األنثروبولوجيــا مفهوموأهدافها

مــدخـلاإلنسـان عـلم إلـى

( )األنثروبولوجيا

-2-

:unecriv@net.sy E-mail: االلكتروني البريد aru@net.sy

اإلنترنت شبكة على العرب الكتاب اتحاد موقعhttp://www.awu-dam.o rg

-3-

مـحــــفــــوظـة كافة الحقوق الـكـتـاب التـحــاد

الــعـرب

الشماس عيسى الدكتور

مــدخـلاإلنسـان عـلم إلـى

( )األنثروبولوجيا- - دراســــة

العرب الكتاب اتحاد منشورات من2004دمشق -

-4-

-5-

تقــديـم

األنثروبولوجيا، تناولت التي واالتجاهات الدراسات تعددت بوصفها األخيرة، اآلونة في من الرغم على العهد، حديث علما

العلم. هذا نشأة على القرن وربع القرن من يقرب ما مرور الجديد، العلم هذا في والدراسة البحث مجاالت اتسعت لقد

وال األخرى، العلوم بعض موضوعات مع موضوعاته وتداخلت مناهجه تعددت والفلسفة. كما واالجتماع األحياء علوم سيما

والتطبيقية، النظرية في سيما وال ومجاالته، تخصصاته لتعدد تبعا كان التي والمتسارعة، الكبيرة التغيرات حيث األخيرة المرحلة

. تكمجتمعا و كأفراد البشر حياة في واضحة آثار لها ذلك في شأنها اإلنسان، بدراسة تهتم األنثروبولوجيا أن وبما

ترتبط فهي األخرى، اإلنسانية العلوم شأن ارتباطا وثيقا األساسية بنيته تعكس حيث فيه، توجد الذي اإلنساني بالمجتمع

التحسين في مصالحه بالتالي وتخدم فيه، ةالسائد والقيم. والتطوير القديمة، العصور إلى األنثروبولوجيا تاريخ بدايات يرد من ثمة أن يرون ،ناألوروبيو سيما وال الغربيين، األنثروبولوجيين أن إال عصر إبان ظهرت األنثروبولوجيا، لعلم األساسية النظرية األصول كشوفات تمت حيث (، األوروبية النهضة )عصر أوروبا في التنوير

خارج مختلفة ومجتمعات لبالد بها، يستهان ال وثقافية جغرافية. األوربية القارة

الشعوب عن هامة معلومات الكشوفات هذه قدمت وقد االتجاهات في جذرية تغيرات إلى أدت البالد، تلك في القاطنة

المجتمعات وطبيعة البشر حياة عن آنذاك، السائدة الفلسفية تطوير إلى بالتالي أدى ما وتطورها. وهذا وثقافاتها اإلنسانية الفلسفة دائرة عن بعد فيما واستقاللها األنثروبولوجية، المعرفة

. االجتماعية من الثاني النصف في – ما حد إلى – الفلسفة انحسرت لقد العلوم تطورت حيث العلمي، التفكير أمام عشر التاسع القرن

/E. Tylorتايلور / إدوارد البريطاني العالم واستطاع االجتماعية جديرة ظاهرة وتطورها، الشعوب حياة أساليب تنوع في يرى أن

وأن بالدراسة، علما المهمة. بهذه ويقوم ينشأ أن يجب جديدا الحضارة أوCulture بـ" الثقافة الظاهرة هذه تايلور وسمى

-6-

Civilization. " بأحداثه العشرين، القرن مجال األنثروبولوجيا دخول ومع تغيرات عليها طرأت والسياسية، واالجتماعية العلمية وتغيراته المنهج عن تخلت حيث دراستها، ومنهج موضوعها في جوهرية علمية، ظاهرة باعتبارها التطبيقي بالمنهج وأخذت النظري العلوم منظومة وبين بينها والتأثر التأثير عالقة تحديد إلى إضافة

الشاملة النظرة أصبحت األخرى. حيث واإلنسانية االجتماعية – موضوع أي دراسة يتطلب الذي األنثروبولوجي، المنهج تميز بأبعاده تحيط متكاملة، كلية وأهدافه- دراسة طبيعته كانت مهما

الموضوع هذا أبعاد بين المتبادلة التفاعالت وبتلك المختلفة،. المجتمع في السائدة األخرى الحياة وجوانب

علم في الجوانب أبرز على الضوء ليلقي الكتاب، هذا ويأتي والتطبيقية. ولذلك، النظرية أبعاده حيث من األنثروبولوجيا،

منها كل تضمن أبواب ثالثة إلى الكتاب قسم الفصول، من عددا: التالي النحو على

: مفهوم عن تحدثت فصول، ثالثة تضمن – األول الباب وعالقتها وتاريخها، ونشأتها وأهدافها، األنثروبولوجيا

. األخرى بالعلوم : الدراسات عن تحدثت فصول، ستة تضمنالثاني- الباب

والفروع المعاصرة، واتجاهاتها األنثروبولوجية النفسية- الثقافية- – )العضوية األنثروبولوجية

والدراسات األنثروبولوجي والمنهج (، االجتماعية. الميدانية

: البناء عن تحدثت فصول، ثالثة تضمنالثالث- الباب المجتمع في واألنثروبولوجيا ووظائفه، االجتماعي

عربية. أنثروبولوجية نحو واالتجاه الحديث، العلم هذا عن واضحة رؤية الكتاب، هذا يقدم أن في واألمل

وبما وجامعاتنا، مجتمعنا في األقل على )األنثروبولوجيا(، ثالحدياألعزاء. لطلبتنا المرجوة الفائدة يحقق

المؤلف2003 / 5/ 20 في

-7-

األول : الباباألنثروبولوجيــا مفهوم

وأهدافها األخرى بالعلوم وعالقتها

وأهدافها وطبيعتها األنثروبولوجيا مفهوم – األول الفصل وتاريخها األنثروبولوجيا نشأة – الثاني الفصل األخرى بالعلوم األنثروبولوجيا الثالث-عالقة الفصل

-8-

األول الفصل

وأهدافها وطبيعتها األنثروبولوجيا مفهوم

مقــدمـة األنثروبولوجيا أوال- مفهوماألنثروبولوجيا ثانيا- طبيعة األنثروبولوجيا ثالثا- أهداف

-9-

مقدمــة : علم أنه " على " األنثروبولوجيا علم في الباحثون يجمع

والطب كالفلسفة األخرى العلوم ببعض قيس ما إذا العهد، حديث والفلك والمجتمعات اإلنسان شؤون في البحث أن .. وغيرها. إال

للتفاعل يسعى وبدأ ذاته وعى مذ اإلنسان، قدم قديم اإلنسانية. واالجتماعية الطبيعية بيئته مع اإليجابي

خالتاري عبر وزمان مكان كل في والفالسفة العلماء درج لقد البشرية، المجتمعات طبيعة عن نظريات وضع على اإلنساني،

تقسيم ثم ومن ساللة، أو دين من وأبنيتها نسيجها في يدخل وما ومصالحها. ومشاعرها عاداتها بحسب طبقات إلى مجتمع كل واالكتشافية، التجارية الرحالت أسهمت وقد الحروب، وأيضا الشعوب بين المختلفة االتصاالت حدوث في هام بدور

كل معرفة وأتاحت بينها فيما قربت حيث البشرية، والمجتمعات .. ولذلك، والقيم والتقاليد باللغة يتعلق ما سيما وال باآلخر، منهااألنثروبولوجيا. لبداية معين تاريخ تحديد بمكان، الصعوبة فمن

األنثروبولوجيا- مفهوم أوال إنكليزية كلمة هي ،Anthropology أنثروبولوجيا لفظة إن: أنثروبوس مقطعين من المكون اليوناني األصل من مشتقة

Anthropos ، لوجوس " و " اإلنسان ومعناه Locos، علم ومعناه " " علم اللفظ حيث من األنثروبولوجيا معنى يصبح ". وبذلك. اإلنسان يدرس الذي العلم " أي اإلنسان

(Nicholson, 1968, P.1) يدرس الذي العلم بأنها األنثروبولوجيا، تعرف ولذلك،

تسوده مجتمع في يعيش حي، عضوي كائن هو حيث من اإلنسان بأعمال .. ويقوم معينة ثقافة ظل في اجتماعية وأنساق نظم

ويسلك متعددة، وهو محددا؛ سلوكا يدرس الذي العلم أيضا التنبؤ ويحاول المعاصرة، الحديثة والحياة البدائية، الحياة

اإلنسان بمستقبل اإلنساني التاريخ عبر تطوره على معتمدا اإلنسان دراسة علم يعتبر الطويل. . ولذا )األنثروبولوجيا( علما

ص ،1974 هالل، )أبو وأعماله وسلوكه اإلنسان يدرس متطورا،9 )

الذي )األناسة( العلم علم بأنها أيضا، األنثروبولوجيا وتعرف جهة، من الحيواني العالم إلى ينتمي كمخلوق، اإلنسان يدرس

يصنع الذي كلها، الحيوانية األنواع من الوحيد أنه أخرى جهة ومن عنها يتميز الذي والمخلوق ويبدعها، الثقافة .) الجباوي، جميعا

-10-

( 9 ص ،1997 " بأنها وشاملة مختصرة بصورة األنثروبولوجيا تعرف كما

اإلنسان دراسة علم طبيعيا واجتماعيا ،1981 " )سليم، وحضاريا وحيد ككائن اإلنسان تدرس ال األنثروبولوجيا أن ( أي56 ص

بوصفه تدرسه إنما جنسه، أبناء عن منعزل أو بذاته، كائنا في الخاصة ميزاته لـه معين مجتمع في يحيا بطبعه، اجتماعيا. معينين وزمان مكان

المختلفة، أبعاده في لإلنسان دراسة بوصفها فاألنثروبولوجيا بين يجمع شامل علم فهي والثقافية، واالجتماعية البيوفيزيائية

علم اختالف بعض، عن بعضها ومختلفة متباينة ومجاالت ميادين العرقية، والجماعات البشري الجنس تطور تاريخ عن التشريح

وقرابية واقتصادية سياسية من االجتماعية النظم دراسة وعن في اإلنساني اإلبداع عن .. وكذلك إليها وما وقانونية، ودينية

وأنماط الفكري : التراث تشمل التي المتنوعة الثقافة مجاالت والعادات بل والفني، األدبي واإلبداع الفكر وأنساق القيم

المختلفة، اإلنسانية المجتمعات في السلوك ومظاهر والتقاليد التقليدية. )أبو للمجتمعات خاصة عناية تعطي تزال ال كانت وإن( 7 ص ،2001 زيد،

األنثروبولوجيا أن يرى / تايلور/ الذي تعريف مع يتوافق وهذا الكشف تحاول " إذ لإلنسان المقارنة البيوثقافية الدراسة : "هي

يتلقاه وما لإلنسان، الموروثة البيولوجية المظاهر بين العالقة عن األنثروبولوجيا تتناول المعنى، اجتماعية. وبهذا وتنشئة تعليم من

باإلنسان تتعلق التي والتخصصات العلوم من مختلفة موضوعات.

األنثروبولوجيا- طبيعة ثانيا على تطلق جميعها، اإلنكليزية باللغة الناطقة الشعوب إن

يطلق " بينما وأعماله اإلنسان : " علم األنثروبولوجيا علم باإلنكليزية، الناطقة غير األوروبية البلدان في ذاته المصطلح

هذا لإلنسان". ويصل الجسمية الخصائص " دراسة على أوروبا، في يعني .. فبينما األنثروبولوجيا علم طبيعة إلى االختالف

واللغويات اآلثار علمي إلى وينظر الفيزيقية، األنثروبولوجيا مصطلح يستخدمون األمريكيين فإن منفصلين، كفرعين

الثقافية( والتي )اإلثنوجرافيا اإلثنوغرافيا( لوصف أو )اإلثنولوجيااالجتماعية( . )األنثروبولوجيا البريطانيون عليها يطلق

دراسة على األنثروبولوجيا، مصطلح يطلق مثال، إنكلترا ففي دراسة على للتأكيد خاص ميل مع االجتماعية، وكياناتها الشعوب أن العلماء فيرى أمريكا، في البدائية. أما الشعوب

البدائية البشرية الثقافات دراسة علم هي األنثروبولوجيا، المصطلح، بهذا يعنون فرنسا علماء أن حين في والمعاصرة،

" . " العضوية أي الطبيعية، الناحية من اإلنسان دراسة (209 ،1964 ) كلوكهون،

-11-

هو واحد، كائن ىعل اهتمامه يركز األنثروبولوجيا فعلم .. فيه تؤثر التي المختلفة الظاهرات أنواع فهم ويحاول اإلنسان،

من محددة أنواع على اهتمامها األخرى العلوم تركز حين في وما األنثروبولوجيا، علم .وكان الطبيعة في وجدت أنى الظاهرات

هذا طبيعة عن معرفته أو فهمه يمكن ما كل فهم يحاول زال، سلوكه فهم وكذلك قدمين، على يسير الذي الغريب المخلوق

. غرابة الجسمية طبيعته يفوق الذي بعض استخدام استطاعوا األنثروبولوجيا، علماء أن ومع

اضطروا قلما فإنهم االجتماعية، العلوم طورتها التي األساليب في إسهامهم أن .. والواقع األساليب هذه مثل تطور انتظار إلى

يقل ال االجتماعية، العلوم تطور في العلوم هذه إسهام عن شأنا إلى األنثروبولوجيا علم ينقسم األنثروبولوجيا. ولذلك، تطور

ويعرف اإلنسان، في األول : يبحث كبيرين أساسيين قسمين أعمال في الثاني يبحث حين في الطبيعية، باألنثروبولوجيا

.) لينتون، / الحضارية الثقافية باألنثروبولوجيا ويعرف اإلنسان،( 16-15 ص ،1967

/ األمريكية الباحثة حددت فقد المنطلقات، هذه إلى واستنادا : " إننا بقولها وأبعاده، األنثروبولوجيا علم ميد/ طبيعة مارغريت

)البيولوجية البشري للجنس اإلنسانية الخصائص نصنف نماذج طريق عن وذلك ومتغيرة، مترابطة والثقافية( كأنساق

نهتم متطورة. كما ومناهج ومقاييس النظم بوصف أيضا اإلدراك في البحث إلى إضافة وتحليلها، والتكنولوجية االجتماعية

اتصاالته. وبصفة ووسائل ومعتقداته وابتكاراته لإلنسان العقلي دراساتنا نتائج لتفسير– األنثروبولوجيين نحن – نسعى عامة،

مفهوم ضمن أو التطور، نظريات إطار في بينها فيما والربط(Mead, 1973, p.280) .." البشر بين المشتركة النفسية الوحدة

الذي العلم هي األنثروبولوجيا فإن تقدم، ما على وتأسيسا وبين بينه االختالف وأوجه الشبه أوجه ويدرس اإلنسان، يدرس

بين واالختالف الشبه وأوجه جهة، من األخرى الحية الكائناتأخرى. جهة من اإلنسان وأخيه اإلنسان

اإلطار ضمن اإلنساني السلوك يدرس ذاته، الوقت وفي باإلنسان األنثروبولوجيا تهتم عام. فال بوجه واالجتماعي الثقافي باإلنسان تهتم وإنما النفس، علم أو الفيزيولوجيا تفعل كما الفرد، أحداثهم في الناس وتدرس وأجناس، جماعات في يعيش الذي

. الحياتية وأفعالهماألنثروبولوجي- دراسة أهداف ا ثالثا

دراستها فإن وطبيعتها، االنثروبولوجيا مفهوم إلى استنادا: التالية األمور في حصرها يمكن األهداف، من مجموعة تحقق

والحضارية البشرية الحياة مظاهر - وصف3/1 دقيقا، وصفا الجماعة أو المجموعة الباحث معايشة طريق عن وذلك

من أفرادها به يقوم ما كل وتسجيل المدروسة،

-12-

. اليومية الحياة في تعاملهم، في سلوكات دراستها بعد والحضارية البشرية الحياة مظاهر - تصنيف3/2

عامة، إنسانية أنماط إلى للوصول وذلك واقعية، دراسة : لإلنسان العام الحضاري التطوري الترتيب سياق في

تكنولوجي( – معرفي – )بدائي- زراعي- صناعي هذا وأسباب لإلنسان، يحدث الذي التغير أصول - تحديد3/3

إلى بالرجوع .. وذلك علمية بدقة وعملياته التغير المقارنة، خالل من بالحاضر وربطه اإلنساني التراث. المختلفة التغيير عناصر وإيجاد

التغيير التجاه والتوقعات المؤشرات - استنتاج4/3 تتمم التي / الحضارية اإلنسانية الظواهر في المحتمل، بمستقبل التنبؤ إلمكانية بالتالي وبالتصور دراستها، الدراسة. )لينتون، عليها أجريت التي البشرية الجماعة

(15ص ،1964 الخاصة هو البشر، بني بين العرقي التباين أن ويبدو سائر من أكثر الحديث، العالم باهتمام تستأثر التي البيولوجية

المصنفون اإلنسان. ويبذل عند األخرى البيولوجية الخواص مثالي. عرقي تصنيف إلى للتوصل دائبة محاوالت العرقيون

بمشكلة الجسمية األنثروبولوجيا علماء انشغال نتائج من فكان النوع مفهوم اكتسب أن العرق، التفكير أعاق )العرق( رسوخا وإلى ظلت، البشرية العرقية ذاته. فاألصناف البشري بالكائن

أمام الصمود على وقادرة نسبيا، ثابتة كيانات تعتبر قريب، عهدالفطرية. التغير قوى أو البيئة تأثيرات

فرض إلى أدى العرق، فكرة تمجيد في التطرف أن ويالحظ الذين البشر بني على الصارمة التصنيفات من محدود عدد

هذه في األفراد زج إلى بالتالي وأدى له، حد ال بتنوع يمتازون الخاصة. )لينتون، األصلية صفاتهم تطمس بصورة التصنيفات،

( 46 ص ،1967 كلها، اإلنسانية المجتمعات بدراسة األنثروبولوجيا اهتمام إن يعتبر كافة، الحضارية المستويات وعلى منطلقا في أساسيا

من الرغم على وأهدافها. ولكن األنثروبولوجيا علم فلسفة زالت فما األنثروبولوجية، الدراسات مجال في التوسع

الثقافات وصف سيما وال لألنثروبولوجيا، التقليدية االهتمامات المحلية واللهجات اللغات ودراسة المجتمعات، حياة وأسلوب

عما األنثروبولوجيا مجال تفرد شك، وال تؤكد التاريخ، قبل ما وآثار ،1986 االجتماع. )فهيم، علم سيما وال األخرى، العلوم من عداها

(35 ص تحديد في األنثروبولوجية الدراسات أهمية كانت هنا ومن

بينها، فيما المشتركة القواسم وإيجاد البشرية، الكائنات صفات أصول أية إلى تستند ال التي المسبقة واألحكام التعصب عن بعيداعلمية. استطاع قد المختلفة، بدراساته األنثروبولوجيا، علم كان وإذا

-13-

اإلنسان بنشأة الخاصة الظواهر من الكثير إثبات في ينجح أن أثبته ما أهم فإن / الحضاري، الثقافي تطوره ومراحل وطبيعته،

حد إلى تتشابه المتعددة، بأجناسها البشرية الشعوب أن هو، العضوية النواحي في سيما وال األساسية، طبيعتها في التطابق. والحيوية

***

-14-

ومراجعه الفصل مصادر التربوية، األنثروبولوجيا في ( مقدمة1874) أحمد هالل، أبو-

. عمان األردن، التعاونية، المطابع. الكويت جامعة األنثروبولوجيا، ( قاموس1981) شاكر سليم،- اإلناسة، علم – ( األنثروبولوجيا1996/1997) علي الجباوي،-

. دمشق جامعة تاريخ في فصول – األنثروبولوجيا ( قصة1986) حسين فهيم،-

. الكويت شباط، (،98) المعرفة عالم اإلنسان، علم : شاكر ترجمة المرآة، في ( اإلنسان1964) كاليد كالكهون،-

. بغداد سليم، الملك : عبد ترجمة اإلنسان، ( دراسة1964) رالف لينتون،-

. بيروت العصرية، المكتبة الناشف، الحديث، العالم وأزمة ( األنثروبولوجيا1967) رالف لينتون،-

. بيروت العصرية، المكتبة الناشف، الملك : عبد ترجمة- Nicholson, C. (1968) Anthropology and Education , London.- Mauduit, J. A (1960) Mannuel d, Athnographie, Payoy, Paris

-15-

الثاني الفصل

وتاريخها األنثروبولوجيا نشأة

القديم أوال- العصرالقدماء( )اليونانيين اإلغريق - عند1 الرومان - عند2 القدماء الصينيين -عند3

الوسطى ثانيا- العصورأوروبا في الوسطى - العصور1 العرب عند الوسطى - العصور2

األوربية النهضة ثالثا- عصر

-16-

القديم- : العصر في األنثروبولوجيا أوال الرحلة أن على واألنثربولوجيا، االجتماع علماء معظم يجمع

إلى الميالد قبل1493 عام في القدماء المصريون بها قام التي أقدم من تعد التجاري، التبادل حاليا(بهدف )الصومال بونت بالد

الرحلة كانت الشعوب. وقد بين التعارف في التاريخية الرحالت وذلك / راكبا،31/ منها كل متن على مراكب، خمسة من مؤلفة والعطور البخور شملت التي النفيسة بضائعهم تسويق بهدف أفريقيا. بأقزام القدماء المصريين اتصال الرحلة هذه عن .ونتج في النقوش صورت فقد بعد، فيما معهم عالقات إلقامة وتأكيدا / لمبعوث / بونت بالد وملكة ملك استقبال البحري، الدير معبد

(Mauduit, 1960,P.18). مصري

القدماء- ) (:1 اليونانيين اإلغريق عند الذي ،Herodotus )اليوناني( هيرودوتس اإلغريقي المؤرخ يعد

رحالة وكان الميالد، قبل الخامس القرن في عاش لألسفار، محبا تنوع وجود فكرة وطرح وعاداتهم الشعوب أحالم صور من أول

واللغوية والثقافية الساللية النواحي حيث من بينها، فيما وفوارق الباحث األنثربولوجيا مؤرخي معظم يعتبره والدينية. ولذلك،

. التاريخ في األول األنثروبولوجي عدد عن دقيقة وصفية معلومات بجمع قام من أول فهو

خمسين )حوالي األوروبية غير الشعوب من كبير حيث (، شعبا الجسمية ومالمحهم وعاداتهم، تقاليدهم بالتفصيل تناول

قدم أنه إلى إضافة(Darnell, 1978, P.13). الساللية وأصولهم وصفا الشهيرة العبارة قائل وهو وشعبها، وأحوالها لمصر دقيقا" . النيل هبة : "مصر

غير في : " إنه القدماء المصريين عادات في يقوله ومما فيحلقونها. مصر في أما شعورهم، اآللهة كهنة يطلق المصريين،

المصاب أقارب يحلق بأن الشعوب، سائر عند العرف ويقضي بساحتهم نزلت إذا المصريين ولكن الحداد، أثناء في رؤوسهم

" )خفاجة، واللحية الرأس شعر يطلقون فإنهم الموت، محنة( 120 ص ،1966

والليبية، اإلغريقية العادات بعض بين المقارنة عن وأما عن اإلغريق نقلها وتماثيلها، ودرعها أثينا ثوب أن : " يبدو فيقول عذبات وأن جلدي، الليبيات لباس أن الليبيات. غير النساء

هي بل ثعابين، ليست الماعز جلد من المصنوعة دروعهن -17-

الثوب فإن ذلك، عدا ما الحيوان. وأما جلد سيور من مصنوعة كيف اإلغريق تعلم الليبيين .. ومن سواء الحاليتين في والدرع (87 ص ،1967 " )خشيم، األربعة الخيول ذات العربات يقودون

يعتقد والجادة، المبكرة اإلسهامات هذه إلى واستنادا في هيرودوتس منهج أن األنثروبولوجيا، علماء من الكثيرون

االجتماعية، نظمهم وبعض وحياتهم الشعوب ثقافات وصف )األثنوجرافي( المتعارف المنهج أساسيات بعض على ينطوي

الشعوب( . )علم باسم الحاضر العصر في عليه أوائل من ق.م( كان322- 348) أرسطو أن نجد وكذلك

وذلك الحية، للكائنات التطوري الفكر أوليات بعض وضعوا الذين وتطورها البيولوجية التركيبات في وتأمالته مالحظاته خالل من وصف نحو الفكر توجيه أيضا، إليه ينسب .. كما الحيوان في

يعتبر الذي األمر وأفضلها، أشكالها وتحليل الحكومات نشأة واإلنسانية. االجتماعية النظم دراسة في وهامة مبدئية مساهمة

(46 ص ،1986 )فهيم، معلومة إلى يصل اليونانيين الفالسفة أعمال الدارس إن اليونانيين وهي: أن األنثروبولوجي، بالفكر صلة وذات طريفة امتزجت حيث سبقتهم، التي الحضارات من الكثير أخذوا

يعرف ما عنها وتمخض القديمة، المصرية بالحضارة فلسفتهم وازدهرت سادت التي الحضارة " تلك الهيليلنية " الحضارة باسم

للميالد. السابقة الثالثة القرون في حد إلى – يناقض الذي الفلسفي الطابع هذا من الرغم وعلى

)علم والسوسيولوجية األنثروبولوجية الدراسات إليه تتجه ما – ما عليه تكون أن يجب ما ال قائم، هو ما دراسة االجتماع(من

الفلسفي الفكر فضل فإن والثقافية، االجتماعية األحوال شأنه من التقليل يمكن ال فالسفتهم، كبار عند سيما وال اليوناني،

أبدا.

الرومان- :2 عند تابع قرون، ستة حوالي الرومانية اإلمبراطورية عصر امتد

بناء حول وأفكار مسائل من اليونانيون طرحه ما الرومان خاللها فيما واالختالف التباين وتفسير وطبيعتها، اإلنسانية المجتمعات

للحياة المثالية/ المجردة بالنماذج يأخذوا لم بينها.. ولكنهم الملموس الواقع نحو دراساتهم وجهوا بل اإلنسانية،

الفكر في األنثروبولوجيون يجد ال ذلك، والمحسوس. ومع علم نشأة في أصيلة كإسهامات اعتباره يمكن ما الروماني هذه لمثل راسخة تقاليد أو وثقافاتهم، الشعوب لدراسة مستقل

. الدراسات / كاروس أشعار ذلك، من يستثنى أن يمكن ولكن، الهامة. االجتماعية األفكار بعض على احتوت / التي لوكرتيوس

ضمنها رئيسة، أبواب ستة في عرضها عدة موضوعات تناول فقد

-18-

وشكلها، السماوية األجرام وحركة المادة عن ونظرياته أفكاره : فكرتي لعرض السادس الباب .. وخصص العالم وتكوين والعقد األول اإلنسان عن تحدث حيث والتقدم، التطور

إلى إضافة اللغة، ونشأة والحكومة، الملكية ونظامي االجتماعي، .) فهيم، والموسيقى واألزياء والفنون والتقاليد العادات مناقشة( 47ص ،1986

أن / استطاع /لوكرتيوس أن األنثروبولوجيين، بعض رأى وقد .. حديدية ثم برونزية، ثم حجرية عصور في البشرية مسار يتصور

لوكرتيوس، فكر في اآلخر بعضهم رأى بينما فكر مع تطابقا L. Morgan– مورجان لويس

التاسع القرن في األنثروبولوجيا أعالم ( أحد1818-1881) إلى مرحلة من واالنتقال التقدم رؤية حيث من عشر. وذلك

في مردها كان وإن مادية، طفرات حدوث إطار في أخرى،. عقلية وابتكارات عمليات إلى النهاية

(Darnell ,1978 ,p.15) أفكار من احتوتها وما / هذه / لوكرتيوس أشعار استثنينا وإذا

الصعوبة من فإنه وتطوره، اإلنسان ونشأة الكون بطبيعة تتعلق الروماني الفكر إلى األنثروبولوجيا علم نشأة تنسب أن بمكان

. اإلغريقيين عند الحال هي كما القديم، ربط حيث من بالواقع، اهتموا الرومان أن من الرغم وعلى

والحركة االجتماعي التقدم بإمكانية البشرية السالالت أنفسهم في وجدوا فقد الحضارية، الشعوب على وأفضلية امتيازا

أن حتى القانون، بحكم غيره فوق الروماني األخرى. فكان ساللة، شأن أو إنسان قدر من يرفعوا أن أرادوا إذا الرومان الدولة أصدرت )مؤنس، منهما ألي الرومانية الجنسية بمنح قرارا معظم في وجد العنصري، االتجاه هذا أن ( ويبدو43 ،1978

: اإلغريقية الشرقية الحضارات سيما وال القديمة، الحضارات. والصينية والرومانية

3: القدماء- الصينيين عند أنه منهم، األنثروبولوجيون سيما وال المؤرخين، بعض يعتقد

الرومانية بالحضارة القدماء الصينيين اهتمام من الرغم علىحضارتهم. ينافس ما فيها يجدوا فلم وتقديرها،

حدود داخل والهدوء باألمن يشعرون القدماء الصينيون كان مكتفين وكانوا بالدهم، المعاشية، االقتصادية الناحية من ذاتيا

السلع تبادل في فقط انحصرت الخارجية تجارتهم أن حتى يعبأ عميقة. فلم ثقافية تأثيرات لها يكون أن دون من والمنافع، ذلك، ومع حدودهم، خارج األخرى بالثقافات القديم في الصينيون

الجماعات لعادات الوصفية الكتابات بعض من تاريخهم يخل لم , Darnell , 1878واالحتقار. باالزدراء تتسم كانت والتي البربرية،

p.15))

-19-

إذ العنصرية، القدماء الصينيين نظرة من نابع االتجاه وهذا ألية وجود ال وأنه الخلق، أفضل أنهم – كالرومان – يعتقدون كانوا

يحتاجون ال أنهم يرون كانوا بل جنسهم، خارج فضيلة أو حضارة " أقاموا الواقع، هذا ملوكهم يؤكد .. ولكي شيء في غيرهم إلى

اآلخرين. بأقدام أرضهم تدنس ال " حتى العظيم الصين سور( 15 ص ،1978 )مؤنس،

وشؤون باألخالق القدماء، الصين فالسفة اهتم ولذلك، في / العملية الواقعية االتجاهات خالل من البشرية، المجتمعات

األنماط معرفة ألن ومعالجتها، اإلنسانية الحياة أمور دراسة تسهم مجتمع، أي في االجتماعي، بالبناء ترتبط التي السلوكية

المجتمع، لهذا الثقافي التراث على الواضح الدليل تقديم في جهة، من بينهم فيما التعامل طرائق عن بالتالي يكشف والذي ما أخرى. وهذا جهة من معهم للتعامل الطرائق أفضل ويحدد

تعنى التي تلك سيما وال األخرى، العلوم في الباحثين يفيدباإلنسان.

الوسطى- العصور في األنثربولوجيا ثانيا القرن من تمتد العصور، هذه أن المؤرخين معظم يجمع

على اصطلح الميالدي. وقد عشر الرابع القرن إلى الرابع الحضارة بتدهور ارتبطت كونها الوسطى بالعصور تسميتها جهة من وألنها جهة، من مظلمة حقبة إلى الفكر وارتداد األوربية القديمة األوربية الفلسفات ازدهار هما: نهاية عهدين بين وقعت

التنوير( )عصر األوربية النهضة عصر والرومانية( وبداية )اليونانية األخرى، العوالم استكشاف من جديدة مجاالت إلى واالنطالق

واآلداب الفنون في وإبداعات القديم، الفكري التراث وإحياء اإلسالمية العربية الحضارة فيه كانت الذي الوقت في المختلفة،

. المختلفة العلوم مجاالت لتشمل وتتسع تزدهر،

أوربا- :1 في الوسطى العصور )المظلمة( الوسطى العصور هذه في أنه المؤرخون يذكر

التعاليم تخالف أفكار أية وأدينت العقالني، التفكير تدهور والحياة للكون تفسيرات من الكنيسة تقدمه ما أو المسيحية، ذلك، جانب إلى مآلها. ولكن في أو منشئها في سواء اإلنسانية،

طبيعة وحددت المعرفة، منطلقات وجهت أخرى مراكز كانت كان الذي مثال، الملوك كبالط العصور، تلك في الغربية الحضارة

والسياسة اإلدارة كرجال المثقفين من فئات العادة، في يضم( 50 ص ،1986 والشعراء. )فهيم،

بولونيا( )جامعة القانون دراسة في التوسع ذلك إلى يضاف آثار لـه كانت باريس( مما )جامعة والالهوت الفلسفة ودراسة واالجتماعية )السياسية العامة األوربية الحياة في واضحة

بعد أوروبا شهدتها التي للنهضة بالتالي والدينية( ومهد والثقافية

-20-

. العصور هذه بعض عن للكتابة عدة محاوالت المرحلة هذه في ظهرت لقد

الشعوب، عن بعيدة التخيلي، غالبا- بالوصف – اتسمت أنها إال به قام ما ذلك، الواقع. مثال أرض على المباشرة المشاهدة

(636- 560) بين ما عاش / الذيIsidore / إسيدور األسقف المعرفة، عن موسوعة الميالدي السابع القرن في أعد حيث

ولكن وعاداتهم، المجاورة الشعوب تقاليد بعض إلى فيها وأشاروالتحيز. بالسطحية تتسم عفوية، وصفية بطريقة

يحدد عنها، بعدها أو أوربا من الشعوب قرب أن ذكره، ومما االنحطاط كان بعيدة، المسافة كانت فكلما تقدمها، درجة

الذين الناس الشعوب. ووصف لتلك مؤكدا الحضاري والتهور حيث الخلق، غريبة سالالت من بأنهم نائية، أماكن في يعيشون

. أنوف بال وجوههم تبدو الثالث القرن حتى وشائعة سائدة المعلومات تلك ظلت وقد

/ باتولو الفرنسي أعدها أخرى موسوعة ظهرت حيث عشر، الرغم على كبيرة، بشعبية حظيت والتي /،Batholo Macus ماكوس

تختلف لم أنها من . الخيال على االعتماد في سابقتها عن كثيرا(52 ص السابق، ) المرجع

العرب- :2 عند الوسطى العصور القرن نهاية وحتى الميالدي، السابع القرن منتصف من وتمتد

معه وبدأت االنتشار، في اإلسالم بدأ تقريبا. حيث عشر الرابع واالزدهار. وقد بالتكوين آنذاك اإلسالمية العربية الحضارة بوادر

والمنطق، والفلسفة واألخالق : اآلداب الحضارة هذه تضمنت واالجتماعية السياسية الحياة في خاصة تأثيرات ذات كانت كما

(Darnell,1978, p.259) . الدولية والعالقات العربية الفتوحات أحدثتها التي الجديدة األوضاع اقتضت وقد

المفتوحة البالد في الناس أحوال بدراسة االهتمام اإلسالمية،. والحكم التنظيم ضرورات من ذلك أصبح حيث إدارتها، وسبل

كمعجم الجغرافية، المعاجم وضع في العرب برز ولذلك، الكبيرة الموسوعات إعداد الحموي. وكذلك )البلدان( لياقوت

عشر )الرابع الهجري الثامن القرن في ذروتها بلغت التي " و العمري، الله فضل " إلبن األمصار " مسالك ميالدي( مثل

. " للنويري العرب فنون في األرب نهاية العمران بشؤون الموسوعية الكتب هذه اهتمام جانب وإلى

الشخصية، والخبرة المشاهدة على باالعتماد مادتها تميزت فقد ، في األنثروبولوجي المنهج ناحية من خصبة مادة جعلها ما وهذا

. اإلنسانية والثقافات الشعوب دراسة مثل/ البيروني/ واحد إقليم وصف في تخصص من وهناك

هجرية( ووضع440 – 362) بين ما عاش الذي الهند عن كتابا

-21-

" مرذولة أو العقل في مقبولة مقولة من للهند ما " تحرير بعنوان واجتماعية دينية نظم من فيه بما الهندي المجتمع فيه .وصف ثقافية. واهتم وأنماط والسلوكيات النظم تلك بمقارنة أيضا

البيروني والفرس. وأبرز والعرب اليونان عند بمثيالتها الثقافية، تكبيل في الرئيس الدور يؤدي الدين أن حقيقة الكتاب، هذا في

القيم وصياغة والجماعات، األفراد سلوك وتوجيه الهندية، الحياة(54ص ،1986 .) فهيم، والمعتقدات

طابع ذات خصائص وكتاباته بطوطة ابن لرحالت كانت كما اليومية، حياتهم ووصف بالناس اهتمامه في برزت أنثروبولوجي،

وتقاليدهم. فمما وقيمهم سلوكاتهم وأنماط شخصياتهم وطابع قلة أفعالهم : " فمن السودان أهل أفعال استحسان في كتبه

يسامح ال وسلطانهم عنه الناس أبعد فهم الظلم، شيء في أحدا وال فيها المسافر يخاف فال بالدهم، في األمن شمول منه. ومنها

من لمال تعرضهم عدم غاضب. ومنها وال سارق من المقيم كان واألجانب( ولو )البيض البيضان من بالدهم في يموت

حتى البيضان، من ثقة بيد يتركونه المقنطرة. وإنما القناطير( 672 ص ،1968 بطوطة، مستحقه. )ابن يأخذه

أيام في والخبر المبتدأ وديوان " العبر خلدون ابن كتاب أما األكبر السلطان ذوي من عاصرهم ومن والبربر، والعجم العرب وعنوانها الرئيسة مقدمته بسبب وواسعة كبيرة شهرة نال " فقد

من الذاتية العوارض من فيه يعرض ما وذكر العمران : " في وما والعلوم، والمصانع والمعاش والكسب والسلطان، الملك المقدمة هذه ". وتعتبر واألسباب العلل من لذلك عمال في أصيال

سيما وال أفريقيا، شمال لشعوب االجتماعية الحياة تسجيل بعض جانب إلى االجتماعية، والعالقات والتقاليد العادات

اجتماعية أنظمة من رآه ما كل لتفسير النظرية المحاوالت – بعد فيما – المقدمة هذه موضوعات شكلت مختلفة. وقد اهتماما األنثروبولوجية. الدراسات في رئيسيا

مقدمته، في خلدون ابن تناولها التي الموضوعات أهم ومن بين العالقة تلك هي األنثروبولوجيا، باهتمامات صلة لها والتي – خلدون ابن رد االجتماعية. فقد والظواهر الجغرافية البيئة وأمزجتهم ألوانهم في البشر اختالف – الدعامة تلك إلى استنادا

التي الجغرافية البيئة إلى والخلقية، الجسمية وصفاتهم النفسية اعتبرها أيضا عامال الحضاري المستوى تحديد في هاما

( كما291 ص ،1966 ،1ج خلدون، اإلنسانية. )ابن للمجتمعات وتطورها الدول قيام مسألة أيضا، مقدمته في خلدون ابن تناول

والحضارة البداوة العمران( بين )دورة نظرية وبلور وأحوالها، الكائن وحياة البشرية الجماعة حياة بين المماثلة أساس على

الحي. في االجتماع علماء أذهان على الفكرة هذه سيطرت وقد

.. حيث الوسطى العصور في – سواء حد على – والغرب الشرق وهو االجتماعية، الحياة سنة هو التطور أن خلدون ابن اعتبر

-22-

االجتماعية. الظواهر دراسة إليه تستند الذي األساس وعوائدهم واألمم العالم أحوال : " إن ذلك في يقول هو وإنما مستقر، ومنهاج واحدة وتيرة على تدوم ال ونحلهم، حال. وكما إلى حال من وانتقال واألزمنة األيام على اختالف

في يقع فكذلك واألمصار، واألوقات األشخاص في ذلك يكون (252 ص السابق، والدول. )المرجع واألزمنة واألقطار اآلفاق بالوالدة تبدأ البشري، الكائن كعمر خلدون ابن عند الدول فعمر إلى وتتالشى وتهرم تكبر ثم والكمال، والنضج الشباب إلى وتنمو

. الزوال المجتمعات لدراسة المنهجية األسس خلدون ابن أرسى لقد

من أسبق بذلك، فكان بها، تمر التي الحضارات ودورة البشرية، الكتاب بعض يرى أوروبا. ولذلك، في االجتماع علماء

لعلم الحقيقي المؤسس يعتبر خلدون ابن أن والمؤرخين، األنثروبولوجيا علماء سيما وال اآلخر، بعضهم يرى بينما االجتماع،

خلدون ابن مقدمة في البريطانيون، موضوعات من بعضا /جون أشار أمريكا، .وفي ومناهجها االجتماعية األنثروبولوجيا

هونجيمان " إلى األنثروبولوجي الفكر " تاريخ كتابه في / أيضا / مارفين بنظرية الصلة ذات األفكار بعض تناول خلدون ابن أن

أن " ونجدCultural Materialism– الثقافية " المادية / عـن هاريس قدما اإلدريسي، قبله ومن خلدون ابن أن يذكر / ذاته، / هاريس التي الجغرافية، الحتمية نظرية بلورة في ساعدت ومواد أفكارا

Anderson , 1984 , p.112) .) عشر الثامن القرن إبان سادت والمفكرين الفالسفة : إن القول يمكن تقدم ما إلى واستنادا

معالجة الوسطى- في العصور خالل – بفاعلية أسهموا العرب االهتمامات في تدخل أن يمكن التي االجتماعية الظواهر من كثير

)الحضاري( بين الثقافي التنوع سيما وال األنثروبولوجية، أو بذاتها، حضارة أو ثقافة خصائص بدراسة سواء الشعوب، مصادر اعتبارها من الرغم على أخرى. ولكن ثقافة مع بمقارنتها

مجتمع في الحياة )أسلوب درست التي األثنوجرافية للمادة والقيم العادات سيما محددة( وال زمنية فترة وخالل معين

القرن أواخر في تبلورت التي األنثروبولوجيا فإن الحياة، وأنماط بهذه تذكر صلة ذات تكن لم به، معترف جديد كعلم عشر التاسع

والرومانية( )اليونانية الدراسات من بغيرها وال الدراسات،. القديمة

األوروبية- النهضة عصر في األنثروبولوجيا ثالثا في بدأ أوربا، في النهضة عصر أن على المؤرخون يتفق

بعملية ناألوروبيو شرع حيث الميالدي، عشر الرابع القرن نهاية مترافقة ، والعربية اإلغريقية والمعارف للعلوم انتقائية دراسة االنتقال ذلك الجغرافية. وتبع لالستكشافات نشطة ريادية بحركة

دراسة في التجريبي، العلمي المنهج إلى الفلسفي المنهج من القرن في وتكامل تبلور والذي واالجتماعية، الطبيعية الظواهر

-23-

. عشر السابع ما أو النهضة عصر ترسيخ إلى أدت مجتمعة التغيرات هذه إن االنثربولوجيا بلورة في بالتالي التنوير( وأسهمت )عصر سمي

الحضارة تطور يدرس كعلم عشر، التاسع القرن نهاية في الذي اإلنساني. األمر التاريخ وعبر العام إطارها في البشرية الشعوب ثقافات عن الوصفية الموضوعات توافر استلزم

والتعرف المقارنات، أجل من وخارجها، أوروبا في وحضاراتها، تطورية مراحل بحسب وترتيبها الشعوب هذه حياة أساليب إلى

ذلك يضع بحيث معينة، . األنثروبولوجيا علم لنشأة أساسا في أثرت مشهورة أو) رحالت( استكشافية رحلة أهم لعل

/إلى كولومبوس / كريستوف بها قام ما األنثروبولوجيا، علم مذكراته زخرت ( حيث1502- 1492) بين ما األمريكيـة القارة

من بالكثير الجديد، العالم بسكان واحتكاكاته مشاهداته عن وعاداتها الشعوب تلك حياة أساليب عن والمعارف المعلومات. المباشرة للمشاهدة نتيجة بالموضوعية اتسمت وتقاليدها، المحيط في الكاريبيان جزر سكان وصف في قاله ومما منهم الرجال تماما، عراة الجزركلهم تلك أهل : " إن األطلسي النساء بعض فثمة ذلك، أمهاتهم. ومع ولدتهم كما والنساء، األلياف نسيج من قطعة أو الشجر، بورق عورتهن يغطين اللواتي

أو الحديد من ومواد أسلحة لديهم الغرض. ليست لهذا تصنع يرجع حال. وال أية على الستخدامها يصلحون ال وهم الصلب خجلون كونهم إلى وإنما أجسادهم، إلىضعف ذلك في السبب

((Oswalt , 1972,p. 10 اإلعجاب.. " يثير بشكل ومسالمون يتمتعون : " إنهم األصليين أمريكا لسكان وصفه في وكتب

يشعرون أنهم الجسدية. كما البنية وقوة والخلق، الخلق بحسن إعطاء في يترددون ال أنهم حد إلى يمتلكون، فيما التصرف بحرية

يقصدهم من ما يتقاسمون أنهم على عالوة ممتلكاتهم، من أيا (Boorstin,1983, p.628).." وسرور برضى عندهم

الجديد العالم واكتشافه كولومبس لرحالت كان وهكذا جديدة، حقبة أوروبا إدخال في الكبير أثرها1492 )أمريكا( عام

خاصة، األوروبي واإلنسان عامة، اإلنسان إلى النظرة تغيير وفي هذه ألن . وذلك،ياألنثروبولوج الفكر في بالتالي أثر مما

سكان معرفة من تبعها وما / االجتماعية الجغرافية االكتشافات تنوع بوضوح أظهرت حياتهم، وأنماط بميزاتهم األرض هذه

وأثارت البشري، الجنس حول والدراسات المسائل من كثيراالبشرية. الكائنات عند والتطور النشوء قضايا

في تأثير لها كان بظاهرة األوربية، النهضة عصر تميز لقد المفكرين أن وهي واإلنسان، العالم عن جديدة نظريات توليد

مناهضة على نظرهم، وجهات تباين من الرغم على اتفقوا، العقل فضول أعاقت التي الالهوتية، الوسطى العصور فلسفة

الطبيعة وتكوين ومصادرها، األشياء أصول معرفة إلى اإلنساني

-24-

واألخالقية. )فهيم، والعقلية الجسدية اإلنسان وصفات وقوانينها،1986،

( 86ص اإلنسان، لدراسة اتجاه الجديد الموقف لهذا نتيجة وظهر

من الماضي دراسة )العلمي( اقتضى اإلنساني بالمذهب عرف وفهم اإلنسانية الطبيعة دراسة اتجهت حيث الحاضر، فهم أجل

. لإلنسان التاريخية/ التطورية المراحل وفق وأبعادها ماهيتها الدراسات في )المذهب( العلمي االتجاه هذا تبلور وقد

القرن علماء بعض أعمال في ظهرت التي والرياضية، التجريبية )F.Becon )1561-1626 بيكون أمثال: فرانسيس من عشر، السابعR.Decartes ديكارت ورينيه

وغيرهم. ،)I. Newton )1642-1727 نيوتن ( واسحق1596-1650) طبيعية، ظاهرة أنه عل لإلنسان الجديدة النظرة أصبحت حيث

التجريبي، والمنهج العلمي البحث خالل من دراسته ويمكن والتقدم اإلنساني التطور مسيرة تحكم التي القوانين ومعرفة

للفكر النظرية المنطلقات تشكيل في أسهم ما .وهذا االجتماعي النظرية البدايات بلورة إلى تدريجية بصورة وأدى االجتماعي،

. التنوير عصر خالل لألنثروبولوجيا، الحياة أسلوب )دراسة األثنوجرافية للدراسات بالنسبة أما

مقارنة )دراسة األثنولوجية والتقاليد( والدراسات والعادات (، االجتماعية النظم نظرية إلى للوصول الحياة ألساليب

بها قام كثيرة أعمال فثمة ،ةاالجتماعي األنثروبولوجية والدراسات. العلماء من العديد

.J آكوستا )جوزيه اإلسباني الرحالة محاولة تكون وقدAcostaالشخصية مالحظاته لربط عشر، السادس القرن ( في

النظرية، األفكار ببعض الجديد العالم في األصليين السكان عنبشأنها. والتنظير األثنوجرافية المادة لتدوين األولى المحاولة نزحوا قد كانوا الحمر الهنود أن آكوستا افترض فقد من أصال

التي تلك عن حضاراتهم اختالف فسر وبذلك أمريكا، إلى آسيا آكوستا حينذاك. وقدم أوروبا في سائدة كانت أيضا آخر افتراضا معينة، مراحل عبر اإلنسانية الحضارة تطور حول في معتمدا

والكتابة. القراءة الشعوب معرفة أساس على تصنيفه في الصين بعدها وأتت الترتيب، أعلى في أوروبا وقفت وقد مرتبة في المكسيك جاءت بينما الكتابة، لمعرفتها الثانية المرتبة

متباينة بدرجات األخرى المجتمعات .. وصنفت ذلك من أدنى ( وربما(Darnell,1978,p.81الترتيب. هذا من األدنى المواقع في

التصنيف هذا شكل فيما – األنثروبولوجيون إليه استند أساسا. المجتمعات بين بعد- للتمييز

الدراسة في / اإلسباني آكوستا جانب إلى وظهر الفرنسي، االجتماع عالم البدائية، الشعوب عن األثنوجرافية

-1532) بين ما عاش الذيM.De. Montaigne مونتاني دي ميشيل

-25-

في األصليين السكان من مجموعات مع مقابالت ( وأجرى1592 أوربا. إلى المكتشفين بعض أحضرهم والذين المكتشفة، أمريكا

في السائدة والتقاليد العادات عن المعلومات منهم جمع إن وبعد العالم يفهم لكي : " إنه التالية بالمقولة خرج األصلي، موطنهم البشرية للمجتمعات الحضاري التنوع دراسة من بد ال جيدا، فهما

فكرة طرح قد بذلك " ويكون التنوع هذا أسباب واستقصاءاألخالقية(. )النسبية " عن الشهير مقاله في كتبه ما اإلطار هذا في قاله ومما

معيار أي لدينا ليس أن : " يبدو فيه " وجاء البشر لحوم أكلة والصواب، للحقيقة نجده ما إطار في إال وعادات آراء من سائدا

أكمل بوجود نعتقد حيث )أوروبا(، عليها نعيش التي األرض على. األشياء على الحصول في فاعلية الطرائق وأكثر الديانات،

/ طبيعيون، البشر( فطريون لحوم )أكلة الناس هؤالء إن شكلتهم كما البسيطة، حالهم على بقوا البرية. فقد الفاكهة مثل

." وسيرتهم قوانينها فيهم وتحكمت الخاصة، بطريقتها الطبيعةLeach,1982,p.67)الشهير كتابه القى الرؤية، هذه ( ومن "

،1579 عام " الصادر المقاالت اهتماما الفكر مؤرخي لدى كبيرا. خاصة الفرنسي والفكر عامة، األوروبي

جاك جان كتابات معه ليحمل عشر، الثامن القرن ويأتي علم مؤرخي لدى كبيرة أهمية احتلت التي ،J.J. Rossow روسو

األثنوجرافية دراستها في تضمنته لما بالنظر وذلك األنثروبولوجيا، المجتمعات مع البدائية( مقارنة )المجتمعات المكتشفة للشعوب

. / األوروبية الغربية بالتجرد روسو عند األنثروبولوجية النظر وجهة تميزت لقد

والجوانب القيم بعض نقد في ذلك تجلى حيث والموضوعية، الطرائق بعض استحسان مقابل الفرنسي، مجتمعه في الثقافية " كتابه يعد اإلطار، هذا األخرى. وفي المجتمعات في الحياتية

األنثروبولوجي. للفكر األولى البواكير االجتماعي" من العقد وضع الذي مونتسكييه، دي البارون روسو، جانب إلى وكان

بين الوظيفي الترابط فكرة فيه القوانين( وأوضح )روح كتاب الفكرة هذه والبيئة. وسادت والتقاليد والعادات القوانين

العشرين، القرن أوائل في األنثروبولوجين أعمال في الترابطية اهتمام انتقل حيث اإلنجليز، األنثروبولوجيين عند سيما وال

نوعية على المناخ وتأثير السياسية، النظم بدراسة مونتسكييه األنثروبولوجية، الكتابات إلى – بعد فيما – الثقافة أو الحضارة

وشكل مجاال ,Darnell,1978 األنثروبولوجية للدراسات واسعاp.87)) .

