13
© 2012 اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎدة/ اﻷردﻧﻴﺔ اﳉﺎﻣﻌﺔ. ﳏﻔﻮﻇﺔ اﳊﻘﻮق ﲨﻴﻊ. دراﺳﺎت د اﻟﻣﺟﻠ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ، اﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ اﻟﻌﻠوم، 39 اﻟﻌدد، 2 ، 2012 - 367 - اﻟدﻳداﻛﺗﻳﻛﻲ اﻟﻔﻌﻝ ﺗﺣﻠﻳﻝ] ﺑﻳداﻏوﺟﻳﺔ ﻟﺳﺎﻧﻳﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ[ ﻋﺎﺑد ﺑوﻫـﺎدي* ﻠﺧ ـ ص وﻛﻠﻲ ﺛﻧﺎﺋﻲ ﺑﺷﻛﻝ ﻋﻧﺎﺻرﻩ ﺑﻳن ﺗرﺑط اﻟﺗﻲ اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﻳﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدﻳداﻛﺗﻳﻛﻲ اﻟﻔﻌﻝ ﻣﻛوﻧﺎت ﻟﺗﺣﻠﻳﻝ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﻝ ﻳﺗﻧﺎوﻝ اﻟﻔﻌﻝ ﻳﻌﺗﺑر ﺣﻳث اف اﻷطر ﻣﺧﺗﻠف ﺑﻳن اﻻﻧﺳﺟﺎم ﺗﺣﻘﻳق ﺑﻐﻳﺔ وذﻟك ﻧﻔﺳﻪ، اﻵن ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻧواة اﻟدﻳداﻛﺗﻳﻛﻲ- اﻟﺑﻳداﻏوﺟﻳﺔ اءات واﻹﺟر اﻟﻣطﺑﻘﺔ، اﻟﺗرﺑوﻳﺔ واﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻣﺧﺗﺎرة، اﻟﺑﻳداﻏوﺟﻳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﺧﺗﻠﻔت ﻣﻬﻣﺎ وﺟوﻫرﻫﺎ اﻟﺗﻌﻠﻣﻳﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻣﻌرﻓﻳﺔ ﻣﺎدة ﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ اﻟﺗدرﻳس اﺋق وطر اﻟﻣﺗﺧذة،. در ﻋﻠﻰ ﻳﺗوﻗف ﻣﻬﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣدرس ﻧﺟﺎح أن واﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﻳﺗﻬﺎ، وﻣدى اﻟدﻳداﻛﺗﻳﻛﻲ ﻟﻠﻣﺛﻠث اﻷﺳﺎﺳﻳﺔ اﻟﻣﻛوﻧﺎت ﺑﺄدوار اﻳﺗﻪ ﺗدرج ﻓﻲ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺗﻘطﻌﻬﺎ اﻟﺗﻲ اﺣﻝ اﻟﻣر ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻛﻪ درٕ وا ﺑﻳﻧﻬﺎ، ﺗﻧﺷﺄ اﻟﺗﻲ اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﻳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻻﻧﺳﺟﺎم ﺗﺻورﻩ وﺻﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻣﻛﺗﺳﺑﺎت ﺿﻣن ﺗدﻣﺞ ﺣﺗﻰ اﻷﺻﻠﻳﺔ ﻣﺻﺎدرﻫﺎ ﻣن اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻔﺎﻫﻳﻣﻬﺎ. ا اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﻛﻔﺎءة إن رﺳﺎﻟﺗﻪ، أداء ﻋﻠﻰ ا ﻗﺎدر ﺣﺎذﻗﺎ، ﻣﻌﻠﻣﺎ ﻣﻧﻪ ﻟﺗﺻﻧﻊ وﺣدﻫﺎ ﺗﻛﻔﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﺗﻣﺗﻊ أن اﻟﻣﻌﻠم ﻋﻠﻰ ﻳﺷﺗرط ﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ وﻳﺣﺳن اﻟﺿرورﻳﺔ اﻵﻟﻳﺎت ﺗوظﻳف ﻣن ﻳﺗﻣﻛن وﻟم اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻲ ﻟﻠﺛﺎﻟوث اﻷﺧرى اﻟﻣﻛوﻧﺎت دور ذﻫﻧﻪ ﻋن ﻏﺎب إذا اﻟﺗ اﻟﺗﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟوﺿﻌﻳﺎت ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻊ ار ﺑﺎﺳﺗﻣر ﺗﻛﻳﻳﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﻳﻌﻣﻝ اﻟﺗرﺑوﻳﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﻳﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ أﺛﻧﺎء ﺗواﺟﻬﻪ. ﻷﻧﻬﺎ اﻟﺗرﺑوﻳﺔ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻛﻧﻬﻬﺎ ﻳدرك وأن اﻟدﻳداﻛﺗﻳﻛﻲ اﻟﻔﻌﻝ ﻣﻛوﻧﺎت ﺗﺣﻠﻳﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة ﻳﻣﺗﻠك أن اﻟﻣﻌﻠم ﻋﻠﻰ ﻳﻧﺑﻐﻲ ﻟذا، ﺗﻧﺷﻳطﻬﺎ ﺑﺣﺳن ﻣرﻫون وﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ﺑرﻣﺗﻬﺎ اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻋﻠﻳﻪ ﺗرﺗﻛز اﻟذي اﻷﺳﺎس. ﻳﺳﻬر أن أﻳﺿﺎ ﻋﻠﻳﻪ ﻳﻧﺑﻐﻲ ﻛﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﺗﻔﻌﻳﻝ اﻟﻛﻔﻳﻠﺔ واﻟظروف اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ واﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت ﺗوﻓﻳر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗوﺧﺎة اﻟﺗرﺑوﻳﺔ اﻷﻫداف ﺗﺣﻘﻳق أﺟﻝ ﻣن اﻟﺻﺣﻳﺣﺔ اﻟوﺟﻬﺔ وﺗوﺟﻳﻬﻬﺎ اﻟﻣﻛوﻧﺎت ﻫذﻩ ﺑﻳن ﺗرﺑط اﻟﺗﻲ اﻟﺗﺑﺎدﻟﻳﺔ. ﻫذﻩ ﺑﻳن ﺗﺳود اﻟﺗﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت طﺑﻳﻌﺔ ﻋن اﻟﻛﺷف إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎﻝ ﻳﺳﻌﻰ اﻟﻣﻧطﻠق، ﻫذا وﻣن ﻛﻠﻬﺎ اﻟﻌﻧﺎﺻر) اﻟﻔﻌﻝ ﻣﻛوﻧﺎت اﻟدﻳداﻛﺗﻳﻛﻲ( اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ إﻧﺟﺎح ﻓﻲ إﺳﻬﺎﻣﻬﺎ وﻣدى اف اﻷطر ﻫذﻩ ﺑﻳن اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت ﺗﻔﺳﻳر ﻧﻔﺳﻪ اﻵن ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻻ اﻟﺗﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ. اﻟداﻟﺔ اﻟﻛﻠﻣﺎت: اﻟدﻳداﻛﺗﻳك، ﻣﻳﺔ اﻟﺗﻌﻠ اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ، اﻟﺗرﺑوﻳﺔ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ، اﻟﺑﻳداﻏوﺟﻳﺔ اءات اﻹﺟر. اﻟﻣ ﻘدﻣـــﺔ ﻣﺻطﻠﺢ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻫﻣﻣت ﻟﻘد) اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺎﺗﻲ( ﻋن ﺑدﻻ) اﻟدﻳداﻛﺗﻳﻛﻲ( ﻳﺗﺳﺎءﻝ أن اﻟﻛرﻳم اﻟﻘﺎرئ ﻋﻠﻰ ﺧﺷﻳت أﻧﻲ ﻟوﻻ اﻟﻛرﻳم اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻳظﻝ أن أرﻳد وأﻧﺎ اﻟﺟدﻳد، اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺑﺷﺄن ﻓﻲ اﻟﺟدﻳد اﻟوﺻف اﺳﺗﺧدام ﻓﻲ اﻟﺗوﻓﻳق ﺑﻣدى اﻟﺑﺎﻝ ﻣﻧﺷﻐﻝ ﺑﺎﻟﻣو ﻣﻬﺗﻣﺎ أرﻳدﻩ ﻣﺎ ﺑﻘدر اﻟﺳﻳﺎق، ﻫذا ﻋﻠﻰ ا ﻣرﻛز ﺿوع، ﻣﺣﺗواﻩ. ﻓﻠﻔظ) اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺎﺗﻲ( ﻛﻠﻣﺔ ﻳﻘﺎﺑﻝ ﻣﺎ اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ ﻫو) didactique ( اﻟﻔرﻧﺳﻳﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ. أن وطﺎﻟﻣﺎ) didactique des langues ( ذوو اﺗﻔق ﻗد ﺑـ ﺗرﺟﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص) اﻟﻠﻐﺎت ﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ( ﻣن ﻣﺎﻧﻊ ﻓﻼ، اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻝ اﺳﺗﺧدام) ﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ( اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻋن ﺑدﻻ اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ) دﻳداﻛﺗﻳﻛﺎ.( اﻟوﺻف اﺳﺗﺧدﻣت أﻧﻧﻲ وﻟو) ﺗﻌﻠﻳﻣﻲ( ﻣﺎ ﻛﻠﻣﺔ ﻷن ﺑﺎﻟﻐرض وﻓﻳت ﻛﻧت) ﺗﻌﻠﻳﻣﻲ( ﺗﻌﻧﻲ) enseigné ( وﻟﻳس ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﻳﺔ) didactique ( اﻟﻣﻘﺻود ﻫو ﻛﻣﺎ. ﻛﺎن ﻫﻧﺎ وﻣن ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻋدة اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﻧﺟد أﻧﻧﺎ إﻟﻰ اﻹﺷﺎرة ﻣن ﻻﺑد اﻟواﺣد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﻠﻣﺻطﻠﺢ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ. وﻟﻌ إﻟﻰ وﻛذﻟك اﻟﺗرﺟﻣﺔ، ﻣﻧﺎﻫﻝ ﺗﻌدد إﻟﻰ اﺟﻊ ر ذﻟك اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻟﻐﺔ ﻓﻲ وﺣﺗﻰ اﻟﻌرﺑﻳﺔ، اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ادف اﻟﺗر ظﺎﻫرة ادف اﻟﺗر ﻧﻘﻝ أﺧرى ﻟﻐﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺗرﺟم ﻓﺈذا اﻷﺻﻠﻳﺔ، إﻟﻳﻬﺎ. ﻓﻲ اﻹﻧﺟﻠﻳزﻳﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺎة اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺗﻌدد ذﻟك وﻣن اﻟظﺎﻫرة ﻫذﻩ ﻋﻠﻰ واﻟﺷواﻫد واﻷﻣرﻳﻛﻲ، اﻟﺑرﻳطﺎﻧﻲ ﺷﻘﻳﻬﺎ ﻛﺛﻳرة وﻫﻣﺎ ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﻳﺔ، أم ﺑﺎﻹﻧﺟﻠﻳزﻳﺔ اﻷﻣر ﺗﻌﻠق ﺳواء اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻧوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﺻر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻔﻛر ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻳﺄﺧذ اﻟﻠﺗﺎن اﻟﻠﻐﺗﺎن ﻣﺻطﻠﺢ وﻣﻧﻬﺎ ﺑﻪ، اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ واﻟﻣﻌﺎرف ﺧطﺎﺑﺎﺗﻪ) Didactique ( * ﺗﻳﺎرت ﺧﻠدون، اﺑن ﺟﺎﻣﻌﺔ واﻟﻠﻐﺎت، اﻵداب ﻛﻠﻳﺔ اﺋر اﻟﺟز، . ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺑﺣث اﺳﺗﻼم26 / 10 / 2011 ﻗﺑوﻟﻪ وﺗﺎرﻳﺦ، 8 / 5 / 2012 .

