1042
اﻟﻤﻜﻴﺔ اﻟﻔﺘﻮﺣﺎت ﻣﺤﻴﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ اﻟﻤﻜﻨﻰ ﺑﺄﺑﻲ ﺑﻜﺮ واﻟﻤﻌﺮوف ﺑﺎﻟﺤﺎﺗﻤﻲ اﻟﻄﺎﺋﻲ ،وﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﺮﺳﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻋﺎم1165 م وﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﻋﺎم1240 م1 - -

الفتوحات المكية - المجلد الأول - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/1228_125a.pdf3 ﰊﺮﻋ ﻦﺑﺍ ﻦﻳﺪﻟﺍ ﻲﻴﳏ-ﺔﻴﻜﳌﺍ

  • Upload
    others

  • View
    5

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • الفتوحات المكيةم 1240 عام دمشق في وتوفي م 1165 عام باألندلس مرسية في ،ولد الطائي بالحاتمي والمعروف بكر بأبي المكنى عربي ابن الدين محيي

    1- -

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 2

    المجلد األول مقدمة الكتاب

    معرفة الحامل القائم باللسان الغربي في الفصل األول

    يف األوليات حكمى فقال له احلاضرون تكلم وأجوز وكن البليغ قام اإلمام املغريب وقال يل التقدم من أجل مرتبة علمي فاحلكماملعجز فقال اعلموا أنه مامل يكن مث كان واستوت يف حقه األزمان إن املكون يلزمه يف اآلن مث قال كل ما ال يستغىن عن أمر ما

    يعول الباحث عليه مث قال من كان فحكمه حكم ذلك األمر ولكن إذا كان من عامل اخللق واألمر فليصرف الطالب النظر إليه ولالوجود يلزمه فإنه يستحيل عدمه والكائن ومل يكن يستحيل قدمه ولو مل يستحل عليه العدم لصحبه املقابل يف القدم فإن كان املقابل

    م الربط مل يكن فالعجز يف املقابل مستكن وإن كان كان يستحيل على هذا اآلخر كان وحمال أن يزول بذاته لصحة الشرط وأحكامث قال وكل ما ظهر عينه ومل يوجب حكماً فكونه ظاهراً حمال فإنه ال يفيد علما مث قال ومن احملال عليه تعمري املواطن ألن رحلته يف

    الزمن الثاين من زمان وجوده لنفسه وليس بقاطن ولو جاز أن ينتقل لقام بنفسه واستغىن عن احملل وال يعدمه ضد ال تصافه بالفقد فاعل فإن قولك فعل ال شيء ال يقول به عاقل مث قال من توقف وجوده على فناء شيء فال وجود له حىت يفىن فإن وجد فقد وال ال

    فىن ذلك الشيء املتوقف عليه وحصل املعىن من تقدمه شيء فقد احنصر دونه وتقيد ولزمه هذا الوصف ولو تأبد فقد ثبت العني ه حكم املسند ملا تناهى العدد وال صح وجود من وجد مث قال ولو كان ما أثبتناه خيلى وميلى بالمني مث قال ولو كان حكم املسند إلي

    لكان يبلى وال يبلى مث قال ولو كان يقبل التركيب لتحلل أو التأليف اضمحل وإذا وقع التماثل سقط التفاضل مث قال ولو كان د صح إليه استناده فباطل أن يتوفق عليه وجوده وقد قيده إجياده يستدعى وجوده سواه ليقوم به مل يكن ذلك السوى مستند إليه وق

    مث إنه وصف الوصف حمال فال سبيل إىل هذا العقد حبال مث قال الكرة وإن كانت فانية فليست ذات ناحية إذا كانت اجلهات إيلّ استوطن موطناً جازت عنه رحلته وثبتت فحكمها علي وأنا منها خارج عنها وقد كان وال أنا ففيم التشغيب والعنا مث قال كل من

    نقلته من حاذى بذاته شيأ فإن التثليث حيده ويقدره وهذا يناقض ما كان العقل من قبل يقرره مث قال لو كان ال يوجد شيء إال عن نا للمنازع ليس بنافع مث قال مستقلني اتفاقاً واختالفاً ملا رأينا يف الوجود افتراقاً وائتالفا واملقدر حكمه حكم الواقع فإذن التقدير ه

    إذا وجد الشيء يف عينه جاز أن يراه ذو العني بعينه املقيدة بوجهه الظاهر وجفنه وما مث علة توجب الرؤية يف مذهب أكثر األشعرية لتها كما ذكرناها مث إال الوجود بالبنية وغري البنية والبد من البنية ولو كان الرؤية تؤثر يف املرئي ألحلناها فقد بانت املطالب بأد

    .صلى وسلم بعد ما محد وقعد فشكره احلاضرون على إجيازه يف العبارة واستيفائه املعاين يف دقيق اإلشارة

    معرفة الحامل المحمول الالزم باللسان المشرقي في الفصل الثاني

    مل ميتنع عنك فقدرتك نافذة فيه ومل تزل مث قام املشرقي وقال تكوين الشيء من الشيء ميل وتكوينه ال من شيء اقتدار األزل ومنمث قال إجياد أحكام يف حمكم يثبت حبكمه وجود علم احملكم مث قال واحلياة يف العامل شرط الزم ووصف قائم مث قال الشيء إذا قبل

    ملريد مبا مل يكن لكان التقدم واملناص فالبد من خمصص لوقوع االختصاص وهو عني اإلرادة يف حكم العقل والعادة مث قال ولو أراد ا

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 3

    ما مل يكن مراداً مبا مل يكن مث قال من احملال أن توجب املعاين أحكامها يف غري من قامت به فانتبه مث قال من حتدث يف نفسه مبا ما مضى فذلك احلديث ليس بإرادة به حكم الدليل على الكالم وقضى مث قال القدمي ال يقبل الطاريء فال متار ولو أحدث يف نفسه

    ليس منها لكان بعدم تلك الصفة ناقصاً عنها ومن ثبت كماله بالعقل والنص فال ينسب إليه النقص مث قال لو مل يبصرك ومل يسمعك جلهل كثرياً منك ونسبة اجلهل إليه حمال فال سبيل إىل نفي هاتني الصفتني عنه حبال ومن ارتكب القول بنفيهما ارتكب

    فا مث قال من ضرورة احلكم أن يوجبه معىن كما من ضرورة املعىن الذي ال يقوم بنفسه استدعاء مغىن خموفاً ملا يؤدي إىل كونه مؤوفيا أيها اادل كم ذا تتعىن ما ذاك إال خلوفك من العدد وهذا ال يبطل حقيقة الواحد واألحد ولو علمت أن العدد هو األحد ما

    .ول العارض والالزم يف تقاسيم هذه املعامل مث قعدشرعت يف منازعة أحد فهذا قد أبنت عن احلامل احملم

    معرفة اإلبداع والتركيب باللسان الشامي في الفصل الثالث

    مث قام الشامي وقال إذا متاثلت احملدثات وكان تعلق القدرة ا رد الذات فبأي دليل خيرج منها بعض املمكنات مث قال ملا كانت كن القدرة احلادثة مثلها الختالل يف الطريقة فذلك هو الكسب فكسب العبد وقدر الرب وتبيني اإلرادة تتعلق مبرادها حقيقة ومل ت

    ذلك باحلركة االختيارية والرعدة االضطرارية مث قال القدرة من شرطها اإلجياد إذا ساعدها العلم واإلرادة فإياك والعادة كل ما أدى دث ما ليس مبراد اهللا فهو من املعرفة مطرود وباب التوحيد يف وجهه مسدود إىل نقص األلوهة فهو مردود ومن جعل يف الوجود احلا

    وقد يراد األمر وال يراد املأمور به وهو الصحيح وهذا غاية التصريح مث قال من أوجب على اهللا أمراً فقد أوجب عليه حد الواجب عن احلكم املعروف عند العلماء يف الواجب وهو وذلك على اهللا حمال يف صحيح املذاهب ومن قال بالوجوب لسبق العلم فقد خرج

    صحيح احلكم مث قال تكليف ما ال يطاق جائز عقالً وقد عاينا ذلك مشاهدة ونقالً مث قال من مل خيرج شيء على احلقيقة عن ملكه قد ثبت ذلك وصح فال يتصف باجلور والظلم فيما جيريه من حكمه يف ملكه مث قال من هو خمتار فال جيب عليه رعاية األصلح و

    التقبيح والتحسني بالشرع والغرض ومن قال أن احلسن والقبح لذات احلسن والقبيح فهو صاحب جهل عرض مث قال إذا كان وجوب معرفة اهللا وغري ذلك من شرطه ارتباط الضرر بتركه يف املستقبل فال يصح الوجوب بالعقل ألنه ال يعقل مث قال إذا كان

    أمر ويف أمر ال يستقل فالبد من موصل إليه مستقل فلم تستحل بعثة الرسل وأم أعلم اخللق بالغايات العقل يستقل بنفسه يف والسبل مث قال لو جاز أن جييء الكاذب مبا جاء به الصادق النقلبت احلقائق ولتبدلت القدرة بالعجز والستند الكذب إىل حضرة

    .ألول يثبت الثاين يف مجيع الوجوه واملعاينالعز وهذا كله حمال وغاية الضالل مبا ثبت الواحد ا

    معرفة التخليص والترتيب باللسان اليمني في الفصل الرابع

    مث قام اليمين وقال من أفسد شيأ بعد ما أنشأه جاز أن يعيده كما بدأه مث قال إذا قامت اللطيفة الروحانية جبزء ما من اإلنسان فقد ال يراه اليقظان وهو إىل جانبه الختالف مذاهبه من قامت به احلياة جازت عليه اللذة واألمل صح عليه اسم احليوان النائم يرى ما

    فمالك ال تلتزم مث قال البدل من الشيء يقوم مقامه ويوجب له أحكامه مث قال من قدر على إمساك الطري يف اهلواء وهي أجسام قدر أطراف الدائرة قبل حلول الدائرة مث قال إقامة الدين هو املطلوب وال على أمساك مجيع األجرام مث قال قد كملت النشاة واجتمعت

