة الشروط والخصائص والمقاييس التي تجعل من خطاب معين خطابا أدبيا ، وهو ما جعل بعض الدارسين المحدثين يرون بأن هدف علم األدب ليس دراسة

، أي خصوصيته التي ال يمكن أن تتحدد أدبية األدب األدب بل دراسة إال على أساس األشكال التي تأخذها العالقات التي تقوم بين مختلف

أجزاء الخطاب ، ذلك أن الخطاب األدبي ال يختص بمضمون محدد كالخطاب السياسي أو الرياضي مثال ، فكل الموضوعات والمضامين

ل مادة لمضمون لها العوالم المعنوية للغة ما بإمكانها أن تشك التي تشك. األدب

والواقع أن الشكالنيين ومن جاء بعدهم من النقاد الذين ساروا على نهجهم رأوا بأن األدب قد ضاع وتوارى في دروب العلوم اإلنسانية

األخرى ، بحيث صار النقاد ال يمارسون األدب بل يمارسون الفلسفة أو علم االجتماع أو التاريخ أو علم النفس من خالل األدب ، فكانوا

يفسرونه من خالل مادة مضمونه، وال أدل على ذلك من اإلسقاطات التي كان النص أو األثر األدبي مسرحا لها ، فكان هم الناقد البحث عن

آثار المواقف بل المواقف ذاتها التي عاشها صاحب النص ، وآثارزات الحقبة التي ظهر فيها النص ، إلى غير ذلك مجتمعه أو بيئته، وممي من المعلومات التي يكون قد تزود بها قبل قراءته لألثر المزمع نقده ، مع أن المفروض حسب وجهة النظر الحديثة –البنيوية مثال – أن نفسر هذه الظواهر باألثر، ال أن نفسره بها ، إذ أن النص يشكل عالما قائما بذاته يحمل في طياته ما يفسره ، ويحمل العناصر المكونة لمعناه ،

. وفي ذلك ما يغني الباحث عن االستعانة بعناصر خارجة عنه

الثانية :   المحاضرة

. علم النص ليس جديدا في معناه ، فقد استعمله "علم النص" مصطلح

الشكالنيون الروس منذ سنوات العشرينات من القرن الماضي بلفظ في كتابه الشعر الروسي الحديث ما "ياكبسون" مغاير ، حيث استعمل

، وجاراه في استعمال هذا المصطلح "العلم األدبي"أسماه منظر الحركة الشكالنية حين تحدث في مقال له "ايخنباوم" رفيقه عن بعض مبادئ العلم األدبي "نظرية المنهج الشكالني" بعنوان

. 1والجمالي يثير لدينا نوعا من رد "علم النص األدبي" إن الحديث عن تأسيس

ر عنها الفعل ، ويجعلنا نتساءل عن بعض األمور التي يمكن لنا أن نعب:من خالل التساؤالت التالية

أال يعني حديثنا عن تأسيس علم النص األدبي أننا ننفي ضمنيا صفة -العلمية عن الدراسات األدبية السابقة ؟

؟ أهو علم خالص أم علم ذو "علم النص األدبي" ما المقصود ب -خصوصية معينة؟

ما هي دواعي هذا التأسيس ؟ وما هي مبرراته ؟ - كل هذه األسئلة وغيرها من األسئلة المشابهة تحتاج في الواقع إلى

ر بالضرورة "علم النص" إن الدعوة إلى تأسيس .مناقشة وتحليل ال تعبر عن رغبة عن نفي صفة العلم عن التراث النقدي السابق ، ولكنها تعب في تجاوز ذلك التراث الذي لم يعد رغم جالله وعظمة قدره قادرا على

االستجابة لحاجات اإلنسان المعاصر النفسية والروحية والذوقية وال

على استيعاب مختلف المشكالت التي يطرحها األدب في العصر حيث أننا نعيش اليوم عصر العلم أكثر من أي وقت مضى، إذ . الحاضر

حقق اإلنسان في ظرف الخمسين عاما الماضية من التقدم العلمي والتكنولوجي ما لم يحققه طوال األلف عام التي سبقتها ، وقدم العلم فيها الكثير من التفسيرات للكثير من المعضالت ، والكثير من الحلول

. للكثير من مشكالت اإلنسان أال يستلزم األمر والحال هذه أن يستفيد األدب والدراسة األدبية على

الخصوص من ثمار العلم ؟

محاوالت القرن التاسع عشر ومطلع القرن -1: العشرين

في القرن التاسع عشر مع "علم النص" لقد بدأ التفكير في تأسيس الذي حاول أن يؤسس لعلم النص "هيبوليت تين" الفيلسوف الفرنسي

ق منهج دراسة النبات على األدب بالتركيز على األدبي حين راح يطب الجنس – البيئة – : عناصر ثالثة فيه هي ما أطلق عليه مصطلحات

فرأى أن هذه العوامل . 1به النبتة الذي تدرس على النحو الفترة ،لة في الذي ينتمي إليه األديب (الجنس)العرق ممث

التي يصدر(الفترة) الزمنية الحقبةالذي ينشأ فيه و(البيئة)المجتمعو. فيها عمله األدبي

يبحث له عن نماذج وأمثلة تطبيقية من "تين" وعلى ضوء ذلك راح األدب الفرنسي إلى فن الرسم اإليطالي إلى األدب األنجليزي يدعم بها

.نظريته

فقد انطوت "تين" وبالرغم من طرافة بعض االستنتاجات التي جاء بها في مجملها على عيوب كثيرة ، من هذه العيوب طريقة اختياره لألمثلة

التطبيقية التي جعلها انتقائية ، حيث كان يأخذ من األمثلة ما يتفق مع نظريته ويتطابق مع منهجه ، أما ما يختلف معهما فيتالفاه ويسقطه من حسابه ، كما أن منهجه لم يفرق بين طبيعة األدب وطبيعة العلم ، هذا

يهدم كل ما بناه هذا المفكر بجرة "غوستاف النسون" ما جعل ليس هناك ما يجمع بين تحليل العبقرية الشعرية وتحليل : » قلم ،قائال

. 1« السكر إال االسم

، "برونتيير" هذه جاءت محاولة الداروينيين بزعامة "تين" بعد محاولة كل من جهته لتقريب الدراسة األدبية من "النسون" والوضعيين بزعامة

إلى القول بأن قوانين تطور األدب "برونتيير" فذهب . المنهج العلمي

والفنون شبيهة تماما بقوانين تطور األحياء والنباتات ، وبناء على هذه في دراسته لألحياء على األدب ، "داروين" النظرة راح يطبق منهج

وحسب هذه النظرة يكون النوع األدبي مثل النوع البيولوجي، ينشأ ويتطور ثم ينقرض ، لكن المنقرض منه ال يفنى تماما وإنما تتواصل

عناصر منه في النوع أو األنواع التي تطورت عنه ، كما هو الشأن في وقد وجهت انتقادات . القصة التي تطورت عن الملحمة بعد انقراضها

لهذا المنهج بدوره وأهمها أنه يفسر ظاهرة خاصة نفسية هي األدب. 2بقوانين عامة

في "أوغست كونت" أما الوضعيون فقد استلهموا منهجهم العلمي من بمنهج "النسون" تحديده لتطور المجتمع البشري ، وتأثر منهج

المؤرخين ، والحظ الدارسون بأن المعنى الذي قصده من. ال يعني أكثر من التدقيق في تاريخية النص "المنهج العلمي" عبارة

التحول الكبير نحو المنهج اللساني في دراسة -2(القرن العشرين: ) النص

يقدم دروسا لطالبه في األدب "النسون" في الوقت الذي كان يقدم نظرياته اللسانية "فرديناند دي سوسير" الفرنسي وتاريخه كان ، "دروس في اللسانيات العامة" في ما أصبح يعرف ب

التي أحدثت ثورة ال مثيل لها في دراسة "اللسانيات البنيوية" ويؤسس في اللسانيات عرفت الدراسات "البنية" ومنذ أن ظهرت نظرية .اللغة

، وكأن الدراسة 1األدبية توجها جديدا وقويا لم يتوقف مده إلى اليوم األدبية قد وجدت أخيرا ضالتها في اللسانيات ، ويبدو ذلك من خالل

التطور المتوازي بين اللسانيات من جهة والدراسات األدبية المتأثرة بها من جهة ثانية ، ويظهر هذا التأثر بجالء في طغيان المصطلحات

اللسانية على الدراسات النقدية األدبية بحيث لم يعد في اإلمكان القيام بمثل هذه الدراسات دون اللجوء إلى المصطلحات اللسانية ، وبهذا نخلص إلى أن كل النظريات المهمة في تحديد مفهوم النص األدبي

. جاءت من قبل باحثين لسانيين

: حركة الشكالنيين الروس -3 لم تظهر الدراسات األدبية الجديدة المتأثرة باللسانيات في فرنسا كما

و "دي سوسير" كان من المنطقي أن يحدث ، بحكم أن نظريات مفهوم البنية التي تشكل أساسها قد انطلقت من السربون ، وإنما

على يد الشكالنيين 1915-1914 عرفت انطالقتها من موسكو في شتاء وقد جعلت هذه الجماعة همها منذ البداية مركزا على دراسة . الروس

المظهر اللساني للشعر ، وما ميز عمل الشكالنيين بعد التوجه البارز للتصنيف والنمذجة في أعمالهم أنهم أعطوا أهمية خاصة

والوصف الدقيق المفصل للعمال األدبية ووضع المصطلح وهو ما أعطى لعملهم صبغة علمية، 1التقني الذي يعبر عن ذلك

. وموضوعية بارزة ، وشكل األسس األولى لعلم النص األدبي الحديث وقد وضعوا العمل األدبي في المركز األول واستبعدوا من دائرة

الدراسة كل عامل يقع خارج النص مثل السيرة الذاتية للكاتب أو البيئة االجتماعية التي نشأ فيها أو أي نوع من أنواع التحليل النفسي أو

. االجتماعي أو التأمل الفلسفي وهو شكالني رأى أن تناول العمال األدبية بهذا الشكل "باختين" غير أن

ن الفصل بين اللغة يعد خطأ وقصورا في التحليل ألنه ال يمك وااليديولوجيا ، باعتبار اللغة نظام إشارات مبنيا بناء اجتماعيا ، ومن هنا

نشأ ما يمكن أن نطلق عليه اسم المدرسة االجتماعية. ضمن الحركة الشكالنية "الباختينية" أو

وبعد انكماش حركة الشكالنيين بعد قيام الثورة في روسيا انبعثت هذه ، غير1934" كوبنهاجن" و 1926" براغ" الحركة من جديد في مدرستي

، "براغ"أن جهود المدرستين انصبت على الصوتيات بالنسبة لمدرسة ولم يستفد علم النص من " .كوبنهاجن" وعلم النحو بالنسبة لمدرسة

ت نتائج بحوثهما في بحوث المدرستين إال بشكل غير مباشر حين استغل دراسة الشعر على المستويين الصوتي والتركيبي ، كما ساهمت

.المدرستان في بلورة نظرية المعنى الحقا

نحو وضع قوانين عامة عالمية في دراسة -4: النص

على غرار البحوث اللسانية البحتة اصطبغت بحوث علم النص بالصبغة العالمية ، واتجهت نحو وضع قوانين عامة تحكم النص بوجه عام والنص

كيف ينتج النص: " األدبي بوجه خاص لتجيب عن سؤال محدد هو وتأكد هذا المنحى العالمي في المؤتمرات الدولية " 1معناه ؟

. والملتقيات الجهوية لسيميائية النص

بين انغالق النص على ذاته وانفتاحه على -5: محيطه

غير أنه وبالرغم من هذا التوجه العالمي في دراسة النص فإن الجدل القديم الجديد حول انغالق النص الذي تبناه أصحاب االتجاه اللغوي أو

انفتاحه على محيطه كما تبناه أصحاب االتجاه االجتماعي ظل قائما وما. زال إلى يومنا هذا

لم يكن بنيويا إال أنه كان من أوائل "جورج لوكاتش" فبالرغم من أن النقاد الماركسيين الذين ربطوا بين بنية العمل األدبي وبين المحيط

لكن هذا االتجاه تبلور في شكل نظرية بنيوية . 1االجتماعي الذي أنتجه لوسيان" متكاملة فرضت نفسها في مجال دراسة النص عند الناقد

في ما أسماه بالبنيوية التكوينية أو "جولدمان بنيوي غير أنه كان ينظر إلى البنية باعتبارها "جولدمان"و . التوليدية

كا وفق النظرة الجدلية للواقع ،ويرفض تبعا لذلك النظر واقعا حيا متحر إلى العمل األدبي مفصوال عن محيطه الثقافي واالجتماعي ، ويضرب

كأننا ندرس التفاحة دون أن نأخذ بعين : » لذلك مثال طريفا حين يقول االعتبار الشجرة التي أنتجتها والمحيط الزراعي والمناخي الذي عاشت فيه ، فدراسة التفاحة في حد ذاته مهم ، ولكنها تصبح أهم وأشمل إن

«. لم تفصل عن الشجرة والمحيط الذي عاشت فيه

حاول تجسيد نظرته "بودلير" ل "القطط" وفي دراسته لقصيدة التي نجدها "جوليا كريستيفا" ويتواصل هذا االتجاه مع . الشاملة هذه

تنظر إلى النص باعتباره وحدة ايديولوجية تتشكل من التقاء النظام النصي المعطى باألقوال والمتتاليات التي يشملها في فضائه أو التي

. يحيل إليها فضاء النصوص ذاتها

نحو منهج يتجاوز البنيوية في دراسة -6: النصوص

هكذا ظل هذا السجال الذي تحدثنا عنه قائما ، لكن الشك لم يتطرق أبدا إلى البنيوية نفسها التي بدت إلى غاية منتصف الستينات قادرة

وقام بالمحاوالت األولى "جاك دريدا" على تفسير كل شيء حتى جاء الجادة في نقد البنيوية والعمل على تجاوزها فيما عرف عنده

. 1"التفكيكية"ب

في نظريته إلى أن فكرة النص المنسجم الذي يشكل " دريدا" ويشير وحدة تامة ومنغلقة ال وجود له ، وال يوجد هناك نص أصيل أو متجانس ،

تكوينية" في ما تسميه "كريستيفا" مع "دريدا" ومن هنا يلتقي".أصوله" أو "النص

الثالثة :   المحاضرة

. التناص: في مفهوم التناص.1

مفهوم التناص ، "ريفاتير" و "كريستيفا" لقد حدد باحثون كثيرون مثل غير أن أي واحد منهم لم يضع تعريفا جامعا مانعا له ، وهذا راجع لكون

تتغير داللته من باحث إلى آخر توسيعا وفهما بالعالقة "تناص" مصطلح مع المفهوم الذي للباحث عن النص ذاته ، فللنص تعاريف عديدة

تعكس توجهات معرفية ونظرية ومنهجية مختلفة ، فهناك التعريف البنيوي وتعريف اجتماعيات األدب والتعريف النفساني وتعريف اتجاه

تحليل الخطاب ، ومن دون شك فإن هذه االختالفات ستؤطر كل. تعريف يقوم به هذا الباحث أو ذاك

إن جزءا من نصية : » ، يقول "نصية النص" فسعيد يقطين ربطه ب كممارسة تبرز عبرها قدرة الكاتب "التناص" النص تتجلى من خالل

على التفاعل مع نصوص غيره من الكتاب وعلى إنتاجه لنص جديد ، هذه القدرة التي ال تتأتى إال بامتالء خلفيته النصية بما تراكم قبله من تجارب نصية وقدرته على تحويل تلك الخلفية إلى تجربة جديدة قابلة« .ألن تسهم في التراكم النصي القابل للتحويل واالسترار بشكل دائم

مفهوما للنص يعلق وجوده فيه على مفهوم "يوري لوتمان" ويطرح التناص ، ألنه يجعل العالقة بينهما كالعالقة بين الكالم واللغة في

، وبالتالي يجعل كال من المفهومين قاعدة "دي سوسير" مفهوم فالتناص حسبه هو الذي يهب النص . لتأسيس إشارية العمل األدبي

قيمته ومعناه ، ليس فقط ألنه يضع النص ضمن سياق يمكننا من فض مغاليق نظامه اإلشاري ويهب إشارته وخريطة عالقاته معناها ، ولكن

هو الذي يمكننا من طرح مجموعة من التوقعات عندما نواجه نصا ما ، وما يلبث هذا النص أن يشبع بعضها وأن يولد في الوقت نفسه

. مجموعة أخرى وهكذا نكتشف البؤرة المزدوجة للتناص ، إنه يلفت اهتمامنا إلى

النصوص الغائبة والمسبقة ، وعلى التخلي عن أغلوطة استقاللية النص ، ألن أي عمل يكتسب ما يحققه من معنى بقوة كل ما كتب قبله من

كما أنه يدعونا إلى اعتبار هذه النصوص الغائبة مكونات . نصوصننا وجودها من فهم النص الذي نتعامل معه وفض لشفرة خاصة يمك

مغاليق نظامه اإلشاري ، وازدواج البؤرة هنا هو الذي ال يجعل التناص نوعا من توصيف العالقة المجددة التي يعقدها نص ما بالنصوص

السابقة ولكنه يتجاوز ذلك إلى اإلسهام في البناء االستطرادي والمنطقي لثقافة ما ، وإلى استقصاء عالقاته بمجموعة من الشفرات والمواصفات التي تجعله احتماال وإمكانية داخل ثقافة ما ، والتي تبلور

. احتماالت هذه الثقافة إنه مهما كانت :» المجال التناصي بقولها "جوليا كريستيفا" وحددت

طبيعة المعنى في نص ما ، ومهما كانت ظروفه كممارسة إشارية فإنه وهذا يعني أن كل نص يقع من البداية .. يفترض وجود كتابات أخرى

وال بد هنا «. تحت سلطان كتابات أخرى تفرض عليه كونا أو عالما بعينه من التنبيه إلى أن الوقوع تحت سلطان الكتابات السابقة ال يعني

بالضرورة الخضوع التام والمطلق لها ، إن النص وهو يقيم عالقة مع نصوص سابقة أو يقع تحت سلطانها فإن درجة االستسالم واالنقياد لهذا

السلطان مختلفة من نص إلى آخر ، ألن التناص يزودنا بالتقاليدننا من فهم أي نص نتعامل معه والمواصفات والمسلمات التي تمك

والتي أرستها نصوص سابقة ، ويتعامل معها كل نص جديد بطريقته ، يحاورها ، يصادر عليها، يدحضها ، يقبلها ، يرفضها ، يسخر منها أو

يشوهها ، وهو في كل حالة من هذه الحاالت ينميها ويرسخها ، ويضيف. وهذا ما يقودنا إلى تحديد بعض مظاهر التناص . إليها

: مظاهر التناص-2: النص الغائب -2-1 مثاال من خالل تجربته الشخصية ، وفحوى هذا "صبري حافظ" يورد

ألرسطو إال بعد تجربة "فن الشعر" المثال أنه لم يطلع على كتاب ثقافية معينة ، ولكنه عندما قرأ هذا الكتاب لم يجد فيه شيئا مثيرا أو

جديدا ، ألن معظم األفكار الواردة فيه سبق للناقد أن تعرف إليها في وقد أدهشتني : »مطالعاته المختلفة ، ولهذا صرح صبري حافظ قائال

هذه الظاهرة وقتها ، ولم أعرف ساعتها أنني كنت أعيش أحد أبعاد العظيم "أرسطو" فقد كان كتاب . الظاهرة التناصية دون أن أدري

بمثابة النص الغائب بالنسبة للكثير من األعمال النقدية التي قرأتها النص الذي ذاب في معظم ما . وتفاعلت معها ، وحاورتها وتأثرت بها

ما قرأت من أعمال نقدية وأصبح من المستحيل فصله عنها أو عزل أفكاره عن سدى أفكارها أو لحمتها ، ألن رؤاه وأحكامه قد صارت نوعا من البديهيات األساسية التي تصادر عليها معظم الكتابات النقدية التي

قرأتها ، وبالتالي قاعدة غير مرئية ينهض عليها البناء النقدي لهذه«. الكتابات

بمعنى أن هناك بعض النصوص تتسلل إلى مكوناتنا الثقافية من دون أن نمتلك القدرة على تحديد هذا التسلل وطبيعته ، كما أن هذه

النصوص تكون جانبا من القاعدة التي ننطلق منها في الحكم وتقييم. النصوص التي ندرسها أو نتعامل معها إبداعا ونقدا

: اإلحالل واإلزاحة -2-2 النص عادة ال ينشأ من فراغ ، وال يظهر في فراغ ، إنه يظهر في عالم

مليء بالنصوص األخرى ، ومن ثمة فإنه يحاول الحلول محل هذه النصوص أو إزاحتها من مكانها ، وعملية اإلحالل ال تبدأ بعد اكتمال النص وإنما تبدأ منذ لحظات تخلق أجنته األولى ، وتستمر بعد بعد

قد يقع نص في ظل نص أو نصوص أخرى ، وقد . اكتماله وتبلوره يتصارع مع بعضها ، وقد يتمكن من اإلجهاز على بعضها اآلخر ، ولهذا

تترك جدليات اإلحالل واإلزاحة بصماتها على النص ، وهي بصمات هامة توشك معها فاعلية النص المزاح أال تقل في أهميتها وقوة تأثيرها عن

