مبادرةتعليم البنات

في مصررونالد جي. سولتانا

2008

ير نا

مكتب اليونيسف اإلقليمي يللشرق األوسط وشمال افريقيا

سلسلة التعلم رقم )١(

السماء إلى أصعد كنت لو كما شعرت أنني »أتذكر

يوم ذهبت إلى املدرسة للمرة األولى، ألتعلم عن العالم،

وكيف يعيش الناس اآلخرون، وما يقومون به! إن النظر

إلى ما يتعدى جدران منزلي )جعلني أدرك( ... ببساطة

أن التعلم أمر رائع!«

فتاة تبلغ من العمر ثالثة عشر عاما في مدرسة صديقة

للبنات في رضوان، مصر.

استفاق ،2006 عام الثاني يناير/كانون من األول »في

هدف بقي فقد فات. قد نهائي موعد على العالم

التعليم في اجلنسني بني »التعادل األلفية: التنمية

دون من ،2005 عام نهاية بحلول والثانوي األساسي

املوعد ذلك أن هو اإلحباط على يبعث ما يتحقق. أن

النهائي كان هدفا واقعيا ميكن حتقيقه. وتكمن مأساة

له من األطفال، هذا الفشل في العدد الذي ال ميكن تخي

مستقبل ملواجهة تركوا ممن الفتيات، من وغالبيتهم

غامض«

من تقرير اليونيسف )2005( حول منجزات

]اجلزء الفجوة تقرير التعليم: وآفاق االجتماعي النوع

األول[، نيويورك: اليونيسف، ص 4.

3 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

متهيد-سيجرد كاجاملدير اإلقليمي

منظمة األمم املتحدة للطفولةاملكتب اإلقليمي للشرق األوسط وشمال افريقيا

تصدير -السفيرة / مشيرة خطابأمني عام اجمللس القومي للطفولة واألمومة

القاهرة - مصر

1. مقدمة: البنات، والتعليم والتنميةإحلاق البنات باملدارس

فوائد تعليم البنات - تطويراألسباب اجلذرية للفجوة بني اجلنسني في التعليم

احلاجة إلى أساليب متعددة القطاعات وأساليب مشتركة بني القطاعاتمبادرة األمم املتحدة لتعليم الفتيات )البنات(

2. مبادرة تعليم البنات في مصرالتعقيد الديناميكي لالبتكارات

التعليم في مصرمنهجية البحث

املقابالت الشخصيةمالحظات صفيةدات البحث محد

3. نشأة مبادرة تعليم البنات في مصر: مرحلة التخطيطالبدايات

االلتزام بالشراكةمرحلة التخطيط

قائمة احملتويات

5مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر4 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

البنى اإلداريةالدور االستراتيجي للمجلس القومي للطفولة واألمومة

البدء بالعملورش عمل تقييم االحتياجات

استجابة اجملتمع احملليأسباب وجود الفجوة بني اجلنسني كما يسوقها اجملتمع احمللي

تشكيل فرق عمل تطوعية محليةفرق العمل التطوعية احمللية أثناء العمل

وضع خطط العملخصوصية مختلف احملافظات

بلورة خطط العملتوحيد خطط العمل في إطار رؤية شاملة ملبادرة تعليم البنات

4. إطالق مبادرة تعليم البنات وبناء املدارس الصديقة للبناتاإلطالق الرسمي

ذة للمبادرة املنظمات غير احلكومية املنفالتوسع في فكرة املدارس الصديقة للبنات

الشركاء املمولونمعايير املدارس الصديقة للبنات

مشكالت األراضيحتديات أخرى

تأثير مدارس مبادرة تعليم البنات على اجملتمع احمللي

5. إحلاق الفتيات باملدرسةمن احلصول على مبان... إلى احلصول على مدارس

التوعية وتعبئة اجملتمع احمللي جلان التعليم: الرابط ما بني املدرسة واجملتمع احمللية الفقر في مبادرة تعليم البنات محور تخفيف حد

6. التعليم النوعي وطرق التدريس في صفوف مبادرة تعليم البناتي املعني »بالنوعية« التحدالصفوف الصديقة للبنات

البنية املاديةأهمية املصادر التعليمية

رات الصفوف في مبادرة تعليم البنات ميساملنهاج الدراسي

التقييمتنظيم اليوم الدراسي

طرق التدريس املستخدمة

7. التدريب، واملتابعة واإلشراف كمفتاح للنوعيةالتحول النموذجي في التدريس والتعلم

نقل املهارات والروح من مدارس اجملتمع احمللي )إلى املبادرة(اختيار امليسرين وتدريبهم لتحقيق التدريس النوعي

التدريب قبل االلتحاق باخلدمة وأثناءهاالتحديات املتعلقة بالتدريب

الدور الرقابي والتقييمي الذي تؤديه املشرفات دور املراقبة العامة الذي تؤديه سكرتارية اجمللس القومي للطفولة واألمومة

روح مبادرة تعليم البنات – ضمان للنوعية

8. األثر، والتحديات واملضي قدمااملبادرة بعد مرور ست سنوات

األثر املنتشر تدريجيا»through Filtering« غلغل األزموزي الت

التحديات واملضي قدماالتحدي الذي تفرضه ظاهرة »االنفصال«

»االنفصال« عن قيم اجملتمع احمللي»االنفصال« عن تيار التعليم العام

التحدي املتمثل في توسيع املبادرة إلى مداهامشاكل تنظيمية وإدارية

إغراءات احللول التوفيقية خالل عملية توسيع املبادرة إلى مداهاخامتة

املراجع

7مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر6 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

مقدمــة

بأسلوب رائع وشيق وجذاب جنح “رونالد سولتانا” في سبر غور “مبادرة تعليم البنات” عندما وصفها بأنها ... النساء من جديد “جليل املدارس، من جديد جيل نساء يتم تعليمهن، ومتكينهن، وهن متشوقات إلى تبوء مكانتهن املستحقة في اجملتمع كشريكات في التنمية على قدم املساواة مع الرجال.” وتقييمه بأن “مفتاح جناح املبادرة ال يكمن في ازدراء اجملتمعات التي حترم فيها البنات من التعليم أو في التقليل من شأن االعتبار، فى أخذها في يكمن بل اجملتمعات، تلك واإلصغاء إليها، وكسبها إلى جانبنا، وتعبئتها لدعم

املبدأ املثالي نفسه.”وكما قالت سيدة مصر األولى في إحدى املناسبات “ .. الثمرة احلقيقية لكل هذا اجلهد أكبر بكثير من كل ما نراه، إنها البنت املصرية ذاتها.. البنت املتعلمة والواعية والعاملة واملنتجة واملثقفة واملبدعة، التي ال والعمل، العلم ساحة إلى اخلـروج فى تتردد لم جملرد الدفاع عن حقها، أو الرغبة فى حتقيق ذاتها، وإمنا سعيا ألن تعطى وتقدم وتضيف جملتمعها ووطنها” . مباني إنشاء هي املبادرة هذه من غايتنا تكن فلم وال بها، التلميذات من عدد إحلاق أو مدرسية، حصولهن على “شهادة بإمتام الدراسة”، ولكن الهدف ذاتها، مع تتفاعل وكيف املصرية”، “البنت هو كان تنتقل كيف العالم. ومع وطنها، ومع ومجتمعها، . كيف “الصدارة” إلى مكان “التهميش”، موقع من “ نعطيها “األجنحة” ولكننا ندعها تتعلم التحليق

وحدهــا”، مثلما قال “ جابربيل جارسيا ماركيز”.املبادرة جناح عوامل “ سولتانا “رونالد ملس لقد ومنها اجلانب اإلنساني، واستطاع من خالل محاوراته النور، إلى خرجت حتى املبادرة، احتضنوا الذين مع اجملتمعات ومع أنفسهن الفتيات مع ومحاوراته التجربة، هذه واقع على إطالعه خالل ومن احمللية، هؤالء التحاق معنى حقيقة عن التعبير فى جنح للفتيات(، الصديقة )املدارس املبادرة مبدارس البنات وأثر ذلك على نفوسهن ومشاعرهن وعقولهن، فنقل صـورة واقعية لعمـلية تعليمية، هـي في جوهرهـا: بناء إلنسان، ومتكينه من حقوقه في احلياة، ومن أن

متهيد

تعكف اليونيسف على تعزيز دورها كرائدة معرفية عاملية تعمل لصالح األطفال، مما يتضمن حتسني قدرتها على توثيق املعرفة املستجدة، والتشارك بشكل منهجي في املمارسات الناجحة وتوسيع نطاقها، وسيتم حتويل هذه املمارسات الناجحة إلى منتجات معرفية مهمة، والتي يعد منشورنا هذا مثاال عليها، وال يخفى أن خلق الفرص للتأمل، وتوليد املعرفة سيعززان من جهودنا الرامية إلى تشجيع أفكار جديدة، وظهور احللول

واالبتكارات اخلاصة بقضايا الطفل واملرأة.

العربية »الرؤية عنوان حتت التعليم بجودة خاص إقليمي عربي اجتماع 2004 عام في مصر في عقد الدول املعنية، وقد ركز التعليم في اليونيسف واليونيسكو ووزراء للمستقبل« من خالل شراكة جمعت املؤمتر على عدد من القضايا وعلى رأسها التحول املنهجي في جودة التعليم، وإرساء معايير جلودة التعليم وتعزيزها في جميع اجملاالت، والتشارك في بعض املمارسات الفضلى املنتقاه، وحتديد مراكز التميز في املنطقة

وإرساء شبكات عمل وشراكات تضع نصب عينيها إصالح التعليم واالرتقاء به.

وشدد املؤمتر على أنه بالرغم من اخملاوف حول جودة التعليم في املنطقة، إال أن االبتكار بدأ يتبلور في عدة بلدان، وبينت نتائج املؤمتر احلاجة إلى التوثيق، ونشر املعرفة، وبناء شبكات العمل، وإرساء الشراكات واحلوار،

كما صرحت التوصيات باحلاجة إلى إنشاء مراكز للتميز في املنطقة.

وقد أطلقت اليونيسف في الشرق األوسط وشمال إفريقيا »سلسلة تعلم« للمواءمة بني احلاجة إلى توليد أولوية في ذات السلسلة مكرس ملعاجلة قضية األول من هذه واجمللد التعليم، وإدارتها في مجال املعرفة املنطقة، أال وهي تعليم الفتيات، ولبسط هذه القضية نعرض هنا حالة مصر في مبادرة األمم املتحدة لتعليم الفتيات، وتعرض الوثيقة مبادرة مصرية لتعليم الفتيات أخذ بزمامها أبطال قوميون بدعم من شركاء، وقد مت توثيق هذا النموذج بسبب إستراتيجيته اخلالقة في احلد من الهوة بني اجلنسني من خالل تعزيز الشراكات الواسعة والتي ضمت الكثير من املساهمني غير املعنيني في التعليم تقليديا، كما ركز هذا النموذج على أهمية مشاركة اجملتمع احمللي في متكني الفتيات من الذهاب إلى املدرسة واالستمرار فيها، كما بني فعالية اإلستراتيجيات »الصديقة للفتيات« ودور أساليب التعلم النشط التي تركز على الطفل لضمان زيادة التحاق

الفتيات بالتعليم وإشراكهن في عملية تعلم مستمر مدى احلياة.

احلوار دعائم يعزز وأن مفيدا يكون أن نأمل وإننا التعلم«، »سلسلة في منشوراتنا باكورة هو اجمللد هذا والتخطيط في السياسات بغية حتقيق التقدم ونتائج قابلة للقياس حسب األهداف اإلمنائية لأللفية وإعالن

األلفية.

سيجرد كاجاملدير اإلقليمي

منظمة األمم املتحدة للطفولةاملكتب اإلقليمي للشرق األوسط وشمال افريقيا

منهج خالل من مجتمعه في فاعال عنصرا يكون أجيد وضعه ليحقق تلك الغايات السامية .

بقيادة واألمومة للطفولة القومي اجمللس قام فقد سيدة مصر األولى ورئيسة جلنته الفنية االستشارية السيدة الفاضلة سوزان مبارك بهذه املبادرة لتصبح حركة مجتمعية تضم اجلهات الرسمية، واجلمعيات هذا الدولية. واملنظمات اخلاص، والقطاع األهلية، احمللية واجملتمعات املدني اجملتمع ملشاركة كان وقد النتائج حتقيق في األثر عظيم أنفسهم واألطفال

الكمية والنوعية رفيعة املستوى للمبادرة. البنات فحسب، املبادرة على تعليم أثر ولم يقتصر ال أخرى قضايا مع التعامل في لنا هاديا كانت بل قوة لنا كشفت فقد حساسية. أو تعقيدا تقل اجملتمعات احمللية وقدرتها اخلارقة على املبادرة بإتخاذ عليها مرت ضارة ممارسات تصحح حاسمة قرارات قرون طويلة مثلما فعلت بإعالنها نبذ ممارسة تشويه

األعضاء التناسلية للفتاة.املبادرة تنفيذ بدأ قومية، وتعبئة تخطيط وبعد بتخصيص احلكومة املصرية مبلغ ١57 مليون جنيه. للشراكة رائعا منوذجا قدمت ما سرعان انها إال عدد جنباتها بني ضمت التى واملبتكرة اخلالقة بقيادة املتحدة األمم منظمات الشركاء. من كبير املانحون الشركاء من وآخرون اليونيسف من رائعة والذين احتضنوا املبادرة بعد أن برهنت على جناحها وجلان التطوعية احمللية واللجان احمللية واجملتمعات الوزارات وعدد كبير من األهلية واجلمعيات التعليم اآلن عليها تقع التي والتعليم التربية بوزارة بدأ مسؤولية نشر وتعميم هذا النموذج الناجح للتعلم

النشط. فلكل هؤالء أتوجه بوافر العرفان والتقدير، آملة أن تعميم وهو املرجو منه، الهدف التوثيق يحقق هذا منها ليستفيد واملنهج التجربة من االستفادة كل طفل يتهدده خطر احلرمان من احلق في تعليم

أساسي مجان جيد النوعية.

السفيرة / مشيرة خطابأمني عام اجمللس القومي للطفولة واألمومة

فبراير 2008

9مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر8 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

|1

مقدمة:البنات والتعليم والتنمية

11مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر10 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

إحلاق البنات باملدارس

مبادرة وجود على الدليل بتقدمي املطبوعة هذه تبدأ بكل جنحت مصر، في وملهمة متميزة تعليمية العديد تتطلع رئيسي هدف حتقيق في بساطة البنات إحلاق وهو: أال حتقيقه، إلى النامية الدول من لهذه اخملتلفة اجلوانب يلي فيما سأوثق باملدارس. اإلمنائية األهداف سياق ضمن إياها واضعا املبادرة لأللفية ومبينا كيف أن التعليم ال يفيد في منو البنات وتطورهن فحسب، بل في تنمية مجتمعهن وبالتالي الطريقة التفصيل من بشيء وسأصف كما بلدهن. التي ولدت بها مبادرة تعليم البنات وكيف مت تطويرها، وطريقة مواجهتها، إلى اضطرت التي والتحديات مواجهة تلك التحديات، وحلظات اإلحباط أو الفرح التي استطاعت التي واإلجنازات باملبادرة، املعنيون عاشها

املبادرة حتقيقها منذ والدتها قبل ستة أعوام.

ونظرا ألن الطموح في هذا املقام يقتضي تقدمي وصف الديناميكية الطبيعة بدقة يصور ثالثة، أبعاد ذي فإن التربوي، التغيير وعمليات لالبتكارات واملتكررة يكون أن به يجب أو نستدل الذي نستشهد الوصف ذا طبيعة مركبة ومتعدد األوجه أيضا. ولو أننا قدمنا ذلك الوصف بطريقة مغايرة، فإننا لن نفيه حقه. ومع الذي الرئيسي اخليط إبراز مبكان األهمية فمن ذلك نضمن كي ببعض بعضها الوثيقة هذه أجزاء يربط تكوين فكرة واضحة عنها. وإذا ما اضطررنا بالتالي إلى أن نرسم، بخطوط عريضة، العناصر الرئيسة املكونة بساطة بكل فإننا مصر، في البنات تعليم ملبادرة للفتيات نوعيا تعليما توفر التي باملدارس نصفها اللواتي في سن التعليم االبتدائي واللواتي مت إقصاؤهن إلى تعود ألسباب النظامي التعليم عن اآلن حتى الفقر، أو اجلهل، أو اإلجحاف، أو الزواج املبكر، أو اخلوف

أو ألي سبب آخر.

نوع من مدارس بالطبع، املدارس، هذه تبقى ولكن خاص.

القرى في تبنى ألنها املدارس هذه خصوصية وتبرز والنجوع في مواقع قريبة قدر اإلمكان من أماكن سكن البنات، مما يتيح بالتالي التغلب على األسباب التي حترم البنات من التعليم. تقام هذه املدارس في أعقاب عملية وذلك منه، ومشاركة مكثفة احمللي للمجتمع تعبئة زرعت غريبة كيانات املدارس تلك اعتبار عدم لضمان احمللية بل تعبيرا عن عزم اجملتمعات احمللي، اجملتمع في نفسها على توفير التعليم للبنات فيه. ويتيح اجلدول الدراسي للمدارس الصديقة للبنات اجملال أمام البنات قبيل الصباحية املنزلية أعمالهن بأداء يقمن كي لبعض للتصدي اجملال يتيح مما املدرسة، إلى الذهاب مخاوف أولئك الذين يربطون أهمية البنات بشكل وثيق وعلى نحو ضيق، باالقتصاد املنزلي. وتتميز هذه املدارس خالفا بالكامل مجانية لكونها أيضا بخصوصيتها واألمهات( )اآلباء فاألهالي احلكومية. نظيراتها لواقع ليسوا ملزمني بدفع رسوم مدرسية وال بدعم تكاليف األدوات املدرسية أو أية موارد تعليمية أخرى. وباإلضافة نفسه النجع من ينحدرن رات ميس تقوم ذلك، إلى البنات في صفوف بتدريس األم نفسها القرية أو من ل البنات فيها خاصة باإلناث فقط أو في صفوف تشكتاريخ طويل من إلى اإلجناز ويعود هذا .)%75( األغلبية إلى إقناع األهالي بالسماح لبناتهم للذهاب محاولة البنات تتلقاها التي الطعام وجبات أن املدرسة. كما معهن يأخذنها التي التموينية واحلصة املدرسة في مقاومة أية من يتبقى ما بإنهاء كفيلة املنزل إلى إلرسال البنات إلى املدرسة. واألكثر أهمية من ذلك هو متيز هذه املدارس باخلصوصية ألنها ال تتهاون في نوعية التي التعليمية باخلبرات األمر يتعلق عندما التعليم تقدمها: فاملدارس التابعة ملبادرة تعليم البنات تعطي تشجيع يتم حيث واملمتع، النشط للتعلم األولوية وبأن الطرق، بكل أنفسهم التعبير عن األطفال على هني من ذاتهم في اختيار أسلوب يكونوا خالقني وموجإلى تواقون وهم منازلهم األطفال ويغادر التعلم. التعلم ويعودون إليها وآثار الفرح بادية على وجوههم. إن وجه البنت الباسم كفيل بأن يلني قلب كل أب متردد في إرسال بناته إلى املدرسة كما قيل لي أثناء جتوالي

على املدارس الواقعة على ضفاف النيل في مصر وهذا ما تفعله البسمة بالضبط.

إيجاد جيل جديد من إذن حول الشهادة تتمحور هذه املدارس جليل جديد من النساء ... نساء يتم تعليمهن ومتكينهن وهن متشوقات إلى تبوأ مكانتهن املستحقة التنمية على قدم املساواة في اجملتمع كشريكات في الرجال، سواء أكان ذلك في األسرة، أم في اجملتمع مع كان لشيء من وما ذلك. من أبعد هو فيما أم احمللي، ذلك كله أن يتحقق لوال وجود االعتقاد الراسخ بقدرة والتغيير، األثر أو الفرق إحداث على واجلماعات األفراد اجملتمعات مكافحة في يكمن ال النجاح مفتاح وبأن التي حترم فيها البنات من التعليم أو في التقليل من واإلصغاء تقديرها في يكمن بل اجملتمعات، تلك شأن املبدأ إلى جانبنا، وتعبئتها لدعم ودها إليها، وكسب

املثالي نفسه.

ونأمل من خالل سرد هذه القصة أن نفي أولئك الذي هم، وأن تلهم القصة اآلخرين للسير على أجنحوها حق

خطى الدرب ذاته الذي سلكه أصحابها.

فوائد تعليم البنات - تطوير

تشير التقديرات إلى وجود حوالي ١00 مليون طفل في العالم غير ملتحقني باملدرسة أو خارج مقاعد الدراسة

في الوقت احلاضر، وأن 60% منهم من البنات.١

أكبر والثانوي االبتدائي التعليم على احلصول يبقى النامية املناطق والبنات في معظم األوالد يواجه حتد في العالم. ومع ذلك تبقى الفجوة بني اجلنسني مهمة الذي املساواة النعدام أوسع مظاهر على وشاهدة تعاني منه البنات من تبعات خطيرة ليس فقط على

البنات أنفسهن ولكن على مجتمعهن أيضا.

وبالتأكيد، فإن اجملتمعات تخسر فرص التنمية حينما

١ مؤسسة إنقاذ الطفولة )2005(، 60 مليون بنت، لندن: صندوق إنقاذ الطفولة.

بعبارة القول ميكننا أو التعليم فرص البنات تفوت املوارد لتوفير تعليم أخرى أكثر إيجابية: إن تخصيص راقي للبنات هو أحد أفضل أنواع االستثمار التي ميكن

للمجتمع القيام بها.

تعليم أن بوضوح تظهر الدراسات فإن الواقع وفي البنات يفضي إلى طيف واسع من الفوائد االجتماعية الزواج، وتأخير سن األسرية، خول الد زيادة ذلك مبا في الرضع وفيات وخفض اخلصوبة، معدالت وانخفاض بتغذية تنعم وأسر أطفال ووجود األمهات، ووفيات الوفيات معدالت وبانخفاض أفضل، وتعليم وصحة حياتية وخيارات فرص وإيجاد الوالدة، عن الناجمة أفضل ملزيد من النساء )مبا في ذلك توفير فرص أفضل للنساء حلماية أنفسهن وأطفالهن من فيروس نقص مشاركة وحتقيق املكتسب/اإليدز(. البشرية املناعة أكبر للنساء في التنمية، وفي صناعة القرار السياسي بعضا بعضها املزايا هذه مثل وترفد واالقتصادي.2 بشكل متناغم متعاون، وبطرائق عابرة لألجيال بحيث يصبح األثر الكلي أعظم من مجموع األجزاء اخملتلفة

املكونة له.

وعليه، فلم يكن من املفاجئ اعتبار تعليم البنات أداة للتنمية في سبتمبر/أيلول عام ١990 خالل انعقاد مؤمتر القمة من أجل األطفال مع استهداف تقليل التفاوتات .)١990 )اليونيسف، خاص بشكل والبنات األوالد بني داكار في العاملي التعليم منتدى من جديد أكد لقد عام 2000 على النقطة نفسها عن طريق تبنيه ستة ز ثلثاها على التعادل بني اجلنسني واملساواة أهداف يركفي األلفية قمة مخرجات زت رك ولقد التعليم. في عام 200١، املتمثلة في األهداف اإلمنائية لأللفية، على التنمية. في محوري كعامل البنات تعليم أهمية وأعلنت منظمة اليونيسف أنه »من املستبعد حتقيق تقدم إحراز مت إذا إال لأللفية اإلمنائية األهداف من أي

2انظر، من جملة مؤلفات أخرى، للمحررين ن. راو و آي. سميث )2004(، شراكات من

أجل تعليم البنات. أوكسفورد: أوكسفام للنشر وإنقاذ الطفولة )2005(، قوة وآفاق تعليم البنات. لندن: صندوق إنقاذ الطفولة.

13مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر12 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

.)5 ص ،2005( البنات« تعليم مجال في ومهم كبير وتردد هذه العبارة صدى اعتقاد كوفي أنان، األمني العام لألمم املتحدة آنذاك، الذي صرح خالل خطابه أمام »مؤمتر التحالف من أجل صحة املرأة« في عام 2004 قائال: »ال توجد أداة لتحقيق التنمية أكثر فعالية من أداة تعليم

البنات.«3

األسباب اجلذرية للفجوة بني اجلنسني في التعليم

البنات، تعليم أهمية على العاملي اإلجماع توافر مع خارج البنات من العديد يبقى »ملاذا السؤال: يكون املدرسة؟« سؤاال مشروعا. وتعد األسباب اجلذرية لهذه وغالبا األوجه، متعددة أسبابا اجلنسني بني الفجوة تفضيل إلى األهالي الفقر ويدفع متداخلة. تكون ما البنني على البنات عندما ال يستطيعون حتمل نفقات التكاليف بسبب إما املدارس، إلى أطفالهم إرسال املباشرة )مثل أجور ورسوم التدريس( وإما غير املباشرة املدرسية، األدوات واألحذية، املالبس/الزي، كلفة )مثل املتطلبات وكلفة اليومي، الشخصي واملصروف األخرى، إضافة إلى ذلك »التكاليف التي تنشأ من حني لألسرة(. محتمل عائد خسارة متثل والتي آخر«، إلى وغالبا ما يتسبب الفقر، وكذلك أدوار النوع االجتماعي السائدة والتي متليها الثقافة احمللية، في جعل البنات األدوار تلك مثل املدارس عن تقصيهن أدوار حبيسات التي جتبرهن على املساعدة في أداء األعمال املنزلية، أو الدخول في عمالة األطفال. وميكن للنقص احلاصل في توافر فرص العمل للمرأة أن يعزز أيضا فكرة انخفاض بالنسبة التعليم االستثمار في العائد على معدالت لألفراد وأسرهم على حد سواء. تلك هي احلال في مصر حيث ترى األسر الفقيرة أن التعليم األساسي مكلف

وذو مردود ضعيف وحتى سلبي في سوق العمل.4

تعليم أداة من فعالية أكثر التنمية لتحقيق أداة توجد »ال )2004( أنان كوفي 3

من التحالف مؤمتر أمام املتحدة لألمم العام األمني خطاب املرأة.« ومتكني البنات http://www.unis. اإللكتروني: املوقع في استنساخه إعادة متت املرأة، صحة أجل

unvienna.org/unis/pressrels/2004/sgsm9118.html

4 انظر »ن. فرجاني N. Fergany” )2000( »نحو تعليم أساسي عام وعالي النوعية

للبنات في مصر.« وقائع ورشة العمل حول مبادرة األمني العام لألمم املتحدة حول تعليم البنات في مصر، القاهرة في 24 أكتوبر/تشرين األول.

ميكن لتناقص الثروة القومية أن يؤثر سلبا على اخلدمات صات برامج بناء التعليمية، حيث يؤدي تخفيض مخصاملباني املدرسية على سبيل املثال، إلى إرغام البنات على قطع مسافات مشيا على األقدام في مناطق غير آمنة من أجل الوصول إلى الفصل الدراسي. وحينما تتوافر املعتمدة الدراسية املناهج تخفق القريبة، املدارس ويستخدم األطفال،5 واقع مع التواصل في غالبا جاذبة، وغير مملة تدريس أساليب واملعلمات املعلمون الدوافع كل يفقدون مهتمني غير متعلمني ينتج مما رهن حلضور الدروس. وغالبا ما تصد املدارس البنات وتنفمرافق مثال فيها تتوافر ال عندما أيضا أخرى بطرق صحية منفصلة للبنات، أو عندما تتعرض التلميذات / أو معلميهن أو حتى لإلساءة من زمالئهن ملضايقات

. معلماتهن

ه التقاليد الثقافية املتجذرة البنات نحو وميكن أن توجاألمومة املبكرة مما يؤدي إلى تركهن املدرسة في وقت مبكر واستنساخ األمية من جديد: فاألطفال املولودون ألمهات غير متعلمات معرضون لترك املدرسة مبكرا املولودين لألمهات بنسبة تفوق ضعفي عدد األطفال ني نوعا من التعليم )اليونيسف، 2005، ص اللواتي يتلق9(. وفي إطار حلقة مفرغة تغذي نفسها بنفسها، فإن قدرة البنات غير املتعلمات على التفاوض لتأخير الزواج تكاد تكون منعدمة، وجتبر األسر بناتها في العديد من الدول على الزواج املبكر في سن الثانية عشرة أو أقل في بعض األحيان ألسباب ثقافية واقتصادية. وتخسر التعليم على احلصول فرصة بالتالي البنات تلك النظامي، والفرص احملتملة إلدرار الدخل، والقدرة على اتخاذ قرارات مبنية على معلومات متس حياتهن. وقد تنفجر التوترات في بعض اجملتمعات الريفية التقليدية، كما هي احلال في بعض محافظات مصر على سبيل منع إلى األهالي يدفع مما األسري، الثأر بسبب املثال،

5 متيل املناهج الدراسية في مصر، على سبيل املثال، إلى التركيز على أمناط احلياة

)2000( غالم غادة انظر الريف. أطفال حياة واقع إلى تشير أو متثل وال احلضرية، وقائع مصر.« في األساسي التعليم في اجلنسني بني الفجوة أسباب دات »محدالبنات في مصر، املتحدة حول تعليم العام لألمم العمل حول مبادرة األمني ورشة

القاهرة في 24 أكتوبر/تشرين األول.

بناتهم من مغادرة النجع والتوجه إلى املدرسة خلوفهم من أن يصبحن هدفا سهال للمتربصني لنيل الثأر.

يؤثر كل ما ذكر على فرص حصول البنات على التعليم وعلى مدى االستفادة من استثمارهن في التعليم.

وأساليب القطاعات متعددة أساليب إلى احلاجة مشتركة بني القطاعات

مختلفة اسباب لوجود املتحدة األمم إدراك دفع لقد تتضافر معا حلرمان البنات من حقهن في التعليم إلى التركيز على أهمية اعتماد أساليب متعددة القطاعات وأخرى مشتركة بني القطاعات في إطار السعي احلثيث املتعلقة لأللفية اإلمنائية األهداف حتقيق أجل من املتحدة لألمم رئيسة أنشطة ثالثة توجد بالتعليم. وهي: البنات، تعليم سبيل في املبذولة اجلهود تقود اليونيسكو(، تقودها )التي للجميع التعليم مبادرة البنك إشراف )حتت التنفيذ السريع املسار ومبادرة )التي الفتيات لتعليم املتحدة األمم ومبادرة الدولي(، فيما اجلهود وتتضافر فعالياتها(. اليونيسف تنسق مختلف بني التنسيق ويتم الثالث املبادرات تلك بني املانحة، والدول التنمية، وكاالت ذلك في مبا الشركاء د واملنظمات اجملتمعية واملنظمات غير احلكومية. وتؤكنفسه جلذور الوقت في واملتداخلة املتعددة الطبيعة املستوى على التدخالت أن مفادها حقيقة املشكلة ذات املشاريع إطار في فاعلية أكثر ستكون الوطني التركيز الضيق، آخذين بعني االعتبار أن الفقر والتمييز معهما التعامل إلى ويحتاجان منتشران السلبي

بطرق ممنهجة.

تلك أحد التفصيل من بشيء يلي فيما وسنتناول التدخالت على املستوى القومي، أال وهو: مبادرة تعليم دليل تقدمي إلى العرض ويهدف هذا في مصر. البنات نوعي معمق ملا استطاعت مصر أن تنجزه في مجال التعليم من نوع على البنات حصول فرص حتسني النوعي، مما يسهم في إحداث تقدم مهم على صعيد إزالة التفاوت بني اجلنسني في التعليم ورفع مستوى/

استفادة األطفال واجملتمعات احمللية من مزايا التنمية.

مبادرة األمم املتحدة لتعليم البنات

مبا أن املبادرة املصرية التي سنصفها في هذه الشهادة مبادرة استراتيجية من يتجزأ ال جزءا ل تشك البينة األمم املتحدة لتعليم البنات املشار إليهاسابقا، فإنه من األهمية مبكان أن نقدم أوال حملة موجزة عنها. فمبادرة األمم املتحدة هي الوثيقة الرئيسة لتعليم البنات ضمن العام األمني أطلقها التي للجميع التعليم مبادرة انعقاد أثناء 2000 عام إبريل/نيسان في املتحدة لألمم تصميم مت لقد داكار. في للتعليم الدولي امللتقى الفجوة تضييق ،2005 عام بحلول لتضمن، املبادرة ولكي والثانوية، االبتدائية املدارس في اجلنسني بني يتمكن جميع األطفال، أوالدا وبناتا على حد سواء، من استكمال تعليمهم االبتدائي ومن احلصول على فرص الهدف أما .20١5 عام بحلول التعليم في متساوية جلميع النوعية عالي تعلم حتصيل فيتناول الثالث، األطفال مع التركيز بشكل خاص على تعليم البنات. متثل البنات لتعليم املتحدة األمم مبادرة فإن ولذلك التزاما عامليا تشترك فيه عدد من وكاالت األمم املتحدة واألمانة القائدة املنظمة دور فيه اليونيسف تؤدي دولية، وتتولى جلنة استشارية )السكريتارية(، العامة التشارك في مؤلفة من شركاء أساسيني، مسؤولية

التخطيط، وصنع القرار، والتوجيه واملساءلة.6

مبادرة إطار في محلية بؤرية اتصال نقاط وتعمل من مختلفة مناطق في البنات لتعليم املتحدة األمم تعليم استراتيجيات تنسيق عملية تيسير أجل املبادرة وتبني الوطني. املستوى على والتدخل البنات »اتفاقات« قوامها التزامات سياسية، والتزامات أخرى دولة على أعلى املستويات في كل املوارد على لتأمني حدة، وتدعم عمليات التنمية التي تقودها الدول ذاتها، واالستثمار القرار صناعة على التأثير إلى وتسعى سياسات في واملساواة اجلنسني بني التعادل لضمان

)http://www.ungei.org/whatisungei/index_715.html( اإللكتروني املوقع انظر 6

للحصول على التفاصيل املتعلقة بأعضاء اللجنة الدولية االستشارية وشركائها.

15مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر14 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

فإن وهكذا وبرامجها.7 وخططها الوطنية التعليم مبادرة األمم املتحدة تعمل كآلية لتدعيم استراتيجيات من لكل املوارد بتعبئة الشركاء يقوم بينما التعليم التدخالت املستهدفة على مستوى املشاريع والبرامج الكبيرة املمنهجة التدخالت إلى باإلضافة الوطنية احلجم، التي يتم تصميمها بهدف التأثير على النظام جهودها املبادرة هذه وتوحد ككل. التربوي التعليمي لآلليات االستراتيجي التوظيف خالل من وتناغمها الفقر، من التخفيف استراتيجيات مثل املتاحة واألساليب الشاملة لكل القطاعات، وأطر املساعدات

التنموية التابعة لألمم املتحدة.

جميع البنات لتعليم املتحدة األمم مبادرة تطالب ووضعها ،2002 عام بحلول عمل خطة بوضع الدول حيز التنفيذ في عام 2005، بحيث تضمن تلك اخلطة املساواة بني اجلنسني، ومراعاة حساسية التعامل مع التعليم كافة، مبا فيها النوع االجتماعي في مجاالت سياسات وممارسات االلتحاق باملدارس، واملناهج، وسلوك في التعادل وحتقيق وتوجهاتهم، واملعلمات املعلمني التعامل مع القوى التدريسية العاملة، وبيئات التعلم، إلى الوصول وفرص والتلميذات، التالميذ وسالمة ن البنات من انتقاء خيارات املعلومات واملهارات التي متكحياتية إيجابية في مجاالت عدة مثل الصحة اإلجنابية، املكتسب/ املناعة نقص فيروس مرض من والوقاية

اإليدز، واستخدام التكنولوجيا اجلديدة.

في وآفاقه االجتماعي النوع »منجزات تقرير ويشير أن من بالرغم أنه إلى )2005 )اليونيسف، التعليم« مبادرة األمم املتحدة لتعليم البنات تسير في طريقها إلى احلصول على فرص بتعميم املتعلقة أهدافها حتقيق التعليم االبتدائي بحلول عام 20١5 في بعض األقاليم/

في قائما، يظل التحدي هذا أن إال والدول، املناطق

7 انظر “سي. رايت” )2003(: “النظر إلى مبادرة األمم املتحدة لتعليم البنات كإحدى

املطبوعات الرئيسة في إطار مبادرة التعليم للجميع: مسائل في القيادة والتنسيق املتعلق بتعليم البنات.” ورقة قدمت في االجتماع الرابع جملوعة العمل حول التعليم يوليو/متوز من بني 22و23 ما الفترة باريس خالل اليونيسكو في للجميع في مقر

عام 2003.

ت مجرد خطوات صغيرة ظل كون اإلجنازات التي حتققإجنازه - ينبغي أو كان - متهيدية مقارنة مبا كان ميكن الناجحة املمارسات على األمثلة إيراد ويعتبر .)4 )ص التي أدت إلى إحداث أثر مهم في بلوغ مستوى التعادل بني اجلنسني في دولة ما من الطرق املتاحة ملواكبة هذه في املبذولة املتواصلة اجلهود وتعد ودعمها. العملية مصر، في اآلن الرابع عامها دخلت والتي اإلطار، هذا إثباتا ملا سبق ذكره، حيث إن مصر كانت من بني الدول املبادرة عام 2000. وسنعكف انطلقت في التي األول اآلن على توثيق هذه العملية املتعددة املستويات، التي حشدت عددا ال يستهان به من اجلهات الفاعلة على

مستوى اجملتمع واملؤسسات وراء هدف واحد.

17مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر16 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

|2

مبادرة تعليم البنات في مصر

19مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر18 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

التعقيد الديناميكي لالبتكارات

اخلطط ووضع األهداف، فيه حتديد يتم البنات مسارا خطيا لتعليم املصرية املبادرة تتبع قصة لم االستراتيجية وتنفيذها، وبلوغ األهداف. حيث تنتمي مثل هذه الروايات إلى عالم احلكايات اخلرافية، التربوية. إن السرد الوصفي ذو وليس إلى سرد وصفي يرسم بنجاح دورة حياة املبتكرات التعليمية معينة. رؤية على املنطوية املثل تسيرها اخلطوات متكررة عمليات عن عبارة وهو معقدة، طبيعة قها أفراد، وجماعات، ومؤسسات لها نقاط قوتها وهذا أمر صحيح، إال أن تلك العمليات يقودها ويحقبة والداعمة تارة، والعدائية واملعيقة وضعفها، ويتوجب عليها العمل في سياقات تتقلب ما بني املرحتغيير مثل أسبابا فإن ،»١993 »فوالن يذكر وكما أيضا. نفسه بالقدر أمر صحيح وهذا أخرى. تارة الوزير، وترقية الشخص الذي يقود العمل إلى منصب أعلى، والنضوب املفاجئ ألحد مصادر التمويل - باإلضافة إلى ألف سبب وسبب آخر ال ميكن التنبؤ به - اسباب من شأنها كلها أن تعيث فسادا في إفشال أفضل اخلطط. إن االبتكار في التعليم يستطيع أن يحقق قفزات عمالقة إلى األمام ال يعيق تقدمها سوى وقوع أحداث غير متوقعة أو تدخل أشخاص لم يكونوا في احلسبان، مما يعرض املنجزات

التي حتققت بعد عناء إلى الضياع أو النكوص.

الذين طاملا ناضلوا، في مصر، املعاناة املستمرة ألولئك أدلي بشهادة حول أن املقام وهدفي في هذا القرى في البنات آالف وصول تيسير أجل من الرؤى ووضوح التفاني في بها يحتذى أمثلة وضربوا اللواتي الطالبات إحدى لي أمامهن« كما وصفت العالم أبواب »فتح وبالتالي املدارس، إلى النائية أجريت مقابالت معهن. إننا ال نهدف في هذه املطبوعة إلى وضع خطة أساسية لبقية الدول لكي تتبعها في بحثها عن سبل لتنفيذ مبادرة األمم املتحدة لتعليم البنات ضمن سياقاتها اخلاصة. يقول »إنبار ١996«: إن كنا قد تعلمنا شيئا عن االبتكار والتغيير التعليمي التربوي، فهو عدم توافر الوصفات اجلاهزة حينما يتعلق األمر بالتعليم في املدرسة. كما أنه ال توجد إصالحات سريعة لترتيب األمور. بل إن الهدف يتمثل في توفير اإللهام والعبر املستقاة للملتزمني بإحراز التقدم في إطار التصدي للفجوة

بني اجلنسني.

وسأتناول أوال بإيجاز فيما يلي رسم املالمح الرئيسة للسياق التربوي التعليمي املصري، كمقدمة ال بد م منها، لوصولنا إلى فهم طبيعة التحدي املعني بالفجوة بني اجلنسني الذي تتصدى له مصر. ثم أقدبعض التفاصيل املتعلقة باملنهجية املتبعة في جمع البيانات قبل االنتقال إلى تقدمي وصف واف وكامل لكيفية تبني مصر ألهداف مبادرة األمم املتحدة لتعليم البنات، وطريقة تصميمها الستراتيجيتها من

أجل ضمان توفير الفرصة للبنات للحصول على فرص متساوية في التعليم النوعي.

التعليم في مصر

يواجه النظام التعليمي في مصر العديد من التحديات التي ال بد لألنظمة األخرى في املنطقة من

مواجهتها. وثمة إجماع١ واسع النطاق على أن هذه التحديات تتضمن ما يلي: ثقافة النخبة التي تسود بني اإلداريني، واملعلمني، واألهالي )اآلباء واألمهات( على حد سواء، حيث أدى موروث األنظمة املستندة إلى اجلدارة واالستحقاق تاريخيا، من أجل ضمان التميز للبعض، إلى وتبعات سلبية التعليم آثارعلى املمارسات على وتنطوي مثل هذه باالنتقائية. اإلهتمام هوس له، مبا في ذلك استرضاء أعداد غفيرة من الطلبة الساخطني الذين يسهل التعرف عليهم من خالل انتمائهم لطبقة اجتماعية معينة. وميكن لهذه املمارسات أن تزيد من الفروق في نوعية املؤسسات التعليمية، وبخاصة ما بني مدارس القطاعني العام واخلاص، مما يؤدي إلى نشوء ثنائية أقل نوعية وآخر حكومي ذي األقلية، مكونة من نظام تعليمي خاص حصري يكون حكرا على

متاح لألغلبية.م من دون فهم بدال من أن تركز على التفكير ز على احلفظ والص وجود مناهج وأساليب تدريس تركالناقد، وتشدد على التغطية الشاملة للمواد أكثر من تشديدها على اإلتقان، وتركز أيضا على ز على »معرفة ملاذا«؟ كما أنها ...«، وإلى حد ما، على »معرفة كيف..«، بدال من أن ترك »معرفة أنمكانة ذات أصبحت والتي مستوى، األعلى املهارات فيها مبا عام بشكل الكفاءات على ز ترك

حاسمة في صراع البقاء التنافسي في االقتصاد العاملي احلديث. وجود ممارسات تدريسية ال تأخذ في احلسبان بشكل كاف مختلف احتياجات وأساليب التعلم لدى الطلبة، وال تشجع على تطوير عملية التعلم الذاتي أو تيسرها. وحتى في األماكن التي مت فيها استخدام تكنولوجيا املعلومات، فإن ذلك االستخدام لم يفلح في إحداث تغيير ذي شأن في

أساليب التدريس والتعلم.وتوجيه االنتقاء هو الرئيسي غرضها أن يبدو والتي الطابع، اإلجمالية التقييم استراتيجيات استخدام مع والدعم، والعالج، التشخيص، مثل التكوينية العمليات اعتماد من بدال املسار الراسبني فيها، ووسيلة للحد من تدفق التعليم املهني كمستودعات لتفريغ الطلبة مسارات الطلبة على قطاع التعليم الثانوي الغاص باألعداد املتزايدة من الطلبة، والذي يعاني من نقص الثانوية، املرحلة اجتياز متطلب وهو – التوجيهي وبخاصة الرسمية االمتحانات وحتدد املوارد.

وليس االختيار والطموح الشخصي، مصير الطالب ومستقبلهم. والتصدي للتحديات مبرونة. وحتى حينما يكون هناك إدارية مركزية مناوئة لالبتكار بنى وجود نوع من الالمركزية في تلك البنى، فإن استعدادا أكبر يتوافر لتحويل األعباء إلى الوحدات اإلدارية

احمللية، بدال من تخويلها الصالحيات. نقص كوادر التدريس املدربة تدريبا كافيا، باإلضافة إلى وجود هياكل تربوية ضعيفة أصال واستمرار وجودها، وخاصة للمرحلة الثانوية. ويحد نقص التدريب والتمتع باإلدارة الذاتية من قدرات مديري التدريسية، ممارساتهم لتشجيعهم على حتديث يكفي ما املعلمون على وال يحصل املدارس. ز على املتعلمني، وتقيدهم مناهج مركزية موحدة حتول دون تعاملهم أو تبني أمناط تدريس تركبطريقة خالقة ومهنية عندما يواجهون صفوفا غير متجانسة ويستغل العديد منهم قدراتهم وطاقاتهم الكامنة أثناء فترة ما بعد الدوام املدرسي، في كسب دخل إضافي هم في أمس احلاجة

١ انظر “سولتانا” )200١(، واليونيسكو )2003(، واليونيسف )2004(، وفريق عمل التعليم والبنك الدولي )2005(، و”برداك” )2006(، وخاصة املناقشات املطولة

لهذه التصدي ،”MEDA “ميدا برنامج في املشمولة املنطقة في التعليم إصالحات من العديد ويحاول و2003(. 2002( اإلمنائي املتحدة األمم برنامج في التحديات، حيث مت إحراز الكثير من التقدم في بعض الدول.

21مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر20 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

خ االهتمام بالتعلم النمطي املوجه للنجاح إليه، من خالل تدريس الدروس اخلصوصية 2 التي ترسفي االمتحانات، أو من خالل عملهم في أعمال أخرى ال عالقة لها بالتدريس.

املناطق محاور في رئيسة باختالالت االجتماعي، مصحوبة باإلنصاف متعلقة وجود مشكالت الريفية – احلضرية واملناطق الساحلية الداخلية، تتجلى للعيان من خالل مؤشرات عديدة، مثل مشكلة توافر فرص احلصول على التعليم، والتحصيل العلمي، والرسوب في مستويات الصفوف الدراسية، ومعدالت التسرب من املدارس. وكما يالحظ تقرير لليونيسف في عام 2002 حول وضع الطفولة في مصر، فإن اإلنفاق على التعليم منحاز لصالح الفئات السكانية الثرية، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 40% من اإلنفاق احلكومي الكلي يخصص للفئات السكانية األعلى دخال،

بينما ال تتلقى الفئات السكانية األقل دخال سوى 7% فقط. وجود مشكالت في التعادل بني اجلنسني على الرغم من التقدم الذي مت حتقيقه في التسعينيات من القرن املاضي من خالل تضافر اجلهود التي أدت إلى تقليص الفجوة بني اجلنسني في معدالت االلتحاق اإلجمالية باملدارس االبتدائية من ١2 نقطة مئوية في عام ١990 إلى 3 نقاط مئوية في املعدالت على فإن مثل هذه )2004، ص١١7(، زعلوك تالحظ وكما الدراسي 2002/200١. العام املستوى القومي “حتجب خلفها تفاوتات مهمة بني املناطق، وبخاصة في محافظات صعيد مصر في اجلنسني بني الفجوات وتصل متدنية، الكلية االلتحاق معدالت زالت ما حيث اجلنوب، في

معدالت االلتحاق الصافية بالتعليم االبتدائي إلى ١5.7 نقطة مئوية.”3

وفي حني أن مصر تشترك مع بقية الدول في املنطقة في مواجهة هذه التحديات، فإن عدد سكانها، هة. فبالرغم من االستثمارات الرئيسة البالغ 74 مليونا، يعطي هذه املشكالت أهمية مختلفة غير موجاملشكالت وحسابها لتشخيص والتقدير الثناء التي تستحق اجلهود وبالرغم من القطاع، في هذا كميا والتصدي لها بطريقة استراتيجية، إال أن بعض القضايا أثبتت أنها صعبة املراس بشكل خاص إلى وجود حاجة في ظل املدارس” “بناء ذكر مشكلة ميكننا القضايا هذه ومن إلى مصر. بالنسبة تشييد 243.885 غرفة صفية على مدى السنوات اخلمس القادمة في مسعى يهدف أيضا إلى إلغاء التسعينات من بناء ١١.000 مدرسة أساسية جديدة في الفترات، وذلك كله رغم املتعددة املدارس القرن املاضي. وهناك مشكلة “الكثافة الصفية”؛ أي عدد الطالب في غرفة الصف، الذي يبلغ معدله 4١ طالبا في مستوى التعليم األساسي، والذي ال يقف عند هذا احلد، بل يزيد غالبا مبقدار ١0 إلى 20 “نقص عدد املعلمني واملعلمات”، الذي سجل قصورا مقداره تلميذا/تلميذة. هذا إلى جانب مشكلة معلما ١8.564 مقداره نقص إلى إضافة وحده، االبتدائي التعليم لقطاع ومعلمة معلما 86.743دات مالية خطيرة تقيد بشدة ومعلمة ملستوى املرحلة اإلعدادية.4 وتواجه وزارة التربية والتعليم محد

2 ملزيد من التفصيل حول هذه الظاهرة في مصر، انظر مقال املالية العامة للتعليم في مصر من تأليف كل من ضياء الدين زاهر، وكمال حسني بيومي،

و أ. الشخيبي، و م. عبد القادر )2006(. داكار: CODESRIA-ADEA. انظر أيضا ر. أسعد و أ. البدوي )2003( “الدروس اخلصوصية واجلماعية في مصر: أين هي الالمساواة بني اجلنسني؟”، من منشورات معهد همفري للشؤون العامة في مينيسوتا.

3 تظهر فجوة التعادل بني اجلنسني وجود عالمات دالة على التحسن في أنحاء منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا كافة. بل إن بعض الدول، مثل تونس

والبحرين، قد حققت التعادل في توفير فرص احلصول على التعليم. كما حققت املنطقة أعلى متوسط سنوي للزيادة في نسب االلتحاق/االنتظام الصافية بني جميع املناطق، ما بني عامي ١980 و200١ مبعدل ١.4% في السنة. وتسير نصف دول املنطقة على املسار الصحيح نحو حتقيق هدف التعليم للجميع بحلول عام 20١5. ومع ذلك، يبقى 5 ماليني فتاة من بني حوالي )8.8( مليون طفل خارج مقاعد املدارس االبتدائية. ويظل سد الفجوة بني اجلنسني في التعليم

ميثل حتديا لهذه املنطقة.

