78
1 اﻟﻤﻨﻄﻖ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻌﻴﺎر اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻣﺪ أﺑﻮ اﻷﺳﻼم ﺣﺠﺔ ﺳﻨﺔ ﺧﺮاﺳﺎن أﻋﻤﺎل ﻣﻦ ﻃﻮس ﺑﻠﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﺘﻮﻓﻲ1111 م

1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

  • Upload
    others

  • View
    0

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

1

معيار العلم في المنطق

حجة األسالم أبو حامد محمد الغزالي

م 1111المتوفي في بلدة طوس من أعمال خراسان سنة

Page 2: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

2

معيار العلم في فن المنطق

بسم اهللا الرحمن الرحيم وصلى اهللا على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما، اللهم أرنا الحق حقا ووفقنا إلى اتباعه، وأرنا .آمين .باطل باطال وأعنا على اجتنابهال

إعلم وتحقق أيها المقصور على درك العلوم حرصه وإرادته الممدود نحو أسرار الحقائق العقلية همته، المصروف، عن زخارف الدنيا ونيل لذاتها الحقيرة سعيه وآده، الموقوف على درك السعادة بالعلم والعبادة جده وجهده، بعد حمد

.دم على آل أمر ذي بال حمده، والصالة على النبي محمد صلى اهللا عليه وسلم رسوله وعبدهاهللا الذي يق

أحدهما تفهيم طرق الفكر والنظر، وتنوير : إن الباعث على تحرير هذا الكتاب الملقب بمعيار العلم غرضان مهمانذولة وموهوبة آانت ال محالة مستحصلة مسالك األقيسة والعبر؛ فإن العلوم النظرية لما لم تكن بالفطرة والغريزة مب

مطلوبة، وليس آل طالب يحسن الطلب، ويهتدي إلى طريق المطلب، وال آل سالك يهتدي إلى اإلستكمال، ويأمن .اإلغترار بالوقوف دون ذروة الكمال وال آل ظان الوصول إلى شاآلة الصواب آمن من اإلنخداع بال مع السراب

ة األقدام، ومثارات الضالل، ولم تنفك مرآة العقل عما يكدرها من تخليطات األوهام فلما آثر في المعقوالت مزل

وتلبيسات الخيال، رتبنا هذا الكتاب معيارا للنظر واإلعتبار، وميزانا للبحث واإلفتكار، وصيقال للذهن، ومشحذا لقوة .والنحو باإلضافة إلى اإلعراب الفكر والعقل، فيكون بالنسبة إلى أدلة العقول آالعروض بالنسبة إلى الشعر،

إذ آما ال يعرف منزحف الشعر عن موزونه إال بميزان العروض وال يميز صواب اإلعراب عن خطئه إال بمحك

فكل نظر ال يتزن بهذا الميزان وال . النحو، آذلك ال يفرق بين فاسد الدليل وقويمه وصحيحه وسقيمه إال بهذا الكتاب .أنه فاسد العيار غير مأمون الغوائل واألغوار يعيار بهذا المعيار فاعلم

والباعث الثاني اإلطالع على ما أودعناه آتاب تهافت الفالسفة، فإنا ناظرناهم بلغتهم وخاطبناهم على حكم اصطالحاتهم التي تواطأوا عليها في المنطق وفي هذا الكتاب تنكشف معاني تلك اإلصطالحات؛ فهذا اخص الباعثين

أما آونه أهم فال يخفى عليك وجهه، وأما آونه أعم فمن حيث يشمل جدواه جميع العلوم . ما وأهمهماواألول أعمهالعقلية منها والفقهية، فإنا سنعرفك أن النظر في الفقهيات ال يباين النظر في العقليات، في ترتيبه وشروطه : النظرية

ا مائلة من العلوم إلى الفقه بل مقصورة عليه حتى ولما آانت الهمم في عصرن. وعياره، بل في مآخذ المقدمات فقطحدانا ذلك إلى أن صنفنا في طرق المناظرة فيها مأخذ الخالف أوال، ولباب النظر ثانيا، وتحصين المآخذ ثالثا، وآتاب المبادي والغايات رابعا، وهو الغاية القصوى في البحث الجاري على منهاج النظر العقلي في ترتيبه

فارقه في مقدماته رغبنا ذلك أيضا في أن نورد في منهاج الكالم في هذا الكتاب أمثلة فقهية فتشمل وشروطه،وأن .فائدته وتعم سائر األصناف جدواء وعائدته

ولعل الناظر بالعين العوراء نظر الطعن واإلزراء، ينكر انحرافنا عن العادات في تفهيم العقليات القطعية، باألمثلة

فليكف عن غلوائه في طعنه وإزرائه، وليشهد على نفسه بالجهل بصناعة التمثيل وفائدتها، فإنها لم الفقهية الظنيةتوضع إال لتفهيم األمر الخفي بما هو األعرف عند المخاطب المسترشد، ليقيس مجهوله إلى ما هو معلوم عنده

.فيستقر المجهول في نفسه

آيفية استعمال آالته، وجب على مرشده أال يضرب له المثل إال من فإن آان الخطاب مع نجار ال يحسن إال النجر وصناعة النجارة، ليكون ذلك أسبق إلى فهمه وأقرب إلى مناسبة عقله وآما ال يحسن إرشاد المتعلم إال بلغته ال يحسن

فا مجمال فلنزد إيصال المعقول إلى فهمه إال بأمثلة هي أثبت في معرفته؛ فقد عرفناك غاية هذا الكتاب وغرضه تعريلعلك تقول أيها المنخدع بما عندك من العلوم الذهنية المستهتر .له شرحا وإيضاحا لشدة حاجة النظار إلى هذا الكتاب

بما يسوق إليه البراهين العقلية، ما هذا التفخيم والتعظيم وأي حاجة بالعاقل إلى معيار وميزان، فالعقل هو القسطاس ، فال يحتاج العاقل بعد آمال عقله إلى تسديد وتقويم، فلتتئد ولتتثبت فيما تستخف به من المستقيم والمعيار القويم

غوائل الطرق العقلية، ولتتحقق قبل آل شيء أن فيك حاآما حسيا وحاآما وهميا وحاآما عقليا، والمصيب من هؤالء ل من الحاآم الحسي والوهمي، ألنهما سبقا الحكام هو الحاآم العقلي، والنفس في أول الفطرة أشد إذعانا وإنقيادا للقبو

في أول الفطرة إلى النفس وفاتحاها باإلحتكام عليها، فألفت احتكامهما وأنست بهما قبل أن أدرآها الحاآم العقلي،

Page 3: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

3

فاشتد عليها الفطام عن مألوفها واإلنقياد لما هو آالغريب من مناسبة جبلتها، فال تزال تخالف حاآم العقل وتكذبه .ق حاآم الحس والوهم وتصدقهما إلى أن تضبط بالحيلة التي سنشرحها في الكتابوتواف

وإن أردت أن تعرف مصداق ما تقوله في تخرص هذين الحاآمين واختاللهما، فانظر إلى حاآم الحس آيف يحكم إذا

أزرق، وفي الظل نظرت إلى الشمس عليها بأنها في عرض مجر، وفي الكواآب بأنها آالدانير المنثورة على بساط الواقع على األرض لألشخاص المنتصبة بأنه واقف بل على شكل الصبي في مبدأ نشئه بأنه واقف، وآيف عرف العقل ببراهين لم يقدر الحس على المنازعة فيها، إن قرص الشمس أآبر من آرة األرض بأضعاف مضاعفة، وآذلك

و متحرك على الدوام ال يفتر، وأن طول الصبي في مدة النشء الكواآب، وآيف هدانا إلى أن الظل الذي نراه واقفا هغير واقف بل هو في النمو على الدوام واإلستمرار، ومترق إلى الزيادة ترقيا خفي التدريج يكل الحس عن درآه

.ويشهد العقل به

نبائه لتطلع به على وأغاليط الحس من هذا الجنس تكثر فال تطمع في استقصائها، واقنع بهذه النبذة اليسيرة من أوأما الحاآم الوهمي فال تغفل عن . وأما الحاآم الوهمي فال تغفل عن تكذيبه بموجود ال إشارة إلى جهته. أغوائه

تكذيبه بموجود ال إشارة إلى جهته، وإنكاره شيئا ال يناسب أجسام العالم بانفصال واتصال، وال يوصف بأنه داخل لعقل شر الوهم في تضليله هذا لرسخ في نفوس العلماء من اإلعتقادات الفاسدة في ولوال آفاية ا. العالم وال خارجه

.خالق األرض والسماءن مارسخ في قلوب العوام واألغبياء

وال نفتقر إلى هذا األبعاد في تمثيل تضليله وتخييله، فإنه يكذب فيما هو أقرب إلى المحسوسات مما ذآرناه، ألنك إن فيه حرآة وطعم ولون ورائحة واقترحت عليه أن يصدق بوجود ذلك في محل واحد على عرضت عليه جسما واحدا

وقدر التصاق آل واحد باآلخر في . سبيل اإلجتماع، آاع عن قبوله وتخيل أن بعض ذلك مضام للبعض ومجاور لها يأخذ من الحس، مثال ستر رقيق ينطبق على ستر آخر، ولم يمكن في جبلته أن يفهم تعدده المكان، فإن الوهم إنم

والحس في غاية األمر يدرك التعدد والتباين بتباين المكان أو الزمان؛ فإذا رفعا جميعا عسر عليه التصديق بأعداد .متغايرة بالصفة والحقيقة حالة فيما هو في حيز واحد

ا وهب من العقل فهذا وأمثاله من أغاليط الوهم يخرج عن حد اإلحصاء والحصر، واهللا تعالى هوالمشكور على م

.الهادي من الضاللة، المنجي عن ظلمات الجهالة، المخلص بضياء البرهان، عن ظلمات وساوس الشيطان

فإن أردت مزيد إستظهار في اإلحاطة بخيانة هذين الحاآمين، فدونك وإستقراء ما ورد في الشرع من نسبة هذه وتسمية ضياء العقل هداية ونورا ونسبته إلى اهللا تعالى التمويهات إلى الشيطان وتسميتها وسواسا وإحالتها عليه،

ولما آان مظنة الوهم والخيال الماغ وهما منبعا الوسواس، قال أبو ) اهللا نور السموات واألرض(ومالئكته في قوله آانت اضرب الرأس فإن الشيطان في الرأس، ولما : بكر رحمة اهللا عليه لمن آان يقيم الحد على بعض الجناة

الوساوس الخيالية والوهمية ملتصقة بالقوة المفكرة التصاقا يقل من يستقل بالخالص منها حتى آان ذلك آامتزاج الدم وإذا الحظت بعين العقل } إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم{: بلحومنا وأعضائنا، قال صلى اهللا عليه وسلمفإن . حاجتك إلى تدبير حيلة في الخالص عن ضالل هذين الحاآمين هذه األسرار التي نبهتك عليها استيقنت شدة

فما الحيلة في اإلحتياط مع ما وصفتمونه من شدة الرباط بهذه المغويات؛ فتأمل لطف حيل العقل فيه فإنه : قلت استدرج الحس والوهم إلى أمور يساعدانه على درآها من المشاهدات الموافقة للموهوم والمعقول، وأخذ منها

مقدمات يساعده الوهم عليها ورتبها ترتيبا ال ينازع فيه، واستنتج منها بالضرورة نتيجة لم يسع الوهم التكذيب بها، إذ آانت مأخوذة من األمور التي ال يتخلف الوهم والعقل عن القضاء بها، وهي العلوم التي لم يختلف فيها الناس من

هم وارتهنها منهما، فصدقا بأن النتيجة الالزمة منها صادقة حقيقة، الضروريات والحسيات وأستسلمها من الحس والو .ثم نقلها العقل بعينها على ترتيبها إلى ما ينازع الوهم فيه وأخرى منها نتائج

فلما آذب الوهم بها وامتنع عن قبولها هان على العقل مؤونته، فإن المقدمات التي وضعها آان الوهم يصدق بها على

رتبه النتاج النتيجة، فكأن الوهم قد سلم لزوم النتيجة منها فتحقق الناظر أن آباء الوهم عن قبول النتيجة الترتيب الذيبعد التصديق بالمقدمات، والتصديق بصحة الترتيب المنتج لقصور في طباعه وجبلته عن درك هذه النتيجة، ال لكون

عد الوهم على التصديق بها، فإذن غرضنا في هذا هذه النتيجة آاذبة ألن ترتيب المقدمات منقول من موضع ساالكتاب أن نأخذ من المحسوسات والضروريات الجبلية معيارا للنظر، حتى إذا نقلناه إلى الغوامض لم نشك في صدق

Page 4: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

4

ى فإن تم للنظار ما ذآرتموه فلم اختلفوا في المعقوالت، وهال اتفقوا عليها اتفاقهم عل: ولعلك اآلن تقول. ما يلزم منهاأحدهما أن ما ذآرناه أحد مثارات : النظريات الهندسية والحسابية التي يساعد الوهم العقل فيها؟ فجوابك من وجهين

.الضالل ال آلها، ووراء ذلك في النظر في العقليات عقبات مخطرة يعز في العقالء من يتخطاها فيسلم منها

بعد أن تقصر قوة أآثر البشر عن درك حقائق المعقوالت وإذا أحطت بمجامع شروط البرهان المنتج لليقين، لم تست .الخفية

ان القضايا الوهمية لما انقسمت إل ما يصدق وإلى ما يكذب وآانت الكاذبة منها شديدة الشبه بالصادقة، : الثاني

آرمه بسلوك اعترض فيها قضايا إعتاض على النفس تمييزها عن الكاذبة، ولم يقو عليها إال من أيده اهللا بتوفيقه وأمنهاج الحق بطريقه، فانقسمت العقليات إلى ما هان درآها على األآثر، وإلى ما استعصى على عقول الجماهير إال على الشذاذ من أولياء اهللا تعالى المؤيدين بنور الحق الذين ال تسمح اإلعصار الطويلة بوجود اآلحاد منهم، فضال عن

.العدد الكثير الجم

نفسك واحدا من غمار الناس فتتلو على نفسك سورة اليأس، وتزعم أني متى أآون واحد الدهر، ولعلك اآلن تحسبفريد العصر، مؤيدا بنور الحق متخلصا عن نزغات الشيطان مستوليا على وصفته من شروط البرهان؛ فالرآون إلى

الخطر ولست أثق بنيل قاصية الدعة أولى بي والقناعة باإلعتقاد الموروث من اآلباء أسلم لي من أن أرآب متنما أنت إال آإنسان الحظ رتبة سلطان الزمان وما ساعده من الشوآة : الوطر، فيقال في مثالك، إن خطر هذا ببالك

والعدة والنجدة والثروة واألشياع واألتباع، واألمر المتبع المطاع، واستبعد أن ينال رتبته أو يقارب درجته، واألمر تبعد أن ينال رتبته أو يقارب درجته، ولكن اقتدر أن ينال رتبة الوزارة أو رتبة الرئاسة أو منزلة المتبع المطاع، واسالصواب لي بعد العجز عن الغاية القصوى، والذروة العليا التي هي درجة سلطان الدنيا أن أقنع : أخرى دونها فقال

: ناوله وثوب يستره إقتداء بقول الشاعربصناعة الكنس التي هي صناعة آبائي، فالكناس ليس يعجز عن خبز يت

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي دع المكارم ال ترحل لبغيتـهـا

وهذا الخسيس القاصر النظر، لو أنعم الفكر وتأمل واعتبر علم أن بين درجة الكناس والسلطان منازل فال آل من إذا انتهض مترقيا عن رتبة الخساسة، فما يترقى إليه يعجز عن الدرجات العلي ينبغي أن يقنع بالدرآات السفلى، بل

فهكذا ينبغي أن تعتقد درجات السعادة بين العلماء، فما منا إال له مقام معلوم ال -باإلضافة إلى ما يترقى عنه رياسةما يتعداه، وطور محدود ال يتخطاه، ولكن ينبغي أن يشوف إلى أقصى مرقاه، وأن يخرج من القوة إلى الفعل آل

إني فهمت اآلن شدة الحاجة إلى هذا الكتاب بما أوضحته من التحقيق، ثم اشتدت رغبتي بما : فإن قلت. تحتمله قواهفاعلم أن مضمونه تعليم آيفية اإلنتقال من . أوردته من التشويق، واتضح لي غايته وثمرته فأوضح لي مضمونه

ذا اإلنتقال له هيئة وترتيب إذا روعيت أفضت إلى فإن ه. الصور الحاصلة في ذهنك إلى األمور الغائبة عنكفمضمون . المطلوب، وإن أهملت قصرت عن المطلوب، والصواب من هيئته وترتيبه شديد الشبه بما ليس بصواب

هذا العلم على سبيل اإلجمال هذا، وأما على سبيل التفصيل فهو أن المطلوب هو العلم، والعلم ينقسم إلى العلم بذوات ويسمى هذا العلم تصورا، وغلى العلم بنسبة هذه الذوات . آعلمك باإلنسان والشجر والسماء وغير ذلك األشياء،

المتصورة بعضها إلى بعض إما بالسلب أو باإليجاب، آقولك اإلنسان حيوان واإلنسان ليس بحجر، فإنك تفهم ر أو ثابت له، ويسمى هذا تصديقا ألنه اإلنسان والحجر فهما تصوريا لذاتهما، ثم تحكم بأن أحدهما مسلوب عن اآلخ

.يتطرق إليه التصديق والتكذيب

فالبحث النظري بالطالب إما أن يتجه إلى تصو أو إلى تصديق، والموصل إلى التصور يسمى قوال شارحا فمنه حد ف ومضمون هذا الكتاب تعري. ومنه رسم، والموصل إلى التصديق يسمى حجة فمنه قياس ومنه استقراء وغيره

مبادىء القول الشارح لما أريد تصوره حدا آان أو رسما، وتعريف مبادىء الحجة الموصلة إلى التصديق قياسا آيف يجهل اإلنسان العلم التصوري حتى : فإن قلت. آانت أوغيره مع ال تنبيه على شروط صحتها ومثار الغلط فيهما

ما الخالء وما المالء وما الملك وما الشيطان وما : اه آمن قاليفتقر إلى الحد؟ قلنا بأن يسمع اإلنسان إسما ال يفهم معنإن الخمر شراب معتصر من : وقيل. العقار هو الخمر، فإن لم يفهمه باسمه المعروف أفهمه بحده: العقار؟ فتقول

انعا، وأما العلم التصديقي فبأن يجهل اإلنسان مثال أن للعالم ص. العنب مسكر، فيحصل له علم تصوري بذات الخمر

Page 5: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

5

وتعرفه صدق ذلك بالحجة والبرهان على ما سنوضحه، فهذا .نعم للعالم صانع: هل للعالم صانع؟ فتقول: فيقول .وإن أردت أن تعلم فهرست األبواب. مضمون الكتاب

آتاب مقدمات القياس، وآتاب القياس، وآتاب الحد، وآتاب : فاعلم أنا قسمنا القول في مدارك العلوم إلى آتب أربعة

.قسام الوجود وأحكامهأ

الكتاب األول في مقدمات القياس، ولنذآر مقدمة يعرف بها وجه إنقسام النظر في القياس إلى أدنى وإلى أقصى المطلب األقصى في هذا القسم هو البرهان المحصل للعلم اليقيني والبرهان نوع من القياس إذ القياس إسم : فنقول

والقياس ال ينتظم إال بمقدمتين، وآل مقمدة ال تنتظم إال بمخبر عنه يسمى عام، والبرهان إسم خاص لنوع منه، موضوعا وخبر يسمى محموال، وآل موضوع أو محمول يذآر في قضية فهو لفظ نيدل ال محالة على معنى، م فالقياس مرآب، وآل ناظر في شيء مرآب، فطريقه أن يحلل المرآب إلى المفردات ويبتدىء بالنظر في اآلحاد، ث

في المرآب، فلزم من النظر في القياس النظر فيما ينحل إليه القياس من المقدماتنومن النظر في المقدمات النظر في المحمولن والموضوع اللذين منهما تتألف المقدمات،ومن النظر في المحمول والموضوع النظر في األلفاظ والمعاني

النظر في المقدمات النظر في شروطها؛ فإن آل مرآب من مادة المفردة التي بها يتم المحمول والموضوع، ولزم منوما هذا إال آمن يريد بناء بيت فحقه أن يهتم بإفراز المواد التي منها . وصورة يجب النظر في مادته وصورته