التفوق عن التنوير، عصر في الفكر تبلور فقد ألمانيا، في أما ذلك (. وظهر )التعصبية الشوفينية القومية والنزعة العنصري (1831-1770) هيجل / جورج من كل كتابات في واضحا األلماني، الشعب جعال حيث (،1814-1762) فخته وجوهان

-26-

. العالم شعوب بين واألنقى األمثل الشعب لتعزز ( فجاءت1803-1744) هيردر جوهان كتابات أما

الجسمي، التركيب ناحية من البشرية السالالت بين التمايز فكرة تمثلها وفي المدنية، بمظاهر التأثر بمدى بينها فيما والتفاوت أن إلى هيردر يذهب األساس، هذا الحضارة. وعلى لمقومات

عليها قضي أخرى وسالالت للرقي، خلقت بشرية سالالت ثمة (.375ص ،1970 .) الخشاب، واالنحطاط بالتأخر

واجه األنثربولوجية، الدراسات في العنصري االتجاه هذا لكن أنه فكرة برزت حيث ، العشرين القرن بداية في كبيرة انتقادات

أصل إلى االنتماء على دليل أو كأساس اللغة تتخذ أن يجوز ال أن يجوز ال واللغة، البشري الجنس بين العالقة وأن واحد، ساللي تكون متمايزة. سالالت إلى اإلنسانية الشعوب لتقسيم أساسا القائم األنثروبولوجي الفكر بعد، فيما ودحضه، ذلك نقض وقد لمجتمعات المقارنة الميدانية والدراسة الواقعية، المشاهدة على

. األخرى الشعوب ظهرت التي المتحررة األنثروبولوجيا : إن القول يمكن وهنا الثانية، العالمية الحرب انتهاء منذ االنسانية، وقضاياها اتجاهاتها

التنوير، عصر في الفرنسية الكتابات - في شك وال – تجد جذورا أو (.101ص ،1986 .) فهيم، الفكرية لمنطلقاتها نظرية أصوال

الفكر : إن القول يمكن تقدم، ما على وتأسيسا في وتجلى التنوير، عصر في أوروبا ساد الذي األنثروبولوجي

المالمح شكل والمؤرخين، والباحثين الفالسفة من العديد كتابات مع بذاته يستقل بدأ الذي األنثروبولوجيا، لعلم األولى النظرية النصف في وأهدافه بمنطلقاته ويتبلور العشرين، القرن بداياتذاته. القرن من الثاني

**

-27-

ومراجعه الفصل مصادر التراث، دار بطوطة، ابن رحلة (،1968) الله عبد أبو بطوطة، ابن-

. بيروت تحقيق خلدون، ابن ( مقدمة1966) الرحمن عبد خلدون، ابن-

. القاهرة وافي، الواحد عبد :علي المعارف دار أنثروبولوجية، ( دراسات1970) أحمد الخشاب،-

. بمصر ليبيا طرابلس، الفكر، مكتبة دار ليبية، ( نصوص1967) فهمي علي - خشيم،

. دار مصر، عن يتحدث ( هيرودت1966) صقر محمد خفاجة،-

. القاهرة العلم، تاريخ في األنثروبولوجيا- فصول ( قصة1986) حسين فهيم،-

. الكويت (،198) المعرفة عالم سلسلة اإلنسان، وعوامل أصول في دراسة – ( الحضارة1978) محمد مؤنس،-

. الكويت الثاني، كانون عدد المعرفة، عالم وتدهورها، قيامها-Anderson, John (1984) Conjuring with Ibn Khaldon: from an Anthropological

point of view, Leiden .-Boorstin, Daniel. J (1985) The Discoveries A History Of Man’s Search to Know

his World and Himself .Vintage Books edition .-Darnell, Regna and editor (1978) Reading in the History of Anthropology,

University of Illinois .- Leach, Edmund (1982) Social Anthropology , Fontana- Paper backs .-Mauduit, J. A (1960) Manuel d,Athngraphie , Payot , Paris -Oswalt, Wendell (1972) Other People , Other Customs , Holt Rinehart and

Winston Inc .

***

-28-

الثالث الفصل

األخرى بالعلوم األنثروبولوجيا عالقة

األحياء بعلم األنثروبولوجيا -عالقة أوالاالجتماع بعلم األنثروبولوجيا ثانيا-عالقةالفلسفة بعلم األنثروبولوجيا ثالثا-عالقة

النفس بعلم األنثروبولوجيا رابعا- عالقة الجيولوجيا بعلم األنثروبولوجيا خامسا_عالقة

والجغرافيا

-29-

مقــدمة مستقل كعلم باألنثروبولوجيا االعتراف من الرغم على

زال فما وثقافته، وتطوره نشأته حيث من اإلنسان يدرس بذاته، العلم هذا تصنيف حول يختلفون اإلنسان علماء سيما وال العلماء،

االجتماعية، العلوم من أنه بعضهم .. فيرى المختلفة العلوم بين بعضهم والسياسة. ويرى والتاريخ واالجتماع النفس كعلم أيضا

يرى والفلك. بينما والطب تكالرياضيا التطبيقية، العلوم من أنه والفنون كالفلسفة اإلنسانية، العلوم من أنه اآلخر بعضهم

.. والديانات لشعب الثقافي التاريخ مر على دخلت كلها العلوم هذه لكن

وأصبحت الثقافة هذه جسد إلى ما، ، منها جزءا من ومكونا بين الثقافات اختالف إلى النهاية في أدى الذي األمر مكوناتها، صلة ذا األنثروبولوجيا، علم كان هنا البشرية. ومن تالمجتمعا

أخرى. العلوم من بكثير االنتظار إلى المرة، تلو المرة اضطر األنثروبولوجيا فعلم

طريق عن معينة نقطة استجالء في الطبيعية العلوم تنجح ريثما نتائج أن فيه شك ال الحيوانات. ومما على تجرى التي التجارب األشجار وذباب الجرذان على الوراثة علماء أجراها التي األبحاث

عند الوراثة قوانين لفهم الطريق مهدت التي هي المثمرة، بما المتصلة المختلفة المشكالت ولجالء البشرية، الكائنات

أخرى، جهة من أننا (. غير البشرية األجناس أو )العروق يسمى ال الطبيعية، العلوم اكتشفتها التي الحقائق : إن القول نستطيع تساعد معظم ألن وذلك اإلنساني، السلوك طبيعة فهم في كثيرا

على وثيقة مماثلة يماثلها ما تجد ال البشرية السلوكية الظاهرات. الحيواني الصعيد

بالحياة المتصلة الظاهرات على خاص بوجه هذا ويصدق استطاعوا األنثروبولوجيا علماء أن المنظمة. فمع االجتماعية فإنهم االجتماعية، العلوم طورتها التي األساليب بعض استخدام

أن األساليب. والواقع هذه مثل تطور انتظار إلى اضطروا قلما يقل ال االجتماعية، العلوم تطور في إسهامهم إسهام عن شأنا

( 16 ص ،1967، األنثروبولوجيا. )لينتون تطور في العلوم هذه وعلم األحياء، بعلم األنثروبولوجية صلة بتبيان وسنكتفي

الجيولوجيا وعلم النفس، وعلم الفلسفة، وعلم االجتماع الفصول في سترد ألنها األخرى بالعلوم صلتها ونترك والجغرافيا،

األنثروبولوجيا. فروع عرض خالل من الالحقة،

-30-

البيولوجيا- / األحياء بعلم األنثروبولوجيا عالقة Biologyأوال الخلية وحيد من الحية الكائنات دراسة األحياء علم يتناول

واألكثر الخاليا كثير وحتى تركيبا، األبسط يعرف .ولذلك تعقيدا بنية حيث من بذاته، قائم كفرد اإلنسان يدرس الذي : العلم بأنه

. وتطورها أعضائه وظائف علم سيما وال الطبيعية، بالعلوم األحياء علم ويرتبط

نظرية ذلك، في الحي. وتدخل الكائن وحياة والتشريح األعضاء وأنواعها الحية الكائنات أجناس أجسام بأن تقول التي التطور

تتكاثر الكائنات هذه دامت ما باستمرار تتغير أعضائها، ووظائف وتنتج هي كما السابقة، األجيال من أرقى تكون قد ، جديدة أجياالاإلنسان. عند الحال

بدأ اإلنسان أن إلى النظرية هذه تستند كما كائنا بخلية حيا هو ما إلى انتهى أن إلى العامة، بنيته إطار في تكاثرت واحدة،

ما واالجتماعي. وهذا والنفسي العقلي التطور من اآلن عليه الحفريات في المكتشفة الحية الكائنات عظام بقايا عليه دلت

. األثرية من القرب شديدة النظرية، الناحية من فاألنثروبولوجيا،

وكالهما الحياة، إنتاج إعادة عملية يدرس فكالهما ؛ البيولوجياتخصصه. في وكل للتنوع، نظري نموذج على مبني

/ يقول كما أدت الميدانية، الدراسة في الحوار نتائج لكن نظرية عليها تأسست التي المبادىء أن سافيدرا/ إلى كارلوس والمنهجية، المنطقية الناحية من تتبع التطور نموذجا، أو تواليا

سواء واحد، أصل من اإلنسان التغير.. فبنو إلى الثبات من يسير بالتعبير النووي الحمض بتركيب أو التطوري بالتعبير التطور أكان

هناك .. ولكن التزامني تشوهات – نفسه الوقت في – أيضا بالمصطلح وتركيبية بنيوية األشكال، مختلفة وتغيرات

. األنثروبولوجي : التنوع حيوي بدور العلمين، في التنوع تحليل ويحظى

في االجتماعي )البيولوجيا( والتنوع علم في الجيني " البيولوجيا تسميه لما أساسي أمر )األنثروبولوجيا( , فالتنوع

وإخالف الحياة، مواصلة على القدرة " وهي البيولوجية الفاعلية : عليه يطلق فيما األنثروبولوجيا في نجده ذاته الذرية. واألمر

األساسية. الحاجات إشباع نظرية إلى فيه استند الذي األحياء، علم / رائد / دارون يعد لها قدم والتي اإلنسان، حياة ( في واالرتقاء )النشوء تفسيرا التالية: األمور في يتلخص معقوال، منهجيا

تنتج وظروفها، بمعطياتها المتتابعة الحياة عمليات -إن1 ال الكائنات هذه أنواع أن .. أي أصولها عن مختلفة كائنات أشكالها في تتنوع بل التكاثر، خالل من ذاتها هي تتكرر

. ومظاهرها تجعلها الحية، الكائنات بعض بها تتمتع التي الخصائص - إن2

-31-

تستطيع حيث اآلخر، بعضها من البقاء على قدرة أكثر. بها تحيط التي الخاصة البيئية الظروف مع التالؤم

تمتلك ورقيا، قدرة األكثر الجديدة، الحية الكائنات -إن3 أطول لفترة الحياة، قيد على واالستمرار التكاثر عوامل

تتعرض التي األخرى، الضعيفة الكائنات بعض عند هي مما. السريع لالنقراض

المهلكة( عند البيولوجية) الصفات الخصائص بعض -إن4 سريعة، بصورة موتها إلى تؤدي الحية الكائنات أنواع بعض للتكيف تؤهلها الخصائص هذه تكن لم إذا مباشرة، وربما

يؤثر ما البيئية. وهذا الظروف مع هذه نسل في سلباوالمقاومة. البنية حيث من الكائنات

أصل في دارون قدمها التي المبادىء هذه إلى واستنادا وتطورها، الحية الكائنات الحالي، اإلنسان وضع إلى وصوال )الخاليا( الجينات من يتبعها وما الوراثة قوانين العلماء اكتشف

من األبناء، إلى اآلباء من وتنقلها اإلنسان، صفات تحمل التي األنثروبولوجيا علماء جعل ما والتكاثر. وهذا التلقيح خالل

،حتى عديدة تطورية بمراحل مر البشري الجنس بأن يعتقدون(. والعاقل الناطق )الحيوان اإلنسان إلى وصل

زال ما النقاش فإن األمر، يكن ومهما دور حول مفتوحا التطور هذا اإلنسان بتطور الخاصة الدراسات في األنثروبولوجيا

من بد ال بيولوجية، بطبيعة ولكن التاريخي، اإلطار في يدخل الذي. تغيرها ومظاهر مبادئها دراسة

االجتماع- بعلم األنثروبولوجيا عالقة ثانيا العلوم وأهم األساسية العلوم أحدث من االجتماع علم يعد

الحياة يدرس الذي : العلم بأنه يعرف اإلنسانية. لذلك، االجتماعية الحوادث أسباب ويتحرى مظاهرها، بجميع االجتماعية

( 8 ص ،1985 تطورها. )الحصري، وقوانين التي الهامة اإلنسانية العلوم : أحد بأنه أوسع، بصورة ويعرف

يالت العلوم من وهو عشر، التاسع القرن أواخر في ظهرت االجتماعية، الظواهر تفسر وقواعد قوانين إلى الوصول تحاول نظم أو بشرية، جماعات شكل في الظواهر هذه كانت سواء

يساعد الذي العلم بالتالي، .وهو إنسانية أو اجتماعية ومؤسسات معينة أهداف ضمن معا، للعيش والمجتمع الفرد تكيف في

واالستمرارية. )عيسى، التقدم أجل من تحقيقها، إلى يسعون( 13 ص ،1986

وعمليات األفراد بين العالقات يدرس إذن، االجتماع فعلم الجماعة. لهذه مكونين كأعضاء وتصرفاتهم بينهم، فيما التفاعل

ذاك، أو المجتمع هذا ضمن األفراد سلوكات على يركز فهو والثقافية( في )االقتصادية االجتماعية البيئة تأثير بالتالي ويدرس

-32-

األفراد. بين العالقات وتحديد اإلنسانية، الشخصية تكوين( 59 ص ،2002/2003 والشماس، )الجيوشي

هي األولى كلمتين، من / مشتق االجتماع / علم مصطلح إن مجتمع. والثانية أو رفيق وتعني ( الالتينية،Sociu )سوسيو علم أن البحث. وبما أو العلم وتعني ( اليونانية،Logos )لوغوس فإن الجماعة، يدرس عندما االجتماعي التفاعل يتناول االجتماع

ثمة تداخال فكالهما واألنثروبولوجيا، االجتماع علم بين كبيرا أحد دعا ما .. وهذا االجتماعية والوظائف االجتماعي البناء يدرس فرع هو االجتماعية، األنثروبولوجيا علم : إن القول إلى العلماء

(44 ص ،1979 المقارن. )لطفي، االجتماع علم فروع من االجتماع علم بين ما، نوع من صلة ثمة أن نجد وهكذا

أن إلى بالنظر واألنثروبولوجيا، اإلنسان. يدرس منهما كال منهما كل يهدف التي المعلومات بينهما الترابط ويتجاوز

وأسلوبه، طريقته حيث من البحث منهجية إلى عليها، الحصول على المقارن، االجتماع بعلم عنده، األنثروبولوجيا تسمى حد إلى

تقترب بينما ، اإلنسان عن الحضاري بالجانب تهتم أنها أن الرغم. االجتماعية األنثروبولوجيا من االجتماع علم دراسة

االجتماعية المشكالت على دراساته في يركز االجتماع فعلم هذا في االجتماعية الطبقات يدرس كما الواحد، المجتمع في

يدرس أن ويندر الحديثة، المجتمعات من ذاك أو المجتمع األنثروبولوجيا تركز المنقرضة. بينما أو البدائية المجتمعات

/ األولية، البدائية المجتمعات على دراساتها، اإلنسان( في )علم / المعاصرة. المتحضرة المجتمعات وأيضا في تتركز اإلنسانية، للمجتمعات األنثروبولوجيا دراسة ولكن

الناس، بين والعالقات والنظم، والعادات : التقاليد على الغالب أمة أو ما شعب يمارسها التي المختلفة، السلوكية واألنماط

األنثربولوجيا علم أن ( أي1 ص ،1974 هالل، معينة. )أبو إليها وينظر (، ككل )المجتمع االجتماعية الحياة يدرس االجتماعية

القرابة ونظم والعائلة العامة، البيئة ويدرس شاملة، نظرة بعيد. حد إلى متخصصة االجتماع علم دراسة تكون بينما والدين،

أو معينة، مشكالت أو محددة ظواهر دراسة على يقتصر حيث والجريمة، والطالق : األسرة كمشكالت بذاتها، قائمة مشكالت(45ص ،1979 ...) لطفي، واالنتحار واإلدمان والبطالة فهم يتعدى ال فهو العلمين، بين اختالف أو تباين ثمة كان وإذا منهما. فبينما كل أهداف وفق وتفسيراتها، االجتماعية الظواهر

نظرية افتراضات على يعتمد االجتماع، علم في الباحث أن نجد من منها التحقق ويحاول االجتماعية، المتغيرات وضع لدراسة

استمارة أو استبيان بواسطة يجمعها التي المعلومات خالل األنثروبولوجي، الباحث أن – المقابل في – نجد لذلك، خاصة الظاهرة تشخيص يعتمد ومن هو، كما الواقع فهم إلى استنادا. العادية حياتهم في األفراد ومشاركة المباشرة المالحظة خالل

-33-

الفلسفة- بعلم األنثروبولوجيا عالقة ثالثا من المكون اليوناني األصل )فلسفة( إلى كلمة تعود فيلوسوفيا ( أيSOPHY + سوفياPHILO : )فيلو مقطعين

PHILOSOPHY، الحكمة محبة الحكمة( أو : )حب وتعني . عند اتخذت فقد االشتقاقي، أصلها من الرغم على ولكن

المعنى بأنها: " علم عرفها حيث وشموال، دقة أكثر معنى أرسطو األكثر هي : " الفلسفة بقوله ذلك ". ويشرح علم لكلمة شموال الحقيقة عن البحث غايتها األولى، واألسباب المبادىء علم

الفكر أساليب وبأكثر برمتها، نظاما : علم أنها ". أي وتماسكا بلوغ يمكن وجوده. وال جوهر في الفكر أو موجود، هو بما الوجود

الغاية هذه مبادىء إلى يستند بمنهج أي للفكر، دقيق بإحكام إال (3 ص ،1987/1988، العقل. )الجيوشي

إعطاء في الفالسفة اختلف الواسع، المعنى هذا إلى وبالنظر عن : البحث بأنها الطبيعيون عرفها للفلسفة. فقد دقيق معنى الفالسفة بعض الموجودات. وعرفها وحقائق األشياء طبائع

العصور. من عصر في المعلومات : مجموعة بأنها اآلخرين( 225 ص ،1968 )محمود،

بالنظر تسمى، كانت العلوم( كما )أم الفلسفة كانت وإذا واإلنسانية الرياضية العلوم من مجموعة دراستها لشمولية

فيما سيما وال جدا، وثيقة بها األنثروبولوجيا صلة فإن والفيزيائية، مكان أو ما زمان في والحياة، الكون إلى اإلنسان بنظرة يتعلق

ال جدلية، بعالقة مرتبطان والمكان الزمان ألن محدد. وذلك مكوناتها إدراك يمكن الذي اإلنساني، الفعل دراسة خالل من إالواالستمرار. البقاء إلى يسعى

البقاء إلى وسعيه وحياته ونشأته اإلنسان أصل فدراسة تقع كلها مستمرين، وتغير تطور من ذلك عن ينجم وما والخلود،

األزلية العالقة تلك سيما وال األنثروبولوجية، الدراسات ميدان في وأهداف، آمال من إليه يطمح وما وواقعه اإلنسان، طبيعة بين

. حياته سيرورة تؤمنالنفس- بعلم األنثروبولوجيا عالقة رابعا

العقل بدراسة يهتم الذي : العلم بأنه النفس علم يعرف : أنه عنهما. أي الناتج والسلوك البشرية، والطبيعة البشري، النظر وجهة من عليها الحصول يتم التي الحقائق مجموعة

الذي العلم : أنه يعني ( وهذا32 ص ،1968 النفسية. )فراير، ،1989 وتفسيره. )عيسوي، فهمه بهدف اإلنسان سلوك يدرس

( 7 ص العلم هو ، النفس علم : إن القول يمكن المنطلق، هذا ومن

بغية المختلفة، شخصيته جوانب من اإلنسان يدرس الذي ومطلقة، عامة صفة ذات تكون قد حولها، حقائق إلى الوصول

. تعميمها يمكن الجسمية بالخصائص النفسية الدراسات تهتم ولذلك،

-34-

وال الفرد، لدى السلوكية بالعوامل عالقاتها وتحديد الموروثة، وسمات العامة، الجسمية الصفات بين العالقة تلك سيما

بهذه المحيطة البيئية العوامل الحسبان في األخذ الشخصية. مع. الشخصية البيئية العوامل هذه بأهمية االعتقاد إلى النفسيون ويميل

إلى يميل والذي البنية، القوي فالشخص العالقة، هذه في خبرات إلى تعرض وأنه بد ال القيادية، المراكز وتولي السيطرة إكسابه في أسهمت ونموه، طفولته أثناء في / نفسية، اجتماعية

(271 ،1994 السلوكات. )الجسماني، هذه يدرس الذي العلم بأنها توصف األنثروبولوجيا، كانت وإذا علم فإن حياته، وأنماط وسلوكاته تطوره حيث من اإلنسان،

اإلنسان. ولكن سلوك دراسة في األنثروبولوجيا يشارك النفس / اإلنسان سلوك على يركز النفس علم أن هو بينهما، الخالف بشكل اإلنساني السلوك على فتركز األنثروبولوجيا أما الفرد،

الجماعة. تراث من النابع الجماعي السلوك تدرس عام. كما( 21 ص ،1985 )ناصر،

الفرد، على دراسته يقصر النفس علم أن من الرغم وعلى جهة، من المجموعة على اهتمامها األنثروبولوجيا تركز بينما

بصفته فرد كل وعلى أخرى، جهة من المجموعة هذه في عضوا أن النفس علماء اكتشف العلمين. حيث بين وثيقة صلة فثمة

يعيش ال اإلنسان .. بها ويتأثر فيها يؤثر اجتماعية بيئة في إال المحاكاة على االجتماعي النفس علم في الدراسة وتنصب

والتعاون الوجدانية كالمشاركة االجتماعية، والميول والتقليد االتجاهات. فقد دراسة إلى إضافة التجمع، وغريزة والغيرية تعنى التي السيكولوجية، باألنثروبولوجيا خاصة دراسات صدرت

أو طبقة في يعيشون حين البشر لبني السيكولوجية بالظواهر العام، النفس علم صميم من اإلنسانية الطبيعة أن حيث جماعة،

/ اإلنسانية. االجتماعية النظم تكوين في حتمي عامل أنها كما ،1988 )رشوان،

( 86 ص ال األنثروبولوجي، الباحث تواجه التي المهمة أن نرى ولذلك

عليه النفس. فكالهما عالم تواجه التي المهمة تلك عن تختلف التعبير من دراسته، موضوع هو الذي الشيء صفات يستخلص أن

يعوقه األنثروبولوجيا عالم كان .. وإن السلوك في الخارجي عمله. فبينما مستهل في إضافية خطوة إدخال إلى اضطراره

بصورة بحثه موضوع سلوك يالحظ أن النفس عالم يستطيع على استنتاجاته يبني أن األنثروبولوجيا عالم على ينبغي مباشرة،بالبحث. يتناولها التي للثقافة المثالية األنماط

خفايا لكشف محاوالته في األنثروبولوجيا عالم مهمة ولكن سبر في يبذلها التي الجهود في النفس عالم مهمة تشبه األمور،

يتوصل التي النتائج تتألف الحالين، كال الباطن. وفي العقل غور إليها تستند التي الحقائق أما تأويالت، سلسلة من الباحثون إليها

-35-

التأويالت، هذه تفسير. )لينتون، من ألكثر قابلة تكون ما فكثيرا (395 ص ،1964

السلوكية لألنماط دراسة األنثروبولوجيا دراسة تعد لذلك، الخاص للسلوك دراسة النفسية الدراسة تعد بينما اإلنسانية،

. االجتماعية بالعلوم تتأثر كانت وأن الفردية، بالشخصيةالجيولوجيا- بعلم األنثروبولوجيا عالقة والجغرافيا خامسا

الفترات تحديد في التاريخية الجيولوجية الدراسات تساعد البشري، الجنس أنواع من نموذج كل فيها عاش التي الزمنية مستحاثة بقايا شكل على لألسالف، العظمية البقايا لوجود نظرا فوق بعضها والمنضدة الرسوبية األرضية القشرة ثنايا بين حفرية يكون بحيث منها، لكل والتقادم النشوء خاصية وفق بعض،

. أحدثها وأعالها أقدمها أسفلها ذلك فيها عاش التي الزمنية الفترة معرفة من يمكننا وهذا الذي اآلخر الحيواني العالم معرفة جانب إلى الحفري، اإلنسان

المستحاثية العظمية البقايا إلى التعرف خالل من به، يحيط كان واحدة. كما جغرافية بيئة في تعاصره كانت التي الحيوانية لألنواع

سائدة كانت التي المناخية الظروف إلى التعرف نستطيع أننا السحيقة األزمنة تلك في ذاك، أو اإلنسان هذا يعيش كان عندما

( 12 ص ،1988 .)الجباوي، البشري تاريخنا من الجيولوجية، الدراسات من األنثروبولوجيا تستفيد وكما

تستفيد مقدمتها وفي / الجغرافية، العلمية المعطيات من أيضا الظروف جانب إلى ومياه، تضاريس من الطبيعية، النواحي قربها بحسب وذلك أخرى، إلى منطقة من تتفاوت التي المناخية

البحار شواطىء من أو االستواء، خط بعدها- من أو –البحر. سطح عن وانخفاضها ارتفاعها أو والمحيطات،

المختلفة، بجوانبها اإلنسان حياة في تؤثر كلها العوامل فهذه المعيشية األحوال فإن والثقافية. ولذلك، واالجتماعية العضوية

متشابهة ليست البشرية، المجتمعات عند االجتماعية والبنى المجتمعات. تلك فيها توجد التي الجغرافية الظروف تباين بسبب

من مأمن في يكونون المرتفعة الجبلية المناطق فسكان السهول سكان يتعرض بينما الخارجية، األخطار غزوات إلى دوما

يكون المقابل، الخارجية. وفي القوى أو الشعوب من واجتياحات أكثر الساحلية المناطق سكان العالم مع عالقاتهم في انفتاحا

الخارجي، العالقات تكون حيث الداخلية المناطق بأهل قياسا بالعصبية االلتزام جانب إلى ذاتها، على منغلقة شبه األسرية

أو المنطقة هذه في السكان سلوكية في ينعكس القبلية. وهذا( 14 ص السابق، تلك. )المرجع

يسمى ما إهمال إلى األنثروبولوجيا علماء يميل ولذلك، تاريخ كتابة ويؤثرون اإلنسانية، للشعوب الفطرية بالقدرات األحداث وتسلسل والحظ البيئة عوامل ضوء في الحضارة

-36-

للمناخ أن يجد من المترابطة. فهناك الطاقة ناتج في أثرا والخمول الطقس بين عالقة بوجود يعتقد من وهناك اإلنسانية،

الذي االندفاعي النشاط أو الحارة، المناطق سكان به يتميز الذيوالعاصفة. الباردة المناطق سكان يميز

W. Petersenبيترسن( )وليم الدكتور قام الرؤية، هذه وضمن دقيق تحليل بإجراء العشرين، القرن من الستينات أواسط في

وبنى الفيسيولوجية، والوظائف الطقس بين الوثيق لالرتباط يشرف كان الذين المرضى أحرزه الذي التقدم على دراسته

المرضى حالة تقلبات أن أبحاثه، نتائج من عالجهم. وتبين على تتبع نمطا وكأن وبدا البارومتري، الضغط لتراوحات مشابها

(61ص ،1968 بالثانية. )لينتون، تتأثر األولى الظاهرة قابلة الفسيولوجية اإلنسان وظائف أن الصحيح من كان وإذا المقابل في – السهل من فإنه المختلفة، البيئات أنواع مع للتكيف

أهمية أكثر تكون البيئة، جوانب بعض أن نتصور أن – من وتأثيرا اإلنساني، التطور تاريخ من معينة مراحل في اآلخر، بعضها

جوهر في يدخل كله ... وهذا والثقافي واالجتماعي الحضاري. وأهدافها األنثروبولوجية الدراسات

سيما وال األخرى، العلوم مع األنثروبولوجيا تشكل وهكذا، تدور التي والموضوعات المعارف من منظومة اإلنسانية، العلوم

التشابك هذا اإلنسان. ويأتي وهو الدراسة، موضوع كائن حول المعرفية األطر تلك إلى بالنظر العلوم هذه )التكامل( بين

بين والمتكاملة المتبادلة العالقة تنظم التي التحليلية، والمناهج. العلوم هذه إليها تسعى التي المختلفة المعرفية المجاالت

***ومراجعه الفصل مصادر

المطابع التربوية، األنثروبولوجيا في ( مقدمة1974) أحمد هالل، - أبو. عمان التعاونية، الدار االجتماعية، وتطبيقاته النفس ( علم1992) العال عبد - الجسماني،

. بيروت للعلوم، العربية كلية دمشق، جامعة التربية، ( فلسفة1987/1988) فاطمة - الجيوشي،التربية. (،1) العامة ( التربية2002/2003) عيسى والشماس فاطمة - الجيوشي،

التربية. كلية – دمشق جامعة العلم دار واالجتماع، التربية في ( أحاديث1985) ساطع - الحصري،

بيروت. للماليين، المجال في ( األنثروبولوجيا1988) أحمد الحميد عبد حسين - رشوان،

. االسكندرية ،1ط النظري، المعارف، دار االجتماع، علم إلى ( مدخل1986) طلعت محمد - عيسى،

بيروت. دار التربوي، المجال في النفس ( علم1989) الرحمن عبد - عيسوي،

-37-

العربية، العلوم. بيروت

: ابراهيم ترجمة العام، النفس ( علم1968) ساركس هنري، - فراير،. بغداد منصور،

المعارف، دار االجتماعية، ( األنثروبولوجيا1979) الحميد عبد - لطفي،القاهرة.

الناشف، الملك : عبد ترجمة اإلنسان، ( دراسة1964) رالف - لينتون،. بيروت العصرية، المكتبة

: عبد ترجمة الحديث، العالم وأزمة ( األنثروبولوجيا1967) رالف - لينتون،بيروت. العصرية، المكتبة الناشف، الملك األنجلو مكتبة اإلسالم، في الفلسفي ( التفكير1968) الحليم عبد - محمود،

القاهرة. المصرية، الثقافي( اإلنسان )علم الثقافية ( األنثروبولوجيا1985) ابراهيم - ناصر،

عمان.

***

-38-

الثاني الباب

دراسة اتجاهاتوفروعها األنثروبولوجيا

المعاصرة واتجاهاتها األنثروبولوجيا األول- دراسة الفصلاألنثروبولوجيا دراسة أوال-بداية

دراسة في المعاصرة ثانيا-االتجاهاتاألنثروبولوجيا

الطبيعية الثاني- األنثروبولوجيا الفصل النفسية الثالث- األنثروبولوجيا الفصل الثقافية الرابع- األنثروبولوجيا الفصل االجتماعية الخامس- األنثروبولوجيا الفصل الميدانية والدراسات األنثروبولوجي السادس- المنهج الفصل

-39-

األول الفصل

المعاصرة واتجاهاتها األنثروبولوجيا دراسة

األنثروبولوجيا دراسة أوال- بداية لدراسة المعاصرة ثانيا- االتجاهات

األنثروبولوجياالتاريخي - االتجاه1

التاريخي/ التجزيئي -االتجاه1/1 التاريخي/ النفسي -االتجاه1/2

البنائي/ الوظيفي - االتجاه2

-40-

مقــدمـة القرن من الثاني النصف قبل األنثروبولوجيا تعرف لم

خاصة ألغراض تتم كانت إذ وفروعا، تقسيمات العشرين، مكوناتها أو المجتمعات بعض حياة كدراسة يكلفه، من أو بالباحث. الثقافية القرن من والسبعينات الستينات في انطالقتها ومع

ثمة كانت وأهدافها، مبادئها تتبلور أخذت حيث العشرين، لها تقسيمات وضع وبالتالي خاص، كعلم لتوصيفها جادة محاوالت

والشمولية جهة، من التطبيقية المنهجية تحقيق أجل من وفروع تصنيفات ذلك نتيجة أخرى. فظهرت جهة من التكاملية البحثية

بينما ومنطلقاتها، الدراسة طبيعة إلى بعضها استند متعددة،. أهدافها إلى اآلخر بعضها استند

في " مقدمة كتابه بدنجتون/ في / رالف قسمها فقد قسمين ،إلى1960 عام " الصادر االجتماعية األنثربولوجيا

واألنثروبولوجيا الطبيعية، أو العضوية : )األنثربولوجيا أساسيين(. الثقافية " الثقافية " األنثروبولوجيا كتابه في قسمها / فقد / بارنو أما : )األنثروبولوجيا هي أقسام، ثالثة إلى ،1972 عام الصادر

والشخصية، الثقافة أو النفسية األنثربولوجيا التطبيقية،(. االجتماعية األنثروبولوجيا

إلى أقرب هي التطبيقية، االنثروبولوجيا أن اعتبرنا وإذا وليست البحثي المنهج قمنا ثم ومن األنثروبولوجيا، علم من فرعا السابقين، التصنيفين في األخرى األقسام بين توليف بعملية فروع أربعة يضم الذي التالي التصنيف إلى الوصول أمكننا

/ الفرد باإلنسان المتعلقة الجوانب تشمل )أقسام( رئيسة ، / الطبيعية العضوية : )األنثروبولوجيا وهي والمجتمع/،

األنثروبولوجيا الثقافية، األنثروبوبوجيا النفسية، األنثربولوجيا. الفروع هذه من فرع كل يلي فيما (. وسنتعرف االجتماعية

األنثروبولوجيا- : لدراسة األولى البدايات أوال األنثروبولوجيا تكوين مراحل العشرين القرن شهد

لتصبح وتطويرها، كيانا من كثير عند متخصصة ومهنة أكاديميا الفكر أن من الرغم والباحثين. فعلى والفالسفة العلماء

القرن من األوليين العقدين خالل ظل قد األنثروبولوجي

-41-

العشرين، وتبلورت سادت التي بالنظريات بعيد، حد إلى متأثرا ما سرعان فإنه عشر، التاسع القرن من األخيرة السنوات في إزاء متعددة اتجاهات عنها نتج جديدة، منطلقات إلى وتحول تغير

منها كان ما سواء وحضارته، اإلنسان دراسة أو نظريا منهجيا(149 ص ،1986 )فهيم، عشر، التاسع القرن في نشط الذي العلمي االتجاه إن الفكر نبذ إلى اإلنساني العقل دفع متعددة، مجاالت في وتبلور

في اإلنساني العقل قدرة على يتحفظ كان الذي الفلسفي فكرية قيم عنه نتج ما المطلقة. وهذا الحقيقة إلى التوصل والواقع المحسوس، والمنطق العقل إلى النظر إلى تدعو جديدة

بمستقبل التفاؤل إلى تدعو كما للمعرفة، كأدوات الملموس. اإلنسانية

على السلبية ونتائجها األولى العالمية الحرب أحداث أن إال النظرة محله وأحلت التفاؤل، هذا بددت اإلنساني، المجتمع

مشكالت إلى الفالسفة نظرة في بدا ما التشاؤمية. وهذا اعتقاد حد إلى (، العشرين )القرن القرن هذا في اإلنسان ألمانيا، في النازية ظهور مع ومظلم صعب المستقبل أن بعضهم

بالحركة) عرف فيما ذروته االتجاه هذا إيطاليا. وبلغ في والفاشية بول رأسها/ جان وعلى فرنسا، في شاعت الوجودية( التي

(1980- 1905) بين ما عاش سارتر/ الذي اتصف آخر اتجاه التشاؤمي، االتجاه هذا مقابل وبرز / التربوي الفيلسوف أمريكا في رواده أبرز من كان بالتفاؤل،

بين ما عاش / الذي ديوي جون في البناء " إعادة الشهير كتابه أصدر (. فقد1859-1952)

فيه " وتبنى الفلسفة موقفا صريحا للفلسفة مناهضا. الميتافيزيقية

المعنوية القوى عن بالبحث االهتمام ضرورة إلى فيه ودعا اإلنسان هذا لدى العتقاد/ ديوي/ أن اإلنسان، مناشط تحرك التي

من الخروج بواسطتها يمكنه التي والقدرات اإلمكانات من الكثير المتزايدة، الحياتية مشكالته في تساعده .. كما الراهنة أزمته. الطبيعة نطاق عن خارجة قوى إلى ءاللجو دون

للدين وكان األنثروبولوجي الفكر تشكيل في تأثيراته أيضا النظم على سيما وال العشرين، القرن من األولى العقود في التيارات تعاظم أمام تضاءل التأثير ذلك أن االجتماعية. إال

حدا الذي األمر هائلة، علمية إنجازات من رافقها وما التحررية تقبل إلى العشرين، القرن من الثاني النصف بداية في بالكنيسة

.. والدنيوية الدينية األمور في المناقشة وحرية الحوار فكرة ( Burns,1973,p.892). التقليدية القمعية األساليب عن بعيدا القرن ثقافة في أساسية دعامة العلم هذا شكل وهكذا،

وثيق كان حيث خاصة، األنثربولوجي الفكر وفي عامة، العشرين في أسهمت التي اإلنسانية والقضايا االجتماعي بالفكر الصلة. وأهدافها ومناهجها األنثروبولوجية، الدراسات موضوعات تحديد

-42-

األنثروبولوجيا- : دراسة في المعاصرة االتجاهات ثانيا التاسع القرن في ظهرت التي التطورية النظرية القت

والتخمين، الحدس إلى استندت باعتبارها واسعة انتقادات عشر، أن دون من اإلنسانية، الثقافات على المطلقة األحكام وتعميم

/ الواقعية. العملية القرائن أو بالبراهين ذلك صحة تثبت تضمحل بدأت ولذلك، العشرين، القرن بداية مع تدريجيا

من اإلنسانية، الثقافات لدراسة جديدة نظرية أفكار محلها لتحل الربع خالل ظهرت أن وتطورها. فكان ومكوناتها نشوؤها حيث

فيما متفاعلة رئيسية اتجاهات ثالثة العشرين القرن من الثاني بأسسها االجتماعية، العلوم تناول على دراساتها في ركزت بينها،

دعائم إرساء في بفاعلية أسهم ما وأهدافها. وهذا ومنطلقاتها. المعاصر األنثربولوجيا علم

التاريخي- :1 االتجاه واالتجاه ، / التجزيئي التاريخي : االتجاه قسمين إلى ويقسم

يلي فيما النفسي. وسنقدم التاريخي عرضا . منهما لكل موجزا الفكر أن ذكرنا: / التجزيئي التاريخي - االتجاه1/1 أصبح اإلنسانية، للحضارات التطوري الثاني النصف في سائدا

الدراسات تتبلور بدأت حيث عشر، التاسع القرن من جانبه إلى .وظهر األنثروبولوجية الذي االنتشاري االتجاه أيضا

مصدر إلى ترجع كلها اإلنسانية الحضارة نشأة أن على يعتمد. العالم في أخرى أماكن إلى انتشرت ومنه )مجتمع( واحد،

الثقافية األنثروبولوجيا من كل في االنتشاري االتجاه ويوجد أخذ وإن االجتماعية، واألنثروبولوجيا طابعا منهما. كل في خاصا

الثقافية، األنثروبولوجيا مجال في االنتشاري االتجاه فتطبيق العناصر من ذلك في بما الثقافية، العناصر بجمع يتعلق

األنثروبولوجيا مجال في يقتصر بينما والفكرية، التكنولوجية في السائدة االجتماعية والنظم العالقات على االجتماعية،

. كلها تشملها وال الثقافية، العناصر بعض تشمل والتي المجتمع، االجتماعية النظم أن وهو هام، مبدأ على هنا االتجاه ويقوم على آخر. وبناء مكان إلى مكان من تنقل أو تستعار ما كثيرا

الواحد المجتمع في ،توالعادا االجتماعية النظم تشابه فإن ذلك، ناتج وإنما تلقائي، نحو على ينشأ ال المختلفة، المجتمعات في أو

واإلنسانية. والطبيعية االجتماعية تاإلمكانا في التشابه عن (85 ص ،1991 )جابر،

باستخدام الباحثين اهتمام استمر ذلك، من الرغم وعلى في الحضارات بين التباين ظاهرة تفسير في التاريخي المنهج

. اثنين مبدأين على االتجاه هذا اإلنسانية. واعتمد المجتمعات بفعل كان المختلفة، الشعوب بين االتصال أن: أولهما

وغير المباشر / الحضاري، الثقافي االحتكاكالمباشر.

-43-

)الخصائص( المكونات بعض انتشار : عملية وثانيهما إلى األصلية مصادرها من كلها، أو الحضارية

أو التجارية بالرحالت سواء األخرى، المجتمعات المبدآن واالستعمار. وهذان بالحروب أو بالكشوف من ويمكن الثقافية، الظواهر دراسة في متكامالن

. الشعوب بين الحضاري التباين تفسير خاللهما االتجاه هذا اعتمد وقد منهجا األلماني قاده جغرافيا،– تاريخيا

والعالقات االتصاالت أهمية على ركز / الذي راتزال /فريدريك الحضارة نمو في ودورها المختلفة، الشعوب بين الثقافية / هوينريخ سيما وال تالمذته، ذلك في .وتبعه والعامة الخاصة

القديم العالم بين حضارية عالقات وجود فكرة أبرز شورتز/ الذي /ليوفرو )أمريكا( .وكذلك الجديد وماليزيا( والعالم )إندونيسيا

اإندونيسي الحضاري( بين )االنتشار نظرية / صاحب بينيوسوأفريقيا.

نظريتان أوروبا في ظهرت االتجاه، هذا من وانطالقاالثقافة. لعناصر االنتشاري التفسير حول مختلفتان

تعتمد التي االنتشارية النظرية هي: األولى النظرية النظرية هذه . سادت / الحضارة للثقافة الواحد المركزي األصل

مصدر إلى كلها اإلنسانية الحضارة نشأة وأرجعت إنكلترا، في. األخرى اإلنسانية المجتمعات إلى انتشرت ومنه واحد،

/ سميث / إليوت التشريح عالم النظرية، هذه رواد من وكان نشأت اإلنسانية، الحضارة أن رأيا / اللذان بيري / وليم وتلميذه

حوالي منذ القديمة، مصر في النيل ضفاف على وازدهرت. الميالد قبل سنة آالف خمسة

الجماعات بين للتواصل المناسبة الظروف توافرت وعندما القديمة المصرية الحضارة تلك مظاهر بعض بدأت البشرية،

عن شعوبها عجزت حيث العالم، من متعددة أرجاء إلى تنتقل ذلك عن تعوض فراحت الحضاري، واالبتكار الثقافي التقدم( 127 ص ،1974 والتقليد. )رياض، باالستيراد العجز

نتيجة جدارة، عن كبيرة / شهرة سميث / إليوت نال لقد-Paleo القديمة األنثروبولوجية في ودراساته المخ عن أبحاثه

anthropology)،) دراسة على حياته فترات إحدى في انكب حيث في اإلقامة إلى هذه أبحاثه المصرية. وقادته المومياء في المخ

فعل كما القديمة. وأخذ، المصرية الحضارة أدهشته حيث مصر، عناصر تضم القديمة، المصرية الثقافة أن يالحظ العديدون،

العالم، من أخرى بقاع ثقافات في يوازيها ما لها أن يبدو كثيرة الزمان عن التقليدية االعتبارات الجريئة، نظرياته وقلبت

في المتشابهة العناصر بأن القول على يقتصر والمكان. فلم والهند، األدنى والشرق وأفريقيا المتوسط األبيض البحر حوض

ثقافات في المماثلة العناصر أن إلى ذهب بل مصري، أصل من. ذاته المصري المصدر من تنبع واألمريكتين، أندونيسيا

الشمس( )أبناء كتابه في أعطى / فقد بيري / وليم أما

-44-

شرحا الذي االسم " وهوHeliolithic " الهيليوليتية للنظرية كامال الثقافة. فعنوان تاريخ / عن االنتشارية / المدرسة على أطلق

هذه تزعم الذي الثقافي المجمع عناصر أحد إلى يشير الكتاب، بأن االعتقاد انتشر.. وهو ومنها مصر، في أصله أن المدرسة

: هي المجمع هذا في األخرى والعناصر الشمس، ابن الملك. والآللىء للذهب الكبرى والقيمة األهرامات، بناء ،طالتحني

(210 ص ،1974 ) هرسكوفيتز، األهرامات بناء أن / من وبيري / سميث براهين وتنطلق أيضا

المكسيك. أهرامات في الحال هي كما مصري، منشأ من المتوفى، الملك ساق بعظم األفريقيين احتفاظ في األمر وكذلك

عند التحنيط عادة النتشار نتيجة الدينية الطقوس في الستعمالهالمصريين.

