المقـــدمـــــة - شبكة الألوكةcp.alukah.net/books/files/book_8558/bookfile/lamia.doc · Web viewوهذه القاعدة العظيمة في إمرار نصوص

شبكة األلوكة تابع الجديد والحصري علىwww.alukah.net


شـرح المـية شيخ اإلسالم ابن تيـميةمن كالم شيخ اإلسالم ابن تيـمية

رحمه الله تعالى

جمعه وألف بينه:د. طالب بن عمر بن حـيدرة الكثيري

غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

1


المقـــدمـــــة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فال مضل له، ومن يضلل فال هادي له، وأشهد

أال إله إال الله وحده ال شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد: فإن من أعظم ما أنفقت فيه األوقات، وصرفت فيه الطاقات إقامة دين

الله عز وجل وتبليغه للناس، وما عبد الله تعالى بعد الفرائض بمثل تعلم العلم النافع وتعليمه للخلق، ولما كان علم العقيدة من العلوم عظيمة األثر

في حياة الناس، شريفة القدر بين سائر علوم أهل األرض، كان تناوله بالبيان من أعظم ما يقرب إلى الله تعالى إن صحت في ذلك النيات، ولما

كان شيخ اإلسالم رحمه الله تعالى فارس هذا الميدان تبيينا وتقريرا لعقيدة السلف الصالح رحمهم الله، وتفنيدا ودحضا لسبل أهل البدع والضالالت، كان االشتغال بكتبه ومصنفاته في هذا الباب من أقوم ما

يسلك بالعبد طريق الكتاب والسنة ليعبد الله تعالى على بصيرة وهدى. وهذا شرح لعقيدة سلفية موسومة بـ" عقيدة شيخ اإلسالم ابن تيمية

رحمه الله"، ومعروفة بـ"الالمية"، ولما كان صاحب البيت أدرى بما فيه؛ كان نقل كالم الناظم رحمه الله من أوضح ما يبين ما نص عليه من

مسائل؛ لهذا كله استعنت بالله وحده على أن أجمع من كالمه المنثور في كتبه ما يعين على ضبط فهم هذه العقيدة المباركة، وبما يناسب المتعلم

في مرحلة حفظه لها وقراءته لشروحاتها، وقد تناول هذه المنظومة بالشرح أفذاذ من أهل العلم، وطبع من هذه الشروحات: شرح العالمة :3أحمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي رحمه الله، وقد قال في مقدمته/

"لما وقفت على أبيات عديدة، جامعة للمسائل المتفق عليها عند السلف، مفيدة حاوية ألمهات مسائل االعتقاد، تنسب لشيخ اإلسالم ابن تيمية

رحمه الله، وكنت منذ زمن أتطلب لها شرحا جامعا؛ ألكون خلفه تابعا؛ فلم أجد شيئا من ذلك؛ فاستخرت الله تعالى وطلبت منه المعونة والسداد أن

أضع عليها شرحا مفيدا يذكر الطالب، ويفيد الراغب". ولعل من المناسب أن أشير في هذه المقدمة إلى أن من أهل العلم -

حفظ الله الجميع - من شكك في نسبة هذه المنظومة لشيخ اإلسالمرحمه الله ألمور:

األول: أن كل من ترجم له ال يشير إليها، سوى األلوسي في كتابه جالءالعينين في محاكمة األحمدين.

الثاني: أنها لم تذكر في مؤلفات شيخ اإلسالم المطبوعة، بل قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله:" ولم أضع في هذا المجموع إال ما

2


أعرفه لشيخ اإلسالم، وقد أعرضت عن نزر قليل نسب إليه؛ كمنظومة في.8/5عقائد"، عن مجموع الفتاوى

3


الثالث: ذكر لفظة القديم في وصف القرآن الكريم في البيت الخامس: وأقول في القرآن ما جاءت به آياته فهو القـديم المنـزل

وقد عرف عن شيخ اإلسالم رحمه الله إنكار إطالق هذه اللفظة علىالقرآن الكريم دون تفصيل.

في6/297الرابع: أن شيخ اإلسالم رحمه الله ذكر في مجموع الفتاوى معرض رده على استدالل أهل البدع ببعض شعر األخطل:" وقد أنشد

فيهم المنشد: قبحا لمن نبذ القرآن وراءه فإذا استدل يقول قال األخطل"، وهذا البيت مذكور ضمن أبيات الالمية.

وقد أجيب عن ذلك بأجوبة، منها: كالشيخ محمد بن عبد األول: أن من العلماء من نسبها لشيخ اإلسالم؛

،19العزيز المانع في كتابه القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد/ والشيخ صالح بن إبراهيم البليهي في كتابه عقيدة المسلمين والرد على

، والشيخ عبد الله بن جار الله آل جار الله1/407الملحدين والمبتدعين ، وغيرهم.194في كتابه تذكير المسلمين بتوحيد رب العالمين/

الثاني: ما كتب على بعض مخطوطات الالمية من أنها عقيدة شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله، وأما كونها لم تذكر في مؤلفاته مع شهرتها فلعل

ذلك يرجع إلى تفرق فتاويه ورسائله وطالبه رحمه الله، وكثرة ما مر بهمن فتن ومحن.

الثالث: أنه ليس في هذه المنظومة ما يخالف عقيدة شيخ اإلسالم، بل هي تشبه في ترتيبها طريقة شيخ اإلسالم في مواضع من ترتيبه للعقيدة

الواسطية، وأما وصف القرآن بالقديم فله محمل جيد يأتي ذكره عند شرح البيت الخامس، وقد جاء في بعض النسخ المخطوطة لفظة الكريم

والحكيم بدال من القديم، وهي األقرب لعقيدة شيخ اإلسالم. الرابع: أن شيخ اإلسالم أحيانا يذكر أبياتا لنفسه وال يعزوها، كقوله في درء

:" وقول القائل أيضا: 1/133التعارض إذا كان نصبا والء الصحاب فإني كما زعموا ناصبي

وإن كان رفضا والء الجميع فال برح الرفض من جانبي"، أن هذين3/941فقد بين ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة

البيتين من نظم شيخ اإلسالم فقال: " ورضي الله عن شيخنا إذ يقول، ثم ذكر البيتين"، فإن انضم إلى ذلك أن شيخ اإلسالم من المعروفين بكثرة

،6/297الرد على هذا االستدالل من كالم األخطل ) راجع مجموع الفتاوى 1( زال اإلشكال.1/278، ودرء التعارض 7/138و

. وقد استفدت في هذه المقدمة كثيرا من تحقيق الشيخ خالد بن علي بن محمد1 الحيان حفظه الله، ومقدمته التي كتبها في أول تحقيقه لالمية شيخ اإلسالم، في

رسالته: مجموع ثالث رسائل لشيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله، ونقـلت بعضا من

4


الخامس: قد ذكر الشيخ علي بن محمد العمران حفظه الله أنه وقف على بخط أحد أبناء نسخة خطية منها، على طرة مجموع فيه فتاوى البن تيمية؛

هـ( في غاية الجودة والنفاسة، لكنه لم يجزم بنسبتها762عمومته، بتاريخ ) اإلســالم، ثم قــال الشــيخ العمــران: فيبقى أن تجمــع هــذه الــدالئل لشــيخ

.نفيها والقرائن إذا أردنا الجزم بإثباتها أو فهذه بعض األجوبة عما سبق من استشكال، ولما كانت الالمية قد

شرحت من قبل العالمة أحمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي، وطبع الشرح بتعليق الشيخ علي بن حمد الصالحي رحمه الله، والشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله، وشرح هذا الشرح الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله تعالى في بعض أشرطته، توكلت على الله في تقريب هذه المنظومة لطلبة العلم من كالم الناظم نفسه، رجاء األجر والمثوبة من الله، وقد استفدت في مواضع من شرح الشيخ خالد بن عبد الله المصلح حفظه الله الموسوم بشرح العقيدة الواسطية من كالم شيخ

اإلسالم ابن تيمية؛ فجزاه الله عني خيرا. وقد اشتمل هذا النظم على عدة مسألة عقدية، تكلم الناظم أوال على

مسألة حب الصحابة رضوان الله عليهم، ثم ذكر عقيدة السلف في القرآن، والصفات، والرؤية، والنزول، والميزان، والحوض، والصراط،

والجنة، والنار، وعذاب القبر، ونعيمه، والحساب، وأغفلت هذه العقيدة كمسألة العلو، واالستواء، والشفاعة، ومباحث الختصارها مسائل مهمة؛

اإليمان، والقدر. أحمد بنأما الناظم رحمه الله فهو اإلمام الرباني تقي الدين أبو العباس

، ولد رحمهالحنبلي عبد الحليم بن عبد السالم بن تيمية الحراني الدمشقي ،حرانهـ( بـ661الله تعالى يوم االثنين العاشر من ربيع األول سنة )

واعتنى رحمه الله بعلم الحديث، وسمع الكتب الستة والمسندات وحفظ ابنكثيرا منها، حتى قال بعض معاصريه: أي حديث ال يعرفه شيخ اإلسالم

فليس بحديث، قرأ رحمه الله كتبا كثيرة، ورزقه الله حافظة قوية،تيمية وكان شديد االستحضار لألدلة، واإلحاطة بفتاوى الصحابة والتابعين

وبمذاهب الفقهاء، وأتقن العربية، ونظر في العقليات، وتأهل لإلفتاء والتدريس وعمره دون العشرين سنة، وتولى التدريس بعد وفاة والده،

300وبلغت مؤلفاته ما يزيد على ) ( مجلد، وكان رحمه الله سيفا مسلوال على المخالفين، وشجى في حلوق أهل األهواء المبتدعين، أوذي رحمه

الله في ذات الله تعالى من قبل المخالفين، وتوفي رحمه الله تعالى في

تحقيقه لالمية على هوامش األبيات؛ فجزاه الله خيرا.

5

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=199&ftp=alam&id=1000006&spid=199




http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=199&ftp=amaken&id=3000014&spid=199



هـ(، وقد قدر من728السجن يوم االثنين، العشرين من ذي القعدة سنة)2حضر جنازته بأكثر من خمسمائة ألف شخص.

فالله اسأل أن يعصمنا بالتوحيد من الشرك، وبالسنة من البدعة، وبمحاسن األخالق من مساؤيها، إنه سميع قريب، كريم مجيب، سبحانه.

1427تم الفراغ منها ليلة الجمعة الثالث عشر، من شهر جماد أول، عام سيئون- حضرموت. هـ،

�ل �سأ ائلي ع�ن م�ذه�بي وع�قيد�تي رزق� الهدى م�ن للهداية ي يا س�

. راجع لترجمته: األعالم العلية في مناقب ابن تيمية للبزار، والعقود الدرية في2 مناقب ابن تيمية البن عبد الهادي، والكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية

لمرعي الكرمي.

6


سائ7لي: يا كأن شيخ اإلسالم يشير إلى أن سبب تأليف هذا النظم في العقيدة

هو سؤال مسترشد عن عقيدة أهل السنة والجماعة التي يذهب إليها ويعتقدها رحمه الله، وقد ذكر في تأليفه للعـقيدة الواسطية

نحوا من هذا، فقال: " إن سبب كتابتها أنه قدم علي من أرض واسط بعض قضاة نواحيها؛ شيخ يقال له: رضي الدين الواسطي

من أصحاب الشافعي، قدم علينا حاجا، وكان من أهل الخير والدين، وشكا ما الناس فيه بتلك البالد وفي دولة التتر من غلبة الجهل

والظلم، ودروس الدين والعلم، وسألني أن أكتب له عقيدة تكون عمدة له وألهل بيته، فاستعفيت من ذلك، وقلت: قد كتب الناس

عقائد متعددة؛ فخذ بعض عقائد أئمة السنة، فألح في السؤال، وقال: ما أحب إال عقيدة تكتبها أنت، فكتبت له هذه العقيدة، وأنا

3قاعد بعد العصر".

و " من في قلبه أدنى حياة، وطلب للعلم، أو نهمة في العبادة؛ يكون البحث عن هذا الباب، والسؤال عنه، ومعرفة الحق فيه؛ أكبر

4مقاصده، وأعظم مطالبه؛ أعني بيان ما ينبغي اعتقاده".

والسؤال عن العلم الذي يحتاجه العبد ليس من السؤال المذموم، فـ" أما سؤال ما يسوغ مثله من العلم فليس من هذا الباب؛ ألن

المخبر ال ينقص الجواب من علمه بل يزداد بالجواب، والسائل محتاج إلى ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: )هال سألوا إذ لم

يعلموا؛ فإن شفاء العي السؤال(، ولكن من المسائل ما ينهى عنه،�اء..{كما قال تعالى: �شي �لوا ع�ن أ �سأ � ت ، اآلية، وكنهيه عن}ال

و " قريب من هذا الباب: ما5أغلوطات المسائل ونحو ذلك"، خرجاه في الصحيحين عن أبي الزناد عن األعرج عن أبي هريرة أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )ذروني ما تركتكم؛ فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختالفهم على أنبيائهم، فإذا

نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم(؛ فأمرهم باإلمساك عما لم يؤمروا به معلال ذلك بأن سبب هالك األولين إنما كان لكثرة السؤال، ثم االختالف على

6الرسل بالمعصية".