بيان يترآب آاللبن والطين والخشب، ثم يشتغل بالتنصوير وآيفية التنضيد والترآيب؛ فكذلك النظر في القياس، فهذا .الحاجة إلى هذه األقسام، ولنأخذ بعده في المقصود

: من آتاب مقدمات في داللة األلفاظ وبيان وجوه داللتهاونسبتها إلى المعاني وبيانه بسبعة تقسيمات: الفن األول

المطابقة الوجه األول الداللة من حيث : األلفاظ تدل على المعاني من ثالثة أوجه متباينة: أن نقول: القسمة األولى .آاإلسم الموضوع بإزاء الشي، وذلك آداللة لفظ الحائط على الحائط

واآلخر أن تكون بطريق التضمن وذلك آداللة لفظ البيت على الحائط وداللة لفظ اإلنسان على الحيوان، وآذلك داللة

داللة لفظ السقف على الداللة بطريق اإللتزام واإلستتباع آ: الثالث .آل وصف أخص على الوصف األعم الجوهريالحائط؛ فإنه مستتبع له إستتباع الرفيق الالزم الخارج عن ذاته، وداللة اإلنسان على قابل صنعة الخياطة وتعلمها،

فأما داللة اإللتزام فال ألنها ما وضعها واضع اللغة بخالفهما، ألن . والمعتبر في التعريفات داللة المطابقة والتضمندود وال محصور، إذ لوازم األشياء ولوازم لوازمها ال تنضبط وال تنحصر فيؤدي إلى أن يكون المدلول فيها غير مح

.اللفظ دليال على ماال يتناهى من المعاني وهو محال

للفظ بالنسبة إلى عموم المعنى وخصوصه، واللفظ ينقسم إلى جزئي وآلي، والجزئي ما يمنع نفس : القسمة الثانيةشرآة في مفهومه، آقولك زيد وهذا الشجر وهذا الفرس، فإن المتصور من لفظ زيد تصور معناه عن وقوع ال

والكلي هو الذي ال يمنع نفس تصور معناه عن وقوع . شخص معين ال يشارآه غيره في آونه مفهوما من لفظ زيدالشجر وهي الشرآة فيه، فإن امتنع امتنع بسبب خارج عن نفس مفهومه ومقتضى لفظه، آقولك اإلنسان والفرس و

أسماء األجناس واألنواع والمعاني الكلية العامة، وهو جار في لغة العرب في آل إسم أدخل عليه األلف والالم ال في معرض الحوالة على معلوم معين سابق، آالرجل فهو إسم جنس، فإنك قد تطلق وتريد به رجال معينا عرفه

فإذا لم تكن . الالم فيه للتعريف أي الرجل الذي جاءني من قبلأقبل الرجل فتكون األلف و: المخاطب من قبل، فتقول .مثل هذه القرينة، آان إسم الرجل إسما آليا يشترك في اإلندراج تحته آل شخص من أشخاص الرجال

فإذا قلنا الشكل الكروي المحيط بإثني عشر برجا فذلك، ولم يكن في الوجود شكل بهذه الصفة غال واحد : فإن قلتإن هذا آلي : ون اإلسم آليا والمسمى واحد، وقد دخل األلف والالم المقتضى إلستغراق الجن عليه؟ فيقال لكفكيف يك

ألنا لسنا نشترط أن يكون الداخل تحته موجودا بالفعل، بل يجوز أن يكون موجودا بالقوة واإلمكان، ولو قدر وجوده .زيد فإنه يمتنع وقوع الشرآة فيه بالفعل والقوة جميعالكان داخال فيه ال محالة، وهو قبل الوجود داخل ال آإسم

: فإذا قلنا اإلله الحق هكذا فكيف يكون هذا آليا ويمنع وقوع الشرآة فيه بالفعل والقوة جميعا، وآذلك قولنا: فإن قلت

الشمس على أصل من ال يجوز وجود شمس أخرى فإنه يتعين الداخل تحته تعين شخص زيد في التصور من لفظ اللفظ آلي وإمتناع وقوع الشرآة فيه ليس لنفس مفهوم اللفظ وموضوعه بل لمعنى خارج عنه، وهو : يد؟ فيقال لكز

Page 6: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

6

إستحالة وجود إلهين للعالم، ولم نشترط في آون اللفظ آليا إال أن ال يمنع من وقوع الشرآة فيه نفس مفهوم اللفظ قسم توجد فيه الشرآة بالفعل آقولنا اإلنسان : الثة أقساموموضوعه، فقد حصل لك من السؤالين وجوابهما أن الكلي ث

إذا آانت األشخاص منه موجودة، وقسم توجد الشرآة فيه بالقوة آقولنا اإلنسان إذا اتفق إن لم يبق في الوجود إال شخص واحد، والكرة المحيطة بإثني عشر برجا إذ ليس في الوجود غال واحد، وقسم ال شرآة فيه ال بالفعل وال

.بالقوة آاإلله، وهو مع ذلك آلي ألن المنع ليس هو من موضوع اللفظ ومحموله بخالف لفظ زيد

فائدة فقهية

قد اختلف األصوليون في أن اإلسم المفرد إذا اتصل به األلف والالم هل يقتضي اإلستغراق، وهل ينزل منزلة أة، فظن الظانون أنه من حيث آونه اسما فردا ال العموم آقول القائل الدينار أفضل من الدرهم والرجل خير من المر

يقتضي اإلستغراق لمجرده، ولكن فهم العموم بقرينة التسعير وقرينة التفضيل للذآر على األنثى، إنما هو لعلمنا وأنت إذا تأملت ما ذآرناه في تحقيق معنى الكلي، . بنقصان الدرهمية عن الدينارية ونقصان األنوثة عن الذآورة

ومن : فإن قلت. لل هؤالء بجهلهم أن اللفظ الكي يقتضي اإلستغراق بمجرده وال يحتاج إلى قرينة زائدة فيهفهمت ز .أين وقع لهم هذا الغلط؟ فستفهم ذلك من القسمة الثالثة

القسمة الثالثة في بيان رتبة

األلفاظ من مراتب الوجود

لثة، فإن للشيء وجودا في األعيان ثم في األذهان، ثم في إعلم أن المراتب فيما نقصده أربعة واللفظ في الرتبة الثا .األلفاظ ثم في الكتابة

فالكتابة دالة على اللفظ واللفظ دال على المعنى الذي في النفس، والذي في النفس هو مثال الموجود في األعيان، فما

س مثاله فهو العلم به، إذ ال معنى للعلم ومهما ارتسم في النف. لم يكن للشيء ثبوت في نفسه لم يرتسم في النفس مثالهإال مثال يحصل في النفس مطابق لما هو مثال له في الحس وهو المعلوم، وما لم يظهر هذا األثر في النفس ال ينتظم . لفظ يدل به على ذلك األثر، وما لم ينتظم اللفظ الذي ترتب فيه األصوات والحروف ال ترتسم آتابة للداللة عليه

.في األعيان دالتان بالوضع واإلصطالحوالوجود

من زعم أن اإلسم المفرد ال يقتضي اإلستغراق ظن انه موضوع بإزاء الموجود في األعيان فإنها : وعند هذا نقولأشخاص معينة إذ الدينار الموجود شخص معين، فإن جمعت أشخاص سميت دنانير، ولم يعرف أن الدينار الشخصي

فس أثر هو مثاله وعلم به وتصور له، وذلك المثال يطابق ذلك الشخص وسائر اشخاص المعين يرتسم منهفي النالدنانير الموجودة والمممكن وجوها، فتكون الصورة الثابتة في النفس من حيث مطابقتها لكل دينار يفرض صورة

ك األثر آلي، آان اإلسم آلية ال شخصية؛ فإن اعتقدت أن إسم الدينار دليل على األثر في النفس ال على المؤثر وذلآليا ال محالة، وما قدمناه من الترتيب يعرفك أن األلفاظ لها دالالت على في النفوس، وما في النفوس مثال لما في األعيان وسيأتي مزيد للعاني الكلية المرتسمة في النفوس بسبب مشاهدة األشخاص الجزئية في آتاب أحكام الوجود

.ولواحقه

لفظالقسمة الرابعة ل

قسمته من حيث إفراده وترآيبه

: اعلم أن اللفظ ينقسم إلى مفرد ومرآب، والمرآب ينقسم إلى مرآب ناقص وغلى مرآب تام، فهي ثالثة أقسام

إن : األول ك عيسى وإنسان، ف هو المفرد وهو الذي ال يراد بالجزء منه داللة على شيء أصال حين هو جزؤه آقولا وجزئ" عي وسا"جزئي عيسى وهما ى شيء أصال " إن وسان "ي إنسان وهم ة عل ا الدالل ايراد بشيء منهم إن . م ف

ة : قلت د دالل د بعب ك ال تري د ذل د، وعن ك زي ا آقول فما قولك في عبد الملك؟ فاعلم أنه أيضا مفرد إذا جعلته إسما علم

Page 7: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

7

ا . على معنى وال بالملك داللة على معنى ى شيء فيكون د فكل منهما من حيث هو جزؤه ال يدل عل أجزاء إسم زي ن آا ك تحقيق دا للمل ه عب إن اتفق أن يكون المسمة ب د يكرب، ف دا آبعلبك ومع وهما إسمان في الصورة جعال إسما واح

ين : فيكون هذا اإلسم مطلقا عليه من وجهين ه من وجه ا علي أحدهما في : احدهما في تعريف ذاته فيكون اإلسم مطلقه فيكون تعريف ذاته فيكون اإلسم مفرادا، واآلخر ك وصفا ل في تعيف صفته في عبودية الملك فيكون قولك عبد المل

.مرآبا ال مفردا، فافهم هذه الدقائق فإن مثار األغاليط في النظريات تنشأ من إهمالها

والمرآب التام هو الذي آل لفظ منه يدل على معنى والمجموع بدل داللة تامة بحيث يصح السكوت عليه، فيكون من .والمنطقي يسمى الفعل آلمة والمرآب الناقص بخالفه. ن من إسم وفعلإسمين ويكو

في الدار أو انسان؛ مرآب ناقص ألنه مرآب من إسم وأداة : زيد يمشي والناطق حيوان؛ مرآب تام، وقولك: فقولك

لداللة عليه في ال يدل على المعنى الذي يراد ا" زيد ال"أو " زيد في"ال من إسمين والمن إسم وفعل، فإن مجرد قولك المحاورة ما لم يقل زيد في الدار أو زيد ال يظلم، فإنه بذلك اإلقتران والتتميم يدل داللة تامة بحيث يصح السكوت

.عليه

القسمة الخامسة للفظ المفرد في نفسه

صوت دال اإلسم: ولنذآر حد آل واحد على شرط المنطقيين لتنكشف أقسامه، فنقول. اللفظ إما إسم أو فعل أو حرفبتواطؤ مجرد عن الزمان والجزء من أجزائه ال يدل على إنفراده ويدل على معنى محصل، ولما آان الحد، مكربا من الجنس والفصول وتذآر الفصول لالحترازات، آان قولنا صوت جنسا، وقولنا دال فصال يفصله عن العطاس

ح الكلبح فإنه صوت دال على ورود وارد لكن ال بتواطؤ، والنحنحنة والسعال وأمثالها، وقولنا بتواطؤ يفصله عن نباوقولنا مجرد عن الزمان نحو قولنا يقوم وقام وسيقوم، فإن آل واحد صوت دال بتواطؤ، وقولنا الجزء من أجزائه ال

على يدل على إنفراده احترازا عن المرآب التام آقولنا زيد حيوان، فإن هذا يسمى خبرا وقوال ال إسما، وقولنا يدلمعنى محصل احترازا عن األسماء التي ليست محصلة آقولنا ال إنسان، فإنه محصل احترازا عن األسماء التي

فإن قولنا ال . ليست محصلة آقولنا ال إنسان، فإنه ال يسمى إسما مع وجود جميع أجزاء الحد فيه سوى هذا اإلحترازى آل شيء ليس بإنسان فليس له معنى محصل، إنما هو دليل إنسان قد يدل على الحجر والسماء والبقر، وبالجملة عل

.على نفي اإلنسان ال على إثبات شيء

وأما الفعل وهو الكلمة فإنه صوت دال بتواطؤ على الوجه الذي ذآرناه في اإلسم، إنما يباينه في أنه يدل على معنى لى الزمان فحسب؛ فإن قولنا أمس واليوم وقوعه في زمان آقولنا قام ويقوم، وليس يكفي في آونه فعال أن يدل ع

وغدا وعام أول ومضرب الناقة ومقدم الحاج يدل على الزمان، وليس بفعل، حيث أن الفعل يدل على معنى وزمان يقع فيه المعنى فيكون الفعل أبدا دليال على معنى محمول على غيره، فإذن الفرق بين اإلسم والفعل تضمن معنى

.الزمان فقط

حرف وهو األداة فهو آل ما يدل على معنى ال يمكن أن يفهم بنفسه ما لم يقدر اقتران غيره به، مثل من وعلى وأما ال .وما أشبه ذلك

إنه لفظ مفرد يدل على معنى من غير أن يدل على زمان وجود ذلك المعنى : وقد أوجز هذه الحدود فقيل في اإلسم

ومنه ما هو غير محصل، آما إذا اقترن به حرف سلب فقيل ال من األزمنة الثالثة، ثم منه ما هو محصل آزيد .إنسان

والكلمة هي لفظة مفردة تدل على معنى وعلى الزمان الذي ذلك المعنى موجود فيه لموضوع ما غير معين،

.والحرف أو األداة ما ال يدل على معنى باقترانه بغيره

Page 8: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

8

السادسة في نسبة األلفاظ إلى المعاني ةالقسم

.المشترآة والمتواطئة والمترادفة والمتزايلة: م أن األلفاظ من المعاني على أربعة منازلإعلأما المشترآة فهي اللفظ الواحد الذي يطلق على موجودات مختلفة بالحد والحقيقة إطالقا متساويا آالعين تطلق على

.العين الباصرة، وينبوع الماء وقرص الشمس وهذه مختلفة الحدود والحقائق

وأما المتواطئة

فهي التي تدل على أعيان متعددة بمعنى واحد مشترك بينها، آداللة إسم اإلنسان على زيد وعمرو، وداللة إسم الحيوان على اإلنسان والفرس والطير ألنها متشارآة في معنى الحيوانية واإلسم بإزاء ذلك المعنى المشترك

.المتواطىء، بخالف العين الباصرة وينبوع الماء

فهي األسماء المختلفة الدالة على معنى يندرج تحت حد واحد آالخمر والراح والعقار؛ فإن المسمة : وأما المترادفة .بهذه يجمعه حد واحد وهو المائع المسكر المعتصر من العنب واألسامي مترادفة عليه

آالفرس والذهب والثياب؛ فإنها ألفاظ فهي األسماء المتباينة التي ليس بينها شيء من هذه النسب : وأما المتزايلة

مختلفة تدل على معان مختلفة بالحد والحقيقة، والمشترك ينبغي أن يجتنب إستعامله في المخاطبات فضال عن .البراهين، وأما المتواطئة فتستعلم في الجميع ال سيما البراهين

إرشاد إلى مزلة قدم في الفرق بين المشترآة

اهما باألخرىوالمتواطئة والتباس إحد

فإن المشترآة في اإلسم هي المختلفان في المعنى المتفقان في اإلسم، حيث ال يكونبينهما إتفاق وتشابه في المعنى البتة، وتقابلها المتواطئة وهي المشترآان في الحد والرسم المتساويان فيه بحيث ال يكون اإلسم ألحدهما بمعنى إال

وتان باألولى واألحرى والتقدم والتأخر والشدة والضعف آإسم اإلنسان لزيد وهو لآلخر بذلك المعنى، فال يتفاوعمرو، وإسم الحيوان للفرس والثور؛ وربما يدل إسم واحد على شيئين بمعنى واحد في نفسه، ولكن يختلف ذلك

شابهة ولنسمه المعنى بينهما من جهة أخرى ولنسميه إسما مشككا، وقد ال يكون المعنى واحدا ولكن يكون بينهما م .متشابها

أما األول فالكالوجود للموجودات؛ فإنه معنى واحد في الحقيقة ولكن يختلف باإلضافة إلى المسميات، فإنه للجوهر

وأما المقول باألولى واألحرى . قبل ما هو للعرض ولبعض األعراض قبله لبعض آخر، فهذا بالتقدم والتأخرمن ذاته ولبعضها من غره، وما له الوجود من ذاته أولى وأحرى باإلسم، واما فالكالوجود أيضا فإنه لبعض األشياء

المقول بالشدة والضعف فيتصور فيما يقبل الشدة والضعف آالبياض للعاج والثلج، فإنه ال يقال عليهما بالتواطؤ يتطرق إليه شيء من أما الحيوان لزيد وعمرو، والفرس والثور فال. المطلق المتساوي بل أحدهما أشد فيه من اآلخر

هذا التفاوت بحال، فقد ظهر بهذا الفرق انه قسم آخر، والمشكك قد يكون مطلقا آما سبق، وقد يكون بحسب النسبة إلى مبدأ واحد آقولنا طبي للكتاب والمبضع والدواء، أو النتسابه إلى غاية واحدة آقولنا صحي للدواء والرياضة

وأما الذي ال يجمعهما معنى واحد، ولكن . واحدة آقولنا لجميع األشياء أنها اإللهية وقد يكون إلى مبدأ وغاية. والفصدبينهما تشابه ما آاإلنسان على صورة متشكلة من الطين بصورة اإلنسان وعلى اإلنسان الحقيقي، فليس هذا بالتواطؤ

حيوان ناطق مائت؛ وآذلك إذ يخلفان بالحد فحد هذا حيوان ناطق مائت، وحد ذلك شكل صناعي يحاآي به صورة القائمة للحيوان وللسرير حده في أحدهما أنه عضو طبيعي يقوم عليه الحيوان ويمشي به، وفي اآلخر أنه جسم

ومثل هذا اإلسم يكون موضوعا في . صناعي مسدير في أسفل السرير ليقله ولكن نجد بينهما شبها في شكل أو حالاآلخر، فإن أضيف إليهما سمي متشابه اإلسم، وإن أضيف إلى المتقدم منهما أحدهما وضعا متقدما ويكون منقوال إلى

األول أن يكون : سمي موضوعا، وإن أضيف إلى األخير سمي منقوال؛ ثم هذا الضرب من التشابه على ثالثة أقسام. الخط والعلة والثاني أن يكون في صفة إضافية غير ذاتية آإسم المبدأ لطرف. في صفة قارة ذاتية آصورة اإلنسان

والثالث أن يكون التشابه جاريا في أمر بعيد آالكلب لنجم مخصوص ولحيوان، إذ ال تشابه بينهما إال في أمر بعيد

Page 9: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

9

ومثل . مستعار ألن النجم رئي آالتابع للصورة التي آاإلنسان، ثم وجد الكلب أتبع الحيوانات لإلنسان فسمي باسمه: فإنه ال عبرة بمثل هذا اإلشتباه فقد صارت األسامي بهذه القسمة ستةهذا ينبغي أن يلحق بالمشترك المحض،

متباينة، ومترادفة، ومتواطئة، ومشترآة، ومشككة، ومتشابهة؛ ألن العقل إذا قسم الشيء إلى ستة أقسام فيحتاج إلى .ست عبارات في التفهيم

إرشاد إلى مزلة قدم المتباينات

تباين الحدود فاألسامي متباينة متزايلة آالفرس والحجر، ولكن قد يتحد وال يخفى أن الموضوعات إذ تباينت معالموضوع ويتعدد اإلسم بحسب اختالف إعتبارات، فيظن أنها مترادفة وال تكون آذلك؛ فمن ذلك أن يكون أحد اإلسمين له من حيث موضوعه، واآلخر من حيث له وصفن آقولنا سيف وصارم؛ فإن الصارم دل على موضوع

وف بصفة الحدة بخالف السيف، ومن ذلك أن يدل آل واحد على وصف للموضوع الواحد آالصارم والمهند، موصفإن أحدهما يدل على حدته واآلخر على نسبته، ومن ذلك أن يكون أحدهما بسبب وصف، واآلخر بسبب وصف

