21
الديث كي امدب ال امندلسYeni Türk Edebiyatında Endülüs Okt. Abdulsettar Elhaj Hamed Atıf / ©- Kanaan, E. G. (2017). ام امندلس الديث كي دب الYeni Türk Edebiyatında Endülüs, Çukurova Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 17 (1), 335-354. Öz- Bu makalede Arap harfleriyle yazılmış olan (1839-1928) yeni Türk edebi- yatındaki Endülüs imajı ele alınmıştır. İbnü’l-Arabî’nin yaşadığı döneme daya- nan Endülüs-Türk ilişkileri özet bir şekilde verilmiştir. Söz konusu dönemdeki Türk edebiyatçılarının Endülüs’le ilgili vermiş olduğu eserler tanıtılarak Türk edebiyatında Endülüs konusu kronolojik bir şekilde ele alınmıştır. Makalede Osmanlı Devleti’nin içinde bulunduğu şartlar göz önünde bulundurularak ede- biyatçıların edebî eserlerde Endülüs’ü neden ve nasıl ele aldıkları incelenmiş- tir. Türk edebiyatçıları, Batı saldırılarına karşı İslâm medeniyetini savunmak için gereken malzemeyi Endülüs’te bulmuşlardır. Endülüs, çöküş dönemini yaşayan Osmanlıların moralini yükseltmek için bir araç olarak kullanılmıştır. Endülüs’ün akıbeti de Osmanlı için bir ders olarak sunulmuştur. Ele alınmış olan eserlerde Endülüslülerin ve İspanyolların imajları incelenmiştir. Genellikle Endülüslülerin imajı olumluyken İspanyolların imajı olumsuz olmuştur. Anahtar sözcükler- Endülüs, Yeni Türk Edebiyatı, Osmanlı Devleti, Türk Tiyatrosu, İslâmî Edebiyat §§§ لخص: ا( مروف العربية كتوب امديث ا كي امدب ال صورة امندلسقالةذه اتناول ه ت1839 - 1928 ) مة عن إذ تقدم امقبة كي امدب ال وضوع امندلس خ ة، وتؤرتصوف ابن عر زمن الشيخ اتد إل مندلس الث كقة ال عاليا امندلس وستلهامب ا أسبا قالةذه اية. وتبحث ه امدبم مؤلفا لوا امندلس تناوء الذين امد ة بذكر أهمذكور اMakalenin gelişi: 21.06.2016; Yayına kabul tarihi: 19.06.2017 İstanbul Üniversitesi Edebiyat Fakültesi Arap Dili ve Edebiyatı Anabilim Dalı, e- posta: [email protected]

ثيدحا يكتَّلا بدأا فِ سلدنأا - isamveri.orgisamveri.org/pdfdrg/D02498/2017_1/2017_1_HAMEDAE.pdf · 2017. 7. 24. · ثيدحا يكتَّلا بدأا فِ

  • Upload
    others

  • View
    5

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • األندلس ِف األدب الَّتكي احلديث

    Yeni Türk Edebiyatında Endülüs

    Okt. Abdulsettar Elhaj Hamed

    Atıf / ©- Kanaan, E. G. (2017). دب الَّتكي احلديثاألندلس ِف األ Yeni Türk Edebiyatında Endülüs, Çukurova Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 17 (1), 335-354.

    Öz- Bu makalede Arap harfleriyle yazılmış olan (1839-1928) yeni Türk edebi-

    yatındaki Endülüs imajı ele alınmıştır. İbnü’l-Arabî’nin yaşadığı döneme daya-

    nan Endülüs-Türk ilişkileri özet bir şekilde verilmiştir. Söz konusu dönemdeki

    Türk edebiyatçılarının Endülüs’le ilgili vermiş olduğu eserler tanıtılarak Türk

    edebiyatında Endülüs konusu kronolojik bir şekilde ele alınmıştır. Makalede

    Osmanlı Devleti’nin içinde bulunduğu şartlar göz önünde bulundurularak ede-

    biyatçıların edebî eserlerde Endülüs’ü neden ve nasıl ele aldıkları incelenmiş-

    tir. Türk edebiyatçıları, Batı saldırılarına karşı İslâm medeniyetini savunmak

    için gereken malzemeyi Endülüs’te bulmuşlardır. Endülüs, çöküş dönemini

    yaşayan Osmanlıların moralini yükseltmek için bir araç olarak kullanılmıştır.

    Endülüs’ün akıbeti de Osmanlı için bir ders olarak sunulmuştur. Ele alınmış

    olan eserlerde Endülüslülerin ve İspanyolların imajları incelenmiştir. Genellikle

    Endülüslülerin imajı olumluyken İspanyolların imajı olumsuz olmuştur.

    Anahtar sözcükler- Endülüs, Yeni Türk Edebiyatı, Osmanlı Devleti, Türk

    Tiyatrosu, İslâmî Edebiyat

    §§§

    امللخص:إذ تقدم حملة عن م(1928-1839تتناول هذه املقالة صورة األندلس يف األدب الُتكي احلديث املكتوب ابحلروف العربية )

    عالقة الُتك ابألندلس اليت متتد إىل زمن الشيخ املتصوف ابن عريب، وتؤرِّخ ملوضوع األندلس يف األدب الُتكي يف احلقبة املذكورة بذكر أهم األدابء الذين تناولوا األندلس يف مؤلفاهتم األدبية. وتبحث هذه املقالة يف أسباب استلهام األندلس وَتلياهتا

    Makalenin gelişi: 21.06.2016; Yayına kabul tarihi: 19.06.2017

    İstanbul Üniversitesi Edebiyat Fakültesi Arap Dili ve Edebiyatı Anabilim Dalı, e-posta: [email protected]

  • 336 | Abdulsettar Elhaj Hamed

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    ماهلم األدبية، مفسرة ذلك يف ضوء الظروف التارخيية اليت كانت متر هبا الدولة العثمانية، فقد وجد الكّتاب الُتك يف يف أعاألندلس ما يلزمهم للدفاع عن احلضارة اإلسالمية يف وجه هجمات الغرب، فكانت األندلس وسيلة لرفع معنوايت العثمانيني

    واملقالة تبني صورة األندلسيني واإلسبان يف مصري األندلس درسا ألخذ العبة. الذين كانوا يعيشون حالة انكسار، وكان .األعمال األدبية املدروسة، وبشكل عام بدت صورة األندلسني مشرقة أما صورة اإلسبان فقد كانت سلبية

    اإلسالمياألندلس، األدب الُتكي احلديث، الدولة العثمانية، املسرح الُتكي، األدب :الكلمات املفتاحية

    مقدمة .1

    األندلس اسم أطلقه العرب املسلمون على املناطق اليت سيطروا عليها يف شبه اجلزيرة األيبريية )إسبانيا والبتغال( يف العصر األموي. حيث استمرت سيطرت املسلمني يف األندلس أكثر من سبعة قرون، أقاموا خالهلا حضارة حققت إَنازات

    . لكن اإلسبان استطاعوا القضاء على حكم املسلمني فيها تدرجيياً، ومع سقوط إمارة غرانطة عام للبشرية يف خمتلف امليادين م انتهت سلطة املسلمني متاماً يف األندلس. 1492

    ول ندلس مكانة مهمة عند املسلمني مجيعاً، فهي فردوسهم املفقود، وعلى الرغم من مرور القرون على انداثر قيت ذِكراها منقوشة يف ذاكرهتم، وصارت موضوًعا ألعمال شعرائهم وأدابئهم األدبية على اختالف حكمهم فيها مل ينسوها وب

    أعراقهم وألسنتهم، فكتب عنها العريب والُتكي والباكستاين واملاليزي وغريهم، حيث تناولوا اترخيها وحضارهتا يف رواايهتم اإلسالمية بلغاهتا املختلفة. ومسرحياهتم وقصصهم وأشعارهم، فنالت مكانة مهمة يف اآلداب

    ومن هنا كان من الطبيعي أن يويل األدابء الُتك اهتمامًا مبوضوع األندلس، وأن يستلهموا أعماهلم من اترخيها املشرق. وال سيما يف احلقبة األخرية من حياة الدولة العثمانية، فقد مرت هذه الدولة أبحداث وظروف جعلت من األندلس

    دابء والشعراء الُتك، ففي النصف الثاين من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أصبح موضوع األندلس موضوعًا َمببًا ل من أهم املوضوعات املتناولة يف األدب الُتكي، وتناوله أبرز األدابء يف تلك احلقبة.

    العَلقة بي الَّتك واألندلس .2

    وصول الشيخ األندلسي َميي الدين ابن عريب إىل بالد ميكن إرجاع العالقة بني الُتك واألندلسني إىل زمناألانضول يف زمن السالجقة، حيث كان يُتدد على مدهنا، وأقام يف كل من مالطية وقونية وقيسرية وحران يف الفُتة الواقعة بني

    1م، وترك يف هذه املدن مريدين له.1211 -1206عامي لُتك واألندلسيني فتمثلت إبرسال األندلسيني سفرياً إىل السلطان العثماين وأّما احللقة الثانية من هذا التواصل بني ا

    ابيزيد الثاين َيمل رسالة تتضمن طلب املدد واملساعدة من السلطان حلماية األندلسيني من اإلسبان، وطلب توسط السلطان لكن السلطان ابيزيد وقتئذ كان يعاين من ابيزيد الثاين لدى البااب يف روما ليحث اإلسبان على الكف عن إيذاء األندلسيني.

    عوائق منعته من إرسال اجلنود ملساندة األندلسيني أمهها النزاع على العرش مع أخيه األمري جم، وحربه مع دولة املماليك. فلم أراضي يتمكن السلطان إال من إرسال أسطول لضرب السواحل اإلسبانية ونقل من تبقى من األندلسني إىل سواحل اجلزائر و

    2الدولة العثمانية.ومثلما كان اهتمام السلطان العثماين َمدوداً ابألندلس وأهلها، كان اهتمام املثقفني العثمانيني هبم َمدوداً أيضاً يف تلك احلقبة. واقتصر اهتمامهم يف البداية على ابن رشيد، فقد كتب كل من عالء الدين الطوسي والبورصوي حاجي زاده

    1 M. Erol Kılıç, “İbnü’l-Arabî Muhyiddin” DIA, c 20; s 495-516.

    2 Feridun Bilgin,“Gırnata İsyanı (1568-1570) Çerçevesinde Osmanlı-Endülüs İlişkileri” Usûl, 11 (2009/1),117-140

  • 337 | األندلس ِف األدب الَّتكي احلديث

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    لطان َممد الفاتح، كتاابً يرّدان فيه على أفكار ابن رشد. وقام ابن كمال حاجي زادة يف عهد السلطان سليم ،بتشجع من الس بكتابة حاشية على كتاب "هتافت الفالسفة" أيضاً.