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 4

    يصح إال باألمان فاختاذ اإلمام واجب يف كل زمان مث قال إذا تكاملت الشرائط صح العقد ولزم العامل الوفاء بالعهد وهي الذكورية حاسة السمع والبصر وذا قال بعض أهل العلم والبلوغ والعقل والعلم واحلرية والورع والنجدة والكفاية ونسب قريش وسالمة

    والنظر مث قال إذا تعارض إمامان فالعقد لألكثر اتباعه وإذا تعذر خلع إمام ناقص لتحقق وقوع فساد شامل فإبقاء العقد له واجب أهل االختصاص من وال جيوز ارداعه قال الشادي فوىف كل واحد من األربعة ما اشترط وانتظم الوجود وارتبط وصل يف اعتقاد

    .أهل اهللا بني نظر وكشف احلمد هللا حمري العقول يف نتائج اهلمم وصلى اهللا على حممد وعلى آله وصحبه وسلمأما بعد فإن للعقول حداً تقف عنده من حيث ما هي مفكرة ال من حيث ما هي قابلة فنقول يف األمر الذي يستحيل عقالً " مسألة"

    أية مناسبة بني احلق الواجب الوجود بذاته وبني " مسئلة"ا نقول فيما جيوز عقالً قد يستحيل نسبة إهلية قد ال يستحيل نسبة إهلية كماملمكن وإن كان واجباً به عند من يقول بذلك القتضاء الذات أو القتضاء العلم ومآخذها الفكرية إمنا تقوم صحيحة من الرباهني

    ان واملربهن عليه من وجه به يكون التعلق له نسبة إىل الدليل ونسبة إىل املدلول عليه الوجودية والبد بني الدليل واملدلول والربهبذلك الدليل ولوال ذلك الوجه ما وصل دال إىل مدلول دليله أبداً فال يصح أن جيتمع اخللق واحلق يف وجه أبداً من حيث الذات

    لعقول بإدراكه وكل ما يستقل العقل بإدراكه عندنا ميكن أن لكن من حيث أن هذه الذات منعوتة األلوهة فهذا حكم آخر تستقل ايتقدم العلم به على شهوده وذات احلق تعاىل بائنة عن هذا احلكم فإن شهودها يتقدم على العلم ا بل تشهد وال تعلم كما أن

    ظار يقول أنه حصل على معرفة الذات األلوهلة تعلم وال تشهد والذات تقابلها وكم من عاقل ممن يدعي العقل الرصني من العلماء النمن حيث النظر الفكري وهو غالط يف ذلك وذلك ألنه متردد بفكره بني السلب واإلثبات فاإلثبات راجع إليه فإنه ما أثبت للحق

    يكون صفة ذاتية ألن الناظر إال ما هو الناظر عليه من كونه عاملاً قادراً مريداً إىل مجيع األمساء والسلب راجع إىل العدم والنفي ال أىن " مسئلة"الصفات الذاتية للموجودات إمنا هي ثبوتية فما حصل هلذا املفكر املتردد بني اإلثبات والسلب من العلم باهللا شيء

    للمقيد مبعرفة املطلق وذاته ال تقتضيه وكيف ميكن أن يصل املمكن إىل معرفة الواجب بالذات وما من وجه للممكن إال وجيوز عليه لعدم والدثور واالفتقار فلو مجع بني الواجب بذاته وبني املمكن وجه جلاز على الواجب ما جاز على املمكن من ذلك الوجه من ا

    الدثور واالفتقار وهذا يف حق الواجب حمال فإثبات وجه جامع بني الواجب واملمكن حمال فإن وجوه املمكن تابعة له وهو يف نفسه حرى وأحق ذا احلكم وثبت للممكن ما ثبت للواجب بالذات من ذلك الوجه اجلامع وما مث شيء ثبت جيوز عليه العدم فتوابعه أ

    لكين أقول أن " مسئلة"للممكن من حيث ما هو ثابت للواجب بالذات فوجود وجه جامع بني املمكن والواجب بالذات حمال يف الدار اآلخرة حيث كان فإنه قد اختلف يف رؤية النيب لأللوهة أحكاماً وإن كانت حكماً ويف صور هذه األحكام يقع التجلي

    .عليه السالم ربه كما ذكر وقد جاء حديث النور األعظم يف رفرف الدر والياقوت وغري ذلك

    أقول باحلكم اإلرادي لكين ال أقول باالختيار فإن اخلطاب باالختيار الوارد إمنا ورد من حيث النظر إىل املمكن معرى عن" مسألة"فأقول مبا أعطاه الكشف االعتصامي أن اهللا كان وال شيء معه إىل هنا انتهى لفظه عليه السالم وما أتى بعد " مسئلة"علته وسببيته

    هذا فهو مدرج فيه وهو قوهلم وهو اآلن على ما عليه كان يريدون يف احلكم فاآلن وكان أمران عائدان علينا إذ بنا ظهرا وأمثاهلما سبة واملقول عليه كان اهللا وال شيء معه إمنا هو األلوهة ال الذات وكل حكم يثبت يف باب العلم اإلهلي للذات إمنا وقد انتفت املنا

    هو لأللوهية وهي أحكام نسب وإضافات وسلوب فالكثرة يف النسب ال يف العني وهنا زلت أقدام من شرك بني من يقبل التشبيه

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 5

    ت واعتمدوا يف ذلك على األمور اجلامعة اليت هي الدليل واحلقيقة والعلة والشرط وحكموا وبني من ال يقبله عند كالمهم يف الصفا .ا غائباً وشاهداً فأما شاهداً فقد يسلم وأما غائباً فغري مسلم

    واتصف احلق حبر العماء برزخ بني احلق واخللق يف هذا البحر اتصف املمكن بعامل وقادر ومجيع األمساء اإلهلية اليت بأيدينا" مسألة"من أردت " مسئلة"بالتعجب والتبشش والضحك والفرح واملعية وأكثر النعوت الكونية فرد ماله وخذ مالك فله الرتول ولنا املعراج

    " مسئلة"الوصول إليه مل تصل إليه إال به وبك بك من حيث طلبك وبه ألنه موضع قصدك فاأللوهة تطلب ذلك والذات ال تطلبه اد كل ما سوى اهللا تعاىل هو األلوهة بأحكامها ونسبها وإضافاا وهي اليت استدعت اآلثار فإنّ قاهراً بال مقهور املتوجه على إجي

    النعت اخلاص األخص اليت انفردت به األلوهة كوا قادرة إذ ال قدرة " مسئلة"وقادراً بال مقدور صالحية ووجوداً وقوة وفعالً حمال الكسب تعلق إرادة للممكن بفعل ما دون غريه فيوجده االقتدار " مسئلة"من قبول تعلق األثر اإلهلي به ملمكن أصالً وإمنا له التمكن

    .اإلهلي عند هذا التعلق فسمى ذلك كسباً للممكناجلرب ال يصح عند احملقق لكونه ينايف صحة الفعل للعبد فإن اجلرب محل املمكن على الفعل مع وجود اإلباية من املمكن " مسألة"

    فاجلماد ليس مبجبور ألنه ال يتصور منه فعل وال له عقل عادي فاملمكن ليس مبجبور ألنه ال يتصور منه فعل وال له عقل حمقق مع األلوهة تقضي أن يكون يف العامل بالء وعافية فليس إزالة املنتقم من الوجود بأوىل من إزالة الغافر وذي " مسئلة"ظهور اآلثار منه املدرك واملدرك " مسئلة"و بقي من األمساء ما الحكم له لكان معطالً والتعطيل يف األلوهة حمال فعدم أثر األمساء حمال العفو واملنعم ول

    كل واحد منهما على ضربني مدرك يعلم وله قوة التخيل ومدرك يعلم وما له قوة التخيل واملدرك بفتح الراء على ضربني مدرك له ة التخيل وال يتصوره ويعلمه ويتصوره من له قوة التخيل ومدرك ما له صورة يعلم فقط صورة يعلمه بصورته من ليس له قو

    العلم ليس تصور املعلوم وال هو املعىن الذي يتصور املعلوم فإنه ما كل معلوم يتصور وال كل عامل يتصور فإن التصور للعامل " مسئلة"ة ميسكها اخليال ومث معلومات ال ميسكها خيال أصالً فثبت أا ال إمنا هو من كونه متخيالً والصورة للمعلوم أن تكون على حال

    لو صح الفعل من املمكن لصح أن يكون قادراً وال فعل له فال قدرة له فإثبات القدرة للممكن دعوى بال برهان " مسئلة"صورة هلا در عن الواحد من كل وجه إال واحد وهل مث من ال يص" مسئلة"وكالمنا يف هذا الفصل مع األشاعرة املثبتني هلا مع نفي الفعل عنها

    هو على هذا الوصف أم ال يف ذلك نظر للمنصف أال ترى األشاعرة ما جعلوا اإلجياد للحق إال من كونه قادراً واالختصاص من د من كل وجه كونه مريداً واألحكام من كونه عاملاً وكون الشيء مريداً ما هو عني كونه قادراً فليس قوهلم بعد هذا إنه واح

    صحيحاً يف التعلق العام وكيف وهم مثبتوا الصفات زائدة على الذات قائمة به تعاىل وهكذا القائلون بالنسب واإلضافات وكل فرقة من الفرق ما ختلصت هلم الوحدة من مجيع الوجوه إال أم بني ملزم من مذهبه القول بعدمها وبني قائل ا فإثبات الوحدانية إمنا

    . األلوهية أي ال إله إال هو وذلك صحيح مدلول عليهذلك يفكون الباري عاملاً حياً قادراً إىل سائر الصفات نسب وإضافات له ال أعيان زائدة ملا يؤدي إىل نعتها بالنقص إذ الكامل " مسألة"