إليه آالنحو والنحوي، ومن المتباينة المشتق والمنسوب مع المشتق منه والمنسوب. الوصف آالناطق والفصيحوالحديد والحداد، والمال والمتمول، والعدل والعادل، فإن العادل لو سمي عدال آما سميت العدالة عدال آان ذلك من قبيل ما يقال باشتباه افسم، ولكن غيرت الصيغة وبقيت المادة والمعنى األول زيد فيه ما دل على زيادة المعنى فسمي

.مشتقا

للف المطلق القسمة السابعة

باإلشتراك على مختلفات

.مستعارة ومنقولة ومخصوصة باسم باسم المشترك: إعلم أن اللفظ المطلق على معان مختلفة ثالثة أقسام

أما المستعارة فهي أن يكون إسم داال على ذات الشيء بالوضع ودائما من أول الوضع إلى اآلن،ولكن يلقب به في يء آخر لمناسبته لألول على وجه من وجوه المناسبات، من غير أن يجعل ذاتيا بعض األحوال ال على الدوام ش

للثاني وثابتا عليه ومنقوال إليه آلفظ األم، فإنه موضوع للوالدة ويستعار لألرض يقال إنها أم البشر، بل ينقل إلى اني التي استعير لها لفظ األم واألم أيضا أصل للولد فهذه المع. العناصر األربعة فتسمى أمهات على معنى أنها أصول

.لها أسماء خاصة بها

وإنما تسمى بهذه األسامي في بعض األحوال على طريق اإلستعارة، وخصص باسم المستعار ألن العارية التدوم وأما المنقول فهو أن ينقل اإلسم عن موضوعه إلى معنى آخر ويجعل إسما له . وهذا أيضا يستعار في بعض األحوال

ئما، ويستعمل أيضا في األول فيصير مشترآا بينهما آإسم الصالة والحج ولفظ الكافر والفاسق، وهذا يفارق ثابتا داالمستعار بأنه صار ثابتا في المنقول إليه دائما ويفارق المخصوص باسم المشترك بأن المشترك هو الذي وضع

ثم نقل عنه إلى غيره إذ ليس لشيء من ينبوع بالوضع األول مشترآا للمعنيين ال على أنه استحقه أحد المسميين، الماء والدينار وقرص الشمس والعضو الباصر سبق إلى استحقاق إسم العين، بل وضع للكل وضعا متساويا بخالف

.المستعار والمنقول

ما وأ. والمستعار ينبغي أن يجتنب في البراهين دون المواعظ والخطابيات والشعر، بل هي أبلغ باستعماله فيهاالمنقول فيستعمل في العلوم آلها لمسيس الحاجة إليها إذ واضع اللغة لما لم يتحقق عنده جميع المعاني لم يفردها

فالجوهر وضعه واضع اللغة لحجر يعرفه الصيرفي والمتكلم نقله إلى معنى . باألسامي، فاضطر غيره إلى النقل .ر إستعماله في العلوم والصناعاتحصله في نفسه، وهو أحد أقسام الموجودات وهذا مما يكث

فمنها : وأما المشترآة فال يؤتى بها في البراهين خاصة وال في الخطابيات إال إذا آانت معها قرينة، وهي أيضا أقسام

ما يقع في أحوال الصيغة آاإلسم الذي يتحد فيه بناء الفاعل والمفعول نحو المختار فإنك تقول زيد مختار والعلم ومنها ما يقع على عدة أمور متشابهو . هما بمعنى الفاعل، واآلخر بمعنى المفعول وآالمضطر وأشباههمختار، وأحد

Page 10: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

10

في الظاهر مختلفة في الحقيقة ال يكاد يوقف على وجه مخالفتها آالحي الذي يطلق على اهللا وعلى اإلنسان وعلى .عقل الهادي إلى غوامض األمورالنبات والنور الذي يطلق على المدرك بالبصر المضاد للظالم، وعلى ال

رأس المال، وجه : مثاله استعارة أطراف الحيوان لغير الحيوان آقولهم: فما مثال المستعار؟ قلنا: فإن قال قائل

بيه : النهار، عين الماء، حاجب الشمس، أنف الجبل، ريق المزن، يد الدهر، جناح الطريق، آبد السماء، وآقولهمالشيب : أيد للشر ناجذيه، ودارت رحى الحرب، وشابت مفارق الجبال، وآقولهم: لهمسمع األرض وبصرها، وآقو

عنوان الموت، والرشوة رشا الحاجة، العيال سوس المال، الوحدة قبر الحي، اإلرجاف زند الفتنة، الشمس قطيفة .مباحة للمساحين

) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) (القرى ومن حولها وأنه في أم الكتاب لتنذر به أم: (ومن إستعارات القرآن

) أحاط بهم سرادقها) (آلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها اهللا) (فأذاقها اهللا لباس الجوع والخوف) (والصبح إذا تنفس(ولما سكت عن موسى ) (فصب عليهم ربك سوط عذاب) (تعل الرأس شيباواش) (فما بكت عليهم السماء واألرض(

فما معنى : ونظائره مما يكثر، وهذه اإلستعارات بنوع مناسبة بين المستعار والمستعار منه، فإن قيل) الغضبطالق المجاز؟ قلنا قد يراد به المستعار فالمعنى أنه قد تجوز عن وضعه، وقد يراد به ما يقتضي الحقيقة، وفي اإل

إذ المسؤول بالحقيقة أهل القرية ال نفس القرية؛ فهذه أمور لفظية من أهملها ولم ) وأسأل القرية: (خالفه آقوله .يحكمها في مبدأ نظره آثر غلطه ولم يدر من أين أتى

الفن الثاني

ونسبة بعضها إلى بعض في مفردات المعاني الموجودة

وهذا نظر في المعنى من حيث -ل نظر في اللفظ من حيث يدل على المعانيوالفرق بين هذا الفن والذي قبله أن األو .هو ثابت في نفسه، وإن آان يدل عليه باللفظ إذ ال يمكن تعريف المعاني إال بذآر األلفاظ

.ويتضح الغرض من هذا الفن بأنواع من القسمة

الموجودات إلى مدراآنا القسمة األولى في نسبة

صر الموجودات وحقائقها وهي منقسمة إلى محسوسة وإلى معلومة باإلستدالل ال تباشر ذاته فليعلم أن نظرنا في حبشيء من الحواس، فالمحسوسات هي المدرآات بالحواس لخمس آاأللوان، ويتبعها معرفة الشكال والمقادير وذلك

السة، واللين والصالبة، بحاسة البصر، وآاألصوات بالسمع، وآالطعوم بالذوق، والروائح بالشم، والخشونة والموالبرودة والحرارة، والرطوبة واليبوسة بحاسة اللمس، فهذه األمور ولواحقها تباشر بالحس أي تتعلق بها القوة

السمع والبصر : ومنها ما يعلم وجوده ويستدل عليه بآثاره وال تدرآه الحواس الخمس. المدرآة من الحواس في ذاتهاومثاله هذه الحواس نفسها فإن معنى أي واحدة منها هي القوة المدرآة، والقوة . الهوالشم والذوق واللمس، وال تن

.المدرآة ال تحس بحاسة من الحواس، وال يدرآها الخيال أيضا

وآذلك القدرة والعلم واإلردادة بل الخوف والخجل والعشق والغضب، وسائر هذه الصفات نعرفها من غيرنا معرفة فمن آتب بين أيدينا عرفنا قطعا قدرته وعلمه بنوع من . ل ال بتعلق شيء من حواسنا بهايقينية بنوع من اإلستدال

الكتابة وإرادته إستدالال بفعله، ويقيننا الحاصل بوجود هذه المعاني آيقيننا الحاصل بحرآات يده المحسوسة وانتظام أآثر الموجودات معلوم باإلستدالل سواد الحروف على البياض، إن آان هذا مبصرا وتلك المعاني غير مبصرة بل

عليها بآثارها وال تحس، فال ينبغي أن يعظم عندك اإلحساس وتظن أن العلم المحقق هو اإلحساس والتخيل وأن ما ال يتخيل ال حقيقة له، فإنك لو طالبت نفسك بالنظر إلى ذات القدرة والعلم وجدت الخيال يتصرف فيه بتشكيل وتلوين

أن تصرف الخيال خطأ وأن حقيقة القدرة المستدل عليها بالفعل أمر مقدس عن الشكل واللون وتقدير، وأنت تعلم .والتحيز والقدر، وال ينبغي أن تنك داللة العقل على أمور يأباها الخيال

وننبهك اآلن على منشأ هذا اإللتباس؛ فتأمل أن المدرآات األول لإلنسان في مبدأ فطرته حواسه فكانت مستولية

Page 11: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

11

يه، ثم األغلب من جملتها األبصار الذي يدرك األلوان بالقصد األول واألشكال على سبيل اإلستتباع، ثم الخيال عليتصرف في المحسوسات وأآثر تصرفه في المبصرات فيرآب من المرئيات أشكاال مختلفة آحادها مرئية، والترآيب

رأس فرس، ولكن ال يمكن أن تصور آحادا سوى ما من جهته، فإنك تقدر أن تتخيل فرسا له راس إنسان وطائرا له شاهدته البتة حتى أنك لو أردت أن تتخيل فاآهة لم تشاهد لها نظيرا لم تقدر عليه، وإنما غايتك أن تأخذ شيئا مما شاهدته فتغير لونه مثال آتفاحة سوداء، فإنك قد رأيت شكل التفاحة والسواد فرآبتهما أو ثمرة آبيرة مثل بطيخة، فال

تزال ترآب من آحاد ما شاهدت ألن الخيال يتبع اإلبصار ولكنه يقدر على الترآيب والتفصيل فقط، وال يزال الخيال متحرآا في الترآيب والتفصيل مستوليا عليك بذلكن فمهما حصل لك معلوم باإلستدالل انبعث الخيال محدقا نظره

لون أو الشكل فيطلب الشكل واللون، وهو ما يدرآه البصر من نحوه طالبا حقيقة األشياء عنده، وال حقيقة عنده إال لالموجودات حتى لو تأملت في ذات الرائحة تأمال خياليا طلب الخيال للرائحة ولونا ووضعا وقدرا، آاذبا فيه وجاريا

.على مقتضى جبلته

م والذوق، وإذا تأملت في والعجب أنك إذ تأملت في شكل متلون لم يطلب الخيال منه طعمه ورائحته وهما حظا الشذات الطعم والرائحة طلب الخيال حظ البصر وهو اللون والشكل، مع أن الخيال يتصرف في مدرآات الحواس

فإذا عرضت . الخمس جميعا ولكن لما آان ألفه لمدرآات البصر أشد وأآثر، صار طلبه لحظ البصر أغلب وأبلغجهة، طلب الخيال له لونا وقدر له قربا وبعدا واتصاال بالعالم على نفسك عملك بصانع العالم وأنه موجود ال في

وال فرق بين الطعم والرائحة . وانفصاال إلى غير ذلك مما شاهده في األشكال المتلونة، ولم يطلب له طعما ورائحةالعقل فإذا عرفت إنقسام الموجودات إلى محسوسات وإلى معلومات ب. واللون والشكل، فالكل من مدرآات الحواس

وال تباشر بالحس والخيال، فاعرض عن الخيال رأسا وعول على مقتضى العقل فيه، فقد ظهر لك إنقسام الموجود .إلى محسوس وغيره

بعضها إلى بعض بالعموم والخصوص القسمة الثانية للموجودات باعتبار نسبه

نسبتها إلى غيرها من تلك المعاني والحقائق، إعلم أن معنى من المعاني الموجودة، وحقيقة من الحقائق الثابتة إذا وجدتها باإلضافة إليه إما أعم وإما أخص وإما مساويا، وإما أعم من وجه وأخص من وجه، فإنك إذا أضفت اإلنسان إلى الحيوان وجدته أخص منه، وإن أضفت الحيوان إلى اإلنسان وجدته أعم منه، وإن أضفت الحيوان إلى الحساس

له ال أعم وال أخص، وإن نسبت األبيض إلى الحيوان وجدته أعم من وجه فإنه يشمل الجص والكافور وجدته مساويا .وجملة من الجمادات، وأخص من وجه فإنه يقصر عن تناول الغراب والزنوج وجملة من الحيوانات

.ناه ما لم نذآرهفإذن جملة الحقائق تناسبها بهذا اإلعتبار ال تعدو هذه الوجوه األربعة، فقس على ما ذآر

موجودات شخصية معينة وتسمى أعيانا القسمة الثالثة للموجودات تنقسم إلى

إعلم أن الموجودات تنقسم إلى موجودات شخصية معينة وتسمى أعيانا وأشخاصا وجزئيات، وإلى أمور غير متعينة ال بالحواس آزيد وعمرون وهذا فأما األعيان الشخصية فهي األمور المدرآة أو. وتسمى الكليات واألمور العامة

الفرس وهذه الشجرة وهذه السماء وهذا الكوآب وأمثالها، وآذا هذا البياض وهذه القدرة، فإن التعين يدخل على ثم هذه األشخاص آزيد وهذا الفرس وهذه الشجرة وهذا البياض ال تشترك في أعيانها، . األعراض والجواهر جميعا

الشخص اآلخر، إال أنها تتشابه بأمور آتشابه هذه الثالثة في الجسمية وتشابه إذ عين هذا الشخص ليس هو عينالفرس واإلنسان دون الشجر في الحيوانية، فما به التشابه لألشياء يسمة الكليات واألمور العامة، وقد يتشابه زيد

ون الطول الذي به التشابه وآذا وعمرو بعد التشابه في الجسمية والحيوانية واإلنسانية في الطول والبياض أيضا، فيكالبياض أمرا عاما شامال لهما شموال واحدا، ال على أن بياض هذا هو بياض ذاك وطول هذا طول ذاك بعينه، ولكن

.على معنى سنبه عليه عند تحقيقنا لمعنى الكلي وثبوته في العقل، وهو من أدق ما ينبغي أن يدرك في المعقوالت هذا اإلنسان أبيض وهذا اإلنسان حيوان، وهذا : ة بعض المعاني إلى بعض إعلم أنك تقولالقسمة الرابعة في نسب?

اإلنسان ولدته أنثى، فقد حملت عليه البياض والحيوانية والوالدة وجعلته موصوفا بهذه األوصاق الثالثة، ونسبة هذه فليس وجوده شرطا إلنسانيته ولنسم هذا فإن البياض يتصور ان يبطل من اإلنسان ويبقى إنسانا: الثالثة إليه متفاوتة

.عرضيا مفارقا

Page 12: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

12

وأما الحيوانية فضرورية لإلنسان، فإنك إن لم تفهم الحيوان وامتنعت عن فهمه لم تفهم اإلنسان بل مهما فهمت اإلنسان فقد فهمت حيوانا مخصوصا، فكانت الحيوانية داخلة في مفهومك بالضرورة ويلقب هذا بلقب آخر للتمييز

وأما آونه مولودا من أنثى وآونه متلونا مثال فليس نسبته إليه آنسبة الحيوانيةن إذ يجوزن أن . الذاتي المقوموهو يحصل في العقل معنى اإلنسان بحده وحقيقته مع الغفلة عن آونه مولودا، أو مع اعتقاد أنه ليس بمولود خطأ، فليس

وأما . لود، ومن شرطه اإلمتناع عن اعتقاد آونه غير حيوانمن شرط فهم اإلنسان اإلمتناع عن اعتقاد آونه غير موتميزه عن البياض فهو أن البياض قد يفارق وآونه مولودا ال يفارقه قط، وآذلك آونه متلونا بالجملة ال يفارقه وإن

قسم فارقه آونه أبيض على الخصوص، فالمتلونية ليست داخلة في ماهية اإلنسان دخول الحيوانية، فلنخصص هذا ال. بلقب وهو الالزم؛ فإن الذاتي المقوم وإن آان أيضا الزما ولكن له خاصية التقويم، فيخصص إسم الالزم بهذا القسم

فقد استفدت من هذا التحقيق إن آل معنى ينسب إلى شيء، فإما أن يكون ذاتيا له مقوما لذاته أي قوام ذاته به، وإما : ولعلك تقول. مفارق، وأما أن يكون ال ذاتيا وال الزما ولكن عرضياان يكون غير ذاتي مقوم ولكنه الزم غير

الفرق بين العرضي المفارق وبين الذاتي واضح ولكن الفرق بين الذاتي المقوم وبين الالزم الذي ليس بمقوم ربما لحدوث، حتى المتكلمون سموا اللوازم توابع الذات وربما سموها توابع ا: يشكل فهل لك معيار يرجع إليه؟ فنقول

زعمت منهم أن توابع الحدوث ال تتعلق بها قدرة القادر، ولكنها تتبع الحدوث وربما مثلوا ذلك بتحيز ولسنا نخوض األول أن آل ما يلزم وال يرتفع في : فيه، والغرض إظهار معيار إلدراك الفرق بين الذاتي والالزم وله معياران

وبقي الشيء معه مفهوما فهو الزم، فأنا نفهم آون اإلنسان إنسانا وآون الوجود إن أمكن أن يرتفع بالوهم والتقديرالجسم جسما وإن رفعنا من وهمنا آون اإلنسان إنسانا وآون الجسم جسما وإن رفعنا من وهمنا اعتقاد آونهما

.هم اإلنسانمخلوقين مثال وآونهما مخلوقين الزم لهما، ولو رفعنا من وهمنا آون اإلنسان حيوانا لم نقدر على ففمن ضرورة فهم اإلنسان أن ال يسلب الحيوانية وليس من ضرورته أن ال يسلب المخلوقية، فإذن ما ال يرتفع في الوجود والوهم جميعا فهو ذاتي، وما يرفع في الوجود والوهم فهوعرضي، وما يقبل اإلرتفاع في الوهم دون الوجود

أنه آثير النفع في أغلب المواضع غير مطرد في الجميع فإن من اللوازم فهو الزم غير ذاتي، إال أن هذا المعيار مع ما هو ظاهر اللزوم للشيء، بحيث ال يقدر على رفعه في الوهم أيضا، فإن اإلنسان يالزمه آونه متلونا مالزمة

يه التلون مع أن ظاهرة ال يقدر اإلنسان على رفعه في الوهم وهو الزم ال ذاتي، ولذلك إذا حددنا اإلنسان لم يدخل ف .الحد ال يخلو عن جميع الذاتيات المقومة آما سيأتي في آتاب الحدود

وآذلك آون آل عدد إما مساو لغيره أو مفاوت فإنه الزم ليس بذاتي، وربما ال يقدر اإلنسان على رفعه في الوهم،

الزم ال يعرف لزومه للمثلث بغير نعم من اللوازم ما يقدر على رفعه آكون المثلث مساوي الزوايا القائمتين فإنهإن آل معنى إذا : وسط بل بوسط، فلم يكن هذا مطردا فنعدل إلى المعيار الثاني عند العجز عن األول ونقول

أحضرته في الذهن مع الشيء الذي شككت في أنه الزم له أو ذاتي، فإن لم يمكنك أن تفهم ذات الشيء إال أن يكون ، مساوية لقائمتين فهو آالحيوان وافنسان فإنك إذا فهمت ما اإلنسان وما الحيوان فال قد فهمت له ذلك المعنى أوال

وإن أمكنك أن تفه ذات الشيء دون أن تفهم المعنى أو . تفهم اإلنسان إال وقد فهمت أوال أنه حيوان فاعلم أنه ذاتيوجوده إما سريعا آالقيام والقعود لإلنسان أو ثم إن آان يرتفع . أمكنك الغفلة عن المعنى بالتقدير، فاعلم أنه غير ذاتي

بطيئا شابا فاعلم أنه عرضي مفارق، وإن آان ال يفارقه أصال آكون الزوايا من المثلث الزم، ورب الزم للشخص آأزرق العين أو أسود البشرة في الزنجي، فهو ال يفارق في الوجود لإلنسان الزنجي فهو باإلضافة إلى ذلك الشخص

يسمى الزما، وإن آان لزومه باإلتفاق ال بالضرورة في الجنس إذ يمكن وجود إنسان ليس آذلك، ولو ال يبعد أنأمكنت حيلة في إزالة زرقة العين وسواد البشرة لبقي هذا اإلنسان إنسانا، ولو قدرت حيلة إلخراج زوايا المثلث عن

لدقيقة في الفرق بين الالزم الضروري وبين الالزم آونها مساوية لقائمتين لم يبق المثلث وبطل وجوده، فلتدرك هذه ا .الوجودي

