التعليم العالي كالبحث العلمي كزارة

جامعة تونس اإلفتراضية

فوزم الزمرلي

! تحذير

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

.تعود ملكية هذا الدرس الرقمي إلى جامعة تونس االفتراضية دكف سواها

تحميله أك نسخه لالستعماؿ ك يرخص في . إنه يمنع منعا بتا نسخه لغايات تجاريةلذا ف

.الشخصي فقط

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 2

جامعة تونس اإلفتراضية

:التمهيػد

شعريتها كاستخالص األدبي بجنسها المذكرات عالقات بضبط الوحدة هذق موضوع تعلق

مقصديته صاحبها يحقق لم التي" الشابي مذكرات" إلى باالستناد قيمتها، كرصد

يعلن لم صاحبها أف رغم ،األدبي بجنسها اتصلت التي التونسي بيرـ كمذكرات األجناسية،

المؤلف فيها حقق التي" حسين طه مذكرات"ك أجناسية، مقصدية عن منها قسم في

.آخر أدبي جنس طبقة في أدرجها من الناشرين من أف رغم األجناسية، مقصديته

السداسي في تدرس التي 2األدب بنظرية متصلة الحديث، النقد في كحدة كهي

.العربية كاآلداب اللغة بشعبة األساسية اإلجازة من السادس

للوحدة العامة األهداؼ

:رئيسية أهداؼ ثالثة تحقيق إلى الوحدة هذق تهدؼ

األدكات استعماؿ على كتدريبهم السردية اآلثار تصنيف إشكاليات على الطلبة إطالع ػ 1

.شعريتها على كالوقوؼ األدبية بأجناسها عالقاتها بتحديد الكفيلة

المذكرات بجنس متشعبة صالت ذات سردية، نصوص تحليل على الطلبة مساعدة ػ 2

باالستناد أصحابها، مقاصد كضبط بدالالتها كاإلحاطة األجناسية خصائصهػا الستخالص

.الحديث العربي األدب أعالـ بعض ألفهػا شهيرة آثار إلى

مقاربة على كقدرتهم الوحدة هذق ادةلم تمثلهم مدل اختبار إلى الطلبة دفع ػ 3

.شاملة مقاربة المذكرات

الوحدة محتول

الدركس بتلك كتتصل. عاما درسا 13 على موزعة أقساـ أربعة على الوحدة هذق تنهض

.الذاتي التقويم لدعم إنشائية كمواضيع كشركح تمارين العامة

الػدركس ركزنامػة

التوقيت عنواف الدرس رقم الدرس القسم

ساعتاف ساعةالمذكرات كمسألة األجناس 1الدرس :األكؿ

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 3

جامعة تونس اإلفتراضية

إشكاليات

التحديد

األجناسي

ـ. أ درس عاـ األدبية

// // المذكرات كمسألة التصنيف 2الدرس

:الثاني

العالقة النصية

المصاحبة

3الدرس // // "مذكرات الشابي"عتبات

4الدرس // // "بيرـ التونسي"عتبات مذكرات

5الدرس // // "طه حسين"عتبات مذكرات

:الثالث

العالقة

النصية

الجامعة

6الدرس صالت مذكرات الشابي بجنسها

األدبي // //

7الدرس صالت مذكرات بيرـ التونسي

بجنسها األدبي// //

8الدرس " مذكراتي"ك" مذكرات المنفى

كفن المذكرات// //

9الدرس ذكرات طه حسين صالت م

بجنسها األدبي// //

:الرابع

مقاصد

كتاب

المذكرات

10الدرس

تقديم شهادة : المقصد األكؿ

مذكرات الشابي كدافع )

(.الشهادة

// //

الدرس11مذكرات بيرـ التونسي كدافع

الشهادة// //

الدرس12مذكرات طه حسين كدافع

الشهادة// //

الدرس13مذكرات )التبرير : ثانيالمقصد ال

(الشابي كبيرـ كطه حسين// //

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 4

جامعة تونس اإلفتراضية

البيداغوجيػة المقاربة

:التالية األركاف على الوحدة هذق صياغة في المعتمد المنهج قاـ

:التمهيد ػ 1

.الوحدة هذق أقساـ بها تعلقت التي القضايا أهمية إبراز

:الرئيسي المحتول ػ 2

النصوص، من بغيرهػا المعتمدة المدكنة متوف ربطت يالت النصي التعالي عالقات تحديد

شعريتهػا كتقويم المذكرات تصنيف إشكاليات على للوقوؼ العالقات تلك كتحليل

.دالالتها كاستخالص

:الذاتي التقويم ػ 3

المذكرات مقاربة على كتدريبهم الدركس، كل من الدقيقة اإلفادة على الطلبة مساعدة

.دالالتها كاستخالص الفنية خصائصها تبينل شعرية مقاربة

البيداغوجية كالركزنامة العمػل

:أسبوع 13 من متكوف سداسي على الوحدة هذق مواد تتوزع ػ

. دقيقة 30ك ساعة 32في الوحدة هذق الطلبة يكتسب ػ

.عامة دركس ساعة 13 ػ

.موجهة أشغاؿ دقيقة 30ك ساعة 19 ػ

كالمالحق العامة بالدركس المتعلقة المذكرات نصوص بقراءة البدء الطلبة على ينبغي ػ

.رئيسية مراجع من المقتطفة

كاالستنارة عليه، كردت الذم الترتيب كفق الدركس، محتويات على االطالع يحسن ػ

.الدقيقة المسائل في للتعمق المذكورة بالمراجع

قبل الوحدة، دركس من درس بكل المتعلق الذاتي التقويم إنجاز الطلبة على نقترح ػ

.الذاتي التقويم بمواد الملحقة العاـ كاإلصالح المفصل اإلصالح مشاريع قراءة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 5

جامعة تونس اإلفتراضية

كأهػدافهػا الػدركس ملخص

.األجناسي التحديد إشكاليات: األكؿ القسم

.األدبية األجناس كمسألة المذكرات: األكؿ الدرس

مانعا جامعا تعريفا المذكرات تعريف دكف حالت التي األسباب إلى الدرس هذا أشار

من للتمكن األجناسية بخصائصهػا االعتناء ضركرة كأبرز صارمة، بصورة حدكدهػا كضبط

األجناسية المواثيق قيمة على الدرس كقف ثم كمن. األدبي جنسها ضوء في قراءتها

.المذكرات جنس إلى ميةالمنت المدكنة أهمية على كدؿ السردية بالمتوف المتصلة

- - - - -

.التصنيف كمسألة المذكرات: الثاني الدرس

الرئيسية األركاف رصد إلى السبيل كمهد األجناسي، التصنيف إشكاليات الدرس هذا أبرز

كفحص المذكرات جنس إلى تنتمي التي النصوص لتحديد إليها االستناد ينبغي التي

.شعريتهػا

.المصاحبة النصية عالقةال: الثاني القسم

.الشابي مذكرات عتبات: الثالث الدرس

عالقة لضبط منها كاإلفادة" الشابي مذكرات" عتبات فحص إلى السبيل الدرس هذا حدد

المسألة أقساـ من الثاني القسم هذا إلى التمهيد كقع كقد. النصي تعاليها عالقات من

.النصية المصاحبات بفركع اعتنوا لذينا الباحثين مقاصد إلى باإلشارة المدركسة

.التونسي بيرـ مذكرات عتبات: الرابع الدرس

عن للكشف التاريخي سياقها في التونسي بيرـ مذكرات إدراج ضركرة الدرس هذا أثبت

أسباب على كالوقوؼ مخصوصة فترات في نشرها إلى مؤلفها ميل كتبرير نشأتها عوامل

.فنيػا كشكال ردياس محتول أجزائها اختالؼ

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 6

جامعة تونس اإلفتراضية

كتهدم المذكرات خطاب إلى منفذا تمثل المصاحبة النصية العالقة تلك أف اتضح هنا كمن

.النصي تعاليها عالقات من أساسية عالقة إلى

.حسين طه مذكرات عتبات: الخامس الدرس

بمتن ةالحاف المصاحبة النصوص إلى االستناد أف الدرس هذا من األكؿ القسم أبرز

.بينهما االختالؼ أكجه إلى التفطن على يساعد" حسين طه مذكرات" كمتن" األياـ"

نصيػة بوظيفة حسين طه سيرة اضطالع إلى أشار فقد الدرس من الثاني القسم أما

" حسين طه مذكرات" نشأة عوامل تحديد إلى السبيل يمهد اعتمادها أف كإثبات مصاحبة

.خطابها جوهر كفهم

.الجامعة النصية العالقة: الثالث القسم

. األدبي بجنسها الشابي مذكرات صالت: السادس الدرس

قد لليوميػات المميزة األجناسية الخصائص بأف الناطقة القرائن على الدرس هذا كقف

األجناسية المقصدية يحقق لم مؤلفها أف على دالػة هيمنة الشابي مذكرات على هيمنت

.العنواف في عنها أعلن التي

كأكجه االتفاؽ أكجه بتحديد المسألة أقساـ من الثالث القسم لهذا التمهيد كقع كقد

ضبط كيفية إدراؾ من الطلبة لتمكين كاليوميػات كالمذكرات الذاتية السيرة بين االختالؼ

.األدبية بأجناسها الحقيقي الحكي نصوص عالقات

.المذكرات كفن مرسيليا مذكرات: األدبي بجنسها بيرـ مذكرات تصال: السابع الدرس

كتقبلها نشأتها عوامل ضوء في خطابها كخطة مرسيليا مذكرات مواضيع الدرس هذا حلل

. مؤلفهػا مقاصد أهمية على كالداللة األدبي جنسها إلى انتمائها إلثبات

.المذكرات كفن "مذكراتي"ك" المنفى مذكرات: "الثامن الدرس

عن ناجم" مذكراتي" حلقات عن" المنفى مذكرات" حلقات اختالؼ أف الدرس هذا أبرز

هذا كقف كما. المؤلف استحضرهػا التي المتلقي صور كتباين نشأتها سياقات اختالؼ

الخاصة اليوميػات بسمات األكلى الحلقات بعض اتساـ تثبت التي الجوانب على الدرس

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 7

جامعة تونس اإلفتراضية

كل أف ليؤكد الذاتيػة الترجمة بسمات األخيرة الحلقات اتساـ تثبت التي لجوانبا كعلى

.المذكرات بجنس النصوص تلك صالت يقطع ال ذلك

.األدبي بجنسها" حسين طه مذكرات" صالت: التاسع الدرس

تكشف األجناسي ميثاقها ضوء في" حسين طه مذكرات" متن قراءة أف الدرس هذا بين

بأجناس المتصلة العناصر على هيمنت التي هي المذكرات بها تتميز التي العناصر فأ عن

على منفتحة رئيسية عتبة اعتبارق لنا كجاز الكتاب ذلك قيمة تجلت هنا كمن. أخرل أدبية

.كاإلبداعيػة النقدية حسين طه أعماؿ

.المذكرات كتاب مقاصد: الرابع القسم

.شهادة تقديم: األكؿ دالمقص: العاشر الدرس

.الشهادة كدافع الشابي مذكرات ػ أ

قراءة أف كبين كالنقدية، اإلبداعية بآثارهم األدباء مذكرات عالقة إلى التمهيد تعرض

.خطابها صميم إلى تهدم مؤلفيها مقاصد ضوء في المذكرات متوف

الدرس هذا فإف المذكرات أةنش في المتسببة العوامل أهم من الشهادة دافع كاف كلما

. التوثيقي جانبها كقوـ" الشابي مذكرات" في الدافع ذلك تأثير رصد العاشر

.الشهادة كدافع بيرـ مذكرات: عشر الحادم الدرس

سالسل من سلسلة كل عنها شفت التي الشهادة بين االختالؼ أكجه الدرس هذا رصد

الدرس، كانتهى. الوثائقي بعدها قلصت التي الذاتية تبالسما اتسامها كبرر بيرـ مذكرات

ذلك، إثر شخصيته نحتت التي العوامل إبراز على تتعاضد بيرـ مذكرات جميع أف إال

.خطابه كشكلت مواقفه كحددت

.الشهادة كدافع حسين طه مذكرات: عشر الثاني الدرس

كتقويمها حسين طه مذكرات تهاقدم التي الشهادة ألواف بتحليل الدرس هذا تعلق

على داللتها كإبراز ،"األياـ" كتاب في تجلت التي الشهادة عن اختالفها مظاهر لتحديد

. شخصيته كمكونػات كعقليته صاحبها أهواء

.التبرير: الثاني المقصد: عشر الثالث الدرس

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 8

جامعة تونس اإلفتراضية

جعل الذم هو مكسلوكه األعالـ األدباء مواقف في الناس خوض أف الدرس هذا أبرز

. شخصياتهم عن مترجم ذاتي بلوف خطابها لوف احتفاال التبرير بدافع تحتفل مذكراتهم

سياؽ في المذكرات بإدراج اختالفها كجوق كفحص الدافع ذلك مظاهر الدرس رصد كما

.خطابها في أثر الذم الرئيسي المتقبل مالمح كرسم نشأتها

التي النصي التعالي عالقات باستخالص اهتم فقد لدرسا هذا من األخير القسم أما

المذكرات شعرية درجة تحديد في دكرها إلى االنتباق كلفت المسألة، هذق عليها انفتحت

.اعتمادهػا كقع التي المدكنة شكلت التي

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 9

جامعة تونس اإلفتراضية

:األكؿ القسم

األجناسي التحديد إشكاليات

:األكؿ الدرس

األدبية األجناس لةكمسأ المذكرات

مختلفة أدبية أجناس إلى منتمية سردية بآثار كالمدكف الشفوم العربي التراث احتفل لئن

القدامى العرب النقػاد فإف ...( الرحلة أدب -النوادر -المقامات -األخبار– الشعبية السيرة)

تلك حظ يكن كلم. ةاألدبي بأجناسها يكترثوا كلم السردية خصائصهػا إلى يلتفتوا لم

لدل العربي األدب إلى المهاجرة األدبية األجناس حظ كال األصيلة األدبية األجناس

.أسالفهم لدل السردم التراث حظ من بكثير أفضل األكائل المحدثين العرب الدارسين

جنسها خصائص على العرب النقاد كتابات في يعثر ال المذكرات دارس فإف ثم، كمن

عنه، القصية أك له المجاكرة األدبية األجناس كبين بينه الفاصلة الحدكد على كال ألدبيا

ذلك سمات لتبين تعويال الغربيين الشعريين أعماؿ على التعويل إلى مدفوعا نفسه كيجد

.الغربي كالعالم الشرقي العالم آداب جل إلى المتسرب األدبي الجنس

التي أك المذكرات كتاب إليها أشار التي كالتعريفات التحديدات في الناظر أف كالحق

كل إليها باالطمئناف تغرم كال مانعة، جامعة ليست أنها يالحظ الدارسوف استخلصها

المذكرات تشابه إلى نظرا األدبي، الجنس ذلك إلى المنتمية النصوص لمقاربة االطمئناف

المتعلقة الحقيقي الحكي ألواف من كغيرها حلةالر كأدب كاليوميات الذاتية كالسيرة

كلمة Mémoires مذكرات كلمة أف إلى Paul Verlaineذهب كلهذا. الكتاب بحيوات

" كغيرها كاألفكار االنطباعات من مجموعة على للداللة عادة طيعة فضفاضة، مرنة"

(.46ص الذاتية، السيرة: مام جورج)

السيرة بخصائص بمقارنتها المذكرات عليها تنهض التي فاألركا ضبط حاكلوا الذين أما

الجنسين بذينك المتعلقة النصوص مختلف على تاما انطباقا تنطبق ال نتائجهم فإف الذاتية،

لم اللذين األدبين إلى ذهبوا الذين فالدارسوف. تاما استقالال بعض بعضهما عن يستقال

تنتمي نصوص شخصيته على أك الكاتب خصش على مدارها يكوف التي النصوص أف

يركيها التي األحداث على مدارها يكوف التي النصوص أف كأكدكا الذاتية، السيرة إلى

التي األساسية األجناسية السمات -الحقيقة في– يظهركا لم المذكرات إلى تنتمي الكاتب

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 10

جامعة تونس اإلفتراضية

-30 ص ص: الذاتية سيرةال: مام جورج راجع) المذكرات أك الذاتية السيرة بها تختص

كاحد أدبي جنس إلى تنتمي ال النصوص تلك من الكثير أف إلى االنتباق يلفتوا كلم ،(33

.مطلقػا انتماء

: األجناسية األهمية

األجناسية، خصائصه لفحص المذكرات جنس في النظر إنعاـ على نحرص كنا إف كنحن

إثبات إلى نرمي كإنما إليه، المنتمية اآلثار نيفتص على االقتصار إلى بذلك نهدؼ ال فإننػا

كمحتول، شكال كفهمها تأكيلها على تساعد األدبية أجناسها ضوء في النصوص قراءة أف

:Wolf D.Stempel:انظر) شعريتهػا أركاف من ركن في التعمق إلى السبيل كتمهد

Théorie des genres, p170 .)تحليل من الدارسين عضب نفور نستغرب فإننا هنا كمن

األجناس على تمردت الحديثة اآلثار أف كزعمهم األدبية أجناسها ضوء في النصوص

Hans قوؿ حسب أنه أم جنس، إلى بالضركرة ينتمي أدبي أثر فكل. تمردا األدبية

Robert Jauss "الوجود السابقة القواعد من مجموعة بمعنى انتظار، أفق يفترض

األدبية األجناس نظرية" )تقييمي تقبل من كتمكينه( الجمهور) القارئ فهم لتوجيه

(.55ص

هي الكالسيكية األدبية األجناس على الركمنطقيوف شنها التي الحملة أف في جداؿ كال

أف يقػدركف كجعلتهػم األدبية األجناس إطار في الكتابة بزكاؿ الكثيرين أكهمت التي

الموسوـ لكتابه Victor Hugo هيجو به مهد الذم الشهيػر الركمنطيقي البياف

النزعة أف كالحق . األدبية األجناس نظرية تهافت أظهر قد 1827 سنة Cromwelبػ

األدبي الجنس مفهوـ حورت عشر التاسع القرف خالؿ أركبا شهدتها التي الركمنطيقية

القائمة الكالسيكية األجناس شبكة عوضوا الركمنطقيين أف ذلك. إلغائه إلى تفض كلم

.مغايرة أخرل بشبكة صارما فصال األجناس بين الفصل على

من الكثير صرفت التي هي األدبية األجناس بنظريػة الحافة اإلشكاليات أف نقػدر كنحن

كبار من عددا كحملت النظرية، تلك إلى باالستناد السردية النصوص مقاربة عن الدارسين

كرسم الشهيػرة األدبية األجناس بعض تعريف عن بعجزهم اإلقػرار على ريينالشع

بأجناسها السردية اآلثار عالقة أف المسألػة هذق تعقد على الدالػة اآليات كمن. حدكدهػا

بها تنطػق ال" صامتة" عالقػة أنهػا ذلك نفسػه، اآلف في كضمنية مجػردة عالقة األدبية

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 11

جامعة تونس اإلفتراضية

S. de: المثاؿ سبيل على انظر) مصاحبػػػػة نصية إشػارات سول تالحػاال أحسن في

Beauvoir: Mémoires d'une jeune fille rangée).

فإف األدبية، األجناس من جنس إلى المتوف نسبة على النصية المصاحبات دلت إف كحتى

انتماء مؤلفوفال يذكر فقد. األجناسية المواثيق تلك على -دائما– يصادقوف ال النقاد

. أخرل أجناس إلى بعدهم النقاد كينسبها األدبية األجناس بعض إلى السردية نصوصهم

تلك يغير من كمنهم معينة، أدبية أجناس إلى السردية نصوصهم نسبة المؤلفوف يحدد كقد

كتل كل أف بيد. مغايرا تصنيفا تصنيفها إلى النقاد كيذهب الحقة أكقات في النسبة

.اإلباف في ذلك سنبين مثلما المصاحبة النصية العالقة أهمية من تنقص ال الجوانب

:األجناسية المواثيق

العنواف بذلك كسمتها للنشر التونسية الدار أف الحظنػا" الشابي مذكرات" إلى عدنػا إف

نهغضو في كقاؿ 1930 فيفرم 6 يوـ نفسه الشابي دكنه الذم النص إلى استنادا

الكتاب أما". مذكرات أكتب كلكنني اآلف، أدبا أكتب ال: "السنوسي العابدين زين مخاطبا

من قسما تضمن فقد" المنفى في التونسي بيرـ مذكرات" بعنواف الدار تلك أصدرته الذم

الحلقات من كقسما" المنفى مذكرات" عنواف تحت نفسه المؤلف نشرها التي الحلقات

على تشتمل لم الثانية الحلقات هوامش كانت كإف". مرسيليا" عنواف تتح نشرها التي

إلى بإيمائه مصاحبة نصية بوظيفة اضطلع منها األكؿ النص متن فإف أجناسي، ميثاؽ

خمسة مرسيليا في أقمت: "الراكم-الكاتب قاؿ إذ المذكرات، بجنس الحلقات تلك صلة

بخاطرم ذكرها مر كلما عنها الكتابة أسأـ يأران كال كهازال جادا عنها ككتبت أعواـ

عن" مذكراتي" بعبارة التونسي بيرـ أفصح كقد". أكتبه ما يسأموف ال القراء كأحسب

جنس إلى" األكؿ كديواني مذكراتي" بػ الموسوـ كتابه به صدر الذم النص انتماء

طه مذكرات" بػ لمعنوفا كتابه نشر حين حسين طه إلى بالنسبة الشأف ككذلك المذكرات

".حسين

مصاحبة نصية بوظيفة تضطلع بالمتوف حفت التي األجناسية األمارات أف في شك كال

ما منها سواء القراء، انتظار أفق كتحدد المتوف تلك تقبل عملية توجه أنها ذلك أساسية،

في المؤلفوف إليه أشار بما استنارة الناشركف اقترحها التي أك أنفسهم المؤلفوف أثبته

األجناسية الخصائص تحدد ال األمارات تلك أف بيد. هوامشها في ذكركق كبما المتوف، ثنايا

األجناسية النظم دراسة عن الوجوق من كجه بأم تغني كال بها، المتعلقة للمتوف المميزة

الدارس على يحتم كمما. األدبية بأجناسها السردية النصوص تلك عالقة عن الكاشفة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 12

جامعة تونس اإلفتراضية

المهتمة الدراسات عن تنوب أف يمكن ال المؤلفين أقواؿ أف الوظيفة بتلك االضطالع

النص بوظيفة للنهوض النصية المصاحبات تطويع حاكلوا مهما الجامعة، النصية بالعالقة

كمنهم تحقيقها في إخفاقه رغم معينة أجناسية قصدية عن يعلن من منهم إذ النقدم،

إلى ينتمي السردم، أثرق أف حين في كاحدا، أجناسيا ميثاقا النصي المصاحب يضمن من

.أكثر أك أدبيين جنسين

تختلف أنها كالحاؿ المذكرات، جنس إلى مدكنتنا أقساـ ننسب أف لنا يمكن كيف كلكن،

إلى مستندلل يتسنى كيف ثم. كاضحا؟ اختالفا سرديا كمحتول فنيا شكال بعض بعضها عن

الجنس أف كالحاؿ المذكرات، جنس إلى معين نص نسبة على يبرهن أف الشعرية حقل

من– لنا يجور ال أنه أم. المفردة النصوص من طبقة خالصة تشكله مجرد مفهوـ األدبي

المذكرات حقل في نص إدراج -ناحية كال األدبي، الجنس ذلك خصائص حددنا إذا إال

النصوص ندرس لم ما المذكرات، جنس خصائص تحديد -أخرل ناحية من– الن يتسنى

.إليه المنتمية المفردة

:المضمونيػة األهمية

أف حين في القراء، إلى األكلى بالدرجة يتوجهوف كالمذكرات الذاتية السير كتاب إف

كتاب أف أم خاصة،ال ذكاتهم هو اليوميات كتاب إليه يتوجه الذم األكؿ له المركم،

فإنهم: الخاصة اليوميات كتاب أما نشرها بقصد يدكنونها الذاتية كالسير المذكرات

يدؿ كهذا. بعدق أك موتهم قبل نشرها إمكانية في فكركا كإف ألنفسهم، بها يحتفظوف

من إذ شهرة،ال ذكم من األحياف أغلب في يكونوف الذاتية كالسير المذكرات كتاب أف على

يجد أف يمكن كال بشخصيته، متعلق أثر بنشر يجازؼ ال المغمور الشخص أف البديهي

الشيخوخة، أك النضج سن عصارة الذاتية السير كانت ما كإذا. أثرق لنشر مستعدا ناشرا

بتجاربهم حميمة صلة ذات جوانب على شهادة تقديم على يحرصوف المذكرات كتاب فإف

السيرة" كانت فإف كلهذا. أقواؿ من حولهم راج مما فعلهم ردكد كيبلوركف الحياة في

أك لألعماؿ تتويج ذلك إلى كهي. كتبررق كتفسرق سبقها ما كل دفتيها بين تحتوم الذاتية

تشف المذكرات فإف ،(39ص الذاتية، السيرة: مام جورج" )شرارتها قدحت التي للحياة

يدكنها أف فيمكن اليوميات أما. مراحلها من هامة مرحلة كتنير اكتابه تجارب خالصة عن

.قيمته أك شهرته كانت مهما حياته، مراحل من مرحلة في المرء

كتعلق العالم آداب سائر كفي العربي األدب في المذكرات فن ركاج سبب نفهم هنا كمن

ذلك فإف األدباء، ذكراتم دراسة على المقاـ هذا في اقتصرنػا إف كنحن. به المشاهير

المذكرات كانت كلما. كالساسة كالصحفيين كالفنانين األدباء لدل ركاجا رائج اللوف

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 13

جامعة تونس اإلفتراضية

فإف كبمواقفهم، بأفعالهم تعلقها سمعوق بما أك كتػابها شاهدق بما أساسا متعلقة

تفكيرهم تشغل التي كاألحداث كبالمسائل بها اختلطوا التي باألكساط تتصل محتوياتها

الخاصة بحيواتهم تحفل كال المدكنة كتشهد. الفردية نظرهم كجهة تعرض ألنها إال

يؤلفػا لم حسين كطه بيرـ محمود بأف المسألة هذق في إليها استندنا التي الرئيسية

مذكراتهما شرن إذ األكلى، بالدرجة القراء إلى بها توجها كأنهما الشهرة قمة في كهما إال

اتخذا أنهما كبما. الحياة قيد على كانا عندما المذكرات تلك حسين كطه التونسي بيرـ

في أطنبا فإنهما خصومات، حولهما أثارت أدبية مسالك كسلكا جريئة شخصية مواقف

عن ترجم تبريرا مواقفهما تبرير في كأمعنا لها تعرضا التي كاألحداث الوقائع تحليل

خطاباتهما إلى تسربت ثم كمن. اتجاهاتهما أهمية كإبراز نفسيهما عن عالدفا إلى ميلهما

من كتميزت كالغربة، الكآبة بسمات تلونت ما بقدر كاالستعالء بالتفوؽ الشعور نزعة

.تميزا اإلبداعية نصوصهما خطاب

توجيه في أهميتهػا كإبراز المذكرات تلك عتبات في النظر تجويد الدارس على يتحتم كلهذا

. قيمتها كاستخالص نشأتها عوامل كتحديد بها المتعلقة المتوف قراء

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 14

جامعة تونس اإلفتراضية

:الثاني الدرس

التصنيف كمسألة المذكرات

: الذاتية كالسيرة المذكرات

إليه المنتمية اآلثار على الداؿ المصطلح كشيوع الغربي األدب في المذكرات فن قدـ إف

المصطلح ذلك إطالؽ إلى البداية في يعمدكف الكالسكيين ينكالدارس المبدعين جعل

من أكانت سواء كتابها، بحيوات المتصلة بالذكريات المحتفلة السردية النصوص على نفسه

. الذاتية السير قبيل من أـ المذكرات قبيل كسم مفضلين التعميم، ذلك عن عدلوا أنهم إال

" مذكرات" عبارة كتخصيص الذاتية بالسيرة المؤلفين بحيوات المحتفلة السردية النصوص

أكبر بأهمية كالتاريخ المعاصرة الحوادث فيها تحظى" التي السردية النصوص على للداللة

(. 127ص الذاتية السيرة: مام جورج" )الكاتب شخصية به تحظى مما بكثير

الذاتية كالسير المذكرات من مقس بين الفعلي الفصل من يمكننا التمييز هذا أف كالحق

كتابها يقتصر التي المذكرات بين الفركؽ يبرز كال متشابهة، الظاهر شكلها في تبدك التي

كلهذا. األحداث في مشاركتهم على كتابها دؿ التي كالمذكرات مشاهداتهم كصف على

كالمذكرات ةالذاتي السيرة بين للتمييز ثالث عنصر استخالص على الدارسين بعض حرص

النص يدرج" قاؿ أك أتى عما كإخبارق سمع أك شاهد عما" المؤلف إخبار أف إلى كذهبوا

حقل في نصه فيدرج" عليها كاف التي األحواؿ عن إخبارق" أما المذكرات، حقل في

(. 132ص الذاتية السيرة: مام جورج) الذاتية السيرة

الفاصلة الحدكد أف عن يكشف كالمذكرات الذاتية رةالسي نصوص في النظر تجويد كلكن

يكتبوف فيما أنفسهم يقحموف ما كثيرا المذكرات كتاب أف إذ صارمة، حدكدا ليست بينهما

ما كثيرا الذاتية السيرة كتاب أف كما الذاتية، السيرة سمات ببعض نصوصهم يسم إقحاما

تدكينها إلى كيميلوف حيواتهم فترات من رةفت في جرت التي العامة األحداث يتذكركف

.المذكرات خصائص بعض على بذلك نصوصهم فتنفتح

نصوص أف إذ الذاتية، كالسيرة المذكرات بين التشابه عالقات على يقتصر ال كاألمر

كاليوميات الرسائل مثل لها، المجاكرة األدبية األجناس خصائص على تنفتح قد المذكرات

على -أحيانا– تنطوم إنها بل. الحقيقي الحكي ألواف من كغيرها الرحلة أدبك الخاصة

يرتبك أف تلك كالحاؿ الطبيعي كمن. القصيرة كالقصص األقاصيص خصائص بعض

إلى انتمائها عن دارسوها أك كتابها أباف التي النصوص بين التماثل مظاهر عن الباحثوف

إلى كيميلوا التحديد، على عصي األدبي جنسال ذلك أف إلى كيذهبوا المذكرات أدب

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 15

جامعة تونس اإلفتراضية

أمد منذ باالهتماـ جديرة تعد لم األدبية األجناس مسألة أف زعموا الذين أكلئك مواقف

.بعيد

:األجناسية اإلشكالية

المعضالت كاجهوا المذكرات جنس خصائص استخالص راموا الذين المنظرين إف

ال اقتناعا المنظركف أكلئك اقتنع فقد. األدبية األجناس سائر منظرك كاجهها التي األساسية

عبارة حسب– أننا ذلك. أدبي لجنس نمطا أبدا يكوف ال المفرد النص بأف الشك إليه يرقى

KARL VIETOR – "لكل جامعة دراسة بفضل معين أدبي جنس نمط على نحصل

أك التعريف آخر بتعبير كهو تجريد، النمط إف . الجنس هذا إلى تنتمي التي الفردية اآلثار

ص األدبية األجناس نظرية" )األساسية البنية -القوؿ جاز إف- يكوف لما التصورم الرسم

(.33-32 ص

تحت المندرجة النصوص دراسة على مجبرين أنفسهم المنظركف كجد ذلك أجل كمن

تلك أف يبرز أف للباحث يتسنى كيف كلكن،. نمطه الستصفاء المذكرات جنس لواء

.األدبي؟ الجنس ذلك نمط يستجلي أف قبل المذكرات جنس إلى -فعال– تنتمي النصوص

باعتبارها صغرل مدكنة انتقاء في يتمثل اإلشكاؿ هذا حل إلى األقوـ السبيل إف

افكاألرك الثابتة األركاف لتبين قياسية بعمليات كالتوسل المذكرات لجنس أكليػا أنموذجا

توسيع إلى ذلك إثر يعمد أف الباحث على كينبغي. المدكنة تلك نصوص في المتحولة

األساس ذلك كعلى. اآلخر بعضها كيدعم النتائج بعض ليعدؿ األكليػة المدكنة تلك حقل

قسمات كتنكشف المذكرات نصوص مختلف في تتحكم التي المهيمنة العناصر تتجلى

.األدبي جنسها

متباينة العالم آداب سائر في أك العربي األدب في المذكرات نصوص كانت فإ كلكن،

خصائص الستخالص القياسية بالعمليات المتوسل سعي تعرقل الظاهرة تك فإف تباينػا،

.عسيرا أمرا مانعا جامعا تعريفا تعريفها إلى التوؽ كتجعل األدبي، جنسها

جنس إلى تنتمي ال المذكرات نصوص كوف عن ناجما ليس ذلك أف فيه شك ال كمما

أجناسي بتكاثر تتميز أنها إلى يتفطنوا لم الذين المذكرات دارسي أف مبعثه كإنمػا أدبي،

.معمقة دراسة المذكرات جنس دراسة لهم تخوؿ التي الناجعة الطريقة إلى يهتدكا لم

كإف شعوريا إف آثارق، يولد فإنه ز،كالتمي التجديد على كحرصه الكاتب عبقرية كانت كمهما

بعض عن االنزياح بمحاكلة أك منوالها على بالنسج سابقة أخرل آثار من شعوريا ال

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 16

جامعة تونس اإلفتراضية

. األدبية األجناس من جنس لواء تحت -بالضركرة– نصوصه تنضوم كلهذا. خصائصها

في قابعةال النصوص ضوء في يقرؤق فإنه األدبية، النصوص من نصا المرء يقرأ كعندما

أثر كل فإف هنا كمن األدبية، لألجناس المكونة النصوص طبقات ضوء في أم: ذاكرته

تواصل يوجد ال أنه كما" إذ اللغة، في لألمر مضارع األدب في كاألمر. انتظار أفق يفترض