.3/164. مجموع الفتاوى 3.5/8. مجموع الفتاوى 4.1/78. مجموع الفتاوى 5.40. اقتضاء الصراط المستقيم/6

7

سبب هذا تأليف

النـظم:

أهمية السؤال

علم عنالعقائد:

حكم السؤال

عنالعـلم:

معنىالمذهب:

معنىالعقيدة:

معنىالرزق:


ع�ن م�ذه�بي: مذهب الرجل " ما قاله بدليل ومات قائال به.. وقيل مذهب كل

واحد عرفا وعادة: ما اعتقده جزما أو ظنا بدليل، ويعلم ذلك: من7قوله وخطه وتأليفه، وينقل إلينا جزما أو ظنا".

.476. المسودة/7

8


وعقيدت7ي: العقيدة واالعتقاد اسم واحد، و" االعتقاد: هو اإلقرار بالتصديق

وااللتزام؛ فقد يترك التصديق وااللتزام جميعا؛ لعدم النظر الموجب للتصديق، وقد يكون مصدقا بقلبه لكنه غير مقر، وال ملتزم اتباعا

8لهواه".

رزق�: الرزق إذا أطلق يراد به أحد معـنيين: " يراد به: ما أباحه الله تعالى

{للعبد وملكه إياه، و يراد به: ما يتغذى به العبد، فاألول: كقوله:�اكم قن ز� �نفقوا مما ر� �اهم ينفقون�{، }أ قن ز� ؛ فهذا الرزق هو}و�مما ر�

الحالل والمملوك، ال يدخل فيه الخمر و الحرام، والثاني كقوله: ؛ و الله تعالى يرزق}وما من دابة في األرض إال على الله رزقها{

البهائم؛ وال توصف بأنها تملك، وال بأنه أباح الله ذلك لها إباحة9شرعية؛ فإنه ال تكليف على البهائم، وكذلك األطفال والمجانين".

الهدى: " والهدى: هو بيان ما ينتفع به الناس، ويحتاجون إليه، وهو ضد

و" لفظ الهدى إذا أطلق تناول العلم الذي بعث الله به10الضاللة"،11رسوله، والعمل به ".

ويعرف أيضا بأنه " هدى الخلق إلى الحق، وتعريفهم ذلك، وإرشادهم إليه، وهذا ال يكون إال بذكر األدلة، واآليات الدالة على أن هذا هدى، وإال فمجرد خبر لم يعلم أنه حق، ولم يقم دليل على أنه

12حق، ليس بهدى".

ومن أراد الهدى فـ" العلم والهدى هو تصديق الرسول فيما أخبر به وطلب13عن الله ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر، وغير ذلك"،

الهدى إنما يكون بطلب ما " بعث الله به رسله، فمن أعرض عنه لم يكن مهتديا، فكيف بمن عارضه بما يناقضه، وقدم مناقضه عليه!

�عضكم{قال الله تعالى لما أهبط آدم: ق�ال� اهبط�ا منه�ا ج�ميعا ب�ضل و�ال� �ع� هد�اي� ف�ال� ي ب ي هدى ف�م�ن ات كم من �ن �أتي �عض ع�دو ف�إما ي لب

�وم� �حشره ي ة ض�نكا و�ن �ه م�عيش� �عر�ض� ع�ن ذكري ف�إن ل �شق�ى * و�م�ن أ ي�صيرا * ق�ال� �عم�ى و�ق�د كنت ب �ني أ رت ب لم� ح�ش� �عم�ى * ق�ال� ر� �ام�ة أ القي

�وم� تنس�ى �ذ�لك� الي �ه�ا و�ك �سيت �ا ف�ن �اتن �تك� آي �ت �ذ�لك� أ ، قال ابن عباس}ك

.22/16. مجموع الفتاوى 8.8/545. مجموع الفتاوى 9

.162. النـبوات/10.7/1661. مجموع الفتاوى 11

9

معنىالهـدى:

سبيل الوصولللهدى:

أقسام الهـدىأربعـة:

هداية الرسل

والعلماءوالدعـاة:


رضي الله عنهما: تكفل الله لمن قرأ القرآن وعلم بما فيه أن ال فتقرر14يضل في الدنيا وال يشقى في اآلخرة، ثم قرأ هذه اآلية"؛

من ذلك أن " أصل العلم والهدى هو اإليمان بالرسالة المتضمنة 15للكتاب والحكمة".

و " الهدى أربعة أقسام: أحدها: الهداية إلى مصالح الدنيا، فهذا مشترك بين الحيوان الناطق واألعجم، وبين المؤمن والكافر،

والثاني: الهدى بمعنى دعاء الخلق إلى ما ينفعهم وأمرهم بذلك، وهو نصب األدلة وإرسال الرسل وإنزال الكتب؛ فهذا أيضا يشترك

�ما{فيه جميع المكلفين سواء آمنوا أو كفروا؛ كما قال تعالى: و�أوا الع�م�ى ع�ل�ى الهد�ى ب �ح� �اهم ف�است �مود ف�ه�د�ين م�ا{، وقال تعالى: }ث إن

�نت� منذر و�لكل ق�وم ه�اد اط{، وقال تعالى: }أ �ى صر� �هدي إل �ت ك� ل و�إن �قيم �بت�{، فهذا مع قوله: }مست �حب �هدي م�ن أ ك� ال� ت يبين أن الهدى}إن

الذي أثبته هو البيان والدعاء واألمر والنهي والتعليم، وما يتبع ذلك ليس هو الهدى الذي نفاه، وهو القسم الثالث: الذي ال يقدر عليه إال الله، والقسم الثالث: الهدى الذي هو جعل الهدى في القلوب، وهو الذي يسميه بعضهم باإللهام واإلرشاد.. وهذا الهدى الذي يكثر ذكره

�قيم�{في القرآن في مثل قوله: اط� المست �ا الصر� ، وقوله:}اهدنه{ �ن يضل �م و�م�ن يرد أ ه لإلسال ح ص�در� �شر� �ه ي �هدي �ن ي ف�م�ن يرد الله أ

جا قا ح�ر� ه ض�ي �جع�ل ص�در� �دي{، وفي قوله: }ي ه ف�هو� المهت �هد الل م�ن يا مرشدا �ه و�لي �جد� ل ، وأمثال ذلك،.. والقسم}و�م�ن يضلل ف�ل�ن ت

ذين�{الرابع: الهدى في اآلخرة كما قال تعالى: ه� يدخل ال إن اللون� فيه�ا ل �نه�ار يح� �حته�ا األ �جري من ت ات ت ن آم�نوا و�ع�ملوا الصالح�ات ج�

ب �ى الطي �اسهم فيه�ا ح�رير * و�هدوا إل اور� من ذ�ه�ب و�لؤلؤا و�لب �س� من أاط الح�ميد �ى صر� .. وهذا الهدى ثواب االهتداء}من� الق�ول و�هدوا إل

16في الدنيا؛ كما أن ضالل اآلخرة جزاء ضالل الدنيا".

فالهداية التي جعلها لله للرسول والعالم والداعية هي " هداية الداللة واإلرشاد؛ بكالمه وبعلمه وأمره ونهيه وترغيبه وترهيبه، وأما حصول الهدى في القلب فهذا ال يقدر عليه أحد باتفاق المسلمين

سنيهم و قدريهم؛ ألن أحدا ال يستطيع أن يهدي القلوب ويخلق الهدى فيها غير الله، أما أهل السنة فيقولون: إن االهتداء الذي في

.165. النبوات/12.19/170. مجموع الفتاوى 13.1/89. درء التعارض 14.2/4. مجموع الفتاوى 15.1/100. الفتاوى الكبرى 16

10

حاجة إلى العبد

سؤال الهداية

ضرورية:

أهمية التحقيق

النقل عند البحث: أو

معنىالتبديل:


القلب ال يقدر عليه إال الله، ولكن العبد يقدر على أسبابه، وهو 17المطلوب منه".

�ل: �سأ م�ن للهداية ي فمن سأل عن الهداية وبحث عنها وهو مؤمن وفقه الله لها، و

"حصول الهداية والفالح للمؤمنين دون غيرهم ملء القرآن؛ذين� يؤمنون� بالغ�يب {كقوله: قين� * ال لمت 18".}هدى ل

ومن هنا يتبين أن " حاجة العبد إلى سؤال هذه الهداية ضرورية في سعادته ونجاته وفالحه، بخالف حاجته إلى الرزق والنصر؛ فإن الله يرزقه فإذا انقطع رزقه مات، والموت البد منه؛ فإذا كان من أهل الهدى به كان سعيدا قبل الموت وبعده، وكان الموت موصال إلى

السعادة األبدية، وكذلك النصر إذا قدر أنه غلب حتى قتل؛ فإنه يموت شهيدا، وكان القتل من تمام النعمة، فتبين أن الحاجة إلى

الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق بل ال نسبة بينهما؛ ألنهجا *{إذا هدي كان من المتقين، ه م�خر� �جع�ل ل ه� ي ق الل �ت و�م�ن ي

�سب �حت �رزقه من ح�يث ال� ي ، و كان ممن ينصر الله ورسوله، ومن}و�ي19نصر الله نصره الله، وكان من جند الله؛ وهم الغالبون".

�ني )ع�نـه( �نـث ولـه ال ي �الم� مح�قق في قـ� دل*اسم�ع ك ـ� �ب �ت وال يولـه: �الم� مح�قق في قـ� اسم�ع ك

أمر رحمه الله باالستماع إلى كالم المحقق المدقق في عقيدة سلف األمة؛ إذ " العلم شيئان: إما نقل مصدق، وإما بحث محقق،

فـ " أما التفصيل المحقق فهو لذي العلم20وما سوى ذلك فهذيان"، ؛ فيجب األخذ منهم، والتتلمذ على أيديهم وعلى21من أهل اإليمان"،

كتبهم، وهذه الطريقة في تحرير عبارات السلف، وتحقيق ما ينقل عنهم هي طريقة شيخ اإلسالم رحمه الله تعالى في مؤلفاته؛ حتى

قال عن العقيدة الواسطية " وأنا تحريت في هذه العقيدة اتباع وقال: " هذا اعتقاد سلف األمة وأئمة أهل22الكتاب والسنة"،

.1/435. الرد على البكري 17.2/5. مجموع الفتاوى 18.14/39. مجموع الفتاوى 19. في بعض النسخ: ال ينثني يوما.*

.2/729. الرد على البكري 20.12/431. مجموع الفتاوى 21.3/195. مجموع الفتاوى 22

11


الحديث، وقلت أيضا: هذا اعتقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم،23وكل لفظ ذكرته فأنا أذكر به آية أو حديثا أو إجماعا سلفيا".

.3/189. مجموع الفتاوى 23

12


يتبـدل: وال عنـه ينـثني ال أي ال يرجع عن ما قاله وال يغيره بغيره؛ لثبوت أدلته ودالالتها عليه،

فإن المبدل هو من أضاف " إلى الشريعة ما ليس منها؛ من أحاديث مفتراة، أو تأول النصوص بخالف مراد الله، ونحو ذلك، فهذا من نوع

التبديل؛ فيجب الفرق بين الشرع المنـزل، والشرع المؤول،24والشرع المبدل".

وعقيدة أهل السنة والجماعة إنما قامت على الجزم واليقين، فـ " ما عند عوام المؤمنين وعلمائهم أهل السنة والجماعة من المعرفة

واليقين والطمأنينة، والجزم الحق والقول الثابت والقطع بما هم25عليه أمر ال ينازع فيه إال من سلبه الله العقل والدين"؛

ولذا فالسني العالم بحجته، الصادق في اتباعه، ال يداخله الشك والريب كأهل البدع والضالالت، وهذا هو الناظم رحمه الله وهو في

مجلس المناظرة فيما تضمنته العقيدة الواسطية التي كتبها لبيان اعتقاد أهل السنة والجماعة، يقول:" فقلت: ما خرجت إال عقيدة السلف الصالح جميعهم، ليس لإلمام أحمد اختصاص بهذا، وقلت: قد أمهلت من خالفني في شيء منها ثالث سنين؛ فإن جاء بحرف

واحد عن القرون الثالثة يخالف ما ذكرته، فأنا أرجع عن ذلك، وعلى أن آتي بنقول جميع الطوائف عن القرون الثالثة يوافق ما ذكرته؛

من الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية واألشعرية وأهل الحديث26وغيرهم".