    أّما يف َمال األدب فقد كان الُتك العثمانيون مطلعني على األدب األندلسي، وذلك يف إطار تعلمهم األدب دارس يف تلك احلقبة، إال أن موضوع األندلس مل يدخل األدب العثماين يف احلقبة نفسها، ومل يتطرق له الشعراء العريب يف امل

    واألدابء العثمانيون، وانتظروا حىت عصر التنظيمات لتصبح األندلس واترخيها وحضارهتا من أهم املواضيع احملببة لديهم. ويرجع األندلس يف أعماهلم إىل بعد األندلس عن الدولة العثمانية وعدم وجود رابط جغرايف بعض الباحثني إمهال الكّتاب العثمانيني 3بني أراضي الدولة العثمانية واألندلس.

    األدِبء الَّتك واألندلس .3

    سنتعرف يف هذه الفقرة على أبرز األدابء الُتك الذين عاشوا يف أواخر الدولة العثمانية وبداية اجلمهورية الُتكية، وا األندلس يف مؤلفاهتم مع إعطاء نبذة خمتصرة عن تلك املؤلفات.وتناول

    1880 -1829ضياء ِبشا ) .3.1كان ضياء ابشا من أشد خصوم السلطان عبد العزيز الذي أبعده إىل قبص فهرب إىل ابريس، بيد أنه بعد عودته

    الغرب شرقيًا ميجد الشرق وثقافته. قام ضياء ابشا من املنفى غريََّ كثريًا من أفكاره اليت كان ينادي هبا من قبل، فقد عاد من م، غري أن ترمجته مل تكن مطابقة 1861الذي بدأ بُتمجته عام 4"َتريخ األندلس" بُتمجة كتاب لويس فياردوت َتت عنوان

    فقد تبني ترمجة للكتاب الفرنسي، َتريخ األندلس"ل صل الفرنسي، بل إن الباحثة إَني أنغينون شككت يف أن يكون كتاب "كما أن ضياء ابشا زين كتابه 5هلا خالل مقارنة فهرس الكتاب األصل وفهرس الكتاب املُتجم أن املواضيع خمتلفة يف الكتابني،

    أببيات من الشعر الُتكي والعريب والفارسي تناسب األحداث والوقائع اليت يسردها، وأشار يف مقدمة الكتاب أيضاً إىل مراجعته .6واألوربية يف أثناء كتابتهللمصادر العربية

    يكاد جيمع الكتّاب الُتك على أن من أهم أسباب اهتمام أدابئهم ابألندلس كتاب اتريخ األندلس، أما سبب َتليف هذا الكتاب أو نقله فهو ــــ كما ذكره املؤلف يف مقدمة الكتاب ــــ أن األمويني يف األندلس أشادوا حضارة عظيمة

    . 7كّلها غري أن العثمانيني ُحرِموا من االستفادة منها، فقام هو بتأليف هذا الكتاب لسد هذا الفراغ استفادت منها الشعوبويرى الباحث إمساعيل أرون سال أن مثة سببني لتأليف الكتاب؛ األول؛ لفت انتباه املبهورين ابحلضارة الغربية إىل احلضارة

    رة الغربية املعاصرة، والثاين؛ رفع معنوايت العثمانيني الذين كانوا يعيشون اإلسالمية يف األندلس، وبيان دورها يف ظهور احلضا 8حالة انكسار واهنزام يف خمتلف أحناء الدولة العثمانية على خمتلف الصعد.

    3 Beşir Ayvazoğlu, “Edebiyatımızda Endülüs”, Endülüs'ten İspanya'ya, Ankara,

    Türkiye Diyanet Vakfı, 1996.s. 80

    4 Ziya Paşa, Endülüs Tarihi, İstanbul, Karabet ve Kasbar Matbaası, 1304 H/1886-1887: Tab-ı Sânî (2. bs.).

    5 İnci Enginün, “Edebiyatımızda Endülüs”, Araştırmalar ve Belgeler, Dergâh Yay, İstanbul 2000, s. 32-41

    6 Ziya Paşa, Endülüs Tarihi, s. 5-6

    7 Ziya Paşa, Endülüs Tarihi, s. 6

    8 İsmail E. Erünsal,“Türk Edebiyatında Endülüs’e İlginin Uyanmasında Ziya Paşa’nın Endülüs Tarihi adlı Tercümesinin Rolü ve Bu Tercümenin Yapılış Nedenle-ri”,Ötekilerin Peşinde Ahmet Yaşar Ocak’a Armağan, haz. Mehmet Öz, Fatih Yeşil,

    Timaş Yayınları, İstanbul 2015, s. 417-423.

  • 338 | Abdulsettar Elhaj Hamed

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    يف بداية الكتاب يتحدث الكاتب عن بداية اإلسالم وانتشاره، مث يشري إىل دور الدولتني العباسية يف الشرق ألندلس يف نشر العلم والثقافة، وكيف أن التعصب املسيحي يف األندلس حرم العامل من أشياء كثرية. ويتابع واألموية يف ا

    الكاتب يف طيات الكتاب سرد األحداث التارخيية، واملقارنة بني احلضارتني اإلسالمية والغربية، ويعلي من شأن احلضارة العربية يم اليت جلبها املسلمون العرب إلسبانيا، وكيف استفادت احلضارة الغربية من علوم واإلسالمية، ويتحدث عن النظام والعلم والق

    املسلمني يف األندلس، مشرياً إىل أن إخراج املسلمني من األندلس أدى إىل َتخر العلم يف العامل. م، بيد أن هذا الكتاب ظل يف ظل1882" حماكم التفتيشكما ترجم ضياء ابشا كتاب ليفال وتشرول عن "

    كتابه األول ومل يشتهر.ومن اجلدير ابلذكر أن ضياء ابشا أّلف أول َمموعة شعرية يف عصر التنظيمات مؤلفة من أشعار اختارها من

    وقد أعطى ألشعار األندلسني مكاانً مهماً يف .9"خراِبت"َتت عنوان 1874)-(1875العربية والُتكية والفارسية يف عامي هذا الكتاب عدداً من أمساء الشعراء األندلسيني الذين أعجب بشعرهم، ونذكر منهم ـــ على سبيل خمتاراته، كما ذكر يف مقدمة

    املثال ال احلصر ـــ أاب الوليد ابن زيدون وابن ليون وابن خفاجة وابن سكرة وابن اخلطيب. ة ابن عبدون يف راثء بن ومن بني األشعار اليت اختارها ضياء ابشا مرثية األندلس أليب البقاء الرندي، وقصيد

    األفطس اليت يقول يف مطلعها: فما البكاء على األشياح والصور الدهر يفجع بعد العني ابألثر

    كما اختار قصائد وأشعار لكل من ابن محديس الصقلي ولسان الدين ابن اخلطيب وابن خفاجة وأيب القاسم ان األندلسي وابن جبري وابن سكرة وغريهم من األندلسيني.عامر بن هشام وابن األزرق األندلسي وابن عمار وأبو حي

    م :1888 -1840انمق كمال ) .3.2

    انمق كمال أحد مؤسسي األدب الُتكي احلديث، تطرق يف أثناء حديثه عن املسرح ونشأته يف مقدمة إحدى ضي إمهااًل كاماًل، ويذكر أن صاحب رواايته إىل ذكر األندلس، فقد ذكر أنه ال ميكن أن يكون العرب قد أمهلوا املسرح يف املا

    " قد ذكر يف كتابه نوعاً من أنواع التسلية اليت كانت شائعة يف األندلس، وعّد انمق كمال هذا النوع من التسلية نفح الطيب" 10نوعاً من أنواع املسرح.

    مقالته ورسائله، أن الشاعر انمق كمال من َميب الشعر العريب، وكثريًا ما يستشهد أببيات من الشعر العريب يفوخاصة أشعار شعراء أهل املشرق، من األبيات اليت استشهد هبا بيت من الشعر ينسب ل مري األموي األندلسي عبد الرمحن

    بن احلكم يف رسالة وجهها إىل أحد أصدقائه وهو: 11فشباب رأي القوم عند شباهبا" "والشيخ إن َيِو الُنهى بتجاربٍ

    1937-1852عبد احلق حامد ) .3.3كان الشاعر الرومنتيكي عبد احلق حامد ــــ امللقب ابلشاعر األعظم ــــ من أكثر أدابء الُتك اهتماماً ابألندلس، فقد خّصها خبمس مسرحيات من مسرحياته. ويتبَّّن الشاعر عبد احلق حامد اإليديولوجية اإلسالمية اليت َتلت يف كثرٍي من مؤلفاته،

    األندلسية اليت تصدى فيها إىل أولئك الذين يربطون بني التخلف واإلسالم. ومن ضمنها مسرحياته

    9 Ziya Paşa. Harabat, 1291-1292. İstanbul, Matbaa-i Âmire, 1 c.'de 3 c.

    10 Namık Kemal, Namık Kemal'in Türk Dili ve Edebiyatı Üzerine Görüşleri ve Yazıları,

    haz, Kazım Yetiş, 2. Bs, İstanbul, Alfa Yayım Dağıtım, 1996. s.355-356

    11 Namık Kemal, Namık Kemal'in Türk Dili ve Edebiyatı Üzerine Görüşleri ve Yazıları,

    s. 240

  • 339 | األندلس ِف األدب الَّتكي احلديث

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    -نظيفةتناول عبد احلق حامد ضمن سلسلة املسرحيات املتعلقة ابألندلس سقوَط األندلس يف مسرحيته األوىل "مقارنة بني أخالق . َتدث يف هذه املسرحية عن أخطاء عبد هللا الصغري، وعن مكائد فردانندو الظامل، وأجرى 12"1876

    املسلمني وأخالق اإلسبان رجحت فيها الكفة للمسلمني. يف املسرحية ترفض نظيفة ـــ الفتاة املسلمة العفيفة ــــ طلب امللك املنتصر فردانندو الذي أحبها العيَش معه يف قصره، وتقدم على االنتحار لرفضه إرساهلا إىل بلد إسالمي حر تعيش فيه حبرية.

    " ــــ اليت كانت من أكثر أعمال عبد احلق حامد شهرة ــــ فتح األندلس السريع والناجح 1879 -طارق مسرحية "وتناول يف حسب املعطيات التارخيية.

    " احلقبة الذهبية من اتريخ األندلس، َتدث فيها 1880 -تزر أو امللك عبد الرَحن الثالثوتناول يف مسرحية "ـ أقوى حكام األندلس ــــ لفتاة إسبانية، إذ يروى أن عبد الرمحن الثالث مل يعش سعيداً إال عن قصة حب عبد الرمحن الثالث ـــ

    ثالثة عشر يومًا وهي احلقبة اليت أحب هبا الفتاة اإلسبانية، وتنتهي هذه احلقبة مع قيام ثورة ضده، فيقرر التضحية ابلفتاة اإلسبانية وحببها من أجل إعادة االستقرار لوطنه.