نظرية" )بسياؽ مشركط أك اجتماعي عاـ اصطالح أك معيار إلى إرجاعه يمكن ال باللغة

الفراغ من ضرب داخل يوجد أدبيا أثرا نتصور أف يمكن ال" فإننا(. 55ص األدبية ناساألج

(. 55ص األدبية األجناس نظرية" )للفهم مخصوصة كضعية بأم يرتهن كال اإلخبارم

أفق يفترض أنه أم أدبي، جنس إلى حتما ينتمي أثر كل بأف التسليم لنا يحق كهكذا

.معين انتظار

بالحدكد يتشبثوف الذين هم المواهب ضعيفي أك المبتدئين المؤلفين أف في اؿجد كال

فإنهم األدباء أعالـ أما. عنها بالخركج يجازفوف كال األدبية األجناس من لجنس التقليدية

عن يترجم اختراقا اختراقها إلى يسعوف ما بقدر األدبية األجناس لحدكد يخضعوف

.اإلبداعية طاقاتهم ةقو على كيبرهن تميزهم

:المهيمنػة العناصر

التسليم على القراء يحمل قد كمحتوياتها كفنياتها المذكرات أنماط بين التنافر أكجه إف

تحتضن أنها بتصور كيغريهم األدبية األجناس نظرية قبضة من كانعتاقها نصوصها بتشتت

نص كل أف كالحاؿ. منطق ألم تخضع أف دكف األدبية األجناس خصائص من شاءت ما

بناء رئيسي، أدبي جنس في ينخرط مختلفة أدبية بأجناس صالته تعددت مهما أدبي،

.عليه المهيمنة األجناسية العناصر على

راج قد الركس الشكالنيين بعض بلورق الذم Dominante المهيمن العنصر مفهوـ إف

العنصر على الوقوؼ أف بين الذم Jacobson جاكبصوف اإلنشائي جهود بفضل ركاجا

األدبي الجنس تحديد إلى األقوـ السبيل هو المركبة اآلثار نظاـ في المتحكم المهيمن

كينبغي(. D.combe : Les genres littéraire. P/117-118) إليه تنتمي الذم الرئيسي

األجناسية المقصدية عن تشف كيفية هيمنة أنها إذ كمية، هيمنة الهيمنة هذق أف نتصور أال

على الوقوؼ فإف هنا، كمن. نصه إنشاء لحظة المؤلف في تحكمت التي األساسية

لها التي كالعناصر مكونة كظيفة لها التي األجناسية العناصر إلى يهدينا المهيمنة العناصر

بطل -المثاؿ يلسب على– كاف فإذا. الكمي حجمها عن النظر بقطع مصاحبة، كظيفة

البطل ذلك ألفها التي القصائد غضونها في المؤلف كأكرد شاعرا الركايات من ركاية

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 17

جامعة تونس اإلفتراضية

المقاطع أف رغم ركاية، تبقى كإنما شعر، ديواف إلى تنقلب ال الركاية تلك فإف الشاعر،

ةالمضمن الشعرية األبيات من عددا أقل المهيمنة الركائية الخصائص على تنطوم التي

.النص كامل في

:األجناسيػة القصديػة

بحيوات تتعلق السردية محتوياتها أف بما الحقيقي، الحكي إلى تنتمي المذكرات إف

إليها يشير التي األجناسية القصدية بتبين البدء من للدارس بد كال. الخاصة مؤلفيها

كمن. آثارهم إليها تنتمي التي األدبية األجناس تحديد إلى السبيل ليمهد -أحيانا– المؤلفوف

األجناسية المواثيق على تشتمل أنها إذ بالغة، أهمية النصوص هوامش تكتسي هنا

عن النظر بصرؼ ائتمانية مواثيق المواثيق تلك كتعتبر. األجناسية القصديات عن الكاشفة

– المؤلفوف أمسك ام كإذا. ذلك في نجاحهم أك مقصدياتهم تحقيق عن المؤلفين عجز

هوامش في مقصدياتهم على الدالة األجناسية األمارات إثبات عن -األسباب من لسبب

صمتت كإف. الثغرة تلك تسد ما كثيرا عنها القصية النصي المصاحب عناصر فإف المتوف،

موالمح نفسه يجد الدارس فإف باتا، صمتا القصدية بتلك النطق عن النصية المصاحبات

إليه ذهب ما ليختبر مصاحبة نصية بوظيفة المضطلعة األخرل النصوص فحص على

المؤلفوف أنهم إلى كلمحوا الخاصة حيواتهم كجوق من كجها عرضوا الذين الركاة

.أنفسهم

في السرد أعواف اتحاد إظهار إلى القويم السبيل هي إليها أشرنا التي المسالك هذق إف

من كجه على أطلعنا الراكم-الكاتب أف لنا كتجلى ذلك أثبتنا ما كإذا. لسرديةا اآلثار من أثر

الحكي إلى ينتمي بصددق نحن الذم النص أف إلى الذهاب لنا جاز الخاصة حياته كجوق

في النص ذلك إلدراج توفرها ينبغي التي األساسية األركاف بعض لنا كاتضحت الحقيقي،

.المذكرات حقل

ما مبتورة عملية تبقى النصي المصاحب صوب المتجهة األكلى العملية أف يتجلى اكهكذ

من الدارس يتمكن الثانية العملية تلك كبفضل. المتن صوب متجهة ثانية بعملية تشفع لم

تنكشف التوجه كبهذا. األدبي الجنس تحدد التي كالشكلية الداللية العالمات شبكة فحص

معالم كتتضح تحليله بصدد هو الذم النص على المهيمنة األجناسية عناصرال للدارس

في المؤلف توفيق درجة كتبرز إليه ينتمي الذم الفرعي أك الرئيسي األدبي الجنس

.األجناسية مقصديته تحقيق

:المذكرات شعرية تحديد

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 18

جامعة تونس اإلفتراضية

األدبي جنسهػا حدكد بطكض األجناسية خصائصها كتحديد المذكرات تعريف أف في شك ال

كمحتول فنيا شكال المدكنة تلك نصوص اختالؼ إلى نظرا كمتشعبة، عسيرة عمليات

كتنوع الحقيقي الحكي أنماط سائر أركاف بعض مع أركانها من قسم كتشابه سرديا،

.أحيانا المواثيق تلك تغيير في الناشرين كتدخل بمتونها الحافة األجناسية المواثيق

الدارس على فينبغي ذلك كل كرغم كال األدبية األجناس بنظرية االستنارة في يزهد أال

المتحكمة النظم كضبط النصوص تلك عليها تنطوم التي األجناسية الخصائص فحص في

مسلك هو ما بقدر تصنيفية شكلية عملية ليس المذكرات شعرية بتحديد االعتناء ألف فيها،

.قيمتها كإظهار دالالتها كاستخالص أدبيتها ديدتح إلى قويم

غيرها مع النصوص تلك نسجتها التي العالقات مختلف تحليل من مناصا نرل ال فإننا كلهذا

ذلك على إذ بنشأتها، حف الذم االجتماعي التاريخي السياؽ في كإدراجها النصوص من

المؤلفوف أثبتها التي النصية المصاحبات أهمية فحص -ناحية من– لنا يتسنى األساس

عوالمهم إلى للنفاذ بها كاالستنارة كضعها من مقاصدهم كتبين الحاالت جل في أنفسهم

الفنية كظائفها كتحديد متناصاتها على الوقوؼ -أخرل ناحية- من لنا يتسنى كما. السردية

إليها أشارت التي األدبية باألجناس صالتها كتبين األجناسية سماتها كرصد كالداللية

مقاصد لنا تتجلى ذلك ضوء كفي. عنها صمتت التي األدبية كباألجناس النصية المصاحبات

عن اآلثار تعزؿ التي المحايثة المقاربات تهافت لدينا كيثبت قيمتها ككجوق مؤلفيها

.كاالجتماعية األدبية سياقاتها

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 19

جامعة تونس اإلفتراضية

:الثاني القسم

المصاحبػة ةالنصي العالقػة

:الثالث الدرس

الشابي مذكرات عتبات

:تمهيػػد

: النصية المصاحبات فركع ػ أ

النظرية مواقفهم كإلى الكتاب سير إلى االستناد في الكالسيكيين النقػاد إسراؼ إف

اإلبداعية النصوص على المعلومات تلك إسقاط إلى بهم أدل قد اإلبداعية آثارهم لتحليل

النقاد نفر ذلك أجل كمن. الحاالت جل في الفكرية كقيمتها الشعرية خصائصها كطمس

عن اإلبداعية النصوص عزؿ إلى كدعوا الكالسيكية النقدية النزعة تلك من المحدثوف

. محايثة نصية مقاربة لمقاربتها كاالجتماعية األدبية سياقاتها التي الشعرية األعماؿ أف إال

يثبتها التي كالمقدمات كاإلهداءات كبالشواهد كالفرعية األصلية لعناكينبا تعلقت

إلى كانتهت المصاحبة النصوص تلك قيمة أظهرت قد متونهم هوامش في المؤلفوف

تفطن كقد. مصاحبة نصية أجناسا يشكل طبقاتها من الكثير أف على دؿ تصنيفا تصنيفها

آثارهم نشر قبل المؤلفوف بها يدلي التي ديثاألحا أف إلى الشعرية أعالـ بعض

من نص إلى المشيرة الالحقة أك السابقة آثارهم محتويات كبعض بعدها أك اإلبداعية

مقصدياتهم إلى تلمح أنها إذ لها، مصاحبة نصوصا تمثل األخرل اإلبداعية نصوصهم

الدراسات إف بل. هانشأت عوامل على كتدؿ الفكرية رؤاهم عن كتكشف األجناسية

اإلبداعية اآلثار فيها تنشأ التي السياقات أف أظهرت المصاحبة النصية بالعالقات المهتمة

– تنهض نفسها المتوف أف أظهرت كما النصية المصاحبات لوظيفة مماثلة بوظيفة تضطلع

على كتنطوم ةاألجناسي مؤلفيها مقصديات إلى تلمح عندما مصاحبة نصية بوظائف -أحيانا

.اإلباف في ذلك سنتبين مثلما نشأتها، عوامل على دالة إشارات

حقيقة في – يكتب مفرد نص كل أف اتضح حقولها كتفرع الشعرية الدراسات كبتطور

شاع ذلك على كبناء. بها عالقاته تنوع عن كاشفة كتابة سابقة أخرل بنصوص -األمر

الستينات في Julia Kriteva كريستيفا جوليا بلورته ذمال L'intertextualité مصطلح

أهم من األخرل النصوص سائر مع المفردة النصوص تنسجها التي العالقات كأمست

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 20

جامعة تونس اإلفتراضية

حقل المصاحبة النصية العالقة كباتت الراهن، الوقت في الشعرية الدراسة مجاالت

. الدارسين من الكثير اهتماـ

كأحاطوا كالفرعية األصلية العناكين نحت في تفننوا لذينا المؤلفين أف في جداؿ كال

حرصوا كإنما عبثا، الجهد ذلك يبذلوا لم كمحتول شكال مختلفة بهوامش آثارهم متوف

العالقة أف يتأكد ثم كمن. لمقاصدهم مناسبا تأكيال نصوصهم لتأكيل القراء توجيه على

المتوف، تلك عوالم على منفتحة عتبة تشكل كهوامشها المتوف بين الضمنية أك الصريحة

محتوياتها فهم في السبيل تمهد إشارات على النصية المصاحبات اشتماؿ إلى نظرا

. مؤلفيها مقاصد كتبين الشكلية خصائصها كاستخالص

: العتبػات قيمػة ػ ب

كيقتحموف ةالمصاحب النصية العناصر إلى االلتفات عن يعرضوف ما كثيرا الدارسين إف

تلك في زهدهم أف المؤكد فمن ذلك كرغم. أخرل منافذ من األدبية النصوص عوالم

من لنا بد ال أنه بيػد. بها المتعلقة المدكنة خصائص من هاما قسما عنهم يحجب العالقة

كخص سابقيه دراسات من أفاد الذم Gérard Genette جينػات جيرار أف إلى اإلشارة

المصاحب أهمية إلى نبه قد( Seuils" )عتبات" بػ الموسوـ بكتابه النصية تالمصاحبا

النصية فالمصاحبات. به المتعلقة المتوف من منزلته عن التغافل من حذر ما بقدر النصي

يمكن ال أنها كما خطابها، من قسما بالتالي تمثل كال بعتباتها أم المتوف بهوامش تربض

عند الحذر ضركرة إلى نبهوا الشعريين أف في ريب كال. دراسته عن نيتغ أك عنه تنوب أف

تتسع ما كثيرا النصي المصاحب عناصر بعض ألف المصاحبة النصية العالقات تحليل

كما بها، المتصلة المتوف خصائص مختلف على للحكم عليها بالتعويل القراء يغرم اتساعا

المتوف قراءة عن بها يستعيض من منهم إف بل. قديةالن النصوص على بتفضيلها تغريهم

. دكنها الذم هو نفسه اإلبداعي النص مؤلف أف إلى نظرا كدراستها

كتحليل المذكرات شعرية على الوقوؼ يركـ الذم الدارس أف لدينا يتأكد هذا كل كمن

النصوص، من غيرها مع متونها نسجتها التي العالقات مختلف فحص إلى مدعو أدبيتها

النظاـ هو كإنما األدبي سياقه عن المعزكؿ المفرد التأليف ليس الشعرية موضوع ألف

المصاحبات أف كبما. كقوانينه له المكونة كالعناصر النص ذلك عليه ينهض الذم األدبي

تمثل القةالع تلك دراسة فإف بها، المتعلقة بالمتوف كضمنية صريحة عالقات ذات النصية

. الحديثة الدراسات ذلك إلى انتهت مثلما الشعرية، المقاربة أركاف من أساسيا ركنا

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 21

جامعة تونس اإلفتراضية

إف تكيف شتى معلومات القارئ إلى تسوؽ النص عتبات أف من يقين على كنا إف كنحن

إسقاطا اآلثار على المعلومات تلك إسقاط من نحذر فإننا التلقي، عملية كثيرا كإف قليال

. كأقسامها فصولها جميع بين كيسوم الشعرية خصائصها يطمس

فمن ائتمائية، مواثيق النصية المصاحبات عليها تنطوم التي األجناسية المواثيق كانت كلما

الدارس صالح مطلقا انخراطا فيها ينخرط أال يفصمها كأال المتصلة المتوف فحص بعد إال

تمثل أنها كاليوميات الذاتية كالسير المذكرات في فكالطري. خصائصها كاستخالص بها

أنتجها التي اإلبداعية اآلثار دارس إلى بالنسبة النصية المصاحبات عناصر من هاما عنصرا

باعتبارها يباشرها فإنه األدبية األجناس تلك إلى المنتمية النصوص دارس أما. مؤلفوها

النصوص تستحيل ثم كمن. األخرل المتوف سائر مثل نصية بمصاحبات محفوفة متونا

. النصية مصاحباتها عناصر من عنصر إلى مؤلفوها أنتجها التي اإلبداعية

: النصيػة كمصاحباتها الشابي مذكرات

إلى استنادا" مذكرات" بعبارة كسمها الذم هو الشابي ألفها التي المذكرات ناشر إف

أف كبما. سابقا ذلك إلى أشرنا مثلما مصاحبة، نصية بوظيفة اضطلع الذم األخير النص

العنواف ذلك فإف مخصوص، أدبي جنس على محيلة اصطالحية عبارة" مذكرات" عبارة

بنود على الموافقة الدارس صالح من فليس ذلك كمع. محدد أجناسي ميثاؽ على انطول

الميثاؽ ذلك الناشر اتفاؽ عن النظر بصرؼ يةشعر دراسة نفسه المتن دراسة بعد إال

إلى يدفعنػا كمما. المذكرات حقل في الكتاب ذلك إدراج على ضمنيا اتفاقا كالمؤلف

المؤلف مقصديات عن شفت التي المقاطع أف الميثاؽ ذلك في االنخراط من االحتراز

في قوله ذلك آيات نكم. يوميات بكتابة تعلقت األساسية مقصديته أف عن أبانت قد نفسه

الذكر يستحق ما فيها أجد لعلي اليوـ هذا حوادث أستعرض: "نصوصه أحد مستهل

عندها تقف ال عادية، سخيفة حوادث هي كإنما. النظر يلفت شيئا أجد فال كالتعليق

".الوجداف تثير كال النفس

الفرعية العناكين كفي الناشر كضعه الذم الرئيسي العنواف في النظر جودنا ما كإذا

جانب إلى غرضية بوظيفة اضطلع الرئيسي العنواف أف الحظنػا الشابي كضعها التي

بتلميحها أجناسية بوظيفة اضطلعت فإنها الفرعية العناكين أما. أجناسية بوظيفة اضطالعه

. تدكينال تاريخ -ذلك عن فضال– كحددت اليوميات، بجنس بها المتعلقة النصوص صلة إلى

النصوص كتصبح النصوص تلك فيه نشأت الذم التاريخي السياؽ يتجلى ذلك ضوء كفي

من مواقفه عن فيها أعرب التي كالنصوص 1930 سنة قبل الشابي كتبها التي األدبية

( سنرل كما اليوميات) المذكرات تك نشأة عوامل على دالة مصاحبة نصوصا المتلقي

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 22

جامعة تونس اإلفتراضية

المحتفل الحقيقي الحكي إلى تنتمي كاليوميات المذكرات أف ماكب. منها مؤلفها كمقاصد

نصية بوظيفة -حتما– تنهض الشابي حياة عن المترجمة النصوص فإف الكتاب، بذكات

. مصاحبة

: المصاحبة النصوص تفرع

1929 فيفرم شهر خالؿ الشابي ألقاها التي المحاضرة صدل أف في شك من ليس

دفعته التي األسباب بعض على تدؿ ألنها األهمية، بالغة مصاحبة ةنصي بوظيفة يضطلع

سبب إلى االهتداء على تساعدنا كما( يومياته) مذكراته ككتابة نفسه على االنطواء إلى

تأثرق إلى عشوائية بصورة مواقفه إرجاع عن كتصرفنا المجتمع من نفورق أسباب من

عمرق من العشرين في كهو المحاضرة تلك يالشاب ألقى فقد. الركمانسي بالمذهب

حسنا تقبال التجديد أنصار فتقبلها المشرؽ أدباء شغلت التي التجديدية بالنزعات تأثرا

. األعالـ األدباء بنخوة يشعر -نقدر فيما– جعله آراء على القديم أنصار تحامل أف إال

تلك امتزجت كإذا. بالغبن عورقش -ريب دكف– عمقا قد بقصائدق اكتراثهم كقلة الشابي

كفاة هذا إلى أضفنا كإف. حادة نفسية أزمة إلى يسلمه ذلك فإف المرء ذات في المشاعر

عن كانقطاعه القلب بداء كإصابته السنة نفس من سبتمبر شهر خالؿ الشابي كالد

تلك شأةبن حف الذم القاتم السياؽ لنا باف الفترة تلك خالؿ كالبشركش الحليوم مراسلة

. المذكرات

في الحياة إلى نظرته بلور أف بعد أصال، مذكراته تدكين على الشابي عزـ لماذا كلكن،

كالدق بموت تأثرا كابدها التي اآلالـ كصور الجمهور من مواقفه عن فيه كأعرب شعرق

. به ألم الذم المرعب كبالمرض

إليه كأكحى مذكراته تدكين بذرة ابيالش في زرع الحليوم محمد أف هو عندنا الراجح إف

أكد الذم العنواف ذلك": شاعر حياة من دامية صفحات"بػ بوسمها -مباشر قصد دكف–

الشابي إلى رسالة الحليوم أرسل فقد. المذكرات مخطوط عنواف أنه الدارسين بعض

رضم على حزنه ليشاركه -بأسبوع الشابي كالد كفاة قبل أم– 1929 سبتمبر 02 يػوـ

أسفي فما حياتي في شيء على تأسفت كلئن: "بقوله كختمها كالدق هذق على إال

أنها هللا كيشهد كنغماتي آالمي أدكف أك خطراتي فيها أقيد أف دكف بي مرت التي األطوار

". المشكوة غير اآلالـ بعالم كالتحقت النسياف كادم إلى صامتة ذهبت آالـ

على كتحمله كالدق كفاة إثر الكالـ ذلك أصداء الشابي اكرةذ تردد أف إذف غرابة فال

مخطوطه عنونة إلى كتقودق النسياف كادم إلى أيضا هي تذهب ال حتى آالمه تدكين

.العنواف بذلك

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 23

جامعة تونس اإلفتراضية

حملت التي الدكافع من دافعا كانت األياـ كتاب نشأة عوامل أف نقدر فإننا هذا، كمع

أنصار على ردا الكتاب ذلك ألف حسين طه أف ذلك( ياتهيوم) مذكراته تدكين على الشابي

بػ الموسوـ كتابه نشر عندما إيمانه في كشكك تفكيرق على تحامل لمن كاتهاما التقليد

كجدنا" العرب عند الشعرم الخياؿ" فاتحة إلى عدنا إف كنحن". الجاهلي الشعر في"

فيما القارئ ليتخذ" حذؼ أك زيادة أك نقص دكف" المحاضرة نص نشر أنه يؤكد الشابي

: رسائله إحدل في عنهم قاؿ الذين أكلئك مناهضيه، ادعاءات بطالف على شاهدا نقدر

مجلة الناصر، علي الدكتور إلى رسالة" )كنكير سخط بكل كرموني كعجوا ثاركا" إنهم

. كالكفر زندقةبال رماق من منهم أف جانفي 20 يومية في كذكر(. 1984 نوفمبر الفكر،

دفعها التي الموجة في انخراطه كتثبت الركمنسيين بمعجم ترشح التي الشابي كتابات أما

دارس تهم ال فإنها كالمشرؽ، المهجر في العشرين القرف مطلع منذ التجديد ركاد بعض

المذكرات العناصر من عنصر سول تمثل ال أنها أم. الكثيرة عتباتها من عتبة باعتبارها إال

تبين كعن األخرل الصالت تحليل عن تصرفنا أف يجوز ال التي العالقات إلحدل المشكلة

.الشابي ألفها التي األعماؿ خطابات سائر من المذكرات خطاب يميز ما

فيما هي كتلك الشابي يوميات/مذكرات بمتن الحافة النصية المصاحبات فركع هي تلك

.النصي تعاليها عالقات من عالقة الستخالص نهام االستفادة كجوق نرل

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 24

جامعة تونس اإلفتراضية

:الرابػع الدرس

"التونسي بيرـ مذكرات" عتبات

: تمهػيػد

مصطفى حفيد أنه إلى نظرا بيرـ، محمود باسم تونس في التونسي بيرـ محمود عرؼ

االعتراؼ عائلته رفضت لما الركايات، بعض حسب1840 سنة مصر إلى هاجر الذم بيرـ

بعد باإلسكندرية مر جدق أف إلى فذهب بيرـ محمود أما. جارية من أنجبه كالدق ألف به،

كلهذا. إفريقيا شماؿ أصيلي من كبير عدد بجوار بها اإلقامة في كرغب الحج فريضة أداء

ما كثيرا إنهم بل التونسي، بيرـ محمود باسم مصر في كاشتهر بجنسيته محتفظا بقي

تبرر أنها ذلك هامة، مصاحبة نصية كظيفة المعطيات كلهذق. فحسب نسيبالتو لقبوق

.مصر من نفيه على المصرية السلطات اقتصار أسباب على كتدؿ األدبية جرأته

ثم الدينية، كبالمدارس بالكتاب درس حيث 1893 سنة باإلسكندرية بيرـ محمود كلد كقد

أف دكف من كالصناعة بالتجارة كاشتغل قاسية عائلية ظركؼ بسبب التعليم عن انقطع

. كافية أمواال ذلك عليه يدر إلى كماؿ القراءة عن المرحلة تلك خالؿ ينقطع لم أنه إال

أداف الذم القصيد في أماراتهػا ظهرت تنمية األدبية ملكته فنمى الشعبيين األدباء مجالسة

. بمصر تهصي انتشار في تسببت إدانة البلدم المجلس فيه

األدب اتخاذ في فكر عندما الفصحى عن أعرض فإنه بيرـ، نالها التي الشهرة تلك كرغم

األفالـ منتجي كلدل الموسيقيين لدل ركاج لها التي األزجاؿ كتابة إلى كماؿ رزؽ، كسيلة

المستعمر على 1919 ثورة العامي بشعرق كساند بالعامية المسرحيػات كتب كما آنذاؾ،

جريدة باإلسكندرية أصدر ذلك أجل كمن. له الموالية المصرية السلطة كعلى نجليزماإل

الجريدة بتلك نشر حيث القاهرة إلى انتقل ثم بنفسه، بتوزيعها قاـ" المسلة" اسمها

في كطعن فؤاد الملك على فيها تهجم" الملوكي كالقرع السلطاني البامية" بعنواف أزجاال

.الزكاج من أشهر أربعة بعد فاركؽ ابنه أنجب أنه إلى باإلشارة عرضه

تهجم" الخازكؽ" بعنواف أخرل جريدة بيرـ فأصدر الجريدة تلك فؤاد الملك أكقف كلهذا

".المحافظ على هللا لعنة" بعنواف مقاؿ في فؤاد السلطاف ابنة زكج المحافظ على فيها

بما مصر، من بيرـ إلخراج فرنسا ةبقنصلي االتصاؿ على اإلنكليز مع الملك اتفق كعندئذ

نظرا الفرنسيين، بامتيازات التمتع له كتخوؿ مصر محاكم من تحميه التونسية جنسيته أف

.فرنسا رعايا من يعتبر أنه إلى

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 25

جامعة تونس اإلفتراضية

بشغل الظفر كصعوبة الفرنسية اللغة جهله رغم ،1919 سنة فرنسا في بيرـ نفي فقد

تحديد في الدارسوف اختلف كلئن. األكلى الكونية بالحر عقبت التي الفترة تلك خالؿ

مثلما األمر بداية في بمرسيليا أقاـ أنه فالراجح بتونس بيرـ خاللها حل التي األكلى المدة

بعد فرنسا إلى رجع ثم تونس، إلى توجه كمنها المنفى مذكرات هوامش ذلك على تدؿ

. األخيرة مذكراته متن في كرد ما حسب له،استقبا تحسن لم عائلته ألف قليلة، أسابيع

إليه كأسندكا التونسية الزماف جريدة على المشرفوف به اتصل سنوات عشر حوالي كبعد

.السياسيين لخصومهم التصدم على كحرضوق تحريرها رئاسة

:بيرـ مذكرات نشػر سياقات

التي بالسمة إليه االنتباق لفت أنه غير آنذاؾ، التونسيين القراء لدل معركفا بيرـ يكن لم

حلقات كبفضل السور تحت بجماعة ربطته التي كبالعالقات الزماف جريدة بها طبع

إليها أضاؼ ثم سائح، بإمضاء 1933 سنة كنشرها" مرسيليا"بػ كسمها التي المذكرات

".باريس في" بعنواف أخرل مذكرة

معالم فيها صور بيرـ أف بما آنذاؾ، القراء استغراب تثر لم المذكرات تلك أف في شك كال

. عنها ذكرياته إلى باالستناد كعاداتهم سكانها طبائع كحلل كمنتزهاتها كنواديها مرسيليا إال

نشر من سنوات ثالث بعد بيرـ نشرها التي المنفى مذكرات على المطلع المتقبل أف

من -ريب دكف- كيعجب المجموعتين، بين الواضح االختالؼ يالحظ السابقة مذكراته

ذكرياته كعرض سائح بإمضاء" مرسيليا" فصوؿ نشر أنه ذلك. فيهما بيرـ قسمات تباين

مظاهر تصوير في كأطنب قاتم بلوف المنفى مذكرات لوف أنه حين في الزاكية، تلك من

.بفرنسا حياته على خيمت التي كالعذاب الغربة

عوامل لتبين التاريخي سياقها في المذكرات تلك إدراج رسالدا على يتحتم هنا كمن

المنفى مذكرات نشر عن البداية في يعرض بيرـ جعلت التي األسباب كإدراؾ نشأتها

.التونسية بالصحف المنفى مذكرات نشر على يقدـ ثم أخرل، مذكرات تأليف إلى كيميل

التونسيين القراء انتباق ليلفت بتونس ليامرسي عن مذكراته بنشر بدأ أنه إلى نذهب كنحن

كتمدنه تفوقه أسطورة صنع من تمكن غربي بمجتمع اتصل عندما غنمه الذم الغنم إلى

في ألفهػا التي المذكرات أما. التونسية الصحافة في احتلها التي بالمنزلة جدارته كليبرر

كالنفسانية االجتماعية الظركؼ عن -رأينا حسب– تولدت فإنها ،1919 سنة منذ فرنسا

. المصرم القارئ إلى األكلى بالدرجة كاتجهت آنذاؾ عاشها التي النصوص تلك نشر أف إال

تمثل عن -نقدر فيما– نجم قد األكؿ كالتدكين التجربة زمن على كنصف عقد مركر بعد

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 26

جامعة تونس اإلفتراضية

قبيل جوانبه بعض رحو أك األصلي النص على بيرـ حافظ سواء جديد، متقبل مالمح

.األكلى بالمقاصد حافة أخرل مقاصد تحقيق إلى ترمي أنها كما النشر،

أثارت الزمػاف بجريدة كتاباته أف لنالحظ تونس في بيرـ حياة تجربة إلى نعود أف كيكفي

أسرة جعلت كأدبية سياسية حمالت عليه شنوا خصوـ كبين بينه المعارؾ من سلسلة

الفتور دب ثم كمن. السياسي منزعهم دعم عن صرفه الذم اتجاهه عن ترضى ال الزماف

نفسه بيرـ فوجد العالقة تلك انقطاع إلى األمر كانتهى الزماف بأسرة بيرـ عالقة إلى

.الخصاصة حياة إلى جديد من كرجع العمل عن عاطال

صحف إصدار كأجاز المعطلة الصحف عن الحظر المستعمر رفع المرحلة تلك كخالؿ

(. 1936 سنة" )الشباب"بػ كسمها خاصة جريدة كأصدر الفرصة تلك بيرـ فاستغل أخرل

كمن كالفن األدب أعالـ من كالسخرية المستعمر لنقد الالذع قلمه أطلق الجريدة كبتلك

كعندما. المنفى مذكرات من قسما نشر صفحاتها كعلى القديم، الدستورم الحزب رجاؿ

بنفس ككسمهػا" السردكؾ" جريدة إلى بيرـ تحوؿ الجريدة تلك ؿاالحتال سلطات عطلت

.1937 سنة تونس عن أقصي أف إلى المنفى مذكرات نشر كاصل كبها" الشباب" سمات

كشقائه حرمانه مظاهر صورت التي المنفى مذكرات آنذاؾ نشر بيرـ أف نزعم هنا كمن

اكتراثه قلة كيظهر بخصومه كيستخف المصاعب مكابدة على تعودق إلى ليشير فرنسا في

.طريقه في كضعوها التي بالحواجز

:النصيػة المصاحبات أهمية

التي العوامل تبين إلى سبيلنػا بإنارة الكفيلة هي المصاحبة النصية العناصر هذق إف

سرديا محتول بينها التباين أسباب كإدراؾ خطابها كفهم المذكرات تلك نشأة في تسببت

كفق ال نشرها تواريخ كفق النصوص تلك قراءة إلى نميل فإننػا كلهذا،. فنيا كشكال

كتحديدا تونس في قضاها التي السنوات خالؿ بيرـ لحياة استجالء تأليفهػا تواريخ

فإف الفرنسي، بالمنفى إقامته فترة على الوقوؼ رمنا إذا أما. التونسي بالمتلقي لعالقاته

على تتعاضداف الحلقين أف ذلك المصاحبة، النصية القيمة بنفس تضطلع ال النشر تواريخ

.نفسه بيرـ نظر كجهة من المرحلة بتلك التعريف

فيه كصور بفرنسا، دكنه ألنه المنفى بمذكرات مذكراته من قسما كسم أنه رغم كلكن،

،"باريس في"ك" مرسيليا"بػ تونس في دكنه الذم قسمها ككسم بها، حياته مظاهر بعض

قد كانت كإف. كاحد رئيسي عنواف تحت القسمين أصدرت للنشر التونسية الدار فإف

عنوانا كاتخذته مرسيليا، عن لمذكراته بيرـ كضعه الذم الفرعي العنواف على حافظت

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 27

جامعة تونس اإلفتراضية

كضعت كإنما شامال، فرعيػا عنوانػا المنفى لمذكرات تثبت لم فإنها المذكرات، لتلك شامال

.حلقاتها من حلقة لكل جزئية فرعية كينعنا

ذلك المغذية، الشرايين أهم عنها قطع تصرفا بيرـ نصوص في الدار تلك تصرفت كقد

بدؿ المنفى، مذكرات من األكؿ الفصل تدكين تاريخ إلى استنادا الكتاب فصوؿ رتبت أنها

من األكلين للفصلين صلياأل التبويب تراع لم أنها كما النشر، تواريخ على المحافظة

كفصلين 1933 سنة" الزماف" بجريدة نشرا فصلين كأهملت" المنفى مذكرات" فصوؿ

في النقص ذلك تتدارؾ أف دكف من ،1937 سنة" السردكؾ" بجريدة نشرا آخرين

. خصائصهػا جميع حجب ساذجا تعريفا بيرـ بمذكرات عرفت إنها بل. الالحقة طبعاتها

الذم الترتيب كفق الكتاب ذلك فصوؿ لقراءة القراء للنشر التونسية الدار كجهت كهكذا

قراءة تفضي أف تلك كالحاؿ كطبيعي. كاحدا نصا اعتبارها على كحملتهم هي اختارته

.أخرل تارة كمتناقضة تارة مبتورة تأكيالت إلى الكتاب ذلك

بيرـ محمود بحياة اتهاعالق يوطد بتونس المنشورة المذكرات مجموعتي تباين إف

مكونات إلى كهدل نفسيته عن كشف خطابها أف إلى نظرا المنفى، في التونسي

من هاـ طور خالؿ قلمه طاقات عن كترجم الفكرية مرجعياته على كدؿ شخصيته

مكملة كالكهولة الشباب بفترتي المتعلقة المذكرات تلك كانت كبذلك. حياته أطوار

.الشيخوخة طور في بيرـ دكنها التي خيرةاأل للمذكرات

بتونس كتاباته أف الحظنػا بيرـ حياة سيرة على الداؿ النصي بالمصاحب استنرنا ما كإذا

إلى كنقله البالد من إخراجه على االستعمار سلطات مع التعاكف إلى خصومه دفعت

. إفريقي بلد إلى ترحيله على االتفػاؽ كتم نفسه المصير القى حيث سوريا، تسلل أنه إال