�و�ســل( �ت هم لي م�ذه�ب )و�م�و�دة القربى بها أ �ة كل *حب الصحاب

حابة7: حب الص الصحابة ويقال األصحاب، " واألصحاب: جمع صاحب: والصاحب

اسم فاعل من صحبه يصحبه، وذلك يقع على قليل الصحابة 27وكثيرها؛ ألنه يقال: صحبته ساعة، وصحبته شهرا، وصحبته سنة"؛

"ولهذا قال أحمد بن حنبل في الرسالة التي رواها عبدوس بن مالك عنه: من صحب النبي صلى الله عليه وسلم سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة، أو رآه مؤمنا به فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما

.11/265. مجموع الفتاوى 24.4/49. مجموع الفتاوى 25.3/197. مجموع الفتاوى 26. الشطر الثاني في نسخة: وتابعهم فيما يقول ويفعل. *

.1/577. الصارم المسلول 27

13

من مميزات

عقيدة أهل

السنة والجماعة

الجزم واليقين

بها:

تعريفالصـحابي

:

عقيدة أهل


في الصحابةالكرام:


صحبه، وهذا قول جماهير العلماء من الفقهاء وأهل الكالم وغيرهم، يعدون في أصحابه من قلت صحبته ومن كثرت، وفي ذلك خالف

ضعيف، والدليل على قول الجمهور ما أخرجاه في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام

من الناس، فيقال: هل فيكم من رأى من صحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى28الله عليه وسلم، فيقولون: نعم، فيفتح لهم(، وهذا لفظ مسلم".

" والمقصود أن الصحبة فيها خصوص وعموم، وعمومها يندرج فيه 29كل من رآه مؤمنا به".

هم لي م�ذه�ب: كل عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله

عليه وسلم أنهم " يتولون جميع المؤمنين، ويتكلمون بعلم وعدل، ليسوا من أهل الجهل، وال من أهل األهواء، ويتبرءون من طريقة

الروافض والنواصب جميعا، ويتولون السابقين واألولين كلهم، ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومناقبهم، ويرعون حقوق أهل

وهم رحمهم الله " مجمعون على30البيت التي شرعها الله لهم"، أن الواجب الثناء عليهم، واالستغفار لهم، والترحم عليهم، والترضي

عنهم، واعتقاد محبتهم، ومواالتهم، وعقوبة من أساء فيهم 31القول".

" ومن أصول أهل السنة والجماعة سالمة قلوبهم وألسنتهم ذين�{ألصحاب رسول الله؛ كما وصفهم الله به في قوله تعالى: و�ال

�ا �قون ب ذين� س� �ا ال �ا و�إلخو�انن �ن �ا اغفر ل ن ب �قولون� ر� �عدهم ي ج�اؤوا من بحيم ؤوف ر ك� ر� �ا إن ن ب ذين� آم�نوا ر� ل �ا غال ل �جع�ل في قلوبن باإليم�ان و�ال� ت

، وطاعة النبي في قوله: )ال تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده} "32لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم وال نصيفه(، وهم وسط في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بين

الغالي في بعضهم الذي يقول بإلهية أو نبوة أو عصمة، والجافي.8/382. منهاج السنة 28.35/62. مجموع الفتاوى 29.2/71. منهاج السنة النبوية 30.1/577. الصارم المسلول 31.3/152. مجموع الفتاوى 32

14

آل هم من النبي بيت

الله صلى عليه

وسلم:

حقوق بيان البيت أهل أهل عند

السنةوالجماعة:

معنىالتوسل:


" وأصحاب رسول الله صلى33فيهم الذي يكفر بعضهم أو يفسقه "، الله عليه وسلم خيار المؤمنين كما ثبت عنه أنه قال: )خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم(، وكل

من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا به فله من الصحبة34بقدر ذلك".

و�م�و�دة القربى: قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم هم آله وأهل بيته، و " آل

الرجل ممن يؤول إليه، ونفسه ممن يؤول إليه، وأهل بيته هم من " وآل النبي صلى الله عليه35يأهله، وهو ممن يأهل أهل بيته"،

وسلم أهل بيته، ونص عليه أحمد، واختاره الشريف أبو جعفر "كلهم: ولد العباس، وولد علي، وولد36وغيره، فمنهم بنو هاشم"؛

"وفي37الحارث بن عبد المطلب، وسائر بني أبي طالب، وغيرهم"، "وقد تنازع العلماء هل أزواجه38بني المطلب الروايتان في الزكاة"،

من آله على قولين: هما روايتان عن أحمد، أصحهما أنهن من آله وأهل بيته؛ كما دل على ذلك ما في الصحيحين من قوله: )اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته(، وأما مواليهن فليسوا من أهل بيته بال نزاع؛ فلهذا كانت الصدقة تباح لبريرة، وأما أبو رافع

فكان من مواليهم؛ فلهذا نهاه عن الصدقة؛ ألن مولى القوم "وأفضل أهل بيته علي وفاطمة وحسن وحسين، الذين39منهم"،

40أدار عليهم الكساء، وخصهم بالدعاء"، " يرعون حقوق أهل البيت التي شرعها[وأهل السنة والجماعة

" فإن الله جعل لهم حقا في الخمس والفيء، وأمر41الله لهم"، 42بالصالة عليهم مع الصالة على رسول الله صلى الله عليه وسلم"،

وغير ذلك من الحقوق، وحقهم " على األمة ال يشركهم فيه " فإنهم يستحقون من زيادة المحبة، والمواالة ما ال43غيرهم"،

.1/75. الجواب الصحيح 33.3/446. الفتاوى الكبرى 34.2/256. دقائق التفسير 35.5/331. الفتاوى الكبرى 36.7/395. منهاج السنة النبوية 37.5/331. الفتاوى الكبرى 38.4/24. منهاج السنة النبوية 39.5/331. الفتاوى الكبرى 40.2/71. منهاج السنة 41.3/407. مجموع الفتاوى 42.4/599. منهاج السنة النبوية 43

15


و "محبة أهل بيت النبي صلى الله44يستحقه سائر بطون قريش"،. 46 ]45عليه وسلم واجبة"

�و�ســل: �ت بها أ التوسل " هو طلب ما يتوسل به؛ أي يتوصل ويتقرب به إليه

سبحانه، سواء كان على وجه العبادة والطاعة وامتثال األمر، أو كان على وجه السؤال له، واالستعاذة به رغبة إليه في جلب المنافع ودفع المضار، ولفظ الدعاء في القرآن يتناول هذا وهذا؛ الدعاء

بمعنى العبادة، والدعاء بمعنى المسألة، وإن كان كل منهما يستلزم47اآلخر".

والتوسل بمحبة الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من التوسل باألعمال الصالحة، وهو من التوسل المشروع، إذ "نفس

التوسل والتوجه إلى الله ورسوله باألعمال الصالحة التي أمر بها؛ كدعاء الثالثة الذين آووا إلى الغار بأعمالهم الصالحة، وبدعاء األنبياء

والصالحين وشفاعتهم، فهذا مما ال نزاع فيه بل هو من الوسيلةقوا الله�{التي أمر الله بها في قوله تعالى: ذين� آم�نوا ات ه�ا ال �ي �ا أ ي

�ة� �يه الو�سيل �غوا إل 48".}و�ابت

" والتوسل بذلك على وجهين: أحدهما أن يتوسل بذلك إلى إجابة الدعاء وإعطاء السؤال؛ كحديث الثالثة الذين أووا إلى الغار؛ فإنهم توسلوا بأعمالهم الصالحة ليجيب دعاءهم ويفرج كربتهم، وقد تقدم

بيان ذلك، والثاني: التوسل بذلك إلى حصول ثواب الله وجنته ورضوانه؛ فإن األعمال الصالحة التي أمر بها الرسول هي الوسيلة

�ا{التامة إلى سعادة الدنيا واآلخرة، ومثل هذا كقول المؤمنين: ن ب ر�ا �ن �ا ف�اغفر ل ن ب ا ر� كم ف�آم�ن ب �ن آمنوا بر� �ادي لإليم�ان أ �اديا ين �ا من معن �ا س� ن إن

ار �ا م�ع� األبر� �و�فن �ا و�ت �اتن ئ ي ا س� �فر ع�ن �ا و�ك �ن ؛ فإنهم قدموا ذكر اإليمان}ذنوب49قبل الدعاء".

وأما التوسل إلى الله بذواتهم وبأعمالهم الصالحة التي تخصهم فهو من التوسل المبتدع؛ " ولهذا ليس ألحد أن يدل على الله بصالح

سلفه؛ فإنه ليس صالحهم من عمله الذي يستحق به الجزاء؛ كأهل الغار الثالثة فإنهم لم يتوسلوا إلى الله بصالح سلفهم، وإنما توسلوا

. المصدر السابق.44.28/491، وانظر مجموع الفتاوى 7/102. المصدر السابق 45 . النقوالت ما بين المعكوفتين استفـدتها من كتاب شرح العقيدة الواسطية من46

، للشيخ خالد بن عبد الله189-188كالم شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله تعالى/ المصلح حفظه الله تعالى.

.411. اقتضاء الصراط المستقيم /47

16

كيفية التوسل بالعمل

الصالح:

حكم التوسل بذوات

الصالحي ن

وبصالحهم:

بيان مجمل

لفضائلالصحابة

:


إلى الله بأعمالهم؛ لما علموا أن الله سبحانه وتعالى يثيب العاملين�ت{على أعمالهم كما قال: ب �س� �يه�ا م�ا اكت �ت و�ع�ل ب �س� �ه�ا م�ا ك ، وسعي}ل

�م{غيره ليس له كما ال تزر وازرة وزر أخرى؛ كما قال تعالى: �م ل أة وزر� �زر و�ازر� �ال ت ذي و�فى * أ اهيم� ال أ بم�ا في صحف موس�ى * و�إبر� �ب ين

ع�ى ان إال م�ا س� يس� لإلنس� �ن ل ى * و�أ 50 ".}أخر�

در ع�ال� و�ف�ض�ائل( هم )قـ� �فض�ـل*و�لكل ما الصديق منهم أ لكن

.410. اقتضاء الصراط المستقيم /48.1/309. مجموع الفتاوى 49.1/84. الرد على البكري 50. في نسخة: قدر وفضل ساطع.*

17


م وفضائ7ل: عال قـدر ول7كله7 وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن " أصحاب رسول الله خير

القرون، وأفضل األمة، وأكرم الخلق على الله تعالى بعد النبيين،ذين�{قال تعالى: �نص�ار و�ال �ولون� من� المه�اجرين� و�األ ابقون� األ و�الس

ضوا ع�نه ضي� الله ع�نهم و�ر� ان ر �عوهم بإحس� ب ، فرضي عن}ات السابقين األولين رضا مطلقا، ورضي عن التابعين لهم بإحسان،

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في األحاديث الصحيحة: خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم،

وكان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يقول: من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات؛ فإن الحي ال تؤمن عليه الفتنة، أولئك

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر هذه األمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة

دينه؛ فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم؛ فإنهم كانوا على الهدى وقد تكاثرت نصوص الكتاب والسنة في الثناء عليهم،51المستقيم"،

{فـ " القرآن قد أثنى على الصحابة في غير موضع كقوله تعالى: ان �عوهم بإحس� ب ذين� ات �نص�ار و�ال �ولون� من� المه�اجرين� و�األ ابقون� األ و�الس

ضوا ع�نه ضي� الله ع�نهم و�ر� �وي منكم من{، وقوله تعالى: }ر �ست ال� ي�نف�قوا من ذين� أ ج�ة من� ال �عظ�م د�ر� �ئك� أ �ل� أول �نف�ق� من ق�بل الف�تح و�ق�ات أ

�ى ه الحسن �لوا و�كال و�ع�د� الل �عد و�ق�ات سول{، وقال تعالى: }ب مح�مد رعا سجدا اهم رك �ر� �هم ت �ين �شداء ع�ل�ى الكفار رح�م�اء ب ه و�الذين� م�ع�ه أ الل

جود �ر الس �ث ه و�رضو�انا سيم�اهم في وجوههم من أ �غون� ف�ضال من� الل �بت يه ر� �ه ف�آز� طأ ج� ش� �خر� رع أ �ز� �لهم في اإلنجيل ك اة و�م�ث ور� �لهم في الت ذ�لك� م�ث

�غيظ� بهم الكفار� اع� لي ر �و�ى ع�ل�ى سوقه يعجب الز �ظ� ف�است �غل ،}ف�است�حت�{وقال تعالى: �ك� ت �ايعون ه ع�ن المؤمنين� إذ يب ضي� الل �ق�د ر� ل

�هم ف�تحا �اب �ث �يهم و�أ �ة� ع�ل كين ل� الس �نز� ة ف�ع�لم� م�ا في قلوبهم ف�أ ج�ر� الش ، وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم}ق�ريبا

أنه قال: "ال يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة"، وفي الصحيحين عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ال تسبوا

أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم وال نصفه"، وقد ثبت عنه في الصحيح من غير وجه

أنه قال: "خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، وهذه األحاديث مستفيضة؛ بل متواترة في فضائل

.3/126. مجموع الفتاوى 51

18

أدلة الكتاب والسنة

على فضل

الصحابة الله رضي عنهم

أجمعين:

مراتبالصحابة:


الصحابة، والثناء عليهم، وتفضيل قرنهم على من بعدهم من52القرون؛ فالقدح فيهم قدح في القرآن والسنة ".