تعتمد التي االنتشارية النظرية هي: الثانية النظرية هذه دعاة من المراكز. وكان المتعدد / الحضاري، الثقافي األصل

/ طليعتهم وفي والنمساويين، األلمان العلماء من فريق النظرية، (1934-1875 بين ما الفترة في عاش / الذي جراينور فريتز

( .1959-1868) بين ما الفترة في عاش / الذي شميدت و/وليم المنشأ) المركز( الواحد فكرة الفريق هذا رفض لقد

من أكثر الخيال من ضرب الفكرة هذه ألن اإلنسانية، للحضارة حضارية مراكز وجود العلمي. وافترضوا األساس إلى قربها

التقاء من العالم. ونشأ في متفرقة أماكن في ، وعديدة أساسية ببعض تفاعلت ثقافية دوائر بعض، مع بعضها الحضارات، هذه

. المختلفة والتشكيالت االنصهار عمليات الثقافية( بهذا )الدائرة استعمل من / أول / ويسلر وكان تعريفه يزال األمريكيين. وال الهنود ثقافات عن بحثه في المعنى،

في مفيدا الوقت ذلك منذ تعديله، من الرغم على المفهوم لهذا العالم سكان تجميع أمكننا / : " إذا / ويسلر المجال. يقول هذا

دوائر على فسنحصل األمريكيين، الهنود أي األصليين، الجديد ... خزف ودوائر منسوجات، دوائر طعام، : دوائر متعددة

واحد، وقت في جميعها العناصر الحسبان في أخذنا وغيرها. وإذا جماعات نجد أن يمكننا القبلية، أو االجتماعية الوحدات وحولنا أو الثقافية، الدوائر يعطينا ما وهذا المعالم، محددة تصنيفا

ص ،1974 ". )هرسكوفيتز، ثقافتهم عناصر وفق للجماعات124) المركزية الثقافات تلك عن االختالف أوجه يفسر ما وهذا على الدالئل يقدموا لم الرأي هذا أصحاب أن األساسية. إال

فيما االتصال حركات تتبع عمليات أو المراكز، تلك وجود أماكن. سليمة منهجية بطريقة ذلك، على المترتبة النتائج ودراسة بينها،

( 160ص ،1986 ) فهيم، التاريخية( األلمانية )الثقافية المدرسة نظر وجهة كانت لقد

أكثر النمساوية، – عمقا معايير باختيار عنايتها .. وكانت وتنميقا على وإصراراها المفترضة، االقتباس وقائع قيمة على الحكم

-45-

تحديد في ودقتها المعلومات، مصادر استخدام في الحيطة كلها تتجاوب وثائقها، وغنى تعريفاتها، البحث متطلبات مع تماما

القت ولهذا الدقيق، العلمي قبوال . واسعا جوهرها، التاريخية( في – )الثقافية المدرسة نظرية تقوم

إلى صوفية نظرة على /، شميدت / وليم زعيمها شرحها وكما المدرسة هذه نشأت اإلنسانية. فقد التجربة وإلى الحياة طبيعة تختلف ومصطلحات تعبيرات واستخدمت فكري، إطار ضمن اختالفا أغلب مفردات وعن العقالنية، النظرة عن جوهريا

/ شميدت مناقشة في ذلك .. ويظهر األنثروبولوجيين المفكرين والتي المختلفة، الثقافية الدوائر دراسة في البحث /طرائق

أنها وترى .، جميعها الثقافات أي المدرسة، هذه إليها تقسم انتشار بواسطة العالم، في – اليوم – الموجودة الثقافات انتخبت

. عناصرها جميعهم، األنثروبولوجيون يعترف كما /، / شميدت ويعترف

يعيشونها. لمن البدائية( بالنسبة الحياة )معنى فهم إلى بالحاجة في عاشوها الذين ألولئك بالنسبة معناها فهم ذلك، من واألهم

باللجوء ذلك نعرف / إننا / شميدت ... ويقول الغابرة العصور اإلنسان يستطيع الذي التعاطفي، السيكولوجي المبدأ إلى

يرتبط الذي للشخص النفسية الحالة في نفسه يضع أن بواسطته(213ص ،1974 ما.)هرسكوفيتز، بعالقة معه

– التاريخية المدرسة منهج جرابنور/ في / فريتز إسهام أما فتمثل عام، بوجه األنثروبولوجيا، علم وفي خاص، بوجه الثقافية

بعض انتشار تقييم لمعايير الموضوعي الدقيق التحديد في. آخر شعب إلى شعب من الثقافية، العناصر

)مجتمع جماعة عند السائدان والثقافة االجتماعي فالنظام البتة تنسجم ال نماذج قبول دون يحوالن إذ انتقائي، تأثير ما( لهما

أثر تجاهل يمكن ال نفسه، الوقت القائم. وفي النسق مع االقتباس فرص تتوقف حيث االجتماعية، األنظمة على االقتباس

: أن ذلك المصادفات. ومثال وليدة تكون التي االحتكاكات على الثقافة هي المكسيكيون الهنود بها احتك التي الثقافة تكون

حدث اعتباره يمكن أمر اإلسبانية، الحال وعرضا. وكذلك اتفاقا معظم كان الذين األمريكية، المتحدة الواليات لهنود بالنسبة

ص ،1964 والفرنسية. )لينتون، اإلنجليزية بالثقافتين احتكاكهم354)

هي والكم، الكيف معايير يدعونها التي المعايير هذه إن جميعها، الثقافي النقل تتناول التي الدراسات في أساسية ثقافتي بين تماثل للعيان يبدو فعندما ؛ جدا بسيط ومعناها

من اشتقاقهما احتمال حول حكمنا فإن مختلفتين، جماعتين تشابكها. ومدى المتماثلة العناصر عدد على يتوقف واحد، مصدر االقتباس وقوع احتمال ازداد المتماثلة، العناصر عدد ازداد فكلما

من )تعقيد( عنصر تداخل مدى على ذاته األمر .. وينطبق مثال، الشعبية، القصص استخدام يمكن العناصر. ولذا استخداما

-46-

البدائية. الشعوب بين التاريخي االحتكاك دراسة في مفيدا( 213 ص فيتز، )هرسكو وإنما فحسب، أوروبا على االنتشاري التفسير يقتصر ولم

امتد / سميث آلراء مماثلة حركة ظهرت حيث أمريكا إلى أيضا واالتقاق للثقافة، التطوري التفسير نقد حيث / من وشميدت

والتقليد، االستعارة بطريق الثقافية العناصر انتشار فكرة على. الشعوب بين / الحضاري الثقافي التباين لتفسير كأساس الثقافية( )الدوائر الحضارية المراكز فكرة بخصوص أما

لثقافة المميزة المالمح أن األمريكية، المدرسة أصحاب فيرى وجدت ما، إلى انتقلت ثم محدد جغرافي – ثقافي مركز في أوال

االنتشاري االتجاه أصحاب أن يعني العالم. وهذا من أخرى أماكن الحضاري التطور إمكانية بعدم ناألوربيي آراء رفضوا أمريكا، في

قادرين أو مبتكرين غير بطبيعتهم الناس بعض وأن المستقل،والتطور. االبتكار بعملية القيام على

االتجاه لهذا األول / الرائد بواز / فرانز األمريكي وكان طبيعة بوجود القائلة الفكرة عارض قد / التجزيئي، التاريخي

الثقافات، من ثقافة أية أن الثقافي. ورأى للتطور وثابتة واحدة ليست الباحث على يتوجب معين. ولذلك، تاريخي نمو حصيلة إال

العناصر تاريخ دراسة نحو اهتمامه يوجه أن األنثروبولوجي بشأن تعميمات إلى الوصول قبل حدة، على ثقافة لكل المكونة تصبح لكي أنه أصر/ بواز/ على بكاملها. وقد اإلنسانية الثقافة

على نظرياتها تكوين في تعتمد أن بد فال علما، األنثربولوجيا أو التخمينات على وليس الملموسة، والحقائق المشاهدات. الحدسية الفرضيات )المناطق / مصطلح / بواز استخدم المنطلق، هذا ومن

ذات الجغرافية المناطق من مجموعة إلى الثقافية( لإلشارة المناطق هذه تحتويه عما النظر بصرف الواحد، الثقافي النمط

على المفهوم / هذا / بواز طبق شعوب. وقد أو جماعات من تمييز- – تحديد واستطاع أمريكا، في الحمر الهنود قبائل ثقافات

من الهائل العدد هذا تحتها يندرج رئيسة، ثقافية مناطق سبع الوقت في ( قبيلة،50) عن يزيد كان والذي الحمر، الهنود قبائل. األمريكية القارة الستعمار األوروبيون نزح الذي

السلوك طرائق الثقافية( إلى )المنطقة مفهوم يشير وبهذا عدد في باشتراكها تتميز التي المجتمعات من عدد بين الشائعة

والتفاعل. االتصال من معينة لدرجة نتيجة الثقافة، مظاهر من (202 ص ،1980، زيد، )أبو

عن تتميز أفكاره أن / وجدنا / بواز كتابات تصفحنا ما وإذا االنتشاريين من / وغيرهم وشميدت وبيري أفكار/ سميث

: التالية النقاط على بتشديده وذلك المتطرفين، عملية لدراسة مقدمة لالنتشار، الوصفية الدراسة إن-1

. تحليلية دراسة االنتشار أي استقرائية، دراسة االنتشار دراسة تكون أن يجب-2

-47-

)المجمعات المترابطة الثقافية العناصر دراسة يجب أنه االنتشار عن ناشئة أنها يزعم الثقافية( التي لعالقتها تبعا

شكلها العناصر من مجموعة كونها من أكثر الداخلية، الباحث . اعتباطيا

العام، إلى الخاص من االنتشار دراسة تتجه أن يجب-3 رسم قبل محدودة، مناطق في للعناصر توزيع ورسم في توزعها عن الكالم وترك القارة، في توزعها خارطة. كله العالم

ليس ،واالنتشار الديناميكية العملية دراسة منهج إن-4 يكون أن يجب وجوهها، من وجه سوى سيكولوجيا، منهجا

الثقافي. التغير حقائق فهم بغية الفرد إلى يعود وأن( 216 ص ،1974 )هرسكوفيتز،

مراعاة / أن / بواز يرى المنطلقات، هذه إلى واستنادا تكتسب االقتباس، عملية في الكامنة السيكولوجية العوامل

هذه تحليل يجب الثقافية. كما الدراسات هذه في كبيرة أهمية تفصيلية مقارنة إجراء ثم ومن أوال، إفرادية بصورة الثقافات

عناصرها. حيث من أو البنائي نظامها حيث من سواء بينها، فيما مقبولة، النتائج تكون وال تسمح ـ عديدة مناطق في بتحريات إال

. النتائج هذه بتعميم ثمة / أن / بواز اكتشف فقد الثقافية السمات من عددا

السهول في تعيش التي الحمر، الهنود جماعات بين المشتركة منها لكل أن من الرغم .فعلى الشمالية ألمريكا الساحلية

وثقافتها، ولغتها واسمها الخاصة استقالليتها سكانها أن إال على المساكن ويبنون للغذاء، الجاموس يصطادون جميعهم يستخدمونها التي بالجلود يغطونها أعمدة صنع في أيضا

المالبس. .. كتصنيف الثقافية، )مصطلح( المنطقة مفهوم جاء وهكذا

بين المقارنة يسهل الذي األمر للثقافات، وتحليلي وصفي اإلنسانية الثقافة بشأن تعميمات إلى الوصول ثم ومن الثقافات،

( 203 ص ،1980 زيد، .) أبو كلها بدأ أن عام، بوجه االنتشاري االتجاه هذا عن ونتج

كيانات اإلنسانية للثقافات أن إلى ينظرون األنثروبولوجيون تميز التي الرئيسة والمالمح والتطور المنشأ حيث من مستقلة

وتنوعها، الثقافات تعدد فكرة عزز ما بعض. وهذا من بعضها المفهومات أهم من أصبحت التي الثقافية النسبية مفهوم وطرح

من خاص كعلم وتطوره، األنثربولوجي الفكر في األساسية خاللها من دراسته توجب وأهدافه، منطلقاته لـه اإلنسانية العلوم

. المتحدة الدوائر فكرة بحسب الثقافي االنتشار نظرية ولكن

سابير/ / إدوارد وجهه ما ومنها شديدة، انتقادات القت المركز،: المستمر التوزع فكرة على تحفظات ثالثة ذكر الذي

أسرع االتجاهات، أحد في االنتشار يكون أن يمكن: أولها -48-

. آخر اتجاه في منه في لتعديالت تعرض تاريخيا، األقدم الشكل يكون قدثانيها:

المركز تحديد في الباحث يخطىء بحيث المركز،الشكل. ألصل الحقيقي

التوزع، منطقة داخل السكان لتحركات يكون قدوثالثها: الثقافي " االنتشار نموذج تأويل سوء إلى تؤدي آثار. "

تركيب إعادة محاوالت عن التخلي هذا يعني هل ولكن، التاريخي والتطور البدائية الشعوب بين التاريخي، االحتكاك هذه يبرر ما ثمة : ليس والجواب تاريخ؟ لها ليس التي للمناطق

أخذ ما إذا المجال، هذا في لالمبذو الجهد هذا أن النتيجة. ويبدو: بشرطين والعناية، باالهتمام جدير الحسبان، في شيء كل

للتحليل، المختارة المنطقة اعتبار باإلمكان يكون أن-1تاريخية. وحدة ذات

وقوع احتمال تقرير التحليل، من الهدف يكون أن-2. عنها المطلقة الحقيقة تقرير وليس التاريخية، التطورات

(221 ص ،1974) هرسكوفيتز الثقافي، االنتشار ظاهرة على األدلة تعددت مهما ولكن،

معظم وفي– المتعلمة غير للمجتمعات بالنسبة يتعذر فإنه من إليها تسربت التي الثقافية العناصر بين التمييز – األحيان وجهة من داخلها. ويتضح من نشأت التي العناصر وبين الخارج،

الثقافات عن اقتبست بمفردها ثقافة كل أن التجريبية، النظر ذلك، على بذاتها. والدليل اخترعتها التي من أكثر أشياء األخرى، التكنولوجية مجاالت في معقدة ثقافية لعناصر الواسع االنتشار االجتماعية. والمؤسسات الدينية والمعتقدات الشعبية، والفنون( 272 ص ،1967 )لينتون،

اتجاهين، في تسير الثقافي االنتشار عملية أن نجد، وهكذا به يحتك الذي اآلخر المجتمع ثقافة من مجتمع كل يستفيد حيث االنتشار عملية تتم حيث الكبيرة، المجتمعات في سيما .. وال

وانتشار أخرى، ثقافات من عناصر اقتباس خالل من الثقافي المجموعة هذه فئات بين والفرعية، الرئيسة وأنماطها مقوماتهاالكبيرة. البشرية : / النفسي التاريخي - االتجاه1/2

مسارات ويأخذ يتعدل / التجزيئي التاريخي االتجاه بدأ دراسة في التاريخي المفهوم توسيع فكرة ظهرت حيث جديدة،

وال النفس، علم بنتائج تأثروا من بفضل وذلك اإلنسانية، الثقافات (1939-1852) بين ما عاش / الذي فرويد / سيغموند سيما

التاريخ، خالل من الثقافة فهم باإلمكان أنه رأوا الذين وتالمذته، التحليلية. وطرائقه النفس علم مفهومات ببعض االستعانة مع

األنماط عن الكشف نحو االتجاه في كبير أثر لـه كان ما وهذااإلنسانية. للثقافات المختلفة

-49-

التاريخ، دراسة أن / ورفاقها كيت بيند / روث رأت فقد والثقافية، االجتماعية الظواهر لتفسير تكفي ال وأحداثه، بوقائعه

ومتشابكة معقدة مسألة ذاتها بحد الثقافية الظاهرة ألن وذلك والتجربة المكتسبة الواقعية التجربة بين تجمع العناصر. فهي الثقافية، السمات من سمة أية وأن (، )النفسية السيكولوجية

تضم . معينة لبيئة بالنسبة والنفسي الثقافي النشاط من مزيجا ،1980 زيد، ) أبو227 )

تؤلف ال ثقافة أية فإن ذلك، من الرغم وعلى نظاما أو مغلقا المجتمع أعضاء سلوكات معها تتطابق أن يجب جامدة، قوالب

– الثقافة أن السيكولوجية، الثقافة حقيقة من . ويتبين جميعهم سوى ليست ألنها شيئا، تفعل أن تستطيع ال – الصفة بهذه

يؤلفون الذين األشخاص سلوكات مجموع مجتمعا )في خاصا هؤالء عند التفكير عادات محدد( وأنماط ومكان معين وقت

األشخاص. عن – يلتزمون األشخاص هؤالء أن من الرغم على ولكن،

ونشأوا، فيها ولدوا التي الجماعة واالعتياد- بأنماط التعلم طريق التي الحياتية المواقف تجاه أفعالهم ردود في يختلفون فإنهم

يختلفون أنهم معا. كما لها يتعرضون كل رغبة مدى في أيضا للتغيير. )هرسكو عرضة جميعها الثقافات إن إذ التغيير، في منهم( 65ص ،1974 فيتز

االختيار فرصة وإتاحتها الثقافة، مرونة على يدلل وهذا من وتميزه ما مجتمع بها يتمسك التي القيم أن .. بحيث ألفرادها

حياة إلى وتنتقل بالمطلق ثابتة كلها ليست األخرى، المجتمعات التغيرات بحسب تتغير متغيرة، قيم ثمة وإنما المتعاقبة، األجيال

المجتمع. بها يمر التي والثقافية االجتماعية / عام كيت نشرته/ بيند " الذي الثقافة " أنماط كتاب ويعتبر

في / النفسي التاريخي االتجاه لبلورة الحقيقية البداية ،1932 من أنه الدراسة أوضحت اإلنسانية. حيث الثقافات دراسة

هي كما أي اإلجمالية، صورتها في الثقافات إلى النظرة الضرورة تتمحور خاص مركز ثقافة لكل ألن العام. وذلك، تشكيلها في

وتشكل حوله نموذجا . األخرى الثقافات عن يميزها بها، خاصا مقارنة دراسة كيت/ بإجراء قامت/ بيند المنظور، هذا ومن

قائمة عالقات ثمة أن إلى وخلصت متعددة، بدائية ثقافات بين ينعكس ما وهذا الشخصية، ومظاهر العام الثقافي النموذج بين. المجتمعات تلك في األفراد لدى

(F reidle, 1977, p.302) المورفولوجي التكيف مظاهر دراسة الممكن ومن

علم في المألوفة بالمصطلحات البشري )الشكلي( للنوع فنية أساليب تطوير من بد ال كان نفسه، الوقت وفي األحياء، مفهوم والنفسي. ويعد السلوكي التكيف مظاهر لوصف جديدة المجال، هذا في طورت التي المفهومات أهم من الثقافة

-50-

السابق في اقتصر المفهوم هذا أن وحيوية. ومع فائدة وأكثرها بطريقة زودنا – تقدير أضعف على – فإنه الوصفية، النواحي على

فوضع التكيف، لعمليات النهائي النتاج إلى للتعرف محددة بالتالي التكيف. لطرق المختلفة النماذج بين للمقابلة أسسا

(196 ص ،1967 )لينتون، الدراسات في التاريخي/ النفسي االتجاه شهد لقد

األنثربولوجية، ظهورا العشرين، القرن من الثاني الربع في متميزا / / فرويد أنشأها التي النفسي التحليل مدرسة انتشار مع مترافقا لتحديد النفسية، المفاهيم من الكثير األنثروبولوجيون منها واستمد

/ الثقافية المنظومة إطار في وثقافته الفرد بين المتبادلة العالقاتاالجتماعية.

دراسة على االتجاه، هذا أصحاب اهتمام انصب وقد باالستناد / االجتماعي، الثقافي بالتمييز المتعلقة الموضوعات

والجماعات. وتعد األفراد بين السائدة النفسية الميزات إلى The والسيف " الكريزنتيموم بعنوان كيت، بيند دراسة

Chrsyanthemum and the Sword، الدراسات أهم " من1946 عام اليابانية بالشخصية الثقافة عالقة في بحثت حيث االتجاه، هذا في

. استسالم تجاه األمريكية السياسة بلورة في ساعد ما وهذا

الثانية. وأوضحت العالمية الحرب أثناء في اليابانيين المحاربين بصورة االستسالم سيرفضون كانوا اليابانيين الجنود أن الدراسة حتى القتال في ويستمرون مطلقة، مبادىء تأثير أن الموت. إال يستجيبون جعلهم الجنود، هؤالء على لإلمبراطور والوالء الطاعة

( 510ص السابق، .) المرجع ألوامره ويخضعون لتعليماته االنشغال أن – ذلك في محق _ وهو العلماء بعض يرى ولكن

أثر قد للثقافة، الخارجية باألشكال الزائد المحاوالت في سلبيا أن المعروف السيكولوجية. ومن داللتها تفهم إلى الرامية أن بذلك، .. ونقصد سيكولوجية هي للثقافة، النهائية الحقيقة

اارتباط يرتبط الثقافة وجود يديرون أناس بوجود وثيقا االستقرار تفسر للثقافة السيكولوجية الحقيقة مؤسساتها. وهذه

الكائنات رتشع أجله من الذي السبب تفسر باألحرى، أو الثقافي،. معروف رتيب نظام وفق تعيش عندما كبير بارتياح البشرية

تفسر الحقيقة وهذه في الثقافي. فاألفراد التغير آلية أيضا دورها تؤدي وقدرات وميوال، وحوافز قابليات يملكون مجتمع كل

مراجعة في باستمرار وتسهم العام، الثقافي القالب إطار ضمن ص ،1967 عليها. )لينتون، تحسينات وإدخال القائمة، التقاليد

285) )أمريكية( نفسية ثقافية مدرسة ظهور ذلك، نتيجة من وكان

لينتون( رالف ميد، مرغريت كالكهون، : )كاليد روادها من الذي األساسي الشخصية بناء مفهوم على اعتمدوا ممن وغيرهم

التي والسلوكية، السيكولوجية الخصائص مجموعة إلى يشير أية تؤلف التي والسمات والعناصر النظم كل مع تتطابق أنها يبدو

-51-

أن من الرغم على إنه ( إذ238ص ،1989 زيد، ثقافة. )أبو يقلل أو – يزيد أن يمكن ال مجتمع، إي في السائد الثقافي النمط

الواحدة، الثقافة نطاق في الفردية الفوارق وجود من – أن إال وما الفردية، والشخصية الثقافية األنماط بين القائمة العالقة تلك

أخذها يجب بل إهمالها، يجوز ال بينهما، متبادلة تأثيرات من تحدث ,Freidle, 1977). اإلنسانية الثقافات دراسة أثناء الحسبان في

p.303) : مثل القائمة، االجتماعية للقوانين السيكولوجي األساس إن والقيم(، والعادات والتقاليد، واألعراف الثابتة، السلوك )أنماط

بعضهم األفراد احتكاك عن ناتجة مشتركة، استناد أطر تكوين هو في وتغلغلت االستنادية األطر هذه مثل تكونت ما وإذا ؛ ببعض أصبحت الفرد، أعماق عامال تعديلها، أو فعله ردود تحديد في هاما

أو اجتماعية كانت سواء بعد، فيما سيواجهها التي األوضاع في جيد فيها الحافز يكون ال التي الحاالت في سيما وال اجتماعية، غير

الذي السلوك في سوابق لها ليس تجربة حالة في أي التنظيم، (68 ص ،1974 الفرد. )هرسكوفيتز، عليه اعتاد

فرويد / بنظرية / مالينوفسكي اهتم أيضا، االتجاه هذا وضمن خالل من الجنسية، بالمحرمات ذلك / وعالقة النفسية وكتاباته جمعها التي المادة )التروبرياند جزيرة سكان من ميدانيا (. إال

في األب من وغيرته باألم االبن لعالقة فرويد تفسير عارض أنه وقدم (، أوديب )عقدة بـ فرويد أسماه ما إطار منها بدال تفسيرا

الجنسية العالقات تحريم أن إلى خالله من توصل وظيفيا، واألبناء : " األم تشمل )النووية( والتي الموحدة للعائلة المكونة صراعات من ينشأ قد ما يمنع الذي " هو واألخوات واألخوة.. التنافس أو الغيرة بسبب داخلية،

أواصرها تفكك ويمنع األسرة، تماسك بالتالي يحفظ ما وهذا كيانها، وتهديم

وتماسكه. وحدته وتهديد العام، المجتمع ضعف من عنه ينجم وماFreidle, 1977, p. 303))

وتطبيقاتها، بأفكارها االتجاهات هذه إن القول، وخالصة كانت التي الكالسيكية األنثروبولوجيا بين انتقالية مرحلة مثلت وبين فحسب، النظرية والتفسيرات التخمينات على تعتمد

القرن من الثاني النصف مع بدأت التي الحديثة األنثروبولوجيا والتي / التحليلية، الميدانية الدراسات على معتمدة العشرين

للفكر المكونة الثقافية االجتماعية بالجوانب تعنىاألنثروبولوجي.

علم في التخصص ظهور إلى بالتالي أدى ما وهذا األساسية المبادىء إرساء في ساعد مما األنثروبولوجيا،. المعاصرة لألنثروبولوجيا

-52-

الوظيفي- / :2 البنائي االتجاه الثقافي، االنتشار اتجاه ظهور مع االتجاه هذا نشوء ترافق البنائي، االتجاه تميز التطورية. وقد النظرية على عنيف فعل كرد ليس بأنه الثقافات دراسة على ركز حيث تاريخيا، وليس تطوريا

/. والزماني / المكاني الحالي واقعها في حدة، على كل اإلنسانية اعتمد ألنه التاريخية، الدراسات عن يختلف جعله ما وهذا

في البحث يجب كظاهرة، اإلنسانية الثقافات دراسة في العلم ثم ومن بينها، فيما القائمة العالقات عن والكشف عناصرها األخرى. )فهيم، الظواهر وبين بينها فيما القائمة العالقات

(164 ص ،1986 في / الوظيفي البنائي االتجاه تبلور في الفضل يعود

البريطانيين، العالمين أفكار إلى األنثروبولوجية، الدراسات في عاشا اللذين (، براون كليف )راد مالينوفسكي( و )برونسلو

العشرين. القرن من األول والنصف عشر التاسع القرن أواخر / إميل االجتماع عالم أفكار إلى النظرية، باتجاهاتهما ويدينان

بها تعمل التي الطريقة على اهتمامه ركز / الذي دوركهايم على وليس االجتماعية، نظمها ووظائف اإلنسانية المجتمعات

لثقافاتها. العامة والسمات المجتمعات هذه تطور تاريخ البنائيين بين / الوحيد ستروس ليفي / كلود ولعل

في بنائية( صراحة أو )بناء كلمة يستخدم الذي الفرنسيين، عن ،1945 عام كتبه الذي مقاله من ابتداء ومقاالته، كتبه عناوين

والذي األنثروبولوجيا، وفي اللغويات " في البنائي " التحليل " األبنية كتاب وإلى البنائية، " النزعة " ميثاق– بحق – يعتبر

كان " الذي للقرابة األولية والذي وشهرته، اسمه ذيوع في سببا الفرنسية األنثروبولوجيا في إنجاز وأفضل أهم الكثيرون يعتبره

". البنائية " األنثروبولوجيا كتابه إلى ثم .. ومن اإلطالق على يؤمن يزال فال إليه، وجهت التي تاالنتقادا من الرغم وعلى

تحليل على قدرة المناهج أكثر )البنائية( هي البنيوية بأن في وإنها األذهان، إلى وتقريبها األثنوجرافيا وفهم المعلومات

والوقائع المعلومات تجاوز بها يمكن وسيلة أفضل نفسه، الوقت للعقل العامة الخصائص إلى والوصول المشخصة، العيانية

مع غيره، يحققه لم ما للبنائية يحقق أن في أفلح اإلنساني. فقد (، )البدائية المتخلفة الشعوب بين حقلية بدراسات يقم لم أنه

يمضي والباكستان( كان )البرازيل في بدراساته قام حين وحتى درسها. وخرج التي الجماعات بين ومتباعدة قصيرة فترات

المختلفة، الفكر ميادين إلى األنثروبولوجيا، مجال من بالبنائية منها والرحيبة. وجعل الواسعة اتجاها فكريا إلى يهدف ومنهجيا األدب في تطبيقاته وله العامة، العقلية العمليات عن الكشف

والفن. وبلغ )األسطورة( والدين والميثولوجيا واللغة والفلسفة تمثل البداية، في أصبحت أن البنائية قوة من تهديدا مباشرا

زيد، الفردي. )أبو والسلوك الفرد على تركز التي للوجودية (83-82 ص ،2001

-53-

منهج عن جملته في يعبر / الوظيفي، البنائي فاالتجاه )الموازنة( بين المقابلة خالل من إليه التوصل تم دراسي

(. )األفراد البشرية )المجتمعات( والكائنات اإلنسانية الجماعات استخدامه يعد ولم تناولـه وإنما األنثروبولوجيين، على مقصورا / يد على والتعديل، والتطبيق بالفحص االجتماع علماء أيضا

ارتبط /. كما ميرتون وجورح بارسونز، تلكوت بالعلوم أيضا((Leach, 1982, p.184. والكيمياء الحياة علوم سيما وال الطبيعية، ينشئوا أن يمكنهم األفراد / أن / مالينوفسكي رأى فقد أو خاصة، ثقافة ألنفسهم أسلوبا إشباع لهم يضمن للحياة، معينا واالجتماعية. ولذلك والنفسية البيولوجية األساسية، حاجاتهم

واالجتماعية، والروحية المادية المختلفة، بجوانبها – الثقافة ربط. اإلنسانية باالحتياجات

للعناصر وخفي منظم كترابط ،Struture بالبنية فاالهتمام االجتماعية، العالقات وراء تفسيره في النموذج يساعد الثقافية،

/ يحدده الذي بالمعنى وظائفي اهتمام آخر اتجاه في يوازيه من حاجة : تلبية الوظيفة فيه تعني والذي /، مالينوفسكي

: " يسمح الذي ذلك هو الوظيفي التحليل فيها ويكون الحاجات، سواء اإلنسان، عند والحاجة الثقافي العمل بين العالقة بتحديد ،3ط ،1987 " )لبيب، / ثانوية فرعية أو أولية الحاجة هذه كانت

(12ص الحي، الكائن يماثل ، متكامل وظيفي كلي كيان فالثقافة

فيه، عضو أي وظيفة دور فهم يمكن ال بحيث معرفة خالل من إال بالتالي، الوظيفة هذه دراسة وإن األخرى، الجسم بأعضاء عالقته عنصر كل ماهية اكتشاف من األثنولوجي الباحث تمكن

. المتكامل الكيان هذا في وضرورته، عنصر كل وظيفة دراسة / إلى / مالينوفسكي دعا ولذلك،

وفي انتشاره، أو نشأته تاريخ تكوين إعادة طريق عن ثقافي، الثقافات دراسة يقتضي األخرى. وهذا العناصر مع عالقته إطار

كما وليس الراهن، وضعها في هي وكما حدة، على كل اإلنسانية. تغيرت كيف أو كانت

مفهوم) الوظيفة( قدم / قد / مالينوفسكي يكون وبذلك مالحظاته إجراء من األنثروبولوجي الباحث تمكن منهجية كأداة

البدائية. ) للثقافة وصفه أثناء في ومتكاملة، مركزة بطريقةFreidle, 1977, p.304)

تدعيم في رئيس بدور جهته، من قام / فقد / براون أما األنثروبولوجية، الدراسات في / الوظيفي، البنائي االتجاه أسس العشرين، القرن بداية مع وذلك الدراسات نحو األثنولوجيا موجها

/ فعل كما للثقافة البيولوجي التفسير نحو وليس المتزامنة،/ . مالينوفسكي

الظواهر وتفسير المجتمع دراسة في / براون اعتمد االجتماعية اجتماعيا، تفسيرا الوظيفية فكرة على ووظيفيا، بنائيا

المجتمعات دراسة على تقوم / والتي / دوركهايم بها نادى التي

-54-

االجتماعية الحياة )المماثلة( بين المطابقة خالل من اإلنسانية، البناء بين المشابهة في الحال هي كما العضوية، والحياة

في المتكامل االجتماعي والبناء اإلنسان، عند المتكامل الجسمي. اإلنسانية المجتمعات

يندرج االجتماعي( بأنه )البناء هذا / طبيعة / براون ويوضح بين تقوم والتي كلها، االجتماعية العالقات المفهوم، هذا تحت

األفراد بين القائم التمايز ذلك في يدخل وآخر. كما شخص تنظم التي والعالقات االجتماعية، أدوارهم بحسب والطبقات،

حياته، طوال العضوي الكائن بناء تجدد يستمر األدوار. وكما هذه االجتماعي البناء استمرارية مع االجتماعية الحياة تتجدد فكذلك

. وتماسكه عالقاته في بين الثقافي بالتنوع االعتراف يصبح ذلك، إلى واستنادا

تطور في الهامة الخطوات شكله- إحدى كان مهما – المجتمعات األنثروبولوجيا، علم التالية: النقاط من انطالقا

هذا قواعد وعن ما، شعب سلوك عن تعبير الثقافة إن-1. الشعب

الفرديين والسلوك العقيدة في التنوعات مجموع إن-2 تلك ثقافة يحدد معين، زمن وفي معينة جماعة أفراد لدى

في الفرعية للثقافات بالنسبة صحيح .. وهذا الجماعةاالجتماعي. الكل داخل الصغيرة، الوحدات

مجتمع، أي في والسلوك العقيدة ليست-3 نتاج أبداراسخة. قواعد وفق يتحوالن بل الصدفة،

من االستقراء بواسطة القواعد هذه استنباط يجب-4 جماعة لدى السلوك وأنماط العقائد في المالحظ التوافق

. الجماعة تلك ثقافة نماذج تشمل .. وهي ما

عقائدها نماذج كانت الجماعة، حجم صغر كلما-5 أكثر وسلوكاتها، األخرى. األمور تساوت إذا فيما تجانسا

حقل في تنوع االختصاصية، الفئات لدى يظهر قد-6 أكثر اختصاصها األخرى، الفئات لدى يظهر مما اتساعا الكلية. الجماعة بين الحجم، في لها المساوية

(264-263 ص ،1974 )هرسكوفيتز، بأهمية االعتراف من بد ال مجتمعة، األمور هذه وإزاء

الدراسات في الثقافي، والتنافر الثقافي التجانس مسألةاألنثروبولوجية. النظريات مناقشة أثناء وفي األثنولوجية،

االجتماعية النظم بفكرة / أخذ / مالينوفسكي كان وإذا / براون اتجه بينما لألفراد، والنفسية البيولوجية الحاجات لتأمين مكوناته حيث من االجتماعي، النظام تماسك مسألة / نحو

رفضا فأنهما وعالقاته، الثقافية العناصر تجزئة فكرة معا

-55-

الباحث يقوم صغيرة وحدات االجتماعي( إلى البناء )مكونات.. وتطورها انتشارها أو منشئها بدراسة

واعتمدا لوصف الميدانية، الدراسات على ذلك من بدال االتجاه هذا وجد الراهن. وقد بوضعها الثقافات قبوال لدى واسعا القرن من األول النصف في اإلنسانية الثقافات بدراسة المهتمين انتشروا الذين ،ناألوروبيي األنثربولوجيين بين سيما وال العشرين،

األولية المواد وجمع ميدانية، دراسات إلجراء المستعمرات في في وتحليلها المجتمعات، هذه في الثقافات لوصف الالزمة. الراهن وضعها في هي وكما الواقعي إطارها

**

-56-

: ومراجعه الفصل مصادر لدراسة مدخل – االجتماعي ( البناء1980) أحمد زيد، أبو-

. القاهرة للكتاب، العامة المصرية الهيئة ،1ج المجتمع، (،46) العربي كتاب المعرفة، إلى ( الطريق2001) زيد أبو-

. الكويت العربي، مجلة منشورات األنثروبولوجيا إلى مدخل – اإلنسان ( علم1991) سامية جابر،-

. بيروت العربية، العلوم دار والثقافية، االجتماعية والحضارة، النوع في دراسة – ( اإلنسان1974) محمد رياض،-

. بيروت العربية، النهضة دار تاريخ في فصول – األنثروبولوجيا ( قصة1986) حسين فهيم،-

المعرفة عالم اإلنسان،. الكويت (،198)

الحوار، دار الثقافة، ( سوسيولوجيا1987) الطاهر لبيب،-. الالذقية

الحديث، العالم وأزمة ( األنثروبولوجيا1967) رالف لينتون،-. بيروت العصرية، المكتبة الناشف، الملك ترجمة: عبد

الثقافية، األنثروبولوجيا ( أسس1974) ميلفيل. ج هرسكوفيتز،-. دمشق الثقافة، وزارة النفاخ، : رباح ترجمة

- Burns , Edward (1973) Western Civizalition , New York .- Freidl ,John (1977) Anthropology , HarperandRowPublishers, New

York .- Leach , Edmund, (1982) Social Anthropology , Font and- Paperbacks .

***

-57-

الثاني الفصل

الطبيعية ) ( العضوية األنثروبولوجيا

Physical Anthropology

العضوية األنثروبولوجيا أوال- تعريفالعضوية األنثروبولوجيا ثانيا- فروع

وعروقه لإلنسان العضوية ثالثا- الصفات

-58-

) الطبيعية- ) العضوية األنثروبولوجيا تعريف أوال اإلنسان شكل في يبحث الذي العلم بأنها عام، بوجه تعرف

بفعل عليها تطرأ التي والتغيرات العضوية، سماته حيث من األنواع حيث من اإلنسانية، السالالت في يبحث المورثات. كما

أن يعني منها. وهذا كل ثقافة عن بمعزل وخصائصها، البشرية / الفرد اإلنسان دراسة حول تتركز العضوية، األنثروبولوجيا

بوصفه / البشرية التجمعات دراسة ثم ومن عضوية، لعملية نتاجاخصائصها. وتحليل السكانية،: هي ثالثة بمجاالت الدراسة هذه وتهتم

التطوري التاريخ بناء إعادة ويشمل: األول المجال- كانت التي )تفسير( التغيرات ووصف اإلنساني، للنوع

التي السلسلة عن اإلنساني، النوع انحراف في السبب. الرئيسة الحيوانات صنف مع بها يشترك كان

)تفسير( التغيرات بوصف يهتم: الثاني المجال- هذه اإلنساني. وتمتد الجنس من األحياء عند البيولوجية

البيولوجي التركيب بين الكامنة : العالقة لتشمل األبحاثأخرى. جهة من والسلوك والثقافة جهة، من

علم في هام تخصص وهو: الثالث المجال- : عالقاتها الرئيسات في ويبحث العضوية، األنثروبولوجيا

الجماعي. سلوكها تطورها، بيئاتها، مع علماء يعمل لإلنسان، التطوري التاريخ بناء إعادة أجل ومن

األنثروبولوجيين غالبية يعتبره أحيانا- ما – الطبيعية األنثروبولوجيا األكثر العمل عن البحث وهو العضوية، األنثربولوجيا في سحرا

وبأسالفه اإلنساني، بالنوع تتعلق التي تلك سيما وال المستحاثات،((Daniel , 1990,8قبله. من وجدت التي الرئيسات من

)العضوية( لإلشارة الطبيعية األنثربولوجيا مصطلح ويستخدم )الحيوي( العضوي الجانب بدراسة يهتم الذي العلم ذلك إلى

فترة وقبل األرض، سطح على حيواني كنوع نشأته منذ لإلنسان، الحاضر الوقت وحتى ونيف، سنة ماليين ثالثة على تزيد زمنيةفيه. نعيش الذي

العضوية األنثروبولوجيا في األساسي الموضوع إن الكائن على يطرأ الذي البيولوجي االختالف )الفيزيائية( هو

هذه غالبية ينتج الذي .. والشيء والمكان الزمان في اإلنساني تأثيرات .. فثمة البيئة مع الوراثية المقومات اتحاد هو االختالفات،

البرودة، : )الحرارة، مثل الموضوع، بهذا مباشرة صلة لها بيئية

-59-

التركيز ..(. وهذا والمرض االرتفاع، الشمس، أشعة الرطوبة، يضم الرئيسات، من غيره عن اإلنساني الكائن اختالف على

العضوية، األنثروبولوجيا سياق في تدخل محددة تأثيرات خمسة: وهي

من عنه الكشف تم كما باإلنسان، الشبيه الكائن نشوء-1 المستحاثات في البحث عن نجمت التي التقارير خالل

(. القديمة )األنثروبولوجيا. لإلنسان الوراثي التركيب-2. وتطوره اإلنسان نمو-3 اإلنسان بيولوجيا في )المطواعية( الموجودة المرونة-4

: الحرارة، مثل ضغوطات، مع التكيف على الجسم )قدرةالشمس..( حرارة درجة البرودة،

النشوء عملية من يتبعه وما البيولوجي التركيب-5 (، )القردة للسعادين االجتماعية والحياة والسلوك

,Kottakالرئيسات. فصيلة من األخرى والحيوانات1994,9))

/ يوهان يعتبرون األلمان أن إلى هنا، اإلشارة من بد وال من الطبيعية. فهو لألنثروبولوجيا األول / المؤسس بلومينياخ

الجنس قسم أنه كما البشرية، الجماجم دراسة في الرواد : القوقازي، هي (، )سالالت أقسام خمسة إلى البشري

،1981 والمالوي. )سليم، األمريكي، األثيوبي، المغولي،( 122 ص

يجب عضوية، لعملية كنتاج اإلنسان نفهم أن نستطيع ولكي ذاتها، الحياة وطبيعة بل األخرى، الحياة أشكال تطور نفهم أن

.. وقد الحديث واإلنسان القديم اإلنسان خصائص وكذلك العديد عن يجيب أن – المنطلقات هذه من – العلم هذا استطاع

منذ وتفكيره اإلنسان اهتمام موضع كانت التي ، التساؤالت من(12 ص ،1974 الحاضر. )محمد، العصر وحتى القديم

العضوية- األنثروبولوجيا فروع ثانيا إلى الدراسة، طبيعة بحسب العضوية األنثروبولوجيا تقسم

هما: أساسيين، فرعين

البشرية- 1 الحفريات ( :(Paleontology فرع ثم ومن نشأته، منذ البشري الجنس يدرس الذي العلم وهو واآلثار الحفريات عليه تدل ما خالل من وتطوره، األولية مراحله

واتجاهات البشري نوعنا بالبحث يتناول أنه المكتشفة. أي منها كان ما سيما وال تطوره، تكشفها التي بالنواحي متصال

( 17 ص ،1967 األحافير. )لينتون،

-60-

)معرفة( استعادة محاولة هي الدراسة، من النوع هذا ومهمة التي الحفريات خالل من وذلك البائد، اإلنسان عن نجهله ما

ومحاولة أدوات، من وراءه خلفه وما وآثاره بقاياه عن تكشف إلى دعت التي األسباب معرفة أجل من المكتشفات هذه تحليل هو كما أصبح الذي اإلنسان، شكل في مرحلية تغيرات حدوث

اآلن. عليه عن اإلجابة الفرع، هذا يدرسون الذين العلماء ويحاول

وكيفية اإلنسان، موضوع حول تدور التي التساؤالت من العديد البشرية، األجناس اختلفت كيف ثم ومن األرض، على ظهوره

الحياة وتطورت اإلنسان تغير وأنواعها. وكيف وسالالتها بفصائلها / المعاصر. الحالي إلىشكلها وصلت أن إلى األرض وجه على

( 32ص ،1985 )ناصر، المجال، هذا في تمت التي الحفريات من العديد برهن وقد

ما منذ األرض هذه على يعيش كان الذي القديم اإلنسان أن على الحالي، اإلنسان عن يختلف كان ، سنة مليون نصف من يقرب أكبر كان حيث وغور فكيه بروز إلى إضافة بنية، وأقوى حجما.. جبهته وعرض عينيه

األجسام- 2 أو البشرية األجناس فرع(: (Somatologyالبشرية

البدائي لإلنسان العضوية الصفات يدرس الذي العلم وهو األساسية المالمح حيث من الحالي، )المنقرض( واإلنسان

معظم األجسام علماء كرس العامة. ولذا العضوية والسمات بينها، الفروقات ورصد البشرية األصناف لدراسة جهودهم أن .. ويالحظ الفروقات لهذه المحتملة األسباب معرفة ومحاولة

قريب عهد إلى – انصب اهتمامهم األجناس تصنيف على – جدا المحتملة العالقات وإيجاد العرق، أساس على المختلفة البشرية

. األجناس هذه بين علماء طورها التي العرقية التصنيفات : إن القول ويمكن

خصائص على األول، المقام في تعتمد تزال ال البشرية، األجناس األخيرة اآلونة الشعر. وفي وشكل الجلد : كلون بسيطة سطحية

أقل فروق إلى يتحول االهتمام أخذ ، وأوثق وضوحا ارتباطا األجهزة وبين الدم أنواع بين كالفروق نواجهها، التي بالمشكالت

سار العشرين، القرن من الستينات بداية وغيرها. ومع العضلية األجسام علماء الفوارق يدرسون بدأوا إذ ذلك، من أبعد شوطا

النضوج وسن النمو، سرعة حيث من المختلفة الفئات بين ص ،1967 األمراض. .) لينتون، ضد المناعة ومدى الجنسي،

هذه في اكتشافاتهم من الكثير : إن القول ( ويمكن18-19 في سيما وال مباشرة، علمية قيمة ذا يكون قد الميادين،

األنثروبولوجية. الدراسات يدرس البشرية، األجناس فرع فإن األساس، هذا وعلى في إنسانية مجموعات بين تحصل التي البيولوجية التغيرات

-61-

وذلك ووراثي، تشريحي أساس على مختلفة، جغرافية مناطق القديم، لإلنسان العظمية الهياكل مع المقارنة خالل من

العلماء ساعد ما حديثا. وهذا المكتشفة المقابر في والموجودة موضوعية أسس على البشرية التصنيفات وضع في كثيرا،

المجتمعات من أي دراسة في عليها داالعتما يمكن وعلمية،. اإلنسانية

في أهدافها تحقق أن أجل من العضوية األنثروبولوجيا وتعمد إلى علمية، منهجية وفق تاريخية دراسة اإلنسان أصل دراسة

أن معها يمكن درجة إلى التشريح، وعلم األحياء بعلم االستعانة اإلنسانية األحياء " علم اسم العضوية األنثروبولوجيا على يطلق

Human Biologyدون وحده باإلنسان تتعلق التي الدراسة أنها " أي األخرى. الحية الكائنات من غيره

األنثروبولوجيا إن القول يمكن تقدم، ما إلى واستنادا العامة والمالمح الخصائص تلك تدرس )الطبيعية( إنما العضوية

لإلنسان. العضوي بالبناء يسمى ما أو لإلنسان، الفيزيقي للبناء العضوي التاريخ تدرس أنها ( أي42 ص ،1973 )اسماعيل،

العضوية خصائصه الحسبان في األخذ مع الطبيعي، لإلنسان في يعطي وبما والمنقرضة، الحالية البنائية ومالمحه المختلفة،

البشري. للجنس االرتقائية التطورية المراحل النهاية،وعروقه- : لإلنسان العضوية الصفات ثالثا

من إي فيها يشاركه ال خاصة، عضوية بميزات اإلنسان يتصفالتالية: الجوانب في الصفات هذه وتتمثل األخرى، الحية الكائنات

Ardrey , 1961, p.86) (. اثنين قدمين على والسير القامة انتصاب-. ومكوناته شكله حيث من الرأس تركيب- أطرافه ومقاييس العام شكله حيث من الجسم، تركيب-

األخرى األعضاء مع تناسبهما والساقين( ومدى )الذراعين. الجسم في

أماكن وتحديد الشعر، فيها ينبت التي المساحات محدودية-وجودها.

الكائنات عند قصرها مقابل الطويلة، الطفولة - فترة)الثدييات( . األخرى الرئيسة

بين المشتركة العامة الجسمية الصفات من الرغم وعلى البشر، والتي وخصائصها، بعضها تكوين في فروقات ثمة أن إال

النواحي من سيما وال اإلنسانية، الشخصية ببنية ما حد إلى تؤثر. والسلوكية النفسية

الجسمية األنثروبولوجيا علماء انشغال نتائج من وكان أو )النوع المفهوم هذا اكتسب أن العرق، بمسألة العرق( رسوخا

العرقية البشري. فاألصناف الكائن عن الباحثين تفكير أعاق

-62-

نسبيا، ثابتة كيانات _ تعتبر قريب عهد إلى – ظلت البشريةالفطرية. التغير قوى أو البيئة تأثيرات أمام الصمود على وقادرة

إلى )العرق( أدى فكرة تمجيد في التطرف أن ويالحظ الذين البشر بني على الصارمة التصنيفات من محدود عدد فرض

هذه في األفراد زج إلى بالتالي وأدى له، حد ال بتنوع يمتازون أن الخاصة. ولو األصلية صفاتهم تطمس بصورة التصنيفات،

أجل ومن لها، المناسبة المجاالت ضمن لوحقت التصنيف عملية أنها ولو اإلنسان، تطور على تلقيها التي األضواء اقترنت أيضا حصر الممكن من االعتباطية- لكان شبه – طبيعتها بإدراك. مشروعة عملية استعماالت في نتائجها

نزعة طياتها في الحظ- تحمل ولسوء – العملية هذه ولكن ذلك .. وما المبالغة إلى تلقائية نفسها، التصنيف طبيعة ألن إال من أنها لو كما المغايرة، واألشكال الشواذ اعتبار تقتضي

هذه فإن األمر، يكن االستهجان. ومهما تستحق التي الظاهرات في خاصة داللة اكتسبت التي نفسها هي المغايرة، األشكال

(46 ص ،1967 البيولوجيا. )لينتون، لعلم األخيرة التطورات الشكلية االختالفات هذه إلى واستنادا فقد السلوكية، وأيضا

ثالثة إلى البشر تقسيم على اإلنسان علماء بين االتفاق جرى (107 ص ،1974 هالل، وهي: )أبو رئيسية، عروق أو أجناس

العرق هذا يمتاز)القوقازي( : األبيض - العرق1/3/1 الشفة اعتدال ودقته، األنف في: )علو خاصة بصفات وتجعده، الشعر تموج العينين، استقامة الفكين، وبروزاللحية..( وكثافة الجسم شعر وكثرة

البحر عرق – الهندي : العرق العرق هذا ضمن ويندرج (، أوروبا )وسط األلبي العرق المتوسط، األبيض البربر، األفغان، )اإليرانيون، النوردي العرق

(. واألثيوبيون المصريون، باألنف يمتاز)الزنجي( : األسود - العرق1/3/2

كبير. بشكل البارز والفك الغليظة، والشفة المتوسط األشعث، القصير والشعر المستقيمة بالعيون وكذلك

المستطيل. والرأس أفريقيا زنوج أمريكا، : زنوج العرق هذا ويمثل

. مصر في النيليون والحاميون الوسطى، العرق هذا يمتاز)المنغولي( : األصفر - العرق1/3/3

النحاسي اللون بين ويتراوح الدكنة، معتدلة ببشرة الفاتح األصفر واللون الحمر(، )الهنود عند كما البني

العرق هذا يمتاز (. كما الشماليين )الصينيين عند كما الرأس، -على ما حد -إلى ونعومته الشعر باستقامة

. والذقن الجسم على كثافته وقلة اليابانيون، )األسكيمو، األصليون : المغول العرق هذا ويمثل والهنود واألندونيسيون، األتراك والصينيون( وكذلك، الكوريون،

-63-

التيبت. وسكان األمريكيون، )األنواع( العروق بين الظاهرة الشكلية االختالفات هذه إن الدراسات في عليها يعتمد التي األساسية العوامل هي الثالثة،

األفراد بين للتمييز األنثروبولوجية، بعض أن والمجتمعات. إال يضيفون العلماء في يتمثل وآخر، عرق بين للتمييز آخر عامال

تثبت لم العامل هذا أن مع (، الذكاء )نسبة الذكائية القدرات ذكاء يقل ال المثال، سبيل على األسود، الزنجي أن حيث صحته،

النمائية الظروف لـه وفرت حال في األبيض، األمريكي عن. المناسبة والتربوية

حتى نبذ إلى اليوم، األنثروبولوجيا علماء معظم ويميل مدارج في الشعوب من شعب أي تقدم بأن القائلة الفكرة

يقيم الحضارة، الشعب هذا قدرات على مباشر غير دليال انتشار يؤديه الذي بالدور العلماء هؤالء تأثر الفطرية. وقد

" في العرضية " األحداث وبأثر التقدم، تحقيق في الثقافات يسمى ما إهمال إلى يميلون تراهم التطور. ولذلك توجيه

الحضارة تاريخ كتابة ويؤثرون العالم، لشعوب الفطرية بالقدرات المترابطة. األحداث وتسلسل والحظ البيئة عوامل ضوء في

( 59 ص ،1967 )لينتون، في كبير دور لها والطبيعية االجتماعية البيئة أن يعني وهذا

العوامل وليست والمبدعة، المنتجة اإلنسانية، الشخصية تكوين الدراسات به تأخذ بدأت ما )العرقية( فحسب. وهذا الوراثية

. المعاصرة اإلنسانية

**

ومراجعه الفصل مصادر المطابع التربوية، األنثروبولوجيا في ( مقدمة1974) أحمد هالل، أبو-

عمان. التعاونية، منشأة العامة، ( األنثروبولوجيا1973) محمد قباري اسماعيل،-

. اإلسكندرية المعارف، دمشق جامعة – اإلناسة علم – ( األنثروبولوجيا1997) على الجباوي،-

. : ترجمة الحديث، العالم وأزمة ( األنثروبولوجيا1967) رالف لينتون،-

. بيروت العصرية، المكتبة الناشف، الملك عبد دار والحضارة، النوع في دراسة – ( اإلنسان1974) رياض محمد،-

. القاهرة العربية، النهضة اإلنسان )علم الثقافية، ( األنثروبولوجيا1985) ابراهيم ناصر،-

. الثقافي(،عمان

***

-64-

الثالث الفصل

النفسية األنثروبولوجيا

Psychology Anthropology

وطبيعتها الشخصية - مفهوم1وخصائصها الثقافة - مفهوم2والشخصية - الثقافة3

-65-

مقــدمة النفسية األنثروبولوجيا تسمى ( والشخصية )الثقافة أيضا

Culture and Personalityبين الوثيقة العالقة إلى بالنظر . وذلك أن الدراسات بعض أثبتت اإلنسانية. فقد والشخصية الثقافة

بقصد جمعت، التي للمعلومات المستقلة التقييمات في التطابق " بلغ الشخصية – " الثقافة معادل دراسة حدا على يدل كبيرا

النفسي والتحليل األنثروبولوجيين بين مثمر، تعاون حدوث توقع يتدرب أن المستحسن من أن على أيضا، أخرى.ويدل أبحاث في

المراحل إجراء من يتمكن حتى عديدة علمية فروع على الباحث " التركيب طريقة تتطلبها والتي والتحليل، البحث من المختلفة

(53 ص ،1974 السيكو- ثقافي". )هرسكوفيتز، تناولت التي التعريفات معظم أكدت المنطلق، هذا ومن

/ اإلبداعية بالنتاجات أساسي بشكل ارتباطها الثقافة، مفهوم مالزمة ظاهرة الثقافة أن يعني / لإلنسان. وهذا والفكرية ينتج والفكر الفكر، وعاء واللغة اللغة، يمتلك باعتباره لإلنسان،

اإلنسان بها يتمتع التي والنفسية العقلية العمليات تفاعل عن مذ معه وجدت الثقافية الحية. فالعناصر الكائنات من غيره دون

يتطور مفهومها وأخذ / االجتماعي، الشخصي بوجوده أحس ما إلى وصلت أن إلى اإلنسان، تطور مع معالمها وتتحدد ويتسع،

. اآلن عليه هي بين العالقة في إذن، يتحدد النفسية، األنثروبولوجيا فموضوع

اتجاهين في تسير التي العالقة هذه والشخصية، الثقافة أثر يأخذ واتجاه الشخصية، في الثقافة أثر يأخذ : اتجاه متكاملين األنثروبولوجيا ظهور ساعد فقد هنا، الثقافة. ومن في الشخصية للمبادىء أفضل فهم إلى الوصول في النفس علماء النفسية،

علماء اهتمام ذاته الوقت في وأثار الشخصية، تشكيل تحكم التي في للشخصية األساسسيبة األنماط لدراسة األنثروبولوجيا

وحديثها. قديمها المختلفة، المجتمعاتوطبيعتها- الشخصية مفهوم أوال

تكوينها، في المؤثرة والعوامل اإلنسانية الشخصية احتلت بقصد وذلك واالجتماعية، النفسية الدراسات في هامة مكانة

مع وتفاعلها تكيفها وكيفية الشخصية، هذه مكونات إلى التعرفوتطورها. الشخصية نمو يتيح وبما المحيطة، البيئة

وتكاملها الشخصية هذه وحدة على االتفاق من الرغم وعلى ومواقفه الفرد لتصرفات وكمحرك جهة، من اجتماعي كنتاج

-66-

تعريفاتها تعددت فقد أخرى، جهة من الحياتية من إليها للنظر تبعامتعددة. جوانب

/ االجتماعي الجوهر عن تعبر الشخصية أن من فانطالقا : " المجموعة بأنها لينتون، رالف عرفها فقد لإلنسان، الحقيقي

المجموع والنفسية. أي العقلية الفرد صفات من المتكاملة وعاداته، ومعتقداته هت وإحساسا العقلية الفرد لقدرات اإلجمالي

( 607 ،1964 " )لينتون، المشروطة العاطفية واستجاباته ما، لدرجة ثابت : " تنظيم / بأنها بارنوا /فيكتور عرفها كما من مركب بكل القوى تلك للفرد. وترتبط الداخلية للقوى

والخاصة الشيء، بعض الثابتة والنماذج والقيم االتجاهات السلوك ثبات – ما حد إلى – تفسر والتي الحسي، باإلدراك (Barnouw, 1972, p 8) " . الفردي

/ أن ليورت / أفلويد يرى السابقين، التعريفين مع واتفاقا االجتماعية، للمثيرات المميزة الفرد استجابات : هي الشخصية

غنيم، به. )محمد المحيطة االجتماعية المظاهر مع توافقه وكيفية( 44 ص ،1997

االجتماعي الوصف عن الشخصية مفهوم يعبر وهكذا، البشري الكائن عند تتكون التي الصفات يشمل والذي لإلنسان،

أفراد مع والتعامل البيئية، المؤثرات مع التفاعل خالل من االجتماعي )الجوهر بـ عنه يعبر ما عامة. وهذا بصورة عالمجتم

تميز )الصفات( التي الخصائص مجموعة أنها لإلنسان( . أي فردا الذكاء وفي العامة، الجسدية البنية في غيره من بذاته، / إنسانا. العام والسلوك والطبع

باألفعال ترتبط اإلنسان، لدى الفيزيولوجية فالعمليات التي الخبرة طريق عن األفعال هذه وتتعدل المصاحبة، السلوكية الفيزيزلوجية للحاجة كاستجابة المجتمع. فالطعام من يكتسبها الطعام، تناول طريقة في يتمثل معين سلوك يصاحبها الغذائية، ومناشطه الفرد أفعال كل تتضمن المتعددة.. فهي بصورها

والسيكولوجية، الجسمانية شيء وكل والتفكير، التعلم وأيضا تندرج فهي العقلية العمليات حتى السلوك، محتوى في يدخلالمصطلح. هذا مفهوم تحت

: األولى: أساسيتين بخاصتين السلوك نتائج وتتميز السيكولوجية. ويندرج العمليات: والثانية المادية، العمليات

والمعرفة. القيم بأنساق يعرف ما السيكولوجية، العمليات تحت فالفرد البيئة، مع الفرد تفاعل إلى السلوك نتائج تصنيف ويشير يواجه عندما في فقط ليس فعل، رد لديه يحدث جديدا، نظاما

ولكن موضوعيته، اكتسبها التي ومعارفه وقيمه اتجاهاته في أيضا األنثروبولوجيين العلماء بعض يؤيد الماضية.. ولذلك، خبراته من

في الثقافية، الصيغة محتوى في السيكولوجية العناصر تأثير هي الشخصية بأن العتقادهم وذلك والشخصية، للثقافة دراستهم

تسود التي الثقافية الصيغة نتاج ،1989 ما. )الغامري، مجتمعا(42 ص

-67-

وخصائصها، بسماتها ومتفردة متميزة فرد كل شخصية إن في جنسه، أبناء من اآلخرين مع يشترك ذاته الوقت في ولكنه واحد. ولذلك جنس من وإياهم تجعله التي المظاهر من الكثير مواقفها في يبدو الثبات، من بنوع اإلنسانية الشخصية تتصف

المقابل، بهويتها. وفي وشعورها تعاملها، وأساليب واتجاهاتها مكونات تحدده ما والتطور. وهذا للتغير الشخصية هذه تخضع

أخرى. جهة من وتنمو فيها تنشأ التي والبيئة جهة، من الشخصية أن يعني فهذا أحدا، يشبه وال بشخصيته يتميز اإلنسان فكون

في وأسلوبه طريقته وله الخاصة، الجسدية مكوناته فرد لكل عند يتكرر ال مميز بطابع يطبعه بما والسلوك، واإلدراك الشعور

ذاتها. بالصورة آخر شخص أي : لذلك مظهران فثمة اآلخرين، الناس يشبه اإلنسان كون أما

المشتركة السمات حيث من كلهم الناس يشبه أنه: األول فيها، يعيشون التي والبيئة البيولوجي، اإلرث في

فرد إليها. فلكل ينتمون التي والثقافات والمجتمعات بوصفه ذاته، / البيولوجي العضوي التكوين هنا، كائنا حيا . اجتماعيا

تشابه في يالحظ ما فهذا الناس، بعض يشبه أنه: الثاني التي الجماعة أعضاء سمات مع الفرد شخصية سمات – يتعامل أو – ينشأ الذين األفراد بعض أو إليها، ينتمي

،1990 معهم. )المصري،( 61 ص

اإلنسانية الشخصية : إن القول يمكن تقدم، ما على وبناء(30 ،1997 التالية: )ميالد، بالخصائص تتسم في وتتطور تنمو فالشخصية: والتكامل النمو-1

الشخصية هذه سمات تآزر خالل من متكاملة، وحدة مواقف مع ومتفاعلة مستمرة بصورة وعملها وقدراتها،

وأنماط بيئته مع اإلنسان تفاعل سيما وال المختلفة، الحياة وبالتالي لها، يتعرض التي المتعددة االجتماعية التنشئة أثناء في الكاملة، بعناصرها الشخصية هذه استجابةالمتنوعة. المواقف هذه مع التعامل

الفرد شعور وتعني)الذاتية( : الشخصية الهوية-2 عبر ونفسية، جسدية تغيرات لـه حدثت وإن ذاته، هو بأنه

من ويتبدل يتغير أن اإلنسان طبيعة النمائية. فمن مراحله جوانب يشمل والذي التطور، قانون بحكم آخر، إلى يوم

أن نهايتها. غير وحتى الحياة بداية من كافة، الشخصية التغيرات من الرغم على ذاتها، هي تبقى األساسية هويته

: )العمر عاملي بفعل تحدث التي الوجدانية، أو الجسديةوالثقافة( .