للذاتي في نفسه وللعرضي في نفسه القسمة الخامسة

لما آان المقوم مخصوصا باسم الذاتي في اصطالح النظار صار ما يقابله يسمى عرضيا، مفارقا آان أو الزما، لذي ليس بمقوم ينقسم باإلضافة إلى ماهو فيقال عرضي الزم وعرضي مفارق؛ فالعرضي بهذا المعنى وهو ا

عرضي له إلى ما يعمه وغيره وإلى ما يختص به وال يوجد لغيره فيسمى خاصة، سواء آان الزما أو لم يكن وسواء آان ما نسب إليه نوعا أخيرا أو لم يكن، وسواء عم جميع ذلك الجنس أو وجد لبعضه آالمشي واألآل، فإنه باإلضافة

صة، إذ ال يوجد لغير الحيوان، وإن آان ال يوجد آل وقت للحيوان فإن أضفته إلى اإلنسان آان إلى الحيوان خاعرضا عاما، وآذلك الصهيل للفرس والضحك لإلنسان من الخواص، فما ليس مخصوصا بما نسب إليه بل وجد له

Page 13: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

13

ر، فإن هذا العرض قد ولغيره سمي عرضا عاما، وال تظن أنانريد بالعرض ما نريد بالعرض الذي يقابل الجوهيكون جوهرا آاألبيض لإلنسان، فإن معنى األبيض هنا جوهر ذو بياض ومدلول اللفظ جوهر ال آالبياض، فإنه عرض فال تغفل عن هذه الدقيقة فتغلط فينقسم العرضي قسمة أخرى إلى ما يسمى أعراضا ذاتية وإلى ما ال يسمى

نسان يتحرك، ولكنا نقول الموجود ليس يتحرك لكونه موجودا بل ذاتية، فإن الموجود يتحرك والجسم يتحرك واإللمعنى أخص منه وهو الجسمية، واإلنسان ال تعتريه الحرآة ألنه إنسان بل لمعنى أعم منه وهو آونه جسما، فإذن

ذاته، الحرآة من األعراض الذاتية للجسم أي تلحقه وتعتريه من حيث أنه جسم ال لمعنى أعم منه وال أخص منه بل لوالصحة والسقم يوسف بكل منهما الحيوان وهو من األعراض الذاتية للحيوان، إذ ال يلحقه لمعنى أعم منه فإنه ال يعتريه من حيث أنه موجود أو جسم، وال لما هو أخص منه ألنه ال يعتريه من حيث أنه فرس أو ثور أو إنسان، بل

والفردية للعدد فما يجري هذا المجرى يسمى أعراضا ذاتية، فال وآذلك الزوجية. لما هو أعم منها وهو آونه حيوانا .ينبغي أن يلتبس عليك الذاتي بالمعنى األول وهو المقوم بالذاتي بالمعنى الثاني وهوغير مقوم، فهذه قسمة العرضي

ي جواب ما هو أما الذاتي المقوم فينقسم إلى ما ال يوجد شيء أعم منه وهو داخل في الماهية، أي يمكن أن يذآر ف

ويسمى جنسا وإلى ما يوجد أعم منه دون ما هو أخص منه، ويمكن أن يذآر في جواب ما هو ويسمى نوعا وإلى ما .يذآر في جواب أي شيء هو ويسمى فصال

فإذن إنقسم الذاتي إلى الجنس والنوع والفصل، والعرضي إلى الخاصة والعرض العام بالقسمة المذآورة، فتكون

ة، فإذن الكليات بهذا اإلعتبار خمسة ويسميها المنطقيون الخمسة المفردة، واألقسام الثالثة للذاتي فيها الجملة خمس .مواضع إشتباه فلنوردها في معرض األسئلة

إذا آان األعم من الذاتيات يسمى جنسا، واألخص يسمى نوعا، فالذي هو بين األخص واألعم : فإن قال قائل

جسم، فإنه أعم من الحيوان وبين اإلنسان فإنه أخص من الحيوان ما إسمه؟ قلناك هذا يسمى آالحيوان الذي هو بين الفإسم النوع للمتوسط وللنوع األخير الذي هو : فإن قلت. نوعا باإلضافة إلى ما فوقه وجنسا باإلضافة إلى ما تحته

مى نوعا بمعنى أنه ال يقبل التقسيم بعد ذلك اإلنسان بالتواطؤ أو بإشتراك اإلسم؟ فاعلم أنه باإلشتراك، فإن اإلنسان يسوأما الحيوان فتسميته نوعا . إال بالشخص والعدد آزيد وعمرو، أو باألحوال العرضية آالطويل والقصير وغيره

بمعنى آخر وهو أنه يوجد ذاتي أعم منه، واإلنسان سمي نوعا بمعنى أنه ال يوجد ذاتي أخص منه، بل آل ما أوردته فالموجود والشيء أعم من الجسم والحيوان : فإن قال قائل. هو عرضي ال ذاتي فهما معنيان متباينانمما هو أخص ف

ال حجر في التسميات واإلصطالحات بعد فهم المعاني، واألولى في اإلصطالحات النزول : فهل تسمونه جنسا؟ قلناية يجوز أن يجاب به عن سؤال على عادة من سبق من النظار، وقد خصصوا إسم الجنس بمعنى داخل في الماه

السائل عن الماهية، فيذآر في جواب ما هو، وإذا أشير إلى الشيء وقيل ما هو، لم يحسن ان يقال أنه موجود أو شيء بل الوجود آالعرضي باإلضافة إلى الماهية المعقولة، إذ يجوز أن تحصل ماهية الشيء في العقل مع الشك في

في األعيان أم ال، فإن ماهية المثلث أنه شكل يحيط به ثالثة أضالع، ويجوز أن يحصل أن تلك الماهية هل لها وجود في نفوسنا هذه الماهية وال يكون للمثلث وجود، ولو آان الوجود داخال في الماهية مقوما لحقيقة الذات لما تصور فهم

ن وحده في العقل إال أن يكون المثلث وحصول ماهيته في العقل مع عدمه، فكماال يتصور أن تحصل صورة اإلنساآونه موجودا حاضرا في العقل، إن آان الوجود مقوما للذات آالحيوانية لإلنسان والشكلية للمثلث، وليس األمر

وعلى الجملة وجود الشيء أما في األعيان فيستدعي حضور جميع الذاتيات المقومة، وأما في األذهان وهو . آذلكق له وهو معنى العلم إذ ال معنى للعلم بالشيء إال بثبوت صورة الشيء وحقيقته ومثاله مثال الوجود في األعيان مطاب

في النفس، آما تثبت صورة الشيء في المرآة مثال إال أن المرآة ال تثبت فيها إال أمثلة المحسوسات، والنفس مرآة .تثبت فيها أمثلة المعقوالت فيستدعي حضور جميع الذاتيات المقومة مرة أخرى

فقد عرفت الفرق بين الجنس وبين ما هو عام عام عمومالجنس وليس بجنس، فبماذا يعرف الفرق بين : فإن قال قائل

الفصل ذاتي ال يذآر في جواب ما هو بل يذآر في جواب أي شيء هو، فإنه يشار إلى الخمر : الفصل والنوع؟ قلنامسكر؛ فالمسكر : أي شراب هو؟ فيقال: ما هو؟ بل: قالشراب؛ فال يحسن بعده أن ي: ماهو؟ فيذآر في الجواب: فيقال

فصل أي يفصله عن غيره وهو الذي يسميه الفقهاء احترازا، إال أن اإلحتراز قد يكون بالذاتي وقد يكون بغير الذاتي، أي شيء هو؟ وأجيب بأنه أحمر يقذف بالزبد، فربما انفصل: فلو قيل. وقد يخصص إسم الفصل عند اإلطالق بالذاتي

وأما المسكر ففصل ذاتي للشراب وآذلك الناطق . به عن غيره وحصل به اإلحتراز ولكن يكون ذلك فصال غير ذاتي .للحيوان

Page 14: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

14

وعلى الجملة الجنس والفصل عبارة عن الحقيقة نفسها تفصيال آقولك شراب مسكر وحيوان ناطق؛ والنوع عبارة

افي والحقيقي، والفصل عبارة عن شيء ذي حقيقة آقولك عنها إجماال آقولك إنسان وفرس وجمل سواء النوع اإلضناطق وحساس ومسكر أي شيء ذو نطق وذو حس وذو إسكار، فكان الشيء الذي ورد عليه الوصف بذو وما بعدها

وسيأتي لهذا مزيد بيان في آتاب الحد الموصل إلى تصور األشياء، . لم يذآر بالفصول القائلة ناطق وحساس ومسكر .لحد إال بذآر الجنس والفصلإذ ال يتم ا

القسمة السادسة

في جواب السائل عن الماهية في أصناف الحقائق المذآورة

والماهية إنما . إعلم أن قول القائل في الشيء ما هو طلب لماهية الشيء، ومن عرف الماهية وذآرها فقد أجابيع الذاتيات المقومة للشيء حتى يكون مجيبا، تتحقق بمجموع الذاتيات المقومة للشيء، فينبغي أن يذآر المجيب جم

فإذا أشار إلى خمر وقال ما هو؟ فقولك شراب ليس بجواب . وذلك بذآر حده فلو ترك بعض الذاتيات لم يتم جوابهما : وإذا أشار إلى إنسان وقال. مطابق ألنك أخللت ببعض الذاتيات وأتيت بما هو األعم، بل ينبغي أن تذآر المسكر

إنه حيوان ناطق مائت؛ وهو تمام حده، والمقصود إنه : ما هو اإلنسان؟ فجوابك: إنه إنسان؛ فإن قال: هو؟ قتقوليجب أن تذآر ما يعمه وغيره وما يخصه، ألن الشيء هو بإجتماع ذلك وبه تتحصل ذاته، فإذا ثبت هذا األصل

مطلقة وذلك بذآر الحد لتعريف ماهية أحدها هو بالخصوصية ال: فالمذآور في جواب ما هو ينقسم إلى ثالثة أقسامشراب مسكر معتصر من العنب، وهذا يختص بالخمر ويطابقه : ما الخمر؟ فتقول: الشيء المذآور آما إذا قيل لك

ويساويه فال هو أعم منه وال هو أخص منه، بل ينعكس آل واحد منهما على اآلخر وهو مع المساواة جامع لجميع .والفصول، وهكذا نسبة آل حد لشيء إلى إسمه الذاتيات المقومة من الجنس

ماهي؟ فعند ذلك ال يحسن إال : الثاني ما هو بالشرآة المطلقة مثل ما إذا سئلت عن جماعة فيها فرس وإنسان وثورأن تقول حيوان؛ فأما األعم من ذلك وهوالجسم فليس تمام الماهية المشترآة بينها، بل هو جزء الماهية فإن الجسم

ماهية الحيوان، إذ الحيوان هو جسم ذو نفس حساس متحرك، هذا حده وإنما اإلنسان والفرس ونحوه أخص جزء من .داللة مما يشمل الجملة، وقد جعل الجملة آشيء واحد فأخص ماهية مشترآة لها الحيوان

ما : وخالد الثالث ما يصلح أن يذآر على الخصوصية والشرآة جميعا، فإنك إذا سئلت عن جماعة هم زيد وعمروما هو؟ ال أن : وآذلك إذا سئل عن زيد وحده. إنهم أناس: هم؟ آان الذي يصلح أن يجاب به على الشرط المذآور

إنه إنسان، ألن الذي يفضل في زيد على آونه إنسانا من آونه طويال أبيض : من هو؟ آان الجواب الصحيح: يقالما أو آاتبا أوعالما أو جاهال، آل ذلك أعراض ولوازم لحقته ابن فالن، أو آونه رجال أو إمرأة أو صحيحا أو سقي

ألمور اقترنت به في أول خلقته أو طرأت عليه بعد نشوه، وال يمتنع علينا أن نقدر أضدادها بل زوالها منه، ويكون إذ ال يمكن أن وليس آذلك نسبة الحيوانية إلى اإلنسانية، وال نسبة اإلنسانية إلى الحيوانية،. هو ذلك اإلنسان بعينه

يقال قد اقترن به في رحم أمه سبب جعله إنسانا لو لم يكن لكان فرسا أو حيوانا آخر، وهو ذلك الحيوان بعينه، بل إن .لم يكن إنسانالم يكن أصال حيوانا ال ذاك بعينه وال غيره، فإذن هو الذاتي األخير وهوالذي يسمى نوعا أخيرا

سم الثاني أن يقال حساس ومتحرك باإلرادة بدل الحيوان وهو ذاتي مساو للحيوان؟ لم ال يجوز في الق: فإن قال قائلذلك غير سديد على الشرط المطلوب، ألن المفهوم من الحساس والمتحرك على سبيل المطابقة هو مجرد أنه : قلنا

قيقة ذاته فغير داخل شيء له قوة حس أو حرآة، آما أن مفهوم األبيض أنه شيء له بياض؛ فأما ما ذلك الشيء وما حفي مفهوم هذه األلفاظ إال على سبيل اإللتزام حتى ال يعلم من اللفظ بل من طريق عقلي يدل على أن هذا ال يتصور

أبيض؛ لم تكن مجيبا وإن آنا نعلم من وجه آخر أن البياض ال : ما هو؟ فقلت: فإذا سئل عن جسم. إال لجسم ذي نفساألبيض على الجسم بطريق اإللتزام، وقد قدمنا أن المعتبر في داللة األلفاظ طريق يحل إال جسما، ولكن نقول داللة

المطابقة والتضمن، ولذلك ال يجوز الجواب عن الماهية بالخواص البعيدة وإن آانت تدل بطريق اإللتزام فال يحسن .امأن يقال في جواب من يسأل عنماهية اإلنسان أنه الضحاك، وأن آان يدل بطريق اإللتز

Page 15: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

15

قد ادعيتم أن الماهية مهما حضرت في العقل آان جميع أجزائها حاضرا، وليس آذلك، فإنا إذا علمنا : فإن قال قائلالحادث فإنما نعلم شيئا واحدا مع أن أجزاء ذاته آثيرة، إذ معناه وجود بعد العدم ففيه العلم بالوجود وبعدم ذلك

خرا وفيه العلم بالتقدم والتأخر وفيه العلم بالزمان ال محالة، فهذه الوجود، وبكون العدم سابقا، وآون الوجود متأالمعلومات آلها ال بد من حضورها في الذهن حتى يتم أجزاء حد الحادث والناظر في الحادث ال تخطر له هذه

.التفاصيل وهو عالم به

صور، ولكن قد ال تخطر بالبال مفصلة فالجواب أن جميع الذاتيات المقومة للماهية ال بد أن تدخل مع الماهية في التفكثير من المعلومات ال تخطر بالبال مفصلة، ولكنها إذا اخطرت تمثلت وعلم أنها آانت حاصلة، فإن العالم بالحادث

هل علمت وجودا أو عدما أو تقدما أو تأخرا؟ : أن لم يكن عالما بهذه األجزاء وقدر أنه لم يعلم إال الحادث ثم قيل لههل عرفت حيوانا أوجسما أو حساسا أو شيئا ذا طول : ومن عرف اإلنسان فقيل له. ما علمت؛ آان آاذبا فيه :فلو قال

فنفهم من هذا أن هذه المعاني معلومة حاضرة في . ما عرفته؛ آان آاذبا: وعرض وعمق وهو حد الجسم؟ فقالعاني آانت معلومة من قبل؛ فافهم هذا فإنه الذهن إال أنها ال تتفصل غال إذا أخطرت مفصلة، وإذا فصلت علم أن الم

تكملة لهذه الجملة برسوم . دقيق في نفسه فقد نبهنا على مثارين للشبهة في هذه القسم بصيغة السؤال والجواب المفردات الخمس وترتيبها

جواب ما أما الرسوم الجارية مجرى الحدود فالجنس يرسم بأنه آلي يحمل على أشياء مختلفة الذوات والحقائق فيوالنوع بأحد المعنيين يرسم بأنه . هو، والفصل يرسم بأنه آلي يحمل على الشيء في جواب أي شيء هو في جوهره

آلي يحمل على أشياء ال تختلف إال بالعدد في جواب ما هو وبالمعنىالثاني يرسم بأنه آلي يحمل عليه الجنس وعلى على ما تحت حقيقة واحدة فقط حمال غير ذاتي، والعرض العام غيره حمال ذاتيا، والخاصة ترسم بأنها آلية تحمل

.يرسم بأنه آلي يطلق على حقائق مختلفة

ثم إعلم أن هذه الذاتيات التي هي أجناس وأنواع تترتب متصاعدة إلى أن تنتهي إلى جنس األجناس، وهو الجنس ير الذي إن نزلت منه انتهت واألعراض، وال العالم الذي ليس فوقه جنس وتترتب متنازلة حتى تنحط إلى النوع األخ

بد من انتهاء الجنس العالي في التنازل إلى نوع أخير إذ ليس يخرج عن النهاية، وال بد من إرتفاع النوع األخير في فأما الذاتيات فتنتهي ال محالة واألنواع . التصاعد إلى جنس عال ال يمكن مجاوزته إال بذآر العوارض واللوازم

واحد جوهر وتسعة أعراض : آثيرة، واألجناس العالية التي هي أعلى األجناس زعم المنطقيون أنها عشرة األخيرةفالجوهر مثل قولنا إنسان وحيوان ) الكم والكيف والمضاف والين ومتى والوضع وله وأن يفعل وأن ينفعل: (وهي

بيض واسود، والمضاف مثل قولنا ضعف وجسم، والكم مثل قولنا ذو ذراع وذو ثالثة أذرع، والكيف مثل قولنا أونصف وابن واب، واالين مثل قولنا في السوق وفي الدار، ومتى مثل قولنا في زمان آذا ووقت آذا، والوضع مثل قولنا متكىء وجالس، وأن يفعل مثل قولنا يحرق ويقطع، وأن ينفعل مثل قولنا يحترق ويتقطع، وله مثل قولنا متنعل

.ومتطلس ومتسلح تجتمع هذه العشرة في شخص واحد في سياق آالم واحد آما تقول أن الفقيه الفالني الطويل األسمر ابن فالن وقد

.الجالس في بيته في سنة آذا يعلم ويتعلم وهو متطلس

فهذه أجناس الموجودات واأللفاظ الدالة عليها بواسطة آثارها في النفس، أعني ثبوت صورها في النفس وهي العلم فأما األعم من جميعها . معلوم إال وهو داخل في هذه األقسام، وال لفظ إال وهو دال على شيء من هذه األقسامبها فال

فهو الموجودة، وقد ذآرنا أنه ليس جنسا وينقسم بالقسمة األولى إلى الجوهر والعرض، والعرض ينقسم إلى هذه حقيق سيساق إليك في آتاب أقسام الوجود وأحكامه، األقسام التسعة، فيكون المجموع عشرة، ولهذا مزيد تفصيل وت

.فإنه بحث عن إنقسام الموجودات، واهللا أعلم

الفن الثاني في ترآيب المعاني المفردة

وغرضنا . إعلم أن المعاني إذا رآبت حصل منها أصناف آاإلستفهام واإللتماس والتمني والترجي والتعجب والخبرالخبر، ألن مطلبنا البراهين المرشدة إلىالعلوم وهي نوع من القياس المرآب من من جملة ذلك الصنف األخير وهو

.المقدمات التي آل مقدمة منها خبر واحد يسمى قضية

Page 16: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

16

والخبر هو الذي يقال لقائله أنه صادق أو آاذب فيه بالذات ال بالعرض وبه يحصل اإلحتراز عن سائر األقسام إذ وآذلك من يقول يا زيد ويريد غيره . تكذب، فإنه يعرض به إلى التباس األمر عليهالمستفهم عما يعلمه قد يقال له ال

ه يعتقد أن زيدا في الدار، فإذا قيل له ال تكذب لم يكن ذلك تكذيبا في النداء بل في خبر اندرج تحت النداء 8ألنإن القضية باعتبار ذاتها : األولى القسمة?: ضمنا، فإذا نظرنا في هذا الفن في القضية وبيانها بذآر أحكامها وأقسامها

أحدهما خبر واآلخر مخبر عنه آقولك زيد قائم، فإن زيدا مخبر عنه والقائم خبر، : تنقسمب إلى جزئين مفردينوآقولك العالم حادث، فالعالم مخبر عنه والحادث خبر وقد جرت عادة المنطقيين بتسمية الخبر محموال والمخبر عنه