عابد بوهادي.pdf

Embed Size (px)

Citation preview

.مجيع احلقوق حمفوظة. اجلامعة األردنية/ عمادة البحث العلمي 2012 ©

2012، 2، العدد 39، العلوم اإلنسانية واالجتماعية، المجلد دراسات

- 367 -

تحليل الفعل الديداكتيكي

]مقاربة لسانية بيداغوجية[

* بوهـادي عابد

صـلخميتناول المقال محاولة لتحليل مكونات الفعل الديداكتيكي والعالقات التفاعلية التي تربط بين عناصره بشكل ثنائي وكلي

- الديداكتيكي نواة العملية التعليمية في اآلن نفسه، وذلك بغية تحقيق االنسجام بين مختلف األطراف حيث يعتبر الفعلالتعلمية وجوهرها مهما اختلفت المقاربات البيداغوجية المختارة، والمناهج التربوية المطبقة، واإلجراءات البيداغوجية

.المتخذة، وطرائق التدريس المتبعة في تعليمية مادة معرفية معينةايته بأدوار المكونات األساسية للمثلث الديداكتيكي ومدى فعاليتها، والحقيقة أن نجاح المدرس في مهمته يتوقف على در

وصحة تصوره النسجام العالقات التفاعلية التي تنشأ بينها، وادراكه لمختلف المراحل التي تقطعها المعرفة في تدرج .مفاهيمها انطالقا من مصادرها األصلية حتى تدمج ضمن مكتسبات المتعلم

لتي يشترط على المعلم أن يتمتع بها ال تكفي وحدها لتصنع منه معلما حاذقا، قادرا على أداء رسالته، إن الكفاءة العلمية اإذا غاب عن ذهنه دور المكونات األخرى للثالوث التعليمي ولم يتمكن من توظيف اآلليات الضرورية ويحسن استخدامها

.ي تواجهه أثناء ممارسته للعملية التربويةويعمل على تكييفها باستمرار مع مختلف الوضعيات التعلمية التلذا، ينبغي على المعلم أن يمتلك القدرة على تحليل مكونات الفعل الديداكتيكي وأن يدرك كنهها وأبعادها التربوية ألنها

.األساس الذي ترتكز عليه العملية التعليمية برمتها ونجاحها مرهون بحسن تنشيطهاعلى توفير اإلمكانات والوسائل التعليمية المناسبة والظروف الكفيلة بتفعيل العالقات كما ينبغي عليه أيضا أن يسهر

.التبادلية التي تربط بين هذه المكونات وتوجيهها الوجهة الصحيحة من أجل تحقيق األهداف التربوية المتوخاةمكونات الفعل (العناصر كلها ومن هذا المنطلق، يسعى المقال إلى الكشف عن طبيعة العالقات التي تسود بين هذه

محاوال في اآلن نفسه تفسير التفاعالت المتبادلة بين هذه األطراف ومدى إسهامها في إنجاح العملية ) الديداكتيكي .التعليمية التعلمية

.اإلجراءات البيداغوجية ،المناهج التربوية ،العملية التعليمية التعلمية ،الديداكتيك :الكلمات الدالة

قدمـــةالم

بدال عن )التعليمياتي(لقد هممت باستخدام مصطلح

لوال أني خشيت على القارئ الكريم أن يتساءل )الديداكتيكي(بشأن المصطلح الجديد، وأنا ال أريد أن يظل المتلقي الكريم منشغل البال بمدى التوفيق في استخدام الوصف الجديد في

ضوع، مركزا على هذا السياق، بقدر ما أريده مهتما بالمو هو في الواقع ما يقابل كلمة )التعليمياتي(فلفظ . محتواه

)didactique (باللغة الفرنسية. قد اتفق ذوو ) didactique des langues( وطالما أن

، فال مانع من )تعليمية اللغات(االختصاص على ترجمتها بـ

بدال عن الكلمة ) تعليمية(استخدام المقابل باللغة العربية ما ) تعليمي(ولو أنني استخدمت الوصف ). ديداكتيكا(األجنبية

) enseigné(تعني ) تعليمي(كنت وفيت بالغرض ألن كلمة ومن هنا كان . كما هو المقصود) didactique( بالفرنسية وليس

البد من اإلشارة إلى أننا نجد في اللغة العربية عدة مصطلحات .مقابلة للمصطلح األجنبي الواحد

ل ذلك راجع إلى تعدد مناهل الترجمة، وكذلك إلى ولعظاهرة الترادف في اللغة العربية، وحتى في لغة المصطلح األصلية، فإذا ترجم المصطلح إلى لغة أخرى نقل الترادف

ومن ذلك تعدد المصطلحات المستقاة من اإلنجليزية في . إليهاكثيرة شقيها البريطاني واألمريكي، والشواهد على هذه الظاهرة

في العربية سواء تعلق األمر باإلنجليزية أم بالفرنسية، وهما اللغتان اللتان يأخذ منهما الفكر العربي المعاصر على تنوع

)Didactique(خطاباته والمعارف المتعلقة به، ومنها مصطلح تاريخ . ، الجزائركلية اآلداب واللغات، جامعة ابن خلدون، تيارت*

. 8/5/2012، وتاريخ قبوله 26/10/2011استالم البحث

عابد بوهادي ...تحليل الفعل الديداكتيكي

- 368 -

تعليمية (: الذي يقابله في اللغة العربية عدة ألفاظ منهام التدريس، وعلم التعليم، الديداكتيك، وتعليميات، وعل

، وتتفاوت هذه المصطلحات في االستعمال، ففي )والتدريسيةتجنبا " ديداكتيك"الوقت الذي اختار بعض الباحثين استعمال

ألي لبس في مفهوم المصطلح، نجد باحثين آخرين يستعملون علم التدريس، وعلم التعليم، وباحثين آخرين يستعملون مصطلح

صطلح تدريسية، فهو استعمال عراقي غير تعليميات، أما م .شائع

اصطالح قديم جديد، قديم )Didactique( إن كلمة تعليمية، وهو 17حيث استخدم في األدبيات التربوية منذ بداية القرن

جديد بالنظر إلى الدالالت التي ما انفك يكتسبها حتى وقتنا مة فالتعليمية في اللغة العربية مصدر صناعي لكل .الراهن

تعليم، وهذه األخيرة مشتقة من علم أي وضع عالمة أو سمة أما في اللغة من السمات للداللة على الشيء دون إحضاره

اشتقت من األصلصفة )Didactique(الفرنسية فإن كلمة

وتعني فلنتعلم أي يعلم بعضنا بعضا، )Didaktikos( اليونانيم، 1613مرةسنة وقد استخدمت هذه الكلمة في علم التربية أول

,Ratich(وراتيش و )K .Helwig(من قبل كل من كشوف هيلفج

.w( في بحثهم حول نشاطات راتيش التعليمية، وقد استخدمواهذا المصطلح كمرادف لفن التعليم، وكانت تعني عندهم نوعا من المعارف التطبيقية والخبرات، كما استخدمه كامنيسكي

)Kamensky( حيث "الديداكتيكا الكبرى" في كتابه 1657سنة ،أنه يعرفنا بالفن العام للتعليم في جميع مختلف المواد رى ي

التعليمية، ويضيف بأنها ليست فن التعليم فقط بل للتربية .أيضا

استمر مفهوم التعليمية كفن للتعليم إلى أوائل القرن التاسع تعشر حيث ظهر الفيلسوف األلماني فردريك هيربار

)Herbert. F 1770-1841( الذي وضع األسس العلمية ،للتعليمية كنظرية للتعليم، تستهدف تربية الفرد، فهي نظرية تخص النشاطات المتعلقة بالتعليم فقط، أي كل ما يقوم به