    " فُتة التأسيس واالستيطان وما ختللها من مكائد ودسائس أعاقت 1880 -ابن موسىيف مسرحية " وتناول عملية فتح األندلس وأخرهتا. " فقد تناول سقوط غرانطة آخر معاقل العرب املسلمني يف األندلس. 1817-عبد هللا الصغرأما يف مسرحية "

    سرحية وابتعد عن احلقائق التارخيية، فبعد خسارة أيب عبد هللا الصغري غرانطة لكن عبد احلق حامد أطلق العنان خلياله يف هذه املاضطر ملغادرة البالد والذهاب إىل املغرب مصطحبًا معه كارولينا، كارولينا هذه فتاة إسبانية أحبها أبو عبد هللا وكانت منبوذة

    بان الذي فرط بوطنه، فاضطر للعودة من جديد إىل من قبل َمتمعها اإلسباين. بيد أن املغرب رفض استقبال هذا امللك اجلاألندلس مع كارولينا، وهناك عاش بقية حياته معها يف كوخها الصغري. فقد عاش يف الكوخ حياة سعيدة أسعد من تلك اليت

    كان قد عاشها يف قصر احلمراء. وميكن تلخيص أفكار حامد يف مسرحياته األندلسية على الشكل اآليت:

    رحياته قوة اإلسالم وشجاعة املسلمني من خالل فتح األندلس ويقارن دائمًا بني املسلمني يبز يف مس - واملسيحيني، ويرى أن أخالق املسلمني أمسى من أخالق املسيحيني.

    املسلمون كلهم يناضلون إلعالء كلمة هللا، فقد نذروا أنفسهم يف سبيل هللا، كما أهنم ميتلكون إدارة صلبة - اإلسبان فمعظمهم ظاملون وضعفاء، ورجال الدين منهم صورهتم سلبية جداً. ومتواضعة. أما يركز يف مسرحياته على مفاهيم اإلسالم واإلنسانية والعدالة واحلق والشريعة، ويربط بني االحنطاط -

    يها فإن هذا األخالقي واحنطاط الدولة، فإذا ما فسدت األخالق يف دولة ما وضاعت احلقوق وانعدمت العدالة بني الناس ف االحنطاط سيكون سبباً لسقوط تلك الدولة.

    يظهر مكانة املرأة املرموقة يف اجملتمع األندلسي. -حامد خيرج عن الرواايت التارخيية يف أماكن كثرية من مسرحياته، ويطلق العنان خلياله فيغري ويبدل ويزيد -

    13.وينقص

    12 Abdülhak Hamid Tarhan, Tarık yahut Endülüs’ün Fethi, İbn Musa yahut Zatü’l-

    Cemal, Tezer yahut Melik Abdurrahmanü’s-Salis, Nazife, Abdullahü’s-Sagir. haz; İnci Enginün. İstanbul, Dergâh Yayınları, 2002.

    13 İnci Enginün, “Edebiyatımızda Endülüs”, Araştırmalar ve Belgeler, s. 32-41.

  • 340 | Abdulsettar Elhaj Hamed

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    1904 -1850مشس الدين سامي ) .3.4ي مخس مسرحيات، استلهم ثالاث منها من اتريخ األندلس، واملسرحيات اليت استلهمها من كتب مشس الدين سام

    "، غري أن املسرحية األخرية مل تصل إلينا. عمد الكاتب مظاَل األندلسو" 15"وجدانو" 14"سيدي َيىياتريخ األندلس هي " بدأ التضحية من أجل الوطن. من خالل مسرحيَّتيه اللتني استلهمهما من اتريخ األندلس إىل الُتكيز على م

    أول مسرحية يف األدب الُتكي تستلهم سقوط األندلس 1875" اليت نشرت يف عام سيدي َيىيتعّد مسرحية "" شخصية سيدي َيىي املثرية للجدل. وتدور أحداث هذه سيدي َيىي. تناول مشس الدين سامي يف مسرحية "1492يف

    ي وبداية القرن العاشر اهلجري يف األندلس يف قلعة رازه ومدينة قشتالة. املسرحية يف أواخر القرن التاسع اهلجر بطل املسرحية سيدي َيىي هو ابن عم خليفة األندلس الشيخ أبو احلسن، سيدي َيىي رجل يف اخلامسة واألربعني

    ، وبعد مقاومة طويلة فتح من عمره، وهو قائد قلعة رازه اليت حاصرها اإلسبان، وجوعوا أهلها الذين انتشرت بينهم األوبئةسيدي َيىي ابب القلعة اخلارجي، وخرّي أهل القلعة بني االستسالم للعدو أو االنسحاب معه إىل داخل احلصن للدفاع عّما تبّقى من القلعة، وترك ابنته حليمة أمانة عند خادمه عثمان، وَتّصن يف القلعة مع َمموعة من الناس الذين فضلوا البقاء معه.

    ن أحد رجال سيدي َيىي فتح ابب احلصن لإلسبان مقابل أموال وعدوه إبعطائها له، فاعتقلوا سيدي َيىي وأودعوه غري أالسجن. يف السجن خيدع اخلائن بدرو َيىي، وينجح بدرو ابهلرب من السجن بعد أخذ مالبس َيىي وخامته. ويقّدم نفسه

    لإلسبان أبنه سيدي َيىي ويّتفق معهم. اء كان عثمان خادم َيىي يعيش هو وابنه يوسف وابنة َيىي حليمة عند أسرة إسبانبة كالعبيد، يف ويف تلك األثن

    البداية يوسف كان يظن أن حليمة أخته، لكن وبعد أن عرف أن حليمة ابنة َيىي وقع يف حبها.ة، وجيدها بعد ذلك يصدر امللك وامللكة عفوًا عامًا خيرج مبوجبه َيىي من السجن، ويبدأ ابلبحث عن ابنته حليم

    يتعقب بدرو، ويكشف للملك وامللكة حقيقة املكائد اليت حاكها بدرو الذي يودع السجن إىل األبد، ويسأل امللك َيىي عن رغبتة فيقول له إنه يرغب يف إعطائه احلرية يف الذهاب إىل املكان الذي يريد.مرات أبن مسرحيته مل تكتب وفقًا لكتب التاريخ، يصرح مشس الدين سامي يف مقدمة هذه املسرحية املليئة ابملغا

    ويرى أنه وال ينبغي أن يُعُتض عليه ألنه مل يلتزم ابألحداث التارخيية ألن هدفه األول من كتابة املسرحية تبئة سيدي َيىي من . 16هتمة اخليانة اليت ألصقها التاريخ به

    الفُتة األخرية من الوجود اإلسالمي يف األندلس وابلتحديد " تناول فيها وجدانوأّما مسرحيته الثانية اليت بعنوان "نشأت "فاطمة" بطلة هذه املسرحية يف غرانطة يتيمًة برعاية أخيها حسن. وهي َتب "رضوان" الذي .فُتة سقوط غرانطة

    شاب رضوان على ُعرف بشجاعته وحبه لوطنه، ويتم َتديُد موعٍد لزواجهما، ولكن ضغوط اإلسبان احملاصرين غرانطة ترغم ال َتجيل الزواج واالنضمام إىل قوات قائد فرسان غرانطة موسى بن أيب الغسان للدفاع عن غرانطة.

    أما أخو فاطمة حسن فيمثل الشخصية السلبية اليت تعود إىل رشدها يف آخر األمر. فهو َيب "ليونورا" الفتاة يري امسه إىل ألفونس، ويبتعد عن املسلمني، وال يشاركهم يف الدفاع املسيحية وللزواج منها يوافق على اعتناق الكاثوليكية، وتغ

    عن غرانطة، فيحظى أخريًا بلقب الدون من امللك فرديناند. ولكن حسن مل يكتف بكل ذلك بل طلب من فاطمة أن تعتنق رضوان قد قتل، وأن اعتناق الكاثوليكية أيضاً لكي تتزوج من شقيق زوجته ليوانردو الذي كان َيبها كثرياً. وخدعها بقوله أن

    الكاثوليكية أمر مؤّقت. عندما يتقدم اجلميع اىل َمكمة التفتيش اليت يرأسها الكاردينال ميسي إلثبات صحة اعتناقهم للكاثوليكية يقع الكاردينال يف حب فاطمة من النظرة األوىل، وهو ما أاثر غرية رئيسة الراهبات فكتب رسالة اىل البااب يف روما

    .رح فيها وضع الكاردينالتش

    14 Şemseddin Sami, Seydî Yahya, İstanbul; Tasvir-i Efkâr Matbaası, 1292.

    15 Şemseddin Sami, Vicdan, haz, İrfan Morina. Üsküp, Logos-A, 2014.

    16 Şemseddin Sami, Seydî Yahya, s.4

  • 341 | األندلس ِف األدب الَّتكي احلديث

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    يف الفصل األخري، يرسل البااب كاردينااًل جديدًا مع أمر بعزل الكاردينال ميسي، ولكن رضوان يكمن له يف الطريق، ويقتله ويلبس مالبسه ليقوم إبيصال األمر إىل الكاردينال ميسي، وعزله مث َترير حبيبته فاطمة وشقيقها حسن من

    خته فاطمة وما تعرضت له من تعذيب يصحو ضمريه ويعود إىل إسالمه، وتتأثر زوجته ليونورا السجن، وعندما يرى حسن أ .أيضاً بذلك وتقرر اعتناق اإلسالم

    1893 -1850معلم انجي ) .3.5

    م احلقبة 1882 17"موسى أبو الغسان أو َحيتتناول الشاعر واملفكر العثماين معلم انجي يف منظومته املسماة "اإلسالمي يف األندلس، َتدث فيها عن موسى ابن أيب الغساين أحد األبطال األندلسيني، بيد أن املنظومة األخرية من الوجود

    ال تقتصر على حكاية هذا البطل فقد َتدث فيها معلم انجي عن فتح األندلس وتطور العلوم فيها إابن عصرها الذهيب بدعم األوربية. من اخللفاء، كما أشار فيها إىل دور األندلس يف احلضارة

    يبدأ الشاعر يف منظومته ابحلديث عن بداايت اإلسالم الذي يشبهه ابلنور الذي غمر بالد العرب، ووصل يف فُتة قصرية إىل بالد األندلس، فمحا اجلهل املستشري بني الناس، وأحل مكانه العلم، مشرياً إىل دور كل من طارق بن زايد وموسى

    مه يف شبه جزيرة األندلس، وبفضل وحدة الكلمة متكن املسلمون من فتح األندلس، ونشر بن نصري يف نشر هذا الدين، وتدعياإلسالم فيها. فاألمة املتحدة ال ميكن أن تزول، أما األمة اليت تدب التفرقة بني أفرادها وتبتعد عن الوحدة فمصريها الزوال، كما

    18" وأساسه.أشار الشاعر إىل أمهية العدل يف الدولة، فهو "عنان التوفيقمث يشري الشاعر إىل أّن األندلس هي مدار افتخار العرب ومثرة جهدهم، فقد أسسوا فيها حضارة عظيمة، وجعلوا من قرطبة عاصمة سياسية هلم، ومل يكتفوا بذلك بل جعلوها أهّم مركز للعلم يف العامل. وأملح الشاعر إىل دور اخللفاء يف نشر

    على العلم، فكثر يف األندلس العلماء واحلكماء والشعراء. وأشار إىل أن العلم يف األندلس العلم وتشجيعه، فقد حض اخللفاء قد انتقل فيما بعد إىل أوروبة.