ولكل منهم قدر وفضل بحسب إيمانه وصحبته ونصرته للنبي صلى الله عليه وسلم، فـ " هم متفاوتون في الصحبة؛ فأقومهم بما أمر

الله به ورسوله في الصحبة أفضل ممن هو دونه؛ كفضل السابقين 53األولين على من دونهم، وهم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا"،

والصحابة رضي الله عنهم عند أهل السنة والجماعة على مراتب بحسب " ما جاء به الكتاب والسنة واإلجماع من فضائلهم ومراتبهم؛

فيفضلون من أنفق من قبل الفتح؛ وهو صلح الحديبية وقاتل على من أنفق من بعده وقاتل، ويقدمون المهاجرين على األنصار،

ويؤمنون بأن الله قال ألهل بدر وكانوا ثالثمائة وبضعة عشر: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم، وبأنه ال يدخل النار أحد بايع تحت

الشجرة؛ كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، ويشهدون بالجنة

لمن شهد له رسول الله بالجنة؛ كالعشرة، وكثابت بن قيس بن شماس، وغيرهم من الصحابة، ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن غيره من أن خير

هذه األمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ويثلثون بعثمان، ويربعون بعلي 54رضي الله عنهم؛ كما دلت عليه اآلثار".

" ومن أراد أن يعرف فضائلهم ومنازلهم عند النبي صلى الله عليه وسلم؛ فليتدبر األحاديث الصحيحة التي صححها أهل العلم بالحديث

الذين كملت خبرتهم بحال النبي صلى الله عليه وسلم، ومحبتهم له، وصدقهم في التبليغ عنه، وصار هواهم تبعا لما جاء به، فليس لهم

غرض إال معرفة ما قاله، وتمييزه عما يخلط بذلك من كذب55الكاذبين، وغلط الغالطين".

�فض�ـل: ما الصديق منهم أ لكن " يجب أن يعلم أوال أن التفضيل إذا ثبت للفاضل من الخصائص ما

ال يوجد مثله للمفضول؛ فإذا استويا وانفرد أحدهما بخصائص كان أفضل، وأما األمور المشتركة فال توجب تفضيله على غيره، وإذا

كان كذلك ففضائل الصديق رضي الله عنه التي تميز بها لم يشركه56فيها غيره"، " ذلك أن قوله: "لو كنت متخذا من أهل األرض خليال

التخذت أبا بكر خليال"، وقوله: "ال يبقى في المسجد خوخة إال سدت.4/440. الفتاوى الكبرى 52.4/602. منهاج السنة النبوية 53.3/152. مجموع الفتاوى 54

19

فضائل وخصائص

الصديق الله رضيعنه:


إال خوخة أبى بكر"، وقوله: "إن أمن الناس علي في صحبته وذات يده أبو بكر"، وهذا فيه ثالث خصائص لم يشركه فيها أحد... وكذلك أمره له أن يصلي بالناس مدة مرضه من الخصائص، وكذلك تأميره

له في المدينة على الحج ليقيم السنة ويمحق آثار الجاهلية؛ فإنه من خصائصه، وكذلك قوله في الحديث الصحيح: "ادع أباك وأخاك، حتى أكتب ألبي بكر كتابا"، وأمثال هذه األحاديث كثيرة تبين أنه لم

" وفي الصحيح أنه سأله أي57يكن في الصحابة من يساويه"، الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة"، قال: فمن الرجال؟ قال:

"وحديث اإلتيان إليه بعده، وحديث58"أبوها"؛ وهذا من خصائصه"، كتابة العهد إليه بعده، وحديث تخصيصه بالتصديق ابتداء والصحبة، وتركه له؛ وهو قوله: "فهل أنتم تاركو لي صاحبي"، وحديث دفعه عنه عقبة بن أبي معيط لما وضع الرداء في عنقه حتى خلصه أبو

بكر، وقال: أتقتلون رجال أن يقول: ربي الله، وحديث استخالفه في الصالة، وفي الحج، وصبره وثباته بعد موت النبي صلى الله عليه

وسلم، وانقياد األمة له، وحديث الخصال التي اجتمعت فيه في يوم " وألبي59وما اجتمعت في رجل إال وجبت له الجنة، وأمثال ذلك"،

60بكر في الصحاح نحو عشرين حديثا أكثرها خصائص".

هذه بعض جهات تفضيل الصديق رضي الله عنه، " وأما كمال معرفته، ومحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وتصديقه له؛ فهو

مبرز في ذلك على سائرهم، تبريزا باينهم فيه مباينة ال تخفى على من كان له معرفة بأحوال القوم، ومن ال معرفة له بذلك لم تقبل شهادته، وأما نفعه للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعاونته له على

الدين فكذلك؛ فهذه األمور التي هي مقاصد الصحبة ومحامدها التي بها يستحق الصحابة أن يفضلوا بها على غيرهم، ألبي بكر فيها من

االختصاص بقدرها، ونوعها، وصفتها، وفائدتها ما ال يشركه فيه61أحد".

وبهذا شهدت النصوص، وتواترت النقول عن السلف الصالح رحمهم الله، ومنها ما جاء به " النقل الثابت عن جميع علماء أهل

البيت من بني هاشم من التابعين وتابعيهم؛ من ولد الحسين بن.8/417. منهاج السنة النبوية 55.4/414. مجموع الفتاوى 56. المصدر السابق.57.4/416. مجموع الفتاوى 58.8/419. منهاج السنة النبوية 59.8/421. منهاج السنة النبوية 60. المصدر السابق.61

20

ســـــبب تكـــــرارــول ــ ــ قـــاظم: الن

وأقول:

ــدة ــ عقي أهل

الســــنةوالجماع

في ةالقرآن:


علي، وولد الحسن، وغيرهما أنهم كانوا يتولون أبا بكر وعمر، وكانوا62يفضلونهما على علي، والنقول عنهم ثابتة متواترة".

ل*و�أقول في القرآن ما جاء�ت بـه آياتـه ف�هو� )الق�ديـم( المنـز�و�أقول:

كرر شيخ اإلسالم في هذا النظم قوله: وأقول؛ ألن " الكلمة أصل العقيدة؛ فإن االعتقاد هو الكلمة التي يعتقدها المرء، وأطيب الكالم

والعقائد: كلمة التوحيد، واعتقاد أن ال إله إال الله، وأخبث الكالم والعقائد: كلمة الشرك؛ وهو اتخاذ إله مع الله؛ فإن ذلك باطل ال

63حقيقة له".

في القرآن: يؤمن أهل السنة والجماعة أن " القرآن: كالم الله منزل غير

64مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأن الله تعالى تكلم به حقيقة"،

"ومن65"وهذا القول صحيح متواتر عن السلف أنهم قالوا ذلك"، المستفيض عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار- وربما وقفه بعضهم على سفيان، واألول هو المشهور- قال: أدركت مشايخنا،

والناس منذ سبعين سنة يقولون: القرآن كالم الله، غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، ومشايخ عمرو من لقي عمرو من الصحابة

والتابعين، وعن علي بن الحسين زين العابدين، وابنه جعفر بن66محمد: ليس القرآن بخالق، وال مخلوق، ولكنه كالم الله".

.7/396. منهاج السنة النبوية 62 . في نسخة: الكريم، وفي نسخة: الحكيم، وهو األليق بمذهب شيخ*

اإلسالم، كما نبه عليه العالمة ابن جبرين حفظه الله..4/74. مجموع الفتاوى 63.3/144. مجموع الفتاوى 64.8/150. منهاج السنة النبوية 65.12/419. مجموع الفتاوى 66

21


و" قولهم: منه بدأ، رد على من قال أنه مخلوق في بعض األجسام، ومن ذلك المخلوق ابتدأ؛ فبينوا أن الله هو المتكلم به؛ منه بدأ ال

من بعض المخلوقات، وإليه يعود: أي فال يبقى في الصدور منه آية،67وال في المصاحف حرف".

فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة و" الذي عليه سلف األمة كاإلمام أحمد، والبخاري صاحب الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد

وغيره، وسائر األئمة قبلهم وبعدهم: اتباع النصوص الثابتة، وإجماع سلف األمة؛ وهو أن القرآن جميعه كالم الله، حروفه ومعانيه، ليس شيء من ذلك كالما لغيره، ولكن أنزله على رسوله، وليس القرآن

68اسما لمجرد المعنى، وال لمجرد الحرف؛ بل لمجموعهما".

وقد اختلف الناس في مسألة الكالم والقرآن اختالفا كثيرا، و" الصواب هو ما كان موافقا للشرع، مبينا في العقل؛ فإن الله

سبحانه أخبر أن القرآن منزل منه، و أنه تنزيل منه، وأنه كالمه، وأنه قوله، وأنه كفر من قال أنه قول البشر، وأخبر أنه قول رسول

كريم من المالئكة، ورسول كريم من البشر، والرسول يتضمن المرسل؛ فبين أن كال من الرسولين بلغه، لم يحدث هو منه شيئا،

وأخبر أنه جعله قرآنا عربيا، وقال عما ينزل منه جديدا بعد نزولهم محد�ث{غيره قديما: ب �أتيهم من ذكر من ر ، وأخبر أن للكالم}م�ا ي

�ا موس�ى {المعين وقتا معينا؛ كما قال تعالى: �اه�ا نودي ي �ت �ما أ ،}ف�ل {وقال: �ة اسجدوا �ا للم�آلئك �اكم ثم قلن �اكم ثم ص�ورن �قن ل �ق�د خ� و�ل

69".}آلد�م�

ه7 جاءت ما آياتـه: بـ7 وآية " من آيات70اآليات جمع آية، و" اآلية هي العالمة في اللغة"،

الله؛ أي عالمة من عالماته، وداللة من أدلة الله، وبيان من بيانه؛ فإن كل آية قد بين فيها من أمره وخبره ما هي دليل عليه، وعالمة

عليه؛ فهي آية من آياته، وهي أيضا دالة على كالم الله المباين لكالم المخلوقين، فهي داللة على الله سبحانه، وعلى ما أرسل بها

رسوله، ولما كانت كل آية مفصولة بمقاطع اآلي التي يختم بها كل 71آية، صارت كل جملة مفصولة بمقاطع اآلي آية".

.12/561. مجموع الفتاوى 67.12/243. مجموع الفتاوى 68.8/27. مجموع الفتاوى 69.188. النبوات/ 70.189. النبوات/71

22

معنى قولهم:

بدأ منه وإليهيعود:

القرآن الله: كالم

حروفهومعانيه:

معنىاآليـة:

خطأ إطالق

لفظ القديم

على القرآنالكريم:


القديـم: هذه العبارة لم ترد عن السلف، وهي من الكالم الـ" مجمل؛ فإن

وفي إطالقها تفصيل،72لفظ القديم أوال ليس مأثورا عن السلف"، و" السلف قالوا: القرآن73فالقرآن "حادث اآلحاد، قديم النوع "،

كالم الله، منزل غير مخلوق، وقالوا: لم يزل متكلما إذا شاء؛ فبينوا أن كالم الله قديم؛ أي جنسه قديم، لم يزل، ولم يقل أحد منهم: إن

نفس الكالم المعين قديم، وال قال: أحد منهم القرآن قديم، بل قالوا أنه كالم الله منزل، غير مخلوق، وإذا كان الله قد تكلم

بالقرآن بمشيئته كان القرآن كالمه، وكان منزال منه غير مخلوق، ولم يكن مع ذلك أزليا قديما بقدم الله، وإن كان الله لم يزل متكلما

إذا شاء؛ فجنس كالمه قديم، فمن فهم قول السلف، وفرق بين هذه األقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة، التي

وعليه يتبين مما سبق أن هذه العبارة74اضطرب فيها أهل األرض"، من العبارات الموهمة؛ فالسلف رحمهم الله تعالى " لم يقل أحد منهم: إن القرآن قديم، وال قالوا أن كالمه معنى واحد قائم بذاته، وال قالوا: إن حروف القرآن أو حروفه وأصواته قديمة أزلية قائمة

بذات الله، وإن كان جنس الحروف لم يزل الله متكلما بها إذا "ومن قال: إن الحرف المعين أو الكلمة المعينة قديمة75شاء"،

76العين؛ فقد ابتدع قوال باطال في الشرع والعقل".المنـزل:

و" لفظ اإلنزال في القرآن يرد77" اإلنزال إنما يكون من علو"، مقيدا بأنه منه كالقرآن، وباإلنزال من السماء، ويراد به العلو

كالمطر، ومطلقا؛ فال يختص بنوع، بل يتناول إنزال الحديد من�ه روح{الجبال، واإلنزال من ظهور الحيوان، وغير ذلك، فقوله: ل �ز ن

ك� ب " فأخبر78 بيان لنزول جبريل به من الله"؛}القدس من ر سبحانه أنه منزل من الله، ولم يخبر عن شيء أنه منزل من الله إال

79كالمه".