كعندئذ. القاهرة إلى توجه ثم به، الباخرة أرست عندما 1938 سنة بورسعيد مينػاء إلى

هجا إذا بمصر البقاء على سيعينونه بأنهم كأخبركق السياسة رجاؿ بعض به اتصل

نفىالم إلى العودة على يجبر ال كي لرغبتهم فاستجاب فاركؽ الملك كمدح باشا النحاس

أحمد جعلت عديدة بأزجاؿ عنها عبر مضنية غربة في سنة عشرين حوالي به أقاـ الذم

.بيرـ من العربية على أخشى إني يقوؿ شوقي

تذلال فيها تذلل زجلية بقصيدة فاركؽ الملك كمدح باشا النحاس بيرـ هجا ذلك أجل كمن

غربته عذاب بتصوير قصيدةال تلك بدأ كقد. حياته أياـ آخر إلى بالندـ يشعر جعله

كجوق شاهد عندما غمرته التي الفرحة مشاعر عن كعبر مصر إلى عودته كظركؼ

رجاؿ تتبعات عنه كفوا إف السلطاف، ركاب لخدمة استعدادق عن أعلن ثم المصريين،

.الشرطة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 28

جامعة تونس اإلفتراضية

ـ أل كتبها التي الشهيرة باألغاني صيته كذاع بمصر االستقرار من بيرـ تمكن ثم كمن

الدكلة جائزة ناؿ ثم المصرية الجنسية ناؿ 1954 سنة كفي. الفنػانين من كلغيرها كلثوـ

.1961 سنة كتوفي التقديرية

". مذكراتي" بػ الموسومة مذكراته من أخرل حلقة بيرـ فيها دكف التي الظركؼ هي تلك

للمذكرات كمالم فكاف" األكؿ كالديواف مذكراتي" كتاب ضمن النص ذلك نشر كقد

.كالكهولة الشباب بفترتي تعلقت التي السابقة

هوامشه كفي مصاحبة نصية بوظيفة اضطلعت التي النص ذلك فاتحة في تأملنا ما كإذا

عن أعرب كأنه الموت شبح له الح عندما 1961 سنة( حلواف) بمدينة ألفه أنه الحظنػا

.هحيات عن إجمالية صورة لتقديم به توسله

الصحف كاستغالؿ المنفى في بيرـ كابدهػا التي الغربة أف إلى نذهب فإننػا كلهذا

كمرضه فاركؽ الملك مدحه إثر خصومه له كجهها التي كاالتهامات آنذاؾ لقلمه كالمجالت

التي األدبية كالشهرة بفضله الناصر عبد جماؿ حكومة كاعتراؼ الشيخوخة فترة في

.مخصوص بلوف المذكرات تلك خطاب كلونت التدكين لحظة لهاك تفاعلت قد بها حظي

لدينا كيتأكد المذكرات تلك لمتوف المصاحبة النصوص قيمة لنا تتجلى هذا كل ضوء كفي

نسجتها التي العالقات أهم من عالقة عن كتكشف خطابها إلى أساسيػا منفذا تمثل أنها

.النصوص من غيرهػا مع المتوف تلك

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 29

جامعة تونس اإلفتراضية

:الخامس الدرس

"حسين طه مذكرات" عتبات

:تمهػيػػد

شهر إلى مارس شهر من المصرية( ساعة آخر) بمجلة متسلسلة مذكراته حسين طه نشر

طه مذكرات" عنواف تحت البيركتية اآلداب بدار 1967 سنة نشرها تولى ثم ،1955 سبتمبر

أجناسي ميثاؽ على انطوائه إلى ظران جلية، أجناسية كظيفة العنواف كلهذا". حسين

ذلك كعلى. المذكرات بجنس كتابه صلة على كداؿ األساسية المؤلف مقصدية عن كاشف

. الخاصة بحياته تعلقه كأثبت الحقيقي الحكي إلى نصه انتماء إلى أشار أنه نعتبر األساس

كتاب من هكموقف الكتاب هذا من حسين طه موقف بين الفرؽ على نقف هنا كمن

بالحكي صلته عن بالتالي تنم كال أجناسيا ميثاقا تتضمن ال" األياـ" عبارة أف ذلك. األياـ

عن األياـ كتاب متن في تكتم حسين طه إف بل. حسين طه بحياة صلته عن كال الحقيقي

األحداث عاشت التي األساسية الشخصية إسم يذكر لم أنه بما تاما، تكتمػا الصالت تلك

كذات الخاصة ذاته بين كاضحا فصال كفصل عائلتها، أفراد أسماء كال ميالدها تاريخ كال

الراكم أف ذلك على الدالة األمارات كمن. األحداث عاشت التي الشخصية كذات الراكم

أعواف اتحاد نفى استعماال األساسية الشخصية عن حديثه في الغائب ضمير استعمل

.الذاتية السيرة جنس إلى انتماءق كأخفى النص لكذ في السرد

التجربة عاشت التي الذات عن الحديث في الغائب ضمير المذكرات راكم استعمل كلئن

يدع ال إثباتا الشخصية تلك اسم مواطن عدة في أثبت فإنه األياـ، كتاب في فعل مثلما

بعض في أظهر إنه بل. نفسه حسين طه هو التجربة عاش من أف في الشك إلى سبيال

رغم التجربة، عاشت التي بالشخصية الراكم/الكتاب ذات اتحاد الفرعية العناكين

تعاضد هنا كمن(. بالشقاء علي يدعو أستاذم) الغائب ضمير على المتن في محافظته

اءانتم لدينا كثبت حسين طه بحياة األحداث تعلق تأكيد على المتن مع الرئيسي العنواف

العناصر أهم فيه توفرت كبذلك. المؤلف بحياة المتصل الحقيقي الحكي إلى الكتاب

القياسية العملية إف بل. المذكرات حقل في المندرجة النصوص بين المشتركة الضركرية

التي الكثيرة القرائن إلى نظرا حسين، طه بحياة نفسه األيػاـ كتاب اتصاؿ تؤكد البسيطة

في بها الراكم اهتم التي الذات هي المذكرات في األحداث عاشت التي الذات فأ تظهر

العالمات يطمس حسين طه جعلت التي األسباب أف لنا يبدك هذا كل ضوء كفي. األياـ

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 30

جامعة تونس اإلفتراضية

الجنس ذلك إلى بانتمائه االعتراؼ كيرفض الذاتية السيرة إلى األياـ انتماء على الدالة

.مذكراته فيها ألف التي الفترة الؿخ زالت قد األدبي

1972 سنة المذكرات تلك نشر على المعارؼ دار حملت التي األسباب نجهل كنا إف كنحن

فإننا الجديد، العنواف ذلك اختيار في حسين طه بدكر لنا علم كال ،(3ج) األياـ عنواف تحت

مقاربة النص ذلك مقاربة إليها ضيتف التي النتائج في كبيرا تأثيرا العملية لتلك أف نعتبر

كيدرجه األكلى النصية مصاحباته ضوء في حسين طه نص يقرأ الذم فالدارس. شعرية

ذلك صلة كانت كمهما. معين انتظار بأفق التأثر على محموال نفسه يجد نشأته سياؽ في

. الذاتية لسيرةا أدب إلى انتماءق تثبت أف يمكن ال دراسته فإف المذكرات، بجنس النص

في القوؿ يبسط كلم التجربة عاشت التي الذات طفولة على يقف لم الراكم أف ذلك

إذا أما. حياتها من هامة فترات خالؿ الذات تلك شخصية تكوين في المؤثرة العوامل

لتيا بالفترة متعلقا األياـ من جزءا المذكرات كاعتبرنا الثانية النصية المصاحبات اعتمدنا

يصبح المذكرات نص فإف األكلين، الجزءين في الراكم بها اهتم التي الفترات عقبت

حسين طه سيرة عندئذ تشكل الثالثة األياـ أجزاء أف باعتبار الذاتية، السيرة إلى منتميا

.الذاتية

:األياـ عن حسين طه مذكرات اختالؼ

اختارق الذم األكؿ الرئيسي العنواف ضوء في حسين طه مذكرات قراءة إلى نميل إننا

. خصائصه أبرز تحجب األياـ من جزءا باعتبارق قراءته أف من يقين على ألننا المؤلف،

عن متنه كشف إذ األياـ، كتاب عن جوهريا اختالفا -رأينا حسب– يختلف المذكرات فكتاب

أجناسيا ميثاقا تضمن ما فمنها الهوامش أما. حسين طه هو األحداث عاش الذم أف

صريحا العناكين تضمن ما كمنها المذكرات، جنس إلى الكتاب ذلك انتماء على داال

.كلها الكتاب فصوؿ كسمت التي الفرعية

عن -أيضا هي– نمت أنها ذلك هامة، مصاحبة نصية كظيفة الفرعية العناكين كلهذق

عشرين على اشتمل األياـ من األكؿ فالجزء .األياـ كتاب عن المذكرات كتاب اختالؼ

. المذكرات كتاب كمثل الثاني الجزء مثل فصال من خالية كردت األياـ فصوؿ أف إال

لفصوؿ الفرعية العناكين كضع الذم هو نفسه حسين طه أف حين في العناكين،

العناكين تلك من قسم في ذاته على المحيل المتكلم ضمير استعمل أنه بما مذكراته،

(.بعينيها أبصرت التي المرأة)

فمنها الفصوؿ محتويات إلى اإلشارة في متمثلة غرضية كظيفة العناكين لتلك كاف كلئن

أم: حرفيا عنوانا كاف ما االمتحاف تأجيل طلبت) الفصوؿ محتول على صريحة داللة داال

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 31

جامعة تونس اإلفتراضية

امتحاف في سقطت كيف) ارئالق لتشويق تلميحا المحتول إلى لمح ما كمنها( للزكاج

قد منها عنواف كل ألف مختلطة، عناكين تعتبر الفرعية العناكين تلك كجميع(. العالمية

الراكم أف يتضح كبذلك. نفسه اآلف في محتواق إلى كأشار به المتعلق الفصل رقم عين

له عأخض الذم الزمني النظاـ عن النظر بقطع مخصوصة، بمسألة فصل كل في اهتم

.الفصوؿ بين الرابطة العالقة

:ذاته عن حسين طه كتابة عوامل

الكتب بعض نشر في 1929 سنة منذ شرع أنه يالحظ حسين طه مؤلفات في الناظر إف

سنة ففي. 1967 سنة المنشور المذكرات كتاب آخرها ككاف الخاصة، بحياته المتصلة

كخالؿ" الصيف في" بعنواف كتابا 1933 سنة نشر ثم األياـ من األكؿ الجزء نشر 1929

سنة نشرق فقد األياـ كتاب من الثاني الجزء أما". أديب" بعنواف كتابا نشر 1935 سنة

1939.

أك صريحة بصورة الخاصة بحياته الكتب تلك جميع في حسين طه اهتماـ على كالباعث

مواقفه على لمتحاملينا كاتهاـ مجتمعه كبين بينه القطيعة مالمح إظهار هو خفية

أف ذلك. المبصركف يحققه لم ما كتحقيق العقبات تحدم على بقدرته كاالفتخار الفكرية

كتابه نشر أف منذ التعقد في بدأت ثم باألزهر دراسته طور خالؿ توترت ببيئته عالقاته

كأجج هكل المصرم المجتمع شغلت قضية كلد الذم الكتاب ذلك ،"الجاهلي الشعر في"

.كخصومه حسين طه بين الصراع لهيب

يحرز أف دكف من أعواـ ثمانية به كقضى 1902 سنة األزهر إلى حسين طه انتسب فقد

على يتآمر منهم البعض جعلت بالشيوخ عالقاته حدة أف إلى نظرا العالمية، شهادة على

بمصر األهلية الجامعة تأسست الفترة تلك كخالؿ. قوله حسب االمتحاف في إسقاطه

ناقش أف كبعد. صباحا األزهر دركس كإلى مساء دركسها إلى يختلف حسين طه فكاف

أحرز حيث فرنسا إلى سافر األهلية بالجامعة 1914 سنة المعرم العالء أبي عن رسالة

ابن بفلسفة متعلقة برسالة جامعة دكتوراق كعلى 1917 سنة التاريخ في اإلجازة على

في يفكر كبدأ العليا الدراسات دبلوـ على أحرز 1919 سنة كفي. يةاالجتماع خلدكف

ضعف إلى نظرا ذلك، على توافقه لم المصرية الجامعة لكن دكلة، دكتوراق رسالة إعداد

كاضحا، تأثرا الغربي بالفكر متأثرا مصر إلى حسين طه رجع كهكذا. المالي رصيدها

. 1919 سنة منذ الوظيفية حياته كبدأ قويا، اعتزازا الفرنسية الجامعة من بتخرجه كمعتزا

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 32

جامعة تونس اإلفتراضية

معتمدا الجاهلي الشعر تدريس تولى ثم القديم، اليوناني التاريخ بتدريس اضطلع فقد

سنة الدركس تلك كنشر الفرنسية الجامعة في بها تغذم التي المنهجي الشك طريقة

". الجاهلي الشعر في" بعنواف كتاب ضمن 1926 تجاكزت ضجة أحدث الكتاب ذلك ف أ إال

كالخالفات المتزمتة الدينية النزعات كأذكتها االجتماعي الحقل إلى الفكرم المجاؿ

.مرة من أكثر المسألة لتلك يتعرض النواب مجلس جعل مما الحادة، السياسية

لقلةالمتق حياته مسيرة لفهم السياسية حسين طه انتماءات على الوقوؼ من بد كال

الرجعي اإلقطاعي األمة حزب حياته بداية في ساند أنه ذلك النقدية، لهجته كحدة

الدستوريين األحرار بحزب أعضاؤق كالتحق الحزب ذلك اضمحل كعندما. للقصر الموالي

الغربي الفكر إلى أعضائه بعض ميل ذلك مرجع كلعل . صفهم في حسين طه كقف

.الرزاؽ عبد عائلة أفراد من كعدد لسيدا لطفي رأسهم كعلى التحررم

فإنه زغلوؿ، سعد ترأسه الذم الوفد حزب بيد 1926 سنة المصرم البرلماف كاف كلما

كحزب الوفد حزب بين القائم العداء إلى نظرا كتابه، قضية في حسين طه ضد كقف

. الدستوريين األحرار األحرار حزب إلى المنتمي الوزراء رئيس ثركت الخالق عبد أف إال

الكتاب مسألة شغلت كقد. لسوء حسين طه تعرض إف باالستقالة هدد الدستوريين

حسب كذب ألنه للمحاكمة حسين طه بتقديم العمومي النائب طالبوا إذ األزهر، شيوخ

.النبي على فيه كطعن صراحة القرآف قولهم

السيد، لطفي صديقه من عازبإي فرنسا إلى فسافر حسين طه على الخناؽ ضاؽ كهكذا

1926 سبتمبر شهر من األهراـ بجريدة متسلسال كنشرق األياـ من األكؿ الجزء ألف كبها

المهيمنة المتحجرة كالعقليات التقليدم التعليم مؤسسات ليتهم 1927 جويلية شهر إلى

أف عن بالكشف أدانوق الذين أكلئك مباشرة غير بصورة كيدين المصرم الشعب على

يفضي أف يمكن ال تلقوق الذم التعليم إثر عنها أعربوا التي كالتحجر الجهل مظاهر إلى إال

.كتابه على اطالعهم

بأف اقتناعه عمق قد كبالظلم الفكرم بالقهر حسين طه شعور أف في شك من كليس

تحاكؿ الشباب طور في قدرق حق تقدرق كلم بالعمى إصابته في تسببت التي البيئة تلك

غريب بأنه تظاهر كإف اللهجة، الذع متهما أصبح كلذلك. التحررم صوته كإلجاـ قهرق اآلف

.يركيها التي األحداث عن

حفيظة أثارت التي الفقرات بحذؼ مؤلفه كمطالبة الكتاب بحجز انتهت المسألة أف كرغم

عن كاشفا تواصال واصلتت كمجتمعه حسين طه بين الصراع مظاهر فإف األزهر، علماء

أثيرت 1928 سنة ففي. العصرم التعليم كخريجي األزهر خريجي بين الرأم اختالؼ

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 33

جامعة تونس اإلفتراضية

كلذلك. القرآف عن المؤلف ألقاها التي المحاضرات كشملت جديد من الكتاب قضية

تلك من فاستقاؿ اآلداب لكلية عميدا حسين طه تعيين قرار الوفد حكومة عارضت

نقلته ثم ،1932 سنة إلى الخطة تلك فشغل عميدا انتخابه تم 1930 سنة كخالؿ. الخطة

مع تحالفوا الذين الدستوريين األحرار صف في كقوفه بسبب إدارم عمل إلى الوزارة

.الشعب حزب منشئ صدقي إسماعيل الحكومة رئيس لمعارضة الوفد حزب

لطفي كاستقاؿ الجامعة إلى حسين طه بإرجاع كطالبوا الطالب تظاهر ذلك أجل كمن

النواب مجلس في أخرل مرة المسألة أثيرت كعندما. كظيفته من الجامعة مدير السيد

الدستوريين األحرار مع الوفد حزب كباتحاد. 1932 سنة التقاعد على حسين طه أحيل

كتم ،1933 سنة الجامعة إلى العودة من مكنه إذ حسين، طه من الوفد موقف تغير

.البارزين الوفد حزب أنصار من فأصبح 1936 سنة عميدا بهانتخا

كتاب من الثاني الجزء تأليف مواصلة إلى حسين طه عاد الخصومات تلك لكل كنتيجة

اسمه حجب كلهذا. بيئته إدانة كفي كشيوخها األزهر مؤسسة اتهاـ في كأمعن األياـ

.كتابه بطل بحياة الخاصة ياتهح باتصاؿ االعتراؼ كرفض عائلته أفراد كأسماء الخاص

المعارؼ لوزير مستشارا تعيينه تم إذ بالسياسة، حسين طه حياة ارتباط تواصل كقد

األكؿ فاركؽ لجامعة مديرا انتدابه كقع ثم ،1942 سنة الحكم إلى الوفد حزب عاد عندما

أخرل رةم التقاعد على فأحالوق الحكم زغلوؿ سعد أنصار تولى أف إلى باإلسكندرية

كلها عنايته كصرؼ" المصرم الكاتب" مجلة حسين طه أصدر ثم كمن. 1944 سنة

بأعبائها للنهوض حسين طه تعيين فتم 1950 سنة الحكم إلى عاد الوفد حزب أف إال

المؤسسات حجم تقليص في كتسبب المجاني التعليم نشر إلى فدعا للتربية كزيرا

كالوظيفية السياسية حسين طه حياة فانتهت الوفد حزب سقط أف إلى الدينية التعليمية

.1952 سنة

في معربا نشرها تولى ثم مذكراته تدكين على حسين طه انكب الطور ذلك كخالؿ

.نفسه حسين طه هو األياـ بطل أف على دؿ إعرابا الخاص اسمه عن غضونها

المصرية كبالجامعة باألزهر هحيات جوانب لبعض األخير الكتاب ذلك في تعرض كقد

المبادئ كأظهر العلمية شهائدق على كإحرازق الفرنسية بالجامعة التحاقه ظركؼ كصور

.مصر إلى رجوعه منذ خطاق كقادت فيه تحكمت التي

التي العوامل على الوقوؼ للدارس يتسنى المصاحبة النصية العناصر هذق ضوء كفي

عندما مؤلفها مقاصد كتبين خطابها جوهر كفهم حسين طه مذكرات نشأة في تسببت

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 34

جامعة تونس اإلفتراضية

كالمهم . كنفاقػا جبنا الوقت ذلك في الحيدة يرل صاحبنا ككاف: "األخير الفصل في قاؿ

الغرؽ هذا تبعات يحتمل أف من بد له يكن كلم بنارها، احترؽ أك السياسة في غرؽ أنه

ياـاأل تلك منذ كلها حياته كانت كهل. الحريق هذا أك على إلقدامه طبيعية نتيجة إال

".بنارها كاصطالئه فيها كغرقه السياسة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 35

جامعة تونس اإلفتراضية

:الثالث القسم

الجامعة النصيػة العالقة

:السادس الدرس

األدبي بجنسها الشابي مذكرات صالت

: تمهػيػػد

:كاليوميات كالمذكرات الذاتية السيرة بين الفاصلة الحدكد

األدبية لألجناس مانعة جامعة تعريفات كضع عن بعجزهم المنظرين من رالكثي اعترؼ

تلك إلى المنتمية النصوص أف إذ الكتاب، بحيوات المحتفل الحقيقي بالحكي المتصلة

ناحية من كتشترؾ كاضحا، اختالفا بعض بعضها عن ناحية من تختلف األدبية األجناس

. متماثلة بجوانب التعلق في لها مجاكرة جناسأ إلى المنتمية النصوص طبقات مع أخرل

كاألركاف الثابتة األركاف استخالص إلى حتما بنا يفضي قياسية بعمليات التوسل أف إال

العناصر إلى كيهدينػا األدبية األجناس من جنس إلى المنتمية النصوص في المتحولة

بوظيفة اضطلعت التي األجناسية العناصر كإلى األدبي جنسها شكلت التي األجناسية

مدكنتنا إليه انتمت الذم الرئيسي األدبي الجنس ضبط لنا يتسنى ثم كمن. لها مصاحبة

غضوف في عنها أعلنوا التي األجناسية المقصديات تحقيق إلى مؤلفيها توصل مدل كإبراز

.هوامشها في أك المتوف

محتويات تعلق كفي السرد أعواف اتحاد في تشترؾ كاليوميات كالمذكرات الذاتية فالسيرة

أف غير. مؤلفه بحياة كليا كإف جزئيا إف األدبية أجناسها من جنس إلى منتم نص كل

لوجوف فيليب قاد تميزا اآلخرين الجنسين نصوص من تتميز الذاتية السيرة نصوص

(Philippe Lejeune )قصة هي" الذاتية السيرة إف بقوله لها دقيق تعريف كضع إلى

حياته على الضوء مسلطا حياته، قصة معين حقيقي شخص فيها يركم استرجاعية، نثرية

على المنطوية النصوص فإف ثم، كمن". شخصيته تكوين تاريخ على كخاصة الشخصية،

نع يخرجها ال انفتاحا المذكرات أك اليوميات خصائص على تنفتح قد الخصائص تلك

ال الجوانب تلك من بقسم اليوميات أك المذكرات احتفاؿ أف كما. الذاتية السيرة حدكد

.الذاتية السيرة حقل في يدرجها

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 36

جامعة تونس اإلفتراضية

بين الفاصلة الحدكد إلبراز الدارسين بعض كضعها التي العامة التحديدات فإف كلهذا

األحواؿ جميع في تدؿ كال صارمة، تحديدات ليست كاليوميات كالمذكرات الذاتية السيرة

أف إلى الدارسوف أكلئك ذهب فقد. تاما خضوعا لها تخضع بها المتصلة النصوص أف على

كإخبارق الذاتية السيرة حقل في نصه يدرج عليها كاف التي األحواؿ عن المؤلف إخبار

الخاصة، اتاليومي أما. المذكرات حقل في نصه يدرج كقاؿ أتى عما أك كسمع شاهد عما

تفصله التي القصيرة الفترة في له كقع ما مام جورج قوؿ حسب فيها يدكف مؤلفها فإف

قد الخاصة كاليوميات الذاتية السيرة نصوص أف كالحاؿ السابقة، التدكين فترة عن

جنس إلى انتمائها عن ذلك يسفر أف دكف من للمذكرات، المميزة الجوانب بتلك تحتفل

.المذكرات

ضبط على يساعد الذاتية للسيرة Philippe Lejeune كضعه الذم التعريف اعتماد إف

أما الكتاب، بشخصيات المتعلقة المذكرات كنصوص األدبي الجنس ذلك بين الفاصل الحد

كبين بينها الفاصل الحد على يدؿ فإنه اليوميات، لجنس المميزة الخصائص على الوقوؼ

األدبية األجناس تلك على المهيمنة األجناسية العناصر تتجلى هنا كمن. اتالمذكر جنس

الذم فالكاتب. لها مصاحبة بوظائف االضطالع على اقتصرت التي العناصر كتبرز الثالثة

فيه المتحكمة الفكرية أك الوجدانية الحالة تقودق ما كثيرا بيوـ يوما الخاصة يومياته يدكف

بلوف خطابه يلوف تذكرا ماضية انطباعات أك أحداث أك مواقف تذكر إلى التدكين لحظة

.ذاتي

مثلما مضبوط بمحتول كال مخصوص أدبي شكل بسمات اليوميػات نصوص تتسم ال كلهذا

كإنما ،"Le livre à venir" بػ الموسوـ كتابه في Maurice Blanchot ذلك إلى ذهب

كاألفكار كالخياالت األحالـ عن كتشف آخر، حينا ركتقص حينا اليوميػات حلقات تطوؿ

.بارزا اختالفا محتوياتها ذلك جراء من فتختلف المعيشة كاألحداث كاالنطباعات

بما منها حلقة كل محتول كتعلق تعاقبي زمني لجدكؿ اليوميات حلقات خضوع أف إال

يدالف التدكين يوـ خالؿ هواجس أك خياالت أك أفكار من خامرق بما أك المؤلف عاشه

.المحتمل القارئ مع عقدق الذم األجناسي الميثاؽ على ضمنيػا

I اليوميػات كفن الشابي مذكرات ػ:

بالمذكرات الموسوـ كتابه عليها اشتمل التي الشابي القاسم أبي نصوص قرأنػا ما إذا

اليوميات، لجنس المميزة األساسية األركاف على نهضت النصوص تلك جميع أف لنا اتضح

بالغربة شعورق كعمقت طفولته في أثرت التي العوامل على -أحيانا– انفتاحها رغم

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 37

جامعة تونس اإلفتراضية

كينبغي. أشعارق لوف الذم الركمانسي المنزع كبلورت مذكرات عبارة استعماله يغرينا أال

لعبارةا تلك يستعمل لم الشابي أف إذ األدبي، الجنس ذلك إلى يومياته نصوص بنسبة

لم عليها الدالة كالمصطلحات األدبية األجناس مسألة أف إلى نظرا االصطالحي، بمعناها

.الثالثينات في التونسيين األدباء سائر اهتماـ كال اهتمامه تستقطب

لنا كاشفا التدكين، أياـ تواريخ على دالة فرعية بعناكين كتابه حلقات الشابي كسم فقد

به يخل كلم تعاقبيا، زمنيػا جدكال عاتب أنه عن بذلك في كبالنظر. معدكدة أياـ في إال

التي كالهواجس كالخياالت باألفكار تعلقت منها حلقة كل أف نالحظ الحلقات تلك متوف

مقصدية عن المتن أقساـ بعض أعربت كقد. نفسها التدكين لحظة الشابي خامرت

يومياته تدكين إلى هدؼ أنه في الشك إلى يالسب يدع ال إعرابا األجناسية الشابي

ما أهم لرسم كتابه حلقات من حلقة كل بتخصيص تعلقه عن ترجم أنه ذلك الخاصة،

ذلك عن يحد كلم بالذات، التدكين يوـ خالؿ شغله .قاهرة ألسباب إال

خالؿ تدكينال عن ينقطع لم أنه بيوـ يوما يومياته تدكين على الشابي حرص يثبت كمما

يوـ في اقتصر إنه بل كالتعليق، الذكر تستحق ال -قوله حسب– أحداثها كانت التي األياـ

التي اليومية قصر ليبرر بدنه كفتور مزاجه توعك إلى اإلشارة على 1930 جانفي 14

.النوـ قبيل دكنها

تلك باندراج توهم يوميات ثالث الشابي بها استهل التي السردية المقاطع أف كالحق

التدكين لحظة بذاته المقاطع تلك صلة انقطاع إلى نظرا المذكرات، حقل في اليوميات

. سابقة أياـ في كقاله فعله بما أك كسمعه شاهدق بما كتعلقها التي األحداث أف إال

تلك انتماء كأكدت آنذاؾ أفكارق قدحت التي هي ذاته التدكين يوـ خالؿ الشابي عاشها

: بقوله 1930 جانفي من الثاني يومية الشابي استهل فقد. اليوميات جنس إلى النصوص

في حتى كلكن. السخف غير الحياة في كهل. الحياة رسوـ من سخيفة صور هي"

عن كغبت]...[ النفس أبي صديقا، عرفته. القلب على كيقبض يحزف ما الحياة سخافات

]...[. عقله في كاختلط جن قد الرجل أف فسمعت الدهر من حينا الحاضرة

. خاللها أرق لم أياـ كمرت

صوتا سمعت الباب فتحت كلما]...[ يطرؽ بالباب كإذا نائما كنت بينما اليوـ صبيحة كفي

..."المجنوف صديقي دخل إثرق كعلى. عليكم السالـ: يقوؿ به ألذني عهد ال خشنا

بالحديث استهلها أنه ذلك ،1930 جانفي 7 ميةيو في نفسه المنحى ذلك الشابي نحا كقد

حديثا بالغربة شعورق عن اآلف أشعر: " قاؿ إذ الركمنسي، بالمنزع تأثرق شدة على داال

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 38

جامعة تونس اإلفتراضية

العالم هذا في يوما أزداد ما كأنني الوجود هذا في غريب أني أبنػاء بين غربة كأزداد إال

]...[". الحياة

بأديبين جمعه الذم اللقاء لنا صور مجتمعه كبين بينه يعةالقط مظاهر عن أباف أف كبعد

اليوـ ذلك خالؿ اآلراء تلك كلد الذم هو اللقاء ذلك أف عن كاشفا تصويرا تونسيين

.1930 سنة جانفي من التاسع يومية في نفسها الظاهرة تلك لنا كتبدك. بالذات

كينبغي الشخصيات بعض أسماء ذكر عن الشابي تكتم أف إلى الظن بنا يذهب أال

التي الخاصة اليوميات بفن نصوصه صلة يضعفاف هامة أحداث إلى اإلشارة عن كصمته

المشاهير يعدها التي للمذكرات خالفا ذكاتهم، إلى األكلى بالدرجة الكتاب فيها يتوجه

يطلع سوؼ الذم المحتمل القارئ في بالضركرة يفكركف الخاصة اليوميات فكتاب. للنشر

إلى يعمد من أك بنفسه نشرها يتولى من منهم سواء موتهم، بعد أك حياتهم خالؿ عليها

.إخفائها

خضوع فإف كالشهادة، التبرير لدافعي بالخضوع كالمذكرات الذاتية السيرة تميزت كلئن

في شرع نهأ إلى نظرا األدبي، جنسها عن بها ينأل ال الدافعين لذينك الشابي يوميات

.األدبية بكتاباته المنددين أصوات كتعالت صيته ذاع عندما تدكينها

خالؿ فعال دكنها الشابي أف في الشك إلى تدفعنا اليوميػات بعض فإف هذا، كل كرغم

في رغبته عن جانفي 8 يومية في أباف أنه ذلك من. الهوامش في عليها نص التي األياـ

أكتبها لم كلكنني: "بقوله نصه كختم ،"كغربية مصرية تراجم" كتاب عن ةنقدي دراسة كتابة

".ال؟ أـ كاتبها أنا هل أدرم كال اآلف، لحد

تواريخ في الشك على باعثة تناقضات لنا تتجلى ببعض بعضها الشابي يوميات كبمقارنة

يلق لم بأنه نفيجا 13 يومية في اعترؼ أنه ذلك من. محيرا تشكيكا منها قسم تدكين

جانفي 20 يومية في ذكر ثم ،"األقصى المغرب في العربي األدب" كتاب عن محاضرته

أنه على دالة قرائن عدة تتضمن يومياته نصوص أف رغم ضجة، أثارت المحاضرة تلك أف

.أصال المحاضرة تلك يلق لم

أياـ االجتماع على دأب قيةالصاد قدماء بجمعية األدبي النادم أف الشابي أثبت فقد

السنوسي العابدين زين صحبة ذهب أنه جانفي 13 مذكرة في ذكر ثم االثنين،

يومية كفي". هناؾ أحدا" يجدكا فلم محاضرته إللقاء النادم ذلك إلى خريف كمصطفى

ثم مغلقا، فوجدق األدبي النادم إلى ذهب أنه على الشابي نص الموالي االثنين يوـ

كاألخ مني كل " قاـ كقد الجمع أياـ المسامرات إلقاء على اتفقوا إنهم قائال ستطردا

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 39

جامعة تونس اإلفتراضية

المغرب في العربي األدب" كتاب لنقد تعرضت منهما كاحدة: بمحاضرة الكعاؾ عثماف

أنه فأكد جانفي 27 يومية في أما". الناس من طائفة منهما كل أغضبت كقد]...[ األقصى

أف إلى بذلك مشيرا السابق، االثنين يوـ مغلقا كجدق كما اليوـ، ذلك لقامغ النادم كجد

.االثنين أياـ هو النادم اجتماع موعد

في التناقض هذا كل يتناقض فكيف حقا، بيوـ يوما يومياته دكف قد الشابي كاف فإذا

أف الدارس حيرة في يزيد كمما. األدبية بحياته متينة صلة ذات بأحداث متعلقة مسألة

بالنبي الموسومة قصيدته ككلد الشابي نقمة أثار قد المحاضرة تلك عن الجمهور غياب

يومية كشت كقد. السنوسي العابدين زين صديقه ذلك إلى ذهب ما حسب المجهوؿ

يوما عاش الشابي بأف -المحاضرة إلقاء لتاريخ الموالي اليوـ كهو– جانفي 14 الثالثاء

.محاضرته عن الجمهور بعزكؼ -ريب دكف- تأثرا أيامه أحلك من

على انطوت قد مذكرات باعتبارها الشابي دكنها التي النصوص أف لنا يتجلى كهكذا

كتضمنت الذاتية السيرة خصائص ببعض كاحتفلت األدبي الجنس ذلك سمات بعض

على نهضت كلكنها قصائدق، لوف الذم الركمنسي المعجم أحيانا كاستعارت قرآنيا متناصا

أف في الشك إلى سبيال يدع ال نهوضا اليوميات لجنس المميزة األساسية األركاف

.النصوص تلك على المهيمنة الخصائص هي اليوميات خصائص

األياـ خالؿ النصوص تلك من قسما يدكف لم الشابي أف على األمارات بعض دلت كإف

النصوص بعض صياغة إعادة إما هو نقدر فيما كذل فمرجع الهوامش في ضبطها التي

. للنشر النصوص تلك أعد من تصرؼ عن أك نفسه الشابي سهو عن ناجم خطأ كإما

ختمها ثم األياـ من يوـ خالؿ -فعال– عاشه ما الشابي فيها صور التي فاليوميات

لحد أكتبها لم كلكنني" نوع من التجربة، زمن عن الكتابة زمن تأخر على دالة بمالحظات

المتعلق التناقض أما. مدة بعد اليوميات تلك صياغة أعاد الشابي أف على تدؿ قد" اآلف

العربي األدب" بػ الموسومة محاضرته أثارتها التي كبالضجة األدبي النادم اجتماع بتاريخ