    وبعد وصول األندلس إىل الذروة يف عصر عبد الرمحن الثالث بدأت هذه احلضارة ابلزوال بسبب فساد أخالق الدولة. استغل اإلسبان هذا األمر، وأخذوا يستولون على املدن األندلسية احلكام، وانصرافهم إىل اللهو وانشغاهلم عن إدارة

    مدينة مدينة حىت بقيت غرانطة املالذ الوحيد للمسلمني يف األندلس. بعد ذلك يصور لنا الشاعر املشاورات اليت جرت بني احلكماء والعلماء واألمراء والقادة يف هبو قصر احلمراء بعد

    تيالء اإلسبان على ممالك األندلس كّلها ما عدا غرانطة، يتكلم يف هذا االجتماع احلاجب أبو القاسم سوء حال البالد، واسابسم أيب عبد هللا الصغري، ويبني للمجتمعني أن االستسالم وقبول محاية اإلسبان هو احلل الوحيد، يصمت اجلميع إال فارس

    بن أيب الغساين الذي يرى أن الناس يف غرانطة يرفضون االستسالم، فرسان غرانطة وأحد زعماء العشائر العربية فيها موسى اوأن يف املدينة عشرين ألفًا من الفرسان، وهم مستعدون للدفاع عن مدينتهم. يضطر أبو عبد هللا الصغري إىل القبول برأي

    موسى، ويرفض التسليم.زاد اخلطر ازدادت بسالت موسى َياصر اإلسبان املدينة، ويستبسل موسى يف الدفاع عن غرانطة، وكلما

    وشجاعته. يرى الشاعر أن موسى هو زبدة البسالة العربية، ألنه حارب واستبسل كما استبسل الفاَتون من قبل. غري أن األعداء حاصروا املدينة من كل اجلهات، وقطعوا عن أهلها الطعام، وحل قحط يف املدينة. فاجتمع أعيان غرانطة مرة أخرى،

    عون كّلهم احلرب وقبلوا االستسالم، فانتفض موسى بينهم، وألقى خطبة عصماء ذكرهم فيها مبا فعله اإلسبان من ورفض اجملتمم أعيان غرانطة ابجلنب واخليانة واجلري وراء املنافع الشخصي ة جرائم حبق األندلسيني يف املدن األندلسية اليت استولوا عليها، مث اهتَّ

    ن الثمن غالياً يف املستقبل، وأضاف أبنه ال ميكن لرجل غيور أن يعيش يف غرانطة بعد أن يستويل واملال، وأخبهم أبهنم سيدفعو عليها األعداء. فيخيم الصمت على اجمللس سكت بعد هذه اخلطبة، وخيرج موسى من اجمللس منتفضا كاألسد، ويعتلي فرسه، 17 Muallim Naci, Musa b. Ebu’l-Gazan; yahud Hamiyyet, Matba’a-i Ebuzziya, İstanbul,

    1299.

    18 Muallim Naci, Musa b. Ebu’l-Gazan; yahud Hamiyyet, s.5

  • 342 | Abdulsettar Elhaj Hamed

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    قرب من النهر، وينتصر على َمموعة منهم، لكن َتتيه َمموعة وينطلق إىل َميط غرانطة، وَيارب األعداء احملاصرين للمدينة ابل أخرى، وقد جرح، فيلقى نفسه يف النهر خمافة أن يقع يف أيديهم أسرياً.

    شخصية إسالمية 700الذي ترجم فيه ألكثر من 19"األساميومن اجلدير ابلذكر أن معلم انجي ألف كتاب "ة املشهورة مكاانً مهماً، فقد ترجم لثالث وعشرين شخصية أندلسية، كما مشهورة، أعطى يف كتابه هذا للشخصيات األندلسي

    ترجم لبعض ملوك األندلس من مثل عبد الرمحن األول، وعبد الرمحن الثاين، وعبد الرمحن الثالث، كما ترجم لبعض علماء من مثل عائشة القرطبية.األندلس من مثل ابن البيطار، وابن رشد، ولبَّن األندلسية، وترجم أيًضا لشعراء األندلس

    1936-1873حممد عاكف ) .3.6

    على الرغم من أن الشاعر الوطن ومؤلف النشيد الوطن للجمهورية الُتكية َممد عاكف كان من أشهر الشعراء منَب الطويلة "اإلسالميني يف فُتة اهنيار الدولة العثمانية، وَتسيس اجلمهورية الُتكية، إال أنه مل يتناول األندلس إال يف منظومته

    . اليت تناول فيها أوضاع املسلمني يف خمتلف أحناء العامل يف عصره، ودعا املسلمني فيها إىل الوحدة. يف هذه 20"السليمانيةاملنظومة يبث الشاعر أفكاره على لسان خطيب مسجد السليمانية، وعندما يصور اخلطيب للمصلني الوضع الذي آلت إليه

    ، وكيف أن املساجد َتولت إىل دور ل وبرا، تتعاىل أصوات الناس ابلبكاء يف املسجد، فيشبه الشاعر أحوال املسلمني يف العامل اخلطيب بكاء القوم ببكاء آخر ملوك األندلس أيب عبد هللا الصغري حيث يقول:

    "ِإنَّ بكاءكم هذا أشَبَه بكاًء آخر صاحُب احلظ العاثر الذي ُأِخَذ ِمن يده اتج األندلس

    عطى هذا البلَد اجلميَل ل جانب َوَهَربَ عندما أ َتَسلََّق َظهَر َصخرٍة َكبريٍة وَنَظَر َحوَله

    بدت مثل اجلنة، السُّهوُل الزمرديَّة اليت تركها لقد جعلت املسكنِي يبكي ِبصوٍت عالٍ

    من الناحية األخرى تَرى أُم امللك أن هذا حٌق جداً 21"»افظ عليه مثل الرجالإبك مثل النساء ملكا مضاعا مل َت«وتقول:

    1936 -1859سامي ِبشا زادة َسزائي ) .3.7

    و 1909أحد أهم الكتاب والروائيني الُتك، عمل سفريًا للدولة العثمانية يف مدريد يف الفُتة الواقعة بني عامي زايرته ل ندلس يف كتبها يف أثناء 22"املسجد اِلامع: احلمراء"م، فزار األندلس وكتب عنها مقالتني؛ األوىل بعنوان 1914 م. 1921كتبها يف أثناء حرب التحرير الوطنية يف عام 23"غرانطة"م، والثانية بعنوان 1914عام

    19 Muallim Naci, Esâmî, İstanbul, Mahmud Bey Matbaası, 1308.

    20 Mehmed Akif, Safahât İkinci Kitap Süleymaniye Kürsüsünde, Sebil'ür-reşad Kütüp-hanesi:1, İstanbul,(1912) 2.tab’ı.

    21 Mehmed Akif Ersoy, Safahât İkinci Kitap Süleymaniye Kürsüsünde, s.48

    22 Samipaşazade Sezai, Sami Paşazade Sezai'nin Hikâye, Hatıra, Mektup ve Edebi Makaleleri. haz. Zeynep Kerman. İstanbul, İstanbul Üniversitesi Edebiyat Fakültesi, 1981. S, 277-280

    23 Samipaşazade Sezai, Sami Paşazade Sezai'nin Hikâye, Hatıra, Mektup ve Edebi Makaleleri. s.166-170

  • 343 | األندلس ِف األدب الَّتكي احلديث

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    " املسجد اجلامع يف مدينة قرطبة وصفاً تعريفياً املسجد اِلامع: احلمراءيصف سامي ابشا زاده سزائي يف مقالته "فهذا املسجد الذي كان أكب املساجد يف املعمورة، وقد أصبح مقصداً لطالب مبّيناً طوله وعرضه وعدد األعمدة املوجودة فيه.

    العلوم يؤمونه من الشرق والغرب لينهلوا من العلوم فيه. ويصف لنا شوارع قرطبة الضيقة اليت ذكرته ابلروح األندلسية واإلنسان األندلسي، وجعلته َُيس أبنه انتقل إىل القرون الوسطى.

    ديث عن قصر احلمراء الذي َتّول فيه واكتشف كل زاوية من زواايه، فيتحدث عن موقع ينتقل بعد ذلك للحالقصر ومنظره اخلارجي، وقاعاته والزخارف اليت زيّنت جدرانه، وعكست الروح العربية عليها. ويرى الكاتب أن املرء البّد من

    بة أمل عند رؤيته ألهنم عندما ال يرون متثااًل منصوابً يف أن يكون شرقيًا حىت يفهم قصر احلمراء، وَيّسه، فالغربيون يصابون خبي القصر أو صورة على جدار يعدون ذلك نقصاً عظيماً.

    املكتوبة ابخلط الكويف يف كل مكان يف غرانطة مل ترق للكاتب، لقد ذكرته هذه إال أن عبارة "ال غالب إال هللا" ن سبباً من أسباب ضياع األندلس. العبارة ابلتواكل املستشري بني الشرقيني، والذي كا

    " فقد بدأها بُتمجٍة لبيت شعر عريب، مفاده أّن الشمس مل تشرق على مدينتني أمجل من غرانطةأما مقالته الثانية " دمشق وغرانطة.