الذي احتل مكانه أو شغل جزءا من هذا "الحال" فاعلية النص. المكان

: الترسيب -2-3 النص عادة ما ينطوي على مستويات أركيولوجية مختلفة ، على عصور

ترسبت فيه تناصيا الواحد عقب اآلخر دون وعي منه أو من مؤلفه ، وتحول الكثير من هذه الترسبات إلى مصادرات وبديهيات ومواصفات

أدبية يصبح من الصعب إرجاعها إلى مصادرها أو حتى تصور أن ثمة مصادر محددة لها ، فقد ذابت هذه المصادر كلية في األنا التي تتعامل

مع النص ، فالنص ينطوي على عدة عصور وال بد أن تتقبل أي قراءة له. هذه الحقيقة وتنطلق منها

: السياق -4- 2 بدون وضع النص في سياق يصبح من المستحيل علينا أن نفهمه فهما

صحيحا ، وبدون السياق نفسها يتعذر علينا الحديث عن الترسيب أوالنص الغائب أو اإلحالل ألن هذه المفاهيم تكتسب معناه المحدد –

. من السياق الذي تظهر فيع وتتعامل معه -كالنص تماما والنص األدبي ال يعرف واحدية السياق وإنما ينحو دائما إلى طرح

مجموعة من السياقات التي قد تتباين وتتعارض أحيانا ، ولكنها في

تباينها وتعارضها تتناظر مع مستويات النص وعصوره المختلفة ، كما أن. السياق هو الذي يحدد مجال التناص في حد ذاته

: المتلقي-2-5 لم يعد القارئ تلك الذات السلبية والثابتة المدعوة سلفا

أي مفعوال به يقع عليه فعل الكتابة ، بل "المرسل إليه " وببساطةر بالنص فيصنع داللته ، وهكذا أصبحت سيرورة أضحى فاعال ديناميا يؤث

القراءة تدرك كتفاعل مادي محسوس بين نص القاريء ونص فالقراء المتعاقبون هم الذين يحققون العمل األدبي من خالل . الكاتب

قراءاتهم المتعددة والمتجددة له ، وعليه فهم يمنحون النص األدبي حياة مستمرة ، وبهذا المعنى تصبح القراءة إعادة كتابة ، كتابة النص ،

فالقاريء وهو يمارس فعل . ال استهالكا سلبيا لمنتج جاهز ونهائي القراءة يتناص مع نصوص أخرى مثل الكاتب تماما ، هذه النصوص

. تحدد طبيعة العالقة التي يقيمها مع النص المقروء

الرابعة المحاضرةالسردية

حظيت القصة بمختلف أنواعها وبخاصة بدراسات كثيرة نشأ منها في عصرنا مبحث يسعى إلى االستقالل بنفسه أو على األقل إلى التخصص الدقيق والتميز عن سائر البحوث التي يستعمل بعض أدواتها ومفاهيمها

وطرائقها أحيانا ، وقد عرف هذا المبحث الجديد وشمل في األصل جميع ما هو . "علم السرد" أو "السردية"ب

متصل بالسرد ، مع اهتمام خاص بالقصص األدبي والفني ، ويمكن أن بكونه فرعا من علم العالمات "العلم" يعرف هذا

لتحليل أنماط التنظيم وفيه يجتهد الدارسون ( .السياميائية ) العام.... في بعض أنواع النصوص السردية الداخلي

نص سردي – نص ) ومن هنا يحسن التمييز الدقيق بين أنواع النصوص الرواية – الشريط السينمائي ) ، وأنواع الخطاب (نص وصفي -حجاجي

( .– الصور المتحركة

وتعود بدايات هذا المبحث الجادة إلى العشرينيات عندما انصرف اهتمام الشكالنيين إلى النصوص النثرية بعد أن كان اهتمامهم منحصرا في النصوص في النصوص الشعرية ، وفي هذا اإلطار ظهرت الدراسة

بنية الحكاية" في كتابه "فالديمير بروب" العلمية الدقيقة للقصة على يد والذي عد فتحا مبينا في 1928 الذي أصدره سنة "العجيبة

فقد خرج فيه صاحبه عن الدراسات العامة الرجراجة . السردية وتخصص تخصصا دقيقا في نوع قصصي كان يعد في الغالب من أمر

قد سما في كتابه عن "بروب" العامة ال من شواغل أهل العلم ، ثم أن الشواغل التاريخية وغيرها ورام ضبط نوع قصصي محدد هو الحكايات

الشعبية العجيبة وحدد منهجا معينا لدراستها وهو الوصف العلمي القائم. على تحديد المكونات ثم المالحظة فالتحليل فاالستنتاج

وبعدها إلى 1958 وبعد ثالثة عقود ترجم هذا العمل إلى االنجليزية سنة الفرنسية، فأثر هذا البحث تأثيرا عميقا ومباشرا في البحوث القصصية

كلود ليفي" التي جاءت بعده ، وتفاعل معه عالمان هما كما أثر عمل بروب في مجال تحليل " .رومان جاكبسون" و "شتراوس

كلود" األساطير وكذلك في دراسة منطق القصة خاصة مع ، ثم 1964 سنة "الرسالة السردية" الذي نشر مقالة بعنوان "بريمون

الذي عد أول كتاب "الداللة البنيوية" "قريماس" كتاب 1966ظهر سنة. يؤسس لعلم العالمات السردي

وتميزه "علم السرد" ثم تالحقت الكتب والمقاالت لبناء هذا المبحث. عن سائر فروع العلوم المتصلة به

اتجاه يركز على عمل النص ذاته : وقد ظهر في دراسة القصة اتجاهان وعلى طريقة اشتغاله ،أي على نموه وحركته ومآله وهو االتجاه الذي

".بروب" استند إلى مباحث

واتجاه ثان يركز على وظائف النص خارج عالمه اللغوي أي على اندراجه في تفاعل متبادل مع ما هو خارج النص ، وهذا االتجاه

.وأعالم آخرون "باختين" مثله

وقد بقي هذان االتجاهان منفصلين الختالف الشواغل والمنطلقات أن "جيرار جينيت" والمصطلحات لدى كل ممثل منهما ، وقد حاول

". III صور" يوفق بينهما في كتابه المشهور

اإلرسال الثاني

المنهج البنيوي

المنهج البنيوي في تحليل الخطاب-1:القصصي

: البنية الزمنية . 1   ـ 1 تتأطـر القصة – أيا كان نوعها – باعتبارها أحداثا تتوالى وفق نظام

خاص بعنصرين متالزمين باعتبارهما مكتنفين ضرورة فعل اإلنسان أو لـكن هـذين العنصرين مختلفان. الزمـان والمكـان :من قد ينوبه ، وهما

في طبيعتهما وفي تعامل اإلنسان معهما،ذلك أن المكان ذو أبعاد ومرجعيات مادية محسوسة،أما الزمان فليس محسوسا بصفة حسية

.آلية ،وإنما يدرك على نحو مخصوص

فاإلنسان يمكنه أن يمضي من المكان في أي اتجاه أراد ،ويمكنه أن يرجع القهقرى،أما الزمان فإنه ال يستطيع إال أن يمضي معه قدما في

.اتجاه خطي ،فهو يتسم بعدم قابلية االرتداد

والقصة هي تخطيب لمادة حكائية ،بكل ما تستلزمه عملية السرد ثم الكتابة من تقنيات ،والحكاية في تحولها إلى قصة تتعرض كما

.1لعمليات ،أهمها عملية التنظيم والترتيب " مييك بال" ترى

فإذا كان منطق الوقائع يفترض حدوثها في سيرورة زمنية خطية وحيدة االتجاه فإن الخطاب القصصي غالبا ما يؤخر على مدى متفاوت ذكر

بعض الوقائع ،وأحيانا يقدم على تفاوت مماثل بعضها اآلخر، لتنشأ معي من اإلثارة ز والمترابط عالقة تفاعل خطاب ذلك النسيج الـمتمي

.2والتشويق ومن الفنية والجمالية القصصية

إن معاينة التنافر الزمني القائم بين نظام الحكي ونظام القصةا وجود الدرجة الصفر ، إنه حاضر القصة(الحكي األول)يستدعي ضمني

ا من خالل راهنية إنجاز الحدث األول زمنيا ، ويتحدد هذا الحاضر داخلي بالحكي األول ،وبذلك "جيرار جينيت" في القصة، أو من خالل ما يسميه

.1يتحدد ما هو قبل وما هو بعد بعالقته بهذا الحكي

إن تحديد الحاضر يتم على مستوى التمفصالت الزمنية الكبرى للحكي، أي على مستوى ما يأخذه الزمن من عالقات بين الحكاية والقصة على

.2مستوى عام

وعندما ننطلق من كون الحكاية قد وقعت في الماضي يكون ماذا يفعل الخطاب القصصي في هذا الصدد؟هل يحكي القصة:السؤال

كشيء تم في الماضي؟ أم أنه يسعى إلى ترهينها؟ وكيف يرسل الخطاب ذلك من خالل ربط عالقة الحكاية والقصة ؟إن تحديد الحاضر

حسب المستوى الداخلي يتيح لنا تحليل زمن القصة والوقوف على تمفصالته الزمنية الكبرى والصغرى والكيفية التي تم بها تخطيب زمن

.1الحكاية

:   تطبيق أحالم" للروائية الجزائرية "ذاكرة الجسد" ورد في رواية

: الفقرة اآلتية "مستغانمي أغرتني هذه الفكرة من جديد ، وأنا أستمع إلى األخبار هذا المساء»

وأكتشف، أنا الذي فقدت عالقاتي بالزمن ، أن غدا سيكون أولفهل يمكن لي أال اختار تاريخا كهذا ألبدأ به هذا الكتاب ؟ .. نوفمبر

سنة على انطالق الرصاصة األولى   34   غدا ستكون قد مرت2...«التحرير لحرب

من روايتها ما 24 لقد حددت الروائية في هذه الصفحة وهي الصفحة سميناه زمن الحكي األول ، إنه حاضر الرواية ، وبعملية حسابية بسيطة

معنى ذلك ( .1988 = 34 + 1954. )  نتمكن من تحديد وضبط هذا التاريخ إن تحديد . 1988   أكتوبر  31 أن زمن إنجاز الحدث األول في الرواية هو

الحاضر يسمح لنا بتحديد التمفصالت الزمنية الكبرى للحكي ، ويتحدد. ما هو قبل وما هو بعد

ordre temporel ' L ; النظام الزمني . 1 ـ   1 ـ  1

أن يتطابق تتابع األحداث _ من وجهة نظر البنيوية _ليس من الضروري في رواية ما أو في قصة مع الترتيب الطبيعي ألحداثها، كما يـفترض

وظهر لنا في زمن المادة الحكائية ـ وكل مادة.1أنها جرت بالفعلحكائية ذات بداية

ونهاية ـ أنها تجري في زمن سواء أكان هذا الزمن مسجال أم غير مسجل كرونولوجيا أو تاريخيا، والتطابق بين زمن الحكاية وزمن القصة

ال نجد له مثاال إال في بعض الحكايات العجيبة القصيرة على شرط أن وهكذا فبإمكاننا التمييز بين.تكون أحداثها متتابعة وليست متداخلة

:زمنين في كل قصة

.ـ زمن القصة

.ـ زمن الحكاية

ونقصد بزمن القصة تجليات تزمين زمن الحكاية وتمفصالته وفقز، يبقى أن نشير إلى أن هناك زمنا ثالثأ هو زمن منظور خطابي متمي

السرد، والذي يبدو مترابطا بزمن القراءة في عالقة ذلك بتزمين زمن وتزمين زمن الحكاية يتم وفق منظور.1الخطاب أي بإنتاجية النص

ز، وهي نقطة جوهرية في العمل القصصي تتمثل في ال خطابي متمي وتتجلى لنا المفارقات الزمنية بوضوح من.2اعتباطية هذه التمفصالت

خالل الحقول الزمنية وتموقعها في القصة ،أما إذا تتبعنا التمفصالت الزمنية الصغرى وقابلناه مع األحداث كما يتفق أن تكون قد وقعت في

الواقع، فإن المفارقات تبدو أكثر جالء ووضوحا، ويتضح لنا كيف تم تزمين زمن الحكاية وفق منظور قصصي معين ،لنقف في األخير على

مقاصد ذلك ونتوصل إلى هذا بمعاينة السوابق واللواحق وتحديد.وظائفهما

: اللواحق الالحقة عملية سردية تتمثل في إيراد حدث سابق للحظة الزمنية التي

.Rétrospection  االستذكار  بلغها السرد، وتسمى هذه العملية

: ولكل الحقة مدى وعمق هو المسافة الزمنية الفاصلة بين اللحظة التي وصلها السرد : المدى-

. والنقطة التي عادت إليها الالحقة. هو الفترة الزمنية التي تغطيها هذه الالحقة : العمق -

: وتقسم اللواحق إلى قسمين وهي التي تتعين نقطة المدى فيها خارج الحقل : لواحق خارجية -

. الزمني للقصة، فال تتداخل مع القصة األولى زمنها هو زمن القصة ، وكثيرا ما يتداخل زمنها مع : لواحق داخلية -

. زمن القصة

: وظائف اللواحق

– شخصية ) إعطاء معلومات عن ماضي عنصر من عناصر القصة -...(إطار

. سد ثغرة حصلت في النص القصصي -. تذكير بأحداث ماضية وقع إيرادها فيما سبق من السرد -

:   تطبيق: الفقرة اآلتية 25 وفي الصفحة "ذاكرة الجسد" ورد في رواية-1 سلكت هذه الطرق ، واخترت منذ أكثر من ثالثين سنة ذات يوم »

أن تكون تلك الجبال بيتي ومدرستي السرية التي أتعلم فيها المادة وكنت أدري أنه ليس من بين خريجيها .الوحيدة الممنوعة من التدريس

من دفعة ثالثة ، وأن قدري سيكون مختصرا بين المساحة الفاصلة بين.«والموت.. الحرية

، فقد عادت الكاتبة بالقارئ ثالثين سنة إلى الخلف بعدما الحقة هذه حددت زمن الحكي األول من قبل ، عادت به إلى زمن الثورة بتقنية

والالحقة عملية سردية تتمثل في إيراد حدث سابق . من تقنيات السرد. للنقطة الزمنية التي بلغها السرد وتسمى هذه العملية االستذكار

:   السوابق السابقة عملية سردية تتمثل في إيراد حدث آت ،أو اإلشارة إليه مسبقا

سبق ) ، وهذه العملية تسمى في النقد التقليدي عملية وهي أقل تداوال من اللواحق ، والسوابق . Anticipation ( األحداث

.هي أيضا بدورها تقسم إ‘لى سوابق داخلية وأخرى خارجية

: وظائف السوابق

. ترد لتسد مسبقا ثغرة في السرد -( . سنرى فيما بعد : ) تلعب دور اإلنباء ، ويرد اإلنباء عادة في العبارة -

: تطبيق

: هذه الفقرة 24 في الصفحة "ذاكرة الجسد "ورد في رواية -2

. يوما للحزن مدفوع األجر مسبقا دالغ ولذا سيكون » لن يكون هناك من استعراض عسكري ، وال من استقباالت ، وال من

. تبادل تهاني رسمية.«ونكتفي بزيارة المقابر.. سيكتفون بتبادل التهم

، فقد استبقت الروائية األحداث ، وأشارت إلى ما يحدث  سابقة  هذه والسابقة هي عملية سردية تتمثل في إيراد حدث آت . في الغد

سبق" اإلشارة إليه مسبقا وهذ العملية تسمى في النقد التقليدي. Anticipation"األحداث

La durée : المــدة .1-1-2

ظام ظام الزمني لحكاية ما مع الن إذا كان من السهل أن نقارن الن الزمني الذي تبناه الراوي لكي يحولها إلى عمل قصصي، فإن األمر

يصبح أكثر صعوبة إذا تعلق بمقارنة جادة نريد أن نقيمها بين زمن و يتمثل تحليل مدة النص القصصي في ضبط .1الحكاية وزمن السرد

العالقة التي تربط بين زمن الحكاية الذي يقاس بالثواني والدقائق والساعات والشهور والسنوات وطول النص القصصي الذي يقاس باألسطر والصفحات والفقرات، ومن خالل ما تقدم يمكن تقسيم

:الزمن في القصة إلى ثالثة أقسام

.ـ زمن الحكاية

. ـ زمن القصة.2ـ زمن السرد

وزمن السرد هو التجسيد األسمى لزمن القصة وزمن الحكاية في ، إال أن مقارنته باألزمنة السابقة تكاد تكون2ترابطهما وتكاملهما

وزمن يجزم بأنه يستحيل قياس مدة النص "جيرار جينيت" مستحيلة، ف ، وهذا الزمن يستحيل قياسه ألنه متعلق3النص يرتبط أوال بزمن إنتاجيته

بالكاتب، وفي القرآن الكريم يتعلق بالتـنـزيل ،كما يرتبط بزمن القراءة

،والقراءات تختلف باختالف األفراد،وايقاعها وسرعتها متعلقة وقد يبدو باألشخاص، وال يوجد نظام محدد تضبط به سرعة القراءة،

للنقاد أن زمن االنص يلتقي مع زمن الحكاية في المشاهد الحوارية ،أي في صيغة الخطاب المعروض حين يغيب الراوي ويترك الشخصيات

يصر على صعوبة "جيرار جينيت" تتحدث إلى بعضها البعض، إال أن مقارنة زمن الحكاية بزمن النص،ويشير إلى أنه إذا كان الحكي األول

يسمح بإبراز المفارقات بين تتابع األحداث في الحكاية وتتابعها في القصة فإنه يصعب عليه أن يكون منطلقا إلبراز التداخل بين زمن

السرد وزمن القصة، فحتى وإن كان المشهد حواريا معروضا بأسلوب مباشر فإنه يتمكن من إعطائنا نمطا أو نوعا أو مجاال للمساواة بين

ألنه يروي أقواال كما (الحكي)والمقطع المتخيل(النص)المقطع السردي قيلت دون تدخل للسارد، إال أنه ال يضبط السرعة التي قيلت بها هذه

األقوال،وال يشير إلى الزمن الميت الذي تخللها، فقد يتوقف المتحدثر فيما يقوله،وقد يتباطأ المحاور في قليال في الحكاية أثناء حديثه ليفك

الرد،كما يمكن أن يكون رده سريعا جدا ،وعند قراءة النص ال نلتزمبهذه الفلتات الزمنية ،وهكذا يصبح من الصعب الجزم بقياس المدة

.حتى وإن كان مجالها المشهد المعروض 1

وهكذا إذا كانت دراسة المدة وقـياسها غير ممكنة في جميع الحاالت ،فإن مالحظة اإليقاع الزمني ممكنة دائما بالنظر إلى اختالف

أن يدرس االيقاع الزمني من "جينيت"مقاطع الحكي وتباينها،لهذا يقترحقنيات الحكائية التالية :خالل الت

.اإلضمار ـ المجمل ـ المشهد ـ الوقف

Élipse   : اإلضمــار .1-2-1-1

وهو الجزء المسقط من الحكاية،أي "القطع" و "الحذف" ويسمىوائيون المقطع المسقط في القصة من زمن الحكاية،ويلجأ إليه الر

التقليديون في كثير من األحيان ليتجاوزوا بعض المراحل من القصة ، و قد يكون القطع محددا كقول الراوي2دون اإلشارة بشيء إليها

ـ"وانقضى وقت طويل"ـ وقد يكون غير محدد كقوله ـ" ومرت سنتان" ـوائيون الجدد استخدموا ين مصرحا به فالر وإذا كان القطع عند التقليدي

ح به الراوي وإنما يدركه القارىء فقط القطع الضمني الذي ال يصر والقطع يحقق مظهر السرعة .1بمقارنة األحداث بقرائن الحكي نفسه

: في عرض الوقائع بإلغائه للتفاصيل الجزئية،حيث أن

س = ، زح 0= زق: تطبيق: هذه الفقرة "ذاكرة الجسد" جاء في

وها أنا أنزل من طوابق سموي العابر ، وأتدحرج . انتهى رمضان » ذلك الشهر الذي كنت أملك أكثر من مبرر للتشاؤم .فجأة نحو حزيران

.243ص .« منه

ألغت الكاتبة األحداث التي جرت في شهر رمضان ، واكتفت فقط باإلعالن عن نهايته ، واألكيد أن شهرا كامال تجري فيه أحداث كثيرة ،

ولكن الكاتبة اختارت أن تسقطها من روايتها بهذه التقنية المسماة. تقنية اإلضمار أو الحذف

Sommaire : المجمل .1-1-2-2

 "الملخص" ويمكن تسميته أو القصة الموجزة ،يختزل فيه الراوي أحداثا ووقائع يفترض أنها جرت في سنوات أو أشهر أو ساعات في صفحات

وقد ظل المجمل حتى نهاية 1أو أسطر قليلة، دون التعرض للتفاصيل يشكل عنصرا مالئما لالنتقال بين مشهدين في العمل 19 القرن

ل بذلك النسيج الذي يربط بين وحدات النـص القصصي ،فيشك وهذا النسق عبارة عن تقلص للحكاية على مستوى .القصصي

االنتقال من مشهد إلى "جيرار جينيت" النص،وهو عنصر يمكن حسب:2المشهد الموالي، وتكون معادلة المجمل النظرية كما يلي