    سب واإلضافة ليس مبحال وأما قول بالزائد ناقص بالذات عن كماله بالزائد وهو كامل لذاته فالزائد بالذات على الذات حمال وبالنالقائل ال هي هو وال هي أغيار له فكالم يف غاية البعد فإنه قد دل صاحب هذا املذهب على إثبات الزائد وهو الغري بال شك إال أنه

    اً ووجوداً وعدماً وليس أنكر هذا اإلطالق ال غري مث حتكم يف احلد بأن قال الغريان مها اللذان جيوز مفارقة أحدمها اآلخر مكاناً وزمانال يؤثر تعدد التعلقات من املتعلق يف كونه واحداً يف نفسه كما ال يؤثر تقسيم املتكلم " مسئلة"هذا حبد للغريين عند مجيع العلماء به

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 6

    وع ذاته الصفات الذاتية للموصوف ا وإن تعددت فال تدل على تعدد املوصوف يف نفسه لكوا جمم" مسئلة"به يف أحدية الكالم كل صورة يف العامل عرض يف اجلوهر وهي اليت يقع عليها اخللع والسلخ " مسئلة"وإن كانت معقولة يف التمييز بعضها من بعض

    قول القائل إمنا وجد عن املعلول األول الكثرة وإن كان واحد " مسئلة"والقسمة يف الصورة ال يف اجلوهر . واجلوهر واحدوهي علته ونفسه وإمكانه فنقول هلم دلكم يلزمكم يف العلة األوىل أعين وجود اعتبارات فيه وهو واحد االعتبارات ثالثة وجدت فيه

    فلم منعتم أن ال يصدر عنه إال واحد فإما أن تلتزموا صدور الكثرة عن العلة األوىل أو صدور واحد عن املعلول األول وأنتم غري يت والغىن الذايت ال يكون علة لشيء ألنه يؤدي كونه علة توقفه على املعلول من وجب له الكمال الذا" مسئلة"قائلني باألمرين

    والذات مرتهة عن التوقف على شيء فكوا علة حمال لكن األلوهة قد تقبل اإلضافات فإن قيل إمنا يطلق اإلله على من هو كامل ف العلة فإا يف أصل وضعها ومن معناها تستدعي الذات غين الذات ال يريد اإلضافة وال النسب قلنا ال مشاة يف اللفظ خبال

    معلوال فإن أريد بالعلة ما أراد هذا باإلله فسلم وال يبقى نزاع يف هذا اللفظ إال من جهة الشرع هل مينع أو يبيح أو يسكت لبه والذات غنية عن كل األلوهة مرتبة للذات ال يستحقها إال اهللا فطلبت مستحقها ما هو طلبها واملألوه يطلبها وهي تط" مسئلة"

    شيء فلو ظهر هذا السر الرابط ملا ذكرنا لبطلت األلوهة ومل يبطل كمال الذات وظهر هنا مبعىن زال كما يقال ظهروا عن البلد أي التعلق نسبة العلم ال يتغري بتغري املعلوم لكن التعلق يتغري و" مسئلة"ارتفعوا عنه وهو قول اإلمام لأللوهية سر لو ظهر لبطلت األلوهية

    إىل معلوم ما مثاله تعلق العلم بأن زيداً سيكون فكان فتعلق العلم بكونه كائناً يف احلال وزال تعلق العلم باستئناف كونه وال يلزم .من تغري التعلق تغري العلم وكذلك ال يلزم من تغري املسموع واملرئي تغري الرؤية والسمع

    وم أيضاً ال يتغري فإن معلوم العلم إمنا هو نسبة ألمرين معلومني حمققني فاجلسم معلوم ال يتغري ثبت أن العلم ال يتغري فاملعل" مسألة"أبداً والقيام معلوم ال يتغري ونسبة القيام للجسم هي املعلومة اليت احلق ا التغيري والنسبة أيضاً ال تتغري وهذه النسبة الشخصية أيضاً ال

    ما مث معلوم أصالً سوى هذه األربعة وهي الثالثة األمور احملققة النسبة واملنسوب واملنسوب إليه تكون لغري هذا الشخص فال تتغري ووالنسبة الشخصية فإن قيل إمنا أحلقنا التغري باملنسوب إليه لكونه رأيناه على حالة ما مث رأيناه على حالة أخرى قلنا ملا نظرت

    قته فحقيقته غري متغرية وال من حيث ما هو منسوب إليه فتلك حقيقة ال تتغري أيضاً املنسوب إليه أمراً ما مل تنظر إليه من حيث حقيوإمنا نظرت إليه من حيث ما هو منسوب إليه حال ما فإذن ليس املعلوم اآلخر ما هو املنسوب إليه تلك احلالة اليت قلت إا زالت

    ذن فال يتغري علم وال معلوم وإمنا العلم له تعلقات باملعلومات أو فإا ال تفارق منسوا وإمنا هذا منسوب آخر إليه نسبة أخرى فإليس شيء من العلم التصوري مكتسباً بالنظر الفكري فالعلوم املكتسبة ليس إال نسبة معلوم " مسئلة"تعلق باملعلومات كيف شئت

    ب إىل العلم التصوري فليس ذلك إال من تصوري إىل معلوم تصوري والنسبة املطلقة أيضاً من العلم التصوري فإذا نسبت االكتساكونك تسمع لفظاً قد اصطلحت عليه طائفة ما ملعىن ما يعرفه كل أحد لكن ال يعرف كل أحد أن ذلك اللفظ يدل عليه فلذلك

    املعىن من يسأل عن املعىن الذي أطلق عليه هذا اللفظ أي معىن هو فيعينه له املسؤل مبا يعرفه فلو مل يكن عند السائل العلم بذلك حيث معنويته والداللة اليت توصل ا إىل معرفة مراد ذلك الشخص بذلك االصطالح لذلك املعىن ما قبله وما عرف ما يقول فال بد

    وصف العلم باإلحاطة للمعلومات يقضي " مسئلة"أن تكون املعاين كلها مركوزة يف النفس مث تنكشف له مع األناة حاالً بعد حال اهي فيها حمال فاإلحاطة حمال لكن يقال العلم حميط حبقيقة كل معلوم وإال فليس معلوماً بطريق اإلحاطة فإنه من علم بتناهيها والتن

    رؤية البصرية علم ورؤية البصر طريق حصول علم فكون اإلله مسيعاً " مسئلة"أمراً ما من وجه ما ال من مجيع الوجوه فما أحاط به

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 7

    األزل نعت سليب وهو " مسئلة"لعلم ووقعت التثنية من أجل املتعلق الذي هو املسموع واملبصر بصريا تعلق تفصيلي فهما حكمان لدلت األشاعرة على حدوث كل ما سوى اهللا حبدوث املتحيزات " مسئلة"نفي األولية فإذا قلنا أول يف حق األلوهة فليس إال املرتبة

    ل ما سوى اهللا تعاىل فيما ذكروه وحنن نسلم حدوث ما ذكروا وحدوث أعراضها وهذا ال يصح حىت يقيموا الدليل على حصر ك .حدوثه

    داللة األشعري يف " مسئلة"كل موجود قائم بنفسه غري متحيز وهو ممكن ال جتري مع وجوده األزمنة وال تطلبه األمكنة " مسألة"لة مقدر ال موجود فاالختصاص دليل على املمكن األول أنه جيوز تقدمه على زمان وجوده وتأخره عنه والزمان عنده يف هذه املسئ

    املخصص فهذه داللة فاسدة لعدم الزمان فبطل أن يكون هذا دليالً فلو قال نسبة املمكنات إىل الوجود أو نسبة الوجود إىل املمكنات نسبة واحدة من حيث ما هي نسبة ال من حيث ما هو ممكن فاختصاص بعض املمكنات بالوجود دون غريه من املمكنات

    قول القائل أن الزمان مدة متومهة تقطعها حركة الفلك " مسئلة"دليل على أن هلا خمصصاً فهذا هو عني حدوث كل ما سوى اهللا خلف من الكالم ألن املتوهم ليس بوجود حمقق وهم ينكرون على األشاعرة تقدير الزمان يف املمكن األول فحركات الفلك تقطع

    عجبت من طائفتني " مسئلة"ان حركة الفلك والفلك متحيز فال نقطع احلركة إال يف متحيز يف ال شيء فإن قال اآلخران الزمكبريتني األشاعرة واسمة يف غلطهم يف اللفظ املشترك كيف جعلوه للتشبيه وال يكون التشبيه إال بلفظة أمثل أو كاف الصفة بني

    من آية أو خرب مث إن األشاعرة ختيلت أا ملا تأولت قد خرجت من األمرين يف اللسان وهذا عزيز الوجود يف كل ما جعاله تشبيهاًالتشبيه وهي ما فارقته إال أا انتقلت من التشبيه باألجسام إىل التشبيه باملعاين احملدثة املفارقة للنعوت القدمية يف احلقيقة واحليفا

    من االستواء الذي هو االستقرار إىل االستواء الذي هو االستيالء انتقلوا من التشبيه باحملدثات أصالً ولو قلنا بقوهلم مل نعدل مثالًكما عدلوا وال سيما والعرش مذكور يف نسبة هذا االستواء ويبطل معىن االستيالء مع ذكر السرير ويستحيل صرفه إىل معىن آخر

    باملستوى الذي هو اجلسم واالستواء حقيقة معقولة ينايف االستقرار فكنت أقول إن التشبيه مثالً إمنا وقع باالستواء واالستواء معىن ال معنوية تنسب إىل كل ذات حبسب ما تعطيه حقيقة تلك الذات وال حاجة لنا إىل التكلف يف صرف االستواء عن ظاهره فهذا غلط

    ووقوفهم مع قوله تعاىل بني ال خفاء به وأما اسمة فلم يكن ينبغي هلم أن يتجاوزوا باللفظ الوارد إىل أحد حمتمالته مع إمياممسئلة كما أنه تعاىل مل يأمر بالفحشاء كذلك ال يريدها لكن قضاها وقدرها بيان كونه ال يريدها ألن كوا " ليس كمثله شيء"