ضرورية المعلم من نشاط، وما يتخذه من إجراءات وأساليبلتزويد المتعلمين بالمعارف، وبالتالي اعتبر الوظيفة األساسية

.للتعليمية هي تحليل نشاطات المعلم في المدرسةظهر في بداية القرن العشرين تيار التربية الجديدة بزعامة

، ليؤكد أهمية النشاط الحي )Dewey 1952-1959.J( جون ديويوالفعال للمتعلم في العملية التعليمية معتبرا التعليمية نظرية

لمعاصرين أنومن تعاريف العلماء ا. ال للتعليم )1(للتعلم

الديداكتيك شق من البيداغوجيا موضوعه التدريس، وقد كمرادف للبيداغوجيا )Lalande( 1988(استخدمه الالند

كما أن الديداكتيك علم تطبيقي موضوعه تحضير )2(أوللتعليم

وتجريب استراتيجيات بيداغوجية لتسهيل إنجاز المشاريع، فهي ال يتم إال باالستعانة علم تطبيقي يرمي إلى تحقيق هدف عملي

بالعلوم األخرى كالسوسيولوجيا، والسيكولوجيا، واإلبستمولوجيا، فهي علم إنساني تطبيقي موضوعه إعداد وتجريب وتقديم وتصحيح االستراتيجيات البيداغوجية التي تتيح بلوغ األهداف العامة والنوعية لألنظمة التربوية، ونهج أو أسلوب معين لتحليل

، ودراسة علمية لتنظيم وضعيات التعلم )3(التعليميةالظواهر التي يعيشها المتربي لبلوغ هدف عقلي أو وجداني أو حركي، كما تصب الدراسات الديداكتيكية على الوضعيات العلمية التي يلعب فيها المتعلم الدور األساسي، بمعنى أن دور المعلم هو

تعليمية بما يالئم تسهيل عملية تعلم التلميذ، بتصنيف المادة الحاجات المتعلم، وتحديد الطريقة المالئمة لتعلمه مع تحضير األدوات المساعدة على هذا التعلم، وهذه العملية ليست بالسهلة، إذ تتطلب مصادر معرفية متنوعة كالسيكولوجيا لمعرفة الطفل وحاجاته، والبيداغوجيا الختيار الطرق المالئمة، وينبغي أن

تحقيق أهداف على مستوى السلوك، أي أن يقود هذا إلىتتجلى نتائج التعلم على مستوى المعارف العقلية التي يكتسبها المتعلم وعلى مستوى المهارات الحسية التي تتجلى في الفنون

.)Lavallé()4(والرياضيات وعلى المستوى الوجداني عرض الموضوع

تربوية يتفق رجال التربية والتعليم في مختلف األنظمة العلى أن عملية التعليم هي أوال ممارسة في الميدان وأن الفعل التربوي شديد التعقيد، لكونه يتطلب دراية دقيقة وكافية بمجموعة من العناصر التي تدخل في تشكيل روابط بين

حيث ال يمكن للعملية التعليمية )5(مكونات المثلث الديداكتيكييراع فيها احترام المعايير أن تتم بنجاح إذا لم التعلمية -

التربوية والبيداغوجية الضرورية التي تسمح بتوفير العوامل المناسبة لتأسيس العالقات بين مختلف مكونات الثالوث

.البيداغوجي وتساعد على تفاعلهاوالواقع أن االنتقال من المقاربة باألهداف إلى المقاربة

المشرفون بالكفاءات يدخل ضمن هذا التصور الذي يسعىعلى النظام التربوي من خالله إلى تحقيق التحسن واإلصالح

إذا نحن أردنا االبتعاد فعال عن (ألنه، ليس من المعقول أن نقرر االنتقال من وضعية إلى أخرى دون ) االرتجال والترقيع

أن نتأكد، أو نتصور على األقل، أن هذا اإلجراء سيقودنا فعال يقتضي منا دراسة وهذا. ما إلى اإلصالح أو إلى تحسن

األسباب وتحليل النتائج والقيام بعملية تقويمية شاملة لكل مكونات المثلث الديداكتيكي باإلضافة إلى استشارة واسعة لكل المتعاملين مع العملية التربوية، كما يقتضي االستعانة بالخبراءالمتخصصين واالستفادة من التطور العلمي والتكنولوجي في

2012، 2، العدد 39، العلوم اإلنسانية واالجتماعية، المجلد دراسات

- 369 -

ل التربية وعلم النفسمجاوسيكولوجية التعلم واللسانيات وتعليمية اللغات وغيرها مما

.)6(له صلة بالموضوعلذلك فإن االستفادة من النظريات اللسانية في مجال التعليمية يؤدي إلى تقاطع منهجي بين اللسانيات العامة وعلم

رائقالتطبيقية وطالنفس التربوي من جهة، وبين اللسانيات وفي ظل هذه التوأمة . التعليم البيداغوجي من جهة أخرى

كما أن موضوع . المنهجية يتحدد اإلجراء التطبيقي للتعليميةالبيداغوجيا يرمي إلى بناء عقيدة تربوية تكون في الوقت ذاته، نظرية تطبيقية، إذ ليست البيداغوجية علما أو تقنية أو فلسفة

ه كل هذه األشياء منظمة أو فنا فحسب، بل هي في الوقت ذاتحسب ارتباطات منطقية حيث يقدم علم االجتماع وعلم النفس

)7(.األسس العلمية للبيداغوجيايعتبر فعال بيداغوجيا كل تدخل للمدرس، لفظيا كان أو غير لفظي، يتوخى من خالله إقامة تواصل مع التالميذ قصد

أو استحسان ، )معرفة أو مهارة أو أي شيء آخر(تبليغ إرسالية سلوك التالميذ، أو إحداث تغيرات على مواقفهم وضبط

.)8(نشاطهمسيكولوجيا قد ال يشكل التعلم موضوع الديداكتيك، ولكن

التعلم، والنظريات التي تفسر ميكانزمات حدوث التعلم وطبيعته أو عنصرا هاما لولوج لدى الكائنات البشرية تشكل مدخال

وبمعنى أوضح إنها عناصر . تيكيالنسق أو النموذج الديداكأساسية إلنشاء أية نظرية علمية حول التدريس ولكنها ال تشكل

والشيء نفسه ينطبق على الدراسات التي . موضوعا للديداكتيك

تهتم بكل من المدرسة والمجتمع بشكل عام حيث يتم التعلم، تلك الدراسات التي وان اندرجت ضمن ما يعرف بسوسيولوجيا

إال أنها تبقى ضرورية لكل نشاط ديداكتيكي في مستواه التربية .النظري والعملي

أما إدراج البحث ضمن هذا التصور، فمعناه أن البحث األسس الموضوعية لتحديد تقنيات وضع العلمي يمكن من

إنه العنصر الدينامي . التدريس ووسائله واختيار األهداف .)9(تهوالضروري في إنشاء أي علم مهما كانت مجاال

تتمحور الدراسات الديداكتيكية حول الوضعيات التعلمية، دور حيث يقتصر التي يلعب فيها المتعلم الدور األساسي

األستاذ على التوجيه وتسهيل عملية تعلم التلميذ، فيركز اهتمامه بشكل خاص على تصنيف المادة التعليمية تصنيفا

يقة المالئمة تربويا يستجيب لحاجات التلميذ، ويحدد الطر لتعلمه، ويحضر الوسائل التعليمية الضرورية المساعدة على

وهذا يتطلب منه االستعانة بعلم النفس لمعرفة . هذا التعلمالطفل من حيث مراحل نموه وقدراته وحاجاته، وبالبيداغوجيا والتعليمية لتحديد طرائق التدريس المناسبة والتكيف مع

كل هذا من أجل تحقيق أهداف و . وضعيات التعلم المختلفة .)10(العملية التعليمية التعلمية

العملية التعليمية في تنظيم يوضح الرسم الموالي كيفية المكونة للفعل ناصرالع تفاعلحيث ت الوسط المدرسيتسعى معينة وضعيات تعلمعالقات تبادلية و الديداكتيكي في

.إلى تحقيق االنسجام فيما بينها

)1(رسم رقم

المدرسة المتعلم المدرس

األھداف

التدريس

البحث

لتعلما

البرمجة

التقويم

العمل الديداكتيكي

التنفيذ ماذا ؟ كيف؟ متى؟

عابد بوهادي ...تحليل الفعل الديداكتيكي

- 370 -

الديداكتيك الدراسة العلمية لتنظيم ومن هذا المنظور تعتبر وضعيات التعلم التي يعيشها المتعلم لتحقيق أهداف تعليمية

منها ما هو عقلي يتمثل في تلقي المعرفة والعلم، ومنها ،معينةكتعلم بعض القيم، والمواقف، ومنها ما هو ما هو وجداني

...ياضات، والفنون وغيرهاكمختلف الر ـ حركي حسي لكذبفهي . وتتطلب الدراسة العلمية االلتزام بالمنهج العلمي

مجموع الخطابات التي أنتجت حول تعليم اللغات سواء أتعلق وقد نشأت في بدايتها . األمر بلغات المنشأ أم اللغات الثانية

مرتبطة باللسانيات التطبيقية مهتمة بطرائق تدريس اللغات، ثم تحت على حقول مرجعية مختلفة طورت مجاالت البحث في انف

، وأصبحت تهتم بمتغيرات عديدة )تعليمية اللغات(الديداكتيك .)11(من متغيرات الفعل البيداغوجي

مكونات المثلث الديداكتيكي• ثالثة عناصر على يةعلمتتأسس العملية التعليمية الت

ينشأ من مجموع الفعل التربوي الذي حولها أساسية يتمحورالعالقات التفاعلية المتداخلة بين األطراف حيث يستمد الفعل