4 اختيرت هذه املعلومات من مجموعة متنوعة من وثائق وزارة التربية والتعليم، مبا في ذلك من “اإلطار العام لسياسات التعليم في مصر” لعام 2006.

مقدرتها على التصدي لكل هذه القضايا ومعاجلتها. وإضافة إلى ذلك، فقد أجبر الركود االقتصادي احلكومة على الشروع في بعض تدابير استرداد الكلفة مبا في ذلك إعادة فرض رسم اخلدمات التعليمية في أواخر الثمانينات من القرن املاضي. ومع أن مبلغ هذا الرسم صغير القيمة، إال أنه في الواقع يتجمع ليزيد عن 20 جنيها مصريا LE20 )3.5 دوالر أمريكي( شهريا، ويعد عامال مثبطا رئيسا لألسرة الفقيرة، وبخاصة إن كان لدى هذه األسر أكثر من طفل واحد في سن االلتحاق باملدرسة. وتؤكد األدلة الدولية من جديد على حقيقة مفادها أنه حيثما يتم تقاضي رسوم مدرسية، يقل عدد األطفال الذين يذهبون إلى املدرسة، وأنه حيثما جتبر الكلفة أهالي الطالب على االختيار، من احملتمل بدرجة أكبر أن يختاروا إحلاق أبنائهم دون بناتهم باملدرسة )مؤسسة إنقاذ الطفولة، 2005 ب(. وتقدر بعض املنظمات، ومنها مصر، في باملدارس امللتحقات غير عاما، ١١-6 العمرية الفئة في البنات، عدد إجمالي اليونيسف،

بحوالي 650.000 فتاة.

رغم هذا اجلهد الشاق املتصاعد، فقد بذلت مصر جهودا كبيرة لتوسعة بنيتها التحتية وخدماتها املنطقة. في التعليم تطور دعم في ومواردها بخبراتها كثيرة أحيان في وشاركت التعليمية، من حجم املاضي، العقد بحر في زادت، اجملاالت، كما بعض في لالهتمام مثيرا تقدما لت وقد سججلميع اجلامعي املستوى على املطلوب التدريب وفي واملعلمات، املعلمني تثقيف في استثماراتها أثناء للتدريب قوميا برنامجا وأدخلت واإلعدادي، االبتدائي التعليم مستوى في واملعلمات املعلمني لهم، املعطاة واحلوافز واملعلمات املعلمني أجور جوهري بشكل وزادت واملعلمات، للمعلمني اخلدمة وأدخلت واملعلمات، للمعلمني جديدة وأدلة جديدة تدريسية كتبا وأنتجت املناهج، وراجعت/عدلت برنامجا قوميا لتكنولوجيا التعليم، وأسست مركزا قوميا لالمتحانات يقوم بإعداد إجراءات جديدة

للتقييم والتقومي وتطبيقها.

التعليم في مصر، العام لسياسات اإلطار في مارس/آذار 2006، رسم قريب جدا، وحتديدا وفي عهد اخلطوط العريضة لرؤية وزارة التربية والتعليم املصرية املستمرة والشاملة واملفصلة بوضوح وعناية لقطاع التعليم. فقد ألزمت الوزارة نفسها بتقدمي تعليم نوعي للجميع في جميع مستويات التعليم قبل اجلامعي، باعتبار احلق في التعليم حقا من حقوق اإلنسان األساسية، وذلك من خالل تبني نظام ال مركزي يستند إلى املشاركة اجملتمعية كركن أساسي، ومن خالل إعداد املواطنني جملتمع معرفي ضمن عقد اجتماعي يستند إلى الدميقراطية والعدالة. وتقوم هذه الرؤية على ستة محاور أساسية تشمل وترسيخ النشط، للتعلم التدريسية األساليب الفعال من خالل تفضيل املدرسي التعليم تطبيق التميز في التدريس وفي اإلدارة التعليمية، وتطوير املناهج ذات الصلة، وإدماج التكنولوجية التعليمية االستراتيجية املقاربات( أو األساليب )أو النهوج وتشمل اجملتمعية. املشاركة وتعزيز املتقدمة، األساسية، التي يجري إقرارها وذات املالءمة والصلة باملبادرة املعروضة هنا، تطبيق الالمركزية ضمن إطار واضح، وبيئة مدعومة باملوارد، ومعايير وطنية لضمان النوعية للجميع، ودعم إدماج املمارسات االبتكارية والناجحة وتعميمها، وتفضيل املدرسة باعتبارها وحدة اإلصالح، وتقوية الشراكات كأداة

أساسية ومهمة لبلوغ األهداف.

ذت مصر أيضا عددا من املشاريع االبتكارية لكي تتصدى لبعض هذه التحديات، وأكثر هذه لقد نف

23مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر22 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

والتعليم التربية وزارة أطلقتها التي اجملتمع”، “مدارس مبادرة هي هذه لدراستنا مالءمة املشاريع بالشراكة مع اليونيسف عام ١992 في صعيد مصر )في محافظات أسيوط وسوهاج وقنا(5. لقد مت إنشاء مدارس اجملتمع هذه لتوفير فرص التعليم في املناطق املتناثرة السكان واملناطق الريفية وتلك التي يصعب الوصول إليها، والتي يوجد فيها أعداد صغيرة من األطفال في سن املدرسة. وتوفر هذه املدارس صفوفا متعددة املستويات الدراسية، وتقبل تلميذات وتالميذ بأعمار مختلفة وقدرات مختلفة في مستوى التعليم االبتدائي مع التركيز على البنات. وقد مت حتى تاريخ إعداد هذا التقرير إقامة 257 اجملتمع هذه جناحها بشكل خاص بسبب مقدرتها على أثبتت مبادرة مدارس وقد مدرسة مجتمع. حشد مشاركة اجملتمع احمللي ودعمه لها، وبسبب التشديد على أساليب التعلم النشط الذي تقوم يصا عليها. وقد جنحت هذه املدارس أيضا في حفز عقد املناظرات رات مدربات خص بتطبيقها ميسمات األساسية التي واحلوار حول إصالح سياسة التعليم واإلسهام فيها من خالل إدماج وتعميم الستقوم عليها مبادرة مدارس اجملتمع التي حتظى بأهمية خاصة لغاياتنا؛ وذلك ألن مبادرة تعليم البنات التي سنقوم بوصفها، ميكن اعتبارها مبثابة عملية انتشار وتوسعة مع بعض املواءمات والتعديالت )وبخاصة الصديقة االبتدائي الصديقة للطفل التعليم نفذ أساليب الذي لنموذج مدرسة اجملتمع باجملتمعات االهتمام على اجملتمع مدرسة لنموذج األساسية مات الس وتشتمل للبنت(6 أو للفتاة القيم على والتركيز النوعي، للتعليم املستوى رفيعة مقاييس واعتماد عليها، والتركيز احملرومة واملهارات احلياتية للنهوض بالعنصر القيادي وتنمية التغيير االجتماعي وتطويره، واملشاركة املمتعة زة على الطفل. ومع حتقيق معدل إلكمال واملتحمسة في عملية التعلم من خالل طرق التدريس املركالدراسة، جتاوز نسبة 85%، في برنامج مدارس اجملتمع االبتدائية، فقد مت بنجاح إدماج اخلريجني واخلريجات أو باجلامعات األطفال هؤالء من العديد والتحق املصري، التعليم نظام من التالية املستويات في

بالفرص الوظيفية اإلنتاجية.

لقد ساعد جناح املبادرة في إضفاء الشرعية على السبل البديلة لتوفير التعليم املدرسي، مما وفر منوذجا ملستنبت عمل على حفز انبثاق تفريعات أخرى، وتشكيلها وتغذيتها باملعلومات بل وحتى باملوارد، وكان وزارة باشرت اجملتمع، مدارس مبادرة إطالق من فقط واحد عام فبعد البنات. تعليم مبادرة أحدثها التربية والتعليم من تلقاء نفسها بتنفيذ برنامج ارتبط اسمه بها: برنامج “مدرسة الصف الواحد”، الذي ميكن اعتباره محاولة أولى لتوسعة منوذج مدرسة اجملتمع، والذي استهدف البنات اللواتي تسربن ما لهن التدريب املهني إضافة إلى مناهج الصفوف املتعددة املستويات الدراسية. من املدرسة، مقدويبلغ اآلن عدد املدارس من هذا النوع 3.١36 مدرسة، وقد انتشرت فكرة حشد اجملتمع احمللي ومشاركته إلى حد جعل منظمات أخرى، مثل الصندوق االجتماعي للتنمية، والوكالة األمريكية لإلمناء الدولي، تقوم بتأسيس مدارس مماثلة، مثل مبادرة املدارس الصغيرة، مع نقل الكثير من املمارسات من النموذج األصلي ملدارس اجملتمع إلى النماذج التي استحدثت مؤخرا، وإلى قطاع التعليم العام. وتعترف وزارة التربية والتعليم بجميع هذه املبادرات املرتبط بعضها باآلخر كأمثلة على “التعليم اجملتمعي” مقرة

5 كانت اليونيسف مسؤولة عن تصميم املبادرة، وإجراء التدريب، وتزويد األثاث واملعدات التعليمية. وكانت أيضا مع الشركاء اآلخرين مسؤولة عن اإلشراف

على املدارس ومراقبتها وتقوميها.

6 ميكن احلصول على وصف لواقع مبادرة مدارس اجملتمع: ، طرق تدريس التمكني: مدارس اجملتمع كحركة اجتماعية في مصر، من مؤلفات ملك زعلوك )2004(،

القاهرة: مطبعة اجلامعة األمريكية في القاهرة.

حركة من جزء إنها بل مترابطة، غير منفصلة برامج أو ريادية مشاريع مجرد ليست بأنها بذلك أطلقتها مدارس اجملتمع، وأقرتها متاما وزارة التربية والتعليم، وهي تتولى قيادتها. وتندرج مبادرة تعليم البنات في صميم هذه احلركة، األمر الذي عمل على ترسيخها وإعطائها شخصيتها اخلاصة عن طريق

التركيز بصفة أساسية على البنات وعلى معاجلة قضية الفجوة بني اجلنسني في التعليم.

البنات، من الضروري تقدمي املعلومات حول إلى إعطاء وصف تفصيلي ملبادرة تعليم أن ننتقل وقبل منهجية البحث املستخدم في توثيق املشروع.

منهجية البحث

اشتملت البيانات التي استند إليها وصف مبادرة تعليم البنات في مصر على ثالثة مكونات: البحوث املكتبية، واملقابالت الشخصية، والزيارات امليدانية. وتضمنت البحوث املكتبية دراسة وحتليل األدبيات الوثائق من العديد دراسة إلى إضافة البنات، لتعليم املتحدة األمم مبادرة تناولتها التي الدولية األساسية وحتليلها، واملواد احملفوظة في األرشيف ذات العالقة باملبادرة في مصر، واملوجودة لدى مكتب اليونيسف ومكاتب اجمللس القومي للطفولة واألمومة في القاهرة. هذا إلى جانب دراسة املواد التي التي وتلك وحتليلها، عمان إفريقيا في األوسط وشمال للشرق اإلقليمي اليونيسف قدمها مكتب الغذاء برنامج مكتب مثل الدولية واملنظمات األخرى، واملنظمات والتعليم، التربية وزارة قدمتها من ابتداء البنات تعليم مببادرة املتعلقة املراسالت على الوثائق احتوت وقد الدولي. والبنك العاملي العالقة مببادرة ذات واإلجراءات املؤمترات، وبرامج وأوراق نظرية، واخلطط االستراتيجية، حلظة والدتها، امليدانية الزيارات وتقارير املبادرة،7 جوانب املنشورة حول مختلف األدبيات إلى إضافة البنات، تعليم اجمللس كوادر ميدانيا جمعتها التي والشهادات املبادرة، متابعة في املشاركة الكوادر أعدتها التي القومي للطفولة واألمومة، واملقاالت اإلعالمية، واألدلة التدريبية التي استخدمت في تدريب املشرفني ها اجمللس القومي الختيار مواقع املدارس، وإشراك الكوادر، وتقومي رين، وقوائم املعايير التي أعد وامليسالتدريس وغير ذلك. وقد متت أيضا دراسة قواعد البيانات على مستوى احملافظات واجمللس القومي. كما اشتملت املصادر الوثائقية األساسية األخرى على تقارير سير العمل الشهرية، ومراجعات وتقوميات منتصف الفترة، وتقارير دراسة خط األساس املرجعي الذي أعده برنامج الغذاء العاملي، وخطط العمل النشاطات إلى جانب للبنات فيها، الصديقة املدارس تنفيذ أجل أعدتها سبع محافظات من التي الندوات الفيديو وأشرطة دي. ڤي. دي.، مبا في ذلك والتي مت تصويرها على أشرطة باملبادرة املرتبطة وحيثما األطفال. مع عقدت التي الشخصية واملقابالت املتتالية، التدريسية واحللقات التدريبية، املساندة فريق بترجمتها وقام منها، اقتباسات محددة اختيرت فقط، العربية باللغة املواد توافرت

والدعم لدى اجمللس القومي.

لقد تضمنت البحوث املكتبية أيضا القيام بزيارة إلى مكتب اليونيسف اإلقليمي في عمان )في اخلامس من سبتمبر/أيلول 2006(، وثالث زيارات إلى مصر: زيارة متهيدية بني التاسع والثاني عشر من سبتمبر/

7 انظر، على سبيل املثال، »االبتكار والوساطة: حالة مصر« من تأليف ملك زعلوك )2004(، في »ن. راو« و »آي. سميث« )احملرران(: الشراكات لتعليم البنات.

أكسفورد: أوكسفام ببلشينغ. وقد أولى اجمللس القومي للطفولة واألمومة أهمية كبيرة لتوثيق جميع مراحل املشروع؛ مستخدما املواد بطريقة استراتيجية لرفع مستوى الوعي، ولتعبئة الدعم من اجملتمع، واحلكومة واملانحني على املستويني القومي والدولي.

25مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر24 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

أيلول 2006، وزيارتني لتنفيذ العمل امليداني األساسي: بني السادس عشر والثاني والعشرين من أكتوبر/تشرين األول، وبني التاسع عشر والثامن والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 2006. وقد مت التفاوض على برنامج الزيارات مع اليونيسف )املكتب اإلقليمي ومكتب القاهرة(، ومع اجمللس القومي استنادا وقد املقابالت. مواد ومن املكتبية البحوث من نشأت التي الالت الد إلى واستجابة إلى مقترحاتهم استلزمت الزيارات امليدانية عقد مقابالت شخصية وتدوين مالحظات ميدانية في 4 من 7 محافظات شملتها املبادرة، وهي حتديدا: أسيوط والفيوم واجليزة وسوهاج، إضافة إلى القاهرة. كما متت مقابلة الرئيسي البحيرة وبني سويف واملنيا، في املقر الثالث األخرى، وهي: الكوادر املشاركة في احملافظات

للمجلس القومي في القاهرة.

املقابالت الشخصية

عقدت مقابالت شخصية فردية أو جلماعات التركيز، كل منها استغرق ساعة تقريبا، باللغة اإلجنليزية اقتضت حيثما العربية باللغة ترجمة وصاحبتهما ذلك. أمكن حيثما الفرنسية(، باللغة )وأحيانا الضرورة ذلك. وقد شملت املقابالت مجموعة متنوعة من الناس املعنيني باجلوانب اخملتلفة للمبادرة،

ومنهم:برنامج ومسؤول البرنامج، عن األول املسؤول للتعليم، اإلقليمي )املستشار اليونيسف كوادر

التعليم في مكتب القاهرة(. والسكرتارية خطاب، مشيرة السفيرة العام )األمني واألمومة للطفولة القومي اجمللس كوادر الفنية للمجلس القومي كمجموعة، ومعظم أعضاء الفريق كأفراد، مبن فيهم الشخص املسؤول

عن قاعدة بيانات مبادرة تعليم البنات(. كوادر وزارة التربية والتعليم )املستشار األول للوزير، ووكيل الوزارة حملافظة الفيوم(.

بناء برنامج عن الوزارة في املسؤولة الدائرة وهي املدرسية، لألبنية العامة الهيئة مدير نائب املدارس.

أعضاء منظمات األمم املتحدة )برنامج الغذاء العاملي وصندوق األمم املتحدة لتنمية املرأة(.)البنك الدولي واالحتاد األوروبي(، إضافة إلى اجلهات مة للمعونات أعضاء الوكاالت املانحة واملقدحمزة الهندسية الشركة ،Cemex سيمكس ، Apachiأباتشي( اخلاص القطاع من املانحة مت املدارس الصديقة للبنات وشركاه Hamza Associates Engineering Company، التي صم

وقامت بتشييدها وتبرعت بها(. أحد احملافظني )محافظة سوهاج(، واحملافظ السابق )حملافظة الفيوم(.

مدير املعهد القومي للتخطيط، التي مت إشراكها كمستشار خبير لفرق العمل التطوعية احمللية عندما كانت تلك الفرق تصوغ خطط العمل اخلاصة بها.

من املكونة وفرقها اجليزة(، )في املبادرة تنفيذ في شاركت حكومية غير منظمات ثالث مديرو الكوادر إلى إضافة وسوهاج(، الفيوم )في واملراكز احملافظات في امليدانيني املشرفني/املشرفات

املسؤولة عن قاعدة البيانات )في سوهاج(. مديرو فرق العمل التطوعية احمللية )الفيوم( وأعضاء فرق العمل التطوعية احمللية )في سوهاج(.

أعضاء اللجان التعليمية التابعة للمدارس الصديقة للبنات )في أبو صير Abou Seer مبحافظة اجليزة، ومنفلوط مبحافظة أسيوط(، مبا في ذلك قادة اجملتمع احمللي واآلباء واألمهات، ممن شاهدتهم

أثناء العمل خالل اجتماعني من اجتماعات اللجنة. ثالثة مدربني/مدربات للميسرات.

العديد من امليسرات والتلميذات والتالميذ أثناء النشاطات داخل القاعات الصفية.

بعض على اإلجابة في وقتها من الكثير بسخاء مبارك، سوزان األولى، مصر سيدة أنفقت وقد التساؤالت اخلاصة بالسياسات، والتي طرحت على سيادتها فيما يتعلق مبستقبل املبادرة، مما أوحى

بقوة إلى تقديرها ودعمها املتواصلني لتعليم البنات والتعليم املدرسي الصديق للبنات.

األفكار بعض تكوين ومت واحدة، مرة من أكثر املهمة الشخصيات من العديد مع مقابالت أجريت العميقة أثناء محادثات غير رسمية أجريت في السيارات، والقطارات والطائرات عندما كنت مسافرا أعضاء بعض وكوادر واألمومة، للطفولة القومي اجمللس كوادر بصحبة أخرى إلى محافظة من ذة.8 وعقدت أيضا مقابالت مع األفراد واجلماعات التي أشار اجمللس القومي املنظمات غير احلكومية املنفواليونيسف إلى ضرورة لقائها ألغراض جمع البيانات. وعالوة على ذلك، فقد قابلت أيضا ثالثة أكادمييني آخرين من ذوي االطالع واملعرفة بقطاع التعليم في مصر، وذلك بقصد اختبار بعض الفرضيات، وتوليد بعض األفكار املتبصرة من أشخاص لم يكونوا جزءا من مبادرة تعليم البنات، مما مكنهم بالتالي من

لون جزءا ال يتجزأ من هذا السياق. اإلسهام بوجهة نظر مختلفة، مع أنهم يشك

املالحظات الصفية

إلى جانب املقابالت التي عقدت، تضمنت عملية البحث العديد من الزيارات إلى املدارس والفصول في أربع محافظات، هي: أسيوط، والفيوم، واجليزة وسوهاج. ومعظم تلك املدارس والقاعات كانت مدارس صديقة للبنات، ولكن مت أيضا زيارة ستة فصول تابعة لقطاع التعليم العام، من أجل أن نتمكن من حتديد أوجه الشبه واالختالف بني هذين الشكلني من التعليم. لقد ساعدتني أيضا الزيارات امليدانية للقاعات الصفية في ثالث من مدارس اجملتمع على التعرف على مصادر املدارس الصديقة للبنات من على أيضا وقد ساعدتني التدريس. وطرق التنظيمي، واألسلوب عليها، تقوم التي الفلسفة حيث قياس ما زال متبقيا من املسيرة التي بدأتها هذه املبادرة. وفي جميع احلاالت، استلزمت زياراتي اجللوس التعليم مدارس حالة )في املعلمني/املعلمات مالحظة( )أو ملشاهدة الصف مؤخرة في الوقوف أو

العطوي على ما ميلكه من معرفة عميقة الدكتور مجدي إياها بأسمائها: وأزجي الشكر لها ذاكرا أقر بفضل بعض تلك الشخصيات املهمة أن أود 8

القومي للطفولة واألمومة، مبا فيها التعليم في اجمللس برنامج التربية، ومسؤوليته عن السابقة كعضو في كلية التعليم في مصر. فخبراته بنظام تدريب امليسرات واملشرفات املشاركات في مبادرة تعليم البنات، جعلت منه مصدرا مرجعيا بارعا في إسداء الرأي، كثيرا ما كنت أعود إليه طلبا للمعلومات ق سكرتارية مبادرة تعليم البنات لدى اجمللس القومي للطفولة واألمومة، التي زودتني بأفكار عميقة، كثيرة وعظيمة، حول واملشورة. وداليا حسن، منسالتطور التاريخي للمبادرة، وبتحليل عميق للعوامل التي قادت إلى جناحها. ومحسن كامل، املدير امليداني ملبادرة تعليم البنات لدى اجمللس القومي للطفولة واألمومة، الذي رافقني أثناء رحالتي إلى محافظتي أسيوط وسوهاج، وكان في غاية السخاء في مشاركتي فيما يكتنزه من معارف عميقة بالسياقات )البيئات( التي كنا نقوم بزيارتها وفي الديناميكيات )احلراكيات( الدائرة بني مختلف اجلهات الفاعلة. وقد ساعدني العديد من الروايات والتوصيفات املوجزة، املنتقاة من سنوات عمله، في عمليات التعبئة اجملتمعية ومشاريع مدارس اجملتمع، في فهم روح مبادرة تعليم البنات، وفي جعل زياراتي امليدانية مدعاة للذكرى، وتتصف بفاعلية ومتعة أكبر بصورة ال متناهية. وإلى جانب هؤالء القادة األساسيني الثالثة، الذين ألقيت على كاهلهم املسؤولية الرئيسة لتوجيه مبادرة تعليم البنات في اجمللس القومي للطفولة واألمومة، هناك العديد من األفراد اآلخرين، وهم كثيرو العدد يعجز القلم عن ذكرهم حصرا بأسمائهم، وقد أثبت التزامهم املطلق بالتمكني من منح الفرص التعليمية للبنات في املناطق الريفية النائية في مصر، بأنه من أحد العوامل املثيرة لإللهام. وسوف تتاح لنا الفرصة لإلشادة في األقسام الالحقة من هذه الشهادة البينة، باإلسهامات الهادفة إلى إحداث أثر إيجابي في حياة األفراد في مصر بشكل عام. وهي إسهامات أطلق عليها أحدهم بذكاء عبارة »مدارس احملبة«، وكان وصفه هذا موسوما بشوق شديد إلى تلك املدرسة – ال بل إن هذا الشوق بلغ حد الولع

والهيام فيها. والشكر موصول أيضا للمجلس القومي للطفولة واألمومة على معاجلته للجوانب اللوجستية للزيارات امليدانية.

27مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر26 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

مدارس وفي للبنات الصديقة املدارس في الصفية القاعات حالة )في وامليسرات رين وامليس العام(، اجملتمع(، أو لقيادة إحدى احلصص الدراسية أو عدد من احللقات املتسلسلة إلحدى دورات التعليم. وكان يرافقني في معظم الزيارات ما ال يقل عن عضو واحد من كوادر اجمللس القومي للطفولة واألمومة، اعتاد/اعتادت على القيام بالترجمة إضافة إلى مساعدتي في فهم السياق الذي كنا نشاهده على الدكتورة ملك زعلوك، مستشارة مكتب رافقتني األخيرة، املمتدة امليدانية زيارتي نحو أفضل. وفي اليونيسف اإلقليمي ملنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا، بصفتها مؤسسة حركة مدارس اجملتمع في مصر، أثناء إجراء املقابالت وحضورها جلسات املشاهدة واملالحظة، وقدمت لي معلومات مفتاحية موثوق بها حول السياق والثقافة اللذين ساعداني في تكوين فهم أعمق لألوضاع، إضافة إلى تزويدي فية بأفكار مهمة متبصرة بالعمليات التي جرت مشاهدتها ومالحظتها. وكانت زياراتي للقاعات الصتستغرق نصف ساعة في املتوسط، يليها بصورة عامة، مقابالت قصيرة مع امليسرات ومع املشرفة إن

كانت موجودة. وقد متت زيارة ما مجموعه ١5 قاعة صفية.

محددات البحث

بالرغم من الطبيعة الواسعة النطاق لهذا البحث ضمن املعايير القيمية للفترة الزمنية املتاحة، فإنه دات التي واجهها، ومن أهمها افتقاري إلى إتقان اللغة العربية. ومع أنني ال بد من اإلشارة إلى بعض احملدأمتلك معرفة أولية بتلك اللغة، إال أن خدمات الترجمة الشفهية كانت ضرورية دائما. ومن البديهي الترجمة. وقد عوضني عن اجتياز هذا العائق أثناء تلك أن الكثير من املعلومات من شأنه أن يضيع حقيقة مفادها أنني قد سبق لي القيام بالعديد من املشاريع البحثية العملية في هذه املنطقة، مع األخذ بعني االعتبار أن تلك األبحاث أكسبتني خبرة وزودتني بخلفية كافية للفهم والعمل الالزمني في سياق غريب علي في نهاية املطاف.9 وثمة عائق آخر نشأ في مواجهة مشروع البحث ويتعلق بالنوع املرتبطة مبدى مالءمة التحديات مناقشة ولألنثى(. فقد متت للذكر االجتماعي )املنظور االجتماعي أو عدم مالءمة قيام أحد الذكور بإجراء بحث حول التعليم في املدارس الصديقة للبنات، قبل البدء بتنفيذ املشروع. وقد ثبت بامتياز جناح القرار املتخذ بشأن العمل عن كثب مع باحثة مصرية، مطلعة على املدارس الصديقة للبنات، سبق لها أن أجرت أبحاثا على مدارس اجملتمع التي متت منذجة مبادرة تعليم البنات على أساسها. فوقع االختيار على نائلة رفعت، املستشارة األولى )األقدم( لدى الوكالة أفضل تكوين فهم البحث، وساعدتني على رافقتني طوال عملية التي الدولية، للتنمية الكندية سا للوعي احلسي بالقضايا التي رمبا كنت للسياق والعمليات التي كنا ننفذها، وعلى أن أكون متلم

سأجهلها وأخفق في فهمها من دون تلك املساعدة.١0

الشخصية، واملقابالت املكتبي، البحث أي على البحث؛ فيما سيأتي على جميع عناصر وسأعتمد واملالحظات داخل القاعات الصفية، في محاولة مني لنقل صورة عن نشأة مبادرة تعليم البنات في

مصر، وتطورها وإجنازاتها، ولتشخيص وحصر تلك العوامل التي أسهمت في جناحها.

9 انظر، من جملة مؤلفات أخرى، سولتانا )200١، 2002، 2004، 2005، 2006، 2007(

والوكالة واألمومة للطفولة القومي اجمللس بني التفاوض بشأن مشاركتها ومت اإلقليمي، اليونيسف من مكتب أوال رفعت نائلة إشراك ١0 جاءت فكرة

الكندية للتنمية الدولية. فأعارت الوكالة واحدة من كبار كوادرها مقدمة بذلك إسهاما آخر يضاف إلى إسهاماتها في تعليم البنات في مصر.

|3

نشأة مبادرة تعليم البنات في مصر:

مرحلة التخطيط

29مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر28 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

البدايات

ميكن في واقع األمر تتبع تاريخ امليالد »الرسمي« ملبادرة تعليم البنات في مصر، فهو يعود إلى يوم 24 أكتوبر/املتحدة األمم فريق اجتمع حينما ،2000 األول تشرين أقيمت رئيسة عمل ورشة خالل مصر، في القطري في القاهرة استجابة ملبادرة األمني العام لألمم املتحدة بضعة قبل أطلقت قد كانت التي البنات، لتعليم

أشهر من ذلك التاريخ.

استراتيجيا طابعا املذكورة العمل ورشة اتخذت بطرائق مختلفة. ففي املقام األول أدى األستاذ الدكتور حسني كامل بهاء الدين، وزير التربية والتعليم آنذاك، بني فجوة بوجود املأل على باإلقرار األهمية بالغ دورا اجلنسني في مصر، مما أعطى الضوء األخضر ملبادرة األمم املتحدة لتعليم البنات للدخول إلى البالد. وإضافة إلى ذلك، فقد جمعت ورشة العمل كال من صانعي القرارات رفيعي املستوى من مختلف الوزارات، والهيئات املانحة. وترأست أعمال الورشة السفيرة مشيرة خطاب، أمني اجلهة وهي واألمومة، للطفولة القومي اجمللس عام احلكومية الهيئة تصبح أن وشك على كانت التي اجمللس فقام املبادرة. تنسيق بأعمال تضطلع التي املصريني شهرة العلماء أكثر باالستفادة من خدمات في مجال التربية والتعليم، الذين قاموا برسم املشهد العام لوضع التعليم املدرسي للبنات في مصر. وطالب اجمللس مختلف منظمات األمم املتحدة بإعداد أوراقهم اخلاصة بشأن تعليم البنات وتقدميها، بدال من الطلب ساعد وقد بذلك. القيام خارجيني مستشارين إلى ذلك الطلب في بناء القدرات، وتوفير العمل التمهيدي من فريق لكل املطلوب والتحليلي والعملي النظري، فرق األمم املتحدة ليفهم ضرورة هذه املبادرة، ولكي »ال األعلى من باملظالت علينا هبطت املبادرة بأن نشعر »)أي لكي ال نشعر بأنها مفروضة علينا(، حسب تعبير التي املقابالت أعادت وقد املتحدة. األمم مديري أحد أجريتها مع بعض املساهمني في الورشة، وكذلك مع بعض املشاركني، إلى األذهان الوقع الذي أحدثته املبادرة على مدى ست سنوات سابقة، األمر الذي أثار إعجاب

صانعي السياسات ليس فقط باإلجراءات، ولكن أيضا بحقيقة مفادها أن أسرة األمم املتحدة قد اجتمعت معا لتقدمي الرسالة ذاتها بطريقة تعبر عن االنسجام فيما بينها، داعية احلضور جميعهم إلى إعادة التأكيد على عزم مصر على تقدمي فرص التعليم النوعي إلى جميع البنات، وإلى تقدمي توصية ملنهجية تتوافر بوساطتها

اإلمكانية لتحقيق أهداف األلفية.

االلتزام بالشراكة

»بتخفيض نفسه ملزما حقوقيا نهجا املؤمتر تبنى بحلول األساسي التعليم في اجلنسني بني الفجوة النوعي التعليم لتحقيق الوضع وبتهيئة ،2007 عام الورشة قدمت لقد .»20١5 عام بحلول للجميع حتقيق كيفية حيث من التوصيات من مهما عددا الرئيسة االهتمام مجاالت أحد وكان الهدف. هذا دة احملد العناصر فهم إلى باحلاجة يتعلق للورشة للفجوات بني اجلنسني في التعليم األساسي بوضوح التفاوتات بشأن بها موثوق بيانات إعداد وإلى أكبر، التمكن يتم لكي احملافظات، مختلف بني القائمة بطريقة أفضل من استهداف املناطق التي كانت هي التوصيات األشد حاجة. ومتحورت مجموعة أخرى من وضعها األمر اقتضى وهيكليات استراتيجيات حول مختلفة جلوانب ي التصد يتم لكي التنفيذ موضع واإلدارية، االقتصادية، النواحي ذلك املبادرة، مبا في من والسياسية، والتعليمية إضافة إلى استخدام وسائل ومت للمبادرة. التأييد وكسب املناصرة لغايات اإلعالم كذلك تقدمي توصيات أخرى تتعلق بالروابط القطاعية تعليم ي لتحد للتصدي تقتضيها احلاجة التي كانت البنات ضمن إطار تنموي شامل. وقد أدرك اجلميع منذ البداية أنه بينما كانت الضرورة تقتضي من املدارس أن تكون صديقة للبنات، فإن البنات أنفسهن كن بحاجة احمللية للتمتع بصحة عفية، وألن تكون مجتمعاتهن إحلاقهن على املترتب الدخل فقدان حتمل على قادرة

باملدارس.

الوضع من منظومة وبناء على ذلك، فقد تطلب هذا

من لديها ما وجتميع بانسجام، العمل املتحدة األمم معارف وخبرات وموارد، وإسناد مهمة قيادة هذه اجلهود لليونيسف بسبب خبرتها في تعليم البنات من خالل تعهد فقد ذلك، أجل ومن اجملتمع. مدارس مبادرة صندوق األمم املتحدة للمساعدات التنموية باملشاركة في برنامج مشترك جلعل مبادرة تعليم البنات واحدة األمم ألزمت فقد ذلك، إلى وإضافة األولويات. من املتحدة نفسها بتقدمي الدعم أيضا إلى عملية إقامة الشبكات مع اجلهات االجتماعية الفاعلة األخرى، مبن احلكومية، وغير احلكومية الوكاالت/املنظمات فيها أكثر، عامة بصورة املدني واجملتمع اخلاص والقطاع لضمان كله وذلك الدولية، املنظمات إلى إضافة التغطية الشاملة جلميع اجملاالت التي ينبغي تعبئتها مجموعة ركزت وقد البنات. تعليم حول وحشدها أخيرة من التوصيات على العناصر احملصورة حتديدا في بني تتراوح التي للمبادرة، التعليمية التربوية اجملاالت املدارس بناء إلى احلاجة )مثل باملدارس االلتحاق فرص ضمن حدود القرى لتشجيع األسر على إرسال بناتها إلى احلاجة )مثل املالئمة ومدى النوعية وبني إليها(، املدارس هذه في للعمل واملعلمات املعلمني تدريب لقضايا مراعني واعني يكونوا لكي وذلك اجلديدة، إلى وجود منوذج عمل تستطيع احلاجة وبني اجلنسني، املدارس الصديقة للبنات محاكاته(، وبني كفاءة النظام التعليم يكون جديرا إدارة )مثل وجود نظام ملعلومات بالثقة، وتسهيالت إلعداد خارطة تبني مواقع املدارس(،

وبني اإلنفاق املالي املطلوب لدعم املشروع.

كما أوصى املؤمتر بتشكيل فريق العمل الوطني ملبادرة للمبادرة التخطيط عملية ليتولى البنات تعليم الوطنية لتعليم البنات، وفق اخلطوط واملبادئ العامة فقد أخرى، وبعبارة بوضوح. املشاركون حددها التي مبنح تطالبهم العمل فريق تكليف مذكرة كانت االمتياز للتخطيط املتكامل انطالقا من قاعدة الهرم التنظيمي إلى قمته، وبالعمل من خالل الشراكات مع اجلهات من متنوعة مجموعة ومع احمللية، اجملتمعات الساحة، على الفاعلة االجتماعية واملؤسسات

تتعرض التي اجلغرافية، املناطق على وبالتركيز التحاقهن عدم خلطر يتعرضن ما أكثر البنات فيها

باملدارس.

مرحلة التخطيط

في املؤمترات قرارات تخفق أن املألوف غير من ليس النجاة من الهجوم العنيف املتمثل في متالزمة »اليوم وتستحوذ إلى مكاتبهم املؤمترون يعود التالي«: حيث عليهم الطلبات التي يدعي كل طلب جديد منها أنه جدير باألولوية على غيره من الطلبات، وذلك على الرغم من كل النوايا احلسنة التي تسود العالم. لكن ذلك ال في البنات تعليم مبادرة عليه كانت الذي احلال ميثل مصر. إذ مت عقد سلسلة من االجتماعات وورش العمل في احملافظات األساسية لكي يتسنى نقل نتائج مؤمتر رفيعي اجتماعني وبثها، مع عقد األول أكتوبر/تشرين 200١ الثاني يناير/كانون خالل القاهرة في املستوى )ترأستهما سيدة مصر األولى(، وعقد اجتماع آخر بعد السفيرة )ترأسته سدر رأس في قصيرة بفترة ذلك مشيرة خطاب(. وقد أكدت تلك االجتماعات من جديد عزم احلكومة على التركيز على تعليم البنات باعتباره السنوات مدى على ملصر األولى التنموية األولوية اخلمس التالية، وعلى إنهاء الفجوة بني اجلنسني بحلول عام 2007. وقد حظيت تلك االجتماعات أيضا بتغطية إعالمية على مستوى مصر كلها، مما ساعد في اإلبراز حملة بفاعلية وأطلق البنات، تعليم لقضية القوي في اجلنسني بني الفجوة بشأن والتوعية املناصرة

مصر.

مرحلة في آنذاك دخلت قد املبادرة تكون وبذلك املرحلة وأثبتت هذه امتدت حتى عام 2003، تخطيط ي. فقد كانت حاسمة أنها حاسمة وتنطوي على التحدوضرورة املعنيني، األشخاص قدرات بناء لضرورة نظرا املناسب الشخص بوضع والهيكليات البنى تشكيل في املكان املناسب. وقد اقتضى ذلك جمع املعلومات املوثوق بها عن البنات املوجودات خارج مقاعد الدراسة، واتخاذ القرارات بشأن حتديد أماكن استثمار الطاقات

31مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر30 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

مكونات برنامج مبادرة تعليم البنات

نظام املعلوماتالتوعية العامة وتعبئة اجملتمع

احمللي

توسعة املدارس الصديقة للبنات

تخفيف حدة الفقر

املتابعة والتقييم

بناء القدراتفرق العمل

احمللية

مدارس الصف الواحد

اإلشراف على املشروع، واإلشراف امليداني واإلشراف

على املدارس

وضع خارطة التوعيةللمدارس

والتوثيق

مدارس اجملتمع

القروض

املنح واإلعانات املسح والبحوث

مؤشراتلقياس اخملرجات،

النتائج واألثر

التغذية

وتشكيل الشبكات تأسيس اقتضى كما واألموال. املوارد من ممكن قدر أكبر تعبئة أجل من التحالفات من الكثير أثبت وقد للمبادرة. دعما واملادية البشرية النهج ألن ي التحد من نوع على انطواءه اجلهود هذه فاعلة جهات تطلب البنات تعليم ملشروع الشامل جتربة النهج ذلك وكان الشراكات، خالل من للعمل فريدة من نوعها وغير مسبوقة في مصر، إضافة إلى من والكثير احلريص التنسيق استلزم نهجا كونه ية. وعلى الرغم من العديد من العقبات التوعية احلسالتي واجهت التغيير، وطبيعة العمليات املعقدة أصال والتي ال ميكن التنبؤ بها والتي كشف التغيير النقاب عنها، فقد أكد الكثير من الذين متت مقابلتهم مدى واالستراتيجي الشامل التخطيط ذلك مثل حيوية للمبادرة برمتها، األمر الذي يضمن وجود أساسات قوية

مبا فيه الكفاية قبل انطالق مرحلة التنفيذ.

مت التي للهياكل توصيفا سيأتي فيما م سنقدتشكيلها، والعمليات اخملتلفة التي مت الشروع بتنفيذها، إن تذليلها. التي متت مواجهتها وكيفية والصعوبات والدينامية املعقدة العمليات لهذه الوصفي الرصد يعتبر عنصرا محوريا لفهمنا لكيفية حدوث التغيير تيسير عملية حدوثه عن التعليمي، وكيفية التربوي

طريق العمل الفردي واجلماعي.

الهياكل اإلدارية

مت تأسيس ثالث هياكل أساسية إلدارة املتابعة األولية للمبادرة، وهي حتديدا: فريق العمل الوطني ملبادرة تعليم وسكرتارية املتحدة، لألمم التابع العمل وفريق البنات، مطالبة الهياكل تللك وكانت البنات. تعليم مبادرة أصبحت حني في املشروع، بداية في أكبر دور بأداء ل النابض ملبادرة تعليم سكرتارية املبادرة القلب املشغالنمو، في وأخذت جذورها املبادرة أرست حاملا البنات قدرتهم مستوى املبادرة سكرتارية كوادر رفع وحاملا

الفنية على التعامل مع التحديات التي برزت.

البنات تعليم ملبادرة الوطني العمل فريق تشكيل مت

بعد مرور بضعة أشهر على انعقاد املؤمتر املذكور، وضم الفريق في عضويته ١6 وزارة مختصة، والهيئة املركزية ودعم املعلومات ومركز واإلحصاءات، اجلمهور لتعبئة القرارات، ومنظمتني غير حكوميتني بارزتني، واملنظمات غير احلكومية املعنية. ويعتبر تشكيل فريق العمل، في حد ذاته، عمال بطوليا في مصر، حيث الحظ بعض من أجريت املقابلة معهم، أن البيروقراطية تتصف »بثقافة فرعونية«، إذ إن »كل وزارة تعمل في صومعة« معزولة عن غيرها. إن هذا االفتقار إلى التعاون والتنسيق فيما سمة مشتركة احلال، بطبيعة يعتبر، القطاعات بني للكثير من احلكومات في كل جزء من العالم، وعقبة

ليس من السهل تذليلها.

متثل الدور األساسي لفريق العمل هذا في التخطيط وضع على املساعدة وفي شؤونها، وتنسيق للمبادرة رؤية شاملة تفصيلية من شأنها أن تدفع مبادرة تعليم حقيقة احلسبان في الرؤية أخذت وقد قدما. البنات خارج بنتا 386.056 مجموعه ما هناك أن مفادها مقاعد الدراسة في احملافظات املستهدفة، وأن احلاجة مستوى في صفية قاعة ١١.584 توفير استدعت البنات. من العدد ذلك الستيعاب االبتدائي التعليم ذلك، ملواجهة املدى املتوسطة األهداف بني من وكان للبنات صديقة صفية وقاعة مدرسة 5.١١9 إنشاء بحلول عام 2007 لكي يتم التمكن من خفض الفجوة النصف. إلى املستهدفة احملافظات في اجلنسني بني وبأخذ حجم التحدي املطلوب مواجهته والتغلب عليه مت فقد االعتبار، بعني املتوافرة باألموال يتعلق فيما أيضا تعليق الطموح لشمول البنات في سن الدراسة التعليم على التركيز إبقاء مع املبادرة، في اإلعدادية امللتحقات غير اليافعات مشكلة أن مع االبتدائي، حادة مشكلة تعتبر عاما ١6-١4 سن في باملدرسة

أيضا.

من املمكن تنفيذ رؤية املبادرة من خالل خمسة برامج أو محاور، وهي على وجه التحديد:

تقوية وتوحيد نظم املعلومات التي من شأنها أن ١ .

غير البنات مشكلة إدارة أفضل، بشكل ر، تيسامللتحقات باملدرسة.

إلى البنات بحاجة العام الوعي مستوى رفع 2 .االنتظام في املدارس وإلى تعبئة اجملتمعات احمللية

لتحقيق هذا الهدف. التوسع في املدارس الصديقة للبنات. 3 .

احلرمان يوقف ال أن لضمان الفقر حدة تخفيف 4 .األسر من إرسال بناتها إلى املدرسة.

متابعة املبادرة وتقييمها. 5 .

من شأن كل وزارة أن تسهم في احملاور اخملتلفة للبرنامج

الكلي وفقا ملا أحاله البرملان عليها من مسؤولية. وبناء سبيل على والسكان، الصحة وزارة فإن ذلك، على ني الصحة السليمة املثال، ستكون مسؤولة عن مكوالشؤون وزارتي املبادرة. ومن شأن اجليدة في والتغذية للتنمية االجتماعي والصندوق والشباب االجتماعية حدة وتخفيف الدخل توليد قضيتي كلها تدعم أن الفقر. وميكن لوزارتي النفط واإلعمار توفير الطرق، في الوقت الذي تقوم فيه وزارة البيئة بتوفير املواد والتدريب اإلعالم وزارة أما العامة. والنظافة بالبيئة املتعلق فيمكنها أن تدعم حمالت املناصرة وكسب التأييد عبر

اإلذاعة والتلفزيون.

مالحظة: اخلاليا املظللة متثل البرامج التي سجلت تقدما أقل.

33مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر32 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

شكل فريق العمل الوطني جلنة للمعلومات في فبراير/شباط 2002، وأخرى للموازنة في الشهر الذي تاله، لكي تبدأ اللجنتان العمل على أول محور من احملاور اخلمسة، وكذلك لضمان وجود أموال كافية الستمرار تنفيذ املبادرة في مختلف مراحل تطورها. فجاء القسم الرئيس من األموال من احلكومة، التي، كما سنرى الحقا، تعهدت بتقدمي مبلغ )27.5( مليون دوالر أمريكي. أما األموال األخرى الالزمة ملبادرة تعليم البنات، فقد جاءت من أسرة األمم املتحدة )التي التزمت بتأمني مبلغ ١39.000 دوالر أمريكي(، ومن اجمللس القومي للطفولة واألمومة )63.000 دوالر أمريكي(، وأخيرا من البنك الدولي )١0.000 دوالر

أمريكي(. وقدم املانحون من القطاع اخلاص والشركات، واالحتاد األوروبي معوناتهم في وقت الحق.

ومت أيضا تشكيل فريق عمل األمم املتحدة في وقت قريب بعد انعقاد املؤمتر، وضم في عضويته العديد من أعضاء أسرة األمم املتحدة، ومنها، بطبيعة احلال، اليونيسف وبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، ومنظمة األمم املتحدة للتربية والعلوم والثقافة )يونسكو(، وصندوق األمم املتحدة لتنمية املرأة، ومنظمة العمل الدولية وصندوق األمم املتحدة للسكان. وحددت تلك الكيانات أدوارا لها في املبادرة. بعضها، مثل صندوق املشروع. وكما سنرى املالية من اجلوانب األهمية في في غاية دورا يؤدي املتحدة للسكان، كان األمم التغذية برنامج مسؤولية العاملي الغذاء برنامج تولى فقد الحق، قسم في التفصيل من ببعض املدرسية لكي يضمن تغذية البنات تغذية مالئمة، ولتشجيع األهالي على إرسال بناتهم إلى املدارس،

في مقابل حصولهن على حصص غذائية ألسرهن.

وهناك منظمات أخرى، مثل صندوق األمم املتحدة لتنمية املرأة، لم تسهم كثيرا في املبادرة عندما كان األمر يتعلق بالتمويل، لكنها وضعت خبراتها الفنية حتت تصرف املبادرة. وكان الشغل الشاغل لها يتمثل في ضمان أن يشعر كل كيان من تلك املنظمات مبلكية املشروع، وأن تترجم املنظمات التزامها الذي قطعته على نفسها في مؤمتر أكتوبر/تشرين األول إلى أفعال. وبناء على ذلك، فقد قامت وكاالت األمم املتحدة معا، في نوفمبر/تشرين الثاني 200١، بالتوقيع على اتفاقية مشروع لدعم فريق العمل الوطني حتت إشراف اجمللس القومي للطفولة واألمومة، مما أسهم في تأسيس سكرتارية تعليم البنات واحملافظة على بقائها. وقد اقتضت الضرورة من هذه السكرتارية دعم فريق العمل الوطني في تنفيذ الدور املنوط به في مجالي التخطيط والتنسيق. وكان فريق العمل التابع لألمم املتحدة يجتمع بداية

كل ثالثة أشهر لكي يناقش قضايا السياسات التي تتعلق باملبادرة، وينسق ما تقدمه من مدخالت.

التشغيل وحدة متثل واألمومة للطفولة القومي باجمللس البنات، تعليم مبادرة سكرتارية كانت البنات التي أسندت إليهم مهمة الدفاع عن قضية تعليم األساسية للمبادرة. واجمللس هو الهيئة وتنسيق اجلهود الكلية للمبادرة. تتكون سكرتارية املبادرة من ١9 عضوا: اثنان منهم قاموا بتنسيق اجلوانب األساسية للمبادرة، وواحد قام بدور املنسق الكلي، وآخر شغل منصب املدير امليداني )املسئول عن اإلدارة املالية، وقضايا املشتريات واألمور التنظيمية(، هذا باإلضافة إلى املساهمات املتميزة ملدير

برامج التعليم باجمللس خاصة فيما يتعلق باألنشطة التدريبية للمبادرة.

احملافظات إحدى عن املسؤولية تولى منهم كل األعضاء من سبعة ضمت أخرى مجموعة وهناك السبع املستهدفة من املبادرة، في حني كانت لبقية األعضاء مهمات محددة مرتبطة مبختلف محاور

املشروع مولها اجمللس بالكامل، مثل تطوير قاعدة بيانات مركزية للمعلومات حول تعليم البنات، أو توثيق املبادرة. وتعقد سكرتارية املبادرة اجتماعات دورية، بعضها موجه ميدانيا بدرجة أكبر، وبعضها لديه حال، أية على ليس كلهم ولكن السكرتارية، فريق أعضاء وبعض أكبر. بدرجة اآلخر مكتبي خلفية عن التربية والتعليم. وقد أدت اليونيسف في هذا السياق دورا أساسيا مهما، حيث وضعت حتت تصرف سكرتارية املبادرة خبرتها الطويلة في تنفيذ التعليم املدرسي على مستوى اجملتمع احمللي في مصر، وقدمت للمجلس القومي منوذجا لنسخه وتطبيقه في املدارس الصديقة للبنات. وقد ساعدت اليونيسف أيضا في وضع رؤية مفصلة بوضوح لسكرتارية املبادرة، ودربت كوادرها وبنت قدراتهم، كما

أعدت/طورت الشروط املرجعية لسكرتارية املبادرة إلى جانب دفع رواتب تسعة من كوادرها.

البنات في اجمللس القومي ومن الضروري اإلشادة باخليار االستراتيجي إليواء سكرتارية مبادرة تعليم للطفولة واألمومة.