الشخصية في الثبات خاصية أن أي: والتغير الثبات-3 وفي الحياة، قيد على الشخص دام ما مستمرة اإلنسانية،

والتطور، التغير لخاصية تابعة الشخصية فهذه المقابل -68-

والتي بالشخص، المحيطة المؤثرات بفعل تحدث التيالتطورية. التغيرات إلحداث فاعليتها شدة في تتفاوت

مع التعامل وأسلوب : )األعمال في يتجلى الذي الثبات وهذا ذلك في بما للشخص، والخارجي الداخلي البناء وفي اآلخرين، – يسمح الذي والخبرات( هو واالتجاهات، واالهتمامات الدوافع الشخصية. لهذه المستقبلي بالتنبؤ – أحيانا

التفاعل خالل من وتتطور تنمو الشخصية أن والخالصة، أساسية سمة الثبات أن بها. وكما يحيط ما مع المستمر

والتطور فالتغير للشخصية، للشخصية. مالزمتان سمتان أيضا الشخصية بدراسة االهتمام كان وإذا المجتمعات في قليال

القديمة، تعقد فإن متكاملة، كوحدة الفرد إلى النظر لعدم نظرا دور إلى النظرة وتطور / اإلنسانية، االجتماعية المشكالت

الشخصية طبيعة بدراسة االهتمام زيادة إلى أدى فيها، اإلنسان معها للتعامل الطرائق أفضل وإيجاد الكتشافها اإلنسانية،قدراتها. وتوظيف

وخصائصها- الثقافة مفهوم ثانيا الثقافة تعد عامال وتمييز واألمم، المجتمعات تصنيف في هاما من الثقافة مضمونات تحمله لما بالنظر وذلك بعض، من بعضها

أيضا. وإنسانية واجتماعية، فردية أبعاد ذات ودالالت خصائص وظهرت ومفهوماتها، الثقافة تعريفات تعددت ولذلك،

أخذ ما ( منها1963-1871) بين ما التعريفات عشرات / المادية، الموضوعية بالجوانب أو / الفكرية، المعنوية بالجوانب

سيرورة العام- تمثل إطارها الثقافة- في باعتبار معا، بكليهما أو. والعلمية الفكرية وإبداعاته اإلنساني المجتمع يقول / أن موران / إدجار بـ حدا التعريفات، في التنوع وهذا

: " كلمة للثقافة أنثروبولوجي تعريف أول على قرن مرور بعد حازمة، ثابتة، كلمة وكأنها تبدو كلمة خاطئة، بداهة الثقافة أن خائنة.. الواقع ملغمة، منومة، خاوية، فخ، كلمة أنها والحال أقل ليس الثقافة مفهوم غموضا علوم في وتعددا، وتشككا

(Morin, 1969, p.5" .) اليومي التعبير علوم في منه اإلنسان

الثقافة- :1 مفهوم التعريف ذلك شيوعا، وأكثرها للثقافة، تعريف أقدم ولعل

ذلك : هي الثقافة بأن يفيد / والذي تايلور / ادوارد وضعه الذي والفن والعقائد، المعرفة على يشتمل الذي المركب الكل

يكتسبها التي القدرات من وغيرها والعادات والقانون، واألخالق بوصفه اإلنسان الكتاب، من المجتمع. )مجموعة في عضوا( 9 ص ،1997

: " / بقوله بيرستيد / روبرت الحديث االجتماع عالم وعرفها نفكر ما كل من يتألف الذي المركب الكل ذلك هي الثقافة إن

" . مجتمع في كأعضاء نمتلكه، أو بعمله نقوم أو فيه، -69-

( أنJ. Spradley سبرادلي / جيمس يرى المفهوم، هذا وضمن أو يعرفه أن الفرد على يجب ما كل من تتكون المجتمع، ثقافة

الثقافة .. إن المجتمع أعضاء يقبلها بطريقة يعمل بحيث يعتقده، أو األشياء من تتكون ال أنها أي فحسب، مادية ظاهرة ليست األشياء لهذه تنظيم هي وإنما االنفعاالت، أو السلوك أو الناس

أشكال من الناس عقول في يوجد ما اإلنسان. فهي شخصية في ((Spradley, 1972, p.p. 6-7 األشياء. لهذه

مصطلح بأن يفيد الذي التعريف مع بعيد حد إلى يتفق وهذا الحضارة معنى على اإلنكليزية، اللغة فيCulture الثقافة

Civilizationوجهان: ،له األلمانية اللغة في كما هو: موضوعي ووجه.. العقل ثقافة هو: ذاتي وجه الفكرية واآلثار االجتماعية، واألوضاع العادات مجموعة

وأنماط والتقنية، العلمية والطرق واألدبية، الفنية واألساليب .فالثقافة معين مجتمع في الذائعة والقيم واإلحساس، التفكير

ويتداولون، يملكون ما وكل الناس، حياة طريق هي اجتماعيا(378 ،1971 وبيولوجيا. )صليبا،

التعريف في جاء ما هو للثقافة، مفهوم أحدث يكون وربما ينص والذي (،1982 آب6) مكسيكو إعالن في عليه اتفق الذي : " أنها على إليها النظر يمكن – الواسع بمعناها – الثقافة أن على تميز التي والعاطفية، والمادية الروحية السمات جميع مجتمعا واآلداب : الفنون تشمل بعينها. وهي اجتماعية فئة أو بعينه،

ونظم لإلنسان، األساسية الحقوق تشمل .. كما الحياة وطرائق" . والتقاليد والمعتقدات القيم

هي ما الحضارة أن األنثروبولوجيا علماء معظم ويعتقد إال " " راق أو معقد شكل باألحرى، أو الثقافة، من خاص نوع مجرد

وضعه الذي التمييز قط، يعتمدوا لم الثقافة. ولذلك أشكال من بعض أن المعروف .. فمن والحضارة الثقافة بين االجتماع علماء " المجموع بوصفها الحضارة بين يميزون االجتماع علماء

" المجموع بوصفها الثقافة " وبين البشرية للوسائل اإلجمالي (143 ص ،1967 ". )لينتون، البشرية للغايات اإلجمالي

دراسة في الباحثين من كثير اعتمد ذلك، على وتأسيسا ثالثة / على واالجتماعية / النفسية الثقافية األنثربولوجيا

: هي أساسية، مفهومات والمعتقدات القيم : وتشمل الثقافية التحيزات-

. الناس بين المشتركة الشخصية العالقات وتشمل: االجتماعية العالقات-

. بعض مع بعضهم الناس تربط التي المركب الكلي الناتج تعد التي الحياة أساليب أنماط-

)مجموعة االجتماعية والعالقات الثقافية التحيزات من ،1977 الكتاب، من(10ص

-70-

يمارس حيث القيم، إلى اإلنسان تهدي الثقافة أن يعني وهذا يتعرف وبالتالي يرغبها، التي بالطريقة نفسه عن ويعبر االختيار

من الرغم وسلوكاته. وعلى إنجازاته في النظر ويعيد ذاته إلى تؤلف ال ثقافة أية فإن ذلك، يجب جامدة قوالب أو مغلقا، نظاما

من جميعهم. ويتبين المجتمع أعضاء سلوك معها يتطابق أن الصفة، بهذه الثقافة أن السيكولوجية، الثقافة حقيقة على التأكيد

من مجموع سوى ليست ألنها شيء، أي تعمل أن تستطيع ال يؤلفون الذين األشخاص عند تفكير، وعادات وأنماط سلوكات معين. )هرسكوفيتز ومكان محدد وقت في خاصا، مجتمعا

(65 ص ،1974 ليست – العام إطارها في– الثقافة : إن القول يمكن وهكذا إال مفهوما للتعميم األنثروبولوجية الدراسات في يستخدم مجردا

البشري، العالم في األحداث لفهم الثقافة ضرورة وأن الثقافي، ضرورة عن أهمية تقل ال وقوعها، أو وجودها بإمكانية والتنبؤ

وإمكانية الطبيعي العالم أحداث مبدأ) الجاذبية( لفهم استخدام. بها التنبؤ

الثقافة- :2 خصائص مجتمع، أي في االجتماعية الحياة تعد نسيجا من متكامال بينها، فيما الفصل يجوز ال التي والسلوكات والنظم األفكار

تحدد درجة وإلى المجتمع، في الثقافية التركيبة تشكل باعتبارهاالحضاري. تطوره مستوى الثقافة في لإلنسان البيولوجي التأثير كان وإذا على معدوما

االستثنائية الفردية الحاالت بعض باستثناء االجتماعي، المستوى هو البيولوجي، الوجود على الثقافي العامل تأثير فإن (، )الشاذة

بل فحسب، الفرد مستوى على ليس ومحسوس، فاعل تأثير اصطفاء يتم فكما عام. ولذلك، بوجه المجتمع مستوى على

البيئة. وبمقدار مع تكيفها أساس على الثقافة اصطفاء يتم النوع، وفي يحتاجونه، ما على الحصول في أعضاءها الثقافة تساعد ما

،1980 البقاء. )سكينر، على تساعدهم فإنها خطر، هو ما تجنب (130ص

يأتي ثقافة، ألي العام النموذج أن يؤكد وهذا مع منسجما السمات بالتالي ويرسم أنتجها، الذي االجتماعي اإلطار

الثقافة، هذه يتشربون الذين األفراد لدى االجتماعية والمظاهر الثقافي النموذج هذا على للحفاظ بوسعهم ما ويعملون

وتطويره. واستمراريته

بها تتسم خصائص ثمة فإن المعطيات، هذه إلى واستنادا هذه خصائص أبرز ومن وطبيعتها، مفهومها بحسب الثقافة،: أنها الثقافة

-71-

المزود الوحيد الحيوان هو فاإلنسان: - إنسانية1 /2 لـه تتيح فريدة عقلية وبقدرات خاص، عصبي بجهاز على – جديدة. . فاإلنسان وأعمال جديدة، أفكار ابتكار المناطق إلى الدافئة المناطق من انتقل – المثال سبيل

ومالبس جديدة، أعمال باختراع معها وتكيف االستوائية، من .. وانتقل والرطوبة الحرارة من تخفف ومساكن

إلى ثم ومن الصيد، طور إلى القوت )مرحلة( جمع طور أية عنده تظهر أن دون من والزراعة، الرعي طور

أي ثقافته، هو تغير الذي وإنما تذكر، عضوية تغيرات. وسلوكاته وأعماله أفكاره مجموع

منذ مجتمعه، من الثقافة اإلنسان يكتسب: - مكتسبة2/2 الخبرات خالل من وذلك حياته، مسيرة وعبر والدته

بثقافة يتميز إنساني مجتمع كل أن الشخصية. وبما يكتسب اإلنسان فإن والمكان، الزمان محددة معينة، تؤثر وال الصغر، منذ فيه يعيش الذي المجتمع ثقافة

أن االكتساب. أي عملية في الفيزيولوجية العوامل التي العملية هي الثقافية، االجتماعية التنشئة عملية كانت الطفل. ومهما إلى المجتمع ثقافة بنقل تقوم

يلتقط أن يستطيع فإنه الفرد، إليها ينتمي التي الساللة زمنية فترة فيه عاش ما إذا بشري، مجتمع أي ثقافة. كافية

أبدعته اجتماعي نتاج هي الثقافة أن : بما - اجتماعية2/3 تتم ال الثقافة دراسة فإن معينة، جماعة خالل من إال

تمثل الثقافة هذه ألن وذلك (، )المجتمعات الجماعات األفراد عادات وليست وقيمهم، المجتمعات عادات

مدى في تختلف الثقافية النظم كانت كأفراد. وإن أفراد على تطبق نظم االجتماعية. فهناك شموليتها وال كثيرة، نظم هناك المقابل وفي جميعهم، المجتمع

تطبق ال المتمدنة، الثقافات في سيما جماعة على إال الجماعات على تطبق وال الواحد، المجتمع داخل معينة

الفرعية. )وصفي، الثقافات في يدخل ما األخرى. وهذا( 84-81 ص ،1981

جماعة لكل أن من الرغم على: / تكاملية - تطورية2/4 بها، خاصة ثقافة معينة بشرية ليست الثقافة هذه أن إال إلى حال من المجتمع تطور مع متطورة هي بل جامدة،

الثقافة جوهر في التطور يتم وأرقى. وال أفضل حال وإنما فحسب، ومحتواها والطريقة الممارسة في أيضا

المجتمع في يعيش الذي اإلنسان لسلوكات العمليةالمتطور.

عن منعزلة ثقافية مرحلة كل أن يعنى ال التطور وهذا المجتمع ثقافة في ثقافي تكامل ثمة بل األخرى،

حاجات تشبع بتكاملها، الثقافة ألن الواحد. وذلك المسائل بين تجمع وهي والمعنوية، المادية اإلنسان

-72-

المتصلة المسائل وبين والفكر، بالروح المتصلة الحاجات بين التكامل تحقق أنه الجسد. أي بحاجات

والبيئية. والفكرية واالجتماعية والنفسية البيولوجية من تنبع الثقافة أن بما: / انتقالية ة- استمراري2/5

بذلك فهي بها، وتمسكهم عنها، ورضاهم الجماعة وجود ليست .. محددة مرحلة في تنحصر وال معين، لفرد ملكا

جماعي ملك ألنها الفرد، بموت الثقافة تموت ال لذا يمكن ال أنه جميعهم. كما المجتمع أفراد يرثه وتراث ما، ثقافة على القضاء المجتمع أفراد على بالقضاء إال

هذه تمارس التي الجماعة تلك بتذويب أو يتبعها، الذي جديدة ثقافة تفرض أقوى، أو أكبر بجماعة الثقافة،

-103 ص ،1985 بالقوة. )ناصر،104)

تشكل الثقافة كانت وإذا قابلة إذن فإنها اجتماعيا، إرثا التثقيف عملية بواسطة الصغار جيل إلى الكبار جيل من لالنتقال

تعني التي التربوية العملية أي / االجتماعية، الثقافية التنشئة أو يرشدوا لم الذين إلى الراشدين ثقافة : )نقل جوانبها بعض في جماعات )االنتشار( إلى االنتقال هذا يتم أن يمكن (. كما بعد

. المختلفة االتصال وسائل خالل من أخرى إنسانية توجد ال فالثقافة ال جهته من والمجتمع المجتمع، بوجود إال

ويبقى يقوم الجماعة لحياة متميز طريق الثقافة ألن بالثقافة، إال الجماعة هذه تمد التي وهي أفرادها، لحياة متكامل ونمط

ذلك في آثار ثمة كانت وإن فيها، الحياة الطراد الالزمة األدوات. والجغرافية البيولوجية العوامل لبعض

والشخصية- الثقافة ثالثا داخل المختلفة، جوانبها من وتتطور، تنمو الفرد شخصية إن تتكامل حتى معه وتتفاعل وتعيش، فيه تنشأ الذي الثقافي اإلطار

الفرد، تكيف تسهل التي والسلوكية الفكرية األنماط وتكتسب. العام االجتماعي بمحيطه وعالقاته

من األكبر الجزء عن مسؤولة الثقافة أن في شك ثمة وليس التنظيم من مهم جانب عن وكذلك شخصية، أية محتوى

اهتمامات على تشديدها طريق عن وذلك للشخصيات، السطحي الثقافة بين العالقة مشكلة سر معينة. ويكمن أهداف أو

اعتبار يمكن مدى أي : " إلى التالي السؤال في والشخصية عن أي للشخصيات؟ المركزي التنظيم عن مسؤولة الثقافة للتأثيرات يمكن : هل أخرى وبعبارة السيكولوجية؟ األنماط ،1964 " )لينتون، وتعدلها؟ الشخصية لباب إلى تنفذ أن الثقافية

( 609 ص تكوين عملية أن في يكمن التساؤل، هذا على الجواب إن

فيها يجري حيث تثقيفية، – / تعلمية تربوية عملية هي الشخصية ،مع المحيطة البيئة من عليها يحصل التي الفرد خبرات اندماج

-73-

لتشكل التكوينية، صفاته تكيفت متكاملة وظيفية وحدة معا بعض مع بعضها عناصرها، فاعلية أكثر كانت وإن ، متبادال تكيفا

. الفرد حياة من األولى النمو مراحل في ،Enculturation المثاقفة أو التثقيف اسم نطلق أن ويمكن

من غيره عن اإلنسان بها يتميز التي التعليم تجربة جوانب على في ثقافته. والتثقيف معرفة إتقان إلى بها ويوصل المخلوقات،

ضمن يجري شعوري، ال أو شعوري تشريط سياق جوهره، هذه عن ينجم العادات. وال من مجموعة تعينها التي الحدود ينجم بل فحسب، القائمة االجتماعية الحياة مع التالؤم العملية عن ينجم االجتماعية، التجربة من جزء نفسه وهو الرضى، أيضا الجماعة. في اآلخرين مع الترابط عن وليس الفردي التعبير

(34 ص ،1974 )هرسكوفيتز، في التاريخية االستمرارية على فيتز/ ركز / هرسكو كان وإذا على / يشدد / سابير فإن (، )المثاقفة عملية خالل من الثقافة، والشخصية، الثقافة بين العالقة اللغوي األساس إلى استنادا

البنيوية. يقول األنثروبولوجيا في الكبير التأثير لـه كان الذي شك والشخصية. فال الثقافة بين أساسية عالقة سابير: " هناك

تؤثر المختلفة، الشخصية أنماط أن في تأثيرا تفكير في عميقا أخرى، جهة ومن جهة، من هذا وعملها، بكاملها، المجموعة عمل

األنماط بعض في االجتماعي، السلوك أشكال بعض تترسخ معها الفرد يتالءم لم وإن ،حتى الشخصية أنماط من المحددة إالSapir, 1967(, p.75 )" نسبية بصورة

اإلنسان سلوك تصف األولى، العلمية المفاهيم كانت وإذا الحديث العلم فإن العامة، والسمات الدوافع من بعدد وتربطه

في السائدة والقيم واالجتماعية النفسية العوامل أهمية يؤكد. السلوك هذا في تظهر التي المجتمع،

تكون حيث بالشخصية، ترتبط إذن فالثقافة رافدا أساسيا دراسة فإن سماتها. ولذلك، وتحدد الشخصية هذه روافد من

وعلم النفس علم بين التقاء نقطة تمثل والشخصية، الثقافة شخص أي فهم يمكن (. فال )األنثربولوجيا اإلنسان جيدا، فهما

ال عليها. كما نشأ التي الثقافية االعتبارات في األخذ دون من ثقافة أي فهم يمكن إليها ينتمون الذين األفراد بمعرفة إال

حيث الملحوظة، سلوكاتهم في بالتالي وتتجلى فيها، ويشاركون: التالية النواحي في الفرد على الثقافة تأثيرات تبدو

شعب لدى السائدة الثقافة إن: الجسمية الناحية-1 الشعوب، من جبرية قوة من لها بما – الفرد تجبر ما كثيرا

والتقاليد- والقيم العادات من مستمدة وسيطرة وإلزام، الجسمية بالناحية تضر قد وممارسات أعمال على ضررا

بعض لدى العادات : كانت المثال سبيل كبيرا. فعلى الطفلة أصابع تثنى أن الصين، في المرفهة الطبقات

في يساعد حذاء وتلبس القدم، تحت وتطوى األنثى، خاصة. فعلى مشية تمشي ويجعلها قدمها نمو إيقاف

-74-

تلك كانت فقد للقدم، يحصل الذي التشوه من الرغم. الجمال دالئل أهم من القدم، صغر إلى باإلضافة المشية

بأبعادها الثقافة أن في شك ال: العقلية الناحية-2 تؤثر والمعنوية، المادية تأثيرا العقلية الناحية في فاعال

/ الفكري. المعرفي الجانب من سيما وال للشخصية، ثقافتها )مجتمع( تسود جماعة في يعيش الذي فالفرد وأفكاره عقليته تنشأ السحرية، األفكار أو الدينية العقائد الهندي المجتمع في تسود التي بذلك. فالمعتقدات متأثرة

المجتمع في تسود التي المعتقدات تلك غير الصيني، أو يتأثر أن الطبيعي من فإنه وبالتالي العربي، أو األمريكي

المجتمع في أو البدائي، المجتمع في سواء الفرد األسرة، طريق عن سيما وال مجتمعه، بثقافة المتحضر،

التركيب مساندة األسرة، وظائف أهم من أن باعتبار. وتأييده االجتماعي

ما ،ياالنفعال الجانب يتضمن: االنفعالية الناحية-3 الثابتة الغريزية والدوافع االستعدادات من الشخص لدى

على وطفولته. وتعتمد تكوينه منذ بها يزود والتي نسبيا، وتتصل والدموي، والغددي الكيميائي التكوين اتصاال وثيقا

الدراسات والعصبية. وتؤكد الفيزيولوجية بالنواحي للثقافة أن األنثروبولوجية، دورا مزاج تربية في كبيرا

الحاسم الدور لها يكن لم وإن انفعاالته، وتهذيب الشخص في نجد ما ذلك. فكثيرا تكوينه في ورث قد شخصا

لكن الغضب، لديه )استعدادات( تثير عوامل البيولوجي، الصفة، لتلك المجتمع ونبذ / الثقافية، االجتماعية التنشئة

سلوكه. من يعدل يجعله العقلية الناحيتين إلى تستند: الخلقية الناحية-4

عليها تبنى التي الخام المواد باعتبارهما واالنفعالية، المجتمع، في السائدة األخالق فإن الخلقية. ولذا الصفات

واالنفعالية، العقلية القوى تفاعل من الناتجة الحصيلة هي أكثر األخالقية النواحي أن البيئة. أي عوامل مع إلى قربا

المهيمنة والثقافة االجتماعي والوسط البيئية، العوامل ينساق خاص أخالقي نسق ثقافة الشخص. فلكل على الفرد، فيه ناحية من السائدة األخالقية بالمعايير متأثرا

يجوز، ال وما يجوز وما والخطأ، والصواب والشر، الخير ودالالتها معانيها في تختلف نسبية المعايير هذه كانت وإن تلك عن فالجنوح آخر. ولذلك، مجتمع إلى مجتمع من

قد ما، ثقافة في الشاذ .. والسلوك نسبي أمر المعايير، يكون سلوكا أخرى. ثقافة وقيم لمعايير بالنسبة عاديا

فالسرقة الحديثة، المجتمعات في الجرائم من : تعد مثال البدائية الشعوب من كثير عند مباحة كانت ولكنها

كانت أنها حتى والقديمة، البطولة. أنواع من نوعا( 218-213 ص ،1983 )الساعاتي،

في تغيرات حدوث على النفسيون األنثروبولوجيون ويتفق -75-

تلك معدالت ولكن الزمان، عبر للمجتمع العامة الشخصية تختلف التغيرات أهمها ومن ومتشابكة، متنوعة عوامل لتأثير تبعا

تغير بأن التعميم، إلى العام الرأي .. ويتجه الثقافي التغيير الثقافي، التعيير معدل من أبطأ بمعدل يسير المجتمع شخصية

األجيال. عبر يتضح ما وهذا الظواهر من اآلباء، شخصيات عن األبناء شخصيات فاختالف

تميز والتي المتمدنة، المجتمعات في بوضوح تبرز التي النفسية / ميد / مارغريت ترى الثقافي. ولذلك التغير عملية بوضوح يسهم جيل كل )فرد( في عضو كل أن األمريكية، االجتماع عالمة

األشكال شرح إعادة في – الشيخوخة وحتى الطفولة من – التغير عملية في المجتمع أعضاء يسهم وبالتالي الثقافية،

تصطدم التي الثقافية التغيرات أن مالحظة يجب الثقافي. ولكن أغلب في الفشل مآلها يكون للمجتمع، العامة بالشخصية

وذلك والشخصية، الثقافة بين متبادل التأثير فإن األحيان. وهكذا، معا. )وصفي، بعضهما في أو أحدهما في تغير ثلحدو بالنظر (105 ص ،1975

يعود ذلك فإن والثقافة، الشخصية بين ما فرق ثمة كان وإذا منهما. فالشخصية كل عليها تقوم التي األسس في الفرق إلى

هي ما حياتها ودورة العصبي، وجهازه الفرد دماغ على تعتمد إال الثقافة، اإلنساني. أما الجسم حياة دورة مظاهر من مظهر

.. المجتمع يؤلفون الذين األفراد أدمغة مجموع إلى فتستند تموت، ثم وتستقر بمفرده كل األدمغة هذه تتطور وبينما

تتقدم كثيرة حاالت توجد أنه محلها. ومع لتحل جديدة أدمغة دوما عنها، خارجة قوى طمستها التي والثقافات المجتمعات من أنه إال يموت أن يمكن ثقافته، أو المجتمع أن نتصور أن الصعب من

(387 ص ،1964 الشيخوخة. )لينتون، بسبب النسق على الحفاظ في وفاعل قوي الثقافة فتأثير المجتمع إفراد إلى تقدمه فيما ذلك ويتجلى السائد، االجتماعي

(141 ص ،1972 : )عفيفي، التالية الجوانب في والمشاعر، والتفكير السلوك صور للفرد، الثقافة توفر -1

األولى، مراحله في سيما وال عليها، يكون أن ينبغي التي بحسب حياته، في تؤثر وعادات قيم على ينشأ بحيث. فيها عاش التي ثقافته طبيعة

الطبيعة عن جاهزة تفسيرات لألفراد، الثقافة توفر-2. الحياة ودورة اإلنسان وأصل والكون

أن يستطيع التي والمعايير المعاني للفرد الثقافة توفر-3 هو وما األمور، من صحيح هو ضوئها- ما في – يميز

خاطىء. هذا يصبح بحيث األفراد، عند الحي الضمير الثقافة تنمي-4

سلوكاتهم على القوي بعد- الرقيب فيما – الضمير. ومواقفهم

-76-

الفرد، في المشتركة الثقافة تنمي-5 باالنتماء شعورا واحد، بشعور جماعته في باآلخرين فتربطه والوالء،

. األخرى الجماعات من وتميزهم لسلوكه السليمة االتجاهات الفرد، الثقافة تكسب وأخيرا،-6

الجماعة. قبل من به المعترف السلوك إطار في العام، نموذج إلى يؤدي الذي هو النظام، تجاه الفرد فعل ردود إن

أنظمة في النظم ". وتصنف " الشخصية ندعوه الذي السلوك التي الشروط عن : تنشأ األولية فالنظمثانوية. ونظم أولية وأنظمة الجنسية، والعادات ء)كالغذا الفرد، فيها يتحكم أن يمكن

إشباع من : فتنشأ الثانوية النظم أما(. المختلفة التعليم : ذلك األولية. مثال النظم عن الناجم التوتر وانخفاض الحاجات

هذه حاجة عن الناجم القلق تطمئن بآلهة، الشعوب بعض اعتقاد عما الرأي هذا يميز ما دائمة.إن غذائية موارد تأمين إلى الشعوب

ينتج األساسية الشخصية بنيان ألن الديناميكية، صفته هو سبقه، ثقافة في األفراد على أثرها وتحليل االجتماعية، النظم تحليل عن( 51ص ،1974 أخرى. )هرسكوفيتز، بعد

في اختالف يتبعها الثقافة تختلف عندما أنه يالحظ ولذلك عن يختلف القديم الحجري العصر السلوك. فإنسان أنماط ويختلف الجديد، الحجري العصر إنسان العصر إنسان عن أيضا

األدوات يستخدم الذي الحديدي. فاإلنسان والعصر البرونزي والجذور البذور ويأكل والخشب، والعظام كاألحجار البدائية

يتوافق ال النار، من ويخاف والطيور، توالحشرا مع ثقافيا ويأكل بعد، عن باآلالت يتحكم أو الكهرباء يستخدم الذي اإلنسان وغير منه، المختلفة األنواع صنع في ويتفنن المطبخ من الطعام

دولة في يعيش الذي فاإلنسان العصر، هذا في ذلك. وحتى دولة في يعيش الذي اإلنسان ثقافة عن ثقافته وتختلف متحضرة

الثاني، سلوك عن يختلف – شك وال – األول سلوك فإن نامية، ص ،1991 شخصيته. )غالب، به تزودت الذي الثقافي للزاد تبعا103)

العلماء استغلها التي التطورية الفرضية عن التخلي أدى وقد بين الدمج تسهيل إلى بعد، ،فيما األوائل األنثروبولوجيون

الفرضية أن والسيكولوجي،.. والواقع : األنثروبولوجي األسلوبين بوصفها الثقافات مفهوم محلها وحل تالشت، )النظرية( التطورية

المجتمعات دراسة إلى االتجاه ظهر كما متكاملة، وظيفية وحدات / إليه دعا ما وهذا بذاتها، قائمة كيانات باعتبارها البدائية

ص ،1967 الحركة. )لينتون، لهذه األول / الرائد مالينوفسكي198)

قيمة الفرد حياة على تضفي الثقافة : إن القول يمكن وهكذا وجوده وتكسب ومعنى، األفراد تمد بالتالي أهميته. وهي لـه غرضا حياتهم. وأساليب مشاعرهم توحد التي واألهداف واآلمال بالقيم

حال بأي – يعني ال النحو، هذا على للفرد الثقافة تشكيل أن غير إمكانياته تنمو الثقافة بواسطة إذ فرديته، إلغاء – األحوال من

-77-

بالتالي ويصبح المتعددة، قدراته ويكتسب قواه، وتتحرر على قادرا مع ( هذا9 ص ،1977 الواعي. )حسن، والتمييز الصحيح االختيار

حيث من األشخاص، بين الفردية الفروق الحسبان في األخذ. فيها تأثيرهم أو بالثقافة تأثرهم

العلماء ناقش لقد األنثروبولوجيا، عالم كان إذا فيما طويال أن دون البدائية، المجتمعات في الشخصية دراسة يستطيع

عما طويل حديث يدر النفسي. ولم نفسه- للتحليل هو – يخضع بالدراسة يهتم الذي النفسي التحليل عالم على يجب كان إذا

خبرة من مستمدة معلومات على يحصل أن للثقافات، المقارنة في تاما، اختالفا مجتمعه عن تختلف التي بالمجتمعات مباشرة. االجتماعي والضبط الحوافز وأنظمة واألهداف الجزاء

أبدو الذين النفسي، التحليل علماء من القليل أن فالواقع بأنفسهم أجروا المشكالت، بهذه اهتمامهم الختبار ميدانية أبحاثا / األورو- الثقافات نطاق خارج تقع جماعات، بين نظرياتهم ينطبق /. وهذا أمريكية النفس علماء ما- على حد وإلى –أيضا

وعلى الثقافة، سيكولوجية بالبحث يتناولون الذين التقليديين،. التحليلية المدرسة ومفاهيم طرائق يستخدمون الذين العلماء

( 57 ص ،1974 ) هرسكوفيتز، األساسية الشخصية تركيبات بأن اإلقرار مجرد أن غير يحقق ال المجتمعات، باختالف تختلف مفهوم من أكثر تقدما أهمية اإلقرار هذا يكتسب .وال السيكولوجي الثقافي النمط علمية األساسية، الشخصية تكون طريق تقصي أمكننا إذا إال

أمكننا ،.. وإذا إليها التعرف يمكن بأسبا إلى وإرجاعها أيضا التركيب تكون بين العالقة بشأن هامة تعميمات إلى التوصل

في الخاصة الفردية اإلمكانات وبين للشخصية، األساسي(200 ص ،1967 التكيف. )لينتون، مجاالت

خط في سارت الشخصية، سيكولوجية أن يالحظ ومما يكون يكاد تطوري هذا وقع األثنولوجيا. فقد تطور لخط مماثال

فحصر الطبيعية، العلوم تأثير تحت األمر، بادىء في الفرع الفردية والفروق التشابه أوجه تفسير وحاول الفرد، في اهتمامه

أدركوا ما سرعان النفس علماء أن نفسية. ومع أسس على في – اقتصرت فائدتها فإن الشخصية، تشكيل في البيئة أهمية

الفردية. الفروق تفسير في استخدامها البداية- على نتائج الواقع- على في – النفسيون الباحثون اعتمد لقد

فافترضوا بصحتها، مسلم قضايا أنها لو كما المحدودة، مالحظاتهم .. ثم ظاهرات من الحظوه ما لتعليل متنوعة عامة غرائز وجود باختالف تختلف الشخصية معايير أن العلماء لهؤالء تبين

صدمة بمنزلة االكتشاف هذا فكان والثقافات، المجتمعات مفهوماتهم. تنظيم إلعادة جذرية خطوات اتخاذ إلى اضطرتهم

( 30 ص ،1967 )لينتون، واقع في ليست الشخصية أن من الرغم على فإنه ولذلك،

الحال، إال الفرد فإن األول، المقام في الثقافية للعوامل نتاجا

-78-

النموذجية الشخصية تبني إلى – الثقافية تجربته خالل من – ينزع أبدا، بالكامل يتحقق ال ذلك نجاح جماعته. ولكن فيها ترغب التي يقاوم اآلخر وبعضهم غيرهم، من مرونة أكثر األشخاص بعض ألن

. غيره من أكثر التثقيف عملية بين التفاعل بحث في طرائق ثالث بين نميز أن يمكن وهنا

الثقافي. وسطه وبين الفرد التي "، الثقافية "األشكال طريقة هي: األولى الطريقة

الثقافات، في السائدة األنماط تحديد إلى تسعى. الشخصية نماذج بعض نمو تحبذ والتي

" التي النموذجية " الشخصية طريقة هي: الثانية الطريقة ولد الذي الثقافي الوسط تجاه الفرد فعل ردود تؤكد

المرجع ألن أساسها، في أثنولوجية طريقة فيه. وهي فيها الثقافية، واألنماط االجتماعية، النظم هو دائما الشخصية بنيان بداخلها ينمو التي األطر تشكل التي

على اهتمامها تركز الجماعة. فهي لدى السائد على النفسي التحليل تطبيق على معتمدة الفرد،

في تتمثل أوسع، لمشكالت المقارنة الدراسةاالجتماعي. التالؤم مشكالت

" التيProjection اإلسقاط " طريقة هي: الثالثة الطريقة وال التحليل، في المختلفة اإلسقاط طرائق تستخدم

وذلك الحبر، بقع / من / رورشاخ مجموعة سيما معين. وفي مجتمع في الشخصية بنيان نطاق لتحديد

شك والثقافة. وال الفرد من كل يتمثل الطريقة هذه كلها، النتائج إليه ترجع موحد اختبار استخدام أن في

جماعة أفراد شخصية بيان لمعرفة منهجية بأداة يزود والقيم االجتماعية النظم على تثقيفهم ضوء في ما،(48-47 ص ،1974 ثقافتهم. )هرسكوفيتز، في

واحدة، بطريقة جميعهم، المجتمع أفراد في تؤثر ال فالثقافة فئتين إلى الفرد في الثقافة تأثير يقسم أن يمكن ولهذا

: أساسيتين تحدثها التي التأثيرات وهي: العامة التأثيرات – أولهما

أعضاء جميع من المتطورة، الشخصيات في الثقافة. الثقافة هذه إلى ينتمي الذي المجتمع

أو جماعات إلى ينتمون أشخاص، في الثقافة تحدثها التي التأثيرات وهي: الخاصة وثانيهما-التأثيرات المجتمع يعترف األفراد، من معينة فئات أو قطاعات،

(79 ص ،1985 بوجودها. )ناصر، العالم حول طاف ما إذا – المرء يجد ألن يكفي حد إلى متشابهين – اإلجمال بوجه – الجميع يصبح ذلك، من الرغم وعلى

آخر، إلى مجتمع من بعض، عن بعضهم يختلفون الناس أن – تبعا األفراد يسعى بينما األخرى. ولكن عن الواحدة الثقافات الختالف

االمتثال ويحاولون الطمأنينة، على والحصول الموافقة نيل إلى

-79-

الوصول وطرق ينشدونها التي األهداف لهم تحدد ثقافتهم فإن أقرانهم، على التفوق أو الجماعة تقرها التي السلوك ألنماط Psychology of الثقافة )سيكولوجية اهتمام موضع هو إليها. وهذا

Culture، أثنوغرافيا السيكو أو Psychoethnography، دراسة وهو قواعد مع تالؤمه إلى يؤدي الذي التثقيفي السياق خالل من الفرد

يصبح عندما مجتمعه في القائمة السلوك فيه. )هرسكو عضوا المشكالت إحدى جوهر يكمن ( وهنا41و39 ص ،1974 فيتز،

السياق تأثير معرفة في والمتمثلة الثقافة، دراسة في األساسية وتطورها الفردية الشخصيات نمو على المجتمع، في التثقيفيوالنفسي. والفكري العضوي تجد وال األفراد، عقول في تعيش نفسية، اجتماعية ظاهرة – جوهرها في – الثقافة أن وبما نفسها عن تعبيرا عن إال الثقافة على اإلبقاء في الفردية الشخصيات دور فإن طريقهم،

من ثقافة أية بها تتمكن التي الطريقة في جدا، جلية بصورة يتضح سلوك في عنها التعبير انقطاع بعد حتى الحياة، قيد على البقاء

هذه يحمل كان الذي المجتمع زوال بعد وحتى ظاهري، خارجي يستعيد أن األثنولوجيا عالم يستطيع األصل. ولذلك، في الثقافة

هذا من رجل آخر من منقرض، مجتمع لثقافة األساسية العناصر المهارات يستعيد أن يستطيع الحياة. كما قيد على بقي المجتمع ص ،1964 الرجل. )لينتون، هذا عليها تدرب أن سبق التي الخاصة

384) حياتهم جوانب في توجههم التي فهي وأبنائها، الثقافة بين وتفاعلية وثيقة عالقة ثمة أن نجد تقدم، ما على وتأسيسا

في وآلية، منسجمة بطريقة يتصرفون أنهم لدرجة المختلفة، الثقافة هذه في يؤثرون المقابل، في األحيان. واألفراد معظم

وإبداعاتهم نتاجاتهم خالل من وإغنائها، تطويرها في ويسهمون التربية علماء اهتمام نرى والعلمية. ولذلك، والفنية الفكرية

السمات إلى للتعرف الثقافة بدراسة واألنثروبولوجية، واالجتماع هذه مكونات إطار )المجتمع( في الجماعة أو للفرد العامة

للناس، االجتماعية الحياة أنماط إلى بالتالي والتعرف الثقافة،. بينها فيما والتمييز وتفسيرها

**

ومراجعه الفصل مصادر دار والشخصية، ( الثقافة1983) حسن ،سامي الساعاتي-

. النهضة،بيروت : عبد ترجمة اإلنساني، السلوك ( تكنولوجيا1980) ب. ف سكينر،-

. ( الكويت32) المعرفة عالم يوسف، القادر بيروت. اللبناني، الكتاب دار الفلسفي، ( المعجم1971) جميل صليبا،-

-80-

األنجلو مكتبة التربية، أصول ( في1972) الهادي محمد عفيفي،-. القاهرة المصرية،

. بيروت الهالل، دار ( السلوك،1991) مصطفى غالب،- دراسة في الثقافي ( المدخل1989) حسن محمد الغامري،-

. االسكندرية الحديث، الجامعي المكتب الشخصية، سليم، : شاكر ترجمة المرآة، في ( اإلنسان1964) كاليد كلوكهون،-

بغداد الناشف، الملك : عبد ترجمة اإلنسان، ( دراسة1964) رالف لينتون،-

. بيروت العصرية، المكتبة : ترجمة الحديث، العالم وأزمة ( األنثروبولوجيا1967) رالف لينتون،-

. بيروت العصرية، المكتبة الناشف، الملك عبد النهضة دار الشخصية، ( سيكولوجية1997) سيد غنيم، محمد-

. القاهرة العربية، الصاوي، : علي ترجمة الثقافة، ( نظرية1997) الكتاب من مجموعة-

المعرفة عالم. الكويت (،223)

الجامعية المؤسسة الشخصية، ( نظرية1990) علي المصري،-بيروت. والنشر، للدراسات

العالي، التعليم وزارة االجتماع، نفس ( علم1997) محمود ميالد،-دمشق.

اإلنسان علم – الثقافية ( األنثروبولوجيا1985) ابراهيم ناصر،- – عمان الثقافي،

. األردن الثقافية، األنثروبولوجيا ( أسس1074) ميلفيل. ج هرسكوفيتز،-

. دمشق الثقافة، وزارة النفاخ، : رباح ترجمة. بمصر المعارف دار والشخصية، ( الثقافة1975) عاطف وصفي،-

- Barnuow , V. (1972) Cultural Anthropology, Homewood Illiois , Irwen Inc.

- Morin , Edgar (1969) De La Culture - Analyse a La politique Culturelle, Communication, No: 14 , Paris .

- Spradley, James (1973) Culture and Cognation, Chandle Publishing Company, san Francisco .

- Sapir, Edward (1967) Anthropologies , Minuit, Col, Points, Paris .

***

-81-

الرابع الفصل

الثقافية األنثروبولوجية

Cultural Anthropology

الثقافية األنثروبولوجيا أوال- مفهوم ومراحل الثقافية األنثروبولوجيا ثانيا-نشأة

تطوراهاالثقافية األنثروبولوجيا ثالثا-أقسام

اللغويات علم-1اآلثار علم-2المقارن الثقافات علم-3

-82-

الثقافية- األنثروبولوجيا تعريف أوال الذي العلم بأنها- عام -بوجه الثقافية األنثروبولوجيا تعرف

معينة. ثقافة لـه مجتمع في عضو هو حيث من اإلنسان يدرس يمارس أن اإلنسان هذا وعلى األفراد سلوك مع يتوافق سلوكا

ويدين وعاداته بقيمه يتحلى به، )الجماعة( المحيط المجتمع في. قومه بلغة ويتحدث بنظامه

الذي العلم ذلك :هي الثقافية األنثروبولوجيا فإن ولذلك، حياة أساليب بدراسة ويعنى اإلنسانية، الثقافة بدراسة يهتم

الشعوب تدرس ثقافته. وهي من النابعة وسلوكاته اإلنسان ،1976 وهويجر، المعاصرة. )بيلز الشعوب تدرس كما القديمة،

(21 ص الظاهرة فهم إلى تهدف إذن، الثقافية فاألنثروبولوجيا

التغيير عمليات دراسة إلى تهدف عناصرها. كما وتحديد الثقافية بين المتشابهة الخصائص وتحديد الثقافي، والتمازج الثقافي

في معينة لثقافة التطورية المراحل بالتالي وتفسر الثقافات،. معين مجتمع

في ينجحوا أن الثقافية األنثروبولوجيا علماء استطاع ولهذا منها اعتمد ما سواء اإلنسان، حياة على أجروها التي دراساتهم

كان ما أو آثارها، وتحليل القديم لإلنسان المكتوب التراث على. المعاش االجتماعي إطاره ضمن المعاصر باإلنسان يتعلق منها

الثقافة( اجتماع )علم يسمى بعيد- فيما حد إلى – يدخل وهذا اإلنتاج أنماط من الموجود بين العالقة طبيعة تحليل يعني والذي

اإلنتاج هذا وظائف وتحديد االجتماعية، البنية ومعطيات الفكري، هذا الطبقي. ويتضمن أو التنضيدي التركيب ذات المجتمعات في

(26- 24ص ،1987 : )لبيب، التالية االعتبارات التعريف أن يعني الفكري، اإلنتاج أنماط عن الحديث إن-1

واألنثروبولوجي، : الفلسفي بالمعنيين الثقافي التجانس يغطي التجانس هذا االجتماع. ألن علم عمليات غير هو وجودا تتناقض قد الثقافة، من مختلفة ألنماط حقيقيا من الرغم الواحد. فعلى المجتمع في ووظيفة مضمونا

توجد فال )األنثروبولوجية( المشتركة، العوامل بعض وجود "" ثقافة الطبقي التركيب ذات المجتمعات في موضوعيا لنفسها، الثقافة هذه أرادت أو ادعت وإن حتى "، للجميع

نمطية اجتماعية نظر وجهة من كذلك. فهناك تكون أن الجماهيرية( يفضي الثقافة أنماط ذلك في )ربما ثقافية

-83-

تعبر الذي االجتماعي التمايز إبراز إلى وتحليلها، تصنيفها نهاية في الثقافة اجتماعية أن يعني بالضرورة. وهذا عنه

في مساواة وعدم الثقافة في التباين اجتماعية هي األمر،. الثقافي المجال

)الطبقية( ليس المنضدة المجتمعات عن الحديث إن-2 تعبير هو الفكري اإلنتاج أن على تأكيد هو ما بقدر حصرا االجتماعية األصناف بين التمايز من معينة مرحلة عن

التنضيدي التركيب مفهوم استعمال االقتصادية. وأنStratification، حقل في يقحم غموضه، من الرغم على

قد رأسمالية، قبل تاريخية مجتمعات االجتماعي التحليل األساس، هذا نقاش. وعلى محل الطبقي مضمونها يكون الحقل من تخرج التي الوحيدة المجتمعات تكون

بالمجتمعات عادة تسمى التي تلك هي االجتماعي، إلى الفكري اإلنتاج أنماط فيها تصل لم والتي (، )البدائية

. معين بتصنيف لها تسمح التمايز من كافية درجة العالقة إثبات التحليلية النظر وجهة من المهم ليس-3

تحليل هو ما بقدر االجتماعي، والواقع الفكري اإلنتاج بين معين. ويعد لمجتمع معينة مرحلة في العالقة هذه أشكال

التحليل هذا مصدرا المتعلقة المناقشات في أساسيا الفوقية، والبنية التحتية البنية بين الموجودة بالروابط

القائم الدياليكتيكي التبادل فكرة تأكيد إلى أفضت والتي والفن، األدب اجتماعية أن إلى هنا، اإلشارة بينهما. وتجدر

بين العالقة أشكال تحليل في متطورة مساهمة ساهمت. االجتماعية البنية ومعطيات الفكري، اإلنتاج

كالقص فكري، إنتاج بها يحول التي الكيفية تحديد إن-4 من بد ال بل يكفي، ال الواقع، معطيات مثال، المسرح أو

وال اإلنتاج، لهذا / السياسية االجتماعية الوظيفة إبراز يؤدون المثقفين من فئات إلى ينتمون المنتجين أن سيما طبقات أو أصناف لصالح يعونها ال أو يعونها قد أدوارا

ليست الوظيفة معينة. وهذه اجتماعية مظهرا أو ثانويا الثقافة بين العالقة أبعاد من بعد هي بل تكميليا،

دونها. من فكري حدث أي تفسير يمكن وال والمجتمع، توجد ذاته، الوقت في وهي " " استقاللية يسمى لما حال وظيفة اكتشاف خالل من وذلك والجمالية، الفكرية القيم

تاريخية ظروف في بعثها أو القيم، هذه استمراريةمحددة.