زح <زق:   تطبيق

: ورد في الرواية ما يلي ، بعد صالة المغرب ، كان مصطفى بن بوالعيد 1955 نوفمبر10 يوم »

، وقاموا (الكديا) ومعه عشرة آخرون من رفاقه ، قد هربوا من سجن سوى إلى..بأغرب عملية هروب من زنزانة لم يغادرها أحد ذلك اليوم

بعد ذلك سقط مصطفى بن بوالعيد وبعض من فروا معه . المقصلة

الرواية .« شهداء في معارك أخرى ال تقل شجاعة عن عملية فرارهم.324 ص

في هذا المقطع من الرواية لخصت الكاتبة قصة فرار الشهيد مصطفى بن بوالعيد من السجن واستشهاده بعد ذلك في ثالثة أسطر ، ولو

شاءت لجعلت من هذه القصة رواية لوحدها وذلك بذكر كل التفاصيل ،أما وأنها قلصتها بهذا الشكل المكثف والمركز فتكون قد

. طبقت تقنية المجمل

Scéne :   المشهد .1-1-2-3

ل الفترة هو المقطع الحواري الذي يأتي في تضاعيف السرد ،وهو يمث الحاسمة، فبينما يقع غالبا تلخيص األحداث الثانوية يصاحب األحداث

، لذلك فالمشهد هو اللحظة التي يكاد1والفترات الهامة تضخم نصي.يتطابق فيها زمن القصة بزمن الحكاية من حيث مدة االستغراق

ز ح = ز ق ومع ذلك ينبغي أن ال نغفل أن الحوار الواقعي الذي يمكن أن يدور بين

أشخاص معينين قد يكون بطيئا أو سريعا حسب طبيعة الظروف المحيطة،كما أنه ينبغي مراعاة لحظات الصمت أو التكرار ممـا يجعل

التحفظ على الفرق بين زمن حوار النص وزمن حوار الحكاية قائما.1على الدوام

:   تطبيق: جاء في نفس الرواية ما يلي

؟ "حياة" هل يسعدك أن أناديك »-: قلت متعجبة

أليس أجمل؟.. أال يعجبك اسمي الحقيقي..لماذا ؟ -: قلت

حتى إنني تعجبت وقتها كيف خطر اسم كهذا في بال.. أنه حقا أجمل -.110 الرواية ص .«والدك

توقف السرد في هذا المقطع وفسح المجال أمام شخصيات الرواية. لتبادل الحديث وبذلك تساوى زمن القصة وزمن الحكاية

Pause :   الوقف .1-1-2-4

ويسمى االستراحة ،والوقف يقتضي عادة انقطاع السيرورة الزمنية ويعطل حركتها نتيجة توقفات معينة يحدثها الراوي بسبب لجوئه إلى

الوصف،إذ إن الراوي عندما يشرع في الوصف يعلق بصفة وقتية تسلسل أحداث الحكاية أو يرى من الصالح قبل الشروع في سرد ما

يحصل للشخصيات توفير معلومات عن اإلطار الذي ستدور فيه.1األحداث

غير أن الوصف باعتباره استراحة وتوقفا زمنيا قد يفقد هذه الصفة عندما يلجأ األبطال أنفسهم إلى التأمل في المحيط الذي يوجدون فيه، كما أن الراوي المحايد بإمكانه أن يوقف األبطال على بعض المشاهد

ويخبر عن تأملهم فيها واستقراء تفاصيلها ،ففي هذه الحالة يصعب القول بأن الوصف يوقف سيرورة الحدث، ألن التوقف هنا ليس

فعل الراوي وحده ولكنه من فعل طبيعة القصة وحاالت أبطالها ، من بحثا عن الزمن" مثاال حيـا من رواية "جيرار جينيت" ولقد قدم

فرأى أن أكثر من ثلث مقاطع الوصف "مارسيل بروست" ل "الضائعب واية ال يسب تعطيال زمنيا في مسار األحداث وهو يقول في هذه الر

إن الوصف ال يحدد أبدا استراحة او انقطاعا في القصة:"1في هذا الصدد".انقطاعا في الفعل-بحسب التعبير التقليدي-أو

ومع ذلك ففي الجانب النظري ينتج عن الوصف مقطع من النص.تطابقه ديمومة صفر على نطاق الحكاية

0 = س ، ز ح = زق

:   تطبيق: جاء في الرواية ما يلي

ما زلت أذكر مالمح تلك العجوز الطيبة التي أحبتني بقدر ما أحببتها » كان لتلك المرأة . والتي قضيت طفولتي وصباي متنقال بين بيتها وبيتنا

طريقة واحدة في الحب ، اكتشفت بعدها أنها طريقة مشتركة لكل.107 الرواية ص .« األمهات عندنا

أوقفت الروائية سرد األحداث ولجأت إلى الوصف ، لتقدم لوحة تصف. فيها شخصية من شخصيات الرواية

La fréquence : التواتر .1-2

التواتر في السرد هو مجموع عالقات التكرار بين النص والحكاية، وبصفة موجزة ونظرية، من الممكن أن نفترض أربعة أنواع من هذه

:1العالقات

أن يروى مرة واحدة ما حدث مرة واحدة،ويسمى القصة.1. المفردة

:   مثال على ذلك

لما ذكرت حادث استشهاد " ذاكرة الجسد" وذلك ما لمسناه في رواية مصطفى بن بوالعيد ، فالحدث وقع مرة واحدة وذكر في الرواية مرة

. واحدة بعد ذلك سقط مصطفى بن بوالعيد وبعض من فروا معه شهداء في»

.324 الرواية ص .« معارك أخرى ال تقل شجاعة عن عملية فرارهم

أن يروى أكثر من مرة ما حدث أكثر من مرة، وهو شكل آخر.2.للقصة المفردة

أن يروى أكثر من مرة ما حدث مرة واحدة، ويسمى هذا الشكل.3.القصة المكررة

:   مثال على ذلك

: ما يلي138 جاء في سورة األعراف ، اآلية ﴾...وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام﴿

ومضمون اآلية يشير إلى إنقاذ بني إسرائيل من فرعون ، وهذا الحدث وقع مرة واحدة في تاريخ بني إسرائيل ولكن القرآن الكريم أعاد ذكره

وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم﴿ :90 في سورة يونس اآلية﴾... فرعون

.أن يروى مرة واحدة ما حدث أكثر من مرة، ويسمى القصة المؤلفة -4

:   مثال على ذلك

في سورة الكهف وفي صدد الحديث عن مكوث الفتية في كهفهم ، ذكر القرآن الكريم حدث تمثل في الرعاية اإللهية التي كانوا محاطين

زاور عن: من السورة 17 بها في اآلية مس إذا طلعت ت ﴿ وترى الشمال وهم في فجوة قرضهم ذات الش كهفهم ذات اليمين وإذا غربت ت

ه فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ه من يهد الل منه ذلك من آيات الل فحدث الرعاية من حر الشمس كان يتكرر كل يوم ﴾{ وليا مرشدا

طيلة السنوات التي قضاها الفتية في الكهف إال أن القرآن ذكره مرة.واحدة

Mode :   الصيغة .1-3

أولهما أن يحتوي على قصة: يقوم السرد على دعامتين أساسيتينن الطريقة التي تـحكى بها تلك تروي أحداثا معينة ، وثانيتهما أن يعي القصة، ذلك أن قصة واحدة يمكن أن تحكى بطرق متعددة، وهكذا:فالسرد هو الكيفية التي تروى بها القصة عن طريق القناة التالية

 القصة

رات بعضها متعلق بالراوي والمروي له، وهذه القناة تخضع لمؤثوإذا شكل. والبعض اآلخر متعلق بالقصة نـفسها

التحام الترتيب بسرعة السرد الوجه األول لجمالية العمل السردي،ل الوجه المقابل له ليكونا فإن التحام صيغة السرد بصوت الراوي يشك

معا وحدته الكلية،ويتكون منهما معا النسيج الجمالي الذي يؤديه.الخطاب السردي

إن وظيفة الخطاب السردي القصصي ال تتمثل في إصدار األوامر وإعالن الشروط وتسجيل التمنيات، بل دوره يكمن في حكي قصة، أو

، وبإمكان الراوي أن ينـقل حكيه بهذه1نقل أحداث حقيقية أو متخيلة الدرجة أو تلك من التأكيد، وهذا التنويع في الدرجات يتم بتنويع صيغ

الخطاب، والخطاب القصصي بإمكانه تزويد القارىء بدرجات متفاوتة من التفاصيل ،ومن مسافات مختلفة األبعاد ،كما أنه بإمكان الراوي

التنويع في الوجهة التي تقدم من خاللها األحداث ، حسب وجهة النظر هذه أو تلك ،هذه القدرة وهذه االختالفات الصيغية واستعماالتها هي

ذلك أن صيغة السرد تنهض.المقصودة من بحثنا في الصيغة السردية على ركيزتين متضافرتين ،األولى خاصة بالمسافة القائمة بين خطاب الراوي وخطاب الشخصيات، والثانية خاصة بالمنظور أو وجهة النظر

التي ينطلق منها خطاب الراوي في قصصه،في حين يتقدم صوتسبة للمعطيات ن الموقع الذي يحل فيه هذا الخطاب بالن الراوي ليعي

.1القصصية التي يحدد معالمها

Distance :   المسافة .1-3-1

صيغة الخطاب تتعلق بالطريقة التي يقدم لنا بها الراوي القصة أو: يعرفها، والصيغتان األساسيتان تبعا لهذا هما

.Présentation العرض-

: مثال: قلت لك» إن ما في أعماقنا هو لنا ولن تطوله يد.. لن يأخذ أحد منك الكتابة -

. أحد:قلت

ولكن ليس في أعماقي شيء سوى الفراغات المحشوة بقصاصات - بنشرات األخبار ، وبكتب ساذجة ليس بني وبينها من.. الجرائد

.106 الرواية ص .« قرابة

.Narration السرد-

: مثال كان في . ، كنت أول من يطأها في ذلك الصباح عندما دخلت القاعة »

لم يكن هناك من أضواء موجهة نحو . الجو شحنة غامضة من الكآبة.78الرواية ص .«اللوحات ، وال أي ضوء كهربائي يضيء السقف

يتضح من خالل المثالين أن في الخطاب المعروض يتـم االستشهاد وفي الخطاب.الحرفي بأقوال الشخصيات ،ونجدنا أمام محاكاة خالصة

المسرود الراوي يروي األحداث دون أن يفسح المجال أمام ودراسة الصيغة.الشخصيات للحديث،وهو الخطاب األبعد مسافة من أين يتكلم المتكلم؟:السردية تقودنا إلى اإلجابة عن هذين السؤالين

إن نوعية العالقة التي يقيمها السارد مع خطابه يـضاف.؟1ولمن يتكلمننا من تحديد الصيغة السردية كما إليها نوعية المتلقي لهذا الخطاب تمك

:يلي

خطاب يرسله متكلم وهو على مسافة مما:صيغة الخطاب المسرود-1.يقوله ،وهو األبعد مسافة

م إلى ذاته عن أشياء تمت:صيغة المسرود الذاتي-2 خطاب يرسله متكل.في الماضي ويبقى بينه وبين تلك األشياءمسافة

خطاب يتحدث فيه صاحبه إلى ذاته عن فعل:صيغة المعروض الذاتي-3.يعيشه وقت إنجاز الكالم

م يتحدث إلى آخر دون(:المباشر) صيغة الخطاب المعروض-4 متكل.تدخل الراوي وهو الخطاب األقرب مسافة

هو أقل مباشرة من :صيغة الخطاب المعروض غير المباشر-5المعروض، يتدخل فيه الراوي قبل أو أثناء أو بعد العرض

وفيه نجد المتكلم يتحدث إلى آخر والراوي بتدخالته يؤشر للمتلقي غير.المباشر

معروض مباشر ينقله متكلم غير المتكلم: صيغة المنقول المباشر-6.األصلي

م ينقل الخطاب دون أن يحتفظ: صيغة المنقول غير المباشر-7 متكل.1باألصل

Pérspective : المنظــور .1-3-2

لقد كثرت الدراسات وتضاربت اآلراء في التعامل مع هذا المفهوم كونهال في الراوي وعالقته ل أحد أهم مكونات الخطاب السردي متمث يشك

من خالل راو (القصة) والقارىء ال يلج عالم المغامرة.بالعمل السردي يضطلع بتقديم المادة فحسب ، وإنما يلجه أيضا عبر مصفاة أولى

سابقة لعملية السرد ،وهذه المصفاة هي عين معينة أو إدراك بمعنى اإلبصار الذي غلب (من رأى) ولئن اقترنت لفظة الرؤية. معين

عليها ،فإنها في الحقيقة أوسع مجاال وأشمل معنى باعتبارها تتسع ومن البديهي أال تكون الرؤية دائما من خالل. لجميع ضروب اإلدراك

عيني الراوي ،ألنه قد يتخلى في موضع أو مواضع معينة عن وظيفة الرؤية إلحدى الشخصيات ،وفي هذه الحالة تكون الرؤية بعين

الشخصية ،أما السرد فيتم بلغة الراوي ،لكن المادة التي ينقلها إنما.1تكون من خالل إدراك شخصية أخرى غيره

وقد عرف هذا المكون تسميات عديدة ،واختيار هذا االسم أو ذاك يأتي في أحيان كثيرة محمال بدالالت أو أبعاد يعطيها أياه هذا الباحث أو ذاك

وفق تصوره الخاص ونظريته التي ينطلق منها، ومن هذه التسميات:2التي عرف بها

.التبئير -زاوية النظر-المنظور-حصر المجال-البؤرة-الرؤية-وجهة النظر

هو األكثر ذيوعا فإن"وجهة النظر" وإذا كان مـفهوم مفضل على جميع المصطلحات التقليدية األخرى ألنه "التبئير" مصطلح

تقني محض،ويقصي كل الدالالت البسيكولوجية و االيديولوجية التي وبقية المصطلحات األخرى،ولهذا "وجهة النظر" يوحي بها مصطلح

.1على باقي المصطلحات"جيرار جينيت" فضله

يسعى إلى اإلجابة عن السؤال( أي التبئير) وتناول منظور السردمن يرى؟ :التالي

إن القارىء يرى الشخصية بواسطة ترهين آخر يراها ،ومن خالل رؤيتهر" هذا الترهين ب"بال"أيـاها يريها للقارىء،وتسمـي ،وتحدد هذه"المبئ

:2الناقدة الدائرة التصاعدية التي يشتغل عليها الخطاب القصصي كاآلتي

ر السارد العامل  المبئ

الوظيفة  التبئيرالسرد

الموضوعالمبأر  المسرود

ر يختار األحداث ل أحداث الحكاية، و المبئ الفاعل بإنجازه للفعل يشك والزاوية التي يقدمها منها للقارىء وبذلك ينتج القصة،والسارد في

ـ 1والخطاب السردي.عملية السرد يحول القصة إلى خطاب سرديا ـ ينقل رؤية محددة أو وأي خطاب آخر بقدر ما يمكن اعتباره إخبارير، وجهة نظر بعينها وذلك من خالل عملية التبئير التي يعتمدها المبئ

ولقد تعددت الدراسات في هذا المجال،نبرز منها تصورات ثالثة نقاد:2بارزين

:قدم ثالث رؤيات "جـان بويـون" ـ الناقد الفرنسي

.الرؤية من الخارج-3. الرؤية من الخلف-2.  الرؤية مع-1

فإنه يحافظ على على التصنيف السابق ويدخل عليه "تودوروف" ـ أما:تعديالت طفيفة

. وفيه يكون الراوي أعلم من الشخصية: الشخصية<الراوي-1

.وفيها يعرف الراوي ما تعرفه الشخصيات: شخصية = الراوي-2

معرفة الراوي هنا تتضاءل،وهو يقدم الشخصية:الشخصية>الراوي-3.كما يراها ويسمعها دون الوصول إلى عمقها الداخلي

تصوره "جيرار جينيت" يقدم "تودوروف " و "بويون" ـ وبناء على عمل لمفهوم التبئير وإقصائه للمفاهيم األخرى، فيقدم بدوره بعد تعميده

:1تقسيما ثالثيا للتبئير

التبئيـر -3. التبئيـر الداخلي -2. التبئير الصفر أو الالتبئير-1.الخارجي

ال يأخذ فيه الراوي بزاوية رؤية محددة ، فيتقدم في: ـ التبئير الصفر روايته كلي الحضور ،له حرية واسعة في تناول األحداث

والشخصيات ،ال يعترضه أي حاجز في رؤية الوقائع وخلفياتها، ما قد يحد من تناولها أو بلورتها ، مطلق،ال يلتزم بداخل أو خارج،حتى يكاد

،(صفر) ، فيقال إنه غائب أو معدوم1يصبح الحديث فيه عن تبئير صعبا والراوي في هذه الرؤية ال يتموقع خلف شخصياته ولكنه فوقهم كإلـه دائم الحضور،وهذه الرؤية المطلقة يستحيل أن تتم بواسطة شخصية

.2معينة

:   تطبيق

: ما يلي ( موسم الهجرة إلى الشمال" )الطيب صالح" جاء في رواية فوجيء الرجل قليال ، وخيل إلي أن ما بين عينيه قد تعكر ، لكنه»

:... وهو يتعمد أن يبتسم بسرعة ومهارة عاد إلى هدوئه ، وقال لي.35 الرواية ص«

فالراوي في هذا المقطع علم أن محدثه فوجيء ، كما علم أنه يتعمد االبتسام وكأنه عالم بما يدور في نفسيته ، فنحن هنا أمام راو يعلم كل

وجاء في . شيء عن شخصياته وهو ما يسمى بالتبئير الصفر.71 هذا المقطع في الصفحة "نجيب محفوظ" ل "القاهرة الجديدة"رواية

إن اللبيب باإلشارة يفهم ؛ وحسبه ذلك : وقال لنفسه راضيا » بأن هذه الفتاة لن تذهب من فقلبه يحدثه أما عن المستقبل . اآلن

البطل تحدث مع نفسه وقلبه في هذا.«  حياته كأنها شيء لم يكن المقطع ، فمن أين علم الراوي بذلك ؟ إننا هنا أمام تبئير منعدم ،. فالراوي يعلم ما ظهر وما خفي ، لذلك يصعب الحديث عن تبئير

هو الذي يأتي تعبيرا عن وجهة نظر شخصية فردية :ـ التبئير الداخليكة،وتكون معرفة الراوي هنا على قدر معرفة الشخصية ثابتة أو متحر

الحكائية، فال يقدم لنا أي معلومات أو تفسيرات إال بعد أن تكون.الشخصية نفسها قد توصلت إليها

: تطبيق: جاء في الرواية

كنت أتدحرج يوما بعد آخر نحو هاوية حبك ، أصطدم بالحجارة » ولكنني كنت . والصخور ، وكل ما في طريقي من مستحيالت

.140 الرواية ص .«أحبك

في هذا المقطع يتعرف القارئ على مشاعر الشخصية الحكائية من فالتبئير هنا داخلي ، مما باحت به. خالل ما باحت به من مشاعر الحب

. الشخصية عن حالتها النفسية

هو التبئير الذي يتيح التعبير عما يحدث من :ـ التبئير الخارجي وقائع ،وما يتم من تصرفات، تقع جميعا في نطاق المشاهدة العيانية

، والراوي يعتمد فيه كثيرا على الوصف الخارجي وال يعرف ما1الخارجية يدور في خلد األبطال، فيكون فيه الراوي بمثابة مالحظ خارجي أو آلة

وما تجدر اإلشارة إليه هو أنه من النادر أن يلتزم الراوي في.تسجيل

قصة واحدة برؤية سردية أحادية ،ففي الغالب ما تتنوع الرؤى السردية.2داخل الخطاب القصصي الواحد

:تطبيق

: جاء في الرواية كان نظري قد توقف عند ذلك السوار الذي.. وقبل أن تصلني كلماتك»

كان إحدى الحلي القسنطينية . يزين معصمك العاري الممدود نحوي التي تعرف من ذهبها األصفر المضفور ، ومن نقشتها

.52 ص . الرواية.« المميزة

ر ر في هذا المقطع خالد ، والمبأ السوار الذي كان : المبئ ، والتبئير تم بالعين المجرة ، بما رآه ، فهو تبئير "أحالم" بمعصم. خارجي

:  Voix : الصوت .1-4

ال يكفي لإلحاطة -المنظور والمسافة-إن تحديد صيغة السرد بمحوريها بالفضاء السردي للخطاب القصصي ،لذا حاول جينيت تناول قضية

الصوت منفصلة عن القضايا األخرى ، وقصد به السرد من حيث هو إلحاحات منتجة للخطاب السردي،فأشار إلى تغير األصوات داخل النص

الواحد، ودرس زمن السرد من خالل األنواع السردية، ومستويات.1القصة، والسارد وعالقته بالحكاية

استقصاء وضعية هذا الصوت تستلزم اإلجابة عن السؤال المركزيومن المتكلم؟:اآلتي

قد يأتي الصوت الراوي ـ بناء على المستوى الذي يتحدد فيه ولعالقته بالحكاية ـ من خارج العالم المخبر عنه أو من داخله، ومن هنا نميز بين

:نوعين من الساردين

وهو سارد ال عالقة له Hétérodiégétique سارد غريب عن الحكاية-1.2بالحكاية التي يحكيها

وهو سارد مـمثل في Homodiégétique سارد متضـمن في الحكاية-2(.بطل أو شاهد) الحكاية

وإذا سمحت عالقة الراوي بالحكاية ببروز نوعين من الصوت الراوي فمستواه السردي يجعل الخطاب يتسع ألربعة أنماط رئيسية من

:3الصوت الراوي،وهي

-Homodiégétique متجانس حكائي-سارد خارج حكائي-1Extradiégétique سارد في الدرجة األولى يروي قصته الخاصة،.