    الطاعة فاحشة ليس عينها بل هو حكم اهللا فيها وحكم اهللا يف األشياء غري خملوق وما مل جير عليه اخللق ال يكون مراداً فإن ألزمناه يفالتزمناه وقلنا اإلرادة للطاعة ثبتت مسعاً ال عقالً فأثبتوها يف الفحشاء وحنن قبلناها إمياناً كما قبلنا وزن األعمال وصورها مع كوا

    م العدم للممكن املتقدم باحلكم على وجوده ليس مبراد لكن العد" مسئلة"اعراضاً فال يقدح ذلك فيما ذهبنا إليه ملا اقتضاه الدليل الذي يقارنه حكماً حال وجوده أن لو مل يكن الوجود لكان ذلك العدم منسحباً عليه هو مراد حال وجود املمكن جلواز

    استصحاب العدم له وعدم املمكن الذي ليس مبراد هو الذي يف مقابلة وجود الواجب لذاته ألن مرتبة الوجود املطلق نقابل العدم .ز وجود يف هذه املرتبة وهذا يف وجود األلوهة ال غرياملطلق الذي للممكن إذ ليس له جوا

    كون املخصص مريد الوجود " مسئلة"ال يستحيل يف العقل وجود قدمي ليس باله فإن مل يكن فمن طريق السمع ال غري " مسألة"جود من حيث ممكن ما ليس ختصيصه لوجوده من حيث هو وجود لكن من حيث نسبته ملمكن ما جتوز نسبته ملمكن آخر فالو

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 8

    املمكن مطلقاً ال من حيث ممكن ما ليس مبراد وال بواقع أصالً إال مبمكن ما وإذا كان مبمكن ما فليس هو مبراد من حيث هو لكن دل الدليل على ثبوت السبب املخصص ودل الدليل مثالً على التوقيف فيما ينسب إىل " مسئلة"من حيث نسبته ملمكن ما ال غري

    ي أو إثبات كما قال لنا بعض النظار يف كالم جرى بيين وبينه فكنا نقف كما زعم لكن دل الدليل على ثبوت هذا املخصص من نفالرسول من جانب املرسل فأخذنا النسب اإلهلية من الرسول فحكمنا بأنه كذا وليس كذا فكيف والدليل الواضح على وجوده وإن

    " مسئلة"ىل الغري وهو الكامل بكل وجه فهو موجود ووجوده عني ذاته ال غريها وجوده عني ذاته وليس بعلة لذاته لثبوت االفتقار إافتقار املمكن للواجب بالذات واالستغناء الذايت للواجب دون املمكن يسمى اهلا وتعلقها بنفسها وحبقائق كل حمقق وجوداً كان أو

    ختياراً تعلقها باملمكن من حيث تقدم العلم قبل كون عدماً يسمى علما تعلقها باملمكنات من حيث ما هي املمكنات عليه يسمى ااملمكن يسمى مشيئة تعلقها بتخصيص أحد اجلائزين للممكن على التعني يسمى إرادة تعلقها بإجياد الكون يسمى قدرة تعلقها

    مر وبالواسطة ال يلزم بأمساع املكون لكونه يسمى أمراً وهو على نوعني بواسطة وبال واسطة فبارتفاع الوسائط البد من نفوذ األالنفوذ وليس بأمر يف عني احلقيقة إذ ال يقف ألمر اهللا شيء تعلقها بأمساع املكون لصرفه عن كونه أو كون ما ميكن أن يصدر منه يسمى يا وصورته يف التقسيم صورة األمر تعلقها بتحصيل ما هي عليه هي أو غريها من الكائنات أو ما يف النفس يسمى أخباراً

    إن تعلقت بالكون على طريق أي شيء يسمى استفهاماً فإن تعلقت به على جهة الرتول إليه بصيغة األمر يسمى دعاء ومن باب فتعلق األمر إىل هذا يسمى كالماً تعلقها بالكالم من غري اشتراط العلم به يسمى مسعاً فإن تعلقت وتبع التعلق الفهم باملسموع يسمى

    وما حيمله من املرئيات يسمى بصراً ورؤية تعلقها بإدراك كل مدرك الذي ال يصح تعلق من هذه التعلقات فهماً تعلقها بكيفة النور .كلها إال به يسمى حياة والعني يف ذلك كله واحدة تعددت التعلقات حلقائق املتعلقات واألمساء للمسميات

    ء ما مل يقم مانع فبنور العقل تصل إىل معرفة األلوهة وما للعقل نور يدرك به أمور خمصوصة ولإلميان نور به يدرك كل شي" مسألة"جيب هلا ويستحيل وما جيوز منها فال يستحيل وال جيب وبنور اإلميان يدرك العقل معرفة الذات وما نسب احلق إىل نفسه من

    ت املنسوبة واملنسوب إليها ال ميكن عندنا معرفة كيفية ما ينسب إىل الذوات من األحكام إال بعد معرفة الذوا" مسئلة"النعوت األعيان ال تنقلب " مسئلة"وحينئذ تعرف كيفية النسبة املخصوصة لتلك الذات املخصوصة كاالستواء والعية واليد والعني وغري ذلك

    ت وأجرام خطاب للصورة وهي اجلمرا" يا نار كوين برداً وسالماً"واحلقائق ال تتبدل فالنار حترق حبقيقتها ال بصورا فقوله تعاىل البقاء استمرار الوجود مثالً على الباقي ال " مسئلة"اجلمرات حمرقة بالنار فلما قام لنار ا مسيت ناراً فتقبل الربد كما قبلت احلرارة

    غري ليس بصفة زائدة فيحتاج إىل بقاء ويتسلسل إال على مذهب األشاعرة يف احملدث فإن البقاء عرض فال حيتاج إىل بقاء ومنا ذلك الكالم من حيث ما هو كالم واحد والقسمة يف املتكلم به ال يف الكالم فاألمر والنهي واخلرب " مسئلة"يف بقاء احلق تعاىل

    االختالف يف االسم واملسمى والتسمية اختالف يف اللفظ فإما قول من قال تبارك " مسئلة"واالستخبار والطلب واحد يف الكالم بالسفر باملصحف إىل أرض العدو وأما القول يف احلجة بأمساء مسيتموها على أن االسم هو اسم ربك وسبح اسم ربك فكالنهي

    املسمى فاملعبود األشخاص فنسبة األلوهة عبدوا فال حجة يف أن االسم هو املسمى ولو كان لكان حبكم اللغة والوضع ال حبكم كل ممكن منحصر يف أحد قسمني يف ستر أو " مسئلة"ين ال غري وجود املمكنات لكمال مراتب الوجود الذايت والعرفا" مسئلة"املعىن

    جتل فقد وجد املمكن على أقصى غاياته وأكملها فال أكمل منه ولو كان األكمل ال يتناهى ملا تصور خلق الكمال وقد وجد وهو اإلدراك النفسي املعلومات منحصرة من حيث ما تدرك به يف حسن ظاهر وباطن" مسئلة"مطابقاً للحضرة الكمالية فقد كمل

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 9

    وبديهة وما تركب من ذلك عقالً إن كان معىن وخياالً إن كان صورة فاخليال ال يركب إال يف الصور خاصة فالعقل يعقل ما " مسئلة"يركب اخليال وليس يف قوة اخليال أن يصور بعض ما يركبه العقل ولالقتدار اإلهلي سر خارج عن هذا كله يقف عنده

    يت للحسن والقبيح لكن منه ما يدرك حسنه وقبحه بالنظر إىل كمال أو نقص أو غرض أو مالمية طبع أو منافرته أو احلسن والقبح ذاوضع ومنه ما ال يدرك قبحه وال حسنه إال من جانب احلق الذي هو الشرع فنقول هذا قبيح وهذا حسن وهذا من الشرع خرب ال

    ا شرطنا هذا من أجل من يقول يف القتل ابتداء أو قوداً أو حد أو يف إيالج حكم وهلذا نقول بشرط الزمان واحلال والشخص وإمنالذكر يف الفرج سفاحاً ونكاحا فمن حيث هو إيالج واحد لسنا نقول كذلك فإن الزمان خمتلف ولوازم النكاح غري موجودة يف

    كة من زيد يف زمان ما ليس هي احلركة منه يف السفاح وزمان حتليل الشيء ليس زمان حترميه إن لو كان عني احملرم واحداً فاحلرالزمان اآلخر وال احلركة اليت من عمر وهي احلركة اليت من زيد فالقبيح ال يكون حسناً أبداً ألن تلك احلركة املوصوفة باحلسن أو

    لشيء إذا كان قبيحاً أن يكون أثره القبح ال تعود أبداً فقد علم احلق ما كان حسناً وما كان قبيحاً وحنن ال نعلم مث إنه ال يلزم من اقبيحاً قد يكون أثره حسناً واحلسن أيضاً كذلك قد يكون أثره قبيحاً كحسن الصدق ويف مواضع يكون أثره قبيحاً وكقبح الكذب

    هذا ال يصح قول ال يلزم من انتفاء الدليل انتفاء املدلول فعلى " مسئلة"ويف مواضع يكون أثره حسناً فتحقق ما نبهناك عليه جتد احلق ال يلزم الراضي بالقضاء الرضى باملقضي فالقضاء حكم اهللا " مسئلة"احللويل لو كان اهللا يف شيء كما كان يف عيسى ألحيا املوتى

    .وهو الذي أمرنا بالرضى به واملقضى احملكوم به فال يلزمنا الرضى به

    خترع وهو حقيقة االختراع فذلك على اهللا حمال وإن أريد باالختراع إن أريد باالختراع حدوث املعىن املخترع يف نفس امل" مسألة"ارتباط العامل باهللا " مسئلة"حدوث املخترع على غري مثال سبقه يف الوجود الذي ظهر فيه فقد يوصف احلق على هذا باالختراع