السيكولوجية اآللية عن تكشف الثقافي، الوسط دراسة إن مجاالت في العدوانية النزعة وتصرف الفرد، سلوك توجه التي

االجتماعية، النظم بعض في ذلك على مهذب. والمثال تنفيس Ashanti اآلشانتي قبائل تمارسها ( التيApo)اآلبو طقوس في كما. الغربية أفريقيا في الذهب ساحل في

يسمع أن يجب، بل فقط، يسمح ال اآلبو، احتفاالت ففي

-84-

بسبب رعاياهم من واللعنات واللوم السخرية السلطة، أصحاب ضمانة هذا في أن اآلشانتي رجال ارتكبوها. ويعتقد التي المظالم

الغاضبين. ولوال استياء كبت بسبب الحكام أرواح تتعذب ال لكي سلطة إضعاف إلى قوته، وتعاظم االستياء تراكم ألفضى ذلك،

)الفرويدية اآللية هذه فعالية تتطلب قتلهم. وال وإلى بل الحكام، تلقي إيضاح. فهي أي الكبت عن التنفيس الجوهر( في ضوءا

نظم في المنظمة السلوك أشكال من به تقوم ما على أكبر األفراد شخصيات نمو في التوازن الختالل تصحيح من اجتماعية،

(59 ص ،1974 تشملهم. )هرسكوفيتز، الذين بالتراث الثقافية األنثروبولوجيا تهتم المنطلق هذا ومن في الخوض بوساطتها ويمكن المجتمع، نطاق داخل والحياة خالل من األمم، تحيا كيف ومعرفة المختلفة، الثقافات جوهر

: التالية التساؤالت عن اإلجابة التي الطرائق هي ما لديهم؟ المتبع العيش سبل هي ما

هي ما أنفسهم؟ عن يعبرون كيف ؟ أبنائهم تربية في يتبعونها والفنون واآلداب العلوم هي ما عباداتهم؟ أداء في طريقتهم من الجديدة أجيالهم إلى تراثهم ينقلون وكيف عندهم؟ السائدة فيما التعامل وأساليب والقيم العادات من ذلك وغير بعدهم؟

. بينهمتطورها- : ومراحل الثقافية األنثروبولوجيا نشأة ثانيا

عن مستقل كفرع الثقافية األنثروبولوجيا تظهر لم العامة، األنثروبولوجيا التاسع القرن من الثاني النصف في إال

. عشر / إدوارد ياإلنكليز العالم إلى ذلك في الفضل يعود وربما

تعريف أول قدم والذي األنثروبولوجيا، رواد من يعد / الذي تايلور " .وقد البدائية " الثقافة كتابه في1871 عام للثقافة شامل الحين ذلك منذ متعددة، بمراحل الثقافية األنثروبولوجيا مرتالحاضر. العصر في عليه هي ما إلى وصلت حتى

(Barnouw, 1972, p.7) وحتى األنثروبولوجيا هذه ظهور من وتمتد: البدية مرحلة

لرسم محاوالت عن عبارة عشر. وكانت التاسع القرن نهاية والبحث القدم، منذ الثقافة لتطور عامة صورة نشأة عن أيضا

اإلنساني. المجتمع /، / تايلور ياإلنكليز العالم جانب إلى الفترة هذه في وظهر

دراسة في التاريخي باالتجاه أخذ / الذي / بواز األمريكي العالم دراسات إجراء: أولهما ؛ جانبين من وذلك اإلنسانية، الثقافات والعشائر، كالقبائل صغيرة، مجموعات لثقافات تفصيلية. تطورها ومراحل

عند الثقافي، التطور تاريخ بين مقارنة : أجراء وثانيهما مبادىء، أو عامة قوانين إلى الوصول بغية القبائل، من مجموعة

أهمية يعطي ما وتطورها. وهذا اإلنسانية الثقافات نمو تحكم

-85-

باعتبارها لألنثروبولوجيا . الخاصة منهجيته لـه علما وتعد م(،1915- 1900) بين ما : وتقع الثانية المرحلة

والدراسات، األبحاث في الجهود تركزت حيث التكوينية، المرحلة ومراحل ثقافتها تاريخ لمعرفة محددة صغيرة مجتمعات على

. تنقرض أن قبل الثقافة هذه عناصر تحديد وبالتالي تطورها، الهنود ثقافة على عديدة دراسات جرت ذلك، إلى واستنادا

/ إلى / وسلر األمريكي الباحث وتوصل أمريكا، في الحمر العالم في منطقة أو إقليم أي دراسة من بوساطته يمكن أسلوب على أصطلح ما أو متشابهة، ثقافات ذات مجتمعات فيها تعيش

/ المنطقة / وسلر شبه (. وقد الثقافية )المنطقة بـ تسميته مركزها، في الثقافية العناصر معظم تتركز بدائرة، الثقافية

المركز. عن ابتعدت كلما العناصر هذه وتقل م( وتعد1930- 1915) بين ما وتقع: الثالثة المرحلة

في والمناقشات البحوث بكثرة تميزت حيث ،راالزدها فترة سيما وال الثقافية، األنثربولوجيا علم صلب في تدخل التي القضايا

. أمريكا في تركزت التي الدراسات تلك هذا نضج إلى الفترة، تلك في األنثربولوجيا ازدهار ويرجع

المدرسة بازدهار ذلك ومناهجه. وترافق مفاهيمه ووضوح العلم وال إنكلترا، في االنتشارية المدرسة وظهور أمريكا، في التاريخية

/ وسلر طرحه الثقافية( الذي )المنطقة بمفهوم األخذ بعد سيما إلى والتوصل وتفسيرها، الثقافية المعطيات لتحليل / كإطار المتشابهة. الثقافات بين المشتركة العناصر

بين ما وتقع فقط، سنوات عشر ومدتها: الرابعة المرحلة أطلق فقد مدتها، قصر من الرغم م(. وعلى1940- 1930)

الجامعات باعتراف تميزت حيث التوسعية، الفترة عليها في خاص كعلم الثقافية باألنثروبولوجيا واألوروبية األمريكية

ومقررات فروع لها وخصصت العامة، األنثروبولوجية إطارالجامعات. في االجتماع علم أقسام في دراسية

/ تبناها )التكاملية( التي النظرية الفترة هذه في وظهرت تحديد خاللها من واستطاع األمريكي، االجتماع / عالم سابير

يمكن والتي اإلنساني، السلوك أنماط من متناسقة مجموعة معين، مجتمع أفراد لدى الفردي، السلوك دراسة في اعتمادها

ليس األمر، حقيقة في هو الثقافة جوهر أن حيث تفاعل إال التفاعل هذا عن ينجم وما بعض، مع بعضهم المجتمع في األفراد

. مشتركة حياتية وطرائق ومشاعر عالقات من بعيد- حد الفترة- إلى هذه في األنثروبولوجيا تأثرت وقد

ومناهجها، مفاهيمها في سيما وال االجتماعية، باألنثروبولوجيا وبراون / مالينوفسكي من كل بها قام التي األبحاث بفضل وذلك. االجتماعية األنثربولوجيا مجاالت / في

منذ بدأت التي المعاصرة الفترة وهي: الخامسة المرحلة المرحلة هذه الحاضر. وتمتاز الوقت حتى زالت وما ،1940 عام

وأمريكا، أوروبا خارج األنثروبولوجية، الدراسات نطاق بتوسع -86-

الدول جامعات من العديد في الثقافية األنثروبولوجيا وانتشارالالتينينية. وأمريكا وآسيا أفريقيا في النامية،

الدراسات في جديدة اتجاهات ظهور مع ذلك وترافق االتجاهات هذه مقدمة في القومي االتجاه كان األنثربولوجية،

تحديد إلى يهدف والذي الثقافية، األنثروبولوجيا في الحديثة االتجاه بهذا أخذت القومية. وقد للثقافة الرئيسة الخصائص

الثقافة بدراسة قامت / التي بيندكيت / روث األمريكية الباحثة. الثانية العالمية الحرب خالل اليابانية

" االنطوائية: الثقافة تقييم في القومي االتجاه ويسمى في قومه طريقة يفضل االنسان تعني: أن والتي" القومية

النتيجة هي جميعها. تلك األخرى األقوام طرائق على الحياة، معظم شعور بها يتفق والتي األولى، التثقيف لعملية المنطقية

لم أو الشعور هذا عن أفصحوا سواء الخاصة، ثقافتهم نحو األفراد. يفصحوا

بأحسن البدائية الشعوب لدى القومية االنطوائية وتتجلى والعادات واألمثلة الشعبية، والقصص األساطير في ، أشكالها هنود لدى البشرية العروق أصل .. فأسطورة اللغوية

)الشيروكي( تعطينا مثاال القومية. تقول االنطوائية عن حيا: األسطورة صنع بأن اإلنسان الخالق " صور أوال ثم فيه، النار وأوقد فرنا

في ووضعها اإلنسان، شكل على تماثيل ثالثة عجينة من صنع رؤية إلى الخالق لهفة أن (. غير )شواءها شيها وانتظر الفرن بحيث الشدة من كانت الخلق، في تجربته يتوج الذي عمله نتيجة ناضج ولألسف- غير – فكان مبكرا، األول التمثال أخرج شاحبا الثاني، التمثال األبيض. أما العرق كان نسله ومن اللون، باهت فكان ناضجا وكافية، مضبوطة كانت الشواء في مدته ألن جيدا

الهنود. وانصرف سلف هذا وكان الجميل، األسمر شكله فأعجبه صورته، تأمل إلى الخالق من الثالث التمثال يسحب أن ناسيا فوجد فجأة، الفرن باب االحتراق. فتح رائحة اشتم حتى الفرن

التمثال هذا لألسف، مدعاة ذلك .. فكان اللون أسود متفحما ." أسود رجل أول هذا وكان حيلة، باإلمكان يعد لم ولكن

(72 ص ،1974 )هرسكوفيتز، من الكثير لدى القومية االنطوائية تبدو الصورة بهذه صفات عن التعبير على / الفرد اإلنسان يصر .. حيث الشعوب

القيمي/ النظام على إنسان أي يحكم .. ولهذا الحميدة قومه هذا تربط التي العالقة خالل من آخر، شعب أي لدى االجتماعي

قد والتي ذلك، في والقبول الرغبة درجة وفق بشعبه، الشعب المطلق، القبول أو المطلق الرفض حدود إلى تصل لمعايير وفقا. عامة

الحديثة االتجاهات أهم من وكانت األنثروبولوجيا في أيضا وما المتمدنة، بالمجتمعات عنيت التي الدراسات تلك الثقافية،

من عدد أو قرية أوضاع ". كدراسة الحالة " دراسة عليها أطلق

-87-

خاصة ثقافة دراسة أو معينة، منطقة في أو المتجاورة، القرى تتعلق أكاديمية دراسات إلى البشر. إضافة من بفئة أو ةبمجموع

فيها البحث ومناهج ومبادئها، الثقافية األنثروبولوجيا بخصائص الدراسات إجراء في يسهم مما .. وغيرها وأساليبها وطرائقها

منها. المرجوة األهداف تحقق وعلمية موضوعية أسس علىالثقافية- : األنثروبولوجيا أقسام ثالثا

مضموناتها وتداخل الثقافية، العناصر تعدد من الرغم على اتفق فقد اإلنساني، المجتمع لبنية العام النسيج في وتفاعلها

ثالثة إلى الثقافية األنثروبولوجيا تقسيم على األنثروبولوجيون وعلم – اللغويات علم – اآلثار : )علم هي أساسية، أقسام

: منها لكل شرح يلي المقارن( وفيما الثقافات

اللغويات- 1 :علم اإلنسانية، اللغات تركيب في يبحث الذي العلم هو

السجالت في منها المكتوبة سيما وال والحية، المنقرضة الحية واللغات القديمة، اليونانية أو كالالتينية فحسب، التاريخية

واإلنكليزية. . ويهتم والفرنسية كالعربية الوقت في المستخدمة العالقة جانب إلى المستعملة، اللغوية بالرموز اللغات دارسو باعتبار ثقافته، من األخرى والجوانب ما، شعب لغة بين القائمة

وعاء اللغة للثقافة. ناقال عن اإلنساني الكائن بها يتميز التي الصفات من اللغة إن

والتفاهم التخاطب طريقة فهي األخرى، الحية الكائنات من غيره كالمية وأشكال صوتية رموز بواسطة والشعوب، األفراد بين

التراث لنقل وسيلة أنها على .. عالوة تعلمها ويمكن عليها، متفق في اللغات معظم استخدام يمكن حيث / الحضاري، الثقافي

. التراث هذا كتابة اللغة علم يحتل مكانا االجتماعية العلوم مجمل في ممتازا

ليس فهو ؛ إليها ينتمي التي علما بل األخرى، كالعلوم اجتماعيا منهج صياغة إلى وتوصل عظيمة، إنجازات قدم الذي العلم

النفس علماء ارتبط الخاصة. ولذلك، الوقائع ومعرفة وضعي إلى المؤدية الطريق تعلم على بالحرص واألثنوغرافيا واالجتماع. الحديث اللغة علم من االجتماعية، للوقائع الوضعية المعرفة

االجتماعي سياقها في اللغة األنثروبولوجيا، علماء يدرس تتعلق باستنتاجات بعضهم والزمان. ويقوم المكان في والثقافي،

الدماغ في الموجودة بالتماثالت وربطها للغة العامة بالمقومات خالل من القديمة اللغات بناء بإعادة آخرون اإلنساني. ويقوم

من ويحصلون الحاضر، الوقت في عنها بالمتحدرات مقارنتهااللغة. عن تاريخية اكتشافات على ذلك

يدرسون اللغوية، األنثروبولوجيا علماء من عدد يزال وما المختلفة، الفكرية والنماذج االدراكات ليكتشفوا اللغة اختالفات

دراسة ذلك، في الحضارات. ويدخل من وافر عدد في

-88-

)علم يدعى ما وهو االجتماعي، سياقها في اللغوية االختالفات واحدة، لغة في الموجود االختالف يدرس االجتماعي( الذي اللغة

,Kattak,1994) . االجتماعية الفروقات الكالم يعكس كيف ليظهر10)

االجتماع علم بين الشديد المنهجي التشابه إن يفترض أخرى، جهة من اللغة وعلم جهة، من واألنثروبولوجيا واجبا أن اللغة علم يستطيع حيث بينها، فيما التعاون من خاصا

خالل من القرابة، مسائل دراسة في المساعدة البراهين يقدم ألفاظ بعض في عالقات من عنها ينتج وما الكلمات أصول تقديم

عالم قبل من مباشرة، بصورة مدركة تكن لم التي القرابة علماء يلتقي وبذلك االجتماع، عالم أو األنثربولوجيا

العلمان. هذان ينتجها التي الفروع مقارنة بهدف األنثروبولوجيا، جعل في آملين األنثروبولوجيا، علماء من اللغويون ويقترب

األنثروبولوجيون يلتمس المقابل، وفي واقعية، أكثر دراساتهم من إخراجهم على القدرة فيهم توسموا كلما اللغويين

مع الزائدة ألفتهم يبدو، ما على فيه ألقتهم الذي االضطراب 49 ص ،1977 والتجريبية. )ستروس، المادية الظاهرات

(92و هو اللغويات فرع أن يالحظ ولذلك، فروع أكثر من حاليا

الثقافية، األنثروبولوجيا استقالال األخرى الفروع عن وانعزاال مع بعالقاتها كبير اهتمام دون تجري أن يمكن اللغات .فدراسة في الواقع هو وهذا اإلنساني، النشاط في األخرى الجوانب

تراكيب من فيها بما – اللغات أن فيه، شك ال .ومما كثيرة حاالت عند سيما وال هائل، تنوع من عليه تنطوي وما وغريبة، معقدة

يمكن ال غنية دراسية بمادة الباحث تزود البدائية، الشعوب( 20 ص ،1967 .) لينتون، حصرها

غة بالغة / أهمية ستروس / ليفي يعطي ولذلك، ويعتبرها لل الزاوية حجر تكن لم إن اإلنسان، علم في األساسية األركان أحد التي الرئيسة الخاصية هي اللغة أن أساس وعلى العلم، ذلك في

يعتبرها األخرى. ولذلك، الحية الكائنات عن اإلنسان تميز كل فهم طريقها، عن يمكن التي األساسية الثقافية الظاهرة

)المناطق كتابه في يؤكده ما االجتماعية. وهذا الحياة صور )اآلفاق باسم العربي العالم في يعرف الحزينة( والذي المدارية

أنثروبولوجي، قالب في الذاتية السيرة من نوع الحزينة( وهو اللغة. وحين نعني .. فإننا اإلنسان نقول : " حين يقول حيث.." المجتمع نقصد ... فإننا اللغة نقول

الحديثة اللغويات مناهج استخدام إلى دفعه ما وهذا لغوية. غير مادة وكل الثقافية، للمعلومات تحليله في وأساليبها،

يعطي مما أكثر األهمية )الدال( من الكلمة يعطي جعله كما الواحدة( )الكلمة الواحد الدال أن سيما وال (، )المدلول للمعنى

وذلك مختلفين، لشخصين بالنسبة مختلفان مدلوالن لـه يكون قد لـه تكون قد الواحد، الدال أن تجاربهما. بل الختالف تبعا ظروف أو أوقات وفي نفسه، للشخص بالنسبة مختلفة مدلوالت

-89-

(86 ص ،2001 زيد، مختلفة. )أبو أسبقية تحديد من يتمكنوا لم اللغة علماء أن من الرغم وعلى

تصنيف إلى دراساتهم خالل من توصلوا فقد أخرى، على لغة أقسام ثالثة في واستخدامها، طبيعتها بحسب المختلفة اللغات

: هي فئات بها تتخاطب التي اللغات وهي: المنعزلة -اللغات

تفهمها وال األخرى، الفئات عن منعزلة تلك إال وليس تكتب ال لغة بها. وهي المتحدثة الفئات

. تاريخ لها بها تتخاطب التي اللغات وهي: الملتصقة -اللغات

وبتراثهم. بهم ملتصقة ولكنها كبيرة، شعوب قواعد، لها ليس ولكن معروفة، لغات وهي : مثل والكلمات، المقاطع على تعتمد وإنما. الصينية اللغة

اللغات وهيوالصرف( : )النحو القواعد ذات -اللغات لها المتحضرة، األمم تستخدمها التي الحديثة وقوالبها جملها تضبط وصرفية، نحوية قواعد

األوربية واللغات العربية، : اللغة مثل اللغوية،( 148 ص ،1958 ،) زرقانة،

العالم، في المستعملة اللغات فإن التقسيم، هذا يكن ومهما تلك، أو اللغة هذه على تدل متناسقة أصوات من شكلت جميعها،

إلى اللغويات علم يقسم بها. ولهذا خاصة وقواعد أصول وفق أصول وعلم الوصفي، اللغات : علم أهمها من فرعية، أقسام. اللغات

في اللغات بتحليل يهتم: الوصفي اللغات - علم1/1 والمفردات. اللغة وقواعد الصوتية، النظم ويدرس محدد، زمن

الكالمية، اللغة على هنا دراساته في اللغات عالم ويعتمد متعلقة الدراسة كانت إذا سيما وال األفراد، إلى يستمع ولذلك عن اللغات تلك بكتابة اللغة عالم تكتب. فيقوم لم بلغات. عليها المتعارف الرموز استخدام طريق

وتصنيفها، اللغات تحليل عملية فإن األمر، يكن ومهما تشكل ال وتصنيفها، البشرية األجناس تحليل كعملية الخطوة إال اختالف على .فاللغات، المهمة الدراسات من لغيرها األولى

أنها في شك .. وال العالم يد في قيمة أداة تمثل أنواعها، أعمق فهم إلى التوصل على النهاية، في ستساعده

(20 ص ،1967 والمجتمعات.) لينتون، األفراد لسيكولوجية البدائية المجتمعات في الدراسات تلك معظم وتتركز

والكتابة. فال القراءة تعرف ولم الكالمية، اللغة تستخدم التي لغة دون من – ثقافته تخلفت مهما – إنساني مجتمع يوجد

. أبناؤه بها يتفاهم كالمية

-90-

اللغات- 1/2 أصول :علم يختص اإلنسانية. ولذلك، اللغات أصول تحديد إلى يهدف

التاريخية العالقات يدرس حيث والمقارن، التاريخي بالجانب وثائق طريق عن ،اتاريخه متابعة يمكن التي اللغات بين

أكثر المشكلة مكتوبة. وتكون القديمة للغات بالنسبة تعقيدا وسائل ثمة ولكن عليها. تدل مكتوبة وثائق أية تترك لم التي

تلك تاريخ دراسة في يستخدمها أن للباحث يمكن خاصةاللغات.

واألنثروبولوجي اللغة، عالم بين تعاونية عالقات وهناك واألنثروبولوجي األثنولوجي من كل على ألنه وذلك الثقافي،

عليه. بحثه يجري الذي المجتمع لغة يدرس أن االجتماعي، – الحاضر العصر في – اللغويات علم تقدم ذلك، على وبناء

لغات دراسة في دقيقة، وآليات علمية مناهج يستخدم وأصبح أساسية قوانين إلى يتوصل أن ذلك خالل من .. واستطاع العالم

الطبيعية. العلوم قوانين عن دقتها في أهمية تقل ال وعامة،( 32-31 ص ،1971 )وصفي، بعيدة أسئلة لغة، )مورفولوجية( أية تثير أن المحتم ومن

مجرد ليست .. فاللغة والقيم : الفيزياء بميداني تتصل المدى هي وإنما فحسب، االنفعاالت الستثارة أو لالتصال أداة أيضا

متصل بخط تكون ما أشبه هي الخبرات. والخبرة لتصنيف وسيلة ص ،1967 .) لينتون، مختلفة بطرق تقسيمه يمكن األجزاء،

182 ) الكائن أن توضح المقارنة، اللغوية الدراسات فإن ولذلك،

بعملية يقوم فهو واحدة، لغة استخدامه من الرغم على البشري يستطيع ال ألنه يستخدمها. وذلك التي للمعاني واعية غير انتقائية

. الخارجي محيطه في المتنوعة للمنبهات الدقيقة االستجابة

الحفريات- ) 2 القديمة اآلثار (:Archeologyعلم وتحليلها، البشرية والمخلفات اآلثار بجمع خاص بشكل يعنى

البشرية، لألجناس التاريخي التسلسل على منها يستدل بحيث مدونة وثائق ثمة وليس كتابة، فيها تكن لم التي الفترة تلك في

. )مكتوبة( عنها في الثقافية، األنثروبولوجيا علم من الفرع هذا ويبحث

الثقافات سيما وال اإلنسانية، للثقافات األولى األصول أكثر القديمة اآلثار علم المنقرضة. ولعل فروع بين شيوعا

الشخص لدى مألوفة مكتشفاته كانت وربما األنثروبولوجيا، اسم أن ذلك، األخرى. ومثال الفروع مكتشفات من أكثر العادي يكون يكاد المصريين، قدماء ملوك آمون( أحد عنخ )توت معروفا (22 ص ،1967 العامة. )لينتون، الشعبية األوساط لدى

هو األبحاث، هذه من األول الهدف أن من الرغم وعلى القديمة، الشعوب عن معلومات على الحصول الهدف أن إال

-91-

تفهم في والدارسين، القراء مساعدة في يتمثل النهائي أو )الحضارات( وازدهارها أو الثقافات بنمو المتصلة العمليات. التغيرات تلك عن المسؤولة العوامل إدراك وبالتالي انهيارها، ظهرت الكتابة أن األنثروبولوجيا، علماء لدى المعروف ومن

التاريخ ذلك من كتب وما الميالد، قبل سنة آالف أربعة حوالي منذ اآلثار هذه بواسطة ويمكن والباحثين، الدارسين لدى معروف( 62 ص ،1985 اإلنسان. )ناصر، عن الكثير معرفة المكتوبة

خلفها التي البقايا على ،هدراست في يعتمد اآلثار فعالم وعناصرها. وقد ثقافاته طبيعة تمثل والتي القديم، اإلنسان

التي األرض طبقات لحفر دقيقة أساليب إلى اآلثار علماء توصل دقيقة مناهج إلى توصلوا فيها. كما حضارية بقايا وجود يتوقع

التعرف أجل من وتصنيفها مواقعها، وتحديد البقايا تلك لفحص اآلثار علماء بعض. ويستطيع مع بعضها مقارنتها ثم ومن إليها،

عن المعلومات من الكثير استخالص المناهج، تلك باستخدامبغيرها. منها كل وعالقة وتغيراتها، القديمة، الثقافات

رئيسة كمعطيات المواد بقايا األنثروبولوجيا علماء ويستخدم اآلثار علماء يقوم حيث والنظرية، العلمية المعرفة الستخدام

فتكشف عليها، طرأت التي والتطورات الحضارية النماذج بتحليلوالنشاطات. كباالستهال الخاصة األوضاع عن النفايات

المنزلية والحبوب البرية فالحبوب خصائص : تمتلك / مثال جلبه، تم الذي النبات بين يميزوا أن اآلثار لعلماء تسمح مختلفة

عظام فحص يكشف محليا. كما به العناية تمت الذي وذلك ويزود ذبحها، تم التي الحيوانات هذه أعمار عن الحيوانات، أو برية األنواع هذه كانت إذا فيما تحدد مفيدة، أخرى بمعلومات

المعلومات، هذه في بحثهم خالل من اآلثار علماء مدجنة. ويقوم((Kattak, 1994,8. واالستهالك والتجارة اإلنتاج نماذج بناء بإعادة

هو (، )األرخلوجية لألبحاث الواضح القريب الهدف أن ومع الهدف فإن اإلنسان، ماضي عن ومعلوماتنا معارفنا استكمال

بنمو المتصلة، العمليات تفهم في مساعدتنا هو النهائي عن المسؤولة العوامل وإدراك وانهيارها، وازدهارها الحضارات

الدراسات نتائج أصبحت التاريخية. وقد الظاهرات هذه العلماء لدى مألوفة التطور، بعمليات )األرخلوجية( المتصلة

التغيير ظاهرات بدراسة يعنون والذين جميعهم، األنثروبولوجيين ،1967 الثقافي. )لينتون،

( 24ص االستفادة إلى – األنثربولوجيون – اآلثار علماء يلجأ ولذلك،

)هوية( البقايا من للتحقق والمناخ، الجيولوجيا علماء أبحاث من أيضا، اآلثار علماء يتعاون وجودها. كما وتاريخ يكتشفونها، التي

لكثرة وذلك الطبيعية، األنثروبولوجيا في المتخصصين مع الثقافية. وقد البقايا مع الحفريات، في وجود) اللقى( اإلنسانية

المشع( )الكربون استخدام في المحدثون، اآلثار علماء نجح( 31 ص ،1971 " بدقة. )وصفي، " البقايا عمر لتحديد كوسيلة

-92-

القديمة، اآلثار علماء - إن عام بوجه – القول ويمكن تتعرض ال الذي الماضي التاريخ من الجزء ذلك اكتشاف يحاولون

ميدان على القديمة اآلثار عالم المكتوبة. ويقبل السجالت لـه الدوافع من بمجموعة يقترن عمله ألن بحماسة، اختصاصه شائقة، علمية أبحاث إجراء في كالرغبة المغرية، والمثيرات

(23 ص ،1967 ...) لينتون، ثمينة كنوز على العثور واحتمال تغيرات من رافقه وما اإلنسان تاريخ يدرس إذا، اآلثار فعلم

التي االجتماعية الحياة عن كامل تصور لبناء محاولة في ثقافية، كان التاريخ. وإذا قبل ما مجتمعات القديمة، المجتمعات عاشتها

علم عن يختلف فإنه – التاريخ على ما حد إلى – يعتمد اآلثار علم وإنما المؤرخة، الحضارية المراحل يدرس ال أنه في التاريخ اختراع قبل اإلنساني المجتمع عاشها التي الفترات تلك يدرسالتاريخ. وتدوين الكتابة

األثنولوجيا- )3 المقارن الثقافات (Ethnologyعلم:

األنثروبولوجيا، طبيعة إلى العلوم أقرب من األثنولوجيا تعتبر الشعوب دراسة حيث من بينهما فيما الكبير التداخل إلى بالنظر

والثقافية الساللية وميزاتها خصائصها، أساس على وتصنيفها المساكن وأنواع ومعتقدات، عادات من ذلك في بما واالقتصادية،

الشعوب. هذه لدى السائدة والمثل والمالبس، األثنولوجيا تعد ولذلك، يختص األنثروبولوجيا، من فرعا

األولى واألصول البشرية، السالالت نشأة عن والدراسة بالبحث )أثنوس اليوناني األصل )أثنولوجيا( إلى لفظة لإلنسان. وترجع

Ethnosاألثنولوجيا، تدرس الشعوب. ولذلك دراسة ( وتعني والساللية. )اسماعيل، الثقافية و اللغوية الشعوب خصائص

( 460 ص ،1973 الماضي في – الشعوب توزيع تفسير في األثنولوجيا وتعتمد

واختالطها، الشعوب هذه لتحرك نتيجة أنه على – والحاضر التي المعقدة، الحوادث كثرة إلى ترجع التي الثقافات وانتشار

السنين. فهي )ماليين( من مليون منذ اإلنسان ظهور مع بدأت قبائل أتت أين من للشعوب، التاريخية المصادر مسألة تبحث، هذه احتلت ومتى سلكت؟ طريق وأي الحمر؟مثال، الهنود

جهة أية ومن وكيف؟ اآلن، فيها الموجودة المناطق الشعوب أجناس ظهرت ومتى فيها؟ انتشرت وكيف أمريكا؟ إلى تسللت التي الثقافية والمالمح اللغوية الميزات هي وما الحمر؟ الهنود

األوروبية؟ بالثقافة احتكاكها قبل الحمر، الهنود ثقافة نشرتها للمجتمعات المقارنة الوصفية الدراسات في يفيد مما ذلك وغير

(81 ص ،1988 وثقافاتها. )رشوان، اإلنسانية الثقافية، والمناطق الثقافات أصول دراسة ذلك في وتدخل

دراسة منها، لكل النوعية والخصائص وانتشارها الثقافات وهجرة يبحث الذي العلم أنه المختلفة. أي صورها في المجتمعات حياة

-93-

في يبحث كما حياتها، وأنماط وأصولها القديمة السالالت في األصول بتلك وتأثرها الحاضرة، المجتمعات في الحديثة الحياة

القديمة. أسس على الثقافة : دراسة بأنها األثنولوجيا تعرف ولذلك،

تعميمات استنباط بقصد ثابتة، وقواعد نظريات ضوء وفي مقارنة وتحليل بينها، فيما فاالختال وأوجه وتطورها، الثقافات أصول عن

انتشارها تحليال ( 31 ص ،1964 ،) كلوكهون، تاريخيا طريق عن الثقافة، بدراسة األثنولوجية النظرية وتهتم البدائية، الشعوب قوانين مقارنة سيما وال المقارنة، القوانين

والنظم العادات بعض بدراسة المقارن القانون علماء يهتم حيث األب، سلطة األمومي، أو األبوي : النسب مثل والتقاليد، والقيم المختلفة. الزواج وطرائق الجنسي، االختالط اإلباحية، الحياة

( 103 ص ،1989 )حمدان، ال التي المجتمعات حياة طرائق في األثنولوجيا علم ويبحث

تاريخ يعود التي المجتمعات أو الحاضر، عصرنا في موجودة تزال تكون تكاد سجالت عنه لدينا وتتوافر قريب، عهد إلى انقراضها

يطلق التي وهي الحياة، في الخاصة طريقته مجتمع كاملة. فلكل مفهوم ". ويعد " الثقافة مصطلح األنثروبولوجيون العلماء عليها

األثنولوجي. الباحث معها يتعامل التي األدوات أهم من الثقافة( 25 ص ،1967 )لينتون،

التحليل عمليتي تعتمد أنها األثنولوجيا، ميزات ومن بينما واحدة، ثقافة دراسة في التحليل عملية فتكون ، والمقارنة

أكثر. وتدرس أو ثقافتين دراسة في المقارنة عملية تكون إليها التعرف يمكن )المعاصرة( والتي الحية الثقافات األثنولوجيا

)البائدة( المنقرضة الثقافات تدرس كما أهلها، بين بالعيش إلى المدونة. وتهتم والوثائق المكتوبة األثرية مخلفاتها بواسطة

في البحث خالل من الثقافي التغيير ظاهرة بدراسة ذلك، جانب (30 ص ،1977 .) وصفي، وتطورها الثقافات تاريخ

اهتماما يلقى الثقافية، األنثروبولوجيا من الفرع هذا كان وقد قليال علماء بعض قام حيث األخرى، األنثروبولوجية للفروع قياسا تؤثر التي الطرائق بدراسة العشرين، القرن في األنثروبولوجيا

األشخاص سلوك في المحدودة االجتماعية المفاهيم خاللها من تحيا زالت ما التي للشعوب اإلنسانية الحياة ومعرفة وأمزجتهم،

: أستراليا في تعيش التي الشعوب تلك سيما وال بسيطة، حياة. آسيا في المناطق بعض وفي وأفريقيا، الجنوبية وأمريكا

يقصرون جدا، قريب عهد وإلى األثنولوجيا، علماء وكان الثقافية. للمجتمعات واإلنسانية االجتماعية الظواهر في أبحاثهم من حلقة أو للثقافة، ناقل مجرد أنه لو كما الفرد يعتبرون وكانوا

الواحدة تستبدل أن يمكن التي المتماثلة الوحدات من سلسلة أن العلماء لهؤالء تبين عديدة، دراسات وبعد بأخرى. ولكن، منها

والمجتمعات األفراد باختالف تختلف الشخصية، المعايير( 66 ص ،1985 والثقافات. )ناصر،

-94-

والعلماء األثنولوجية، األبحاث لتطور األولى البدايات فمنذ تطور معينة، مجتمعات تجعل التي األسباب اكتشاف يحاولون

من مختلفة تجديدات تنبذ أو وتتقبل بها، خاصة اهتمام محاور وكذلك نفعية، عوامل أية على ينطوي ال أنه يبدو الذي النوع

منتظمة بصورة – تعكس المتنوعة الثقافات تجعل التي األسباب االعتقاد تطورها. وساد في مختلفة اتجاهات – أن الزمن من حينا

أن غير عارضة، تاريخية وقائع إلى عزوها يمكن الظاهرات هذه إلى يستند ال الذي الجدلي االفتراض من ضرب هي النظرية هذه( 32 ص ،1967 دليل. )لينتون، أو برهان أي

)أثنوجرافيا( يطلق مصطلح أن على العلماء معظم ويتفق معين، مجتمع في ما ثقافة وصف إلى تعمد التي الدراسة على بين تجمع التي الدراسات )أثنولوجيا( على مصطلح يطلق بينما

المقارنات تلك من يهدف والمقارنة. فاألثنولوجي الوصف التغيير ولظاهرة اإلنسانية، للعادات عامة قوانين إلى الوصول يهدف كما المختلفة، الثقافات بين االتصال وآثار الثقافي

األثنولوجي أو مجموعات ضمن الثقافات تصنيف إلى أيضا ،1971 )معايير( معينة. )وصفي، مقاييس أساس على أشكال،

( 25 ص في هي األثنولوجي، للعالم النهائية األهداف أن يعني وهذا .. فكل االقتصاد وعالم االجتماع عالم ألهداف مماثلة األساس،

المجتمعات تعمل كيف يفهم أن يحاول هؤالء، من عالم يتوصل أن يحاول كما الثقافات؟ تتغير ولماذا وكيف والثقافات؟

الدارج المصطلح " بحسب " قوانين أو معينة، تعميمات إلى التحكم بقصد األحداث، سير باتجاه التنبؤ في لتساعده للمفهوم،

(27 ص ،1967 النهاية. )لينتون، في به الثقافية الظواهر تدرس األثنولوجيا بأن القول كان فإذا لثقافات تاريخية زمانية مقارنة دراسة أي رأسية، دراسة

عبر ومقارنتها وتطورها الثقافات تلك دراسة متابعة مع الماضي، أفقية دراسة الثقافية الظواهر تدرس األثنوجرافيا فإن التاريخ، في مقارنة دراسة األثنولوجيا تكون وهكذا المكان، محددة

المكان. في مقارنة دراسة األثنوجرافيا تكون بينما الزمان، ،1973 )اسماعيل،

( 26 ص األثنولوجيا، وعلم االجتماع علم بين االحتكاك نتائج من وكان

خاصة قيمة ذات أنها ثبت جديدة بأساليب االجتماع علم تزود أن الحديثة المجتمعات بدراسة يعنى الذي االجتماعي، للباحث

مجال وسع العلمين بين االحتكاك أن ذلك، إلى الصغيرة. أضف النظرية. صيغه بعض تغير إلى بالتالي وأدى االجتماع، علم

(32 ص ،1967 )لينتون، وشكلت ، الثانية العالمية الحرب بعد األثنولوجيا تبلورت لقد

على المعاصرة. وساعد باألنثروبولوجيا إليه اإلشارة يمكن ما البلدان في األنثوبولوجيين عدد ازدياد ودعمه، االتجاه هذا

-95-

المهنة هذه كانت إن بعد النامية، الغربيين. الباحثين على وقفا المجتمعات على دراستها مجال تقصر األثنولوجيا تعد ولم

وإنما الغربية، غير الثقافات ذات المحلية أو الحجم، الصغيرة كلها، والمجتمعات الثقافات تشمل بحيث مجالها لتوسيع اتجهت( 36 ص ،1986 وموقعها. )فهيم، حجمها اختالف وعلى

القرن في األثنولوجيا به اتصفت الذي التنوع هذا أن غير وهذا الدراسات، في التضارب بعض حدوث إلى أدى العشرين،

تمسكها على عالوة األكاديمي، االستقرار من الكثير أفقدها ما األمر علمية، نظريات إلى توصلها من أكثر المنهجية بالنواحي

الثقافات دراسة كيفية حول التساؤالت من العديد أثار الذي المعاصر اإلنسان بقضايا وصلتها وعلميتها، اإلنسانية

**

-96-

ومراجعـه الفصل مصـادر ،46 العربي كتاب المعرفة، إلى ( الطريق2001) حامد زيد، أبو-

. الكويت العربي، مجلـة منشأة العامة، ( األنثروبولوجيا1973) محمد قباري اسماعيل،-

. باالسكندرية المعارف العامة، األنثروبولوجيا في ( مقدمة1977) هاري هويجرا، ؛ رالف بيلز،-

. القاهرة المصرية، النهضة دار وآخرون، الجوهري : محمد ترجمة دار المعاصرة، االجتماعية ( الثقافات1989) زياد محمد حمدان،-

. عمان الحديثة، التربية المجال في ( األنثروبولوجيا1988) الحميد عبد حسين رشوان،-

. االسكندرية النظري، المصرية، النهضة مكتبة ( األنثروبولوجيا،1958) ابراهيم زرقانة،-

. القاهرة : ترجمة البنيوية، ( األنثروبولوجيا1977) ليفي كلود ستروس،-

. دمشق الثقافة، وزارة صالح، مصطفى تاريخ في فصول – األنثروبولوجيا ( قصة1986) حسين فهيم،-

. الكويت (،198) المعرفة عالم اإلنسان، سليم، : شاكر ترجمة المرآة، في ( اإلنسان1964) كاليد كلوكهون،-

. بغداد. الالذقية الحوار، دار الثقافة، ( سوسيولوجية1987) الطاهر لبيب،- : ترجمة الحديث، العالم وأزمة ( األنثروبولوجيا1967) رالف لينتون،-

. بيروت العصرية، المكتبة الناشف، الملك عبد الثقافي اإلنسان علم – الثقافية ( األنثروبولوجيا1985) ابراهيم ناصر،-

عمان. -، الثقافية، األنثروبولوجيا ( أسس1974) ميلفيل. ج هرسكوفيتز،-

. دمشق الثقافة، وزارة النفاخ، : رباح ترجمة العربية، النهضة دار الثقافية، ( األنثروبولوجيا1971) عاطف وصفي،-

بيروت. بمصر. المعارف دار والشخصية، ( الثقافة1977) عاطف وصفي،-

- Barnouw , V. (1972) Cultural Anthropology , Home wood Illinois, Irwen Inc .

***

-97-

الخامس الفصل

االجتماعية األنثروبولوجيا

Sociology Anthropology

االجتماعية األنثروبولوجيا أوال-تعريف االجتماعية األنثروبولوجيا ثانيا- نشأة

وتطورهااالجتماعية األنثربولوجيا ثالثا-أهداف

االجتماعية لألبنية نماذج -تحديد1 النظم بين والترابط التداخل مظاهر -تحديد2

االجتماعية االجتماعي التغيير عمليات -تحديد3

-98-

االجتماعية- األنثروبولوجيا تعريف أوال السلوك : دراسة بأنها االجتماعية األنثروبولوجيا تعرف كالعائلة، اجتماعية نظم شكل العادة في يتخذ الذي االجتماعي

القانونية، واإلجراءات السياسي، والتنظيم القرابة، ونسق النظم هذه بين العالقة تدرس وغيرها. كما الدينية، والعبادات

التاريخية، المجتمعات في أو المعاصرة تالمجتمعا في سواء معها يمكن النوع، هذا من مناسبة معلومات عنها لدينا يوجد التي

( 13ص ،1975 الدراسات. )بريتشارد، هذه بمثل القيام نميز أن وأعماله، اإلنسان دراسة في الضروري فمن ولذلك،

– لها. فالثقافة " المرافقة " مجتمع " وعبارة " ثقافة عبارة بين فهو المجتمع أما ما، شعب حياة طريقة هي – تعريفاتها في كما

ويتبعون بينهم فيما يتفاعلون األفراد، من لعدد منظم تكتل أناس، من مؤلف : المجتمع أبسط .. وبعبارة معينة حياة طريقة

. ثقافتهم هي سلوكهم وطريقة أدوات االجتماعية، واألنظمة المؤسسات تصنيفات تعد وهنا

للعالقات بالنسبة التعميمات أن كما الوصفية، لألغراض نافعة في تساعد والمؤسسات، النماذج بين والمتبادلة المتداخلة

وغامضة، مشوشة تبدو أوضاع وسط النظام من نوع إلى االهتداء الوقت االجتماعية. وفي للعمليات الحقيقي الفهم زيادة وفي يؤلف الذي الكلي النسق دراسة على الفهم هذا يعتمد ذاته،

االجتماعي النظام عناصر ثالثة النسق هذا منه. ويضم جزءا والبيئة المجتمع، يؤلفون الذين األفراد : شخصيات هي متميزة، معها، وثقافته حياته يكيف أن المجتمع على يتعين التي الطبيعية للمعيشة، الالزمة الفنية الوسائل من الكاملة المجموعة وأخيرا

إلى جيل من نقلها طريق عن المجتمع بقاء استمرار تضمن التي (357 ص ،1964 جيل. )لينتون،

اإلنسان بين الشكل هذا على نفصل أن يمكن هل ولكن، السلوك أليس ثقافة؟ ذي كمخلوق واإلنسان اجتماعي، كحيوان

الواقع في االجتماعي الكبرى الحقيقة أن نر ألم ثقافيا؟ سلوكا مثل هي مما أكثر نفسه اإلنسان هي ، اإلنسان دراسة في

عن نجمت التي المادية األشياء حتى أو نظمه، أو اإلنسان "؟ " مجتمعات نسميها بتكتالت ارتباطه

األنثروبولوجي التقني التعبير هو إذن، االجتماعي فالنظام اإلنسانية، الجماعة حياة في األساسي المظهر على يدل الذي تؤلف التي النظم يشمل وهو سواء جميعها، السلوك ألنواع إطارا كان (21-20 ص ،1974 اجتماعيا. )هرسكوفيتز، أو فرديا

-99-

بأدوات اإلنسان زودتا المنظمة، االجتماعية والحياة اللغة إن تراثها على والمحافظة التعقيد، من بلغت مهما الثقافات، لنقل

االجتماعية الحياة إيجابية. وعملت غير بصورة جعل على أيضا تحتاج ما ثروته في يفوق اجتماعي، إرث إلى حاجة يف اإلنسان

البشرية، المجتمعات على المحافظة الحيوانات. وتمت إليه هي المجتمعات، كانت .. ولذا األفراد من متالحقة أجيال بتدريب (119 ص ،1964 الثقافة. )لينتون، حصيلة نفسها،

إلى االجتماعية األنثروبولوجيا دراسة تهدف ذلك، على وبناء المجتمعات في سواء النظم، هذه بين المتبادلة العالقات تحديد

في أو والفكرية، المادية آثارها خالل من تدرس التي القديمة المالحظة خالل من تدرس التي والمعاصرة، الحديثة المجتمعات

والعامة. الخاصة وتفاعالتها لمنجزاتها المباشرةوتطورها- االجتماعية األنثروبولوجيا نشأة ثانيا

االجتماعية واألنثروبولوجيا عامة، األنثروبولوجيا اهتمام يعد المستويات وعلى اإلنسانية، المجتمعات بدراسة خاصة،

كافة، الحضارية منطلقا األنثروبولوجيا علم فلسفة من أساسيا إلى المحلية، المجتمعات حياة أساليب دراسة سيما وال وأهدافها،

واللهجات اللغات ودراسات التاريخ، قبل ما دراسات جانب / اإلنسانية العلوم من األنثروبولوجيا يميز ما .. وهذا المحلية

. االجتماع علم سيما وال األخرى، االجتماعية حديث علم بأنه االجتماعية األنثروبولوجيا علم ويوصف

استخدم حداثة. فقد االجتماعية العلوم أكثر من بل ال العهد،/ عام في األولى االجتماعية( للمرة )االنثروبولوجيا مصطلح

/ السيد بريطانيا في ليفربول جامعة كرمت / عندما1980األستاذ. لقب فريزر/ ومنحته جيمس

الجانب يدرس الذي العلم هذا حداثة على يدل ومما الذي االختالف ذلك االجتماعية، البنى من / التطبيقي، الطبيعي

يزال ما : التسمية هذه حول االجتماع علماء بين قائما هذا حداثة من الرغم على (. ولكن االجتماعية )األنثروبولوجيا

وتطوره نشوئه في أسهمت متعددة بمراحل مر فقد العلم، بعيد، حد إلى عناصره واستكمال عشر الثامن القرن من بدءا

الحاضر. الوقت وحتى

عشر_ :1 الثامن القرن حول عشر الثامن القرن في أجريت التي الدراسات تعد

أهم من فيها، السائدة القيم وأنساق االجتماعية، األبنية االجتماعية. وكان األنثروبولوجيا لظهور مهدت التي الدراسات

/ / مونتسيكو ألفه " الذي القوانين " روح كتاب مقدمتها في وما البشري المجتمع أن فيه أكد والذي الفرنسي، االجتماع عالم فهم يمكن ال بحيث مترابطة، نظم مجموع من يتكون به، يحيط

الشعوب، من شعب أي عند القوانين التي العالقات درست إذا إال

-100-

االقتصادية، والحياة البيئة فيها بما ذاك، أو النظام هذا تحكم الفيلسوف ميز حيث السائدة، واألخالق والمعتقدات والسكان على القيمي، والنظام االجتماعي البناء /مونتسيكو/ بين الفرسي

به، يحيط وما ذاته المجتمع أن بينهما. وأوضح العالقة من الرغم ببعض بعضها يرتبط نظم من يتكون ال وبالتالي وظيفيا، ارتباطا الشعوب، من شعب أي لدى العام القانون فهم يمكن إذا إال تلك عالقة دراسة ثم ومن كلها، القوانين هذه بين العالقات درسنا

السكان وعدد االقتصادية، والحياة الطبيعية بالبيئة القوانين .) الجباوي، سائدة كانت التي أو السائدة والتقاليد واألعراف

(101ص ،1982 يعد أيضا، الفرنسي االجتماع / عالم سيمون / سان ولكن

علم إنشاء واقترح للمجتمع، علم إنشاء ضرورة رأى من أول ال االجتماع علماء مهمة أن االجتماعية. واعتبر للعالقات وضعي فحسب، االجتماعية والتصورات المفاهيم دراسة على تقتصرتعززها. التي والحقائق الوقائع تحليل تشمل أن يجب وإنما

يقصد / لم كان/ سيمون وإذا / علم إنشاء تماما يدرس خاص علم إيجاد قصد االجتماعية/ وإنما األنثروبولوجيا

تحقق ذلك فإن موضوعية، دراسة وعالقاتها االجتماعية النظم / . كونت / أوغست تلميذه بجهود فعال دراسات ظهرت فقد إنكلترا، في .. أما فرنسا في هذا / دافيد أبحاث سيما وال االجتماعية، األنثروبولوجيا لعلم تمهيدية

أنه على إنساني مجتمع كل إلى نظر سميث/ حيث وآدم هيوم طريق عن وليس البشرية، الطبيعة من ينشأ طبيعي نسق

الطبيعية : األخالق مثل جديدة، مفاهيم انتشرت التعاقد. ولذلك إنساني( ظاهرة مجتمع )أي المجتمع الطبيعي. واعتبر والدين

عند واالستقرائي، التجريبي المنهج استخدام من بد ال طبيعية، دراسته . / الفلسفية العقلية المناهج من بدال

بالمجتمع االهتمام بوادر التمهيدية المرحلة هذه في وظهرت البدائي، والمتاحف لآلثار االستكشاف رحالت على اعتمادا

أنه على البدائي اإلنسان إلى نظر المختلفة. وقد والمصادر مع كلية .. يتناقض سلوكاته في وهمجي مجتمعه، في متوحش

كتبه ما ذلك، على مثال والمتقدم. وخير المتمدن المجتمع إنسان أصدر حيث أمريكا، في الحمر الهنود / عن لوك / جون أحكاما. البدائية الشعوب هذه عن دقيقة، وغير عامة

مهما وفالسفته، عشر الثامن القرن علماء إن والخالصة، دراسة علم لظهور أساسي بشكل مهدوا آراؤهم، تكن

بالنظم الهتمامهم نتيجة وذلك االجتماعية، األنثروبولوجيا اإلنسانية المجتمعات واعتبارهم جهة، من االجتماعية أنساقا

أن يجب أخرى جهة البشرية( من )الطبيعة إطار في طبيعية، دراسات أن من الرغم على التجريبية، المناهج خالل من تدرس تعتمد وكانت المناهج، هذه طبيعة عن بعيدة كانت المعنيين هؤالء(. )الشكلي الصوري التحليل على

-101-

عشر- :2 التاسع القرن نشوء فترة عشر، التاسع القرن من الثاني النصف يعد

صدور ذلك في أسهم .. وقد به معترف كعلم األنثروبولوجيا وحددت العلم هذا في بحثت التي والكتب الدراسات من العديد

وماكلينان( )تايلور من كل مؤلفات سيما وال األساسية، معالمه بجمع هؤالء اهتم حيث سويسرا، )بافوفين( في و إنكلترا، في

منهجية بصورة وأبرزوها البدائية، الشعوب عن المعلومات األبنية حدود وفي االجتماعية، النظم دراسة خالل من منظمة،

وعلم الفلسفة حدود في وليس المجتمعات، لهذه االجتماعيةاالجتماعية. األنثروبولوجيا علم أسس بذلك النفس. فوضعوا

بعض في المحارم زواج : تحريم / مثال / ماكلينان فسر فقد (، األكسوجامي الزواج )نظام البدائية المجتمعات هذه استنادا المجتمعات، بتلك خاصة عقائد أو اجتماعية ظواهر إلى رافضا

الزواج طريقة أن نفسية. كما أو بيولوجية أسباب إلى إرجاعه نظريات إلى تستند لم العروس، خطف عملية في تتمثل التي

الماضي من مترسبة عادات إلى ترجع وإنما فلسفية، أو نفسية(82 ،1979 واالغتصاب. )لطفي، السبي ممارسة في

التاسع القرن في االجتماعية األنثروبولوجيا رواد يكن ولم أقوال على اعتمدوا بل الميدانية، الدراسات يستخدمون عشر،

هذه تعد .. ولذلك، اإلدارة ورجال والمستكشفين الرحالة ألن ونضجه، كماله فترة وليست العلم، هذا نشوء فترة المرحلة

لتكامل األساسية الركائز من تعد / التطبيقية الميدانية الدراسات. ومنهجيته بطبيعته العلم، هذا

: هما متداخلتين، مدرستين بظهور المرحلة هذه تميزت وقد العالم أن إلى تداخلهما والتطورية. ويعود النشوئية

عملية بتفسير يقوم عندما االجتماعي العالم أو األنثروبولوجي، أن بد ال الحاضر، إلى الماضي من اجتماعي، نظام أي في التطور

المجتمعات إلى بالعودة وذلك النظام، هذا نشأة تحديد إلى يعمد تمثل باعتبارها وعالقاتها، صفاتها واستخالص لدراستها البدائية. البشري للجنس المبكر التاريخ

اإلباحية حيث وتطورها( من األسرة : )نشأة ذلك مثال الزوجات وتعدد الجنسية، الزوجة. وكذلك وحدانية إلى وصوال الشعوب إلى العودة األب. وهذه إلى ثم ومن األم إلى االنتساب سائر تشمل بل فحسب، األنثروبولوجيا على تقتصر ال البدائية،

. اإلنسانية بالعلوم الخاصة المعرفة فروع تايلور/ / إدوارد مقدمتهم وفي المدرسة، هذه رواد تأثر وقد ،ةالبشري للكائنات الطبيعية الحياة تطور في / داروين، بنظرية الحضارة في المركبة العناصر أن إلى النظرية هذه وتستند

األشياء إلى البسيطة األشياء من باستمرار تتطور اإلنسانية،االجتماعية. النظم تطور على ينسحب ما وهذا المعقدة،

المثقفين عامة أذهان في األقل / على / داروين اسم ويرتبط فكرة متحديا التطور بنظرية نادى الذي الرجل بأنه العالم، في

-102-

القردة من البشر بانحدار القول حد إلى ذلك في وذهب الخلق، أكثر الحقيقة العليا. ولكن / األستاذ تعبير حسب ذلك، من تعقيدا

إذ النظرية، تلك مؤسس هو داروين يكن /. فلم بوكر كريستوفر أن يرون كانوا الذين الطبيعيين العلماء من كبير عدد إليها سبقه أي بسيط، واحد شكل على كلها تطورت المختلفة، الحياة صور

تخلق لم األشكال هذه أن خلقا مستقال عن منها كل ومتميزا. اآلخر

" عن داروين كتاب ظهور قبل األفكار هذه انتشرت وقد / فعله ما كل األقل. وكان على سنة " بسبعين األنواع أصل

المبعثرة واآلراء األفكار تلك عبتجمي قام أنه هو داروين، محاولة من كبير قدر فيها منهجية، بطريقة وتحليلها والمتناثرة،