: وأحسن مثال على ذلك المقامة البغدادية لبديع الزمان الهمذاني: حدثنا عيسى بن هشام قال»

... « اشتهيت األزاد وأنا ببغداد وليس معي عقد على نقد

فعيسى بن هشام سارد في الدرجة األولى يروي قصته في بغداد وما. جرى له مع السوادي

-Extradiégétique متباين حكائي- سارد خارج حكائي-2Hétérodiégétiqueسارد في الدرجة األولى يروي حكاية هو غائب عنها،.

، حيث كانت "ألف ليلة وليلة" في "شهرزاد" وأحسن مثال على ذلك كل ليلة مغامرة جديدة ال عالقة لها بها ، فهي سارد "شهريار" تروي ل

. في الدرجة األولى يروي قصة هو غائب عنها - Intradiégétique متجانس حكائي-سارد داخل حكائي-3

Homodiégétiqueوأحسن.،سارد في الدرجة الثانية يروي حكايته الخاصة حيث كانت من " ذاكرة الجسد" في "أحالم مستغانمي" مثال على ذلك

حين آلخر تروي قصصا لخالد عن حياتها الخاصة ، فكانت تحتل المرتبة. وتروي قصة هي بطلتها (سارد في الدرجة الثانية) الثانية في السرد

:قلت »

طبعا لقد زرته بعد ذلك مع كل واحدة منهن على انفراد ، وزرت أيضا.110 الرواية ص ....« السيدة المنوبية ، المرأة التي كدت أحمل اسمها

في هذا المقطع تروي أحالم قصة لخالد هي بطلتها ، فهي ساردة في الدرجة الثانية بعد ما أحال لها حالد وظيفة السرد ، وهي تحكي قصتها

. الخاصة

،Intradiégétique- Hétérodiégétique متباين حكائي-سارد داخل حكائي-4.سارد في الدرجة الثانية يروي حكاية هو غريب عنها

لخالد قصة أمها مع أبيها ، فتحتل بذلك "أحالم" في الرواية نفسها تروي: دور سارد في الدرجة الثانية يروي قصة ال يشارك فيها ، تقول

سيدي محمد) تصور أنها يوم كانت حبلى بأبي لم تفارق مزار».108الرواية ص ....«بقسنطينة، حتى إنها كادت تلده هناك (الغراب

: زمن السرد -4.1.1

انطالقا من مبدإ التباين بين زمن الحكاية وزمن القصة يمكن أن نجد: حاالت أربعا لزمن السرد

هو أكثر أنواع السرد شيوعا باعتبار أن زمن السرد واقع:السرد الالحق-ف المادة بعد زمن الحكاية،والراوي وهو في زمن غير زمن الحكاية يكي

الحكائية وفق ما طرأ عليه من تغيرات مع الزمن ، ومجرد استعمال.الفعل الماضي يدل علي هذا النوع من السرد

يكون هذا القص في شكل تنبؤ ،يقص به الراوي ما لم:السرد السابق- يحصل بعد، وهذا أمر نادر لكنه ممكن نظريا ،وفي هذا الضرب من

.القص يمكن أن ندرج قصص الخيال العلمي

وهو سرد في صيغة الحاضر ،معاصر لزمن: السرد المتزامن -واية أمور يتولى الراوي الحكاية ،ونجد هذا القص عندما تحصل أثناء الر

.تدوينها،وهذا ما نجده عادة في اليوميات

هو سرد معقد إذ ينبثق من أطراف عديدة،متعدد:السرد المدرج-ر أحدهما في اإللحاحات، يتداخل فيه زمن القص وزمن الحكاية فيؤث

.اآلخر

: وظائف السرد -2.1.4

الوظيفة األساسية للسرد تتمثل في تلك العمليات الداخلية التي يمارسها السارد على المادة الحكائية ليحولها إلى خطاب

قصصي ،وهي وظيفة بديهية إذ أن أول أسباب تواجد الراوي سرده

فها.للحكاية ،ومن أهم1وهذه العملية تستدعي مهاما أخرى تنظمها وتكي: هذه المهام

ر باألحداث :   وظيقة تنسيق- فالسارد يربط بين األحداث، ويذكساقا وتآلفا .السابقة، ويحاول أن يكسب سرده ات

غ القارىء رسالة ذات :   وظيفة إبالغ- فالسارد أثناء سرده للحكاية يبل. مغزى أخالقي أو إنساني

تبرز هذه الوظيفة في النصوص التي يخاطب فيها : وظيفة انتباهية- السارد القارىء مباشرة ،وهي وظيفة يقوم بها السارد ليختبر وجود

.االتصال بينه وبين القارىء

ت السارد في خطابه المصدر :   وظيفة استشهادية - وتظهر حين يثب.الذي استمد منه معلوماته

تتمثل في النشاط التأويلي والتفسيري الذي : وظيفة ايديولوجية -.يعتمده الراوي خاصة في القصص المعتمدة على التحليل النفسي

وتبرز عندما يلجأ الراوي إلى أساليب يحاول من :   وظيفة إقناعية-.خاللها إقناع القارىء بطروحاته ،وتبرز في األدب الملتزم

تتجلى هذه الوظيفة في أدب السيرة (: تعبيرية ) وظيفة انطباعية- الذاتية حين يتبوأ الراوي المكانة المركزية في النص للتعبير عن

.1عواطفه وأفكاره ومشاعره

نص  : تطبيق بنيوية   :   تحليل .   مقاربة .   مثل األسود وملك الضفادع

زعموا أن أسود كبر وهرم فلم يستطع صيدا ولم يقدر : قال الغراب على طعام فدب يلتمس المعيشة لنفسه حتى انتهى إلى غدير ماء كثير الضفادع قد كان يأتيه ويصيد من ضفادعه فوقع قريبا من الغدير شبيها

ما : ما شأنك أراك حزينا كئيبا ؟ قال :فقال له ضفدع. بالحزين الكئيب لي ال أكون حزينا وإنما كان أكثر معيشتي مما كنت أصيد من الضفادع فابتليت ببالء حرمت علي الضفادع حتى لو لقيت بعضها على بعض لم

فانطلق الضفدع فبشر ملكه بما سمع من األسود . أجترىء على أكله كيف كان أمرك هذا ؟ فقال : فدنا الملك من األسود فقال له

ال أستطيع أن آخذ من الضفادع شيئا إال ما يتصدق به علي : األسود إني سعيت في أثر ضفدع منذ ليال ألخذها ، :ولم ؟ قال : قال . الملك

فطردتها إلى بيت مظلم لرجل من النساك فدخلته ودخلت في إثرها ، وفي البت ابن الناسك فأصبت أصبعه فظننتها الضفدع ، فلسعتها فمات

كما قتلت ابني البريء :، فخرجت هاربا وتبعني الناسك ودعا علي وقال ظلما أدعو عليك أن تذل وتخزى وتصير مركبا لملك الضفادع ، وتحرم

فأقبلت . عليك الضفادع فال تستطيع أكلها إال ما تصدق به عليك ملكها فرغب ملك الضفادع في ركوب . إليك لتركبني مقرأ بذلك راضيا

فركب األسود أياما ثم قال له . األسود وظن أن ذلك شرف له ورفعة

قد علمت إني ملعون محروم ال أقدر على التصيد إال ما : األسود لعمري ال بد : قال الملك . تصدقت به علي ، فاجعل لي رزقا أعيش به

فأمر له كل يوم بضفدعتين . لك وأنت لي مركب من رزق تعيش به يؤخذان فيدفعان إليه فعاش بذلك ولم يضره خضوعه للعدو الذليل ،

.بل انتفع بذلك وصار له معيشة ورزقا

المقفع بن الله عبدودمنة " " كليلة

.179-178 ص .1957.  بيروت . المطبعة الكاثوليكية

:   التحليل( :الوظائف) مستوى األعمال -1

يصور هذا النص سنة في التأليف استقر أمرها في الحضارة اإلسالمية منذ القرون الهجرية األولى ، هي قيام النص على

وسند هذا النص مزدوج ، نصفه متجسد في . المتن و   السند ثنائية ، ونصفه اآلخر فعل مسند إلى فاعل (الغراب قال)اسم مفرد معرف

(.ازعمو) مجهول

فقصة تدور فيها أحداث تضطلع بها شخصيات حيوانية تكون المتن أما(.حكاية)  خبرا  المجال األول للتحليل ، أي ، النص باعتباره

على مقطع وحيد قوامه (الوظائف) يقوم هذا النص من حيث األعمال يمكن وضع أولي وهو ينطلق من . عدد من المقاطع الجزئية

: في المقطع اآلتي تحديد

زعموا أن أسود كبر وهرم فلم يستطع صيدا ولم يقدر : قال الغراب)(على طعام

حية :أسود) تتمثل أهميته في تقديم الشخصية المحورية في القصة وهذا ( .كبر وهرم وعجز عن تحصيل القوت ) وحالتها (عظيمة سوداء

الوضع األولي هو األرضية التي سيقع استغاللها في تطوير سردية. النص

:   المقطع الجزئي األول   -1

البالء فدب يلتمس المعيشة لنفسه حتى انتهى إلى غدير ماء كثير الضفادع)

قد كان يأتيه ويصيد من ضفادعه فوقع قريبا من الغدير شبيها بالحزين ما لي ال : ما شأنك أراك حزينا كئيبا ؟ قال :فقال له ضفدع. الكئيب

أكون حزينا وإنما كان أكثر معيشتي مما كنت أصيد من الضفادع فابتليت ببالء حرمت علي الضفادع حتى لو لقيت بعضها على بعض لم

.( أجترىء على أكله

تتحرك وحدات هذا المقطع الجزئي األول من خالل ثنائيات أربع مولدة:للتحول فيه

، ولكن (يلتمس) و (دب) فهو ينطلق من فعلي : الحركة والجمود-( .وقع) و (انتهى) حركته تقف عند فعلين آخرين هما

فاألسود الشبيه بالحزين يكشف عن سر حزنه : السر واالنكشاف -. ويتمثل في البالء الذي حل به فحرم عليه أكل الضفادع

من أمر بها انكشف وهي الوسيلة التي : االستخبار واإلخبار - ما :فقال له ضفدع : " فاالستخبار يظهر في . األسود ما كان مستترا

ما لي ال أكون : قال : " واإلخبار يظهر في رد األسود " .؟...شأنك أراك..." .حزينا

وهي ثنائية أساسية ههنا تمسك بطرفي المقطع : الرغبة والرهبة - لم : " ونهايته رهبة ..."فدب يلتمس المعيشة : " الجزئي ، فبدايته رغبة

...".أجترىء

:   المقطع الجزئي الثاني   -2

. التأكيد

فانطلق الضفدع فبشر ملكه بما سمع من األسود فدنا الملك من) ال أستطيع أن : كيف كان أمرك هذا ؟ فقال األسود : األسود فقال له

.( آخذ من الضفادع شيئا إال ما يتصدق به علي الملك

: تتوسع دائرة الفعل ههنا من خالل ثنائيتين وذلك من خالل االنفتاح : االنفصال واالتصال -

ونالحظ أن انفصال الضفدع ".فدنا" الذي تحول إلى "فانطلق" بفعل عن األسود قد آل إلى اجتماعه بالملك ، ثم إلى اجتماع األسود والضفد

. والملك معا: وقد جاءت هذه الثنائية في مراحل ثالث : اإلخبار واالستخبار-..." بشر ملكه : " إخبار-

"كيف كان أمرك هذا ؟ : فقال له : " استخبار -

:..." فقال األسود : إخبار -

والمالحظ أن هذا المقطع الجزئي ينتهي بمثل ما انتهى به سابقه ، وهو..."ال أستطيع أن آخذ من الضفادع شيئا :" الرهبة ، وتتجسد قول األسود

:   المقطع الجزئي الثالث -3

سر البالء

إني سعيت في أثر ضفدع منذ ليال ألخذها ، فطردتها :ولم ؟ قال : قال) إلى بيت مظلم لرجل من النساك فدخلته ودخلت في إثرها ، وفي

البت ابن الناسك فأصبت أصبعه فظننتها الضفدع ، فلسعتها فمات ، كما قتلت ابني البريء :فخرجت هاربا وتبعني الناسك ودعا علي وقال

ظلما أدعو عليك أن تذل وتخزى وتصير مركبا لملك الضفادع ، وتحرم

فأقبلت .عليك الضفادع فال تستطيع أكلها إال ما تصدق به عليك ملكها.( إليك لتركبني مقرأ بذلك راضيا

: يتصل هذا المقطع بسابقه من خالل ثنائية..."إني سعيت : قال" – " ولم؟ : قال: " االستخبار واإلخبار -

ولكنه داخل هذا اإلخبار يوظف جملة من الثنائيات التي تدفع فيه:بالمعنى ، وأهمها

إني سعيت في أثر " فالمطاردة جلية في : المطاردة والفرار - والفرار " .تبعني الناسك" – " دخلت في إثرها " –"طردتها" –"ضفدع

وظاهر أن هذه الثنائية تحققت في" .خرجت هاربا " –دخلته " واضح في: مرحلتين

. األسود يطارد الضفدع والضفدع يفر -. األسود يهرب من الناسك والناسك يتبعه - المطاردة الثانية حصلت نتيجة خطأ تمثل في : الخطأ والعقاب -

لسع األسود ابن الناسك ظنا منه أنه الضفدع ، وتال المطاردة الثانية. عقاب تمثل في دعاء الناسك على األسود بالذلة والخزي

الوعيد متضمن في الدعاء ، والتحقق جاء في : الوعيد والتحقق- فأقبلت إليك لتركبني مقرأ بذلك) ختام المقطع في صورة مشروع

.الذي لم يقع إنجازه بعد (راضيا

:   المقطع الجزئي الرابع   -4

االنفراج

فرغب ملك الضفادع في ركوب األسود وظن أن ذلك شرف له) قد علمت إني ملعون : فركب األسود أياما ثم قال له األسود . ورفعة

محروم ال أقدر على التصيد إال ما تصدقت به علي ، فاجعل لي رزقا لعمري ال بد لك وأنت لي مركب من رزق : قال الملك . أعيش به فأمر له كل يوم بضفدعتين يؤخذان فيدفعان إليه فعاش . تعيش به

بذلك ولم يضره خضوعه للعدو الذليل ، بل انتفع بذلك وصار له معيشة .(ورزقا

يكتسي هذا المقطع أهمية مخصوصة ، ألنه يأتي مغلقا لعدد من الثنائيات التي جاءت منبثة في مواضع شتى من هذا النص ، من ذلك

الذي به انغلق المقطع الجزئي السابق قد وجد امتدادا المشروع أن فرغب ملك الضفادع في ركوب) مشروع مساعدفي

".فركب األسود" بعد ذلك اإلنجاز وتم (األسود

كما أن الرغبة التي تجلت منذ بداية النص وجوبهت بالحرمان ، قد وقد جاء في . وجدت ههنا استجابة تمثلت في ضمان األسود لطعامه

وصار له معيشة" ) وفي نهايته ..."يلتمس المعيشة لنفسه " بداية النص (.ورزقا

فقد انقلب " لم يستطع صيد " أما العجز الذي ظهر في بداية النص فعاش بذلك بل انتفع بذلك وصار له ) استطاعة تمثلت في توفر األكل

(.معيشة ورزقا

فقد أردف ..." دب يلتمس " أما الطلب الذي ظهر في البداية" .فأمر له كل يوم بضفدعتين " باستجابة

. وانغالق هذه الثنائيات إنما هو إيذان بانغالق النص إن هذه الثنائيات المولدة للسردية قد هدتنا السبيل إلى رصد حركة

والناظر بعين المحقق أو المحلل يرى أن . المعنى في المقاطع الجزئية فقصة األسود . التضمين البنية التي قام عليها النص هي بنية

وبين القصتين . في قصة األسود مع ملك الضفادع مضمنةوالناسك عالقة مزدوجة ، فإن كانت القصة المضمنة انتهت بالفشل فإن

انتهت بالنجاح ، والقصة المضمنة جاءت في خدمة  اإلطار  القصة القصة اإلطار ، إذ هي عامل من العوامل التي سهلت على األسود بلوغ

. النجاح في مسعاه األساسي المتمثل في الحصول على القوت

: الشخصيات

: عددها في هذا النص قليل األسود – ضفدع – ملك الضفادع – : ) في القصة اإلطار أربع شخصيات

(.الضفادع

األسود – ضفدع – الناسك ) :في القصة المضمنة أربع شخصيات أيضا -( . – ابن الناسك

: مستوى الخطاب-2 ننتقل في هذا المستوى من النص باعتباره خبرا تقوم فيه شخصيات بأعمال ، إلى النص باعتباره خطابا ، وحد الخطاب – كما وضحنا ذلك

أنه ملفوظ يتم في مقام معين ، ويترتب على هذا -في اإلرسال األول أن الخطاب يدل في آن واحد على عملية إنتاج الكالم وعلى نتيجتها

. الملموسة عن طريق السماع أو القراءة

: أ – الزمن يسعى النص السردي إلى أن ينقل إلى متلقيه أعماال متعاقبة وحاالت

وإذا كانت هذه الحاالت واألعمال خاضعة في مستوى الخبر . متحولة فما. لزمن معلوم ، فإن الخطاب يعتمد زمنية أخرى هي زمنية التمثيل

هي العالقة بين زمنية الخبر وزمنية الخطاب في هذا النص ؟ ال يفيدنا النص "أيام" دارت أحداث هذه القصة في : المدة-

فإذا شئنا أن نعيد بناء الخبر وجدناه يستمر من عهد فتوة . بعددها إال أن النص ينطلق من عهد الكبر . األسود إلى عهد شيخوخته

: ويمكننا أن نميز فيه بين مرحلتين زمنيتين . والهرم تستمر إلى أن غدا األسود مركوبا لملك : المرحلة األولى

، إذ أن الحوار قد طغى عليها طغيانا   المشهد ويسودها . الضفادع وقد جاء الحوار بين األسود والضفدع ثم بين األسود وملك . بينا

( .الخطاب) وزمن النص (الحكاية) فتساوى زمن الخبر . الضفادع

تبدأ من طلب األسود من ملك الضفادع أن يؤمن له : المرحلة الثانية ، والقسم (حوار) المشهد وهنا نالحظ أن القسم األول يسوده . رزقا

. المجمل الثاني يسوده. والنص يقوم على ظاهرة طريفة هي المراوحة بين المجمل والمشهد

مجمل مشهد مجمل مشهد مجملكبر وهرم حوار بين األسود ركبه أياما حوار بين فعاش بذلك

والضفدع األسود والملك

(:النظام الزمني) الترتيب-

خطي ، ال يقبل الرجوع إلى الخلف وال يستبق (الخبر) زمن الحكاية األحداث ،أما زمن الخطاب فإنه يدخل على هذا الترتيب بعض

: ففي هذا النص اختل التتابع أربع مرات . التغييرات.  اللواحق  مرتين في شكل ارتداد إلى الخلف وذلك باستخدام-( .كان يأتيه ويصيد من ضفادعه)

(. إني سعيت في إثر ضفدع منذ ليال )

بالالحقتين عاد الراوي إلى الخلف ليعطي معلومات سابقة قد تفيد في.فهم الحاضر

. السوابق ومرتين في شكل استباق لألحداث موظفا تقنية(.أدعو عليك أن تذل وتخزى)

...( فأمر له كل يوم )

. وبهذا االستباق حدد ما يحدث مستقبال

: التواتر- ، فما (القصة المفردة ) غلب على هذه القصة تقنية القص اإلفرادي

حدث في الحكاية مرة واحدة ذكره الخطاب مرة واحدة ، إال أن ذلك: مرتين (القصة المكررة) لم يمنع من ظهور القص التكرري

( غدير كان يأتيه ويصيد من ضفادعه-)(. أمر له كل يوم بضفدعين يؤخذان فيدفعان إليه-)

فما حدث مرات عديدة في الحكاية لم يذكر في الخطاب إال مرة. واحدة

:   أساليب القص -3: المسافة-أ

لئن كان العنصر الطاغي على هذا النص من حيث الصيغة التي قدمت التي تجسمت (حكاية األقوال) بها األحداث هو صيغة الخطاب المعروض

في الحوار بين األسود والضفدع وبين األسود وملك الضفادع فإننا ال( .حكاية األفعال ) نعدم فيه صيغة الخطاب المسرود

. وقد قامت بين السرد والعرض عالقة تناوب

: الصوت-ب ندخل هذا النص من خالل راو خارج عن الحكاية هو الغراب ،والذي ينقل لنا قصة األسود مع الضفادع وهي قصة ال عالقة له بها ، فهو

-Extradiégétique متباين حكائي- سارد خارج حكائي إذنHétérodiégétiqueسارد في الدرجة األولى يروي حكاية هو غائب عنها،.