" العرب عند مالشعر الخياؿ" محاضرة بين الخلط عن ناجم فلعله" األقصى المغرب في

المغرب في العربي األدب" كمحاضرة االنتقادات من موجة كأثارت فعال ألقاها التي

.إلقائها من يتمكن لم التي" األقصى

أم للهجرة 1348 سنة شعباف 20 يوـ األكلى المحاضرة ألقى الشابي أف نعرؼ فنحن

قد الناشر أك يالشاب أف ذلك فمعنى جمعة يوـ شعباف 20 يوـ كاف فإف ،1929 سنة

ذلك خالؼ على األمر كاف كإف التناقض، ذلك إلى أفضى خلطا المحاضرتين بين خلطا

.الظاهرة تلك لتبرير كجها نرل ال فنحن

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 40

جامعة تونس اإلفتراضية

:السابع الدرس

II األدبي بجنسها" التونسي بيرـ محمود مذكرات" صالت ػ :

: تمػهػيػد

يخترؽ أنه إذ متتالية، جوهرية تحوالتب يمر المذكرات به تتعلق الذم المعيش الواقع إف

من شبكات على المنفتحة اللحظات من لحظة في الذاكرة مصفاة عبر الكتاب ذكات

كفق كالتصنيف التبويب إلى الراكية الذات تعمد عندمػا ثاف لتحوؿ يخضع ثم المؤثرات،

.مرسومة خطة

تأكيله في مجاؿ ال" كرؽ من" قعاكا يعرض أدبيا نصا القارئ يتلقى المطاؼ نهاية كفي

التي بيرـ نصوص فإف كلهذا،. األدبي كالخطاب المعيش الواقع بين تطابق عن للبحث

خصائصها تنوع إلى نظرا صاحبها، بحياة صلتها درجة في تتباين المذكرات أدب من اعتبرت

.تأليفها كتواريخ نشأتها عوامل كاختالؼ األجناسية

:المذكرات كفن مرسيليا مذكرات( 1

الزماف بجريدة نشرها التي لمذكراته موضوعا بمرسيليا إقامته التونسي بيرـ اتخذ

تلك معالم كصف إلى" مرسيليا" بػ الموسومة المذكرات في ماؿ أنه ذلك. التونسية

تلك بين يربط أف دكف من كمنتزهاتها كنواديها كشواطئها كأحيائها الفرنسية المدينة

تحليل في أكغل أنه كما. الرحلة أدب له يخضع الذم التسلسلي للبناء يخضعها أك بالجوان

بأكضاع إلمامه كأبدل األجانب، من كمواقفهم دينهم كمقومات كعاداتهم السكاف طبائع

.األركبيين عن تخلفهم كعوامل غربتهم أسباب كاستخلص بفرنسا الشرقيين

لدل الصورة تلك ترسيخ إلى هدفت فقد مذكراتال تلك لها خضعت التي الخطة أما

القارئ انتباق لفت في بيرـ رغبة عن كشف شدا المذكرات حلقات إلى كشدق القارئ

أسطورة صنع من تمكن غربي مجتمع في أقاـ عندما غنمه الذم الغنم إلى التونسي

.كتمدنه تفوقه

ذاته بامتالء التدكين زمن بيرـ شعور عن تولدت قد المذكرات تلك أف نعتبر فإننا كلهذا،

الشرقيين سائر من ميزته التي المعارؼ بضركب كاعتزازق الخبرة تلك بثراء كانتشائه

لمواجهة ببيرـ" الزماف" جريدة جماعة استنجاد أف في شك كال. بفرنسا المقيمين

.قلمه بسلطاف اقتناعه كعمق األدبية بمنزلته نخوته أذكى قد خصومهم

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 41

جامعة تونس اإلفتراضية

كدؿ الضمني األكؿ الدافع حجب تبريرا الذكريات لتلك ركايته برر الراكم/الكاتب أف كالحق

للقارئ أف إلى ذهب فقد. خفيا دعما األكؿ الدافع يدعم ثاف دافع على نفسه اآلف في

جادا عنها ككتبت أعواـ خمسة مرسيليا في أقمت: "قاؿ إذ الخواطر، تلك توليد في دخال

ما يسأموف ال القراء كأحسب بخاطرم ذكرها مر كلما عنها الكتابة أسأـ أراني كال الكهاز

خارج الكاتب بين كاصلة فاصلة حلقة النص داخل الراكم يمسي كبهذا( 36ص". )أكتبه

النشأة عوامل تأثير على الخطاب أشهدنػا فقد. األحداث عاشت التي كالذات النص

غير. الخطاب خطة رسم في المتقبل تأثير مؤكدا الخواطر، تلك توليد في المتقبل كصورة

- الحقيقة في – يمثل الركاية زمن استحضرق الذم المتقبل انتظار ألفق الراكم إرضاء أف

يمكن ال لحياته راك دكر تقمص عندما الكاتب كضعه الذم القناع ألف القارئ لخلب معبرا

عن كثائقية صورة يقدـ كال التجربة عاشت التي اتالذ حياة عن صادقة بصورة يشف أف

المتقبل فتن إلى تهدؼ سياسة الخطاب يسوس فالراكم. النص خارج الكاتب حياة

ذكرق الذم الدافع يصبح كبذلك. نفسه اآلف في الركاية كزمن التجربة زمن الذات بمنزلة

.لخطابا لذلك القادح الخفي الدافع لتحقيق معبر مجرد الراكم

تجربة استحضر راك دكر حياته لحظات من لحظة في تقمص قد المذكرات هذق كاتب إف

بتوجهه التونسية العامية على كانفتاحه الخطاب خطة ككشت بفرنسا، إقامته زمن بها مر

على الفصوؿ بقية مع األكؿ الفصل تضافر كبذلك. األكلى بالدرجة التونسي القارئ إلى

ربوع في كرتعت الفرنسي المجتمع خبرت ذات التجربة عاشت التي الذات أفب اإليعاز

المقيمين الشرقيين جل حياة كسمت التي العذاب ألواف تجنبها عن نم رتعا المتعة

التي كالشخصية كالراكم الكاتب تطابق على ينهض المذكرات فن أف كبما. بفرنسا

يرشح التجربة عاشت التي الذات تمجيد على بيرـ مذكرات انفتاح فإف األحداث، عاشت

.نفسه اآلف في الراكم/ الكاتب ذات بتمجيد

بصورة منفية عاشت ذات صورة لحجب الرحلة خطاب منزع المذكرات خطاب نزع كقد

توجه ذلك آيات كمن. السياحة بملذات كإمتاعه المتقبل إلرشاد خبرته رشحته" سائح"

فيه بما لنتمتع الشاطئ إلى نعود: "قائال الثانية المذكرة في القارئ إلى الراكم/ الكاتب

من قريبا كموائدها كراسيها صفت مطاعم فهناؾ. الشركر من فيه ما كنتجنب مباهج من

الزماف 2مرسيليا... )كالشوكية الصدفية كالحشرات المحارات باعة كبجانبها اللجي األزرؽ

(.1933 مام 30

:لمتقبػلكا الكاتػب

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 42

جامعة تونس اإلفتراضية

صورة كاستحضر بتونس، إقامته بداية في راك دكر تقمص قد التونسي بيرـ محمود إف

صورة ضغطت كقد. شخصيته حقيقة على كالوقوؼ ماضيه معرفة على متلهف متقبل

المنفتحة بذاته المتقبل تفتن خطة اتباع إلى نازعا خطابا فولدت الراكم على المتقبل ذلك

صورة كعرضت الشقاء، مظاهر -تقديرنا في– المذكرات كتمت كلذلك. اتبالك ذات على

الراكم/ الكاتب دعم كقد. كيانها ناحتة ثقافتها مغذية تجاربها مثرية فرنسا في عاشت ذات

االختالؼ من مكنته إحاطة فرنسا في بحياته أحاط الذم اليسر إلى بالتلميح الصورة تلك

دخل أنه إلى إشارته ذلك أمارات كمن. التاريخية المكالمع كالمنتزهات النوادم إلى

كالحاؿ ،"أكلة في فرنك مائتي نحو" له زميل صحبة كدفع الخدـ أبوابه على يقف مطعما

من تسلم عندما" فرحا السماء يلمس" كاد بأنه يصرح المنفى مذكرات راكم نجد أننا

(. 93ص مذكراتي،) الطريق فقةلن فرنكات خمسة كفوقها القطار تذكرة التشغيل مكتب

السلوؾ إبراز بين مراكحته القاتمة كاألحياء المشرقة األحياء كصف بين الراكم راكح كقد

يفضح الخطاب ذلك أف غير. موضوعي بطابع حديثه ليطبع العصابات كأعماؿ الحضارم

بجميع تلطتاخ قد التجارب تلك عاشت التي الذات بأف المتقبل إقناع على الراكم حرص

.األكساط مختلف كعاشرت الطبقات

زمن تأخر من الراكم/الكاتب فيها أفاد إذ المذكرات، بفن الفصوؿ تلك اتصلت كهكذا

كتوصل خطته، يخدـ ما كانتقاء الذكريات تبويب من مكنته إفادة التجربة زمن عن الحكي

بين الفرؽ يتجلى ثم نكم. عامة خالصات كبلورة كالتحليل الوصف في التفنن إلى

.المذكرات لخطاب المطلقة األهمية -تقديرنا في– كتتأكد الخطاب كمستول الخبر مستول

التذكر لذة بدت إذ المذكرات، خطاب في المؤثرة العوامل من كانت المتعة أف كالحق

كمن. شهوته ةإثار في كالتدرج المتقبل إمتاع إلى كدافعة الذكريات ركاية للذة قادحة

تماما عقلك يذهب أف أردت كإذا: "بقوله القارئ إلى الراكم/الكاتب توجه ذلك أمارات

متجردات هناؾ فهن " رككاسبالف"ك" كاتاالف" البحرية الحمامات الصيف في فاقصد

(.79ص المنفى، مذكرات" )كتعالى سبحانه األكبر المثاؿ صنع من تماثيل

نشرت كبها بتونس كتبت حلقات في أشهر خمسة طواؿ لدافعا هذا فعل تواصل أف غير

فخطاب. الوقت ذات في كيدعمه مكتوما دافعا يخفي المعلن الدافع ذلك بأف يشهد

فرنسا في المشرقة الحياة ألواف من غنم سائح منزلة الراكم/الكاتب ينزؿ المذكرات

التفنن تضافر كقد. المرموقة هبمكانت تفتنه إثارة شهوته كإثارة القارئ إمتاع على كحرص

.بها كاإلشادة المكانة تلك إلى الهدم في الدعابة كضركب العلمي كالمنهج األسلوبي

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 43

جامعة تونس اإلفتراضية

درجة إلى المتقبل نظر في ترقى ال بمرسيليا اإلقامة أف أدرؾ قد الراكم/الكاتب أف كيبدك

الفرنسية العاصمةب ذكرياته عن حلقة السابقة الحلقات تلك إلى فأضاؼ بباريس اإلقامة

المذكرة هذق خطاب سلك كقد. بمرسيليا صالته عن متانة تقل ال بها صلته أف على بها دؿ

في الغوص إلى توصلت التي الذات تلك بشخصية كتفتنه المتقبل متعة تغذم خطة

.الباريزم الوسط أعماؽ

":مرسيليا مذكرات" أجناسية

بيرـ أف أدركنػا هوامشها ضوء في بمرسيليا ومةالموس النصوص متن قرأنا ما إذا

تحرير رئاسة تولى عندما فرنسا في بإقامته المتعلقة النصوص تلك نشر التونسي

مصاحبة، نصية كظيفة له مقطع على النصوص تلك من األكؿ النص كينطوم". الزماف"

يغرم مما قيقهػا،تح على الراكم الكاتب حرص التي األجناسية المقصدية عن أعلن إذ

.المذكرات جنس في الحلقات تلك بإدراج

فرنسا في الخاصة حياته عن النصوص تلك في يكشف لم التونسي بيرـ أف كرغم إال

العوامل من عامال يظهر الفرنسي الوسط عن الحديث في إطنابه فإف ندر، فيما

تلك خطاب كيكتسي. كجدانهك فكرق كغذت االجتماعية حياته في أثرت التي األساسية

كالتبرـ كالتعليق كالتهكم كاإلطالة كالتلخيص الحذؼ مظاهر ألف بالغة، أهمية المذكرات

هدؼ التي المقاصد على كتدؿ نفسه في الذكريات تلك تركته الذم األثر عن كلها تكشف

.المذكرات تلك بتدكين إليها

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 44

جامعة تونس اإلفتراضية

:الثامن الدرس

: المذكرات كفن كمذكراتي المنفى مذكػرات( 2

:المنفى مذكرات ػ أ

من سنوات ثالث أنفق أف بعد 1919 سنة منذ بفرنسا المدكنة مذكراته نصوص بيرـ نشر

مذكرات" حلقات تصنيف كيمكن". مرسيليا" بػ الموسومة مذكراته نشر حيث بتونس حياته

كتفنن اليوميػات نهج األكلين ينالنص في بيرـ نهج إذ مختلفتين، مجموعتين إلى" المنفى

فقد المذكرات بقية أما. التونسية العامية فيهما يستعمل كلم الدعابة مظاهر توليد في

ظهورا التونسية العامية فيها كظهرت قاتمة، بصبغة اصطبغت قارئ إلى توجهها على داال

.تونسي

حلقات بعض كصمتت كلىاأل المجموعة في التونسي المتقبل مالمح غابت كلئن

نشرت قد" المنفى مذكرات" حلقات جميع فإف التدكين، مكاف ذكر عن الثانية المجموعة

خالؿ التونسي القارئ إلى منساقة بذلك كأضحت -علمنا حد على– مرة أكؿ بتونس

.بتونس بيرـ إقامة مراحل من معينة مرحلة

في كنص 1919 أكت 17 تاريخ بوضع كلىاأل المذكرة التونسي بيرـ محمود استهل لقد

من اإلبحار يوـ على الدالين التاريخين هذين أف غير. 1919 أكت 20 تاريخ على غضونها

بيرما أف ذلك. التأليف بزمن كال التجربة بزمن يتعلقاف ال السفرة انتهاء كيوـ اإلسكندرية

أف يعقل كال. الجابرم صالح محمد أثبته ما حسب 1919 أكتوبر 21 يوـ مصر عن نفي قد

أف يمكن كال بيوـ، يوما األحداث دكف قد كاف إف التاريخ ذلك تحديد في صاحبنا يخطئ

أيػاـ أربعة قضى أف بعد اليومية تلك دكف أنه بما التأليف زمن على التواريخ تلك تدؿ

-71، ص ص مذكراتي) الفقرات بعض به توحي ما حسب" شيلي" الباخرة متن على

كمالت الباخرة، متن على بيرـ قضاها التي األربعة باألياـ تعلقت األكلى فالمذكرة(. 78

إلى الموصل الطريق كقطع الباخرة إرساء عند له جرل ما تصوير إلى الثانية المذكرة

تواريخ إهماؿ رغم اليوميات حدكد األكلى المجموعة هذق المست كبذلك. المدينة

.التدكين

: التقبل مستويات

الدعابة إلى كانسياقه التجربة زمن انشراحه عن المعربة المشاهد الراكم/الكاتب انتقى

كصف خالؿ من بالركاب تهكمه أظهر كما(. 1ص المنفى، مذكرات) الباخرة ركاب صحبة

الخطاب أشهدنا كبذلك. أقوالهم كعرض طباعهم كتحليل الضحك إلى الدافع سلوكهم

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 45

جامعة تونس اإلفتراضية

برحالت السياح تمتع السفر أطوار بعرض المنفى في تمتع قد الراكم/الكاتب أف على

.شيقة

توجهه عن تترجم بالمنفى بيرـ دكنها التي األكلى الصفحات على البادية المالمح كتلك

كجه: كجهين ذات -نقدر فيما– المتقبل ذلك كصورة. التدكين زمن المصرم المتقبل إلى

تلك أثرت كقد. محنته في معه متعاطف ككجه مصر رضأ عن بيرـ إقصاء من متشف

ككسمها الطريفة اللوحات انتقاء على حملها تأثيرا الراكية الذات في بوجهيها الصورة

بالناقمين االستخفاؼ إلى -رأينا حسب– الراكم/الكاتب هدؼ كبذلك. فكهة بسمة

.المتعاطفين لوعة كامتصاص

كلوعة الفراؽ آالـ إلخفاء الطابع بذلك خطابال طبع إلى المتقبل صورة أفضت كلئن

مرحلة بداية في كهو- يشعػر كاف بيرـ أف على أيضػا يدؿ الملمح ذلك فإف النفي،

كاإلقامة أركبا إلى السفر من -شيء كل رغم– تمكن أنه إذ الغبطة، من بنوع -النفي

. الغرب ديار إلى متعاقبةال الرحالت قوافل كحدا الشرقيين ألباب خلب الذم العالم بذلك

عندما بيرـ بهجة عن كشفها إلى نظرا بذلك النصوص تلك من الثانية الحلقة كتشهد

مينػاء من الباخرة اقتربت عندما متبهجا كنت" الراكم قاؿ فقد. مرسيليا معالم شاهد

كقد(. 79ص" )الكاتيدرائية" كقباب" نوترداـ" برج أشاهد الركاب مع ككقفت مرسيليا

كانوا الشرطة أعواف أف إلى أشار عندما فرنسا في باالطمئناف شعورق عن الراكم ربأع

عندما انشراحه بوادر عن المرسيليػات لجماؿ كصفه كنم (. 79ص" )الرقة نهاية في"

.فرنسا بأرض أقاـ

إعراض على دؿ آخر منزعا نازعة" المنفى مذكرات" من الثانية المجموعة لنا كتبدك

متباعدة فترات انتقاء إلى كميله التجربة، عاشت التي الذات آثار اقتفاء عن لراكما/الكاتب

فقد. المنفى في حياتها طوقت التي كالغربة كالفقر الشقاء على الداللة في تشترؾ

كالخوؼ العذاب أللواف المصورة المشاهد من جملة الثالثة المذكرة في الراكم اختار

الرابعة الساعة على المعامل أحد إلى ليصل قركنوبل بمدينة ةاإلقام زمن تحملها التي

حاصرته عندما به استبد الذم الفزع بتصوير ذلك كتوج. الشتاء فصل خالؿ صباحا

ختم الراكم أف غير. الثلوج عليه تراكمت موحش مسلك في الضخمة الكالب من مجموعة

ص) المواشي من قطيع بمرأل بةالتجر زمن تفكهه إلى باإلشارة المرعبة المشاهد تلك

على التدكين كقت مطلعا كاف الراكم أف ذلك. بالقارئ لالستخفاؼ كاحتاؿ( 84-83 ص

في إمعانػا القص فنيػات كظف أنه غير الليلة، تلك خالؿ األحداث عنه تمخضت ما

.ساخرة بخاتمة القارئ باغت ثم التسويف،

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 46

جامعة تونس اإلفتراضية

عن تترجم المتقبل كتخاتل األحداث تركم كذات ةالتجرب عاشت ذات بين الفصل هذا إف

طوقت التي الرعب قبضة من االنعتاؽ إلى التدكين زمن توصل قد الراكم/الكاتب أف

أـ بتونس صياغته أعاد ثم بفرنسا الفصل هذا بيرـ أدكف كسواء. التجربة زمن عنقه

إلى النشر زمن يتوجه أنه ىعل تدؿ الموظفة العامية العبارات فإف رأسا، بتونس دكنه

.األكؿ المقاـ في التونسي القارئ

اتسمت التي األكلى السلسلة خطاب عن المذكرات من السلسلة هذق خطاب فاختالؼ

أسباب على الوقوؼ -تقديرنا في– يمكن كال. المعالم كاضح اليوميػات خصائص ببعض

إلى نهتد لم ما الثانية السلسلة قهذ خطاب يسوقها التي الرسالة كتبين االختالؼ ذلك

.التدكين زمن المؤلف تمثلها التي القارئ صورة نحدد كلم نشأتها عوامل

: المنفى مذكرات نشأة عوامل

زمن حياته على خيمت التي كالعذاب كالشقاء القساكة ألواف الراكم/الكاتب انتقى

التي الذات كجه إلى هدل راسب النفس أغوار كسبر األحداث حبك في كتفنن التجربة،

ذلك كإثر. نفسيتها كحللت بها المحيط الفضاء ككصفت سابق زمن في لها جرل ما قصت

-83 ص ص) الخطاب طبعت التي األسى نغمة بدد ساخر بتعليق حديثه الراكم ختم

بفرنسا دكنها التي الفصوؿ تلك نشر على بيرـ إقداـ كما(. 84 انعتاقه على شاهد إال

كجوعه فقرق ستر إلى التجربة زمن دفعه الذم اآلسر الخجل ذلك من النشر ظةلح

في كإيغاله بالذات، الجوانب تلك تعرية على مذكراته قصر إلى ميله إف بل. كحرمانه

.النشأة عوامل لسلطة المذكرات تلك خطاب خضوع على أمارة يمثالف بشاعتها إظهار

أف إلى نظرا نشرها، كزمن المذكرات تلك تدكين زمن بين الفصل من بد ال أنه كالحق

كقد. األقل على داللته تغيير إلى أك الخطاب خطة تغيير إلى تفضي التقبل ظركؼ تبدؿ

عوامل فعل بينا عندما" المنفى مذكرات" من األكلى المجموعة خطاب دالالت على كقفنا

بجريدة الصفحات تلك نشر على رـبي إقداـ كلكن . التدكين زمن خطابها في النشأة

تمثل عن -تقديرنا في– تولد قد بتونس حياته مراحل من معينة مرحلة خالؿ" الشباب"

كبذلك. التدكين زمن الراكم تمثله الذم المصرم المتقبل كجه حجب تونسي متقبل صورة

زمن لذاتا ابتهاج كمظاهر الخطاب سطح على البارزة كالفكاهة الدعابة عالمات تمسي

محنة كاجه بأنه القارئ إقناع على يحرص النصوص تلك صاحب أف على شاهدة التجربة

.النظير منقطع بصبر المنفى

المجموعة خطاب تكييف في ساهمت قد المصرم المتقبل صورة أف في عندنا شك كال

فإف المذكرات، تلك عدد نعرؼ ال كنا كلئن. بفرنسا المدكنة" المنفى مذكرات" من الثانية

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 47

جامعة تونس اإلفتراضية

في كإطنابها مصر إلى األكلى العودة خالؿ بيرـ معاناة على المجموعة تلك انفتاح

كاف التي المصرية الجريدة صاحب مماطلة إلى كإشارتها بالمنفى اإلقامة عذاب تصوير

المتسببين على نقمته كتبطن مصر، إلى رجوعه عند بيرـ أمل بخيبة تشي صفحاتها يحرر

إلى هدفت التي السوداء السخرية كما. آنذاؾ مصر في لقلمه كالمستغلين نفيه في

المتعاطفين لوعة كامتصاص الشامتين تحدم العاصفة اآلالـ يخفي ال شفاؼ قناع إال

.نفسه اآلف في التدكين كزمن التجربة زمن بيرـ بكياف

كلهذا بتونس، آخر متقبل صورة -ريب دكف– استحضر قد المذكرات تلك راكم أف غير

تدكين في أك صياغتها إعادة كفي المنشورة الصفحات انتقاء في أساسي دخل المتقبل

التونسية، العامية على تفتحت الثانية المجموعة نصوص جميع أف ذلك. بتونس بعضها

أف في جداؿ كال. بفرنسا األكؿ تدكينهػا زمن إلى لمح المذكرات تلك من عددا أف رغم

كلذلك. التونسيين من بعدد -آنذاؾ– بيرـ عالقة توتر عن نجم قد القاتم الوجه ذلك رإظها

تلك راكم استحضرق الذم المتقبل مالمح كنحت الخطاب خطة رسم في دخل التوتر

.المذكرات

هامش على أقاـ عامل كجه" المنفى مذكرات" خطاب خالؿ من علينا المطل الوجه إف

معهم كذاؽ الغربة بنار مثلهم كاكتول األرض تلك في المعذبين صحبة الفرنسي المجتمع

القاتمة المشاهد تلك انتقاء في أكغل قد الراكم/الكاتب أف في شك كال. الخصاصة ألواف

تحدم من ضرب المظلمة الزكايا تلك اختيار أف ذلك به، متربصا له بدا قارئ آماؿ ليخيب

أف يمكن ال آنذاؾ الكاتب طريق في المزركعة األشواؾ بأف كإقناعه النشر زمن القارئ

محنتها في الذات تعضد فخرية نزعة من التحدم هذا كراء ما يخفى كال. ساكنػا له تحرؾ

غير الراكم/الكاتب بدا كلذلك. أفقها في أمل بريق كتقدح فيها الصبر طاقات كتغذم

األهواؿ صور أنه ذلك كآية. مذكراتال نشر زمن كاجهته التي بالعقبات -ضمنيا– مكترث

نهوضا كالتسويف المخاتلة على نهض سردم أسلوب في بفرنسا النفي أيػاـ كاجهته التي

.القارئ انتظار أفق بتخييب كفيال

بعد بتونس، كنشرها مرسيليا عن مذكراته دكف التونسي بيرـ محمود أف يتضح هنا كمن

مذكرات من قسما دكف كلئن. تونس في هامة نزلةم كاحتل مصر في شهرته ذاعت أف

كاتصل أدبية معارؾ خاض أف بعد الفصوؿ تلك جميع نشر فإنه بفرنسا، المنفى

توجه أنه هذا كمعنى. المشاهير من كأصبح كالسياسية كالفكرية الفنية باألكساط

خالؿ قوالهكأ أفعاله كعلى كسمعه شاهدق ما على كأطلعهم القراء إلى بنصوصه

مرحلة عن معينة صورة أذهانهم في ليرسخ الفرنسي بالمنفى أنفقها التي السنوات

.حياته مراحل من هامة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 48

جامعة تونس اإلفتراضية

: المنفى مذكرات أجناسية

الذم األجناسي الميثاؽ على صريحة بصورة ينص المشترؾ المنفى مذكرات عنواف إف

أف إلى اإلشارة في بيرـ اسم تضمن الذم الهامش مع كيتفق القراء مع المؤلف عقدق

النص في أثبت بيرـ أف كرغم. بتدكينها اضطلع ثم التجربة عاش الذم هو نفسه بيرـ

كصور السفرة انتهػاء كيوـ اإلسكندرية ميناء من اإلقالع يوـ على دالين تاريخين األكؿ

اليوميات سمات ببعض نالمتسمي الثاني كالنص النص ذلك فإف السفرة، تلك أطوار فيه

جنس عن المنفى مذكرات حلقات -بالتالي– يخرجا كلم األدبي الجنس ذلك إلى ينتميا لم

أف كما تعاقبي زمني جدكؿ باتباع بيرـ التزاـ على تدؿ ال التواريخ فتلك. المذكرات

تذكرق ما أك أحداث من عاشه ما بيوـ يوما دكف بيرـ أف يظهراف ال النصين ذينك محتويات

.أفكار من خامرق ما أك أقواؿ من

:المذكرات بفن مذكراتي صالت ػ ب

األخيرة المذكرات كملت قد كالكهولة الشباب فترتي عن المتولدة السابقة المذكرات إف

األركاف على بإقامتها الذاتية السيرة منزع فيها كنزع الشيخوخة طور في بيرـ دكنها التي

الذاتية السيرة كفن المذكرات بفن النصوص تلك كاتصاؿ. األدبي الجنس ذلكل العامة

حسب– تحظ لم المذكرات من تاريخيػا المتولدة الذاتية السيرة أف ذلك غريبا، أمرا ليس

" مام-قوؿ كمما". اسمها به حظي الذم االستقالؿ ذلك يعدؿ ال هش ذاتي باستقالؿ إال

بمعناها مذكرات عبارة يستعمل لم بيرـ أف السمات بتلك النص ذلك اتساـ في زاد

في قاؿ أنه ذلك كآية. الموجزة الذاتية السيرة بمعنى استعملها كإنمػا االصطالحي،

لي يكوف أف يجب كاف مما صورة اإلجمالية المذكرات هذق في أشرح إنني: "نصه مستهل

على ينهض أف دكف من الذاتية، بالسيرة نصه تصلا لذلك كنتيجة". تفصيلية مذكرات من

كما أفعاؿ من أصحابها أتاق بما تتعلق التي المذكرات من قربا أكثر فكاف أركانها جميع

.أقواؿ من به نطقوا

شهدت التي الفترات عن قساكة تقل ال أزمة فترة في األخيرة مذكراته بيرـ ألف فقد

حياته سيرة في خاضوا مصر في معاصريه بعض أف ذلك. السابقة المذكرات ميالد

كسيلة المذكرات اتخاذ على حمله الذعا انتقادا السياسية مواقفه انتقاد في كأفرطوا

جدية بصبغة المذكرات صبغ إلى العوامل تلك أفضت كقد. النفس عن كالدفاع للحجاج

المذكرات هذق اتسمت كقد. أدبيتها درجة من قلص تقريرم تحليلي بطابع كطبعها قاتمة

زمن إلى الطفولة طور من العامة بيرـ حياة مسيرة التباعها الذاتية السيرة سمات ببعض

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 49

جامعة تونس اإلفتراضية

شخصيته تكوين في كالمساهمة حياته في المؤثرة العوامل تحليل على كحرصها التدكين

.كيانه كنحت

* * * *

ركنا حلقاتها من حلقة كل تنير إذ ،بعض عن يغني ال بيرـ مذكرات حلقات فإف هذا كلكل

تمثل ال الحلقات تلك أف غير. سيرته مالمح نحت على كتتضافر حياته أركاف من خاصا

ذاتي، بطابع مطبوع أدبي خطاب أنهػا إذ إليه، نطمئن مرجعػا كال حياته عن صادقة كثيقة

.متباينة نشأة بعوامل صاحبه لتأثر نتيجة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 50

جامعة تونس اإلفتراضية

:التاسع الدرس

III األدبي بجنسها" حسين طه مذكرات" صالت ػ:

عنواف تحت مذكراته حلقات نشر عندمػا القراء مع سرديػا ميثاقا حسين طه عقد

تلك محتويات تعلق إلى الفرعيػة عناكينها من عدد في كلمح ،"حسين طه مذكرات"

انتظار أفق تحديد في هاـ دكر حبةالمصا النصية العالمات كلتلك. الخاصة بحياته الحلقات

بتطابق كاإلقرار الحقيقي الحكي قبيل من باعتبارق النص ذلك تلقي إلى كتوجيهه القارئ

.نفسه اآلف في كالكاتب الراكم مع األحداث عاشت التي الشخصية

األساسية، الشخصية مع الراكم الكاتب اتحاد في الشك على يبعث الكتاب متن أف غير

أك" صاحبنا" قبيل من مماثلة بعبارات أك الغائب بضمير الشخصية تلك على أحاؿ أنه ذلك

.الحكاية عن غريب راك سردها يتولى التي التخييلي الحكي نصوص بذلك فشابه" الفتى"

المصرية األهلية الجامعة إلى رسائل ثالث يرسل الفتى نجد السابع الفصل إلى كبانتهائنا

طالبا كاف عندما نفسه حسين طه هو أنه عن -بذلك– كاشفا الخاص، مهباس كيمضيها

ذاته عن متحدثا ركايتها تولى ثم األحداث عاش حسين طه أف هذا كمعنى. الجامعة بتلك

األجناسي الميثاؽ في انخراطه يبرر ما القارئ يجد ثم كمن. الغائب ضمير باستعماؿ

أف إذ المذكرات، ككتاب األياـ كتاب بين كاضحا رؽالف كيصبح معه، الكاتب عقدق الذم

انتماء كنفى بها، صلته انقطاع كأظهر األياـ في الرئيسيػة الشخصية اسم أخفى المؤلف

.الذاتية السيرة فن إلى نصه

صالت تنقطع المذكرات بها تعلقت التي الشخصية كاسم المؤلف اسم اتحاد على كبناء

عن أباف عندما نفسه حسين طه حياة على يحيل أنه كيتأكد التخييلي بالحكي النص

بشخصيات عالقاته لنا كصور فرنسية بفتاة زكاجه قصة علينا كقص بالعمى إصابته

.أمينة ابنته خاللها أنجب التي الفترة إلى كأشار حقيقيػة

عن الحديث في الغائب ضمير استعماؿ إلى عمد الراكم الكاتب أف في شك من كليس

المتصلة كاستنتاجاته تعليقاته كإبداء الماضية حياته تصوير بين للمراكحة تيسيرا ذاته

التأليف، زمن كعيه درجة إلى باالستناد تكوينه، في بالمؤثرات أك بها اختلط التي باألكساط

عبد إبراهيم يحيى قاؿ كما– الغائب صيغة فإف كلهذا،. الحكاية في طرفا ليس ككأنه

كبينها بينه باعد الذم النحو على ذاته كبين بينه قليلة، غير خطوات باعدت قد" -الدايم