توطيد " في األنواع " أصل كتاب ساعد هنا والتعمق. ومن الفهم الكتاب أن هو ذلك، من األهم وترسيخها. ولكن التطور فكرة التطور، فيها حدث التي الطريقة عن متماسكة نظرية يقدم

" الذي الطبيعي " االنتخاب عن الشهير مبدأه ذلك في ووضع اآلخر بعضها واختفاء ، الحياة في األنواع بعض استمرار به فسرالحياة. اجل من وصراعها الكبرى معركتها في

األصل، في بيولوجي مبدأ أنه من الرغم وعلى كان أنه إال كروبر/ / ألفريد األستاذ يقول ذلك لألنثروبولوجيين. وفي مفيدا هناك : " إن المعاصرين األنثروبولوجيا علماء أكبر من وهو نوعا داروين به أسهم الذي المحدود اإلسهام بين التناسب عدم من الطبيعي االنتخاب مبدأ وضع في ينحصر والذي العلم، في

المبدأ تأسيس تركه يالذ الهائل التأثير ذلك كل وبين وتجسيده، القرن علماء المبدأ هذا دفع ". فقد الكلي العلم على البيولوجي

بذلك األشياء. وظهرت أصول عن البحث إلى عشر، التاسع المجتمع وأصل الحضارة، وأصل اللغة أصل تتناول كثيرة كتابات

بها تناول التي نفسها بالطريقة ذلك إلى وما والدين، والعائلة (24-23 ،2001 زيد، األنواع. )أبو أصل مشكلة داروين

: معينة موضوعات على التطوريون، العلماء ركز ولذلك البدائية الحضارات أن واعتبروا والنسب، والعائلة، كالدين

االجتماعي التطور مراحل على دالة شواهد تمثل المعاصرة،. المتقدمة الحالية الحضارة بها مرت التي

العصور في التطور دراسة في قابلتهم، صعوبات ثمة ولكن دراسة إلى فعمدوا التاريخ، قبل ما عصور سيما وال جدا، القديمة

نظريتهم. ) إثبات أجل من واالفتراض التخمين أو اآلثار علمNicholson , 1968, p.7 )

استكمل عشر، التاسع القرن من األخير الربع وفي األنثروبوجيا لعلم األساسية العناصر وضع األنثروبولوجيون

على البشرية المجتمعات بتصنيف بعضهم قام عندما االجتماعية، فحسب. ثقافاتها أسس على وليس االجتماعية، أبنيتها أسس األنواع عن االجتماعية األنثروبولوجيا تميز إلى أدى ما وهذا

يختص بالتالي، موضوعها وأصبح األخرى، األنثروبولوجية

-103-

. الثقافية بالظواهر وليس االجتماعية بالعالقات إلى األنثروبولوجيا دراسة منهج امتد ذلك، إلى واستنادا

العالم بها قام التي الدراسة الميدانية. واعتبرت الدراسات بعثة )تورليس( مع مضائق منطقة /على / هادون االنكيزي

االجتماعية، األنثروبولوجيا تاريخ في أساسية تحول نقطة علمية،: أساسيين أمرين رسخت حيث

علم أنها على االجتماعية، األنثروبولوجيا إلى النظر: أولهما. كامل تخصص إلى يحتاج الميدانية الدراسة اعتمادوثانيهما: منهجا هذا في رئيسيا

. العلم بعض دراسة / هادون/ في / سبقا بواز و / مورغان أن ومع

/ استطاع فقد األسكيمو، قبائل وبعض الحمر، الهنود قبائل االجتماعية، األنثروبولوجيا منهج أساسيات يحدد / أن هادون

تخلوا بعدما الجديد، العلم هذا ميدان إلى العلماء بعض ويجذب األنثروبولوجيا أئمة من وأصبحوا األصلية اختصاصاتهم عن

/ ريفر/ الذي : العالم أمثال من العشرين، القرن في االجتماعية كان كان / الذي / سليجمان والعالم النفس، علم في متخصصا عن تخلى / نفسه، / هادون أن األمراض. بل علم في متخصصا

إلى البحرية( وتحول )الحيوانات في األصلي تخصصه( 96 ص ،1979 .) لطفي، االجتماعية األنثروبولوجيا

األنثربولوجيا نشأة عشر التاسع القرن مثل وهكذا، من الكثير إلى وتحتاج ناضجة غير صورتها كانت وإن االجتماعية،

بدأت حيث قصيرة، ليست الوقت من ولفترة العلماء جهود والنصف القرن هذا نهاية في وتزدهر تستكمل صورتها عناصرالعشرين. القرن من األول

العشرون- :3 القرن مرحلة إلى العشرين القرن بداية مع األنثروبولوجيا وصلت

سيما وال للمجتمعات، االجتماعية البنى بدراسة التخصص وفي الميدانية، الدراسات ازدادت حيث القديمة، المجتمعات

/ على براون / رادكيف األنكليزي بها قام التي الدراسة مقدمتها لفحص األولى المحاولة اعتبرت والتي البنغال، خليج سكان

/ دراسة بدائي. وكذلك مجتمع إلى بالعودة االجتماعية النظريات سنوات، أربع )التروبوبرياند( لمدة جزر / لسكان مالينوفسكي

أول بذلك الجزر. فكان هذه أهالي لغة فيها واستخدم االجتماعية، وعالقاتهم الناس حياة فهم من يتمكن أنثروبولوجي

. االجتماعية مدلوالتها وتحليل وتقاليدهم، عاداتهم تتبع خالل من الباحثون عكف القرن، هذا من األول الربع فخالل

أجل من إليها يحتاجون التي الوثائق جمع على األنثروبولوجيون أن المختلفة. ويالحظ الثقافات بين االقتباس ظاهرة إثبات

األنثروبولوجية، الطريقة تاريخ نظر وجهة من التاريخي، العامل المحاوالت في حتى المجتمعات، دراسة في الصدارة مكان احتل

-104-

االحتكاك عن الناجمة الثقافي، االنتشار ظاهرة إلثبات المبذولة يدركون كانوا الباحثين، هؤالء أن إلى ذلك الشعوب. ويعود بين الدينامية. الثقافية العوامل فهم في التاريخية البيانات أهمية جيدا

(259 ص ،1967 )لينتون، أصبحت فقد العشرين، القرن من الثاني الربع في أما

الجامعات في تدرس مستقلة فروع االجتماعية لألنثروبولوجيا تطبيق .. وانتشر البريطانية الجامعات في سيما وال األوروبية،

/ الذي / مالينوفسكي علم لتأثير نتيجة الميدانية الدراسة منهج القيام على األنثروبولوجيين بتدريب ،1924 عام منذ بدأ

. الميدانية بالدراسات األنثروبولوجيا معهد / تنظيم / براون أعاد ،1937 عام وفي

/ مالينوسكي جهود مناهجه. وبفضل وطور أكسفورد، جامعة في الدراسات في الخبرة ذوي من / وتالمذتهما وبراون

مجتمعات على متعددة دراسات أجريت الميدانية، األنثروبولوجية (، والسياسة والطقوس القرابة نظم )دراسة أفريقيا في صغيرة عنه تصدر أكسفورد، جامعة في األفريقي الدولي المعهد وأحدث

. االجتماعية األنثروبولوجيا علم في متخصصة مجلة في المتقدمة، دراساتها االجتماعية األنثروبولوجيا وتابعت

العشرين، القرن من الثاني النصف هذه اتساع إلى أدى مما األنثروبولوجيا بين التقارب إلى وبالتالي وازدهارها، الدراسات المنهج تطبيق اعتماد .. وتم الثقافية واألنثروبولوجيا االجتماعية التجريبي باحث كل يستند حيث المقارن، المنهج من بدال

دراسة نتائج إلى – التجريبي المنهج تطبيق في – أنثروبولوجي هذه صحة من بالتأكد بدوره ويقوم معين، لمجتمع آخر باحث تصبح أخرى. وبذلك، مجتمعات بدراسة قيامه خالل من النتائج

عليها المتفق الفرضيات معارف أو األمر، نهاية في عامة مبادئا من عزز ما .. وهذا االجتماعية األنثروبولوجيا مجال في متداولة

. الحديث العصر في األنثروبولوجيا علم

االجتماعية- األنثروبولوجيا أهداف ثالثا

االجتماعية : لألبنية عالية نماذج تحديد لألبنية والنماذج التصنيفات من نوع إلى التوصل إن

يعد االجتماعية، أمرا على العلماء اتفاق عدم إلى بالنظر صعبا لمفاهيم عالمية مصطلحات وجود ولعدم جهة، من النماذج هذه

إلى باإلضافة أخرى. هذا جهة من االجتماعية األنثروبولوجيا الدراسات وجود عدم في تتمثل التي األساسية، المشكلة من الرغم على جميعها، اإلنسانية للمجتمعات الشاملة الميدانية. الهدف ذلك إلى الوصول العلماء من الكثير محاوالت

تطوير بإمكانية يتمتع – المخلوقات بين -من وحده فاإلنسان ومؤسساته نظمه وأن بالتعلم، ونقله المكتسب هسلوك

-105-

به تتصف مما أكبر التعقيد من وبدرجة بالتنوع تتصف االجتماعية،. الحيوان أنواع من آخر نوع ألي االجتماعية األشكال

حول أبحاث من يجرى لما المنطقي المنطلق أن نجد ولذلك منها كل واعتبار معينة اجتماعية أنظمة دراسة هو المجتمع،

اعتبار الشيء، بعض المشكلة يسهل متكاملة. ومما وحدة تجاهل من ذلك يمكننا إذ المجتمعات، عن متميزة كيانات األنظمة النظام، نماذج عن التعبير في الفردية لالختالفات الواسع المدى

أن .بيد المتبادلة وعالقاتها نفسها النماذج على التركيز ومن هي للباحث مهمة وأول الكفاية، فيه بما معقدة تظل المشكلةوطبيعتها. النماذج من التحقق كله، االجتماعي النظام باحث يرسمها التي الصورة إن الداخلة النماذج من أي واحدة، واحدة يجمعها عناصر من يتكون

تكيفها عن لديه تتجمع التي المالحظات ومن النظام، تركيب في الناس ممارسة أثناء في لـه تتكشف كما المتبادلة، وعالقاتها

يساعد أن مجتمع، أي في العادي العضو يستطيع لها. وال الفعلية تنظم التي النماذج أن يدرك أحد من ما إذ العمل، هذا في الباحث

تشكل االجتماعية، التفاعالت نظاما التي المجتمعات حالة في إال الصين في تكالمجتمعا والتزمت، التعقيد من عالية درجة بلغت الحديثة. )لينتون، وأوروبا القديمة، العصور في اإلغريق وبالد

( 346-345 ص ،1964 اإلنسان كان ولما بواسطة أمثاله مع التفاهم على قادرا أن استطاع الذي وحده فهو والمفاهيم، الرمزية اللغة أشكال

يوجد كبنيان األساسية االجتماعية المباني من تحصى ال أنواعا ما أنواع من نوع أي في الجماعة حياة إلى نظرنا األسرة. وإذا

االجتماعية مبانيها أن وجدنا الحيوانية، الكائنات من اإلنسان دون كل ألن توقعها يمكن وبالتالي اإلنسانية، المباني من رتابة أكثر جميعهم، معاصريه بين المشترك السلوك يتعلم أجيالها من جيل سبقه. )هرسكوفيتز، من كل تجارب على اإلنسان يبني بينما

(32 ص ،1974 / ثالثين براون / رادكليف العالم أنفق وقد الدراسة، في عاما االجتماعية. وبفضل لألبنية العامة النماذج بعض إلى للوصول

على عام شبه اتفاق هناك أصبح آخرين، علماء وجهود جهوده - مثال: ) العشيرة االجتماعي، للبناء األساسية النماذج بعض

المجتمع( .– األمة – - الدولة القبيلة في الرئيسة، األسرية األشكال تحديد العلماء هؤالء واستطاع

إلى الوصول نحو هامة خطوة ذلك اإلنسانية. ويعد المجتمعات في الملحوظ التنوع ذلك عليها يترتب التي االجتماعية، القوانين

عليه أطلق وما المختلفة، االجتماعية األبنية : اصطالحا(. المورفولوجية )الدراسات

-106-

بين- 2 والترابط التداخل مظاهر تحديداالجتماعية : النظم

الدراسات في / المتكامل الكلي المنهج استخدام أهمية تبدو تحديد في يتمثل الذي الهدف ذلك تحقيق في األنثروبولوجية،

البناء نطاق في تدخل التي االجتماعية، النظم بين المتبادل التأثير ال إذ الهدف، بهذا اليوم، العلماء الواحد. ويهتم االجتماعي

الجانب على األنثروبولوجية الدراسة اقتصار على يوافقون الوظائف عن للكشف التحليل من بد ال وإنما فحسب، الوصفي

المتبادل التأثير تحديد طريق عن االجتماعية، للنظم االجتماعيةبينها. فيما

يطلق حيث الموضوع، هذا عن كثيرة أمثلة عرضت وقد ذلك تحقيق إلى ترمي التي الدراسة / على / براون العالم الهدف : )الدراسة اصطالحا عن لها الفيزيولوجية( تمييزا

(. المورفولوجية )الدراسات السابق بالهدف الخاصة الدراسات فلسفية مشكلة هي االجتماعية، األنظمة حقيقة مشكلة إن

النماذج مركب أن هو األمر في عملية. والمهم مشكلة منها أكثر بعض مع بعضها تتكيف التي االجتماعية تكيفا ما _ وهو متبادال

بارتباط ويعمل يتطور – االجتماعي بالنظام تسميته على اصطلح مع تتكيف أن يجب النماذج وأن الثقافة، عناصر سائر مع مستمر

النسق هذا الكلي المجموع بعض. أما مع بعضها تتكيف كما تماما الطبيعية البيئة مع أيضا، بدوره يتكيف أن فيجب للثقافة،

للسيطرة ومتنوعة كثيرة وسائل يطور قد اإلنسان ألن للمجتمع، يستطيع ال ولكنه واستغاللها، ةالبيئ على . أثرها من يتحرر أن أبدا

من جزء هو اجتماعي، نظام كل : إن القول يمكن ولذلك، أوسع متكاملة، متناسقة وحدة نفسه، النظام من مداها في جدا

متشابكة فهي الوحدة، هذه منها تتكون التي العناصر أما االجتماعي، النظام فهم يمكن ومتداخلة. وال في درس إذا إال

أخرى عناصر تضم التي الكبيرة، المتناسقة بالوحدة عالقته ضوء باستمرار تفرض تظل ،1964 وعمله. )لينتون، نموه على حدودا

(348 ص -أن الوظيفية النظر وجهة من – الباحث على يكون وبذلك يلعبان أساسيين عاملين الحسبان في يأخذ دورا تبادليا وفاعال يعرفه الذي وهما: النموذج ذاك، أو االجتماعي النظام هذا في

عليه ينشأ التي والثقافة جهة، من سلوكاتهم في ويؤثر األفراد من للمجتمع الكلية الحاجات بتلبية تعنى والتي األفراد، هؤالء تؤدي أن يمكن ال االجتماعية األنظمة ألن وذلك أخرى، جهة

وظيفتها، . للثقافة الكلي المجموع من كجزء إال

االجتماعي- :3 التغيير عمليات تحديد تحديد إلى االجتماعية، األنثروبولوجية الدراسات تهدف

األبنية في تحدث والتي وعملياته، االجتماعي التغيير خصائص

-107-

المعدل أو التغيير في السريع المعدل ذات سواء االجتماعية،. البطيء المعدل أو المتوسط

الهدف، بذلك الخاصة الدراسات / أن / براون حظ ال وقد القبائلي النظام على االستعمارية الحروب أثر بدراسة اهتمت

معقدة، عملية االجتماعي التغيير وآسيا. ولكن أفريقيا في في أعمق فهي العوامل. ولذلك، ومختلفة الجوانب متعددة مختلفتين. فعملية حضارتين عناصر بين الجمع حيث من دراستها األنماط من جديدة أشكال ظهور تستلزم التطور، أو التغيير األشكال من االنتقال أيضا، تستلزم كما االجتماعية، واألبنية

(174 ص ،1995 المركبة. )وصفي، األشكال إلى البسيطة عليها يطلق والتي الحياة، في الخاصة طريقته مجتمع فلكل

مفهوم ". ويعتبر " الثقافة مصطلح األنثروبولوجيون العلماء الباحث معها يتعامل التي األدوات أهم من الثقافة

األخرى، العلمية األبحاث في الحال هي األنثروبولوجي. وكما الثقافية األنماط عن الحقائق جمع في األولى الخطوة تنحصر

بأبحاث القيام األثنولوجي، العالم من هذا ويتطلب المختلفة، من مختلفة أنوع في العمل وإلى نائية، أماكن في ميدانية

(25 ص ،1986 المجتمعات. )لينتون، )مجتمعات( تجمعات في تعيش البشرية الكائنات أن وبما

الخاصة أوضاعها مع يتالءم بما الحياة في الخاصة طرقها وتطور هنا للثقافة فإن والعامة، دورا التغيير عمليات في كبيرا

. والسلوكي الفكري االجتماعي، تحدد أن األنثروبولوجية الدراسات على يتعين هنا ومن واألبنية األنماط عن الكشف بطريقة االجتماعي، التغيير عمليات

الظواهر تطور كيفية تحديد وكذلك الجديدة، االجتماعية يتطلب مركبة.. وهذا اجتماعية ظواهر إلى البسيطة، االجتماعيةوالمعمقة. المركزة، الميدانية الدراسات

**

-108-

ومراجعه الفصل مصادر ،46 العربي كتاب المعرفة، إلى ( الطريق2001) حامد زيد، أبو-

الكويت. العربي، مجلـة : ترجمة ،5 ط االجتماعية، ( األنثربولوجيا1975) إدوارد بريتشارد،-

. االسكندرية للكتاب، العامة المصرية الهيئة زيد، أبو أحمد جامعة اإلناسة، علم – ( األنثروبولوجيا1997 /1996) علي الجباوي،-

. دمشق المعارف دار االجتماعية، ( األنثروبولوجيا1979) الحميد، عبد لطفي،-

القاهرة. بمصر، الناشف، الملك : عبد ترجمة اإلنسان، ( دراسة1964) رالف لينتون،-

بيروت. العصرية، المكتبة : ترجمة الحديث، العالم وأزمة ( األنثروبولوجيا1967) رالف لينتون،-

بيروت. العصرية، المكتبة الناشف، الملك عبد االجتماعية، األنثروبولوجيا ( أسس1974) ميليفل. ج هرسكوفيتز،-

. دمشق الثقافة، وزارة النفاخ، : رباح ترجمة. بمصر المعارف دار والشخصية، ( الثقافة1977) عاطف وصفي،-

- Nigholson , C (1968) Anthropology Development and Personality , 2 nd Ed , New York, Harper .

***

-109-

السادس الفصل

الميدانية والدراسات األنثروبولوجي المنهج

مقــدمـة

والتطبيق النظرية بين أوال- األنثروبولوجيا والميدان األنثروبولوجي ثانيا- الباحث الميداني األنثروبولوجي البحث ثالثا- طرائق

وأدواته

-110-

مقــدمـة علم يعد : هل التالي بالسؤال نبدأ أن المفيد من يكون قد

تبدو السؤال هذا عن واإلجابة )األنثروبولوجيا( علما؟ اإلنسان للعلوم ممثلون ضمنيتها. فثمة في وسلبية ظاهرها، في إيجابية

علم عضوية دون )عائقا( تحول ثغرة هناك أن )الحقيقية( يرون العالم ذلك عن تخلفه في وتتمثل العلوم، زمرة في اإلنسان(. اإلنسانية بـ)العلوم المسمى المهيب في يتمثل جميعها، العلوم عاتق على يقع الذي الواجب إن فعلم ؛ مجاالتها في الحياة تبث التي والمتغيرات الثوابت دراسة العالم. وعلم في ومكوناتها الحياة أشكال يدرس األحياء،

هذا في تنافس وثمة الالمتغيرات، دراسة على يركز االجتماع،األعراق. علم وبين بينه المجال

مهمة لـه اإلنسان، علم بأن القائلة بالفكرة نبدأ وعندما للتبرير قابلة وأنها حيوية، المهمة هذه وأن إنجازها، عليه محددة األخرى العلوم من مجال أي مستطاع في ليس وأنه عمليا،

ذاك أو القطاع هذا مؤقتا. وأن ذلك كان وإن حتى بها، االضطالع وكذا كذا فعل من تمكنه لطريقة اكتشافه يعلن األحياء، علم من

– به نرى الذي األسلوب جذري بشكل يغير ذلك - فإن ما يوما. المشكلة اإلنسان، لعلم العلمية النزعة تمييز يتم المنطلق هذا ومن

ذاته، اإلنسان علم يضعها التي الغاية بين بالعالقة يتصل فيما مهامه. ولكي ألداء طريقه في يكتسبها التي الوسائل وبين

العلمية النزعة مقارنة من بد ال المشكلة، جوهر من نقترب بغية وذلك معلومة، علمية اإلنسان( بحقيقة )علم عند المفترضة

التي النقص أوجه باألحرى أو واالختالف، التوافق أوجه تحديد ما (. وهذا )علمي نموذج مع يتوافق أن من اإلنسان علم تمنع

الفصل. هذا في مناقشته سنحاولوالتطبيق- النظرية بين األنثروبولوجيا أوال

يشبه وال علما، )األنثروبولوجيا( ليس اإلنسان علم كان إذا في النقاش فإن (، )التطبيقية الطبيعية العلوم من علم أي أبدا وبالتالي مجديا، يكون لن ألنه ينتهي ما سرعان العلم هذا طبيعة

العلمية. بالمنهجية تدعي أن لألنثربولوجيا يحق ال - كما الثقافية األنثربولوجيا عالم مخبر هو الميدان لكن

بعمله يقوم لكي األنثربولوجي يذهب حيث /، / هرسكوفيتز يقول

-111-

اختاره الذي الشعب موطن إلى إلى فيستمع للدراسة، موضوعا سلوكهم ويالحظ طقوسهم ويحضر بيوتهم، ويزور أحاديثهم

حتى حياتهم طريقة مع ويتآلف تقاليدهم، عن .. ويسألهم العادي يحلل أو ثقافتهم، عن شاملة فكرة لديه تصبح جانبا من خاصا

وجامع أثنوغرافي هذا، عمله في األنثروبولوجيا، جوانبها. فعالم من يرجع عندما أخرى، بمعلومات ويربطها يحللها للمعلومات،

علمي جانب ذلك ( وفي85 ص ،1974، .) هرسكوفيتز الميدانتطبيقي.

تشكل إذن، / التطبيقي الميداني جانبها في فاألنثروبولوجيا العملي التطبيق يدرس حيث األثنولوجيا، فروع من فرعا التي الشعوب على األنثروبولوجيا، الفنية واألساليب للمعلومات

المتحضر، اإلنسان بها يحتك والتي بسيطة، بدائية حياة تعيش االحتالل أو االستعمار طريق عن أو الدراسة، طريق عن سواء

( 360 ص ،1964 . )كلوكهون، الخارجي الميدانية، األنثروبولوجية الدراسات أن يالحظ ولذلك،

العالمية الحرب أعقاب في وازدهرت، واسع بشكل نشطت وبريطانيا )أمريكا سيما وال المستعمرة، الدول لجأت حيث الثانية

التي الشعوب على الدراسات هذه تشجيع وفرنسا( إلى األنظمة عن دقيقة معارف إلى التوصل بغية تستعمرها، تنعكس والتي الشعوب، هذه عند السائدة واالجتماعية السياسية

دينية طقوس من ذلك في بما والمعيشية، الشخصية أحوالها في. المجتمع أفراد بين تعاملية وأساليب وتقاليد، وعادات

في الحكم إدارة المستعمرة الدول على يسهل كله وهذا االقتصادية مواردها واستغالل المستعمرة، الشعوب مجتمعات

وتطويرها. تنميتها بذريعة خيراتها، ونهب / التطبيقية، الميدانية األنثروبولوجيا برزت وهكذا، علما

: المدروسة المجتمعات في أساسيين، أمرين تحقيق في يساعد

المحلي، والحكم اإلدارة عن الناتجة المشكالت حل-1. والمحلية البدائية المجتمعات في

هذه في السريع الحضاري التغيير مشكالت معالجة-2 المناسب. )ناصر، التكيف في والمساعدة المجتمعات،

(82 ص ،1985 وبحوثه ألهدافه النجاح األنثروبولوجيا عالم يحقق ولكي لدى الميدانية بأبحاثه يقوم أن التقليد جرى فقد ودراساته، للثقافة التاريخي التيار خارج تعيش )البدائية( التي الشعوب

تعرف التي المتحضرة األخرى الثقافات أو األورو- أمريكية، في واالختالف التشابه أوجه وإيجاد المقارنة بغية وذلك الكتابة،

المختلفة. اإلنسانية للثقافات التطورية التاريخية السياقات

-112-

والميدان- األنثربولوجي الباحث ثانيا ربوعها، في يعمل التي الشعوب األنثربولوجيا، عالم يدرس

الضوء تلقي التي المعلومات على منها يحصل أن يستطيع ألنه وفي وعملها، الثقافة طبيعة في الرئيسة، المشكالت على

المعلومات، التقاط من النوع االجتماعي. وبهذا اإلنسان سلوك أو المناخ : أثر مثل العامة، المشكالت بعض دراسة من نتمكن من غيرها أو الفطرية، السيكولوجية االستعدادات أو العرق

وسياق أشكالها وتنوع اإلنسان، ثقافة في المؤثرة العوامل( 86ص ،1974 تاريخها. )هرسكوفيتز،

يعني، وهذا التاريخ أحداث األنثروبولوجي الباحث يغفل أال لـه بالنسبة تعتبر التي مصدرا اإلفادة يمكنه التي للتجارب مهما للظواهر. الالشعوري الحتمي عن الكشف محاولته في منها الضروري من يصبح فإنه التاريخ، في التنبؤ إمكان لعدم ونظرا

حد وإلى التاريخية، لألحداث ومضبوط دقيق بسجل االحتفاظ " األنثروبولوجيا كتابه في / يشير /ستروس كان بعيد. وإذا

الذين هم البشر : " إن / الشهيرة / ماركس عبارة " إلى البنائية هذه فإن "، الحقيقة هذه يدركون ال ولكنهم تاريخهم، يصنعون تبرز التاريخ، تبرز التي العبارة زيد، األنثروبولوجيا. )أبو أيضا (84 ص ،2001

األخيرة السنوات في المعلومات تقصي إلى الحاجة أدت وقد األنثروبولوجيا علم مناهج استخدام زيادة إلى وجدت، أينما–

بل فحسب، البدائية ليس الشعوب، دراسة في الميدانية،. العالم من متعددة أماكن وفي ، أيضا المتعلمة والشعوب

األنثروبولوجي الباحث ينتهج ولذلك، منهجا بحثه، في محددا بياناته على للحصول واألدوات الوسائل من مجموعة ويستخدم أثنائه، وفي بالبحث القيام قبل الخطوات من مجموعة .. ويتبع

معها يتعامل أن عليه والمشكالت، الصعوبات بعض يواجه كما األول، األنثروبولوجي الباحث اهتمام مناسبة. فقدكان ببدائل تحكم التي العامة الرئيسة القوانين مالحظة على منصبا

من مجموعة وواجهته عنها، الكشف أو اإلنسانية، المجتمعات أن سيما وال كامال، بحثه إنجاز من ييأس لم لكنه الصعوبات،

ليس اإلنسانية الثقافة نموذج ،1991 سهال. )جابر، وليس بسيطا (17 ص

ذلك / الميداني، العلمي للمنهج األساسية الميزات من إن المنهجي، والنموذج النظري النموذج بين الوثيق االرتباط

الدراسات في الكمية التقنيات استخدام على بالتالي والمنطوي بين االرتباط بعيد- ذلك حد إلى – يشبه والذي األنثروبولوجية،

موضع زالت ما التي الجديدة، العلوم في والمنهج النظرية. حادة نقاشات

بميادينها األنثروبولوجية الدراسات في الهامة األسس ولكن يعايش دراسته، مكان في الباحث إقامة في تتمثل المختلفة، من يريده ما كل على ويحصل الواقع، في هي كما الجماعة

-113-

المجتمع هذا طبيعة تحدد حياة، وأنماط وعادات وقيم عالقات يرى كما – أساسية مبادىء ثمة فإن الثقافية. ولذلك، وهويته

بحثه في األنثروبولوجي إليها يستند أن بد مالينوفسكي- ال: وهي الميداني،

الميداني الباحث يكون أن-1 ملما إلماما بالمعلومات تاما واضح علمي هدف لديه يكون وأن األنثروبولوجية،

. بحثه لموضوع في )األنثروبولوجي( الميداني، الباحث يعيش أن-2

الخارجي بالعالم اتصاله ويقطع يدرسه، الذي المجتمع. يدرسها التي بالجماعة اهتمامه ويحصر تامة، بصورة

يطبق أن-3 المعلومات جمع في األساليب، من عددا طرائق يستخدم أن عليه أن وتفسيرها.. أي وتبويبها

بعض ألن الميداني، البحث طرائق من مختلفة عدة ظاهرة لدراسة تصلح أن يمكن التي الطرائق

دراسة في تطبيقها يصلح ال قد محددة، أنثروبولوجية( 83 ص ،1985 أخرى. )ناصر، ظاهرة

الحالة في فحسب، واحد عامل األنثربولوجي أن بما ولكن التي الطريقة هي دائما، ليست المثلى الطريقة فإن الميدانية،

في يدرسها التي الجماعة يأخذ إن يجب إذ استخدامها، يحسن التي هي ومخاوفها، المسبقة وأحكامها تصوراتها ألن الحسبان،

يلقى ال الذي العام الموقف الميدان. وهذا على تهيمن قد صميم من هو األنثروبولوجي، الباحث من الكافي االهتمام. فائقة بعناية دراسته تجب الذي اإلنساني العنصر

البحث مجال في عديدة لسنوات السائد االعتقاد كان وإذا وحدهم هم الراشدين األشخاص أن هو الميداني، األنثروبولوجي

فإن .. ، الثقافة عن حقيقية صور الباحث إعطاء على القادرون الثقافة، تصنعه ما هي الثقافة ألن اليوم، يصح ال االعتقاد هذا

الرجال يتخذ بأن يسمح الجماعة، لدى المقبول السلوك وتنوع سلوكا األحداث سلوك يتخذ النساء. وأن لسلوك مغايرا سلوكا يتبعها طريقة أفضل فإن .. ولذلك، الراشدين لسلوك مغايرا إلى يتحدث أن هي الثقافة، عن البحث في األنثروبولوجي العالم

من عدد أكبر ومالحظة والراشدين، واألحداث والنساء، الرجال ،1974 األوضاع. )هرسكوفيتز، من يمكن ما أكثر وفي األفراد،

(99 ص دراسته، فروع بعض في يتضمن األنثروبولوجيا، علم أن وبما

شكل هو التجريب فإن (، )األثنولوجيا في كما المقارن، المنهج التي الطرائق من نوع على يدل أنه طالما ، للمقارنة فرعي إنشاء إلى التجربة مقارنات. وتسعى إلى التوصل إلى تهدف قبل بعضها مقارنة تكون عدة، احتماالت بين منتظم اتصال

مقارنة تتم .. وباختصار، التجربة بعد اآلخر وبعضها التجربة، بإتقان، تنفيذها الطريقة تحاول التي المواقف يتصل فيما إال. ضيق نطاق على محددة بمشكلة

-114-

حقق قد )األنثروبولوجيا( الوصفي، اإلنسان علم كان وإذا تقدما يعد لم ذلك فإن نشأته، من عقود بضعة في كبيرا كافيا

النفسية وتأثيراتها وأبعادها بمظاهرها ما ثقافة لدراسة لم ما الثقافة، هذه ظل في يعيشون الذين الناس في والسلوكية،

.. الحية الواقعية، بالشواهد الوصفية الدراسات هذه تقترن يقدم لكي األنثروبولوجي، للباحث األساسية المهمات من وهذه. يدرسه الذي المجتمع عن ودقيقة علمية نتائج

بالمنهجية، الشديد التمسك يعد ذلك، على وبناء شرطا الميدانية. أبحاثه في النجاح يريد الذي لألنثروبولوجي أساسيا )األثنوغرافي األنثروبولوجي البحث في أساسية ضرورة وهناك

يتطلب الذي العلمي بالتجرد التحلي وهي (، طرحا لكل قاطعا أن اإلنسانية الثقافة في الباحث على يجب القيمة. إذ أحكام شأن ذلك في شأنه ويصفها، يدرسها الذي الشعب تقاليد يالحظ يحللها التي العناصر لفهم نفسه، يكرس الذي الكيميائي العالم األخرى. العناصر مع عالقته في منها كل سلوك وفهم

( 87 ص ،1974 )هرسكوفيتز، أن عالما، بوصفه األنثروبولوجي، على يجب وباختصار،

العلمي الباحث به يتصف ما معطياته. وهذا تجاه بالتجرد يتحلى : الباحث يتأكد أن البحث المجال هذا في .. ويجب الحقيقة عن وبالتالي آخر، شيء أي يسبق أن يجب الحقيقة عن البحث أن

لحل يوجه أن يجب األنثروبولوجية، الدراسات في اإلسهام فإن. المدروسة المجتمعات في األساسية المشكالت

نفسه يعد أن األنثروبولوجي، الباحث من يتطلب كله وهذا العلم هذا في للخوض تؤهله التي الميدانية، الدراسة لطرائق

/ االجتماعية الدراسات في تجاهله، باإلمكان يعد لم الذي البحث طرائق حول النظرية الدراسات كانت الثقافية. وإن

قليلة زالت ما الميداني، األنثروبولوجي باالهتمام قياساللمنهج. التقنية بالمشكالت

الميداني- األنثربولوجي البحث طرائق وأدواته ثالثا واألنثروبولوجيا عام، بوجه األنثروبولوجيا إسهامات أهم إن

أحد أن .. وبما البحثي منهجها في يتمثل خاص، بوجه الثقافية العالم يعرض أن هو العلمي، البحث منهج في األساسية الشروط من مجموعة على بوساطتها حصل التي الوسائل بوضوح،

الوسائل هذه نقص أسباب يتالفى أن المهم من فإن المعلومات،األنثروبولوجية. الدراسات في

في تنشأ األنثربولوجي، الباحث يواجهها التي فالصعوبة االختالف عن الميدانية، الدراسة في يتبعها التي الطرائق وصف

مختبر. فلم في يعمل الذي العالم وبين يدرسها، التي المواد بين من القليل سابقا- سوى– اإلنسانية الثقافة في الباحث لدى تكن

– بعيد حد وإلى – يتوقف نجاحه فإن ولذلك يصفها، التي األدوات

-115-

مما أكثر يجابهها، التي اإلنسانية بالحاالت تحسسه درجة على أو الموازين، أو االختبار أنابيب استعمال في مهارته على يتوقف

( 88 ص ،1974 الحاضنات. )هرسكوفيتز، األخرى، العلوم مع األنثروبولوجيا كونتها التي العالقات ولكن أدخلت والتطبيقية، اإلنسانية عنصرا النظريات على حيويا تؤدي أصبحت التي الميدانية، والتقنيات الدراسات في دورا

ووضع المشكالت فرض حيث من سيما وال األنثروبولوجية، األنثروبولوجية. المكتشفات في بفاعلية أثمرت التي التساؤالت،

سير سيما وال األنثروبولوجيا، تاريخ إلى المرء ينظر وعندما هذا ومصنفي المؤرخين أن يجد المرموقين، رواده بعض حياة

المتعلقة الزمنية الفترات عامة بصفة يذكرون العلوم، من الفرع من الستينات فترة في حدثت ... ولكن ومكانه العمل، بمجال في " األنثروبولوجيين مسألة فجأة أثيرت أن العشرين، القرنوالجدل. النقاش حيز " ودخلت الميداني الحقل

والمشاركات العالقات أشكال أصبحت الحين، ذلك ومنذ الدراسة، موضع هم الذين والناس األنثروبولوجيين بين المختلفة،

بما وتتعلق األنثروبولوجي، العلم مراجع لدى هامة نقطة تشكل وأدوات وسائل تساؤالت،باعتبارها من األنثروبولوجيا عالم يثيره

. األنثروبولوجية األلغاز تلك لتفسير منها بد ال وجود من أكثر هو ما )الحقلية( تتطلب الميدانية فالدراسة

الباحث ألن الناس. وذلك، عليه هم لما السلبية ومراقبته الباحث في يظهر ما أكثر عن التحري إلى مالحظته، غالبا- في – يحتاج

من بمجموعة )النظري( يمده المرجعي واإلطار ،ةالمالحظ أول أن يحاول ما، واقعة يشاهد وعندما والموضوعات، التساؤالت

ورفيقاه، كله. )غانم المرجعي اإلطار وبين بينها العالقة يكتشف( 228 ص ،1989

علماء أقر فقد السابقة، المنطلقات إلى واستنادا اعتبارها يمكن التي الميدانية الطرائق بعض األنثروبولوجيا أيضا

المالحظة : طريقة ومنها الميداني، العمل في فاعلة عمل أدوات وطريقة المشاركة وطريقة االستمارة، وطريقة المباشرة،

الفرضية. الحالة Proceduresing إجرائية بدائل لـه نظري مفهوم كل كان وإذا

Alternative، الفكرة فإن العلمي، واإلجراء للمالحظة تستخدم يستخدم حيث األنثروبولوجية، الدراسة في مطبقة نجدها ذاتها

دراسة في للمالحظة، طريقة من وأكثر مقياس، من أكثر الباحث/ االجتماعية. الثقافية النظم

Pretti, 1970, p 89) ) األخرى، عن وفائدتها طريقة كل وسائل تختلف وهكذا،

نمط وباختالف فيه، نفسه الباحث يجد الذي الوضع باختالفيدرسها. التي الخاصة المشكلة اختالف أو يدرسها، التي الثقافة

-116-

1 ) ( المباشرة- المشاهدة المالحظة طريقةDirect Observation:

في المقيم، الباحث يستخدمها التي األساليب أحد هي أو مراقبة على األسلوب هذا البدائية. ويقوم الشعوب دراسة تأدية أثناء في الدراسة، عليه تجري الذي الشعب أفراد معاينة

التي العامة المناسبات حضور المعتادة. وكذلك اليومية أعمالهم أو )الدينية واالجتماعات كالحفالت الشعب، هذا أبناء يقيمها

.. وغيرها الموتى، دفن ومراسم الرقص، الشعبية( وحلقات من تسجيله يجدر ما وتسجيل والتصرفات، الحركات ورصد

يبديها التي التعبيرات من ذلك إلى وما وتراتيل، وأغان حوارات (28 ص ،1964 المناسبات. )كلوكهون، هذه في األفراد

تقل ال فترة يقيم أن األنثروبولوجي الباحث من يقتضي وهذا فيه. يدور ما وتفهم المدروس، المجتمع في ( أشهر،8-7) عن

وذلك الناس، حياة في نفسه يغرق وأن بد ال المحترف فالباحث يتم ال البحث ألن المجتمع في عديدة لشهور الطويلة باإلقامة إال

األهالي، بلغة التخاطب لغة الباحث يحسن أن يجب المحلي. كما في لفظي. واإلقامة غير يشاهده الذي السلوك كان وإن حتى

بين تجري كما اليومية الحياة دقائق مالحظة تعني البحث، مجتمع مرات تتكرر اليومية الحياة عناصر الباحث يرى .. وهكذا الناس

له. )غانم بالنسبة العادية األمور من وتصبح أمامه، ومرات (227 ص ،1989 ورفيقاه،

الباحث يكون أن إلى الطريقة، هذه وتحتاج بأهداف ملما من كبير بقدر يتمتع المدروسة. وأن المجموعة وبطبيعة بحثه

وكيفية بدراستها، يقوم التي الظاهرة بأبعاد والوعي، االهتمام صدق ذلك على يتوقف حيث وموضوعية، بدقة األبعاد هذه رصد

. العلمية وفائدتها المعلومات،

المشاركة- 2 :Participationطريقة يقوم أن أي األنثروبولوجي، الباحث يتبعها التي الطريقة وهي

وذلك المدروسة، الجماعة بها تقوم بأعمال منها تقربا وكسبا أفراد ممارسات في التفاصيل أدق إلى بالتالي والدخول لودها،

بعض الباحث يمارس والعامة. كأن الخاصة الجماعة، هذه تعد التي األعمال ببعض يقوم أو االجتماعية، أو الدينية الطقوس

الفردية اليدوية، األعمال سيما وال للجماعة، اليومي النشاط من( 28 ص ،1964 .) كلوكهون، والجماعية

مهمة بالمشاركة، المالحظة من تأتي التي والمعلومات عن الناتجة األولية المعلومات أن حيث األخرى، للوسائل بالنسبة

لتصميم الزمة باستبصارات الباحث تمد بالمشاركة، المالحظة الوسائل من وغيرها السيكولوجية، واالختبارات االستمارات

مهمة بالمشاركة المالحظة أن المتخصصة. كما األخرى البحثية جمعت التي الشواهد لتقييم الالزمة الحقلية المعلومات الختيار

-117-

يتضمن الحقلي، للبحث الزمني األخرى. فالجدول بالوسائل لجمع األخرى واألساليب بالمشاركة، المالحظة بين التداخل

(228ص ،1989 ورفيقاه، المادة. )غانم المدروس، للمجتمع الحية المعايشة هذه خالل ومن

أداء في مهارة الباحث يكتسب مناشطه، في الفاعلة والمشاركة وممارسته فيها الشخصية تجربته كتابة على وقدرة األعمال، هذه

الشعب واقع تصوير إلى النهاية في يؤدي ما لها. وهذاوالدقة. بالشمولية تتسم بتفصيالت المدروس،

االستبانة- )3 االستمارة ( : Questionnaireطريقة على مستخدمة زالت وما البحثية، الطرائق أقدم من هي

/ الميدانية. وقد المسحية الدراسات من كثير في واسع نطاق المعهد من لجنة أصدرتها نشرة عنوان من االسم هذا أخذت

البريطانية( العلم لرابطة) تقدم التابع الملكي، األنثروبولوجي ظهرت أن إلى تنقيحات، خمس عليها جرت ثم ،1875 عام

.1951 عام منها السادسة الطبعة الثقافة جوانب تغطي شاملة استمارة إعداد فكرة قامت

الشعوب ثقافات بأن الباحثين ادعاء على المادية، وغير المادية، أكبر على الحصول يجب ولذلك، بالزوال، مهددة جميعها، البدائية

موجودة. الشعوب هذه طالما المعلومات، من ممكن قدر للبحث مؤهل غير مالحظ استعملها إذا الطريقة هذه وتؤدي

القليل تعطي ولكنها الوقائع، من الكثير جمع إلى األنثروبولوجي، في منها كل الوقائع هذه ارتباط كيفية عن سواء المعلومات، من

اليومية الحياة في اإلنساني العنصر أو الثقافة، يؤلف الذي الكل. الشعوب من شعب لدى

في المختص، األنثروبولوجي تساعد – المقابل في – ولكنها ناشري دعا ما أهملها. وهذا قد يكون التي النقاط من التحقق يدوية " مذكرة بأنها وصفها إلى السادسة الطبعة

ميداني". ببحث يقوم الذي المختص لألنثروبولوجي (102 ص ،1974)هرسكوفيتز،

االجتماعية. العلوم في البحث بطرائق شبيهة الطريقة وهذه يوزع المتقدمة، المجتمعات على األنثروبولوجية الدراسات ففي

ويترك المدروسين، األفراد )االستبانة( على االستمارة الباحث التنفيذ أسلوب أن بطريقته. غير األسئلة عن يجيب منهم كال ال )البدائية( التي البسيطة الشعوب دراسة في يختلف والتطبيق

الجواب ويدون السؤال بطرح الباحث يقوم حيث الكتابة، تعرف. والمناقشات الحوارات في الحال وكذا يسمعه، الذي

الفرضية- 4 الحالة :Hypothesis Caseطريقة عناصر حول افتراضات بناء على الطريقة هذه تقوم والتحقق إثباتها إلى البحث يسعى اجتماعية/ ثقافية، لظاهرة

العناصر هذه ما جماعة تظهر ال حيث منها، أو حوادث في إال -118-

معينة. حاالت في حاالت " فصل إلى الطريقة هذه تسعى ذلك، على وبناء

الناس حياة مع تتفق فرضية وحوادث وعالقات ألشخاص تبعا الباحث يستخدمها والتي الجماعة، ثقافة في السائدة النماذج تحت الموضوعة الجماعة أفراد مع وتوجيهها، المناقشات إلدارة

بمعنى مصطبغة الحوادث تكون فعندما ." ولذلك، الدراسة المسائل تتضمن عندما أو الوالدة، مثل مشؤوم، سحري غيبي

أو تعنيه كانت إذا عنها يكشف أن الفرد يريد ال وقائع، االقتصادية تعني يكن لم إذا بحرية المناقشة تجري أن يمكن آخر، شخصا

المعني الشخص . موجودا - األحيان أغلب في – الحديث يتحول أن المدهش لمن إنه

وأشخاص حاالت مناقشة إلى فرضيين، وأشخاص حاالت عن في مرت التي الحوادث وصف حالة في سيما وال حقيقيين،

آرائهم في وأهدافها، الثقافة قيم وتتبين نفسه، المخبر تجربة الجماعة أفراد أحد يطرحها التي الفرضية، المعضالت تقييم حول

(104 ،ص1974 . )هرسكوفيتز، الميدان وفي عامة، األنثروبولوجيا ميدان في النظام إن

يقوم طالما الدراسة في بقيمته يحتفظ خاصة، منها الثقافي .. مرضية بصورة يستخدمونه الذين أولئك حياة في بوظيفته،

(282ص ،1974 : )هرسكوفيتز، التالية النقاط إلى يقود وهذا دراسة في هامة أولى خطوة التصنيف يعد-1

ذاته. بحد غاية يؤخذ أن ينبغي ال ولكن المعلومات، تصنيف عند التنوع عامل الحسبان في يؤخذ أن يجب-2

بها تتمتع ال بمرونة التصنيفات تتمتع بحيث المعلومات،)النموذج( . مفهوم على المبنية التصنيفات

معقدة، لظاهرة زمر )اختراع( مجموعة تشكيل إن-3 المعلومات، تبسيط في مبالغة يعد وحيد، معيار على مبنية. عنه تنشأ التي األصناف قيمة تشويه إلى تؤدي

استخدام هو إنما قيمة، أحكام على التصنيف بناء إن-4 يأخذ الذي العلمي، التحليل اختبار أمام يصمد ال معيار

. الحسبان في جميعها الوقائع الحصول يمكن التي الحدود النقاط، هذه تعتبر وأخيرا،-5

الثقافية. للظواهر مقبول تصنيف خاللها- على من – الميداني والبحث منهجي علم األنثروبولوجيا، إن والخالصة،

معرفة الباحث من يتطلب نجاحه. وهذا مقومات أهم من يستخدمها، أن عليه التي الطريقة أن عينيه نصب واضعا أن إنسانية. كما مشكلة األساس في هي يدرسها، التي المشكلة من عالية بدرجة الباحث، يتمتع أن يقتضي البحثي الواجب

ومعرفة معهم، يتعامل الذين الناس قيم تجاه الحساسية ما وهذا معهم، التعامل وأساليب سلوكاتهم تحكم التي القوانين

ما على الحصول بالتالي وتسهل معهم، ودية عالقة بناء لـه يتيح

-119-

. معلومات من يريده

**

-120-

ومراجعه الفصل مصادر ،46 العربي كتاب المعرفة، إلى ( الطريق2001) حامد زيد، أبو-

الكويت. العربي، مجلـة اإلنسان علم إلى ( المدخل1989) ورفيقاه الغني عبد الله عبد غانم،-

. االسكندرية الحديث، الجامعي المكتب ، شاكر، : سليم ترجمة المرآة، في ( اإلنسان1964) كاليد كلوكهون،-

. بغداد اإلنسان علم – الثقافية ( األنثروبولوجيا1985) ابراهيم ناصر،-

. عمان الثقافي، الثقاقية، األنثروبولوجيا ( أسس1974) ميلفيل. ج هرسكوفيتز،-

. دمشق الثقافة، وزارة النفاخ، : رباح ترجمة- Pretti , Pelto (1970) Anthropology Research , London .