غير أن النص إذ يتقدم بنا شيئا فشيئا يحيلنا على سارد آخر هو األسود الذي يحدث ملك الضفادع بما وقع له مع الناسك ، فنحن إذن أمام راو

مندرج في الحكاية أي في الدرجة الثانية من الحكي يروي لنا قصته - Intradiégétique متجانس حكائي-سارد داخل حكائي الخاصة فهو إذن

Homodiégétiqueسارد في الدرجة الثانية يروي حكايته الخاصة ،.

( :التبئير) الرؤية-ج إن الغراب وهو يقدم هذه القصة تقدم كراو يعرف الحاضر كما يعرف الماضي ، وينقل لنا ظواهر الشخصيات كما ينقل لنا بواطنها وما يدور في خلدها فهو راو مهيمن والرؤية هنا رؤية من الخلف أو ما سميناه

.الالتبئير أو التبئير الصفر

فالراوي فيها هو (قصة األسود مع الناسك) أما في القصة المضمنة األسود ، والرؤية التي بأر بها األحداث هي الرؤية المصاحبة أو ما سميناه التبئير الخارجي،ألن األسود لم يقد إال األشياء المشاهدة

. بالعين

: الداللة-4 وحاولنا. بما هو حكاية وبما هو خطاب : لقد عرضنا للنص من جانبيه

الكشف عن بعض القوانين التي تسري في ثناياه ، واستوت لنا من غير أن هذا النص وإن أفضى بنا تحليله . ذلك صورة عن بنية هذا النص

إلى أنه نظام متكامل ، أو كما يقول البنيويون نظام مغلق ، إنما هو في حقيقة نفسه عالمة ال تظهر أبعادها إال إذا ربطت بسائر العالمات التي

.تماثلها ، حتى ينشأ لنا منها نص أكبر هو نص الحياة

 -أ :أدبيا

يعود هذا النص إلى القرن الثاني للهجرة ، وهو عصر كان فيه التدوين قد بدأ ، وقد انصرفت جهود العلماء عصرئذ إلى صنوف المعارف

.وأهمها الدين والتاريخ والشعر

: وأهم ما يميز هذا النص ظاهرتان أوالهما أنه التزم بالطريقة التي كانت سائدة في الكتابة آنذاك وهي -

. االبتداء بالسند وثانيتهما الخروج عن السنة األدبية السائدة وذلك بجعل تدور على -

. ألسنة الحيوان والنص بهذا ينتهج مبدأ التقليد في الكتابة في بداية األمر ثم يجنح إلى التجديد ، فهو نسج على كالم العرب في الكتابة من جهة ، وخرق له

. من جهة أخرى إال أن اعتماده على السند كظاهرة تقليدية في ذلك العصر فيه خروج

عن المألوف، إذ الكاتب جعل الراوي هو الغراب ثم عدل عنه إلى أما المتن فإن كان يبدو جديدا فإنه ( .زعموا) جماعة مجهولة في قوله

. يحيل على نص قديم هندي مترجم إلى الفارسية نهل منه ابن المقفع

 -ب : سياسيا ملك – شرف – ) حين نقرأ النص توقفنا كلمات من قبيل

اجعل لي رزقا – أمر له – خضوعه ) وعلى عبارات من قبيل ...( رفعة

وهي كلمات وعبارات تشد النص إلى قاموس سياسي ...( للعدو. صريح

والعالقة بينهما ( .األسود وملك الضفادع: ) يضعنا النص أمام قطبين ذات جانبين، فهي من جهة العادة موسومة بغلبة األسود على ملك

الضفادع ، ولكنها من جهة االستثناء موسومة بغلبة ملك الضفادع على إال أن عبودية . فنحد أمام ظاهرة تقويض للمراتب الطبيعية . األسود

األسود ليست إال وجها من وجوه سيادته ، وما سيادة ملك الضفادع إال فنحن أمام جدلية القوة والحيلة عند األسود ، . وجها من وجوه عبوديته

باختصار ما فقده األسود من . والهزيمة والنخوة عند ملك الضفادع. ضعف قوته استعاده بذكائه وحيلته

: اقتصاديا -ج: يصور لنا النص حركة صراع بين نوعين من القيم

. تجسدت في رغبة األسود في الحصول على الطعام : قيم مادية -. تجلت في رغبة ملك الضفادع في التفاخر والتباهي : قيم معنوية -

وقد جاء تدخل الراوي في خاتمة النص داال على أن قيم المادة أهم من .   فالخضوع ال يضر بل يفيد قيم الروح،

وإذا ذهبنا بعيدا في الداللة وقرأنا النص قراءة حضارية الذي كبر وهرم يرمز إلى حضارة الفرس التي شاخ (األسود) نجد

وهي الفترة التي (ه142 ه –106 ما بين) سلطانها في ذلك العصر عاشها ابن المقفع ، وهذا الرجل فارسي األصل عربي النشأة ، وقد

وملك الضفادع رمز به . جاء من بالد فارس ليعيش في البالد العربية إلى سلطان الدولة األموية ، وركوب ملك الضفادع لألسود هو كركوب

. العرب للفرس ، فالمركوب هو المستفيد

اإلرسال الثالث

. المنهج السيميائي

" منهـج قريماس "  :   المنهج السيميائي

: مـدخل منهجي عرف القرن الماضي تطورا كبيرا في مجال النقد األدبي ،وقد ظهرت اتجاهات ومدارس نقدية مختلفة نظرت إلى العمل األدبي من الداخل

في خصوصيته ، وهذه االتجاهات جاءت كرد فعل لممارسات تاريخ األدب التقليدية والتي كانت تنحصر في وصف كل ما هو متعلق بوالدة

.العمل األدبي وظروف نشأته ،متجاهلة في نهاية األمر العمل نفسه

ين الروس في بداية القرن محاولة جدية وكانت دراسات الشكالنيدة في بعض المجاالت ،واتسمت بالعلمية وإن لم تكن قد أسست وجي

ين في علما بما في العلم من قوانين ثابتة، وتبعتها انجازات البنيويي باعتباره دائرة مغلقة، ومنذ فرنسا ،والتي نظرت إلى النص األدب

يميائية تتبلور كمنهج ينظر في القوانين التي تحكم تينات بدأت الس الس

انية. المعنى وهذه المدارس في مجملها استفادت من العلوم اللستها في التحليل .وجعلتها منطلقا لتأسيس نظري

": بروب "   وظائف

ل البحث الذي قام به خطوة حاسمة في وضع " فالديمير بروب" يمث وتعتمد دراسته أساسا النظرة الهيكلية.منهجية جديدة لتحليل النصوص

الوصفية ،فالحكاية هيكل بنيته مركبة ،يمكن تفكيكها واستنباطن ـ .العالقات التي تربط بين مختلف وظائفها في مسار قصصي معي

بعد دراسته لما يناهز المائة حكاية عجيبة من"بروب" وقد تمكن استنتاج ما سماه بالمثال الوظائفي، وهو البنية الشكلية الواحدة التي

د هذا العدد غير المحدود من الحكايات ذات التراكيب و األشكال تول.1المختلفة

فا من حيث معناه في سير والوظيفة عنده هي عمل الفاعل معر الحكاية، والغاية من بناء المثال الوظائفي هي تجنب ما سمته النظرية

رات النفسانية ال"بروب" وعدد الوحدات الوظيفية عند. الكالسيكية بالمبر تبتدىء بعرض أولي الغاية منه إرساء .يتجاوز الواحد والثالثين وظيفة

دعائم القصة زمنيا وفضائيا، وتقديم الشخصيات وإظهار غاياتهم، وهذا.2العنصر البنائي يمهد لظهور الوظائف

:ويمكن تلخيص النموذج الوظائفي عند بروب بما يلي

' -2'منـع' -1'رحيل(]الوضع األصل-الوضعية األولية) حصـول االقتقـار-1' [9'افتقار ' -8'إساءة ' -7'تواطؤ ' -6'خدعة' -5'اطالع '4'استخبار ' -3'خرق

اختبار المانح' -11'قبـول ' -10' طلب النجدة] االختبار الترشيحي-2[ '14'تسلم األداة ' -13'رد فعل البطل ' -12'للبطل

'هزيمةالمعتدي ' -17'العالمة ' -16'الصراع' -15'االنتقال] االختبار الرئيسي-3

توفر ' -22'مطاردة البطل ' -21'عودة ' -20'إصالح االفتقار ' -19'انتصار البطل ' -18[ '23'النجدة

د.4 اختبار البطل ' -24'مطالب البطل المزيف ] االختبار الممج '27'التعرف على هوية البطل الحقيقي ' -26'اإلنجاز ' -25'الحقيقي

'30'معاقبة المعتدي ' -29'تجلي البطل' -28'انكشاف البطل المزيف -1' [31'مكافأة البطل -

ورغم هذه المحاولة الرائدة لبروب فهي ال تبتعد عن المحاوالت األخرى للشكالنيين الذين نظروا إلى العمل األدبي بوصفه بنية مغلقة، ومن ثم

.إلى تضييق إطار التحليل الشامل له

وقد ظهرت أبحاث كثيرة منذ مطلع القرن العشرين تدعو إلى تأسيسر به نستطيع«: في قوله"سوسور" علم للعالمات، ذلك العلم الذي بش

أن نتصور علما يدرس حياة العالمات في داخل الحياة االجتماعية بحيثيميولوجية ،وسوف يشكل جزءا من علم النفس العام ندعوه بالسفنا هذا العلم بما تتكون منه العالمات والقوانين التي تحكمها .»2 يعر

صف األول من هذا القرن صاحبها وبتطور المدارس اللسانية في الن تطور في علم العالمات ،وقد تركت هذه المدارس اللسانية بصمات

واضحة في المنحى الذي أخذته الدراسات النقدية ابتداء من الستينات،يميائية .1وهي الفترة التي شهدت ميالد الس

":  قريماس "   منهـجيميائية في شموليتها على التمييز بين صعيدي التعبير تقوم النظرية الس

ه ،والذي يجعلنا نفترض أن معرفتنا "هيالمسلف" والمضمون الذي أقر للمعنى تتأطر بالشكل ال بالمادة ، ويعتبر شكل المضمون الجهة

يميائي ونتخلى بذلك األساسية والمركزية التي يحيل عليها البحث الس من النظرة إلى النص باعتباره انعكاسا لمشاعر الكاتب وإسقاطا

لهموم المجتمع وتناقضاته ،وتصبح الممارسة النقدية نشاطا معرفياصا من التحاليل االيديولوجية .مخلـ

ونتيجة لهذا التطور برز في مجال سيميائية تحليل الخطابيميائية القريماسية حققت نتائج مهمة في1"قريماس" السردي ، والس

وبنى "بروب" البحث، وقد عاد هذا الباحث إلى النموذج الوظائفي ل.عليه رسما سرديا قادرا على احتواء اللحظات القوية في الحكاية

تنقصه الدقة كما وجد فيه "بروب" بأن منهج "قريماس" وقد رأى ، ويضرب مثال على انعدام الدقة فيه في المزج بين2فراغات واضحة

يوافقه في "قريماس"وظيفة و [ الرحيل] يعتبر "بروب" الوظيفة و الحالة، ذلك، ألن الرحيل يغطي حقال أو مجاال تقوم به

بعيد من أن يكون وظيفة ،وال يتعدى أن [االفتقار] الشخصية ،ولكن.يكون حالة وال يمكن اعتباره وظيفة على اإلطالق

رسما سرديا ينبني على مهمات "قريماس" بعد هذه االنتقادات يضع:ثالث تؤطر المسار السردي للبطل

.ـ المهمة التأهيلية

.ـ المهمة الحاسمة

. 1ـ المهمة التمجيدية

ينطلق في بحوثه من التفرقة بين البنية العميقة والبنية"قريماس"و السطحية ، واألهم عنده هو البنية العميقة ، أما البنية السطحية فليست

.2سوى تجليات إلسقاط مكوني البنية العميقة

يميائية في مقاربتها للنصوص هو كيف:والسؤال الذي تبحث فيه الس3؟ قال هذا النص ما قاله

يميائية من البحث وداخل النصوص هو المجال الوحيد الذي تتمكن السيميائي إذا هو ،"كيفية المعنى"فيه لتأسيس هذه الكيفية فالتحليل الس

تحليل يبحث في داخل النصوص ليصف شكل المعنى ، أو هندسته،د إال باالختالف ،والتحليل .وليس المعنى في حد ذاته والمعنى اليتول

يميائي هو وصف لالختالف وتثبيت له، فأين نجد هذا االختالف، وما الس؟ هي العناصر التي نجده بينها

ع االختالفات التي تظهر في النصوص من إن تحليل الخطاب يجعلنا نتتـبردية هي ظاهرة تتابع الحاالت والتحوالت خالل تتابع النص، والس

.1المسجلة في الخطاب، والتى هي بدورها مسؤولة عن انتاج المعنى

: البنية السطحيةيميائي يقوم على قاعدة االختالفات بين الوضعيات وفق إن التحليل الس

والفاعل في وضعيته. تحوالت يستلزمها منطق السردر عن (األولية) البدئية صال بموضوع القيمة ،و يـعـب يكون في حالة ات

ر عنها م فهذه الصيغة أو يكون في حالة انفصال ويـعب ،والحالة البدئية هذه تطرأ عليها تحوالت وفق  م  ف بالصيغة

أفعال تحويلية تجعل الفاعل في وضعية تختلف عن وضعيته األولى،هائي .ويصبح االختالف قائما بين الحالة االفتتاحية والوضع الن

البن المقفع ، يبدو أن( مثل األسود وملك الضفادع) ففي النص السابق عن وضعية انفصال الفاعل وهو األسود كان في الحالة البدئية في

ف: ) موضوع القيمة المتمثل في الطعام ونرمز لذلك بما يليالطعام =م . األسود = ف . حيث(م.

ولكن التحوالت التي طرأت على النص جعلت األسود يتحول من بموضوع القيمة في نهاية النص ، وضعية اتصال وضعية انفصال إلى: ونرمز لذلك بما يلي

(م  ف)

ل البرامج السردية للخطاب ،والبرنامج هذه الحاالت والتحوالت تشك السردي يتمحور حول ملفوظات الفعل ، باعتبارها تحويالت تحكم

ومن.ملفوظات الحالة وتشكل فى الوقت نفسه البرامج السردية الواضح أن هذه التحويالت المتموضعة بين الحاالت يمارسها فاعل

الفعل على إثر تدخل يحدث تغييرا يدلل على االنتقال من عالقة إلى أخرى يفترض اللجوء إلى تحويل ،أي إلى فعل ينبني عليه برنامج

صالية أو انفصالية ، تقودان: سردي ينتهي إلى حالتين متمايزتين ات والمرحلة األساسية .1الفاعل إلى امتالك موضوع القيمة أو إلى فقدانه

باعتبارها نواة تدور حولهاPérformance في هذا البرنامج تتمثل في األداء إال أن الفاعل .Faire-Être [فعل الماهية] المراحل األخرى، وتقابلها صيغة

يحثه على القيام بالفعل ويقنعه (مرسل) المنجز البد له من محفز بعد  .Faire-faire بذلك، والصيغة المناسبة لهذه المرحلة هي فعل الفعل

هذا التأثير الذي يمارسه المرسل على الفاعل، يشترط أن يكون والتي بواسطتها les modalités الفاعل قد توفرت لديه مواضيع الصيغة

ينجز فعله، وتوصله إلى نتيجة وهي مرحلة الكفاءة ، وتقسم مواضيع: إلى قسمين(الصيغة)الجهة

.تأسيس الفاعل واجب الفعل / إرادة الفعل : جهات مضمرة-.تأهيل الفاعل قدرة الفعل / معرفة الفعل : جهات محينة-

وإذا عدنا إلى النص السابق، فاألسود تأسس كفاعل لما تملك اإلرادة فدب يلتمس المعيشة: ) وأحس بوجوب الفعل ، ويتضح ذلك في قوله

وبعد. ففعل دب يوحي بإرادة الفعل واإلحساس بواجب الفعل ..(لنفسه امتالكه للجهات المضمرة تأهل كفاعل بامتالكه للجهات المحينة والتي

تتمثل في معرفة الفعل والدليل على ذلك حسن محاورته للضفدع ولملك الضفادع حتى جعل حيلته تنطلي عليه ، فهذا يندرج في معرفة

الفعل ، يضاف إليها القدرة على الفعل والتي تتضح من خالل ما. أنجزه

لة في وبعد األداء تأتي المرحلة الرابعة في البرنامج السردي والمتمث ، إذ فيها Être-de l'Être التـقويم، والصيغة المناسبة لها هي كون الكون

يقوم عمل الفاعل وفقا للعقد الذي أبرمه مع المرسل ،وتسمى مرحلة.1االعتراف،ومن خاللها تتحدد مصداقية النص

فأمر له كل يوم ) وفي النص السابق تتحدد هذه المرحلة في قوله.(فعاش بذلك ولم يضره خضوعه للعدو بل انتفع بذلك... بضفدعين

والبرنامج السردي وإن كان على جانب من البساطة يتأسس علىز على. مشروعين سرديين متالزمين ومن ثم يجوز للراوي أن يرك

ا لكن في اتجاه معكوس فإذا امتلك فاعل. أحدهما جاعال اآلخر ضمني موضوعا أفضى ذلك إلى سلبه من فاعل آخر في عالم محكوم بقواعد

ز باالزدواجية ، فإذا كانت .2تعاملية قارة وهكذا فالبرنامج السردي يتميصال بموضوع القيمة فإنه (م 1ف) الوضعية البدئية للفاعل هي حالة ات

  ف) يقابله دائما فاعل مضاد في حالة انفصال عن هذا الموضوع(.م 2

هائي غالبا ما يتحول موضوع القيمة من ف أو 2إلى ف 1وفي الوضع الن العكس، نتيجة الصراع الذي يتخلل العمل القصصي ، و انتاجية النص

.1السردي تتم وفق رؤية معينة حيث تبرز برنامجا أكثر من اآلخر

شكلنة المثال الوظائفي ليصبح قابال للتطبيق على "قريماس" وقد حاول البنية) كل األنماط القصصية ،وتتجلى هذه الشكلنة في الرسم العاملي

.2،وهذه البنية تعكس بوضوح التمييز بين العامل والفاعل (العاملية

يميائية تتعامل مع الشخصية بمفهوم الدور،فالعامل ال Actant والس يقتصر استعماله للداللة على االنسان ،فكل ما يقوم بوظيفة في القصة

سواء أكان حـيا أم جامدا أم فكرة ايديولوجية يـعد عامال ،ويأخذ:النموذج العاملي الشكل اآلتي

المرسل إليه  الموضوع  المرسلالمعارض  الفـاعل  المساعد

ويتحدد الدور العاملي من خالل عالقة العامل ببقية عناصر النموذج.العاملي

: والنموذج العاملي للنص السابق يمكن تحديده كما يلي

المرسل موضوع القيمة المرسل إليه(األسود( )الطعام ( )حب العيش )

المساعد الفاعل المعارض

( الكبر والعجز( ) األسود( )الحيلة)

وإضافة إلى الدور العاملي للفاعل أو أي عامل آخر فإنه يتقمص دوراالغرضي آخر يتمثل فيما يقوم به في مساره الصوري،ونسميه الدور

RÔle thématique1. تركيبة: وذلك ألن البنية السطحية تتـقاسمها تركيبتان سردية تشمل البرامج السردية واألدوار العاملية، وتركيبة خطابية

تسعى إلى تقديم الجانب الشكلي للموضوع، حيث تثير قضية األلفاظ وسياقاتها الداللية، وما تنجزه من مسارات صورية من خالل األدوار

إال أن التركيبة السردية هي التي تتحكم في البنية.الغرضية للعواملر صورها وتضمن تجانسها ، وتمازج التركيبتين السردية) الخطابية فتسـي

ل البنية السطحية للخطاب (و الخطابية والتحليل السيميائي في .يشك الوحدات) جانبه هذا المتعلق بالصور يبدأ بمالحظة العناصر البسيطة

والتي يسمح قاموس اللغة بتحديدها،واستخدامها Léxémes (المعجمية في سياق ما هو اكتشاف إلمكانية من إمكانيات استخدامها، وهذه الصور تتجاور وتشكل شبكة من الصور مترابطة فيما بينها وهو ما

وهذه المسارات الصورية هي التي تغطي.يسمى بالمسار الصوري البرامج السردية،والمسارات الصورية قد تشترك فيما بينها في نقاط

ل خطابي معين ـ .معينة تندرج في إطار تشـك

العاجز – ) والدور الغرضي الذي تقمصه األسود في النص السابق هو(.المحتال

: البنية العميقة في تحليل البنية السطحية اكتشفنا التحوالت في البرامج السردية

ـس من خاللها المعنى،وفي البنية العميقة ننتقل من والتي يـؤس التنظيم الذي يتحكم في هذه التحوالت واالختالفات إلى المنطق

.1العميق الذي يحكم الدورة الداللية

وينبغي في البدء تفكيك العناصر الدالة إلى الخطوط األساسية الدنيا، فالبنية تتحدد بإدراكنا للخالفات التي تقوم على األقل بين عنصرين من عناصرها يكونان حاضرين في آن وتربطهما عالقة بشكل أو بآخر ،ألن

لذا ينبغي أن.العنصر في تفرده ال يؤدي معنى ،وال يملك قيمة داللية نربط العنصر بعالقة مع عنصر آخر المتالكهما خاصية مثتركة ،ومن

خالل هذه العالقة تتجلى االختالفات بين العناصر ،وهذا الفرق بينها هود المعنى ـ .1الذي يول