    لذات فهو اهللا وال شيء معه سواء كان ارتباط ممكن بواجب ومصنوع بصانع فليس للعامل يف األزل مرتبة فإا مرتبة الواجب باالعامل موجوداً أو معدوما فمن توهم بني اهللا والعامل وما يقدر تقدم وجود املمكن فيه وتأخره فهو توهم باطل ال حقيقة له فلهذا

    ن تعلق العلم باملعلوم ال يلزم م" مسئلة"نزعنا يف الداللة على حدوث العامل خالف ما نزعت له األشاعرة وقد ذكرناه يف هذا التعليق حصول املعلوم يف نفس العامل وال مثاله وإمنا العلم يتعلق باملعلومات على ما هي املعلومات عليه يف حيثيتها وجوداً وعدماً فقول

    لذهن القائل أن بعض املعلومات له يف الوجود أربع مراتب ذهين وعيين ولفظي وخطي فإن أراد بالذهن العلم فغري مسلم وإن أراد بااخليال فمسلم لكن يف كل معلوم يتخيل خاصة ويف كل عامل يتخيل ولكن ال يصح هذا إال يف الذهين خاصة ألنه يطابق العني يف الصورة واللفظي واخلطي ليسا كذلك فإن اللفظ واخلط موضوعان للداللة والتفهيم فال يترتل من حيث الصورة على الصورة فإن

    زاي وياء ودال رقماً أو لفظاً ماله ميني وال مشال وال جهات وال عني وال مسع فلهذا قلنا ال يترتل عليه زيد اللفظي واخلطي إمنا هو من حيث الصورة لكن من حيث الداللة ولذلك إذا وقعت فيه املشاركة اليت تبطل الداللة افتقرنا إىل النعت والبدل وعطف البيان

    كنا حصرنا يف كتاب املعرفة األول ما للعقل من وجوه املعارف يف العامل ومل " لةمسئ"وال يدخل يف الذهين مشاركة أصالً فافهم ننبه من أين حصل لنا ذلك احلصر فاعلم أن للعقل ثالمثائة وستني وجهاً يقابل كل وجه من جناب احلق العزيز ثالمثائة وستني وجهاً

    قل يف وجوه األخذ فاخلارج من ذلك هي العلوم اليت للعقل ميده كل وجه منها بعلم ال يعطيه الوجه اآلخر فإذا ضربت وجوه العاملسطرة يف اللوح احملفوظ الذي هو النفس وهذا الذي ذكرناه كشفاً إهلياً ال حييله دليل عقل فيتلقى تسليماً من قائله أعين هذا كما

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 10

    ة فهذا أوىل من ذلك فإن احلكيم يدعى يف تلقى من القائل احلكيم الثالثة االعتبارات اليت للعقل األول من غري دليل لكن مصادرذلك النظر فيدخل عليه مبا قد ذكرناه يف عيون املسائل يف مسئلة الدرة البيضاء الذي هو العقل األول وهذا الذي ذكرناه ال يلزم

    ك كما يقول له املؤمن به عليه دخل فإنا ما ادعيناه نظراً وإمنا ادعيناه تعريفاً فغاية املنكر أن يقول للقائل تكذب ليس له غري ذلما من ممكن من عامل اخللق إال وله وجهان وجه إىل " مسئلة"صدقت فهذا فرقان بيننا وبني القائلني باالعتبارات الثالثة وباهللا التوفيق

    ر سببه ووجه إىل اهللا تعاىل فكل حجاب وظلمة تطرأ عليه فمن سببه وكل نور وكشف فمن جانب حقه وكل ممكن من عامل األمدل الدليل العقلي على أن " مسئلة"فال يتصور يف حقه حجاب ألنه ليس له إال وجه واحد فهو النور احملض أال هللا الدين اخلالص

    اإلجياد متعلق القدرة وقال احلق عن نفسه أن الوجود يقع عن األمر اإلهلي فقال إمنا قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون متعلق األمر ما هو وما هو متعلق القدرة حىت أمجع بني السمع والعقل فنقول االمتثال قد وقع بقوله فيكون فال بد أن ننظر يف

    واملأمور به إمنا هو الوجود فتعلقت اإلرادة بتخصيص أحد املمكنني وهو الوجود وتعلقت القدرة باملمكن فأثرت فيه اإلجياد وهي اب باألمر هلذه العني املخصصة بأن تكون فامتثلت فكانت فلوال ما كان للممكن عني حالة معقولة بني العدم والوجود فتعلق اخلط

    .يئ املراد يف شرح كن غري مصيبوال وصف هلا بالوجود يتوجه على تلك العني األمر بالوجود ملا وقع الوجود والقائل بتهوجوب املطلق فهو أول لكل مقيد إذ يستحيل أن معقولية األولية للواجب الوجود بالغري نسبة سلبية عن وجود كون ال" مسألة"

    يكون له هناك قدم ألنه ال خيلو أن يكون حبيث الوجوب املطلق فيكون إما هو نفسه وهو حمال وإما قائماً به وهو حمال لوجوه منها حمال أو مقوماً ملرتبته وهو حمال أنه قائم بنفسه ومنها ما يلزم للواجب املطلق لو قام به هذا من االفتقار فيكون إما مقوماً لذاته وهو

    معقولية األولية للواجب املطلق نسبة وضعية ال يعقل هلا العقل سوى استناد املمكن إليه فيكون أوال ذا االعتبار ولو قدر " مسئلة"جده إال من حيث هو أعلم املمكنات ال يعلم مو" مسئلة"أن ال وجود ملمكن قوة وفعالً النتفت النسبة األولية إذ ال جتد متعلقاً

    فنفسه علم ومن هو موجود عنه غري ذلك ال يصح ألن العلم بالشيء يؤذن باإلحاطة به والفراغ منه وهذا يف ذلك اجلناب حمال فالعلم به حمال وال يصح أن يعلم منه ألنه ال يتبعض فلم يبق العلم إال مبا يكون منه وما يكون منه هو أنت فأنت املعلوم فإن قيل

    بليس هو كذا علم به قلنا نعوتك جردته عنها ملا يقتضيه الدليل من نفى املشاركة فتميزت نت عندك عن ذات جمهولة لك من علمناحيث ما هي معلومة لنفسها ما هي متيزت لك لعدم الصفات الثبوتية اليت هلا يف نفسها فافهم ما علمت وقل رب زدين علماً لو

    أنت فبعلمه أوجدك وبعجزك عبدته فهو هو هلو ال لك وأنت أنت ال أنت وله فأنت مرتبط علمته مل يكن هو ولو جهلك مل تكن به ما هو مرتبط بك الدائرة مطلقة مرتبطة بالنقطة النقطة مطلقة ليست مرتبطة بالدائرة نقطة الدائرة مرتبطة بالدائرة كذلك الذات

    متعلق رؤيتنا احلق ذاته سبحانه ومتعلق علمنا به إثباته " مسئلة"لدائرة مطلقة ليست مرتبطة بك ألوهية الذات مرتبطة باملألوه كنقطة اإهلاً باإلضافات والسلوب فاختلف املتعلق فال يقال يف الرؤية أا مزيد وضوح يف العلم الختالف املتعلق وإن كان وجوده عني

    دم هو الشر احملض مل يعقل بعض الناس حقيقة هذا إن الع" مسئلة"ماهيته فال ننكر أن معقولية الذات غري معقولية كوا موجودة الكالم لغموضه وهو قول احملققني من العلماء املتقدمني واملتأخرين لكن أطلقوا هذه اللفظ ومل يوضحوا معناها وقد قال لنا بعض

    احلق تعاىل له إطالق الوجود من سفراء احلق يف منازلة يف الظلمة والنور أن اخلري يف الوجود والشر يف العدم يف كالم طويل علمنا أنغري تقييد وهو اخلري احملض الذي ال شر فيه فيقابله إطالق العدم الذي هو الشر احملض الذي ال خري فيه فهذا هو معىن قوهلم أن العدم

    .هو الشر احملض

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 11

    ه لألشياء ليس مبمكن بالنظر إليه وال ال يقال من جهة احلقيقة أن اهللا جائز أن يوجد أمراً ما وجائز أن ال يوجده فإن فعل" مسألة"بإجياب موجب ولكن يقال ذلك األمر جائز أن يوجد وجائز أن ال يوجد فيفتقر إىل مرجح وهو اهللا تعاىل وقد تقضينا الشريعة فما

    كذا فهذه عقيدة رأينا فيها ما يناقض ما قلناه فالذي نقول يف احلق أنه تعاىل جيب له كذا ويستحيل عليه كذا ال نقول جيوز عليه أهل االختصاص من أهل اهللا وأما عقيدة خالصة اخلاصة يف اهللا تعاىل فأمر فوق هذا جعلناه مبدد يف هذا الكتاب لكون أكثر العقول

    احملجوبة بأفكارها تقصر عن إدراكه لعدم جتريدها وقد انتهت مقدمة الكتاب وهي عليه كالعالوة فمن شاء كتبها فيه ومن شاء . يقول احلق وهو يهدي السبيل انتهى اجلزء الثالث واحلمد هللاتركها واهللا

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 12

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 13

    الجزء الرابع

    بسم اهللا الرمحن الرحيم

    معرفة الروح في الباب األول

    الذي أخذت من تفصيل نشأته ما سطرته يف هذا الكتاب وما كان بيين وبينه من اإلسرار فمن ذلك نظم ا مكفوفوهو عن درك سرن عند الطواف كيف أطوف قلت قيل أنت المحير المتلوف غير عاقل حركاتي جلمد تطهرت مكشوف لقلوب البيت نوره يتالال انظر

    فبدا سره العلي المنيف باهللا دون حجاب نظرته قمر الصدق ما اعتراه خسوف لها من أفق جاللي وتجلى

    قلت فيه مد له ملهوف رأيت الولي حين يراه لو سر لو أنه معروف أي يمينيالسر في سواد يلثم

    عند قوم وعند قوم لطيف ذاته فقيل كثيف جهلت يعرف الشريف الشريف إنما لي حين قلت لم جهلوه قال