***

-121-

الثالث الباب

األنثروبولوجي المنظوراالجتماعية للنظم

ووظيفته االجتماعي األول- البناء الفصل وخواصه االجتماعي البناء أوال- مفهوم االجتماعية األنثروبولوجيا في ثانيا- الوظيفة

الحديث المجتمع في الثاني- األنثروبولوجيا الفصل عربية أنثروبولوجيا الثالث- نحو الفصل

-122-

األول الفصل

ووظيفته االجتماعي البناء

مقــدمة وخواصه االجتماعي البناء أوال- مفهوم

االجتماعية األنثروبولوجيا في ثانيا- الوظيفة

-123-

مقــدمة أصبح / الفرد اإلنسان تدرس األنثروبولوجيا، أن واضحا تطور أو تغيير من عليه طرأ وما البشري، النوع ضمن وأعماله

وذلك الخارجي، مظهره في أو عضويته في سواء األفضل، نحو إلى به.. إضافة المحيطة واالجتماعية الطبيعية الظروف بتأثير

بصفته االجتماعية طبيعته من اإلنسان دراسة جماعة في عضوا العلوم األنثروبولوجيا علم يشارك حيث (، بشري )مجتمع بشرية

بعلم سمي ما ظهور إلى أدى ما األخرى. وهذا اإلنسانيةاالجتماعية( . )األنثروبولوجيا

الصغيرة المجتمعات تدرس االجتماعية، األنثروبولوجيا أن أي تشكل التي البدائية وشبه نسيجا اجتماعيا ومحدودا، بسيطا

األولية، اليدوية واألعمال األمية تسود وحيث واقتصادها، بفنونها تطورها، وتتابع والمعقدة الحديثة المجتمعات دراسة إلى وصوال

. واالقتصادي والثقافي االجتماعي نسيجها فيوخواصه- : االجتماعي البناء مفهوم أوال

التفاعل يتم متشابكة، عناصر من االجتماعي البناء يتكون البناء يرتبط (. ولذلك وتكاملي )تبادلي إيجابي بشكل بينها فيما

االجتماعية الحياة تنظيم على تعمل التي باألسس االجتماعي. والبيولوجية : " نسق بأنه االجتماعي / البناء بريتشارد / إيفانز يعرف من .. ويتألف واالستقرار الثبات من معينة بدرجة يتميز اجتماعي منها كل تقوم واألمم، والقبائل : العشائر مثل وزمر، جماعات

إليها". ينتمون الذين األفراد عالقات بتنظيم إليه أضاف ولكنه /، / بريتشارد تعريف / على / براون ووافق

: مثال أكثر، أو شخصين بين تجمع التي كالعالقات العناصر، بعض بأخته( واألخ بابنه األب كعالقة الثنائية العالقات – القرابة )نظام االجتماعي، الدور أساس على األفراد بين التمييز عمليات وكذلك. الزعماء أو الرجال أو النساء كأدوار

التي العامة االجتماعية العالقات / على / براون ركز وقد البناء منها يتكون والتي باستمرار، االجتماعية األنماط فيها تتكرر

االجتماعي البناء ثبات بموضوع كله ذلك االجتماعي. وربط بدرجات يتغير الذي الديناميكي االستقرار خالل من واستمراره،

. متفاوتة

-124-

تلك فيها تتجسد التي الفردية الحاالت / : أن / براون ويؤكد للبناء العملية الدراسة موضوع هي ليست االجتماعية، العالقات

والذي األفراد، من لعدد المتكرر السلوك هو إنما االجتماعي، يمثل نمطا من االجتماعي البناء يتكون وبالتالي معينا، اجتماعيا (87ص ،1979 مجتمعة. )لطفي، األنماط هذه

للبناء تعريفات ثالثة فيطرح االجتماعية، العلوم قاموس أما: يلي كما االجتماعي، المستقر النموذج بأنه االجتماعي البناء يحدد: األول التعريف

يتضمن أنه ما. أي لجماعة الداخلي للتنظيم الجماعة، أفراد بين الموجودة العالقات مجموعة

بين الموجودة والعالقات جهة، من بعض مع بعضهم. ثانية جهة من أخرى وجماعة الجماعة

ونماذج الجماعات بخصائص يرتبط: الثاني التعريف على بعضها يعتمد أجزاء من الثقافات. ويتكون

اآلخر بعضها اعتمادا . متبادال حيث االجتماعي، البناء من نوعين بين يميز: الثالث التعريف

: إلى يقسم إلى بدورها تنقسم : التي االجتماعية - الزمر

منها. أصغر وحدات إلى ومنها صغيرة، زميرات أو أفراد )الوحدات( إلى الزميرات تلك وتقسم بوظائف اآلخر عن منهم كل يتميز أعضاء،

اجتماعي تحقيقها. وبوضع على يعمل اجتماعية. اآلخرين األفراد بين يحتله معين

من نموذج كل أن : أي الثقافي - النموذج له، المكونة العناصر إلى يقسم الثقافية، النماذج

النماذج أو الشعبية، بالعادات المرتبطة كالثقافة وأساليب واألعراف بالقيم المرتبطة الثقافية (39 ص ،1984، المختلفة. )األخرس التعامل

االجتماعي البناء : إن القول يمكن تقدم، ما إلى واستنادا: التالية بالخصائص يتسم

العالقات أنماط من االجتماعي البناء - يتكون1/1 مباشر، بشكل مالحظته يمكن ال ولذلك، االجتماعية، االجتماعية للعالقات المحسوسة الصورة خالل من إال

. معين مجتمع في الجماعات، أو األفراد بين متشابك نسيج أو متكامل كل االجتماعي، -البناء1/2

من كلها، االجتماعي البناء أجزاء دراسة . وتعد األجزاء تميزها والتي االجتماعية، األنثروبولوجيا خصائص أهم عن بالكشف األخرى. وذلك االجتماعية العلوم من

-125-

أي بين توجد التي المباشرة، وغير المباشرة العالقات. االجتماعي البناء وأجزاء عنصر

أهم من إن إذ نسبيا، وثابت مستقر االجتماعي -البناء1/3 فترات واستمراريته تماسكه على الحفاظ شروطه،

به يقصد ال االستمرار هذا الزمن. ولكن من طويلة في الحال هي كما المتغير االستمرار بل الجمود،الحي. للجسم العضوي البناء استمرار

قد الماضي، الجيل في األنثروبولوجيا علماء كان وإذا فخامرهم إليها، تعرفوا التي الثقافات في الغريب التنوع بهرهم بد فال بشأنها، صحيحة تعميمات إلى التوصل إمكان في الشك

صوغ المستحيل، من يكون يكاد أنه المقام، هذا في اإلقرار، من الظاهرات عن أي البشرية، الجماعات سلوك عن تعميمات

االستثناءات بعض هناك تكون أن دون والثقافية، االجتماعية ص ،1967 العامة. )لينتون، القاعدة عن تشذ التي الواضحة

38) االجتماعية- : األنثروبولوجيا في الوظيفة ثانيا

تطبيق فكرة / أن دوركهايم / إميل االجتماع عالم يرى المماثلة على تقوم اإلنسانية، المجتمعات دراسة في الوظيفة

نطرح أن يتعذر حيث العضوية، والحياة االجتماعية الحياة بين الظاهرات هويات تحديد قبل باألصل، أو بالطبيعة تتعلق أسئلة

فيما تربط التي العالقات كفاية مدى عن والكشف وتحليلها، (21 ص ،1983 شرحها. )ستروس، أجل من بينها،

نشأة تفسير في اتجاهان ثمة الفكرة، هذه إلى واستنادا: االجتماعية األنثروبولوجيا علم في الوظيفية

ظل في نشأت الوظيفية هذه أن يرى: األول االتجاه التاسع القرن نهاية في الصناعية، الثورة بعد األوروبي التكالب

سيما وال العالم شعوب على العشرين، القرن وبداية عشر منتجاته لتصريف األسواق تأمين أجل من منها، الضعيفة األولية الخام مواد وتأمين جهة، من النمو في اآلخذة الصناعية

. أخرى جهة من المختلفة صناعاته لتغذية العلمية األبحاث في األنثروبولوجيا علم االستعمار سخر فقد

، ألهدافه الفعليين للمنفذين المالئمة المناخات تهيئة أجل من طريق عن الممكنة. وذلك والبشرية المادية الخسائر وبأقل يراد الذي المجتمع في القائمة االجتماعية المؤسسات دراسة

هذه تحتلها التي المكانة ومعرفة واستغالله، استعماره وبالتالي المجتمع، ذلك أفراد نفسية في االجتماعية المؤسسات

-126-

. إخضاعه المراد الشعب عند والضعف القوة نقاط على الوقوف علم في الوظيفية نشوء أن فيرى: الثاني االتجاه أما

التي الدراسات تجاه فعل ردة كانت االجتماعية، األنثروبولوجيا كثيرة، عيوب من تخلو ال والتي عشر التاسع القرن بها امتاز: في تتمثل طريق عن ما، مجتمع عن المعلومات جمع على - االعتماد1

الرحالت، هواة أو الدينيين المبشرين تجمع وأحيانا المناطق في يوجدون الذين األصدقاء طريق عن البيانات

استعمارها. المراد أو المستعمرة معينة، اجتماعية لظاهرة األنثروبولوجية الدراسات - تحليل2

التأثير بوشائج ربطها دون من مثال، الروحية كالمعتقدات كنظام األخرى، االجتماعية المظاهر مع المتبادلين والتأثر ،1979 .. وغيرها.)لطفي، والتقاليد العادات أو القرابة

( 85 ص علم بين الملحوظ التقارب هذا من الرغم وعلى

فثمة (، الثقافة )سوسيولوجية الثقافة واجتماعية األنثروبولوجيا طبيعة في األول معياره يتحدد ثالثة، معايير ذو بينهما فيما تمايز

اهتمت حين منهما. ففي كل بها اهتمت التي المجتمعات أن مع بالبدائية، الموصوفة بالمجتمعات عمليا، األنثروبولوجيا

المتعلقة الفرعية المحاوالت وبعض نظرية مشاريع ثمة بالظواهر الثقافة، اجتماع علم اهتم فقد الحديثة، بالمجتمعاتالطبقي. التركيب ذات االجتماعية التحويل مشكلة التمايز، هذا عن تنتج أن الطبيعي من وكان

األساسي، التمايز .هذا آخر إلى حقل من والمنهجي، المفهومي بين اختالف نقطة نفسه، الثقافة مفهوم من يجعل

تصبح ال االختصاصيين. فالثقافة مفهوما علم في عمليا االجتماع، عليها اأضفاه التي االنسجامية من تجريدها بعد إال

األنثروبولوجي. االستعمال هناك أن إلى )المعيار( الثاني، التمايز ويشير من انتقاال

بأكملها، نظريات تظهر لم )لواله للثقافة وشامل موسع مفهوم معطيات حسب تصنيفي مفهوم واالنتشارية( إلى كالتطورية

التمايز، من الثالث النوع الموجود. أما االجتماعي التركيب ،3ط ،1987 العلمين. )لبيب، بين المنهجي التباين فمصدره

( 18 ص النظم على تطبق التي الوظيفة فكرة / أن / براون ويرى

االجتماعية الحياة )المماثلة( بين التماثل إلى تستند االجتماعية، هي اجتماعي، نظام أي وظيفة تكون .. وبذلك البيولوجية والحياة

المؤلف االجتماعي البناء في النظام هذا يؤديه الذي الدور ذلك من متماسكة وحدة في بعض، مع بعضهم مرتبطين أفراد من

االجتماعية. العالقات تؤديها محددة، مهمة اجتماعية ظاهرة لكل أن يعني وهذا

-127-

متناسق وشكل ما، مجتمع ألي االجتماعية البنية إطار ضمن اإلطار دون المجتمع. ومن هذا في األخرى الظواهر مع ومتكامل ظاهرة ألية الوظيفي الوجود يتحقق ال االجتماعية، للبنية الشامل

(104 ص ،1982 .) الجباوي، اجتماعية االجتماعية الحياة خالل من البناء، هذا استمرار ويتحقق

النسق من نزع ما إذا طبيعته يفقد اجتماعي نظام أي ألن ذاتها، وجوده، يحقق ال االجتماعي إليه. فالنظام ينتمي الذي االجتماعي )ميدانيا( دراسته ينبغي الذي الشامل االجتماعي النسق ضمن إال

. بها يقوم التي الوظائف تحديد أجل من / الوظيفية المدرسة تهتم األساس، هذا وعلى

دون من وحاضرها االجتماعية النظم بواقع األنثروبولوجية، تاريخ تحدد دقيقة سجالت وجود لعدم وذلك ماضيها، إلى العودة

وتعطي النظم، هذه تصورا . أبنيتها عن واضحا أن ورأوا االتجاه، هذا خالفوا األنثروبولوجيين بعض أن إال مجتمع أي طبيعة فهم في تساعد االجتماعية، النظم تاريخ دراسة / الوظيفية المدرسة أنصار حضارته. ويتفق وعناصر قديم

تستهدف ال االجتماعية األنثروبولوجيا أن على االجتماعية، ذلك ألن الطبيعية، العلوم قوانين مثل عامة قوانين إلى الوصول

التصنيفات من نوع إلى الوصول يمكن وإنما بمكان، الصعوبة من األنثروبولوجيا تصنف .. ولذلك، العامة واألنماط النماذج أو

تعميماتها ألن / اإلنسانية، االجتماعية العلوم من كفرع االجتماعية العلوم في الحال هي كما الدقة مستوى إلى بعد تصل لم

. الطبيعية تكوين دراسة في أهميته العلم لهذا فإن األمر، يكن ومهما

تحديد في دوره العلم لهذا أن كما وطبيعتها، البشرية المجتمعات باعتباره اإلنسان، تربط التي االجتماعية العالقات حيوانا اجتماعيا

. معها ويتفاعل فيها ينتظم التي الجماعة بأفراد بطبعه،

**

-128-

ومراجعه الفصل مصادر. دمشق االجتماعية، ( األنثروبولوجيا1984) صفوح األخرس،-. دمشق جامعة االجتماعية، ( األنثروبولوجيا1982) علي الجباوي،- : صالح ترجمة البنيوية، ( األنثروبولوجيا1983) ليفي كلود ستروس،-

دمشق. مصطفى،. الالذقية الحوار، دار الثقافة، ( سوسيولوجيا1987) الطاهر لبيب،- المعارف دار االجتماعية، ( األنثروبولوجيا1979) الحميد عبد لطفي،-

بمصر. : ترجمة الحديث، العالم وأزمة ( األنثروبولوجيا1967) رالف لينتون،-

. بيروت العصرية، المكتبة الناشف، الملك عبد

***

-129-

الثاني الفصل

الحديث المجتمع في األنثروبولوجيا

مقــدمةالثقافي االتصال أوال- نظرية

الجديدة التطورية ثانيا- النظرية( )الموجه التغييري -االتجاه1 التثقيفي -االتجاه2

الماركسية ثالثا- النظرية المعرفية رابعا- النظرية

البنائية -المدرسة1 الجديدة األثنولوجية -المدرسة2

-130-

مقــدمة البحوث من / االجتماعية، الثقافية الدراسات في العشرين، القرن من الثاني النصف بداية مع األنثروبولوجي الفكر انتقل دراسة تتم حيث الميدانية، البحوث إلى والتطورية، التاريخية

الدراسة. فترة أثناء الراهن واقعها في هي كما الثقافة يملوا لم عشر، التاسع القرن وعلماء الدين، وموضع العائلة : موضوع كانا للبحث موضوعين أحب / إن / بريتشارد يقول أبدا

نتائج إلى فيهما وصلوا وقد الموضوعين، هذين في الكتابة من من الرغم على طويلة. ولكن لفترة بينهم نقاش محل كانت

العلماء هؤالء اختالف استخالصه يمكن ما على شديدا، اختالفا على يتفقون كانوا فقد أيديهم، تحت كانت وبينات وقائع من

،1981 التطور. )وصفي، إثبات وهي إليها، يرمون التي األهداف (29 ص

الصعب من وكان اليومية، الحياة مجاالت عن بعيدة قريب، وقت حتى األنثروبولوجيا، علماء درسها التي المشكالت كانت فقد االنتشار أو الثقافة تطور حول النظرية المشكالت بين التوفيق الصراع مشكالت وبين الثقافية، الطرائق وصف أو الثقافي اآلخذة الثقافات داخل سواء االنتباه، تجذب كانت التي والتالؤم. الثقافات بين االحتكاك مناطق في أو بالنمو،

التغيير مظاهر نسيان من عنها ينجم بالعدوى( وما ةمصاب ،) غير حياة أنماط دراسة في األنثروبولوجيا علماء فرغبة صفة عن تختلف صفة أعمالهم على تضفي كانت الثقافي،. الطبيعية والعلوم الصحيحة العلوم في المخبرية األبحاث

( 305 ص ،1974 ) هرسكوفيتز، وعناصرها الثقافة لمكونات المتزامنة )الدراسة ب يسمى بما يتعلق جديد موضوع إلى األنثروبولوجيا انتقلت ولذلك ذلك نتيجة (. وبرزت بينها فيما المتبادلة والعالقات األساسية االتصال اإلنسانية: نظرية الثقافة دراسة في التاليتان النظريتان. الجديدة التطورية والنظرية الثقافي،

: ) والمثاقفة- ) التثاقف الثقافي االتصال نظرية أوال ،1935 عام منذ الصدارة مكان عليه، تنطبق الذي العمل نطاق وتحديد (، )المثاقفة التثاقف كلمة تعريف مسألة احتلت

البحث " مجلس لجنة قدمت حيث كجزء لها االجتماعي" تعريفا لتكون أعدتها مذكرة من التثاقف. وينص عن البحث في دليال

-131-

مختلفتين األفراد من جماعتين بين والمستمر، المباشر االحتكاك عن تنجم التي الظواهر يشمل : " التثاقف أن على التعريف نماذج في تغيرات من الظواهر هذه تجره ما مع الثقافة، في

". كلتيهما أو المجموعتين إحدى لدى األصلية، الثقافة( 221 ص ،1974 )هرسكوفيتز،

مهما والمجتمعات، الشعوب بين االتصال نتيجة ببعض، بعضها الثقافات تأثر )المثاقفة( هو التثاقف أن يعني التعريف وهذا دراسات معظم كانت وإن وأهدافه، االتصال هذا طبيعة كانت

من معين نوع على األولى، بالدرجة ركزت الثقافي االتصال الحياة تغيير أو االجتماعي التغيير وهو التغيير، عمليات

. الثقافة على التغيير ذلك وانعكاس االجتماعية، عام في األولى للمرة ظهر ( الذيTransculturation الثقافية )المناقلة )المثاقفة( وهو لكلمة مرادف آخر مفهوم وثمة

هذا / استعمال Ortiz/ أورتيز الكوبي الباحث . ويعلل1940 الثقافية، المناقلة كلمة بأن الرأي أؤيد : " إنني بقوله المفهوم

ثقافة من المختلفة، لاالنتقا سياق مراحل من أفضل بشكل تعبر اكتساب على فقط يشتمل ال السياق هذا أخرى. ألن ثقافة إلى

يتضمن بل أخرى، ثقافة من ما مقدار فقدان بالضرورة، أيضا :) بالتجريد تعريفه يمكن ما منها. وهو االنتزاع أي سابقة، ثقافة

فكرة إلى بالتالي يقود أنه ذلك، إلى ( أضفDeculturation الثقافي " التثقيف تسميته يمكن ما وهو جديدة، ثقافة نشأة ظاهرة(227ص " .) هرسكوفيتز، الجديد

في الباحثين من عدد االتجاه هذا وفق األنثروبولوجيا لدراسة مهد فقد (، الثقافي االنتقال أو )المثاقفة المفهوم كان وأيا أسس وضع في بعيد حد إلى أسهموا وأوروبا، أمريكا

. الحديثة األنثروبولوجيا دراسة )التثاقفي( في التواصلي االتجاه تبني في األولى الرائدة / ميد / ماغريت األمريكية الباحثة تعد: أمريكا - في1 أوائل / ميد/ في أجرت / الثقافي. فقد االجتماعي التغيير

الهنود من مجتمع على دراسة العشرين القرن من الثالثينات خالل من البيض، بالمستعمرين تأثره ومدى أمريكا، في الحمر

الحياة في حصلت التي االضطرابات والحظت بهم، احتكاكه كان لذلك. فقد نتيجة الحمر الهنود عند التقليدية االجتماعية

الصراع من حالة يعيش الدراسة، فترة في الحمر الهنود مجتمع القديمة الثقافة وبن الوافدة، الجديدة بالثقافة األخذ بين الشديد،

األوضاع مع بعد تكيف قد يكن لم أنه سيما وال عليها، اعتاد التيالجديدة. أرادوا وإنما الثقافتين، )التفاعل( بين التبادل إلى يهدفوا لم البيض المستعمرين أن / أيضا، / ميد وجدت المقابل، وفي

كاملة. وعلى بصورة ثقافتهم في يندمجوا أن الحمر للهنود أن الحمر للهنود يسمحوا فلم هذا، البيض موقف من الرغم

قدم على وإياهم يتعاملوا أن أو أنشطتهم، في يشاركوا. المساواة

(Freidle, 1977, p.491)

-132-

الكامنة الثقافية العناصر إلى النفاذ بوساطتها، األنثروبولوجيا علماء استطاع التي المقررة الطرق إلى اللجوء تم وقد السياسة لتقريب بأساس تزودهم لكي الثقافية، األشكال تحت أنفسهم. وعهد الهنود أيدي في الهنود شؤون إدارة ستضع التي

المحترفين األنثروبولوجيا علماء إلى بالهنود، الخاص للمكتب يهتم التي والسياسية، االقتصادية الدراسات بتغطية قاموا الذين

وبنيان والقيم، والفن الدين وميادين األولى، بالدرجة الحاكم بها األخرى. االجتماعي الضبط وأنماط التربية، ونظم الشخصية

(307 ص ،1974 )هرسكوفيتز، أمريكا، في األنثروبولوجيا علم مكتشفات تطبيق يعد لم وبهذا، ووجهات واألساليب المفهومات استخدام على مقتصرا

بل فحسب، الهندية المشكلة معالجة في األنثروبولوجية، النظر مشكالت لتشمل العملية القضايا دراسة طرائق امتدت

سكان غالبية تمثل أصبحت والتي أيضا، المتمدنة الجماعات. أمريكا )التثاقف( الثقافي التواصل عمليات دراسة على اهتماماتهم جل الباحثين معظم ركز إنكلترا، ففي: أوروبا -في2

هذا ثقافي. وفي تغيير من أحدثه وما األفريقية، الشعوب عند الثقافية، النسبية فيتز/ فكرة / هرسكو دراسات دعمت اإلطار،

نطلق أن يمكن : كيف تساءل حيث الثقافة على تقييمية أحكاما ينتمي فرد كل وأن الكتابة؟ تعرف ال التي الثقافة تلك البدائية،

ثقافته حدود في اإلنسانية الحياة يفسر الثقافة، هذه إلى الخاصة؟

من وتتخذ األخرى، الثقافات على مسبقة أحكام األوروبية( إلطالق أو )األمريكية الغربية الثقافة تسعى أن الخطأ فمن ولذلك، األحكام هذه مبررا أهل على االستعمارية، للممارسات أساسيا( 149 ص ،1986 الثقافات. )فهيم، تلك

تبني دعم / في / هرسكوفتز لموقف مشابهة مواقف الفرنسيين الباحثين من العديد اتخذ حيث فرنسا، في الحال وكذلك تنظر التي االستعمارية، النزعة ومناهضة الثقافية النسبية مفهوم

السيطرة، من أساس على تقوم عملية أنه على التثاقف إلى على الغربي واالستعالء التثاقفية الفوارق بالتالي ورفضوا. األخرى الشعوب لم وتسهيالت عمل شروط لألنثروبولوجيا أتاح قد االستعمار إن / : لكلرك / جيرار كتب التحرري، الفرنسي االتجاه هذا وفي

العلوم في الحاصل التقدم أسهم وبذلك قبل، من للباحثين تتح الفرنسية. اإلنسانية العلوم تجدد فكرة نشر في اإلنسانية

المكاني بتنوعها بل للزمان، بتبعيتها مميزة تعد لم فاإلنسانية أن منها لواحدة يحق ال التي المدنيات وبتعدد الزمن، مر على

الثقافة حالة نتناول أن يجب الفريدة. ولذلك، أو الوحيدة تكون محصلة باألساس، نفسها تعتبر التي المدرسة تلك النسبية، ،1986 .) فهيم، األنثروبولوجيا علم لنتائج طبيعية

(157 ص عكس الثقافية النسبية مفهوم كان وإذا اتجاها أيديولوجيا

-133-

في الشعوب بدأت حيث الثانية، العالمية الحرب بعد تغيرت رافقته، التي الظروف فإن معينة، تاريخية بمرحلة وارتبط خاصا، بنفسها، مصيرها وتقرر استقاللها تنال المستعمرة المجتمعات

وإثبات عنها للدفاع األنثروبولوجيين دفاع إلى بحاجة تعد ولمالثقافية. النسبية إطار في وجودها

والثقافية. والسياسية االجتماعية المستجدات هذه مع ينسجم جديد انثروبولوجي فكر إيجاد الضروري من كان ولذلك، الثقافية، النسبية عن األنثروبولوجيين من عدد تخلى أن فكان

اسم تحت التطورية، الفكرة إحياء إلى أخرى مرة واتجهواالجديدة( . التطورية )النظرية

الجديدة- : التطورية النظرية ثانيا نظرية يضعون بدأوا الذين األنثروبولوجيين من عدد العشرين، القرن من الثاني النصف وبداية األول النصف نهاية في ظهر

وموقع تطورها، ومراحل اإلنسانية المجتمعات لدراسة خاصة اآلثار عالم هؤالء، أبرز من ذلك. وكان في الثقافي التغيير

ستيوارد( و : )جوليان واألميريكيان (، تشايلد )جوردن اإلنكليزي األوروبية النظم استخدام عدم إلى دعا هوايت( الذي )ليزلي

يمكن أخرى محكات إيجاد وضرورة التطور، لقياس كأساس. بشأنها التقديرية األحكام وتقليل قياسها

المهم من أن ،1949 عام " المنشور الثقافة " علم كتابه / في / هوايت أكد فقد تحديد على التطورية النظرية تقتصر أال إبراز من بد ال وإنما الثقافي، النمو لتسلسل معينة مراحل " الطاقة عامل التطور. ويمثل هذا تحدد التي العوامل أو العامل المضمون أن الشعوب. أي لتقدم الرئيس المحك رأيه، " في

واتجاهاتها االجتماعي كيانها يحدد ما، ثقافة في التكنولوجي( 203ص ،1986 األيديولوجية. )فهيم،

،1971 : )وصفي، العامة القضايا من بمجموعة منها كل تنادي مدارس ثالث إلى التطوري، الثقافي االتجاه هذا انقسم وقد(455 ص

والعقائد، النظم تتطور حين وحيد تتابع في يتجه إنما التاريخ بأن القائلة بالمسلمة تأخذ: األولى المدرسة مبدأ إلى استنادا في الثقافة تتطور هنا البشر. ومن لبني السيكولوجية الوحدة. والتاريخية العقلية الظروف تتشابه حيث اإلنساني، العالم

المقارنات بعقد اإلنسانية، والمعتقدات للنظم التطوري التتابع هذا تعالج حين المقارن بالمنهج تأخذ: الثانية المدرسة المراحل سائر في والثقافات، الشعوب بين المنظمة المنهجية الثقافة، ألطوار المبكرة للسمات األثنولوجية المصادر عن بحثاالثقافية.

في القائمة البقايا هذه أن اعتبار على الثقافية، والرواسب المخلفات أو البقايا بفكرة تأخذ: الثالثة المدرسة قد المجتمع وأن المنطقية، الناحية من شواهد هي إنما المجتمع،

أقل مراحل في مر أكثر ومراحل تطورا وتطورا. تركيبا

-134-

الطبيعية البيئة بين المتبادلة العالقات في يبحث جديد أثنولوجي تخصص نشوء إلى الجديدة، التطورية أفكار مهدت وقد Cultural)) الثقافية األيكولوجيا باسم بعد فيما وعرف والثقافة،

Ecology-إلى تاريخها يعود التي البيئية النظرية إلى تستند . والتي وضع / الذي / مونتسيكو إلى ثم ومن / اليوناني، / هيبوقراط

علماء بعض يتبعها )المدرسة( والتي النظرية هذه أسس المدرسة، هذه آراء الحديث. وتتلخص العصر في األنثروبولوجيا

قد المناخية، الظروف سيما وال للمنطقة، الطبيعية العوامل بأن حياتهم. وقضت طراز وعينت لألفراد، الخارجي المظهر كونت، )حمدان البيئة وتلك تتفق التي الصفات يملك ال فرد كل على

(101 ص ،1989 كما البيئي التنوع ظاهرة على المختلفة، الشعوب ثقافات بين التباين تفسير في الثقافيون األيكولوجيون ويعتمد

البيئة في يحدث ما مع الثقافة تأثير كيفية عن بالكشف يهتمون)االجتماعي. وتفاعله الفرد تكيف على جذرية، تغيرات من

Freidle, 1977, p307) مجاالت في الثقافة على كبير البيئة أثر للبيئة( وأن الطاغي / القوي )التأثير جملة في هذه، نظرهم وجهة وتتلخص

وسكان األسكيمو، بسكان ذلك، على كثيرة. ويستشهدون بالبيئة الشعوب هذه من كل ثقافة وتأثر األصليين، أوستراليا

لهذه الحديث العصر في معارضون ثمة المحيطة. ولكن أن يرون ألنهم النظرية، تضم المتشابهة، البيئات من كثيرا مختلفة. )حمدان، وحضارات ثقافات

(101 ص تأخذ األنثروبولوجيا بدأت وهكذا مسارا الدراسات في / الموضوعي العلمي واالتجاه الثقافية النسبية لتأكيد جديدا

من الثقافة إلى للنظر جادة محاوالت بذلت حيث األثنولوجية، منطلق من وليس وتصوراتهم، المجتمع أفراد مفهومات خالل

. الخاصة ونظرته األثنولوجي الباحث العشرين، القرن من السبعينات نهاية حتى استمرت األثنولوجية، الدراسة في اتجاهات أربعة ظهور ذلك، نتيجة من وكان ويوجهوا اهتماماتهم يوحدوا أن بعدها األنثروبولوجيون استطاع

. وتقدمه اإلنسان تحرر أجل من / الثقافية، االجتماعية دراساتهم: األربعة االتجاهات لهذه موجز عرض يلي وفيما

الموجه- :1 التغييري االتجاه بدراسة األنثروبولوجيين اهتمام قل استقاللها، على المستعمرة المجتمعات معظم وحصول راالستعما تالشي بعد

االقتصادية التغيرات طبيعة دراسة إلى واتجهوا المثاقفة، عملية الحديثة الغربية التكنولوجية استخدام عن الناجمة واالجتماعية

تنميتها بقصد لالستعمار، خضعت التي المجتمعات إلى لهذه المنتجة الغربية الحكومات ذلك، على وتطويرها. وشجعتهم

أيديولوجية تغيرات تحقيق إلى ورائها من والهادفة التكنولوجية،

-135-

/. واجتماعية وثقافية / سياسية معينة التكنولوجية نقل عمليات عن الناجمة التغييرات حركية لدراسة كبيرة دفعة ، الجديدة السياسية الظروف أعطت لقد المتخلفة. وقد المجتمعات في التقليدية الثقافات إلى الحديثة

" كتابه فوستر/ في / جورج األمريكي األنثروبولوجي العالم قدم1963 عام – التكنولوجي والتغيير التقليدية الثقافات " تحليال تحبطه، التي والعوامل التغيير، قبول في تساعد التي للعوامل

االقتصادية المضمونات على العوامل هذه مناقشة في وركز( 207 ص ،1986 .) فهيم، والنفسية والثقافية

من الكثير أثارت " التنمية"، مصطلح تحت التقليدية المجتمعات إلى التكنولوجية نقل وراء كانت التي األهداف أن إال اإلنسان تصيب قد التي األضرار تلك سيما وال األخالقية، القضايا هذه إلى النامية المجتمعات حاجة عدم بسبب وذلك وبيئته،

المجتمعات. تلك في استخدامها مناسبة عدم أو التكنولوجية، في وواضح كبير أثر االتجاه لهذا كان فقد ذلك، من الرغم وعلى

. التطبيقية األنثروبولوجياالتطبيقي- :2 االتجاه

توظيف تراجع إلى العشرين، القرن من والسبعينات الستينات في األنثروبولوجي، الفكر في التحررية االتجاهات تنامي أدى السياسية، األهداف لخدمة األثنولوجيا دراساتها طبيعة كانت أيا

وأنواعها. ونشأ " بـ يعرف جديد تخصص ذلك من بدال األنثروبولوجيون الباحثون يقوم " حيث التنموية األنثروبولوجيا

في / التطبيقية، والميدانية / النظرية المعرفية خبراتهم بتقديم نتائج أن واالجتماعية. أي االقتصادية المشروعات خدمة

لخدمة توظف أصبحت التطبيقية، األنثروبولوجية الدراساتالمخطط. التنموي التغيير عمليات في النامية الدول

األنثربولوجية المعرفة استخدام مسألة أصبحت ذلك، إلى واستنادا أثارت التي الهامة القضايا سلبا( من أو )إيجابا دفع ما سواء. وهذا حد على والمسؤولين الباحثين اهتمام

عام في لجنة تشكيل إلى األمريكية األنثربولوجية الجمعية يتحملها أن يجب التي األخالقية المسؤوليات لبحث ،1968

يقومون التي المجتمعات تجاه األنثروبولوجيون، الباحثون ثالبحو نتائج تستخدم التي المصلحة تلك سيما وال بدراستها،

أجلها. من األنثروبولوجية عالقة بموجبها حددت ،1973 " عام األنثروبولوجية األخالقيات " وثيقة بيان إصدار إلى ذلك وانتهى

جهة، من )الجماعات( المدروسين باألفراد األنثروبولوجيين جهة من المضيفة المجتمعات في الدول تجاه ومسؤولياتهم

وال األنثروبولوجي، الباحث مسؤوليات في يدخل كله .وهذا أخرى يتعامل الذين األفراد وحماية واألخالقية، المهنية األمانة سيما

بشأن فرعية اتجاهات ثالثة ظهور ذلك، نتيجة من معهم. وكان. واستخداماتها األنثروبولوجية الدراسات إجراء

-136-

الباحث على وما االجتماعية، بالعلوم لهما عالقة ال والسياسة، العامة القيم أن يرى تقليدية، نزعة ذو: األول االتجاه األنثروبولوجي ومن هي كما عليها يحصل التي الحقائق تقديم إال

القيم عن منفصل العلم أن اعتبار على بنتائجها، االهتمام دون. األخالقية / جورج يقترح وهنا أساسية. منهجية اعتبارات مع االختصاص هذا موضوع يشمل المعرفة الجتماعية غيرفيتش/ تعريفا

المعرفة اجتماعية كانت منه، األدنى الحد على اقتصرنا وإذا المعرفة( هي )سوسيولوجيا الوظيفية الترابطات دراسة أوال

: جانبين بين إيجادها يمكن التي وأنظمتها المعرفة من األنواع هذه داخل المختلفة األشكال تبلور ودرجة المختلفة، المعرفة أنواع: أولها

األنواع( . هذه )تراتب أي المختلفة، والمجموعات االجتماعية، والطبقات الشاملة، المجتمعات فيها بما االجتماعية، األطر: وثانيهما

)العناصر المختلفة المجتمعية والتعبيرات الخاصة،(. اجتماعية الميكرو

يتم ال المشروع وهذا : في تتلخص أخرى، لجوانب مدققة بدراسة إالللحضارة. األخرى المستحدثات وتراتب المعرفة، أنواع تراتب بين العالقة-1. المعرفة ونشر والتواصل، للتعبير المختلفة واألنماط وممثليها، المعرفة دور-2. معينة اجتماعية بأطر ارتباطاتها بحسب وذلك المختلفة، المعرفة أنواع بين واالبتعاد االقتراب مظاهر-3(22-21ص ،3ط ،1987 .) لبيب، والمعرفة االجتماعية األطر بين التباعد من الخاصة الحاالت-4

بين العالقة وتحديد جهة، من وأشكالها المعرفة أنواع تصنيف ؛ أساسيتين محاولتين / هذا / غيرفيتش عمل ويتضمنأخرى. جهة من االجتماعية واألطر المعرفة

الثقافة. في القيم ودور طبيعية مشكلة جوهره، في يتناول الذي الثقافية النسبية مبدأ فكرة على : ركز الثاني االتجاه قديمة، فلسفية لمشكلة استقرائية علمية معالجة ويمثل قبل من تكن لم عديدة، شعوب عن حديثة معطيات مستخدما

في القيم أنظمة دراسة من مستمدة وهي الباحثين، متناول في. مختلفة وأعراف وعادات تقاليد ذات مجتمعات ثقافته حسب التجربة فرد كل ويفسر التجربة، على تبنى فيها األحكام أن : على باختصار الثقافية النسبية مبدأ عن ويعبر

على ما، شعب لدى المفاهيم تأثير لنا توضح أمثلة الخاصة. فثمة الجنوب في .. فالهنود الطبيعي العالم إلى الشعب هذا نظرة

ستة بوجود يقولون األمريكية، المتحدة الواليات من الغربي رئيسية اتجاهات واألسفل( )األعلى يضيفون فهم أربعة، من بدال

-137-

وذلك والغرب، والشرق والجنوب الشمال إلى واقعيون ذلك في أبعاد. وهم ثالثة ذو الكون بأن القائلة النظر وجهة من انطالقاتماما.

صحة من التحقق إعادة بضرورة يؤمن تجعله أنظمة المجتمعات بعض لدى أن سيرى ثابتة، قيم بوجود يقول من وإن تكون األخالقية القيم أن أم ثابتة؟ أخالقية قيم ثمة نظريته. فهل

معينة زمنية فترة في ما، شعب اتجاهات مع اتفقت طالما ثابتة علم إسهامات إحدى تؤلف أسئلة، هكذا عن واإلجابة تاريخه؟ من

وتحليل العالم في اإلنسان مكان تحديد في الكبرى األثروبولوجيا(66-65ص ،1974 مقوماته. )هرسكوفيتز،

إليها تتوصل التي النتائج استخدام تضبط أخالقية قواعد وضع وضرورة اآلخرين، شؤون في التدخل عدم يتطلب وهذا الدراسات من أنه يرى األنثروبولوجيين بعض أن األثنولوجية. إال

الباحث يكون أن الصعوبة محايدا أو أمامه يجري ما تجاه تماما أن توجب األنثروبولوجي، الباحث مسؤولية فإن ، حوله. ولذلك

أفضل واختيار بحثه، نتائج على معهم يتعامل الذين األفراد يطلع المادية إمكاناتهم مع يتناسب وبما واقعهم، لتغيير السبل

. أخرى جهة من الثقافية وأوضاعهم جهة، من والبشرية يتخذ أن األنثروبولوجي، الباحث على يتوجب أنه يرى: الثالث االتجاه موقفا أيديولوجيا القيام قبل محددا

جوف( )كاتلين البريطانية األنثروبولوجية أكدت بالدراسة. وقد " اإلنسان وعلم العالم " ثورة كتابها في االتجاه، هذا رائدة

موقفهم يحددوا أن األنثروبولوجيين على أن ،1968 عام الصادر خالل من مناهضته. وذلك أو االستعمار خدمة : إما أمرين تجاه تجاه سيما وال واألهداف، المبادىء واضحة غربية أيديولوجية تبني

. النامية المجتمعات مصالح و : )متمدن بعبارتي أحيانا، تقيم الثقافات كانت وإذا دلت إذ خادعة، بساطة بسيطتان العبارتين هاتين فإن (، بدائي

غير صعوبات وجود على بينهما، الفرق لتحديد المحاوالت هام المتضادتين، العبارتين هاتين بين التمييز أن متوقعة. غير

)بدائي( تستخدم خاص. فكلمة بشكل لألنثروبولوجيين، بالنسبة – بها يهتم أن على التقليد جرى التي الشعوب لوصف عادة،

دراستها منحت التي الشعوب وهي األنثروبولوجيا، غالبا- علمله. الالزمة األولية المعطيات معظم األنثروبولوجيا عالم

التي الماضي آثار الشعوب. وتدل حياة طرائق على األحكام، من الكثير في االستعمال هذا مثل يتضمنه الذي المفهوم ويؤثر كان وإن – المستمر التبدل أن األرض، في التنقيب عنها يكشف ما أنه نستخلص أن يمكن العامة. وبالتالي، القاعدة هو – بطيئا

أجدادنا. أو أجداده يعيش كان كما اليوم، يعيش حي شعب من( 74ص ،1974 )هرسكوفيتز،

الماركسية- النظرية ثالثا الغربي، الفكر إلى طريقها تجد لم ولكنها الماركسي للفكر األساسية التاريخية( الركيزة )المادية النظرية تعد بعد إال

-138-

اللغات إلى تترجم الثورة، هذه لينين( قائد )فالدميير أعمال بدأت حيث ،1917 عام روسيا في االشتراكية الثورة انتصارالرئيسة. األوروبية الشيوعية، األحزاب تأسيس ثم ومن األوروبية، البلدان من العديد في الثوري النهوض إلى أدى ما وهذا الفكر على ردا لألزمة الحلول وإيجاد جهة، واإليطالي( من )األلماني الفاشي

جهة من – آنذاك – الرأسمالية خلقتها التي العالمية االقتصاديةأخرى. ومبادىء اإلنساني المجتمع جوهر تفسير في سيما وال اإلنسانية، العلوم في األساس المنهج الجدلية المادية أصبحت فقد

مؤثرة كفلسفة التاريخي المادية قيمة أظهر ما تطوره. وهذا والفكر واالجتماعية الطبيعية الظواهر دراسة في وفاعلة،

العلمية الثورية الفكرة على يعتمد فلسفي منهج وفق اإلنساني،. وتفسيره الواقع تحليل في

بين الصلة إقامة خالل من بنيته. وذلك أساس باعتبارها مجتمع، كل في العيش على الحصول طريقة من الماركسية وتنطلق عملية ضمن الناس فيها يدخل التي العالقات وبين الطريقة، هذه

الرئيس األساس تشكل إذن، اإلنتاجية اإلنتاج. فالعالقات ويودين، مجتمع. )رونتال لكل الحقيقية والقاعدة

( 433-431 ص ،1984 اجتماعي. موجود أنه : " على اإلنسان إلى تنظر الماركسية )السوفيتية( أن الفلسفية الموسوعة في جاء فقد

مراحل في مرحلة أعلى البيولوجية، النظر وجهة من ويعتبر مع نفسه الحيوان يكيف األرض. وبينما على الحيوانات تطور

يقوم ما خالل من نفسه مع الطبيعة يكيف اإلنسان فإن الطبيعة، بمعزل يعيش أن يمكن ال أيضا، إنتاجي. واإلنسان نشاط من به

اجتماعية ظروف في منصهر فهو وبالتالي اآلخرين، الناس عن". محددة

ليس اإلنسان جوهر أن ماركس، يرى وهكذا شيئا مجردا العالقات نتاج حقيقته في هو بل فرد، كل نفس في وكامنا الجنس تطور نتاج إطارها. فهو في يعيش التي االجتماعية

عليها حصل التي )يمتلك( المعرفة يستوعب كله، البشري التشكيلة تعد الطويل. ولذلك، تاريخه عبر البشري الجنس

تطور في معينة تاريخية مرحلة / االقتصادية، االجتماعيةوحدها. به تتميز الذي اإلنتاج أسلوب هو أساسها وأن المجتمع،

من عدد في االجتماعية لألنظمة العامة الظواهر عن يكشفوا أن لألنثروبولوجيين يتيح الماركسي، الفكر في المفهوم هذا إن االختالفات بين التمييز ذاته، الوقت في يتيح . كما البلدان

كل تأخذ إذ ذاتها، التشكيلة نطاق داخل بينها فيما السائدة واالقتصادية، االجتماعية التشكيالت من تشكيلة كيانا اجتماعيا تشكيلة إلى والتحول والتطور، النشوء حيث من قوانينه لـه خاصا

(201-200 ص ،1983 .) برمان، أخرى دراسة إلى اهتمامهم المعاصرون األنثروبولوجيون وجه لقد

-139-

/ المعاصر األمريكي األنثروبولوجي وضعها التي الثقافية المادية ونظرية التاريخية، المادية عن ماركس نظرية بين القائم التباين دعاة مع يتفقون الحديثون /. فالماركسيون هاريس مارفيل للحياة المادية األوضاع أن على الثقافية، المادية نظرية

في وتتفوق األنثروبولوجية، الدراسات في األولوية لها اإلنسانية،. والمعتقداتية الفكرية واألنساق االجتماعية النظم على أهميتها والتكنولوجية، والقيمية االجتماعية العالقات من متكامل كنسق االقتصاد على يركزون الحديثين، الماركسيين هؤالء أن إال

األيكولوجية األوضاع على الثقافيون الماديون يركز حين في )البيئية( ويعتبرونها ,Kessing, 1981البيولوجية. العالقات من نسقا

p.170)) تحقيقه يمكن الذي الهدف حيث من الدياليكتيكيين، كالماديين الثقافيين الماديين / أن / هاريس يرى ذلك، من الرغم وعلى

الجنس لها يتعرض )المحددات( التي التحديات دراسة خالل من االستعماالت وأدوات والسكن الغذاء متطلبات سيما وال البشري،

بالقضايا يتعلق وما البيئة، تأثيرات ذلك إلى المختلفة. يضاف. البشري التكاثر على / الوراثية، البيولوجية

األنثروبولوجيين، عند السياسية النظر وجهات بتنوع األخذ الثقافيين الماديين على أن / أيضا، / هاريس يؤكد ولذلك " هو بينهم فيما يجمع الذي النهائي الهدف يكون أن شريطة" اإلنسانية الثقافة تطوير على العمل

Harris, 1968, p.325))المعرفية- النظرية رابعا

بينهم يقوم وما الظاهرة األفراد سلوكات على اعتماده بسبب / الوظيفي، البنائي االتجاه إلى وجهت التي االنتقادات إن الحركي الجانب وإغفاله الواقع، أرض على عالقات من

نظرية تبني إلى أدت اإلنسانية، الثقافة دراسة )الديناميكي( في والثقافية االجتماعية التغييرات مع تتناسب الدراسة في جديدة

برزت هنا الثانية. ومن العالمية الحرب أعقبت التي والسياسية والتي اإلنسانية، الثقافة دراسة في المعرفية النظرية فكرة لألشياء، إدراكهم وأساليب الناس تفكير طرائق في تبحث

ثم ومن واإلدراك، التفكير هذا وراء تكمن التي والمبادىء أصحاب .. فهم منهما كل إلى بوساطتها يصلون التي الوسائل. فيها آرائهم إلى نتعرف أن العدل ومن المجتمع، المعرفية النظرية جاءت كما / : أنها فوكو / ميشيل المعاصر الفرنسي االجتماع عالم فيها يقول التي الماركسية، على ردا

إشباع في أخفقت ولكنها االهتمامات، من الكثير نفسه في أثارت االهتمامات هذه : " إن القول حد إلى ذهب إنه شنيعا. بل إخفاقا

يدركون كانوا ولكنهم الشباب، إليها تجتذب كانت الماركسية إمكان حول تدور التي المراهقة، أحالم من نوع مجرد أنها بسرعة

." فيه نعيش الذي العالم هذا من أفضل آخر عالم وجود ابتكر ولذلك، / فوكو/ تخصصا " إبستيمة مصطلح عليه أطلق ما إطار " في الفكر أنساق " تاريخ عليه أضفى جديدا

-140-

Epistemeالمعرفة " إطار بعبارة ترجمتها يمكن والمعرفة. ولذا العلم إلى تشير التي اليونانية الكلمة أصل من " والمستمد ." بإطار منها كل يتميز )انقطاعات( أساسية ثالثة فوكو ويحدد

: خاص معرفي كان الذي االتجاه على القضاء إلى وأدى عشر السابع القرن أواسط في حدث: األول االنقطاع نحو قبل، من سائدا

بين أو المختلفة، األشياء بين الشبه )توكيد( أوجه و إبراز Otto فريدريش / أوتو يقول ما كلها( حسب الله )مخلوقات

Friedrich و إبراز العقل( نحو )عصر ساعد الذي الميل / وظهور ميل األشياء. وهو بين والتفاضل واالختالف التفاوت أوجه توكيد

خاص. بوجه عشر الثامن القرن تفكير على سيطر : المجالين في التطوري الثقدم فكرة ظهور في ويتمثل بقليل، الفرنسية الثورة بعد حدث: الثاني االنقطاع

بمنزلة الفكرة هذه السواء. وتعتبر على والعلمي، االجتماعي سيطرة عليه ويسيطر الحديث العصر يميز الذي المعرفي اإلطار

تامة. تكون تكاد ويصبح اآلن، العالم به يمر فيما يتبلور أن يمكن ما هو: الثالث القطع أما مما الرغم التاريخ. وعلى مجرى في قطعا واضح دقيق تحديد أي يقدم لم فإنه النقطة، هذه حول كتبه

عن مقنع تفسير أي يقدم لم أنه (. كما )القطع لذلك المعالم االنقطاعات أو واالنكسارات، التوقعات هذه بها تتم التي الطريقةحدوثها. وأسباب

األخرى إحداهما تتضمن والمعرفة القوة بأن االعتقاد إلى ذلك من انتهى / فإنه / فوكو يقول كما قوة، المعرفة كانت إذا ولكن، وأن بالضرورة، هذا إليها. وعلى وتؤدي األخرى تتطلب منهما كال أفلح قد عنها، تكلم التي العصور من عصر كل كان فإذا األساس،

بما وإبرازها، وتطويرها جديدة معرفية وأشكال صور تكوين في طريقها عن ويمكن فيه، الحياة ومقومات العصر ذلك عن يعبر

هذه من عصر كل أن األمر نهاية في يعني فهذا إليه، التعرف األمر، حقيقة في يمارس كان إنما العصور، من جديدة أشكاال

( 94،ص2001 زيد، .) أبو القوة المعرفي االتجاه هذا أعطى وقد مفهوما معرفية )خريطة تشكل باعتبارها الثقافية، الفكرية وطبيعتها للثقافة جديدا

اإلنسانية " الطبيعة كتابه / في داونز / جيمس قال إدراكية( كما بمالمح تحتفظ الشعوب، من شعب ألي اإلدراكية ". فالخريطة

من تخلو ال – ذلك مع – ولكنها وثابتة، أساسية ومقومات عامة من بل ال آخر، إلى جيل من الدقيقة والتفاصيل االختالفات بعض

الواحدة. الزمنية المرحلة وفي أخرى، فئة إلى اجتماعية فئة والكون، العالم عن الخاصة تصوراته مجتمع، لكل أن يعني وهذا

،1977 زيد، )أبو األخرى المجتمعات من غيره تصور عن تختلف249)

خالل ومن العشرين، القرن من الستينات في الثقافية، / األنثروبولوجية الدراسات في المعرفية النظرية تبلورت والمدرسة فرنسا، في البنائية : المدرسة رئيسيتين مدرستين

-141-

. أمريكا في الجديدة األثنوجرافيةالبنائية- 1 :المدرسة

البنائية النظرية يعرف / األنثروبولوجية. فهو الثقافية الدراسات في البنائية المدرسة / مؤسس ستروس ليفي / كلود يعد بحيث والمضمون، الصورة بين التمييز على تقوم )البنيوية( بأنها

أخذ ما بينهما. ولكن لالرتباط تصورها طريق في أصالتها تكمن .. كتصرفات ال كقواعد المجتمع أدرك أنه / هو / ستروس على

البشر يرد أساس على كاملة معقولية لنفسه يصطنع أنه أي محددة، وظيفة إلى االجتماعية والزمر هذه يبني أن من بدال

بينهم. )أوزياس، فيما يعتقدونها مشخصة، عالمات على الوظيفة (46 ص ،1973

في تحول ألي يمكن عناصر، مجموعة من البنية تتألف حيث )النظام(، النسق / طابع عند/ ستروس البنية مفهوم ويأخذ يحدث أن أحدها / يقول األخرى.ولذلك العناصر في ما تحوال

)النظم( االجتماعية، الظواهر دراسة في العبرة / إن ستروس إلى بينها. والدافع فيما القائمة العالقات إلى للوصول هي إنما

كما ظاهرها في ليست االجتماعية الظواهر حقيقة أن هو ذلك، تبدو بكثير، ذلك من أعمق مستوى في تكمن بل للمالحظ، عيانا

( 35 ص ،1976 داللتها. )ابراهيم، مستوى وهو أال للظواهر التصدي في تكمن خاصة، واألنثربولوجية عامة اإلنسانية العلوم في األساسية، الباحث مهمة فإن هنا ومن األكثر أو تعقيدا، األكثر اإلنسانية بقصد اتساق. وذلك وعدم تفككا االضطراب. والوصول هذا أو التعقيد هذا عوامل عن الكشف في الكامنة العالقات تحدد )البنى( التي أو البنية إلى بالتالي

. واألشياء الظواهر / يعتبر / ستروس كان وإذا األثنولوجيا هدف يحدد أخرى جهة من فإنه خاصة، فلسفة أو نظرية وليست )البنائية( منهجا األفراد واإلدراكية( عند )العقلية المعرفية العمليات عن بالكشف

تعدد حول تفسير إلى الوصول بغية اإلنسانية، المجتمعات داخل وتتبلور تنشأ العمليات بعض. وهذه عن بعضها واختالف الثقافات

منذ الفرد يتعلمها حيث التعلم، خالل من اإلنساني العقل داخل العقلية، )األبنية عليه أطلق ما وتكون اللغة، طريق عن الصغر

هذه تتخذ أن يمكن أساسها. ولذلك، على الثقافات تشكل التي في الباحثون بها يقتدي نماذج اللغوي، للتركيب الشكلية البناءات

الدقة معها تتحقق أن يمكن كما واالجتماعية، اإلنسانية العلوم( 9 ص ،1980 اإلنسان. )زكريا، دراسة عند العلمية

المحاولة لهذه وكان واألثنولوجية، واالجتماعية اللغوية الدراسات بين ، منهجي بشكل يربط أن / إلى / ستروس سعى لقد الخاص التقليدي األنثروبولوجي الفكر في وعميقة كبيرة أصداء

األدبية الدراسات وفي بل المختلفة، االجتماعية بالعلوم( 180 ص ،1972 .) حجازي، عام بوجه واإلنسانية

أن يمكن ال اجتماعي، نظام أي في االجتماعية العالقات إن

-142-

تفهم دراسة طريق عن االجتماعي. وذلك النظام هذا يشكلون الذين األفراد بين والتبادل التواصل عملية إطار في إال وتوجه األفراد، هؤالء تفكير تحكم التي العقلية العمليات

. ثقافتهم تؤلف التي البنية ضمن وعالقاتهم سلوكاتهمالجديدة- :2 األثنوجرافية المدرسة

الذكر. سابقة البنائية المدرسة مع مترافقة العشرين، القرن من الستينات بدايات مع أمريكا في المدرسة هذه ظهرت بين المتبادلة والعالقة اللغة، علم نتائج إلى النظرية هذه وتستند

في العلمين هذين من بالتالي واالستفادة واألثنولوجيا، اللغة علم. االجتماعية العلوم في للبحث متكامل منهج تبني

هايمز / ديل اقترح حين1964 عام منذ والثقافة، اللغة بين بالصلة األمريكيين اهتمام برز وقد / مصطلحا لتلك جديدا على يعتمد اللغوية( والذي )األنثروبولوجيا في يتمثل الصلة، ص ،1972 . )حجازي، االجتماعي إطارها في اللغة دراسة

154.) الثقافة، دراسة في اللغوي المدخل بتطوير يهتمون المعاصرون اللغويون األنثروبولوجيون بدأ المصطلح، هذا من وانطالقا

إلى تطورها، ومراحل اللغة أصل عن دراساته تؤدي بحيث االجتماعية األسس تطوير حول جديدة دراسية مجاالت

الحاضرة اإلنسانية الحياة عليها تقوم التي واإلعالمية،. والمستقبلية

(Freidle,1977,p.280)األنثروبولوجيين الباحثين من عدد قام ولذلك دراسة علمية تأكيد بقصد لغوية دراسات بإجراء أمريكا، في

وتحليلها الثقافة وصف خالل من وذلك اإلنسانية، الثقافة وفقا اللغوية سلوكاتهم في تتجلى التي ومفاهيمهم، األفراد لتصورات

. الشعوب، بين والمعايير األسس اختالفات متعددة، أثنوجرافية دراسات نتائج أظهرت التحليلي، المنهج هذا إلى واستنادا

مفاهيمهم المختلفة المجتمعات في بموجبها األفراد يصنف والتي أو كاأللوان المختلفة، األشياء بتصنيف يتعلق فيما واتجاهاتهم،

البيئة مكونات من وغيرها النبات، أو الحيوان أو الطعام إلى تسعى الجديدة، األثنوجرافيا أن يعني المحيطة. وهذا

أصحابها، يراها كما وتحليلها، وصفها خالل من الثقافة دراسة على باالعتماد وذلك األنثروبولوجي، الباحث يراها كما وليسالمجتمع. أفراد يستخدمها التي اللغة تحليل

عن المعلومات لجمع الميدانية بالدراسات العشرين، القرن من السبعينات بداية منذ الجدد األثنوجرافيين اهتمام برز لقد ذلك. حول كثيرة كتب ونشرت بها، المرتبطة والثقافات اللغات – الثقافة دراسة في أهميته من الرغم على – االتجاه هذا أن إال

واجه ذاتهم، األمريكيين األنثروبولوجيين بعض من نقدا بـ اآلن يسمى ما إلى دعا جيرتز/ الذي / جيلفورد سيما وال

بالمعنى الباحث يهتم أن وطالب (، الرمزية )األنثروبولوجيا الثقافية، للممارسات المصاحبين والرمز على االعتماد من بدال

-143-

المهم من ليس أنه ثقافتهم. ورأى عن األفراد يقوله ما ليست ألنها الثقافية، العناصر تكامل تأكيد إلى نسعى أن مطلقا مجموعة إال يتناقض التي والقواعد، والمعتقدات العواطف من منفصلة

( 234 ص ،1986 .) فهيم، كثيرة أحيان في بعض مع بعضها العامة األنثروبولوجية علم مظلة تحت وتنوعت تعددت المعاصرة، األنثربولوجية الدراسات فروع أن نجد تقدم، ما على وتأسيسا

،. الباحثين من الميدان، هذا في المشتغلين زيادة إلى أدى مما خاصة. ومع وأمريكا أوروبا وفي عامة، العالم في واألكادميين،

إثبات وعدم التشتت من تعاني زالت ما األنثروبولوجيا فإن ذلك، وثمة ،ة/ االجتماعي اإلنسانية العلوم من كعلم وشرعيتها هويتها

معالم ورسم إلنقاذه المحدثين األنثروبولوجيين من جادة محاوالت العصر، معطيات مع تتناسب وثابتة واضحة تكون له، مستقبليةوالمتالحقة. السريعة ومتغيراته المعاصرة لألنثروبولوجيا يعطي ما وهذا دورا المواقف خالل من وذلك اإلنسان، إنسانية وتأكيد العالمي السالم تعزيز في هاما

والتمييز، التفرقة مناهضة في األنثروبولوجيون يتبناها التي مقدراتها. وتعزيز على والسيطرة األخرى الشعوب واستعمار

خدمة في والفعال اإليجابي األنثروبولوجية، الدراسات دور المختلفة، بأشكاله التحرر مقدمتها وفي اإلنسانية، القضايا إلى تسعى التي البلدان في سيما وال الشاملة، والتنمية والبناءذلك.