    وكان الوقت حلظة دخول الكاتب املدينة وقت الغروب، وقد امحّر وجه املدينة من أشعة الشمس، وبدت له بيوت ازين الذي كانت تسكنه العوائل العربية األصيلة فاَتًة أبواهبا كأمنا تنتظر أصحاهبا القدماء، أما نوافذها املفتوحة فبدت حي البي

    له كأمنا تنتظر أشعارهم وأفكارهم اليت ستنزل من السماء. واتريخ املدينة، يتحدث الكاتب عن أحاسيسه اليت انتابته يف أثناء زايرته ملدينة غرانطة، ويعطى حملة عن موقع

    غرانطة كانت املالذ األخري للمسلمني يف األندلس، بعد سقوط قرطبة وإشبيلية وبلنسية توجه املسلمون إىل مالذهم األخري غرانطة. وعلى الرغم من املكائد والتأخر من الناحية العسكرية، وحالة االنكسار اليت كان يعيشها العرب يف تلك احلقبة إال أن

    أي -لعلم واألدب مل يتأثر بل على العكس من ذلك لقد زاَد اهتمامهم ابلعلم، ويرى الكاتب أن هذه اخلاصيةاهتمامهم ابمن اخلصائص اخلارقة للعادة يف العرب؛ فاحلروب اخلارجية والفَت والثورات الداخلية -متسك العرب ابلعلم يف عصور االحنطاط

    عهم من إعالء شأن العلم واألدب، ومن أن يصبحوا أمة عظيمة، ويضرب مثالً واملصائب العظام اليت أملت هبم مل تستطع أن متنعلى ذلك تطور العلم يف الفُتة العباسية على الرغم من االحنطاط السياسي والعسكري. يرى الكاتب أن هذه احلالة ظهرت يف

    مدينة رائعة، بيد أن غرانطة مل تكن غرانطة أيضاً، فقد وصلت غرانطة إىل الذروة حضارايً، فقد جعل منها البناؤون العرب لديها قوة مسلحة قادرة على الدفاع عنها فكان مصريها الزوال.

    مث ينتقل ليصف حال املدينة يف تلك احلقبة، وتسُتعي انتباهه اهلضبة اليت أطلق منها أبو عبد هللا تنهيدته األخرية، الصغري عندما غادر املدينة، كما الح للكاتب من هذه اهلضبة طيف وخيل إليه أنه يسمع تلك الزفرة اليت أطلقها أبو عبدهللا

    خيال رأى مسلماً شرقياً يريد أن يقول له شيئاً.ويف املساء عاد الطيف يالحقه، فمنعه من النوم، وعندما فتح النافذة ونظر إىل اهلضبة اليت أطلق منها العرب

    أسود، هذه املرأة كانت تنظر ابضطراب وحسرة إىل غرانطة وقصر احلمراء. تنهيدهتم األخرية، بدا له طيف امرأة ترتدي نقااًب . كانت َتمل يف يدها "عليه مثل الرجال مل َتافظُمضاعاً ملكاً مثل النساء ابك"لقد كان هذا الطيف لعائشة اليت قالت البنها

    نهض احُتامًا هلا، لقد أخبته أبهنا تطوف يف كتاابً، وترتدي نقاابً، رفعته عن وجهها، ونظرت حوهلا، واقُتبت من الكاتب ، فسنة. ويف هناية 500غرانطة كل ليلة بعد منتصف الليل، وأن ابنها الذي مل يستطع الدفاع عن غرانطة ال يزال يبكي منذ

    حديثها قدمت له القرآن الكرمي هدية ليسلمه ملسلمي األانضول.

  • 344 | Abdulsettar Elhaj Hamed

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    1937-1867علي أكرم ) .3.8سائح عريب ِف ابن الكاتب واملفكر الكبري انمق كمال، نظم هذا الشاعر قصيدة بعنوان "الشاعر علي أكرم هو

    َتدث فيها عن سائح عريب رأى شجرة خنيل يف األندلس ذكرته بوطنه، فراح خياطب تلك النخلة. يقول الشاعر 24"،األندلسخاطب فيها خنلة رآها يف األندلس. بـَْيد أن علي أكرم أبن والده انمق كمال روى له يف صغره حكاية شاعر عريب نظم قصيدة

    علي أكرم يذكر أنه مل ير القصيدة العربية. ــ وإن كانت 25إن القصيدة اليت تزيد عن مثانني شطراً ليست ترمجة ملنظومة عربية ــ كما تعتقد الباحثة إَني أنغينون ــ ــ

    عبد الرمحن الداخل عندما رأى خنلة يف األندلس ذكرته بعض أبياهتا مستوحاة من القطعتني اللتني قاهلما األمري األموي . نذكر بيتني منها ملشاهبتهما أبيات األمري األموي ومها:26بدمشق

    "آه اي رفيقيت يف احملنة، أيتها النخلة العجماء حىت البكاء ال يكون حلالك يف الغربة ترمجاانً

    أنت مربوطة بُتاب احملنة 27ل والغربة "اسُكيت... أنت َمكوم على ابلعوي

    حممد نظام الدين .3.9

    1912كان فليبلي زاده َممد نظام الدين معاون مدير مكتب عنب يف دمشق يف احلقبة الواقعة بني عامي م، ترجم يف تلك احلقبة قصيدة أيب البقاء الرندي يف راثء األندلس شعراً إىل اللغة الُتكية مبساعدة مدرس اللغة العربية 1914و

    28طانية عبد القادر املبارك، ليكون بذلك أول من ترجم شعًرا أندلسًيا إىل اللغة الُتكية.يف املدرسة السل

    1958 -1884َيىي كمال .3.10وَتدث 1930و1928عمل الشاعر َيىي كمال سفرياً للجمهورية الُتكية يف إسبانيا يف احلقبة الواقعة بني عامي

    كما هي احلال 29".ذكرايت إسبانيامجعت فيما بعد َتت عنوان " عن انطباعاته عن األندلس يف رسائل أرسلها ألصدقائه، عند سزائي َتدث َيىي كمال عن أهم معلمني من معامل األندلس؛ جامع قرطبة وقصر احلمراء.

    ففي أثناء َتواله يف قرطبة الحظ أن الطابع الشرقي َيكم املدينة، فالشوارع واألسواق ذات الطراز الشرقي تشعر دولة َماورة لُتكيا على حد تعبريه، إال أن اآلاثر اإلسالمية مل يبق منها سوى جامع قرطبة وحصن، وعندما دخل املرء أبنه يف

    الشاعر َيىي كمال جامع قرطبة أحس نفسه يف وسط غابة من األعمدة، غري أن التعديالت اليت أجريت على اجلامع لتحويله

    24 Midhat Cemal, Nefais-i Edebiye, Dersaâdet, Araks Matbaası, 1329. 1. c. s. 98-103

    25 İnci Enginün, “Edebiyatımızda Endülüs”, Araştırmalar ve Belgeler, s. 32-41

    يا نحل أنت غريبة مثلي... في الغرب نائية عن األصل / فأبكي وهل تبكي مكبسة... عجماء لم تطبع على خبلي. انظر: 26 51. ص 1955تاريخ الفكر األندلسي، آنخبل جنثالث بلنثيا، تر: حسين مؤنس. مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة

    27 Midhat Cemal, Nefais-i Edebiye, 1. c. s. 102

    28 Zekai Konrapa, “Endülüs Mersiyesi-Nizami Tercümesi ve Endülüs Tarihine Kısa Bir Bakış”, İstanbul Yüksek İslâm Enstitüsü Dergisi, 1964, sayı: 2, s. 165-184.

    29 Yahya Kemal Beyatlı, Mektuplar ve Makaleler. İstanbul, İstanbul Fetih Cemiyeti,

    Yahya Kemal Enstitüsü, 1977. s. 3-20

  • 345 | األندلس ِف األدب الَّتكي احلديث

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    عاً من التخريب. لكن رغم ذلك فاجلامع مجيل، وكان سيكون أمجل بسجاده إىل كنيسة مل ترق للشاعر، وعد هذه التعديالت نو 30وقناديله على حد وصف الشاعر.

    أما غرانطة اليت وصفها أبهنا الذكرى األخرية اليت تركها العرب يف األندلس بعد أن اجتمعوا فيها من كل أحناء رة على وجه األرض، ويذكر الشاعر أنه زار كل من قرطبة األندلس أحبها كثرياً، وعدها من أمجل األماكن اليت تستحق الزاي

    وإشبيلية وطليطلة وبلنسية وغريها من مدن األندلس، إال أن غرانطة كانت أمجلهن، فمن زارها مرة وال ميكنه أن ينساها لعة البسيطة اليت بناها ومن املفارقات اليت جذبت انتباه الشاعر وجود بناَءين يف هذه املدينة، األول؛ الق 31وسيذكرها دائماً.

    جيش الفتح األول بقيادة طارق بن زايد، والثاين؛ قصر احلمراء الذي كان آخر ما بناه املسلمون فيها، مل ترق للشاعر جنات .32العريف بسبب التحريف الذي طاهلا

    على يد وَتدث الشاعر أيضًا يف إحدى رسائله عن رقص الفلمنكو الذي عده رقصًا عربيًا أعدم بدوره أيضاً ". الرقص األندلسيكما كتب قصيدة بعنوان " 33الغجر يف إسبانيا.

    1961-1878أَحد جودت إمره ) .3.11

    حكاية تناول الكاتب والباحث يف َمال اللغة الُتكية أمحد جودت إمره األندلَس يف حكاية خرافية بعنوان "ة غرانطة يف حقبة احلكم العريب هلا، حيث كان يف مدين 1916. تدور أحداث هذه احلكاية اليت صدرت يف عام 34"األندلس

    املسلمون واألسبان يعيشون جنباً إىل جنب يف هذه املدينة.بطل هذه احلكاية رجل أندلسي فقري كان يعمل سقاء يف غرانطة، يقع يف يده كتاب فيه توصيف لطريقة الوصول

    الكنز مبساعدة منجم مغريب، فيبدأ ببيع اجلواهر اليت عثر إىل كنز مدفون يف أطراف غرانطة، ينجح السقا َممد يف الوصول إىل عليها، لينفق منها على نفسه، لكنه مل يُتك مهنته حىت ال يكتشف الناس أمره، ولكن كانت زوجته يف البيت تلبس احللي اليت

    بدريغو من َممد أن خيبه جلبها، يف يوم من األايم رأها جاره األسباين بدريغو وهي ترتدي العقود واخلالخل الذهبية، فطلبمبصدر املال، َممد رجل طيب َيب اخلري للجميع، لذلك يوافق على اصطحاب بدريغو احلالق إىل املغارة، فيذهب الثالثة؛ املنجم املغريب وَممد وبدريغو إىل املغارة، لكن املغريب مل يكن مطمئنا لبدريغو، وبعد أن محل بدريغو ما يستطيع من اجلواهر،

    الدرج الطويل، ووصل إىل ابب املغارة، مل يكتف مبا أخذ، وقرر النزول مرة اثنية إلحضار املزيد من الذهب، وبعد أن وصعد نزل أطفاء املغريب الشمعة األمر الذي أدى إىل إغالق ابب املغارة وبدريغو يف داخلها.