إن الصور التي عايناها في تحليل التركيبة الخطابية قابلة للتحليل.المعجمي،والعنصر يمكن تفكيكه إلى الخطوط الدنيا

وانطالقا من الموازاة التي أقامها األلسنيون بين الدال والمدلول، واعتبارهم أن أي تغيير يلحق بالدال يجد صداه في المدلول ،حاول

علماء الداللة بناء نظرية مماثلة تعتمد الموازاة بين الفونولوجية.والداللة المعنوية

: 2وهكذا جعلوا المعطى الداللي في مستويين.يتعلق بالبنية العميقة: المستوى األول-

يتعلق بالبنية السطحية ،والتي بدورها تتفرع إلى :المستوى الثاني-:تركيبتين

.تركيبة سردية-

تركيبة خطابية-حو األساسي الذي ينتظم وعلى صعيد البنية العميقة يقيم البنيويون الن

.العالم المعنوي األول على أساسه

يمات : باعتبارها الوحدات الدنيا للمعنى تقسم إلى صنفين Sémes والسSémes nucléaire سيمات نووية -

Classémes سيمات سياقية-

يمات يمكن تجميعها وتصنيفها وفق نظائر ،هذه النظائر هي هذه الس:التي تضمن تجانس الخطاب ،والنظائر نوعان

ياقية Isotopies sémantiques نظائر داللية- يمات الس .تتحكم فيها الس

يمات النووية Isotopies sémiologique نظائر سيميائية- . 1تتحكم فيها الس على أنه لتحقيق النوايا وترجمتها إلى عمل وفعل، يحتاج إلى أرض

تكون ميدانا تتموقع فيه األطراف المتواجهة و المتجاذبة، ذلك الميدانيميائي، وعالقاته هي . 2التضمـن - التنـاقض - التضـاد: هو المربع الس

لكن الخطاب السردي ،والخطاب اللغوي عامة ،يخضع كما هو معـروف فهو ليس فضاء منبسطا يتجلى كما تتجلى لوحة ".الخطية" لمبدأ

مرسومة مرة واحدة من جميع زواياها ،إنما تتوالى الملفوظات فيه.3تواليا سياقيا ، مـما يستوجب تحريك المربع وبعث الحياة فيه

دة للمعنى بحركيته يميائية تهتم بالظروف المول وهكذا يثبت أن الس وبصيرورته في النص، فالمعنى ليس ثابتا بل هو قابل للتغير إذ هو

إن توليد«: قريماس" وفي هذا يقول. رهين ديمومة النص القصصي وعلى هذا». المعنى ليس له معنى إال إذا كان تغييرا للمعنى األصلي

فكـر في تكوين رسم هندسي يرمي إلى عقلنة المعنى ،وذلك بربط.1الصريح بالضمني مع تنظير وشكلنة وسائل خلق المعنى وتصوراته

يميائي كمثال أصولي طاق تصور ما أسماه بالمربع الس وفي هذا الن وقد أشرنا سابقا إلى أن الداللة تستخلص من عالقات . لشكلنة المعنى

االختالف والتقابل القائمة بين حزمة من الوحدات الدالة ، فاألبيض ال يستقيم معناه إال بمقابلته باألسود ، غير أن هذا التقابل يقتضي وجود

.2"المحور الداللي" عنصر مشترك بينهما يسمى

وانطالقا من البنية الداللية األساسية القائمة على التقابل، بوسعنا أننؤسس نموذجا منطقيا ينظم شبكة من العالقات

دة عن البنية المذكورة ،هذا الذي سميناه المربع بين وحدات داللية متوليميائي .3الس

م أ أ

ال أ ال أم

: والمربع السيميائي للنص السابق هو

(تعامل)حيلة غفلة

(خسارة( )نجاح )

األسود ملك الضفادال غفلة الحيلة

: وسنحاول إبراز نوعية العالقات القائمة بين أركان النموذج

جيـة ـ  تقوم العالقة األولى بين : العـالقات التدر والعالقة م، و أ، أ الثانية بين 1.م و ال أ، ال أ

م  م ال أ  أ   أ م  م الأ

د بين هذه : العـالقات المقـوالتية ـ وهي العالقات التي تتول األطراف،وتقوم عملية التولد األولى على قاعدة النفي الذي يصيب كال

من طرفي التعارض األولى ،وهي عملية تتيح إقامة ثالثة أنواع من:2العالقات

. الأ  أ :أولها ،عالقة التناقض بين كل من طرفي التعارض ونفيها  أ . الأ

 : ثانيها عالقة تضاد يقيمها الطرفان األوليان أ أ: وعالقة شبه التضاد ال أ ال أ

: ثالثتها عالقة تضمن بين ال أ أ  ،   ال أ أ

د الثاني يتم بين عالقة التضاد وشبه التضاد وهي في هذه الحالة التول.تناقض

 م م ر النـفي ،وهو في هذه الحالة ر اإلثبات ومؤش والتولد الثالث بين مؤش

: تضاد ، ويتم بين ال أ أ  و    ال أ أ

يميائي صار شكال هندسيا، يصح توليد مفاهيم وعلى هذا فالمربع الس منه لصياغة نظرية تعتمد على الطوبولوجيا والعالقة واالختالف

.1واالئتالف

: تطبيق

نص سيميائية   :   تحليل .   مقاربة. المقامة البغدادية

: حدثنا عيسى بن هشام قال فخرجت أنتهز . اشتهيت األزاذ وأنا ببغداذ ، وليس معي عقد على نقد

محاله حتى أحلني الكرخ ، فإذا أنا بسوادي يسوق بالجهد حماره ظفرنا والله بصيد ، وحياك الله أبا زيد ،: "فقلت . ويطرف بالعقد إزاره

فقال " .من أين أقبلت ؟ وأين نزلت ؟ ومتى وافيت ؟ وهلم إلى البيت نعم ، لعن الله : " فقلت ". لست بأبي زيد ، ولكني أبو عبيد: " السوادي

الشيطان ، وأبعد النسيان ، أنسانيك طول العهد واتصال البعد ، فكيف قد نبت الربيع : " فقال " حال أبيك ؟ أشاب كعهدي أم شاب بعدي؟

إنا لله وإنا إليه : " فقلت ". على دمنته ، وأرجو أن يصيره الله جنته ومددت يد البدار ". راجعون ، وال حول وال قوة إال بالله العلي العظيم

: إلى الصدار أريد تمزيقه ، فقبض السوادي على خصري بجمعه ، وقال هلم إلى البيت نصب غداء ، أو إلى : " فقلت ". نشدتك الله ال مزقته"

فاستفزته حمة".السوق نشتر شواء ، والسوق أقرب وطعامه أطيب ثم أتينا شواء . القرم ، وعطفته عاطفة اللقم ، وطمع ولم يعلم أنه وقع

أفرز ألبي زيد : " فقلت . يتقاطر شواؤه عرقا ، وتتسايل جوذاباته مرقا من هذا الشواء ، ثم زن له من تلك الحلواء ، واختر له من تلك األطباق ، وانضد عليها أوراق الرقاق ، ورش عليه شيئا من ماء السماق ليأكله

فانحنى الشواء بساطوره على زبدة تنوره ، فجعلها ".أبو زيد هنيا ثم جلس وجلست ، وال يئس و ال يئست .كالكحل سحقا ، وكالطحن دقا

زن ألبي زيد من اللوزينج: "وقلت لصاحب الحلوى . ، حتى استوفينا وليكن ليلي . رطلين ، فهو أجرى في الحلوق وأمضى في العروق

العمر ، يومي النشر ، رقيق القشر ، كثيف الحشو ، لؤلؤي الدهن ، كوكبي اللون ، يذوب كالصمغ قبل المضغ ، ليأكله أبو زيد

ثم . فوزنه ثم قعد وقعدت ، وجرد وجردت ، حتى استوفيناه : قال . هنيا يا أبا زيد ، ما أحوجنا إلى ماء يشعشع بالثلج ليقمع هذه الصارة: " قلت

ويفثأ هذه اللقم الحارة ، اجلس يا أبا زيد حتى نأتيك بسقاء ، يأتيك ثم خرجت ، وجلست بحيث أراه وال يراني أنظر ما ". بشربة ماء

فلما أبطأت عليه ، قام السوادي إلى حماره ، فاعتلق الشواء . يصنع أكلته : " فقال أبو زيد " أين ثمن ما أكلت ؟ : " بإزاره وقال

هاك ،: " ثم قال الشواء . فلكمه لكمة ، وثنى عليه بلطمة ". ضيفا فجعل السوادي يبكي ، ". ومتى دعوناك ؟ زن يا أخا القحة عشرين

أنا أبو " كم قلت لذاك القريد : " ويحل عقده بأسنانه ، ويقول" . وهو يقول قأنت أبو زيد "عبيد

الهمذاني الزمان بديع

: التحليل البنية السطحية في المقامة  –1

. البغدادية المقامة البغدادية هي قصة أو مغامرة هدفها الحصول على غذاء بطلها

. عيسى بن هشام

: تقطيع النص-

لكي نستطيع اإللمام بنظام هذه المقامة ينبغي أن نقطعها إلى مقاطع للمقطع ، فهو "قريماس" سردية ، معتمدين في ذلك على تعريف

وحدة محلية من الخطاب السردي قابلة ألن تكون » حسبه قصة ، لكن بإمكانها أن تندمج في النص كإحدى أقسامه

وبناء عليه فإننا سنالحظ وجود خمسة مقاطع في هذه . « المكونة له: المقامة هي

. عيسى بن هشام منفصل عن النقود : المقطع األول.1

فخرجت أنتهز . اشتهيت األزاذ وأنا ببغداذ ، وليس معي عقد على نقد"".محاله حتى أحلني الكرخ

االنتحان التأهيلي في مواجهة : المقطع الثاني.2. السوادي

:فقلت . فإذا أنا بسوادي يسوق بالجهد حماره ويطرف بالعقد إزاره" ظفرنا والله بصيد ، وحياك الله أبا زيد ، من أين أقبلت ؟ وأين نزلت ؟"

لست بأبي زيد ،: " فقال السوادي " .ومتى وافيت ؟ وهلم إلى البيت نعم ، لعن الله الشيطان ، وأبعد النسيان ، : " فقلت ". ولكني أبو عبيد

أنسانيك طول العهد واتصال البعد ، فكيف حال أبيك ؟ أشاب كعهدي قد نبت الربيع على دمنته ، وأرجو أن يصيره : " فقال " أم شاب بعدي؟

إنا لله وإنا إليه راجعون ، وال حول وال قوة إال : " فقلت ". الله جنته ومددت يد البدار إلى الصدار أريد تمزيقه ، ". بالله العلي العظيم

". نشدتك الله ال مزقته: " فقبض السوادي على خصري بجمعه ، وقال

.اإليقاع بالسوادي : المقطع الثالث -3

هلم إلى البيت نصب غداء ، أو إلى السوق نشتر شواء ، : " فقلت" فاستفزته حمة القرم ، وعطفته ".والسوق أقرب وطعامه أطيب

" .عاطفة اللقم ، وطمع ولم يعلم أنه وقع

( .االمتحان الرئيسي) في المطعم : المقطع الرابع-4

ثم أتينا شواء يتقاطر شواؤه عرقا ، وتتسايل جوذاباته" أفرز ألبي زيد من هذا الشواء ، ثم زن له من تلك : " فقلت . مرقا

الحلواء ، واختر له من تلك األطباق ، وانضد عليها أوراق الرقاق ، فانحنى الشواء ".ورش عليه شيئا من ماء السماق ليأكله أبو زيد هنيا

بساطوره على زبدة تنوره ، فجعلها كالكحل سحقا ، وكالطحن وقلت . ثم جلس وجلست ، وال يئس و ال يئست ، حتى استوفينا .دقا

زن ألبي زيد من اللوزينج رطلين ، فهو أجرى في: "لصاحب الحلوى وليكن ليلي العمر ، يومي النشر ، . الحلوق وأمضى في العروق

رقيق القشر ، كثيف الحشو ، لؤلؤي الدهن ، كوكبي اللون ، يذوب فوزنه ثم قعد : قال . كالصمغ قبل المضغ ، ليأكله أبو زيد هنيا

" .وقعدت ، وجرد وجردت ، حتى استوفيناه

( .اإلنجاز) مغادرة المطعم : المقطع الخامس -5

يا أبا زيد ، ما أحوجنا إلى ماء يشعشع بالثلج ليقمع هذه: " ثم قلت" الصارة ويفثأ هذه اللقم الحارة ، اجلس يا أبا زيد حتى نأتيك بسقاء ،

ثم خرجت ، وجلست بحيث أراه وال يراني أنظر ما ". يأتيك بشربة ماء فلما أبطأت عليه ، قام السوادي إلى حماره ، فاعتلق الشواء . يصنع

أكلته : " فقال أبو زيد " أين ثمن ما أكلت ؟ : " بإزاره وقال هاك، ومتى: " ثم قال الشواء . فلكمه لكمة ، وثنى عليه بلطمة ". ضيفا

فجعل السوادي يبكي ، ويحل ". دعوناك ؟ زن يا أخا القحة عشرين وهو يقول "أنا أبو عبيد " كم قلت لذاك القريد : " عقده بأسنانه ، ويقول

". قأنت أبو زيد

: في المقطع األول يظهر عيسى بن هشام وتظهر المعطيات التالية. اشتهاؤه لنوع جيد من التمر -. حالة فقر متمثلة في خلو جيبه من النقود -

حالة انفصال عن موضوع وهكذا نجد أنفسنا منذ البداية أمام فتصور تنقال ....(فخرجت أنتهز محاله ) ، أما جملة (م ف) القيمة

في عنصر اإلرادة أفقيا للبطل ، مبعث هذا التنقل هو ونرمز لذلك بالصيغة. ليتأسس عيسى بن هشام كفاعل الفعل

: اإلضمارية اآلتية(ج .م  1ف( )ج. م  1ف ) (1ف)ف

. عيسى بم هشام  =1ف( .إرادة الفعل ) الخروج ( +واجب الفعل) االشتهاء .=ج.م

: والتبليغ عن مواضيع الجهة هذه كان انعكاسيا ونرمز له بما يلي

المرسل موضوع القيمة

(األزاذ( )الجوع)

الفاعل(عيسى بن هشام)

عملية قلب الوضعية ، فهو في الحالة البدئية (1ف) وبهذا التنقل يباشر يبدو منفصال عن الطعام وعن النقود ويرغب في الحصول

عنصر الحيلة والذي يندرج(1ف) بلقائه بالسوادي يوظف . عليهما ليتأهل كفاعل يوقع بالسوادي الذي تنطلي عليه معرفة الفعل ضمن

جهات حيل عيسى بن هشام ، فيقوم فاعال مؤهال يمتلك. قدرة الفعل + معرفة الفعل : التحيين

 (2ف) مع (1ف) دخول إلى المطعم وتناولهما ألشهى الطعام يعد وهو صاحب (3ف) أما . المرحلة الحاسمة في البرنامج السردي

حيث قدم له كل ما طلب من أطعمة (1ف) المطعم فإنه تساهل مع وبعد المغادرة يتحقق الفاعل كفاعل . وتركه في النهاية يغادر المطعم

منجز تجاوز مرحلة األداء بنجاح ، وبذلك يحدث تغير في الوضعيات: نمثله بالملفوظ السردي اآلتي

[(2ف  م 1ف ) (2ف م  1ف) ] (3ف: ) ت.ف: حيث

.فعل تحويل = ت.ف

. عيسى بن هشام =1ف. السوادي =2ف

. صاحب المطعم =3ف. الوجبة الكاملة =م

بعد هذا العرض للحدث العام في المقامة وتوضيح اتجاهاته المختلفة ننتقل اآلن إلى مستوى أعلى ، هو النموذج العاملي ، والذي يرتكز على قاموس من الشخصيات النموذجية يسمى كل منها عامال ، وتنتظم هذه

الشخصيات في ثالثة محاور يربط كل محور منها عاملين على النحو: اآلتي

. وطرفاه هما المرسل والمرسل إليه : محور التبليغ.1. وطرفاه هما الفاعل وموضوع القيمة : محور الرغبة.2. وطرفاه هما المعارضون والمساعدون : محور القدرة.3

ولإلشارة فإن الدور العاملي الواحد قد يكون حكرا على شخصية واحدة وقد تشترك فيه شخصيتان أو أكثر ، كما أن الشخصية الواحدة

. قد تكون موجودة على مستوى أكثر من دور عاملي واحد والوصف السردي السابق يمكننا من تحديد وتوزيع األدوار العاملية

وبالتالي ضبط الشكل العاملي لهذه المقامة ، بمعنى أننا سنصب في هذا اإلطار البرامج السردية التي تعرفنا وبقية األجزاء األخرى من

. الوظائف التي قامت بها الشخصيات اشتهاءه األزاذ وخلو جيبه من (1ف) فمع بداية المقطع األول وإعالن

: المال وتنقله بحثا عن ذلك تتحدد األدوار العاملية اآلتية.هو الرغبة أو االشتهاء : المرسل-

. عيسى بن هشام : الفاعل -. الحصول على وجبة : موضوع القيمة -. عيسى بن هشام : المرسل إليه -

ويبقى علينا تحديد الدورين المتبقيين ونعيين عامليهما وهما دور. المساعد ودور المعارض

رأينا فيما سبق أن السوادي يحتل أساسا وضعية العامل المساعد رغم إظهاره معارضة طفيفة لما أنكر االسم الذي أطلقه عليه عيسى بن

هشام ، وفيما عدا ذلك فقد كان ضحية حيلة أي مساعد ال إرادي أو. مساعد ال واع

إلى وضعية (2ف) في المقطع األخير وبعد اختفاء عيسى بن هشام رجع العامل المعارض وخاصة لما رفض دفع الثمن ، أما صاحب المطعم

ف)فيمكن اعتباره العامل المساعد الحقيقي ذلك أنه لبى كل طلبات.وتركه يغادر المحل (1

: اآلتي النموذج العاملي ويمكننا ترتيب هذه األدوار العاملية في

موضوع القيمة المرسل إليه المرسل

(عيسى بن هشام( )وجبة من الطعام( )االشتهاء)

المعارض الفاعل المساعد(السوادي( )عيسى بن هشام( )الشواء)

إذا عدنا إلى البرامج السردية التي شكلت المقامة نجدها مغطاة بشبكة صورية شكلت مسارات صورية ، وهكذا يقوم عيسى بن هشام

كقائم بفعل تمثل دوره العاملي في كونه فاعال ومرسال إليه ، ودوره أما السوادي فهو قائم بفعل . الغرضي في كونه مخادعا محتاال واتهازيا

باعتباره تقمص دورا عامليا تمثل في كونه معارضا ودورا غرضيا تمثل. في كونه مغفال وضحية

: تحليل البنية العميقة

نستطيع القول منذ البداية أن الوحدة المعنوية األساسية في هذه ، وهي تسيطر على النص من  " كيفية كسب المعيشة" المقامة هي

: خالل(.تنقل البطل. ) الجمود / الحركة.1

(حيلة البطل. ) األمانة / االحتيال -ب

( .انتهازية البطل . ) الخسارة / الفائدة -ج

كل صنف من هذه األصناف يحتوي على أصناف داللية دنيا تولد مع. بعضها وحدات داللية ثانوية

ونلمس بعض صور التعارض الداللي في الجدول اآلتي والذي يوضح لنا(.2ف) و (1ف) بعض السمات المميزة ل

(2ف) (1ف)

مدني قرويمتيقن من نفسه مرتبك

ذكي ساذجواع غير واعمحتال أمين

مخادع مغفل

إن انتهازية البطل تحقق وحدة داللية مقابل األمانة ، وتغطي جزئيا تعني استغالل "انتهز" فالمادة . الوحدة المعنوية األساسية في النص

الفرصة بكل الوسائل وعدم تضييعها مهما كان الثمن ، مع تحقيق أكبر. قدر ممكن من الفائدة

والواقع أن البطل انتهز الفرصة وأفاد منها حال ظهور واالنتهازية ال تكون إال بالحيلة ، فالدور الغرضي الذي حددناه . السوادي

وبالتالي " .مغفل " مقابل دور غرضي للسوادي "محتال" للبطل هو: اآلتي يمكن أن نرسم المعنى عبر المربع السيميائي

(ذكاء)حيلة أمانة

(غفلة( )خداع)

ال أمانة ال حيلة

(سذاجة)

يوضح هذا المربع أن التضاد القائم بين الحيلة واألمانة من جهة ، من جهة أخرى ، يقابل ذلك التناقض بين (ال حيلة -ال أمانة) ومتضمنيهما

. الذكاء والسذاجة من جهة والخداع والغفلة من جهة أخرى والمقامة انطلقت من الخداع إلى ممارسة الحيلة وذلك من قبل

عيسى بن هشام ، حيث انطلت على السوادي بفضل ذكاء البطل الذي استطاع أن يجعل السوادي يأمن وتنطلي عليه الحيل وذلك نتيجة غفلته

. ، وكل هذا يندرج ضمن االنتهازية

التحليل التداولي

(الحجاج)

L'argumentation) :)الحجــــاج:الحجاج لغة-

حاججته ، أحاجه ، حجاجا :قال ابن منظور . الحجاج لغة من حاج وحاجه محاجة . ومحاجة حتى حججته أي غلبته بالحجج التي أدليت بها