ثم إذا قلنا الشكل محمول على المثلث، فإن آل مثلث شكل . صطالحهم فال مشاحة في األلفاظموضوعا، فلننزل على افلسنا نعني به أن حقيقة المثلث حقيقة الشكل، ولكن معناه أن الشيء الذي يقال له مثلث فهو بعينه يقال له شكل، سواء

إنا إذا أشرنا إلى إنسان وقلنا هذا األبيض طويل، آان حقيقة ذلك الشيء آونه مثلنا أو آونه شكال أو آونه أمرا ثالثا، ف .فحقيقة المشار إليه آونه إنسانا ال هذا الموضوع وهو األبيض وال هذا المحمول وهو الطويل

وإذا قلنا هذا اإلنسان أبيض فالموضوع هو الحقيقة فإذن لسنا نعني بالمحمول إال القدر الذي ذآرناه من غير

األول : والقضايا باعتبار وجوه ترآيبها ثالثة أصناف. فهذا أقل ما تنقسم إليه القضية الحملية اشتراط، فالنفهم حقيقتهالعالم ليس - العالم حادث: الحملي وهو الذي حكم فيه بأن معنى محمول على معنى أو ليس بمحمول عليه آقولنا

هو حرف سلب، إذا زيد على ليس : وقولنا. بحادث؛ فالعالم موضوع والحادث محمول يسلب مرة ويثبت أخرى .مجرد ذآر ذات الموضوع والمحمول صار المحمول مسلوبا عن الموضوع

إن آان العالم حادثا فله محدث، سمي شرطيا ألنه شرط وجود المقدم : الصنف الثاني ما يسمى شرطيا متصال آقولنا

فله : ان العالم حادثا يسمى مقدما، وقولناإن آ: فقولنا. لوجود التالي بكلمة الشرط، وهو أن وإذا وما يقوم مقامهماوالتالي يجري مجرى المحمول ولكن يفارق . محدث، يسمى تاليا، وهو الذي قرن به حرف الجزاء الموازي للشرط

من وجه، وهو أن المحمول ربما يرجع في الحقيقة إلى نفس الموضوع، وال يكون شيئا مفارقا له وال متصال به على وأما قولنا فله محدث . عية، آقولنا اإلنسان حيوان والحيوان محمول وليس مفارقا وال مالزما تابعاسبيل اللزوم والتب

فهو شيء آخر لزم اتصاله وأقرانه بوصف الحدوث، ال إنه يرجع إلى نفس العالم والشرطية المتصلة إذا حللتها إلى محمول مفرد وموضوع مفرد، رجعت بعد حذف حرفي الجزاء والشرط منها إلى حمليتين، ثم ترجع آل حملية

فالشرطية أآثر ترآيبا ال محالة إذ ال تنحل في أول األمر إلى البسائط، بل تنحل إلى الحمليات أوال ثم إلى البسائط .ثانيا

ما يسمى شرطيا منفصال آقولنا العالم إما حادث وإما قديم، فهما قضيتان حمليتان جمعتا وجعلت : الصنف الثالثثم هذا المنفصل قد يكون . والمتكلمون يسمون هذا سبرا وتقسيما. زمة اإلتصال وألجله سمي منفصالإحداهما ال

محصورا في جزئين آما ذآرنا، وقد يكون في ثالثة أو أآثر آقولنا هذاالعدد إما مثل هذا العدد أو أقل أو أآثر، فهو في الحصر آقولنا هذا إما أسود أو أبيض وربما تكثر األجزاء بحيث ال يكون داخال. مع آونه ذا ثالثة محصور .وفالن إما بمكة أو ببغداد

ثم ينقسم إلى ثالثة أقسام

األول ما يمنع الجمع والخلو جميعا آقولنا العالم إما حادث أو قديم، فإنه يمنع إجتماع القدم والحدوث والخلو من .أحدهما أي ال يجوز آالهما، ويجب أحدهما ال محالة

آما إذا قال قائل هذا حيوان وشجر، فتقول هو إما حيوان وإما شجر أي ال . يمنع الجمع دون الخلووالثاني ما

.يجمتعان جميعا وإن جاز إن يخلو عنهما بأن يكون حمارا مثال

مايمنع الخلو وال يمنع الجمع آما إذا أخذت بدل أحد الجزئين الزمه ال نفسه، بأن قلت مثال إما أن يكون زيد: والثالثفي البحر وأما أال يغرقن فإن هذا يمنع الخلو وال يمنع الجمع إذ يجوز أن يكون في البحر وال يغرق، وال يجوز أن يخلو من أحد القسمين، وسببه أنك أخذت نفي الغرق الذي هو الزم آونه في البر وهو أعم منه، فإن الذي في البحر

و جميعا، ولكن عدم الغرق الزم لكونه في البر ثم ليس مساويا بل وإما أن يكون في البر، فكان يمتنع به الجمع والخلفهذه أمور متشابهة ال بد من تحقيق الفرق بينها، فال . هو أعم فلم يبعد أن يتناول آونه في البحر فيؤدي إلى اإلجتماع

Page 17: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

17

في الظاهر، فإن معنى لنظر العقل إال درك انقسام األمور المتشابهة في الظاهر، ودرك إجتماع األمور المفترقةاألشياء تختلف في أمور وتشترك في أمور، وإنما شأن العقل أن يميز بين مايشترك فيه وما يفترق فيه، وذلك بهذه التقسيمات التي نحن في سياقها، فهذا وجه قسمة القضايا باعتبار أجزائها في الحل والترآيب إلى أصنافها من الحمل

.واإلتصال واإلنفصال

نيةالقسمة الثا

إلى موضوعها بنفي أو إثبات للقضية باعتبار نسبة محمولها

إعلم أن آل قضية من هذه األصناف الثالثة تنقسم إلى سالبة وموجبة، ونعني بهما النافية والمثبتة، فاإليجاب الحملي يكن موجودا، مثل قولنا اإلنسان حيوان، ومعناه أن الشيء الذي نفرضه في الذهن إنسانا، سواء آان موجودا أو لم

يجب أن نفرضه حيوانا ونحكم عليه بأنه حيوان من غير زيادة وقت وحال، بل على ما يعم الموقت ومقابله والمقيد ومقابله، بل قولنا إنه حيوان في آل حال أو حيوان في بعض األحوال آالمان متصالن بزيادتين على مطلق قولنا أنه

ال يبعد أن يسبق إلى الفهم العموم بحكم العادة، ال سيما إذا انضمت إليه حيوان، هذا ما اللفظ صريح فيه وإن آان وأما اإليجاب المتصل فهو مثل قولنا . وأما السلب الحملي فهو مثل قولنا اإلنسان ليس بحيوان. قرينة حال الموضوع

. ن العالم حادثا فله محدثإن آان العالم حادثا فله محدث، والسلب ما يسلب هذا اللزوم، واإلتصال آقولنا ليس إن آاواإليجاب المنفصل مثل قولنا هذا العدد إمامساو لذلك العدد أو مفاوت له، والسلب ما يسلب هذا اإلتصال وهو قولنا

ومقصود هذا التقسيم منع الخلو فالسلب له هوالذي يسلب منع . ليس هذا العدد إما مساويا لذلك العدد أو مفاوتا له .نهالخلو ويشير إلى إمكا

قولنا زيد غير بصير سالبة أو موجبة؛ فإن آانت موجبة فما الفرق بينه وبين قولنا زيد ليس بصيرا؛ : فإن قال قائل

وإن آانت سالبة فما الفرق بينه وبين قولنا زيد ليس بصيرا؛ وإن آانت سالبة فما الفرق بينه وبين قولنا زيد أعمى زيد :معنى هذا اإليجاب، ولذلك ال يتبين في الفارسية فرق بين قولنا وال معنى لقولنا غير بصير إال : وهي موجبة .إذ المفهوم منه أنه جاهل والصيغة صيغة النفي" زيد نادانست"وآذا قولنا " زيد نابيناست"وبين قولنا " آوراست

في البراهين، فإنا هنا موضع مزلة قدم واإلعتناء ببيانه واجب، فإن من ال يميز بين السالب والموجب آثر غلطه: قلناومن القضايا ما صيغتها . سنبين أن القياس ال ينتظم من مقدمتين سالبتين بل ال بد أن يكون إحداهما موجبة حتى ينتج

قولنا زيد غير بصير قضية موجبة آترجمته : صيغة السلب ومعناها معنى اإليجاب فال بد من تحقيقها؛ فنقولال شيئا واحدا وعبر به عن األعمى، فالغير بصير بجملته معنى واحدا يوجب بالفارسية، وآأن الغير مع البصير جع

مرة فيقال زيد غير بصير، ويسلب أخرى فيقال زيد ليس غير بصير، ولنخصص هذا الجنس من الموجبة باسم آخر، رف وهو المعدولة أو غير المحصلة وآأنها عدل بها عن قانونها فابرزت في صيغة سلب وهي إيجاب، وتصير ح

. بدل عن األعمى والجاهل والعاجز" نادان ونابينا وناتوان"السلب مع المسلوب آكلمة واحدة آثير في الفارسية، مثل " بينانيست"وإذا سلبت قيل " نابيناست:"وإمارة آونها موجبة في الفارسية إنها تردف بصيغة اإلثباتت، فيقال فالن

واحد : ن اللفظ والمعنى في اللغة تقتضي ثالثة ألفاظ في آل قضيةفيكون الحكم بصيغة السلب، وآانت المطابقة بيبدل " نادان ونابينا وناتوان"للموضوع وواحد للمحمول، وواحد لربط المحمول بالموضوع آما في الفارسية، مثل

" ابيناستن"وإمارة آونها موجبة في الفارسية إنها تردف بصيغة اإلثبات، فيقال فالن . عن األعمى والجاهل والعاجزفيكون الحكم بصيغة السلب، وآانت المطابقة بين اللفظ والمعنى في اللغة تقتضي ثالثة " بينانيست"وإذا سلبت قيل

واحد للموضوع وواحد للمحمول، وواحد لربط المحمول بالموضوع آما في الفارسية، لكن في : ألفاظ في آل قضيةزيد بصير، واألصل أن يقال زيد هو بصير بزيادة حرف الرابطة، اللغة العربية اقتصر آثيرا على لفظين فقيل مال

فإذا قدم حرف الرابطة على غير فقيل زيد هو غير بصير، صار زيد من جانب موضوعا وغير بضير من جانب آخر محموال، ولفظ هو متخلل بيهما رابطال ألحدهما باآلخر فيكون إيجابا؛ فإن أردت السلب قلت زيد ليس هو بين

والمحمول، وآذلك تقول زيد ليس هو غير بصير فتكون الرابطة قبل أجزاء المحمول متصلة به، فهذا وجه السلبهذا : قلنا. فقولنا غير بصير وقولنا أعمى متساويان، أو أحدهما أعم من اآلخر: فإن قيل. التنبيه على هذه الدقيقة

يوصف به الجماد، وأما األعمى فال يمكن أن يختلف باللغات، وربما يظن أن قولنا غير بصير أعم حتى يصح أنيوصف به إال من يمكن أن يكون له البصر، وبيان ذلك محال على اللغة، فال يخلط بالفن الذي نحن بصدده وإنما

.غرضنا تمييز السلب عن اإليجاب، فإن اإليجاب ال يمكن إال على ثابت متمثل في وجود أو وهم

Page 18: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

18

.سواء آان آونه غير ثابت واجبا أو غير واجب وأما النفي فيصح عن غير الثابت

القسمة الثالثة

موضعها أو خصوصه للقضية باعتبار عموم

إعلم أن موضوع القضايا إما شخصي فتكون شخصية آقولنا زيد آاتب زيد ليس بكاتب، وإما آلي فتكون آلية، ملة ألنه لم يتبين فيها وجود المحمول لكية وسميناها مه. والكلية إما مهملة آقولنا اإلنسان في خسر اإلنسان في خسر

الموضوع أو لبعضه، وإما محصورة وهي التي بين فيها أن الحكم لكله آقولنا آل إنسان حيوان، أو ذآر إنه لبعضه شخصيةن ومهملة، ومحصورة آلية، ومحصورة : آقولنا بعض الحيوان إنسان، فإذن القضية بهذا اإلعتبار أربعة

.جزئية

قسم إلى هذه األقسام، سالبة آانت أو موجبة، شرطية آانت أو حملية، متصلة آانت الشرطية أو منفصلة، والقضية تواللفظ الحاصر يسمى سورا آقولنا في الموجبة الكلية آل إنسان حيوان، وقولنا في الموجبة الجزئية بعض الحيوان

لنا في السالبة الجزئية ليس بعض الناس آاتبا، أو إنسان، وآقولنا في السالبة الكلية ال واحد من الناس بحجر، وآقو .ليس آل إنسان آاتب، فإن فحواهما واحد

فاأللف والالم إذا آانتا لالستغراق فقول القائل اإلنسان في خسر آلية فكيف سميناها مهملة؟ فاعلم أنه إن : فإن قلت

و مهمل إذ يحتمل الكل ويحتمل الجزء، ثبت ذلك في لغة العرب وجب طلب المهمل من لغة أخرى، وإن لم يثبت فهوأما العموم فمشكوك فيه، وليس من ضرورة ما يصدق . وتكون قوة المهمل قوة الجزئي ألنه بالضرورة يشتمل عليه

جزئيا إال يصدق آليا، فليحذر عن المهمالت في األقيسة إذا آان المطلوب منها نتيجة آلية، آما يقول الفقيه مثال ص مكيل فكان ربويا، فيقال قولك المكيل مهمل، فإن أردت الكل فممنوع وإن أردت به الجزء المكيل ربوي والج

فينتج أن بعض المكيل ربوي، فإذا قلت بعض المكيل ربوي والجص مكيل فكان ربويا، لم يلزمه النتيجة إذ يحتمل أن .يكون من البعض اآلخر الذي ليس بربوي

ي الشرطيات فافهم أنك مهما قلت آلما آان الشيء حادثا أو قديما، فقد فكيف يكون الحصر واإلهمال ف: فإن قلت .حصرت الحصر الكلي الموجب

وإذا قلت ليس البتة إذا آان الشيء موجودا فهو في جهة وليس البتة إذا آان البيع صحيحا فهو الزم، فقد سلبت

.اإلتصال وحصرت

.وسائر نظائر هذا يمكنك قياسها عليه

ة للقضية باعتبار جهة نسبة المحمولالقسمة الرابع

إلى الموضوع بالوجوب أو الجواز أو اإلمتناع

إعلم أن المحمول في القضية ال يخلو إما أن تكون نسبته إلى الموضوع نسبة الضروري الوجود في نفس األمر، ، وأما أن يكون نسبته آقولك اإلنسان حيوان، فإن الحيوان محمول على اإلنسان ونسبته إليه نسبة الضروري الوجود

إليه نسبة الضروري العدم آقولنا اإلنسان حجر فإن الحجرية محمولة، ونسبتها إلى اإلنسان نسبة الضروري العد، وأما أال يكون ضروريا ال وجوده وال عدمه آقولنا اإلنسان آاتب اإلنسان ليس بكاتب، ولنسم هذه النسبة مادة الحمل،

والقضية بهذا اإلعتبار أما مطلقة وإما مقيدة، والمقيدة ما نص فيها بأن . مكان واإلمتناعالوجوب واإل: فالمادة ثالثةوالمطلق ما لم يتعرض فيه إلى شيء . المحمول للموضوع ضروري أو ممكن أو موجود على الدوام ال بالضرورة

إلى ما ال شرط فيه آقولنا من ذلك، فإن هذه األمور زائدة على ما يقتضيه مجرد الحمل، والقضية الضرورية تنقسماهللا حي، فإنه لم يزل وال يزال آذلك، وإلى ما شرط فيه وجود الموضوع آقولنا اإلنسان حي، فإنه ما دام موجودا

Page 19: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

19

فهو آذلك، فوجود الموضوع مشروط فيه وال يفارق هذا المشروط الضروري األول في جهة الضرورة، وإنما .بدا ووجوب وجوده لنفس حقيقته، ولنسم هذا بالضروري المطلقيفارق في دوام الموضوع لذاته أزال وأ

الثاني ما شرط فيه دوام آون . األول ما يشترط فيه دوام وجود الموضوع ما تقدم: فأما الضروري المشروط فثالثة

ا الموضوع موصوفا بعنوانه آقولنا آل متحرك متغير، فإنه متغير ما دام متحرآا ال مادام ذات المتحرك موجودوالفرق بين هذا وبين قولنا اإلنسان حي إن الشرط في ذات اإلنسان، والشرط ههنا ليس هو ذات المتحرك . فحسب

فقط، بل ذات المتحرك بصفة تلحق الذات وهو وهو آونه متحرآا فإن المتحرك له ذات وجوهر من آونه فرسا أو .ر المتحرك، وليس اإلنسان آذلكسماء أو ما شئت أن تسميه ويلحقه إنه متحرك، وذاك الذات هو غي

الثالث ما يشترط فيه وقت مخصوص إما معين أو غير معين، فإن قولنا القمر بالضرورة منخسف مقيد بوقت معين، وهو وقت وقوعه في ظل األرض محجوبا بذلك عن ضوء الشمس، وقولنا اإلنسان بالضرورة متنفس فمعناه أنه في

.عينبعض األوقات، وذلك الوقت غير مت

.نعم: وهل يتصور دائم غير ضروري؟ قلنا: فإن قال قائل

أما في األشخاص فظاهر آالزنجي، فإنك قد تقول أنه أسود البشرة ما دام موجود البشرة وليس السواد لبشرته .ضروريا ولكنه قد اتفق وجوده لها على الدوام، ولنسم هذه القضية وجودية

إما شارق أو غارب، فإنه في آل ساعة آذلك وليس ذلك ضروريا في وجود ذاته وأما في الكليات فكقولنا آل آوآب .إذ ليس آالحيوان لإلنسان، فافهم

القسمة الخامسة

للقضية باعتبار نقيضها

إعلم أن فهم النقيض في القضية تمس إليه الحاجة في النظر، فربما ال يدل البرهان على شيء ولكن يدل على إبطال وربما يوضع في مقدمات القياس شيء فال يعرف وجه داللته، ما لم يرد إلى . نه قد دل عليهينقيضه، فيكون آأ

نقيضه، فإذا لم يكن النقيض معلوما لم تحصل هذه الفوائد، وربما يظن أن معرفة ذلك ظاهرة وليس آذلك، فإن ان باإليجاب والسلب، على وجه والقضيتان المتناقضتان هما المختلفت. التساهل فيه مثار الغلط في أآثر النظريات

يقتضي لذاته أن تكون إحداهما صادقة واألخرى آاذبة، فإنا إذا قلنا العالم حادث وآان صادقا آان قولنا العالم ليس بحادث آاذبا، وآذا قولنا قديم إذا عنينا بالقديم نفي الحادث؛ فمهما دلننا على أحدهما فقد دللنا على اآلخر، ومهما قلنا

فكأنا قد قلنا اآلخر، فهما متالزمان على هذا الوجه ولكن للتناقض شروط ثمانية، فإذا لم تراع الشروط لم أحدهما األول أن تكون إحدى القضيتين سالبة واألخرى موجبة، آقولنا العالم حادث، العالم ليس بحادث، : يحصل التناقض

.فإنا إن قلنا العالم حادث العالم حادث، فال يتناقضان أن يكون موضوع المقدمتين واحدا فإذا تعدد لم يتناقضا، آقولنا العالم حادث والباري ليس بحادث، فإنهما ال : نيالثا

يتناقضان وإنما يشكل هذا في لفظ مشترك، فإنا نقول العين أصفر، العين ليس بأصفر، ونريد بأحدهما الدينار الصغيرة ليس مولى عليها في بعضها " ليها في بعضهاالصغيرة مولى ع: "ونقول في الفقه. وباآلخر العضو الباصر

ونريد بإحداهما الثيب وباألخرى البكر على منهاج إرادة الخاص بالعام، ويكون الموضوع متعددا فال يحصل .التناقض

أن يكون المحمول واحدا، فإن قولنا اإلنسان مخلوق، اإلنسان ليس بحجر ال يتناقضات، ويشكل ذلك في : الثالثمول المشترك، آقولنا المكره على القتل مختار والمكره على القتل ليس بمختار ولكنه مضطر، وال يتناقضان المح