الدور االستراتيجي للمجلس القومي للطفولة واألمومة

تأسس اجمللس القومي للطفولة واألمومة في عام ١988 مبوجب مرسوم جمهوري كمؤسسة مستقلة ذاتيا، مرجعيتها مجلس الوزراء، ومفوضة بالتخطيط جلميع املبادرات الوطنية ذات العالقة باألطفال في الفئة العمرية “منذ الوالدة وحتى سن ١8 عاما، وبتنسيق تلك املبادرات ومتابعتها. وتتعلق برامج اجمللس وتفويضه بالتزام الرئيس بوضع قضايا األطفال في صلب خطط التنمية االجتماعية املصرية، مع إعالن الفترة ١989-١999 “عقدا للطفل املصري”، والفترة 2000-20١0 “عقدا حلماية الطفل املصري ورفاهة”. وبحلول عام 2000، تبوأ اجمللس القومي موضعا استراتيجيا بني كوكبة من املؤسسات العامة وشبه العامة املصرية، متمتعا بظهور وشرعية ذات مستوى رفيع، وبرعاية سيدة مصر األولى. وقد عبرت عن هذه الرعاية ببالغة إحدى النساء الرفيعات املستوى، من اللواتي أجريت املقابلة معهن، حيث ذكرت أن اهتمام السيدة األولى وانشغالها باملبادرة كان أمرا ضروريا لضمان ذهاب مبادرة األمم املتحدة وأولئك املعنيني بقطاع والتعليم التربية وزارة أبعد من نطاق مسؤوليات إلى ما هو البنات لتعليم التعليم. وإضافة إلى ذلك، فإن السفيرة مشيرة خطاب، أمني عام اجمللس، تتمتع بدرجة رفيعة املستوى من االحترام، ومتثل قوة دافعة ذات شخصية جذابة، تقوم على املبادئ، ومتيزت على املستوى العاملي في عملها كسفيرة لبالدها في جنوب إفريقيا. كما أن منصبها، ومكانتها وعالقاتها الطيبة مع سيدة مصر األولى مكنتها من التغلب على البيروقراطية في تعامل اجمللس مع الوزارات املعنية، فقد دعت جميع الشركاء إلى اللحاق بالركب واالنضمام إلى املبادرة حيث قام اجمللس القومي للطفولة واألمومة

بدوره في التنسيق بني القطاعات املعنية على الوجه األكمل.

وبناء على ذلك، فقد استفادت سكرتارية مبادرة تعليم البنات استفادة كبيرة من وضعها مكانيا ضمن اجمللس القومي للطفولة واألمومة، وال سيما في الفترة التمهيدية للمبادرة التي كانت تستدعي دعوة صانعي السياسة إلى االجتماع، وإقناع صناع القرار األساسيني بأن األهداف التي وضعها مؤمتر أكتوبر/ثابتة املقابالت بصورة أجريت معهم الكامل لها. لقد أشاد كل من األول، تستحق دعمهم تشرين ومستمرة بالدور احلاسم الذي قامت به السفيرة مشيرة خطاب، فعالقة السفيرة املباشرة مع السيدة األولى، ومتتعها بثقة اآلخرين واحترامهم كانت كلها تعني تذليل كل العقبات البيروقراطية والروتني

35مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر34 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

الفجوة بني اجلنسني لكل محافظة

الفجوة بني اجلنسني احملافظة %١5.7 بني سويف %١4.2 أسيوط %١3.4 املنيا %١2.6 الفيوم %١١ سوهاج %3.2 البحيرة %2.5 اجليزة

احلكومي، وجتاوزها جميعها من خالل مكاملة هاتفية. وفي هذا السياق، قال أحد الذين أجريت املقابلة العوائق ذابت حينما بها شعر التي الراحة مستذكرا املعجزات”، السفيرة ق “حتق بإعجاب: معهم الذين فاملسئولون السفيرة. قدمتها التي املساعدة بفضل جتاوزها، ميكن ال بأنه ظاهريا بدت التي وجدوا جوانب في املبادرة ال تروق لهم ومليولهم، أو الذين يشعرون بأن وضعهم الراهن يتعرض لعدم االستقرار، أو الذين تتصف مواقفهم وتوجهاتهم باملعارضة ووضع العقبات يتباطئون في االستجابة ويتخلفوا عن املسيرة، كانوا سرعان ما يقومون بتغيير مواقفهم عندما تتصل بهم السفيرة هاتفيا. أما احملافظون، الذين كانوا مترددين في البداية بشأن إعطاء البيانات املتعلقة مبحافظتهم، واملطلوبة لغايات التخطيط من قبل كوادر مبادرة تعليم البنات، فقد أصبحوا متعاونني على الفور عندما طلبت منهم السفيرة املساعدة في ذلك، علما أن شفافية البيانات في مصر لم تصبح بعد قيمة مغروسة الوضع، فإن واقع خبرتها في هذا املانحة من التنظيمي. وكما الحظت إحدى اجلهات على املستوى الوزارات مع التعامل بالصعوبات من اكتظاظا أقل واألمومة للطفولة القومي اجمللس التعامل مع للوزارات التي منحتها األموال إنفاق إلى حد أخفقت اجلهة معه في بالبيروقراطية، املثقل كاهلها وكان ينبغي إنفاقها خالل السنة املالية. وفي املقابل، فإن اجمللس “يتحدث باللغة نفسها التي نتحدث بها”.

البدء بالعمل

ر لها، مع مرور وفرت هذه البنى غير املكتملة النمو السياق الالزم ألول مجموعة من النشاطات التي قدالزمن، أن تنمو حتى بلوغ كامل طاقاتها كحركة تسعى إلى حتقيق التعليم املدرسي الصديق للبنات. وكما هو احلال بالنسبة إلى العديد من املبادرات األخرى في الدول النامية، فإن مفتاح جعل األشياء ق على أرض الواقع ال يكمن، بصفة أولية، في املؤسسات بقدر ما يكمن في األفراد الذين ميتلكون تتحقاآلخرين من حولهم ولتعبئة األمام، إلى ما فكرة لدفع واملشروعية القيادية القدرات وفي اجلاذبية، ولترجمة اخلطط واملثل إلى واقع. ففي املراحل األولى، وكما أشار الذين متت مقابلتهم، بصفة مستمرة ومناصرا مدافعا زعلوك” “ملك الدكتورة في البنات لتعليم املصرية املبادرة وجدت فقد ومتسقة، إلى جانب كونها اليونيسف، لدى التعليم برنامج آنذاك تشغل منصب مسؤولة لها، حيث كانت االنتهاء من تأسيسها في ثالث محافظات منذ عام ١992. التي مت سة حركة مدارس اجملتمع، مؤسوقد أدركت اليونيسف، على وجه السرعة، أن محط اهتمام األمم املتحدة وتركيزها على تعليم البنات، والروح الداعمة ملبادرة األمم املتحدة لتعليم البنات قد تضافرت، بطريقة متقنة متاما، مع تنفيذ مشروع مدارس اجملتمع، وأن مبادرة تعليم البنات املصرية تستطيع، بصفة أساسية، أن تبني على اإلجنازات التي حققتها مدارس اجملتمع، وأن توسع مدى انتشار تلك اإلجنازات حتى بلوغ طاقتها القصوى، وذلك لكي

تضمن املزيد من توفير فرص احلصول على التعليم جيد النوعية للفئات احملرومة حتى اآلن.

لقد نالت تلك املدارس مصداقيتها على املستوى القومي املصري بحلول عام 2000، مع توثيق العديد قتها التلميذات اللواتي كن في األحوال العادية سيفقدن فرصة التعلم من قصص النجاح التي حقفي املدرسة ال على مستوى إكمالهن تعليمهن األساسي فحسب، بل فقدانهن فرصة التعليم الثانوي ل مدارس اجملتمع تلك وما بعد الثانوي على مستوى الكليات واجلامعات .. )راجع، زعلوك، 2004(. وتشكوبالتالي فقد إليها. الوصول التي يصعب والنجوع والقرى األرياف إجنازه في حيا على ما ميكن دليال واالستراتيجيات التعليمي، والنهج الفلسفة، توفر انطالق وقاعدة املدارس كمستنبت تلك عملت

واألدوات التي ميكن أن تكون العمود الفقري ملبادرة تعليم البنات.

ورش عمل تقييم االحتياجات

يعتبران وتعبئته احمللي اجملتمع مشاركة بأن الثابت االعتقاد الفلسفة لهذه احملورية السمات من عنصرين أساسيني للوصول امليداني إلى األطفال بطرق فعالة. وقد أكدت هذه الفلسفة الغزوة )احملاولة العملية( الرئيسة األولى في هذا امليدان من قبل النشطاء الذين ألزموا أنفسهم مببادرة تعليم البنات. وبالتعاون مع اليونيسف، شرعت كوادر ومستشارو اجمللس القومي للطفولة واألمومة، ممن سبق لهم العمل مع مدارس اجملتمع، في استطالع آراء اجملتمعات احمللية في محاولة منهم لفهم األسباب التي ذلك على 7 محافظات كانت تشهد التركيز في انصب وقد التعليم. يفقدن فرصة البنات جعلت التعليم بني اجلنسني يتراوح بني 5% و ١5.7%. وقام النشطاء في كل حالة منها أو تفاوتا في فجوة عن احملافظة في واملسؤولني بها، امللتحقات وغير باملدارس امللتحقات والبنات األسر من كل بدعوة رات من مدارس الصف الواحد التعليم والشؤون االجتماعية، وممثلي املنظمات غير احلكومية وامليسومن مدارس اجملتمع، إلى االجتماع من أجل حتليل أوضاع البنات في بيئاتهن، والقتراح االستراتيجيات

التي ميكن وضعها للوصول إليهن. املصدر: خطط عمل اجمللس القومي للطفولة واألمومة لكل محافظة

استغرقت كل ورشة من “ورش عمل تقييم االحتياجات” – وهو املصطلح الرسمي الذي أطلق على هذه االجتماعات – مدة يوم ونصف اليوم، وقام بتيسير فعالياتها فريق منتقى بعناية بسبب ما ميلكه أعضاؤه من قدرة على إدارة النشاط املكثف للمجموعات، ولكي يساعد فريق املشاركني على الشعور باالرتياح واألمان لإلعراب عن رأيهم. لقد مت اختبار منهجية عمل الورشة في محافظة الفيوم، وفي خالل ١0 أيام، متكن الفريق من الذهاب إلى احملافظات السبع جميعها، على الرغم من املسافات التي احتاج أعضاؤه إلى قطعها. ويعيد إلى األذهان كل من املقابالت التي عقدت مع أعضاء هذا الفريق، وتلك التي عقدت مع األشخاص اآلخرين الذين شاركوا في تلك االجتماعات كأعضاء في اجملتمع احمللي، نبدأ أننا كنا إليها. قال لي أحدهم: “مع واملتعة واحلنني اإلثارة الورش مبزيج من مشاعر تلك أحداث العمل في الصباح وال ننتهي منه قبل الثامنة مساء، فإننا لم نكن نعرف كيف انقضى الوقت.” وقال

37مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر36 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

آخر: “استجابة اجملتمع احمللي بعثت النشاط في نفوس كل املشاركني احلضور،” مالحظا مدى األهمية التشاركي مباشرة بعد صدور إشارة النهج بتطبيق تبدأ أن البنات تعليم اقتضت من مبادرة التي أجور سوى للمستشارين يدفع لم أنه ومع املعنية.” اجلهات جميع قلوب يأسر “ذلك ألن االنطالق؛ واكتفينا املالي كله اجلانب أغفلنا “لقد بقولهم: ذلك أنهم كانوا مسرورين معبرين عن إال زهيدة،

فقط باإلقبال على العمل.”

لم يفهم اجلميع مباشرة األسباب املنطقية الدافعة إلى عقد هذه االجتماعات التشاورية. ومتثل رأي أداء األعمال.” املعتادة في الطريقة “ابتعدت عن استخدام العمل أن ورش القول: العديد منهم في والحظ البعض أن حضور كبار املسئولني في اجملتمع احمللي – مبن فيهم شخصيات مهمة من مكتب احملافظ - اجتماعات مع املواطنني املهمشني والعاديني أمر غير معتاد على اإلطالق. ولم يكن من املعتاد تعبر أن أو يكبرهم سنا، أمام من ومباعث قلقهم والشباب عن مخاوفهم اليافعون يعبر أن أيضا النساء عن رأيهن في حضرة الرجال، أو أن تخبر النساء املسئولني عما ينبغي أن يقوموا به. ويستذكر أحدهم النظرة احمليرة التي بدت على وجوه املسئولني الذين طلب منهم أن يعطوا اآلخرين فرصة ووقتا للتحدث، أو أن يطلب منهم أن يتوقفوا عن احلديث، أو أن ال يكرروا ما قالوه وعبروا عنه طوال الوقت. وكان حلضور السفيرة أهمية بالغة أيضا ألنها أبقت املسئولني، بكل أدب ولكن بكل حزم، خاضعني

للتحقيق واملساءلة، مع أنهم حاولوا أحيانا “اختطاف” املسيرة أو عرقلة سير عملها.

وقد تساءل، في البداية، بعض املشاركني في املساعدة على تسهيل أعمال الورشة عن السبب الذي رات اجملموعة يطلنب توفير األلواح القالبة، واألقالم )املصنوعة رؤوسها من اللباد(، والبطاقات يجعل ميسامللونة والدبابيس، معتبرين ذلك مصروفات ال ضرورة لها، ومقللني من اجلهد الذي كان يبذل في سبيل أهمية عدم أدركوا ما ولكنهم سرعان أنفسهم. يعبرون عن باإلرتياح عندما الناس يشعرون جعل السعي إلى احلصول على “دراسات مسحية موضوعية أو غير شخصية، و “إجابات معلبة”، حسب بالناس االجتماع متاعب بتحمل ذلك عن واالستعاضة معهم، املقابالت أجريت الذين أحد تعبير وسماع آرائهم. وقال أحدهم في هذا السياق: “علمتنا هذه االجتماعات ما تعنيه ورشة العمل حقا.” وثمة اعتقاد سائد مفاده أن الناس رمبا يكونون أميني، إال أنهم ليسوا جهلة، بل إنهم يعرفون كيف يعبرون عن مشكالتهم بفصاحة بليغة بعد تفكير وتأمل. إال أن هذا االعتقاد سرعان ما منا وتعاظم في أوساط الكوادر العاملة في مبادرة تعليم البنات، وأصبح بالفعل مغروسا كقيمة أساسية في الثقافة املؤسسية لدى اجمللس القومي للطفولة واألمومة. وقد زعم أحد الكوادر قائال إنه بعد هذه التجربة، فإن التزام اجمللس باملشاركة اجملتمعية قد تعزز، متاما كما تعزز اعتقاده بأن األفضل هو “الذهاب دوما إلى امليدان لرؤية ما يراه امليدان نفسه بأم عينه، ويسمع ما يسمعه امليدان ذاته.”١ لقد تعلمت كوادر اجمللس القومي تثمني قيمة تعبئة اجملتمع، مالحظة في هذا السياق: »إن احملافظني ومسئولي احلكومة يأتون ويذهبون، وما يتبقى هو ما ميكن عمله وتنفيذه على مستوى اجملتمع احمللي.« والحظ وبناء احلكم. إطار نظام أي شيء متت مأسسته خارج يوجد »ال إنه في مصر قائلني: آخرون غيرهم

١ من املالحظات، التي تكررت على لسان من أجريت معهم املقابالت من كوادر اجمللس القومي للطفولة واألمومة، مالحظة تقول: “إن مبادرة تعليم البنات

قامت بتثقيف وتعليم املشاريع التي تقوم بتشغيلها،” وكانت تعتمد على هيكليات وبنى عديدة )كفرق العمل التطوعية احمللية، والسكرتارية الفنية، والوحدات احمللية للمعلومات مثال( إضافة إلى اعتمادها وتبنيها ممارسات باجلملة )ومنها على سبيل املثال، النهج التشاركي والنهوج املنطلقة من قاعدة

الهرم اإلداري إلى قمته(.

على ذلك، فإن املبادرات تبنى على رمال متحركة ما لم يكن هناك طلب عليها من اجملتمع احمللي«، وإن »أفضل وقت للمحافظة على زخم الدافعية هو عندما يتم تنشيط اجلهات الفاعلة اخلارجية من خالل

إشراكها مع مجتمع محلي نشط يهتم باملبادرة ويرعاها.«

استجابة اجملتمع احمللي

جاءت استجابة اجملتمع احمللي لورش العمل التقييمية تلك، ولألفكار التي متت مناقشتها فيها، مذهلة وغامرة في واقع األمر. فبداية، شعر الكثير من عامة الناس بالدهشة من حقيقة مفادها أن اجمللس السفيرة ومتثلها – القومي املستوى على بها املعترف قيادته ترافقه واألمومة، للطفولة القومي آراء. وفي العديد من احلاالت مشيرة خطاب - يهتمون باالجتماع بهم واالستماع إلى ما لديهم من أيضا، فإن حضور وسائل اإلعالم لم يشكل مصدرا لإلثارة فحسب، بل كان مدعاة للشك أيضا. لكن إتاحة من يتأكدوا لكي قصارى جهدهم يبذلون الفريق أعضاء رأوا عندما عموما ذهلوا املشاركني الفرصة لكل مشارك في إبداء الرأي. وقد الحظت إحدى اللواتي أجريت املقابالت معهن، معبرة عن إنهم – »كالهوائي« مرهفا إحساسا الناس »ميتلك قائلة: العمل ورش فعاليات تيسير في جتربتها يعرفون أنك تريد العمل »معهم«، وليس العمل »عليهم« ... ويعرفون أنك شخص جيد، وأنك ال تريد إغفالهم وجتاهلهم ... إنهم يختبرونك، ثم يبنون ثقتهم بك ... إنك ستواجه نوعا من املقاومة. وإن لم

توجد هناك مقاومة، فإنهم ال يكونون أمينني معك.«

أسباب وجود الفجوة بني اجلنسني كما يسوقها اجملتمع احمللي

لكي للمبادرة املطلوبة الديناميكيات إيجاد من في كل حرجا أمرا احمللي اجملتمع ثقة نيل كان لقد تتجذر في اجملتمع، وملعرفة أسباب وجود الفجوة بني اجلنسني في محافظات بعينها. وقد قاد التقرب رات مبادرة تعليم البنات إلى تعديل بعض االفتراضات التي كانت لديهن، من اجملتمعات احمللية ميسأثرا سلبيا، بل هناك التي خلفت الوحيدة ين ليست القضايا الد أو العادات أو التقاليد، أن مدركات ، قبل انعقاد الورشة، كان لديهن انطباع بأن القرويني قضايا أخرى أيضا. وقد الحظ البعض منهن أنهنكالقاهرة احلضرية، املناطق في اإلعالم وسائل عملت ما غالبا تنميط وهو جهلة، بسطاء أناس مثال، على تخليده. لقد أظهرت ورش العمل أنه بالنسبة للكثير من الناس، وحتى بالنسبة للفقراء ، وأن قيمته كانت راسخة اجلذور ثقافيا في أفكار من مثل مفهوم »األستاذ أنفسهم، أن التعليم مهم)تعليم تثمني محو األمية أن يكون هناك معلم يقودك طوال احلياة. لقد مت أيضا el ustaz”؛ مبعنى القراءة والكتابة( في أحيان كثيرة في اجملتمعات احمللية؛ ألن ذلك كان يعني أن املرء يستطيع أن يتلو أن اكتشفت عندما دهشتها عن إحداهن أعربت وقد لألقباط. بالنسبة املقدس الكتاب أو القرآن، ين واحدا من الدوافع، وليس عقبة تعترض عملية التعلم في هذه اجملتمعات، األمر الذي قادها إلى الدين عندما استخدم إليقاف عملية احلصول على املعرفة، فإمنا مت استخدامه كذلك االستنتاج أن الد

حلجب الديناميكيات األخرى وإخفائها، التي هي في أغلب األحيان تتعلق بالسلطة.

39مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر38 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

املرور غير اآلمنورد هذا الوصف املوجز في إحدى املطبوعات الصادرة عن اجمللس القومي للطفولة واألمومة )هند حسن، صفحة 5(

بينما كانت محاولة البحث جارية عن أماكن مالئمة لبناء املدارس وفق املعايير املوضوعية اخملتارة، تطوع أحد القرويني من قدرا ضئيال وميلكون دخال منخفضا يتقاضون الذين أبناء مصر من واحدا كان لقد املشروع. في للمساهمة املمتلكات. فقدم طلبا لقبول تبرعه بقطعة أرض لبناء مدرسة صديقة للبنات عليها. وعندما أخبرناه بأن قطعة األرض التي ميلكها لن تعود إلى ملكه مرة أخرى، كان جوابه: “متنيت لو أنني أملك قطعة أرض في كل قرية وكل جنع.

لو كنت أملكها لتبرعت بها جميعها ملصلحة هذا املشروع العظيم!”

ثم انفجر الرجل باكيا وواصل حديثه قائال: “آمل أن ال يكون مصير أية فتاة مصرية كمصير تلك الفتاة، ابنة العشر سنوات، من قريتنا. حيث ذهبت تلك الفتاة، في صباح أحد األيام، إلى مدرستها البعيدة جدا عن املكان الذي تسكن فيه. لقد كانت الفتاة متحمسة جدا في ذلك اليوم، ألنها كانت ذاهبة إلى املدرسة لتعرف نتيجة اختباراتها، لكنها اغتصبت بدال من ذلك، وكلفها ذلك االغتصاب حياتها. وحينما انتظرت أسرتها وأقاربها عودتها ملدة ساعات طويلة ولم تعد، ذهبوا للبحث عنها في كل مكان داخل القرية وخارجها، ومتخض البحث عن العثور على جثتها، األمر الذي

سبب لهم صدمة شديدة.”

وشعرت أخريات بالدهشة لدى مالحظتهن أن الكثير من الرجال كانوا حريصني على تعليم بناتهم. ويتنازلون رأيهم يغيرون »اآلباء أن وميدانيا العمل ورش من املكتسبة واخلبرة التجربة أظهرت وقد عندما يرون بناتهم يصبحن أكثر أدبا وقدرة على املساعدة في العمل... ويشعرون أيضا بالفخر عندما أن لهم واضحا غدا بينهم، فيما القضايا هذه اجملتمع أفراد ناقش وعندما يترعرعن.« بناتهم يرون املتعلمات ال يستطعن فحسب مساعدة أسرهن املدرسة ذو قيمة مضافة: فالفتيات التعليم في بطرائق أكثر تنوعا، بل إنهن ميكن أن يطمحن أيضا في االرتباط بأزواج متعلمني ... أزواج من املرجح أن يعاملوهن معاملة طيبة، ويستطعن مبشاركة أزواجهن أن يقمن بتنشئة أطفالهن وتربيتهم بطريقة

أكثر مالئمة وفي بيئة صحية أفضل.2

لقد كان السبب الرئيس، الذي كانت تبديه اجملتمعات احمللية لتعليل وجود البنات خارج املدرسة، يتمثل – كما كان متوقعا – في الفقر والعوز، الذين أديا باآلباء واألمهات إلى جتنب حتمل التكاليف املباشرة وغير املباشرة املرتبطة باملدارس، وإلى استخدام بناتهم في دعم الدخول )جمع دخل( الضئيلة لألسر.3 إال أن األسباب األخرى التي مت إبداؤها شفهيا أو خطيا، من دون اإلفصاح عن أسماء أصحابها، تضمنت حقيقة مفادها أن املدارس لم يكن يتوافر فيها حمامات تعمل بكفاءة ، أو أن املالعب كانت صغيرة جدا في املدارس، يسيطر األوالد فيها على ما يتوافر من مساحة محدودة أصال، مما يجبر البنات على البقاء في احمليط اخلارجي للملعب. وكما الحظ أحد الذين أجريت معهم املقابلة: »من املدهش، بل إنه لعمل

إجرامي، أن يكون لهذه التفاصيل الدقيقة مثل هذا األثر السلبي على مجمل حياة الفرد!«. أن الكثير منهم البنات، في حني الحظ التي تسلكها املأمونة الطرق غير إلى اآلخر البعض وأشار

2 غير أن ما يثير االهتمام بقدر كاف هو أن أحد الذكور، ممن متت مقابلتهم، شعر بأن البنات املتعلمات سيعانني بالتأخر في الزواج مما أشار إليه بكلمة “باروا”

أو بتعبير عقدة “العانس”؛ مبعنى أن البنات اللواتي يتعلمن لن يرضني الزواج من أي رجل كان، وأن الرجال الذين ميكنهم بلوغ طموحات تلك البنات من الصعب العثور عليهم في النجوع والقرى التي تقيم فيها تلك البنات.

3 مع أن العمل يرتبط ارتباطا قويا بعدم الوجود على مقاعد الدراسة بالنسبة لألوالد والبنات على حد سواء، فإن الدراسات توحي، في مصر، بأن وجود عالقة

عرضية قوية بني العمل واالفتقار إلى االنتظام في املدارس تصح وتنطبق فقط على البنات دون األوالد. راجع رجوي أسعد، »ديبورا إليڤيسن« وناديا زيباني )2002(، »أثر عمل األطفال على االلتحاق باملدرسة في مصر«، ورقة عمل 0١١١، القاهرة: منتدى البحوث االقتصادية.

البنات لم يكن يردن الذهاب إلى املدرسة ألنهن كن يشعرن بامللل من أساليب التدريس، التي أكدت م )احلفظ غيبا من غير فهم(، أو ألن املعلمني/املعلمات يعاملوهن/يعاملنهن على التعلم بطريقة الصبقسوة، ويضربوهن/يضربنهن، ويسببون/يسبنب لهن اإلهانة. وفي بعض احلاالت، ورد أيضا ذكر أحداث تتعلق بالتحرش اجلنسي من قبل املعلمني، إضافة إلى رواية حكايات عن اغتصاب البنات في طريقهن ومالذا القانون يجدون ملجأ نائية كان اخلارجون عن إلى املدرسة عندما كن يعبرن من خالل مناطق

إليها.

إن مجرد إثارة قضايا، من مثل املعاملة القاسية والتحرش من قبل املعلمات/املعلمني في ورش العمل، أدارة حركة عجلتها هذه االجتماعات يعتبر شهادة تصب في صالح العملية اجلديرة باالعتبار التي أن من الصعب على املشتركة. وعلى املرء أن يأخذ في االعتبار ما الحظه أحد املشاركني في الورش أعضاء اجملتمع احمللي أن يثيروا مثل هذه القضايا في بيئة القرى الصغيرة عندما يكون مقترفو هذه اجلرائم من أبناء األسرة ذاتها، أو من أسر متنافسة في القرية ذاتها. كما أن مناقشة مثل هذه القضايا بصراحة كان أيضا عمال جريئا من الناحية الثقافية، إذا ما أخذنا في االعتبار حساسية قضايا الشرف

والعيب.4 أسرها لم تكن تستثمر في بأن االعتراف باخلجل من التي وجدت صعوبة وشعرت احمللية أما اجملتمعات ”Nader Fergany تعليم بناتها وأخفت احلقيقة، فقد ووجهت ببعض البيانات التي جمعها “نادر فرجاني

4 للحصول على نقاش أنثروبولوجي )ذي عالقة باإلنسان( حول ميثاق الشرف والعيب في منطقة البحر األبيض املتوسط، انظر املؤلف الكالسيكي لـ: جيه.

ج. بيرستياني، جيه. ج. )احملرر( )١965(، الشرف والعيب: قيم اجملتمع احمليط بالبحر األبيض املتوسط، لندن، ويدنفيلد و نيكولسون.

الدين يحفز الناس إلى تقدمي التبرعات إلى مبادرة تعليم البنات ورد الوصف املوجز التالي في إحدى مطبوعات اجمللس القومي للطفولة واألمومة )هند حسن، صفحة 9(

يعاني من املزارع بني سويف في مصر، وكان ذلك النجوع في محافظة أحد املزارعني املصريني يعيش في “كان أحد به العديد من األمراض التي دفعته آالمها وحفزته إلى التفكير في القيام بعمل ما من أعمال اخلير، من شأنه أن يقرر إلى اهلل تعالى، ويكون نافعا مفيدا ألبنائه وبناته. فقرر أن يساهم في بناء مدرسة لتعليم الفتيات من شأنها أن توفالكرمي وحفظه. القران إلى تعلم تالوة والكتابة، إضافة القراءة وبناته النجع أبناء أيضا ويتعلم فيها لبناته، العمل وأراد املزارع من ذلك أيضا أن يفوز برضى اهلل من خالل ما ستتعلمه كل فتاة مصرية من املدرسة في ذلك النجع. ولم يكن القرار سهال، ألن األبناء ال يفهمون دوما كيف يفكر آباؤهم وأمهاتهم. فقد رفض أبناء هذا املزارع )الذكور( متاما

مساهمته في بناء مدرسة “صديقة للبنات.”

41مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر40 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

البيانات الكمية مبثابة مكمل قيم إليه. وقد كانت تلك ملؤمتر أكتوبر/تشرين األول الذي سبقت اإلشارة اتبعوا أسلوب الذين التي مت جمعها نوعيا، ومت استخدامها كعالج بالصدمة ألولئك وثمني للمعلومات اإلنكار والرفض. وقد وجد ممثلو محافظتي الفيوم واملنيا أنفسهم يتنافسون على املوقع األول في أكبر

ل مصدرا لإلحراج وحافزا إلى العمل في آن معا. فجوة تشهدها احملافظتان بني اجلنسني، مما شك

تشكيل فرق عمل تطوعية محلية

ضت ورش العمل عن نتيجة إضافة إلى بناء الثقة وحتقيق فهم أفضل لغياب البنات عن املدارس، فقد متخأساسية أخرى أدت إلى الدعوة التي وجهها معا اجمللس القومي للطفولة واألمومة واليونيسف إلى كل أن يتكون فريق عمل تطوعي محلي. فقد طلب من كل فريق مجتمع محلي وطلبا فيها منه تشكيل من حوالي ١7 متطوعا ميثلون بصفة أساسية املعلمون/املعلمات، واملنظمات غير احلكومية )مع إشراك اآلباء واألمهات والبنات في البداية(، وأن يكون للفريق تفويض صريح يخوله وضع خطة عمل على أساس االستنتاجات التي تتوصل إليه ورش العمل، وبحيث تتمحور تلك اخلطة هيكليا حول احملاور الرئيسة التي قادت النقاشات التي دارت أثناء انعقاد الورش، مبا فيها احملور الذي يتناول أسباب غياب البنات عن املدارس، ومحور جانبي العرض والطلب على التعليم، ومحور مواطن الضعف والقوة في اجملتمع احمللي فيما يتعلق بطريقة العمل فريق في املمثلني اختيار مت وقد املستقبلية. الطموحات ومحور التعليمية، بالقضايا تتصف بالشفافية، مع بذل جهود تضمن بأن يكون لدى أولئك املشاركني اهتمام رئيسي بالتعليم والتزام به. وقد مت اختيار أولئك األعضاء بطريقة استراتيجية أيضا: فالتمثيل الواسع لم يكن يعني فحسب متتع فرق العمل التطوعية باملشروعية، بل كان يعني كذلك جتهيزها على نحو أفضل حلل املشكالت، مع األخذ في احلسبان أن املبادرة كان ينبغي أن تواجه عددا من التحديات من جهات أو جوانب مختلفة، وليس من اجلانب التعليمي فحسب. وبناء على ذلك، فقد كانت خلفيات ومؤهالت من عملوا في خدمة فرق العمل التطوعية مختلفة جدا عن بعضها بعضا، وضمت الفرق في عضويتها مختصني في القانون، والزراعة واالقتصاد إلى جانب اخملتصني في التعليم. ففريق العمل التطوعي في سوهاج، على سبيل املثال ال احلصر، ترأسه رئيس دائرة التنمية في احملافظة، وكان ذلك الرئيس الشخص األساسي في إتاحة فرصة احلصول على البيانات. وقد الحظ أحد الذين أجريت املقابلة معهم قائال: »يستخدم كل شخص )عضو في الفريق، ذكرا كان أم أنثى( وظيفته أو منصبه إلضافة قيمة معينة إلى الفريق.« والحظ آخرون قائلني: إن مثل هذه املؤهالت اخملتلفة قد أدت في بعض األحيان إلى خلق صعوبات في العمل معا، لكن االلتزام الشديد لكل

منهم ساعد في حل املشكالت كلما برزت إلى حيز الوجود.

لقد مت تيسير املسائل التشغيلية بطريقة رائعة من خالل املثال الذي ضربته احملافظة األولى – الفيوم – التي مت تشكيل فريق العمل التطوعي فيها، حيث زود محافظ الفيوم املتطوعني بغرفة مفروشة وببنية

حتتية لالتصاالت كقاعدة ينطلق العمل منها، فحذا احملافظون اآلخرون حذوه. فرق العمل التطوعية أثناء العمل

احملافظات، القيادية على مستوى املنظمات نفسها هي التطوعية العمل فرق كانت املبادرة، بداية في وقامت بدور محوري في انطالق تنفيذ املبادرة. وبأخذ ما بذله أعضاء تلك الفرق من وقت وعمل وجهد بعني االعتبار، وصف أحد كوادر اجمللس القومي للطفولة واألمومة، ممن لديهم تاريخ طويل في العمل التنموي، فرق العمل التطوعية بأنها متثل فعليا »تطورا مهما في تشجيع العمل التطوعي املنظم للمساعدة في حتقيق التنمية في مصر.« لقد مت حتديد ثالث مهمات رئيسة متداخلة فيما بينها للمتطوعني: فقد كانوا

مطالبني بإعداد خطة عمل من شأنها أن تتعامل بفعالية مع قضية تعليم البنات. ولكن حتى يتسنى لطبيعة وفقا وألسبابها للمشكلة احلقيقي البعد يتفهموا أن عليهم وجب فقد بذلك، القيام لهم السياقات التي كانوا ملزمني بالتعاطي معها. وقد زودتهم اليونيسف ببعض البرامج التدريبية استنادا إلى العمل اجلماعي التجريبي في مجاالت مهارات االتصال والتواصل، واإلبداع، واملناصرة وكسب التأييد، وحل املشكالت. وعالوة على ذلك، فقد مت تعريف أعضاء فرق العمل التطوعية باالختالفات املتنوعة بني الفصل »مدارس مثال ومنها للبنات، الصديقة للمدارس كنموذج تخدم أن احملتمل من والتي املدارس، النماذج ما أولئك األعضاء االختيار من تلك الواحد«، و«املدارس الصغيرة« و«مدارس اجملتمع«. وطلب من يعتقدون أنه قد يلبي على النحو األفضل احتياجات محافظاتهم. فاختارت الفرق، بطريقة ثابتة، البناء التجربة واخلبرة املتراكمة من الفائدة فجنوا بيئتهم، على منوذج مدارس اجملتمع ومواءمته مبا يتالءم مع

املكتسبة من تلك املدارس.

لقد سبق لنا أن ذكرنا أن اإلحصاءات املتوافرة حول البنات غير امللتحقات باملدارس تعتبر إحصاءات تقريبية في أحسن أحوالها. ففي املناطق النائية جدا، ال يتم في العادة االحتفاظ بشهادات الزواج وشهادات امليالد، مما جعل احلصول على معلومات جديرة بالثقة، تستند إلى وثائق رسمية، أمرا مستحيال تقريبا. وإلى جانب ذلك، وألن البيانات يحتفظ بها على مستوى »املركز« ال على مستوى القرية أو النجع، فقد برزت حاالت ظهر من خاللها أن بعض احملافظات ال تعلم حتى بوجود بعض النجوع التابعة الختصاصها. وفي حاالت أخرى، لم يكن من السهل توفير املعلومات أو احلصول عليها بحرية حتى في احلاالت التي توافرت فيها إذا كان عليها أن تنتظر – أم يتمثل فيما تلك املعلومات. لقد واجهت مبادرة تعليم البنات فعليا مأزقا ال – حتى حتصل على جميع البيانات الضرورية قبل أن تختار مواقع املدارس، أو أن متضي قدما في عملية االختيار، وأن تعتمد في ذلك على معرفة أعضاء فريق العمل التطوعي في احملافظة لكي تتمكن من انتقاء خيارات قائمة على املعلومات. فاختارت مبادرة تعليم البنات االنطالق قدما في عملية االختيار، ولكن مع القيام، في الوقت ذاته، باستثمار بعض املوارد في تأسيس قاعدة بيانات موثوق بها عن طريق تقدمي بعض واألمومة، للطفولة القومي اجمللس قام فقد ذلك، على وبناء احملافظة. مستوى على واملعدات التدريب و حاسوب جهاز 500( حاسوب بأجهزة بتزويدها وبدأ احملافظات، مع بروتوكوالت بتوقيع ،2003 عام في ١50 طابعة بحلول عام 2006(، وبتقدمي التدريب في مجاالت جمع البيانات، وإدخالها وتشفيرها وحتليلها لألشخاص املستخدمني في وحدات املعلومات احمللية. ففي بعض احملافظات، وصلت البيانات املتوافرة إلى مستوى القرى األم، في حني أن البيانات املتوافرة لم تصل إال إلى مستوى الوحدات احمللية في حاالت أخرى، كما حدث في محافظتي املنيا وسوهاج. وقد مت تقدمي هذا النوع من التدريب إلى ما مجموعه 2.438 من الكوادر العاملة بحلول عام 2006، وذلك بدعم فني من اليونيسف. لقد وزعت تلك الكوادر ما يزيد على 562.000 استمارة، ومت استخدام البيانات الواردة في تقوية أنظمة املعلومات تقوية كبيرة على املستوى شبه الوطني. وإضافة إلى ذلك، وبالبناء على مواطن القوة في اخلرائط احلالية للمدارس، التي مت إعدادها من قبل الهيئة العامة لألبنية التعليمية، فقد قام املشروع بتدريب الكوادر احلكومية على نظم املعلومات

اجلغرافية.5

أشرفت فرق العمل التطوعية على هذه العملية، وعكفت باإلضافة إلى ذلك على إجراء املسوحات من عن طريق منها املعلومات على احلصول إمكانية عطل مما جدا، النائية املناطق تلك في آخر إلى منزل

5 22 سوف يوفر االحتاد األوربي متويل إضافي ملبادرة تعليم البنات ملكون نظم املعلومات اجلغرافية بخبرة شركة سيمنز.

43مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر42 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

حتديد فرق العمل احملليةورد هذا الوصف املوجز في مطبوعة اجمللس القومي للطفولة واألمومة )هند حسن، صفحة 7(:

النائية في محافظة أسيوط، بيئتها قاسية، إلى درجة أن كل رجل وكل “احلواتكة El-Hawatka” هي إحدى املناطق طفل فيها مسلح حلماية نفسه من أية مخاطر محيطة. وبعد اختيار املواقع الالزمة لبناء املدارس الصديقة للبنات في احلواتكة El-Hawatka، حامت شكوك خطيرة حول إمكانية بناء املدارس فعليا ألن املنطقة محفوفة باخملاطر اجلغرافية

والبيئية.

ون في عملهم، وأن العوائق ال تقهرهم، بيد أن أعضاء فريق العمل أصروا على بناء املدارس ألنهم أرادوا أن يثبتوا أنهم جادوالتي يصعب باخملاطر احملفوفة املنطقة يعملون في هذه وإن كانوا أهدافهم حتى بلوغ املقدرة على وأنهم ميتلكون الوصول إليها. وبناء على ذلك، فقد استمر تشييد املباني في كل املواقع التي اختيرت أصال للمشروع. وكانت املفاجأة الكبرى ألهالي احلواتكة El-Hawatka عندما رأوا أعضاء فريق العمل ووجدوا الفريق يضم في عضويته شابات تتجاوز دون إلى منطقة احلواتكة بشجاعة ومن العمل رحلته العشرين عاما ببضع سنني. ومع ذلك، واصل فريق أعمارهن خوف. لقد بدؤوا رحلتهم بعد الظهر ووصلوا إلى املنطقة ليال. وكان أعضاء فريق العمل – مبن فيهم الشابات – قد عبروا نهر النيل وتسلقوا اجلبال من دون خوف من األسلحة أو الذئاب. ومما أثار إعجاب الناس الروح القوية التي متتع بها

أعضاء الفريق ومحاوالتهم نشر املبادرة.”

االستمارات، وذلك في مسعى منها للتحقق من عدد البنات غير امللتحقات باملدارس في منطقة أو مكان بعينه، وهو مسعى ميثل عمليا املسح األسري األول من نوعه في مصر. وقال أحد مسؤولي وزارة التربية مالحظا: »إن هذه الزيارات الفعلية للنجوع، إلى جانب البيانات التي تقوم الوحدات احمللية بجمعها، وفرتا وأضاف األماكن.« تلك في احلال لواقع وأعطتا صورة حقيقية .. احمللي للمجتمع حقيقيا »تقييما معا ضت املسوحات املسؤول قائال: »إن املعلومات التي مت جمعها في البداية ما تزال مفيدة جدا اآلن.« وقد متخالتي متت من خالل االستمارات والزيارات التي متت من منزل إلى آخر، عن حتديد عدد البنات غير امللتحقات

باملدارس على مستوى النجع في احملافظات السبع املستهدفة – وهو التحديد األول من نوعه في مصر.

لقد استذكر الذين أجريت املقابالت معهم، ممن شاركوا في هذا العمل، اخملاطر والصعوبات التي واجهوها ترابية أن يسافروا عبر طرق األشخاص احلاالت، وجب على هؤالء الكثير من املسوحات. ففي إجراء أثناء ومناطق صحراوية حتى يصلوا إلى الوجهة التي قصدوها. لقد ساور الشك سكان القرى والنجوع النائية حول نوايا هؤالء الزائرين غير املعروفني لديهم، الذين يقرعون أبواب بيوتهم ويسألون إن كانت تلك البيوت فيها بنات أم ال، وإن وجدت بنات فيها، فإنهم يسألون إن كانت تلك البنات قد التحقن باملدرسة أم ال. وقد أخفى أولئك السكان احلقائق، قائلني: ال توجد لديهم بنات أصال، أو قائلني: إن تلك البنات، في حال وجودهن، يذهنب إلى املدرسة. واستذكر أعضاء فرق العمل التطوعية من محافظة سوهاج أحد األمثلة، حينما أصر أحد اآلباء، والغضب يسيطر عليه، أنه ال توجد لديه بنات في البيت، وأقفل الباب في وجوههم ... لتطل خلسة من النافذة بنت تبدو غير نظيفة شعثاء املظهر، وتقول: »ها أنذا«. وفي بعض احلاالت، وجب على من قاموا بجمع البيانات الذهاب إلى املدرسة وإجراء عملية عد لتلك البنات، ليقوموا بعد ذلك مبقارنة نتيجة

العد تلك بنتائج عملية اإلحصاء التي أجروها في القرية. األطفال املنازل بسبب شعور إلى الدخول احمللي العمل فريق يسمح ألعضاء لم احلاالت، في بعض

باخلوف؛ ألنهم لم يكونوا معتادين على رؤية الزوار والغرباء. وسرعان ما فهم أعضاء فرق العمل احمللية أن من األفضل لهم أن يصطحبوا معهم شخصا من اجلوار لكي يتم تعريف اجملتمع احمللي بهم. وقد مت التغلب أيضا على ما أحس به القرويون بداية من الشك والعداء حينما ملسوا تفاني املتطوعني الذين الفرق فيه أنهت الذي الوقت حلول ومع جنعهم. إلى وصوال الطريق طوال السفر متاعب جتشموا أعمالها، كان اجمللس القومي للطفولة واألمومة قد انتهى من تأسيس قاعدة بيانات رائعة، حتتوي على

»بيانات دقيقة تشمل أسماء البنات اللواتي تخلفن عن االلتحاق باملدرسة وعناوينهن وأعمارهن.«

البنات تبقي التي أفضل لألسباب تكوين فهم عملية أيضا والقرى النجوع إلى الزيارات عززت وقد خارج املدرسة في مجتمعات محلية بعينها، إلى جانب تعبئة األهالي وأعضاء اجملتمع احمللي اآلخرين مع التواصل يتعلموا كيفية أن املتطوعني على لزاما كان وقد املدرسي. التعليم توفير فكرة حول هذه اجملتمعات. وقد أعاد أحد الذين أجريت معهم املقابالت. ممن شاركوا في برامج املناصرة والتعبئة اجملتمعية، إلى األذهان إحدى احلاالت التي واجهوها، والتي تتمثل في عدم قبولهم في بداية األمر، قائال: والحظ واستجابة.« انفتاحا أكثر فأصبحوا ... بلغتهم وحتدثنا معهم، األرض على جلسنا »لكننا آخرون كيف حملوا – بينما كانوا يناقشون أهمية إرسال البنات إلى املدارس – نظرة متعاطفة من إحدى األمهات التي لم تكن جترؤ على مواجهة األب. وأدرك هؤالء أن تلك املرأة إمنا كانت تعبر عن استعداد بناتهن وليرين البيت، في لهن البنات مساعدة على احلصول عن يقلعن لكي األمهات من الكثير نه بعض اآلباء عاليا. وفي الكثير من احلاالت يحصلن على نوع من التعليم – وهذا ميثل هدفا لم يثم

أيضا، قادت عملية التوعية األفراد، واجملالس احمللية إلى التبرع لصالح املبادرة.

وضع خطط العمل

املشروع في مشاركتهم من األولى املراحل مقابلتهم، متت الذين احمللية، العمل فرق أعضاء تذكر احمللية في واجملتمعات األسر األعضاء مع اجتماع هؤالء إن الكبير. الرضى بحماس شديد وحس من القرى والنجوع، ومناقشتهم للقضايا املهمة معها، واستمالتهم إلى مثل وقيم لديهم التزام عميق يشعرون العوامل جعلتهم هذه ... كل األفراد حياة في إيجابيا أثرا يحدثون بأنهم بها، وشعورهم بأنهم مفيدون اجتماعيا، وأنهم مشاركون في شيء مفيد بعمق لتلك اجملتمعات وللمجتمع بأسره. كما أن عملية جمع املعلومات عن البنات، من بيت إلى بيت، جعلتهم يتفاعلون مع األفراد واألسر. مع أنها كانت عملية طويلة، ومحفوفة باخملاطر في بعض األحيان، مما جعل املشكلة التي كانوا يسعون ي لها، تأخذ حينئذ طابعا مييزها، وشعروا كذلك بأنها ملموسة أكثر على أرض الواقع، متاما إلى التصد

كما كانت احلاجة ماسة إلى فعل شيء حيالها.

أما املهمة التالية لفرق العمل احمللية، فكانت تتمثل في استخدام تلك البيانات واملعلومات إلعداد خطة عمل تغطي التعليم االبتدائي النظامي للبنات املتخلفات عن االلتحاق باملدارس في محافظاتهن. وكما جاء على لسان أحد قادة فرق العمل احمللية: »كان ذلك حينما انتهى شهر العسل!« وتذكر شخص آخر حرارة ألم الشعور بالتقصير وعدم املقدرة على حل املشكالت، عند األخذ بعني االعتبار أن معظم اليونيسف املهمة. لقد أشركت للتعامل مع اإلطالق تدريب رسمي على أي يتلق لم الفرق أعضاء واجمللس القومي للطفولة واألمومة بعض خبراء التخطيط، ووضعتهم حتت تصرف فرق العمل كلها

45مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر44 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

في وقت مبكر من عام 2002. وشارك أعضاء فرق العمل في ورش العمل التي كانت تعقد ملدة خمسة أيام، والتي اشتملت على مزيج من احملاضرات، والنقاشات اخلاصة بدراسة احلاالت حول األسباب التي جعلت البنات ميلن إلى تفويت فرص االلتحاق باملدارس، وعلى التدريب أثناء العمل حول كيفية إعداد خطة العمل مع التركيز على االحتياجات، واألولويات واألهداف استجابة إلى خصوصية كل محافظة كانت فرق العمل تعمل فيها. وقد بذلت جهود لضمان أن يكون كل فريق عمل محلي قد تفاعل مع الفرق األخرى، حتى يتسنى لهم استخدام »اللغة نفسها«، والتعلم من جتارب اآلخرين، وإدراك أنه مع أن كل فريق عمل محلي كان مير عبر مراحل العملية ذاتها، إال أن الطريقة التي متت بوساطتها معاجلة

القضايا وإيجاد احللول لها ميكن أن تكون مختلفة بسبب خصوصية كل سياق منها.

وإضافة إلى القيمة التي توفرها ورش العمل في بناء الفرق، وتطوير مهارات التواصل وحل املشكالت، العمل لفرق الناجح الوظيفي لألداء حيويا عنصرا كانت التي الشخصي، للنمو األخرى واجلوانب احمللية، فقد انصب االهتمام األساسي بطبيعة احلال على املهارات الفنية لكتابة خطط عمل حيوية. واشتملت القضايا األساسية في هذا السياق على املهارات الالزمة حلساب تكاليف املشاريع اخملتلفة املعايير ولوضع املستهدفة، األهداف بلوغ فيه مت الذي املدى وتقومي ولرصد اخلطة، في التي وضعت اخلاصة برصد األداء وبتحديد مؤشرات اخملرجات. وإضافة إلى ذلك، فإن أحد اخلبراء الرواد، الذي أشركته أعضاء إليه يرجع دليل بإعداد قام التدريب، لتقدمي واألمومة للطفولة القومي واجمللس اليونيسف فرق العمل احمللية عندما يشرعون في إعداد خطط العمل. ويقدم هذا الدليل لهم النصائح بشأن األدوات مختلف ويحدد األهداف، تلك بلوغ في املتبعة والطرائق األهداف عن اخلطة تعبير كيفية بني الفجوة احتساب االحتياجات، وطرق وتقييم املشكالت وأساليب تشخيص للتخطيط، الالزمة SMART” الذي يحدد الصفات التي البيانات، وتفصيل مفهوم »سمارت اجلنسني، واستخدام قواعد زمنيا(. دة ومحد واقعية للتحقيق، قابلة للقياس، قابلة )محددة، تكون: بحيث األهداف بها تتصف د كيفية ترجمة األهداف إلى مشاريع، وطريقة حساب االستثمار املطلوب لتنفيذ كما أن الدليل يحداخلاص، والقطاع احلكومة من املعونة على احلصول أبواب وطرق احمللية، املوارد وتشخيص املشاريع،

واملعايير واألدوات الالزمة ملرحلة التنفيذ.