    1927 -1870سليمان نظيف ) .3.12

    فُتة طويلة من حياته يف العراق موضوع األندلس يف قصيدته تناول الكاتب والشاعر سليمان نظيف الذي عمل اليت كتبها يف فُتة احلرب األمريكية اإلسبانية يف كواب، وأهداها إىل شهداء األندلس. 35"الكوبيون"

    30 Yahya Kemal, Mektuplar ve Makaleler. s. 5-6

    31 Yahya Kemal, Mektuplar ve Makaleler. s.15

    32 Yahya Kemal, Mektuplar ve Makaleler. s.7-8

    33 Yahya Kemal. Mektuplar ve Makaleler. s.7

    34 Ahmet Cevdet Emre, Endülüs Masalı, Sadâ-yı Millet Matbaası, İstanbul, 1332/

    1916.

    35 Süleyman Nazif, Firak-ı Irak: Mesaib-i Vatana Ağlayan Bir Kaç Neşide, Dersaa-

    det, Mahmud Bey Matbaası, 1336. s. 62-63

  • 346 | Abdulsettar Elhaj Hamed

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    يقول سليمان نظيف إن سبب كتابة هذه القصيدة اليت يظهر فيها جبالء العداء لإلسبان هو مأساة األندلس اليت ل أربعني سنة. فقد انتقد الشاعر يف القصيدة سياسة اإلسبان االستعمارية، وذكرهم مبظاملهم يف األندلس. نقتطف من مسعها قب

    هذه القصيدة هذا املقطع املتعلق ابألندلس: "هدمت األندلس واه.. مل ننس إىل اآلن.

    -خييل إيّل أهنا َتمل منا املدد اليوم- صدى ألف اي وياله يضرب آفاقكِ

    36اابُت تـَُعدُّ املظاملَ املاضية."واخلر

    1956-1885مدحت مجال كونت أي ) .3.13م. خياطب 1909اليت نشرت يف عام احلمراء" تناول الشاعر والروائي مدحت مجال قصر احلمراء يف قصيدته "

    ال بدن، ويلومه الشاعر يف قصيدته هذه قصر احلمراء، ويستنكر تركه بيد اإلسبان، ويشبهه جبنازة العرب، ويصفه أبنه روح بالحتفاظه بزينته وهو يف يد األعداء، ويطلب منه أن يتخلى عنها، كما يطلب منه أن يظهر كيف استطاع فرد جاهل من األمة

    وأن يظهر للناس ما معَّن ظلم البشر. ويُنهي الشاعر قصيدته هبذا البيت -رمبا هذه إشارة أليب عبد هللا الصغري-أن ميحو أمته من قصر احلمراء ابلزوال احُتاماً ملاضيه املشرق:الذي يطلب فيه

    "كفى... استحي من ُعلوِّك البائس 37واهندم احُتاماً ملاضيك اجمليد."

    َتليات استلهام األندلس ِف األدب الَّتكي .4

    وجد الكّتاب الُتك يف األندلس كل ما يلزمهم للدفاع عن احلضارة اإلسالمية اليت ينتمون إليها يف وجه هجمات رب الشرسة، فكانت األندلس مالذا يلجؤون إليها لرفع الروح املعنوية للعثمانيني الذين كانوا يعيشون حالة انكسار، وكما الغ

    وجد الكتاب الُتك يف مصري األندلس درسا ألخذ العبة فراحوا َيذرون الشعب الُتكي العثماين من مصري كمصري األندلس ما م. كما زار بعض من الكّتاب الُتك داير األندلس فوصفوا يف كتاابهتم مجال طبيعتها مل ينهضوا للدفاع عن أنفسهم وأوطاهن

    وآاثرها اليت أحبوها كثرياً وأحسوا الروح العربية فيها.

    األندلس وسيلة للدفاع ِف وجه احلضارة الغربية .4.1م. 1839عثمانية يف عام بدأ اهتمام األدابء الُتك ابألندلس بشكل فعلي مع بداية عصر التنظيمات يف الدولة ال

    ففي بداية هذا العصر انفتحت الدولة العثمانية على الغرب، وبدأت الثقافة الغربية تتغلغل يف الثقافة الُتكية، وابتت أحد أهم مصادر األدب الُتكي، وعلى الرغم من إعجاب املثقفني من الُتك ببعض جوانب هذه الثقافة كانوا حذرين يف التعامل معها،

    ال يراتحون هلا، ألن قسمًا من روادها وفالسفتها كانوا يهامجون الدين عموماً، واإلسالم واملسلمني خصوصاً. وكان كانوا األدابء الُتك الذين تربّوا على الثقافة اإلسالمية ينبون للدفاع عن اإلسالم عندما يهامجه الكتاب والفالسفة الغربيون، فبدأ

    فـَنََّد فيها ادِّعاءات 38لعل أبرزهم يف هذا املضمار األديب والشاعر انمق كمال، الذي كتب َرّديّةبعضهم بكتابة "الرَّدِّايَّت"، و الفيلسوف الفرنسي أرنست رينان، ومل يقتصر األمر على الردايت، فقد قام بعضهم ابستلهام صفحات مشرقة من التاريخ 36 Süleyman Nazif, Firak-ı Irak: Mesaib-i Vatana Ağlayan Bir Kaç Neşide, s. 62

    37 Mithat Cemal Kuntay, “Elhamra”, Sırat-ı Müstakim (Ekim 1324), c.1, sayı. 8, s. 118.

    38 Namık Kemal, Külliyat-ı Kemal, Birinci Tertib, Renan Müdafaanamesi, İstanbul,

    Mahmud Bey Matbaası 1326.

  • 347 | األندلس ِف األدب الَّتكي احلديث

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    العلم أو يقف يف وجهه، فوجدوا يف اتريخ األندلس املشرق اإلسالمي يف أعماهلم األدبية إلثبات أن اإلسالم دين اليعادي ضالتهم، فتاريخ األندلس يشكل دعامة التاريخ اإلسالمي املشرق. يف ظل االنفتاح على احلضارة الغربية كانت األندلس الدرَع

    يقولوا للعامل الغريب إن اإلسالم مل القوية اليت اتقى هبا الُتك هجمات أعدائهم الغربيني، فاألدابء، ومن خالل أعماهلم، أرادوا أن يكن عدوًا للعلم يومًا بل كان حاميًا وراعيًا له، والدليل على ذلك احلضارة األندلسية اليت لوالها ملا وصلت أورواب إىل ما

    وصلت إليه من التقدم العلمي. م منه ابالنبهار أمام هذه املستهدف يف هذا اخلطاب طبعًا ليس الغربيني فقط بل الشعب العثماين الذي شعر قس

    احلضارة الغربية أيضا، فكان من واجب الكتاب الُتك َتصني َمتمعهم من االدعاءات اليت كانت تصدر من الغرب. وترى الباحثة إَني أنغينون أن تصوير عبد احلق حامد يف مسرحياته األندلسية األخالق والقيم اليت يتحلى هبا

    إىل إسبانيا رد على أرنست رينان وأمثاله من املهامجني لإلسالم. فقد تصدى إىل أولئك الذين املسلمون والنظام الذي أحضروه 39يربطون بني التخلف واإلسالم، وكانت مسرحياته األندلسية مبثابة أجوبة هلم.

    أن " مشريًا فيه إىل خراِبتويدخل يف هذا النطاق أيضًا تساؤل ضياء ابشا اآليت الذي أورده يف مقدمة كتابه " احلضارة الغربية ماكانت لتكون لوال األندلس.

    40"لو أن نور األندلس مل ينتشر من كان يوقظ أورواب من نوم اجلهل." ويشُتك معلم انجي مع ضياء ابشا يف الُتكيز على أن أصل احلضارة الغربية هو احلضارة األندلسية.

    ")األندلس( أثر اجتهاد العرب أوروبة أخذت منها العرفان

    41وال تزال تبيعنا إايه." كذلك سامي ابشا زادة سزائي، أشار يف مقالته "غرانطة" إىل التقدم العلمي الذي حققه األندلسيون ومع

    .42سنة 400خروجهم من األندلس َتخر العلم يف العامل

    األندلس درس ألخذ العَبة. .4.2دولتني إسالميتني غري مرغوب فيهما يف أوروبة، وكانتا مثة تشابه كبري بني الدولة العثمانية واألندلس، فكلتامها كانتا

    ختوضان حرابً من أجل البقاء ضد املسيحيني، وكانتا تفقدان أجزاء من أراضيهما تدرجييًا لصاحل املسيحيني األوربيني. يف بداية ثمانية من أوروبة، هلذا كان العثمانيون القرن التاسع عشر تقهقر العثمانيون أمام الغرب، وبدأ العامل الغريب َياول إخراج الدولة الع

    خيافون من مصري يشبه مصري األندلس، هلذا السبب َند أن احلقبة اليت ركز عليها الكتاب الُتك يف كتابتهم احلقبة األخرية من " خ األندلسَتريحياة الدولة العربية يف األندلس. ويف هذا الصدد يرى الباحث بشري أيواز أوغلو أّن ضياء ابشا يف كتابه "

    حاول استخراج دروس ألخذ العبة من خالل إبراز النقاط املشُتكة بني األندلس يف زمن ملوك الطوائف والدولة العثمانية اليت 43كانت تعيش عصر انقراضها.

    39 İnci Enginün, “Edebiyatımızda Endülüs”, Araştırmalar ve Belgeler, s. 32-41

    40 Ziya Paşa. Harabat, s.IX

    41 Muallim Naci, Musa b. Ebu’l-Gazan, s. 7-8

    42 Samipaşazade Sezai, Sami Paşazade Sezai'nin Hikâye, Hatıra, Mektup ve Edebi Makaleleri. s.167

    43 Beşir Ayvazoğlu, “Edebiyatımızda Endülüs”, Endülüs'ten İspanya'ya, s.81

  • 348 | Abdulsettar Elhaj Hamed

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    اول عبد لقد ركز األدابء الُتك يف أعماهلم على الفُتة األخرية من حياة الدولة العربية اإلسالمية يف األندلس. فقد تناحلق حامد فُتة السقوط يف مسرحيتني،كذلك فعل مشس الدين سامي يف مسرحيتيه املتعلقتني ابألندلس، كما تناول معلم

    انجي الفُتة نفسها يف منظومته، وأملح إليها سامي ابشا زادة سزائي يف مقاالته وَممد عاكف يف شعره. عن سقوط األندلس هبذه الكثرة يشري إىل شعور عام كان إن حديث الكّتاب الُتك يف أواخر الدولة العثمانية

    ينتاهبم أبن مصريًا كمصري األندلس ابنتظارهم، فأخذوا َيذرون من الوقوع فيما وقع به األندلسيون، لذا نرى معلم انجي يف منظومته َيذر الشعب من الفرقة، وَيّثه على الوحدة، يقول:

    "إذا كانت الوحدة من طبع الشعب املمكن أن تزول الدولة؟هل من

    أن شقاق الشعب آفة امللك وروح امللك اتفاق الشعب الشعب الذي يفارق االَتاد

    فليقطع أمله من مراده الوطن ال يعيش من دون اَتاد

    ألن البدن ال يعيش يف غياب الروح. االتفاق أصل القوة والعزة

    44االفُتاق سبب الضعف والذل "" أبناء قومه الذين كانوا خيوضون حرب التحرير مبصري يشبه مصري غرانطةيف مقالته "يذكر سامي ابشا زادة سزائي

    األندلسيني الذين تركوا أرضهم إن مل يدافعوا عنها. فعندما كان يف غرانطة زاره طيف عائشة أم أيب عبد هللا الصغري، فأخبته أبن صته أن يوصل القرآن الكرمي الذي أهدته إايه ملسلمي سنة. وأو 500ابنها الذي مل يدافع عن غرانطة اليزال يبكي منذ

    وما هذه املقاربة إال للفت أنظار الُتك إىل ضرورة االستماتة يف الدفاع عن 45األانضول الذين خيوضون حرب التحرير الوطنية. الوطن، وأخذ العبة من األندلس اليت مل يدافعوا عنها ففقدوها وال يزالون يبكون عليها.