:ها، وتلك األطراف هيالتربوي أهميته من مدى تفعيل دور م الركن األساسي في العملية يعتبرالمتعل :مالمتعل ) 1(

م التعليمية، بل هو سبب وجودها، لذا، ينبغي معرفة قدرات المتعل يمكن االستفادة ،وفي هذا الصدد. خصيووسطه، ومشروعه الش وغيرها من العلوم وعلم النفس االجتماعي من سيكولوجية النمو

.مالتي تعيننا على معرفة مختلف الجوانب لدى المتعل م أن يتصف بمواصفات تتناسب ينبغي للمعل : مالمعل ) 2(

ة المسندة إليه وأن تكون له قدرة على التخطيط وقابلية والمهم واالستفادة من علوم اللغة ،باستمرار جديد مستواه المعرفي لت

.م وغيرهاالمختلفة كاللسانيات ونظريات التعل المادة التعليمية المقررة في ظل المنهاج (المعرفة ) 3(

ينبغي للمعرفة أن تتميز بالتدرج في ): التربوي المختار للتطبيق .)12(الحقاوتتفرع إلى أنواع سنفصل القول فيها . مفاهيمها

أو ( المثلث الديداكتيكيويطلق على هذه العناصر مجتمعة مع اختالف بين العلماء حول العنصر الثالث ) البيداغوجي

حيث يرى بعض الباحثين أولوية استبدال المنهاج التربوي وذلك بغرض تنفيذ مكونات الفعل التربوي بكيفية تتيح فة،عر مبال

معنية بالعملية البيداغوجية، للتالميذ التعلم على ضوء أهدافمها يجب أال حين نتحدث عن تعليم اللغات وتعل ذلك أنه

ينصرف ذهننا إلى بساطة القضية، فهذا ميدان يشتمل على مية ثم إن العملية التعليمية التعل . عدد كبير من التخصصات

الكفايات : هي عبارة عن نسق متفاعل من العناصر، يشمل ...لوسائل والمدرس والمتعلموالمادة والطرائق وا

والعالقات التفاعلية تؤثر وتتأثر فتنشأ عنها تحوالت تحدث داخل العملية التعليمية ويمكن أن نحصر هذه المؤثرات في اإلجابة عن بعض األسئلة التي تدور حول محاور نسقية معينة

:منها على سبيل المثالمعرفة، وهل م وما مواصفاته، وما عالقته بالمن هو المعل -

سيتقبل تبادل األدوار؟م وما عالمه المركزي وظروفه الخاصة من هو المتعل -

ودافعيته وقدراته، وما هي المعرفة التي سيستوعبها في الوضعية الديداكتيكية؟

بأي وسيلة يمكن تحقيق المردودية القصوى للعالقة - الديداكتيكية؟

عالقة بينها وبين لماذا هذه العالقة الديداكتيكية وما ال - م؟المشروع الشخصي للمتعل

كيف سيكون التنظيم الواقعي للوضعية الديداكتيكية؟ -وأخيرا ما موضوع الوضعية الديداكتيكية وبأي نقل -

ديداكتيكي مرت المعرفة موضوع الوضعية الديداكتيكية؟

هذه التفاعالت تعكس ثالث عالقات تفاعلية، كل واحدة ية ديداكتيكية معينةمنها تحيل إلى وضع

)2(رسم رقم

الكفاءات

التقويم

الدعم

الطرائق الوسائل

المعلم االمتعلم

المعرفة

2012، 2، العدد 39، العلوم اإلنسانية واالجتماعية، المجلد دراسات

- 371 -

لهذا النسق عوامل خارجية مؤثرة أو مدخالت وعمليات و تحدد هذه . تفاعلية بين عناصرها واستجابات أومخرجات

العوامل من مدخالت ومخرجات عالقات التفاعل التي تحدث بين العملية التعليمية ومحيطها، وتشير العمليات إلى عالقات

.ير والتأثر والتحوالت التي تتم داخل العملية التعليميةالتأثيقصد بالمدخالت كل ما تستقبله العملية التعليمية في محيطها المباشر حيث يشكل منطلقا لها مثل المعارف ووضعية

.انطالق المتعلمين وغيرهاكل التحوالت والتغييرات فهو ،أما المقصود بالعملياتر فيما بينها وما يحدث داخل الناجمة عن تفاعل العناص

العملية التعليمية، مثل عملية تبليغ المعارف من لدن المعلم واستقبالها من قبل المتعلم، وكافة أشكال التبادالت الوجدانية

.وما يترتب عنها من تحوالت في مواقف واتجاهات المتعلمينأما المخرجات فنعني بها كل ما ينتج عن هذه العمليات من

نتائج فعلية، مثل ما يحدث لدى المتعلم من تغيرات آثار و معرفية من جراء ما تلقاه واستوعبه من معارف وأنجزه من

.مهاراتعمليات تقويمية ولعل ما عرفه النظام التربوي من

من المقاربة باألهداف إلى به واالنتقال ية متتابعة إصالحالمقاربة بالكفاءات هو تحول طبيعي ناتج عن تشخيص

موعة من االختالالت طالت العملية التعليمية برمتها، بالرغم مجمن أن التغيير أو باألحرى اإلصالح اقتصر على المناهج

وهذا . التربوية ولم يتجاوزها إلى غيرها من المكونات األخرىعلى –في تقدير ممارسي التربية الميدانيين ليس حال كافيا

يتطلب ،لناجعألن العالج ا -األقل في المدى المنظورفيعمد إلى ، ا من أجل تحديد أسباب الفشلا دقيق تشخيص

وهذا ها،ز يوتعز هادعملاستئصالها والتعرف على عوامل القوة يجنبهم أسلوب التعامل مع ما يمكن المشرفين من تقويم حقيقي،

وهو في ) traitement symptomatique(األعراض الظاهرة، .إلى األمامقفز على الواقع، وهروب تصوريعملية اإلصالح ينبغي أن تشمل كل مكونات الثالوث إن

الديداكتيكي وهو أمر يستدعي دراسة جدية دقيقة لكل مكونات ، نالفعل التربوي وتحليل وضعياتها، وال يتأتى لنا ذلك ما لم نتبي

بشكل واضح ودقيق ما يجري بين عناصر العملية التربوية من ، فهي متكامال ذه األطراف تشكل كال عالقات وتفاعالت، ألن ه

متين، عقد ديداكتيكيتتفاعل فيما بينها بانسجام حيث يربطها بأحدها دون األطراف فال يمكن الفصل بينها وال االهتمام

بل ينبغي أن نأخذ بعين االعتبار كل أطراف العالقة .األخرىم م والمتعل الديداكتيكية، وهي عالقة نوعية تتأسس بين المعل

ومحيط تربوي والمعرفة في زمن محدد،

.نمعي العالقات الديداكتيكية التفاعلية• لوضعية جد معقدة عاما الثالوث الديداكتيكي هيكال د يع

،تتعدد فيها التداخالت في كل قطب من األقطاب الثالثة، فال يمكن الفصل ومنسجم تبطاوبشكل مر ،الكونها تشتغل كلي

ت الوضعية الديداكتيكية موضوع التحليل إذ ا كانهمبينها متتبادل التفاعالت بين قطبين وفي اآلن ذاته بين األقطاب

م كمثال، فإذا أخذنا المتعل . متعدد االتجاهات الثالثة بشكل كلي . فال يمكن عزله دون أن نأخذ بعين االعتبار القطبين اآلخرين

تعكس ثالث األمر الذي يجعلنا أمام مجموعة من التفاعالت .عالقات، كل واحدة منها تحيل إلى وضعية ديداكتيكية معينة

" يطلق على هذه العالقة : مم والمتعل عالقة المعل – 1بالنظر إلى أهميتها ) contrat didactique" (العقد الديداكتيكي

ألنها بمثابة التزام يربط بين الطرفين للقيام بما يخدم العملية تنشيطها، ويعتبر العقد الديداكتيكي التعليمية ويعمل على

مجموع القواعد المنظمة للعالقات بين مختلف أطراف الوضعية م على حد سواء، م والمعل الديداكتيكية، فيحدد مكانة المتعل

وينظم مختلف أشكال التفاعالت بينهما وبين القطب الثالث أال ونة، إذ ويتميز العقد الديداكتيكي بالحركية والمر . وهو المعرفة

،أو تتطور قد تتغيرعدة قواعد، خالل وضعية ديداكتيكية معينة، rupture de(فيفسخ العقد الديداكتيكي ،اربما تختفي كلي أو

contrat(ومن الممكن أن تظهر قواعد أخرى جديدة ،. مفاهيم التلميذ تنتج فإن )Brousseau( )13(بروسو وحسب

الوضعيات التي يتعرض عن التفاعل المتبادل والمستمر بين لها هذا األخير، حيث يتم خاللها استغالل مكتسباته السابقة

،مرفض، وهنا طبعا يتدخل المعل أو ت م ل أو تتم التي قد تعد انطالقا من اختيارات مدروسة للمسائل المقترحة، بحيث تسمح

أو هذه المسائل للتلميذ بقبولها واالستجابة لها بنشاط حركي أو إحداث النمو من خالل إثراء مكتسباته ذهني أو شفهي

م في هذا النشاط بالوضعيات ويستعين المعل . بالنشاط الذاتي .ذات المرجعية التعليمية

الذي ) الديداكتيكي(استعمل بروسو مفهوم العقد التعليمي يدل على كل التفاعالت الواعية والالواعية التي تحدث بين

والعقد التعليمي بدأ . اب المعرفةالمدرس وتالميذه حول اكتسالذي يرى أنه Brousseauشيئا فشيئا في البروز بفضل أعمال

يهتم بسلوكات المدرس المتوقعة من التالميذ وكذا سلوكات . التالميذ المتوقعة من المدرس، وعالقات االثنين بالمعرفة