.6/464. الفتاوى الكبرى 72.2/379. منهاج السنة النبوية 73.12/54. مجموع الفتاوى 74.12/567. مجموع الفتاوى 75.12/55. مجموع الفتاوى 76.8/26. مجموع الفتاوى 77.15/221. مجموع الفتاوى 78.297/ 12. مجموع الفتاوى 79

23

لفظ اإلنزال

في القرآن

على جاء ثالثة

أنواع:

معنىالمصطف

ى:

طريقة السلف اإليمان

دلت بما عليه

نصوص الكتاب

والسنة:


�ول �تـأ �قول ق�ال� الله ج�ل� ج�الله و�المصط�ف�ى اله�ادي و�ال أ و�أ

24


�قول ق�ال� الله ج�ل� ج�الله و�المصط�ف�ى اله�ادي: و�أ و "هو أهل80لم يزل الله جل جالله "مستحقا لإلجالل و اإلكرام"،

أن يجل وأن يكرم، وهو سبحانه يجل نفسه ويكرم نفسه، والعباد ال ومن قدر81يحصون إجالله وإكرامه، واإلجالل من جنس التعظيم"،

الله حق قدره علم أن من حكمة الله تعالى " أنه يصطفي من المالئكة رسال، ومن الناس، واالصطفاء افتعال من التصفية؛ كما أن

االختيار افتعال من الخيرة؛ فيختار من يكون مصطفى، وقد�ه {قال: �ت ال �جع�ل رس� �م ح�يث ي �عل فـ " الرسول الكريم هو82"،}الله أ

"والتخصيص بالتقريب واالصطفاء تقريب83المصطفى من البشر"، أيضا، والله85 وكما أن" االصطفاء يقتضي التصفية"84خاص"،

اط{سبحانه قد " سمى الرسول هاديا؛ فقال: �ى صر� �هدي إل �ت ك� ل و�إن �قيم 87 فهو عليه الصالة والسالم "الدليل الهادي الخريت"،86 "،}مست

.88ومعنى " الخريت الماهر بالهداية" وطريقة أهل السنة والجماعة رحمهم الله اإليمان بما دلت عليه

نصوص الكتاب والسنة، " قال اإلمام أحمد رضي الله عنه: ال يوصف الله إال بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، ال يتجاوز

" فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله،89القرآن والحديث"، وسنة رسوله، وما اتفقت عليه األمة؛ فهذه الثالثة هي أصول

"فمن قال بالكتاب والسنة واإلجماع كان من أهل90معصومة"،91السنة والجماعة".

.16/319. مجموع الفتاوى 80.16/320. مجموع الفتاوى 81.5/437. منهاج السنة النبوية 82.2/50. مجموع الفتاوى 83.13/299. مجموع الفتاوى 84.20/502. مجموع الفتاوى 85.15/67. مجموع الفتاوى 86.4/57. مجموع الفتاوى 87.8/445. منهاج السنة النبوية 88.5/26. مجموع الفتاوى 89.1/149. درء التعارض 90.3/346. مجموع الفتاوى 91

25


�ول: �تـأ و�ال أ "التأويل هو ما أول إليه الكالم، أو يؤول إليه، أو تأول هو إليه،

والكالم إنما يرجع ويعود ويستقر ويؤول إلى حقيقته التي هي عين و " لفظ التأويل قد صار بتعدد االصطالحات92المقصود به"،

مستعمال في ثالثة معان: أحدهما، وهو اصطالح كثير من المتأخرين من المتكلمين في الفقه وأصوله؛ أن التأويل: هو صرف اللفظ عن االحتمال الراجح إلى االحتمال المرجوح؛ لدليل يقترن به، وهذا هو

الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات، وترك تأويلها، وهل ذلك محمود أو مذموم أو حق أو باطل؟، الثاني:

أن التأويل بمعنى التفسير، وهذا هو الغالب على اصطالح المفسرين للقرآن؛ كما يقول ابن جرير وأمثاله من المصنفين في التفسير... الثالث من معاني التأويل: هو الحقيقة التي يؤول إليها

�أويله{الكالم؛ كما قال الله تعالى: �أتي ت �وم� ي �ه ي �أويل ت �نظرون� إال ه�ل ي�ا بالح�ق ن ب �سوه من ق�بل ق�د ج�اءت رسل ر� ذين� ن �قول ال فأما93"،}ي

تأويالت المبتدعة فهي من " إزالة اللفظ عما دل عليه من " فهذه التأويالت من باب تحريف الكلم عن مواضعه،94المعنى"،

واإللحاد في آيات الله، وهي من باب الكذب على الله وعلى رسوله95وكتابه".

إذا تبين ذلك تقرر أنه ليس من منهج سلف األمة رحمهم الله تأويل نصوص الصفات بخالف ظاهرها، يقول شيخ اإلسالم رحمه الله:"

وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، وما رووه من الحديث، ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار،

أكثر من مائة تفسير؛ فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه أول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخالف

مقتضاها المفهوم المعروف، بل عنهم من تقرير ذلك، وتثبيته، وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كالم المتأولين ما ال يحصيه إال

96الله".

�ول �ق�ـل� الطراز األ هـا ح�قـا كما ن وجميع آيات الصفات أمروجميع آيات الصفات:

.13/293. مجموع الفتاوى 92.3/55. مجموع الفتاوى 93.3/165. مجموع الفتاوى 94.3/95. درء التعارض 95.2/481. دقائق التفسير 96

26

التأويل ثالثة له

معان:

يرد لم عن

السلف التأويل

بالمعنىالمحدث

:

ضابط مهم

لمعرفة آيات

الصفات:


آيات الصفات وأحاديث الصفات؛ كما يسميها أهل السنة والجماعة، أما نفاة الصفات فـ " يقول كثير منهم أن هذه آيات اإلضافات

وأحاديث اإلضافات، وينكرون على من يقول آيات الصفات وأحاديث وإنما تعرف آيات الصفات بأن يعلم أن اإلضافة إلى97الصفات"،

" والفرق بين98الله " إضافتان: إضافة صفة، وإضافة عبودية"، البابين: أن المضاف إذا كان معنى ال يقوم بنفسه، وال بغيره من المخلوقات؛ وجب أن يكون صفة لله تعالى قائما به، وامتنع أن

تكون إضافته إضافة مخلوق مربوب، وإن كان المضاف عينا قائمة بنفسها؛ كعيسى وجبريل وأرواح بني آدم امتنع أن تكون صفة لله

" فإن الداللة في99تعالى؛ ألن ما قام بنفسه ال يكون صفة لغيره"، كل موضع بحسب سياقه، وما يحف به من القرائن اللفظية

" فمن تدبر ما ورد في باب أسماء الله تعالى وصفاته،100والحالية"، وأن داللة ذلك في بعض المواضع على ذات الله أو بعض صفات

ذاته ال يوجب أن يكون ذلك هو مدلول اللفظ حيث ورد؛ حتى يكون ذلك طردا للمثبت ونقضا للنافي، بل ينظر في كل آية وحديث

بخصوصه وسياقه، وما يبين معناه من القرآن والدالالت؛ فهذا أصل عظيم مهم نافع في باب فهم الكتاب والسنة، واالستدالل بهما

مطلقا، ونافع في معرفة االستدالل، واالعتراض، والجواب، وطرد101الدليل ونقضه".

هـا: أمر وما سبق بيانه " من آيات الصفات وأحاديثها؛ فمذهب سلف األمة

من الصحابة والتابعين وسائر األئمة المتبوعين اإلقرار واإلمرار، قال أبو سليمان الخطابي وأبو بكر الخطيب: مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديث الصفات إجراؤها على ظاهرها مع نفي الكيفية

والتشبيه عنها، وقاال في ذلك أن الكالم في الصفات فرع على الكالم في الذات، يحتذى فيه حذوه، ويتبع فيه مثاله؛ فإذا كان إثبات ذاته إثبات وجود ال إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إثبات وجود ال

إثبات كيفية، فال نقول أن معنى اليد القدرة، وال أن معنى السمع فيجب على كل مسلم اتباع سبيل السلف102العلم، هذا كالمهما"؛

.5/412. مجموع الفتاوى 97.2/67. الصفدية 98.4/9. درء التعارض 99

.6/14. مجموع الفتاوى 100.6/18. مجموع الفتاوى 101.5/117، وراجع 12/574. مجموع الفتاوى 102

27

مذهب السلف

في.آياتالصفات:

قول السلف رحمهم

الله: أمروها

كماجاءت:

التـعريف بالسلف

ومنهجهم:


الصالح واعتقادهم؛ و"من سبيلهم في االعتقاد: اإليمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه، وسمى بها نفسه في كتابه

وتنزيله، أو على لسان رسوله من غير زيادة عليها، وال نقص منها، وال تجاوز لها، وال تفسير لها، وال تأويل لها بما يخالف ظاهرها، وال

تشبيه لها بصفات المخلوقين وال سمات المحدثين، بل أمروها كما جاءت، وردوا علمها إلى قائلها ومعناها إلى المتكلم بها، وقال

بعضهم - ويروى عن الشافعي-: آمنت بما جاء عن الله، وبما جاء103عن رسول الله، على مراد رسول الله".

وهذه القاعدة العظيمة في إمرار نصوص الصفات كما جاءت رويت عن أئمة أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى " وروى أبو

بكر الخالل في كتاب السنة عن األوزاعى قال: سئل مكحول والزهري عن تفسير األحاديث: فقاال أمروها كما جاءت، وروي أيضا

عن الوليد بن مسلم، قال سألت مالك بن أنس وسفيان الثورى والليث بن سعد واألوزاعى عن األخبار التي جاءت في الصفات؟

فقالوا: أمروها كما جاءت، وفى رواية: فقالوا: أمروها كما جاءت بال كيف؛ فقولهم رضي الله عنهم: أمروها كما جاءت رد على المعطلة،

104وقولهم: بال كيف رد على الممثلة".�ول: �ق�ـل� الطراز األ ح�قـا كما ن

الطراز األول أي سلف األمة الصالح، فـ " مذهب أهل الحديث، وهم السلف من القرون الثالثة، ومن سلك سبيلهم من الخلف، أن

هذه األحاديث تمر كما جاءت، ويؤمن بها، وتصدق، وتصان عن تأويل هذا هو منهجهم105يفضى إلى تعطيل، وتكييف يفضى إلى تمثيل"،

وهذه هي عقيدتهم، " والذي ينبغي للناس أن يعتادوا اتباع السلف على ما كانوا عليه على عهد رسول الله؛ فإنهم خير القرون، وخير الكالم كالم الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عيه وسلم؛ فال

يعدل أحد عن هدي خير الورى، وهدي خير القرون إلى ما هو106دونه".

.4/2. مجموع الفتاوى 103.5/39. مجموع الفتاوى 104.6/355. مجموع الفتاوى 105.1/375. مجموع الفتاوى 106

28


وما نقلوه من نصوص األسماء والصفات يجب اإليمان به، وإفراد الله بما اختص به، وهذا هو " التوحيد في الصفات، فاألصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا؛ فيثبت لله ما أثبته لنفسه، وينفى عنه ما نفاه عن نفسه، وقد علم أن طريقة سلف األمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات، من

غير تكييف وال تمثيل، ومن غير تحريف وال تعطيل، وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات؛ من غير الحاد

107ال في أسمائه، وال في آياته".