    عاكف كان من الشعراء الذين ربطوا بني بكاء أيب عبد هللا الصغري وبكاء العثمانيني يف جامع أما َممدالسليمانية، لعله يشري بذلك إىل أن البكاء ال جيدي نفعاً، وأن على املسلمني التحرك والدفاع عن أوطاهنم ومقدساهتم وإال

    فمصري كمصري األندلس ينتظرهنم: بكاًء آخر " ِإنَّ بكاءكم هذا أشَبهَ

    46صاحُب احلظ العاثر الذي ُأِخَذ ِمن يده اتج األندلس." يستحضر الشاعر يف هذه األبيات بكاء أيب عبد هللا ألخذ العبة منه.

    44 Muallim Naci, Musa b. Ebu’l-Gazan, s. 5.

    45 Samipaşazade Sezai, Sami Paşazade Sezai'nin Hikâye, Hatıra, Mektup ve Edebi Makaleleri. s.170.

    46 Mehmed Akif, Safahât İkinci Kitap Süleymaniye Kürsüsünde, s.48

  • 349 | األندلس ِف األدب الَّتكي احلديث

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    األندلس مثل َيتذى به ووسيلة لرفع املعنوايت. .4.3اق املختلفة يف ظل حكم إن من أوجه التشابه بني الدولة العثمانية والدولة األندلسية تعايُش األداين واألعر

    املسلمني، ومن هنا اليستغرب تذكر األدابء النموذج األندلسي واستحضاره يف أعماهلم األدبية يف فُتة كانت تقهقر فيها الدولة العثمانية، وَتتاج إىل من يوقف هذا التدهور، ويرفع من معنوايت العثمانيني. فكانت تلك الفُتة َتتاج إىل حكام عادلني،

    ة شجعان، وشعب يقدم مصلحة الدولة على مصلحته الشخصية. من هنا كان استلهام الشخصيات القيادية يف األعمال وقاداألدبية موضع اهتمام الكتاب الُتك. وكان أفضل من قدم منوذجًا للحاكم املثايل الشاعر األعظم عبد احلق حامد، فأجاب

    د احلق حامد يف مسرحياته املتعلقة ابألندلس بعرض شخصية رجل بذلك عن سؤال كيف جيب أن يكون احلاكم؟ لقد قام عبالدولة املثايل الذي يتحلى ابلشجاعة والعدل والقدرة على التضحية بكل شيء يف سبيل الوطن لنقد رجال الدولة يف عصره،

    اكم والقائد املسلم هذه النماذج فقد قدم ثالثة مناذج إجيابية رئيسة للح 47وليبني حاجة الدولة العثمانية إىل مثل هؤالء الرجال.هي طارق بن زايد، وموسى بن نصري، وعبد الرمحن الثالث. إّن القاسم املشُتك بني هؤالء احلكام التضحية ابلسعادة الشخصية

    لتأمني السعادة للشعب والقوة للدولة. الغسان الذي ضحى معلم انجي أيضاً قدم شخصية إجيابية يف زمن سقوط األندلس وهي شخصية موسى بن أيب

    بنفسه يف سبيل غرانطة، ومل يقبل االسستالم وتسليم املدينة على الرغم من قبول أعيان غرانطة مجيعهم االستسالم والتسليم.وهنالك بعض الشخصيات السلبية اترخييًا يف اجملتمع األندلسي َتولت إىل شخصيات قيادية إجيابية يف بعض

    سيدي َيىي اليت صورها مشس الدين سامي على أهنا شخصية وطنية وشجاعة على العكس األعمال األدبية من مثل شخصية مما هي عليه يف كتب التاريخ.

    من املالحظ أن معظم األعمال األدبية اليت تناولت سقوط األندلس كانت تصر على إظهار نضال األندلسيني امد هتزم الفتاة املسلمة نظيفة فردانندو الذي استطاع " لعبد احلق حنظيفةحىت آخر رمق ورفضهم االستسالم، يف مسرحية "

    أيضاً هذا اإلصرار على رفض االستسالم على الرغم سيدي َيىي"هزمية األندلسيني برفضها العيش يف قصره. وَند يف مسرحية "االستسالم يقدمه من كل الظروف اليت كانت َتيط ببطل املسرحية. ولعل أبرز منوذج لالستماته يف الدفاع عن الوطن ورفض

    معلم انجي يف منظومته من خالل شخصية موسى بن أيب الغسان.ميكننا يف هذا الصدد أن نقول إن الشخصيات األندلسية اليت ترجم هلا معلم انجي يف كتابه األسامي تدخل يف

    إطار تقدمي مناذج إجيابية َيتذى هبا.

    األندلس رمز للجمال .4.4ابء الُتك رمزًا للجمال، كما هي احلال يف كتاابت سامي ابشا زاده سزائي بدت األندلس يف كتاابت بعض األد

    وَيىي كمال اللذين زارا إسباين وعمال فيها فُتة من الزمن. فقد وصفا يف كتاابهتما مجال األندلس الطبيعي ومجال آاثرها التارخيية اليت خلفها العرب املسلمون فيها.

    ملسجد اجلامع يف قرطبة وقصر احلمراء يف غزانطة َمط إعجاهبما. وكانت إىل جانب مجال الطبيعة كان كل من اغرانطة أكثر ما أاثر إعجاهبما من املدن األندلسية. وكانت الزخارف واملقرنصات والبك مثار إعجاهبما، ومن ذلك الوصف

    اآليت الذي ذكره سامي ابشا زاده سزائي يف معرض حديثه عن غرانطة: ف تلك املقرنصات واأللوان؛ األمحر، واألزرق الغامق، واألصفر الذهيب.. إن الروح العربية " ما أرق وأظرف وأش

    48القدمية اليت كانت منبع هذا اجلمال تتجلى يف جوهر الصنعة املكنون فيها "

    47 İnci Enginün, “Edebiyatımızda Endülüs”, Araştırmalar ve Belgeler, Dergâh Yay.,

    İstanbul 2000, s. 32-41

    48 Samipaşazade Sezai, Sami Paşazade Sezai'nin Hikâye, Hatıra, Mektup ve Edebi Makaleleri. s.144

  • 350 | Abdulsettar Elhaj Hamed

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    يِصورة اإلسبان واألندلسينب .5فظهر األندلسيون كحماة بدت صورة األندلسني يف كتاابت األدابء الُتك اليت تناولوا فيها األندلس مشرقة،

    لإلسالم ورعاة للعدل وأهل للقيم النبيلة والفضائل. أما اإلسبان فلم تكن صورهتم فيها أبمجل مما كانت عليه حاهلم أايم َماكم التفتيش.

    كانت معظم الشخصيات اإلسالمية يف املسرحيات اليت تناولت األندلس شخصيات إجيابية تتمتع ابألخالق النبيلة، وهي يف َمملها شخصيات فاضلة ومثالية، نذرت نفسها يف سبيل هللا. فقد برأ عبد احلق حامد العالية، والقيم

    شخصياته األندلسية من كثري من التهم التارخيية، وأظهرها شخصيات خالية من العيوب. وأييت يف مقدمه هذه الشخصيات دلسية فقد بدت عفيفة طاهرة تضحي بنفسها يف سبيل وطنها.كل من طارق بن زايد وموسى بن نصري وأبنائه. أما املرأة األن

    إىل جانب هذه الشخصيات اإلجيابية كانت هناك بعض الشخصيات األندلسية السلبية، نذكر منها شخصية " الذي خان سيده من أجل املال الذي َيبه كثرياً، زيد أيضًا فاقد للحس الوطن، ويرى أن سيدي َيىي"زيد" يف مسرحية "

    " الذي ترك كل وجدانال الذين ميوتون يف سبيل الوطن محقى. ومن الشخصيات السلبية شخصية حسن يف مسرحية "الرجدينه وأصدقاءة وأقرابء، ومل يفكر إال بنفسه ومبستقبله، وهو كاذب خمادع خدع أقرب الناس إليه، إال أنه يصحو من غفلته يف

    هناية األمر ويعود إىل رشده.سبانية مبعظمها ظاملة وسلبية، وأييت على رأس هذه الشخصيات من القادة وامللوك رودريك كانت الشخصيات اإل

    وفرديناندو، أما شخصيات رجل الدين من الكاثوليك فقد كانت يف منتهى البشاعة يف خمتلف املسرحيات. نذكر من هذه فاطمة فأراد أن يظفر هبا، وحاول " الذي وقع يف حبوجدانالشخصيات على سبيل املثال كردانل غرانطة يف مسرحية "

    حبسها ليجعل منها عبدة له يف الدير. لعل سبب الصورة السلبية لرجال الدين اإلسبان يف املسرحيات هو دورهم السليب واملخزي يف َماكم التفتيش يف األندلس.