ويعرف بأنه مجموعة القواعد التي تسير النشاط بين مختلف ".لين في الوضعية التعليميةالمتعام

إال عندما يخترق المعلم أو الديداكتيكيوال يظهر العقد

عابد بوهادي ...تحليل الفعل الديداكتيكي

- 372 -

ى عن تحقيق ما هو مطلوب التلميذ العالقة التعليمية ويتخل يرمي الديداكتيكيويرى بروسو أن التفاوض الدائم للعقد . منه

إلى مراجعة أهداف التعلم على ضوء الجهد المطلوب من إن . قد يتجاوز قدراتهم في االنخراط واالنجازالتالميذ والذي

رغبة المعلم هي نجاح التالميذ في انجاز مهمة ما، لذلك ،لمساعدتهم، وكلما كانوا عاجزين عن االنجاز يحدث له ميل

وتقريب المفاهيم م لهم المساعدة من خالل الشرح يقد أو يتبع خطوات بسيطة في حل المستعصية عليهم،

بحثه عن مخرج يؤدي بالتالميذ إلى إيجاد وفي . المشكالت .الديداكتيكيالجواب المنتظر، يحدث تأثير سلبي على العقد

ف بروسو هذا السلوك في عالقته بسير الدرس إلى وقد صن :مجموعة من األفعال والظواهر منها

عندما يصادف التلميذ صعوبة : Effet topazeأثر توباز علم بتغيير المسائل المطروحة تدخل الم" يحدث أثر توباز وهو

عند مالحظة هذه الصعوبة، وهذا باختيار مسائل أخرى تسمح تغيير المسائل مع (بإعطاء مؤشرات حول المسألة األولى

، وفي هذه الحالة ال يقوم التالميذ بالجهد )الحفاظ على المعنى .الالزم الكتساب المعرفة المنشودة، وبالتالي ال يتحقق الهدف

يسمى هذا األثر بظاهرة :effet Pygmalionاليون أثر بجمالتوقعات، فكلما كانت توقعات المعلم عن انجازات التالميذ بأنها ستكون جيدة أو متوسطة أو ضعيفة، كلما كان التفاعل معها حسب الوضعيات المتوقعة، أي أن مستوى التالميذ قد

.يكون على قدر المستوى المتوقعالفهم "ويسمى كذلك سوء :Effet gordiensأثر جوردن

فالمعلم كي يتجنب . ، وهو شكل من أشكال أثر توباز"األساسيالنقاش مع التالميذ حول المعرفة، وكذا ألجل أن يتجنب وقوع الفشل، يفضل التعرف على مؤشر عن المعرفة من خالل

سلوكات أو إجابات التالميذ رغم أنها مبررة بصفة ساذجة :Le glissement métacognitifلمعرفة االنزالق ما وراء ا

عندما يفشل المعلم في أحد نشاطاته، يمكنه أن يهتدي إلى تبرير ما، وبالتالي يستمر في فعله، ويتخذ من شروحاته

.وأساليبه مواضيع للدراسة مكان المعرفة المقررة :L’usage abusif de l’analogieاالستعمال المفرط للتشابه

لة توضيحية جيدة إذا استعمل بصفة مسئولة، التشابه وسيد يعلكن استعماله في العالقة التعليمية قد يؤدي إلى إنتاج فعل

ال بد من ،ن معي م فعندما يخفق بعض التالميذ في تعل . توبازإال أن التالميذ يسعون إلى ه،نفس فرصة ثانية حول الموضوع

سابقة، وبالتالي اكتشاف التشابه بين المسألة الحالية والمسألة ال يكون الحل قد أتى نتيجة استعمال

، وليس نتيجة استثمار في المشكل، مؤشرات التعليمية

فالنشاط الديداكتيكي يغطي مجاالت عديدة تتجاوز االنشغال بأطراف المثلث ليمتد إلى االهتمام بجوانب أخرى أكثر عمقا

حيث تسعى إلى معرفة كيف تصل مجموع العالقات وحيوية لتفاعلية داخل الوضعية الديداكتيكية إلى إعطاء مردوديتها ا

القصوى؟تهدف هذه العالقة إلى تجسيد : عالقة المتعلم والمعرفة -2

ويقصد بالتمثالت عموما تلك (Représentations) التمثالتالمنظومة المعرفية التي تسمح للفرد بتفسير الظواهر ومواجهة

ونعني بالتمثالت ههنا . طهالمشاكل التي يصطدم بها في محيالكيفية التي يوظف بها الفرد معرفته السابقة لمواجهة مشكل

وتتشكل التمثالت المعرفية حسب . معين في وضعية معينة :عبر مراحل ثالث )Bruner(برونر وهي مرحلة تشكيل المفهوم وتتأسس : المرحلة العلمية•

ألشياءالحركي والتفاعل المباشر مع ا-على الفعل الحسيتبنى هذه المرحلة على ) Iconique( المرحلة األيقونية•

الصورة الداخلية أو الذهنية لألشياء حيث يستحضر الفرد .المتعلم صورة األشياء عوض المفاهيم

وهي مرحلة التجريد واستخدام الرموز : المرحلة الرمزية• وتركيز الخبرات المكتسبة وتكثيفها في جمل وعبارات ذات

ويتم تشكيل . ت رمزية أو في معادالت رياضية رمزيةدالال مرحلة تشكيل المفهوم: التمثالت المعرفية للمفاهيم بين مرحلتين

)14(.ومرحلة تعلم اسم المفهوموينبني مفهوم التمثل في المجال الديداكتيكي على مجموعة

:من األسس منها .ذهنية ضمنية ببنيةارتباط تمثالت التالميذ - .شكال أو نمطا تفسيريا للوضعيات البنيةهذه تكون -ذات طابع فردي واجتماعي من حيث البنيةتكون هذه - .التكوين

في محاولة تحديده لمفهوم giordan)(وقد طرح جيوردان :التمثل ما يلي

وهو عبارة عن مجموعة األسئلة التي تستدعي : المشكل - .توظيف التمثالت

مجموع المعارف التي ويتشكل من: اإلطار المرجعي - .يوظفها المتعلم أثناء تفاعل تمثالت سابقة مع التمثل الرئيسي

وهي مجموع األنشطة الذهنية التي : العمليات الذهنية - .يتحكم فيها المتعلم

وتعني كل ما يسمح بإعطاء معنى : الشبكة الداللية - للتمثل، وذلك إنطالقا من اإلطار المرجعي،

.المشار إليها آنفاوالعمليات الذهنية وهي مجموع العالمات والرموز الموظفة خالل : الدوال -

2012، 2، العدد 39، العلوم اإلنسانية واالجتماعية، المجلد دراسات

- 373 -

.مرحلة إنتاج وتكوين التمثليمكن أن نستنتج مما سبق أن التمثالت هي نتاج من جهة، وسيرورة نشاط وبناء للواقع في الذهن من جهة أخرى، ويتم ذلك عبر ما يكتسبه المتعلم عن طريق الحواس، وعن طريق

قات القائمة بينه وبين األفراد والجماعات خالل حياته، العال .والتي تصبح راسخة في ذهنه

بيد أن هذه المعطيات تكون مصنفة ومرتبة وفق نظام خاص للترميز، في إطار منظومة معرفية شاملة ومنسجمة في

ألن . عالقاتها مع اهتمامات المتعلم والمهام التي يقوم بهاوالعالم من حوله بناء على رؤيته المتعلم يفسر المعلومات

م يتم من خالل المالحظة والمعالجة وأن التعل الشخصية،والتفسير أو التأويل ومن ثم تتم المواءمة أو التكييف للمعلومات

بناء على البنية المعرفية لدى الفرد، وأن تعلمالفرد إنما يتم عندما يكون في سياقات حقيقية واقعية

.)15(تحقيق المعاني لديهوتطبيقات مباشرة لالتمثالت أنساق تفسيرية يوظفها االمتعلم لفهم العالم من ف

حوله وتفسيره بكيفية قد تتعارض في كتير من األحيان مع لذلك يجد المدرس صعوبة في محوها بل كتيرا ما . العلم

تتعايش التمثالت جنبا الى جنب مع الحقائق العلمية في أذهان .المتعلمين

ل رهين بدرجة نضج المتعلم وقد تم الكشف عن إن التمثوجود تطابق بين المعطيات المتعلقة بنمو الذكاء عند الطفل

كما أنه رهين كذلك بالسياق . والتمثالت المناسبة لكل مفهوماالجتماعي والثقافي الذي يصدر فيه، فالوسط السوسيوثقافي

نبثق هذه وت. يلعب دورا أساسيا في ترسيخ بعض التمثالثاألخيرة من مجموع المعلومات المنقولة عن طريق وسائل

فالمعرفة . اإلتصال والكتب وتمثل المجتمع للمفاهيم العلميةالحقيقية هي التي يبنيها المتعلم انطالقا من تمثالته حول

.الموضوع المراد تدريسهعلى فكرة أن ما ) Piaget(وبياجيه ) Bruner(ويتفق برونر

عقل يجب أن يكون قد تم بناؤه من قبل الفرد يحصل في الالمتعلم عن طريق المعرفة واالكتشاف مع التركيز على عملية

. للمعرفة) Acommodation(والتكييف ) Assimilation( التمثلذلك أن استعمال آليتي التمثل والتكيف يقودان إلى التوافق

)Adaptation.(

المعارف المكتسبة حيث إن التمثالت السابقة تصفي وتنتقي

يتم تتميمها وتحديدها وتحويلها، الشيء الذي ينتهي بتشكيل هي شكل من بياجيهألن عملية التعلم عند . تمثالت جديدة

أشكال التكيف من حيث هو توازن بين استيعاب الواقع ضمن نشاط الذات وتالؤم خطاطات الستيعاب الواقع والمعطيات