فإن المختار يطلق على معنيين مختلفين فهو مشترك، فقد يراد به القادر على الترك وقد يراد به الذي يقدم على ا آان الموضوع أو المحمول أآثر من واحد في ومهما آان اللفظ مشترآ. الشيء لشهوته وانبعاث داعية من ذاته

.الحقيقة، وفي الظاهر يظن أنه واحد، والعبرة للحقيقة ال لظاهر اللفظ

Page 20: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

20

أال يكون المحمول في جزئين مختلفين من الموضوع آقولنا النوبي أبيض، النوبي ليس بأبيض أي هو أبيض : الرابع

أي مقطوع اليد ليس بمقطوع الرجل " رق مقطوع ليس بمقطوعالسا"وفي الفقه نقول . األسنان وليس بأبيض البشرةأال يختلف ما إليه اإلضافة في المضافات، آقولنا األربعة نصف األربعة ليست نصفا أي هي : الخامس. واألنف

وآذلك قولنا زيد أب زيد ليس بأب، أي أب لعمرو، وليس بأب . نصف الثمانية وليست نصف العشرة، فال تناقضأي مولى عليها في البضع ال في المال، وقد " المرأة مولى عليها المرأة ليس مولى عليها" الفقه نقول وفي. لخالد

مولى عليها إذ يتولى : يضاف إلى البضع آالهما وال تناقض من جهة اشتراك لفظ المحمول، فإن أبا حنيفة يقولوهذه المعاني يجب . بنفسها وال تجبر على العقدالولي نكاحها شرعا استحبابا أو إيجابا، وليس مولى عليها أي تستقل

المرأة مولى عليها : وعلى ذلك فقول بعض فقهاء الشافعية. مراعاتها ال للنقيض فقط، ولكن لجميع أنواع القياس أيضافسها قولكم أنها مولى عليها أن أردتم به أنها ال تلي أمر ن: فال تلي أمر نفسها، نتيجة غير الزمة فإن أبا حنيفة يقول

أو الولي يجبرها، فهذا عين المطلوب في محل النزاع، فجعله مقدمة في القياس مصادرة وأن أريد به أن الولي يتولى .عقدها استحبابا او إيجابا، فال يلزم من هذا إال ينعقد عقدها إذا تعاطته على خالف اإلستحباب

تين، آقولنا الماء في الكوز مرو مطهر وليس السادس أال يكون نسبة المحمول إلى الموضوع على جهتين مختلف

بمرو وال مطهر، ونريد أنه مرو بالقوة وليس بمرو بالفعل، وإلختالف جهة الحمل لم يتناقض الحكمان ومن ذلك وهو نفي للرمي وإثبات له، ولكن ليست جهة النفي جهة اإلثبات ) وما رميت إذ رميت ولكن اهللا رمى: (قوله تعالى

.فلم يتناقضا، وهذا أيضا مما يغلط آثيرا في الفقهيات

أال يكون في زمانين مختلفة آقولنا الصبي له أسنان، ونعني به بعد الفطام، والصبي ال أسنان له ونعني به في : السابعقبل نزول الخمر آانت حراما، نعني به في األعصار السابقة، وآانت حالال، ونعني به : ونقول في الفقه. أول األمروبالجملة ينبغي أال تخالف إحدى القضيتين األخرى إال في الكيف فقط، فتسلب إحداهما ما أوجبته األخرى . التحريم

وعن الموضوع الذي وضعه بعينه على ذلك النحو وفي ذلك الوقت وبتلك الجهة فإذا ذاك . على الوجه الذي أوجبته .شترآا في الصدق أو في الكذبيقتسمان الصدق والكذب، فإن تخلف شرط جاز أن ي

وهذا في القضية التي موضوعها آلي على الخصوص، فإنه يزيد في التي موضوعها آلي أن يختلف : الثامن

القضيتان بالجزئية والكلية مع اإلختالف في السلب واإليجاب، حتى يلزم التناقض ال محالة، وإال أمكن أن يصدقا مثل قولنا بعض الناس آاتب بعض الناس ليس بكاتب، وربما آذبتا جميعا جميعا آالجزئيتين في مادة اإلمكان

آالكليتين في مادة اإلمكان آقولنا آل إنسان آاتب وليس واحد من الناس آاتبا؛ فالتناقض إنما يتم في المحصورات ولنا بعض الناس بعد الشروط التي ذآرناها إن آانت إحدى القضيتين آلية واألخرى جزئيتين في مادة اإلمكان مثل ق

آاتب بعض الناس ليس بكاتب، وربما آذبتا جميعا آالكليتين في مادة اإلمكان آقولنا آل إنسان آاتب وليس واحد من الناس آاتبا؛ فالتناقض إنما يتم في المحصورات بعد الشروط التي ذآرناها إن آانت إحدى القضيتين آلية واألخرى

آل إنسان حيوان، ليس : ن المواد آلها ولنضع الموجبة أوال آلية فنقولجزئية، ليكون تناقضها ضروريا ولنمتحبعض الناس بحيوان؛ آل إنسان آاتب، ليس بعض الناس بكاتب؛ آل إنسان حجر، ليس بعض الناس بحجر؛ فنجد ال

، بعض ليس واحد من الناس حيوانا: ولنمتحن السالبة الكلية فنقول. محالة إحدى القضيتين صادقة واألخرى آاذبةالناس حيوان؛ ليس واحد من الناس بحجر، بعض الناس حجر؛ ليس واحد من الناس بحجر، بعض الناس حجر؛ ليس

فالكليتان : فإن قيل. واحد من الناس بكاتب، بعض الناس آاتب؛ فبالضرورة يقتسمان الصدق والكذب في جميع الموادنعم ولكن ال يعرف ذلك إال بعد معرفة نسبة المحمول : لنافي مادة الوجوب واإلمتناع أيضا يقتسمان الصدق والكذب ق

وإذا راعيت الشرط الذي ذآرناه علمت التناقض قطعا، وإن لم تعرف تلك النسبة . إلى الموضوع إنه ضروري أم ال .فإنه آيفما آان األمر يلزم التناقض

القسمة السادسة

للقضية باعتبار عكسها

حمول من القضية موضوعا والموضوع محموال مع حفظ الكيفية وبقاء الصدق إعلم أنا نعني بالعكس إن يجعل الماألولى السالبة الكلية وتنعكس مثل : بحاله، فإن لم يبق الصدق سمي إنقالبا ال إنعكاسا والقضايا في عنصرها أربعة

Page 21: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

21

اعة واحدة معصية نفسها بالضرورة فإنك تقول ال إنسان واحد طائر ويلزم أنه ال طائر واحد إنسان، ونقول ال طفيلزم أنه ال معصية واحدة طاعة، ولزوم هذا ظاهر ولكن تحريره إنه إن لم يلزم أنه ال طائر واحد إنسان، فإنما ال يلزم ألنه يمكن أن يكون بعض الطائر إنسانا، فإن أمكن ذلك بطل قولنا ال إنسان واحد طائر ألن ذلك الطائر يكون

.ا فيرتفع الصدق من قولنا ال إنسان واحد طائر، وقد وضعتها صادقةإنسانا، فيكون ذلك اإلنسان طائر

والثانية الموجبة الكلية وتنعكس موجبة جزئية، فقولنا آل إلنسان حيوان ينعكس إلى أن بعض الحيوان إنسان، وال لذي ينعكس آليا ألن المحمول وهو الحيوان يمكن أن يكون أعم من الموضوع، فيفضل طرف منه عن الموضوع ا

هو اإلنسان في مثالنا، فال يمكن أن يقال آل حيوان إنسان إذ من الحيوانات غير اإلنسان آالفرس ونحوه من سائر .األنواع األخرى

والثالثة السالبة الجزئية، وهي ال تنعكس أصال، فإنا نقول حيوان ما ليس بإنسان فهو صادق وعكسه إنسان ما ليس

إنسان ليس بحيوان يصح أن يكون عكسا لهذه، فال تنعكس ال إلى آلية وال إلى بحيوان غير صادق، وال قولنا آل .جزئية

والرابعة الموجبة الجزئية وتنعكس مثل نفسها أعني موجبة جزئية، فقولنا بعض الناس آاتب يلزم منه أن بعض

اإليجاب الجزئي من حيث أنه إنه يلزم منه إن آل آاتب إنسان؛ فاعلم إن ذلك ليس يلزم من : فإن قلت. الكاتب إنسانإيجاب جزئي، بل من حيث عرفت من خارج إنه ال آاتب سوى اإلنسان، وإال فمن الموجبة الجزئية ماال يصدق انعكاسه آليا إذ تقول بعض اإلنسان أبيض وال يمكنك أن تقول آل أبيض إنسان، بل الالزم بعض األبيض إنسان

منطقيون من األمثلة المكشوفة إلى المبهمات وأعلموها بالحروف المعجمة وألجل آون األمثلة مغلطة في ذلك عدل الأي هما شيئان مبهمان مختلفان سميناهما بهذين " اب"وجعلوا المحمول معرفا بالباء والموضوع باأللف، وقالوا آل

. لسنا نطنبوإيضاح ذلك بين ف) ب أ(يلزم منه بعض ) ا ب(فقولنا ال شيء من ) ب ا(اإلسمين، فيلزم منه بعض وإنما افتقرنا إلى معرفة العكس، فإن بعض المقاييس يظهر وجه انتاجها بالعكس، وربما ينتج القياس شيئا ومطلوبنا عكسه، فيستبين بهذا أنه مهما أنتج القياس لنا سالبة آلية فقد أنتج أيضا عكسها، وآذا في سائر األقسام، واهللا أعلم

.بالصواب

آتاب القياس

ذا فرغنا من مقدمات القياس وهو بيان المعاني المفردة ووجوه داللة األلفاظ عليها، وآيفية تأليف المعاني إعلم انا إبالترآيب الخبري المشتمل على الموضوع والمحمول المسمة قضية وأحكامها وأقسامها، فجدير بنا أن نخوض في

يصير قياسا آما آان األول نظرا في ترآيب المعاني بيان القياس فإنه الترآيب الثاني، ألنه نظر في ترآيب القضايا ل .ليصير قضية

فباني البيت ينبغي له أن يعى أوال للجمع بين المفردات اعني الماء والتراب . وهذا هوالترآيب الواجب في المرآبات

خصوص والتبن، فيجمعها على شكل مخصوص ليصير لبنا ثم يجمع اللبنات فيرآبها والتبن، فيجمعها على شكل مليصير لبنا ثم يجمع اللبنات فيرآبها ترآيبا ثانيا؛ آذلك ينبغي أن يكون صنيع الناظر في آل مرآب، وآما أن اللبن ال يصير لبنا إال بمادة وصورة، المادة التراب وما فيه، والصورة هو التربيع الحاصل بحصره في قالبه، آذلك القياس

قالبه، المادة التراب وما فيه، والصورة هو الرتبيع الحاصل بحصره المرآب له مادة وصورة، الحاصل بحصره في في قالبه، آذلك القياس المرآب له مادة وصورة، المادة هي المقدمات اليقينية الصادقة فال بد من طلبها ومعرفة

فيه إلى مدارآها، والصورة هي تأليف المقدمات على نوع من الترتيب مخصوص وال بد من معرفته؛ فانقسم النظر .المادة والصورة والمغلطات في القياس، وفصول متفرقة هي من اللواحق: أربعة فنون

النظر األول في صورة القياس

والقياس أحد أنواع الحجج، والحجة هي التي يؤتى بها في إثبات ما تمس الحاجة إلى إثباته من العلوم التصديقية، حملي وشرطي متصل وشرطي منفصل وقياس : لقياس أربعة أنواعوا. قياس وإستقراء وتمثيل: وهي ثالثة أقسام

وحد القياس أنه قول مؤلف إذا سلم ما أورد فيه من القضايا لزم عنه لذاته قول . خلف، ولنسم الجميع أصناف الحجة

Page 22: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

22

وتسمى قضايا قبل الوضع آما أن القول . آخر إضطرارا وإذا أوردت القضايا في الحجة سميت عند ذلك مقدماتوليس من شرط في أن يسمى قياسا أن يكون مسلم القضايا . زم عنه يسمى قبل اللزوم مطلوبا وبعد اللزوم نتيجةالال

بل من شرطه أن يكون بحيث إذا سلمت قضاياه لزم منها النتيجة، وربما تكون القضايا غير واجبة التسليم ونحن لقضايا غير واجبة التسليم ونحن نسميه قياسا لكونه نسميه قياسا لكوه بحيث لو سلم للزمت النتيجة، وربما تكون ا

.فلنبدأ بالحملي من أنواع القياس والحجج. بحيث لو سلم للزمت النتيجة

الصنف األول القياس الحملي

الذي قد يسمى قياسا اقترانيا وقد يسمى جزميا وهو مرآب من مقدمتين مثل قولنا آل جسم مؤلف، وآل مؤلف جسم محدث؛ فهذا القياس مرآب من مقدمتين وآل مقدمة تشتمل على موضوع ومحمول، محدث فيلزم منه أن آل

فيكون مجموع اآلحاد التي تنحل إليه هذه المقدمات أربعة، إال أن واحدا منها يتكرر، فالمجموع إذن ثالثة وهو أقل أحدهما موضوع واآلخر : ة معنيانما ينحل إليه قياس، إذ أقل مايلتئم منه القياس مقدمتان، وأقل ما ينتظم منه المقدم

وال بد أن يكون واحد مكررا مشترآا في المقدمتين، فإنه إن لم يكن آذلك تباينت المقدمتان ولم تتكلم في . محمولفإذا عرفت . المقدمة الثانية عن الجسم وال عن المؤلف، بل قلت مثال آل إنسان حيوان لم تلزم نتيجة من المقدمتين

ى ثالثة أمور مفردة فاعلم أن هذه المفردات تسمى حدودا، ولكل واحد من الحدود الثالث إسم مفرد انقسام آل قياس إل .ليتميز عن غيره

.أما الحد المشترك فيسمى الحد األوسط، وأما اآلخران فيسمى أحدهما الحد األآبر واآلخر األصغر

وإنما سمي أآبر ألنه يمكن أن . محموال فيها واألصغر هو الذي يكون موضوعا في النتيجة، واألآبر هو الذي يكون

.يكون أعم من الموضوع وإن أمكن أن يكون مساويا

وأما الموضوع فال يتصور أن يكون أعم من المحمول، وإذا وضع آذلك آان الحكم آاذبا آقولك آل حيوان إنسان، م يمكن أن يشتق إسمهما من الحد ثم لما مست الحاجة إلى تعريف المقدمتين باسمين ول. فإنه آاذب وعكسه صادق

وقولنا آل جسم مؤلف هي المقدمة الصغرى، وقولنا آل . األوسط، والجسم هو األصغر، والمحدث هو الحد األآبرمؤلف محدث هي المقدمة الكبرى، والالزم عنه هو التقاء الحدين الواقعين على الطرفين وهو المطلوب أوال والنتيجة

آل مسكر خمر وآل خمر حرام، فكل مسكر حرام، فالمسكر : محدث؛ ومثاله من الفقه آخرا، وهو قولنا فكل جسموقولنا . والخمر والحرام حدود القياس، والخمر هو الحد األوسط، والمسكر هوالحد األصغر، والحرام هوالحد األآبر

.آل خمر حرام هي المقدمة الكبرى، فهذه قسمة للقياس باعتبار أجزائه المفردة

الثانية لهذا القياس باعتبار آيفيةالقسمة

وضع الحد األوسط عند الطرفين اآلخرين

والحد األوسط إما أن يكون محموال في إحدى المقدمتين موضوعا في األخرى آما أوردناه . وهذه الكيفية تسمى شكالني، وإما أن يكون من المثال، فيسمى شكال أوال، وإما أن يكون محموال في المقدمتين جميعا ويسمى الشكل الثا

.موضوعا فيهما ويسمى الشكل الثالث

الشكل األول

مثاله ما أوردناه، وحصول النتيجة منه بين، وحاصله يرجع إلى أن الحكم علىالمحمول حكم على الموضوع بالضرورة، فمهما حكم على الجسم بالمؤلف فكل حكم يثبت للمؤلف فقد ثبت ال محالة للجسم، فإن الجسم داخل في

وإنما احتيج إلى هذا من حيث أن . لمؤلف، وإذا ثبت الحكم بالحدوث على المؤلف فقد ثبت بالضرورة على الجسماالحكم بالحدوث على الجسم قد ال يكون بينا بنفسه، ولكن يكون الحكم به على المؤلف بيتنا بنفسه والحكم بالمؤلف

إليه بواسطة المؤلف الذي هو بين له، فيكون الوسط سبب على الجسم أيضا بينا، فيتعدى الحكم الذي ليس بينا للجسمومهما عرفت أن الحكم على المحمول حكم على الموضوع، فال . التقاء الطرفين وهو تعدي الحكم إلى المحكوم عليه

Page 23: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

23

فرق بين أن يكون الموضوع جزئيا أو آليا، وال أن يكون المحمول سالبا أو موجبا، فإنك لو أبدلت قولك آل جسم .لف بقولك بعض الموجود مؤلف لزم من قياسك أن بعض الموجود محدثمؤ

ولو أبدلت قولك آل مؤلف محدث بقولك آل مؤلف محدث ليس بأزلي، تعدى نفي األزلية أيضا إلى موضوع : المؤلف، آما تعدى إثبات الحدوث من غير فرق؛ فيكون المنتج من هذا الشكل بحسب هذا اإلعتبار أربع ترآيبات

.ول موجبتان آليتان آما سبقاأل

.الثاني جوجبتان والصغرى جزئية، آما إذا أبدلت قولك آل جسم مؤلف بقولك بعض الموجودات مؤلف .الثالث موجبة آلية صغرى وسالبة آلية آبرى، وهو أن تبدل قولك محدث بقولك ليس بأزلي

الجزئية والكبرى بالسالبة، فتقول مثال الرابع موجبة جزئية صغرى وسالبة آلية آبرى وهو أن تبدل الصغرى ب .موجود ما مؤلف وال مؤلف واحد أزلي

فأما ما عدا هذه الترآيبات فال تنتج أصال ألنك إن فرضت سالبتين فقط ال ينتظم منهما قياس، ألن الحد األوسط إذا

ب أوجب المباينة والثابت على سلبته عن شيء فالحكم عليه بالنفي أو باإلثبات ال يتعدى إلى المسلوب عنه، ألن السلالمسلوب ال يتعدى إلى المسلوب عنه، فإنك إن قلت ال إنسان واحد حجر وال حجر واحد طائر فال إنسان واحد طائر، فيرى هذه النتيجة صادقة، وليس صدقها الزما عن هذا القياس فإنك لو قلت ال إنسان واحد بياض وال بياض واحد

والشكل هو ذلك الشكل بعينه، ولكن إذا سلبت اإلتصال بين . ن، لم تكن النتيجة صادقةحيوان فال إنسان واحد حيوافالحكم على البياض ال يتعدى إلى اإلنسان بحال، فإذن ال بد - ال أن بين األبيض واإلنسان مباينة -البياض واإلنسان

ولكن في هذا الشكل على . أن يكون في آل قياس موجبة أو ما في حكمها وإن آانت الصيغة صيغة السلب مثالالخصوص يشترك أن تكون الصغرى موجبة ليثبت الحد األوسط لألصغر، فيكون الحكم على األوسط حكما على األصغر، ويجب أن تكون الكبرى آلية حتى ينطوي تحت األآبر الحد األصغر لعمومه جميع ما يدخل في األوسط،

س، فال يلزم أن يكون آل إنسان فرس، بل إن حكمت على فإنك إذا قلت آل إنسان حيوان وبعض الحيوان فرولما آانت األمثلة . الحيوان بحكم آلي آكونه جسما فقلت وآل حيوان جسم، تعدى ذلك إلى األصغر وهو اإلنسان

المفصلة ربما غلطت الناظر عدل المنطقيون إلى وضع المعاني المختلفة المبهمة، وعبروا عنها بالحروف المعجمة بدل الجسم والمؤلف المحدث في المثال الذي أوردناه األلف والباء والجيم، وهي أوائل حروف أبجد، ووضعوا

ووضعوا الجيم الذي هو الثالث حدا أصغر محكوما عليه، والباء حدا اوسط يحكم به على الجيم، واأللف حدا أآبر وأنت إذا . يم ألف، وآذا سائر الضروبفكل ج) ب ا(آل ج ب وآل : يحكم به على الباء ليتعدى إلى الجيم فقالوا