ل ي �خ� هـا إلى نقالهـا وأصونها عـن كل ما يت ـ� �رد عهـد��ت وأهـا إلى نقالهـا: ـ� �رد عهـد��ت وأ

ونقالها هم رواتها، " ولم يزل أهل العلم في القديم والحديث يعظمون نقلة الحديث؛ حتى قال الشافعي رضي الله عنه: إذا رأيت

رجال من أهل الحديث فكأني رأيت رجال من أصحاب النبي صلى الله عليهم وسلم، وإنما قال الشافعي هذا ألنهم في مقام الصحابة

وقد " روي عن108من تبليغ حديث النبي صلى الله عيه وسلم"، محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال في األحاديث التي

جاءت إن الله يهبط إلى السماء الدنيا، ونحو هذا من األحاديث: إن هذه األحاديث قد رواها الثقات؛ فنحن نرويها، ونؤمن بها، وال

" وروى البيهقي وغيره بإسناد صحيح عن أبى عبيد109نفسرها"، القاسم بن سالم قال: هذه األحاديث التي يقول فيها: ضحك ربنا

من قنوط عباده وقرب غيره، وإن جهنم ال تمتليء حتى يضع ربك فيها قدمه، والكرسي موضع القدمين، وهذه األحاديث في الرؤية

هي عندنا حق، حملها الثقات بعضهم عن بعض، غير أنا إذا سئلنا عن تفسيرها ال نفسرها، وما أدركنا أحدا يفسرها، أبو عبيد أحد األئمة

األربعة الذين هم الشافعي وأحمد وإسحق وأبو عبيد، وله من المعرفة بالفقه واللغة والتأويل ما هو أشهر من أن يوصف، وقد

كان في الزمان الذي ظهرت فيه الفتن واألهواء، وقد أخبر أنه ما 110أدرك أحدا من العلماء يفسرها؛ أي تفسير الجهمية".

ل: ي �خ� وأصونها عـن كل ما يت

.3/3. مجموع الفتاوى 107.1/11. مجموع الفتاوى 108.4/186. مجموع الفتاوى 109.5/51. مجموع الفتاوى 110

29

معنى توحيد

األسماءوالصفات

:

يفسر لم السلف نصوص

الصفات تفسير

الجهمية:

نفي التحريف

والتعطيل والتكييفوالتمثيل:


ومن عقيدة السلف الصالح أنهم " يصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير تحريف وال تعطيل، وال تكييف وال تمثيل؛ إثبات بال تمثيل، وتنزيه بال تعطيل؛ إثبات الصفات، ونفي

يء{مماثلة المخلوقات، قال تعالى: �مثله ش� �يس� ك ؛ فهذا رد على}ل�صير{الممثلة، ميع الب ؛ رد على المعطلة، فقولهم في}و�هو� الس

الصفات مبنى على أصلين: أحدهما أن الله سبحانه وتعالى منزه عن صفات النقص مطلقا؛ كالسنة والنوم والعجز والجهل وغير

ذلك، والثاني أنه متصف بصفات الكمال التي ال نقص فيها على وجه االختصاص بما له من الصفات؛ فال يماثله شيء من المخلوقات في

وما جاء من آيات الصفات و " هذه111شيء من الصفات"، األحاديث تمر كما جاءت، ويؤمن بها، وتصدق، وتصان عن تأويل

ومن اعتقد غير112يفضي إلى تعطيل، وتكييف يفضي إلى تمثيل"، طريقة السلف رحمهم الله أو زعم أن ما هو عليه أسلم أو أعلم من طريقتهم فقد وقع في " ضالل عظيم، وهو أحد أنواع الضالل

في كالم الله والرسول؛ ظن أهل التخييل، وظن أهل التحريف113والتبديل، وظن أهل التجهيل".

(*)قبح( تاب� �ذ� )الك �ب �د�ل يقول قال� األخط�ل* * لم�ن ن وراء�ه وإذا استتاب� وراء�ه: �ذ� الك �ب قبح لم�ن ن

فـ " الضالل والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم، وإعراضهم عما بعث الله به محمدا من 114البينات والهدى، وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين"،

و" من أعرض عن كتاب الله واتباعه فقد نبذ كتاب الله وراء ظهره، 116 فـ " قبح الله مقالتهم"115واتبع ما تتلوه شياطين اإلنس والجن"،

وطريقتهم.117وأما" من تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق ".

: �د�ل وإذا است

.2/523. منهاج السنة النبوية 111.6/355. مجموع الفتاوى 112.5/414. مجموع الفتاوى 113

. في نسختين: قبحا.* في نسخة: القرآن.***

.5/12. مجموع الفتاوى 114.6/326. الفتاوى الكبرى 115.6/646. الفتاوى الكبرى 116

30

معنىاالستدال

ل:

الرد من على

استدل بكالم

األخطل:


لفظ االستدالل فيه إجمال؛ فقد يراد به" نظم األدلة والجواب عن الممانعات والمعارضات؛ فهذا قد يقال: إنه ال يحسنه إال من يحسن

وقد يراد " به نفس طلب العلم بالشيء بالدليل،118الجدل"، والنظر فيما يدل على الشيء، فهذا مركوز في فطرة جميع

119الناس".

يقول قال� األخط�ل: وهذه طريقة أهل البدع في االستدالل؛ يردون نصوص القرآن

بحجة أنها محتملة للمجاز، ويردون نصوص السنة الصحيحة بزعم أنها لم تبلغ حد القطع، ثم يستدلون بأوهام زائفة، وأدلة مغلوطة، "

ولهذا كان مما يشنع به على هؤالء أنهم احتجوا في أصل دينهم، ومعرفة حقيقة الكالم؛ كالم الله وكالم جميع الخلق بقول شاعر

نصراني، يقال له األخطل: إن الكالم لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليال،

وقد قالت طائفة: إن هذا ليس من شعره، وبتقدير أن يكون من شعره فالحقائق العقلية أو مسمى لفظ الكالم الذي يتكلم به جميع

بني آدم ال يرجع فيه إلى قول ألف شاعر فاضل، دع أن يكون شاعرا نصرانيا اسمه األخطل، والنصارى قد عرف أنهم يتكلمون

في كلمة الله بما هو باطل، والخطل في اللغة هو الخطأ فيالكالم، وقد أنشد فيهم المنشد:

120قبحا لمن نبذ القرآن وراءه فإذا استدل يقول قال األخطل".

ويضاف جوابا عن هذا االستدالل أن " من الناس من أنكر أن يكون هذا من شعره، وقالوا: إنهم فتشوا دواوينه، فلم يجدوه، وهذا يروى عن محمد بن الخشاب، وقال بعضهم: لفظه إن البيان لفي الفؤاد،

ولو احتج محتج في مسألة بحديث أخرجاه في الصحيحين عن النبي، لقالوا هذا خبر واحد، ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه

وتلقيه بالقبول، وهذا البيت لم يثبت نقله عن قائله بإسناد 122 " ثم هو من المولدين، وليس من الشعراء القدماء"، 121صحيح"،

123ثم هو " كافر مثلث ".

.3/137. مجموع الفتاوى 117.4/92. درء التعارض 118. المصدر السابق.119.6/296. مجموع الفتاوى 120.7/138. مجموع الفتاوى 121.7/139. مجموع الفتاوى 122.7/140. مجموع الفتاوى 123

31

هم منالمؤمـنو

ن:

عقيدة أهل


باب فيالرؤية:

إثبات أدلة الله رؤية من

القرآنوالسنة:


ون� حقـا( ر� ـ� ) ي �نزل*والمؤمنون� �يف ي مـاء بغ�ير ك هم وإلى الس رب: والمؤمنون�

المؤمنون هم أهل العقيدة الخالصة واالتباع الصادق، فـ " أهل وهم أهل علم نافع،124الكتاب والسنة على اإلطالق هم المؤمنون"،

وعمل صالح، اتقوا الله في علمهم وعملهم، هذا هو " الحق المبين أن كمال اإلنسان أن يعبد الله علما وعمال كما أمره ربه، وهؤالء هم

" وهم الذين زكوا نفوسهم وكملوها؛125عباد الله، وهم المؤمنون"، كملوا القوة النظرية العلمية، والقوة اإلرادية العملية؛ كما قال

�يدي{تعالى: �عقوب� أولي األ اهيم� و�إسح�ق� و�ي �ا إبر� �اد�ن و�اذكر عب�بص�ار 126".}و�األ

هم: ون� حقـا رب ر� ـ� ي عقيدة أهل السنة والجماعة " إثبات رؤية الله تعالى باألبصار في

اآلخرة، فهو قول سلف األمة وأئمتها وجماهير المسلمين من أهل المذاهب األربعة وغيرها، وقد تواترت فيه األحاديث عن النبي صلى

الله عليه وسلم عند علماء الحديث، وجمهور القائلين بالرؤية، يقولون: يرى عيانا مواجهة؛ كما هو المعروف بالعقل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم سترون ربكم عز وجل يوم القيامة؛ كما

ترون الشمس والقمر ال تضامون في رؤيته، وفي لفظ: كما ترون و" رؤية الله باألبصار هي للمؤمنين في127الشمس والقمر صحوا"،

وهم " يثبتون128الجنة، وهي أيضا للناس في عرصات القيامة "، ، و"129تنعم المؤمنين برؤية ربهم، وهو مذهب سلف األمة وأئمتها"

130الرؤية أنواع متباينة تباينا عظيما، ال يكاد ينضبط طرفاها"،

والمؤمنون وإن دخلوا الجنة فهم " في الرؤية على درجات على131حسب قربهم من الله، ومعرفتهم به".

ومسألة " الرؤية ثابتة بالنصوص المستفيضة، وإجماع السلف، مع ومن تلك األدلة، نصوص القرآن الكريم كـ "132داللة العقل عليها"،

. في نسخة: حقـا يرون.*.6/598. الفتاوى الكبرى 124.2/96. مجموع الفتاوى 125.2/97. مجموع الفتاوى 126.3/341. منهاج السنة النبوية 127.2/284. الصفدية 128.3/390. مجموع الفتاوى 129.6/503. مجموع الفتاوى 130.6/485. مجموع الفتاوى 131.3/334. منهاج السنة النبوية 132

32


ة {قوله: �اظر� ه�ا ن ب �ى ر� ة * إل اضر� �وم�ئذ ن ائك{، }وجوه ي �ر� ع�ل�ى األ�نظرون� �اد�ة{، }ي �ى و�زي نوا الحسن �حس� ذين� أ ل اؤون� فيه�ا{، }ل �ش� �هم ما ي ل

�ا م�زيد �د�ين 134 ومن السنة " األحاديث المتواترة عندهم"،133"،}و�ل

كمثل" ما خرجاه في الصحيحين عن جرير بن عبدالله البجلي قال: كنا جلوسا عند رسول الله إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: إنكم

سترون ربكم كما ترون هذا القمر، ال تضامون في رؤيته؛ فإن استطعتم أن ال تغلبوا على صالة قبل طلوع الشمس، وصالة قبل

فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس{غروبها؛ فافعلوا، ثم قرأ: ، وهذا الحديث من أصح األحاديث على وجه األرض،}وقبل غروبها

المتلقاة بالقبول، المجمع عليها عند العلماء بالحديث، وسائر أهل " قال أبو عبد الله: أحاديث الرؤية نؤمن بها، ونعلم أنها135السنة "،

حق، ونؤمن بأننا نرى ربنا يوم القيامة، ال نشك فيه، وال نرتاب، قال: أبا عبد الله يقول: من زعم أن الله ال يرى في اآلخرة136وسمعت

فقد كفر، وكذب بالقرآن، ورد على الله تعالى أمره، يستتاب؛ فإن137تاب وإال قتل".

�نزل: �يف ي مـاء بغ�ير ك وإلى الس ويؤمن أهل السنة والجماعة بأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا

في ثلث الليل اآلخر نزوال يليق بجالله، وقد أخرج "في الصحاح حديث النزول: ينزل ربنا كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل اآلخر؛

فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فاغفر له، فهذا قول وفعل في وقت معين، وقد اتفق

السلف على أن النزول فعل يفعله الرب؛ كما قال ذلك األوزاعي، "138وحماد بن زيد، والفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وغيرهم"، 139وتفسير النزول بفعل يقوم بذاته هو قول علماء أهل الحديث"،

وقد قال " أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد في شرح الموطأ لما تكلم على حديث النزول، قال: هذا حديث ثابت من جهة النقل

140صحيح اإلسناد، وال يختلف أهل الحديث في صحته".

�يف: بغ�ير ك.3/137. مجموع الفتاوى 133.4/425. مجموع الفتاوى 134.6/421. مجموع الفتاوى 135. أي حنبل بن إسحاق.136.6/499. مجموع الفتاوى 137.6/234. مجموع الفتاوى 138.16/398. مجموع الفتاوى 139.2/39. بيان تلبيس الجهمية 140

33

عقيدة أهل


فيالنـزول:

معنى الكيف

المنفي عن

صفاتالله:

معنـىاإلقـرار:


وأهل السـنة والجمـاعة " متفقـون على أن الله ليس كمثـــله شيء، وأنه ال يعــلم كيف ينــزل، وال تمثـل صفاته بصـفات

فـ "يقال في مثل النزول: النزول معلوم، والكيف141خلقـه"، فنحن " نعلم142مجهول، واإليمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"،

ومعنى " الكيف هو التأويل الذي143معنى النزول، وال نعلم كيفيته"، ال يعلمه إال الله، وأما نفس المعنى الذي بينه الله؛ فيعلمه الناس،

144كل على قدر فهمه".