.التجريبية باستمرارم عنده هو سيرورة استيعاب الواقع ذهنيا هنا فالتعل ومن

تتلخص عالقة المتعلم بالمعرفة و .والتالؤم معها في اآلن نفسهقودان إلى التوافق، يين ذفي استعمال آليتي التمثل والتكيف الل

قوم يحيث نان من تجاوز مشكلة عدم التوافقمك يان ذإذ هما الل يتناسب مع األنماط األول بتشكيل ما يقدمه المحيط حتى

قوم الثاني بإتمام األنماط أو ي، بينما )schèmes(الموجودة .تحويرها من أجل مالءمتها مع معطيات المحيط

ومن هنا نجد بياجيه يقرر أن التمثل المعرفي هو حالة متميزة من حيث أنه عملية وظيفية للتكامل واالدماج

)processus fonctionnel d’integration (أنه عملية خارجية كماتقوم مقام القناة التي تنقل معطيات الواقع الخارجي، بخالف

وال . التكيف الذي هو نشاط داخلي، فهو تكيف لما سبق تمثلهيمكن أن يكون تكيفا مباشرا لمعطيات خارجية دون مرورها

.عبر عملية التمثلجعل giordan)( )16( وفي السياق ذاته يقترح جيوردان

عنصر تشخيص ديداكتيكي يسمح بتحديد معارف التمثالت التلميذ المكتسبة، وذلك من خالل خلق وضعيات تعليمية تحفيزية، ورصد أنشطة المتعلم بحيث يدمج في أنشطة الحوار والمناقشة والتعبير بشكل يمكن من التأكد من صحة تمثالته أو

ة وهناك طرق متعدد. تجاوزها إذا تبين أنها خاطئة وغير واقعية لمقاربة مسألة تمثالت المتعلمين من

:زاوية ديداكتيكية نذكر منها .المقاربة التي تعتمد تقنية المقابلة - .المقاربة التي تعتمد تقنية المالحظة - la carte) (.المقاربة التي تعتمد تقنية الخريطة المفاهيمية -

conceptuelle ري لكل أن اختالل التوازن شرط ضرو بياجين نظرية تبي

فعدم األخذ بعين االعتبار تمثالت التالميذ ينتج . نمو واكتساب

Assimilation تمثل Acommodation تكيف Adaptation توافق

عابد بوهادي ...تحليل الفعل الديداكتيكي

- 374 -

عنه تنضيد او تراكب إطارين مرجعيين عند الطفل أحدهما يستعمل في وضعيات ديداكتيكية واآلخر في وضعيات غير ديداكتيكية كما بينت دراسات ميدانية في ديداكتيك العلوم أنه

مداد المتعلم بالمعلومات من أجل تدريس ماهو علمي ال يكفي إإال إذا ألن المتعلم ال يدمجها ويتبناها، والبيانات المنظمة،

استطاعت أن تغير تصوراته السابقة، ويفسر ذلك بوجود رصيد معرفي سابق لدى المتعلم ينطلق منه بالضرورة نحو كل تعلم جديد، ويستعمل كنموذج تفسيري فعال حتى لوكان خاطئا

لم الحقيقي هو الذي يأخذ بعين االعتبار لذا فالتع. علميا .تمثالت المتعلم فهما واستثمارا وتصحيحا

أو ما اصطلح على تسميته عالقة المعلم والمعرفة -3

transposition( أو ما يقابله باللغة الفرنسية بالنقل الديداكتيكي،

didactique :( ،يحتل الموضوع مكانة هامة في ميدان العلوم )17(.ا المفهوم إلى ديداكتيكا الرياضياتوترجع أصول هذ

إلى أن تعيين عنصر ما من )Astolfi()18(ويشير أستولفي في طبيعة كبيرا تحوال المعرفة العلمية موضوعا للتدريس يحدث

هذا العنصر في الوقت الذي تتغير فيه األسئلة التي يسمح هذا يمها مع األخير باإلجابة عنها وكذا الشبكات العالئقية التي يق

" إبستمولوجيا مدرسية"وبناء عليه، توجد . مفاهيم أخرى)Epistémologie Scolaire ( يمكن تمييزها عن االبستمولوجيا و

:كما يوضحه هذا الرسمالمعتمدة في المعارف المرجعية )les Savoirs de référence(.

النقل الديداكتيكي بأنه Chevallard. (1982).Y شوفلريعرف موعة من التغييرات التي توافق المعرفة حينما نريد تدريسها، مج

ذلك أن محتوى المعرفة التي يتعاطاها العلماء المختصون يعتبر مرجعا أصليا لما يجب أن ننقله إلى المتعلم وال يمكن

فالمعلم . للمعلم أن ينقله إلى التلميذ بالدرجة العلمية نفسهامستوى المتعلم، ومن هذا مطالب بتحضيرالمعرفة وتكييفها مع

. المنطلق فهي تخضع إلى تصوراألستاذ وطابعه الخاصوعليه، فإن محتوى المعرفة التي يكتسبها المتعلم ليس بالضرورة

.المحتوى المعرفي نفسه الذي يتعاطاه العلماء المختصونمن أن النقل شوفلرترتبط النظرية بالطرح الذي قدمه

في تعليمية المواد، يدل على هو مفهوم أساسيالديداكتيكي العملية التي يتم بها نقل المعارف من مستوى المعارف العلمية

وهو بهذا الشكل يتطلب . الدقيقة إلى معرفة قابلة للتعليم والتعلمإبداعات تعليمية حقيقية " قدرة على التحويل مما يجعله فعال

محتوى وتطرأ تحوالت على. يتم ابتكارها لتلبية حاجات التعليممعرفي معين عندما يختار كمحتوى للتعليم تجعله متكيفا وقابال

.ألن يحتل موقعا ضمن موضوعات التعليموالعملية التي يتم بها تحويل موضوع للمعرفة إلى موضوع

،)ديداكتيكيا(للتعليم تسمى نقال تعليميا :ويمكن تجسيد هذه العملية في الشكل اآلتي

)التعليم(التدريس موضوع للتدريس موضوع موضوع المعرفة

Objet de savoir Objet à enseigner Objet d’enseignement

وهذا يدل على عمليات التحويل التي تتعرض لها المعرفة العلمية حتى تصبح جاهزة للتدريس، غير أن هذه األخيرة

صل إلى مرحلتها خاضعة لعوامل تشكل ضغوطا حتى تالنهائية وتتمثل في القيم االجتماعية وضغوط الحياة الواقعية، ومستوى فهم المتعلمين وطبيعة استعدادهم والطبيعة االبستمولوجية للمفاهيم موضوع الدراسة، لذلك ينبغي التمييز بين مختلف أنظمة المعرفة التي تلعب دورا في هذه العملية

والمعرفة المهنية ) Savoir_ quotidien(كالمعرفة الشائعة )Savoir_ professionnel ( والمعرفة العلمية)Savoir _ savant (

والمعرفة الثقافية) Savoir – enseigné(والمعرفة المدرسية

)Savoir _ culture(: على تميز المدرسة عن المجتمع الديداكتيكييدل النقل

تدرس أبدا وباقي المؤسسات األخرى، ذلك أن المدرسة ال المعرفة العلمية، وهي المعرفة الخام بل تقدم المحتوى الذي هو

الديداكتيكيالمعرفة الموضوعة للتدريس، وبالتالي فإن النقل بالنسبة للمعلم هو استخراج معطى معرفي من سياقه ألجل بنائه حسب سيرورة القسم، وبهذا الشكل فإن هذا النقل

التبسيط : تأثيرات أهمهاينتج مجموعة من ال الديداكتيكي ".والنفعية، واكتشاف الحوادث والوضعيات االصطناعية

فمحتوى المعرفة العلمية يمر بعدة تحوالت حتى يصبح

موضوع المعرفة الموضوع المراد تدريسه .موضوع التعلم

2012، 2، العدد 39، العلوم اإلنسانية واالجتماعية، المجلد دراسات

- 375 -

في هذا الصدد بين شوفلرويميز . محتوى معرفيا صالحا للتعليم :مراحل أربع لتعاطي المعرفة هي

:مرحلة المعرفة العلمية - 1بكونها مفتوحة ومبنية على مفاهيم تتميز المعرفة العلمية

مجردة ومعقدة، فهي معرفة المتخصصين ولذلك يصعب على .المتعلمين تمثلها

:مرحلة المعرفة الواجب تدريسها -2أما المعرفة التي يجب تدريسها للمتعلمين، فهي المعرفة المدونة في البرامج الرسمية والمناهج التربوية والمتداولة في

المعرفة العلمية وان كانت ية، فهي تختلف عنالكتب المدرسمشتقة منها، لكنها معرفة مغلقة تتم عملية اشتقاقها من المعرفة

.العلمية بواسطة النقل الديداكتيكي :مرحلة المعرفة المتداولة في الصف -3

يتمثل هذا النوع من المعرفة فيما يلقنه المعلم في الصف

حتواها من المعرفة الواجب للمتعلمين، وتستقي هذه المعرفة متدريسها، كما تستمد أيضا من مواضيع االمتحانات ونصائح

والمرشدين التربويين وكذلك من اللقاءات ) المفتشين(المتفقدينالبيداغوجية، وحلقات تكوين المدرسين، وتخضع بدورها لطابع األستاذ الخاص وقناعته الشخصية، ويتبين ذلك من خالل

ى التالميذ واألهمية التي يعطيها المعلم المالءمة مع مستو .لمظهر أو مفهوم معين

:مرحلة المعرفة التي يكتسبها المتعلم -4أما المعرفة التي يكتسبها التلميذ، فتلك معرفة ال تعكس بالضرورة ما درسه األستاذ، ذلك أن التلميذ يمارس بدوره عملية

يعيد تنظيم ذهنية على كل ما يقدمه له األستاذ، فهو يؤول، و . مكتسباته السابقة وفق تصور جديد قصد دمج ما تم تحصيله