    الرحيم الرؤوف فتوالهم فالزموه زمانا عرفوه طواف بذاته تحريف عن فما يرى قط فيهم واستقاموا

    ويفبأمان ما عنده تخ فبشر عني مجاور بيتي قم أو يعيشوا فالثوب منهم نظيف أمتهم فرحتهم بلقائي أن

    اعلم أيها الويل احلميم والصفي الكرمي أين ملا وصلت إىل مكة الربكات ومعدن السكنات الروحانية واحلركات وكان من شأين فيه تارة ألثم واستلم وتارة للملتزم التزم إذ ما كان طفت ببيته العتيق يف بعض األحيان فبينا أنا أطوف مسبحاً وممجداً ومكرباً ومهلالً

    لقيت وأنا عند احلجر األسود باهت الفىت الفائت املتكلم الصامت الذي ليس حبي وال مائت املركب البسيط احملاط احمليط فعندما ة وأنشدت الفىت أبصرته يطوف بالبيت طواف احلي بامليت عرفت حقيقته وجمازه وعلمت أن الطواف بالبيت كالصالة على اجلناز

    املذكور ما تسمعه من األبيات عندما رأيت احلي طائفاً باألموات شعر لهم سر الشريعة غيبى شخوص رأيت البيت طافت بذاته ولما

    وهم كحل عين الكشف ما هم به عمى به قوم هم الشرع والحجا وطاف وحيد الدهر ما مثله شي عزيز تعجبت من ميت يطوف به حي

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 14

    من األمالك بل هو أنسي وليس ا من نور ذات مجلهلن تجلى الكشف والتحقيق حي ومرئي لدى أن األمر غيب وأنه تيقنت

    قلت فعندما وقعت مين هذه األبيات وأحلقت بيته املكرم من جهة ما جبانب األموات خطفين مين خطفة قاهر وقال يل قولة رادع اً باملطيفني والطائفني بأحجاره ناظراً إليهم من خلف حجبه وأستاره فرأيته يزهو كما زاجر انظر إىل سر البيت قبل الفوت جتده زاهي

    : قال فأفصحت له يف املقال وأنشدته يف عامل املثال على االرجتال وما الزهو إال من حكيم له صنع البيت يزهو بالمطيفين حوله أرى له عقل وليس له سمع وليس جماد ال يحس وال يرى وهذا

    قد أثبتها طول الحياة لنا الشرع ال شخيص هذه طاعة لنافق من أبدي له الحكمة الوضع مقالة له هذا بالغك فاستمع فقلت له ضر وليس له نفع وليس جماداً ال حياة بذاته رأيت إذا لم يكن بالعين ضعف وال صدع لعين القلب فيه مناظر ولكن وق على حمله وسعلمخل فليس عزيزاً إن تجلى بذاته يراه

    فمني العطاء الجزل والقبض والمنع أبا حفص وكنت علينا فكنت

    مث إنه أطلعين على مرتلة ذلك الفىت ونزاهته عن أين ومىت فلما عرفت مرتلته وإنزاله وعانيت مكانته من الوجود وأحواله " وصل"لستك وراغب يف مؤانستك فأشار إىل إمياء ولغزاً أنه فطر قبلت ميينه ومسحت من عرق الوحي جبينه وقلت له انظر من طالب جما

    على أن ال يكلم أحداً إال رمزاً وأن رمزي إذا علمته وحتققته وفهمته علمت أنه ال تدركه فصاحة الفصحاء ونطقه ال تبلغه بالغة مفتاحك فإين أريد مسامرتك وأحب البلغاء فقلت له يا أيها البشري وهذا خري كثري فعرفين باصطالحك وأوقفين على كيفية حركات

    مصاهرتك فإن عندك الكفؤ والنظري وهو النازل بذاتك واألمري ولوال ما كانت لك حقيقة ظاهره ما تطلعت إليه وجوه ناضرة ناظره فأشار فعلمت وجلى يل حقيقة مجاله فهيمت فسقط يف يدي وغلبين يف احلني علي فعندما أفقت من الغشية وأرعدت فرائصي من اخلشية علم أن العلم به قد حصل وألقى عصا سريه ونزل فتال حاله علي ما جاءت به األنباء وترتلت به املالئكة األمناء إمنا خيشى اَهللا من عباده العلماُء فجعلها دليالً واختذها إىل معرفة العلم احلاصل به سبيال فقلت له اطلعين على بعض أسرارك حىت أكون من

    ل انظر يف تفاصيل نشأيت ويف ترتيب هيأيت جتد ما سألتين عنه يفّ مرقوما فإين ال أكون مكلماً وال كليماً فليس مجلة أحبارك فقاعلمي بسواي وليست ذايت مغايرة ال مسائي فأنا العلم واملعلوم والعليم وأنا احلكمة واحملكم واحلكيم مث قال يل طف على أثري وانظر

    يت ما تسطره يف كتابك ومتليه على كتابك وعرفين ما أشهدك احلق يف طوافك من اللطائف مما ال إيلّ بنور قمري حىت تأخذ من نشأيشهده كل طائف حىت أعرف مهتك ومعناك فاذكرك على ما علمت منك هناك فقلت أنا أعرفك أيها الشاهد املشهود ببعض ما

    من وراء الستور اليت أنشأها احلق حجاباً مرفوعاً ومساء أشهدين من أسرار الوجود املترفالت يف غالئل النور واملتحدات العني موضوعاً والفل بالنظر إىل الذات لطيف ولعدم دركه على شريف

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 15

    ألطف من وصفه وفعله ألطف من ذاته فوصفه أودع معنى الشيء في حرفه الكل بذاتي كما وأودع ذات المسك من عرفه يطلب مطلوب لمعنى كما فالخلق

    ا أودع يف ما اقتضته حقيقيت ووصلت إليه طريقيت مل أجد لشربه نيالً وال إىل معرفته ميالً ولذلك أعود على عند النهاية وهلذا ولوال ميرجع فخذ الربكار يف فتح الدائرة عند الوصول إىل غاية وجودها إىل نقطة البداية فارتبط آخر األمر بأوله وانعطف أبده على أزله

    ر وشهود ثابت مستقر وإمنا طال الطريق من أجل رؤية املخلوق فلو صرف العبد وجهه إىل الذي يليه من غري فليس إال وجود مستمأن حيل فيه لنظر إىل السالكني إذا وصلوا بعني بئس واهللا ما فعلوا ولو عرفوا من مكام ما انتقلوا لكن حجبوا بشفعية احلقائق عن

    رض والطرائق فنظروا مدارج األمساء وطلبوا معارج األسراء وختيلوها أعظم مرتلة تطلب وترية احلق اخلالق الذي خلق اهللا به األوأسىن حالة يقصد احلق تعاىل فيها ويرغب فسري م على براق الصدق ورفارفه وحققهم مبا عاينوه من آياته ولطائفه وذلك ملا

    ا يف أصل الوضع نقطة الدائرة فشطر مهجتها من اجلانب كانت النظرة مشالية وكانت الفطرة على النشأة الكمالية تقابل بوجههاألمين منقبة ومن اجلانب الغريب سافرة فلو سفرت عن اليمني لنالت من أول طرفتها مقام التمكني يف مشاهدة التعيني ويا عجباً ملن

    مديرها ووقوفها يف موضعها الذي هو يف أعلى عليني ويتخيل أنه يف أسفل سافلني أعوذ باهللا أن أكون من اجلاهلني فشماهلا مينيوجدت فيه غاية مسريها فإذا ثبت عند العاقل ما أشرت إليه وصح وعلم أن إليه املرجع فمن موقفه مل يربح لكن يتخيل املسكني

    يهديه يشرح القرع والفتح ويقول وهل يف مقابلة الضيق واحلرج إال السعة والشرح مث يتلو ذلك قرآناً على اخلصماء فمن يرد اهللا أن صدره لإلسالم ومن يرد أن يضله جيعل صدره ضيقاً خرجاً كأمنا يصعد يف السماء فكما أن الشرح ال يكون إال بعد الضيق كذلك املطلوب ال حيصل إال بعد سلوك الطريق وغفل املسكني عن حتصيل ما حصل له باإلهلام مما ال حيصل إال بالفكر والدليل عند أهل

    لقد صدق فيما قال فإنه ناظر بعني الشمال فسلموا له حاله وثبتوا له حماله وضعفوا منه حماله وقولوا له عليك النهى واإلفهام وباالستعانة إن أردت الوصول إىل ما منه خرجت ال حماله واستروا عنه مقام ااورة وعظموا له أجر التزاور واملزاورة واملوازرة

    يفرح مبا حصل يف طريقه من اإلسرار وصار ولوال ما طلب الرسول صلى اهللا عليه وسلم فسيحزن عند الوصول إىل ما منه سار وسباملعراج ما رحل وال صعد إىل السماء وال نزل وكان يأتيه شأن املأل األعلى وآيات ربه يف موضعه كما زويت له األرض وهو يف

    ه من شاء ألنه جامع لألشياء فعندما أتيت على هذا العلم مضجعه ولكنه سر إهلي لينكره من شاء ألنه ال يعطيه اإلنشاء ويؤمن بالذي ال يبلغه العقل وحده وال حيصله على االستيفاء الفهم قال لقد أمسعتين سراً غريباً وكشفت يل معىن عجيباً ما مسعته من ويل

    ستبدو لك عند رفع ستارايت قبلك وال رأيت أحداً متمت له هذه احلقائق مثلك على أا عندي معلومة وهي بذايت مرقومة قلت اعلم " مشاهدة مشهد البيعة اإلهلية"واطالعك على إشارايت ولكن أخربين ما أشهدك عندما أنزلك حبرمه وأطعلك على حرمه

    ه يا فصيحاً ال يتكلم وسائالً عما يعلم ملا وصلت إليه من اإلميان ونزلت عليه يف حضرة اإلحسان أنزلين يف حرمه وأطلعين على حرموقال إمنا أكثرت املناسك رغبة يف التماسك فإن مل جتدين هنا وجدتين هنا وإن احتجبت عنك يف مجع جتليت ذلك يف مىن مع أين قد