وبعد هذا التدريب، أعطيت فرق العمل احمللية شهرين لكتابة خططها التي كان مطلوبا منها اتباع د أقسامها الوضع االجتماعي-االقتصادي السائد في احملافظة، إضافة إلى النموذج ذاته، وبحيث حتدالتي األساسية واملبادئ اجلغرافي، والتوزيع دة، احملد واألولويات واالحتياجات التعليمي، حتديد وضعها ومجاالت محددة، زمنية لفترة للخطة العامة واألهداف املشكلة وتشخيص اخلطة، عليها تقوم التنفيذ على مستوى الوحدة احمللية، والقرية األم، والبرامج التي تسهل عمل فرق العمل احمللية فيما يتعلق باحملاور األساسية ملبادرة تعليم البنات )أي استكمال قواعد البيانات، التوعية العامة والتعبئة اجملتمعية، وتوسعة املدارس الصديقة للبنات، وتخفيف حدة الفقر(. ووجب على كل خطة أن تشتمل على مالحق البيانات واملوازنات التقديرية، واجلداول الزمنية، وملخص عام عن آليات التنفيذ، والشركاء. م االستراتيجيات التعليمية لوزارة التربية والتعليم، في محاولة ووجب على كل خطة أيضا أن تتم

لضمان اتباع نهج متكامل. ويتذكر أعضاء الفرق احمللية، اللذين شاركوا في إعداد اخلطط، الصعوبات التي واجهتهم ألن معظمهم

لم يسبق له أن مر في خبرة أو جتربة مماثلة. وكما الحظ أحد اخلبراء االستشاريني: »في حقيقة األمر، لم يكن لدى أعضاء فرق العمل احمللية أي نوع من ثقافة التخطيط، وتطلب وضع اخلطط منهم نوعا من الثقافة واملعرفة واملهارات، مختلفا عما اعتادوا عليه في حياتهم الشخصية واملهنية.« وأعادت إحدى أعضاء فرق العمل احمللية إلى األذهان مدى ما بذلته من جهد شاق في إعداد اخلطط قائلة: »عملنا حتى منتصف الليل في بعض األحيان، وكانت هناك حلظات كنا فيها على وشك التوقف عن العمل واالستسالم.« واستذكرت أخرى كيف كانت غير قادرة على النوم في بعض األحيان قائلة: »تخيلت أن ... يا إلهي! كيف سنتدبر األمر؟« واصلنا طرح السؤال املهمة متثل مسؤولية كبيرة ... مخيفة حقا

على أنفسنا ... »إن ما جعلنا نواصل عملنا يتمثل في حقيقة مفادها أننا كنا نعشق املشروع.«

خصوصية مختلف احملافظات

مع أن أعضاء فرق العمل رمبا كانوا يفتقرون إلى املهارات الفنية املتطورة، التي اقتضى نشاط التخطيط توافرها فيهم، إال أنهم كانوا ميتلكون معرفة صحيحة ومباشرة بخصوصية محافظاتهم، وبكيفية تأثير هذه اخلصوصية على التحدي املتمثل في إحلاق البنات باملدارس. إن هذه اخلصوصية جديرة بأن نطيل التفكير فيها ملا كان لها من أثر على االستيعاب والتقبل التفاضلي للمبادرة. وإضافة إلى ذلك، ذة ملبادرة تعليم البنات في محافظة الفيوم، فإن وحسبما الحظ رئيس املنظمة غير احلكومية املنفاالهتمام بخصوصية اخملاطر كان تطورا مهما بالنسبة ملصر، إذ قال ذلك احملافظ: »هذه هي املرة األولى وضع من خالل المركزية بطريقة الوطني النظام كل من جزءا األجزاء فيها تصبح التي في مصر تفاصيل خطة عمل تخاطب واقع احملافظة واحتياجاتها – فمثل هذا النوع من االحترام للخصوصية في احملافظات أمر غير مسبوق في مصر.« ومن غير احملتمل أن تكون هذه اخلصوصية قد رصدت وأخذت

بعني االعتبار لو لم تكن بسبب املدخالت التي قدمها أعضاء فرق العمل احمللية.

العمل، فإن احملافظات تختلف عن لقد كان لتلك اخلصوصية جوانب عديدة. فكما أوضحت خطط تتضافر العوامل وهذه الثقافية. األسباب إلى إضافة واقتصاديا واجتماعيا جغرافيا بعضا بعضها على اجليزة، فمحافظة باملدارس. الفتيات إحلاق على مختلفة حتديات لتفرض معقدة بطرائق معا سبيل املثال، تغطي مساحة واسعة من األرض، مع وجود واحة تابعة لها على بعد 450 كيلو مترا ب على املشرفات القيام بزيارة عن أي مكان آخر ضمن احملافظة. ومثل هذه املسافات الشاسعة تصعرات بصورة دورية. كما أن املناطق اجلبلية، بخاصة، ال ميكن الوصول إليها، وهي محفوفة باخملاطر امليسمع التسليم بأنها أيضا مالذ للخارجني على القانون. وإضافة إلى ذلك، فإن اجملتمعات احمللية النائية في محافظتي اجليزة والفيوم وفي أماكن أخرى غيرها ال يصعب فحسب الوصول إليها، بل إنها من

الصعب أيضا أن تسترعي اهتمام مجتمع املانحني الدوليني بها.

تضم محافظة اجليزة أيضا أكبر عدد من السكان الريفيني فيما بني احملافظات في مصر. وخالفا لسكان وادي النيل، مييل سكان هذه احملافظة إلى مراعاة مواقف وتوجهات ثابتة وتقليدية جدا جتاه املرأة. وفيها أيضا، يوجد لألرض قيمة أثرية عالية، وغالبا ما يعاق مشروع بناء املدارس بالضوابط التي ينبغي تنفيذها ظة قبل منح اإلذن أو التصريح الالزم لذلك. أما في محافظة سوهاج، فتعتبر بعض النجوع متحفالبنات حدا االنحياز ضد ويبلغ البنات، بزيارة مدارس )ذكر( ولن تسمح حتى ملشرف بدرجة مفرطة،

47مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر46 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

يحدو باآلباء واألمهات إلى إجبار بناتهم على ارتداء مالبس األوالد حينما يغادرن املنازل. وقد وجب أخذ كل هذه العوامل بعني االعتبار عندما مت التخطيط للتصدي للفجوة بني اجلنسني في مناطق مثل دار السالم، وهي من املناطق التي كانت تشهد أعلى معدالت للبنات غير امللتحقات باملدارس في أنحاء مصر كلها. وأما محافظة الفيوم، فهي من جانبها تعاني من وضع اقتصادي مكبوت بشكل خاص، ولديها بنية حتتية غير مطورة وتشهد معدالت مرتفعة من األمية. إذ يسافر العديد من رجالها إلى القاهرة بحثا عن العمل، ويصبحون مع مرور الوقت متعبني من االنتقال والتنقل، ويهجرون أسرهم. وقد بلغ هذا الوضع إلى حد ذكرت فيه التقارير وجود نسبة 34% من األسر تعتمد على األمهات اللواتي يبقني في بيوتهن بعد سفر أزواجهن. وقد هجر رجال آخرون قراهم بسبب تعرض املصادر التقليدية دا بقلة توافر األسماك في ألرزاقهم وسبل عيشهم للتهديد، كالصيد مثال الذي كان وما يزال مهدالبحيرة. وفي مثل هذه األوضاع، تتعرض األمهات إلى ضغط شديد لكي ال يجبرن بناتهن على العمل

في املنزل أو على دعم دخل األسرة الضئيل.

أثر أيضا بعض هذه اخلصوصيات، املوجودة على مستوى احملافظة، على صعوبة أساسية أخرى لقد جعلت فرق العمل احمللية تضطر إلى التعامل معها في عملية إعداد خططها؛ أي العمل على أن جتمع معا البيانات املوثوق بها واملتعلقة بالفجوة بني اجلنسني في مختلف احملافظات، والقرى والنجوع األم. ففي املقام األول، وكما متت مالحظته سابقا، احتفظت بعض احملافظات فقط بالبيانات على مستوى ذلك، كانت لدى النجوع. وعالوة على توافرت أصال، عن إن لديها معلومات قليلة، هذا القرية، وكان بعض احملافظات – كالفيوم مثال – أسر تعيش في مناطق تقع على اخلط احلدودي بني محافظتني، ومت تسجيلها مرتني )مرة تابعة إلحدى احملافظات، ومرة أخرى تابعة حملافظة غيرها(. ولهذه األسباب، ولغيرها من األسباب املماثلة األخرى، فقد اقتضت الضرورة تنقيح جداول البيانات الواردة في اخلطط، بصفة باملدارس، االلتحاق عن املتخلفات البنات حول اجلديدة املعلومات احلسبان في تأخذ لكي مستمرة، املعلومات اجملتمعات. وكلما حتسنت نظم الراجعة من التغذية الورود من خالل والتي استمرت في على مستوى احملافظة، وجب على اخلطط أن تبقى مرنة مبا فيه الكفاية لتعديل األهداف أثناء مرحلة

التنفيذ.

بلورة خطط العمل

عمل مترين إعداد خطط العمل على جعل جميع أعضاء فرق العمل احمللية تبذل جهودا قوية إلجنازها. وقد يشعرون أنهم متهيبون من هذه املهمة على الرغم من اجلهود التي بذلوها ألجلها، ومن التدريب احمللية العمل فرق أعضاء لدى ما على اجلهد هذا من الكثير اعتمد وقد الغرض. لهذا تلقوه الذي من خبرات ومؤهالت مع بروز اختالفات على السطح بني احملافظات. فبعض هؤالء األعضاء استمتعوا واستفادوا من وجود مجتمع مدني نابض باحلياة، وكانت لديهم خبرة سابقة في إدارة املشاريع. وكان إليها، توصلوا التي النتائج كانت حيث متاما، جديدة خبرة األعضاء من آلخرين بالنسبة التدريب وحسبما وصفوه وورد على ألسنتهم: نتائج »وخيمة«، واقترن ذلك بضرورة إعداد العديد من النسخ

املسودة من اخلطة قبل أن تصبح جيدة وصاحلة للتقدمي.

إلى تاريخها يعود واألمومة، للطفولة القومي اجمللس أرشيف في محفوظة موجزة مذكرة وتدون

49مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر48 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

١3 يوليو/متوز 2002، مخاوف السكرتارية بشأن جودة املسودات األولية خلطط العمل. ويتفق أعضاء السكرتارية في الرأي قائلني:

»بالرغم من اجلهود الطيبة التي بذلت في سبيل إعداد خطط العمل، فقد بقيت غير مستوفية ألغراضها وغير مكتملة لألسباب التالية: االفتقار إلى البيانات أدى إلى عدم إجراء أي تقييم، وعدم وجود حتليل للمواقف أو إن وجد التحليل فهو يفتقر إلى التفاصيل )لكونه إما ناقصا وإما إجماليا(، وعدم توافر اخلصوصية احمللية في اخلطط كلها ألنها والتمايز، املفاضلة من وتخلو جدا عامة التدريب وحصيلة بعيد، حد إلى جدا عامة واألهداف غير واضحة وغالبا ما تكون مختلطة مع االستراتيجيات، وعدم وجود أسس وقواعد لالستهداف، وعدم توافر مؤشرات، ولم يرد ذكر أية ترتيبات لتنفيذ اخلطة مبعنى املنطقي للخطوات التسلسلي الترتيب إلى واالفتقار األدوار واملسؤوليات، عدم حتديد الواردة في خطط العمل، وعدم حتديد العالقات أو الروابط بني مختلف مكونات اخلطة، وعدم احتواء خطة العمل على موازنات تقديرية واقعية أو فهم للقدرة االستيعابية، واألجهزة، األنظمة استدامة إلى تهدف مستقبلية إستراتيجية إلى اخلطة وافتقار الواضح لالستفادة من التخطيط وغياب النوعي، للتعلم الواضح التخطيط وغياب القروض، وعدم ذكر عملية االندماج والتكامل بني الدوائر والوزارات، واالفتقار إلى البيانات

والتحاليل النوعية، وعدم حتديد األولويات.«

مت تقدمي مسودات خطط العمل، التي تغطي كل منها الفترة من 2002-2005، إلى اليونيسف واجمللس قو فرق العمل احمللية، فإن اليونيسف واجمللس واملستشارين القومي للطفولة واألمومة. وكما ذكر منسلديهما: »صاغوا اخلطط رأسا على عقب«. إذ قام أولئك اخلبراء مبساعدة املتطوعني على إعادة إيضاح أكثر مهنية األقسام اخملتلفة من اخلطط وتفصيلها، وصاغوها بطريقة علمية، مما أعطاها مظهرا كان من الضروري حتقيقه، وذلك ألن اخلطط سيتم استخدامها أيضا في التفاوض على التمويل من احلكومة ومن املانحني الدوليني. وقامت اليونيسف بعملية استكمال الرؤية الكلية والتنظيم الكلي للخطط وتصميمها، من خالل خطة العمل األولى التي مت إجنازها حملافظة أسيوط، والتي كانت مبثابة منوذج اتبعته احملافظات الست األخرى. وقد عمل اخلبراء االستشاريون عن كثب مع فرق العمل احمللية، لكي يتأكدوا من أنهم أعربوا بحق عما أراد املتطوعون قوله، مع التشارك في تبادل املسودات للحصول على التغذية الراجعة ولضمان أخذ وجهات النظر اخملتلفة بعني االعتبار. وبالتالي، فقد ظل املتطوعون يشعرون بأنهم ما زالوا ميتلكون تلك اخلطط وشعروا بأنهم »فخورون جدا مبا استطاعوا إجنازه«، على أن يعني اخلبراء مع الوثيق التعاون وكان العمل. خلطط األولية املسودات صياغة إعادة من الرغم املتطوعني قد طوروا أيضا املهارات التي كانوا قد اكتسبوها أثناء ورش العمل التدريبية. فبناء القدرات هذا يعتبر أمرا حاسما بالنسبة لتلك الكوادر، وخاصة إذا ما أخذنا بعني االعتبار أن خطط العمل هي اآلن قيد املراجعة. وقد متت بلورة تلك اخلطط في صيغتها النهائية بعد التشاور مع احملافظني، ووزارة

التربية، وفريق العمل الوطني.

توحيد خطط العمل في إطار رؤية شاملة متكاملة ملبادرة تعليم البنات

قامت سكرتارية اجمللس القومي للطفولة واألمومة، في الوقت ذاته، بتجميع قواها وتعبئة طاقاتها ثم باشرت بالسعي إلى إيجاد موطئ قدم لها من حيث دورها، بصفتها هيئة التنسيق الوطنية التي تقود مبادرة تعليم البنات. لقد بدا املشروع برمته، بصفة أولية، وكأنه قد قذف باملنجنيق )فرض( على اجمللس من اجلهات العليا، وكان البعض ممتعضا منه، ورأوا فيه عبئا إضافيا وشعروا بأنهم ال ميلكون املوارد الشخصية أو الزمنية الالزمة للتعامل معه. وفي حاالت كثيرة أيضا، فإن القدرة الفنية التي اقتضتها املبادرة إما أنها كانت غير متطورة مبا يكفي وإما غير موجودة أصال لدى تلك الكوادر. لقد قدمت اليونيسف فرصا تدريبية عديدة، وضمنت للمتدربني االطالع على أكبر عدد ممكن من مدارس أثناء اجملتمع، لكي يستوعبوا ويفهموا بطريقة أفضل مفهوم املدارس الصديقة للبنات وطبيعتها، التي من شأنها التدريسية والطرائق الفلسفات أنواع ويفهموا يستوعبوا ولكي لوظائفها، أدائها أن تكون مناسبة. ومتت أيضا تقوية قدرات السكرتارية بفضل دعم اليونيسف، من خالل التدريب في مجال الرصد والتقومي، وهو اجملال الذي كان ميثل الدور األساسي لهم في املبادرة. وبحلول نوفمبر/تشرين الرئيسي للمجلس القومي للطفولة واألمومة في القاهرة، تأسيس نظام الثاني 2002، مت في املقر د جميع املعلومات التي كانت تأتي من خالل فرق العمل احمللية ومن الوحدات احمللية للمعلومات يوح

للمعلومات.

التي العمل املأخوذة من خطط البيانات بتوحيد اجمللس قامت سكرتارية اليونيسف، مع وبالتعاون أعدتها احملافظات السبع املشمولة في املبادرة، ورسمت بإيجاز رؤية وطنية شاملة وأهدافا قومية لكل أنحاء مصر، اشتملت على خفض الفجوة بني اجلنسني بنسبة 50% في املواقع املستهدفة داخل كل محافظة من احملافظات السبع بحلول عام 2007، وذلك عن طريق الوصول امليداني إلى ما مجموعه ١79.١39 بنتا غير ملتحقة باملدرسة، وإنشاء 5.١١9 صفا دراسيا الستيعاب تلك البنات. وبحلول عام املبادرة قد وصلت إلى نسبة 60% من الهدف الذي مت وضعه، كما أسست 3.١66 صفا 2003، كانت دراسيا أو مدرسة صديقة للبنات. ومتابعة للدراسات املسحية للمعلومات التي مت تنفيذها في عام 2005، فقد مت تنقيح تلك األهداف واملقاصد. كما اشتملت األهداف السامية للمبادرة على تخفيض نوعية وحتسني ،2007 عام بحلول االبتدائي بالتعليم االلتحاق معدالت في اجلنسني بني الفجوة التعليم وتوفير التعليم للجميع بحلول عام 20١5. أما النواجت املرجوة، فقد تضمنت خفض الفجوة بني اجلنسني في معدالت االلتحاق بالتعليم االبتدائي بحلول عام 2007 في املناطق املستهدفة ضمن احملافظات السبع، بنسبة 60% من قيمتها في عام 2002، وفتح ما مجموعه ١.047 مدرسة صديقة للبنات بحلول نهاية عام 2007 إلتاحة الفرصة اللتحاق ما مجموعه 3١.4١0 طالب، منهم 75% من

البنات، في احملافظات السبع.

51مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر50 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

|4

إطالق مبادرة تعليم البنات وبناء املدارس الصديقة

للبنات

53مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر52 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

اإلطالق الرسمي

ينهي وضع اللمسات األخيرة على خطط العمل لكل التخطيط. مرحلة السبع احملافظات من محافظة إلى اخلطط ترجمة في لذلك التالية املهمة وتتمثل اختزال إلى الكتابة في املتبعة التقاليد ومتيل عمل. إلى مجرد سلسالت والديناميكية املعقدة العمليات متوالية خطية االجتاه تفشل في رسم وتصوير الطريقة مع والتنفيذ التخطيط مرحلتي فيها تتداخل التي بعضهما بعضا. وفي الواقع، فإن االبتكارات تعتبر ذات تعمل فيما جوهرها، في ومتناغمة متكررة طبيعة املبادرات واألحداث على إدارة عجلة عمليات أخرى. ويجب الطرائق نصف عندما أذهاننا في كله هذا نبقي أن التي مت بوساطتها تنفيذ مبادرة تعليم البنات، وخطط

تها فرق العمل التطوعية احمللية. العمل التي أعد

ترأست سيدة مصر األولى، وهي تتسلح بسبع خطط عمل، اجتماع التعهدات الرفيع املستوى في ديسمبر/الوزراء والوزارات كانون األول عام 2002، بحضور رئيس اخملتصة، وهم أعضاء فريق العمل الوطني، وذلك بهدف إبراز عزم مصر على التعامل مع الفجوة بني اجلنسني في التعليم، والتأكيد على هذا العزم من جديد. وفي الوقت ذاته، كان فريق العمل الوطني قد دأب، وما يزال على اللقاء بشكل دوري، والبقاء على اطالع مبدى تقدم على احملافظة في بدور مفصلي والقيام العمل، سير العليا األولويات سلم البنات على تعليم بقاء مبادرة ملا كان في جميع مستويات صنع السياسات. وخالفا الوضع عليه في ورشة العمل التي عقدت في أكتوبر/صناع لدى اآلن تكون فقد ،2000 عام األول تشرين السياسات صورة أوضح بكثير من ذي قبل حول الوضع العمل فريق وقام وتضررا، تأثرا األسوأ احملافظات في التطوعي احمللي في كل محافظة من احملافظات بإقامة احملافظة مستوى على األساسيني القادة مع شبكة التابعة والنجوع األم القرى في احمللية اجملتمعات ومع لها، وتأسست سكرتارية للمجلس القومي للطفولة تنسيق كأداة نفسها وتوحد تشكل كانت واألمومة فعالة، ومت وضع أهداف واضحة ومفصلة واستراتيجية

أنظمة وكانت األهداف. تلك إلى الوصول لطريقة شبه املستويات على تقويتها متت قد املعلومات بتعليم خاص معلومات نظام تأسيس ومت القومية،

البنات لدى اجمللس القومي للطفولة واألمومة.

الذي التعبير وهو - املؤملة” اخملاض “فترة أفضت لقد بني الفترة طوال مقابلتهم متت الذين بعض يطلقه الوثائق إعداد مجموعة من إلى - و2002 عامي 2000 ودعم احلكومي الدعم التي ميكن استخدامها حلشد اجلهات املانحة وحتديدها. وفي الواقع، فإن السيدة األولى مفصلة خطة تقدمي إلى احلاضرين الوزراء كل دعت مساعدة بوساطتها ميكنهم التي الطريقة توضح اجمللس القومي للطفولة واألمومة على حتقيق جوانب اخلطة التي تقع ضمن نطاق مسؤوليتهم، إلى جانب التمويل من لالستفادة الفضلى الطريقة توضيح البالغ قدره )27.5( مليون دوالر أمريكي، والذي خصصته البنات احلكومة للمبادرة عندما أدخلت مبادرة تعليم اخلمسية.١ الوطنية اخلطة في مستقل كمكون وتعهد أعضاء من القطاع اخلاص بتقدمي الدعم أيضا. وبصورة متزامنة مع ذلك، مت ضمان بروز مبادرة تعليم اجتماعات خالل من القومي املستوى على البنات حيث كلها، مصر أنحاء في التأييد وكسب املناصرة قامت السيدة األولى بدور مهم في هذه العملية، ومت األثر إلحداث واحمللية القومية اإلعالم وسائل توظيف

والنتيجة املطلوبني.

يناير/ من اخلامس في وحتديدا قليل، بوقت ذلك وبعد كانون الثاني 2003، ترأست السيدة األولى حفل إطالق خطط العمل التي من املفترض أن تقود عملية تنفيذ مبادرة تعليم البنات في مصر، حيث تعهدت الوزارات كلها بتقدمي الدعم خملتلف برامج املبادرة. وأعلن العام إطالق على التركيز مع البنت” الطفلة “عام نفسه وجتديد األسرة، ومتكني األسرة، داخل للحوار العنان

اجلهود ملكافحة عمل األطفال والزواج املبكر.

١ لم يتوافر في واقع األمر سوى )١3.56( مليون دوالر أمريكي ألن بعض التمويل الذي

كان متوقعا من مصادر خارجية لم يتحقق.

سنبحث في الفصول التالية في بنى وهياكل التنفيذ املنظمات التحديد، في للمبادرة، وعلى وجه الرئيسة غير احلكومية في كل من احملافظات السبع. وسنبحث واجلهود للبنات، الصديقة املدارس بناء عملية أيضا املتعلقة بإحلاق البنات باملدارس، وطريقة توفير التعليم

للبنات اللواتي بدأن ينتظمن في الدوام في املدرسة.

املنظمات غير احلكومية املنفذة للمبادرة

في مراحل التخطيط األولى للمبادرة، أدت فرق العمل لتقوم ترتيبات ووضعت رياديا، دورا احمللية التطوعية منظمات غير حكومية، يتم انتقاؤها بناء على معايير البنات تعليم مبادرة تنفيذ بإدارة مسبقا، وضعت في كل محافظة من احملافظات السبع. ويتطلب قرار إعطاء مثل هذا الدور املهم للمنظمات غير احلكومية شيئا من التبرير، وبخاصة في بلد ما زالت التشريعات ما، مجال عمل اجملتمع املدني املقيدة فيه تعيق، نوعا وأشارت القومي. باألمن مرتبطة أنها يفترض لدواع شاركت التي احلكومية، غير املنظمات إحدى أيضا خبرة متتلك والتي البنات، تعليم مبادرة تنفيذ في املدني لصالح حقوق اجملتمع تعبئة طويلة في مجال املرأة، إلى وجود مثل تلك القيود التي كانت تدفع باجتاه الفريق في احملافظات كافة، بروح العمل “تآكل ثقافة مصحوبة بتوتر معني يتعلق بالتفويض. إذ من احملتمل أن يؤدي الوضع الراهن إلى خلق بيئة غير مؤاتية تفتقر إلى التمكني.” وإلى جانب ذلك، الحظ آخرون أنه حتى في األحوال التي كانت املنظمات غير احلكومية فيها تعمل إلى الضعف الفنية كانت أميل بنشاط، فإن قدراتها منها إلى القوة في مصر، حيث احتاجت معظم تلك

املنظمات إلى الكثير من الدعم في املراحل األولى.

عام بشكل الديناميكي العنصر نقص من وبالرغم اتخذ فقد مصر، في احلكومية غير املنظمات لدى قرارا واليونيسف واألمومة للطفولة القومي اجمللس بأن يعهدا إلى منظمات غير حكومية منتقاة بعناية الصديق بالتدريس املتعلقة رؤيتيهما تنفيذ مبهمة بعني أخذنا ما إذا التوجه، هذا فهم وميكن للبنات.

عليها تقوم التي الفلسفة أن - رأينا كما - االعتبار البنات تعطي أفضلية ملشاركة اجملتمع مبادرة تعليم مبادرة أظهرت فقد ذلك، إلى وإضافة وتعبئته. احمللي مدارس اجملتمع أن الشراكة مع املنظمات غير احلكومية ليست ممكنة فحسب، بل إنها الطريقة الوحيدة التي القواعد على مستوى التنفيذ إجناز خاللها من ميكن الشعبية، وال سيما فيما يتعلق بتحويل وإدارة التمويل الذي ال ميكن حتويله إلى الهيئات التطوعية مثل فرق مع األول اللقاء عقد وقد احمللية. التطوعية العمل التشاورية املنظمات غير احلكومية خالل االجتماعات اجمللس دعا حيث الثالث الفصل في وصفها مت التي القومي للطفولة واألمومة املنظمات التي شاركت في

كل اجتماع إلى تقدمي خدماتها.

األنسب احلكومية غير املنظمة اختيار يكن ولم أحد الحظ إذ احلاالت. بعض في السهل بالتحدي سبيل على احمللية، التطوعية العمل فرق منسقي املثال، وجود 3١4 منظمة غير حكومية في محافظة واألمومة للطفولة القومي اجمللس وحث الفيوم. واليونيسف فرق العمل التطوعية احمللية على اقتراح قائمة مختصرة حتتوي على ثالث منظمات منها، وقاما ملساعدتهما املعايير من بالعديد الفرق تلك بتزويد القدرات املعايير تلك وتضمنت االختيار.2 عملية في على وقدرتها احلكومية، غير املنظمات لتلك الفنية إدارة األموال، ودرجة الشفافية املتبعة لديها في إدارة تنفيذ لدعم لديها اجلاهز املال رأس وتوافر شؤونها، املركزي في التمويل أنشطة في حال عدم وصول أية الوقت املناسب، باإلضافة إلى مدى توافر املرافق لديها لتخزين املصادر التعليمية التي يقدمها اجمللس القومي اخملتصرة القائمة توافرت وحيثما املانحة. واجلهات املطلوبة، قام كادر اجمللس القومي للطفولة واألمومة

2 متثل أحد الهموم الرئيسة هنا في جتنب استخدام اجلمعيات/االحتادات الضخمة

القطاع اخلاص وليس كمنظمات غير حكومية. حيث التي تعمل كإحدى وكاالت جلب أجل من فعال بشكل تستغلها قوية فنية مهارات اجلمعيات تلك متتلك التمويل من الوكاالت الدولية. ولكن يتم في العادة استغالل جزء ال بأس به من تلك صالح في توظيفها من بدال نفسها املنظمة احتياجات استيفاء في التمويالت

اجملتمعات احمللية املستهدفة.

55مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر54 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

معايير اختيار املنظمات غير احلكوميةيجب على املنظمة غير احلكومية أن:

تكون مصرية اجلنسية ومسجلة رسميا لدى وزارة التضامن االجتماعي. ١ .إلى تأمني حقوق التي تهدف التنموية التربية والتعليم واجملاالت العملية في مجال تتوافر لديها اخلبرة 2 .

البنات.وماليا، وأن تتوافر لديها خبرات سابقة في تعبئة اجملتمعات إدارة املشاريع فنيا تكون لديها القدرة على 3 .

احمللية املستهدفة.تتحلى بسمعة طيبة في املنطقة اجلغرافية املستهدفة. 4 .

يكون لديها مقر داخل احملافظة، وأن تكون مستعدة للتنسيق والتعاون مع املنظمات غير احلكومية األخرى 5 .العاملة ضمن إطار أنشطة املشروع.

واختاروا املتنافسة احلكومية غير املنظمات بزيارة بصفة نهائية املنظمة التي ستقوم بالتنفيذ.

احلكومية غير للمنظمات املمنوح التفويض يعتبر تفويضا واسع النطاق ألن تلك املنظمات تؤدي، بصفة للطفولة القومي اجمللس بني الوسيط دور أساسية، واألمومة واحملافظة، ودور الضامن لبلوغ األهداف احملددة في خطة العمل. وتتضمن هذه األدوار مهمات من قبيل املدارس وصيانتها، بناء وإدارة عمليات الرصد/املتابعة، واملشرفات رات امليس اختيار عملية وإدارة ومتابعة التعليمية املواد واملصادر وامليدان، وشراء في األقضية الصديقة باملدارس االهتمام وحشد وتسليمها، بعض طور وقد احملافظة. في بها واالهتمام للبنات الرسمي التفويض تتجاوز رؤية خاصة املنظمات تلك أجل برامج جديدة من إدخال إلى أدى مما لها، املمنوح تنمية أكبر، وبخاصة فيما يتعلق باملشاركة والتمكني. وبشكل عام، كان لدى كل منظمة غير حكومية مديرة/ومشرفة على مستوى ميدانية ومشرفة واحد، مدير املدرسة، ومسؤولة/مسؤول إعالمي ومسؤولة/مسؤول

آخر عن املستودعات.

وينتظر من املنظمات غير احلكومية أن تعمل بشكل كان وإن حتى احمللية التطوعية العمل فرق مع وثيق

عن واألخرى، الفينة بني عبروا، قد الفرق تلك أعضاء أسفهم على قيام املنظمات غير احلكومية في الوقت

احلاضر بأداء الدور املركزي في العمل. وقال أحد املناصرين اخمللصني للفرق احمللية: »دورنا آخذ في التقلص. كنا في السابق نسهم في املشروع بنسبة ١00% ويخيل إلي أننا نسهم اآلن بحوالي ١0% فقط. إنني أشعر بالغيرة ألنني أحب املشروع كثيرا وأريد البقاء في صلبه«. وذكر آخرون إمكانية حدوث توتر بني الطرفني بسبب حقيقة مفادها أن كادر املنظمات غير احلكومية يتلقون أجورا، العمل احمللية متطوعون. ومن املمكن وأن أعضاء فرق أن ينشأ ذلك التوتر من حقيقة أخرى مؤداها أن العمل فترة مدى على يؤدى عندما به بأس ال أمر التطوعي في االستمرار الصعب من ولكن الوقت، من قصيرة أدائه إذا ما امتد املشروع لعدة أشهر، إن لم يكن لعدة كان، التوتر بذلك الشعور إن لي قيل ولقد سنوات. على وجه اخلصوص، في األحوال التي كانت فيها الفرق تلك من أكثر بقدرات تتمتع أو تنظيما أفضل احمللية بالرغم وإنه، احلكومية، غير املنظمات لدى املوجودة توجيه بالضرورة وجب فقد احلقائق، هذه كل من التمويل الذي قدمه اجمللس القومي للطفولة واألمومة عبر قنوات املنظمات غير احلكومية. ولكن، في بعض احلاالت، مت وضع عدد من آليات العمل لعقد اجتماعات

ونظرائهم احلكومية غير املنظمات أعضاء بني دورية إطار في - مت حيث احمللية، التطوعية العمل فرق من املمارسات الفضلى بني الطرفني، تبادل - العمل ورش ومعاجلة قضايا محددة بعينها على مستوى احملافظات. زياراتي خالل النوع، هذا من جلستني حضرت وقد أنه اجللستني كلتا من خالل بدا جليا امليدانية، حيث ميكن تسخير العالقة التعاونية بني اجملموعات اخملتلفة

لصالح املبادرة.

يوفر اجمللس القومي للطفولة واألمومة التدريب ألعضاء فيها مبا شتى مجاالت في احلكومية غير املنظمات مجالي اإلدارة واملالية. ويتضمن دليل التدريب، الذي مت إعداده لهذه الغاية، تفصيال وافيا لألدوار واملسؤوليات املنفذة احلكومية غير املنظمات من بكل املناطة التدريبية وللجلسات أيضا، وبشركائها للمبادرة التي تهدف إلى تطوير مهاراتهم في إعداد املقترحات وخطط العمل، وفي إعداد املوازنات التقديرية، والتقومي واملتابعة/الرصد، وفي إعداد التقارير ورفعها، والتنسيق

وتأسيس نظام للمعلومات.

التوسع في فكرة املدارس الصديقة للبنات

البنات تعليم مبادرة هدف أن إلى سابقا أشرنا لقد واألمومة للطفولة القومي اجمللس قيام في يتلخص للبنات صديق دراسي وصف مدرسة ١.047 ببناء ل تشك تالميذ، 3١.4١0 لتستوعب ،2007 عام بحلول هذه مراجعة تتم أن على منهم، %75 نسبة البنات األرقام وزيادتها بسبب رفع عدد سنوات مرحلة التعليم انضمام وبعد سنوات، ست إلى خمس من االبتدائي إلى اخلاص القطاع ومن الدوليني املانحني من املزيد ركب املبادرة إلتاحة التوسع باجتاه األقضية املستهدفة. وقد مت، حتى هذا التاريخ، جتهيز 709 صفوف مدرسية في حاليا تعمل منها 627 للبنات، صديقة ومدارس سهال حتقيقه يكن لم إجناز وهذا السبع. احملافظات كما سنرى، وقد اقتضى من اجمللس القومي للطفولة واألمومة العمل مع العديد من الشركاء للوصول إلى

أهدافه.

املشروع، لهذا بالطبع الرئيس املانح هي احلكومة إن اجمللس إلى األراضي ملكية حقوق بنقل تقوم حيث القومي للطفولة واألمومة كي يبني مدارسه عليها. املدرسة بحجم والتعليم التربية وزارة تهتم وبينما األدنى احلجم يحتوي حيث االستيعابية، وطاقتها ملبنى املدرسة على ثمانية صفوف دراسية قادرة على الصديقة املدارس وحدات فإن طفال، 320 استيعاب مناسب واحد3، صف على منها كل يحتوي للبنات كل وحتتوي املستويات، املتعددة الصفوف لتدريس وحدة، في بعض احلاالت، على مرحاض فصل وحديقة. وهنالك جهود تبذل أيضا من أجل إنشاء مسطح مائل الذين يعانون من التلميذات/التالميذ لتسهيل وصول حتديات حركية إلى الصفوف الدراسية. وتبلغ املساحة اإلجمالية للقاعة الصفية سبعة وخمسني مترا مربعا بحيث يحصل كل تلميذ/تلميذة على مساحة تعادل )١.5( متر مربع مما يتيح استيعاب ست وثالثني تلميذا وتلميذة في القاعة الصفية الواحدة كحد أقصى. أما منوذج بناء فيتم السكان، القليلة النجوع بعض في متعددة صفوف على حتتوي التي املدارس من أصغر تلميذة وعشرين ستا تستوعب والتي املستويات، املدرسية لألبنية العامة الهيئة وتستغرق وتلميذا. حوالي شهرين إلى ثالثة أشهر لبناء املدرسة الواحدة. ألنها جيدة بوتيرة الوضع مواكبة الهيئة وتستطيع اعتمدت مبدأ الالمركزية في تنفيذ عملياتها، وعهدت أمر وهو احملافظات، في مكاتب إلى املسؤولية بهذه املتاحة األموال إنفاق لضمان خاص بشكل مهم عملية تكون فرمبا بعينها. للموازنة دورة أية ضمن البناء جارية على قدم وساق بشكل متزامن في عدة إلى الالمركزية أدت إذ املدرسية، األبنية من عشرات زيادة الكفاءة عند األخذ بعني االعتبار أن كل محافظة تعرف احتياجاتها اخلاصة أكثر من املقر املركزي للهيئة في القاهرة، وتستطيع بالتالي أن تراقب عملية البناء وتتابعها مبستوى من الفعالية أكبر. إن خدمات اخلارطة لألبنية العامة للهيئة التابعة للمدارس، االلكترونية

املطاف من أجل نهاية أخرى في املدارس قاعة صفية 3 سوف تضيف بعض هذه

استيعاب املزيد من بنات اجملتمع احمللي.

57مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر56 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

د

مكاتبها جميع مع احلاسوب عبر مربوطة املدرسية، يتعلق يوفر معلومات ثمينة عندما احملافظات، مما في األمر بتحديد موقع بناء املدرسة، وفق املعايير املعتمدة جمع وحدات جمعتها التي والبيانات املواقع، الختيار التطوعية العمل فرق مع بالتعاون احمللية املعلومات

احمللية.تبنى املدارس الصديقة للبنات كمبان مستقلة قائمة بذاتها، في غالبية احلاالت في القرية أو النجع أو بالقرب منهما. ولكن في بعض احملافظات، مت تخصيص بعض املدارس ضمن البنات تعليم ملبادرة الصفية القاعات النظامية، والنوادي الثقافية بل وحتى ضمن املساجد، كما هي احلال في بني سويف، على سبيل املثال، حيث توجد فيها اآلن ١29 غرفة صفية »مدمجة«، تبقى، في واقع األمر، منفصلة عن املدارس النظامية ألنها تنتهج أسلوب الصفوف املتعددة املستويات ومنطقها.4 ومن بالتبرع قامت اجملتمعات أو األفراد بعض أن املعروف أو عليها، للبنات صديقة مدارس لبناء أرض بقطعة تدريس في الستخدامها املنزل غرف بإحدى تبرعت يجوز املنزل، من بغرفة التبرع حالة ففي البنات. للمالكني أن يطلبوا استرداد الغرفة عند احلاجة إليها، وفي التعليم. توفير في وإرباكا انقطاعا يسبب مما مع أيضا برزت مشكالت األرض، بقطعة التبرع حالة اجمللس يكتشف حيث باألراضي، التبرع يعرضون من يكونوا لم األشخاص أولئك أن بعد فيما القومي أن أيضا واكتشف األراضي. لتلك الفعليني املالكني مقابل في أخرى مصالح حتقيق إلى يهدف البعض التبرع باألرض، مثل تعيني أحد أفراد عائلته كحارس أو كانوا أنهم أو بالعمل، املدرسة تبدأ كميسرة عندما يتوقعون احلصول على تعويضات مادية من املدرسة أو

امليسرات في نهاية املطاف.

الشركاء املمولون

ملبادرة الرئيسة السمات إحدى فإن آنفا، ذكرنا كما

4 تبلغ األعداد املناظرة لعدد هذه القاعات الصفية )الصفوف( في احملافظات األخرى

كالتالي: 7 في سوهاج، و١2 في املنيا، و3 في الفيوم و١4 في اجليزة مما يجعل مجموع القاعات الصفية “املدمجة” يصل إلى ١65 صفا.

اجلهات مع شراكات إقامة في تتمثل البنات تعليم املعنية األخرى، مبا فيها – كما رأينا للتو - املانحون من واجملتمع الشركات قطاع من وأيضا اخلاص، القطاع هذه ساهمت لقد املعونات. بتقدمي املعني الدولي املدارس توسيع في مباشر بشكل الثالثة القطاعات الصديقة للبنات. وحسبما ورد على لسان أحد ممثلي جاءت املشاركة هذه فإن الرئيسة، املانحة اجلهات املشاركة كافة وضمنت األطراف بطرق حققت رضى جناح املبادرة حيث قال: »هناك تالق في أفكار الشركاء والقادة املشاركني في املشروع، ويؤمن اجلميع في اإلدارة حتقيق ميكن وأنه أثرا نحدث أن بإمكاننا أن العليا

اإلجناز.«

ومن املثير لالهتمام أن نبرز حقيقة مفادها أن املانحني - واألمومة للطفولة القومي اجمللس ذكره ملا وفقا –إال البنات تعليم ملبادرة املساعدة تقدمي يعرضوا لم وفي لنفسها. طيبة سمعة صنع في جنحت عندما »انضم خطاب: مشيرة السفيرة قالت السياق، هذا فهم استطاعوا عندما الحقا املبادرة إلى املانحون مهمة مبادرة كانت أنها أعينهم بأم ورأوا قيمتها، ملصر.« وقد شعرت السفيرة أن ما أحدث ذلك األثر كان تعليم أمور مبادرة إدارة بها التي متت واملهنية اجلدية أموالها أن املانحة اجلهات طمأن مما عموما، البنات من العديد أشار وكما مفيدة. بطرائق ف توظ كانت كوادر اجمللس القومي للطفولة واألمومة مرارا وتكرارا، في إطار استقطاب املانحني وقضايا أخرى: »هناك اسم اجلودة: إنه – البنات تعليم مبادرة ملدارس وحيد جتاري احتمال في يتمثل االسم لهذا الرئيسي والتهديد

فقدان اجلودة، وال سيما مع تزايد عدد املدارس«.

الشركات قامت املبادرة، جتاه لها خطوة أول وفي املانحة، في العديد من احلاالت أيضا، باالتصال باجمللس القومي للطفولة واألمومة بدال من االتصال باملدرسة ذاتها. إذ كانت هذه هي احلال مع املدرسة األولى التي Hamza متها وقامت ببنائها شركة حمزة وشركاه صمAssociates، التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، وهي من

الشركات املصرية املتخصصة في مجاالت التخطيط بشكل وتعاونت عملت والتي والعمارة، والهندسة وثيق مع اجمللس القومي لتطوير منوذج كان مالئما في إليها استندت التي التدريس وطرائق الفلسفة ضوء املدرسة، ومع األخذ بعني االعتبار املعايير التي وضعها اجمللس القومي للطفولة واألمومة لبناء املدارس. ومع انبهاره الصادق باملثل واملبادئ التي قامت عليها املبادرة وما استمده منها من إلهام، فقد عرض مدير الشركة املشروع على شخصيا وأشرف مجانا، خدماته تقدمي

من بدايته إلى نهايته.

»سيمكس شركة على أيضا نفسه احلال وينطبق امللكية، مكسيكية إسمنت شركة وهي ،»CEMEXدائرة مديرة قرأت لقد أسيوط. في مصنعا ومتتلك اإلعالم/االتصاالت والشؤون العامة في الشركة – وهي في البنات تعليم مبادرة حول مقاال - سيدة مصرية الصحف. وإلميانها بأهمية متكني املرأة من أجل احلصول الرجل، متكنت تلك السيدة على حقوق متساوية مع جنيه ماليني بثالثة يتبرعوا كي زمالئها إقناع من مصري )ما يعادل نصف مليون دوالر أمريكي( للمبادرة على مدى ثالث سنوات. فأصر اجمللس القومي، في هذه دور ينتهي ال أن على غيرها، أخرى حاالت وفي احلالة يكونوا أن بل وحسب، األموال تقدمي مبجرد املانحني منخرطني عن كثب، بدرجة أكبر في املشروع من خالل القيام ببناء املدارس بأنفسهم، كي يكتسبوا شعورا واقع في »سيمكس«، فقامت املشروع. مبلكية أكبر األمر، ببناء ١9 تسع عشرة مدرسة من املدارس املكونة من قاعة صفية واحدة أو من قاعتني وفق تصميم أعده إلى استنادا أنفسهم املعماريون الشركة مهندسو املواصفات التي قدمتها اليونيسف عبر اجمللس القومي الشركة وقامت التصاميم. تلك على منه ومبوافقة أيضا بتشغيل متدربني مبتدئني من منتسبي مدرسة البناء واإلنشاءات التابعة لها في أسيوط، واستخدمت األموال املتبقية من اخملصص الكلي في تأثيث املدارس

وتزويدها باملصادر.

عنصرا تزال وما »APACHE »أباتشي شركة وكانت دت شركة النفط أساسيا في هذه املبادرة، حيث تعهخالل مدرسة ١25 ببناء بالتكفل هذه األمريكية عامي )بني املبادرة في إشراكها من األولى املرحلة 2004 و2006(، ومنحت، من خالل ذراعها اخليري التابعة ،»Springboard »سبرينغبورد واملسماة للشركة اجمللس القومي للطفولة واألمومة 20١ مدرسة بحلول ديسمبر/كانون األول من عام 2006. وكان هدف الشركة يرمي إلى بناء ١000 مدرسة من مدارس الصف الواحد ص تخص أن شريطة البنات، تعليم ملبادرة التابعة على أقدمت الشركة ألن فقط للبنات املدارس تلك مبسؤوليتها إحساسها من بدافع اخليري العمل هذا االجتماعية املشتركة، وبتقدير عميق حلقيقة مفادها أننا »إذا علمنا فتاة فإننا نعلم أسرة وأمة.«5 إن شركة »أباتشي« تبني املدارس ولكنها ال جتهزها. ويتم البناء على أساس تصميم مت تعديله مع مرور الوقت، ولكنه يهدف أساسا إلى أن يكون »من الناحية اجلمالية أرقى احلكومية،« األساسي التعليم مدارس من مستوى حسبما أفاد ممثلو الشركة الذين متت مقابلتهم. وكانت مؤسسة مع شراكة في أيضا دخلت قد »أباتشي« أسستها خيرية، منظمة وهي ،»Sawiris »ساويرس تدريب نفقات متويل على وافقت ثرية، قبطية عائلة امليسرات واملشرفات اللواتي سيعملن في املدارس التي

تبنيها »أباتشي«.

مجاالت بتمويل املعني األوروبي االحتاد قرار ويعد مختلفة من مبادرة تعليم البنات تطورا مهما سوف يساعد على إبقاء برنامج بناء املدارس يتقدم في املسار الصحيح. لقد مت التوقيع على أحد عشر عقدا يغطي إضافية من لبناء 200 مدرسة الالزمة األموال أحدها

املدارس الصديقة للبنات، وتأثيثها وجتهيزها.

الهدف إلى فهم البنات فقط يستند املدارس أن تستوعب اإلصرار على 5 27إن الرئيس من مبادرة تعليم البنات، أال وهو: تقليص الفجوة بني اجلنسني، وإلى أنه من أجل حتقيق ذلك في أسرع وقت ممكن، يجب أن ينصب التركيز على البنات فقط في

املدارس التي تبنيها “أباتشي” على األقل.

59مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر58 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

مقاومة التنازل عن األراضيورد الوصف املوجز التالي في إحدى منشورات اجمللس القومي للطفولة واألمومة )هند حسن. صفحة ١١(:

“عندما ذهبنا إلى املوقع الذي مت اختياره لبناء مدرسة صديقة للبنات في أحد النجوع في بني سويف، حضرت إلى

معايير املدارس الصديقة للبنات

لقد مت وضع معايير معينة لضمان اجلودة واألمان، واحترام املبادئ الصديقة للبنات في حالة بناء املدارس الصديقة للبنات أو في حالة ضرورة التدريس في مدرسة قائمة فعال.

مشكالت األراضي

قد تبدو عملية نقل ملكية األراضي إلى اجمللس القومي للطفولة واألمومة مسألة مباشرة وواضحة ألولئك الذين متت الذين أجمع فقد حتديات. على وتنطوي التعقيد بالغة عملية تعد احلال، واقع في ولكنها، يعرفون مصر. ال

مقابلتهم على القول: “إن األراضي ميكن أن تكون مثارا للفوضى في مصر”، وذلك يعود ألسباب عديدة: ففي املقام األول، تعد األراضي سلعة نادرة في البالد نظرا حلقيقة مفادها أن املساحات الزراعية آخذة في التآكل، وأنه في الواقع ال ميكن البناء عليها إال إذا كان القصد من اإلنشاء هو خدمة األغراض العامة. وحتى في حالة توافر إمكانية البناء، فإن اإلجراءات البيروقراطية الواجب اتباعها بالغة التعقيد وطويلة جدا، إلى حد وصفها فيه معظم كوادر اجمللس القومي واملنظمات غير احلكومية وفرق العمل احمللية واملانحني، الذين حتدثت إليهم، بأنها تبعث على اإلحباط الكبير،

بل إنها حتى مدعاة للرعب.

يتعني احلصول على رخصة بناء من احملافظة ومن ثالث إلى أربع وزارات أخرى مبا فيها وزارة الزراعة والري، وحتى وزارة اسة من حيث إمكانية وجود اآلثار فيها )كما هي احلال في محافظتي املنيا اآلثار إذا ما كانت األرض في منطقة حسواجليزة(. وعالوة على ذلك، ال بد من إجراء مفاوضات في كل حالة على حدة مع الهيئة العامة لألبنية املدرسية، وهي هيئة قومية تابعة لوزارة التربية والتعليم. وتعد عملية املفاوضات هذه عملية من التعقيد مبكان، وقد استغرقت من اجمللس القومي للطفولة واألمومة عاما كامال لتثبيت اإلجراءات وترسيخها. ويتعني اجتياز فحص التربة في كل موقع مقترح إلنشاء مدرسة ملعرفة إذا ما كان باإلمكان إصدار رخصة البناء، وإذا منحت الرخصة، فاجتياز الفحص مطلوب لتحديد نوع األساسات الواجب صبها. وكان اجمللس القومي في هذا الشأن واقع حتت رحمة كليات الزراعة

التي استغرقت في بعض األحيان أشهرا كي تعطي نتائج الفحص.

شكل العمل الورقي حتديا آخر للدوائر التي تصدر الوثائق واملستندات. ففي بعض احلاالت، على سبيل املثال، ارتأت يندرج ضمن البنات ال تعليم املرتبط مبدارس مبادرة العمل أن احمللية البلديات العقاري على مستوى الشهر دائرة مسؤولياتها، وأنه بالتالي ميثل عمال إضافيا أرادت الدائرة أن تكافأ عليه. فأصاب القنوط املانحني احملتملني فيما شعر أولئك الذين استمروا مع املبادرة باإلحباط؛ ألنهم لم يتمكنوا من صرف األموال التي خصصتها شركاتهم للمشروع ضمن السنة املالية، مما عرضها خلطر فقدان تلك اخملصصات. أما الداعمون األفراد الذين اتقدوا حماسا خالل فترة تعبئة اجملتمع احمللي للمشروع، “والذين ملسوا مباشرة أهمية التعليم وشعروا بها، فقد قرروا عدم انتظار احلصول على املوافقات من الدوائر احلكومية املسؤولة عن املباني، وقدموا تبرعاتهم ودفعوا باجتاه بدء العمل بأسرع وقت ممكن،”

حسبما قال لي مدير إحدى املنظمات غير احلكومية.