.أحطت بالمعاني التي حصلناها لم تعجز عن ضرب المثال من الفقهيات والعقليات المفصلة أو المبهمة

الشكل الثاني

وهو ما آان الحد األوسط فيه محموال على الطرفين، لكن إنما ينتج إذا آان محموال على أحدهما بالسلب وعلى شترط اختالف المقدمتين في الكيفية أعني في السلب واإليجاب ثم ال تكون النتيجة إال سالبة، وإذا اآلخر باإليجاب، في

تحقق ذلك فوجه إنتاجه إنك إذا وجدت شيئين ثم وجدت شيئا ثالثا محموال على أحد الشيشئين باإليجاب وعلى اآلخر نا لكان يكون أحدهما محموال على اآلخر ولكان الحكم بالسلب، فيعلم التباين بين الشيئين بالضرورة، فإنهما لو لم يتباي

على المحمول حكما على الموضوع، آما سبق في الشكل اآلخر، فإذن آل شيئين هذا صفتهما فهما متباينان أي األول أن تقول آل جسم مؤلف آما : يسلب هذا عن ذاك وذاك عن هذا؛ وتنتظم في هذا الشكل أيضا أربع ترآيبات

، ولكن تعكس المقدمة الثانية السالبة من ذلك الشكل، فتقول وال أزلي واحد مؤلف بدل قولك وال مؤلف سبق في األولواحد أزلين فيلزم ما لزم منه ألنا قد قدمنا أن السالبة الكلية تنعكس آنفسها، فال فرق بين قولك ال مؤلف واحد أزلي،

س آنفسها، فال فرق بين قولك ال مؤلف واحد أزلي، وهو فيلزم ما لزم منه ألنا قد قدمنا أن السالبة الكلية تنعكالمذآور في الشكل األول، وبين قولك وال أزلي واحد مؤلف، فينتج هذا أنه ال جسم واحد أزلي ومحصله المباينة بين الجسم واألزلي، إذ وجد المؤلف محموال على أحدهما مسلوبا على اآلخر، فدل ذلك على التباين بالطريق الذي

وتفصيله أن تنعكس المقدمة الكبرى فيرجع إلى الشكل األول، وإنما سميت هذه مقاييس الشكل الثاني . ناه مجمالذآر .ألنه يحتاج في بيانها إلى الرد للشكل األول

Page 24: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

24

الضرب الثاني هذا هو بعينه ولكن المقدمة الصغرى جزئية، وهو قولك موجود ما مؤلف وال أزلي واحد مؤلف،

.يس بأزلي وبيانه بعكس المقدمة الكبرى آما سبقفإذن موجود ما ل

وأما الثالث والرابع فإن تكون الصغرى سالبة إما جزئية وإما آلية وتكون الكبرى موجبة، وال يمكن تفهيم ذلك بما ضربناه مثال للشكل األول إذ لم تكن فيه مقدمة صغرى إال موجبة، إذ آان هذا شرطا في ذلك الشكل فنغير المثال

ال جسم واحد منفك عن األعراض وآل أزلي منفك عن األعراض، فإذن ال جسم : مثال الضرب الثالث قولك: ولونقواحد أزلي فالقياس مؤلف من آليتين صغراهما سالبة وآبراهما موجبة، والنتيجة سالبة آلية والحد األوسط هو

يجاب، فأوجب التباين وبيانه بعكس المنفك عن األعراض، فإنه محمول على الجسم بالسلب وعلى األزلي باإلالصغرى فإنها سالبة آلية تنعكس مثل نفسها، وإذا عكست صار المحمول موضوعا وعاد إلى الشكل األول الذي

.الحد المشترك فيه موضوع إلحدى المقدمتين محمول لألخرى

سم وآل متحرك جسم، فبعض موجود ما ليس بج: الضرب الرابع هو الثالث بعينه لكن الصغرى سالبة جزئية آقولكولما آانت السالبة جزئية وهي ال تنعكس لم يمكن أن يرد هذا الضرب إلى األول بطريق . الموجودات ليس بمتحرك

العكس، لكن يرد بطريق اإلفتراض، وهو أن تحول هذا الجزئي آليا فإذا آان موجود ما ليس بجسم فقد حصل أن ا مثال فنقول آل سواد ليس بجسم فيصير آالضرب الثالث من هذا بعض الموجودات ليس بجسم، فلنفرضه سواد

الشكل، وآان قد رجع الثالث إلى الشكل األول بالعكس، فكذا هذا فالمنتج إذن من هذا الشكل هذه الترآيبات األربع موال عليهما وما عداها فال، إذ ال ينتج سالبتان وال موجبتان في هذا الشكل ينتجان ألن آل شيئين وجد شيء واحد مح

لم يوجب ذلك بينهما، ال إتصاال وال تباينا، إذ الحيوان يوجد محموال على الفرس واإلنسان، وال يوجب آون اإلنسان ويوجد محموال على الكاتب واإلنسان وال يوجب بينهما تباينا حتى ال يكون اإلنسان آاتبا . فرسا وهو اإلتصال

أحدهما أن يختلفا أعني المقدمتين في الكيفية، واآلخر أن تكون الكبرى :والكاتب إنسانا، فإذن لهذا الشكل شرطان .آلية آما في الشكل األول

الشكل الثالث

هو أن يكون الحد المشترك موضوعا في المقدمتين وهذا يوجب نتيجة جزئية، فإنك مهما وجدت شيئا واحدا ثم وجدا حمولين اتصال والتقاء ال محالة على ذلك الواحد، فيمكن ال شيئين آليهما يحمالن على ذلك الشيء الواحد، فبين الم

محالة أن يحمل آل واحد منهما على بعض اآلخر بكل حال إن لم يمكن حمله على آله، فلذلك آانت النتيجة جزئية، حمل فإنك حال إن لم يمكن حمله على آله، فلذلك آانت النتيجة جزئية، فإنك مهما وجدت إنسانا ما وهو شيء واحد، ي

عليه الجسم والكاتب فإنك مهما وجدت إنسانا ما هو شيء واحد يحمل عليه الجسم والكاتب دل ذلك على أن بين وإن آان الكل آذلك ولكن . الجسم والكاتب اتصال، حتى يمكن أن يقال لبعض األجسام آاتب ولبعض الكاتب جسم

العادة في التفصيل ببيان األضرب والتعريف بوجه الجزئية الزمة بكل حال وهذا طريق آاف في التفهيم، ولكن نتبعالضرب األول من موجبتين آليتين : لزوم النتيجة بالرد إلى الشكل األول، وينتظم في هذا الشكل ستة أضرب منتجة

آقولك آل متحرك جسم وآل متحرك محدث، فبعض الجسم بالضرورة محدث، وبيانه بعكس الصغرى فانها تنعكس ا آل متحرك محدث فيلزم بعض الجسم محدث لرجوعه إلى الشكل األول، فإنه مهما عكست جزئية ويصير قولن

مقدمة واحدة صار الموضوع محموال، وقد آان موضوعا للمقدمة الثانية، فيصير الحد األوسط محموال الحداهما .موضوعا لألخرى

احد جسم، فيلزم منه ليس آل فاعل جسما الضرب الثاني من آليتين آبراهما سالبة آقولك آل أزلي فاعل وال أزلي و

ألنه يرجع إلى األول بعكس الصغرى، وتلزم منه هذه النتيجة بعينها فتقول فاعل ما أزلي وال أزلي واحد جسم فليس .آل فاعل جسما

الضرب الثالث موجبتان صغراهما جزئية ينتج موجبة جزئية، آقولك جسم ما فاعل وآل جسم مؤلف فيلزم فاعل ما ، وبيانه بعكس الصغرى وضم العكس إلى الكبرى، فيرتد إلى الشكل األول وتلزم النتيجة، إذ تقول فاعل ما مؤلف

.جسم وآل جسم مؤلف فيلزم فاعل ما مؤلف

الضرب الرابع موجبتان والكبرى جزئية ينتج موجبة جزئية، مثاله آل جسم محدث وجسم ما متحرك، فيلزم محدث

Page 25: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

25

وجعلها صغرى، فيرجع إلى األول ثم عكس النتيجة ليخرج لنا عين نتيجتنا، فتقول ما متحرك وذلك بعكس الكبرىمتحرك ما جسم وآل جسم محدث، فيلزم أن متحرآا ما محدث وتنعكس إلى عين النتيجة األولى وهي محدث ما

.متحرك، فهذا قد تبين لك أنه إنما يحقق بعكسين أحدهما عكس المقدمة واآلخر عكس النتيجة

الخامس يأتلف من مقدمتين مختلفتين في الكمية والكيفية جميعا صغراهما موجبة جزئية وآبراهما سالبة الضربآلية ينتج جزئية سالبة، ومثاله قولك جسم ما فاعل وال جسم واحد أزلي، فيلزم ليس آل فاعل أزليا ألن الصغرى

احد أزلي فتلزم هذه النتيجة بعينها من الشكل تنعكس إلى قولك فاعل ما جسم، فتضم إلى الكبرى القائلة وال جسم و .األول البين بنفسه

والكيفية، صغراهما آلية موجبة وآبراهما سالبة جزئية، . الضرب السادس من مقدمتين مختلفتين أيضا في الكمية

زئية مثاله آل جسم محدث وجسم ما ليس بمتحرك، فيلزم محدث ما ليس بمتحرك وال يمكن بيانه بالعكس؛ ألن الجالسالبة ال تنعكس والكلية الموجبة إذا انعكست صارت جزئية، وال قياس من جزئيتين، فبيانه ليرجع إلى الشكل األول بتحويل الجزئية إلى آلية باإلفتراض، بأن نفرض ذلك البعض الذي ليس بمتحرك أعني بعض الجسم جبال، ونقول ال

ق الوصف العنواني على ذات الموضوع، فتأخذ هذه جبل واحد متحرك، وينضاف إليه آل جبل جسم وهو صدآل جبل جسم وآل جسم محدث، فيلزم آل جبل محدث من أول : صغرى وتضيف إليها صغرى هذا الضرب، هكذا

ثم تضم هذه النتيجة إلى أولى قضيتي اإلفتراض، أعني قولك ال جبل واحد متحرك لينتج من الضرب الثاني . األولمحدث ليس بمتحرك، وقد ذآرنا أنه يرجع إلى الشكل األول بعكس الصغرى، فيكون هذا من هذا الشكل أن بعض ال

أحدهما أن تكون : الضرب السادس إنما يرجع إلى الشكل األول بمرتبتين، فهذه مقاييس هذا الشكل، وله شرطانمن جزئيتين على واآلخر أن تكون إحداهما آلية أيهما آانت، إذ ال ينتظم قياس . الصغرى موجبة أو في حكمها

أربعة من الشكل األول، وأربعة من الثاني، وستة من الثالث، : اإلطالق، فإذن المنتج من التأليفات أربعة عشر تأليفاوذلك بعد إسقاط المهمالت فإنها في قوة الجزئية، وما عدا ذلك فليس بمنتج وال فائدة لتفصيل ما ال انتاج له ومن أراد

.يه إذا تأمل فيهاإلرتياض بتفصيله قدر عل

ثمانية وأربعون اقترانا في آل شكل ستة عشر، وذلك : فكم عدد اإلفتراضات الممكنة في ذه األشكال؟ قلنا: فإن قيلألن المقدمتين المقترنتين إما آليتان أو جزئيتان او إحدهما آلية واألخرى جزئية، وعلى آل حال فهما إما موجبتان

ألخرى سالبة فهذه ستة عشر اقترانا ناتجة من ضرب أربع في أربع، وهي جارية في أو سالبتان أو واحدة موجبة وافما : فإن قيل. األشكال الثالثة، فتكون الجملة أخيرا ثمانية وأربعين، والمنتج أربعة عشر إقترانا فيبقى أربعة وثالثين

جبة وآلية، فال قياس عن سالبتين وال أما الذي يعمل آل شكل فهوإنه ال بد في اقترانها من مو: خواص األشكال؟ قلناوأما خاصية الشكل األول فإما في وسطه وهو أن يكون محموال في المقدمة األولى موضوعا في . عن جزئيتين

األيجاب الكلي، والسلب الكلي، واإليجاب الجزئي، : الثانية، وإما في نتائجه وهو أن ينتج المطالب األربعة وهيسالبة ) أي مقدماته(الحقيقية التي ال يشارآه فيها شكل من األشكال أنه ال يكون فيها والخاصية. والسلب الجزئي

.جزئية

وأما الشكل الثاني فخاصيته في وسطه أن يكون محموال على الطرفين، وفي مقدماته أال يتشابها في الكيفية بل تكون .نتج موجبة أصال بل ال ينتج إال السالبأبدا إحداهما سالبة واألخرى موجبة، وأما في اإلنتاج فهو أنه ال ي

وأما الشكل الثالث فخاصيته في الوسط أن يكون موضوعا للطرفين، وفي المقدمات أن تكون الصغرى موجبة وأما في اإلنتاج فهي أن الجزئية هي الالزمة منه دون . وأخص خواصه أنه يجوز أن تكون الكبرى منه جزئية

سمي ذلك أوال ألنه بين اإلنتاج وإنما يظهر اإلنتاج : أوال وذاك ثانيا وهذا ثالثا؟ قلنافلم سمي ذلك : فإن قيل. الكليةفيما عداه بالرد إليه أما بالعكس أو باإلفتراض، وإنما آان ذاك ثانيا وهذا ثالثا ألن الثاني ينتج الكلي، والثالث إنما

اطالق، وإنما آان الكلى أشرف ألن المطالب ينتج الجزئي، والكلي أشرف من الجزئي، فكان واليا لما هو أشرف ب .العلمية المحصلة للنفس آماال إنسانيا مورثا للنجاة والسعادة إنما هي الكليات والجزئيات، إن أفادت علما فبالعرض

نعم نفعل ذلك : فهل لكم في تمثيل المقاييس األربعة عشر أمثلة فقهية لتكون أقرب إلى فهم الفقهاء؟ قلنا: فإن قيلكتب فوق آل مقدمة يحتاج لردها إلى األول بعكس أو افتراض أنه بعكس أو بفرض، ونكتب على الطرف أنه إلى ون

: أي قياس يرجع إن شاء اهللا تعالى، وهذه هي األمثلة

Page 26: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

26

أمثلة الشكل األول

.فكل مسكر حرام - وآل خمر حرام - آل مسكر خمر -1 .حد حاللفال مسكر وا -وال خمر واحد حالل - آل مسكر خمر -2 .فبعض األشربة حرام - وآل خمر حرام - بعض األشربة خمر -3 .فليس آل شراب حالال -وال خمر واحد حالل - بعض األشربة خمر -4

أمثلة الشكل الثاني

بعكس هذه فال ثوب واحد . وال ربوي واحد مذروع -آل ثوب فهو مذروع: يرجع إلى الضرب الثاني من األول -1 .ربوي

ال ربوي واحد مذروع، بعكس هذه وجعلها صغرى ثم عكس النتيجة : ضرب الثاني من األول أيضايرجع إلى ال -2 .وآل ثوب فهو مذروع فال ربوي واحد ثوب

وآل مطعوم ربوي، فمتمول ما " باإلفتراض"متمول ما ليس بربوي : يرجع إلى الضرب الرابع من األول أيضا -3 .ليس بمطعوم

أمثلة الشكل الثالث

.آل مطعوم ربوي، بعكس هذه وآل مطعوم مكيل فبعض الربوي مكيل: لى الضرب الثالث من األوليرجع إ -1 .آل ثوب متمول، بعكس هذه، وال ثوب واحد ربوي، فليس آل متمول ربويا: يرجع إلى رابع األول -2 .مطعوم ما مكيل، بعكس هذه، وآل مطعوم ربوي، فمكيل ما ربوي: يرجع إلى ثالث األول -3آل مطعوم ربوي، ومطعوم ما مكيل، بعكس هذه وجعلها صغرى ثم عكس النتيجة، : جع إلى ثالث األولير -4

.فربوي ما مكيل .مذروع ما متمول، بعكس هذه وال مذروع واحد ربوي، فليس آل متمول ربويا: يرجع إلى رابع األول -5 .فليس آل متمول ربويا" فتراضباإل"آل منقول متمول ومنقول ما ليس بربوي : يرجع إلى رابع األول -6 .هذا ما أردنا شرحه من أمثلة القياسات الحملية وأقسامها؛ ولنخض في الصنف الثاني -7

إحداهما مرآبة من قضيتين قرن بهما صيغة شرط، واألخرى حملية واحدة : الشرطي المتصل يترآب من مقدمتين. إن آان العالم حادثا فله صانع: رن بها آلمة اإلستثناء، مثالههي المذآورة في المقدمة األولى بعينها أو نقيضها، ويق

لكن العالم حادث، قضية واحدة حملية : مرآب من قضيتين حمليتين قرن بهما حرف الشرط وهو قولنا أن، وقولناإن آان هذا فله صانع، نتيجة وهذا مما يكثر نفعه في العقليات والفقهيات، فإنا نقول: قرن بها حرف اإلستثناء، وقولنا

النكاح صحيحا فهو مفيد للحل، لكنه صحيح فإذن هو مفيد للحل، وإن آان الوتر يؤدي على الراحلة فهو نفل، لكنه والمقدمة الثانية لهذا القياس إستثناء إلحدى قضيتي المقدمة األولى أما المقدم أو . يؤدي على الراحلة فهو إذن نفلن التالي أو لنقيضه أو لعين المقدم او لنقيضه، والمنتج منه إثنان وهو عين المقدم التالي، واإلستثناء إما أن يكون لعي

وأما عين التالي ونقيض المقدم فال ينتجان، وبيانه إنا نقول إن آان الشخص الذي ظهر عن بعد إنسانا . ونقيض التاليالمقدم ونقول لكنه ليس بحيوان، وهذا فهو حيوان، لكنه إنسان فليس يخفى أنه يلزم آونه حيوانا، وهذا إستثناء عين

إستثناء نقيض التالي، فيلزم إنه ليس بإنسان ولزوم هذا أدق مدرآا وهو أن يعرف أنه إذا لم يكن حيوانا لم يكن فأما إستثناء نقيض المقدم، وهو . إنسانا، إذ لو آان إنسانا لكان حيوانا آما شرطناه في األول، ويدرك ذلك بأدنى تأمل

بإنسان، فال ينتج ال نقيض التالي وهو أنه ليس بحيوان، إذ ربما يكون فرسا، وال عين التالي وهو أنه حيوان أنه ليس وآذلك نقول إن آان هذا المصلي محدثا فصالته باطلة، لكنه محدث فيلزم بطالن الصالة، لكن . فربما يكون حجرا

هو نقيض المقدم، لكنه ليس بمحدث وهو نقيض الصالة ليست باطلة وهو نقيض التالي، فيلزم أنه ليس بمحدث ولكن الصالة باطلة، وهو عين التالي، فال يلزم ال آونه محدثا وال آونه . صحة الصالة وال بطالنها -المقدم فال يلزم

متطهرا، وإنما ينتج إستثناء عين التالي ونقيض المقدم، إذا ثبت أن التالي مساو للمقدم ال أعم منه وال أخص، آقولنا إن آانت الشمس طالعة فالنهار موجود، لكن الشمس طالعة فالنهار موجود، لكن الشمس غير طالعة فالنهار ليس

.بموجود، لكن النهار موجود فالشمس طالعة، لكن النهار غير موجود فالشمس غير طالعة

Page 27: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

27

له ليس بواحد فالعالم ليس إن آان اإل: واعلم أنه يتطرق إلى مقدمات هذا القياس أيضا السلب واإليجاب فإنك تقول

إن آان العلم الواحد : وقد يكون المقدم أقاويل آثيرة والتالي يلزم الجملة آقولك. بمنتظم، لكن العالم منتظم فاإلله واحدال ينقسم وآان آل ما ال ينقسم ال يقوم بمحل منقسم، وآان آل جسم منقسما وآان العلم حاال في النفس، فالنفس إذن

كن المقدمات نابتة ذاتية فالتالي وهو أن النفس ليست بجسم الزم، وآذلك قد يكون المقدم واحدا والتالي ليست بجسم، لقضايا آثيرة إن صح إسالم الصبي فهو إما فرض وإما مباح وإما نفل، وال يمكن شيء من هذه األقسام فال يمكن