(.412ص". )بيئته شخصيات تصوير إلى الطويل انصرافه

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 51

جامعة تونس اإلفتراضية

خوض فإف األحداث، عاش عندما نفسه حسين طه على محيال الغائب ضمير كاف كلما

يخرج كال الخلف من رؤية رؤيته أف على يدؿ ال الشخصية تلك باطن في الراكم/الكاتب

عن حديثه أما. مصاحبة رؤية رؤيته أف يثبت كإنمػا الحقيقي، الحكي حقل عن النص

الزكج هو أنه بما شخصيتها، على الفعلي اطالعه عن نجم فقد الفتى زكجة دخائل

.نفسه

زمن تأخر لنا تجلى رالنش زمن على الداؿ الهامش ضوء في المذكرات متن قرأنػا ما كإذا

تلك سرد في الذاكرة على عوؿ حسين طه أف لدينػا كتأكد التجربة زمن عن النشر

بحياته تعلقت محتوياتها أف حين في ،1955 سنة المذكرات حلقات نشرت فقد. األحداث

بهكبانتسا العلمية الشهائد على كبحصوله فرنسا إلى كبسفرق األهلية كبالجامعة باألزهر

.العشرين القرف من األكؿ الربع خالؿ جرت أحداث كهي المصرية، الجامعة أساتذة إلى

الطبيعي كمن تلك خالؿ حسين طه عاشه ما جميع على المذكرات نص يحتوم أال

أظهرت المذكرات فصوؿ ألف كخاصة كله، بذلك تسعف ال الذاكرة أف إذ الطواؿ، السنوات

تلك محتويات ترتيب على كحرصه بعض عن بعضها منقطع فترات قاءانت إلى المؤلف ميل

الفصل نهاية في قوله ذلك على شاهدا كيكفينا. مخصوصة أغراض كفق الفصوؿ

سجن إلى يعود ال حتى الفرنسية يتعلم أف فأزمع الفتى كأما" "أساتذتي"بػ الموسوـ

نهاية في قوله أك(. 71ص" )خطوب أم خطوب اللغة هذق تعلم في له ككانت الفونتاف،

لهذا كتقدـ لالمتحاف الرسالة كإعداد بالدرس العناية على فأقبل: "الموالي الفصل

(.85ص" )يطوؿ حديث كله كلهذا الدكتوراق بإجازة كظفر االمتحاف

" :حسين طه مذكرات" أجناسية

الحكي إلى صالنصو تلك انتماء تأكيد على به الحافة الهوامش مع المتن تعاضد لقد

تأخر كإظهار كالكاتب الراكم مع األحداث عاشت التي الشخصية اتحاد كإبراز الحقيقي

ذلك، كل على كبناء. الذاكرة على المؤلف تعويل أثبت تأخرا التجربة زمن عن النشر زمن

غضوف في عنها أعلن التي األجناسية المقصدية حقق حسين طه أف إلى نذهب فإننػا

.المذكرات جنس إلى فعال منتميا الكتاب ذلك كنعتبر النصي، لمصاحبا

انتهت أف بعد القراء، إلى بها توجه حسين طه بأف كمكانه المذكرات نشر تاريخ كيشي

. اللهجة حاد جدال حوله كأثارت متتالية لخصومات عرضته التي كالسياسية الوظيفية حياته

هو كما حياته كتفسير مواقفه تبرير إلى حسين طه يجنح أف تلك كالحاؿ الطبيعي كمن

.األدبي الفن ذلك أعالـ إلى بالنسبة الشأف

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 52

جامعة تونس اإلفتراضية

" دكركيم" االجتماع علم بأستاذ تأثرق بذكر األخير الفصل في ذلك عن المؤلف أعلن كقد

لىإ تصير أف يجب]...[ العدؿ يحقق الذم المنتج الصالح الحكم أمور" بأف أقنعه الذم

ينحازكا لن كالمفكرين العلماء أف مستيقنػا كاف أنه إلى أشار كما(. 252ص" )العلماء

بأنه اعترؼ ذلك كإثر(. 253ص" )الناس عامة من كغيرهم يكونوا كلن األحزاب إلى

بالجماعات يتأثركف الناس من ناس كالمفكرين العلماء كأف قدر ما كل في كاهما كاف"

زغلوؿ سعد أنصار أف كرغم(. 253ص" )كيصيبوف مثلها فيخطئوف هافي يعيشوف التي

سيرته من ينكر لم" بأنه صرح فإنه بالنعمة، كافرا القصر كاعتبرق مارقا حسين طه اعتبركا

التي المنزلة أف في ريب كال(. 260ص" )قاله قوؿ أك فعله فعل على يندـ كلم شيئا

بالنخوة شعورق أذكت قد حياته من ألخيرا الطور خالؿ مصر في حسين طه احتلها

على قدرته كيؤكد نضالي بطابع حياته مسيرة يطبع كجعلته المبصرين من بتميزق كأقنعته

كأقواله حسين طه أفعاؿ على النص مدار كاف ثم كمن. أمانيه كتحقيق العقبات تحدم

ذلك به ينأل أف كفد من الذاتية، السيرة خصائص ببعض صالته كبانت شخصيته كمالمح

له تخضع الذم السردم للنسق تخضع لم الكتاب ففصوؿ. المذكرات جنس حدكد عن

فضال الكاتب، لشخصية المؤسسة الطفولة مرحلة على تنفتح كلم الذاتية السيرة فصوؿ

.المذكرات جنس إلى نصه انتماء عن فيه أعلن الذم بالميثاؽ اقترانها عن

* * * *

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 53

جامعة تونس اإلفتراضية

:الرابع سمالق

المذكرات كتاب مقاصد

شهػادة تقديم: األكؿ المقصد :العاشر الدرس

:تمهػيػػد

تميزهػا خاصة أهمية تكتسي فإنهػا أدباء، عن صادرة انتخبناها التي المذكرات كانت لما

النصية المصاحبات أقساـ من قسما تشكل أنهػا ذلك. غيرهم ألفها التي المذكرات من

شخصياتهم عن ككشفها الحياة في بتجاربهم التصالها كالنقدية اإلبداعية بآثارهم تعلقةالم

ال مبدعة ذكات عن صادرة نصوص فهي اإلبداعية نصوصهم أما. فيهم المؤثرات كعن

األدبية خطاباتهم تشكل التي هي الذكات كتلك. الحقيقية شخصياتهم بالضركرة تطابق

تأثرا الواقع بتصوير اإليهاـ أك الغنائية إلى أك التخييل إلى كتجنح راضاألغ مقتضيات كفق

.خطابها يكيف الذم االنتظار بأفػق

في تكمن كإنمػا الدقيق، التوثيقي ببعدها تتعلق ال المذكرات خطاب أهمية أف كالحق

حاكلوا لتيا الجوانب إلى الهدم كفي كطبائعهم، كنفسياتهم مؤلفيها أذكاؽ عن الكشف

في تتجلى أف يمكن ال الوجوق تلك كجميع. األسباب من لسبب تضخيمها أك إخفاءها

لهم قدرة ال مؤلفين، رؤية عن صادرة ألنها عنهم، غيرهم ألفها التي السيرة نصوص

.شخصياتهم أعماؽ إلى النفاذ على

شاملة تكوف ال المذكرات متوف دراسة إف إذ مؤلفيها، كمقاصد هانشأت عوامل بتحديد إال

المتعلقة النصوص تلك تأليف على الفترات من فترة في إقدامهم سبب نفهم بذلك

ال فإننػا الجوانب، تلك من قسم عن تشف النصية المصاحبات أف من كبالرغم. بذكاتهم

مأكاأك ما كتقويم به صرحوا ما لتحليل المتوف في النظر نجود لم ما فيها التعمق نستطيع

.تضخيمها إلى أك الجوانب بعض إخفاء إلى ميلهم كتبرير إليه

السائدة كالفكرية األدبية األنماط على تمردكا الذين األعالـ من المذكرات كتاب كاف كلما

مذكراتهم فإف مختلفة، بأكساط كاتصلوا صاخبة أدبية معارؾ كخاضوا عصرهم في

بعض إليها استند ذلك أجل كمن. الحياة في بهمتجار من هاـ قسم عن شهادة قدمت

هم األدباء أكلئك أف إلى نظرا دقيقة، كثائق كاعتبركها األدباء حيوات لترجمة الدارسين

.تأليفها تولوا الذين

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 54

جامعة تونس اإلفتراضية

ذات أك دقيقة شهادة المذكرات مؤلفو بها يدلي التي الشهادة أف إلى نذهب ال كنحن

نشأة في تتسبب التي الدكافع أبرز من يعتبر الدافع ذلك ألف بها نهتم كإنمػا كثائقية، قيمة

يبرر ما نجد فإننػا الذاتية، السيرة على الشهادة دافع قصر مام جورج أف كرغم. المذكرات

.أيضا الخاصة كاليوميات المذكرات نشأة في نفسه الدافع ذلك تأثير

ليس كتابه أف إلى خفي طرؼ من يلمح" -مام جورج قوؿ حسب– السيرة فكاتب إال

كبأسلوب كثوقية بلهجة األحياف أغلب في يصطبغ كتابه فإف بذلك، يصرح كحين شهادة،

(.51ص" )علمي شبه أك علمي

حدها الشهادة بلغت إذا" قاؿ الذاتية السيرة في الجانب ذلك مام جورج رصد كعندما

من بصبغة يصطبغ صحفيا تحقيقػا ػاشئن إف أك صرفا كقائع أصبحت جهة من األقصى

على كبنػاء(. 52ص" )أثرا للكاتب فيها نجد نكاد ال مذكرات شكل في كيرد الموضوعية

.مدكنتنػا نصوص من هاـ قسم على الحكم ذلك إجراء لنا يجوز هذا

I الشػهادة كدافع الشابي مذكرات ػ:

كبأصدقائه عائلته أفراد ببعض قاتهعال بالمذكرات كسمها التي يومياته في الشابي أبرز

صالته على كأطلعنا العدلية كبإدارة الحقوؽ بمدرسة حياته كجوق من كجها كصور

في مذهبه كعن الخاص سلوكه عن لنا ككشف تونس في كالثقافي االجتماعي بالوسط

كاقعية كصورة صادقة شهادة النصوص تلك غازم فريد اعتبر ذلك أجل كمن. الحياة

.الكثير منها لفاتنا لوالها الشابي حياة من مظلمة نواحي تنير ساطعة أنواراك

لتلك فعال تعرضت" الشابي مذكرات" أف ذلك الصواب، من جانب غازم فريد كلكالـ

. إليها أشرنػا التي الجوانب االجتماعية الشابي حياة عن تعكسهػا التي الصورة أف إال

على اقتصر أنه ذلك من. كاالقتضاب التعميم طابعها صورة التونسي المجتمع كعن

أثارت التي" البابور" حادثة عن كالمه معرض في خطيبته كشقيق عمه ابن عن الحديث

السنن كإلى بوالدق عالقته إلى موجزة إشارات كأشار طورق، عن كأخرجته غضبه

يقتصر فكاد لتونسيا المجتمع عن حديثه أما. العائلة عن مسؤكال جعلته التي األسرية

كتلونت بالتعميم ذلك ماعدا في مواقفه اتسمت إذ كاألدباء، الطلبة من أصدقائه ذكر على

.كاضح ذاتي بلوف

رصدها التي الجائزة على 1930 جانفي من السادس يومية في كقف أنه ذلك آيات كمن

إلى ألتفت ما بي ذافإ: " قاؿ ثم األدبية، النوادم نشاط كعلى األدباء لتشجيع بعضهم

التونسية الحياة نواحي من ناحية بأننػا يبشر مما كنهوضا، كحركة نشاطا فيها كأجد إال

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 55

جامعة تونس اإلفتراضية

هللا حقق. تونس في الحياة ضركب كل حركته ستشمل كتطور انتقاؿ عصر في اآلف

ةالتونسي الثقافية المشاريع من يأسه عن أعرب ذلك كإثر". الظالـ هذا طاؿ فقد األمل

.1930 جانفي 20 يومية غضوف في

العائالت باستيالء أكضاعها كتدهورت العالمية االقتصادية باألزمة تأثرت تونس أف كرغم

نجد ال فإننػا لالستعمار، مناهضة سياسية حركة كشهدت الخصبة أراضيها على األجنبية

ما حسب هذا كمرجع. ػاتالثالثين بمطلع المتعلقة الشابي يوميػات في ذلك لكل أثرا

الصغيرة البرجوازية إلى كانتماؤق سياسيػا الشابي كعي ضعف غازم فريد إليه انتهى

.آنذاؾ الحياد فضلت التي

الفترة تلك خالؿ الخاصة يومياته تدكين إلى الشابي قادت التي العوامل أف في شك كال

ضافية موضوعية شهادة يقدـ كال ذاته عن الحديث في يمعن جعلته التي هي بالذات

كتجلت الشابي يوميػات على الذاتية الفردية النزعػة طغت هنا كمن. مجتمعه كاقع عن

يعترؼ لم من شجب كعلى الشعرم بإبداعه االعتزاز على حملته التي األسباب بعض

.قدرق حق يقدرق لم كمن بنبوغه

على كنقم شاملة ثقافة على االنفتاح إلى ماؿ أنه عن تكشف الشابي يوميػات أف كالحق

لم الشهادة هذق أف غير اإلدارية، بالمناصب كتبرـ عصرق في التقليدية التدريس طرؽ

إلى عمدت أنها ذلك التدكين، كزمن التجربة زمن فيه أثرت التي العوامل فعل من تسلم

الشعراء من مواقفه أما. معهم بالقطيعة شعورق كتبرير الطلبة سائر من تميزق إبراز

. آنذاؾ بالغبن شعورق على كدلت معهم صراعه حدة عن عبرت فقد التقليديين التونسيين

من أبلغ بتونس العامي األدب" اعتبر من موقف ضمنيا تبنى أنه إلى نشير أف كيكفي

أف في ريب كال. تونس في السائدة التقليدية النزعة منزلة من ليحط " بها العربي األدب

كعزكؼ" العرب عند الشعرم الخياؿ" بػ الموسومة محاضرته أثارتها التي الضجة

" األقصى المغرب في العربي األدب" كتاب عن أعدهػا التي المحاضرة عن الجمهور

.أنصارهم كعلى عليهم ثورته أضرمت قد التقليديين الشعراء صيت كانتشار

بنعوت منهم فردا كخص التقليد أنصار جميع على نقمته لنا صور فيفرم 5 يومية ففي

كحدة كغباكة جمودا أكثرهم ككاف" قاؿ إذ الموجة، تلك بركاج انفعاله حدة عن ترجمت

الشعراء أشعر قبادك أف يعتقد صاحبنا كاف فقد. كيديه كجهه في الوضح يلمع كهل

من كاملة فئة لينعت نهبعي أديب سلوؾ عن سمعه ما إلى يستند نجدق أننػا كما". جميعا

تتخذ ذلك مع هي ثم. األفكار لقيادة خلقت أنها كتزعم األدب لنفسها تدعي" بأنها األدباء

".العاهرات أماـ تحرقه بخورا مواهبها من

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 56

جامعة تونس اإلفتراضية

في بالغربة شعورق كعمقت الشابي تشاؤـ كلدت التي األسباب على اليوميػات دلت كلئن

ترديد إلى ميله عن -أحيانا– كشفت فإنهػا الطفولة، دعهػ إلى حنينه كغذت مجتمعه

في أصدائها على كقف أك مترجمة عليها اطلع التي بكتاباتهم تأثرا الركمانسيين مقوالت

الفترة تلك خالؿ قصائدق نشأة ظركؼ ذكر عن كصمتت جبراف، خليل جبراف آثار

رأل أنه إلى اإلشارة على دةكاح يومية في اقتصر أنه ذلك كأمارة. حياته من الحاسمة

من قصيدة عنواف على يحلنا لم كإف الشعر كتابة إلى دفعه المناـ في عجيبا منظرا

1930 جانفي 21 بتاريخ مذيلة بالديواف كردت التي" المجهوؿ النبي" قصيدة أما. قصائدق

.الشهر ذلك خالؿ المدكنة اليوميات في ذكرها غاب فقد

كما جانفي 21 يومية قبل الشابي دكنها التي اليوميات في تجلت التي الثغرات كلعل

استنادا الرأم هذا إلى نميل كنحن. القصيدة تلك نشأة ظركؼ إلى -ضمنيا– تلمح بعدها

تدكين عن يصرفهم ما كثيرا بإبداعهم المبدعين انشغاؿ أف إلى انتهت التي الدراسات إلى

الشابي يوميات إلى كبعودتنا. كاضحة ثغرات فيها كيترؾ اتبالذ الفترة تلك خالؿ يومياتهم

السنوسي العابدين زين صحبة ذهب أنه إلى جانفي 13 يومية في أشار أنه نالحظ

.بالنادم أحدا يجد فلم محاضرته إللقاء األدبي النادم إلى خريف كمصطفى

فتور عن بها عبر سطرأ خمسة تدكين على الموالي اليوـ في اقتصر الحادث بذلك كتأثرا

يومية تدكين عن عزؼ أف كبعد. كاألقالـ كالمحابر كاألسفار الكتب ككرهه ككآبته بدنه

أخرل مرة الصمت إلى ركن ثم جانفي، 16 يوـ بها قاـ التي النزهة صور جانفي 15

قد األياـ تلك خالؿ كتوترق الشابي صمت أف نقدر فإننػا كلهذا. جانفي 17 يوـ خالؿ

أما. نفسه في المجهوؿ النبي قصيدة اختمار إلى كلمحا منه الجمهور موقف عن تولدا

قصيدته الشابي به ذيل الذم التاريخ بأف تشي فإنهػا جانفي، 21 يومية تلت التي الثغرات

عن فيها انصرؼ التي األياـ كما. التدكين في الشركع تاريخ أك الفكرة انبعاث تاريخ هو

يومياتػه كتابة .عباراتها كتجويد" المجهوؿ النبي" قصيدة بإنشاء اعتنائه على قرينة إال

كاضحة، بصورة اليوميات نشأة في أثر الشهادة دافع أف يتجلى كهكذا تلك تلوف أف إال

بسمة اتسامها كيظهر التوثيقي جانبها ضعف يؤكد إليها أشرنػا التي العوامل بلوف الشهادة

مما أكثر النفسية كحاالته نظرق ككجهات طباعه عن كشفت الشابي فيوميػات. بارزة ةذاتي

اليوميػات تلك شكلت هنا كمن. الثالثينات مطلع في التونسي المجتمع كاقع عن كشفت

.اإلبداعية بآثارق المتعلقة النصية المصاحبات عناصر من أساسيػا عنصرا

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 57

جامعة تونس اإلفتراضية

:عشر الحادم الدرس

II الشهادة كدافع التونسي بيرـ راتمذك ػ:

:المنفى كمذكرات مرسيليا ػ أ

كالحقيقة المطلق الصدؽ عن الباحثين أكهاـ تبديد الدارسين من الكثير حاكؿ لئن

اهتماـ يشد مازاؿ التوثيقي الجانب فإف كاليوميات، المذكرات نصوص في الناصعة

كتابة عند إليها االحتكاـ ينبغي كثائق مثلت اآلثار تلك بأف الظن على كيحملهم القراء

حيواتهم على القراء إطالع يتولوف الذين هم النصوص تلك كتاب أف إلى نظرا سيرهم،

فبوأكا المنزع ذلك التونسي بيرـ محمود بسيرة المهتمين جل نزع كقد. كالعامة الخاصة

التي مذكراته إلى كاستندكا حياته عن الرئيسية الوثيقة منزلة بمصر نشرها التي المذكرات

في ضائعة صفحات اعتبركها كإف المنفى، في حياته مظاهر لتصوير بتونس نشرهػا

.تونس

شهادة ضمنيػا تقدـ أنها الحظنػا بمرسيليا الموسومة المذكرات حلقات إلى عدنا إف كنحن

كشواطئهػا كأحيائها سيليامر بمعالم احتفلت أنها ذلك. المنفى في بيرـ عليه اطلع عما

احتفاال كمنتزهاتهػا كنواديهػا الفرنسي المجتمع طبقات بمختلف بيرـ اختالط على داال

أكضاع عن المذكرات تلك أبانت كما. فيها اللذة كبمراتع فرنسا بمنتزهػات كتمتعه

أظهر ويراتص األركبيين عن تخلفهم كعوامل غربتهم أسباب كصورت بمرسيليػا الشرقيين

أقاـ الذم للنسق مخالف نسق على الديار بتلك اإلقامة من كتمكنه منهم، بيرـ حياة تميز

.هناؾ األجانب عليه

مذكرات بها تعلقت التي بالمرحة المتعلقة المنفى في بيرـ مذكرات على االطالع كلكن

مذكراته قدمتها التي الشهادة لتلك الوثائقية القيمة في الشك على يحمل" مرسيليا"

كل مختلفة صورة بها إقامته نمط كعن فرنسا عن بيرـ أبداها التي فالصورة. األكلى

خطاب خضوع ذلك كمرجع. المنفى مذكرات عنها كشفت التي الصورة عن االختالؼ

كلونت حياته مراحل من مختلفة مراحل خالؿ ذاته في تحكمت نشأة لعوامل مذكراته

الجانب أهمية من ذلك قلل كلئن. آنذاؾ استحضرها التي المتلقي بصورة راتأث خطابه

لحظات من لحظة في الكاتب بذات صالته قول فإنه ،"مرسيليا" مذكرات في التوثيقي

األكضاع صورت فقد المنفى مذكرات أما. كالخفية الظاهرة مقاصدق إلى بالتلميح حياته

آثار كأبرزت الحربين بين ما فترة في فرنسا عليها كانت تيال كاالقتصادية االجتماعية

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 58

جامعة تونس اإلفتراضية

إلى األجانب اضطرار كعلى البطالة انتشار على ككقفت فيها العالمية االقتصادية األزمة

بيرـ نجد أننػا كما. الجوع كمقاكمة شغل أكراؽ على للحصوؿ شاقة بأعماؿ القياـ

إلى كدفعته بحياته حدقت التي اصةكالخص كالغربة الشقاء ألواف تصوير على يقتصر

ما إظهار على أقدـ إنه بل. رمقه سد من ليتمكن اليوميين العماؿ صفوؼ إلى االنضماـ

كحيدة بإشارة اكتفى إذ آنذاؾ، األدبي نشاطه ذكر عن كصمت التجربة، أياـ يخجله كاف

.1921 سنة خالؿ بالقاهرة تصدر جريدة صفحات يحرر كاف أنه إلى

مراحل من حاسمة مرحلة على شهادة بتقديم متعلقة المذكرات كتاب مقاصد كانت كلما

بأف تنطق المنفى مذكرات على خيمت التي كالحاجة الشقاء صور فإف حيواتهم،

من كتألمه األرض في بالمعذبين كاختالطه مرهقة يدكية بأعماؿ القياـ إلى اضطرارق

. بالذات الجوانب تلك يدكف كجعلته هذاكرت على ضغطت قد الخصاصة المالمح تلك أف إال

المظهر أخفت أنها ذلك المنفى، في بيرـ حياة نمط عن دقيقة كثيقة تمثل أف يمكن ال

لونتها قد مؤلفها كمقاصد نشأتها عوامل ألف كخاصة مرسيليػا، مذكرات به تعلقت الذم

التدكين زمن استحضرها التي المتلقى كبصور سيةالنف بحالته تأثػرا بارز، ذاتي بلوف

. منها قسم صياغة كأعاد عباراتها بعض خالله حور الذم النشر كزمن

":مذكراتي" في الشهادة دافع خصوصية ػ ب

" المنفى مذكرات"ك" باريس في"ك" مرسيليػا" بػ الموسومة المذكرات محتول تعلق لئن

بػ الموسومة مذكراته حلقة فإف الفرنسي، لمنفىا في بيرـ قضاها التي بالفترة

. تعاقبي زمني لنظاـ كخضعت حياته مراحل بمختلف تعلقت" مذكراتي" اهتماـ أف إال

االختصار إلى ميله عن كإعالنه كالمرض الشيخوخة طور في المذكرات تلك بتدكين بيرـ

-أحيانا– كمناقضة رات،ثغ عدة على منطوية شهادة المذكرات تلك شهادة جعل قد

.السابقة مذكراته قدمتها التي للشهادة

في كالطعن فؤاد الملك فساد تصوير في تمثل الشهادة تلك جوانب أبرز أف في ريب كال

ثورة فشل بعد إليه التزلف إلى الوجهاء جل كميل االنجليزم المستعمر لمصالح خدمته

السلطة رجاؿ كعلى المستعمرين على تحامله تبرير بذلك بيرـ قصد كقد. باشا عرابي

كإثبات نضاله، صفحات متناسين بمواقفه، ضاقوا الذين أكلئك كإدانة معهم، المتحالفين

جراء من فكابد نضاؿ كسيلة قلمه اتخذ ثم حياته، فجر منذ الشعب معاناة على كقف أنه

.حياته من عقدين طواؿ كالخصاصة النفي آالـ ذلك

نجارة بحانوت اشتغل ثم الصبا طور في كالدق فقد بيرـ أف على لمذكراتا دلت فقد

الذم المصنع من نصيبه كباع اليتم مرارة تجرع أمه توفيت كلما. أمه زكج صحبة هوادج

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 59

جامعة تونس اإلفتراضية

القلم اتخذ أنه كرغم. بالفشل مشاريعه فباءت كالصيد التجارة كجرب كالدق عن كرثه

من نفيه إلى أدل قد عليه كالمستعمر الملك تألب فإف كاسعة شهرة كناؿ للرزؽ كسيلة

.مصر

منه كاحتاط جدق عائلة له تنكرت إذ بمصر، إقامته من أفضل بتونس بيرـ إقامة تكن كلم

كاضطر بتونس حياته ضاقت ذلك أجل كمن. المستعمر من مواقفه إلى نظرا التونسيوف،

في كتب ثم شغل، أكراؽ على ليتحصل ذللفوال بمصنع عمل حيث فرنسا إلى السفر إلى

.باؿ ذا شيئا ذلك من يجن فلم المصرية الصحافة

إقامته كطالت المنفى إلى فأعيد له المنافسوف األدباء به كشى مصر إلى تسلل كعندما

إلى العودة إلى النهاية في توصل كلئن. باشا كالنحاس زغلوؿ سعد خذله لما هناؾ

حقوؽ هضم إلى نظرا كافيا، ماال عليه يدر لم ذلك فإف شهيرة، نصوصا ألف حيث مصر

كلعدة المغنين ألشهر ألفهػا التي األغاني فيه ذاعت الذم العربي العالم في المؤلفين

. مصرية أفالـ

ذلك. بيرـ مذكرات من الحلقة هذق نشأة في أساسي بدكر الشهادة دافع اضطلع كهكذا

السياسة برجاؿ عالقاته كتنوع بالمنفى عاما عشرين مدة كإقامته باإلسكندرية نشأته أف

بحياة ملم غير عامة بصفة العربي كالجمهور المصرم الجمهور جعلت 1952 ثورة قبل

.السياسية مواقفه جوهر يدرؾ كال كالخمسينات، األربعينات في صيته ذاع الذم بيرـ

جعل قد التجربة زمن عن التدكين زمن تأخر أف يالحظ المذكرات تلك في الناظر أف إال

كالحاؿ تونس إلى رحله المستعمر إف قوله ذلك من. حياته في هامة أحداثا ينسى بيرـ

تلك بداية في بمرسيليا أقاـ أنه على نصت الثالثينات في المنشورة المنفى مذكرات أف

الزماف اسمها أسبوعية جريدة شأأن حيث تونس، إلى انتقل أنه بيرـ ذكر كقد. المرحلة

التي هي كالسردكؾ بالشباب مقاالته أف كالحاؿ تونس من ترحيله في مقاالته فتسببت

انتقل ثم الزماف تحرير رئاسة تولى أف بعد الشباب جريدة أسس أنه إذ ذلك، في تسببت

.السردكؾ بجريدة الكتابة إلى

عن ككاشفة حياته على شاهدة كانت بيرـ راتمذك حلقات جميع أف لنا يتضح هنا كمن

. مواقفه كحددت شخصيته نحتت التي العوامل فيها نشأت التي السياقات اختالؼ أف إال

اختلفت كلذلك. معينة مقاصد تحقيق إلى منها حلقة كل في يهدؼ جعلته الحلقات تلك

.الوثائقي بعدها قلصت يةذات بسمات كاتسمت الفنية كأساليبها المذكرات تلك محتويات

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 60

جامعة تونس اإلفتراضية

:عشر الثاني الدرس

III الشهادة كدافع حسين طه مذكػرات ػ:

كعمقت بغيرق مستطيعا كجعلته عماق في تسببت التي بالبيئة حسين طه عالقة إف

من كحرموق الجدالية نزعته كبتوا الذين األزهر شيوخ من كمواقفه العمى، بعقدة شعورق

كتاب نشأة في تسببت قد التقليد أنصار أضرمها التي الضجة من ألمهكت العالمية، شهادة

في السلبية بالجوانب لتعلقها قاتم بلوف مجتمعه عن قدمها التي الشهادة كتلوين األياـ

أما. المصرم المجتمع في المسؤكلين جل منه تخرج التي كاألزهر كالقرية العائلة

الوضع في خاض أف كبعد كالوظيفية، السياسية حياته انتهت أف بعد دكنها التي المذكرات

األثر عن مختلف أثر فيها الشهادة لدافع كاف فقد المصرم كالسياسي كالتربوم الثقافي

.األياـ كتاب في الدافع ذلك تركه الذم

رباألزه العالمية امتحاف في كإخفاقه الفرنسي اللساف جهله رغم حسين، طه تمكن فقد

بدكر كاضطلع العليا الشهائد بعض على كأحرز الفرنسية الجامعة إلى االنتساب من

مذكراته في ماؿ فإنه كلهذا،. بمصر كالثقافية كالسياسية الجامعية الحياة في أساسي

التي العوامل عن شهادة تقديم إلى كالسياسية المهنية حياته انتهت عندما ألفها التي

الفرنسية، بالجامعة االلتحاؽ إلى السبيل تمهيد عل كساعدته زهرباأل صالته قطعت

الجامعة من العليا شهائدق على الحصوؿ في ليفلح ذللها التي العقبات في القوؿ كبسط

.الفرنسية

عن قدمهػا التي الشهادة في أثر قد الجامعة تلك امتحانات في نجاحه أف في ريب كال

بلوف الشهادة تلك تلوين إلى شعوريا ال كإف شعوريا إف دفعهك التعليمية حياته مسيرة

األكلى، األعواـ منذ األزهر في بالدراسة ضاؽ أنه ادعاؤق ذلك من. بالفخر مشوب ذاتي

في الشهيرة التعليمية المؤسسات من كاف األزهر أف كالحاؿ تذكر، فائدة فيها ير لم ألنه

مثل مصر في األهليػة الجامعة بإنشاء سماعه أف ىإل كذهابه آنذاؾ، العربي العالم

(.9ص" )تنجلي أف توشك تلك غمرته كبأف تكشف أف توشك تلك غمته بأف" له إيذانػا

الشديد انبهارق عن أعرب فإنه كاضحة، تكن لم الجامعة بتلك التعليم آفاؽ أف كرغم

كلم" كقاؿ األزهر، دركس من قنفر ذلك أف كزعم األزهر، أساتذة من أساتذتها بتميز

(.13ص". )كامال فجائيا تغيرا حياته تغيرت حتى الجامعة انفتاح منذ أياـ ثالثة الفتى ينفق

التعليم حجم تقليص في كتسبب مصر إلى عودته إثر المجددين ناصر حسين طه أف كبما

شبابه، فجر منذ األزهر عن هعزكف إظهار في بالغ فإنه الوزارة، مقاليد تولى لما األزهرم

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 61

جامعة تونس اإلفتراضية

الحزب رئيس جاكيش العزيز كعبد" الجريدة" مدير السيد بلطفي صالته إلى كأشار

في سقوطه كأرجع الصحفية مقاالته في األزهر شيوخ نقد على إقدامه كأظهر الوطني،

أم ب تسبب قد بالدركس اكتراثه قلة أف يعتبر كلم عليه، األزهر شيوخ تآمر إلى العالمية

.إخفاقه في الوجوق من كجه

مواقفه بعض مسؤكلية يتحمل لم فإنه -أحيانا– االعتراؼ بسمة أقواله اتسمت كلئن

قبل نشرها التي النقدية المقاالت بسخف التدكين زمن اعترؼ أنه ذلك من. كامال تحمال

" السمجة واؿالط الفصوؿ تلك ثقل من قليل غير نصيبػا أف إلى كذهب فرنسا، إلى السفر

لما االمتياز درجة يمنح لم أنه ذلك عن فضال كادعى(. 36ص) جاكيش الشيخ على يقع

شكلوا الذين األساتذة من أستاذا فيهػا نقد ألنه المصرية، بالجامعة العالمية رسالة ناقش

.المناقشة لجنة

إخوته يحقق لم ما حقػق أنه إلى القراء أنظار لفت على حسين طه حرص أف كيبدك

كلدت التي األساسية العوامل من عامال كاف قد عزيمته قوة بفضل المبصركف كزمالؤق

أنه رغم فرنسا، إلى الطلبة بعثة إلى االنضماـ على إصرارق صور أنه ذلك. مذكراته

الجامعة جعلت التي األسباب على كدؿ الثانوية، المدارس من يتخرج كلم البصر مكفوؼ

كاللساف الفرنسي اللساف حذؽ إلى توصل أنه ذلك عن فضال لنا كذكر. له ستجيبت

بسبب آنذاؾ المصريين جل عنها أعرض التي اإلجازة على الحصوؿ من ليتمكن الالتيني

.الالتيني اللساف عقبة

فضلهاب كاعترافه بها اقترف التي الفرنسية بالفتاة حسين طه كله على المذكرات كتشهد

على للحصوؿ الكافية العدة إعداد من كتمكينه الحياة إلى نظرته تغيير في كبدكرها عليه

عن كأعرب الصدؽ كل صدؽ قد أنه في شك من كليس" قوله ذلك أمارات كمن. شهائدق

جعلت قد تلك فتاته إف كتب ما بعض في قاؿ حين غلو كال تكثر غير في نفسه ذات

(.184 ص" )نورا كظلمته نعيما كبؤسه سعة كضيقه سعادة شقاءق

خطيبا به ترض لم الفتاة تلك أف كرغم عليه تتعرؼ كلم طويل، تردد بعد إال عندما إال

إلى انتسابه قبل عليه أبيه بفضل يعترؼ كلم خصالها تمجيد في أفرط فإنه بفرنسا، أقاـ

التي العقبات له ليذلل فرنسا إلى صاحبه الذم أخيه بفضل كال الفرنسية الجامعة

الماؿ على بالسطو إخوته أحد كاتهم معه اختالفه بإبراز األخ ذلك أداف إنه بل. تعترضه

بإرجاعها طالبه ثم نظاراته أعارق الذم اآلخر أخاق كأداف إليه بإرساله كالدق كلفه الذم

.إليه

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 62

جامعة تونس اإلفتراضية

بين فإنه كالمهنية، تماعيةاالج حياته في مؤثرة السياسية حسين طه انتماءات كانت كلما

على القادركف هم" العلماء بأف كإقناعه بالثورة إيمانه غرس في الفرنسية الجامعة دكر

في أخطأ بأنه كصرح( 252ص" )السبيل قصد به كيسلكوا الخير إلى الشعب يقودكا أف

شابا عدلي صف في كقوفه كصور الناس، سائر يخطئ مثلما المواقف بعض اتخاذ

أرضى أنه ذلك مع كأكد الشعب صوت مثل الذم الوفد لحزب كتصديه الوزراء رئيس

،(260ص" )قاله قوؿ أك فعله فعل على يندـ كلم شيئا سيرته من ينكر كلم" ضميرق

.الريبة إلى تدعو سياسية مواقف كقف أنه كالحاؿ

األياـ كتاب في حسين طه صوت على هيمنت التي اإلدانة لهجة أف يتضح هذا كل كمن

قيمة كتمجيد العصرم بالتعليم التنويه لهجة محلها كحلت المذكرات كتاب في خفتت قد

المصرم المجتمع إصالح بأعباء كالنهوض الصعاب بقهر كاالعتزاز الفرنسية الجامعة

النهل ضركرة إلى حسن طه أكمأ األساس ذلك كعلى. بفرنسا إقامته من غنمه ما بفضل

برهانا حياته مسيرة كاتخذ مصر في التقليدم التعليم منزلة من كحط الغربية، الثقافة من