باإلضافة إلى ذلك يأخذ التلميذ بعين االعتبار ما ينتظر األستاذ .منه بسبب وجود عقد ديداكتيكي ضمني أو صريح بينهما

ى المعرفة المراد تدريسها، والواقع أن النقل الديداكتيكي يجب النقل الديداكتيكي في االنتقال من المعرفة العلمية إل شوفلر ويقصر .أن يبلغ مداه حتى يصل إلى المعرفة المكتسبة من قبل المتعلم

)3(رسم رقم

المعرفة الواجب تدريسها المعرفة المدرسة المعرفة المكتسبة المعرفة العلمية

عمل التلميذ عمل المعلم

النقل الديداكتيكي

أنواع المعرفة

المعرفة المكتسبة من قبل المتعلم يةالمعرفة العلم النقل الديداكتيكي

عابد بوهادي ...تحليل الفعل الديداكتيكي

- 376 -

وكلما كان موضوع المعرفة موجها نحو المستويات الدنيا من التعليم كلما كانت التغييرات التي تلحقه أثناء النقل

يرة، ألن المسافة الفاصلة بين موضوع المعرفة الديداكتيكي كبفعمل المدرس يتطلب منه التفكير . وموضوع التعلم تمتد كذلك

باستمرار في أحسن السبل التي يمكن أن تسمح للمتعلم باستيعاب المعارف، وذلك عند تحويلها من وسطها األصلي

أنه على المدرس أن ) Develay(إلى المتعلم، ويرى دوفالي ر ثالث صيغ منطقية أثناء إعداده لوضعية تعليمية يستحض

منطق المحتويات، ومنطق التالميذ، والمنطق : وهي )19(.البيداغوجي الخاص

هذه الوضعيات الثالث تشكل في مجموعها مجاال للدراسة التي يعالجها الديداكتيك حيث يهتم بدراسة الظروف التي يتم

مجال معرفي في سياقها نقل واكتساب المعارف الخاصة بمعين، ويحدد طبيعة العالقة القائمة بين مختلف األقطاب المشكلة للوضعبية التعليمية التعلمية، وبذلك، فإن الفعل التربوي يسعى إلى تفسير التفاعل بين هذه األقطاب الثالثة، وفي اآلن نفسه إلى إنشاء معايير فعالة توجه نشاط كل من المدرس

قتضي تنظيم هذا النشاط وجود ثالثة والمتعلم بشكل معقول، وي :مراحل أساسية هي

تكون البرمجة من قبل الهيئة : البرمجة والتحضيرمرحلة -المختصة المشرفة على التعليم، ويكون التحضير من مهام األستاذ المكلف بالتدريس وفق المقاربات والمناهج التربوية

.المختارةستراتيجيات المختارة ويقصد بها تطبيق اال: التنفيذمرحلة -

.وفق حصيلة من التقنيات والوسائلأو المراقبة، باعتبار هذا اإلجراء بأنواعه التقويممرحلة -

المختلفة عامال ضروريا من عوامل تمحيص وتعديل مستمر .للعملية التعليمية برمتها

انطالقا من هذه اإلشارات للمراحل األساسية التي في لمتعلم يكتسب المعرفة، فال يجب حقيقتها تهدف إلى جعل ا

اختزال عملية النقل الديداكتيكي في إجراءات تحويل وتكييف المعرفة الصرفة حتى تصبح مدرسة تستجيب للوسط والمتلقي

.والغايات واألهداف التعليمية المتوخاةهنا مالحظة أساسية هي ) Y. Chevallard(ويبدي شوفلر

يكون أكثر قربا أو أكثر بعدا أن النقل الديداكتيكي ال ينبغي أنمن المعرفة العلمية األكاديمية والمعرفة المألوفة في الوسط

: وهذا ما يؤدي إلى طرح السؤال التالي. االجتماعي واألسريفي أي الظروف يكون التعليم ممكنا ؟ فإذا كانت المعرفة المدرسة قريبة جدا من المعرفة العلمية، فإنها تكون غير

قبل التالميذ وربما حتى من بعض المعلمين مفهومة من

كالرياضيات الحديثة مثال وغيرها من العلوم الحديثة (المبتدئين مما (واذا كانت بعيدة جدا، فإنها تبدو متجاوزة وقديمة ) التطور

).يفرض ضرورة تحديث البرامج باستمرارومن جهة أخرى إذا كانت المعرفة المدرسة قريبة جدا من

مألوفة فإنها تصبح غير ضرورية واذا كانت بعيدة المعرفة الجدا عنها فإن التعلمات سواء في محتواها أو في أهدافها، فإنها تبدو بدون جدوى، ولن يكون لها داللة واضحة عند األولياء، مما يترتب عنه رفضها من طرفهم، وفي كل مرة يكون فيها

المدرسة التوازن غير كاف بين هذه االمكانات األربع تواجهصعوبات وأزمات يجب عليها أن تقوم بتعديالت للطرائق

)20(.والبرامج وأن تغير غاياتهاوبذلك يتبين أن االختالف بين المعرفة الواجب تدريسها والمعرفة المدرسة يعود فعال إلى عدة عوامل كطبيعة التدخل

الذي يمارسه كل مدرس والذي ) didactisation(الديداكتيكي وره من الكتب المدرسية المتداولة والممارسة الخاصة يستمد جذ

بكل مؤسسة تعليمية وتوجيهات جهاز التفتيش والكفايات المتوفرة لدى التالميذ والوسائل التعليمية والمتطلبات الحقيقية والمفترضة للمؤسسات المستقبلة وللمستويات الالحقة وكذا

.القناعات الشخصية للمدرسأن هناك عدة تغييرات تقع على المعرفة هذا، باإلضافة إلى

عند انتقالها إلى معرفة مدرسة فعال وهي نتيجة لترميم يأخذ بعين االعتبار مجموعة من العوامل غير المتجانسة إلى معرفة يستوعبها المتعلم ليس فقط اعتمادا على خزنها في الذاكرة ولكن

في أيضا بواسطة عمل تطبيقي واعادة استثمار هذه المعرفة )21(.وضعية جديدة أو مهارة التحويل

فمفهوم النقل الديداكتيكي يشكل إلى جانب التمثالت، مستويات الصياغة، والعقد الديداكتيكي، والشبكة المفاهيمية

ومجموع المفاهيم المعتمد عليها لتأسيس ... والهدف، والعائقالعقل المفاهيمي لعلم حديث ما يزال في طور التبلور أال وهو

.لديداكتيكا

خاتمةالتعلمية -يعتبر الفعل الديداكتيكي نواة العملية التعليمية

وجوهرها مهما اختلفت المقاربات البيداغوجية المختارة، والمناهج التربوية المطبقة، واإلجراءات البيداغوجية المتخذة وطرائق التدريس المتبعة في تعليمية مادة معرفية معينة، حيث

س أن ينجح في مهمته ما لم يكن على دراية ال يمكن للمدر تامة بأدوار المكونات األساسية للمثلث الديداكتيكي، وأن يتصور بشكل صحيح مدى انسجام العالقات التفاعلية التي تنشأ بينها، والمراحل المختلفة التي تقطعها المعرفة في تدرج

2012، 2، العدد 39، العلوم اإلنسانية واالجتماعية، المجلد دراسات

- 377 -

.مفاهيمها من مصادرها األصلية حتى تصل إلى المتعلمنبغي توفير اإلمكانات والوسائل التعليمية المناسبة كما ي

والظروف الكفيلة بتفعيل العالقات التبادلية التي تربط بين هذه المكونات وتوجيهها الوجهة الصحيحة من أجل تحقيق األهداف

.التربوية المتوخاة

إن الكفاءة العلمية التي يشترط على المعلم أن يتمتع بها ال منه معلما حاذقا، قادرا على أداء رسالته تكفي وحدها لتصنع

إذا غاب عن ذهنه دور المكونات األخرى للثالوث التعليمي حيث يتوقف نجاح العملية التعليمية على تنشيط الفعل

.الديداكتيكي وتحليل مكوناته وادراك كنهه وأبعاده التربوية

الهوامش اصة، مجلة قلي، التعليمية العامة والتعليميات الخ ينظر، )1(

.16المبرز العدد ينظر، معجم علوم التربية، مصطلحات البيداغوجيا )2(

.68، ص1والديداكتيك، ط Devolay( 69ينظر، معجم علوم التربية، المرجع نفسه، ص )3(

M. 1991 &Lacomb M.1968 (و)Legendre R. 1988( .69-68ينظر، معجم علوم التربية، المرجع السابق، ص )4( .22يات والديداكتيك، ص انظر أوشان، اللسان )5(إن الوقت قد حان ألن يستنير معلم اللغات بما تمده به )6(

. اللسانيات من معارف عملية حول طبيعة الظاهرة اللغويةفكما استطاعت اللسانيات الوصفية أن تزيل عددا من

التي رددتها القرون الماضية حول اللغة، األوهام الشائعةت لغوية تربوية كوضع نستطيع أن نسترشد بها لحل مشكال

.الخ... واصالح القواعد وتبسيطها، ورصد المفردات البرامج . 256: ص ينظر،). HUBERT, R( ،الفاربي وآخرون )7(ينظر، المرجع السابق، ). POSTIC, M(الفاربي وآخرون، )8(

.256: صمجلة التدريس، ؟...ما هي الديداكتيك: ينظر، الدريج )9(

.48:، ص7العدد)10( )LAVALLE (دراسات في اللسانيات ،، حسانييراجع

.131: التطبيقية حقل تعليم اللغات ص، البرامج والمناهج، سلسلة علوم يراجع، الفاربي وآخرون )11(