الحجة ، الوجه : قال األزهري . والحجة البرهان .وحجاجا ، نازعه الحجة. الذي يكون به الظفر عند الخصومة

خاصم . ويقال أيضا رجل محجاج أي جدل حاج بمعنى الت وحاجه أي . والت فعلى هذا يكون الحجاج النزاع والخصومة بواسطة األدلة 1.نازعه الحجة

والبراهين الكالمية والحجج العقلية ، فيكون بهذا مرادفا للجدل ، إذ حد : الجدل . مقابلة الحجة بالحجة :الجدل حسب ابن منظور أيضا اللدد

ورجل . وقد جادله مجادلة وجداال .في الخصومة والقدرة عليها شدة: والجدل . أي غلبته : جادلت الرجل فجدلته . شديد الجدل : جدل

ما أوتي الجدل قوم إال : " وفي الحديث . الخصومةوا المخاصمة : والمجادلة .مقابلة الحجة بالحجة : والجدل " . ضل

.رةوالمناظ

:الحجاج في اللغة

: مفهوم الحجاج- على البالغة "ديكرو" كان ميدان الحجاج يعتمد أساسا قبل

، أو يعتمد على(بيرلمان) أو البالغة الحديثة (أرسطو)الكالسيكية ، أما نظرية الحجاج في اللغة فقد وضع (كرايز) المنطق الطبيعي

، وهي 1973 منذ سنة O.Ducrot" ديكرو" أسسها اللغوي الفرنسي نظرية لسانية تهتم بالوسائل اللغوية وبإمكانات اللغات الطبيعية التي يتوفر عليها المتكلم ، وذلك بقصد توجيه خطابه وجهة ما ، تمكنه من تحقيق بعض األهداف الحجاجية، ثم إنها تنطلق من الفكرة الشائعة

وقد تنبه القدامى إلى هذا".أننا نتكلم عامة بقصد التأثير" التي مؤداها فقد التأثير الذي يحدثه الخطاب اللغوي في المتلقي ،

خبرا مفاده أن شيخا من األعراب "البيان والتبيين" في "الجاحظ" أورد تزوج جارية من رهطه وطمع أن تلد له غالما فولدت له جارية ،

فهجرها وهجر منزلها وصار يأوي إلى غير بيتها ، ومر بخبائها بعد حول: وإذا هي ترقص بنيتها وهي تنشد

ما ألبي حمزة ال يأتينا يظل في البيت الذي يليناغضبان أن ال نلد البنينا تالله ما ذاك في أيدينا

وإنما نأخذ ما أعطينا فلما سمع األبيات مر الشيخ نحوهما حتى ولج عليهما الخباء وقبل ابنته

.1ظلمتكما ورب الكعبة : وقال

والشعر في هذا الخبر باعتباره خطابا ،كان الباث فيه امرأة تزوجت شيخا من األعراب لم يلبث أن هجرها حين رزقت بنتا ، أما المتلقي

ه إليه الباث فإنه لم يحضر ساعة الخطاب، أو على األقل، لم يوج الخطاب مباشرة وإن كان يستحضره ساعة إنشاء الشعر ، فكانت

عملية التلقي صدفة واتفاقا ، وإذا بالخطاب يقوم بوظيفته اإلقناعيةر المواقف ، وتنجلي بذلك قدرة الخطاب على النهوض بوظيفة فيغي

إن المرأة وقد أنشدت هذه األبيات تكون قد .صرفة (نفعية) براغماتية أنجزت فعل التلفظ ، هذا الفعل أنتج ملفوظا شعريا ، كانت له وظيفة

.حجاجية إقناعية

وبعبارة أخرى فإن دراسة الحجاج أخذت تهتم باستراتيجية الخطاب الهادف إلى االستمالة استنادا إلى أنماط االستدالالت غير الصورية ،

وذلك بغاية إحداث تأثير في المخاطب بالوسائل اللسانية والمقومات السياقية التي تجتمع لدى المتكلم أثناء القول من أجل توجيه خطابه

1.والوصول إلى بعض األهداف الحجاجية

هذه النظرية تريد أن تبين أن اللغة تحمل بصفة ذاتية وجوهرية وظيفة حجاجية ، وبعبارة أخرى هناك مؤشرات عديدة لهذه الوظيفة في بنية

ومن هذه الزاوية يصبح الحجاج بعدا جوهريا في اللغة .األقوال نفسها مما ينتج عن ذلك أنه حيثما وجد خطاب العقل واللغة فإن ثمة ذاتها

استراتيجية معينة نعمد إليها لغويا وعقليا إما إلقناع أنفسنا أو إلقناع1. غيرنا ، وهذه االستراتيجية هي الحجاج ذاته

ينبغي مقارنته (Argumentation) وألخذ فكرة واضحة عن مفهوم الحجاج فالخطاب . أو االستدالل المنطقي (Démonstration)بمفهوم البرهنة

الطبيعي ليس خطابا برهانيا بالمعنى الدقيق للكلمة ، فهو ال يقدم براهين وأدلة منطقية ، وال يقوم على مبادئ االستنتاج

ولفظة الحجاج ال تعني البرهنة على صدق إثبات ما ، أو . المنطقي إظهار الطابع الصحيح الستدالل ما من وجهة نظر منطقية ، ويمكن

: التمثيل لكل من البرهنة والحجاج بالمثالين التاليين.كل اللغويين علماء -

.زيد لغوي-

2.إذن زيد عالم -

يتعلق األمر هنا ببرهنة أو بقياس منطقي ، فاستنتاج أن زيدا عالم: أما قولنا . حتمي وضروري ألسباب منطقية

. انخفض ميزان الحرارة-.إذن سينزل المطر -

فإنه ال يعدو أن يكون حجاجا أو استدالال طبيعيا غير برهاني ، فاحتمال نزول المطر يقوم على معرفة العالم ، وعلى معنى الشطر األول من

1.الجملة ، وهو استنتاج احتمالي

حاج" لتطويق بعض الشيء معنى )Argumenter( يجب أن نضعه في (أثبت،أقام الدليل" )برهن(" مقابل )prouver واستنتج )Déduire(

فالخطاب الحجاجي ليس خطابا حامال ألدلة وبراهين، كما أنه ليسال تعني مطلقا برهن على صحة "حاج"خطابا لقيم استنتاجية منطقية ، و

العالقة المنطقية تخضع 1. قضية ، وال إبراز الطابع المنطقي للبرهان وهذا ما ال نجده في العالقة )Valeurs de vérité(دائما لشروط الصدق

ويمكن مالحظة ملفوظات غير مقبولة منطقيا ومع ذلك فهي .الحجاجية فقولنا . مقبولة وموجودة في الخطاب  :

. ليس لدي وقت ، ومع ذلك أتناول فنجان قهوة - منطقيا هذا القول ليس له معنى ، من حيث أن المتكلم ليس لديه الوقت الكافي وبالتالي ال يمكنه شرب القهوة ، مما يدل على أن

العبارة الثانية خاطئة ، ومع ذلك ال يتبادر إلى ذهن أحد بأن الملفوظ السابق فيه تناقض ، والعالمة التي جعلت التناقض ينتفي من القول

وبالتالي يصبح الملفوظ السابق مقبوال حجاجيا " .ومع ذلك " هي وهكذا يتضح الفرق بين الحجاج والبرهان ، ومن هنا . مرفوظا منطقيا

(Argumentation)والحجاج (Raisonnement)وجب التمييز بين االستدالل

ألنهما ينتميان إلى نظامين جد مختلفين ، نظام ما نسميه عادة.بالمنطق ونظام الخطاب

إن األقوال التي يتكون منها استدالل ما مستقلة بعضها عن بعض ، بحيث إن كل قول منها يعبر عن قضية ما ، أي يصف حالة ما ، أو وضعا

ما من أوضاع العالم، باعتباره وضعا واقعيا أو متخيال ، ولهذا فإن تسلسل األقوال في االستدالل ليس مؤسسا على األقوال نفسها ولكنه

. مؤسس على القضايا المتضمنة فيها ، أي على ما نقوله بشأن العالم أما الحجاج فهو مؤسس على بنية األقوال اللغوية وعلى تسلسلها 1

: ونوضح هذا بالمثال اآلتي . واشتغالها داخل الخطاب.أنا متعب ، إذن أنا بحاجة إلى الراحة -

إذا نظرنا في الجملة السابقة سنجد أنها تتكون من حجة ونتيجة ، التعب يستدعي الراحة ، . والحجة يتم تقديمها لتؤدي إلى نتيجة معينة

فالتعب دليل وحجة على.على أن الشخص المعني باألمر بحاجة إلى أن يرتاح

إن الحجة عبارة عن عنصر داللي يقدمه المتكلم لصالح عنصر داللي آخر ، والحجة قد ترد في هذا اإلطار على شكل قول أو فقرة أو نص أو

.قد تكون مشهدا طبيعيا أو سلوكا غير لفظي إلى غير ذلك

والحجة تكون ظاهرة كما تكون مضمرة بحسب السياق ، والشيء نفسه بالنسبة إلى النتيجة والرابط الحجاجي الذي يربط بينهما ، ويمكن

: أن نبين ذلك بهذه األمثلة. انا متعب إذن أنا بحاجة إلى الراحة -

.تم التصريح بالحجة والرابط والنتيجة في هذا الملفوظ

.أنا متعب ، أنا بحاجة إلى الراحة -

. أضمر الرابط في هذا المثال. أنا متعب-

لم يصرح هنا إال بالحجة وأضمرت النتيجة التي يتم استنتاجها من.السياق

.أنا بحاجة إلى الراحة -

.ذكرت النتيجة وأضمرت الحجة

يبقى أن نشير إلى أن العالقة التي تربط بين الحجة والنتيجة هي التي وهي تختلف بشكل جذري عن عالقة "العالقة الحجاجية" تدعى

:االستلزام أو االستنتاج المنطقي ،ويمكن أن نرمز لها بالشكل اآلتين∑ ح

Echelle argumentative) :)السلــــم الحجــاجي-

نقول بأن ملفوظين ب و ب ينتمبان إلى نفس القيمة الحجاجية محددة تنتميان (الحجتان ب و ب) في هذه الحالة نقول بأن الحجج . بملفوظ أ

1 . إلى نفس السلم الحجاجي

2.السلم الحجاجي إذن هو فئة حجاجية موجهة

: ونمثل للسلم الحجاجي بين ب ، ب أ بما يلي

أبب

فالسلم الحجاجي إذن هو عالقة ترتيبية للحجج ، فعندما تقوم بين الحجج المنتيمية إلى فئة حجاجية ما عالقة ترتيبية معينة فإن هذه

ويتسم السلم . الحجج تنتمي إذ ذاك إلى نفس السلم الحجاجي: الحجاجي بالسمتين اآلتيتين

كل قول يرد في درجة ما من السلم الحجاجي يكون القول الذي -1. يعلوه دليال أقوى منه

فهذا يستلزم "ن" يؤدي إلى النتيجة "ب" إذا كان القول -2 الذي يعلوه درجة يؤدي إليها ، والعكس غير صحيح ، "د" و "ج" أن

: فإذا أخذنا األقوال اآلتية. حصل عمر على الليسانس -. حصل عمر عل الماجستير -.حصل عمر على الدكتوراه -

فهذه الجمل تنتمي إلى نفس الفئة الحجاجية ، وتنتمي إلى نفس السلم الحجاجي فهي كلها تؤدي إلى نتيجة مضمرة من قبيل كفاءة

هو "حصل عمر على الدكتوراه" ولكن القول األخير . عمر العلمية الذي يرد في أعلى درجات السلم الحجاجي ، وهو أقوى دليل على

: مقدرة عمر العلمية ، ويمكن الترميز لهذا السلم كما يلي

الكفاءة العلمية = ن.الدكتوراه = د

.الماجستير = ج

.الليسانس = ب

".ن" حجج وأدلة تخدم النتيجة "د" ، "ج" ، "ب"

1 : وللسلم الحجاجي قوانين أهمها ثالثة

مستخدما من قبل متكلم ما "أ" إذا كان قول ما : قانون النفي -1 سيكون حجة لصالح النتيجة (أ≈ )ليخدم نتيجة معينة فإن نفيه أي

. المضادة. زيد مجتهد ، لقد نجح في االمتحان -.زيد ليس مجتهدا ، إنه لم ينجح في االمتحان -

إذا كانت إحدى الحجتين أقوى من األخرى في : قانون القلب -2 التدليل على نتيجة معينة فإن نقيض الحجة الثانية أقوى من نقيض

الحجة األولى في التدليل على النتيجة المضادة ، ولنوضح هذا بالمثالين: التاليين

.حصل زيد على الماجستير وحتى الكتوراه -

.لم يحصل زيد على الدكتوراه بل لم يحصل على الماجستير -

:إذا قلنا : قانون الخفض -3

.الجو ليس باردا -

.فنحن نستبعد التأويالت التي ترى أن البرد قارس

. إذا لم يكن الجو باردا فهو دافئ أو حار وتتجلى صعوبة صياغة هذه الوقائع في أن الخفض الذي ينتج عن النفي

ال يتموقع في السلم الحجاجي ، وال يتموقع أيضا في سلمية تدريجية فال تندرج األقوال . موضوعية يمكن تعريفها بواسطة معايير فيزيائية

الجو ليس ) واألقوال المنفية من نمط (الجو بارد) اإلثباتية من نمط1.في نفس الفئة الحجاجية وال في نفس السلم الحجاجي (باردا

: العوامل الحجاجية والروابط الحجاجية - لما كانت للغة وظيفة حجاجية ، وكانت التسلسالت الخطابية محددة

بواسطة بنية األقوال اللغوية و بواسطة العناصر والمواد التي تم تشغيلها ، فقد اشتملت اللغات الطبيعية على مؤشرات لغوية خاصة

فاللغة العربية مثال ، تشتمل على عدد كبير من الروابط .بالحجاج والعوامل الحجاجية التي ال يمكن تعريفها إال باإلحالة على قيمتها

لكن ، بل ، إذن ، حتى ، السيما ، : نذكر من هذه األدوات . الحجاجية ، وينبغي أن نميز بين....إال....إذ ، ألن ، بما أن ، مع ذلك ، تقريبا ، ما

Les) العوامل الحجاجية : صنفين من المؤشرات واألدوات الحجاجيةopérateurs argumentatifs) والروابط الحجاجية (les )connecteurs

argumentatifs.

: الحجاجيـة العوامل1

العوامل الحجاجية هي مورفيمات إذا وجدت في ملفوظ تحول وتوجه1. اإلمكانات الحجاجية لهذا الملفوظ

فهي ال تربط بين متغيرات حجاجية أي بين حجة ونتيجة أو بين مجموعة حجج ولكنها تقوم بحصر وتقييد اإلمكانات الحجاجية التي تكون لقول

ربما ، تقريبا ، كاد ، قليال ، : ما، وتضم مقولة العوامل أدوات من قبيل.وجل أدوات القصر....إال...كثيرا ، ما

: ولنوضح أكثر مفهوم العامل الحجاجي ندرس المثالين اآلتيين.الساعة تشير إلى الثامنة -

. ال تشير الساعة إال إلى الثامنة -

وهي عامل ..."إال...ال" فعندما أدخلنا على المثال األول أداة القصر حجاجي لم ينتج عن ذلك أي اختالف بين المثالين في القيمة اإلخبارية ولكن الذي تأثر هو القيمة الحجاجية للقول ، أي اإلمكانات الحجاجية

: التي يتيحها ، فإذا أخذنا القولين اآلتيين. الساعة تشير إلى الثامنة ، أسرع -1.ال تشير الساعة إال إلى الثامنة ، ال تسرع -

فسنالحظ أن القول األول سليم وله إمكانات حجاجية كثيرة كالدعوة إلى اإلسراع ، التأخر واالستبطاء ، هناك متسع من الوقت ، موعد

كما يخدم النتيجة (أسرع) األخبار ، وبالتالي فهو يخدم نتيجة من قبيل لكن عندما أدخلنا عليه العامل(.التسرع) المضادة لها

فقد تقلصت إمكاناته الحجاجية وأصبح االستنتاج ..."إال.....ال" الحجاجي: الممكن هو

.ال تشير الساعة إال إلى الثامنة ، ال داعي لإلسراع -

: الروابط الحجاجية-2

حروف) الرابط الحجاجي مورفيم من صنف الروابط فهو يربط بين وحدتين دالليتين أو أكثر ، في إطار (الظروف -العطف

1. استراتيجية حجاجية واحدة

: وللروابط وظيفتان. تربط بين وحدتين دالليتين أو أكثر-12 . تخدم دورا حجاجيا للوحدات الداللية التي تربط بينها-2

فالروابط تربط بين قولين أو بين حجتين أو أكثر وتسند لكل قول دورا ويمكن التمثيل للروابط . محددا داخل االستراتيجية الحجاجية العامة

.بل، لكن ، حتى ، السيما ، إذن ، ألن ، بما أن ، إذ : باألدوات اآلتية

: فإذا أخذنا المثال اآلتي. زيد مجتهد ، إذن سينجح في االمتحان -

ونتيجة مستنتجة ( زيد مجتهد) فسنجد أنه يشتمل على حجة هي.الذي يربط بينهما (إذن) وهناك الرلبط (سينجح) منها

: ونميز بين أنماط عديدة من الروابط.....(حتى ، بل ، لكن ، مع ذلك ، ألن ) الروابط المدرجة للحجج -أ

....( إذن ، لهذا ، بالتالي ) الروابط المدرجة للنتائج -ب

(حتى ، بل ، لكن ) الروابط التي تدرج حججا قوية -ج

( بل ، لكن ، مع ذلك ) روابط التعارض الحجاجي -د1 ( حتى ، السيما ) روابط التساوق الحجاجي -ه

: فقولنا. جاء زيد -. حتى زيد جاء -

حتى زيد) القوالن يخدمان نتيجة واحدة ، ولكن في المثال الثاني فدور الرابط تمثل في (مجئ زيد غير متوقع) يقدم معلومة جديدة ( جاء

إدراج حجة جديدة أقوى من الحجة المذكورة في المثال األول ، فالحجتان وإن كانتا تخدمان نتيجة واحدة إال أن درجة القوة الحجاجية

. متفاوتة بينهما

garant et Support) :) الضامن والسند-

وجود الروابط والعوامل الحجاجية ال يكفي لضمان سالمة العملية الحجاجية ، وال يكفي أيضا لقيام العالقة الحجاجية ، بل ال بد من ضامن يضمن الربط بين الحجة والنتيجة ، هذا الضامن هو ما يعرف بالمبادئ

. الحجاجية إن الشكل النموذجي القاعدي للحجاج يتمثل في الربط بين

يمكن أن يكون (نتيجة -حجج) هذا الربط بين .ونتيجة (حجج)معطيات))وسند أو دعامة ((Garant مؤسسا صراحة أو ضمنيا بواسطة ضامن

Support ، تكون الحجة هي الظاهرة والسند هو المضمر أغلب األحيان أما العناصر األخرى المكونة للمقطع الحجاجي فهي تتأرجح بين الظهور

1. واإلضمار

وهذه المبادئ الحجاجية تقابل مسلمات االستنتاج المنطقي في المنطق الصوري أو الرياضي ، هذه المبادئ هي قواعد عامة تجعل

: حجاجا ما خاصا و ممكنا ، ولها خصائص عديدة نذكر منها ما يلي إنها مجموعة من المعتقدات واألفكار المشتركة بين األفراد داخل -أ

. مجموعة بشرية معينة فهي تصلح لعدد كبير من السياقات المختلفة : العمومية -ب

. والمتنوعة إنها تقيم عالقة بين محمولين تدريجيين أو بين سلمين : التدرجية -ج

.مثال(النجاح- العمل) حجاجيين

فإلى جانب السياقات التي يتم فيها تشغيل مبدأ حجاجي : النسبية -د ما ، هناك إمكان إبطاله ورفض تطبيقه باعتباره غير وارد وغير مالئم. للسياق المقصود ، أو يتم إبطاله باعتماد مبدأ حجاجي آخر مناقض له

فالعمل يؤدي إلى النجاح ولكنه قد يؤدي إلى الفشل في سياق آخر إذا زاد عن الحد المطلوب وإذا نظر إليه على أنه تعب وإرهاق وإهدار

.للطاقة

وفي تحليل النص الحجاجي نعتمد من الناحية الشكلية على مفهوم أساسي يتضمن أهم العناصر في عملية الحجاج ، هو ما نسميه الهيكل

إنه يقابل تقريبا ما. schéma de base de l'argumentation) (Le الحجاجي مقدمة - مقدمة كبرى : سماه أرسطو بالقياس الحجاجي

فقد سميت عناصر هذا القياس بمصطلحات جديدة عند .ونتيجة -صغرى loi duقانون العبور "المقدمة الكبرى"فسمى Toulmin تولمان

passage)) إلى (المقدمة الصغرى" )الحجة"ألنها تسمح لنا باالنتقال من الذي هو (Support" )السند" ثم أضاف عناصر أخرى ثانوية مثل .النتيجة

التي تزيد في قوة النتيجة أو "عالمة القوة" مرجع لقانون العبور و: فإذا قلنا .تنقص منها