التي األقواؿ ذلك آيات كمن. لنا قدكة نتخذهم أف ينبغي الذم األعالـ من علم أنه على

اضطر كالدق أف كالحاؿ العائلة، كاهل يرهق لم أنه كيبرز تميزق ليظهر أبيه إلى نسبها

(.110ص) باألزهر دراسته أياـ يرافقه كاف الذم الشخص كعلى عليه فاؽاإلن إلى

في لله: كهؤالء ألكلئك يقوؿ ما كثيرا ككاف: "كالدق عن متحدثػا حسين طه قاؿ فقد

يتح لم ما له أتيح قد. نفقة كأقلهػم حمال علي كأخفهم بني أضعف هذا. شؤكف خلقه

تتحدث لم أطيق، كماال أطيق ما النفقة من فونيكل الذين المبصرين األقوياء إلخوته

منهم لواحد كال لي يخطر كلم منهم، كاحدا الخديوم يقابل كلم منهم كاحد عن الصحف

هذا البني تمنيت ما قصارل ككاف. األغنياء أبناء إليها يسافر كما أركبا إلى يسافر قد أنه

إلى مسافر هو فإذا. طالبه بعض على الدركس ليلقي األزهر في عمود إلى يجلس أف

(.110ص" )األعاجيب أحاديثها من نسمع التي تلك باريس

جانب عن ككشف حسين طه مذكرات نشأة عوامل من عامال الشهادة دافع مثل كهكذا

اآلف في– كشف حياته في البارزة العالمات بعض على دلنػا أنه ذلك. قيمتها من هاـ

حياته على المذكرات تلك انفتاح كأظهر شخصيته كونػاتكم كعقليته أهوائه عن -نفسه

بمؤلفاته المتعلقة النصية المصاحبات أقساـ من أساسيا قسما تشكل أنها كأثبت الخاصة

.كاألدبية الفكرية

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 63

جامعة تونس اإلفتراضية

:عشر الثالث الدرس

:التبريػر: الثاني المقصد

:التبرير كدافع الشابي مذكرات ػ 1

كاهتماـ كالفكرية كالسياسية األدبية الحياة في كانخراطهم كػراتالمذ كتاب شهرة إف

كتجرهم عنها، يرضوف ال أخبارا عنهم تشيع ما كثيرا كمواقفهم كأفعالهم بأقوالهم الناس

في يعمدكف نجدهم ذلك أجل كمن. صاخبة كفكرية أدبية معارؾ خوض إلى

لتبرير كسعهم في ما كل ذلوفكيب شاهدين عليه كانوا ما تصوير إلى مذؾراتهم

يزعموف التي العوامل أك فيهم تحكمت التي الحقيقية العوامل كإبراز كسلوكهم مواقفهم

.فيهم تحكمت أنها

الذم الجديد الكالسيكي االتجاق عن انزاح أنه الحظنا الشابي حياة إلى التفتنػا ما كإذا

الشعرم معجمه تميز إلى شبابه فجر نذم االنتباق كلفت التونسيين، الشعراء على هيمن

ضخم ذلك أف كرغم. بالمشرؽ المجددين األدباء بأصوات صوته اتحاد كإلى الركمنسي

لم كالنقػاد القراء جل فإف أهميته، ليظهر لباسه في كيتفنن بنفسه يعتز كجعله ذاته

شعر هنا كمن. الكالسيكي باألدب لتعلقهم الحياة في كبمذهبه بأشعارق -آنذاؾ– يكترثوا

. مناهضيه على الرد عن كعزؼ ذاته على كانطول مجتمعه في بالغربة الشابي أف إال

كأفكارق كأقواله سلوكه لتبرير األدبي الجنس بذلك توسل أنه يالحظ يومياته في الناظر

دالتقلي بركاد تبرمه عن اإلعراب في كأسرؼ حجاجي، بطابع أسلوبه كسم تبريرا

كالنقاد القراء اكتراث قلة أف جانفي 7 يومية في تأكيدق ذلك أمارات كمن. كمناصريهم

كليت. بالدم أبناء بين غريب أنني أدركت اآلف: "كقوله بالغربة، إحساسه عمق قد بشعرق

أركاح أغاني فترتل البشر، قلوب أحالمي فيه تعانق الذم اليوـ ذلك يأتي هل شعرم

" البعيد المستقبل سيخلقها مفكرة أدمغة كأشواقه قلبي حنين كتدرؾ تيقظة،المس الشباب

(.33ص)

كعلى القضاء منصب من نفورق على لومه في بالغوا قد كأقاربه أصدقاءق أف رأل كلما

أهمية عنهم حجب قد فيهم المتحكم المادم المعيار أف أدرؾ مستغربا مسلكا سلوكه

من كالرفع مواقفه لتبرير عليهم الرد إلى جانفي 26 يومية في كعمد األخرل، المعايير

مذاهب كثيرا أك قليال تخالف الحياة في مذاهب كللشاعر شاعر إنني: "بقوله مكانته

... الناس بين أكوف حين به أنا أحس كالغرابة الشذكذ من شيء نفسي كفي. فيها الناس

يراها ال قد أفعاال كأفعل. الناس يحبها ال ماكرب نفسي، تحبها كرسوما سننا أتبع يجعلني

(.73ص" )مألوفاتهم عن شاذة الناس يعدها ربمػا ألبسة كألبس محبوبا، شيئا الناس

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 64

جامعة تونس اإلفتراضية

إلى الحليوم محمد فيه نقدق الذم المقاؿ سلم أنه إلى ليشير يومياته الشابي استغل كقد

إنني: "بقوله ذلك عن كأعرب لجهودهم ديرقكتق النقػاد بحرية إليمانه األدبي العالم مجلة

النقد من تفهم ال التي الطائفة هاته من لست قلمها ترفع كال كسبابا عداء إال لغاية إال

(.67ص" )الطائفة هاته من لله كالحمد لست. دنيء كغرض سافلة

يمثل "العرب عند الشعرم الخياؿ" في آرائه على المتحاملين بأقواؿ الشابي تأثر كلعل

مواقفه كتبرير مجتمعه أفراد على نقمته إبراز إلى دفعته التي العوامل من عامل أهم

مزاجه توتر فإف الشابي، ليوميات المولدة العناصر من التبرير دافع كاف لئن كلكن،. منهم

ما بقدر كسلوكه مواقفه تبرير إلى يهدؼ ال جعلته قد بذاته كاعتزازق إحساسه كرهافة

حق يقدرق لم من كل كإدانة كأتباعهم التقليد أنصار كاتهاـ بنفسه االفتخار إلى يهدؼ

.قدرق

:التبرير كدافع التونسي بيرـ مذكرات ػ 2

من أكثر التونسي بيرـ مذكرات من األخيرة الحلقة توليد في التبرير دافع ساهم

الموسومة مذكراته يف صور أنه رأينػا فقد. األكليين الحلقتين توليد في مساهمته

سكانها أخالؽ كحلل ككنائسها كنواديهػا كمنتزهاتها المدينة تلك معالم" مرسليا"بػ

كدؿ بفرنسا المقيمين بالفرنسيين عالقتهم كتوتر بها األجانب غربة عوامل كاستخلص

ياحالس إقامة الديار بتلك أقاـ أنه كأبرز أنفسهم، الفرنسيين من تميزق على أحيانػا

بالمنزلة جدارته ليبرر التونسيين القراء إلى بخطابه توجه أنه إلى ذهبنا هنا كمن. األثرياء

بين الفرؽ أظهر كلعله. بقيمته االعتراؼ على كيحملهم الزماف جريدة في احتلها التي

ائعهمكطب المصريين عادات نقد على إقدامه ليبرر المذكرات تلك في كالغربيين الشرقيين

.المتقدمة بالشعوب االقتداء على كيحثهم السردية كآثارق أزجاله في

الصحف أصحاب إفراط كإلى مصر عن بيرـ إقصاء إلى أشارت فقد المنفى مذكرات أما

شاقة، بأعماؿ القياـ إلى كاضطرارق معاناته -ناحية من– لتبرر ابتزازق في المصرية

.تونػس في كاجهته التي بالعقبات فافهاستخ عن -أخرل ناحية من– كتعرب

من األخيرة الحلقة نشأة عوامل من عامل أهم هو التبرير دافع أف في شك من كليس

كاألغاني كاألفالـ المسرحيات بفضل مصر في نالها التي الشهرة أف ذلك بيرـ، مذكرات

بها مدح التي ةالقصيد اتخاذ إلى كدفعتهم الزجالين بعض غيرة أثارت قد كاألزجاؿ

.منزلته من للحط مطية باشا النحاس بها هجا التي كالقصائد فاركؽ

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 65

جامعة تونس اإلفتراضية

كجه في كقوفه بسبب كابدها التي الشقاء بألواف التذكير إلى بيرـ عمد ذلك أجل كمن

ألنه كأمواؿ مناصب من به كعدكق ما رفض أنه كأبرز المصرية الثورة كمساندة الطغاة

كاستغالؿ البالد استقالؿ ضياع حساب على الدنيا متاع من يءش بأم" يرضى أف يأبى

النحاس هجاء على أقدـ بأنه -ذلك عن فضال- صرح كقد(. 121ص مذكراتي" ) الناس

مريح عمل من حرمانه في تسببت تهمة فرنسا في اتهمه أنه إلى نظرا لنفسه، ثأرا باشا

يجد لم عندما الحكم في يطغى أف لقب فاركؽ مدح كأنه البطالة، صف إلى كأعادته حال

إلى السياسة عن أعرض ثم عاما، عشرين دامت غربة بعد بمصر اإلقامة من يمكنه آخر

على الشواهد كمن. مصر رئاسة الناصر عبد جماؿ كتولى األحرار الضباط ثورة قامت أف

الظاهر" ملحمة فتألي على حياته آخر في كعكف مكافحا حياته بدأ أنه إلى إشارته ذلك

حياته أف على بذلك كأشهدنػا الكفاح، مظاهر من مظهرا نظرق في تمثل التي" بيبرس

التونسي بيرـ محمود أف لدينػا يتأكد كبهذا. بعضا بعضها يشد الكفاح حلقات من سلسلة

.كأقواله بأفعاله الناس اهتماـ إلى نظرا القراء، إلى بها كتوجه مذكراته كتب

:التبرير كدافع حسين طػه ذكراتم ػ 3

ثم كأدبائها، كمفكريها بحضارتها إعجابه شدة فرنسا من عودته إثر حسين، طه أظهر لقد

على المصريين بعض تهجم عندما التقليد كأنصار األزهر علماء من السخرية إلى نزع

في عنها بأعر التي اآلراء بفضل ساهم كقد". الجاهلي الشعر في" بػ الموسوـ كتابه

عندما بها قاـ التي اإلصالحات كبفضل" مصر في الثقافة مستقبل" بػ الموسوـ كتابه

في المزهدين أهم من ككاف مصر، في العصرم التعليم نشر في الوزارة شؤكف تولى

في مذهبه بسبب أك السياسية مواقفه بسبب معارؾ عدة خاض أنه كما. التقليدم التعليم

المولدة األساسية العوامل من التبرير دافع يكوف أف تلك كالحاؿ بيعيالط كمن. النقد

.القراء من كبيرا عددا عليها ليطلع المصرية بالصحف أصدرها التي لمذكراته

بنية أك تحليلية بنية منها قسما بنى أنه يالحظ حسين طه ألفها التي المذكرات في كالناظر

مواقفه كيبرر الموضوعية بسمة شهادته اتسػاـ ليظهر قديةالن مقاالته نحو على تركيبية

من كحرمانه العالمية شهادة في إخفاقه أسباب على دؿ أنه ذلك من. منطقيا تبريرا

مؤهالته في الناس شك ليدحض العالء أبي عن رسالته ناقش عندما االمتياز درجة

عقله تغذ لم تدريسها كطرؽ باألزهر يمالتعل مواد أف -ذلك عن فضال– ذكر كقد. العلمية

.الفرنسية الجامعة دركس لمتابعة الوجوق من كجه بأم يهيئه لم األزهر أف ليثبت

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 66

جامعة تونس اإلفتراضية

تنويهه ليبرر الفرنسية الجامعة كأساتذة األزهر شيوخ بين قارف أنه في شك من كليس

االنتباق ليلفت سبيله اعترضت التي العقبات في القوؿ كبسط الفرنسي، الجامعي بالتعليم

.العقبات تلك من قسما ليذلل بذلها التي الجبارة المجهودات إلى

ليؤكد الفرنسيات الفتيات بإحدل عالقته صور فإنه بذاته، افتخارق عن ذلك كل شف كلئن

االستعداد على كأعانته بعينيها العالم يبصر كجعلته الحياة له يسرت التي هي أنها

بفضلها كاعترافه الفرنسية الفتاة بتلك إعجابه برر كبهذا. بنجاح اجتازها التي تلالمتحانا

.جديدا خلقا خلقته أنها إلى كذهابه عليه

بأحداث تأثرق إلى نظرا بالسياسة، اعتنى فإنه بفرنسا، العلم طلب في تفانى أنه كرغم

بالتعليم اهتمامه برر هنا كمن. دكركايم أستاذق بآراء كإعجابه األكلى العالمية الحرب

إلى يركن لم أنه كأكد فرنسا، من عودته منذ مصر، في السياسي كبالوضع الجامعي

اضطلع كإنما حاسمة، تاريخيػة فترة في مجتمعه كضع عن الجامعية بدركسه االنشغاؿ

.السلطة رجاؿ لرغبة يذعن كلم ضميرق كأرضى بواجبه

اعتزازق إلى نظرا حسين، طه مذكرات توليد في ساهم قد التبرير دافع أف يتضح كهكذا

مرحلة خالؿ الوفد حزب معارضة على آخذق من كل أقواؿ في الطعن إلى كميله بنفسه

مصالح تحقيق في الطمع عن ناجمة مواقفه اعتبر من أقواؿ كفي حياته من طويلة

األقواؿ بتلك تنارةاالس إلى الناس دفع في رغبته عن مذكراته كشفت ثم كمن. خاصة

.شخصيته كفهم حياته مسيرة على حكمهم عند

* * * *

: المذكرات شعرية

تحديد من تمكن األدبي جنسها ضوء في المذكرات نصوص قراءة أف إلى أشرنػا كنا

األركاف تلك على األدبيػة األجناس نهوض إلى نظرا المضمونية، كخصائصهػا الفنية أركانها

العامة بالحدكد مؤلفه تقيد سواء معين، أدبي جنس إطار في يكتب نص فكل . بالذات

فإف ثم كمن. أقسامها من قسم تحويل إلى ماؿ أك األدبية األجناس من لجنس الضابطة

التي األجناسية العناصر فحص إلى تنزع أف بد ال النصوص من لنص الشعرية المقاربة

.خطابه جوهر كفهم األجناسي انتمائه لتحديد نصه صياغة عند المؤلف بها توسل

المكونة النصوص طبقة مع مدكنتنػا نسجتها التي العالقة ضبطنػا األساس ذلك كعلى

الكتاب، بشخصيػات المتصلة األخرل الحقيقي الحكي كألجناس المذكرات لجنس

الرئيسي األدبي الجنس إلى كهدت عليها هيمنت التي األجناسية العناصر كاستخلصنػا

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 67

جامعة تونس اإلفتراضية

عليه تنطوم كعما األجناسية كثافتها مدل عن ككشفت المدكنة، تلك إليه انتسبت الذم

.دالالت من خصائصها

الفنية الخصائص بجميع اإلحاطة من تمكن ال فإنها قيمة، من العالقة لهذق ما كرغم

بهوامش محفوفة نشرت لمذكراتا متوف أف ذلك كمرجع. دالاللتها بمختلف كال للمذكرات

تأثيرا خطابها في أثرت مخصوصة سياقات في نشأت أنهػا كما أنفسهم، المؤلفوف أثبتها

تلك قراءة من شعرية دراسة المذكرات دراسة يركـ لمن مناص فال كلهذا. كاضحا

إلى األقوـ السبيل انتهاج له يتسنى بذلك إذ النصية، بمصاحباتها عالقاتها ضوء في المتوف

.الحقيقية قيمتها كاستخالص تقبلها كسياؽ نشأتها عوامل كإدراؾ األدبي جنسها ضبط

النصوص من بغيرها المتوف تربط التي الهامة العالقات من التناصية العالقات كانت كلما

العالقة تلك على الوقوؼ فإف دالالتها، من قسم كبلورة األجناسية خصائصهػا إلثراء

من أساسي ركن على كيدؿ مدكنتنػا شعرية كجوق من آخر كجه عن يكشف تناصيةال

.أدبيتهػا أركاف

عليها االعتماد من بد فال مختلفة معرفية بحقوؿ تتعلق الشعرية المسائل هذق أف كرغم

تغيب عامة ارتسامية أحكاـ إطالؽ إلى ننساؽ ال حتى معمقة دراسة المذكرات لدراسة

قبيل من عامة آراء إبداء إلى أك النصوص على متعسفة إسقاطات إلى أك األدبية، قيمتها

.تحليلهػا يتولوف التي المدكنة نوع كاف مهما الدارسين بعض يكررها التي تلك

العالقات مختلف تحليل إلى تهدؼ التي الشعرية المقاربة عسر أف في شك من كليس

ذلك سلوؾ من الكثيرين نفر قد النصوص من غيرها مع كراتالمذ متوف تنسجهػا التي

باألجناس المتصلة التنظيرية الدراسات قلة ذلك على األدلػة أقول كمن. التحليلي المسلك

االكتفاء إلى بمدكنتنػا المتعلقػة األبحاث كميل الحقيقي الحكي حقل في المندرجة األدبية

.المضمونية الجوانب بتحليل

المهتمة األعماؿ بعض على التعويل إلى مضطرا نفسه يجد الدارس فإف هذا، لكلك

كتجويد لها، المجاكرة األدبية لألجناس المميزة الفنية الخصائص لتبين الذاتية بالسيرة

.كالداللية الشكلية جوانبهػا لتحديد ضبطهػا التي المدكنة خصائص في النظر

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 68

جامعة تونس اإلفتراضية

الػمالحػق

:1الملحػق

السيرة بين الفاصلة الحدكد

كالمذكرات الذاتية

ليندر إنه دكف يغدك، كبذلك يكتب، فيما آخر إلى حين من نفسه المذكرات كاتب يقحم أال

يندر إذ الذاتية، السيرة كاتب إلى بالنسبة الشأف ككذلك. ذاتية سيرة كاتب أحيانا، منه قصد

ما في أحيانا يضطلع بحيث عاشها، كاف التي لعامةا األحداث ذاكرته سطح على تطفو أال

أف شاء ما" مالرك" ليصرخ. تعمدا منه ذلك يكن لم كإف األحداث، لتلك المدكف بدكر يكتب

. علي؟ كقفا أهميته كانت ما في هم أم: "قائال المضادة المذكرات مستهل في يصرخ

هاما تبريع فال قارئه، يصدقه أف حقا يتوقع كاف أتراق ذم غير يراق" مالرك" كاف ما إال

شأف في المضادة المذكرات لنا تقدمها التي الشهادات أف كالحق حياته؟ في أهمية

[ النازم االحتالؿ زمن فرنسا في] السرية المقاكمة أك( Nehru" )نهرك" أك( Mao" )ماك"

أهميتها تكمن إنما" غوؿ دم" الجنراؿ شأف في كحتى بل الرابعة، الجمهورية بداية أك

،"غوؿ دم شارؿ" مذكرات عن ذلك مثل نقوؿ أف كيمكن". مالرك" شهادات كونهػا في

عن" مالرك" حديث عند نشعر أفال. المنظار بهذا إليها نظر إنما نفسه" مالرك" أف كاألرجح

المذكرات صورة نصه في القارئ يلمح أف نفسه قرارة في يتمنى أنه المذكرات هذق

الكتاب هذا ما" : "غوؿ دم" مذكرات عن يقوؿ السطور؟ بين ما له تتراءل المضادة

ساف" إليه ذهب ما نحو على أك ،"ركسو" اعترافات في نجدق ما نحو على مذكرات بكتاب

ليس"( شارؿ" باسمه بدءا) نفسه عن حديثه عند" غوؿ دم" عنه سكت فما". سيموف

الذم الشخص يركيها تاريخي لعمل قصة المذكرات هذق إف . عنها رقذك مما داللة بأقل

األناباز أك التاريخية" القيصر" بمذكرات شبيهة هذا في كهي العمل، بذلك قاـ

نعتبر أف الصدد هذا في لنا كيجوز. الغائب بضمير الكاتباف يتحدث كفيهما" قزينوفوف"لػ

بلغ كمهما. المضادة المذكرات كتاب عم نقيض طرؼ على آدامس هنرم تربية كتاب

العمومية األزمات فإف ،"تربيته" بػ أسماق ما قص على االقتصار على" آدامس" حرص

قد األحداث هذق كأف خصوصا التربية، هذق في األثر بعض لها كاف قد بحياته حفت التي

أبيه كجد جدق تولى إذ ،ذاته من يتنصل أف بإمكانه يكن لم أنه درجة إلى به لصيقة كانت

كخاصة األحياف، بعض في" آدامس هنرم" إف بل. األمريكية المتحدة الواليات رئاسة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 69

جامعة تونس اإلفتراضية

شارؿ" ألبيه خاصا كاتبا لندف في قضاها التي االنفصاؿ حرب سنوات عن حديثه عند

ال لكي سدل نفسه يجهد العظمى، ببريطانيا المتحدة الواليات كزير ،"آدامس فرانسيس

قصة ههنػا أركم لست يقوؿ. مؤرخ إلى لذاته مترجم من السياقات بعض في يتحوؿ

نجله مغامرات قصة" أركم كإنمػا ،"آدامس فرانسيس شارؿ"لػ الديبلوماسية المغامرات

في فترة أحرج بل ػ حرجة فترة كانت لقد: "أيضا كيقوؿ". التربية طلب في" هنرم"

غير عليهاػ، به يحكم أف خاص لكاتب يحق ما حدكد في مريكيةاأل الديبلوماسية سجالت

".عليها االطالع شاء من إليه فليعد بالتاريخ، بل بالتربية تتعلق ال الفترة هذق ركاية أف

تحديد في إليها يطمأف ال الصدؽ، من نصيبها بلغ مهما الكاتب، نية أف ترل هذا كعلى

يخفيها أخرل نية المعلنة النية كراء تكمن أف إما: اثنتين من األمر يخلو فال. أثرق طبيعة

": مالرك" عبارة في نجدق ما عين كهذا أيضا، نفسه عن أخفاها كلربما قارئه، عن الكاتب

من تدكينه، أثناء حقيقة، األثر يفلت أف كإما علي؟، كقفا أهميته كانت ما في لي هم أم

كقع ما كهذا. لصاحبه األصلي المقصد عن يكوف ما عدأب أحيانا كيصبح كاتبه، رقابة

احتالؿ أياـ باريس عن حديثها عند" بوفوار دم سيموف"لػ كحتى" آدامس هنرم"لػ

نحن إف مستحيال حلها يكوف يكاد صعوبات جميعا الحالتين في تعترضنا كقد. لها األلماف

كحاكلنا ببعض، بعضها ارنافق المذكورة، التصنيفات مختلف صحة من التثبت حاكلنػا

األمر كيزداد. الثالث الفصل غضوف في درسناها التي الدكافع مختلف كبين بينها المزاكجة

كهما عقالنية، األكثر بالدافعين أسميناق ما عند بالوقوؼ أنفسنا ألزمنػا نحن إذا صعوبة

بشهادة األمر تعلق إف عنه، تنشأ أف يمكن الشهادة فدافع. التبرير كدافع الشهادة دافع

تعلق إف عنه، تنشأ أك ،"موتفيل دم مداـ" مذكرات قبيل من مذكرات رأل، ما على المرء

لػ الشهداء حياة قبيل من تحقيقات أك كقائع كتب فعل، ما على المرء بشهادة األمر

دافع عن تنشأ أف يمكن لذلك، كخالفا ،(Georges Duhamel" )دكهاميل جورج"

السير قبيل من كالوضوح، الجد في مثاال تكوف أف إلى تطمح ذاتية سير هذا الشهادة

دافع أما. نفسه على المرء بشهادة األمر تعلق إف ،"باندا"ك" ركسو" كضعهػا التي الذاتية

الساسة مذكرات كما. حصولها بعد فكرة أك قوؿ أك فعل بتبرير أيضا يتعلق فقد التبرير،

العالم هذا في النفوذ كذكم كالقواد " يقاند"ك كاللواء" القيصر" ذلك في يستوم. تبرير إال

(Weygand )، "أكقست( "Auguste )عشر الرابع لويس"ك( "Louis XIV)، ريشليو"ك "

(Richelieu )بوانكارم"ك( "Poincaré .) أف لو" جيد" ككتاب ،"ركسو" اعترافات لكن

.تبرير أيضا هي ،"ريناف"لػ لشبابكا الطفولة ذكريات كحتى تموت، ال البذرة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 70

جامعة تونس اإلفتراضية

يقينا ازددنا كالمذكرات، الذاتية السيرة بين الفاصلة الحدكد عن البحث في أكغلنا كلمػا إننا

في المبدأ حيث من النقاد نساير أف لنا جاز فلئن. كهمية قلب زئبقية غائمة أنها من

كنوعية" نبرة" من به تختص ما ؿخال من الذاتية السيرة استشفاؼ على قدرتهم تأكيدهم

في مفرطة ذاتية كهذق مقاييس بأف اإلقرار من لنا مناص ال فإنه ،"للصوت تميز"ك حضور

سليلة الذاتية السيرة كانت كلما. القراء بين اإلجماع حصوؿ تمنع أنها حد إلى الذاتية

الواقع في تحظ لم فإنها المذكرات، الذم االستقالؿ ذلك يعدؿ ال هش ذاتي باستقالؿ إال

كلكنه الذاتية، السيرة لطبيعة صورة شك بدكف هو االسم هذا تاريخ إف. اسمهػا به حظي

.قيودا لها يجعل كال حدكدا، لها يضبط ال ذلك مع

الذاتية السيرة: مام جورج

1992 الحكمة، بيت تونس،

137-134 ص ص

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 71

جامعة تونس اإلفتراضية

:2 الملحق

األجناس كنظرية الوسطى العصور أدب

الذين النقاد أذهاف في البلبلة بذلك زارعة مقرر، جنس قانوف تخرؽ حقيقية رائعة كل

.الجنس توسيع إلى مضطرين أنفسهم يجدكف

بدكرق يتضمن ػ للجنس المعيارم المتصور ترل، كما أداف، الذم ػ" كركتشه" اعتراض إف

كالوظيفة التاريخي الواقع بإبراز كيسمح" كركتشه" يجهله الفني للعمل جوهريا شرطػا

تلك عن حقيقية بطريقة يجاب كيف إذ،. الجنس لمتصورات التأكيلية كالنجاعة الجمالية

كاف إذا عما بصددها يتساءؿ الذم" كركتشه" نظر في المشركعة الوحيدة ػ المسألة

حكم بواسطة إلجابةا تكن لم إف ػ فشال أك نجاح نصف أك مكتمال تعبيرا ما فني عمل

عما انتظارق، لنا يحق عما الوحيد التعبير باستكناق الفني، العمل داخل يسمح، جمالي

الجنس؟ يكوف لذلك كتبعا كفهمه، القارئ إدراؾ يوجه

رأم على كالتعبير الحدس بين المثالية الوحدة يحقق قد ػ الذم الفني األثر فحتى

أك منه، ننتظرق أف يمكننا ما كل عن كاملة بصورة كالمعز يكوف أف يمكنه ال ،"كركتشه"

ما كهو) الفردم عن تعبير مجرد باعتبارق حتى ػ الفني العمل إف. مفهوـ غير أصبح

مكيفا ذلك مع يبقى ػ( كبالعبقرية بالمعيشي المتعلقة جماليته في خطأ" كركتشه" يعممه

.مدركة اذاتػ بوصفه باآلخر بالعالقة أم" بالغيرية"

فهو يتجاكزق، أك االنتظار ينفي صرفا لغويا إبداعا فيها يكوف التي الحالة في كحتى

االنتظار أفق كالطرافة، الجدة تقاس بها لالنتظار، توجيها أك مسبقة معلومات يفترض

قبال، المعركفة األعماؿ من سلسلة أك تراث بواسطة القارئ لدل يتكوف الذم ذاؾ

جنسه كقوانين عن الجديد األثر بركز مع كتنشأ الذهن عليها يكوف التي الخاصة كبالحاؿ

اصطالح إلى أك معيار إلى إرجاعه يمكن ال باللغة تواصل يوجد ال أنه ككما. لعبته كقواعد

ضرب داخل يوجد أدبيا أثرا نتصور أف يمكن ال فكذلك بسياؽ، مشركط أك اجتماعي عاـ

كل فإف المعيار، هذا كفق. للفهم مخصوصة كضعية بأم نيرته كال اإلخبارم، الفراغ من

أفق يفترض أثر كل أف بساطة بكل التأكيد إلى يعود ما كهو. جنس إلى ينتمي أدبي أثر

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 72

جامعة تونس اإلفتراضية

( الجمهور) القارئ فهم لتوجيه الوجود السابقة القواعد من مجموعة بمعنى انتظار،

.تقييمي تقبل من كتمكينه

ػ الخلف قياس من بضرب ػ" كركتشه" فيه يرل متجددا توسعا الجنس دائرة توسع أف إال

األدبية األجناس طبيعة على عالمة آخر، جانب من هو، الجنس مفاهيم سلطة نهاية

الجنس مفهوـ إلفراغ استعدادنا بمجرد كذلك مشركعا، تحوال كالمتحولة الزمنية

ينبغي ذلك، أجل من. جوهرق من الكالسيكي ال عندما) األدبية" األجناس" إلى يسند أال

المفهوـ يتناكؿ تبرز التي تلك باستثناء أخرل تعميم سمة أم( االستعارم معناق في إال

اإلنشائية في الجنس مفاهيم في ما حذؼ من أصال الغرض كليس. التاريخي تجليها في

مجموعة داخل اباتقر أك تماثالت تكشف تعميم سمة كل إلغاء إطالؽ من الكالسيكية

كسطى مكانة يحتل تعميم عن تتحدث اللسانيػات أف ػ كذلك ػ هنا لنذكر. النصوص من

" أقساما" باعتبارها ال األدبية األجناس بإدراؾ يتعلق األمر إف. كالفردم الكوني بين

ننا،يمك لن". تاريخية عائالت" أك" مجموعات" باعتبارها بل ،(Genera) المنطقي بالمعنى

االختبارم كالوصف المالحظة بطريقة بل التعريف، أك االشتقاؽ بطريقة العمل إذف،

( الفرنسية أك األلمانية مثل) التاريخية اللغات األجناس تماثل المعنى هذا كفي. فحسب

تاريخية أك آنية نظر كجهة من فيها ينظر أف بل تعرؼ، أف يمكن ال أنها نعتبر التي

.فحسب

نظر كجهة من ال ػ األدبية لألجناس العامة للخصائص يعرض كهذا، تعريف ابياتإيج إف

بما كيكتمل سابق هو ما كل فيه يتسع تواصل" ضمن أم تاريخية، بل تصنيفية، أك معيارية

المتدرج النظاـ من تتحرر النظرية صياغة فإف هنا من. كاضحة إيجابيات هي ػ" يلحق

ما كإذا. تتكاثر أك تتداخل أف لها كليس األسالؼ، نموذج أقرها جناساأل من محدكد لعدد

ليست المكرسة الصغرل أك الكبرل األجناس فإف تاريخية، عائلة أك كمجموعة اعتبرت

نفعل أف يمكن إذ مختلفة، تاريخية، تنويعات ضمن ككصفها جمعها يمكن التي الوحيدة

كتتجلى تواصال تكوف بنية بينها تربط اآلثار من أخرل سالسل إلى بالنسبة الشيء نفس

نصوص كل بتجميع يوجد أف يمكن الجنس يكوف الذم التواصل إف . تاريخية سلسلة في

ألنشودة التقابلية السالسل ضمن أك ػ الحيواف لساف على الحكاية مثل ػ ما جنس

ضمن أك" ركتبوؼ" لمث كاحد مؤلف أعماؿ تتابع ضمن أك البالطية، كالركاية البطولة،

كلكن ػ 13 القرف في المجازم التصنع مثل ػ كامال عصرا تخترؽ عامة أسلوبية تجليات

موضوع في أك المزدكجة، القافية ذم" المقاطع ثماني" مثل كزني شكل تاريخ في أيضا

كذلك نفسه لألثر يمكن. الوسيط العصر في الخرافية" اإلسكندر" شخصية موضوع مثل

دم لجاف" الوردة ركاية" ذلك مثاؿ عديدة، أجناس مظاهر زاكية من بتناكله محيس أف

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 73

جامعة تونس اإلفتراضية

من أشكاؿ ػ الرمزية الحب لقصة التقليدم اإلطار ضمن مجموعة ػ تتقاطع حيث ،"مونق

لمدرسة احتذاء) كالتصوؼ الرمزية األخالقية القصة كمن الساخرة، كالمحاكاة األهجية

إف(. العجوز كدكر الصديق دكر) الملهاة من كمشاهد فلسفيةال الرسالة كمن ،"(شارتر"

بالعنصر المتعلق السؤاؿ إلقاء من الناقد يعفي ال ػ أخرل جهة من ػ كهذا مركبػا تأليفا

العلمانية الموسوعة بجنس األمر يتعلق مثالنا، في: النص نظاـ في المتحكم المهيمن

.التصويرية أشكالها رائعة صورةب يوسع أف" مونق دم جاف" استطاع التي

كاف ما بتحويل يسمح مركب أثر نظاـ يرتب الذم المهيمن العنصر مفهوـ إدراج إف

النظرية في ػ يكن لم الذم الخليط كهو. منهجيا منتجة مقولة إلى" أجناس خليط" يسمى

بنية بين مييزالت ذلك بعد ينبغي" الصريحة لألجناس" السلبي الموازم سول ػ الكالسيكية

في أنه، ذلك من(. مصاحبة أك) تابعة كأخرل( مكونة أك) مستقلة كظيفة ذات جنس

ػ طويلة كلمدة ػ أكال األهجية تظهر لم الركماني، الوسيط العصر تابعة كظيفة ضمن إال

"(.فيو إنجيل" مثل) كالحكمية التعليمية األخالقية كالقصيدة بالوعظ ترتبط

العصػػور أدب: ياكس ركبرت هانس

ضمن األجنػاس، كنظريػة الوسطى

جػػػدة، األدبيػػة، األجناس نظرية

الثقافي، األدبي النادم

57-54 ص ص ،1994

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 74

جامعة تونس اإلفتراضية

كالػمراجع الػمصادر

I المصػادر ػ:

الزمرلي، فوزم كتقديم جمع ،(الكاملة المجموعة) مذكراتي: التونسي بيرـ محمود ػ

.2001 للنشر، الجنوب دار تونس،

( ت.د) اآلداب دار بيركت، حسين، طه مذكرات: حسين طه ػ

(.1966ف،.ت.د) الشابي مذكرات: الشابي القاسم أبو ػ

- - - - - - - - -

II الػمراجػع ػ:

:العربي باللسػاف- 1

:الكتػب ػ أ

.1973 اإلرشاد مطبعة بغداد، ه،كخصوم أنصارق بين حسين طه: الدين جماؿ األلوسي ػ

الغرب دار لبناف. كآثارق حياته: المنفى في التونسي بيرـ محمود: صالح محمد الجابرم ػ

.1987اإلسالمي

.1968 القاهرة. المعاصر العربي األدب على أضواء: أنور الجندم ػ

بيركت، ػ القاهرة. الذاتية الترجمة كتابة في كالمحترفين الهواة مذكرات: محمد الجوادم ػ

.1997 الشركؽ دار

.1966 العربي، المغرب دار تونس، الشابي، رسائل: محمد الحليوم ػ

.1986 األخالء، تونس، تونس، في التونسي بيرـ محمود: الحسناكم الزراعي ػ

ككلية الجامعي النشر مركز تونس، األكلى، الطبعة الركاية، شعرية: فوزم الزمرلي ػ

.2007 الثقافية، القدموس مؤسسة دمشق، الثانية، الطبعة. 2002 ة،بمنوب اآداب

(ت.د) الهالؿ دار القاهرة، األياـ، بعد ما: حسن محمد الزيات ػ

(ت.د) العصرية المكتبة بيركت، التونسي، بيرـ حياة من ضائعة صفحات: كماؿ سعد ػ

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 75

جامعة تونس اإلفتراضية

،2ط لبناني،ال الكتاب دار بيركت، حسين، طه: جونس كمارسدف حمدم السكوت ػ

.1982س

.1974 المتوسط، دار بيركت حسين، طه من بقي ماذا: غالي شكرم ػ

كالسيرة، األدب بين العالقة جدلية في دراسات: العربي األدب في االنتحار: خليل الشيخ ػ

.1997 كالنشر، للدارسات العربية المؤسسة بيركت،

.1979 رؼالمعا دار القاهرة، الشخصية، الترجمة: شوقي ضيف ػ

(ت.د) الهالؿ دار ،(جماعي مؤلف) عصرق كتاب يراق كما حسين طه ػ

.1988 الشركؽ، دار عماف، السيرة، فن : إحساف عباس ػ

النهضة دار بيركت، الحديث، العربي األدب في الذاتية الترجمة: إبراهيم يحيى الدايم عبد ػ

(.ت.د) العربية

.1990 الفرابي دار بيركت، عنيد، مكافح سيرة حسين طه: أحمد علبي ػ

.1975 للنشر، التونسية الدار تونس، يومياته، خالؿ من الشابي: فريد محمد غازم ػ

األدبي النادم السعودية، شبيل، العزيز عبد تعريب األدبية، األجناس نظرية... فيتوركارؿ ػ

.1994 ،1ط بجدة،

.1984 للكتاب العربية الدار تونس، الشابي عن دراسات: محمد القاسم أبو كرك ػ

.1968س( 301 اقرأ سلسلة) المعارؼ دار القاهرة، حسين، طه مع: سامي الكيالي ػ

الحكمة بيت تونس، صولة، هللا كعبد القاضي محمد: تعريب. الذاتية السيرة: جورج مام ػ

1992.