    الم، غري أن هناك كانت هناك بعض الشخصيات اإلسبانية اإلجيابية، وهم يف الغالب ممن غري دينه ودخل اإلسشخصيات بقيت على الكاثوليكية، إال أهنا كانت إجيابية، نذكر من تلك الشخصيات ملك إسبانيا يف مسرحية "سيدي َيىي" الذى بدا عاداًل يف املسرحية، غري أن عدالة امللك كانت لغرض تبأة سيدي َيىي وإخراجه من السجن ال لغرض مدح عدالة

    " الذي كان َمط احُتام املسلمني، فقد مات دفاعاً عن وطنه َتت قيادة ابن موسىا" يف مسرحية "اإلسبان. وشخصية "مركادو رودريك الذي يكرهه." أيضا شخصيتان رئيسيتان؛ األوىل السقا َممد الذي ميثل املسلمني أما الثانية فشخصية حكاية األندلسمثة يف "

    كل أهل غرانطة تشهد حبسن سريته على الرغم من فقره، السقا َممد احلالق بدريغو الذي ميثل اإلسبان. َممد رجل شريف و رجل طيب القلب، ال يعرف احلقد واألاننية، أما احلالق بدريغو فهو رجل شرير وماكر وخائن، يكره املسلمني، ويكره َممد

    السقاء، واهتمه بقتل رجل مغريب وسرقة أمواله، فهو حسود وأانين وطماع وجبان.يف احلكاية أن املسلم الشريف ال ميكن أن يرتكب جرمية من أجل املال مهما كان فقرياً. نقتبس ويذكر الكاتب

    من هذه احلكاية اخلرافية هذه الفقرة اليت تصور حال األسبان الذين كانوا يعيشون َتت احلكم العريب يف األندلس.رب أبداً، الذين ال يقطعون الطرق منهم "يف ذلك الزمن كان اإلسبان يعيشون َتت حكم املسلمني، وال َيبون الع

    يف اجلبال كانوا يظهرون الطاعة والوالء للمسلمني، لكن قلوهبم مل تكن خالية من احلقد واخلصومة للمسلمني )...( حىت احلالق 49الفقري بدريغو إسباين ُمتطرِّف، أي عدو للعرب، وعدو للمسلمني"

    مدح األندلسيني وذم أعدائهم، فحىت يف املقاالت األدبية َند أن مما سبق يتضح لنا ميل الكّتاب الُتك إىل ولعل ذلك من ابب االنتصار للمظلوم. وأوضح ما يبني 50الكتاب الُتك ال يُتددون يف وصف اإلسبان ابخلشونة والتعصب.

    موقف الُتك من اإلسبان القول اآليت للشاعر َيىي كمال: 49 Ahmet Cevdet, Endülüs Masalı, s.14

    50 Samipaşazade Sezai, Sami Paşazade Sezai'nin Hikâye, Hatıra, Mektup ve Edebi Makaleleri. s. 279.

  • 351 | األندلس ِف األدب الَّتكي احلديث

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    ن من فقدها، أصبحنا أعداء لإلسبان. حىت إن عداءان هلم فاق عداءان "احُتقنا لفقد العرب األندلَس وكأننا حن 51للسالفيني الذين أساؤوا لنا كثريًا. ألن نريان َماكم التفتيش مل تكن تفارق أعيننا." ومن هذا القبيل أيضا القول اآليت ل ديب والشاعر سليمان نظيف:

    األندلس اليت ستبقى ذكرى ضياعها مثل خيال حسرة "مل أكن قد بلغت العاشرة من عمري حني مسعت مبغامرة 52يطوف يف خواطر األمة اإلسالمية دائماً، وستُبكى دائماً. أربعون سنة كاملة ولدي غيظ وحقد على إسبانيا"

    اخلامتةا لقد كان عند أدابء الُتك نبأ عن أهل األندلس وحضارهتا، إال أهنا مل تدخل أدهبم إال بعد عصر التنظيمات، فبدؤو أواًل ابلكتابة عن اترخيها، بعد ذلك أصبحت من املوضوعات احملببة عندهم، فتناولوها يف مسرحياهتم وأشعارهم ومقاالهتم األدبية، وترمجوا حلكامها وعلمائها وشعرائها يف ترامجهم، كما أفسحوا اجملال ألشعار األندلسيني يف خمتاراهتم الشعرية، وكانت

    ا راثؤها.أول قصيدة ترمجوها من أدهبإن اإلحساس بدنو أجل الدولة العثمانية بعد عصر التنظيمات، والشعور ابهلزمية الذي بدأ ينتاب

    العثمانيني أمام الغرب دفع األدابء الُتك إىل البحث عن منوذج َيتذى يصلح لدولتهم ويصلحها، فكان النموذج األندلسي من ، بطريقة غري مباشرة، على التشبه حبكام األندلس األوائل يف االلتزام ابلعدل بني النماذج اليت طرحوها. فراحوا َيثون حكامهم

    واملساواة وتقدمي مصاحل الدولة على مصاحلهم الشخصية. وحالوا رفع معنوايت العثمانيني املنهارة أمام بريق احلضارة الغربية، ني مبينني ضرورة االستفادة منه لبناء دولة ال شرقية وال وذكروهم ابملرياث الذي تركه هلم أبناء حضارهتم اإلسالمية من األندلسي

    .غربية كتلك اليت كانت يف األندلس

    51 Yahya Kemal, Tarih Musahabeleri, İstanbul, İstanbul Fetih Cemiyeti, 1976. s. 104

    52 Nurullah Çetin, "Süleyman Nazif'in Fırâk-ı Irak Adlı Eseri", Türkoloji Dergisi, C. XI,

    s. 1, Ankara 1993, s.255

  • 352 | Abdulsettar Elhaj Hamed

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    املصادر واملراجعAbdülhak Hamid Tarhan, Tarık yahut Endülüs’ün Fethi, İbn Musa yahut Zatü’l-

    Cemal, Tezer yahut Melik Abdurrahmanü’s-Salis, Nazife, Abdullahü’s-

    Sagir. haz; İnci Enginün. İstanbul, Dergâh Yayınları, 2002.

    Ahmet Cevdet Emre, Endülüs Masalı, Sadâ-yı Millet Matbaası, İstanbul, 1332

    /1916.

    Beşir Ayvazoğlu, “Edebiyatımızda Endülüs”, Endülüs'ten İspanya'ya, Ankara,

    Türkiye Diyanet Vakfı, 1996. s.79-85

    Feridun Bilgin,“Gırnata İsyanı (1568-1570) Çerçevesinde Osmanlı-Endülüs

    İlişkileri” Usûl, 11 (2009/1),117-140

    İnci Enginün, “Edebiyatımızda Endülüs”, Araştırmalar ve Belgeler, Dergâh

    Yay., İstanbul 2000, s. 32-41

    İsmail E. Erünsal ,“Türk Edebiyatında Endülüs’e İlginin Uyanmasında Ziya

    Paşa’nın Endülüs Tarihi adlı Tercümesinin Rolü ve Bu Tercümenin

    Yapılış Nedenleri”,Ötekilerin Peşinde Ahmet Yaşar Ocak’a Armağan,

    haz. Mehmet Öz, Fatih Yeşil, Timaş Yayınları, İstanbul 2015, s. 417-

    423.

    M. Erol Kılıç, “İbnü’l-Arabî Muhyiddin” DIA, c 20; s 495-516.

    Mehmed Âkif, Safahât İkinci Kitap Süleymaniye Kürsüsünde, Sebil'ür-reşad

    Kütüphanesi:1, İstanbul,(1912) 2.tab’ı.

    Midhat Cemal, Nefais-i Edebiye, Dersaâdet, Araks Matbaası, 1329. 1. c. s. 98-

    103

    Mithat Cemal Kuntay , “Elhamra”, Sırat-ı Müstakim (Ekim 1324), c.1, sayı. 8,

    s. 118.

    Muallim Naci, Esâmî, İstanbul, Mahmud Bey Matbaası, 1308.

    Muallim Naci, Musa b. Ebu’l-Gazan; yahud Hamiyyet, Matba’a-i Ebuzziya,

    İstanbul, 1299.

    Namık Kemal, Namık Kemal'in Türk Dili ve Edebiyatı Üzerine Görüşleri ve

    Yazıları, haz, Kazım Yetiş, 2. Bs, İstanbul, Alfa Yayım Dağıtım, 1996.

  • 353 | األندلس ِف األدب الَّتكي احلديث

    ÇÜİFD, 2017, cilt: 17, sayı: 1, ss. 335-354

    Namık Kemal, Külliyat-ı Kemal, Birinci Tertib, Renan Müdafaanamesi, İstan-

    bul, Mahmud Bey Matbaası 1326.

    Nurullah Çetin, "Süleyman Nazif'in Fırâk-ı Irak Adlı Eseri", Türkoloji Dergisi, C.

    XI, s. 1, Ankara 1993, s. 233-256.

    Samipaşazade Sezai, Sami Paşazade Sezai'nin Hikâye, Hatıra, Mektup ve

    Edebi Makaleleri. haz. Zeynep Kerman. İstanbul, İstanbul Üniversitesi

    Edebiyat Fakültesi, 1981

    Süleyman Nazif, Firak-ı Irak: Mesaib-i Vatana Ağlayan Bir Kaç Neşide, Dersa-

    adet, Mahmud Bey Matbaası, 1336.

    Şemseddin Sami, Seydî Yahya, İstanbul; Tasvir-i Efkâr Matbaası, 1292.

    Şemseddin Sami, Vicdan, haz, İrfan Morina. Üsküp, Logos-A, 2014.

    Yahya Kemal Beyatlı, Mektuplar ve Makaleler. İstanbul, İstanbul Fetih Cemi-

    yeti, Yahya Kemal Enstitüsü, 1977.

    Yahya Kemal, Tarih Musahabeleri, İstanbul, İstanbul Fetih Cemiyeti, 1976.

    Zekai Konrapa, “Endülüs Mersiyesi-Nizami Tercümesi ve Endülüs Tarihine

    Kısa Bir Bakış”, İstanbul Yüksek İslâm Enstitüsü Dergisi, 1964, sayı:

    2, s. 165-184.

    Ziya Paşa, Endülüs Tarihi, İstanbul, Karabet ve Kasbar Matbaası, 1304

    H/1886-1887: Tab-ı Sânî (2. bs.).

    Ziya Paşa. Harabat, 1291-1292. İstanbul, Matbaa-i Âmire, 1 c.'de 3 c

  • Andalusia in Modern Turkish Literature

    Citation / ©- Hamed, A. H. (2017). Andalusia in Modern Turkish Li-

    terature, Çukurova University Journal of Faculty of Divinity, 17 (1),

    335-354.

    Abstract- This article discusses the image of Andalusia in modern

    Turkish literature written in Arabic script (1839-1928). It provides

    an overview of the relationship between Ottomans and Andalusia

    that goes back to the time of mystic sheikh Ibn Arabi. And it chro-

    nicles the subject of Andalusia in the Turkish literature in the so-

    called period by mentioning the most important writers who talked

    about Andalusia in their literature writings. This article examines

    the causes of the of authoring on Andalusia and its manifestations

    in their literary works interpreted in the light of historical circums-

    tances that were experienced by the Ottoman Empire. Turkish wri-

    ters found in Andalusia what enforces them to defend Islamic civili-

    zation against western attacks. Andalusia was a way to inspire Ot-

    tomans who were in deteriorated situation. Andalusia end was les-

    son because of the similar elements between Andalusia and the

    Ottoman Empire. It also presents an image of Andalusians and the

    Spanish people in the given literary works. Generally the image of

    Andalusians seemed bright but the image of Spanish people was

    negative.

    Keywords- Andalusia, modern Turkish literature, Ottoman Empire,

    Turkish theater, Islamic literature