**

-144-

ومراجعه : الفصل مصادر مكتبة البنيوية، على أضواء – البنية ( مشكلة1976) زكريا ابراهيم،-

. القاهرة مصر، مجلة والمجتمع، اإلنسان علوم في يحدث ( ماذا1977) أحمد زيد، أبو-

( .1) العدد ،8 مجلد الكويت، الفكر، عالم مجلة ،46 العربي كتاب المعرفة، إلى ( الطريق2001) أحمد زيد، أبو-

العربي،. الكويت

طبيعتها – االجتماعي التطور ( قوانين1983) غليز برمان،-. موسكو التقدم، دار واستخداماتها،

اللغة علم في البنيوية ( أصول1972) فهمي محمود حجازي،- )يونيو(، حزيران عدد الفكر، عالم مجلة األنثروبولوجية، والدراسات

الكويت. التربية دار المعاصرة، االجتماعية ( الثقافات1989) زياد حمدان،-

. عمان الحديثة، كرم، : سمير ترجمة الفلسفية، ( الموسوعة1984) يودين و رونتال-

الطليعة، دار. بيروت

اآلداب، كلية مجلة البنائية، الفلسفية ( الجذور1980) فؤاد زكريا،-. الكويت جامعة األول، العدد

تاريخ في األنثروبولوجيا- فصول ( قصة1986) حسين فهيم،- المعرفة عالم اإلنسان،

. الكويت (،198). الالذقية الحوار، دار الثقافة، ( سوسيولوجية1987) الطاهر لبيب،- الثقافية، األنثروبولوجيا أسس (،1974) مليفيل. ج هرسكوفيتز،-

. دمشق الثقافة، وزارة النفاخ، : رباح ترجمة- Freidle , John (1977) Anthropology , Harper and Row Publishers , New

York .- Harris, Marvin (1968) A History of Theories of Culture, Thomas Crowell

Company , New York .- Kessing ,Roger (1981) Culture Anthropology : A Contemporary

perspective , Holt Rinehart and Winston , 2 th Edition

***

-145-

الثـالث الفصل

عربية أنثروبولوجيا نحـو

مقــدمـة العربية األنثروبولوجيا أوال- واقع معاصرة عربية أنثروبولوجيا ثانيا- نحو

-146-

مقــدمـة وتطورها، األنثروبولوجيا لنشأة المسهب العرض هذا بعد

هو : أين نتساءل أن لنا يحق أال دراستها، ومجاالت وفروعها أين بل األنثروبولوجية، الدراسات من العربي المجتمع

خاصة عربية أنثروبولوجيا ثمة كان إذا ذاتها، العربية األنثربولوجيا / الحضارية؟ التاريخية وثقافتها العربية األمة بطبيعة ال حيث بمكان، الصعوبة من السؤال هذا عن اإلجابة تكون قد

وجود من الرغم على إجابة، لهكذا وكاملة جاهزة معطيات توجد الحاضر. في أو الماضي في سواء عربية، ألنثربولوجيا محاوالت

أمكن إن – تصور إلى خالله من والوصول تبيانه سنحاول ما وهذا. معاصرة عربية ألنثروبولوجيا –

غربي وطرائقه، خصوصيته لـه كعلم األنثروبولوجيا كون إن كانوا العرب أن إنكار، أو تجاهل يعني ال فهذا والتطور، المنشأ األخرى، الثقافات دراسة ( فين)األوروبيي الغرب من أسبق للبحث المنهجية واألسس المبادىء وضع وفي ومقارنة، وصفا

والطبيعية. االجتماعية العلوم في والدراسة الثامن القرن منتصف من الممتدة الفترة إلى عدنا ما وإذا العرب أن نجد الميالدي، عشر الحادي القرن نهاية إلى الميالدي

" الشرق " عباقرة القرن ونصف قرون أربعة مدى على – كانوا كانت بينما وغيرها، والفلسفة واالجتماع والطب الفلك علوم في

. اإلنسانية العلوم في األساسية اللغة هي العربية، اللغة الدولة سقوط بعد الغرب إلى ذهبت كلها العلوم هذه ولكن

على واالستعمارية االحتاللية الغزوات )العباسية( وتتالي العربية إضعافه في أسهمت والتي العربي، الوطن اجتماعيا وثقافيا منذ ويطورها، العرب علوم من يستفيد الغرب راح بينما وعلميا،

هذا. يومنا وحتى نهضته فجرالعربية- : األنثروبولوجيا واقع أوال

/ : " انقلب الشيال الدين / جمال العربي المؤرخ يقول الحروب في بالهزيمة منوا بعدما ديارهم إلى األوروبيون وأخذوا / اإلسالمية، العربية الحضارة أنوار بهرتهم وقد الصليبية،

وينقلون آللئها من ... يقتبسون لها فتفرغوا الحضارة، تلك مفاتيح أخرى عوامل ساعدتهم توليفاتها. وقد ويدرسون آثارها،

يسيروا أن على واقتصادية، واجتماعية وتاريخية ،جغرافية ما أكثر تعتمد جديدة طريقة على الجديد، طورها في بالحضارة

-147-

الحر التفكير على تعتمد، والتجربة المالحظة وعلى أوال علمية كشوف إلى السبيل لهم كله هذا ثانيا. فمهد واالستقراء

عشر التاسع القرنين، لحضارة الطالئع شكلت جديدةوالعشرين."

حين في كله، هذا يفعلون األوروبيون / : كان / الشيال ويتابع لـه اتخذ أو لنفسه، اتخذ العربي- قد العالم فيه بما – الشرق كان

القدر، هذا عن االختالف كل يختلف الحياة، من آخر أسلوبا لها." القدر اصطنعه أو لنفسها، أوروبا اصطنعته الذي األسلوب( 5 ص ،1958 )الشيال،

التراث بتأثير أوروبا مفكري بعض اعتراف من الرغم وعلى اتجاه ساد فقد الحديثة، الغربية الحضارة على العربي الحضاري

نحو السعي خالل من التاريخية، الحقيقة لهذه ومتنكر ناكر حركة االتجاه، هذا دعم شأنها. وقد من التقليل أو طمسها،

عجز مؤكدا واإلسالمي، : العربي للعالمين األوروبي االستعمار ركب في واإلسهام واإلبداع، االبتكار عن والمسلمين العرب

" التغريب من يجعل الذي األمر اإلنسانية، الحضارة " أمرا الحديث. العصر تطورات لمواكبة ضروريا / العربي التراث فحص على العمل الضروري فمن ولهذا، وال ومتعمقة، متأنية دراسة وغزارته،ودراسته بتنوعه اإلسالمي،

من باألنثروبولوجيا، المباشرة الصلة ذات األعمال تلك سيما " للجاحظ، " الحيوان وكتاب الصفا، أخوان : مؤلفات أمثال وتحول ءالنشو عن بآرائه مسكويه/ الخاصة ابن / أحمد ت وكتابا

كثير. وغيرها بعض، من بعضها األحياء من األنثروبولوجيا تاريخ إعادة إلى الدراسات هذه تؤدي فقد

ال بحيث والمنهجية، المعرفية أصولها إعادة األقل، على أو جديد، قد بل فحسب، أوروبا )التنوير( في النهضة عصر إلى جميعها ترد

المفهومات من الكثير العربي، الحضاري التراث هذا في يوجد وأوجه اإلنسانية، والحضارة البشري الجنس عن والنظريات

الباحثين بال يشغل يزال ال مما ومشكالتها، اليومية الحياة( 259 ص ،1986 المعاصرين. )فهيم، األنثروبولوجيين

فإن العربي، التراث هذا في العلوم غنى من الرغم وعلى العلمية الدوائر في االهتمام يلق )األنثروبولوجيا( لم اإلنسان علم

الغربية العلمية المؤسسات في الحال هي كما العربية، والبحثية في أو / التطبيقية، الميدانية البحوث في سواء وباحثيها،

والتربوية.. والنفسية الفلسفية كالدراسات األكاديمية، الدراسات أن إلى يشيرون )األكاديميين( العرب الباحثين بعض وثمة

من الثالثينات في العربي، العالم إلى دخلت األنثروبولوجيا، على المقارن" وذلك االجتماع " علم اسم تحت العشرين القرن : مثل البريطانيين، األنثروبولوجيا علماء من كبير عدد أيدي

التدريس تولوا وبريستافي( ممن – كارت هو – بريتشارد )إيفانز في بعدهم جاء (. ثم اآلن القاهرة )جامعة المصرية الجامعة في

-148-

/ األستاذ الحين، ذلك في األنثروبولوجيين عميد األربعينات، جامعة في األنثروبولوجيا بتدريس قام / الذي براون رادكليف

وذلك المقارن( أيضا، االجتماع )علم اسم تحت اإلسكندرية، على – الحين ذلك في – الجامعي التدريس برامج احتواء لعدم( 260ص ،1986 .) فهيم، األنثربولوجيا مادة

التوقف إن عن مثال، تشييدها تم التي التصويرات عند قليال تلك سيما وال األنثروبولوجي، الفكر في العربي والمجتمع الثقافة

العربية، بالمجتمعات األنثروبولوجيا عالقة عن الناتجة التصويراتاألهمية. من غاية على أمر لهو

الفكر لعالقة تأريخ بمحاولة القيام أردنا فإذا ولذلك، العربي، العالم في والثقافة بالمجتمع الغربي، األنثروبولوجي

فقط ليس سيتصدران غيلنر، وإرنست بريتشارد إيفانز فإن ثقافات مع تعاملوا الذين األنثروبولوجيين من عدد قائمة

وإنما واإلسالمي، العربي العالم ومجتمعات تجربة ألن أيضا االثنين جانبها في العالقة، هذه تجليات أشكال أحد عن تعبر معا

األقل. على األوروبي انتمائهما واقع ومن غيلنر، و بريتشارد من كل حاول فقد يكونا أن قبل مثقفين باعتبارهما أي المعاصرة، األوربية للثقافة

الخاصية ذي والثقافي االجتماعي الواقع هذا فهم أكاديميين، الثقافي الغرب مقابل في يقع الذي الواقع هذا اإلسالمية، العربية

اهتمام صلب يشكل الذي األهم الهاجس واالجتماعي. وكان األثنوغرافية التفصيالت ليس -، زال وما – الجانب هذا في غيلنر

في البحث هي وإنما العربي، والمجتمع العربية للثقافة المميزة االجتماعي النظام وفقها يعمل التي المنطقية، والقوانين اآلليات

( 125 ص ،2001 العالم. )يتيم، من البقعة هذه في وعبر والفيلسوف، / األنثروبولوجي غيلنر / إرنست قام لقد اإلثنولوجية دراساته واألنثروبولوجية أوال جانبين بتحليل ، ثانيا

في البارزة الرئيسة الثوابت من يكونان األهمية، من غاية على قادته والقبلية. فقد وهما: اإلسالم أال ، العربية االجتماعية البنى

)الميداني( األنثروبولوجي الحقلي عمله إلى االستقرائية محاولته " مفهوم اختبار بقصد العربي، الغرب في األطلس جبال في

الشعبي / الحضر، البداوة / العشيرة، :األسرة " مثال االنقسامية االنقسامية أن باعتبار الثنائيات. وذلك من وغيرها ، / الرسمي

في والسياسية القرابية للنظم البارزة البنيوية السنة هي. القبلية العربية المجتمعات في البحث / إلى بريتشارد / إيفانز المعلم ذهب ومثلما

االنقسامية في التوازن إعادة في المساعدة المحلية العوامل باعتباره لإلسالم دور من المعلم رآه فيما أي القبلية، نظاما

ليبيا( )في برقة ألبناء االجتماعي التنظيم في تجسد أيديولوجيا، هكذا السنوسية، الصوفية الحركة وفي / . / غيلنر سعى أيضا إيضاح حاول " حين األطلس " أولياء كتابه في أوضحه ما وهذا

-149-

واألولياء، الزوايا نظام عبر يؤدي اإلسالمي، التصوف كان كيف يدفع اجتماعية، بنى إلى التوازن إعادة في مفصلية تعتبر أدوارا المتتالي. )يتيم، االنقسام )البيئي( نحو اإليكولوجي نظامها بها (126 ص

الباحثين معظم عزا فقد األخرى، الجهة من أما جهة، من هذا العالم في وانتشارها باألنثروبولوجيا الترحيب عدم العرب

: أساسيين سببين إلى العربي، اإلنسان، عند الحيوي التطور فكرة تقبل عدم: أولهما

أن تؤكد التي وتفسيراته الديني الفكر مع لتعارضها بالنظر ذات تطورية حلقة نتاج وليس الله، عمل من مخلوق اإلنسان

إلى دعا من العرب المفكرين بعض ثمة .ولكن حيواني أصلالعلم. يفيد ما منهما واألخذ الفكرتين، بين التوفيق

/ نصيف الله / عبد الدكتور الجيولوجي الباحث يقول فبينما – تعارض ثمة " : ليس والطبيعية االجتماعية " العلوم كتاب في

هذه واستخدامه الكون، عن اإلنسان ومعرفة اإليمان مطلقا-بين / يقول محمود نجيب / زكي المفكر أن .. نجد للخير المعرفة

تخريج في الشطارة ": ليست وثقافته العصر " هذا كتابه في ما نفسه هو الدين، به جاء ما أن نتصور تجعلنا التي المعاني

في هي المهارة، كل المهارة .. وإنما عصرنا في العلم به يجيء حافزا، الدين من آخذ كيف منه أعرف الذي بالطريق تبصرني أن

ولإلنسانية لنفسي أقدمه جديد )صنع( علم إلى اإلرادة يحرك (242 ص ،1980 .)محمود، جمعاء

التاريخية وبداياتها األنثربولوجيا نشأة ارتباط: وثانيهما البدائية المجتمعات على تتم الدراسات كانت حيث باالستعمار، مما الثقافية، وطبيعتها التركيبية بنيتها معرفة بهدف والمتخلفة،

العربي المجتمع فيه كان الذي الوقت في استعمارها، يسهل. والتقدم للتحرر ويسعى واالستعمار، االحتالل من يعاني

تهدف كانت علمية بمشاريع مثال، الجغرافيا ارتبطت فكما األرضية، الكرة طبيعة بتحديد تتعلق جديدة كشوفات تحقيق إلى وكذلك والجغرافية، وبيئاتها وأقاليمها منها اليابسة التخوم أي

األنثروبولوجيا ارتبطت وكذلك والمحيطات، البحار توزيع واالجتماعية( بمشاريع والثقافية )البيولوجية واهتماماتها

أي والثقافية، االجتماعية وبيئاته اإلنسان، حول معارفها استكمال آن والتي الغرب، في بدأت التي األنثروبولوجية المشاريع بتلك

في راالستعما ظروف أتت أوروبا. وقد خارج الستكمالها األوان العلمية، المشاريع لتلك الطريق لتمهد عشر، التاسع القرن بالخبرة واألنثربولوجي الجغرافي الفكر تاريخ ارتبط وبذلك

. )يتيم،ةغربي غير وثقافات ومجتمعات وبأقاليم االستعمارية،( 134ص ،2001

إلى المتحاملة، والروح االختزالية العقلية هذه أدت أن وكان وكذلك والعلوم، المعارف تسييس نحو هائل ميل سيادة

-150-

تلك ضحايا أبرز من عنها. وكان الناتجة والعالقات المؤسسات قد الجغرافيا كانت واألنثروبولوجيا. وإذا : الجغرافيا العلوم تعود ألسباب بجلدها، سلمت في العلم هذا ترسخ إلى مثال

وإلى العشرين، القرن من األربعينات منذ العربية، األكاديميات األمر القدم، منذ العلم هذا في البارز المسلمين، العرب إسهام األنثروبولوجيا فإن معه، ألفة أكثر المعاصرين العرب جعل الذي

العرب األنثروبولوجيين نصيب كان حيث القبول، بهذا تحظ لم مجاراتهم معدوما- عند يكن لم إن – بكثير أقل األوائل،

. نباألوروبيي غربي، أو أوروبي اهتمام أي مع التعاطي تم وهكذا

في يقع أنه على وثقافاتها، اإلسالمية أو العربية بالمجتمعات واإلسالم. العرب على التآمر أو االستعمارية األطماع دائرة

)يبدي غربي إنسان كل وأصبح بهذه االهتمام من شيئا ص العربي. )يتيم، العالم في وريبة شبهة الموضوعات( موضع

136 ) لتشمل األنثربولوجية الدراسات اتساع من الرغم وعلى درجة في أو تكوينها في سواء المختلفة، البشرية تالمجتمعا في يبحث كعلم اعتمادها تعوق رواسب ثمة زالت فما تطورها، سيما وال لها، المناسبة الحلول وإيجاد العربي المجتمع مشكالت

واالقتصادية. والثقافية االجتماعية القضايامعاصرة- : عربية أنثروبولوجيا نحو ثانيا

والجدل الفكر لحرية األساسية المناخات توافر إن لالنطالق الالزمة الضروريات من تعد الموضوعية، والمناقشة يحتاجون العرب ألن وذلك العربية، األنثروبولوجية بالدراسات

يحتاجون ذاته، الوقت في أنهم كما لثقافتهم، معمقة دراسة إلى. األخرى الشعوب ثقافات دراسة إلى

المداخل أهم من يعد ربما – ذاته بحد – الثقافة فمفهوم والعمل للفكر األنثروبولوجيا قدمتها التي واإلسهامات

كلوكهون- كاليد تعبير حد وعلى – الثقافة خالل اإلنسانيين. فمن أوضح صورة تمنحه مرآة اإلنسان، أمام األنثروبولوجيا تضع

وظائفه وطبيعة المجتمع نشأة في وتسهم وأقرانه، لنفسه وسلوكاتنا، دوافعنا توضح ومنظماته. كما دوافع عن فضال

األنثروبولوجيا تأثير .. ويزداد وسلوكاتهم اآلخرين في وضوحا. والسياسة واآلداب الفلسفة ميادين

نحو العربية البلدان من كثير في الحالي، االتجاه إطار وفي واالجتماعي االقتصادي بالمستوى واالرتقاء، التحديث

الدينية، والتعاليم بالقيم أضرار إحداث دون والتكنولوجي، لألنثروبولوجيا فإن األصيلة، والتقاليد االجتماعي التراث وأسس دورا وإحياء التقاليد تلك ودراسة التراث، هذا إبراز في كبيرا

أن يمكن الذي الفعال الدور كذلك، العربية. ويتضح الحضارة

-151-

التنمية، مشروعات مجال في العرب، األنثربولوجيون يؤديه ودراستها الثقافية األنثروبولوجيا مفهومات تحليل خالل من وذلك

(268 ص ،1986 . )فهيم، )حقلية( ميدانية دراسة

يحتل مثال- نجده – القبيلة مفهوم تفحصنا فإذا موقعا مركزيا /، غيلنر / إرنست يطرحها التي اإلسالمية األنثروبولوجيا في

إلى األوسط( لإلشارة )الشرق كتاب من الكثيرون ويستخدمهمختلفة. عيش وأشكال بنى ذات اجتماعية كينونات

ثمة فإن عربية، أنثروبولوجيا لتصور الرؤى من وانطالقا اإلجابة من بد ال العرب، األنثروبولوجيين أمام مطروحة أسئلة : )أسد، المترابطة التالية النقاط تفهم خالل من وتطويرها، عنها

( 149ص ،2001 بالمثقفين المتعلقة األنثروبولوجية الروايات تعمل أن-1

لهؤالء التاريخية الخطابات ترجمة على الفاعلين، اآلخرين، لخطابات استجابات أنها على وتمثيلها المثقفين، . ألفعالهم التاريخي واالنتزاع التخطيط محاولة من بدال

2- االجتماعية للبنية األنثروبولوجية التحليالت تركز أال المتغيرة النماذج على بل النموذجيين، الفاعلين على

يدعى ما سيما وال المجتمعية، والظروف للعالقات(. السياسية )باالقتصاديات

أوسطية( )الشرق السياسية االقتصاديات تحليل إن-3 الممارسة من نوعان هما اإلسالمي، الواقع وتمثيل

يمكن وال جوهريا، مختلفان وهما األوجه، المتعددة إمكانية من الرغم على باآلخر، أحدهما استبدال

– أخذا ما إذا نفسه، البحث في معقولة بصورة تجسيدهماخطابان. أنهما على – بدقة

أنها على اإلسالم، نماذج تمثيل الخطأ لمن إنه-4 ضمني قياس عبر االجتماعية، البنية نماذج مع مترابطة

. االجتماعي )األيديولوجية( واألساس الفوقية البنية على العربي، المجتمع في اإلسالم يدرس أن يجب وأخيرا،-5

باعتباره تراث وأنه األنثروبولوجية، للمعرفة موضوعا النفوس، في األخالق بترسيخ يرتبط األوجه، متعدد

مناسبة. معارف وبإنتاج معارضتهم، أو الناس وبتالؤم الوقت في إذن، العرب األنثروبولوجيين مهام بين من إن

الحاضر، على العربي النسق إبراز على جهودهم تقتصر أال المادة جمع أو فحسب، النظرية المفاهيم بعض بصدد الغرب

الفحص أيضا، دراساتهم تتضمن أن بد ال وإنما األثنوجرافية، المنهجية الجوانب عن الكشف بهدف التراثية لألعمال الدقيق

معارفهم من استمدوا قد يكونون والتي الكتاب، بين المشتركة

-152-

الدينية وتربيتهم عند العقلية الحياة ألن لها. وذلك أساسا أوثق كانت – الطويل توفيق يقول كما – الشرقيين بحياتهم اتصاال

التفسير هذا امتزج . فقد الخالص الفلسفي بالتفكير منها الدينية القول ليمكن حتى اإلنسانية، العصور شتى في الديني بالتفكير

محالة- إلى ال– تنتهي بينها، الفصل إلى تهدف محاولة كل بأن (72 ص ،1986 كليهما. )فهيم، فهم عن العجز

الكثير ويشمل الحياة، سعة واسع األنثروبولوجيا مجال إن العديدة، ومذاهبها وتياراتها باتجاهاتها الفكرية الحياة مظاهر من في األنثروبولوجيين من الكثيرون يفهمه لم الذي األمر وهو

في انحصرت بحيث أفكارهم آفاق ضاقت ممن العربي، العالم أن دون عنها، يخرجون يكادون ال التقليدية، الموضوعات من عدد

المعرفة ميادين ارتياد على الكافية الجرأة أنفسهم في يجدوا ضعف إلى راجع ذلك يكون .. وقد والمتباينة المتنوعة المختلفة،

اتساع مدى إدراك وعدم الثقافي، والتكوين العلمي اإلعداد في قصور إلى األول، المقام وفي – شك بال – يرجع .. ولكنه البحث

زيد، والمبادرة. )أبو االنطالق من الخوف وإلى التخيل ملكة في (7 ص ،2001

فقد العربي، العالم في األنثروبولوجيا واقع كان ومهما حيث العشرين، القرن من الستينات منذ جديدة أرضية اكتسبت أهداف يحقق لما استخدامها، إلمكانيات أفضل بتفهم حظيت العربي االهتمام تجلى واالزدهار. وقد التقدم في العربي العالم

دراسية ومقررات كتخصصات اعتمادها خالل من باألنثروبولوجيا، االسكندرية، جامعة القاهرة، )جامعة العربية الجامعات في

... وغيرها( البحرين ،جامعة اللبنانية الجامعة دمشق، جامعة وتتجلى األنثروبولوجيين الباحثين من الكثير قيام في أيضا

مفاهيم وحضارته، وأصوله اإلنسان حول الكتب بتأليف العرب، واالجتماعية، الثقافية الدراسات في وتطبيقاتها األنثروبولوجيا

ابراهيم )األنثروبولوجيا( تأليف : كتاب المثال سبيل على منها النوع في دراسة – )اإلنسان . وكتاب1958 عام زرقانة،

)الحضارة- . وكتاب1974 عام رياض، محمد والحضارة( تأليف حسين تدهورها( تأليف وعوامل وقيامها، أصولها في دراسة عام مؤنس المجتمع( لدراسة مدخل – االجتماعي )البناء . وكتاب1978 )األنثروبولوجيا . وكتاب1980 عام زيد، أبو أحمد تأليف

. وكتاب1984 عام األخرس، صفوح االجتماعية( تأليف .1997 عام الجباوي، علي اإلناسة( تأليف )األنثروبولوجيا- علم

. وغيرها الباحثين من عدد بها قام التي الميدانية الدراسات بعض وثمة هذه ونشرت العربي، الوطن من متعددة مناطق في العرب،

على ومنها العربية، )المجالت( العلمية الدوريات في الدراسات اإلعالم وزارة تصدرها التي الفكر، عالم : )مجلة المثال سبيل

مركز عن تصدر التي العربي، المستقبل ومجلة الكويتية، -153-

العربي الفكر ومجلة بيروت، في العربية الوحدة دراسات بيروت في العربي اإلنماء مركز عن تصدر التي المعاصر، اآلداب كليات عن تصدر التي المجالت إلى إضافة وباريس، الندوات العربية. إلى الجامعات في اإلنسانية، والعلوم

االتحاد عقده الذي التحضيري االجتماع غرار على واالجتماعات،( 1986/ الثاني )كانون مصر، في األنثروبولوجية للعلوم الدولي

لألنثروبولوجيا بأن – شك دون – تبشر التوجهات، هذه إن العربية سواء العربية، هويتها تعمق أن شريطة زاهرا، مستقبال

تبتعد وأن التطبيقية، أهدافها في أو النظرية، منطلقاتها في ذلك، لها تم ما تطوير. وإذا أو نقد دون من النقل عن مادتها هذا في العالمية، وإسهاماتها العربية أصالتها تتعزز أن يمكن

في ،1953 عام / منذ كوون / كارلتون أكده ما الميدان. وهذا: قال " حيث العرب " أنثروبولوجيا بعنوان لـه مقالة

البالد تقطن التي الشعوب تقوم أن الحيوية، األمور " من ترفع التي الوسائل تجد وأن بها، الخاصة بالمشروعات العربية

الشعوب هذه لمصلحة ال جميعهم، لسكان المعيشة مستويات يعنوا أن العرب ... فعلى كله العالم لصالح ولكن فحسب،

تلك مدركين درسوها، مما أكثر ويدرسوها باألنثروبولوجيا أي أو إنسان أي يتبعه طريق خير أن في تتلخص التي الحقيقة أمره يحزم أن هو األشياء، من شيء أي يصنع أن أراد إذا شعب،

بنفسه ويصنعه ( 269 ص ،1986 : فهيم، عن " )نقال ذلك في إن شك ال عربية، أنثروبولوجيا إيجاد على تحفيزا تقدمه في وتسهم العربي، المجتمع مشكالت نحو دراساتها تتجه الجهل ألن المختلفة، اإلنسانية العلوم معطيات مع يتناسب بما

زال ما األنثروبولوجيا، علم سيما وال العلوم، بهذه حد إلى – سائدا الثقافات لطبيعة والموضوعية الجدية الدراسات ويعوق – ما

حقيقي فهم إلى بالتالي تؤدي التي اإلنسانية، وإسهاماته األخرى هذه وحجم اإلنسانية، الثقافة في العربية المساهمة لطبيعة

. المساهمة على العربية الثقافية النوافذ فتح إلى دعوة ذلك وفي االستفادة يمكن التي الثقافات تلك سيما وال األخرى، الثقافات

بما بها، واالقتداء ودراستها العصر ثقافة إلى التعرف في منها مقومات ومع المتمايزة، العربية الشخصية جوهر مع ينسجم واالتجاهات الفكرية التيارات ذلك في بما العربية، الثقافة

أسطورة عن واإلغضاء منها واالنتقاء والفنية، األدبية والمذاهب تنمو – العربية الثقافة ومنها – كلها الثقافي. فالثقافات الغزو

المتبادل، والتأثير واالحتكاك باالتصال وتتقدم، وتزدهر( 10ص ،2001 زيد، واالستيعاب. )أبو واالستعارة

األنثروبولوجية الدراسات لـه تؤسس أن يجب ما وهذا الحضارة بين العالقة تلك بجالء تظهر بحيث المعاصرة، العربية المختلفة، جوانبها ومن اإلنسانية، والحضارة العربية عن بعيدا

-154-

النقدي األنثروبولوجي بالفكر واألخذ المسبقة، األحكام األنثروبولوجيا، نظريات من تطبيقه يمكن ما وتطبيق والمقارن،

التاريخية وتركيبته العربي، المجتمع طبيعة مع يتناسب بما(. والثقافية )الديمغرافية

**

-155-

ومراجعه : الفصل مصادر ،46 العربي كتاب المعرفة، إلى ( الطريق2001) أحمد زيد، أبو-

. الكويت العربي، مجلـة : سامــر تعريب اإلسالم، أنثروبولوجيا ( فكرة2001) طالل أسد،-

بيروت. ،13 السنة ،55 عدد االجتهاد، مجلة رشواني، بمصر المعرف دار الطهطاوي، ( رفاعة1958) الدين جمال الشيال،-

. تاريخ في فصول – األنثروبولوجيا ( قصة1986) حسين فهيم،-

المعرفة عالم اإلنسان، الكويت (،198)

مكتبة اإلسالم، في الفلسفي ( التفكير1968) الحليم عبد محمود،-. القاهرة المصرية، األنجلو

مجلة الكتاب، إلى المحراث ( من2001) الرحمن عبد الله عبد يتيم،-. بيروت ،13 السنة ،55 عدد االجتهاد،

***

-156-

العلميـة المصطلحـات

AAdaptation تكيـف Alternative بديـل Anatomy التشريح علمAnthropology اإلنسان دراسة علم

Applied Anthropology التطبيقية األنثروبولوجيا التاريخ قبل ما حضارات دراسة علم

Archeology

Automatic Behavior اآللي السلوكB

Behavior سلوك Behavioral Sciencesسلوكية علوم

Biological Anthropologyالبيولوجية األنثروبولوجياC

Caseحالـة Case Study الحالة دراسة

Change تبدل – تغيرCivilization حضارة CognationمعرفـةCog nativeمعرفي Communicationاتصال – تواصلComparativeمقارنـة Comparative Study مقارنة دراسة Condition تكييف Construction بنية – بنــاء

Culture ثقـافة Cultural Ecology الثقافية البيئة

Culture Anthropologyالثقافية األنثروبولوجياCultural Degeneration الثقافي االنتكاس

-157-

Cultural Materialism الثقافية الماديةD

Development تطورDialectic- al جدلية – جدل

Dialectical Materialism الجدلية المادية Diffusions انتشار

Diffusions Theory االنتشارية النظريةDirectedتوجيه – اتجاه

Directed Changeالموجه التغييرE

Enculturation التثقيف للثقافة المقارنة التحليلية الدراسة

Ethnology

Ethnography للثقافة الوصفية الدراسةEvolution تقدم – تطور

FFamilyعائلة – أسرة Fulfillmentإنجـاز

FunctionوظيفـةG

Generationجيل Group مجمـوعة

HHistory تـاريخ

Historical Theoryالتاريخية النظرية Historical Particularism التخصصي التاريخي االتجاهHistorical Materialismالتاريخية الماديةHumanإنسـانHumanity- Natureاإلنسانية الطبيعة Humanity Developmentاإلنساني التطور

IIndustrial صنـاعي

Industrial Development صناعي تطورInteractive تفاعـل

KKinshipقـرابةKinship System )نظام( القرابة نسق

L

-158-

Linguistics اللغويات علمM

Model نمـوذجMonography األشكال دراسة

N Nature طبيعـة Naturalism طبيعي

O Over Development مفرط تطورOrigin أصـل riginal أصلي

P Participationمشاركة

Para Primitivismبالبدائي شبيهPersonalityشخصية

Physical Anthropologyالجسمية األنثروبولوجيةPrinciple عنصـرPoliticalسياسة Political Systems سياسية أنساق

Pre-History التاريخ قبل ما Primitive Societies البدائية المجتمعات

Q Questionnaire)استمارة( استبيان

S Science علـم

Social Anthropology االجتماعية األنثروبولوجيا Sociobiology االجتماعية البيولوجيا

Social Science اجتماعية علوم Social Systemsاجتماعية أنساق

Sociologyاالجتماع علم Social Role االجتماعي الدور

Social Morphology االجتماعية األشكالSpecialties خصوصيات

Stratification( )تنضيد تصنيفFunctionalStructural الوظيفي البنائي االتجاهSystemنظام – نسق

TTheoryنظرية

-159-

Theoretical نظريTribe قبيـلة

UUrbanization الحضري العمران

Universalعمومي – عام

***

-160-

والمـراجع المصـادر

أوال- العـربية مكتبة البنيوية، على أضواء – البنية ( مشكلة1976) زكريا ابراهيم،-

القاهرة. مصر، التراث، دار بطوطة، ابن ( رحلة1968) الله عبد أبو بطوطة، ابن-

بيروت. : علي تحقيق خلدون، ابن ( مقدمة1966) الرحمن عبد خلدون، ابن-

. القاهرة وافي، الواحد عبد مجلة والمجتمع، اإلنسان علوم في يحدث ( ماذا1977) أحمد زيد، أبو-

. الكويت (،1) عدد ،8 مجلد الفكر، عالم – 1)ج المجتمع لدراسة مدخل – االجتماعي ( البناء1980) -

. القاهرة للكتاب، العامة المصرية المفهومات( الهيئة مجلة منشورات ،46 العربي كتاب المعرفة، إلى ( الطريق2001)-

. الكويت العربي، ،المطابع التربوية األنثروبولوجيا في ( مقدمة1974) أحمد هالل، أبو-

. عمان التعاونية،. دمشق االجتماعية، ( األنثروبولوجيا1984) صفوح األخرس،- : سامر تعريب اإلسالم، أنثروبولوجيا ( فكرة2001) طالل أسد،-

. بيروت ،13 السنة ،55 عدد االجتهاد، مجلة رشواني، المعارف منشأة العامة، ( األنثروبولوجيا1973) قباري اسماعيل،-

. باإلسكندرية مخول، : مخائيل ترجمة ( البنيوية،1973) ماري جان أوزياس،-

. دمشق األنثروبولوجيا في ( مقدمة1977) هاري هويجرا، و رالف بيلز،-

. القاهرة النهضة، دار وآخرون، الجوهري : محمد ترجمة العامة، : ترجمة ،5ط االجتماعية ( األنثروبولوجيا1975) إدوارد بريتشارد،-

. االسكندرية للكتاب، العامة المصرية الهيئة زيد، أبو أحمد األنثروبولوجيا إلى مدخل – اإلنسان ( علم1991) سامية جابر،-

. بيروت العربية، العلوم دار والثقافية، االجتماعية. دمشق جامعة االجتماعية، ( األنثروبولوجيا1982) علي الجباوي،-. دمشق جامعة اإلناسة، علم – ( األنثروبولوجيا1997) ـــــــ- االجتماعية، وتطبيقاته النفس ( علم1994) العال عبد الجسماني،-

. بيروت للعلوم، العربية الدار – دمشق جامعة التربية، ( فلسفة1987/1988) فاطمة الجيوشي،-

-161-

. التربية كلية العامة ( التربية2002/2003) عيسى الشماس، و فاطمة الجيوشي،-

التربية. دمشق- كلية ( جامعة1) دار األنثروبولوجيا، ( مجاالت1985) علية حسين، و السيد، حامد،-

. الكويت القلم، اللغة علم في البنيوية ( أصول1972) فهمي محمود حجازي،-

. الكويت يونيو، عدد الفكر، عالم األنثروبولوجية، والدراسات دار االجتماع، وعلم التربية في ( أحاديث1985) ساطع الحصري،-

بيروت. للماليين، العلم دار المعاصرة، االجتماعية ( الثقافات1989) زياد محمد حمدان،-

عمان. الحديثة، التربية. بمصر المعارف دار أنثروبولوجية، ( دراسات1970) أحمد الخشاب،- العلم، دار مصر، عن يتحدث ( هيرودت1966) صقر محمد خفاجة،-

. القاهرة طرابلس الفكر، مكتبة دار ليبية، ( نصوص1967) فهمي علي خشيم،-

ليبيا. – المجال في ( األنثروبولوجيا1988) الحميد عبد حسين رشوان،-

. االسكندرية ،1ط النظري، كرم، : سمير ترجمة الفلسفية، ( الموسوعة1974) يودين و رونتال-

بيروت. الطليعة، دار دار والحضارة، النوع في دراسة – ( اإلنسان1974) محمد رياض،-

. بيروت العربية، النهضة المصرية، النهضة مكتبة ( األنثروبولوجيا،1958) ابراهيم زرقانة،-

. القاهرة اآلداب، كلية مجلة البنائية، الفلسفية ( الجذور1980) فؤاد زكريا،-

. الكويت جامعة (،1) عدد دار ،2ط والشخصية، ( الثقافة1983) حسن سامية الساعاتي،-

. بيروت النهضة، : صالح البنيوية( ترجمة ( األنثربولوجيا1983) ليفي كلود ستروس،-

. دمشق الثقافة، ،وزارة مصطفى. الكويت جامعة ، األنثروبولوجيا ( قاموس1981) شاكر سليم،- : عبد ترجمة اإلنساني، السلوك ( تكنولوجيا1980) ب. ف سكنر،-

. ( الكويت32) المعرفة عالم يوسف، القادر المعارف دار الطهطاوي، ( رفاعة1958) الدين جمال الشيال،-

. بمصر بيروت. اللبناني، الكتاب دار الفلسفي، ( المعجم1971) جميل صليبا،- األنجلو مكتبة التربية، أصول ( في1972) الهادي محمد عفيفي،-

. القاهرة المصرية، دار االجتماع، علم إلى ( مدخل1986) طلعت محمد عيسى،-

بيروت. المعارف، دار التربوي، المجال في النفس ( علم1989) الرحمن عبد عيسوي،-

بيروت. العربية، العلوم. بيروت الهالل، دار ( السلوك،1991) مصطفى غالب،- دراسة في الثقافي ( المدخل1989) حسن محمد الغامري،-

. االسكندرية الحديث، الجامعي المكتب الشخصية،

-162-

علم إلى ( المدخل1989) صالح الغامدي، و الغني عبد غانم،-. االسكندرية الحديث، الجامعي المكتب اإلنسان،

طبيعتها – االجتماعي التطور ( قوانين1983) بيرمان غيلنر،-موسكو. التقدم، دار واستخدامها،

: ابراهيم ترجمة العام، النفس ( علم1968) هنري- ساركس – فراير-. بغداد منصور،

. بمصر المعارف دار والتربية، ( الثقافة1977) حسن الفقي،- تاريخ في فصول – األنثروبولوجيا (قصة1986) حسين فهيم،-

المعرفة عالم اإلنسان،. ( الكويت198)

سليم، : شاكر ترجمة المرآة، في ( اإلنسان1964) كاليد كالكهون،-. بغداد

. الالذقية الحوار، دار الثقافة، ( سوسيولوجية1987) الطاهر لبيب،- المعارف دار االجتماعية، ( األنثروبولوجيا1979) الحميد عبد لطفي،-

. بمصر الناشف، الملك : عبد ترجمة اإلنسان، ( دراسة1964) رالف لينتون،-

. بيروت العصرية، المكتبة : عبد ترجمة الحديث، العالم وأزمة ( األنثروبولوجيا1967) ـــــــ-

الملك. بيروت العصرية، المكتبة الناشف،

النهضة دار الشخصية، ( سوسيولوجية1997) سيد غنيم، محمد-. بيروت العربية،

دار والحضارة، النوع في دراسة – ( اإلنسان1974) رياض محمد،-بيروت. العربية، النهضة

مكتبة اإلسالم، في الفلسفي ( التفكير1968) الحليم عبد محمود،-. القاهرة المصرية، األنجلو

الصاوي، : علي ترجمة الثقافة، ( نظرية1997) الكتاب من مجموعة- المعرفة عالم

. ( الكويت223) الجامعية المؤسسة الشخصية، ( نظرية1990) علي المصري،-

بيروت.. والنشر، للدراسات قيامها وعوامل أصول في دراسة – ( الحضارة1978) محمد مؤنس،-

. ( الكويت2)ك المعرفة عالم وتدهورها، اإلنسان علم – الثقافية ( األنثروبولوجيا1985) ابراهيم ناصر،-

. عمان الثقافي، الثقافية، األنثروبولوجيا ( أسس1974) مليفيل. ج هرسكوفيتز،-

. دمشق الثقافة، وزارة العربية، النهضة دار الثقافية، ( األنثروبولوجيا1971) عاطف وصفي،-

. بيروت. بمصر المعارف دار والشخصية، ( الثقافة1977) ــــــــ- العربية، النهضة دار ،3ط االجتماعية، األنثروبولوجيا( 1981) ــــــــ-

بيروت. مجلة الكتاب، إلى المحراث ( من1001) الرحمن عبد الله عبد يتيم،-

بيروت. االجتهاد، دار ،13 ( السنة55) عدد االجتهاد،

-163-

: ثانيا- األجنبية- Anderson, John (1984) Conjuring with Ibn Khaldun , From an

Anthropological Point View , Leiden .- Barnouw, V (1972) Cultural Anthropology , Home wood Illinois. Irwen Inc .- Boorstin , Danial , J (1985) The discovers , A History of Mans Search to

know his world and himself, Vintage Books edition .- Burns, Edward (1973) Western Civilization , new York - Daniel, G, Bates and Plug, Fred (1990) Cultural Anthropology, McGrow,

Hill Book company , New York.. - Darnell, Regna (1978) Reading in the History of Anthropology , University

of Illinois .- Freidle , John & Pfeiffer , John (1977) Anthropology , Harper & Row

Publishers , New York. - Harris, Marvin (1968) A History of Theories of Culture , Thomas Crowell

Company , New York - Kottak, Phillip (1994) Anthropology: the Exploration of Human Diverty , Mc

Grow. Hill INC, New York.. - Kessing , Roger (1981) Cultural Anthropology : A Contemporary

Perspective. Holt Rine hart & Winston , 2 th edition - Leach, Edmund (1982 ( Social Anthropology , Fontana Paperbacks .- Mead, Margaret (1973) Changing Styles of Anthropological Work. Annual

Review of Anthropology , Palo Alto.- Mauduit , J.A (1960) Manuel D’ Ethnographie. Payot, Paris .- Morin, Edgar (1969) De La Culture Analyse A La Politique Culturelle ,

Communication, no: 14, Paris .- Nicholson , C (1968) Anthropology and Education , Columbus, Ohio .- Oswalt, Wendell (1972) Other Peoples – Other Customs , Holt Rine hart

and Winston Inc .- Pretti, Olto (1070) Anthropology Research , London. - Rossi , Ino – ed (1980) People in Culture , A Survey of Culture

Anthropology , Prager Special Studies .- Sapir, Edward (1967) Anthropologie , Minvit- Col – Points, Paris. - Spradley ,P, James (1972) Culture and Cognition, Chandle Publishing

Company , San Francisco.

****

-164-

المحتوى5...............................................................................تقــديـم

: بالعلوم وعالقتها وأهدافها األنثروبولوجيــا مفهوم األول 7................................................................................................األخرى الباباألول وطبيعتها : الفصل األنثروبولوجيا 8.............................................................................وأهدافها مفهوم

9..........................................................................مقدمــة :األنثروبولوجيا- مفهوم 9...............................................أوالاألنثروبولوجيا- طبيعة 10.............................................ثانيا

األنثروبولوجي- دراسة أهداف 12...............................اثالثاالثاني وتاريخها :الفصل األنثروبولوجيا .نشأة .15

القديم- : العصر في األنثروبولوجيا 16.........................أوالالقدماء- ) (:1 اليونانيين اإلغريق 16.........................عندالرومان- :2 18.........................................................عند3: القدماء- الصينيين 19............................................عند

الوسطى- العصور في األنثربولوجيا 19.....................ثانياأوربا- :1 في الوسطى 20................................العصورالعرب- :2 عند الوسطى 21.............................العصور

الثالث بالعلوم :الفصل األنثروبولوجيا 30...............................................................................األخرى عالقة31..........................................................................مقــدمة

البيولوجيا- األحياء بعلم األنثروبولوجيا عالقة Biologyأوال32

االجتماع- بعلم األنثروبولوجيا عالقة 34......................ثانياالفلسفة- بعلم األنثروبولوجيا عالقة 35......................ثالثا

النفس- بعلم األنثروبولوجيا عالقة 36.......................رابعاالجيولوجيا- بعلم األنثروبولوجيا عالقة 38......................................................................والجغرافيا خامسا

الثاني وفروعها :الباب األنثروبولوجيا دراسة 41...............اتجاهاتاألول واتجاهاتها :الفصل األنثروبولوجيا 42..........................................................................المعاصرة دراسة43........................................................................مقــدمـة

األنثروبولوجي- لدراسة األولى البدايات 44............... :اأوالاألنثروبولوجي- دراسة في المعاصرة االتجاهات 45 :اثانيا

التاريخي- :1 45...................................................االتجاهالنفسي- / :1/2 التاريخي 53...............................االتجاه

الوظيفي- / :2 البنائي 56...................................االتجاهالثاني العضوية :الفصل األنثروبولوجيا

62.......................................................................الطبيعية) ( األنثروبولوجي- تعريف )اأوال الطبيعية ( 63...........العضوية

العضوية- األنثروبولوجيا فروع 65...............................ثانياالبشرية- 1 الحفريات 65.......................................فرعالبشرية- 2 األجسام أو البشرية األجناس 65........فرع

وعروقه- : لإلنسان العضوية الصفات 67...................ثالثاالثالث النفسية :الفصل 70..............األنثروبولوجيا

-165-

71..........................................................................مقــدمةوطبيعتها- الشخصية مفهوم 72....................................أوال

وخصائصها- الثقافة مفهوم 75.....................................ثانياالثقافة- :1 75.....................................................مفهومالثقافة- :2 77...................................................خصائص

والشخصية- الثقافة 79...............................................ثالثاالرابع 90..............الثقافية ااألنثروبولوجي :الفصل

األنثروبولوجي- تعريف 91...............................الثقافية اأوالتطورها- : ومراحل الثقافية األنثروبولوجيا نشأة .ثانيا .93

الثقافية- : األنثروبولوجيا أقسام 96.............................ثالثااللغويات- 1 97........................................................ :علم

اللغات- 1/2 أصول 100...........................................:علمالحفريات- ) 2 القديمة اآلثار Archeology:).......100علماألثنولوجيا- )3 المقارن الثقافات Ethnology: )..103علم

الخامس االجتماعية :الفصل 108....األنثروبولوجيااالجتماعية- األنثروبولوجيا تعريف 109.......................أوال

وتطورها- االجتماعية األنثروبولوجيا نشأة 110...........ثانياعشر_ :1 الثامن 111...........................................القرنعشر- :2 التاسع 112............................................القرنالعشرون- :3 115................................................القرن

االجتماعية- األنثروبولوجيا أهداف 117.......................ثالثااالجتماعية : لألبنية عالية نماذج 117...................تحديد

النظم- 2 بين والترابط التداخل مظاهر تحديد118..............................................................االجتماعية :

االجتماعي- :3 التغيير عمليات 119......................تحديدالسادس األنثروبولوجي :الفصل المنهج

الميدانية 122..................................................والدراسات123......................................................................مقــدمـة

والتطبيق- النظرية بين األنثروبولوجيا 124.................أوالوالميدان- األنثربولوجي الباحث 125..........................ثانيا

وأدواته- الميداني األنثربولوجي البحث طرائق ...ثالثا128

1 ) المباشرة- ) المشاهدة المالحظة 130.....طريقةالمشاركة- 2 130................................................طريقةاالستمارة- 3 131.................................................طريقةالفرضية- 4 الحالة 132.......................................طريقة

الثالث االجتماعية : الباب للنظم األنثروبولوجي 135.......المنظوراألول ووظيفته :الفصل االجتماعي 136........البناء 137.........................................................................مقـدمة

وخواصه- : االجنماعي البناء مفهوم 137......................أوالاالجتماعية- : األنثروبولوجيا في الوظيفة 139............ثانيا

الثاني المجتمع :الفصل في 144............................................................................الحديث األنثروبولوجيا145........................................................................مقــدمة

: ( والمثاقفة- ( التثاقف الثقافي االتصال نظرية 145....أوالالجديدة- : التطورية النظرية 145................................ثانيا

الموجه- :1 التغييري 145...................................االتجاهالتطبيقي- :2 145...............................................االتجاه

الماركسية- النظرية 145.............................................ثالثاالمعرفية- النظرية 145...............................................رابعا

البنائية- 1 145................................................:المدرسةالجديدة- :2 األثنوجرافية 145.........................المدرسة

الثـالث عربية :الفصل أنثروبولوجيا 145.........نحـو

-166-

145......................................................................مقــدمـةالعربية- : األنثروبولوجيا واقع 145................................أوال

معاصرة- : عربية أنثروبولوجيا نحو 145.....................ثانياالعلميـة 145...............................................المصطلحـات

والمـراجع 145...................................................المصـادر145..........................................................................المحتوى

***

-167-