ل*)وأقر( �نهـ� ا أ ي منـه ري �رجـو بأن بالميـزان والح�وض الذي أوأقر:

وأقر من اإلقرار، " ولفظ اإلقرار: يتناول االلتزام والتصديق، والبد "145منهما، وقد يراد باإلقرار مجرد التصديق، بدون التزام الطاعة"، ثم إنه يكون على وجهين أحدهما: اإلخبار، وهو من هذا الوجه؛

كلفظ التصديق والشهادة ونحوهما، وهذا معنى اإلقرار الذي يذكره الفقهاء في كتاب اإلقرار، والثاني: إنشاء االلتزام؛ كما في قوله

�ا ق�ال�{تعالى: رن �قر� �خ�ذتم ع�ل�ى ذ�لكم إصري ق�الوا أ رتم و�أ �قر� �أ أاهدين� �ا م�ع�كم من� الش �ن 146".}ف�اشه�دوا و�أ

بالميـزان: عقيدة أهل السنة والجماعة أنه يجب التصديق بـ " كل ما أخبر به

محمد عليه الصالة والسالم؛ من عذاب القبر، ومنكر ونكير، وغير ذلك من أحوال القيامة، والصراط، والميزان، والشفاعة، والجنة،

147والنار فهو حق ".

و" الميزان هو ما يوزن به األعمال، وهو غير العدل؛ كما دل على �ت م�و�ازينه {ذلك الكتاب والسنة، مثل قوله تعالى: �قل ،}ف�م�ن ث

{، وقوله:}و�م�ن خ�فت م�و�ازينه{ �وم �ض�ع الم�و�ازين� القسط� لي و�ن�ام�ة ، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:}القي

"كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"، وقال عن

.2/639. منهاج السنة النبوية 141.4/4. مجموع الفتاوى 142.5/365. مجموع الفتاوى 143.17/374. مجموع الفتاوى 144

. في نسخة: وأقول.*

34

معنى الميزان

وذكر بعضأدلته:

صفةالحوض:

معنىالنهل:

معنىالصراط

:


ساقي عبد الله بن مسعود: "لهما في الميزان أثقل من أحد"، وفي الترمذي وغيره حديث البطاقة، وصححه الترمذي والحاكم وغيرهما

في الرجل الذي يؤتى به، فينشر له تسعة وتسعون سجال، كل سجل منها مد البصر، فيوضع في كفة، ويؤتى له ببطاقة، وفيها

شهادة أن ال إله إال الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فطاشت السجالت، وثقلت البطاقة"، وهذا وأمثاله مما يبين أن األعمال توزن بموازين، تبين بها رجحان الحسنات على السيئات،

وبالعكس، فهو ما به تبين العدل، والمقصود بالوزن العدل كموازين الدنيا، وأما كيفية تلك الموازين فهو بمنزلة كيفية سائر ما أخبرنا به

148من الغيب".

والح�وض: اإليمان بأن " في عرصة149" من أصول أهل السنة والجماعة"

القيامة الحوض المورود لمحمد، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، طوله شهر، وعرضه شهر، من

كما ثبت هذا في150يشرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا"، " ولهذا كان أئمة اإلسالم متفقين151"األحاديث المتواترة عندهم"،

على تبديع من خالف في مثل هذه األصول، بخالف من نازع من152مسائل االجتهاد، التي لم تبلغ هذا المبلغ في تواتر السنن عنه".

ل: �نهـ� ا أ ي منـه ري �رجـو بأن الذي أ اللهم فـ153النهل أول الشرب، " يقال: شرب الماء عال بعد نهل"،

" اسقنا بكأسه من حوضه مشربا هنيئا، سائغا، رويا، غير خزايا، وال 154ناكثين برحمتك".

م ) ف�مو�حد( اج وآخ�ـر� مهمـل*وكذ�ا الصراط يم�د فوق� ج�ه�ن ـ� نم: وكذ�ا الصراط يم�د فوق� ج�ه�ن

.3/397. مجموع الفتاوى 145.7/530. مجموع الفتاوى 146.18. العقيدة األصفهانية/147.4/302. مجموع الفتاوى 148.7/435. مجموع الفتاوى 149.3/146. مجموع الفتاوى 150.4/425. مجموع الفتاوى 151.4/425. مجموع الفتاوى 152.4/133. مجموع الفتاوى 153.4/127. شرح العمدة 154

في بعض النسخ: فمسلم.*

35


" الصراط في لغة العرب: هو الطريق، يقال: هو الطريق الواضح، ويقال: هو الطريق المحدود بجانبين الذي ال يخرج عنه، ومنه

الصراط المنصوب على جهنم، وهو الجسر الذي يعبر عليه المؤمنون إلى الجنة، وإذا عبر عليه الكفار سقطوا في جهنم،

ويقال: فيه معنى االستواء، واالعتدال، الذي يوجب سرعة العبور " فالصراط هو الطريق المحدود المعتدل الذي يصل155عليه"،

156سالكه إلى مطلبه بسرعة".

فأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن "الصراط منصوب على متن جهنم، وهو الجسر الذي بين الجنة والنار، يمر الناس عليه على قدر

أعمالهم؛ فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق الخاطف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد،

ومنهم من يمر كركاب اإلبل، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يخطف فيلقي في

157جهنم؛ فإن الجسر عليه كالليب تخطف الناس بأعمالهم ".

اج وآخ�ـر� مهمـل: ـ� ف�مو�حد ن " توحيد الرسل والمؤمنين هو عبادة الله وحده، فمن عبد الله

وحده ولم يشرك به شيئا فقد وحده، ومن عبد من دونه شيئا من ومنه158األشياء فهو مشرك به، ليس بموحد مخلص له الدين"،

يتقرر أن " أهل السنة هم الموحدون له، والمكملون لحقيقة اإلقرار بخالف أهل البدع والضالالت.159بأنه األحد الصمد"،

وجميع الناس يمرون على الصراط " فال بد من المرور عليه لكل " وال يتكلم أحد إال الرسل، ودعوى الرسل:160من يدخل الجنة "،

" فمن161اللهم سلم سلم، فهذا في وقت المرور على الصراط"، مر على الصراط دخل الجنة، فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار؛ فيقتص لبعضهم من بعض؛ فإذا هذبوا ونقوا أذن

" وفي163 " ويسقط بعضهم في النار"،162لهم في دخول الجنة"، جهنم كالليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان، قالوا:

.3/178. الجواب الصحيح 155.3/179. الجواب الصحيح 156.3/146. مجموع الفتاوى 157.1/478. بيان تلبيس الجهمية 158.2/450. بيان تلبيس الجهمية 159.4/279. مجموع الفتاوى 160.14/397. مجموع الفتاوى 161.3/146. مجموع الفتاوى 162.6/434. مجموع الفتاوى 163

36

معنى توحيد

الرسل:

حال الناس

عند المرور

علىالصراط

:

معنىالشقي:


نعم، قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه ال يعلم قدر عظمها إال الله، تخطف الناس بأعمالهم؛ فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم

164المجازى حتى ينجو".

�ان( قي إلى) الجن قي بحكم�ة وكذا الت �صالها الش ار ي �دخل(*والن ي ** )س�

قي: �صالها الش ار ي والن و"165السعيد من سعد بطاعة الله، " والشقي من كذبه وعصاه"،

األشقياء هم المخالفون للرسل؛ فإنما يعذب الله في اآلخرة من�بع�ث� {يخالف الرسل، كما قال تعالى: ى ن ا مع�ذبين� ح�ت و�م�ا كن

سوال و "الشقي ال يكون شقيا إال باألعمال التي جعله يشقى166"،}ر� 167بها؛ التي من جملتها االتكال على القدر، وترك األعمال الواجبة"،

" فمن ترك العمل الواجب الذي أمر به، وفعل المحظور متكال على القدر كان من جملة أهل الشقاوة، الميسرين لعمل أهل

169 "واألشقياء أهل النار".168الشقاوة"،

بحكم�ة: وقد " أجمع المسلمون على170"الحكمة وضع األشياء مواضعها"،

171أن الله تعالى موصوف بالحكمة".

قي: وكذا الت و" المؤمن المطلق172"التقي الذي يتقي فال يقدم على الفجور"،

" والنفس البرة التقية النقية التي قد173هو البر، التقي، ولي الله"،174زكاها صاحبها؛ فارتفعت، واتسعت، ومجدت، ونبلت".

�دخل: ي �ان س� �صالها.. إلى الجن ار ي والن "175أهل السنة والجماعة "يقرون بأن الجنة والنار مخلوقتان"،

وقد اتفق سلف األمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما ال يعدم، وال يفنى بالكلية؛ كالجنة والنار والعرش

"وأصناف ما تضمنته الدار اآلخرة من الحساب176وغير ذلك"، والثواب والعقاب والجنة والنار، وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب

المنزلة من السماء، واآلثار من العلم المأثورة عن األنبياء، وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفى

177ويكفى؛ فمن ابتغاه وجده".

.6/491. مجموع الفتاوى 164. في نسخة: جنان.*. في نسخة: فيدخل.* **

37

معنى الحكمة

التي يتصف

بها: الله

معنىالتقي:

عقيدة أهل


الجنة فيوالنار:

عقيدة أهل


في اإليمان

بفتنة وعذاب

معنىالحساب:

ما أول يحاسب

عليهالعبد:

بيان لمجمل اعتقاد األئمة

األربعة:

ترجمة اإلمام

الشافعي:


�ل ولكل ح�ي عاقـل في ق�بـره ع�م�ل يقارنـه هنـاك و�يسـأولكل ح�ي عاقـل في ق�بـره ع�م�ل يقارنـه هنـاك:

ويؤمن أهل السنة والجماعة " أن فتنة القبر حق، وعذاب القبر " وأما الفتنة في القبور فهي االمتحان واالختبار للميت178حق"،

" فيقال للرجل: من ربك؟ وما دينك؟ ومن179حين يسأله الملكان"، نبيك؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي

اآلخرة، فيقول المؤمن: الله ربي، واإلسالم ديني، ومحمد نبي، وأما المرتاب، فيقول: هاه، هاه، ال أدري، سمعت الناس يقولون شيئا

فقلته، فيضرب بمرزبة من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إال اإلنسان، ولو سمعها اإلنسان لصعق، ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم،

ومن أدلة ذلك " قوله180وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى"،�ا و�في{تعالى: �اة الدني ي ابت في الح� ذين� آم�نوا بالق�ول الث ت الله ال �ب يثة ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها نزلت في}اآلخر�

" وثبت عنه في الصحيح أنه قال: "لوال أن ال181عذاب القبر"، تدافنوا، لسألت الله أن يسمعكم عذاب القبر مثل الذي أسمع"،

وثبت عنه في الصحيح أنه نادى المشركين يوم بدر لما ألقاهم في القليب، وقال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم"، واآلثار في هذا

183 " كثيرة متواترة".182كثيرة منتشرة"،

�ل: و�يسـأ.2/445. منهاج السنة النبوية 165.2/244. الصفدية 166.8/282. مجموع الفتاوى 167.8/276. مجموع الفتاوى 168.11/157. مجموع الفتاوى 169.107. النبوات/170.1/141. منهاج السنة النبوية 171.5/289. منهاج السنة النبوية 172.7/448. مجموع الفتاوى 173.10/630. مجموع الفتاوى 174.6/440. الفتاوى الكبرى 175.18/307. مجموع الفتاوى 176.3/148. مجموع الفتاوى 177.7/435. مجموع الفتاوى 178.4/257. مجموع الفتاوى 179.3/145. مجموع الفتاوى 180.4/273. مجموع الفتاوى 181. المصدر السابق.182.4/285. مجموع الفتاوى 183

38


"وفصل الخطاب أن الحساب يراد به: عرض أعمالهم عليهم، 184وتوبيخهم عليها، ويراد بالحساب موازنة الحسنات بالسيئات"،

"ويحاسب الله الخالئق ويخلو بعبده المؤمن؛ فيقرره بذنوبه، كما وصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فال يحاسبون محاسبة

من توزن حسناته وسيئاته؛ فإنه ال حسنات لهم، ولكن تعد أعمالهم، ومن أدلة185وتحصى، فيوقفون عليها، ويقررون بها، ويجزون بها"،

ذلك ما جاء " في الصحيح أنه قال صلى الله عليه وسلم: "من نوقش الحساب عذب"، قالت عائشة: فقلت يا رسول الله: أليس

�سيرا{الله يقول في كتابه: ابا ي ب حس� وف� يح�اس� ، فقال: "ذلك}ف�س�186العرض، ومن نوقش الحساب عذب"".

ومما يسأل عنه " الصلوات الخمس في مواقيتها، وهي أول ما وأما كيفية الحساب،187يحاسب عليها العبد من عمله يوم القيامة"،

فقد سئل " ابن عباس؛ قيل له: كيف يحاسب الله الخلق في ساعة188واحدة؟ فقال: كما يرزقهم في ساعة واحدة".