    أعلمتك يف غري ما موقف من مواقفك وأشرت به إليك غري مرة يف بعض لطائفك إين وإن احتجبت فهو جتل ال يعرفه كل عارف

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 16

    من املعارف أال تراين أجتلى هلم يف القيامة يف غري الصورة اليت يعرفوا والعالمة فينكرون ربوبييت إال من أحاط علماً مبا أحطت بهومنها يتعوذون وا يتعوذون ولكن ال يشعرون ولكنهم يقولون لذلك املنجلي نعوذ باهللا منك وها حنن لربنا منتظرون فحينئذ أخرج

    وبية وعلى أنفسهم بالعبودية فهم لعالمتهم عابدون وللصورة اليت تقررت عندهم عليهم يف الصورة اليت لديهم فيقرون يل بالربمشاهدون فمن قال منهم أنه عبدين فقوله زور وقد باهتين وكيف يصح منه لك وعندما جتليت له أنكرين فمن قيدين بصورة دون

    وهو جيحدين والعارفون ليس يف اإلمكان خفائي عن صورة فتخيله عبد وهو احلقيقة املمكنة يف قلبه املستورة فهو يتخيل أنه يعبدينأبصارهم ألم غابوا عن اخللق وعن أسرارهم فال يظهر هلم عندهم سوائي وال يعقلون من املوجودات سوى أمسائي فكل شيء

    ظهر ا مسعت كالمه وفهمت هلم وجتلى قالوا أنت املسبح األعلى فليسوا سواء فالناس بني غائب وشاهد وكالمها عندهم شيء واحد فلم

    ومد اليمني " خماطبات التعليم واأللطاف بسر الكعبة من الوجود والطواف"إشاراته وأعالمه جذبين جذبة غيور إليه وأوقفين بني يديه فقبلتها ووصلتين الصورة اليت تعشقتها فتحول يل يف صورة احلياة فتحولت له يف صورة املمات فطلبت الصورة تبايع الصورة فقالتهلا مل حتسين السرية وقبضت ميينها عنها وقالت هلا ما عرفت هلا يف عامل الشهادة كنها مث حتول يل يف صورة البصر فتحولت له يف

    صورة من عمى عن النظر وذلك بعد انقضاء شوط وختيل نقض شرط فطلبت الصورة تبايع الصورة فقلت هلا مثل املقالة املذكورة مث ألعم فتحولت له يف صورة اجلهل األمت فطلبت الصورة تبايع الصورة فقالت هلا املقالة املشهورة مث حتول يل حتول يل يف صورة العلم

    يف صورة مساع النداء فتحولت له يف صورة الصمم عن الدعاء فطلبت الصورة تبايع الصورة فأسدل احلق بينهما ستوره مث حتول يل اجلواب فطلبت الصورة تبايع الصورة فأرسل احلق بينهما رقوم اللوح وسطوره يف صورة اخلطاب فتحولت له يف صورة اخلرس عن

    مث حتول يل يف صورة اإلرادة فتحولت له يف صورة قصور احلقيقة والعادة فطلبت الصورة تبايع الصورة فأفاض احلق بينهما ضياءه ة فطلبت الصورة تبايع الصورة فأبدى احلق للعبد ونوره مث حتول يل يف صورة القدرة والطاقة فتحولت له يف صورة العجز والفاق

    تقصريه فقلت ملا رأيت ذلك اإلعراض وما حصل يل متام اآلمال واألغراض مل أبيت علي ومل تف بعهدي فقال يل أنت أبيت على مبرتلة الذات نفسك يا عبدي لو قبلت احلجر يف كل شوط أيها الطائف لقبلت مييين هنا يف هذه الصور اللطائف فإن بييت هناك

    وأشواط الطواف مبرتلة السبع الصفات صفات الكمال ال صفات اجلالل ألا صفات االتصال بك واالنفصال فسبعة أشواط لسبع صفات وبيت قائم يدل على ذات غري أين أنزلته يف فرشي وقلت للعامة هذا عندكم مبرتلة عرشي وخليفيت يف األرض هو املستوى

    ىل امللك معك طائفاً وإىل جانبك واقفاً فنظرت إليه فعاد إىل عرشه وتاه علي بسمو نعشه فتبسمت جذال عليه واحملتوى فانظر إ وقلت مرجتال

    من بعد ما طاف بها المكرمون كعبة طاف بها المرسلون يا بها من بين عال ودون طافوا أتى من بعدهم عالم ثم

    نحافون لها مكرمو ونحن مثالً إلى عرشه أنزلها أنا خير فهل تسمعون إني يقل أعظم حاف به فإن لنا إال بما ال يبين أتى ما جاء بنص وال واهللا

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 17

    ونحن ماء مهين أنوارهم ذاك إال النور حفت به هل عبد لديه مكين وكلنا فانجذب الشيء إلى مثله

    بما طفنا وليسوا بطين طافوا رأوا ما لم يروا أنهم هال الذي حفوا به طائفين على نا استوىجرد األلطف م لو

    سخر اهللا له العالمين قد قد سهمو أن يجهلوا حق من الذي خروا له ساجدين ابن كيف لهم وعلمهم أنني

    بكونهم جاهلين والدنا بعد اعتراض على واعترفوا للفضل من الجاحدين وكان وأبلس الشخص الذي قد أبى

    ا من خطأ المخطئينعصمو قد سهمو قد سهمو أنهم قد

    قلت مث صرفت عنه وجه قليب وأقبلت به على ريب فقال يل انتصرت ألبيك حلت بركيت فيك امسع مرتلة من أثنيت عليه وما قدمته من اخلري بني يديها وأين مرتلتك من منازل املالئكة املقربني صلوات اهللا عليكم وعليهم أخربت عنهما وبييت الذي وسعين قلبك

    ود املودع يف جسدك املشهود فالطائفون بقلبك األسرار فهم مبرتلة أجسادكم عند طوافها ذه األحجار فالطائفون احلافون املقصبعرشنا احمليط كالطائفني منك بعامل التخطيط فكما أن اجلسم منك يف الرتبة دون قلبك البسيط كذلك هي الكعبة مع العرش احمليط

    ائفني بقلبك الشتراكهما يف القلبية والطائفون جبسمك كالطائفني بالعرش الشتراكهما يف الصفة فالطائفون بالكعبة مبرتلة الطاإلحاطية فكما أن عامل األسرار الطائفني بالقلب الذي وسعين أسىن مرتلة من غريهم وأعلى كذلك أنتم بنعت الشرف والسيادة على

    العامل فانتم مبرتلة أسرار العلماء وهم الطائفون جبسم العامل فهم مبرتلة املاء الطائفني بالعرش احمليط أوىل فإنكم الطائفون بقلب وجودواهلواء فكيف تكونون سواء وما وسعين سواكم وما جتليت يف صورة كمال إال يف معناكم فاعرفوا قدر ما وهبتكموه من الشرف

    وال العبد تقدست األلوهة فترتهت أن تدرك ويف مرتلتها أن العايل وبعد هذا فأنا الكبري املتعايل ال حيدين احلد وال يعرفين السيد تشرك أنت األنا وأنا أنا فال تطلبين فيك فتعىن وال من خارج فما تتهىن وال تترك طليب فتشقى فاطلبين حىت تلقاين فترقى ولكن

    فقف يف صفة االشتراك وإال تأدب يف طلبك واحضر عند شروعك يف مذهبك وميز بيين وبينك فإنك ال تشهدين وإمنا تشهد عينك فكن عبداً وقل العجز عن درك اإلدراك إدراك تلحق يف ذلك عتيقاً وتكن املكرم الصديقا مث قال يل اخرج عن حضريت فمثلك ال

    يصلح خلدميت فخرجت طريداً فضج احلاضر فقال ذرين ومن خلقت وحيدا مث قال ردوه فرددت وبني يديه من ساعيت وجدت بساط شهوده وما برحت من حضرة وجوده فقال كيف يدخل علي يف حضريت من ال يصلح خلدميت لو مل تكن وكأين مازلت عن

    عندك احلرمة اليت توجب اخلدمة ما قبلتك احلضرة ولرمت بك يف أول نظرة وها أنت فيها وقد رأيت من برهانك وختفيها ما يزيدك أمرت بإخراجك وردك على معراجك وأعرفك صاحب حجة ولسان ما احتراماً وعند جتليها احتشاماً مث قال مل مل تسألين حني

    أسرع ما نسيت أيها اإلنسان فقلت رين عظيم مشاهدة ذاتك وسقط يف يدي لقبضك ميني البيعة يف جتلياتك وبقيت أردد النظر ما ة تعطي أن ال يشهد سواها وأن ال الذي طرأ يف الغيب من اخلرب فلو التفت يف ذلك الوقت إيل لعلمت أن مين أتى علي ولكن احلضر

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 18

    ينظر إىل حميا غري حمياها فقال صدقت يا حممد فاثبت يف املقام األوحد وإياك والعدد فإن فيه هالك األبد مث اتفقت خماطبات وأخبار به عامل وهو فقال النجي الويف يا أكرم ويل وصفي ما ذكرت يل أمراً إال أنا " وصل"أذكرها يف باب احلج ومكة مع مجلة أسرار

    بذايت مسطر قائم قلت لقد شوقتين إىل التطلع إليك منك حىت أخرب عنك فقال نعم أيها الغريب الوارد والطالب القاصد أدخل معي كعبة احلجر فهو البيت املتعايل عن احلجاب والستر وهو مدخل العارفني وفيه راحة الطائفني فدخلت معه بيت احلجر يف احلال

    دري وقال أنا السابع يف مرتبة األحاطة بالكون وبأسرار وجود العني واألين أوجدين احلق قطعة نور حوائي وألقى يده على صسادجه وجعلين للكليات ممازجه فبينا أنا متطلع ملا يلقى لدي أو يرتل علي وإذا بالعلم القلمي األعلى قد نزل بذايت من منازله العلى