لقد ظهرت مشكالت أخرى عند اكتمال العمل الورقي. ووجد اجمللس القومي للطفولة واألمومة، في بعض احلاالت، ما أثبتت التجربة صعوبة إخالء إياها احلكومة، وغالبا أسر تقطن في عشوائيات أقيمت على األرض التي منحته أولئك الناس، األمر الذي اضطر معه اجمللس إلى اللجوء إلى الشرطة بعد فشل احملادثات مع قادة تلك اجملتمعات احمللية. وقد هوجم أحد املهندسني املعماريني في إحدى املناسبات عندما رأى ساكنو تلك العشوائيات أنه قد اقترب أكثر مما ينبغي من أماكن سكناهم. وفي حالة أخرى انتهى املطاف مبعدات أحد املقاولني مطروحة في الترعة. وحاول اجمللس القومي، مبساعدة فرق العمل التطوعية احمللية، العثور على قطعة أرض بديلة لبناء املدرسة عليها وترك القطعة

معايير اختيار مواقع املدارسيجب أن تستوفي املدارس املعايير التالية:

أن تقع في مناطق االمتداد التي يقطنها ما ال يقل عن ١.500. ١ نسمة.أن تكون بعيدة عن الضوضاء. 2 .

أن ال تكون قريبة من حظائر املاشية أو من أي من مصادر الضوضاء والتلوث. 3 .أن تتوافر لها طرق مأمونة توصل إليها. 4 .

أن تتوافر لها فرصة احلصول على الكهرباء، إن أمكن. 5 .ام داخل املبنى. أن يتوافر على مقربة منها مرحاض/حمام، في حال تعذر وجود حم 6 .

أن تكون مزودة مبلعب آمن، إن أمكن. 7 .أن ال تقل مساحتها عن ١١0 أمتار مربعة للنموذج األصغر من منوذجي املدارس وعن 200. 8 مترا مربعا للنموذج

األكبر.أن ال تقع على بعد يقل عن كيلومترين من أقرب مدرسة ابتدائية، مع إمكانية استثناء املوقع من هذا الشرط، 9 .

إذا كانت كثافة القاعة الصفية في املدرسة االبتدائية القريبة 45 تلميذة/تلميذا أو أكثر.أن ال تقع في وسط قرية أو جنع ال يقل فيه عدد البنات غير امللتحقات باملدرسة عن 25. ١0 بنتا أو أكثر في الفئة

العمرية )6 إلى ما دون ١4 عاما(.أن تكون مبنية على قطعة أرض حاصلة على املوافقات الرسمية املطلوبة )من وزارة الزراعة واآلثار ... إلخ(. ١١ .

2١. أن تقع ضمن نطاق اختصاص السلطات احمللية.في حالة التبرع، أن يتوافر دليل خطي على ذلك بهذا الفحوى. ١3 .

أن تكون بعيدة عن الطرق الرئيسة والسريعة. ١4 .

إلى باإلضافة التالية املعايير املبنى أن يستوفي أصال، فيجب قائمة للمدارس، ضمن مبان قبول مواقع وفي حال املعايير اآلنفة الذكر:

أن يكون مزودا بالتهوية واإلنارة املالئمتني. ١5 .أن يكون آمنا وسليما من النواحي اإلنشائية. ١6 .

أن يكون ذا أرضية مبلطة. ١7 .

61مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر60 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

املكان مجموعة من الناس الذين بدأوا بكيل الشتائم علينا، وهم يلوحون بالعصي اخلشبية، ويستعدون ملهاجمتنا وضربنا!

قني ما كان يحدث. وكان من بني أعضاء كانت الصدمة كبيرة جدا لدرجة أنها أقعدتنا عن احلركة، وكنا غير مصدفريق اإلنشاءات املرافق مهندسون طلبوا إلينا الركوب في سياراتهم بقصد احلماية لكننا رفضنا التراجع أو التخويف

بالتهديد.

قني فينا. وكانت تقف بينهم أم محاطة وعندما رأى أهل النجع هذا الوضع، تسمروا صامدين في أماكنهم محدبابنيها األكبر واألصغر. فخاطبتنا قائلة: “نحن ال نريد إيذاء أحد، ولكننا ال نريد أن يأخذ شخص ما أرضنا.” وسألناها ا وما إذا ما كانت هي صاحبة األرض، فأجابت قائلة: “ال تعود ملكية هذه األرض ألحد على وجه التحديد ولكننا كن

زلنا نستخدمها طوال حياتنا، ونستغلها من أجل حيواناتنا ودواجننا.”

األولى لألسرة التي تقطن عليها في احلاالت التي كانت األسرة فيها تعيش ظروفا شديدة العسرة.

األبنية طبيعة بسبب أخرى صعوبات برزت لقد عليها. املباني إنشاء وجب التي واملواقع املدرسية وكانت معظمها من مدارس الصف الواحد. وقد ثبتت لتنفيذ مستعد مقاول/متعهد على العثور صعوبة مشاريع صغيرة. فالكثير من املواقع كانت في مناطق إلى افتقارها إلى إضافة إليها الوصول يصعب نائية الكهرباء. أو املياه تزويد شبكات أو الصرف شبكات للمشروع األولى املرحلة لنا خالل مما شكل حتد كبير تقم لم والتعليم التربية وزارة ألن خاص بشكل بتخصيص األموال ملبادرة تعليم البنات ضمن خطتها من املوقف إلنقاذ احملافظون تدخل حيث اخلمسية، خالل تخصيص أموال من بنود موازنات أخرى لها عالقة بذلك، لضمان عدم تعثر املشروع في اللحظة التي كان

فيها على وشك االنطالق.

ولم تتوافر طرق تؤدي إلى مواقع البناء في بعض األحيان، حيث إلى املعدات نقل املقاول/املتعهد على ب صع مما في شاركوا الذين املانحني ممثلو وذكر إليها. يحتاج املبادرة أنه ال ميكن للمرء إجناز أي شيء من دون استخدام احملمولة الهواتف ووجود الرباعي، الدفع ذات السيارات في السيارة تعطلت حال في لالستعمال دوما اجلاهزة زيادة إلى احلال، بطبيعة كله، هذا وأدى مهجور. مكان

كلفة األبنية واحتمالية التأثير على مدى جاذبية املشروع للمانحني.

حتديات أخرى

إلى واألمومة للطفولة القومي اجمللس اضطر لقد التوسع في أخذ عندما أيضا، أخرى حتديات مواجهة بل التحديات تلك إلى واستجاب األبنية، برنامج في بأفضل ما استطاع من قوة. فتحلى اجمللس رد عليها باملرونة في تعديل اخلطط، متعلما الدروس املستفادة لكي جهده قصارى وباذال املبادرة، مسيرة تقدم مع للمجلس يكن ولم األساسية. املبادئ عن يتنازل ال قدر ضئيل من السيطرة على بعض التحديات. سوى النسبة التضخم جتاوز مع إحداها، الكلفة وكانت أسعار ارتفاع بسبب %١0 بنسبة بها التنبؤ مت التي املواد وازدياد املبلغ املطلوب إنفاقه على كل مدرسة من حوالي 70 ألف جنيه مصري )أو ١2.300 دوالر أمريكي( أمريكي(.6 دوالر ١9.200( مصري جنيه ١١0.000 إلى وبالطبع، فإن هذا يعني أنه ال ميكن إجناز عدد الوحدات التي املدارس حالة في بناؤها، املستهدف املدرسية

تقوم احلكومة ببنائها.

6 تشمل هذه الكلفة خدمات من مثل إنشاء حفرة امتصاصية وخزان مياه. وتفوق

وإن كنا هنا ال النظامية، حتى املدارس الواحدة كلفة نظيرتها في الوحدة كلفة نقارن املثل باملثل مع األخذ في االعتبار أن املدارس النظامية حتتوي أيضا على مكتبة،

ومختبر وقاعة للحاسوب.

وكانت الكلفة من الدوافع التي أدت إلى التنازالت التي كان اجمللس القومي للطفولة واألمومة يرغب في أن ال يجد نفسه مضطرا إلى تقدميها. فقد اقتضى النهج بادئ في للبنات، الصديق التعليم لعملية التكاملي األمر، تبني فكرة إنشاء أبنية متتزج مع البيئة احمليطة باستخدام املواد احمللية من حيث املبدأ. وبدا ذلك واضحا في التصاميم األولى ألول مدرسة قامت شركة حمزة بإنشائها، سابقا إليها املشار املعمارية للهندسة »أباتشي« شركة من كل أعدتها التي النماذج وفي وشركة »سيمكس«. وقد حاكى هذا النهج املتكامل أحد املبادئ التي تقوم عليها مدارس اجملتمع في جميع أحيان أنفسهم، في القرويون بناها التي أنحاء مصر، مع امتزجت والتي املتوافرة، املواد باستخدام كثيرة، باقي األكواخ والعشش في النجع. ولكن مدارس مبادرة تعليم البنات اتخذت منحى مختلفا عندما ثبت عمليا أن استخدام احلجر في البناء، وليس الطوب واإلسمنت، أكثر كلفة وأقل أمانا، وال سيما بعد زلزال عام ١992، املدرسية، لألبنية العامة الهيئة به صرحت حسبما املدارس. بناء عن املسؤولة احلكومية الدائرة وهي وباإلضافة إلى ذلك، فلم يكن من السهل إيجاد عمال

يجيدون البناء باستخدام املواد احمللية.

من املدرسية األبنية مبحور املعنيني معظم وكان احمللي اجملتمع »استعداد« بأهمية وعي على املبادرة لتقبل تلك املدارس. وأبدى البعض قلقه من أن توسيع املبادرة لكي تبلغ مداها كان أسرع مما ينبغي، حيث إن التوسيع لم يترك وقتا كافيا لبعض اجملتمعات احمللية املدارس بناء وإن وتستوعبها، متاما املبادرة تفهم كي كان يتم بوتيرة أسرع من قدرة اجملتمعات على التكيف بالتعليم الترحيب نحو ومواقفها توجهاتها وتغيير فحسب )وهذه قضية سنعود إليها مرة أخرى الحقا(، بل نحو الترحيب أيضا بالتمثيل »امللموس« على أرض د في الواقع للتعليم وسط تلك اجملتمعات، الذي جتسمبنى املدرسة بحد ذاته. ومن األمثلة الدالة على هذا التحول، قيام سكان القرى في بعض احلاالت باالندفاع

إلى داخل األبنية املدرسية أو استخدام احلمامات فيها كمراحيض عامة وبلغ بهم األمر حتى إلى درجة النوم في تلك املدارس.7 ويبدو أن هذه التصرفات لم حتدث في والنجوع القرى تبرعت حيث اجملتمع، مدارس مشروع باألرض، وبنت أو أسهمت في بناء تلك املدارس مما منى إلى بها، والتماهي املدارس مبلكية أقوى حس لديها بالنسبة السري »احلبل أصبحت املدرسة أن درجة للمجتمع احمللي« كما ورد على لسان أحد املستشارين عن التماهي هذا ويغدو املشروع. بتقومي قاموا الذين احلال هو كما خاص، بشكل حرجا املدرسة مع قرب االفتراض عند البنات، تعليم مبادرة ملدارس بالنسبة

بأن اجملتمع احمللي سيتولى صيانة األبنية املدرسية.

متباينة آراء مقابلتهم متت الذين األشخاص أبدى معماريا ومتميزة بارزة مدرسية أبنية وجود أثر حيال عند مقارنتها بباقي املباني في النجوع، حتى وإن كان هناك توافق في الرأي حول فكرة ضرورة تناغم اجملتمع احمللي مع املبنى املدرسي، وشعورهم بأن املدرسة هي مدرستهم وليست مدرسة احلكومة أو الشركة التي »أباتشي« شركة من كل اختارت فقد بها. تبرعت بارزة فبدت وشركة »سيمكس« تصاميم أكثر جماال متميزة في البيئة احمليطة بها، ولكنها تصاميم حاولت إدخال عناصر حتاكي أساليب فنية معمارية دارجة مثل ر املرء بحجارة الدبش اجلدران املكسوة باحلجر، التي تذكالتي تفصل بني احلقول أو القناطر املقببة املصنوعة من القاعات، وهو شكل الطوب والتي تنشأ على مداخل

7 يجب أن ال تعكس بالضرورة مثل هذه الطرق »اخلالقة« في التعامل مع األبنية

على والرسم للكتابة بالنسبة صحيح وهذا الرفض. أو االحترام عدم املدرسية اجلدران على سبيل املثال. مع أن البعض ممن متت مقابلتهم عبروا بداية عن قلقهم بالنسبة للكتابة على اجلدران. ولكن اتضح أن تلك الكتابة والرسم كانتا مديحا مألوف غير حيزا الواقع، في املدرسة، جدران وفرت حيث امليسرات، أو للمدرسة للقرويني لكي يعبروا عن أنفسهم كتابة أو رسما. وليس هذا باألمر غير املألوف في القرى والنجوع وحتى في مراكز املدن حيث يرى املرء الكثير من الكتابة والرسومات على واجهات جدران املنازل وهي تصور رحلة صاحب املنزل إلى احلج في مكة. غير أن بعض املمارسات رمبا تكون مؤذية، ولكن تقرير املتابعة ملبادرة تعليم البنات التي أجراها برنامج الغذاء العاملي حملافظة الفيوم في عام 2006، ذكرت على سبيل املثال، حقيقة مفادها أن ١9% من املدارس محاطة بكومات من القمامة، وأنه ميكن رؤية كومات ظاهرة من اخمللفات احليوانية وقد تسببت بوجود الذباب بكثافة على مقربة 44% من املدارس، مما يوضح احلاجة امللحة لنشر الوعي لدى اجملتمع احمللي حول ضرورة

احملافظة على بيئة صحية نظيفة لكي ينمو األطفال ويتعلموا فيها.

63مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر62 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

هيكلي دارج في العديد من الدول العربية. وكانت مثل هذه املدارس مصدرا للفخر في اجملتمعات احمللية التي قمت بزيارتها. لقد كانت »نورا يسطع في قلب اجملتمع احمللي،« حسبما قال عنها أحد املديرين امليدانيني ملبادرة قامت شركة يريني مدرسة بينما كان البنات تعليم »سيمكس« شركة ممثلة أما ببنائها. »أباتشي« للمدرسة صورا علينا تعرض وهي بشغف، فتحدثت تلك بروز كيفية حول ببنائها، شركتها قامت التي الزهرية وبألوانها املرتب، اجلميل مبظهرها املدارس بتلك احمللي اجملتمع افتخار وكيفية النجوع تلك في يقومون األهالي من العديد جعل حد إلى املدرسة،

بطالء منازلهم بلون مبنى املدرسة نفسه.

تأثير مدارس مبادرة تعليم البنات على اجملتمع احمللي

لقد كان للمدارس أثر يتجاوز الذوق اجلمالي في النجوع الواقع، فإن املدارس كان بنيت فيها. وفي التي والقرى اجملتمعات في احلياة من على جوانب عديدة تأثير لها احمللية، ويستحق بعض هذه اجلوانب إمعان النظر فيها؛ التي املعقدة الديناميكيات إلى انتباهنا تلفت ألنها ميكن لبرامج التوسع في املدارس أن يطلق العنان لها. الفقيرة النجوع في بناء مدرسة فإن أولى، وكخطوة النائية يرسل رسالة إلى اجملتمع احمللي مفادها أن هناك تلك بأوضاع ومعرفة علم على ومؤسسات أناسا يهتمون املؤسسات وتلك الناس أولئك وأن املناطق، النجوع من الكثير وجود« »اكتشاف مت فلقد بهم. ووضعها على خارطة احملافظة لسبب بسيط، أال وهو املكون واألمومة وجيشه القومي للطفولة أن اجمللس من فرق العمل التطوعية احمللية وكوادر املنظمات غير مجتمعات عن بحثا البالد يجوبون كانوا احلكومية االهتمام هذا وجتسد لبناتها. تعليما توفر ال محلية على شكل زيارات الشخصيات العامة احمللية واألجنبية، الواليات في األولى والسيدة األولى مصر سيدة مثل املتحدة األمريكية، وأمني عام األمم املتحدة احلالي، وأمني عام اجمللس القومي للطفولة واألمومة، وكوادر منظمة األمم املتحدة، والوزراء، واحملافظني، ووفود أجنبية، ناهيك الوزارة ومسؤولي القومي اجمللس كوادر زيارات عن

والباحثني ووسائل اإلعالم. وبالرغم من أن تلك الزيارات رمبا كانت تقتحم خصوصية سكان تلك املناطق، إال أن على احمللية اجملتمعات حمل في ساهم االهتمام هذا أن تنظر إلى أحوالها وظروفها نظرة مختلفة، وأضفى بالفخر واألهمية. عليها في كثير من األحيان شعورا »لقد متأمال: مقابلتهم متت الذين أحد أشار وكما عايشت تلك التجمعات أجياال من الفقر مما خلق لديها قدرهم«. الفقر هو أن إلى قبول سلبي، بل استسالم وتشكل مبادرة تعليم البنات الرافعة التي ميكن لتلك وأن بأمل التطلع على جترؤ أن خاللها من اجملتمعات

حتلم بطريقة مغايرة.

املرافق إنشاء معها املدرسة بناء عملية جلبت لقد اخلدمية للنجع بأكمله في بعض احلاالت، مبا في ذلك الطرق، واملياه والكهرباء ونظام التصريف. ولقد قيل لي: »إن املدارس تستطيع جلب حياة جديدة للقرية بهذه منظمة مدير وصف املثال، سبيل فعلى الطريقة«. بناء عمل كيف سوهاج محافظة في حكومية غير املدارس على حفز رؤساء البلديات احمللية لشق الطرق قادرين ليكونوا بل لشيء ال اخلدمية، املرافق وتوفير التي الشخصيات بكبار الترحيب بشكل مالئم على

تأتي لزيارتهم من القاهرة!

ومن خالل طرائق عديدة أخرى، عمل إنشاء املدارس على انفتاح القرية والنجع ال على التعليم فحسب، بل على من لسلسلة العنان أطلق مما أيضا، اخلارجي العالم التحوالت في املواقف والتوجهات وهي تنبثق مندفعة من شرنقة انعزالها. وقد عزا العديد من األشخاص تلك التغير الذي طرأ على عقلية اجملتمعات التحوالت إلى ناحية، عملت فيها. فمن املدارس شيدت التي احمللية املدارس كما ذكر مدير املصالح اخليرية التابعة لشركة »أباتشي« على »إدخال بيئة حضرية إلى بيئة ريفية«، مع التجاوب على - القرويني مجبرة رمبا بل – داعية حاالت تسجيل مثل للدولة، البيروقراطية املتطلبات تداعيات املتطلبات ولهذه والوفيات. والوالدات الزواج سن في هم الذين األطفال رصد حتسني على ليس

االلتحاق باملدرسة فحسب، بل أيضا على زيادة فرص اكتساب حقوق املواطنة، كاحلالة التي رواها لي د. سعد نصار، محافظ الفيوم السابق، الذي أوضح لي أنه عندما بنيت بعض املدارس اجلديدة في قضاء معني في محافظته، تلقى

سكان النجع ألول مرة في حياتهم هوية أحوال مدنية/شخصية مما مكنهم من اإلدالء بأصواتهم في االنتخابات.

ومن ناحية أخرى، عمل محور املشاركة والتعبئة اجملتمعية في املبادرة على إطالق تغييرات أخرى في العقلية وطريقة ترتكز الذي األساس املبدأ فإن احمللية، التطوعية العمل فرق تناول وصف عمل الذي اجلزء رأينا في التفكير. وكما على الناس تشجيع التقييم هذا في يتم لالحتياجات، حيث التشاركي التقييم هو: البنات تعليم مبادرة عليه االستجابة لتصميم واألمومة للطفولة القومي اجمللس فرق مع العمل وعلى واحتياجاتهم، آرائهم عن التعبير إلى تلك االحتياجات. وال يتمحور مثل هذا املنطق حول مسألة التمكني فقط: إنه يتضمن حدوث تغير رئيسي في املواقف أو التوجهات - حيث يتصدى الناس للمشكالت والتحديات من خالل تسلم زمام أمور مستقبلهم واملطالبة بحقوقهم، بدال من اللجوء إلى الردود التي عفا عليها الزمن، والتي قد تساعد املرء على االنتصار في معركة، ولكنها

جتعله يخسر احلرب كلها، مبعنى أنه يخسرها عن طريق اللجوء إلى احملسوبية واحملاباة.

65مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر64 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

|5

إحلاق الفتيات باملدرسة

67مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر66 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

من احلصول على مبان... إلى احلصول على مدارس

غني عن القول إن بناء مدرسة في مجتمع، سواء أكان على منط بسيط أم متواضع أم على شكل أكثر تطورا، ما هو إال غيض من فيض )جزء ضئيل من كثير(. وهذا صحيح حتى من منظور املوازنة: فإن 5% فقط من التكاليف اإلجمالية تتجه حقا لبناء املدارس. أما عوامل حشد اجملتمع احمللي والتدريب السفيرة: تقول العوامل دون هذه فمن املوازنة. في األسد نصيب بعيد، إلى حد لها، فإن واملرتبات،

»لديكم مبنى ال مدرسة«.

سبق أن ذكرنا في الفصل السابق، أن مجرد بناء مدرسة في مجتمع يثير رياح التغيير فيه. ومن أكبر هذه التغييرات دعوة اجملتمع احمللي إلحلاق بناته باملدرسة. وقد اقتضت هذه الدعوة قيام اآلباء واألمهات )األهالي( واجملتمع بصورة عامة بالتخلي عن العادات والتقاليد والتفكير في تأثير النشاط املدرسي على اقتصاد األسرة وتوزيع العمل. وقد مت استخدام ثالث استراتيجيات رئيسة لتحقيق هذا الهدف، وهي: تعبئة اجملتمع احمللي وزيادة الوعي، وتخفيف حدة الفقر، وتوفير التعليم املدرسي النوعي. وسنبحث

هذه االستراتيجيات، الواحدة تلو األخرى، في هذا الفصل وما يليه من فصول.

في األطفال لقبول استخدمت التي املعايير تلك أذهاننا إلى نعيد أن مبكان األهمية من فإنه أوال، د اجمللس القومي للطفولة واألمومة ستة معايير، هي: مدارس صديقة للبنات. وقد حد

التوعية وتعبئة اجملتمع احمللي

متت اإلشارة إلى أهمية جوانب محور تعبئة اجملتمع احمللي وتوعيته باعتباره من محاور مبادرة تعليم البنات في مصر، وذلك في القسم الذي يصف العمل الذي قام به املتطوعون في فرق العمل احمللية، من الفصل الثالث. ففي أثناء تلك الفترة التمهيدية، وخصوصا أثناء ورش العمل التي عقدت لتقييم

معايير اختيار البنات:١- أن تتراوح أعمار البنات بني ست سنوات وأقل من ثالث عشرة سنة.

2-أن تقيم البنات في حدود منطقة ال تبعد عن املدرسة أكثر من كيلومتر واحد. وفي حالة كون عدد الطالبات أقل من املطلوب، فإن املسافة ميكن أن متتد إلى أقل من 2 كيلومترين.

3- يتم اختيار البنات اللواتي تسربن من السنة الدراسية وذلك حسب أعمارهن، وتعطى األولوية ألكبرهن سنا.

4- البنات اللواتي لم يسبق لهن االلتحاق بنظام التعليم.5- تعطى األولوية ألكبر البنات سنا غير امللتحقات باملدارس ثم إلى املتسربات من املدرسة.

6- ميكن أيضا قبول األوالد إن كان هناك متسع في غرفة الصف. ويجب أن ال يزيد عدد األطفال في الفصل الواحد عن 36. ويجب أن ال يزيد عدد األوالد عن 25% من مجموع عدد الطلبة في الفصل.

االحتياجات، مت تشجيع اجملتمعات التي تشهد فجوات/تفاوتات واسعة بني فرص التحاق األوالد والبنات في املدارس على إبداء وجهات نظرها واهتماماتها بشأن فتح مجال التعليم االبتدائي الرسمي أمام التمييز ضد الفتيات. وبناء على تلك البنات. وقد مت توليد أفكار مستنيرة ومهمة حول أسباب هذا األفكار، مت وضع برامج عمل موضع التنفيذ، ومن أهمها بناء مدارس على مقربة من اجملتمعات احمللية

تسهيال لوصول البنات إليها.

إرسال في واألمهات اآلباء تردد على يؤثر واحد عامل سوى املدرسة عن احمللي اجملتمع بعد يكن لم بالثقافة وثيقا ارتباطا ترتبط التي اجملتمع في البنات مكانة عن فاالنطباعات املدارس. إلى بناتهم النوع االجتماعي في االقتصاد التوجهات جتاه تقسيم العمل على أساس أو املواقف التي حتدد هي املنزلي. وكانت االنطباعات الراسخة عن قيمة االستثمار في تعليم البنات من عدمه عقبة كأداء كان من الواجب تذليلها بشيء من احلساسية واللباقة. إننا ال نتكلم هنا عن انعدام طفيف للثقة في التعليم، بل عن رفض شديد ملا ميكن أن يعتبر تهديدا ألسلوب احلياة. وال بد من اإلشارة إلى أن موظفي اجمللس القومي للطفولة واألمومة كانوا، في بعض احلاالت، يلقون الترحيب من اجملتمع احمللي وهو يشهر “بنحر اخلراف إعرابا منه عن ... حتى وإن كان ذاك اجملتمع نفسه يقوم حاليا السالح في وجهوههم

سعادته بلقائهم وزيارتهم له.”

باملدرسة البنات التحاق بأن عرض التأكيد لهم األهالي هو إلى الوصول إلى الرئيسي السبيل كان عليهم كان بدرجة كافية من املرونة بحيث يستوعب ويلبي احتياجات اجملتمع احمللي وأمناط احلياة فيه. وبذلك فإن املدرسة تستقبل البنات في وقت متأخر من الصباح كي تتيح لهن أداء واجباتهن املنزلية عطلة أيضا وللبنات املواشي. رعاية أو التنظيف أو املياه في جلب أمهاتهن ومساعدة الصباحية، السلع لشراء أمهاتهن مرافقة من لتمكينهن القرية سوق ويوم اجلمعة يوم األسبوع: في يومني وبيعها - وهو اليوم الذي ينتهزه املروجون للمشروع في التخطيط لبقية أيام األسبوع وحضور دورات التدريب. وتبذل املدرسة كل ما في وسعها لتأخذ الدورات املوسمية في االعتبار، وهي املناسبات التي تفسح اجملال للبنات لكي يؤدين مهمات إضافية مبا فيها، على سبيل املثال ال احلصر، مواسم قطف

البلح أو تقشير اجلمبري أو جني القطن.١

جلان التعليم: الرابط ما بني املدرسة واجملتمع احمللي

تؤدي جلان التعليم املوجودة في كل مدرسة صديقة للبنات دور حلقة االتصال أو الوساطة بني املنظمات غير احلكومية وفرق العمل احمللية واجمللس القومي للطفولة واألمومة وبني اجملتمع احمللي. وتتكون هذه اللجان من اآلباء واألمهات ومما أشار إليه العديد من الناس أثناء إجراء املقابالت الشخصية معهم بتعبير “قادة اجملتمع الطبيعيون”؛ أي من قادة ليس لهم دور رسمي في اجملتمع احمللي، ولكنهم على اطالع وثيق مبجتمعهم احمللي، ويتمتعون بحضور ومبكانة مرموقتني بني أقرانهم2. هذا ويتم تعيني أعضاء اللجنة

١ ذهب االستعداد لتوفير ساعات مدرسية مرنة إلى درجة العرض بتقدمي احلصص في املساء. وفي أحد النجوع في محافظة سوهاج لم يسمح مالك أرض

ثري، يشبه اإلقطاعيني فيما مضى، جليش البنات اللواتي كن يعملن في أرضه مبوجب عقود عمل، بحضور احلصص الدراسية أثناء النهار. وقد رفض عرض املنظمة غير احلكومية خشية أن تتوقف تلك البنات عن العمل في أرضه، التي تبلغ مساحتها ثالثمائة فدان، حاملا يتذوقن طعم العلم.

2 كان العديد من هؤالء القادة الطبيعيني من النساء ،وأطلق عليهن اسم« رائدات :»على الرغم من وجودهن في مجتمعات يهيمن عليها الطابع األبوي

هيمنة صارمة .وجتد هؤالء النسوة طريقة للتأكيد على جداول األعمال وااللتفاف حول أزواجهن ،واستخدام مكانتهن الراسخة في اجملتمع احمللي ،وشبكاتهن غير الرسمية« لالستعانة »بأشخاص آخرين يحظون باحترام أزواجهن إليصال الرسالة إليهم ،وإقناعهم بها ،ولوال ذلك ملا حظيت تلك الرسائل بقبولهم.

69مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر68 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

للطفولة القومي اجمللس قبل من مباشرة واألمومة، ويتم اختيارهم على أسس استراتيجية بحيث يكون كل عضو قادرا على التأثير اإليجابي على تعليم البنات في املدارس بسبب دوره أو دورها في اجملتمع. ومن األمثلة على هؤالء األعضاء: رجال تعليم إدارة ومدير احمللي اجمللس وموظفو الدين الكبار. وقد أظهرت التجربة ضرورة وجود النساء، ألن التعليم؛ جلان في املنازل، ربات الغالب وفي الرجال ال يشاركون تقليديا في بعض نواحي احلياة يتوجب التي املنزلية األعمال مثل االجتماعية، بحثها مع األمهات اللواتي يحلن دون ذهاب بناتهن إلى املدارس بسبب تلك األعمال.3 كما أن أعضاء اللجنة بصورة عامة على عالقة جيدة مع اآلخرين من أصحاب النفوذ في القرية مثل العمدة )كبير النجع( أو اإلمام )املرشد الديني(. ويذكر املشرفون اإلمام من أنه في محافظة سوهاج، مثال، متكن إلى أطفالهم يرسلوا بأن واألمهات اآلباء إقناع املدارس عوضا عن تركهم في احلقول، بينما قام مبادرة مدارس عن باإلعالن األئمة من آخر عدد في اجلمعة صالة أثناء مصر في البنات تعليم املساجد، ودعا بعض األئمة جماعة املصلني إلى

التبرع باألراضي من أجل بناء املدارس.

يساعد أعضاء جلان التعليم في املدارس في حل مشكالتها، ويقومون بأدوار واسعة النطاق تتفاوت بني املساعدة في نظافة املدرسة واحملافظة على الدروس، خالل امليسرين مساعدة وبني أمنها، بالدوائر واالتصاالت امليالد، شهادات ومتابعة البلديات من املياه توافر من للتأكد احلكومية والكهرباء، وحتصيل األموال الالزمة لتزويد املدارس باملراوح واملوارد التعليمية واأللعاب وما إلى ذلك.

بينت تقارير املتابعة حملافظات الفيوم واملنيا وسوهاج ،والتي أجراها 3

برنامج الغذاء العاملي ،)2006( احلاجة إلى زيادة عدد النساء في اللجنة ،وإلى استخدام اللجان على نحو أفضل ،وخاصة النساء اللواتي كان يتم اللجوء إليهن في األوقات العصيبة( كما حدث في الفيوم .)كما بينت الدراسة أن 29% من املدارس في املنيا لم يكن لديها جلان تعليم حيث أنها كانت في

طور التكوين.

أن التعليم: جلنة أعضاء اختيار معايير يكونوا:

ذوي نفوذ في القرية أو النجع، سواء ١ .أكانوا رجاال أم نساء.

حل في املشاركة على قادرين 2 .أداء على األثر ذات املشكالت

املدرسة.في للمساهمة الوقت لديهم ممن 3 .

إدارة املدرسة.

وينبغي أخذ األمور التالية بعني االعتبار:في نساء اللجنة تضم أن يجب ١ .

عضويتها آباء بعض اللجنة تضم أن يجب 2 .

الطلبة وأمهاتهم. 3 يجب أن يتراوح عدد أعضاء اللجنة بني 5-١١ عضوا )بحيث يكون اجملموع

دائما عددا فرديا(يجب أن تكون أعمار أعضاء اللجنة 4 .متباينة )أي أنها يجب أن تضم كبار

السن والشباب(

اللجان بانتظام - عادة كل شهر – من وجتتمع ما ومتابعة محددة، أجندة مناقشة أجل مدير الحظ وكما قرارات.4 من اللجان اتخذته إحدى املنظمات غير احلكومية، فإن هذه اللجان تعليم مبادرة قيام كيفية على آخر “مثال

4 سنحت لي فرصة مشاهدة اجتماعني للجنة التعليم دارت خاللهما

مناقشة حول قضايا شهادات امليالد، والعناية بحديقة املدرسة، وتلبية منها األشجار بعض وإزالة والنظافة، للمدرسة، اخملتلفة االحتياجات ألنها جتتذب األفاعي والنمل، واحلاجة إلى عامل احلديقة وإلى سلم. وفي إحدى احلاالت، شعرت اللجنة أن بإمكانها استيعاب املزيد من األعضاء: أكثر جغرافية ملنطقة ممثلني إلى بحاجة وهي قريتها، اتسعت فقد لتقييم مناسب مسح إجراء ضرورة األعضاء أحد اقترح كما اتساعا. أدوارهم، احتياجات اجملتمع والتعرف على قضاياه. وعندما سألتهم عن القومي اجمللس وأن محددة، لفترة تعيينهم يتعني أنه األعضاء شعر

للطفولة واألمومة يجب أن مينح اللجنة تفويضا رسميا.

البنات في مصر ببناء ثقة هؤالء األعضاء في أنفسهم وتنمية قدراتهم، حيث يتعلمون مهارات االتصال والتواصل، والتفاوض، وكيفية التعبير الواضح عن احتياجاتهم في البيئة السياسية املباشرة،.. إنهم في اعتقادي ميثلون مدرسة ممتازة للدميقراطية.” إن مهارات كهذه تكتسب أثناء العمل، ولكن اجمللس املشكالت وحل االحتياجات تقييم على األعضاء تدريب أيضا يعرض واألمومة للطفولة القومي ومهارات االتصال والتواصل وعالقات اجملتمع، وينظم بني احلني واآلخر اجتماعات إلتاحة الفرصة ملمثلني

من مختلف اللجان لتبادل خبراتهم والتعلم من بعضهم بعضا.

الحظ العديد من أعضاء فرق العمل احمللية واملنظمات غير احلكومية أن جلان التعليم لها دور حاسم كجهات اللجان تلك تتصرف ما وغالبا احمللي. اجملتمع ومن املدرسة من كل من لقربها نظرا تؤديه محايدة عند حدوث توترات أو اختالفات. فمثال، بعض اجملتمعات احمللية في محافظة سوهاج لم تقبل .%25 وهي واألمومة للطفولة القومي اجمللس التي حددها النسبة الذكور عن الطالب يزيد عدد أن ويعمل القادة الطبيعيون للمجتمع احمللي على مساعدة املدرسة على أن تلمس القضايا ذات األهمية في البنات بحق الوالدين بإقناع األمر يتعلق عندما املهم املدافع بدور تقوم وأن للقرية، أو للنجع التعليم، أو عدم تزويجهن وهن في سن مبكرة. لقد كان رد فعل الوالدين سلبيا أحيانا في بادئ األمر، لوا في شؤوننا؟” ولكن العديد من هؤالء األعضاء قالوا: إن وقالوا ألعضاء اللجنة: “من أنتم لكي تتدخمثل تلك املقاومة غالبا ما مت التغلب عليها بسرعة إلدراك الناس للنوايا اخمللصة للجنة، وأنه ال صلة لها بأية أطراف أو مصالح سياسية. وقد رويت على مسامعي أثناء عملي امليداني وزياراتي للمدارس، حاالت كثيرة تفيد أن أعضاء اللجنة قد جنحوا في متابعة حاالت البنات اللواتي كن يبدأن في الغياب عن املدرسة، غالبا عند بلوغهن سن الرشد، وهي عالمة فارقة للبنات، وخط فاصل للمجتمعات التي تفرض الزواج املبكر - وتقوم اللجنة بإقناع اآلباء واألمهات، في حاالت عديدة، مبواصلة انتظامهن في

الدراسة.

في القوة من املزيد النجاح هذه متنحنا “إن قصص قائلني: املدارس إحدى في اللجنة أعضاء الحظ اجملتمع احمللي”. وفي الواقع، فإن العديد ممن مت إجراء املقابالت الشخصية معهم رووا حكايات عن كيفية وهذه البنات. تعليم مبوضوع التعليم جلنة أعضاء فاحتهم عندما دين املتشد واألمهات اآلباء تراجع يها، وتنم الناس التشاركية في تنمية اجملتمع تستقصي إمكانات أن األساليب عالمة واضحة على األمر الذي يشجعهم على إبداء املزيد من روح املبادرة. وبهذه الطريقة يصبح أعضاء جلنة التعليم أكثر

حلفاء املدرسة أهمية.

محور تخفيف حدة الفقر في مبادرة تعليم البنات

إضافة إلى تفاعل اجمللس القومي للطفولة واألمومة مع أعضاء اجملتمع احمللي، فقد شعر املركز أن البنات يستطعن البقاء في مدارسهن إذا لم يكن آباؤهن وأمهاتهن يشعرون أن انتظامهن في الدراسة يضر باالقتصاد املنزلي. وإدراكا ألن غالبية البنات الالتي استهدفهم اجمللس ينحدرن من بيئة محرومة، فإن هناك شعورا يقضي بضرورة أن يكون التعليم في املدارس مجانيا، وذا جداول زمنية مرنة تلبي مطالب األسر اليومية واألسبوعية واملوسمية من البنات، فضال عن ضرورة تقدمي الدعم لآلباء واألمهات الذين التي احلاالت في خصوصا استراتيجية أهمية الدعم فلهذا املدرسة. إلى بانتظام بناتهم يرسلون

71مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر70 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

تسهم فيها البنات إسهاما مباشرا في اقتصاد األسرة، فضال عن قيامهن باألعمال املنزلية، علما بأنه في بعض القطاعات، مثل صناعة صيد األسماك، ميكن أن يفوق الدخل الذي حتققه البنات ألسرهن ما

يحققه الذكور الكبار في األسرة نفسها.

لقد مت التخطيط لتنفيذ أنشطة ثالثة من أجل إبراز ما يعرف بتعبير “محور تخفيف حدة الفقر” في مبادرة تعليم البنات. ولم يتم تنفيذ سوى النشاط األول منها الذي يتعلق باملعونة الغذائية. وما يزال النشاطان اآلخران في طريقهما إلى التنفيذ، وقد مت تأجيلهما بصورة مقصودة، إلى حني االنتهاء من إجناز بعض االستراتيجيات املدرة للدخل، من مثل “خدمات تطوير األعمال )املشاريع(”، التي تتم جتربتها بالتعاون مع املفوضية األوروبية في محافظة سوهاج. وتنطوي هذه اخلطة على قيام الوكاالت املانحة دوالرا 87( مصريا جنيها 500 في حدود الصغر، متناهية قروض مبنح االجتماعية التنمية وصندوق أمريكيا( إلى أشد األسر فقرا، التي ترسل بناتها إلى املدارس، وذلك من أجل إقامة وتأسيس مشاريع تقدمي إلى تهدف أخرى وثمة خطة لها. العمل فرص وزيادة االقتصادية مكانتها لتعزيز مجتمعية ذ مشروعات س وتنف منح ورأسمال أولي إلى ١0% من أشد األسر فقرا في املناطق احملرومة، لكي تؤسمات امللفتة إنتاجية، وذلك شريطة أن يدعم إيرادها إحلاق البنات باملدارس وإكمالهن تعليمهن. ومن السللنظر لهذه اخلطة أنها تعطي على وجه التحديد أولوية لألسر التي لديها بنات ذات احتياجات خاصة. ويتوقع أن ينطلق هذا املشروع مبساعدة من وزارة الشؤون االجتماعية ووزارة األوقاف الدينية ومنظمات

غير حكومية.

أما برنامج حزم املعونة الغذائية، فهو يعمل بطاقته الكاملة منذ عام 2004 في محافظات سوهاج واملنيا والفيوم، ويبدو أنه يحقق أهدافه التي وضع من أجلها. فالتلميذات والتالميذ الذين يدرسون في مدارس صديقة للبنات في تلك احملافظات الثالث تعطى لهم وجبات جافة5 يومية، فضال عن إعطائهم في املستهدف االنتظام من %80 نسبة استيفاء شريطة أسرهم إلى يأخذونها غذائية حصص املدارس. إن اإلصرار على االنتظام في املدارس أمر مهم ألن التجربة أظهرت للمركز القومي للطفولة واألمومة أن مشكلة الفجوة بني اجلنسني أقرب إلى بقاء البنات على مقاعد الدراسة منها إلى توفير فرص االلتحاق باملدارس لهن بهذه الطريقة، وأن إقناع عامة الناس بإرسال بناتهم إلى املدرسة أسهل التي التموين، حصص وتتضمن هذا البلوغ. سن يصلن عندما منها سحبهن بعدم إقناعهم من ميولها برنامج الغذاء العاملي لألمم املتحدة منذ عام 2004، علب السردين، وعشرة كيلوغرامات من األرز، وجالون زيت لكل أسرة في الشهر6، وتقوم املنظمة غير احلكومية التي تنفذ مبادرة تعليم البنات في

5 تتضمن الوجبات في الغالب وجبة خفيفة منتجة جتاريا كالبسكويت. وفي الدول ذات التقاليد األكثر قوة في مجال العمل اجملتمعي احمللي، كما في بوركينا

فاسو مثال، يعد متطوعون أغذية مطهية لألطفال في مطاعم املدارس. أما اجملتمعات احمللية في مصر، فهي ليست حريصة على إتباع هذه الفكرة وعلى حتمل مسؤولية مبادرة كهذه حتى عندما عرض برنامج الغذاء العاملي عليها تزويد املطابخ عن طريق حتويل غرف من املباني امللحقة باملدارس إلى مطابخ. إن

اقتصار املشروع على ثالث محافظات يرجع إلى القيود التي تفرضها موازنة البرنامج املذكور من جانب برنامج الغذاء العاملي.

)أي 8.7 دوالر أمريكي(. وهو ميثل ثلث متوسط مرتب عامل حكومي. وقد أفاد املسئول ر قيمة هذه احلزمة الغذائية بحوالي خمسني جنيها مصريا 6 تقد

االقليمي التابع لبرنامج الغذاء العاملي أن األسر ال متيل إلى حتويل احلصص الغذائية إلى نقود، وقد سمح بهذا التحويل في بعض احلاالت، شريطة أن ال يصبح هذا التصرف توجها دائما. وتضم كل أسرة في املتوسط خمسة أعضاء.

مصر، في كل محافظة من احملافظات السبع بإدارة تلك احلصص وتوزيعها.7وقد الحظت غالبية الذين متت مقابلتهم أهمية برنامج التغذية لألطفال، زاعمني أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بااللتحاق باملدارس، ليس فقط ألنه يحفز اآلباء واألمهات على إحلاق بناتهم باملدارس، بل أيضا ألن العديد من التالميذ يتسربون من املدارس بسبب نقص التغذية. وتشير دراسات حتديد اخلط املرجعي األساسي، التي أجراها موظفو برنامج الغذاء العاملي، على سبيل املثال، إلى أن أقل من عشرين في املائة من الطلبة الذين ينتظمون في مدارس مبادرة تعليم البنات في مصر في احملافظات التي تستهدفها نشاطات أشارت كما .)2006 العاملي، الغذاء )برنامج كامل صحي إفطار على حصلوا قد املبادرة، املتابعة/املراقبة والتقييم التي نفذها موظفو برنامج الغذاء العاملي واملنظمة غير احلكومية إلى أن انتظام الطلبة في املدرسة يقل عندما ال ينتظم توزيع الغذاء عليهم. وعلى الرغم من التساؤالت التي تثار حول استدامة البرنامج، فإن اخلطط تقضي باستمرار التوزيع في الوقت احلاضر، خاصة في تلك

املناطق التي لم يستقر فيها انتظام الطالب في املدارس بعد.

وقد كان لدى العديد ممن أجريت املقابالت معهم وعيا جتاه مشكلة اآلباء واألمهات، الذين قد يشعرون بأن إرسال بناتهم إلى املدرسة كان مرهونا بتسلمهم أشكاال من املساعدة املادية. وقد أكد معظمهم من جديد أنه عندما شاهد اآلباء واألمهات مدى استمتاع بناتهم بالتحاقهن باملدرسة، أصبح تزويدهم بالغذاء حافزا ثانويا لهم. والحظ آخرون ممن أجريت املقابالت معهم املشكلة التي تتمثل في أن املدارس املشمولة مببادرة تعليم البنات هي التي استفادت فقط من هذا البرنامج، وأن اآلباء واألمهات، الذين يلتحق أطفالهم بنظام التعليم العام في املدارس احلكومية، كانوا يتذمرون ويقولون إنهم أيضا ينبغي

أن يتلقوا املساعدة.

7 تباينت اآلراء حول ما إذا كان هذا الدور مناسبا للمنظمات غير احلكومية .فقد شعر بعضها أن معرفته الوثيقة باجملتمعات احمللية في احملافظة قدمت

للمشروع خدمات مفيدة في مجالي التوزيع الفاعل والرقابة ،وكان لديها مستودعات لتخزين األغذية .وقد ساهمت املنظمات غير احلكومية في تنمية القدرات ،بينما تولى برنامج الغذاء العاملي التدريب على التخزين اإللكتروني واملراقبة والتقييم وهلم جرا .وشعر بعضها اآلخر بأن القوة الرئيسة للمنظمات غير احلكومية تكمن في معرفتها بالشؤون التعليمية ،وأن على منظمة غير حكومية أخرى أن تتولى املسؤولية عن احلصص التموينية .ويجري بالفعل النظر في أحد احللول للمحافظات الثالث التي تشعر فيها املنظمات غير احلكومية بأعباء ينوء بها كاهلها جراء قيامها باملهمتني معا .ويتمثل هذا احلل في تكليف منظمة أخرى مبسؤوليات توزيع األغذية حتى تتفرغ املنظمات غير احلكومية املكلفة بتنفيذ مبادرة تعليم البنات في مصر للتركيز على الشؤون

التعليمية.

73مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر72 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

التعليم النوعي وطرق التدريس في صفوف مبادرة

تعليم البنات |6

75مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر74 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

التحدي املعني “بالنوعية”

مبادرة جنحت كيف السابقة الفصول في رأينا لقد تعليم البنات في بلوغ أهدافها املتعلقة ببناء املدارس وأكثرها املبادرة منجزات أبرز لكن بها. البنات وإحلاق النوعي التعليم توفير أدنى شك، هو دون أهمية، من الذي ال يضمن إتاحة الفرصة للبنات لاللتحاق باملدارس فحسب، بل يضمن أيضا بقاءهن على مقاعدها. وكانت املراحل األولى من املبادرة - التي شهدت قيام فرق العمل التطوعية احمللية وسكرتارية اجمللس القومي للطفولة معها والتواصل احمللية اجملتمعات بزيارة واألمومة ميدانيا لفهم أسباب عدم التحاق البنات باملدارس – قد كشفت النقاب عن أن املدارس والفصول كانت متوافرة، في بعض احلاالت، ولكن زخم العرض كان ضعيفا إلى درجة أن الطالبات فقدن الدافع لالنتظام في الدراسة. الكثير وركز بالطالبات، مزدحمة كانت فالصفوف دون من غيبا )احلفظ م الص على التدريس من طرائق فهم(، وكانت املعلمات متسلطات بل كن قاسيات )أو كان املعلمون قساة متسلطني(، ولم يبذل الكثير من اجلهود لبناء منهاج أو جسور أخرى بني املدرسة، واملنزل

وباقي عناصر اجملتمع احمللي.

على والثامن السابع والفصالن الفصل هذا ز ويركالبنات تعليم مبادرة بذلتها التي قة املنس اجلهود ومعقولية جاذبية أكثر تعليمية تربوية جتربة لتوفير املبادرة حتقيق ذلك عن طريق بكثير. ولقد استطاعت التركيز على ثالثة عوامل رئيسة وتأسيسية ألي عرض لتوفير التعليم النوعي، وهي على وجه التحديد: طرق واملشرفات رات امليس تدريب في واالستثمار التدريس،

وفي الرصد والتقومي.

الصفوف الصديقة للبنات

في للبنات الصديقة الصفية الغرف إلى الزيارة تعد مصر جتربة فريدة بحد ذاتها. وبالرغم من الفقر املادي للبيئة التي تقع فيها املدرسة، إال أن التدريس هنا يثير، بالنسبة إلي، ذكريات لبعض أفضل طرق التدريس التي

)والتالميذ( في سن 6 سنني إلى ١4 سنة. وقد وجدت على املعدل، في عموما، حتتوي زرتها التي املدارس أن الصفية القاعة في مستويات ثالثة إلى مستويني مبادرة تنفيذ الرابعة منذ السنة ذلك في ذاتها. كان تعليم البنات. إذ يتم قبول التلميذات )والتالميذ( كل يكون قد املدرسة أن يتذكر أن املرء على ولكن عام، لديها في عام 2006، على سبيل املثال، بنات أكبر سنا يخضن التجربة األولى في التعلم في املدرسة، وبنات الثالث. أو حتى الثاني الدراسي العام في أصغر سنا ن إن استخدام األثاث املتحرك يعد شيئا مهما ألنه ميكمن تشكيل اجملموعات في الزوايا األربع من غرفة الصف حسب مجاالت املنهاج، كاللغة، والفنون، والرياضيات

والعلوم، والتربية املدنية والدينية، على سبيل املثال.

أهمية املصادر التعليمية

عادة ما تكون الغرف الصفية مضاءة جيدا وحتتوي على مساحات جيدة التهوية ، وجدران مطلية بألوان فاحتة بالترحاب والدفء. ويوجد في مما يضفي عليها شعورا اجلهة اخللفية من غرفة الصف مجموعة من الدواليب لتترك تلميذة لكل خانة تخصص حيث خانات بها فيها كل ما يخصها من الكتب، وأوراق العمل، والرسوم وأقالم الرصاص واأللوان، حيث إنه ال يفرض، في العادة، على التلميذات )التالميذ( القيام بأي واجب مدرسي في املنزل، وال يضطر األطفال بالتالي إلى أخذ ما يخصهم فإن السبب، ولهذا املنزل. إلى التعليمية املواد من احلقائب املدرسية التي حتمل على الظهر والتي تتبرع خفيفة احلاالت، من كثير في الراعية الشركات بها الصفية الغرف جدران وتغطي احلمل. وسهلة الوزن اللوحات وامللصقات واملصادر التعليمية املصنوعة في املنزل، والتي تعرض ما ينجزه األطفال من أعمال. وتؤدي تلك املصادر دورا مهما في مدارس مبادرة تعليم البنات، مع التركيز على مفهوم الصداقة مع البيئة من خالل يصنعها التي واملنتجات الطبيعية املوارد استخدام بطريقة تدويرها إعادة خالل ومن املنزل في اإلنسان قائالت: واعتزاز بفخر رات امليس أخبرتني لقد خالقة. “إننا ال نرمي أي شيء أبدا، وهناك الكثير مما يثبت هذا

االدعاء ويؤيده في داخل غرفة الصف، حيث متتلئ الغرفة والورق والورق، القصدير، باستخدام ة فذ بابتكارات املصنوعة من حبوب واحلروف واألرقام والصور، املقوى، تقع أن ميكن ما وكل والفول والبذور، والذرة، القمح، عليه أيادي الكبار واألطفال. وال توجد أية مراكز ملصادر التعلم على مستوى احملافظات أو املراكز في مصر ، ولذا من امليسرات عليها يحصل تدريبية دورات بإستثناء امليسرات األمومة، تضطر و القومي للطفولة اجمللس يصبحن مكتفيات لكي أنفسهن، على االعتماد إلى املنتجة على التعليمية الوسائل ندرة ذاتيا، في ضوء

نطاق جتاري.