184: ص، 4التربية .من هذا البحث )3(الرسم رقم انظر )12( .54: ص ، المرجع السابق،انظر الفاربي وآخرون )13( .تمثالتبين مرحلتين في تشكيل ال (Ausebel) يميز أوزبيل )14( Anderson النظرية المعرفية،" نظريات التعلم" راجع كتاب )15(

and Elloumi, 2004. G.Bachelard:la "تكوين العقل العلمي" راجع كتاب )16(

formation de l’esprit scientifique. Vrim; Paris, 1971. P.18

وجوزيا ) Yves Chevallard( هذا ما يؤكده شوفلر )17()M.a.Jouhsua(ا المتميز الذي حاوال فيه معاينة ، في مقالهم

أثناء نقله من المسافة) Notion(التغييرات التي رافقت أفهوم إلى المعرفة المراد ) Le savoir savant(المعرفة العلمية

.تدريسها في مجال الرياضيات J.p.Astolfi et M. Develay; la didactique des: انظر )18(

sciences. Que sais-je? P.43. )19( M. Develay.de l’apprentissage à l’enseignement;

pour une epistemologie scolaire ESFO 2e ed PARIS P.15

)20( Laurence Corne ; Alain verginoux: la didactique en question. Hachette education.Paris 1992.P.62.

de l’apprentissage à:اليدوف(المرجع السابق )21(l’enseignement: M. Develay ( 28ص

المراجعالمصادر و

أثر اللسانيات في النهوض بمستوى مدرسي اللغة العربية، مجلة

.1973جامعة الجزائر، اللسانيات، العدد الرابع،التعليم استراتيجيات الخطاب الديداكتيكي في ،1998 محمد، ،مكسي

.4 منشورات رمسيس الرباط ،5الثانوي، سلسلة، التدريس،ع، تعلم اللغة وتعليمها، ترجمة عبده الراجحي وعلي أحمد شعبان أسس

.بيروت ، النهضة العربية للطباعة والنشر،1994 ،اكتساب اللغة العربية عند الطفل الجزائري، 2003حفيظة تازروتي،

.الجزائر 1للنشر، ط القصبةى دارالمبادئ : علم اللغة الحديث(األلسنية ،1987 زكريا، ميشال،

.بيروت ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر،2/، ط)عالمواألالتعبير الشفوي، سلسلة ، 2000وادريس القاسمي، ،خالد ،المير

.1ط ،11ع التكوين التربوي . ، الكويت1/دراسات في علم اللغة النفسي، ط، 1984 ،عبده، داود

،للغاتحقل تعليمية ا :دراسات في اللسانيات التطبيقية أحمد حساني، .2000 الجامعية، .، ديوان المط1/ط

.دراسات لسانية تطبيقية، دار طالس، دمشق ،1989الوعر، مازن، .، القاهرة1/علم اللغة التطبيقي، ط ،1989فتيح، محمد،

دار الطليعة ،علم النفس ومسائل اللغة ،2002، كمال، بكداش .1/ط، للطباعة والنشر، بيروت

دراسات لغوية اجتماعية نفسية مع ، 1993، قضايا ألسنية تطبيقية

عابد بوهادي ...تحليل الفعل الديداكتيكي

- 378 -

.، لبنان1/، دار العلم للماليين، بيروت، ط"مقارنة تراثيةاللسانيات التطبيقية في العالم العربي، محمد ، 1998صيني،

تقدم اللسانيات في العالم " إسماعيل مقال منشور في كتاب .، بيروت1العربي، اليونسكو، دار الغرب اإلسالمي، ط

نموذج النحو والبيداغوجيا، اللسانيات، 1998 ،يتعلي أ أوشان، .1الوظيفي، دار الثقافة، ط

ديوان المطبوعات ،اللسانيات النشأة والتطور، 2002 ،أحمد مومن، .الجزائر ،1/الجامعية، ط

اللغة العربية وطرائق تدريسها، مقال ، 1986 ،الحلي، أحمد حقي .2/ط بيروت. منشور في مجلة مركز دراسات الوحدة العربية

ترجمة، أحمد عزة راجح، ،اللغة والفكر عند الطفلجان بياجيه، .1/مكتبة النهضة المصرية، ط ،1954

مباحث في نظرية األلسنية وتعليم اللغة، ، 1985ميشال زكريا، .1/ط المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،

طبوعات ، ديوان الممباحث في اللسانيات ،1994 ،حساني، أحمد .الجامعية، الجزائر

، دار 1/، اإلبراهيمي، طمبادئ في اللسانيات ،2002خولة طالب، .القصبة للنشر

حاضرات في علم النفس اللغوي، الشركة ، 1980حنفي بن عيسى، .الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر

مدخل إلى اللغويات التطبيقية، ، 1976، جمال صبري .كوردر، ت .الرباط ،14عربي، مجلدمجلة اللسان ال

، دار 1/مدخل إلى اللسانيات، يونس، ط، 2004 ،محمد محمد .الكتاب الجديـد المتحدة، ليبيا

، 1985 ، ترجمة حليمي خليل،نظرية تشومسكي اللغويةجون ليونز،

.، دار المعرفة الجامعية، مصر1/ط لنظرية التوليدية ومدى امكانية توظيفها في تدريسا ،2003 حسن، ،

.24التربية،ع اللغة ومنهجها، الناصرمجلة علوملنظرية اللغوية الحديثة، منشورات اتحاد ا، 1986 ،دك الباب، جعفر . العرب، دمشق

:مراجع باللغة الفرنسية

Linguistique appliquée et didactique des langues. 1972. Girard DENIS, Armand Colin, Paris, 2° édition, 1.

Enseigner les langues, méthodes et pratiques. 1995. Bordas, Paris, 2.

Histoire des méthodologies de l’enseignement des langues. 1988. Puren Christian, Nathan, Paris,3.

L’acquisition du language. 1981. Moreau M.L et Richelle M. Pierre Mordager, Bruxelles, 2 édition, 4.

Aspects de la théorie syntaxique. 1971. Noam chomsky, trad/ Jean Claude Milner, le seuil, Paris,5.

La formation du symbole chez l’enfant. 1978. Jean Piaget et Al, Delachaux et Niestlé. Suisse, aurence Corne; Alain verginoux: la didactique en question. 1992. Hachette education.Paris.

M. Develay.de l’apprentissage à l’enseignement;.pour une epistemologie scolaire ESFO 2e edition PARIS 92.

J.p.Astolfi et M. Develay; la didactique des sciences. Que sais-je?.

2012، 2، العدد 39، العلوم اإلنسانية واالجتماعية، المجلد دراسات

- 379 -

Analysing The Learning Action Components

Abed Buhadi*

ABSTRACT

The article is an attempt to analyse the learning action components and the interactive relationship linking the elements in binary and multiple order at the same time, so as to achieve harmony between the different parties, given that action learning is considered as the core of the educational learning process, or even its essence whatever the different approaches to the target teaching, the established educational programs, the applied educational procedures, as well as the teaching methods used in learning knowledge and specific means.

In fact, the success of the teacher in his mission depends largely on the mastery of the roles of these basic components that make up teaching triangle and its effectiveness, as it must also depend on accurate perception of the interactive relation that arises among these same components, and the knowledge of the various phases through which knowledge passes from well-defined concepts, included from the original source, and which should allow integration into learner’s knowledge.

Teacher’s scientific competence is not enough to make him a qualified one, able to carry his message if he does not have, clearly in mind, the role of other components of the triad of education. One should also know if he is unable to properly use the mechanisms needed to improve their functioning in a work adapted to different learning situations to which he is called to deal with during the educational process exercise.

Thus, the teacher must be able to analyze the teaching acts components in order to achieve its educational objectives, for they are the basis upon which lays the teaching process as a whole and which naturally depends on the success of a good revitalization.

The teacher must also be equipped with all professional potentials, namely the suitable teaching means, and develops appropriate conditions to activate mutual relations that link these elements and lead them in the right direction to achieve the targeted educational objectives.

In this sense, the article seeks to demonstrate the nature of the relationships that exist between all elements (components of teaching act) so as to up-date them, trying to explain their interactions and thereby prevail the need for their contribution in the success of teaching learning process.

Keywords: Learning Action, Educational Learning Process, Educational Programs, Applied Educational Procedares.

69- 68ينظر، معجم علوم التربية، المرجع السابق، ص 4 )988ينظر 3 .68، ص1، ط1994بية، مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك، ينظر، معجم علوم التر 2 ، الجزائر ينظر، 1 256: عبد اللطيف الفاربي وآخرون، المرجع السابق، ص ينظر،. ) POSTIC, M. 1988( 8 . 256: ص عبد اللطيف الفاربي وآخرون ينظر،. ) HUBERT, R. 1962( 7 .الخ... إن ، ورصد المفردات 6 22، ص 2005.انظر ، ط 5

9 ) 48:،ص1984،سنة 7؟مجلة التدريس، العدد...ما ھي الديداكتيك: محمد الدريج(ينظر، 10 .) LAVALLE( من ھذا البحث وما بعدھا 13 انظر الصفحة 12 184: ص ،1992، 4رامج والمناھج، سلسلة علوم التربية ، البيراجع، عبد اللطيف الفاربي وآخرون 11 131: يراجع، أحمد حساني دراسات في اللسانيات التطبيقية حقل تعليم اللغات ص Paris1971.P.18;راجع lloumi 2004 16راجع 15 بين مرحلتين في تشكيل التمثالت) (Ausebelيميز أوزبيل 14 54: ص ، المرجع السابق،انظر عبد اللطيف الفاربي وآخرون 13 de l’apprentissage à l’enseignement:اليدوف(المرجع السابق J.p.Ast 19 M.15 20 2.P.62. 21: انظر 18 .ھذا 17

________________________________________________ • Ibn Khaldoun University, Tiaret, Algeria. Received on 26/10/2011 and Accepted for Publication on 8/5/2012.