. عمر ولد في فرنسا - تضعف "يحتمل" يحمتل إذن أن تكون له الجنسية الفرنسية ، فكلمة

1.أو مثل االستثناء الذي يسمح بإقصاء الحاالت االستثنائية. هذه النتيجة

نقدم (نتيجة "حجج" معطيات) ولتوضيح الشكل العام للمقطع الحجاجي2: المثال التالي

. المركيزة لها أياد ناعمة -3.إذن أنا أحب المركيزة -

إلى (الحجة) إن الذي يؤسس في هذا المقطع االنتقال من المعطاة التي ترتكز على مبدأ (المقدمة الكبرى) النتيجة هو القاعدة االستداللية

الرجال) عام أو هو ما هو متعارف عليه ويمكن صياغته بالطريقة اآلتية ، يمكن إذن تفكيك الحركة ( يحبون المرأة التي لها أياد ناعمة

االستداللية وتقديمها في شكل قياس منطقي يتكون من مقدمة كبرى ،.مقدمة صغرى ونتيجة

الرجال يحبون المرأة التي لها أياد ( =قاعدة االستدالل)مقدمة كبرى أو.ناعمة

.المركيزة لها أياد ناعمة ( =حجة) مقدمة صغرى

.إذن أنا أحبها = نتيجة

الهيكل) يمكن تنظيم الحركة الحجاجية في هذا المقطع الحجاجي1:كالتالي (الحجاجي

المركيزة لها أياد ناعمة الرجال يحبون المرأة الناعمة األيدي إذن أناأحبها

ألنالضامن

السند نتيجة (حجة)معطاة

تأسيسا على هذا يمكن صياغة النموذج الشكلي للحركة الحجاجية2:كالتالي

أنا أحب ) في المثال السابق ال تؤدي إلى النتيجة (الحجة) إن المعطاة2.إال عن طريق قاعدة االستدالل (المركيزة

: وإذا قلنا. المركيزة لها أياد ناعمة ، لكنني ال أحبها -

في هذا المثال تمت معارضة القاعدة التي اشتغلت في المثال ليؤكد انقالب النتيجة (لكن) السابق ، وقد جاء الرابط الحجاجي

بناء على هذا يجب أن نستنتج بأن تطبيق قاعدة االستدالل . المنتظرة المفضي إلى نتيجة ما ليس حتميا بل هو احتمال فقط ، إذن يمكن أن

يكون هناك تقييد لقاعدة االستدالل قد يؤدي إلى دحض العالقة بين1.الحجة والنتيجة المتوقعة

: وهكذا نحصل على الشكل اآلتي

"ن" حجة ق لكــن نتيجة ال (معطاة)

تطبيق التقييد

تطبيق قاعدة االستدالل

"ن" نتيجة

وطوره باحثون آخرون بعده ، يمكن أن Toulminإن الشكل الذي صاغه يعتبر شكال نموذجيا يعبر تعبيرا صحيحا عن عمليات اإلسناد والدحض للملفوظات المميزة للمقطع الحجاجي النموذجي ، ومن أجل تجسيد

1. هذه الفكرة وتوضيحها ننطلق من هاتين القضيتين الوصفيتين

.علي فرنسي -1

2 .محمد جزائري -1

كل قضية من هاتين القضيتين يمكن أن تتحول إلى جزء من مقطع. حجاجي ، إذا أسندت إلى قضية أخرى مرتبطة بها

.علي ولد في فرنسا-2

.محمد ولد في الجزائر -2

إذن من ([2)قضية ] إن القضية الثانية ال تصبح معطاة أو مقدمة لنتيجة إال بالنظر إلى قضية ثالثة تكون مضمرة غالب ([1) قضية] المحتمل.األحيان

.األشخاص المولودون في فرنسا هم عموما فرنسيون -3

.األشخاص المولودون في الجزائر هم عموما جزائريون -3

هذه القضية المضمرة التي تضمن صحة االستدالالت ومصداقية البناء الحجاجي ترتكز هي بدورها إلى سند مضمر هو أيضا ويمكن صياغته

:على النحو التالي

.نظرا لقانون الجنسية الساري في البلد المعني -4

:لكن تقييدا في شكل دحض أو حصر أو استثناء يمكن أن يغير النتيجة

.إال إذا اختار الجنسية الجزائرية حين بلغ الثامنة عشرة -5

. إال إذا كان والده أجنبيا - 5 واالستثناء ليس نفسه في الحالتين ، فالعالقة باألرض في فرنسا تتقدم

على الرابطة الدموية ، أما في الجزائر فإن رابطة الدم لها األولية وبالتالي فإن جنسية الوالد يمكن أن تشكل تقييدا لقاعدة االستدالل ،

وهذا يعني أن االستدالل الحجاجي يكتسب فعاليته ضمن عالم أو فضاء1 . داللي يمكن أن نعتبره حقال حجاجيا

لكن الشكل النموذجي في الحالتين يظل واحدا وهوشكل يمكن صياغته: كالتالي

)و (3) أو (3) بسبب (2)أو (2) يجب أن نفترض (1) أو (1) لكي نؤكد(.5) أو (5) تحت شرط (4

ويكون النموذج الحجاجي الكامل الذي يلخص الحركة الحجاجية في: المثالين هو

(1)أو(1)قضية......إذن من المحتمل...........استدالل(..........2)أو(2)قضية

معطيات نتيجة

(5)أو(5) إال إذا (3)أو(3) ضامن

تقييد (4)سند

:العالقات الحجاجية-

إن بناء القول الحجاجي يتشكل عن طريق تفاعل مكوناته الداخلية من استدالل وآليات ومفاهيم ومكوناته الخارجية من وقائع إنسانية وتجربة وأسباب ومسببات وهي عناصر ضرورية لكنها غير كافية لفهم وتحليل

القول الحجاجي ، ذلك ألن الحجاج يطرح إشكاالت أخرى ترتبط بطبيعة وفي هذا اإلطار تكون الحاجة 1.أشكاله وأنواع حججه وطرق توظيفها

ماسة إلى معالجة أشكال الحجاج وأنواع حججه معالجة جدية ال يكون الهدف منها الوقوف على الحجاج كبناء نظري خالص وإنما يكون هدفها

. طرح القضايا اإلشكالية التي يتناولها الحجاج

: العالقات الحجاجية-: عالقة التتابع -1

أحدهما مستوى األحداث حيث : يقع التتابع إجماال على مستويين الحجج : تنغرس الحجة في الواقع وتنتهي بداهة إلى أحد الصنفين وهما

سة على بنية الواقع والحجج شبه المنطقية وثانيهما مستوى. المؤس أعمق من األول يتصل بالحجج فيما بينها ، حيث تقتضي الحجة حجة

. أخرى وتؤكد الثانية األولى

: العالقة السببية -2 هذه العالقة تعد من أبرز العالقات الحجاجية وأقدرها على التأثير في

المتلقي ، حيث ال يكتفي المتكلم فيها على ربط األفكار ، والوصل بين أجزاء الكالم بل يعمد إلى مستوى أعمق فيجعل بعض األحداث أسبابا ألحداث أخرى ويسم فعال ما بنتيجة متوقعة لفعل سابق ويجعل موقفا

. معينا سببا مباشرا لموقف الحق

: عالقة االقتضاء-3 تعد عالقة االقتضاء ذات طاقة حجاجية عالية ، حيث تجعل الحجة تقتضي النتيجة اقتضاء ، فتغدو العالقة ضربا من التالزم وهو ما ال

توفره سائر العالقات األخرى حتى السببية ، وأقدر الروابط الحجاجية. على توفير هذا النوع من العالقة أدوات الشرط المختلفة

: عالقة االستنتاج -4 هذه العالقة منطقية ، مما يدين به الحجاج للمنطق ، وهي تؤكد أن الحجاج في جانب من جوانبه يعد فنا لالنتقال من فكرة إلى أخرى

.بشكل منظم وبيسر

: عالقة عدم االتفاق أو التناقض -5 بواسطة هذه العالقة ندفع أمرا بإثبات تناقضه مع نتيجة للخطاب ، وإن كان التناقض ليس شكليا خالصا وإنما أقصى ما يمكن الحديث عنه هو

. 1انعدام التوافق بين الحجة والنتيجة

.تحليل قصيدة لجرير : تطبيق :   النص

قالوا نصيبك من أجر فقلت لهم من للعرين إذا فارقت أشباليلكن سوادة يجلو مقلتي لحم باز يصرصر فوق المرقب العالي

ي إذا غلقت رهن الجياد ومد الغاية الغالي قد كنت أعرفه منفرب باكية بالرمل معوال إال تكن لك بالديرين باكية

كأم بو عجول عند معهده حنت إلى جلد منه وأوصالردت هماهم حرى الجوف مثكال ترتع ما نسيت حتى إذا ذكرت

زدنا على وجدها وجدا وإن رجعت في القلب منها خطوب ذات بلبالمة البالي فارقتني حين كف الدهر من بصري وحين صرت كعظم الر

وي بذي الزيتون فاحتسبي قد أسرع اليوم في عقلي وفي حالي  إن الث

:   التحليل وقد هلك بالشام ، وهي "سوادة" هذه القصيدة قالها جرير في رثاء ابنه

على قصرها ثرية من حيث معانيها ، هامة من حيث بنيتها فالرثاء تفجع وتمجيد ، أما التفجع فهو إظهار الحرقة واأللم . الحجاجية

ومدار. لفقدان المرثي ، وأما التمجيد فهو تعداد خصاله وبيان فضائله اهتمامنا في هذا التحليل هو األنساق الحجاجية في هذه القصيدة

. ومختلف الروابط المعتمدة فيها قالوا ")هم" يفتتح الشاعر قصيدته بقولين نسب األول إلى ضمير الجمع

وجاء الثاني منسوبا إلى الذات الشاعرة ردا على (نصيبك من أجر فالناس يعزونه( .فقلت لهم من للعرين إذا فارقت أشبالي)القول األول

عزاء جميال ويخففون عنه وقع الفجيعة وحجتهم في ذلك قيمة دينية مفادها ما في الصبر على الفجائع من أجر ال سيما إذا كان الصابر أبا

من) هذه الحجدة يدحضها الشاعر بسؤال إنكاري . فقد فلذة كبده فال معنى لبيته الذي استعار له ( .للعرين إذا فارقت أشبالي؟

إن خال فجأة من أوالده الذين استعار لهم "العرين" لفظة ، فالفجيعة دمرت بيتا كان عامرا ودكت قوته وأفقدت "األشبال" لفظة

في البيت "لكن" ويأتي الرابط الحجاجي .الشاعر معنى الثبات والقرار الثاني ليحكم ربطه بما سبق وليوجه الخطاب وجهة جديدة غير تلك

الحجاجية أنها إذا حضرت "لكن" التي ذكرت ،ذلك أن من أهم سمات في كالم نفت أهمية ما سبقها من قول ووجهت الكالم وجهة ما لحق

: فقوله . بهالكن سوادة يجلو مقلتي لحم باز يصرصر فوق المرقب العالي

يجعل الحجة المثبة في هذا البيت أهم بكثير من الحجة السابقة التي فهي هنا حجة تمثيلية تبني . دفع بها إمكانية السلو والقدرة على الصبر

كان كالبازي في حدة نظراته (سوادة) الواقع عن طريق المجاز ف ويضيف الشاعر للمشبه به من النعوت ما . وصفاء مقلتيه وقوته وبأسه

. يوضح المقصد ويجلي الغاية الحجاجية

: ويؤكد ما ذهب إليه في البيت الثالث إذ يقولي إذا غلقت رهن الجياد ومد الغاية الغالي قد كنت أعرفه من

فيأتي بحجة بنيت على الواقع هذه المرة ، إذ عاد األب المنكوب إلى كنت أعرفه ) ماض قريب يستدعي أحداثه التي خبرها وعاينها

ي فهي أحداث تؤكد التقارب بينهما إلى حد التماهي ، إذ كان الفتى(.من في كلذ مناسبة يؤكد ألبيه أنه جزء منه يتحلى بخصاله ويشاركه

. فضائله ويقوى الحجاج وتشتد القدرة على االستدالل على هول الفجيعة في

: البيت الثامنمة البالي فارقتني حين كف الدهر من بصري وحين صرت كعظم الر إذ يعلل فداحة المصيبة بموضع مشترك مفاده أن فقدان ما أمست

. الحاجة إليه مؤكدة أفظع من فقدانه وقد كنا في غنى عنه وفي البيت األخير تصوير لحاله بعد الموت وأثر الفجيعة فيه ، فالراقد

في مثواه قد أسرع في عقله وفي حاله أي نال من الشاعر جسدا وعقال وأسرع به نحو المنية فإذا به فاعل بالموت واألب مفعول به في

. الحياة1 –Dominique Maingueneau :" Analyser les textes de communication" . Nathan.p37. 1

1  -Jean –François Jeandillou : " L'analyse textuelle" .Armand Colin. P108.

11 -Jean-François Jeandillou : " L'analyse textuelle" . Armand Colin .Paris .1997. p54.

12Dominique Maingueneau : "Analyser les textes de communication" . Nathan. Paris. 2000.p.5- .

23 Ibid : p06- .

1  -ibid : p 43.

1 -Jean-François Jeandillou : " L'analyse textuelle" . Armand Colin .Paris .1997. p109.

1  -Eikhenbaum : "Théorie de la littérature.textes des formalistes Russes" Traduits par Tzvetan Todorov. Edition duseuil . Paris .p37.

.13ص .12العدد . مجلة اللغة واألدب " . علم النص من التأسيس إلى التأصيل : أحمد منور - 1

.13 ص . دمشق . ترجمة محي الدين صبحي " .نظرية األدب: " ريني ويسليك و أوستين وارن - 1

.15ص .12العدد . مجلة اللغة واألدب " . علم النص من التأسيس إلى التأصيل : أحمد منور - - 2

1 T.Todorov: Ibid .p15.

1 -Ibid : p17.

.106ص .1992 الكويت . عالم المعرفة " .بالغة الخطاب وعلم النص: " صالح فضل - 1

.10 ص . ترجمة مرزاق بقطاش " .الرزاية: " جورج لوكاتش - 1

.62ص .10العدد . مجلة اللغة واألدب" . محاولة في فهم أفكار جاك دريدا: " أحمد منور - 1

.29ص.1999 -1ط- الجزائر-دار اآلفاق "دراسة تطبيقية: تحليل الخطاب األدبي:"صحراوي،ابراهيم - 1

.90ص.1993-2ط-المركز الثقافي العربي"-تحليل الخطاب الروائي:" سعيد ،يقطين - 2

.91 ص . نفسه - 1

.92ص: نفسه - 2

.95 ص : نفسه - 1

مستغانمي  2 الجسد  : " أحالم .24 ص " .ذاكرة

.73ص.1993. 2ط-المركز الثقافي العربي"-بنية النص السردي:"حميد،الحمداني - 1

88ص " .تحليل الخطاب الروائي: "سعيد، يقطين - 1

.74ص.نفسه:ـحميد،الحمداني- 2

1 - J .L . Domortier et F . R .Plazanet : Pour lire le recit .Editions du seuil . Paris .72. P.93

2 -  -Gérard Genette: F 111 . P. 7

.89 ص. نفسه :سعيد،يقطين- - 2

3 --Gérard genette: F111. P 122.

1-Ibid: 123

.77ص. نفسه :حميد،الحمداني 2

1Ibid: P139

75ص .نفسه:حميد،الحمداني - 1

-ديوان المطبوعات الجامعية" -مدخل إلى نظرية القصة:"وسمير،المرزوقي.جميل،شاكر - 250ص.1985-الدار التونسية للنشر

93ص:نفسه - 1

.78ص .نفسه :حميد،الحمداني - 1

.80ص .نفسه :وسمير ،المرزوقي.جميل،شاكر - 1

1-Gérard Genette : F111.P133

1 - J.L . Demorti er et Fr.Plazanet : Pour lire le récit. A.de boek- Bruxelles-1985.p.97.

1 Gérard Genett e : F111.p18-

183ص".في داللية القصص وشعرية السرد:"سامي، سويدان - 1

“Un grand nombre de ces descriptions )sans doute plus d'un tiers( sont itératif et par conséquent ne peuvent en aucune façon contribuer a ralentir le récit”. Gerard genette.F111.P.133.

134ص".تحليل الخطاب الروائي: "سعيد،يقطين 1

.194ص:نفسه 1

155ص.2000-تونس- دار الجنوب للنشر" -طرائق تحليل القصة:" قسومة ،الصادق - 1

.284ص. نفسه :سعيد،يقطين 2

1 Mieke.Bal: -Narratologie -Editons .Klinck Siek. Paris.P36.

2 Ibid:p32

183ص:.نفسه :سامي،سويدان - 1

.289ص. نفسه :سعيد،يقطين - 2

.290ص: نفسه - 1

.183ص . نفسه :سامي ،سويدان - 1

2 Pour lire le récit : P107-

.48ص.نفسه : حميد ،الحمداني - 1

2 Pour lire le récit: P111.

1 Ibid:108

2 J.P.Goldenst ein: "Pour lire le roman" ED.A.Debok.Bruxelles.1985.P23

49ص.نفسه - 3

118ص. نفسه: ابراهيم ،صحراوي 1

.110ص. نفسه: جميل شاكر ،وسمير المرزوقي 1

.23ص ".مدخل إلى نظرية القصة: "وجميل،شاكر:سمير،الرزوقي 1

24 ص: نفسه 2

55ص : نفسه 1

المؤسسة الجزائرية:ومجيد،النصر:ترجمة يوسف غازي"- محاضرات في األلسنية العامة :" فرديناند دي سوسور 2.98ص.للطباعة

.42ص .1981 . 3العدد.المجلد األول. مجلة فصول".مفاهيم وأبعاد:السيميوطيقا:" أمينة،رشيد 1

.55ص: نفسه 1

2J.Courtès : "Introduction à la sémiotique narrative et discursive "Préface :A.J.Greimas.P 7..

1 Ibid : P 9

26ص .نفسه: سامي،سويدان- 2

3Groupe d'entrevérnes : p 7.

1 ibid: p14

.111ص".السيميائية بين النظرية والتطبيق:رشيد بن مالك 1

1 Groupe d'entrevérnes : P19

.50ص.نفسه:العجيمي 2

1J. Courtés : ibid .p12

2 A.J.Greimas: -Du sens. Editions du seuil. P49.

.104ص.نفسه: رشيد بن مالك 1

133ص. نفسه: رشيد بن مالك 1

142ص:نفسه1

.18ص. نفسه:سامي، سويدان 2

1 .Groupe d'entrevérnes :p123.

2 A.J.Greimas, J.Courtés :"Sémiotique : dictionnaire raisonné de la théorie du langage . p29.

.98ص .نفسه : محمد،الناصر العجيمي 3

123ص .نفسه :وجميل ،شاكر:سمير ،المرزوقي1

.93ص. نفسه: محمد الناصر العجيمي 2

.95ص: نفسه 3

.93ص .1999. 14العدد-مجلة اللغة واألدب"- األصول اللسانية والشكالنية للنظرية السيميائية : " بن مالك،رشيد 1

.11ص  .1990. 2ط-المركز الثقافي العربي" - دينامية النص :" محمد،مفتاح 2

12ص: نفسه 1

.38ص( . ح ج ج ) مادة .بيروت . دار صادر .المجلد الرابع" . لسان العرب: " ابن منظور -  1

.43 ص. دار الجيل ".البيان والتبيين: " الجاحظ -- 1

.67ص " . عندما نتواصل نغير: " عبد السالم عشير -  1

.67ص .30 المجلد  .1العدد . مجلة عالم الفكر " . الحجاج واالستدالل الحجاجي : " حبيب أعراب -  1

2Jacques Moeschler : " Argumentation et conversation" . p 46 - 

1 Ibid : p 46-

1 Ibid : p48-  

.16ص.المغرب. الدار البيضاء.الطبعة األولى.العمدة في الطبع " .اللغة والحجاج: " أبو بكر العزاوي  -1

1-Jacques Moschler et Anne Reboul : " Dictionnaire encyclopédique de pragmatique" .p281. . 

Une échelle argumentative est donc une classe argumentative orientée" "

2 -Ibid : p281. 

1 -Ibid : p287. 

1  -Ibid : p287. 

1  -Jacques Moeschler : " Argumentation et conversation" .p62. 

1 -Ibid : p62. 

1 -Ibid: p62. 

2  -Dominique Maingueneau : " pragmatique pour le discours littéraire ". p54. 

27ص ".الحجاج في اللغة : " أبوبكر العزاوي .. -1

1 -Jean Michel Adam : " les textes types et prototypes ". E.d.Nathan .p105. 

.17ص .تونس . منوبة . كلية اآلداب " . الحجاج في المقام المدرسي : " كورنيليا فون راد –صكوحي - 1

2 -Jean Michel Adam : Ibid .p105. 

3  -ibid : p105.

1-Ibid : p 105. 

.309 ص .12 العدد . مجلة اللغة واألدب " .نموذج المقطع البرهاني : " عبد القادر بوزيدة - 2

2 -ibid : p106. 

.309ص. المرجع السابق : عبد القادر بوزيدة - 1

1 -Ibid : p107. 

.313ص . المرجع السابق : عبد القادر بوزيدة - 2

..313 ص. نفسه : عبد القادر بوزيدة - 1

.156 ص" .عندما نتواصل نغير : " عبد السالم عشير  - 1

..321ص " الحجاج في الشعر لعربي القديم : " سامية الدريدي - 1

174