باملعروضات مليئة زرتها التي الصفية الغرف وكانت التي تظهر املعلومات الشخصية عن األطفال، وسجل تقوم التي األسبوعية أو اليومية والواجبات احلضور، بها كل تلميذة )تلميذ(، والبطاقات التي تعرض سريعا التعلم. تبرهن على حدوث التي وامللصقات تخبأ، ثم )التالميذ(، التلميذات عند التذكر عملية ولتيسير الكرتونية، ديزني وشخصيات اخلرائط، عرض مت فقد املصرية، الشعبية احلكايات من أخرى وشخصيات الدمى، مثل األبعاد، الثالثية التعليمية والوسائل واألقنعة املصنوعة من مواد بيئية محلية ، واجملسمات، وحتتوي املقوى. الورق من املصنوعة التلفزيون وأجهزة “مراكز بتعبير يسمى ما على عادة الصفية الغرف تتدلى من التي العمل وأوراق بالكتب، املزودة التعلم” جيوب خاصة معلقة على اجلدار، باإلضافة إلى املصادر بها تبرعت التي املصورة املوسوعات مثل التعليمية، شركة “أباتشي APACHE” واجمللس القومي للطفولة إجراء في املصادر تلك األطفال ويستخدم واألمومة. فيما امليسرات تقترحها التي املواضيع عن البحوث تلك عن أو املنهاج، يقتضيها التي باملهمات يتعلق التي ترغب فيها التلميذات )والتالميذ( أو يكون لديهن غرفة كل في سبورة وتوجد عليها. لالطالع فضول على يتركزان ال التعلم أو التدريس ولكن صفية، من الكثير وفي بعد. فيما سنالحظ كما السبورة لنساء مصريات شهيرات توجد صور/رسوم الصفوف

شاهدتها متارس في املدارس االبتدائية في أجزاء عديدة من الدول النامية والدول املتقدمة. وهذا كله هو األكثر إثارة لإلعجاب؛ ألن املساعدات املهنيات هن اللواتي يقدن شابات إنهن للبنات. الصديقة املدارس في الصفوف حاصالت على مستوى التعليم املتوسط، ولم يحصلن على شهادة جامعية أو حتى دبلوم في التعليم، بل إن كل ما توافر لهن هو حضور دورات تدريبية قصيرة قبل اخلدمة وأثناء اخلدمة، نظمها اجمللس القومي للطفولة انتقاؤهم مت الذين املستشارين من وفريقه واألمومة اخللفية هذه أن فمع الحقا، سنبني وكما بعناية. التربوية التعليمية والدورات التدريبية احملدودة قد أثرت أنها إال التعليم، من العرض جانب نوعية على فعال التعلم بتطبيق األمر يتعلق عندما كعقبة تظهر ال املستند إلى النشاطات، الذي يعتبر جوهر التعليم في املدارس الصديقة للبنات، وهو في الوقت ذاته التعلم التعليم واملعلمات في مدارس املعلمون الذي ما فتئ تلقوه من مما الرغم العام يخفقون في تطبيقه على

إعداد مهني متخصص في كليات التربية.

البنية املادية

من الضروري أن نقدم وصفا للبنية املادية لغرفة الصف قبل أن نبحث في طرق التدريس املستخدمة فيها.

املدارس الغرفة الصفية في تبلغ مساحة العادة، في الصديقة للبنات، عموما، حوالي 57 مترا مربعا، وهي زة مبقاعد وطاوالت، شكلها شكل شبه املنحرف، مجهوهي متحركة لكي تتيح تكوين أشكال مختلفة من تطبيق لتسهيل )والتالميذ(، التلميذات جلوس طرق وبخاصة التعليمة، النشاطات من واسع طيف العمل مجموعات طريقة وتعد العمل. مجموعات تستند املتبعة التدريس طرائق ألن ال جدا، مهمة حيث والتفاعلي، النشط التعلم إلى كبير، حد إلى تتناول عمل فرق ضمن )والتالميذ( التلميذات تعمل البديهي من ألن أيضا بل مشاريع مختلفة فحسب، صفية بيئات هي الواحد الصف مدارس معظم أن متعددة املستويات ومتعددة القدرات تعنى بالتلميذات

77مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر76 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

ذلك، امليسرات ميتلك سيارات. وعالوة على – من وجد من الصعب، في بعض األحيان، التنقل بني قرية وأخرى يكون أخرى أحيان وفي العاصف، الطقس بسبب باملستحيل أشبه أمرا النائية اجملتمعات إلى الوصول ألن الطرق الترابية تتحول إلى برك من الطني. إن انتقاء وصولهن يضمن نفسها القرية امليسرات من سكان فإن ذلك، إلى وإضافة احملدد. املوعد في املدرسة إلى تعليم مبادرة أن يعني القرية من ميسرات توظيف البنات تخلق فرص عمل في مناطق محرومة اقتصاديا، نتيجة أية إلى فيها التعليم في االستثمار يؤد لم أنها على امليسرة عمل إلى وينظر للنساء. وبخاصة وظيفة جيدة نوعا ما، تدر عليها راتبا معقوال ومكانة فرص خلق آفاق ساعدت وقد القرية١. في محترمة إيجابية ومواقف توجهات إيجاد على اجلديدة العمل التعليم وجتاه بخاصة للبنات الصديقة املدارس جتاه

بعامة.2

املنهاج الدراسي

التعليم منهاج البنات تعليم مبادرة مدارس تدرس التربية وزارة مدارس تدرسه الذي نفسه، االبتدائي والتعليم، مع وجود فرق بينهما وهو أن مدارس املبادرة النشط، التعلم أسلوب يناسب لكي املنهاج توائم م تفاصيل امليسرات )سنقد تدريب من كبيرا قدرا وأن

جنيها ١29 مقداره راتب على اجلامعية الشهادات حملة من امليسرات حتصل ١

مصريا )أو 22.6 دوالر أمريكي(، فيما حتصل نظيراتهن من حملة املؤهالت املتوسطة على 98 جنيها مصريا )أو ١7.2 دوالر أمريكي(. ويقارب هذا املبلغ ما يتلقاه معلمو تعليم مبادرة ميسرات حصول دون من ولكن والتعليم، التربية وزارة ومعلمات البنات على فرصة التثبيت في اخلدمة )األمن الوظيفي(، حيث تتعاقد املنظمة غير احلكومية املنفذة معهن ملدة ستة أشهر، ويتم جتديد العقد على أساس غير محدد. للتأمني امليسرات تأهل عدم أهمها السلبيات بعض على التعاقد هذا وينطوي الصحي، وأيام العطلة غير مدفوعة األجر. لكن ما يخفف حدة هذا القصور هو أن معظم مدارس مبادرة تعليم البنات تنظم دورات مدرسية صيفية ما بني منتصف يونيو/حزيران ونهاية أغسطس/آب وثالثة أيام أسبوعيا من التاسعة صباحا وحتى

منتصف النهار.

ممن مجموعة قامت حيث البداية، في املصاعب بعض إلى أيضا ذلك أدى لقد 2

تقدمن بطلبات لشغل وظيفة ميسرة ولم يتم اختيارهن، بتقدمي شكوى إلى أحد احملافظني، مما اضطر كوادر اجمللس القومي للطفولة واألمومة إلى تبرير كل عملية على للتأثير أخرى جهود بذلت أخرى، حاالت وفي امليسرات. اختيار عمليات من ومع والتأثير. الواسطة ومتارس تقيم عالقات جيدة أسر االختيار من خالل عملية ذلك، ومبرور الوقت، فقد أكسبت شفافية اإلجراءات املتبعة وعدالتها كوادر اجمللس

القومي املصداقية، مما تسبب في تراجع الشكاوى والضغوط على حد سواء.

العلوم في ألنفسهن أسماء وصنعن بلدهن، خدمن مميزة إجنازات حققن أخريات ونساء واآلداب، والفنون من الرجال على حكرا كانت التي اجملاالت اختراق في الناحية التقليدية، مثل الهندسة والطيران. وتوجد أداة البوق )مثل الصفوف العديد من في أيضا موسيقية التقليدي )الطنبور( املصنوع من علب القصدير املعاد تدويرها( ومسجل أشرطة سمعية، وجهاز حاسوب في بعض احلاالت. وحتتوي بعض الصفوف أيضا على مراوح احمللي اجملتمع من بها متبرع تكون ما غالبا سقفية، الصفوف كانت لقد والتعلم. التربية جلنة أعضاء أو )التالميذ( التلميذات كانت ما وكثيرا عموما نظيفة يساعدن في احملافظة على نظافتها. وتلحق بالصفوف وتتم عنها، مفصولة ولكنها مياه مراحيض/دورات صحية حالة في وإبقائها نظافتها على احملافظة سليمة متاما. وتعلق على أحد جدران كل غرفة صفية

حقيبة إسعافات أولية.

رات الصفوف في مبادرة تعليم البنات ميس

نالحظ وهنا الصف. بإدارة امليسرات من اثنتان تقوم اتساق لضمان املبادرة تبديه الذي االهتمام مدى الفلسفة التي تستند إليها جميع النشاطات املتعلقة من عادة امليسرات وتنحدر للبنات. الصديق بالتعليم يعتبر معيار وهو ذاتها، األم القرية أو نفسه النجع يسمحون فاألهالي املبادرة. سمات من مهمة سمة )وليس املدرسة ال ألن امليسرات إلى بالذهاب لبناتهم بل فحسب، بالتدريس يقمن اللواتي هن امليسرين( لدى واملعروفات الثقات النساء من امليسرات تلك ألن األهالي، وألنهن أيضا يراعني بدورهن حساسية اجملتمع اجملتمعات بعض فإن الواقع وفي وخصوصيته. احمللي مع لديها معروفات غير ميسرات وجود تقاوم احمللية أنها مسألة تختلف من جنع إلى آخر، حيث يعتمد ذلك

على مدى تعود أهالي تلك النجوع على لقاء الغرباء.

فيها تقع التي نفسها القرية من امليسرات كون إن – تردد دون املشرفات من – كما أشارت املدرسة يعني “أنهن يعشن مشكالت اجملتمع احمللي” وميارسن “احلياة

مع ذاته االجتماعي والتفاعل نفسها االجتماعية اجملتمع احمللي”. ويستطعن بسهولة أكبر تعبئة اجملتمع يعتبرن امليسرات وألن املدرسة. لصالح وموارده احمللي احلقيقة هذه فإن جملتمعاتهن، ومفيدة نافعة عناصر

ا إضافيا. زا مهم تصبح عامال محف

لقد قدم لنا الذين متت مقابلتهم الكثير من الروايات املوجزة إلظهار عنصر احلكمة في اختيار امليسرات من تلتحق فلم املدرسة. فيها تقع التي عينها القرية املثال، سبيل على سوهاج، محافظة مدارس بإحدى والثالثني الستة التالميذ بني من تلميذة 20 سوى للبدء بامليسرات حدا مما فيها. ينتظمون كانوا الذين اللواتي البنات بزيارة منازل بتحري أسباب ذلك، وقمن الفقر أن امليسرات واكتشفت باملدرسة. يلتحقن لم إرسال من األهالي منع الذي األساس السبب هو بناتهم إلى املدرسة، حيث لم يكن لدى الكثير منهم في ملساعدتهن لبناتهم األحذية لتوفير اإلمكانية الذهاب سيرا على األقدام إلى املدرسة، مما سبب لهم امليسرات قررت ذلك، على وبناء اخلجل. من الكثير العمل على حشد املساعدة من األسر األقل فقرا في القرية، مما مكن بعض البنات من العودة إلى املدرسة. وقد علقت مشرفة محافظة سوهاج على هذا املوقف قائلة: “كلتا امليسرتني كانتا كالسكان األصليني. لقد أين وإلى به، القيام ينبغي الذي العمل بدقة عرفتا

هن في طلب املساعدة وماذا يقلن.” يتوج

وفي مدرسة أخرى، انقطعت إحدى البنات عن الذهاب الثالثة عشرة، الفتاة في إلى الصف. لقد كانت تلك األمر ومتميزة. بذكائها، وجميلة جدا وكانت معروفة رتني( )امليس امليسرات نفوس في الدهشة أثار الذي استمتعت حقا قد الفتاة تلك أن يعرفن اللواتي كن البنت تلك والدي زيارة رات امليس فقررت التعلم. في تقدم خلطبتها. قد أبناء عمومتها أحد أن واكتشفن وبعد نقاش طويل، متكنت إحدى امليسرات، التي كانت والديها إقناع من الفتاة، أسرة من قرابة صلة على فوافق الكبرى. األخت إلى الزواج مشروع بتحويل

االنتظام من الصغرى األخت ومتكنت البنت، والدا محافظة في أيضا أخرى مدرسة وفي املدرسة. في سوهاج، بدأ العديد من البنات في عمر ١3 و ١4 سنة بالتسرب من املدرسة، وبدا جليا على الفور أن السبب في أهاليهن ورغبة البلوغ، سن بوصولهن يرتبط أحد يعتبر الغفير أن امليسرات عرفت لقد تزويجهن. يحظى رأيه وأن احمللي، اجملتمع في الطبيعيني القادة باالحترام فيه. فتوجهت امليسرات إليه وطلنب منه أن الغفير، ن متك وقد املوضوع، حول األهالي إلى يتحدث في واقع األمر، من إقناع بعض األسر بالسماح لبناتها

بالعودة على املدرسة.

عملية في تدخل عملية اعتبارات أيضا وهناك متثل نسبيا البعيدة القرى من فاملواصالت االختيار. للطفولة القومي للمجلس معيقة إضافية كلفة واألمومة، إذا ما أخذنا بعني االعتبار أن عددا قليال – إن

معايير اختيار امليسراتيجب أن تستوفي امليسرة املعايير التالية:

أو جامعية شهادة على حاصلة تكون أن ١ .دبلوم.

من أو اخملتارة القرية سكان من تكون أن 2 .سكان إحدى القرى احمليطة بها.

أن تخضع الختبارات في الشخصية واللغة 3 .واملعرفة العامة.

( سنة. أن تكون في الفئة العمرية )١8-35. 4الشهادات مثل املطلوبة الوثائق تبرز أن 5 .والهوية اخلبرة وشهادات األكادميية

الشخصية، .. الخ.أن تتحلى بالسمعة الطيبة وأن يكون لها 6 .

عالقات جيدة مع أهالي القرية.ونفسية/عقلية بدنية بصحة تتمتع أن 7 .

جيدة.

79مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر78 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

الالزمة املهارات لتطوير يكرس بعد( فيما التدريب تعليمية متواليات إلى املنهاج محتوى لتحويل في األفضلية وتعطى التجارب. على تقوم متتابعة تلك املتواليات إلى اجملال والتسلسل أو التتابع بطرائق تضمن استمرارية التركيز املنظم هيكليا حول األفكار الكتب املبادرة مدارس وتستخدم واملترابطة. الفعالة املدرسية نفسها املعتمدة في مدارس التعليم العام مها تصم التي إليها، النشاطات أوراق إضافة مع يدرسنها. التي الصفوف احتياجات لتلبية امليسرات ال البنات تعليم مبادرة مدارس فإن ذلك، على وبناء تبتعد عن مسار مدارس التعليم العام، ولكنها تعمل حتقيق إلى املبادرة مدارس وتهدف لها، مواز بشكل

مدارس تسعى التي نفسها ونتائجه التعلم أهداف التعليم العام إلى حتقيقها، ولكن باتباع طريقة تدريس مختلفة، مما يحفز نظام املدارس احلكومية لكي يرتقي تعليما وليصبح النوعية، من أفضل مستويات إلى صديقا للبنات. وغني عن القول إن أسلوب املبادرة هذا النظام في املبادرة إدماج ألغراض مهمة مضامني له التعليمي املصري ككل، ومتكني تلميذات )تالميذ( مبادرة العام التعليم إلى مدارس االنتقال البنات من تعليم وتشجيع التبادل املثمر بني املدارس احلكومية واملدارس

التابعة للمجلس القومي للطفولة واألمومة.

التقييم

يتم رصد مدى تقدم تلميذات )تالميذ( مبادرة تعليم البنات من خالل التقييم املستمر واملوثوق به مللفاتهن، حيث ينصب التركيز على الطالبات )الطالب( مبقارنة أنفسهن بالقدرات الكامنة لديهن بدال من الدخول في عملية تنافس محموم مع زميالتهن )وزمالئهن( في الصف. وتواظب امليسرات على حفظ املعلومات اخلاصة بالتلميذات )والتالميذ( تفاصيل على امللف ويحتوي اجملتمع. مدارس مشروع من مستوحاة وتقييم متابعة مناذج على حتتوي ملفات في الكتابية وغيرها. ويتم حث الفنية واملهارات التي تثبت اإلجنازات حول املعلومات الصحية واالجتماعية، مع األدلة )والتالميذ(، التلميذات انحدرت منها التي البيئة مبا يستجيب خلصوصية امللف مواءمة محتويات امليسرات على ويتم إرسال سجالت رصد التقدم إلى أولياء األمور إما خطيا وإما شفهيا. وتخضع تلميذات )تالميذ( مبادرة تعليم البنات الختبارات شهرية باإلضافة إلى التقييم املستمر، واالمتحانات التجميعية “Summative” في نهاية الفصل الدراسي، التي تعقدها وزارة التربية والتعليم جلميع مدارسها. ومن املثير لالهتمام إلى حد كبير، أن تلميذات )تالميذ( والتعليم التربية وزارة توازي، بل تفوق أحيانا، ما حتققه قريناتهن في مدارس نتائج طيبة التعليم يحققن مبادرة مصححو أوصى حيث والتعليم، التربية وزارة مشرفي/مشرفات من العديد يتوقعه لم إجناز وهو احملافظات، في االمتحانات، في بداية األمر، بالتساهل مع أولئك التلميذات )التالميذ( ، مفترضني أنهن لن يستطعن التعامل مع أساس إلى يفتقر االفتراض هذا أن واتضح منها. التي جئن الضعيفة اخللفية االعتبار في األخذ عند االختبارات يستند إليه، وأن التساهل في التصحيح )تقدير الدرجات( ليس ضروريا. فقد جنح 95.65% من الطالبات و93.65% من

الطالب في اختبارات عام 2006/2005.

تنظيم اليوم الدراسي

استقاللهن وحتقيق أنفسهن إدارة على )والتالميذ( التلميذات بطرق تشجع واملنهاج الدراسي اليوم تنظيم يتم في أسلوب التعلم، استرشادا باملنهجية املتبعة في مدارس اجملتمع. ويتم تنظيم عملية التدريس حسب “جدولة الوحدات الدراسية block scheduling” لتيسير تعليم منهاج متكامل، وهو حتول عن التدريس “املستند إلى املادة ،”topic-based الشائع تطبيقه في مصر، وتنب للتدريس “املستند إلى املوضوع الدراسي ”subject-based الدراسيةأو الثامنة والنصف الدراسي عادة في الساعة اليوم ز على النشاطات وليس على املعلم. يبدأ املرك التدريس وهو مجموعات في الصف داخل تنظيمهن يتم التلميذات أن إلى آنفا أشرت ولقد البنات، بوصول صباحا التاسعة الدراسية( )املادة الدراسي اجملال اختيار التلميذات من يطلب الصف، إلى دخولهن ولدى املنهاج. مجاالت حسب الذي يرغنب في دراسته في ذلك اليوم. ويتم االختيار بوضع بطاقة االسم على “شجرة املنهاج” التي تستخدم أيضا التأكد من قيام األطفال التلميذات/التالميذ من أجل لرصد احلضور والغياب. وحتتفظ امليسرات بسجل الختبارات )التلميذات والتالميذ إن وجدوا( بتغطية مجاالت املنهاج كافة وأن ال يقوموا بالتركيز دوما على مادة اللغة أو مادة

الرياضيات مثال.

النشاط األول في اليوم الدراسي هو “حتية العلم”. ويهدف هذا النشاط إلى تقوية روح اجلماعة، ويليه فترة التوجيه كمقدمة لبدء عملية التعلم الرسمية بحيث يطلب إلى األطفال االنتقال من جو احلركة والنشاط خارج الصف إلى البيئة الصفية، لالستعداد بدنيا وذهنيا لليوم الدراسي. وفي بعض الصفوف التي شاهدتها، تطلب امليسرات من التلميذات )التالميذ( اجللوس على شكل حرف “U”، وحتثهن على الدخول في نقاش حول أحداث أو قضايا معينة في القرية. ثم تقوم التلميذات )التالميذ( بالتخطيط للنشاطات التي سيقومون بها من خالل اجملموعات، وتساعد

81مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر80 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

امليسرات في انتقاء املواضيع حسب أهداف املنهاج على مستوى اجملموعات. ويختار الطلبة قائدا/قائدة لكل مجموعة، اإلمكان قدر األدوار لتبادل ويبذل كل جهد ممكن للمجموعة. دوره/دورها كقائدة للداللة على يرتدي/ترتدي وشاحا ليحصل كل تلميذ/تلميذة على فرصة القيام بدور قائد/قائدة اجملموعة. ومن حيث املبدأ، يتبادل األوالد األدوار أيضا. ولكن في الصفوف التي شاهدتها، كان قادة اجملموعات كلهم من البنات. وعلى أية حال، فإن عدد األوالد القليل ووعي امليسرات بقضايا النوع االجتماعي يساعد في ضمان عدم مبالغة البنات في السيطرة على أجندات العمل أو احتكار االستفادة من املعلمات أو من املصادر التعليمية.3 ثم تقوم اجملموعات بأداء املهمات املطلوبة منها، من خالل ما يعرف احلاجة الدعم حيثما وعندما تستدعي لتقدمي امليسرات بني اجملموعات تتجول التعلم” حيث زوايا باسم “حصص إلى ذلك، ولكي يتأكدن أيضا من توافر املصادر أو املواد املطلوبة التي حتتاج إليها كل مجموعة لتصل إلى هدفها. وتتضمن هذه املواد املقصات واألوراق واأللوان وغير ذلك. مع أن التلميذات )التالميذ( يستطعن طبعا مغادرة مقاعدهن

وجلب املصادر التي يحتجن إليها من مراكز التعلم.

أعمالها. نتائج في كلها اجملموعات تتشارك لكي األخرى اجملموعات أمام عملها ذلك بعد مجموعة كل وتعرض ع زميالتها وزمالئها على طرح وتقوم إحدى التلميذات )التالميذ( بإدارة جلسة عرض أعمال اجملموعات كلها، وتشجاألسئلة، وتقودهم نحو طرح أسئلة على مستوى أعلى يتطلب املزيد من التفكير والبحث. ويتم تشجيع التلميذات )التالميذ( على تقومي جهود زميالتهن وزمالئهن بطريقة بناءة. ويتبع تلك العروض عدد من األنشطة املوجهة، حيث تتعرض التلميذات )التالميذ( من خاللها مرة أخرى إلى االنخراط في بحث يستند إلى موضوع معني، ونقاش ذلك املوضوع وتقدمي عرض عنه. ويتخلل تلك األنشطة تنظيم بعض التمارين البدنية واأللعاب لتكون مبثابة االستراحة للتلميذات )والتالميذ(. ومن حيث املبدأ، ومع أن العضوية في اجملموعات مرنة ومفتوحة جلميع التلميذات )التالميذ(، هة. فعندما يحتوي الصف على أوالد، يتم إال أن تنظيمها يتم حسب مستويات الصفوف بالنسبة للنشاطات املوجتوزيعهم على مختلف اجملموعات. وتسمى اجملموعات بأسماء الفواكه عندما يتم توزيع التلميذات )التالميذ( على اجملموعات حسب القدرات، مثل “مجموعة البرتقال” و”مجموعة املوز”، وذلك لتجنب التنابذ باأللقاب. وتبذل قصارى اجلهود من أجل قيام التلميذات )التالميذ( بأدوار مختلفة يوميا، وبحيث يتعلمون أداء أدوار قادة زوايا التعلم، ومقدمي العروض، واملقيمني، وصانعي املصادر التعليمية وغير ذلك. وتفسح مثل هذه األدوار واملسؤوليات اجملال أمام توافر فرص

إضافية لتطوير املهارات القيادية.

ويصل اليوم املدرسي إلى نهايته في الساعة الثانية والنصف أو الثالثة )باستثناء الدوام في شهر رمضان حيث تغادر التلميذات )التالميذ( إلى بيوتهم في منتصف النهار( بحيث ينتهي اليوم بلعبة جماعية، ويغادر الطلبة بعد التأكد العناية باحلديقة في حالة وجود حديقة في املدرسة. وتبقى البنات أيضا في من نظافة الصف وترتيبه. وتساعد رات في املدرسة مدة ساعة إضافية لتقومي أعمال اليوم والتخطيط للمستقبل. ويتم التخطيط يوميا بالرجوع امليسالتعلم. أهداف حتدد والتي والتعليم، التربية وزارة قبل من املوضوعة للوحدات والفصلية الشهرية اخلطط إلى وتنظيم التعلم زوايا زاوية من األنشطة اخملصصة لكل ومناقشة األسبوع، أهداف لوضع أيضا امليسرات وتلتقي تقسيم العمل. وكذلك تقوم امليسرات بالتخطيط بعناية لوضع االستراتيجيات التصحيحية/العالجية لبطيئي التعلم واللذين يواجهون صعوبات في التعلم. كما يقمن بإعداد املزيد من املصادر كأدوات تعلم للتالميذ، مع ضمان

3 في احلقيقة، فإن عددا قليال من األوالد يلتحقون باملدارس الصديقة للبنات. وقد خلصت دراسة لتحديد خط األساس املرجعي، أجراها برنامج الغذاء العاملي عام 2006 إلى وجود

ل تلك النسبة 5% فقط من العدد الكلي للطلبة التي 96 طفال من األوالد ملتحقني بنسبة 3١% من مدارس مبادرة تعليم البنات في محافظة املنيا، على سبيل املثال. وتشكحتتضنهم مدارس تعليم البنات.

رات جميع النشاطات التي يقمن بها في سجل تتابعه املشرفة توفير تعلم مركز يبعث على البهجة. وتدون امليسق، وتستخدمه كأساس لكتابة تقرير يبني اجملاالت التي ميكن حتقيق تقدم فيها. باستخدام قائمة حتق

في الصفوف التي يكون فيها نظام التعلم متكامال بشكل جيد، فإن التركيز على حتمل األطفال مسؤولية التعلم الذاتي تتيح الفرصة لهم لكي يغطوا اجلزء األكبر من اليوم الدراسي إذا ما تخلفت امليسرات عن احلضور إلى املدرسة بداعـي املـرض، أو إذا ما حــال الطــقس العــاصف أو املواصـالت دون وصولــهن إلى املدرسـة إن كـن من جنــع

آخـر أو من قرية أخرى.

األهدافتهدف كل وحدة إلى تعزيز ما يلي:

اإلطار الزمني الوحدة التعليمية

القيادة، واالنضباط، والشعور باالنتماء وروح اجلماعة ١٠ دقائق حتية العلم

املشاركة، والتواصل، واملنطق، وأساليب حل املشكالت،

والقيم، وحرية التعبير ومهارات إجراء احلوار١٥-٣٠ دقيقة التهيئة

القيادة، واإلبداع وحتديد األهداف، واالعتماد على الذات،

واالنضباط وصناعة القرار والتقومي٣٠ دقيقة التخطيط

املشاركة، والتحدث أمام اجلمهور، وحرية التعبير، وتقبل النقد، والقيادة، واحلوار والتعلم

٣٠ دقيقة عرض أعمال اجملموعات وتقوميها

الصفاء/الهدوء النفسي، واملرح، واللياقة البدنية، والعمل اجلماعي، وتطوير الذكاء امللموس

٥ دقائق للنشاط األول ثم ١٥-٣٠ دقيقة

للنشاط الثاني

األنشطة البدنية (األول والثاني) (تتخلل األنشطة املوجهة)

املسؤولية االجتماعية، والتطوعية، والتعاون، والشعور باالنتماء

١٠ دقائق النظافة

اإلبداع، والعمل اجلماعي، واملثابرة، واالعتماد على الذات

وتطوير املهارات الذهنية (الذكاء)، واستيعاب التجارب

واملعرفة، واملرح، واالنضباط واالهتمام باآلخرين

٧٥ دقيقة زوايا التعلم

التعلم الذاتي، ومهارات اإللقاء، والتعايش مع اآلخرين، واكتساب اخلبرات، وتثقيف األقران، ومهارات البحث،

وااللتزام، واإلبداع، والعمل اجلماعي والقيادة٤٥ دقيقة لكل نشاط

األنشطة املوجهة (األول، الثاني، والثالث)

التخطيط، والتقومي، والرصد واملتابعة، واحلوار، والنقد واملشاركة، وتعديل اخلطط والتفكير والتأمل،

واالحترام، والتعاون، واإلبداع، واالنضباط والتفهم.٦٠ دقيقة اجتماع امليسرات

83مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر82 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

مع ودي بشكل يتجاوبن التلميذات أن الواضح من في يوميا ميارسنها التي واالهتمام الرعاية أخالقيات الفيوم، محافظة في الصفوف إحدى وفي حياتهن. أرتني امليسرات ورقة التقومي التي أعطتها للتلميذات لتعبئتها. وكانت إحدى اإلجابات تقول: “أحب أن أحاور معلمتي”، األمر الذي حدا بشخص يرافقني ألن يتمتم نظام في عادة نسمعها ال كلمة “هذه بحزن: قائال التعليم املصري”. وأوضح آخر قائال: “لديك اآلن مؤشر آخر على النجاح: لقد أصبحت البنات أرواحا حرة يعبرن

عن أنفسهن بطريقة تنم عن هذه الثقة بأنفسهن.”

قد امليسرات أن شاهدتها التي اجللسات أظهرت استوعنب عموما عملية االنتقال من طريقة التدريس وأساليب أكبر، بدرجة تفاعلي إلى أسلوب التقليدية وفي األنشطة. إلى كلها تستند تعلمية تعليمية الواقع، فإن هذا النهج “اجلديد” في التدريس قد تسبب في بداية تطبيقه في خلق نوع من التشويش والقلق امليسرات إحدى قالت السياق، وفي هذا األهالي. لدى من محافظة اجليزة: “لم يدرك األهالي، في بادئ األمر، ما الذي كنا نقوم به مع األطفال، فقد كانوا يرسمون اآلن األطفال يروا األهالي لكن الوقت، طوال ويلعبون األساليب من يقلقون يعودوا فلم ويكتبون، يقرؤون احللقات احتوت لقد التدريس”. في نتبعها التي “مقطوعات على شاهدتها التي املتتالية التدريسية استماع” قصيرة املدة، وقضى األطفال معظم الوقت يديرون )التالميذ( التلميذات كانت التي األعمال في بتنظيم املعلمة إلى حد كبير، بدال من قيام فقراتها إلى مييل املعلم على ز املرك فالتعليم بصرامة. ذلك ثم “استمع مثل بعبارات تتصف أمناط على التأكيد املعلم ه يوج حيث اعمل”، ثم استمع ثم استمع ففي الصف. في الطلبة جميع إلى حديثه معظم النموذج التقليدي للتدريس، عندما يتعامل املعلم مع إما مستمعني الصف باقي طلبة يظل الطالب، أحد بانتظار دورهم. وهذا في كثير من األحيان، يفقد وإما الطلبة فرص التعلم، ويجعلهم يخفقون في متابعة هذه من أيا أحلظ لم إنني طويلة. لفترة مهمتهم

طرق التدريس املستخدمة

بهيج بشكل معا العناصر هذه كل تضافرت شاهدتها التي املتتالية التدريسية احللقات لتشكل التي السياقات في سيما وال الصفية، زياراتي خالل التعامل في مسبقة خبرة للميسرات فيها توافرت أكبر ثقة أكسبهن مما املستخدمة األساليب مع بأنفسهن. وها هي الغرف الصفية التي تبذر فيها بذور عن التعبير على األطفال ع يشج حيث الدميقراطية: أفكارهم واحتياجاتهم بصراحة وأمانة ودومنا خوف من أو الرفض. ويتم قبول التلميذات على حالهن، الرقابة وهذه حقيقة مت رصدها بطريقة رمزية جميلة من قبل للبنات تسمح إنها لي: قالت التي امليسرات إحدى تعتبر ذلك: أردن إن اليسرى اليد باستخدام بالكتابة الكتابة باليد اليسرى، من الناحية الثقافية، أمرا غير اليسرى غير مقبولة، اليد العادة، ألن به، في ب مرحوجتبر بعض مدارس التعليم العام طلبتها على التحول

إلى الكتابة باستخدام اليد اليمنى.

ه التعليم اعتقاد مفاده أن األطفال هم متعلمون يوجبالفطرة، وأن دور امليسرات هو التقدمي املشترك لألنشطة األطفال من يطلب التي املشكالت إلى املستندة حلها باالعتماد على طيف واسع من مجاالت املعرفة وبطريقة شاملة وناقدة وخالقة. وينصب التركيز على “التعلم املستند إلى الواقع”، وحل املشكالت، والبحث والتعلم احلوار، خالل من وجماعيا، فرديا احللول، عن تلميذة كل إلى وينظر األقران. خالل من التعاوني )تلميذ( على أنها متتلك القدرة على التعلم، ويعزز هذا وعلى املتعدد الذكاء نظريات على التدريب االعتقاد

االستنتاج واالستدالل.

يعتبر التفكير الناقد والتفكير اإلبداعي النموذجني أو النقد إذ يتم توجيه التفاعل. املعتادين في األسلوبني االستطالع حب تثمني ويتم بناءة، بطريقة يه وتلقأعمق. ومعرفة تفهم إلى للوصول كسبيلني واحلوار ولم أحلظ ولو مرة واحدة، حاجة إلى تدخل خارجي من كان حيث الصف، في االنضباط لتحقيق امليسرات

املمارسات في صفوف مبادرة تعليم البنات التي زرتها، حيث كان عمل اجملموعات مكثفا، وديناميكيا ومنتجا، وذلك على النقيض من الصفوف التقليدية، حيث يتم جتميع الطالب في مجموعات ولكن كانت مقطوعات

العمل تنجز إلى حد كبير، على أساس فردي.

القاعات الصفية وتختلف مناذج اخلطاب السائدة في ملبادرة تعليم البنات عما يوجد عادة في نظيراتها من اللواتي شاهدت امليسرات أن التقليدية. فمع املدارس نفسه باملستوى يعملن جميعهن يكن لم أداءهن جميعهن، يكن لم إن معظمهن، أن إال الكفاءة، من التدريسي التوجه وباتباع ذاته االجتاه كن سائرات في األسئلة طرح يكن لم املثال، سبيل فعلى نفسه. التلميذات إن بل فحسب، امليسرات على مقتصرا باألسلوب يستجنب أن منهن يتوقع كان )التالميذ( الذي أطلق عليه، بطريقة مالئمة، اسم أسلوب “البنج )التالميذ( بدال التلميذات بوجن” )كرة الطاولة(. وقامت وعلى بعضا بعضهن على األسئلة بطرح ذلك، من معلماتهن. واألهم من ذلك، أن تلك األسئلة لم تكن ز على استذكار املعلومات )احلفظ(، بل كانت أيضا تركفهما يبدين أن الصف )طالب( طالبات على تفرض والنقد والتقومي بالتحليل يقمن وأن السؤال، ملوضوع

وأن يظهرن إبداعا في ذلك.

شاهدناها التي التدريس استراتيجيات مخزون أما متضمنا غنيا، مخزونا كان فقد امليسرات، لدى مهارات العصف الذهني، وأداء األدوار والتمثيل اإلميائي الفن واستخدام مى، الد ومسرح الصامتة(، )احملاكاة معها األطفال يتعامل التي واألنشطة التشكيلي، واملوسيقى، قصتها، ورواية ما صورة وعرض مباشرة، والغناء، وإلقاء الشعر وغير ذلك. وكان اخملزون مصحوبا والوسائل البصرية للمصادر الدائم باالستخدام في دائمة بصورة املعلمات بقيت وقلما التعليمية. لن يتنق كن بل السبورة، قرب التقليدية ” “أماكنهنبهدوء بني اجملموعات دومنا تدخل. وكان االهتمام بالوقت الذي يقضى على إجناز املهمة/النشاط مذهال، ويحفزه

اإلكراه من بدال تنفيذها اجلاري باألنشطة االهتمام الصفي السلوك أن ومع خارجية. زات من خالل محفكان مرسوما بصرامة لكي تعرف التلميذات )التالميذ( أدوارهم، إال أنه كان مرنا مبا فيه الكفاية إلتاحة الفرصة مبدعني وليكونوا الروتني، عن لالبتعاد جميعا لهم مهمات بني يربطوا وأن األداء، في بعفوية ويتصرفوا العمل املطلوبة، من دون قيود أو حدود، وبني االحتياجات

االجتماعية والترفيهية.

إن بل حاالته أفضل في املرح التعلم كان أيضا وهنا قوته ، بالنسبة إلي، كانت مضاعفة، إذا ما أخذنا بعني الضيقة اخلانقة، التي االعتبار احلياة البائسة، وأحيانا تلك يبقي أن والتحامل والتحيز الفقر شأن من كان البنات حبيسات في بيوتهن، لو لم يتمكن من اخلروج منها ليلتحقن باملدارس. ولذلك، فإنه لم يكن مستغربا ولكن شديدة ببساطة بنت، جتيبني أن إلي بالنسبة عيني فتحت املدرسة “إن قائلة: أيضا، شديدة بقوة التعلم لها يعنيه ا عم سألتها عندما العالم”، على

في املدرسة.

85مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر84 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

التدريب واملتابعة واإلشراف كمفتاح للنوعية |7

87مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر86 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

التحول النموذجي في التدريس والتعلم

يكثر احلديث في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا وما وراءها عن تطبيق التعلم النشط، وإدارة باختصار: أي التكوينية؛ التقييم الدراسية، واستخدام استراتيجيات املتعددة املستويات الصفوف التي القومية االستراجتيات وثائق من الكثير هنالك وبالطبع، احلديثة. التدريس طرائق إلى التحول ر رؤية ملستقبل املمارسات التربوية التعليمية التي تؤكد االلتزام بالتحول النموذجي، ويبقى هذا تسطالتحول عصيا على التحقيق. وتوجد أسباب عدة وراء ذلك: فحتى حينما يكون هناك استثمار رئيسي في مهنية املعلمني، حيث أخذ التعليم اجلامعي يصبح السبيل الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، لدخول

مجال التدريس )سولتانا، 2002(، فال يوجد ضمان ألن يتم حتقيق التحول املستهدف.

كيف ميكننا إذن أن نوضح حقيقة جناح املدارس الصديقة للبنات في تطبيق أساليب التعلم النشط بالرغم من وجود حقيقة أخرى مفادها أن امليسرات، بشكل عام- وكما سلف ذكره - من حملة املؤهالت

التربوية املتوسطة وال ميلكن التأهيل املهني الكامل.

ميكن للمرء أن يسوق ثالثة أسباب على األقل كإجابة على هذا السؤال. يتمثل أولها في األهمية املعطاة للبرنامج األولي واملستمر الذي ينبغي على امليسرات اتباعه بينما يصاحب ذلك عملية نقل للمعرفة لدى املشرفات قيام في الثاني السبب ويتجلى البنات. تعليم ومبادرات اجملتمع مدارس بني واخلبرة سكرتارية اجمللس القومي للطفولة واألمومة، وأحيانا املشرفات لدى وزارة التربية والتعليم، وأعضاء السكرتارية الفنية للمجلس مبراقبة امليسرات وتقوميهن. أما ثالث تلك األسباب، فهو شيء يكاد يكون غير ملموس أو محسوس، بل إنني مع ذلك أعتبره أساسيا للوصول إلى النوعية، أال وهو »الروح«، التي

تتغلغل في مجاالت عديدة من املبادرة. ونتحول اآلن إلى استعراض األسباب الثالثة تلك.

نقل املهارات والروح من مدارس اجملتمع احمللي )إلى املبادرة(

ووضع معايير البنات تعليم مبادرة كوادر تدريب من في كل رئيسي اجملتمع بشكل مدارس تسهم عبر البنات تعليم مبادرة إلى اجملتمع مدارس من التحول ويحدث وبلوغها. التعليم( )نوعية اجلودة مناصب يشغلن اجملتمع مدارس خريجات أخذت فقد ذكره، سبق وكما اخملتلفة. اآلليات من عدد رات في مدارس مبادرة تعليم البنات، حيث يجلنب معهن النهج، واملهارات والروح التي تغلغلت كميسفي نفوسهن خالل السنوات التي قضينها كطالبات. وقد تبنت مدارس مبادرة تعليم البنات وواءمت نشاطات التدريب، والرصد/املراقبة، وأدوات التقومي التي مت إعدادها وتطويرها ضمن هذا السياق أو في إطار حركة مدارس اجملتمع لكي تالئم احتياجاتهم. وتتضمن تلك األدوات معايير االختيار، وبروتوكوالت اإلشراف وأدلة التدريب. وتدعم ميسرات ومشرفات مدارس اجملتمع تدريب كوادر مبادرة تعليم البنات ليشاهدن مدارسهن في املبادرة وميسرات مشرفات واستضافة التدريب جلسات قيادة خالل من التطبيق العملي امللموس للتعلم املستند إلى األنشطة. وبهذه الطريقة، فإن مدارس اجملتمع تؤدي دور مدارس التطوير املهني١، وتصبح قوية بشكل خاص ألغراض التدريب لكونها تتجذر هي األخرى في

١ ملزيد من املعلومات حول أهمية مدارس التطوير املهني في تدريب املعلمات املستجدات، انظر، من جملة مؤلفات أخرى، آر. في. بولوخ، و دي كوتشاك، إن

زات لتغيير املعلمني واملدارس”، مجلة التدريس وتدريب املعلمني، العدد ١3 )2( ص إيه كراو، إس هوبز، وإس دي ستوكس )١997( “مدارس التطوير املهني: محف.١69-١53

اجملتمعات النائية واحملرومة، حيث يغدو الربط بني النظرية والتطبيق أكثر سهولة بالنسبة مليسرات مبادرة تعليم البنات. وقد يحظى منشأ خبراء مدارس اجملتمع املتمرسني مبصداقية أكبر من تلك التي يحظى بها أساتذة كلية التربية لدى املعلمات املستجدات العامالت في مبادرة تعليم البنات لكونهن التدريبية العمل ورش يتلقونها خالل جلسات التي التدريس يترجمون طرائق اخلبراء أولئك أن يرين إلى ممارسة عملية. وفي بعض احلاالت، تكون املنظمة غير احلكومية املشرفة على مدارس اجملتمع هي ذة ملدارس مبادرة تعليم البنات، مما يتيح أيضا فرصة نقل املعرفة نفسها املنظمة غير احلكومية املنف

اإلدارية إلى جانب نقل مثيالتها التربوية والتدريسية.

اختيار امليسرين وتدريبهم لتحقيق التدريس النوعي

تلك قيام كيفية وذكرنا رات، للميس املدروس االختيار عن معلومات السابق الفصل في قدمنا املعايير وجود البنات. وتضم مثل هذه تعليم إلى مدارس مبادرة البنات املعايير بتسهيل وصول يتمتعن بسمعة طيبة، وأن ذاته، النجع أو القرية نفسها أن يكن من معلمات فقط، واشتراط وميتلكن عالقات طيبة مع أهالي القرى التي توجد فيها تلك املدارس. وترتبط معايير أخرى بتوفير التعليم النوعي ارتباطا مباشرا. وهذا ما مت، على سبيل املثال، في عملية اتخاذ قرار بشأن تعيني النساء ما بني سن الثامنة عشرة واخلامسة والثالثني. ومن االعتبارات العملية التي مت أخذها بعني االعتبار في هذا املقام حقيقة مفادها أن بعض التالميذ في الغرف الصفية التابعة ملبادرة تعليم البنات يبلغن الرابعة عشرة من العمر، وبالتالي فقد تولد شعور بضرورة أن تكون معلماتهن يبلغن الثامنة عشرة على األقل لضمان وجود فارق مقبول في العمر. حتى وإن كانت هناك حاالت رأى أولياء األمور فيها أن امليسرات كن صغيرات جدا كي يتمكن من إدارة صف دراسي في مثل تلك السن. لكن اعتبارات أخرى لعبت دورا كذلك في حتديد العمر األقصى للمعلمات بخمسة وثالثني عاما. وأدركت سكرتارية اجمللس القومي للطفولة واألمومة أن املعلمات املستجدات الشابات من احملتمل أن يكن أكثر مرونة، وبالتالي أكثر قابلية للتدريب عندما يتعلق األمر بإتباع أساليب التعلم ولقد تخوفت تدريسية سابقة. تركيز على ضرورة وجود خبرة وبالطبع، لم يكن هناك النشط. بها التي يتشبع التدريس للتغلب على طرائق الفعلية القومي من الصعوبة سكرتارية اجمللس األساليب/الطرائق. تلك يتبعن املعلمني/املعلمات مشاهدة من سنوات عبر والشابات الشباب سوف التقليدية التدريس طرق أن مفاده صحيح استنتاج إلى اجمللس سكرتارية توصلت ولقد التدريس في مدارس رات على خبرة عملية في امليس أكبر فيما لو حصلت تكون ترسخ بشكل يها طلبات من طالبات درسن في التعليم العام. وهذا هو سبب سعادة سكرتارية اجمللس عند تلقإلدارة املعتادة والطرق التدريس بأساليب مباشرة معرفة معهن يجلنب لكونهن اجملتمع مدارس الصف الدراسي التي وصفت سابقا، وميكن بالتالي االعتماد عليها في معرض تنفيذ املنهجيات

املستهدفة من دون صعوبة تذكر على اإلطالق.

وبناء على ذلك، فقد مت انتقاء امليسرات بعناية لضمان توفير التعليم النوعي، حيث تألفت جلنة احمللية، التطوعية العمل وفرق واألمومة، للطفولة القومي اجمللس عن ممثلني من عادة االختيار حات حضور مقابالت ومديرية التربية والتعليم واملنظمة غير احلكومية املنفذة. وطلب إلى املرش

89مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر88 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

ومعرفة واملعارف، الذهنية/الفكرية القدرات على التركيز مع حتريري، امتحان وتقدمي شخصية الصديقة املدارس للتدريس في تؤهلها التي املالئمة البنية الشخصية امليسرة إذا ما كان لدى

للبنات.الرئيسة اجلوانب أحد ل يشك كونه السليم السيكولوجي اجلانب أهمية على التركيز وينبغي رات مبادرة تعليم البنات. وترى سكرتارية اجمللس القومي للطفولة م إلى ميس للتدريب الذي يقدواألمومة أن التعليم النوعي ال يعتبر نتاجا ملعرفة احملتوى وطرق التدريس، وتيسير تعلم ذلك احملتوى فقط. بل هو أيضا نتاج للتفاعل اإليجابي والباعث على النمو بني املعلمني واملتعلمني. إن الفلسفة ما جتمع التي الناقدة اإلنسانية األساليب أو الطرق األذهان إلى تعيد الفهم هذا وراء الكامنة ز على يرك الذي املعالج البرازيلي »باولو فريره« )١972( و«كارل روجرز« )١96١( )املربي( التربوي بني ي للعالج، بالرغم من أن كوادر اجمللس القومي للطفولة واألمومة لم تشر إلى هذين االسمني. املتلقويسود في مدارس مبادرة تعليم البنات االعتقاد نفسه فيما يتعلق بأهمية العالقات الدميقراطية مميزة أن يكون ذلك احلب واالحترام سمة أولئك املوجودين في املدرسة، ويجب واملفتوحة بني كل ز على لتفاعالتهم مع اآلخرين. وباإلضافة إلى ذلك، فإن االهتمام الكبير بطرائق التدريس التي تركالطالب تفرض على املعلمني/املعلمات أن يكونوا جميعهم أفرادا قادرين على التكيف إليجاد مناخ آمن ومنفتح داخل الصف، حيث يستطيع الطلبة التعبير عن أنفسهم بسهولة وإرتياح وصوال

إلى بلوغ إمكاناتهم وطاقاتهم الكاملة.

وال يتاح مثل هذا التوجيه السيكولوجي )النفسي( للناس بسهولة حسبما أفاد به بعض الذين رات وهو اختصاصي نفساني أجريت معهم املقابالت - األمر الذي حدا بأحد مدربي/مدربات امليسمتمرس ومرموق، للقول: إن من املهم انضمام امليسرات الشابات إلى املشروع، لكونهن »تعرضن إلى درجة أقل من التشويه الذي تتسبب به ثقافتهن، وإن التعامل معهن بالتالي هو أمر أسهل.« وهذا ميثل سببا آخر لإلصرار على ضرورة وجود معلمات شابات في مدارس صديقة للبنات. وفي الواقع، فإن أحد برامج التدريب التي تتطلب من امليسرات االلتحاق به، يتمثل في اجللسات التي تستخدم »العقالنية-العاطفية«، األساليب تستخدم حيث املتقابلة«، أو املتواجهة »اجملموعة أسلوب رات على التعرف على أنفسهن عن كثب، لكي يتعلمن والتحليل اإلجرائي من أجل مساعدة امليسكيفية حتديد مشاعرهن وتسميتها، ولكسر دائرة القيود التي فرضها عليهن التعامل االجتماعي على حساب فقدانهن للتماس مع شخصياتهن. وقد أشار قادة اجملموعات إلى صعوبة مساعدة تلك الشابات على مفاحتة مشاعرهن وأخذ زمام املبادرة، وعلى دفعهن إلى التجرؤ على االختالف مع آبائهن في الرأي، على سبيل املثال، ومع التجاوزات االجتماعية والضغوطات والتوقعات املستندة التي الزائفة األوجه وإزالة وقوي، واضح بشكل إحباطاتهن عن والتعبير االجتماعي، النوع إلى »أشخاصا الشابات امليسرات تلك غدت الهام، اإلجناز حتقق وعندما خاللها. من العيش تعلمن في طور النمو« مرة أخرى، وأصبحن أكثر انفتاحا لتعلم أعمق، ولتعديل اخملططات الذهنية التي

صاغتها ثقافتهن وبيئتهن.