    فنكس رأسه إىل ذايت فانتشرت األنوار والظلمات ونفث يف روعي مجيع الكائنات ففتق راكباً على جواد قائم على ثالث قوائمأرضي ومسائي وأطلعين على مجيع أمسائي فعرفت نفسي وغريي وميزت بني شري وخريي وفصلت ما بني خالقي وحقائقي مث

    رت األمالك إيل ودارت األفالك علي انصرف على ذلك امللك وقال تعلم أنك حضرة امللك فتهيأت للرتول وورود الرسول فتجاوالكل ليميين مقبلون وعلى حضريت مقبلون وما رأيت ملكاً نزل وال ملكاً عن الوقوف بني يدي انتقل وحلظت يف بعض جوانيب

    فرأيت صورة األزل فعلمت أن الرتول حمال فثبت على ذلك احلال وأعلمت بعض اخلاصة ما شهدت وأطلعتهم مين على ما وجدت الروضة اليانعة والثمرة اجلامعة فارفع ستوري واقرأ ما تضمنته سطوري فما وقفت عليه مين فاجعله يف كتابك وخاطب به مجيع فأنا

    أحبابك فرفعت ستوره وحلظت مسطوره فأبدى لعيين نوره املودع فيه ما يتضمنه من أذكره اآلن يف هذا الباب الثاين واهللا سبحانه يهدي إىل العلم املكنون وحيويه فأول سطر قرأته وأول سر من ذلك السطر علمته ما

    .العلم وإىل طريق مستقيم

    معرفة مراتب الحروف والحركات من العالم في الباب الثاني

    وما لها من األسماء الحسنى ومعرفة الكلمات ومعرفة العلم والعالم والمعلوم

    الفصل الثاين يف معرفة احلركات اليت تتميز ا الكلمات " "ة احلروفالفصل األول يف معرف"اعلم أن هذا الباب على ثالثة فصول " الفصل الثالث يف معرفة العلم والعامل واملعلوم"

    معرفة الحروف ومراتبها والحركات في الفصل األول

    وهي الحروف الصغار وما لها من األسماء اإللهية

    شهدت بذلك ألسن الحفاظ الحروف أئمة األلفاظ إن النيام الخرس واأليقاظ بين بها األفالك في ملكوته دارت

    تعز لذلك األلحاظ فبدت األسماء من مكنونها ألحظتها الكالم حقائق األلفاظ عند وتقول لوال فيض جودي ما بدت

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 19

    م العامل واحلروف جامعة اعلم أيدنا اهللا وإياك أنه ملا كان الوجود مطلقاً من غري تقييد يتضمن املكلف وهو احلق تعاىل واملكلفني وهملا ذكرنا أردنا أن نبني مقام املكلف من هذه احلروف من املكلفني من وجه دقيق حمقق ال يتبدل عند أهل الكشف إذا وقفوا عليه وهو مستخرج من البسائط اليت عنها تركبت هذه احلروف اليت تسمى حروف املعجم باالصطالح العريب يف أمسائها وإمنا مسيت

    مرتبتها " حروف"ملعجم ألا عجمت على الناظر فيها معناها وملا كوشفنا على بسائط احلروف وجدناها على أربع مراتب حروف امرتبتها تسعة أفالك " وحروف"مرتبتها مثانية أفالك وهي النون والصاد والضاد " وحروف"سبعة أفالك وهي األلف والزاي والالم

    مرتبتها عشرة أفالك وهي باقي حروف املعجم وذلك مثانية عشر حرفاً كل حرف " روفوح"وهي العني والغني والسني والشني منها مركب عن عشرة كما أن كل حرف من تلك احلروف منها ما هو عن تسعة أفالك وعن مثانية وعن سبعة ال غري كما ذكرناه

    حد وستون فلكاً أما املرتبة السبعية فالزاي والالم فعدد األفالك اليت عنها وجدت هذه احلروف وهي البسائط اليت ذكرناها مائتان وأاأللف فطبعها احلرارة والرطوبة واليبوسة والربودة ترجع مع احلار حارة ومع " وأما"منها دون األلف فطبعها احلرارة واليبوسة

    .لثمانية فحروفها حارة يابسةاملرتبة ا" وأما"الرطب رطبة ومع البارد باردة ومع اليابس يابسة على حسب ما جتاوره من العوامل

    املرتبة العشرية " وأما"السني والشني فطبعهما احلرارة واليبوسة " وأما"املرتبة التسعية فالعني والغني طبعهما الربودة واليبوسة " وأما"ما باردتان رطبتان فعدد األفالك فحروفها حارة يابسة إال احلاء املهملة واخلاء املعجمة فإما باردتان يابستان وإال اهلاء واهلمزة فإ

    اليت عن حركتها توجد احلرارة مائتا فلك وثالثة أفالك وعدد األفالك اليت عن حركتها توجد اليبوسة مائتا فلك وأحد وأربعون فلكاً ة وعشرون وعدد األفالك اليت عن حركتها توجد الربودة مخسة وستون فلكاً وعدد األفالك اليت عن حركتها توجد الرطوبة سبع

    فلكاً مع التواجل والتداخل الذي فيها على حسب ما ذكرناه آنفاً فسبعة أفالك توجد عن حركتها العناصر األول األربعة وعنها يوجد حرف األلف خاصة ومائة وستة وتسعون فلكاً توجد عن حركتها احلرارة واليبوسة خاصة ال يوجد عنها غريمها البتة وعن هذه

    الباء واجليم والدال والواو والزاي والطاء والياء والكاف والالم وامليم والنون والصاد والفاء والضاد والقاف األفالك يوجد حرف والراء والسني والتاء والثاء والذال والظاء والشني ومثانية ومثانون فلكاً يوجد عن حركتها الربودة واليبوسة خاصة وعن هذه األفالك

    واخلاء وعشرون فلكاً توجد عن حركتها الربودة والرطوبة خاصة وعن هذه األفالك يوجد حرف يوجد حرف العني واحلاء والغنياهلاء واهلمزة وأما الم ألف فممتزج من السبعة واملائة والستة والتسعني إذا كان مثل قوله ال ميسهم السوء وال هم حيزنون فإن كان

    والستة والتسعني ومن العشرين وليس يف العامل فلك يوجد عنه احلرارة والرطوبة فامتزاجه من املائة " ألنتم أشد رهبة"مثل قوله تعاىل خاصة دون غريمها فإذا نظرت يف طبع اهلواء عثرت على احلكمة اليت منعت أن يكون له فلك خمصوص كما أنه ما مث فلك يوجد

    لرابع ويقطع الفلك األقصى يف تسعة آالف سنة وأما عنه واحد من هذه العناصر األول على انفراد فاهلاء واهلمزة يدور ما الفلك ااحلاء واخلاء والعني والغني فيدور ا الفلك الثاين ويقطع الفلك األقصى يف إحدى عشرة ألف سنة وباقي احلروف يدور ا الفلك

    الفلك ومنها ما هو يف األول ويقطع الفلك األقصى يف اثنيت عشرة ألف سنة وهو على منازل يف أفالكها فمنها ما هو على سطحمقعر الفلك ومنها ما هو بينهما ولوال التطويل لبينا منازهلا وحقائقها ولكن سنلقى من ذلك ما يشفي يف الباب الستني من أبواب د هذا الكتاب إن أهلمنا احلق ذلك عند كالمنا يف معرفة العناصر وسلطان العامل العلوي على العامل السفلي ويف أي دورة كان وجو

    هذا العامل الذي حنن فيه اآلن من دورات الفلك األقصى وأي روحانية تنظرنا فلنقبص العنان حىت نصل إىل موضعه أو يصل موضعه

  • حميي الدين ابن عريب-الفتوحات املكية 20

    .إن شاء اهللا

    بة إن املرتبة السبعية اليت هلا الزاي واأللف والالم جعلتاها للحضرة اإلهلية املكلفة أي تصيبها من احلروف وإن املرت" فلنرجع ونقول"الثمانية اليت هي النون والصاد والضاد جعلناها حظ اإلنسان من عامل احلروف وإن املرتبة التسعية اليت هي العني والغني والسني والشني جعلناها حظ اجلن من عامل احلروف وإن املرتبة العشرية وهي املرتبة الثانية من املراتب األربعة اليت هي باقي احلروف

    كة من عامل احلروف وإمنا جعلنا هذه املوجودات األربعة هلذه األربع مراتب من احلروف على هذا التقسيم حلقائق جعلناها حظ املالئعسرة املدرك حيتاج ذكرها وبياا إىل ديوان بنفسه ولكن قد ذكرناه حىت نتمه يف كتاب املبادي والغايات فيما حتوي عليه حروف

    دينا ما كمل وال قيد منه إال أوراق متفرقة يسرية ولكن سأذكر منه يف هذا الباب حملة بارق املعجم من العجائب واآليات وهو بني أيمث آلتينهم من بني "إن شاء اهللا فحصلت األربعة للجن الناري حلقائق هم عليها وهي اليت أدم لقوهلم فيما أخرب احلق تعاىل عنهم

    ائقهم ومل تبق هلم حقيقة خامسة يطلبون ا مرتبة زائدة وإياك أن تعتقد وفرغت حق" أيديهم ومن خلفهم وعن أميام وعن مشائلهمأن ذلك جائز هلم وهو أن يكون هلم العلو وما يقابله اللذان تتم ما اجلهات الستة فإن احلقيقة تأىب ذلك على ما قررناه يف كتاب

    ن غريها من احلروف واملناسبة اليت بني هذه احلروف وبينهم املبادي والغايات وبينا فيه مل اختصوا بالعني والغني والسني والشني دووأم موجودون عن األفالك اليت عنها وجدت هذه احلروف وحصل للحضرة اإلهلية من هذه احلروف ثالثة حلقائق هي عليها أيضاً

    ق باملوصوف ا و