.1992 الجنوب، دار تونس،. اآلتي سيرة الغائب سيرة: شكرم المبخوت

:كالفصػوؿ المقػاالت ػ ب

،2ع التونسية، الجامعة حوليات الشابي، القاسم أبي دراسة في مشاركة: توفيق بكار ػ

.1965س

عركدكي، الدين بدر ترجمة. األياـ كتاب من األكؿ للفصل نصي تحليل: أكديت بيتي ػ

.1977س ،182 ع المعرفة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 76

جامعة تونس اإلفتراضية

.1974س ،1ع الهالؿ مجلة عصرق، ككتاب حسين طه بين األدبية المعارؾ: أنور الجندم ػ

.1973 س ،10ع التونسية، الجامعة حوليات حسين، طه: المنجي الشملي ػ

كتأكيل المعنى صناعة: ضمن. حجاجيا خطابا حسين لطه األياـ كتاب: هللا عبد صولية ػ

.1992 منوبة اآلداب كلية النص،

.1966 أفريل بالشابي خاص عدد(: مجلة) الفكر ػ

ضحى ترجمة. كالتصورات المفاهيم: فرنسا في الذاتية السيرة أدب: فيليب لوجوف ػ

.1984 س ،4ع األجنبية الثقافة بغداد، شيحة،

جامعة كالكتابة، القراءة: ضمن. التقبل قراءة إلى النشأة قراءة من: حسين الواد ػ

.1989 اآلداب، كلية األكلى، تونس

:األجنبيػة باأللسنػة -2

:الكتػب ػ أ

- Blanchot Maurice: Le livre à venir. Paris, Gallimard, 1971.

- Bourneuf ®…: L'univers du roman, Paris, P.U.F, 1975.

- Combe Dominique: Les genres Littéraires, Paris, Hachette, 1992.

- Didier Béatrice: Le journal intime, Paris, P.U.F, 1976.

- Ducrot (o.), et Todorov (T) : Dictionnaire encyclopédique des sciences

du language, Paris, Seuil, 1972.

- Finley Moses.I: Mythe, Mémoire, Histoire: Les usages du passé, Paris,

Flammarion, 1981

- Genette Gérard.

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 77

جامعة تونس اإلفتراضية

Figure III. Seuil, 1972.

Palimpsestes, Paris, Seuil, 1982

Seuils. Paris, Seuil, 1987

-Gérard Genette, Hans Robert Jauss… Téorie des genres, Paris,

Seuil, 1986.

-Girard Alain: Le journal intime. Paris, P.U.F, 1963.

-Laroui Abdallah: Idéologie arabe contemporaine, Paris, Maspero,

1977.

-Le jeune Philipe:

L'autobiographie en France, Paris, ARNAUD colin, 1971.

Le pacte autobiographique, Paris, Seuil, 1975.

Je est un autre. Paris, Seuil, 1980.

-Le Goff jaques: (histoire et mémoire) Paris, Gallimard, 1988.

-Lobet Marcel: Ecrivains en aveu: essais sur la confession littéraire,

Paris…, Gamier, 1962.

-May Georges: L'autobiographie, paris, P.U.F, 1979.

-Meftah Tahar: Taha Husayn: sa critique littéraire et ses sources

françaises, Tunis, M.A.E, 1976.

-Moscovici Marie: L'écrit du temps, Paris, Minuit, 1982.

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 78

جامعة تونس اإلفتراضية

-Schaeffer Jean Marie: Qu'est ce qu'un genre littéraire? Paris, Seuil,

1989.

:كالفصػوؿ المقاالت ػ ب

-Baroni Raphaël : Histoires vécues, fictions, récits factuels, poétique

N151- Sept 2007.

-Brus Elisabeth: L'autobiographie considérée comme acte littéraire,

Poétique N° 17-1974.

-Beaujour Michel: Autobographie et autoportraie, poétique N° 32-

1977.

-Coirault yves: Autobiographie et mémoires, Revue d'histoire

littéraire de la France, LXXV 1975.

- Dodille Nobert: Biographies et autobiographie mêlées, Poétique N°

63-1985.

- Ghazi M'hammed Farid: Le milieu zitounien de 1920 à 1933 et la

formation de Chabbi, Tunis, Cahiers de Tunisie, N° 28-1959.

-Gusdorf Georges: de l'autobiographie initiatique à l'autobiographie

genre littéraire. Revue d'histoire littéraire de la France Nov-Dec 1975.

-Rousset Jean: Le journal intime, texte sans destinataire? Poétique

N° 56-1983.

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 79

جامعة تونس اإلفتراضية

-Starobinski Jean: Le style de l'autobiographie, Poétique N° 3-1970.

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 80

جامعة تونس اإلفتراضية

الذاتػي التقػويػػم

هذق دركس من درس لكل خصصنػاها التي التطبيقية باألعماؿ القياـ الطلبة على نقترح

:من ليتمكنوا الوحدة

.الشعرية بحقل المتعلقة المصطلحات بمفاهيم اإللماـ ػ 1

.المعرفي الزاد هذا باعتماد السردية النصوص تحليل على التدرب ػ 2

.المذكرات بفن متعلقة مقاالت بتحرير للوحدة تمثلهم مدل اختبار ػ 3

- - - - -

:األكؿ الدرس

.السردية بالمتوف المتصلة األجناسية المواثيق قيمة هي ما ػ

:الثاني الدرس

بجنسها المذكرات متوف عالقات لتحديد اعتمادها ينبغي التي األساسية العناصر هي ما ػ

األدبي؟

:الثالث الدرس

تلك لتصنيف تغاللهااس طريقة كأبرز" الشابي مذكرات" عتبات شكلت التي النصوص بوب ػ

.أجناسيا تصنيفا المدكنة

:الرابع الدرس

.قيمتها كبين التونسي بيرـ مذكرات بمتوف النصية المصاحبات عالقات حدد ػ

:الخامس الدرس

النصية العالقة إلى باالستناد األياـ كتاب من حسين طه مذكرات تمييز يمكن كيف ػ

المصاحبة؟

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 81

جامعة تونس اإلفتراضية

:السادس الدرس

:نػص ةدراس

.األكلى الستة الدركس إلى باالستناد األجناسية خصائصه كاستخرج النص هذا حلل

1930 جانفي 1 األربعاء

الحزين، مكتبي إلى الصامتة الغرفة هاته في كحدم، جالس أنا ها الليل، سكوف في

الخالية الحياة رسوـ كأستعرض... كاألحزاف الدموع كفنتها التي الماضية بأيامي أفكر

النسياف أكدية إلى الوجود صركؼ بها كذهبت كأيامي، ليالي شريط من تناثرت التي

.النائيػة البعيدة

الجميلة بأيامي كأفتكر الحياة، رسوـ أستعرض الليل، سكوف في كحدم جالس أنػا

.الدهور رموس من الموتى أركاح كأستثير الضائعة،

.الرهيب الغامض األبد بظلمات دؽكأح الماضي غيابػات إلى أنظر أنا ها

كأنساـ حوالي كتحركت الربيع، كغيوـ نفسي على تعاقبت كثيرة صورا فأرل أنظر، أنا ها

متقلبة مضطربة غامضة رسوـ فإذا أنظر ثم ... الجبل كأكراد قلبي حوؿ كتعانقت الصباح،

تختفي، ثم أمامي تمر الربيع كقلب جميلة قزح، كقوس ملونة كأطياؼ البحار، كأمواج

صغيرة أحالمػا كأرل الدامسة، الظالـ أعماؽ في تتوارل ثم تبتعد، ثم حوالي كتتراقص

كتذبل تجف ثم الوركد، تفتح كتتفتح األعشاب، نمو كتنمو الغابات، كطيور تغرد ناشئة

.المنوف سكوف في كتتالشى تضمحل ثم الرياح، فتذركهػا كتتناثر

عرفتهم ما كأجمل كأجل ثانية الحياة إلى يعودكف المتوفوف أصحابي إذاف أنظر، أنا ها

كطوتها باألمس مثلناهػا التي الغابرة الحياة فصوؿ معهم تمثل بنفسي كإذا مرة، أكؿ

التي النفس تلك زالت ما أنها كتحسب الحياة، كأحزاف العيش متاعب كتنسى. الدهور

ال أشباح بين غريبة أصبحت قد أنها كتنسى الحقوؿ، ةكقبر فرحة مضحاكة باألمس عرفتها

جدا بعيدة الجسد، كشهوات المادة بواعث تحركهم جامدة أنصاب بين كحيدة يفهمونها،

صركؼ كبينه بينها ضربت كالذم الماضي عهدها في عرفته الذم السعيد المإل ذلك عن

.كترثيهم متندبه كحدها ههنا فظلت الخلود، سبيل في فاندفع الحياة

بين يتراكضوف هم ها... كثيرة بالد في عرفتهم الذين الحالمة طفولتي أصدقاء هم ها

متتبعين الجباؿ يتسلقوف ثم كاألقحواف، الشقيق باقات كيجمعوف الخضراء المركج

جالسوف هم ها ثم . الطاهرة البريئة األغاني بتلك كمترنمين الصيفية الطيور أعشاش

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 82

جامعة تونس اإلفتراضية

ثم . الحقوؿ بأعشاب مسقوفة بيوتػا الرماؿ من يبنوف الهادرة الجميلة نهاراأل ضفاؼ على

الكبرل الحياة ركاية يمثلوف كهم. اآلخر أحدهما يطارد فريقين إلى ينقسموف هم ها

.يشعركف ال كهم دكاما الليالي تمثلها التي

إلي تنظر هي ها .الحياة أنامل سبيلي في أنبتتهػا التي الجميلة الريحانة تلك هي ها ثم

.المالئكة بأحالـ الحالمتين الجميلتين بعينيها

على تطبع هي ها ثم الوردية الدقيقة كبأناملهػا الساحرة الجميلة براحتها إلي تشير ثم

.الحيػاة برحيق المعسولتين بشفتيها ساحرة حلوة قبلة ثغرم

األبوة عواطف تفيض هعيني كمن الضحوؾ، الباسم بوجهه إلي ينظر أبي هو ها ثم

في يماشيني هو ها ثم. الرزين الهادئ بصوته يحادثني هو كها. الحنوف الراحمة

. األريج العطر ذم الصنوبر بأشجار المحفوفة الجبل سبل في كيصعد ،"زغواف" ضواحي

من كثير تتناثر بينها كمن المترامية، المخضرة السهوؿ تلك إلى بيدق يشير هو ها ثم

.المركج بين كاقفة بيضاء حمامات تشابه التي األنيقة كالقصور الجميلة اخاألكو

... البعيد الموت عالم إلى كلهم ذهبوا لقد. رأيت ممػا شيئا أجد فال أنظر أنػا ها ثم

هذا مسالك في األبد حتى أراهم عدت فما. الصامتة المنوف أكدية في شيعا كتفرقوا

حتى عني احتجبوا لقد. الحياة هذق صحراء في الموت حتى ألقاهم عدت كما. الوجود

فإنهم أدعو، عبثا كلكن. الوجود كراء من أناديهم العالم، هذا في كحدم كبقيت األبد

كلهم، ذهبوا لقد... الغريب قلبي صرخات كال ركحي، نداء يسمعوف ال عني بعيدكف

.ظػالـال سكوف في كانفرادم، كحدتي في أنا كحدم ههنػا كبقيت

الشابي مذكرات: الشابي القاسم أبو

9-1 ص ص

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 83

جامعة تونس اإلفتراضية

:السابع الدرس

:نص دراسة ػ

كمقاصد األجناسية خصائصه باعتماد المذكػرات بجنس عالقته كحدد النص هذا حلل

.مؤلفه

:مرسيليػػػػا

مرسيليػا نع يعرفوف ال فرنسا يزكركف الذين األجانب بضع فيها يمكثوف ألنهم القليل إال

المدينة بهذق يمر الذم األجنبي عند يوجد كال. كارهين يمضونهػا قليلػة أيامػا أك ساعات

كالموانئ، السواحل كجميع كالشركر باألقػذار مملوء ساحل عندق فهي. عنها حسنة فكرة

يقيموف ألنهم األجانب ذهن في يقوـ الظن كهذا. منها يمر أجنبي كل سحق أهلها غاية

من القريبة الفنادؽ فيها توجد التي كهي كاحدة بقعة في المدينة بهذق كجودهم أثناء

السوء ككسطاء كالتراجمة السماسرة تكثر كفيها الدكؿ كقنصليػات السفر كمكاتب البحر

هذق أصحابك. الحجامة كمحالت كالمطاعم المتاجر من الكثير كفيها كالمحتالوف

المخيف األسود الحي كفيها. جيوبهم كتفريغ الجانب تصيد األكلى غايتهم المحالت

كاحدة لكل العالم طبقات أسفل من مومسة آالؼ بضعة تعمرق الذم" فيوبور" المسمى

كاإلفريقيين عدف بحارة من قطعانا كتشاهد. المجرمين األشرار من أخالء عدة أك خليل

.معربدين سكارل الليل كفي متسكعين النهار في يسرحوف ونافكالي كاألرمن

هناؾ كلكن. جيدا يعرفها ال الذم المسافر األجنبي نظر في مرسيليػا كلها هي كهذق

المسافرين من يعرفها ال المدينة أعشار تسعة بحسنهػا مشيد بها مفتوف ككل القليل إال

مشاهد" كتاب صاحب بك رشاد المرحوـ الرحالة المسافرين هؤالء كمن. كبهجتها

ما أم : مقالة كثالثين نيفػا األهراـ جريدة صفحات على مرسيليػا عن كتب". الممالك

.فيها ساح التي الممالك عن كله كتابه تقريبػا يعادؿ

عنها الكتابة أسأـ أراني كال كهازال جادا عنها ككتبت أعواـ خمسة مرسيليػا في أقمت

.أكتبه ما يسأموف ال القراء كأحسب بخاطرم رهػاذك مر كلمػا

كنسيمها كالزكابع األمطار فصوؿ في حتى الساطعة شمسهػا المدينة هذق من يعجبك

األكل في كرغبتك الحيوية قواؾ في باالزدياد فتشعر كالعافية بالصحة الجسم يلقح الذم

فارهة خصبة بأبداف عوفيتمت جميعا المدينة كسكاف. الحياة مشتهيات ككل كالشرب

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 84

جامعة تونس اإلفتراضية

الحرب أثنػاء المرسيلية الجنود كانت كقد. كالتبجح البطر ابتسامات كجوههم كعلى

أما. القتاؿ ميداف في األلماف قابل من كأكؿ الفرنسي الجيش مقدمة في العظمى

. ػاكله فرنسا من أخرل ناحية أم في يرل ال الذم الجماؿ من كافر جانب فعلى نساؤهػا

اإلحساس من كامن كل تنبه التي كليونتهػا األبداف بجماؿ الوجوق جماؿ على كيمتزف

من أكثر السفلى الطبقات في هناؾ يوجد كالجماؿ. الشعور من ساكن كل كتحرؾ

طرؼ كسطهػا كفي السمك تبيع فتاة الخضار سوؽ في ترل كقد. غيرهػا في كجودق

الغليظ، الخشب من حذاء في كقدميها خشن بحبل فوقها تحزمت" الشيكارة" الخيش من

كالحباؿ الخيش كناسج كالحباؿ الخيش إليك يحبب كجه يسطع األقذار هذق كسط كلكن

الخشب من صندكؽ على جالسة الفاكهة تبيع امرأة كترل. السمك كصياد السمك كذفػر

جسمها في ما لىع كهي باليد يحمل الذم العتيق كالميزاف الفواكه من أكعية كأمامهػا

أنت فتجد رافعة خافضة موجبة سالبة بحركات فيها جارحة كل تتحرؾ كامتالء رزانة من

الفاسدة الفواكه لك تدس كهي كتراها. بالشراء لك حاجة كال إليها مندفعػا نفسك

. كالرضى الشكر غير لها تقوله ما تجد كال النقود في كتغالطك الميزاف في كتسرقك

تخرج حيث الثامنة إلى مساء السادسة الساعة من يوـ كل تقوـ الكبرل ؿالجما كقيامة

الجماؿ من العليا األمثلة فيرينك كالشركات البنوؾ كموظفات التجارية المحػالت عامالت

ال الذم الطبيعي كالدالؿ. غش كال فيه دهاف ال الذم الصريح الجماؿ هللا، أبدعه الذم

هو الفاتنة المخلوقات هذق استعراض فيه تستطيع ممر أكبرك. تكلف كال فيه صناعة

يتبادلن كاقفات أك غاديات رائحات الظباء بجيوش جانباق يسيل حيث" فريوؿ ساف" شارع

إف فنقوؿ يميزهن، شيء إقليم كل كلنساء. كاألصدقاء األحباب ينتظرف أك الوداع قبالت

كالليونية الشعر، كصفرة األنف كدقة الوجه استطالة فيها يالحظ البريطونية أك النرماندية

اللوف مع العيوف كدعج القامة برشاقة اآللب كساكنػات. المشية كجماؿ الخصر بمركنة

أسفل إلى أعلى من يهتز ضخما ردفا الطبيعة كهبتها فقد مرسيليتنػا أما. المسكر الخمرم

فتجد كيجد. بلعبه الجد فيثير يلعبك. متعاطفا اليسار إلى اليمين من كيلتوم متخالفا

:العرب شعراء أحد يقوؿ كفيه طلبه، في النفوس

كالكسل الوهن: خصلتاف لحاجة نهضت إذا مرسيليػا نسوة ينتاب

المثػل يضػرب أردافهن بثقل قاطبػة الناس نػساء دكف هن إذ

. النوع هذا من ردؼ صلها،كف كأصلها كعمرها كبدانتها نحافتها كانت مهما مرسيلية كلكل

.المدينة عن أجنبية أنها فاعلم لها ردؼ ال امرأة كجدت فإف

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 85

جامعة تونس اإلفتراضية

" كاتاالف" البحرية الحمامات الصيف في فاقصد تماما عقلك يذهب أف أدرت كإذا

هذق. كتعالى سبحانه األكبر المثاؿ صنع من تماثيل متجردات هناؾ فهن" رككاسبالف"ك

كأخرل مالبسه له تصلح طفلها على منحنية كتلك الرماؿ في ثتعب كجهها على منبطحة

اإلنسانية في متساككف الشاطئ هذا على جميعا كالناس الزرقاء الماء صفحة في تتألأل

.منهم كاحد كأنت. صغير كال عظيم كال فقير كال غني ال األجساـ عراة

يظهر ال الماء في كاقفة كانت فتاة أف حدث" منها مقربة على ككاف علىاأل نصفها إال

على تدؿ غضوف الضامر كجهه في العضالت بارز القامة طويل الجسم برنزم فتى

إليها ينظر كجعل كجهامة خشونة فزادق المبلل شعرق تشعث كقد كالقسوة الشراسة

يحجبه كاف الذم األسفل نصفها ظهر كعندئذ الشاطئ إلى راجعة فنكصت صريحة نظرة

منها قريبا مجلسه كأخذ الشاطئ إلى فتبعها المرسيلية الموهبة تلك ىالفت فرأل الماء

. شباط شهر في كالهر أمامها جالس كهو مختلفة بأشكاؿ الرمل على تتقلب هي كبدأت

. األجساـ مزدحم عن بعدا حتى كسبحػا الماء إلى االثناف كقاـ كلمها حتى بها زاؿ كما

في جسداهما احتجب كقد. عظيم خير فهناؾ احةالسب يحسناف كالمرأة الرجل كاف كإذا

لتقوؿ الذكاء من الكثير يلزمك كال الرأساف تقابل كقد. الرأسين غير يظهر كلم الماء

كقد. أعلم هللا قل يفعالف؟ فماذا. يتحركاف ال طويلة برهة كمكثا. أيضا الجسداف كتقابل

فرجعػا. السباحة إلى اطالنش فرجع الشمس بحرارة األجساد كجففػا الماء من خرجا

خارج اللقاء على فتواعدا الشمس كغابت يومهما انقضى أف إلى كهكذا. الماء إلى

قبعة الوردم بوجههػا كتحيط الهفاؼ األزرؽ الحرير من ثوب في الفتاة كخرجت. الحماـ

ماكبين االستحماـ، أدكات تحوم التي الفخمة السوداء الحقيبة إبطها كتحت بيضاء شمسية

بدلة في شخص منها دنا إذ الرخص بمعصمها المحيطة ساعتها في تنظر كاقفة هي

جديدة رقعة بنطلونه في ركبته كعلى العماؿ يرتديه الذم األزرؽ القماش من قديمة

أبيض قرصهػا جزائرية شاشية رأسه كعلى األقل على مربعا ميليمترا 150 مساحتها

ككضعت قلبها فانخلع المعة مزنخة سوداء افتهاكح أصله على أحمر كسورهػا أجرب

...التراـ إلى كقفزت فمها على يدها

مذكراتػي: التونسي بيرـ محمود

38-35 ص ص

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 86

جامعة تونس اإلفتراضية

:الثامن الدرس

:مػقػاؿ

بجنس صلتها دعم على السردية كمحتوياتها الشابي مذكرات أشكاؿ تتعاضد" بعضهم قاؿ

".الخاصة ياتاليوم

.دقيقة شواهد باعتماد فيه رأيك كأبد القوؿ هذا حلل ػ

:التاسع الدرس

مساعدة في دكرها كحدد حسين طه مذكرات على المهيمنة األجناسية العناصر استخرج ػ

.األدبي بجنسه السردم متنها ربط على الدارسين

:العاشر الدرس

اليوميػات جنس إلى المنتمية الشابي مذكرات شأةن في الشهادة دافع تأثير مدل هو ما ػ

الخاصة؟

:عشر الحادم الدرس

:مػقػاؿ

".كتابتها دكافع باختالؼ كداللة بنية التونسي بيرـ مذكرات سالسل اختلفت" بعضهم قاؿ

.دقيقة شواهد باعتماد فيه رأيك كأبد القوؿ هذا حلل ػ

:عشر الثاني الدرس

:نص دراسة

المحتول باعتماد مؤلفػه مقاصد كاستخلص المذكرات بجنس النص ذاه عالقة حدد

:الفني كالشكل السردم

:حػب قصػة

دعة، كال سعة فيها يعرؼ لم عسيرة، كيسيرة مرة حلوة باريس في الفتى حياة كانت

كمالم قبل من يعرفه مالم الضمير كرضى القلب كراحة النفس نعمة من فيها ذاؽ كلكنه

كاسماح، كرضى شجاعة في مشقتها احتمل كلكنه شاقة، المادية حياته كانت. قط ينسه

من الثاني أك األكؿ اليوـ في ثلثيه يدفع كاف الفرنكات، من ثلثمائة يتجاكز مرتبة يكن لم

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 87

جامعة تونس اإلفتراضية

أجرا له يبقى كاف الذم الثلث نصف يدفع ككاف كشرابه، كطعامه لمسنكه ثمنا شهر، كل

على التاريخ دركس فيها ليسمع كممسيا مصبحا سوربوفال إلى تصحبه كانت لسيدة

العذب الصوت ذلك له يخلو ال حين الكتب من هللا شاء ما ذلك بين له كتقرأ اختالفها،

ككاف الفرنسي، األدب ركائع فيها له ليقرأ النهار في بعينها ساعات له رتب قد كاف الذم

أمر فأما. اليومية حاجاته من ضيعر ما على منه لينفق ذلك بعد مرتبه فضل يستبقي

.له يتسع يكن لم مرتبه ألف هللا إلى تركه فقد كسوته

فكاف. السوربوف إلى إال بيته من يخرج ال باريس في حياته من األكلى السنة كأنفق

أياـ في ضواحيها من ضاحية إلى باريس من خرج أنه قط يذكر لم كالسجين أك سجينػا

من قهوة إلى اختلف أنه قط يذكر كلم اآلحاد، أياـ فيها ينفقوف اقهرف كاف التي الراحة

أكثر ككاف كحين، حين بين بها يلموف الجادكف رفاقه كاف التي الالتيني الحي قهوات

بيته يلزـ كاف كإنما الجامعة، إلى يختلفوف كانوا مما أكثر إليها يختلفوف المصريين الطالب

غرفته، في كله اليوـ نفسه إلى خال كربما ارقهيف ال الراحة أياـ في ذلك به يلم أف إال

.نهار من ساعة معه فيقضي العذب الصوت

إلى نازعته ربما نفسه ككانت كاللهو، الموسيقى كمعاهد المسارح أنباء يسمع ككاف

إلى يسر في نفسه يرد كاف كلكنه تلك، أك القصة هذق ليسمع المسارح هذق بعض

حيث إلى كحدق يذهب أف يستطيع ال كهو ذلك غير إلى السبيل ككيف. لرضىكا القناعة

عناء الناس من غيرق يكلف أف يريد كال مرافقته، إلى غيرق يدعو أف يستطيع كال يريد

تكن كلم أخرل، جهة من النفقات من المرافقة هذق تقتضيه ما كتحمل جهة من مرافقته

إلى باالستماع عنها يشعل أف إال اليقظة ظاتلح من لحظة في تفارقه العالء أبي ذكرل

رجل أنه كتبه من كتاب آخر في العالء أبي قوؿ دائمػا يذكر كاف. القراءة إلى أك الدرس

غيرق من ذلك سبيل في كيحتمل دائما، بغيرق مستطيعا نفسه يرل ككاف بغيرق، مستطيع

شيئا، منها ينكر أف دكف األذل من كفنونا المشقة من ألوانػا االستطاعة له يتيح الذم هذا

الذين من غيرق من يكرق ما يقبل أف بين مخير كهو إكراها، احتمالها على مكرق فهو

حياته كيضيع اضطرارا، المطلق العجز إلى فيضطر يرفضه أك يريد ما على يعينونه كانوا

إلى بيذه أف إلى له السبيل ككيف. باريس غير أك باريس في كلها حياته بل باريس في

من يكن لم التي السيدة هذق ذلك على تعنه لم إذا فيها الدركس ليسمع السوربوف

البيت من صحبته كربما أخرل، أحيانا به كتعنف أحيانا به ترفق كانت كالتي. بد معونتها

ذراعها تعطيه كانت كإنما صوتػا، لها يسمع أك كلمة إليه تلقي أف دكف الجامعة إلى

قاعة بلغت إذا حتى ، يفكر كال ينطق ال متاعا تجر كانت أنمػاك صامتة معه كتمضي

حتى فانتظرت القاعة خارج إلى عنه كانصرفت موائدهػا، من مائدة إلى أجلسته الدرس

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 88

جامعة تونس اإلفتراضية

إذا حتى بيته، إلى به كمضت مجلسه، من فأقامته عليه أقبلت درسه من األستاذ فرغ إذا

صوت في له تقوؿ كهي الباب، دكنه من كأغلقت فيها أدخلته غرفته إلى به انتهت

".النهار من كذا ساعة في اللقاء إلى: "خاطف

فكانت مقامها، تقوـ أخرل سيدة له تجد أف بعد مهمتها من السيدة هذق اعتذرت كربما

..الملح بصمتها تؤذيه تلك كانت مما أكثر المتصل بحديثها تؤذيه ثرثارة الثانية السيدة هذق

كاف كإنما منها، كعودته الجامعة إلى ذهابه على مقصورا يكن لم فتىال عجز أف على

كيكرق شيء كل من يستحي كاف فهو له، لزكما األشياء أشد في الفتى يمس شامال عاما

الذم البيت في سكن حين شرطه ككاف. عليه كاإلشفاؽ له الرثاء أك منه الضحك يثير أف

فيه أقاـ إليه يحمل أف يحب الذم طعامه إلى يخلو كإنمػا ،طعامهم في أهله يشارؾ أال

كبينه بينه يخلى ثم يديه بين كيوضع إليه يحمل الطعاـ فكاف كقته، يأتي حين غرفته في

بين كضع كربما أخرل أحيانا كيخطئه أحيانا ذلك يحسن. يريد ما ال يستطيع ما منه فيصيب

قد ما سبيلها في محتمال العافية، ؤثرام فيتركه تناكله يحسن ال ما الطعاـ ألواف من يديه

.الجوع ألم من أحيانا له يتعرض

يهيئ كاف من له فأتاح ذلك بعد به كفق هللا كلكن شهورا، الحاؿ هذق على الفتى كظل

.حاجته منه يرضى كيف كيعلمه طعامه له

منه، كالخركج فيه الدخوؿ تعلم ما أسرع كما األكركبيين، زم الفتى كاتخذ كاحدا شيئا إال

ثم أعناقهم حوؿ الناس يديرق الذم السخيف الرباط هذا كهو طواال، أعواما يحسنه لم

!كثيرا أك قليال فيها يتأنقوف عقدة أماـ من ذلك بعد يعقدكنه

حوؿ الرباط هذا له يدير أخوق فكاف زيه، من الجزء هذا بتعلم صاحبنػا على هللا يفتح لم

.ييهمونبل في معا عاشا ما عنقه

الحيرق، هذق من أخرجه الدرعمي صديقه كلكن أمرق، في الفتى حار افترقا فلما

بين كيجمع يسر في العنق حوؿ تدار كإنمػا عناء، إلى تحتاج ال مهيأة أربطة له كاشترل

كتسويتها عقدها يتكلف أف إلى محتاجا فليس عقدتها هيئت كقد أيضا، يسر في طرفيها

بين المالءمة في مطلقا يفكر ال أف إلى مضطرا كاف كلكنه فيها، الكثير أك القليل كالتأنق

عنقه حوؿ يديرق كاحدا رباطا منها اتخذ كربما. ثياب من يتخذ كاف ما كبين األربطة هذق

من ذاؾ أك الرفيق هذا الحظ كربما المتصلة، األسابيع ذلك على كيمضي يوـ كل في

يغير أف في إليه فتقدـ الدرعمي صديقه أعانه كربما نقه،ع كرباط ثوبه بين اختالفا رفاقه