هه في احلياة. لقد استند ما تبقى من التدريب على هذا العمل املنصب على شخصية املرء وتوج

فطرح اجمللس القومي للطفولة واألمومة، بداية، البرامج واألدلة التي طورتها حركة مدارس اجملتمع. ولكن تلك البرامج واألدلة خضعت للتعديل باستمرار لكي تأخذ بعني االعتبار خصوصية مبادرة تعليم البنات، ولكي تستجيب أوال بأول لالحتياجات والتحديات اجلديدة التي تنشأ. وتدير عملية التدريب جلنة تستعني بعدد من املستشارين، مبن فيهم كوادر من مدارس اجملتمع، وخبراء مستقلني، وفريق منتقى بعناية من كليات التربية ممن أثبتوا معرفتهم بكيفية تطبيق استراتيجيات التعلم الفرصة. ويتوجب أتيحت لهم التعليم كلما التلقيني في النمط إلى ينزلقون النشط، وممن ال بنموذج االهتمام يشمل أيام خمسة ملدة تدريبي برنامج إلى االنضمام أنفسهم املدربني على مدارس اجملتمع، وبالزيارات االطالعية على تلك املدارس، وعملية املشاهدة املنظمة هيكليا ألساليب التدريس املستخدمة فيها، إضافة إلى التمارين على تطبيقات التعلم النشط، وبناء القدرات التي

يحتاجها املدربون )مثل التخطيط، والتقييم ومهارات التواصل واإللقاء(.

على تنفيذها يعتمد تدريب سنوية بوضع خطة واألمومة للطفولة القومي اجمللس جلنة تقوم التربية والتعليم واليونيسف بتلبية االحتياجات في هذا األموال املتوافرة مع قيام كل من وزارة م التدريب بشكل المركزي على مستوى احملافظات، وتقوم أشكال هذا التدريب كافة اجملال. ويقدتعليم ملبادرة التابعة الصفية الغرف في التدريس طريقة به تتصف الذي نفسه النهج على البنات. وبعبارة أخرى، تتلقى امليسرات تدريبهن من خالل أساليب التعلم التفاعلي بحيث ميكنهن التعرف بشكل مباشر على أساليب التدريس الواجب عليهن ممارستها حينما يصبحن مسؤوالت عن إدارة املدارس. وقد أخذ التدريب يصبح أكثر متيزا أو تفاضال، وأكثر مرونة من أجل االستجابة إلى رات ميتلكن مؤهالت وخبرات مختلفة باطراد. فالبعض منهن حائز على حقيقة مفادها أن امليسدرجات جامعية، والكثير منهن غير حائز عليها. األمر الذي يقتضي من التدريب أن يكون متعدد املستويات من حيث اجملال ليلبي احتياجات الطيف الواسع من املشاركني املتدربني. وبعض امليسرات لديهن خبرة تدريسية اكتسبنها من خالل املشاركة في مدارس اجملتمع أو في مشاريع أخرى، مثل تلك التي ينفذها البنك الدولي أو االحتاد األوروبي، بينما كانت هذه هي »التجربة العملية« األولى

في عالم التدريس بالنسبة للكثير منهن.

التدريب قبل االلتحاق باخلدمة وأثناءها

ينقسم التدريب إلى حزمة تدريبية لفترة ما قبل االلتحاق باخلدمة وتدريب إضافي يعقد بعدما تقضي امليسرات بعض الوقت في التدريس داخل غرفة الصف. وتستغرق برامج ما قبل االلتحاق باخلدمة مدة خمسة أيام مع اإلقامة، من أجل تشجيع روح اجلماعة، وتكوين إحساس قوي بالهوية املتمحورة حول مبادرة تعليم البنات. وتغطي احلزمة األولى طيفا من مهارات االتصال والتواصل، والتشكيلة املبادئ، إلى مقدمة ذلك في مبا النشاطات، إلى املستند للتعلم شامل وتأسيس الواسعة من املنهجيات التي ميكن استخدامها )مثل التعلم مع األقران، وخرائط املعرفة، والتعلم التعلم، إلى استراتيجيات تقييم باإلضافة الذهني وهلم جرا(، والعصف املشاريع، إلى املستند والتخطيط للجلسات، وتنظيم جوانب عملية التعلم وإدارتها. ويركز جانب آخر من التدريب على

91مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر90 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

تنسيق املهمات بني امليسرتني في الغرف الصفية، حيث يتم السعي إلى حتقيق التكامل في األدوار. وبالرغم من وجود نوع من التلقني، فإن التركيز ينصب على تعلم امليسرات عن طريق العمل، مبا في

ذلك التعلم من خالل أداء األدوار والتمارين التي تركز على التعلم بالتجربة.

وتركز حزمة التدريب »ما قبل االلتحاق باخلدمة )2(« على تغطية املنهاج، وتدرس املعايير القومية املتعلقة بنتائج التعلم، واستخدام »جدولة الوحدات الدراسية«، وصياغة أهداف مجاالت املعرفة إلى مستندة متوالية تعلمية سلسالت إلى األهداف تلك ترجمة ذلك في مبا بوضوح، اخملتلفة

النشاطات، وتقييم النتائج.

وتوجد حزم تدريبية أخرى تتلقاها امليسرات الالتي ميضني ستة أشهر من التدريس، عالوة على هذين البرنامجني التدريبيني التأسيسيني، لكي يتم »ترسيخ« املفاهيم األكثر تعقيدا في خبراتهن في نهن من إدماج األفكار التدريسية بشكل أكثر فعالية من ممارسة التدريس داخل غرفة الصف مما ميكخالل تطبيقها داخل غرفة الصف مع تقدمي اآلراء واملالحظات حول التجربة. وتتألف تلك البرامج ز على إنتاج املصادر التعليمية التربوية، وكيفية التعامل م على مدى خمسة أيام، وترك من حزم تقدمع الصفوف املتعددة املستويات الدراسية، وعلى أساليب التعلم النشط واستراتيجياته. وتركز النشط في التعلم أساليب امليسرات، على استخدام املوجودة في متناول األخرى التدريب أدلة

تدريس اللغة العربية، والرياضيات، والعلوم، باإلضافة إلى تركيزها على مشاركة اجملتمع احمللي.

وتعد اللقاءات األسبوعية بني امليسرات على مستوي املراكز جانبا إضافيا مهما جدا من عملية التدريب أثناء اخلدمة. إذ يتم استغالل يوم العطلة الذي مينح للتلميذات )للتالميذ( ويوم السوق ن امليسرات من االلتقاء باملشرفات استغالال جيدا، وهو ما أشرنا إليه في الفصل اخلامس، حيث ميكعليهن، ويناقشن معهن املسائل املطروحة ويقيمنها، ويتبادلن معهن أمثلة على املمارسات اجليدة ويخضن في حل املشكالت من خالل النقاش املشترك. وتستخدم اجللسات األسبوعية تلك، في ط«، بعض احلاالت، في تغطية موضوع املادة التي يتوقع من امليسرات تدريسها. إن هذا »التدريب املنشكما أطلق عليه بعض الذين أجريت املقابالت معهم، يعتبر عامال حيويا في دعم امليسرات وصون طة« أخرى من وقت آلخر حول مواضيع محددة. وتتناوب املعايير. وتتاح أيضا فرص »تدريبية منشامليسرات على حضور التدريب، بحيث تبقى معلمة واحدة على األقل في كل صف. ويبرز بشكل متزايد التعلم مع األقران كأحد أشكال التدريب. فعلى سبيل املثال، تقوم امليسرات في محافظة البحيرة بإجراء »زيارات متقاطعة« بني الصفوف بحيث متضي كل منهن يوما أو يومني في صف آخر من أجل مشاهدة زميالتهن والتعلم منهن، حتى وإن كان عدم توافر فرصة الوصول إلى املدارس

وكلفة السفر إليها يساهمان في جعل تلك الزيارات أمرا صعبا.

التحديات املتعلقة بالتدريب

من مجموعة أن إال بفعالية، تقدميه ومت متمعنة لدراسة خضع قد التدريبي البرنامج أن مع

القضايا برزت إلى حيز الوجود نذكرها في هذا السياق لكونها قد تؤثر على نوعية التعليم الذي يتم تقدميه.

ففي املقام األول، ال ميكن تطبيق البرامج التدريبية إال مع بقاء التمويل متوافرا. صحيح أن هناك مجموعة جاهزة للعمل من امليسرات املمتازات - يتنامى عددها في كل من حركة مدارس اجملتمع ومبادرة تعليم البنات - ممن ميتلكن املهارات واخلبرة الالزمة لتدريب زميالتهن، واملشاركة في عملية أكثر بطريقة التعليم من النوع هذا مثل تنظيم باإلمكان أن وصحيح األقران، تعليم/تثقيف الضمانات كأحد وحمايته صونه ويجب كلفة، املبادرة عناصر أكثر يظل التدريب لكن شموال، الرئيسة لنوعية التعليم. وفي الواقع، فإن املقابالت التي أجريت مع الكوادر املشاركة في عملية التدريب توحي بضرورة تكثيف ذلك التدريب، وبأن تتم إطالة مدة ورش العمل التي تعقد على مدى خمسة أيام نظرا لألهداف العديدة التي يتم وضعها لكل يوم من أيام التدريب، وذلك لكي يتم

ضمان استيعاب املتدربات للمهارات بشكل صحيح.وفي املقام الثاني، هنالك بعض القضايا التي تدور حول اخللفية التعليمية للميسرات. فالعديد منهن خريجات من الكليات املهنية والتجارية في حني أن هدف وزارة التربية والتعليم يتمثل في أن تكون جميع املعلمات/املعلمني املنخرطني في مهنة التدريس من حملة الشهادة اجلامعية األولى. اكتسبت قد املهنيني بأشباه االستعانة فكرة ألن لسببني: ذلك في مرونة الوزارة أظهرت لقد رات في مدارس اجملتمع2؛ وألن رون وامليس نوعا من الشرعية بالنظر إلى النجاح الذي حققه امليسخريجي اجلامعات لن يقبلوا العمل في مجال التدريس في النجوع البعيدة على أية حال. ولكن تظهر مشكلة عندما يتعلق األمر بإتقان محتوى املادة. حيث يشير املشرفون واملدربون )واملشرفات تدريس في يواجه صعوبات البنات تعليم مبادرة ميسرات من به بأس ال عددا أن إلى واملدربات( مفاهيم معينة في مادة الرياضيات أو مادة اللغة اإلجنليزية. وتظهر املشكالت في مجاالت أخرى أيضا آخذين بعني االعتبار أن منهاج املرحلة االبتدائية قد متت مراجعته وتعديله، وأضحى يختلف في بعض اجملاالت اختالفا مهما عن برنامج الدراسات الذي كانت امليسرات قد تلقينه عندما كن

تلميذات في املرحلة االبتدائية.

تدريسية مهمة، بها على مضامني وإملامهن باملادة املعلمات واتساع معرفة ينطوي مدى عمق حيث يؤدي غياب التمكن من محتوى املادة باملعلمات إلى امليل نحو حصر بعض جلسات التعلم في إطار معني، لكي يضمن عدم قيام التلميذات بجرهن إلى مجاالت ليست مألوفة لديهن وال يشعرن بالراحة في التعامل معها. ومتيل مثل تلك املعلمات إلى جتنب استخدام تقنيات األسئلة املفتوحة مثال، ويفضلن استخدام أسلوب النقاش املوجه من قبل املعلمات3، وهذه متثل بوضوح قضية بعينها إذا ما أخذنا بعني االعتبار طرق التدريس املستخدمة في املدارس الصديقة للبنات. وفي الدراسي، للمنهاج اخملتلفة اجملاالت بني ما الربط في املعلمات صعوبات تلك مثل وستجد

2 تظهر بعض التقارير، في الواقع، أن بعض ميسرات مدارس اجملتمع يقمن بتدريب املربني/التربويني املسؤولني عن تدريب املعلمني في كليات التربية باستخدام

أساليب التعلم النشط.

3 انظر جي. دبليو. ماكديارمد، و دي. إل. بول و سي. دبليو. أندرسون )١989(: »ملاذا ال تنجح طريقة التقدم على املنهاج املقرر بفصل واحد: طرق التدريس املعنية

مبوضوع املادة«، في مطبوعة قواعد املعرفة للمعلم املبتدئ حملرره إم. سي. رينولدز )الصفحات ١93-205(. أوكسفورد: بيرغامون.

93مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر92 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

إلى أن بعض إدماج املعارف وتكاملها بالطريقة التي توصي بها املبادرة. وأشارت املشرفات أيضا الدراسية، املتعددة املستويات التدريس في الصفوف إدارة عملية امليسرات يواجهن صعوبة في وأنهن ال يستطعن حتى ذلك احلني محاكاة ما حققته نظيراتهن في مدارس اجملتمع ممن طبقن استراتيجيات التعلم املسرع )أو »تسريع التعليم«( مع الطالبات املوهوبات. ومن الواضح أن العديد

مة إلى امليسرات. من هذه املشكالت يتم التصدي لها من خالل أمناط التدريب اخملتلفة املقد

الدور الرقابي والتقييمي الذي تؤديه املشرفات4

ف اجمللس تقوم املشرفات بدور آخر مهم في ضمان نوعية التعليم في مدارس مبادرة تعليم البنات. ويوظيطلق امليدانيات” كما “املشرفات األول: النوع املشرفات، من أنواع ثالثة واألمومة للطفولة القومي عليهن، وهؤالء يضطلعن مبسؤولية اإلشراف على عدد من املدارس تصل إلى عشر مدارس في العادة، املشرفات التي تضطر الرقعة اجلغرافية على مساحة اعتمادا يتفاوت الرقم قد أن هذا بالرغم من إلى قطعها في تنقلهن من مدرسة إلى أخرى. وتقوم تلك املشرفات بزيارة كل مدرسة مرتني أو ثالثة في الشهر، حيث ميضني حوالي ست ساعات في كل زيارة. أما النوع الثاني، فهو: “مشرفات القضاء/املشرفات الفنيات”، وهؤالء يقمن برصد عمل املشرفات امليدانيات، ويلتقني بهن بشكل دوري لضمان التنسيق، ويزرن املدارس. وترصد وتراقب عمل كل من املشرفات امليدانيات، ومشرفات القضاء/املشرفات

4 املترجم: بعد استشارة الدكتورة ملك زعلوك، فقد مت تعميم استخدام “املشرفات” بدال من “املشرفني” في هذا السياق.

الفنيات وتنسقه “مشرفة احملافظة” التي تضطلع باملسؤولية الكلية عن ضمان نوعية التعليم.5 متت الذين من العديد أشار وقد اإلناث. من العظمى الغالبية أن غير الذكور، من املشرفني بعض مقابلتهم إلى أن املشرفات يجدن طريقهن إلى اجملتمعات احمللية بشكل أسهل من نظرائهن الرجال، وفي بعض احلاالت، ال يشعر األهالي بالسعادة لقيام املشرفني الذكور بزيارة مدارس اإلناث. ولكن قد يتحلى املشرفون، في سياقات أخرى، مبزايا من نوع آخر، ويؤدون دورا مكمال. فعلى سبيل املثال، قد يكون

لكلماتهم وزنا أو أهمية أكبر لدى اآلباء.

اخلدمة، أثناء للميسرات املقدم التدريب بعض عن أيضا مسؤوالت املشرفات فإن آنفا، ذكرنا وكما ويتوقع منهم جميعا أن يضعوا منوذجا لطريقة التدريس التي يريدون رؤيتها في قاعات الدراسة في املطاف بهم وينتهي اخلدمة، قبل التدريب خالل رات امليس يرافقن فهن للبنات. الصديقة املدارس جميعا، في واقع األمر، إلى استعراض حزمة التدريب برمتها، مرات عديدة، كمراقبني، لكي يعملوا على إدماج املفاهيم واملهارات املطلوبة، باإلضافة إلى التعرف إلى امليسرات الالتي سيلتقني بهن في مدارس مبادرة تعليم البنات. وتساعد املشرفات الفنيات امليسرات في وضع اخلطط الدراسية، ويشاركن في عملية بتسلسل املتعلقة واملشاهدات املالحظات ويوثقن الضرورة، عند النشيطة القدوة دور أداء الزيارات في املالحظات تلك على صعيد تقدم قد حدث كان إذا مما ويتأكدن الصف، داخل التدريس ينظرن امليسرات أن امليدانيات املشرفات برفقة حضرتها التي الصفية اجللسات وتوحي الالحقة. اإلعالن وبالرغم من عدم والنصائح. الدعم عن إليهن بحثا اللجوء املشرفات كزميالت ميكنهن إلى العالقة بني املشرفات التوتر في أو آثار للضغط أية أنني لم أحلظ إال الصفية مسبقا، الزيارات عن

5 يوصي بعض الذين متت مقابلتهم بأن يكون هناك فريق مسؤول مسؤولية تامة عن احملافظة بدال من أن تناط املسؤولية كلها مبشرف واحد. وبحيث ميتلك

نت اجملاالت التي حتتاج إلى مهارات متخصصة كل من العمل امليداني، والعالقات مع اجملتمع أعضاء ذلك الفريق مواطن قوة مختلفة لتحسني املبادرة. وتضماحمللي واإلدارة وتصريف األمور اإلدارية.

معايير اختيار املشرفات امليدانياتعلى املشرفات امليدانيات أن:

يكن حاصالت على شهادة جامعية مناسبة. ١ .تكون لديهن خبرة ميدانية سابقة في العمل في املشاريع التنموية في القرى والنجوع 2 .

واملناطق النائية.ال يكن قد جتاوزن اخلامسة والثالثني من العمر. 3 .

يكن على اطالع جيد باملسائل التربوية التعليمية. 4 .يكن مستعدات للتفرغ للعمل مع االلتزام التام بالعمل في هذه الوظيفة. 5 .

ال ميانعن في السفر إلى احملافظات لغايات التدريب. 6 .يكن مستعدات للعمل في جميع أقضية احملافظة. 7 .

يكن مستعدات للقيام بزيارات رقابية ميدانية يومية للمدارس في مختلف القرى والنجوع 8 .في أقضية احملافظة.

يجتزن بنجاح املقابلة الشخصية واالمتحانني الشفوي والتحريري. 9 .

معايير اختيار مشرفات املراكز/املشرفات الفنياتعلى مشرفات القضاء/املشرفات الفنيات أن:

يكن حاصالت على شهادة عليا في التربية والتعليم أو ما يعادلها، أو خبرة ميدانية سابقة في ١ .العمل في التعليم اجملتمعي أو التربية اجملتمعية.

يتفرغن للعمل لصالح املبادرة فقط. 2 .ال يكن قد جتاوزن اخلامسة والثالثني من العمر. 3 .

ال ميانعن في السفر إلى احملافظات لغايات التدريب. 4 .يكن مستعدات للعمل في جميع أقضية احملافظة. 5 .

يكن مستعدات للقيام باملراقبة امليدانية اليومية في املدارس الواقعة في مختلف القرى والنجوع 6 .ضمن املساحة اجلغرافية للقضاء الذي مت تعيينهن فيه.

يكن من سكان املراكز الذي مت تعيينهن فيه إن أمكن لكي ال يتكبدن نفقات سفر عالية. 7 .

95مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر94 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

اللواتي كن يحرصن على مقابلة املشرفات ما بني أسبوع وآخر كي يقدمن لهن ما قمن وامليسرات بإجنازه مع الطلبة ولكي يطلنب التغذية الراجعة منهن أيضا. ويتفق الطرفان )املشرفات وامليسرات( ويوقعان على املالحظات التي تبديها املشرفات وعلى األهداف التي يتم وضعها، وترسل نسخة من مشكالت يواجهن امليسرات من العديد أن املشرفات تالحظ وحينما احملافظة. مشرفة إلى االتفاق متشابهة مثل تدريس اللغة اإلجنليزية أو العلوم، على سبيل املثال، تقوم املشرفات بتجميع امليسرات

معا، بتجميعهن، ويعقدن جلسات تدريبية مشتركة لهن جميعا.

السلس من واالنتقال والتوقيت، والتسلسل، الدراسية، املشرفات على وضع اخلطط تركز وعادة ما نشاط إلى آخر، والقدرة على تعزيز مهارات حل املشكالت واملهارات ذات املستوى األعلى. وتركز املشرفات العمل فيما امليسرات في واستخدامها، وعلى كيفية تشارك التعليمية الوسائل إنتاج على أيضا )التالميذ( التلميذات التي يستخدمنها، وطريقة تقييم تعلم التدريس وتنوع استراتيجيات بينهن، وقدرتهم جميعا على التعامل مع قضايا مرتبطة بالبيئة احمليطة األوسع من قبيل املشكالت التي

تواجهها البنات مع آبائهن وأمهاتهن، أو تلك املوجودة في اجملتمع احمللي بشكل عام.

أسباب فهم الطرفان ويحاول مالحظتها، عند حتدث مشكلة أية امليسرات مع املشرفات وتناقش حدوثها، ويحاوالن النظر في خيارات حللها. وتطلع امليسرات املشرفات على همومهن ويحاولن برفقة املشرفات حتديد سبل املضي قدما. وتشمل أهم نقاط الضعف التي تالحظ املشرفات وجودها لدى املنهاج املستويات بني األطفال، وحتويل تفاوت تعاملهن مع بزيارتهن طريقة امليسرات عندما يقمن الدراسي إلى أنشطة تعليمية، وطريقة إدارة امليسرات للصعوبات السلوكية لدى األطفال اخلجولني جدا أو العدوانيني جدا. وتشعر بعض امليسرات أنهن لم يتلقني التأهيل الكافي للتعامل مع األطفال

الذين يصبحون مراهقني، والذين يجب معاملتهم بطريقة مختلفة.

وتتلقى املشرفات أيضا تدريبا ملدة أربعة أيام يتعلمن خالله طريقة وضع خطة اإلشراف، وكيفية القيام لألغراض تطويرها مت التي األدوات استخدام وكيفية الصفية، املالحظات وتدوين امليدانية باملراقبة اإلشرافية، مثل قوائم التحقق واستمارات تدوين املالحظات حول أداء امليسرة. وتتفاوت العديد من تلك األدوات من محافظة إلى أخرى حيث تقوم بإعدادها املنظمات غير احلكومية املنفذة، بناء على النماذج بالتخطيط خاللها يقمن أسبوعية اجتماعات كذلك املشرفات وتعقد اجملتمع. مدارس من الواردة للزيارات امليدانية، ومراجعة أداء املدارس اخملتلفة الواقعة حتت إشرافهن، ويناقشن طيفا من القضايا الفنية والتدريبية واإلدارية. كما ويتأكدن من وجود روابط مثمرة بني اجمللس القومي للطفولة واألمومة خالل من والتعليم، التربية وزارة مفتشي مع كثب عن يعملن ما وغالبا والتعليم، التربية ووزارة

إشراكهم في بعض زياراتهن إلى مدارس مبادرة تعليم البنات.6

6 قد يسبب ذلك بعض املشكالت حيث إن معايير ما يشكل عناصر التدريس اجليد والفعال ال تبقى متماثلة. ومع ذلك يعتبر اجمللس القومي للطفولة

واألمومة أن إدماج مشرفي ومشرفات وزارة التربية والتعليم في هذه العملية أمرا مهما من الناحية االستراتيجية ألن ذلك يساعدهم على االقتناع بقيمة أساليب التعلم النشط، ويضيف شيئا ما إلى مصداقية املدارس الصديقة للبنات.

دور املراقبة العامة الذي تؤديه سكرتارية اجمللس القومي للطفولة واألمومة

تؤدي السكرتارية الفنية للمجلس القومي للطفولة واألمومة دورا رقابيا عاما حيث يشارك فريقها املبادرة كافة، مبا في ذلك ضمان مراعاة املنظمات غير احلكومية ملعايير اختيار امليسرات في جوانب السكرتارية فريق دور ويتضمن املبادرة. من األولى املراحل في اليونيسف وضعتها التي واملشرفات، الفنية للمجلس القومي أيضا التأكد من عقد جلسات تدريب مناسبة ورفيعة املستوى، ومن القيام بالزيارات امليدانية إلى املدارس، واملساعدة بشكل عام في حل املشكالت ووضع املعايير وتنفيذ املشروع، البنات في اجمللس ترفع إلى املنسق العام للسكرتارية الفنية ملبادرة تعليم مع إعداد تقارير شهرية

القومي للطفولة واألمومة.7

وكما متت اإلشارة إليه آنفا، هناك عضو واحد ميثل سكرتارية اجمللس لدى كل محافظة من احملافظات وتبني بأدوار مختلفة. واملساندة يقومون للدعم آخرين أفراد إلى وجود باإلضافة املستهدفة، السبع أهمية االستثمار البداية املبادرة منذ دور في الذين كان لهم أجريت مع املستشارين التي املقابالت والتي لم يكن لدى كوادرها سوى خلفية السكرتارية للكوادر الفنية القدرات بناء الذي حصل في متواضعة في العمل التنموي والقضايا التربوية التعليمية. ولكن تلك الكوادر، مع التدريب واالنخراط في املشاركة والتعبئة اجملتمعية، وبخاصة من خالل التعامل مع مدارس اجملتمع، متكنت من اكتساب متت ممن األمانة كوادر من العديد ويقر وتطورها. املبادرة منو لضمان املطلوبة املهارات من الكثير خالل خبرته اكتسب بدوره هو )الذي امليداني العمل ملدير املثال، سبيل على بالعرفان، مقابلتهم، عقد من العمل مع مدارس اجملتمع(، والذي حفزهم إلى الولوج في روح املبادرة من خالل السفر معهم أن استطاع املثال، كيف على سبيل أحدهم، وقد الحظ الواقعة حتت مسؤوليتهم. احملافظات إلى يتعلم كيفية التفاعل مع اجملتمع احمللي من خالل مشاهدة أعضاء السكرتارية األكثر منه خبرة أثناء وجهة لفهم اجلادة ومحاولتهم القرية، في الكبار مع األرض على جلوسهم وطريقة العمل، أداء كيف آخرون والحظ املشكالت. وحلل احمللي اجملتمع لتمكني كمدخل باحلوار وإميانهم القرويني، نظر أكثر مالئمة في بناء شخصيتهم بطرق إعادة املشاهدة على عبر املهنية التلمذة ساعدتهم هذه إطار متطلبات املشروع، سواء أكان ذلك من خالل اكتساب الثقة بالنفس عند لقاء املسؤولني رفيعي والصبر باملرونة التحلي وتعلم املتصلبة، املواقف عن التخلي خالل من أم احملافظني، مثل املستوى

عندما تسير األمور بشكل خاطئ.

واجلهود الطاقات املزيد من استثمار نحو واألمومة موجهة للطفولة القومي اجمللس وتبقى خطط في دعم محور املبادرة املعني بالرصد والتقييم الكليني بالرغم من االستثمار الذي مت في بناء قدرات

سكرتارية اجمللس. ولقد خصص االحتاد األوروبي أمواال لهذه الغاية ولبناء املدارس أيضا.

7 وتقوم اجلهات املانحة أيضا بنوع من الرصد واملراقبة. وتقوم شركة “أباتشي Apache”، على سبيل املثال، بإجراء ما تسميه »زيارات الصداقة«. وعلى الرغم

أثر إيجابي على اجلوانب األخرى في توفير ز على طريقة احملافظة على املباني املدرسية، فإن قيام اجلهات املانحة بتلك الزيارات له من أن تلك الزيارات تركالنوعية. وكما يشير أحد الذين قابلتهم »أباتشي«، فإن »جميع األطفال يودون ترتيب منزلهم/مدرستهم قبل زيارة والديهم لهم ... فهم يريدون أن يكونوا

متألقني.«

97مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر96 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

روح مبادرة تعليم البنات – ضمان للنوعية

القومي اجمللس به قام الذي االستثمار إلبراز حجم السابقة األقسام بذلنا جهودا مضنية في لقد للطفولة واألمومة من أجل تدريب كل املعنيني مببادرة تعليم البنات. ولقد أبرزنا أيضا كيف صاحب هذا االستثمار كله، باإلضافة إلى االهتمام بطرق التدريس، صياغة واضحة للمعايير واملقاييس التي وموجودة متحققة املبادرة بنية فإن لذا للمبادرة. اخملتلفة اجلوانب من بالكثير يتعلق فيما وضعت بطرق عديدة. ولكن ذلك يبقى غير كاف في حد ذاته حتى وإن كان متطلبا مسبقا لتحقيق النوعية. إن ما يجعل مبادرة تعليم البنات تأتي إلى حيز الوجود وهي نابضة باحلياة هو الشيء غير امللموس أو احملسوس الذي أشرت إليه آنفا – أال وهو الروح التي تبث احلياة في هذه املبادرة. ويجب علينا هنا أن نورد بعض التفاصيل عن هذا اجلانب من مبادرة تعليم البنات، والذي أشعر أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بتوفير

النوعية.

رها وأتذكرها من الزيارات امليدانية التي قمت بها هي احلماس والتفاني من بني الذكريات املميزة التي أقدوااللتزام الذي أبداه مختلف األشخاص الذين التقيت بهم، والذين كانوا بطريقة أو بأخرى على صلة القومي للمجلس العامة والفرق باألفراد ألتقي أن جدا، مؤثرة وجتربة لي، كان شرفا ولقد باملبادرة. للطفولة واألمومة، وبفرق العمل التطوعية احمللية واملنظمات غير احلكومية، وبأولئك العاملني في الذين شعروا كلهم املانحة اجلهات أوساط في وحتى الصفية، والغرف التعليمية التربوية اللجان أنهم كانوا مدفوعني التزامهم الكامل، حتى بأنهم كانوا جزءا من مشروع مثير لالهتمام استحق بشكل كبير باعتقاد راسخ في أعماق قلوبهم بأنهم كانوا يحدثون أثرا مهما في حياة تلك الفتيات، العميق اإلحساس هذا إن كلها. مصر وأمام مجتمعاتهن وأمام أمامهن، جديدة فرصا ويفتحون من واملتسلح مبجموعة مواجهتها، الواجب التحديات متطور جملموعة فهم يه يغذ الذي بالرسالة، أن لو كما برمتها، املبادرة حول واإلحلاح اجلدية من نوعا أوجد قد بعناية، املدروسة االستراتيجيات هم حقا ويحدث أثرا، وله عواقب تؤثر على اجلميع كان يدرك أن ما يقومون به، أو يفشلون في إجنازه، يهم

واقع حياة األشخاص احلقيقيني.إن هذا االعتقاد أن ما يؤدونه من عمل يحدث فرقا أو أثرا مهما هو الذي أدى، من وجهة نظري، إلى حتويل ما كان ميكن أن يكون بالنسبة إلى البعض مجرد أداء، ونوع من استعراض احلركات فقط، إلى مبادرة حيوية وهادفة. وإن الشيء الذي أحدث الفرق أو األثر هو قرب أولئك املعنيني باملبادرة من اجملتمعات احمللية احلقيقة وبالرغم من بامليسرات. وانتهاء بالسفيرة مشيرة خطاب ابتداء قاموا على خدمتها، التي الواضحة التي مفادها أنهم جميعا كانوا مثقلني باألدوار واألعمال، فقد حتدثت كوادر سكرتارية اجمللس القومي للطفولة واألمومة عن شعورها باحليوية عند رؤيتها للفرحة في أعني البنات، وأضافوا قائلني: »لقد رأيناهن يتميزن، ورأينا التغير في سلوكهن والثقة تفيض من أنفسهن وتشوقهن إلى التعلم.« املرتبطة والقضايا البنات القومي عن كيفية تضامنه مع اجمللس امليدانيني في املديرين أحد وحتدث قال. اخلير« كما »يعمل الفرصة كي للمجلس إلعطائه الكبير باالمتنان وعن شعوره مبستقبلهن، إلى تقدميه لهن، وتغمرني رن ما نسعى البنات يقد والبريق يفيض من عينيه: »إن تلك وأضاف قائال السعادة عندما أراهن مسرورات في املدرسة، فهن يعرفنني ويهدينني بطاقات معايدة في العيد وفي النجع، واستطعت األولى لهن خارج - كانت هي برحلة القيام املبارك، وقد حتملت تكاليف رمضان بالقليل أن أحدث أثرا وفرقا كبيرا في حياتهن.« ولقد أخبرني زميله فيما بعد أن األمر بالنسبة إليه كان

99مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر98 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

استحضارها للتجارب التي مرت بها خالل مرحلة تعبئة اجملتمع احمللي من املبادرة، قائلة: »هناك الكثير احمللي ومشاركته حياته وظروف وجوده، اجملتمع العمل مع إن القرى.« األبطال اجملهولني في هذه من ل كذلك نوعا من »الفهم ولو لوهلة، لم يؤد فحسب إلى فهم أعمق للواقع واالحتياجات، بل إنه شكاجملتمع بتعبئة املعني اجلانب في شاركوا الذين أولئك من العديد إن للواقع«. املفاجئ الشخصي احمللي من املبادرة، تذكروا »حلظات الشعور بالدفء والصداقة كما لو أنهم عثروا على أسرة جديدة غير أسرتهم«. فقالوا إن ذلك كان »منعشا وباعثا على النشاط بالنسبة إلينا.« وقال ثالثة من الفريق الذي شارك في عملية التعبئة: »نحن عادة نعمل وحدنا في منظمتنا، ثم جند أنفسنا نتساءل: »ملاذا بحق ما ينتابنا شعور بالوحدة، ولكننا وجدنا زخم إحداث التغيير أمامنا اهلل نقوم بهذا العمل؟« وغالبا مع إطالق هذه املبادرة. فوجدنا أنفسنا نعمل بجد حتى وقت متأخر من الليل، ولم نقم بإحصاء عدد ساعات العمل أو األموال التي سنجنيها فيما لو كنا نؤدي عمال آخر. كنا نتحدث عن مسائل معمقة، وأخرى شخصية ويصبح املرء منا بالتالي قريبا من اآلخرين. لم تكن هذه مجرد مهمة أخرى وال مجرد عمل نؤديه. لقد كان شعورا رائعا أن يكون املرء جزءا من عملية كانت تعيد تشكيل مصر من جديد

فيما يتعلق بتعليم البنات.«

املهارات التربويني/املربني تتوافر لدى للنوعية. فقد الضامن احلقيقي التام هو بااللتزام احلس إن هذا الفنية واملعرفة والبراعة في طريقة األداء، وقد تكون لديهم القدرة على الوصول إلى اجملتمعات احمللية، واملدارس والكتب املدرسية املقررة واملوارد، ولكن من املمكن أن يكون كل ذلك غالفا خاويا، ما لم يكن

ن. مدفوعا باإلحساس بحمل الرسالة الذي غالبا ما يكتسب بدال من أن يلق

»رائعا أن يرى املبادرة تنجح بالفعل، وبالنسبة إلي أن تكون لديه املقدرة على حل املشكالت، مبا يضمن تعليم تلك البنات وأن يتعلمن بطريقة جيدة.«

عقب مالحظاتي في وتكرارا مرارا ظهرتا واللتني املبادرة، هذه حولهما تتمحور اللتني الكلمتني إن الزيارات امليدانية هما: »احملبة« و«الرعاية«. ولم تكونا مجرد كلمتني مبهمتني وغير واضحتني، بل إنهما كانتا معلمني بارزين للتربويني أو املربني في كل مكان، كما تصفهما كلمات التربوي/املربي البرازيلي في دراسته املهمة طرائق تدريس املظلومني، )فريره، ١972(. وال تنطوي كلمتا »احملبة« و«الرعاية«، في هذا املقام، على معان سطحية، وعواطف عابرة وزائلة توفر شعورا سريعا ورخيصا/زائفا بالرضا الذاتي، بل إنهما تنطويان على مشاعر مجربة بعمق، تترك أثرا عميقا في تشكيل هوية املرء وإحساسه برسالته

في احلياة.8

إن هذا التوجه في احلياة، الذي تطور من خالل االنخراط في مبادرة تعليم البنات، جاء بقوة عبر املقابالت العديدة التي أجريتها خالل زياراتي إلى مصر. وفي هذا السياق، صرح منسق برامج تدريب امليسرات التي والنتائج األطفال أرى حينما )رسمي(... عمل في لست أنني لو أشعر إلي، »بالنسبة قائال: حققوها واملستويات التي وصلوا إليها، فإنني أشعر باإللهام. إنه ألمر رائع يجعلني أشعر بالسعادة الفعلية.« وصرح أحد احملافظني الذي متت مقابلته قائال بروية ولكن بقوة: »أنا لست مجرد داعم لهذه املبادرة، بل إنني من املؤمنني بها.« وقال آخر، وهو مفكر مصري رائد معروف مبواقفه الشجاعة حيال القضايا املتعلقة بالتنمية قائال: إن املبادرة جعلت منه شخصا نافعا: »أشعر أنني أقدم شيئا ملصر. رات وميكن للمرء أن يرى أن حلقة الظلم يجري كسرها على مستوى األطفال واألسرة، وصوال إلى امليسواألهالي واجملتمع احمللي. لقد أخذ هؤالء البسطاء يترعرعون ويتفتحون، مما يثبت إمكانية حتقيق وإطالق الطاقات الكامنة لدى األفراد حينما يتم توفير البيئة املناسبة لهم. فهم أناس يكتنزون الكثير من اإلبداع في داخلهم، لم ينجح النظام السلطوي واألسرة املستبدة وطرق التدريس املتسلطة في وأده

كليا. فحينما أرى األثر الذي حققناه، فإنني أعطي كل ما لدي بكل سرور.«

البنات رؤية »أنا أحب امليسرات في اجليزة عن شعورها جتاه عملها، أجابت قائلة: ولدى سؤال إحدى يتعلمن القراءة والكتابة، ألنهن يستطعن القيام بأي شيء بعد ذلك.« وتقول ميسرة أخرى من سوهاج: »تلك الفتيات رائعات! فقد أخذن يتغلنب على قرون من التحامل .. انظر إليهن كيف يبتسمن!« وأومأت املشرفة برأسها موافقة على ما قالته امليسرة، واصفة كيف أمضت إحدى البنات في الصف الذي ترعاه تلك امليسرة معظم حياتها الفتية تتسول بالقرب من إحدى املقابر، وكيف كانت امليسرة تراها في كل مرة تذهب فيها لزيارة قبر والد زوجها، وأشارت إليها من دون أن تشعرها مخاطبة إياي قائلة:

»ها هي اآلن هنا! انظر إليها كم هي واثقة من نفسها ومفعمة بالكرامة!«

عند ساعدنها اللواتي للنساء بالعرفان احمللية التطوعية العمل فرق في املتطوعات إحدى وتقر

8 إن االستقامة التي تقود املبادرة ككل تنبع من خالل جانب آخر أال وهو التركيز على قيمة أخرى من قيم »فريره«: التواضع. فاملبادرة ال تشجع على متجيد

الشخصيات: وبالرغم من أن بعض هذه الشخصيات، مثل السفيرة واملدير اإلقليمي لليونيسف، هي شخصيات ملهمة ومثال يحتذى به في حث اآلخرين على العمل والتحسني، فقد مت توضيح أن التركيز واالهتمام يجب أن ينصبا على اجملتمعات احمللية وعلى البنات.

101مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر100 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

األثر والتحديات واملضي قدما |8

103مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر102 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

املبادرة بعد مرور ست سنوات

مبادرة ملنشأ وصفا السابقة الفصول قدمت لقد حلظة منذ ومنوها وتطورها وأصولها، البنات تعليم -2000 عام في لها التخطيط ومراحل تأسيسها

2002، إضافة إلى وصف عملية إطالقها في عام 2003، ودخولها مرحلة التنفيذ حتى عام 2006، وما حققته من منجزات، واهتمامها الشديد بتوفير تعليم نوعي ملئات من النجوع واجملتمعات احمللية في سبع محافظات، والتحديات التي اضطرت إلى مواجهتها والتغلب عليها. التقرير )ديسمبر 2007(، قامت وحتى فترة كتابة هذا املبادرة بتشغيل 7١١ مدارس صديقة للبنات، والتحقت بها ١9445 طالبة وطالب )منها 92% طالبات(، وأخذن يتلقني تعليمهن مجانا ومت تزويدهن باألدوات املدرسية. حلوالي تدريبية جلسة ١78 عقد من املبادرة ومتكنت ١530 ميسرة باإلضافة إلى عقد سبع جلسات تدريبية أخرى لستة وثمانني مشرفة. وقد مت التخطيط إلقامة 28.200 طفل للبنات تستوعب 940 مدرسة صديقة

بحلول نهاية عام 2007.

على املدارس تلك حتدثه الذي األثر فعال ملسنا لقد الفرص احلياتية لألطفال واجملتمعات احمللية التي حتتضن الذي األثر سنتناول الفصل، هذا وفي املدارس. تلك حتدثه مبادرة تعليم البنات على ما هو أبعد من األطفال واجملتمعات من خالل التركيز على العالقات املتداخلة ما العام. التعليم للبنات ومدارس الصديقة املدارس بني التي التحديات أيضا سندرس فإننا بذلك، وبقيامنا القادمة، السنوات في مواجهتها املبادرة على يجب وهي توسع نطاق تغطيتها أكثر فأكثر لتصل إلى مزيد

من اجملتمعات احمللية في مصر.

األثر املنتشر تدريجيا

في أنظمة التعليم الوطنية، تقارن االبتكارات التربوية التعليمية بأحصنة طروادة »Trojan Horses” )فيروسات احلاسوب الشهيرة(، حيث تنتشر تلك االبتكارات متاما كما تنتشر الفيروسات أو بقع احلبر، وتؤثر على العناصر

األخرى في املشروع التربوي التعليمي. وبالطبع فعندما التي التعليمية كطعيمات التربوية االبتكارات تكون يراد إقحامها في نظام تعليمي نظامي قوي، فإن البيئة احمليطة سوف تلفظها متاما كما يلفظ جسم اإلنسان األعضاء التي تزرع فيه، إذ يتصورها أجساما غريبة غير

متوافقة معه.

»مدارس إلهامها: مصدر البنات تعليم مبادرة تشبه اجملتمع«. فمع أنهما ابتعدتا بعمق عن تركيبة احلمض القطاع ملدارس الرئيس التيار خلاليا ”DNA« النووي العام، فإنهما متكنتا عموما من احلفاظ على هويتهما، وأظهرتا مرونة كافية لتحمل احملاوالت التي هدفت إلى وقد املدرسة. ملفهوم السائد املنطق في إدماجهما احملاوالت ألنهما تلك الصمود في وجه كل استطاعتا بقية مع أم بينهما فيما ذلك أكان سواء – أظهرتا مكونات حركة مدارس اجملتمع احمللي – إمكانية وجود نوع بديل للتعليم املدرسي. إننا نستطيع حتقيق اإلنصاف والتميز إذا راعينا اجلوانب األساسية للمشروع التربوي

التعليمي التي أشرنا إليها في الفصل السابق.

من اجملتمع ومدارس البنات تعليم مبادرة لقد متكنت فمع لإلعجاب: مثيرة استراتيجية بطريقة ذلك إجناز إال بديلة، تربوية وممارسات عمل برامج وضعتا أنهما العام، للتعليم الرئيس التيار عن تبتعدا لم أنهما مختلف، منهاج تدريس طريق عن ذلك أكان سواء يتالقى ال متوازيتني كمبادرتني نفسيهما بتقدمي أم التعليم نظام مع يتالقيا أن ميكنهما وال مساراهما، صالت على احلفاظ وحتاوالن حاولتا إنهما بل العام. قوية مع وزارة التربية والتعليم، واالستفادة من خبرات على الوزارة وأبقيتا ذلك، أمكن كلما وجتاربها الوزارة اطالع مبجريات األمور فيهما مبا يضمن تقدير كوادر وزارة التربية والتعليم وتفهمها للفائدة الكامنة في هاتني النجوع، في تعليمية تربوية قوى كمراكز املبادرتني يستثمر فيها أهالي النجوع ويتعلمون اعتبارها إحدى ممتلكاتهم. وبطبيعة احلال، لم تعمل هذه اجلهود على بل فحسب، التمويل على احلصول أمام األبواب فتح

الوزارة للتدريس عملت – وهذا هو األهم – على قبول وفي ملؤسساتها. كنموذج احمللي اجملتمع إلى املستند مواقف حتول وصفوا املعنيني من الكثير إن احلقيقة، الوزارة جتاه التدريس املستند إلى اجملتمع احمللي بأنه حتول والعدائية، الشك، ثم األولي التشكك إلى امليل من وحتى بالقبول يتسم إلى موقف تعليق« »ال وموقف تعليم مبادرة ومدارس اجملتمع مدارس بأن باالعتراف من مالئمة، أكثر منوذج توفير استطاعت قد البنات التعليم مدارس من والتعليمية، التربوية الناحية

العام.

وبناء على ذلك، فقد استطاع اجمللس القومي للطفولة واألمومة أن يحقق أفضل استثمار ممكن وطويل األمد الوثيق مع التعاون البنات من خالل تعليم في مبادرة الوزارة جهود انضمام ومع والتعليم. التربية وزارة يؤثر أن أكبر، بدرجة املرجح، من كان املبادرة، إلى منوذج املدارس الصديقة للبنات في املدارس احلكومية ذلك بالتأثير علي احلكومية املدارس تقوم أن من بدال منوذج يحقق أن أيضا املمكن من وأصبح النموذج. واملصداقية املشروعية للبنات الصديقة املدارس أقصى مداها. إلى يوسع نطاق تغطيته الالزمة لكي سا متحس واألمومة للطفولة القومي اجمللس وكان من خطر سيطرة مدارس التعليم العام على النموذج اجلديد بدال من أن يحدث العكس. ولهذا السبب، كما رأينا، وكما قال أحد قادة سكرتارية اجمللس: »إننا نختار العناصر، ونحاول نقلها بطريقة جتعل معلمي مدارس احلكومة يدركون أن هذه األساليب تنجح فعال وخاصة

في السياق املصري.«

وفي هذا املقام، فإن التشبيه الذي استخدمته أحدى الآلتي متت مقابلتهن هو األكثر مالئمة، عندما قارنت مما ماء، بركة في حجر بإلقاء البنات تعليم مبادرة يسبب انتشار التموجات نحو اخلارج لتحيط مبساحة واسعة من سطح املاء. لقد تعثر العديد من االبتكارات، مع أنها كانت واعدة؛ ألنها فشلت في ضم وزارة التربية الوزارة تعتبر إذ ركبها، إلى آخرين أساسيني وشركاء

أريد ما إذا حتما، حاسمة عناصر الشركاء وهؤالء أن االتساع في اآلخذة التدريجي« االنتشار »حللقات

تستدمي زخم انتشارها واجتاهها وحيويتها.

Filtering through التغلغل األزموزي

لإلعجاب مثيرا البنات تعليم مبادرة أثر كان لقد بالطبع. فقد اعترف مسئولو وزارة التربية والتعليم أن البنات أكسبتا منوذجي مدارس اجملتمع ومبادرة تعليم اجلذري »التحول في جديا تنخرط لكي الثقة الوزارة أن معظمهم وشعر ،”paradigm shift النموذج إلى التحول، بهذا بالقيام مطالب العام التعليم نظام الذي تضمن جميع جوانب املشروع التربوي التعليمي، ابتداء من غرس املدارس في املمارسات والديناميكيات وتدريب النشط التعلم بتطبيق وانتهاء اجملتمعية، املعلمني واملشرفني ذكورا وإناثا. وبالطبع، فإن العقبات نالت فقد الشاسعة. مصر مساحة بسبب هائلة وزراء أحد إعجاب النشط التعلم تطبيقات إحدى ميسرات قدمتها عندما الشديد والتعليم التربية في املنيا محافظة في البنات تعليم مبادرة مدارس هو النشط التعلم أن فأعلن األولى، املبادرة سنوات مصر مدارس جميع من يريد الذي التدريس أسلوب في انزعجوا الوزير مستشاري ولكن استخدامه. املمارسة بتلك الشديد الوزير إعجاب من األمر بادئ التعليمية التي لم يكونوا يستطيعون اإلدعاء بالبدء هذا من ممارسات أية إن صراحة وقالوا تنفيذها، في القبيل لن تنجح في اختراق الصفوف الدراسية، التي طالبا. 80 عليه يجلس متحرك غير أثاث على حتتوي النت فقد جدا، الواقعية اخملاوف هذه من وبالرغم الوقت، مبرور والتعليم التربية وزارة مسئولي عريكة ومع “تغلغل” جوانب عديدة من املبادرة ونفاذها إليهم كما أخبرني أحدهم. إن هذه “اخلاصية اإلزموزية”، كما إجنازا الذين متت مقابلتهم لم تكن أحد أطلق عليها متواضعا، إذا ما أخذنا بعني االعتبار أن بعض مشرفي/

للمرة دعوا عندما والتعليم، التربية وزارة مشرفات “تعلم جلسة تقود امليسرات إحدى ملشاهدة األولى تستند إلى النشاطات”، تساءل قائال: “ولكن أين املنهاج

105مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر104 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

من هذا كله؟! بينما استمر مشرفون آخرون/مشرفات أخريات في اإلصرار على أن أساليب التدريس التفاعلية ولكنهم العام. التعليم مدارس في فعال تستخدم سرعان ما جتنبوا تقدمي التدريب مليسرات مبادرة تعليم تدريبهن إلى دعوا عندما املواقف، من خشية البنات

استنادا إلى ادعاءاتهم بذلك.

لقد »تغلغلت« جوانب املبادرة على مستويات عديدة. والتعليم، التربية وزارة مشرفو/مشرفات اعتمد وقد ممن تابعوا التدريب الذي قدمه اجمللس القومي للطفولة معينة، بروتوكوالت واملشرفات، للميسرات واألمومة أو املعلمات، بتقومي اخلاصة املالحظات ورقة مثل تستخدم التي التلميذة/التلميذ معلومات استمارة نشرها. بتعميم وقاموا املستمر، التقييم لغايات جرت جتربة أيضا املاضية الثالث السنوات وعلى مدى اختبار التعلم التفاعلي في الصفوف من األول وحتى من بدعم والتعليم التربية وزارة مدارس في الثالث اليونيسف. وكذلك فإن مدارس اجملتمع ومبادرة تعليم satellite التابعة »باملدارس ترتبط أخذت البنات احملافظات، بعض في العام التعليم لنظام ”schoolsمما يسهل تبادل املعلمات بني تلك املدارس كلها. وفي لبعض زياراتي أثناء الواضح، من كان فقد الواقع، مدارس التعليم العام في أسيوط، على سبيل املثال، أن املعلمات كن يستخدمن أسلوب مجموعات العمل والتعلم التفاعلي كلما أردن استعراض مهاراتهن أمام التعليمية واملصادر الدمى باستخدام وذلك الزائرين، املتعددة، حتى وإن كان السياق الذي يعملن فيه يتسم وبالرغم األحوال. أحسن في والتقشف بالبساطة من أن معظم اجلهود كانت متواضعة، ميكن للمرء أن يرى املنابت واألصول التي انحدرت منها تلك املعلمات، وما كن يأملن في الوصول إليه بناء على ما رأينه في البيئات املؤاتية التي متثلت في مدارس اجملتمع ومدارس

مبادرة تعليم البنات.