�نقـل*هذا اعتقـاد الشافعي ومالك )وأبي( حنيفـة� ثم أحـمد� يهذا اعتقـاد:

اعتقاد األئمة األربعة رحمهم الله هو اعتقاد أهل السنة والجماعة، و"ال ريب أن أهل السنة والجماعة والحديث من أصحاب مالك[

والشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم متفقون على تنزيه الله الذين يشبهون صفاته تعالى عن مماثلة الخلق، وعلى ذم المشبهة

بصفات خلقه، ومتفقون على أن الله ليس كمثله شيء ال في ذاته، و " مذهب سلف األمة وأئمتها189وال في صفاته، وال في أفعاله"،

من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين؛ كاألئمة األربعة وغيرهم ما دل عليه الكتاب والسنة، وهو الذي يوافق األدلة

190العقلية الصريحة"، فـ"أهل السنة في كل مقام أصح نقال وعقال من غيرهم؛ ألن ذلك من تمام ظهور ما أرسل الله به رسوله من

الهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله، ظهوره بالحجة،.4/305. مجموع الفتاوى 184.3/146. مجموع الفتاوى 185.3/311. در التعارض 186.10/433. مجموع الفتاوى 187.2/241. درء التعارض 188

. في نسختين: أبو.*.2/522. منهاج السنة النبوية 189.12/37. مجموع الفتاوى 190

39


لذلك صار " أهل السنة نقاوة المسلمين، فهم191وظهوره بالقدرة"،193] 192خير الناس للناس".

الشافعي: وقد كان194هو " اإلمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي"،

اإلمام أحمد " يحب الشافعي، ويثنى عليه ويدعو له، ويذب عنه عند من يطعن في الشافعي أو من ينسبه إلى بدعة، ويذكر تعظيمه للسنة، واتباعه لها، ومعرفته بأصول الفقه؛ كالناسخ والمنسوخ،

والمجمل والمفسر، ويثبت خبر الواحد، ومناظرته عن مذهب أهل الحديث من خالفه بالرأي وغيره، وكان الشافعي يقول: سموني

ببغداد ناصر الحديث، ومناقب الشافعي واجتهاده في اتباع الكتاب 195والسنة، واجتهاده في الرد على من يخالف ذلك كثير جدا"،

196"وتوفي الشافعي سنة أربع ومائتين".

:ومالك " إمام دار197" إمام أهل األثر مالك بن أنس األصبحي"،

و " ال ريب عند أحد أن مالكا رضي الله عنه أقوم198الهجرة"، الناس بمذهب أهل المدينة، رواية ورأيا، فإنه لم يكن في عصره وال

بعده أقوم بذلك منه، كان له من المكانة عند أهل اإلسالم الخاص " وهذا199منهم والعام ماال يخفى على من له بالعلم أدنى إلمام"،

يصدق الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يوشك أن يضرب الناس أكباد اإلبل في طلب

العلم، فال يجدون عالما أعلم من عالم المدينة"، فقد روي عن غير 200واحد؛كابن جريج، وابن عيينة، وغيرهما أنهم قالوا: هو مالك"،

وقد " قال الشافعي رحمه الله: ما تحت أديم السماء كتاب أكثر

.1/205. االستقامة 191.5/158. منهاج السنة النبوية 192 . ما بين المعكوفتين من النقوالت استفدتها من كتاب شرح العقيدة الواسطية من193

كالم شيخ اإلسالم ابن تيمية/ من مواضع متفرقة، للشيخ خالد المصلح حفظه الله..93. مقدمة التفسير/194.20/330. مجموع الفتاوى 195.20/320. مجموع الفتاوى 196.1/275. بيان تلبيس الجهمية 197.7/144. مجموع الفتاوى 198.20/320. مجموع الفتاوى 199.20/323. مجموع الفتاوى 200

40

ترجمة اإلماممالك:

ترجمة اإلمام

أبيحنيفة:

ترجمة اإلمامأحمد:


"ومالك توفي سنة تسع201صوابا بعد كتاب الله من موطأ مالك"،202وسبعين ومائة".

:وأبي حنيفـة� "204 " إمام أهل الرأي"،203" أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي"،

ومن ظن بأبي حنيفة أو غيره من أئمة المسلمين أنهم يتعمدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره فقد أخطأ عليهم، وتكلم

206 "وتوفي أبو حنيفة سنة خمسين ومائة".205إما بظن، وإما بهوى"،

�نقـل :ثم أحـمد� ي ثم ذكر الناظم شيخ� اإلسالم اإلمام" أبا عبد الله أحمد بن محمد بن

"إمام أهل السنة، الصابر في207حنبل بن هالل بن أسد الشيباني"، المحنة، الذي قد صار للمسلمين معيارا يفرقون به بين أهل السنة

وقد " كان معتدال، عالما، باألمور، يعطي كل ذي حق208والبدعة"، ولما وقعت فتنة خلق القرآن " شد المئزر، وأبى الفتنة،209حقه"،

" وتوفى أحمد بن حنبل سنة إحدى210وجاد بالدنيا، وظن بالدين"، 211وأربعين ومائتين".

ول �يك� معـ� �د�عت� ف�ما ع�ل �هم ف�مو�ف�ق وإن ابت �عت� سبيل ب فإن ات�عت� ب :فإن ات

"واالتباع المشروع: وهو أن212"االتباع هو االقتفاء واالستـنان"، ومما يوضح هذا213يفعل ما فعل على الوجه الذي فعل؛ ألنه فعله"،

المعنى أن " بعض أصحاب أبي علي الجوزاني سأله: كيف الطريق إلى الله؟ قال: أصح الطرق، وأعمرها، وأبعدها من الشبه اتباع

و�إن {الكتاب والسنة قوال، وفعال، وعقدا، ونية؛ ألن الله يقول:�دوا �هت ، فسأله: كيف طريق اتباع السنة؟ قال: بمجانبة}تطيعوه ت

البدع، واتباع ما اجتمع عليه الصدر األول من علماء اإلسالم وأهله، والتباعد عن مجالس الكالم وأهله، ولزوم طريقة االقتداء واالتباع؛

.20/320. مجموع الفتاوى 201. المصدر السابق.202.12/507. مجموع الفتاوى 203.1/275. بيان تلبيس الجهمية 204.20/304. مجموع الفتاوى 205.20/320. مجموع الفتاوى 206

41

معنىاالتباع:

صفات أهل

السنةوالجماع

ة:

معنىالبدعة:


�يك� {بذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: �ا إل ين �وح� ثم أاهيم� ح�نيفا ة� إبر� بع مل �ن ات 214".}أ

وأهل السنة والجماعة هم الذين " يعتصمون في مسائل األصول التي تنازع فيها الناس بالكتاب، والسنة، واإلجماع، وأن دينهم

فـ " السنة مبناها على العلم، والعدل،215التمسك بالكتاب والسنة"،216واالتباع لكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".

�هم: سبيل وسبيلهم " وطريقتهم هي دين اإلسالم الذي بعث الله به محمدا،

لكن لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثالث وسبعين فرقة كلها في النار إال واحدة؛ وهي الجماعة، وفي

حديث عنه أنه قال: "هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"؛ صار المتمسكون باإلسالم المحض الخالص عن الشوب

"الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له217هم أهل السنة والجماعة"، إال رسول الله، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها، وأئمتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها، واتباعا لها، تصديقا وعمال، وحبا ومواالة لمن واالها، ومعاداة لمن عاداها، الذين يردون المقاالت المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة؛ فال ينصبون مقالة، ويجعلونها من أصول دينهم، وجمل

كالمهم؛ إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول، بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة، هو األصل الذي يعتقدونه،

218ويعتمدونه".

ف�مو�ف�ق: " فمن سلك سبيل أهل السنة استقام قوله، وكان من أهل الحق

واالستقامة واالعتدال؛ وإال حصل في جهل وكذب وتناقض كحال

.1/278. بيان تلبيس الجهمية 207.17/414. مجموع الفتاوى 208.20/330. مجموع الفتاوى 209.1/278. بيان تلبيس الجهمية 210.20/320. مجموع الفتاوى 211.76. اقتضاء الصراط /212.24/248. مجموع الفتاوى 213.1/110. االستقامة 214.3/345. درء التعارض 215.3/409. مجموع الفتاوى 216.3/159. مجموع الفتاوى 217.3/347. مجموع الفتاوى 218

42


"وال تجد من يقول أنه محتاج إلى غير آثار219هؤالء الضالل"، الرسول إال من هو ضعيف المعرفة واالتباع آلثاره، وإال فمن قام بما

جاء به الكتاب والسنة أشرف على علم األولين واآلخرين، وأغناه220الله بالنور الذي بعث به محمدا عما سواه".

.4/313. منهاج السنة النبوية 219.1/260. الصفدية 220

43


: �د�عت� وإن ابت "ومن عدل عن سبيلهم وقع في البدع التي مضمونها أنه يقول

و " البدعة: هي221على الله ورسوله ما ال يعلم، أو غير الحق"، الدين الذي لم يأمر الله به ورسوله؛ فمن دان دينا لم يأمر الله

�هم{ورسوله به فهو مبتدع بذلك، وهذا معنى قوله تعالى: �م ل أه �أذ�ن به الل �م ي �هم من� الدين م�ا ل عوا ل ر� �اء ش� ك وكل " ما222"،}شر�

ويعرف المبتدع223خالف النصوص فهو بدعة، باتفاق المسلمين"، في العقائد بأمور، منها أنه " ال يجعل الكتاب والسنة واإلجماع

طريقا إلى معرفة صفات الله، وأمثال ذلك من مسائل األصول، فضال عمن يدعي تقديم عقله ورأيه على مدلول الكتاب والسنة،

وما كان عليه سلف األئمة، ومن يقول: إذا تعارض القرآن وعقولنا ومن سمات أهل البدع أنهم "ينصبون224قدمنا عقولنا على القرآن"،

لهم شخصا، أو كالما يفرقون به بين األمة، يوالون على ذلك الكالم،225أو تلك النسبة، ويعادون".

ول �يك� معـ� :ف�ما ع�ل " فأما أهل السنة والجماعة فمعولهم فيما يعتقدون الكتاب

والسنة"، وأما " أهل األهواء الذين تركوا الكتاب والسنة، وجعلوا معولهم عقولهم، وأخذوا في تسوية الكتاب عليها، وحين حملت

عليهم السنة بزيادة بيان لنقض أقاويلهم، اتهموا رواتها، وأعرضوا "ولهذا تغلب عليهم الحيرة، واالرتياب، والشك،226عنها"،

"حتى قال228 وأحدهم "يمرض قلبه أعظم مرض"،227واالضطراب"،229أبو حامد الغزالي: أكثر الناس شكا عند الموت أهل الكالم".

" وبالجملة فالثبات واالستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف "عصمنا الله230أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكالم والفلسفة"،

تعالى وإياك من األهواء المضلة، واآلراء المغوية، والفتن المحيرة، ورزقنا وإياك الثبات على السنة والتمسك بها، ولزوم الطريقة

المستقيمة التي درج عليها السلف، وانتهجها بعدهم صالح الخلف، وجنبنا وإياك مداحض البدع، وبنيات طرقها العادلة عن نهج

.7/288. مجموع الفتاوى 221.1/5. االستقامة 222.20/163. مجموع الفتاوى 223.3/345. درء التعارض 224.1/149. درء التعارض 225، نقله شيخ اإلسالم عن البيهقي رحمه الله.4/5. درء التعارض 226.5/291. مجموع الفتاوى 227

44

صفات أهل

: البدع

سوء عاقبة

من تنكب

عن اتباع

الكتاب والسنة

:


" والله هو المسؤول أن يؤلف بين قلوبنا"، " ويهدينا231الحق"، سبل السالم، ويخرجنا من الظلمات إلى النور، ويجنبنا الفواحش ما

ظهر منها وما بطن، ويبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وأزواجنا، وذرياتنا ما أبقانا، ويجعلنا شاكرين لنعمه، مثنين بها عليه، قابليها

" والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه232ويتممها علينا"، المرجع والمآب، وصلى الله وسلم على محمد، سيد رسله وأنبيائه،

وعلى آله، وصحبه، وأنصاره، وأشياعه، وخلفائه، صالة وسالما233نستوجب بهما شفاعته، آمين".

.3/311. درء التعارض 228.4/28. مجموع الفتاوى 229.4/51. مجموع الفتاوى 230 ، نقله شيخ اإلسالم عن الخطابي رحمه1/251. بيان تلبيس الجمهية 231

الله..24/175. مجموع الفتاوى 232.11/310. مجموع الفتاوى 233

45

Documents

المقـــدمـــــة - شبكة الألوكةcp.alukah.net/books/files/book_8558/bookfile/lamia.doc · Web viewوهذه القاعدة العظيمة في إمرار نصوص