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 89

جامعة تونس اإلفتراضية

معنى له يفهم لم الذم السخف هذا من عندق كاف مما زيه يالئم ما له كاختار الرباط هذا

.قط

المادية الحياة هذق في مضطربا العاـ، هذا أكثر أك األكؿ عامه الفتى عاش ككذلك

كاف كلكنه ذلك، في األلم بعض يجد كاف بماكر. نواحيها جميع من المعقدة المختلطة

فيه يفكر كال عندق يقف ال سريعا مرا به يمر على إقباله ذلك عن يعزيه كاف. قليال إال

غير في الفرنسية يفهم أخذ قد بأنه كشعورق فيه كالتقدـ به االنتفاع كإحساسه الدرس،

عناء، كال جهدا فهمها في يجد فال كالفلسفة، كاألدب التاريخ كتاب كيقرأ عسر، كال مشقة

. عسيرا كاف ما منه له كيسر صعبا كاف ما منه عليه فهاف تاما انقطاعا لذلك انقطع قد

دركس إلى يختلف يكد فلم المادية، حياته من كالتواء تعقيدا أقل العقلية حياته تكن كلم

كال يفهمها ال كأنه ها،ل هيئ قد يكن لم أنه أحس حتى السوربوف في كاألدب التاريخ

لم الجامعة كفي األزهر في الطويل درسه كأف كتساغ، تفهم أف ينبغي كاف كما يسيغها

.الدركس بهذق لالنتفاع يهيئه

نفسه يعد أف األسباب هذق كأكؿ أسبابها، إليها يتخذ أف ينبغي فكاف عراضا آماله ككانت

كقت أقصر في يقرأ أف اإلعداد ذاه كسبيل الجامعة، في تلقى التي الدركس لفهم

. الثانوية بمدارسهم درسه في الطواؿ األعواـ ينفقوف الفرنسيوف التالميذ كاف ما ممكن

إلى اختلف إذا جامعيػا كطالبا بيته، إلى آكل إذا ثانويا تلميذا يكوف أف من إذف بد له فليس

.السوربوف دركس

إليه، يحتاج ما منه كاستخلص الفرنسية، ويةالثان المدارس برنامج في نظر ما أسرع كما

كانت التي الموجزة الخالصات كهذق كالفلسفة، كالجغرافيا التاريخ منه يدرس أف كأزمع

كله ذلك على أقبل كقد. كحديثها قديمها األكركبية األجنبية اآلداب عن التالميذ إلى تلقى

قصير كقت في كاستطاع. الفتور كال التردد يعرؼ ال كتصميم الضعف، يعرؼ ال عزـ في

مطمئنػا الثانوية الشهادة إلى يتقدـ كاف الذم التلميذ يحصله ما كله هذا من يحصل أف

.أسفا خزياف الشهادة هذق عن يردكق لن الممتحنين أف إلى

كيسيغها يفهمها كاف كما كيسيغها يفهمها فجعل السوربوف في دركسه له كاستقامت

اللغة يعلمه الثانوية المدارس أساتذة من أستاذا لنفسه كاختار. الفرنسيوف زمالؤق

إذا عنه الناس يفهم كأف سمع، إذا يفهم أف يكفيه يكن فلم منظما، تعليما الفرنسية

كأف كدقائقها اللغة هذق بحقائق العلم يحسن أف عليه يجب كاف كإنما إليهم، تحدث

.يقرأها عمن تنبو ال كتابة يكتبها

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 90

جامعة تونس اإلفتراضية

كانوا كما المكتوبة، الواجبات بعض سيكلفونه السوربوف، في األساتذة أف دريق ككاف

حين الواجبات هذق لتحرير يتهيأ أف من إذف بد له يكن فلم. الطالب من غيرق يكلفوف

يسخركف األساتذة كاف ما أكثر كما. كاالزدراء للسخرية يعرضه ال كجه على إليه تطلب

بعض يقرأكف األساتذة ككاف. نواحيها بعض في فقصركا تالواجبا كتبوا إذا طالبهم من

النقد هذا في يأخذكف ثم للنقد، تعرضا أشدهػا للقراءة بينها من يختاركف الواجبات، هذق

ككانت. يكتبوف حين العناية يحسنوا أف على الطالب به يحرضوف ممض الذع نحو على

.أطوارهم عن نػاأحيا كتخرجهم الزمالء، تضحك بالمقصرين سخريتهم

كلفه. منها لشر يوـ ذات تعرض كلكنه السخرية، هذق لبعض يتعرض أف الفتى فكرق

في الحزبية الحياة عن موضوع كتابة زمالئه من كلف فيمن الفرنسية الثورة تاريخ أستاذ

الكتب في استطاع كما فدرسه الموضوع هذا على فأقبل نابليوف، سقوط بعد فرنسػا

كقدمه يكتب أف له أتيح ما عنه كتب ثم. أيضا استطاع كما فيه كفكر األستاذ، إليها هنب التي

من إليه قدـ ما األستاذ فاستعرض النقد يوـ كجاء. الموعود اليوـ في األستاذ إلى

الفتى اسم ذكر إذا حتى أحيانا، الطالب بعض موبخػا متندرا منددا ساخرا ناقدا الواجبات

ال سطحي : "قط ينسها لم التي المرة الجملة بهذق معقبا كاجبه إليه ألقى أف على يزد لم

كأقض يومه بقية أمضه الفتى نفس في الذع كقع الكلمة لهذق ككاف". النقد يستحق

في طالبا ليكوف ينبغي كما بعد يتهيأ لم بأنه كأشعرق. الليل أقبل حين مضجعه

الثقيل الجهد من الدرس هذا في نفسه ككلف ةالفرنسي درس في فألح السوربوف،

كتابة في المشاركة عن كأعرض. الدركس من غيرق عن يصرفه كاد ما المتصل كالعناء

.الفرنسية اللغة كهي الكتابة هذق أداة له تتم حتى الواجبات

ما مجاهدا العسيرة، كالعقلية المادية الحياة هذق بأثقاؿ يمتحن الفتى كاف كبينما

إلى كقت من له يتراءل كاف الذم اليأس بهذا كحين حين بين مركعا الجهاد، استطاع

يوـ في له سيفتح أنه يقدر يكن لم األمل أبواب من باب له فتح كيضنيه، فيشقيه كقت

حياته في الوحيد نعيمه كاف الذم العذب الصوت ذلك بصاحبة طارئة علة ألمت. األياـ من

الحديث، به التول كيف يدر لم ثم إليها، يتحدث كجلس يعودها لفأقب المظلمة، الشاقة

.يحبها أنه: هي تنكرق أف قبل هو أنكرق صوت في إليها يلقي نفسه سمع كلكنه

.تحبه ال هي بأنها تجيبه سمعها ثم

:قاؿ

بذلك؟ بأس كأم ػ

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 91

جامعة تونس اإلفتراضية

.كحسب يحبها كإنما جوابا كال صدل لحبه يريد ال إنه

أف نفسه في استقر كقد ساعة، بعد عنها كانصرؼ الحديث، مجرل رتكغي تجبه، فلم

.جديدة طريقا اليوـ ذلك منذ ستسلك حياته

كقت منذ بصاحبته ثم العذب الصوت بذلك تعلقت قد كانت نفسه أف في شك من كليس

.. طويل الرسائل بهذق ابتهاجه كما.. مصر؟ إلى العودة إلى اضطر حين جزعه فما كإال

ذلك فيها ليسمع فرنسا إلى العودة إلى العنيف شوقه كما.. إليه؟ تصل كانت التي

.. نابولي؟ في تنتظرانه كانتا اللتين الرسالتين كجد حين طورق عن خركجه كما.. الصوت؟

حتى كمرة مرة الرسالتين هاتين عليه يقرأ أف في الدرعمي صاحبه على إلحاحه كما

ذاؾ بيته في نزكله كما.. باريس؟ في الصوت هذا يسمع أف على حرصه ما ثم... أمله؟

فيه كيلقي النهار، ساعات من ساعة كل في يتردد الصوت هذا فيه يسمع كاف الذم

كما.. انتظارا أك سعيا أك جهدا لذلك يتكلف أف دكف لقاءها يريد حين الصوت صاحبة

عليه يلقي كاف الذم لشخصا ذلك من بعيد غير البيت هذا في يقيم كاف بأنه سعادته

حين المساء، تحية عليه كيلقي السوربوف إلى ذاهبا غرفته، من يخرج حين الصباح تحية

آيات من هللا شاء ما ذلك بين عليه كيقرأ. مضاجعهم إلى البيت أهل كيأكم الليل يتقدـ

الفرنسي؟ األدب

في ذاؾ شعورق فييخ الفتى ككاف فينكرها، نفسه من حتى يستحي كاف حبه كلكن

استقين كقد نفسه، إلى به يتحدث أف كيكرق ضميرق، أعماؽ من يستقر أف يمكن ما أبعد

الحب؟ من هو كأين.. له يخلق لم الشعور هذا مثل كأف الشعور هذا لمثل يخلق لم أنه

منه؟ الحب كأين

طواؿ قركف منذ حياته كقف الذم ذلك األعلى مثله عاش كما يعيش أف عليه كتب إنما

معني غير فيه، ممعنا الدرس على المعرة دكر من دار في ما نفسه على محرما به، إال

..الحياة طيبات من للناس هللا أباح

من له أتاح بما راضيا عواقبه، كمن منه يائسا ذلك شعورق على نفسه يطوم الفتى كاف

هذا بأف كاثقا إليها، ديثالح له يتاح حين صاحبته إلى الحديث كمن الصوت ذلك سماع

على كاجدا ككاف.. منه أكثر في طامع غير.. النعيم من إليه يساؽ أف يمكن ما أقصى

.منه أكثر كبين بينه تحوؿ ألنها كالظركؼ الحياة

فيه كشاع الضعف أدركه الذم العذب كالصوت بصاحبته ألمت التي الطارئة العلة كلكن

ثقل يحمل أك األلم يحس أف له يكرق كاف ما على جهد،كال األلم من كاإلشفاؽ الفتور

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 92

جامعة تونس اإلفتراضية

على كأجرل كتحرجه، تحفظه كأنساق قلبه عليه كمأل أمرق عليه ملك ذلك كل الجهد،

كلم شقاء كال حزنا يجد لم أنه ذلك بعد غريبا كليس. أنكرها التي الكلمة تلك لسانه

يكن لم فهو. مقنطا موئسا كتل كلمته على الرد مسمعه بلغ حين ألمػا كال لوعة يحس

ينتظر فيه يمعن كاف بما عنهما نفسه كعزل عليهما نفسه كطن قد كالقنوط، اليأس إال

.كالتحصيل الدرس من

.عليها ساخطػا نفسه عن راضيا اليوـ ذلك في صاحبته عن انصرؼ قد كهو

.يقاؿ أف من بد يكن لم ما قالت ألنها عنها راضيا

الفتاة تلك إلشفاؽ عرضته قد فهي عظيم، لشر الكلمة بهذق عرضته األنه عليها ساخطػا

بينها تلقي كأف صرفا، عنه تصرفها أف تريد لعلهػا يدرم كمن. به كضيقها له كرثائها عليه

العقلي كاالستمتاع اللقاء لهما تتيح كانت التي العذاب األسباب تلك يقطع حجابا كبينه

.الفرنسي األدب آيات من معا يقرآف كانا بما كالشعورم

تلك إلى تردق أف إرادة غير كعن تدبر غير في ألقاها التي الكلمة هذق لعل يدرم كمن

ذلك يترؾ أف إلى بعيد أك قريب يوـ في تضطرق كأف. منها خرج قد أنه ظن التي الظلمة

كال خصالش ذلك فيه يلقى كال الصوت ذلك فيه يسمع ال آخر مسكنػا له كيلتمس البيت

ممض كحزف مر سخط كله آخر شعورا فيه يجد كإنمػا.. كالنعيم الرضى شعور فيه يجد

.للحياة مفسد كألم

كلم درس أك بقراءة فيها ينتفع يكد لم أياما الرضى كذلك السخط هذا بين صاحبنا عاش

.طعما للحياة فيها يذكؽ يكد

لم تتغير، لم بها كعهدق هي فإذا العلة، غمرة عنها انجلت أف بعد صاحبته يلقى كلكنه

أف تعودت كما تلقاق هي كإنما منه، نفورا كال عنه إعراضا منها يجد كلم عليه، إقباال تزدد

أثناء عليه يشكل ما له كتبين له، تقرأ أف تعودت كما له كتقرأ عليه، عطوفا به رفيقة تلقاق

شيء إلى ثم األمن، من شيء ىإل ذلك فيردق قبل، من تفعل أف تعودت كما القراءة،

فجأة ظهر الذم العميق الخفي الشعور ذلك كإذا أياـ، كتنقضي الباؿ، كراحة الدعة من

مرة يظهر الضمير، أعماؽ من ذلك مستقرق إلى كعاد استحيا ثم الساعات من ساعة في

الفتى ىإل يتحدث كال بشيء الفتاة إلى يتحدث ال كأناة، كتردد تحفظ في كلكن أخرل

.الضمير أعماؽ من مستقرق في يكمن كإنمػا يلقاها حين بشيء

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 93

جامعة تونس اإلفتراضية

من الشعور ذلك خرج النوـ يستقبل أف كهم نفسه إلى صاحبنػا كخال الليل تقدـ إذا حتى

إلى يعود ثم يسفر أف الصبح يوشك حتى يسامرق كجعل صاحبه عن النوـ كذاد مكمنه

.قصير نوـ إلى الفتى كيسلم ذاؾ مكمنه

ذات معهم كتلحظهػا البيت، أهل يلحظهػا كأف تظهر أف المتصل األرؽ هذا آثار تلبث كلم

على يعرضوق أف يريدكف كهم بالجواب فيلتوم أمرق عن يسألونه كهم العذب، الصوت

.بأس به ليس أف لهم يزعم كإنمػا يريدكنه لما يستجيب فال الطبيب

إليه خلت كقد يوـ ذات الفتاة كتسأله. لضرا بعض عليه يظهر حتى شأنه هذا يزاؿ كما

أك مريدا ينبئها هو كإذا عليه فتلح بالجواب، يلتوم أف فيريد يقرآف، كانا ما بعض عليه تقرأ

.كله بأمرق مريد غير

له قالت تنصرؼ أف كهمت أتمتها إذا حتى القراءة في تأخذ ثم عنه تسكت ثم له فتسمع

:رفق في

؟تريد فماذا كإذف ػ

:الفتى قاؿ

.شيئا أريد ال ػ

:قالت

أكشك كقد شيء، إلى بعد أنته كلم التفكير فيه كأطلت به أنبأتني فيما فكرت قد فإني ػ

كما الرسائل بيننػا فستتصل افتراقنػا كاف إذا حتى فأصبر كسنفترؽ، يظلنػا أف الصيف

بقية معنػا تنفق أف إلى أدعوؾ أني رسائلي بعض في قرأت فإذا. نفعل أف تعودنػا

الصيف ينقضي حتى الدعوة هذق تقرأ لم كإف تريد ما إلى أجبتك قد أني فاعلم الصيف

.غير ليس كبيني بينك الصداقة إنها فاعلم

يقل كلم أطرؽ أنه سعادته آية ككانت الحديث، بها سعد كما قط بشيء الفتى يسعد كلم

.شيئا

في هو كأقاـ.. الجنوب أقصى في قرية ىإل هي ذهبت االفتراؽ، ككاف الصيف كأقبل

هي تكوف أف لها زميلة كلفت تفارقه أف قبل كلكنها الرسائل بينهمػا كاتصلت باريس

.زمالئه من زميل الرسائل هذق على يطلع ال حتى لرسائلهما القارئة الكاتبة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 94

جامعة تونس اإلفتراضية

المرتقبة الدعوة كفيها الشهر هذا آخر في إليه تصل رسالة كلكن .. شهرا الفراؽ كاتصل

يتحقق، أف كاد أك أمله، تحقق فقد كإذف.. الصيف بقية أسرتهػا كمع معها يقضي أف إلى

تلك مع الصيف يقضي حيث إلى باريس سيترؾ أنه المصريين زمالئه إلى يعلن كهو

.عليه مشفقين ذلك عن يصدكنه كهم األسرة

في يضعه حيث إلى مساء ذات الدرعمي صديقه فيصحبه أراد، ما على مصر كلكنه

في ليػال الفتى كينفق. كحيدا كيدعه عنه كينصرؼ.. فيه من بعض به كيوصي القطار

أثناءق يفكر لم ألنه طاؿ أـ أقصر يدرم ال القطار، حين سيكوف الذم اللقػاء هذا في إال

كعطف رفق في صاحبنػا يدعو العذب الصوت كإذا غايته، القطار كيبلغ الضحى يرتفع

.جديدا خلقػا سيخلق اليوـ منذ بأنه كيشعر كحناف

حسين طه مذكرات: حسين طه

175- 165 ص ص

:عشر الثالث الدرس

األعالـ األدباء لمذكرات المولدة الرئيسية العوامل من التبرير دافع اعتبار يمكن هل ػ

الوحدة؟ هذق في المعتمدة المدكنة إلى باالستناد

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 95

جامعة تونس اإلفتراضية

الذاتي مالتقوي إصالح مشركع

:األكؿ الدرس

بعض تضطلع كقد. التقبل عملية في مؤثرة أجناسية مواثيق النصية المصاحبات تتضمن ػ

.أجناسية مواثيق عن تعلن عندما مصاحبة، نصية بوظيفة السرديػة النصوص أقساـ

.القارئ انتظار أفق تحدد التي العالمات من األجناسية المواثيق ػ

السردية المتوف خصائص استخالص ضركرة عن تغني ال األجناسية المواثيق أف غير ػ

القصديات يحققوف ال قد المؤلفين أف إلى نظرا األدبية، بأجناسها عالقاتها كضبط

.عنها يعلنوف التي األجناسية

:الثاني الدرس

:الدارس على يتعين*

القصدية كتحديد األجناسي ثاؽالمي لضبط النصية المصاحبات في النظر إمعاف ػ

.األجناسية

السرد أعواف اتحاد من للتثبت المتوف بتحليل النصية المصاحبات عنه أبانت ما اختبار ػ

.الحقيقي الحكي حقل إلى الحكي كانتماء

طبقة عليها تنهض التي األجناسية العناصر أف إلبراز األجناسية النظم على الوقوؼ ػ

.كيفية هيمنة العناصر بقية على هيمنت التي هي راتالمذك نصوص

.المذكرات تولد التي الرئيسية للدكافع المدكنة خضوع مدل تبين ػ

:الثالث الدرس

ػ الفرعية العناكين ػ الرئيسي العنواف: هي" الشابي مذكرات" لعتبات المشكلة النصوص*

إلى نظرته غضونها في كبلور الجمهور نم مواقفه عن الشابي فيها أعرب التي الرسائل

...حياته بسيرة المتصلة النصوص ػ الوجود

.المذكرات بجنس المتن صلة إلى يشير الرئيسي العنواف*

إلى الكتاب فصوؿ كل انتماء على لداللتها أجناسية بوظيفة تضطلع الفرعية العناكين*

.الخاصة اليوميػات جنس

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 96

جامعة تونس اإلفتراضية

من نفرته حادة بأزمة التدكين فترة خالؿ مر أنه على تدؿ الشابي ةحيا كسيرة الرسائل*

بتدكين كأزمته هواجسه من التخلص فحاكؿ ذاته على االنطواء إلى كدفعته الشعر كتابة

.يومياته

جنس إلى كانتماؤها المذكرات بجنس النصوص تلك صلة انقطاع يتضح هذا بكل *

.الخاصة اليوميات

:ابعالر الدرس

اختالؼ كتبرر المؤلف مقاصد عن تكشف نشأتها كعوامل بيرـ مذكرات عناكين ػ

.خطابها إلى منفذا كتمثل محتوياتها

الدالػة النصي التعالي عالقات إحدل فتشكل بمتونها النصية المصاحبات عالقات أما ػ

.المذكرات شعرية على

:الخامس الدرس

بوظيفة يضطلع" حسين طه مذكرات" بػ الموسوـ حسين طه لكتاب الرئيسي العنواف ػ

تعلقت المؤلف مقصدية أف على داؿ أجناسي ميثاؽ على انطوائه إلى نظرا أجناسية،

.مذكراته بكتابة

الكاتب اتحاد كتثبت مخصوصة بمسألة منها فصل كل تعلق عن تكشف الفصوؿ عناكين ػ

جنس إلى كانتماءها الحقيقي بالحكي صلتها يدعم امم الرئيسية، بالشخصية الراكم

.المذكرات

أجناسيػا ميثاقػا تتضمن ال فإنها فصوله، كأرقاـ األيػاـ لكتاب الرئيسي العنواف أما ػ

.حسين طه بحياة المتن صلة كتحجب

فإف مصاحبة، نصية بوظيفة ناهضة" األياـ" نشأة كعوامل حسين طه سيرة كانت كلما ػ

.الذاتية السيرة بجنس المتن صلة يثبت إليها االستناد

:السادس الدرس

(.الحقيقي الحكي إلى انتماء) مذكرات: الرئيسي العنواف ػ

(.أجناسية كظيفة) التجربة زمن هو التدكين زمن أف إلى يشير: الفرعي العنواف ػ

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 97

جامعة تونس اإلفتراضية

فإف معين، بيوـ حلقة ل ك تعلق كأثبتت زمني لتسلسل خضعت الكتاب حلقات أف كبما ػ

.الخاصة باليوميػات صلتها يدعم ذلك

.السرد أعواف اتحاد ػ

ببقية الراكم الكاتب عالقات كصور كزمنه التدكين مكاف عن كشف: المحتػول ػ

.أزمته أسباب كعلى هواجسه على كدؿ الشخصيات

عن كأبانت المتن أركاف يعجم على لليوميات المميزة األجناسية العناصر هيمنت هكذا ػ

الحالة أف بذلك مثبتة التدكين، لحظة المؤلف خامرت ماضيه بأكقات المتعلقة الذكريات أف

.الذكريات تلك فجرت التي هي الراهنة كالوجودية النفسانية

ملء على كحمله السعيد ماضيه إلى المؤلف حنين عمق كالوحشة بالوحدة فالشعور ػ

.األدب قبيل من يعتبرها لم التي الخاصة يومياته بتدكين ياألدب الفراغ

:السابع الدرس

:العتػبات ػ

(.النص محتول: غرضية كظيفة) مرسيليا: العنواف

.بمرسيليا بيرـ إقامة تاريخ من سنوات 10 بعد أم ،1933 سنة تونس: النشر مكاف

(.لبيرـ مستعار اسم) سائح: اإلمضاء

جميع من كتميزق مرسيليػا كاقع على بيرـ اطالع سعة تظهر ذكريات انتقاء: المحتول ػ

(.كسمعه شاهدق ما على النص مدار أف أم) عنها كتبوا الذين

الحقيقي بالحكي النص تربط الذاكرة كاعتماد السردم كالمحتول السرد أعواف اتحاد ػ

.المذكرات بجنس صلته كتدعم

: المقاصد ػ

ػ كإمتاعه القارئ فضوؿ إثارة ػ مغادرتهػا بعد مرسيليػا عن الكتابة إلى ميل: ذاتية رغبة

مظاهر إخفاء ػ األثرياء السيػاح إقامة األركبية المدينة بتلك أقاـ أنه إلى االنتباق لفت

تضاهي ال تونس في احتلها التي المنزلة أف على شهادة كتقديم الذات كتمجيد الشقاء

.بفرنسا حياته متعة

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 98

جامعة تونس اإلفتراضية

الجمهور لدل المؤلف منزلة من للرفع الخطاب كيػفت التلقي كظركؼ النشأة سياؽ ػ

.به الشامتين آماؿ كتخييب نفيه على حزنوا الذين لوعة كامتصاص التونسي

:الثامن الدرس

.مذكرات: الصريح األجناسي الميثاؽ ػ

زمني جدكؿ كاتباع اتالحلق تدكين أياـ تعيين) يوميات: الضمني األجناسي الميثاؽ ػ

(.تعاقبي

:الميثاؽ اختبار ػ

بتدكين المؤلف انشغاؿ عن الكتاب حلقات من حلقة كل تكشف: السردم المحتول

.التدكين أيػاـ خالؿ شغله ما تظهر نصوص

التدكين يوـ خالؿ الشابي عاشه ما أف غير ماضية، ذكريات على الفصوؿ بعض تحيل ػ

.كرياتالذ تلك قدح الذم هو

.الخاصة اليوميػات جنس إلى النصوص تلك انتماء: النتيجة ػ

بمحتول كال مخصوص أدبي شكل بسمات تتسم ال اليوميػات أف ذلك يدعم كمما

المحتول جعل على كتحرص تعاقبي زمني لجدكؿ صارما خضوعا تخضع كإنما مضبوط،

التي الفترة عن تفصلها التي لقصيرةا الفترة في كقع بما متعلقا يومية لكل السردم

.السابقة اليوميػة بها تعلقت

عن نصوصه يخرج ال ذلك أف غير. الخاصة اليوميػات سمات من ليس الشابي تكتم ػ

يفكر جعله مما األدبية، شهرته طور في دكنها الشابي أف إلى نظرا األدبي، جنسها حدكد

.الحليوم إلى رسائله في فعل مثلما المحتمل، القارئ في

:التاسع الدرس

:العتبػات ػ

طه بحياة مذكرة كل تعلق إلى إشارات: الفرعية العناكين+مذكرات: الرئيسي العنواف ػ

من األكؿ الربع خالؿ جرت كاألحداث) الخمسينات منتصف: التدكين تاريخ ػ نفسه حسين

(.العشرين القرف

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 99

جامعة تونس اإلفتراضية

:السرد أعواف اتحاد

السابع الفصل ثنايا في كشف ثم الغائب بضمير الرئيسيػة الشخصية على اكمالر أحاؿ

اتحاد) الغائب ضمير باستعماؿ عليها أحاؿ التي الشخصية هو نفسه حسين طه أف عن

فيه تندرج الذم الحقيقي بالحكي الصلة كيدعم مصاحبة الرؤية يجعل السرد أعواف

(.المذكرات

:السردم المحتول

إلى متنه نسبة يدعم شخصيته كمالمح كأقواله حسين طه أفعاؿ على النصوص مدار

يميز الذم السردم للنسق يخضع ال السردم النسق أف ذلك يبرر كمما. المذكرات جنس

.الطفولة بمرحلة تحتفل ال األحداث أف عن فضال الذاتية، السيرة

.المذكرات لكلت المولدة الدكافع على التبرير دافع هيمنة ػ

:النتيجػة ػ

المميزة األجناسية العناصر على هيمنت التي هي للمذكرات المميزة األجناسية العناصر

.أخرل أدبية ألجناس

:العاشر الدرس

توسلوا الذين أف إلى نظرا كالمذكرات، الذاتية الترجمة نشأة في الشهادة دافع يؤثر ػ

ال أقواال عنهم أشاعت مختلفة معارؾ خاضوا الذين األعالـ من األدبيين الجنسين بذينك

.خصوصهم على كالرد مواقفهم لتبرير شهادة تقديم حاكلوا ثم كمن. دائما ترضيهم

إلى قادته التي العوامل فإف اليوميػات، جنس إلى تنتمي الشابي مذكرات أف رغم ػ

كعلى مجتمعه كاقع على شهادة تقديم على حملته الشهرة قمة في كاف عندما تدكينها

األدباء من تميزق تظهر التي الجوانب كإبراز التقليد أنصار مع القطيعة مظاهر

.الركمنسي المذهب في كانخراطه الكالسيكيين

الدكافع طغياف إلى نظرا الموضوعية، من كتعرت االنتقاء على قامت الشهادة تلك لكن ػ

من كقت في نصوصه على سيطلع الذم المتلقي في الشابي كتفكير عليها الذاتية

.األكقات

:عشر الحادم الدرس

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 100

جامعة تونس اإلفتراضية

:مرسيليػا مذكرات ػ

.بفرنسا المقيمين الشرقيين سلوؾ+ بمرسيليا كالسياسية االجتماعية الحياة: المضموف ػ

.األركبية المدينة بتلك أقاـ عندما الكاتب غنم إلى القارئ نظر لفت: الخطة ػ

.قبله مرسيليا عن كتبوا الذين من ميزته التي بالخبرة اعتزاز: ػدافػعال ػ

...تعليق+ تهكم+ أسلوبي تفنن+ الرحلة خطاب منزع الكتابة نزعت: الشكػل ػ

بيرـ نفس في الذكريات تلك تركته الذم األثر عن مرسيليػا مذكرات كشفت هذا بكل)

(.مقاصدق على كدلت

:المنفى مذكرات

.بالرحلة كالتمتع االنشراح عن معربة مشاهد: البدايػػة ػ

.معه المتعاطفين لوعة كامتصاص بالناقمين استخفاؼ: المقصػد ػ

إلى يعمد الخطاب لكن . بالمنفى كالغربة كالفقر العذاب لحظات: الحلقات بقيػة ػ

التدكين كقت المؤلف تخلص إظهار: المقصد) ساخرة بخاتمة القارئ كمباغتة التسويف

(.التجربة كقت حياته كدرت التي الرعب قبضة من

محنة كاجه أنه لهم يظهر جعلته تونس في الخصوـ مع الصراع حدة فترة: العوامػل

.جأشػه كرباطة صالبته عن مترجم بصبر المنفى

:مذكراتػي

.موجزة ذاتية سيرة منزع نزعت ػ

الموالية كحاشيته فؤاد الملك كتحديػه دقكصمو نضاله إلبراز حياته مسار رسم: الدافػع ػ

.الوطنية مواقفه تناسى من كإدانة للمستعمر

تلك على الجدية الصبغة طغت لهذا) فاركؽ الملك كمدحه باشا النحاس هجائه تبرير ػ

(.تقريرم تحليلي بطابع كتميزت المذكرات

* * * * *

على ػ ذلك مع ػ كتضافرت كتابتها عدكاف باختالؼ بيرـ مذكرات سالسل اختلفت كهكذا

.حياته سيرة مالمح نحت

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 101

جامعة تونس اإلفتراضية

:عشر الثاني الدرس

اعتماد: حقيقي حكي) كالعاطفية كالعقلية المادية حسين طه حياة: السردم المحتول

(.الغائب ضمير باعتماد الرئيسية الشخصية عن حديثه رغم السرد، أعواف اتحاد ػ الذاكرة

الشهادة كتلك. حاسم طور خالؿ حياته على شهادة تقديم: لتبريرا كدافع الشهادة دافع

للمرأة كتمجيدا فرنسا في العصرم بالتعليم كتنويها مصر في التقليدم للتعليم إدانة تبطن

كميوله التقليدية النزعات على لنقمته كتبريرا المبصرين من بتميزق كافتخارا الفرنسية

.السياسية

من عرضه بما اإلقناع هدفه كثوقي بطابع المذكرة كسم تحليلي أسلوب اتباع: األسلػوب

كاالعتراؼ بنفسه االفتخار نزعة عليها طغت ذاتية نظر زاكية كهي. هو نظرق زاكية

.عليه الفرنسية رفيقته بفضل المطلق

:عشر الثالث الدرس

:الشابي مذكرات ػ

كمواقفه سلوكه يقدركا لم من كعلى ةاألدبي بقيمته يعترفوا لم الذين على الشابي غضب

غرفته في بنفسه اختلي كعندما. مباشرة عليهم الرد على يتجرأ لم كلكنه قدرها، حق

.أقوالهم في كطعن خصومه على كرد مواقفه فيها ببرر يوميػات دكف

لدافع خضعت فإنها الخاصة، اليوميػات جنس إلى تنتمي الشابي مدكنة أف كرغم ػ

المتلقي في كفكر حياته أطوار من حاسم طور في دكنها صاحبها أف إلى نظرا التبرير،

.األيػاـ من يوـ في عليها سيطلع الذم

:التونسي بيرـ مذكرات ػ

في كالطعن سكانها عادات كتحليل كمنتزهاتها مرسيليا معالم كصف: مرسيليػا مذكرات ػ

.بها الشرقيين سلوؾ

أزجاله في كطبائعهم المصريين عادات نقد على إقدامه ضمنيػا المؤلف ررب ذلك بكل ػ

تحرير ترأس عندما تونػس في احتلها التي بالمنزلة جدارته برر كما السردية، كنصوصه

.الزماف جريدة

:المنفػى مذكرات

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 102

جامعة تونس اإلفتراضية

عليهم قمتهن ليبرر منفيػا كاف عندما ابتزازق في المصرية الصحف أصحاب إفراط إلى أشار

.معاناته عن كيكشف شاقة بأعماؿ االضطالع إلى كاضطرارق

:مذكراتػي

كهجائه فاركؽ الملك بمدحه كشهركا كمعاناته نضاله عن بيرـ خصػوـ تغافل عندما

ليبرر خصومه من كسخر كطنه على غيرته كأظهر حياته مسيرة صور فإنه باشا، النحاس

.شخصيته حقيقػة على الناس يطلع تبريرا حياته في اتخذهػا التي المواقف جميع

:حسين طػه مذكرات

. كعقيدته أفكػارق في كالطعن اتهامه إلى أفضت قد حسين طه خاضها التي المعارؾ ػ

مواقفه كبرر موضوعي بطابع شهادته طبع صارـ علمي لمنهج مذكراته أخضع كلهذا

انتماءاته ػ الفرنسية بالمرأة إعجابه ػ ألزهرا شيوخ على تهجمه تبرير) منطقيا تبريرا

...(السياسية

* * * * *

إبراز على مؤلفيها حرص إلى نظرا التبرير، لدافع الخضوع في المذكرات تلك تشترؾ

الناس لحمل فيهم تحكمت أنها يزعموف التي العوامل أك فيهم تحكمت التي العوامل

.عنه يرضوف حكما عليهم الحكم على

الحديث العربي األدب في المذكرات فن

السمرلي فوزي 103

جامعة تونس اإلفتراضية

:المحتويات فهرس

02 التمهيػد ػ

02 للوحدة العامة األهداؼ ػ

02 الوحدة محتول ػ

03 الدركس ركزنامة ػ

04 البيداغوجية المقاربة ػ

04 البيداغوجية كالركزنامة العمل ػ

05 كأهدافها الدركس ملخص ػ

:الدركس ػ

22-10 2الدرس+1الدرس: األكؿ القسم

44-23 5 إلى 3من الدركس: الثاني القسم

68-45 9 إلى 6 من الدركس: الثالث القسم

90-69 13 إلى 10 من الدركس: الرابع القسم

91 المالحػػق ػ

99 كالمراجع المصادر ػ

104 (الدركس جميع) الذاتي التقويم ػ

124 (الدركس جميع) الذاتي التقويم إصالح مشركع ػ

134 المحتويػات فهرس ػ