لقد أصبح واضحا أن “األثر الذي ينتشر تدريجيا” قد أخذ اجتماع ذلك خالل جتلى وقد نقطة حرجة. إلى يصل

بحثي انتهاء قبيل والتعليم التربية وزارة في عقد للوزير، الشخصي املستشار أعلن عندما امليداني، وهو يشعر بقدر كبير من الرضا، خبرا عاجال مفاده أن اللجنة العليا للسياسات قد وافقت للتو على تعميم تعليم مبادرة تعميم وبالتالي اجملتمع، مدارس منوذج وعلى مصر، في النائية املناطق جميع على البنات، القيام فورا أيضا، بتحويل مسمى ”إدارة مدارس الصف الواحد” إلى “إدارة التعليم اجملتمعي”، مما يرسخ االلتزام مات الس إحدى باعتبارها اجملتمعية املشاركة بفكرة – التعليم في مصر” العام لسياسات “لإلطار الست وهي وثيقة إصالح التعليم التي صدرت في مارس/آذار عام 2006 والتي تقود الرؤية اجلديدة للتربية والتعليم في مصر. ومما يثير االهتمام إلى حد كبير، وعلى درجة في املستخدمة املصطلحات أن األهمية، من كبيرة صيغت التي اللغة اخترقت قد البنات تعليم مبادرة بها وثيقة اإلصالح تلك، وهو ما يعتبر مؤشرا آخر على الوزارة حتديد على تدريجيا” املنتشر “األثر أحدثه ما

ملفهوم التعليم النوعي.

التحديات واملضي قدما

ال ينبغي لالحتفال بالنجاح الذي حققته مبادرة تعليم البنات أن يجعلنا نغفل عن التحديات التي وجب على منجزاتها لتوحيد تسعى كانت بينما جتاوزها املبادرة الشعب من واسع طيف على وتعميمها وترسيخها للدول، بد وال مسيرتها. في قدما للمضي املصري مبادرة في ثاقبة ورؤى إلهام مصدر عن تبحث التي حتقيق إلى تسعى )وهي مصر، في البنات تعليم أهداف التنمية األلفية وتوفير التعليم الذي تستحقه خ في أذهانها حقيقة مفادها أن جميع البنات( أن ترسالتنمية التربوية التعليمية شأن معقد، وأن كسر دائرة اإلجحاف، واالستعاضة عن السلوك الروتيني املنغرس تستغرق عوامل آخر، جديد بسلوك ثقافيا واملعتمد اجملتمع مدارس حركة عملت لقد تتحقق. لكي وقتا الطريق مهد مما العملية في مصر، تيسير هذه على بشكل فعال أمام حتول شامل مستند إلى منوذج تلك املدارس. ومما سهل العملية أيضا االعتقاد الراسخ من

مصر سيدة وصفته الذي السياسيني، القادة جانب األولى قائلة: »تعليم البنات أولوية وطنية، وهي املفتاح حتقيق إلى مصر تقود التي الشاملة،« التنمية إلى املدى الذي يشكله هذا التعلم »باعتباره نقطة دخول حقيقية إلى الكثير من متطلبات التنمية، وهي حتديدا: اجملتمعية، واملشاركة والدميقراطية الفقر، استئصال

وبناء مجتمع يقوم على املعرفة.«

وإذا ما أريد لهذه احلالة الدراسية أن تكون مفيدة في العمل كمصدر إلهام ملبادرة مماثلة، فإن عليها أن تكون الصعوبات بشأن بالشفافية يتسم وضوحا واضحة الفصول حددت لقد تواجهها. أن احملتمل من التي مببادرة أحدقت التي الصعوبات من العديد السابقة والتخطيط تأسيسها مراحل في البنات تعليم األخرى، االبتكارات مع احلال هو وكما وتنفيذها. لها علم في ى يسم مما تنشأ التحديات تلك بعض فإن االجتماع »اآلثار غير املقصودة effets pervers” للعمل حرجة بل مهمة، اآلثار هذه تكون وقد االجتماعي أحيانا، ولكن يصعب التنبؤ بها أو السيطرة عليها، مما يبرز التعقيد الديناميكي والذي ال ميكن التنبؤ به لقوى التغيير )فوالن ١993(. وتتضمن األمثلة على ذلك، على مدارس إلى املتنامية النظرة احلصر، ال املثال سبيل النخبة مؤسسات أنها على البنات تعليم مبادرة التعليم العام اجملهزة مبوارد أفضل مما جتهز به مدارس بسبب قدرتها )أي مدارس املبادرة( على استقطاب املزيد من التمويل من اجلهات املانحة الوطنية والدولية. وقد ظهر جليا في أحد النجوع التي زرتها أن األهالي )اآلباء واألمهات( لم يكونوا يرسلون بناتهم إلى املدارس في انتظار توافر شاغر في أقرب مدرسة إليهم من مدارس بناتهم تعليم تأخير إلى أدى مما البنات تعليم مبادرة

في املدارس.

مع التحديات من أخرى أنواع الوجود حيز إلى وتبرز رحلتها في جديا وانطالقها زخما املبادرة اكتساب األجزاء في وسنبحث التوسع. نحو باخملاطر احملفوفة املشكالت فيها مبا التحديات تلك أهم بعض التالية

املبادرة بني ما »االنفصال« بظاهرة منها املرتبطة وبيئتها االجتماعية والتربوية التعليمية، وبني التوسع

في النطاق الذي تغطيه حتى يبلغ مداه.

التحدي الذي تفرضه ظاهرة »االنفصال«

بحسب تعريفها، تتحدى مبادرة تعليم البنات املعتقدات ودورها، اجملتمع في املرأة قيمة حول اجلذور الراسخة والقيود التي تفرض عليها وآليات العمل املستخدمة لفرض تلك القيود. وتتصدى مبادرة تعليم البنات، كما رأينا، لتلك املعتقدات واملمارسات من خالل توفير حيز للبنات تتاح حيث احمللي اجملتمع في واجتماعي مادي حرية تشكيل هويات شخصية واجتماعية بديلة. ومما ر تنفيذ هذه العملية، إيجاد روح من احملبة واالحترام ييسإضافة إلى طرائق التدريس التحررية التي تشجع على التعبير عن الذات، والتحلي بروح املبادرة واحترام الذات والثقة بالنفس. وتبدو هذه التجربة التربوية التعليمية أنها من القوة مبكان بحيث أدت إلى التعمق في إعادة تشكيل الهويات، وفي إيجاد عملية إعادة تأهيل وتهيئة ك في جوانب عديدة من نظام القيم اجتماعية تشكالسائدة في اجملتمع احمللي وما يعتبر أنه »تعليم جيد«. احمللي، اجملتمع قيم »االنفصال« عن ويستحق كل من

وعن ممارسات التعليم النظامي املزيد من التفصيل.

»االنفصال« عن قيم اجملتمع احمللي

القرى في للبنات الصديقة للمدارس زياراتي أثناء »كيف وتكرارا: مرارا سؤال راودني ما كثيرا والنجوع، خارج االستمرار« من »يتمكن أن البنات لتلك ميكن شرنقة املالذ اآلمن الذي توفره لهن الفصل املدرسي؟ املربك التناقض مع التعامل من سيتمكن كيف والقاسي ما بني الرسائل التي يتلقينها في املدارس - حيث يقال لهن إن »البنات يستطعن عمل أي شيء«، الضرورية احلياتية باملهارات تزويدهن يتم وحيث التي الرسائل وبني واقع، إلى الشعار ذلك لترجمة يضع حيث - باملدارس احمليطة البيئة إليهن ترسلها ني، املهم اآلخرين األشخاص ومعظم األسرة، من كل

107مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر106 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

بصوت عال وبنشاط وفاعلية، حواجز وقيود على الروح أهمية على املدرسة تركيز يتفق معا؟ كيف واجلسد منذ املرأة تبرمج التي األسرية املمارسات مع الذات أقل أو أدنى أنها إلى نفسها على تنظر لكي والدتها شأنا من الرجل؟ كيف يتحقق هذا التوافق حيث قيل لي إن »املرأة لديها رحم ولكن ليس لديها عقل«، وحيث »ميكن لألخ األصغر أن يصدر األوامر ألخته األكبر منه سنا طلبا منها أن جتلب له كوبا من املاء وقتما يشاء ومبوافقة من والديه«؟ وكيف يتحقق أيضا حيث تكون أن حد إلى بعمق املترسخة التوجهات/املواقف هذه في االضطهاد هذا يستنسخن أنفسهن »األمهات إلى ينظرن ال أنفسهن األمهات ألن بناتهن نفوس بل اضطهاد أنه على املرأة( إلى )املوجه االضطهاد مبدارس امللتحقات البنات تنظر هل حياة«؟ طريقة وإلى املدرسة داخل الواقع إلى البنات تعليم مبادرة الواقع خارجها على أنه »تغريب مشئوم« أم »انفصام النفسي/ األخصائي تساءل كما الشخصية« في

املدرب الذي أجريت مقابلة معه؟«

فمن جانب، يبدو اجلواب بسيطا جدا طبعا، فالعملية بني الفصل من املرحلة هذه في متر برمتها التنموية نحاول »ما وبني اآلن« عليه نحن »ما وبني كنا« »ما جتد التي األجيال أو للجيل بد وال عليه«. نصبح أن نفسها عالقة في الفترات االنتقالية أن تتدبر بطريقة في التغيير رياح تقذفها التي التناقضات بأخرى أو جديد نظام ويكتسب األمور، تستقر ريثما وجوههم للقيم مشروعيته إلى أن ينشأ التحدي التالي. وميكن االنتقالية العملية هذه ضريبة وطأة من التخفيف بالطبع من خالل تعريض اجملتمع احمللي ألنظمة قيمية الالقطة األطباق ذكرتني لقد بينها. فيما متنافسة أسقف على املوجودة الفضائية، احملطات من للبث أمناطا بأن بعدا، النجوع أقصى في العشش أبسط ردهات إلى أشعتها ترسل كانت مختلفة حياتية إن والنظر، للدراسة مثارا لتكون تأكيد بكل البيوت لم تكن حتى من أجل اعتمادها منطا جديدا في احلياة. وميكن لهذه العملية أيضا أن يتم تسهيل تنفيذها عن

تشجيع يتم حيث وحوارية، تشاركية عمليات طريق اجملتمع احمللي على النظر في أنظمته القيمية وتقاليده العقالنية املعتقدات إطار في يدرسها وأن القدمية، وجه على وهذا واإلنصاف. العدل من وبحس اجلديدة الدقة ما حاولت عملية تعبئة اجملتمع احمللي القيام به، املدرسة احمللي اجملتمع يتقبل لكي ال األرضية مهيئة التي األساسية القيم يتماهى مع لكي بل فحسب، تقوم عليها املبادرة. لقد بذلت امليسرات أيضا قصارى واجملتمع املدرسة بني التواصل جهدهن إلقامة جسور احمللي خالل اجللسات التمهيدية جلدول العمل اليومي، املسائل جدولة على التلميذات تشجيع يتم حيث إسداء خالل ومن املدرسة، خارج بحياتهن املتعلقة مع التعامل كيفية على وتدريبهن لهن املشورة وبني أسرهن، وعلى ضمان بينهن التي حتدث التوترات اجلدات إلى واللجوء االستنجاد خالل من حقوقهن من آباؤهن منعهن ما إذا احملتملني اآلخرين واحللفاء

االنتظام في املدرسة على سبيل املثال.

)أدوار االجتماعي النوع أدوار حول النزاعات ولكن الذكور واإلناث( تعتبر نزاعات على السلطة. إذ من غير احملتمل أن مييل الطرف األقوى إلى التخلي عن امتيازاته وخاصة مقاومة١، دون من أو بسهولة، وأفضلياته التاريخ العاملي – كما ذكر ثالثة في حلظة من حلظات »يوجد الكبيرة اخلبرة أصحاب من التنمية قادة من ارتداد العالم، من أخرى مناطق في يوجد هناك، كما إلى إساءة استخدام محافظ مرعب ومخيف، إضافة هو كما واألقباط املسلمني من كل قبل من - ين الداحلال في مصر، من أجل تبرير اعتماد طريقة رجعية في معاملة املرأة.« ومن املثير لالهتمام، على سبيل املثال، ما الحظته خالل إحدى زياراتي إلحدى املدارس، فبينما كنا نستمتع بالنظر إلى احلديقة اجلميلة التي قامت الفتيات برعايتها، برزت للعيان مجموعة من األوالد من والعريشة املوز، شجر وأوراق الشائكة، األسالك بني

١ أنا كرجل لست خارج حلبة هذا الصراع بالطبع. ومن املفارقات، أن مجرد كتابة

املنزلية إلى إجبار شريكة حياتي على حتمل أعباء األعمال النص قد دفعتني هذا كلها، والعناية باألطفال، واالهتمام باحتياجاتي، واحتياجات أبنائنا وفق التقسيم

التقليدي للعمل.

فتفوه .honeysuckle/bougainvillea والبوغنفيلية منهم قليل عدد وبدأ علينا، بالتعليق األوالد بعض حالة احلادثة تلك كانت البنات. على احلجارة بإلقاء منعزلة، وطمأنني البعض أنها نادرة احلدوث. إن مجرد حدوثها بالفعل يعتبر شاهدا بارزا على الصراع احملتمل، والنساء – – البنات يندلع كلما طالبت أن الذي ميكن

باحلصول على أماكن أو موارد ألنفسهن.

يكون الصراع حتى أكثر تعقيدا بسبب حقيقة أخرى مفادها أن مبادرة تعليم البنات تستهدف البنات على األغلب. وال بد للتعليم الذي يسعى إلى حتقيق التعادل املدارس إلى الذكور يعيد أن اجلنسني بني اإلنصاف أو

ليدعوهم إلى املواجهة في التفكير بالتحامالت التي تربوا ونشؤوا عليها اجتماعيا، والتي أصبحت سجية أحد الحظ وكما وأخالقهم. سجاياهم من خلقا أو مستشاري اجمللس القومي للطفولة واألمومة بشيء من القلق: “إننا رمبا نكون قد أخذنا نفقد إشراك األوالد في العملية.” وبالطبع، فإن األوالد الذين يتم قبولهم في املدارس الصديقة للبنات يعتبرون محظوظني، من املنصفة باألدوار مقنعا قويا تعليما تلقيهم حيث للجنسني وبالعالقات فيما بينهما. ولكن يبقى أولئك أقامتها التي املدارس أقلية وغير موجودين في األوالد شركة “أباتشي”، وبذلك فإن اجمللس القومي للطفولة على التركيز إن محرجة: معضلة يواجه واألمومة إلى تؤدي قد واإلناث الذكور بني الفجوة ألن البنات أوضاع وصفها أحد الذين متت مقابلتهم بقوله: “إننا البنات تطير لكي القفص نفتح أخذنا قد نكون رمبا املتربصني الصيادين جتريد في نشرع لم ولكننا منه ليست احلال، بطبيعة وهذه، أسلحتهم.” من بهن ومما للمجلس. الرئيسة حتى أو الوحيدة املسؤولية على جاء كما – احلكومة أن التشجيع على يبعث – والتعليم التربية وزارة مستشاري كبير لسان أو التعادل خ ترس التي املناهج تطبيق على تعكف اإلنصاف بني الذكور واإلناث، مبا في ذلك أيضا مراجعة متثيل عملية تنميط عدم لضمان املدرسية الكتب

أدوار اجلنسني املكتوبة/املقروءة واملصورة.

»االنفصال« عن تيار التعليم العام

مبادرة مدارس بني لالنفصال الثاني البعد يتعلق تعليم البنات وبيئتها احمليطة بالفرق بني نهج التعليم والنهج للبنات الصديقة املدارس صفوف في املتبع رؤية تتفق إذ العام. التعليم مدارس في ميارس الذي القومي التربية والتعليم ومع ما يعتبره اجمللس وزارة للطفولة واألمومة ممارسات تربوية تعليمية سليمة. التربية لسياسات العام »اإلطار فإن الواقع وفي والتعليم في مصر«، الصادر في مارس/آذار عام 2006، يقر أن االلتزام األول لهذه السياسات يتمثل في إيجاد لكل النوعية، جيد تعليم تقدم حكومية مدارس

أحد اآلباء املترددين يعذبه ضميره:الوصف املوجز التالي مقدم من أحد أعضاء

فرق العمل التطوعية احمللية: ”Abu Teeg تيج “أبو في اآلباء أحد “قرر التبرع بقطعة أرض لبناء مدرسة ألنه كان ما زال يشعر بالذنب حتى يومنا هذا ألنه لم واعترف باملدرسة. بااللتحاق البنته يسمح وهو يذرف الدموع أن ابنته جتاوزت كثيرا سن للفتيات يريد ال ولكنه باملدرسة، االلتحاق األخريات في النجع أن يفقدن فرصة التعلم وفي الرجل عالنية بكاء ويعد املدرسة. في تلك اجملتمعات الريفية، على وجه اخلصوص، استثناء كبيرا في مصر. ومع ذلك فقد بكى ذلك األب. وكانت ابنته إلى جانبه، وقالت إنها ما زالت تأسف بالفعل على قرار والدها حتى الضمير بتأنيب لقد شعر حقا اليوم. ذلك على ما جعل ابنته تفقده بسببه، وأنه أراد أن يعوض ذلك من خالل التبرع بقطعة أرض

لبناء املدرسة.”

109مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر108 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

متعلم في بيئة غير البيئة التقليدية التي تركز على النشط التعلم أساليب باستخدام وذلك املدرسة، والتكنولوجيا من أجل متكني الطلبة من التعلم الذاتي،

وحل املشكالت، والتفكير الناقد واملهارات احلياتية.«

ويبرز اإلطار كذلك معالم استراتيجية متت صياغتها وشاملة جدا طموحة خطة وضع تتضمن بعناية اإلدارية والكوادر واملعلمات املعلمني قدرات لتعزيز للمدارس وإلطالق العنان لطاقاتهم الكامنة من خالل سيمضي ولكن اإلدارة. في الالمركزية مبدأ اعتماد وقت طويل، في واقع األمر، قبل حدوث نوع من التطابق بني منوذج مبادرة تعليم البنات ونظيره لدى وزارة التربية إجراء والتعليم، وبخاصة ألن عملية اإلصالح تستلزم الراسخة للممارسات جدا جوهرية صياغة إعادة القائمة على املؤسسية، وللثقافة التنظيمية. وعندما األساسي التعليم مرحلة من بالتخرج البنات تبدأ اإلعدادية خالل سنتني، املرحلة إلى مدارس وباالنتقال مجهدا إحساسا يواجهن أن عندئذ احملتمل فمن مدارس في املتبع النهج )عن واالنقطاع بالتوقف ومعلمات معلمو وسيواجه البنات(. تعليم مبادرة وسيشعر أيضا، مجهدة صعوبات اإلعدادية املرحلة مع للتعامل مؤهلني غير بأنهم بالضيق معظمهم البنات اللواتي اعتدن على أساليب التعلم التشاركي والتعلم النشط، واللواتي يشعرن بالثقة في النفس، عن التعبير في وبالرغبة الذات، توكيد على وبالقدرة وتيرة ضبط في واملشاركة األسئلة، وطرح أنفسهن،

انسياب متواليات التعلم املتسلسل واجتاهها.

لقد أشرنا في الفصل السابق إلى أن النهج املعتمد في مبادرة تعليم البنات قد بدأ يؤتي أكله في التأثير على إقامة في جار العمل أن وإلى العام، التعليم مدارس االستراتيجي( )التشبيك االستراتيجية الشبكات والتحالفات لكي يتعرف معلمو وزارة التربية والتعليم ومشرفوها )ذكورا وإناثا( على أساليب التعلم النشط. في اإلعدادية، املدارس وجود فإن ذلك، إلى وباإلضافة التي ال تبعد كثيرا، األم، القرية كثير من األحيان، في

التي العوامل من يعد النجع، عن األحيان، أغلب في شعر وقد املمارسات. نقل عملية تسهل أن ميكنها بعض املشرفني/املشرفات أن البنات اللواتي تعلمن في مدارس مبادرة تعليم البنات سوف يتكيفن مع أية بيئة تعلمية، وسيمضني قدما في التعليم ولن يستسلمن بغض النظر عن طرق التدريس املتبعة. وأشار آخرون إلى أن التحدي األكبر لن يواجه البنات قبل أن يصبحن في الصف التاسع، عندما يتسبب ضغط امتحان املرحلة اإلعدادية في إخفاق بعض الطلبة، ويصبح التعلم عن املقياس هو فهم( دون من غيبا )احلفظ الصم طريق

إلى حد بعيد.

ومع ذلك، يبقى الشعور العام السائد بني أولئك الذين متت مقابلتهم يفيد بأن عملية االنتقال تقتضي املزيد من التخطيط املدروس، ألسباب عديدة أقلها حسبما صير »أبو في والتعليم التربية جلنة أعضاء أحد قال Abu Sir”: “إننا بحاجة إلى معرفة أن كل هذا، وكل ما مبدارس البنات تلتحق فعندما له مستقبل. به نقوم فماذا .. الثمن دفع عليهن سيتوجب العام التعليم هناك تكن لم لو سيحدث وماذا عندئذ؟ سيحدث مدرسة إعدادية موجودة في اجلوار؟” وكما الحظ أحد قائال: واألمومة للطفولة القومي اجمللس مستشاري املدارس مع العالقة جتسر سياسة وجود من بد “ال بعد )أي ذلك بعد سيحدث الذي فما اإلعدادية... التعليم األساسي(؟ إننا ال نفكر مبا فيه الكفاية بشأن

عملية االنتقال هذه.”2

تتمثل في – – في جزء منها كما سنرى املشكلة إن توسيع في اجمللس سكرتارية طاقات كامل استنفاد نطاق املبادرة. ولكننا قد جند بعض احللول في التجربة ذلك واجهت عندما اجملتمع مدارس خاضتها التي التحدي في وقت سابق. لقد طورت تلك املدارس عددا

2 ثمة نوع آخر من أنواع انتقال البنات من مرحلة التعليم األساسي، يتعلق بفرص

من الكثير في معدومة تكون تكاد فرص وهي املدرسة. ترك بعد تشغيلهن األحيان. وقد تضمنت بعض املقترحات ذات العالقة بهذا التحدي املهم، التي ذكرها أولئك ملساعدة تفضيلية قروض منح مشروع مقابلتهم، متت الذين األشخاص

البنات على إنشاء مشاريع صغيرة وجمعيات تعاونية.

من االستراتيجيات التي ميكنها أن تقود مبادرة تعليم وهكذا املهمة. القضية هذه مع تعاملها في البنات إلى خريجاتها بتحويل اجملتمع مدارس قامت فقد الصف الدراسي نفسه وفي املدرسة اإلعدادية نفسها، »الكتلة بقاء ضمان أجل من ممكنا ذلك كان حيثما احلرجة« من األطفال ذوي التفكير املتماثل معا. وقامت مبرافقة احلاالت، بعض في اجملتمع، مدارس ميسرات الصفوف واالنتقال معها إلى املدارس اإلعدادية أيضا. وفي حاالت أخرى، مت تدريب معلمات املدارس احلكومية ليصبحن قادرات على تطبيق أساليب التعلم النشط. رات مدارس وتضمنت استراتيجيات أخرى تشجيع ميساجملتمع على االستمرار في التواصل مع البنات، أو القيام اخلريجات من مدارس البنات تقوم ذلك، حيث بعكس التعليم مدارس مبراجعة آخر، إلى حني من اجملتمع، امليسرات لتقوم اجملتمع( مدارس )ضمن األساسي بتدريس تلميذاتهن. إن احملافظة على عملية التواصل تساعد تسودها التي والروح اجملتمع مدارس بيئة مع على تقوية عزمية البنات على املضي في االستثمار في التعليم. وميكن للمجلس القومي للطفولة واألمومة من يبذله فيما االعتبار بعني التجارب تلك يأخذ أن التحدي ملواجهة االستراتيجي للتخطيط املساعي الذي سيتحتم على مبادرة تعليم البنات مواجهته في

القريب العاجل.

التحدي املتمثل في توسيع املبادرة إلى مداها

األمام، إلى قدما البنات تعليم مبادرة تندفع وبينما ووصلت إلى »نقطة التحول« )كما أشارت إليها إحدى الشركات املانحة(، ومع »انتقال األخبار والشائعات من مجتمع محلي إلى اجملتمع اجملاور لها حول بناء مدارس الصف الواحد، ومع تولد الرغبة لدى كل جنع في بناء تتعلق قضايا السطح إلى برزت به«، خاصة مدرسة هذه وتعد مداها. تبلغ حتى املبادرة نطاق بتوسيع عقبة إنها ابتكار. أي مسيرة في املراحل أدق إحدى التجريبية املشاريع من الكثير بسببها تعثر كأداء الواعدة وفشل، ال لشيء وإمنا لسبب بسيط مفاده أنها نطاق ضيق محدود. رت على وفك بنطاق صغير، بدأت

وبعبارة أخرى، فإن التوسع في املبادرة حتى تبلغ مداها يتطلب التخطيط لذلك التوسع3، والدراسة املتمعنة ملا علمتنا التجربة واخلبرة من دروس فيما يتعلق بهذا ي. ومن هذه الدروس املهمة هناك درس يفيد بأن التحدوجود مطلب محلي واضح ومستدام بضرورة اإلصالح هو الذي يحدث الفرق أو األثر الرئيس في فرص استمرار االبتكار أو املبادرة إلى ما بعد مرحلة التجربة. ويعتمد والنجاح املدى على كثيرا احمللي املطلب ذلك مثل التي احمللي، اجملتمع تعبئة عملية حتققهما اللذين تؤدي إلى توليد إحساس قوي بفهم املبادرة وامتالكها. وهذا، كما رأينا، هو أحد أهم العناصر القوية في مبادرة تعليم البنات في مصر. ولكن هناك قلقا يساورنا حيال احمللي اجملتمع يستطيع مما أسرع بشكل املدارس بناء لتعبئة الكافي الوقت وجود عدم مع »استيعابه«، اجملتمع احمللي وإلطالق العملية التشاركية، والعمل على

التوجهات/املواقف التي تستغرق وقتا لكي تتغير.

ومن التحديات املصاحبة لعملية توسيع املبادرة حتى تبلغ مداها املشكالت التنظيمية واإلدارية، إضافة إلى بها ينتهي والتي اخملتصرة الطرق متثله الذي اإلغراء املبادرة تنبثق التي الروح بشأن التساهل إلى املطاف

منها.

مشاكل تنظيمية وإدارية

هما مصدرين، من التحديات تنشأ املقام، هذا في واألمومة. للطفولة القومي واجمللس احلكومة حتديدا: إذ ذكر العديد من املنظمات غير احلكومية، واملشرفات وامليسرات مدى اإلحباط الذي عانت منه املبادرة عندما خدماتها تقدمي في والتعليم التربية وزارة تأخرت احلاالت، بعض في املدرسية الكتب مثل وإيصالها، وفي الرواتب مرارا وتكرارا أكثر. وكما ذكرنا سابقا، فإن

3 كما يقول “ساموف” وزمالؤه: “من املرجح أن يكون التوسع في املبادرة ناجحا إذا ما

مت تصوره والتفكير فيه منذ البداية”. انظر “جي. ساموف”، و “إي موالبي سيباتان” و “إم دميبيليه” )2003(: “التوسع في املبادرة حتى تبلغ مداها من خالل التركيز على رابطة تطوير التعليم.” وقائع اجتماع إيجاد حيز للتوسع في إصالح دقائق األمور: ١١-7 تنزانيا أروشا، في املنعقد سنتني، كل مرة يعقد الذي إفريقيا في التعليم

أكتوبر/تشرين األول من عام 200١ )ص١5(.

111مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر110 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

كوادرها رواتب تدفع التي هي والتعليم التربية وزارة عبر مديرياتها على مستوى احملافظات، بينما تتشارك في واألمومة للطفولة القومي واجمللس اليونيسف املنظمات خالل من )واملشرفني( املشرفات رواتب دفع تأخر من العديد اشتكى وقد املنفذة. احلكومية غير وصول الرواتب – حتى أن البعض لم يتسلموا أجورهم لبضعة أشهر خلت. وال متلك املنظمات غير احلكومية عادة األموال املطلوبة مقدما للتقليل من فترة االنتظار، مما يعني مرور الكوادر العاملة في مبادرة تعليم البنات إلى جلؤوا أنهم منهم البعض وذكر مالية. بضائقة اقتراض األموال من زمالئهم بينما يفكر آخرون بتقدمي مقترح رسمي إلى األمم املتحدة من أجل إنشاء صندوق خاص لدعم تلك الكوادر ماليا عندما يتأخر دفع الرواتب. ومع أن املبادرة ابتليت بهذه املشكالت منذ البداية، إال أن مدى هذا التحدي وأبعاده تزداد كلها كلما ازداد عدد غدت وكلما فأكثر، أكثر افتتاحها يتم التي املدارس املوظفني أفضل الجتذاب الضروري املال إلى احلاجة

واالحتفاظ بهم أكثر إحلاحا.

بالنواقص العالقة ذات اجلوانب من آخر جانب ثمة مبادرة على يؤثر احلكومي املستوى على التنظيمية تعليم البنات أثناء توسعها حتى تبلغ مداها األقصى. املستويني بني الروابط بنقص يتعلق اجلانب وهذا على تعالج القضايا تلك أن ومع واحمللي. القومي ال اتخاذها يتم التي القرارات أن إال القومي، املستوى تصل إلى املستوى احمللي. وكبديل لتلك القرارات، يتم تلك ولكن احمللي، املستوى على احللول عن البحث التي احللول تفشل في الوصول إلى املستويات العليا الواقع لكي تقدم الوضع على أرض إلى معرفة حتتاج الدعم من خالل تخصيص املوارد. ويؤثر هذا الوضع على أكثر من وزارة ومصلحة عامة في الدولة مبا فيها وزارة التربية والتعليم، ويصل تأثيره بشكل رئيس إلى اجمللس القومي للطفولة واألمومة، بسبب الطبيعة املتداخلة نفسه يجد الذي البنات، تعليم ملبادرة القطاعات

مضطرا إلى إقامة الروابط بني مختلف املستويات. إضافيا ضغطا ل يشك ذكره سبق ما كل أن غير

املثقلة أصال اإلدارية لسكرتارية اجمللس، القدرات على القومي اجمللس مستشاري بعض ويتساءل باألعباء. للطفولة واألمومة، ممن رافقوا املبادرة منذ بدايتها، حول قدرة اجمللس على مواكبة عملية التوسع، مالحظني أن مدرسة، 700 تشغيل ظل في يعاني أخذ قد اجمللس وإنه لن يكون، بكل تأكيد، قادرا على التعامل مع الوضع عندما يصل عدد تلك املدارس إلى 2.000 مدرسة. وبناء – واألمومة للطفولة القومي »اجمللس فإن ذلك، على شأنه في ذلك شأن املنظمات األخرى – يجب أن يكون واقعيا في تعامله مع معايير التوسع، وأن يتأكد من أن تكون اخلطط التي يضعها متناسبة مع قدراته، ناهيك

عن مدى توافقها مع التمويل املتاح له.«4

املبادرة تنظم فعندما آخر. رئيسي حتد يكمن وهنا إيقاع عملها وتبدأ في التوسع، يبرز مؤشر واضح على للمراحل مناسبة كانت التي والهياكل، البنية أن ما وطأة حتت التداعي في ستأخذ املبادرة من األولى الضغوط تلك آثار بدأت إذ ضغوط. من له تتعرض توقع أضرارها. ومن الواضح بجالء أن كوادر سكرتارية اجمللس القومي للطفولة واألمومة، وبخاصة املنسقني عاتقهم من يقع على مبا مثقلون األساسيني منهم، الكثيرة التفاصيل تستحوذ فيما كثيرة، مسؤوليات التركيز عن يبعدهم الذي األمر انتباههم، جل على على مهمتهم األساسية ويجعلهم »كحاجة سحرية متت الذين أحد الحظ كما اجلميع«، إليها يفتقر جعل على فحسب يعمل ال فاالستنزاف مقابلتهم. األشخاص أقل كفاءة، بل إنهم أيضا سيجدون صعوبة التي اجلاذبة الشخصية على احملافظة في متزايدة يحتاج إليها املدافعون عن املبادرة، والتي تستطيع أن تشحذ همم الكوادر املنهكة والقانطة خالل الزيارات امليدانية. وقد تعرضت املبادرة إلى خسائر رئيسة أيضا -

4 باإلضافة إلى ذلك كله، فقد أدى جناح اجمللس القومي في تنفيذ مبادرة تعليم البنات

إلى قيام احلكومة وجهات مانحة أخرى بإسناد محفظة أخرى إلى اجمللس تشتمل على مشاريع تركز على األطفال املعرضني للخطر، مبا في ذلك مبادرات تتعلق بختان البنات، وعمل األطفال، وأطفال الشوارع واألطفال املعاقني. وكذلك فإن إدراك األثر الذي حتدثه عملية التفاعل االجتماعي املبكر، أخذ يقود اجمللس القومي للطفولة

واألمومة، إلى التفكير في استغالل طاقاته في مرحلة التعليم ما قبل األساسي.

113مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر112 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

ابتكار أشكال أخرى من تعبئة اجملتمع احمللي والتواصل امليداني معه، ألن اجملتمع احمللي هو قلب املبادرة وروحها وسر جناحها. إن التنازل عن هذا املبدأ يعني تعريض جوهر الروح التي تلهم مبادرة تعليم البنات، للخطر، تاركة إياها مجرد واملوارد، فال بد عندئذ الوقت الكثير من املبادرة وتقوميها يستهلكان وإذا ما كان رصد قشور خاوية على عروشها. من البحث عن طرائق بديلة لضمان اجلودة، مع ضرورة إيجاد شبكات عمودية وأفقية قوية البنية5 في املبادرة ككل لضمان تبادل اخلبرات واملمارسات اجليدة، مع احملافظة على وجود فهم مشترك للمعايير، ولضمان أن تعمل املساندة املعنوية واإلقرار باجلهود وفضلها وبالتميز على تعويض النقص في تدني الرواتب وعدم كفايتها. وإذا ما مت اإلخفاق في القيام بكل تلك اخلطوات، فإن ذلك سوف يؤدي حتما إلى خلق فجوة كبيرة، مع حدوث »انفصال« بني املستويات اإلدارية واملدارس، حيث تقوم املستويات اإلدارية بوضع التوجيهات واألنظمة من دون أن يكون لها سوى تأثير ضئيل على املمارسات الفعلية داخل الصفوف الدراسية في الريف. إن ما قالته السيدة األولى بشكل صريح ال لبس فيه يوفر األساس السليم لألمل بأن عملية التوسيع املستمر للمبادرة سيتم رفدها باملوارد الكافية لتجنب حدوث أي نوع من التنازالت التي أشرنا إليها، حيث قالت سيادتها: »في الوقت الذي يجري فيه العمل على تأمني التمويل الدولي للمبادرة، فإن املوازنات التقديرية القومية للمبادرة ستبقى العمود الفقري مع االستمرار في تخصيص األموال على

مدى اخلطة اخلمسية القادمة.«

خامتة

إنها تقوميها. وليس البنات في مصر تعليم مبادرة توثيق هو التقرير الهدف من هذا فإن البداية، منذ أعلنا كما شهادة على مبادرة قيد التنفيذ، مت اصطيادها متاما كما يصطاد الطير أثناء الطيران – إذا جاز التعبير – بينما هي تنهمك في مرحلة يكتنفها حتد بعينه على وجه اخلصوص، أال وهو احملافظة على عملية توسيع املبادرة حتى تصل إلى مداها. وآمل أن نكون قد متكنا من إبراز الهدف والرسالة من هذا التقرير بشكل يفي بالغرض، إلى جانب إبراز احلماسة والبهجة لدى أولئك الذين ألزموا أنفسهم، بإخالص تام، لكي يحدثوا أثرا أو فرقا إيجابيا في حياة الكثير من البنات في أنحاء مصر كافة. كما نأمل أن نكون قد متكنا أيضا من إبراز املعضالت العديدة التي واجهتها املبادرة أو تنظيمية ال ألسباب للهمم، مثبطة العقبات إن تذليلها. عليها يترتب زال ما التي والتحديات في مسيرتها، مادية بحتة فحسب، بل ألن مبادرة تعليم البنات في مصر أخذت حتول العالقات السلطوية بني الذكور واإلناث وبني املتعلمني واملعلمني )املتعلمات واملعلمات(، وبني اجملتمعات احمللية والهياكل البنية احلكومية الرسمية. وبصورة أدق، فإن اإلجنازات هي التي تستحق الثناء واإلعجاب األكبر؛ ألن الكثير من عناصر النسيج االجتماعي املصري آخذة في التحول. فإذا ما وجد القراء من الدول األخرى، على اختالفها وتنوعها، دروسا وعبر في ثنايا هذا التقرير يتعلمونها، وإذا ما رأوا فيها مصدر إلهام لهم جلسر الفجوة بني الذكور واإلناث، كل في بيئته اخلاصة، وإذا ما حتلوا بالعزمية التي حتلى بها كل من أسهم في إجناح هذه املبادرة، التي مت توثيقها في هذه الصفحات، فإن التقرير يكون قد حقق الغاية

التي أعد من أجلها.

ة للتبادل وعرض املمارسات الفضلى أمرا مألوفا بصورة مطردة. ففي محافظة سوهاج، على سبيل 5 هذا يحدث في بعض احملافظات، حيث أصبحت املنتديات واملطبوعات املعد

املثال، تقيم املشرفات أيضا عروضا للوسائل التعليمية التي تعدها امليسرات. بيد أن البيانات املستقاة من امليدان توحي بضرورة تقوية الروابط بني مختلف مكونات بنية املبادرة على املستويات كافة، مبا في ذلك داخل اجمللس القومي للطفولة واألمومة وبني كوادره.

كما هي احلال دائما - في كوادر الصف األول ممن يتركون/يتركن العمل أو يتزوجون/يتزوجن وينتقلون/ينتقلن، أو الفنية وخبراتهم مؤهالتهم إليهم جتلب الذين من التميز. عن تبحث أخرى منظمات من مغرية عروضا يختبر التي املبادرات، أو االبتكارات هذه هي حال كل مدى حتملها مبقدار كفاءتها على العمل كمغناطيس يجتذب إليه القادة الذين هم في طور النمو والتطور، ومستوى القومي املستوى على اجلدد واملدافعون

احملافظات كليهما.

البنية في العناصر بعض أن أيضا واضحا غدا وقد التنظيمية للمبادرة، ممن خدموا املشروع بشكل مفيد إلى بحاجة املبكرة، املراحل في مناصبهم خالل من على خاص بشكل الواقع هذا ويصح تنشيط. إعادة ملنظمة التابع العمل وفريق الوطني، العمل فريق في احمللية التطوعية العمل وفرق املتحدة، األمم احملافظات، والتي مازال جلميعها أدوار تؤديها. ولكنهم إطار في أهدافهم صياغة إعادة إلى بحاجة جميعا كذلك الواقع هذا ويصح للمبادرة. الراهنة احلالة التحمت التي القطاعات، املتعددة الشراكات على قائمة زالت ما والتي املبادرة، بداية في معا جهودها من الناحية العملية، ولكنها غدت تعتمد أكثر فأكثر وبناء على ذلك، ثمة اخلاصة. الثنائية االتفاقيات على التنظيمي، بالتصميم تتعلق أخرى مهمة مسألة فيها تنظر أن من املبادرات جلميع بد ال مسألة وهي أجل من أخرى إلى مرحلة من تطورها أثناء بروية مناسبة املؤسسية وممارساتها هياكلها بقاء ضمان الهياكل إن أجله. من أطلقت الذي الغرض لتحقيق مدعاة تكون القوية املبادرات تنفذ التي الضعيفة وفيما عليها. االستيالء ومساعي اختطافها حملاوالت لو قدر النجاح لتلك املساعي واحملاوالت، فإنها ستحول جذريا الروح التي بعثت احلياة في مشروع هذه املبادرة

في املقام األول.

وفي هذا السياق، جاءت مالحظات سيدة مصر األولى مالئمة ومناسبة على وجه اخلصوص. وهي املالحظات

طرحت التي األسئلة على ردا سيادتها أبدتها التي عليها بشأن السياسات قبيل االنتهاء من إعداد هذه الوثيقة. وفي احلقيقة، فإن سيادتها أكدت على الدور واألمومة للطفولة القومي اجمللس به يضطلع الذي كهيئة تنسيقة قيادية، مسند إليها مسؤولية ضمان يقترن وما للجهود احلكومية كافة السليم التكامل بتلك املسؤولية من ضمان ريادي لنوعية التعليم من القدرات وبناء التدريبية، النشاطات تصميم خالل الوثيقة للمبادرات وفق معايير واضحة. فقد واملراقبة أبرزت السيدة األولى مسألة تكاملية األدوار بني اجمللس والتعليم؛ التربية ووزارة واألمومة للطفولة القومي وذلك ألن مبادرة تعليم البنات تستطيع أن تنمو وتزدهر ملواطن واملستدام االستراتيجي التوحيد خالل من القوة لدى اجمللس والوزارة كليهما. وبناء على ذلك، فإن التعبئة مكون في أساسيا دورا يؤدي أن اجمللس على اجملتمعية، وعلى الوزارة أن تركز اهتمامها على تنفيذ

مباني املدارس، وتوسعة املواقع وتدريب املعلمني.

توسيع عملية خالل التوفيقية احللول إغراءات املبادرة إلى مداها

اخملتصرة السبل إلى اللجوء في املتمثل اإلغراء إن وفق به يقوم أن املرء يستطيع ما بأفضل والقيام ردا إما يكون قد املثل، يقول كما السائدة« »الظروف وفاتها، ناقوس يدق تنازال وإما املبادرة ينقذ ذكيا مرنا أو بالفرق يتعلق األمر كان إن دائما نعرف أن دون من املبادرات أو االبتكارات في احلال هو وكما بالنتيجة. تعليم مبادرة عليها تقوم رئيسة مبادئ ثمة كافة، املثال، سبيل فعلى وحمايتها. صونها يتعني البنات إذا تضاءلت األموال الالزمة لتدريب كادر مبادرة تعليم البنات مع انضمام املزيد من امليسرات واملشرفات إلى استراتيجيات إعداد من عندئذ بد فال املبادرة، ركب بديلة، مع األخذ بعني االعتبار املركزية املطلقة لتوفير التعليم النوعي في صميم التعليم الصديق للبنات. بصورة الثمن باهظة سلعة الوقت أصبح ما وإذا قدرة تفوق بوتيرة تبنى املدارس كانت ما وإذا مطردة، اجملتمعات احمللية على استيعابها، فعلى املبادرة حينئذ

115مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر114 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

Annan, K. (2004) ‘No development tool more effective than education of girls, empowerment of women.’ Address to Women’s Health Coalition, reproduced in http://www.unis.unvienna.org/unis/pressrels/2004/sgsm9118.html

Assaad, R., Levison, D. & Zibani, N. (2002) ‘The effect of child work on school enrollment in Egypt.’ Working paper 0111, Cairo: Economic Research Forum.

Assad, R. & Elbadawy, A. (2003) ‘Private and group tutoring in Egypt: where is the gender inequality?’ Minnesota: Humphrey Institute of Public Affairs.

Bach, R., Gadalla, S., Khattab, H.A.S. & Gulick, J. (1985) ‘Mothers’ influence on daughters’ orientations toward education: an Egyptian case study.’ Comparative Education Review, Vol.29 (3), pp. 375-384.

Bardak, U. (2006) ‘An overview of educational systems and labour markets in the Mediterranean region.’ Mediterranean Journal of Educational Studies, Vol.11(1), pp. 103-125.

Bullough, R.V., Kauchak, D., Crow, N.A., Hobbs, S., & Stokes, D. (1997) ‘Professional development schools: catalysts for teacher and school change.’ Teaching and Teacher Education, Vol.13 (2), pp.153-169.

European Training Foundation & World Bank (2005). Reforming Technical Vocational Education and Training in the Middle East and North Africa: Experiences and Challenges. Luxembourg: Office of the Official Publications of the European Communities.

Fergany, N. (2000) ‘Towards high-quality universal basic education for girls in Egypt.’ Proceedings of the Workshop on the UN Secretary-General’s Initiative on Girls’ Education in Egypt. Cairo, 24 October.

Freire, P. (1972) Pedagogy of the Oppressed. Harmondsworth: Penguin.

املراجع

117مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر116 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر

Fullan, M. (1993) Change Forces: Probing the Depths of Educational Reform. London: The Falmer Press.

Gholam, G. (2000) ‘Determinants of gender gaps in basic education in Egypt.’ Proceedings of the Workshop on the UN Secretary-General’s Initiative on Girls’ Education in Egypt. Cairo, 24 October.

Hassan, H. (n.d.) The Human Aspect of the Girls’ Education Initiative. Cairo: NCCM.

Inbar, D.E. (1996) Planning for Innovation in Education. Paris: Unesco IIEP.

McDiarmid, G. W., Ball, D. L., & Anderson, C. W. (1989). Why staying one chapter ahead doesnt really work: Subject-specific pedagogy. In M. C. Reynolds (Ed.). Knowledge base for the beginning teacher (pp. 193-205). Oxford: Pergamon.

Ministry of Education (2006) ‘General Framework for Education Policies in Egypt.’ Cairo: MoE.

Peristiany, J.G. (ed.) (1965) Honour and Shame: the Values of Mediterranean Society. London: Wiedenfeld & Nicolson.

Rao, N. & Smyth, I. (eds) (2004) Partnerships for Girls’ Education. Oxford: Oxfam Publishing.

Rogers, C. (1961) On Becoming a Person. Boston: Houghton-Mifflin.

Samoff, J., Molapi Sebatane, E. & Dembélé, M. (2003) ‘Scaling up by focusing down: Creating space to expand education reform.’ Proceedings of the Biennial Meeting of the Association for the Development of Education in Africa, held in Arusha, Tanzania, 7–11 October 2001.

Save the Children (2005a) 60 Million Girls. London: Save the Children Fund.

Save the Children (2005b) The Power and Promise of Girls’ Education. London: Save the Children Fund.

Sultana, R.G. (2001a) ‘Syria’s global education initiative.’ In R.G. Sultana (ed.) Challenge and Change in the Euro-Mediterranean Region: Case Studies in Educational Innovation. New York: New York.

Sultana, R.G. (ed.) (2001b) Challenge and Change in the Euro-Mediterranean Region: Case Studies in Educational Innovation. New York: Peter Lang.

Sultana, R.G. (ed.) (2002a) Teacher Education in the Euro-Mediterranean Region. New York: Peter Lang.

Sultana, R.G. (2002b) ‘An EMIS for Palestine: The Education Management Information System in the West Bank and Gaza Strip.’ Mediterranean Journal of Educational Studies, Vol.7 (2), pp.61-92.

Sultana, R.G. (2004) Palestinian refugee children’s opportunity to quality education. Paris: UNESCO.

Sultana, R.G. (2005a) ‘The competency approach and Tunisia’s quest for educational quality.’ World Studies in Education, Vol.6 (1), pp.45-72

Sultana, R.G. (2005b) ‘The competency approach and Tunisia’s quest for educational quality.’ World Studies in Education, Vol.6 (1), pp. 45-72.

Sultana, R.G. (2006) ‘Education in conflict situations: Palestinian children and distance education in Hebron.’ Mediterranean Journal of Educational Studies, Vol.11 (1), pp.49-81.

Sultana, R.G. & Watts, A.G. (2007) Career Guidance in the MEDA Region. Turin: European Training Foundation [in press].

United Nations Development Programme (2002). Arab Human Development Report: Creating Opportunities for Future Generations.

New York: UNDP.

United Nations Development Programme (2003). Arab Human Development Report: Building a Knowledge Society. New York:

UNDP.

UNESCO (2001) ‘The 10-Year UN girls’ education initiative.’ Concept paper presented at the 7th Intergovernmental Regional Committee in Latin America and the Caribbean. ED-01/PROMEDLAC VII/

UNESCO Institute for Statistics (2003) Arab States Regional Report. Paris: UNESCO.

UNICEF (2002) The Situation of Childhood and Motherhood in Egypt: A Rights-Based Analysis. Cairo: UNICEF.

UNICEF (2005) Gender Achievements and Prospects in Education: The Gap Report [Part 1]. New York: UNICEF.

US Agency for International Development (2000) Symposium on Girls’ Education: Evidence, Issues, Actions. Washington DC: Academy for International Development.

Zaalouk, M. (2000) ‘Innovation in girls’ education: strategic proposals.’ Proceedings of the Workshop on the UN Secretary-General’s Initiative on Girls’ Education in Egypt. Cairo, 24 October.

Zaalouk, M. (2004a) The Pedagogy of Empowerment: Community Schools as a Social Movement in Egypt. Cairo: The American University in Cairo Press.

Zaalouk, M. (2004b) ‘Innovation and mediation: the case of Egypt.’ In N. Rao & I. Smyth (eds) Partnerships for Girls’ Education. Oxford: Oxfam Publishing.

Zahir, Diaa El Din; Bayoumy, Kamal Hosney, El Shukhebi, A. & Abdel Kader, M. (2006) Education Finance in Egypt. Dakar: CODESRIA-ADEA.

World Food Programme (2006) ‘Girls’ Education Initiative: Monitoring Reports’ for Sohaag Governorate (April); Menia Governorate (May); Fayoum (September).’ Cairo Office: WFP.

Wright, C. (2003) ‘Understanding UNGEI as an EFA flagship: issues of leadership and coordination in girls’ education.’ Paper presented at the Fourth Meeting of the Working Group on EFA UNESCO HQ, Paris, 22-23 July 2003.

119مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر118 مـبـــــادرة تــعــلــيــــم الـبــنــــات فــي مــصــــر