.الصحة

ما آثيرة وإما واحدة، وال يمكن ال هذا وال ذاك فال يمكن أن وفي العقليات نقول إن آان النفس قبل البدن موجودة فيه إ .تكون قبل البدن موجودة، فهذه ضروب الشرطيات المتصلة، واهللا أعلم

الصنف الثالث الشرطي المنفصل

العالم إما قديم وإما محدث، لكنه محدث فهو إذن: وهو الذي تسميه الفقهاء والمتكلمون السبر والتقسيم، ومثاله قولنافقولنا إما قديم وإما محدث مقدمه واحدة، وقولنا لكنه محدث مقدمة أخرى هي إستثناء إحدى قضيتي . ليس بقديم

المقدمة األولى بعينها، فانتج نقيض اآخر وينتج فيه أربعة إستثناءات، فإنك تقول لكن العالم محدث فيلزم عنه أنه ليس أو لكنه ليس بقديم فيلزم أنه محدث وهو إستثناء النقيض، أو تقول بقديم، أو تقول لكنه قديم فيلزم أنه ليس بمحدث،

لكنه ليس بمحدث، أو تقول لكنه ليس بمحدث فيلزم منه أنه قديم؛ فاستثناء عين إحداهما ينتج نقيض اآلخر، واستثناء أآثر ولكنها تامة وهذا فيما لو اقتصرت أجزاء التعاند على اثنين، فإن آانت ثالثا نأو. نقيض إحداهما ينتج اآلخر

العناد، فاستثناء عين واحدة ينتج نقيض اآلخرين، آقولك لكنه مساو فيلزم أنه ليس أقل وال أآثر، واستثناء نقيض واحدة ال ينتج إال انحصار الحق في الجزءين اآلخرين، آقولك لكنه ليس مساويا، فيلزم أن يكون إما أقل أو أآثر،

هذا أما أبيض وإما أسود، أو زيد : الثالث، فإما إذا لم تكن األقسام تامة العناد آقولكفإن استثنيت نقيض اإلثنين تعين أما بالحجاز أو بالعراق، فاستثناء عين الواحد ينتج نقيض اآلخر، آقولك لكنه بالحجاز أو بالعراق، فاستثناء عين

ائر األقسام؛ فإما استثناء نقيض الواحد الواحد ينتج نقيض اآلخر، آقولك لكنه بالحجاز أو لكنه أسود، فينتج نقيض سفال ينتج ال عين اآلخر وال نقيضه، فإنه ال حاصر في األقسام، فقولنا ليس بالحجاز ال يوجب أن يكون في العراق، وال أال يكون به إال إذا بان بطالن سائر األقسام بدليل آخر، فعند ذلك يصير الباقي ظاهر الحصر تام العناد، وال

ولكن ال يشترط في الفقهيات الحصر . ا إلى مثال في الفقة فإن آثيرا نظر الفقهاء على السبر والتقسيم يدوريحتاج هذ .القطعي بل الظني فيه آالقطعي في غيره

الصنف الرابع في قياس الخلف

لمقدمتين وصورته صورة القياس الحملي، ولكن إذا آانت المقدمتان صادقتين سمي قياسا مستقيما، وإن آانت إحدى اظاهرة الصدق واألخرى آاذبة أو مشكوآا فيها وأنتج نتيجة بينة الكذب ليستدل بها على أن المقدمة آاذبة، سمي

والوتر فرض فإذن ال يؤدي على " آل ما هو فرض فال يؤدي على الراحلة: "ومثال ذلك قولنا في الفقه. قياس خلفاس في مقدماتها مقدمة آاذبة، ولكن قولنا آل واجب فال يؤدي على الراحلة، وهذه النتيجة آاذبة وال تصدر إال من قي

الراحلة مقدمة ظاهرة الصدق، فبقي أن الكذب في قولنا أن الوتر فرض فيكون نقيضه، وهو أنه ليس بفرض، صادقا ال يكون آل ما هو أزلي فال يكون مؤلفا، والعالم أزلي فإذن: وهو المطلوب من المسألة ونظيره من العقليات قولناوقولنا األزلي ليس بمؤلف ظاهر الصدق، فينحصر الكذب في . مؤلفا، لكن النتيجة ظاهرة الكذب ففي المقدمات آاذبة

قولنا العالم أزلي، فإذن نقيضه وهو أن العالم ليس بأزلي صدق، وهو المطلوب؛ فطريق هذا القياس أن تأخذ مذهب ظاهرة الصدق، فينتج من القياس نتيجة ظاهرة الكذب، فتبين أن الخصم وتجعله مقدمة، وتضيف إليها مقدمة أخرى

ويجوز أن يسمى هذا قياس الخلف، ألنك ترجع من النتيجة إلىالخلف، فتأخذ . ذلك لوجود آاذبة في المقدماتمطلوبك من المقدمة التي خلفتها آأنها مسلمة ويجوز أن يسمى قياس الخلف ألن الخلف هو الكذب المناقض للصدق،

.قد أدرجت في المقدمات آاذبة في معرض الصدق، وال مشاحة في التسمية بعد فهم المعنىو

Page 28: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

28

الصنف الخامس اإلستقراء

هو أن تتصفح جزئيات آثيرة داخلة تحت معنى آلي، حتى إذا وجدت حكما في تلك الجزئيات حكمت على ذلك الكلي ألن آل فاعل جسم، فيقال : لم؟ فيقول: ؟ فيقول له:يقال لهفاعل العالم جسم، ف: ومثاله في العقليات أن يقول قائل. بهلم؟ فيقول تصفحت أصناف الفاعلين من خياط وبناء وإسكاف ونجار ونساج وغيرهم فوجدت آل واحد منهم : له

وهذا الضرب من اإلستدالل غير منتفع . جسما، فعلمت أن الجسمية حكم مالزم للفاعلية، فحكمت على آل فاعل بههل تصفحت في جملة ذلك فاعل العالم؟ فإن تصفحته ووجدته جسما فقد عرفت : المطلوب، فإنا نقول به في هذا

المطلوب قبل أن تتصفح اإلسكاف والبناء ونحوهما، فاشتغالك به إشتغال بما ال يعنيك، وإن لم تتصفح فاعل العالم يلزم منه غال أن بعض الفاعلين جسم، ولم تعلم حاله فلم حكمت بأن آل فاعل جسم؟ وقد تصفحت بعض الفاعلين وال

وإنما يلزم أن آل فاعل جسم إذا تصفحت الجميع تصفحا ال يشذ عنه شيء، وعند ذلك يكون المطلوب أحد أجزاء فلم ال يجوز أن يكون : لم اتصفح الجميع ولكن األآثر، قلنا: وإن قال. المتصفح فال يعرف بمقدمة تبنى على التصفح

ا، وإذا احتمل ذلك لم يحصل اليقين به، ولكن يحصل الظن، ولذلك يكتفي به في الفقهيات في أول الكل جسما إال واحدأما حكم : والحكم المنقول ثالثة.النظر، بل يكتفي بالتمثيل على ما سيأتي، وهو حكم من جزئي واحد على جزئي آخر

أما حكم من جزئي واحد على جزئي من آلي على جزئي وهو الصحيح الالزم وهو القياس الصحيح الذي قدمناه، وواحد آاعتبار الغائب بالشاهد وهو التمثيل وسيأتي، وأما حكم من جزئيات آثيرة على جزئي واحد وهو اإلستقراء

.وهو أقوى من التمثيل

الوتر لو آان فرضا لما أدي على الراحلة، ويستدل به آما سبق في قياس الخلف : ومثال اإلستقراء في الفقه قولناباستقراء جزئيات الفرض من الرواتب وغيرها آصالة : ولم عرفتم أن الفرض ال يؤدي على الراحلة؟ قلنا: فيقال

الوقف ال يلزم في الحياة ألنه لو لزم لما اتبع شرط " الجنازة والمنذورة والقضاء وغيرها، وآذلك يقول الحنفيقد استقريت جزئيات التصرفات الالزمة من : لعاقد؟ فيقولولم قلت أن آل الزم فال يتبع فيه شرط ا: الواقف، فيقال له

البيع والنكاح والعتق والخلع وغيرها، ومن جوز التمسك بالتمثيل المجرد الذي ال مناسبة فيه يلزمه هذا، بل إذا آثرت األصول قوي الظن، ومهما ازدادت األصول الشاهدة أعني الجزئيات اختالفا آان الظن أقوى فيه، حتى إذا

لم؟ فقلنا استقرينا ذلك من غسل الوجه واليدين : لنا مسح الراس وظيفة أصلية في الوضوء فيستحب فيه التكرار فقيلق .وغسل الرجلين، ولم يكن معنا إال مجرد هذا اإلستقراء

استقريت مسح التيمم ومسح الخف آان ظنه أقوى لداللة جزئين : لم؟ فقال: مسح فال يكرر، فقيل: وقال الحنفي

وأما األعضاء الثالثة في الوضوء ففي حكم شاهد واحد لتجانسها، وهي آشهادة الوجه واليد اليمنى . ختلفين عليهمأن : فلم ال يقال للفيه إستقراؤك غير آامل فإنك لم تتصفح محل الخالف؟ فالجواب: فإن قيل. واليسرى في التيمم

ن اليقين، ولم يوجب بقاء اإلحتمال على التعادل آما قصور اإلستقراء عن الكمال أوجب قصور اإلعتقاد الحاصل عآان، بل رجح بالظن أحد اإلحتمالين، والظن في الفقه آاف وإثبات الواحد على وفق الجزئيات الكثيرة أغلب من آونه مستثنى على الندور، فإذا لم يكن لنا دليل على أن الوتر واجب وأن الوقف الزم، ورأينا جواز أدائه على

ة وال عهد به في فرض ووجوب اتباع شرط الواقف، وال عهد به في تصرف الزم صار منع الغرضية ومنع الراحلاللزوم أغلب على الظن وأرجح من نقيضه، وإمكان الخالف ال يمنع الظن وال سبيل إلى جحد اإلمكان مهما لم يكن

على الحكم إذا أمكن أن ينتقل عنه شيء، آما اإلستقراء تاما، وال يكفي في تمام اإلستقراء أن تتصفح ما وجدته شاهدالو حكم إنسان بأن آل حيوان يحرك عند المضغ فكه األسفل ألنه إستقرى أصناف الحيوانات الكثيرة، ولكنه لما لم

-على ما قيل -يشاهد جميع الحيوانات لم يأمن أن يكون في البحر حيوان هو التمساح يحرك عن المضغ فكه األعلىن آل حيوان سوى اإلنسان، فنزوانه على األنثى من وراء بال تقابل الوجهين لم يأمن أن يكون سفاد القنفد وإذا حكم بأ

وهو من الحيوانات على المقابلة لكنه لم يشاهده، فإذن حصل من هذا أن اإلستقراء التام يفيد الظن، فإذن ال ينتفع ستقراء علما آليا بثبوت الحكم للمعنى الجامع للجزئيات، باإلستقراء مهما وقع خالف في بعض الجزئيات فال يفيد اإل

آل حرآة في زمان وآل ما : حتى يجعل ذلك مقدمة في قياس آخر ال في إثبات الحكم لبعض الجزئيات، آما إذا قلناهو في زمان فهو محدث فالحرآة محدثة، وأثبتنا قولنا آل حرآة في زمان باستقراء أنواع الحرآة من سباحة

فإما إذا أردنا أن نثبت أن السباحة في زمان بهذا اإلستقراء لم يكن تاما والضبط أن القضية . ومشي وغيرها وطيرانالتي عرفت باإلستقراء ان أثبت لمحمولها حكما ليتعدى إلى موضوعها فال بأس، وأن نقل محمولها إلى بعض

.فائدة القياسجزئيات موضوعها لم يجز إذ تدخل النتيجة في نفس اإلستقراء فيسقط

Page 29: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

29

ليست منطبعة : فإذا آان مطلبنا مثال أن نبين أن القوة العقلية المدرآة للمعقوالت هل هي منطبعة في جسم أم ال؟ فقلنا

عن القوى المنطبعة في : ولم؟ قلت: فيقال. في جسم ألنها تدرك نفسها والقوى المنطبعة في األجسام ال تدرك نفسها .األجسام ال تدرك نفسها

نا تصفحنا القوى المدرآة من اآلدمي آقوة البصر والسمع والشم والذوق واللمس والخيال والوهم فرأيناها ال تدرك فقل

هل تصفحت في جملة ذلك القوة العقلية؟ فإن تصفحتها فقد عرفتها قبل هذا الدليل فال تحتاج إلى هذا : نفسها؟ فيقالالكل بل تصفحت البعض فلم حكمت علىالكل بهذا الحكم؟ ومن الدليل، وإن لم تعرفها بل هي المطلوب فلم تتصفح

أين يبعد أن تكون القوى المنطبعة آلها ال تدرك نفسها إال واحدة، فيكون حكم واحدة منها بخالف حكم الجملة وهو بصر ممكن آما ذآرناه في مثال التمساح والقنفد، وفي مثال من يدعي أن صانع العالم جسم، بل من ليس له سمع وال

ربما يحكم بأن الحس ال يدرك الشيء إال باإلتصال بذلك الشيء، بدليل الذوق واللمس والشم، فلو يجري ذلك في لم يستحيل أن تنقسم الحواس إلى ما يفتقر فيه إلى اإلتصال بالمحسوس وإلى ما : البصر والسمع آان مخطئا إذ يقال

وجاز ان يكون األآثر في أحد القسمين، وال يبقى في القسم اآلخر ال يفتقر؟ وإذا جاز اإلنقسام جاز أن يعتدل القسمان .إال واحد، فهذا ال يورث يقينا إنما يحرك ظنا، وربما يقنع اقناعا يسبق اإلعتقاد إلى قبوله ويستمر عليه

الصنف السادس التمثيل

أن يوجد حكم في جزئي معين واحد وهو الذي تسميه الفقهاء قياسا، ويسميه المتكلمون رد الغائب إلى الشاهد، ومعناهالسماء حادث ألنه جسم قياسا على النبات : فينقل حكمه إلى جزئي آخر يشابهه بوجه ما، ومثاله في العقليات أن نقول

والحيوان، وهذه األجسام التي يشاهد حدوثها، وهذا غير سديد ما لم يمكن أن يتبين أن النبات آان حادثا ألنه جسم، الحد األوسط للحدوث، فإن ثبت ذلك فقد عرفت أن الحيوان حادث ألن الجسم حادث، فهو حكم آلي وإن جسميته هي

وينتظم منه قياس على هيئة الشكل األول، وهو أن السماء جسم وآل جسم حادث، فينتج أن السماء حادث فيكون نقل ان ذآر الحيوان فضلة في الكالم الحكم من آلي إلى جزئي داخال تحته، وهو صحيح، وسقط أثر الشاهد المعين وآ

ألن ذلك : ولم قلت إذا رآبت البحر استغنيت؟ فقال: الستغني، فقيل له: لم رآبت البحر؟ فقال: آما إذا قيل إلنسانوأنت لست بيهودي فال يلزم من ثبوت الحكم فيه ثبوت الحكم فيك، فال يخلصه : اليهودي رآب البحر فاستغنى، فيقال

إذن فذآر اليهودي حشو بل طريقك أن : يستغن ألنه يهودي بل ألنه رآب البحر تاجرا، فنقول هو لم: إال أن يقولآل من رآب البحر أيسر، فأنا أيضا أرآب البحر ألوسر، ويسقط أثر اليهودي، فاذن ال خير في رد الغائب : تقول

.إلى الشاهد إال بشرط مهما تحقق سقط أثر الشاهد المعين

ع غلط أيضا فربما يكون المعنى الجامع مما يظهر أثره وغناه في الحكم، فيظن انه صالح وال ثم في هذا الشرط موضيكون صالحا ألن الحكم ال يلزمه بمجرده بل لكونه على حال خفي، وأعيان الشواهد تشتمل على صفات خفية فلذلك

ان، فيجب عليك إطراح ذآر يجب إطراح الشاهد المعين، فإنك تقول السماء حادث ألنه مقارن للحوادث آالحيوالحيوان ألنه يقال لك الحيوان حادث بمجرد آونه مقارنا للحوادث فقط، فاطرح الحيوان وقل آل مقارن للحوادث حادث والسماء مقارن فكان حادثا، وعند ذلك ربما يمنع الخصم المقدمة الكبرى فال يسلم أن آل مقارن للحوادث

إن الموجب للحدوث آونه مقارنا على وجه مخصوص وإن جوزت إن حادث إال على وجه مخصوص وأن جوزت الموجب للحدوث آونه مقارنا على وجه مخصوص فلعل ذلك الوجه وأنت ال تدريه موجود في الحيوان ال في السماء، فإن عرفت ذلك الوجه وأنت ال تدريه موجود في الحيوان ال في السماء، فإن عرفت ذلك فابرزه واضفه إلى

واجعله مقدمة آلية، وقل آل مقارن للحوادث بصفة آذا فهو حادث، والسماء مقارن بصفة آذا فهو إذن المقارناهللا عالم : حادث، فعلى جميع األحوال ال فائدة في تعيين شاهد معين في العقليات ليقاس عليه؛ ومن هذا القبيل قولك

ألن : ولم قلت أن ما ينسب لإلنسان ينسب هللا؟ فتقول: قالبعلم ال بنفسه ألنه لو آان عالما بعلم قياسا على اإلنسان، فيالعلة آونه إنسانا عالما أو آونه عالما فقط فإن آان آونه إنسانا عالما فال يلزم في حق اهللا مثله، : العلة جامعة، فيقال

م، وعند ذلك إنما آل عالم فهوعالم بعلم والباري عالم فهو عالم بعل: وإن آانت آونه عالما فقط فاطرح اإلنسان وقل .ينازع في قولك آل عالم فهو عالم بعلم، فإن ذلك إن لم يكن أوليا لزمك أن تبينه بقياس آخر ال محالة

فهل يمكن إثبات آون المعنى الجامع علة للحكم بأن نرى أن الحكم أجزاء العلة وشروطها، وال يوجد : فإن قيل

نسان ومهما وجدت لم يلزم وجود اإلنسان، بل ربما يوجد الفرس أو بوجود ذلك البعض، فمهما ارتفع الحياة ارتفع اإل

Page 30: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

30

غيره ولكن األمر بالضد من هذا، وهو أنه مهما وجد الحكم دل على وجود المعنى الجامع، فإما أن يدل وجود المعنى ا وجدت على وجود الحكم بمجرد آون الحكم مرتفعا بارتفاعه فال، فمهما وجد اإلنسان فقد وجدت الحياة، ومهم

.صحة الصالة فقد وجد الشرط وهو الطهارة، ومهما وجدت الطهارة لم يلزم وجود الصالة

فما ذآرتموه في إبطال منفعة الشاهد في رد الغائب غليه مقطوع به، فكيف يظن بالمتكلمين مع : فإن قيلإما محقق يرجع عند المطالبة معتقد الصحة في رد الغائب إلى الشاهد: آثرتهموسالمة عقولهم الغفلة عن ذلك؟ قلنا

إلى ما ذآرناه، وإنما يذآر الشاهد المعين لتنبيه السامع على القضية الكلية به فيقول اإلنسان عالم بعلم ال بنفسهس، منبها به على أن العالم ال يعقل من معناه شيء سوى أنه ذو علم فيذآر اإلنسان تبنيها، وأما قاصر عن بلوغ ذروة

أحدهما أن من رأى البناء فاعال وجسما : بما ظن ان في ذآر الشاهد المعين دليال، ومنشأ ظنه أمرانالتحقيق وهذا رربما أطلق أن الفاعل جسم والفاعل باأللف والالم يوهم اإلستغراق، خصوصا في لغة العرب، وهو من المهمالت

الفاعل جسم، وصانع : نظم قياسا ويقولوالمهمالت قد يتسامح بها فيؤخذ على أنه قضية آلية، فيظن أنها آلية ويالعالم فاعل فهو جسم؛ وآذلك ربما نظر ناظر إلى البر فيراه مطعوما وربويا فيقول المطعوم ربوي ويبني عليه قوله أن السفرجل مطعوم فهو إذن ربوي، إللتباس قوله المطعوم بقوله آل مطعوم، فالمحقق إذا سمعه فصل وقال قولك

ل مطعوم أو بعضه، فإن قلت بعضه فلعل السفرجل من البعض اآلخر، وإن قلت آله فمن أين المطعوم عنيت به آعرفت ذلك، فإن قلت من البر فليس آل المطعومات، فإذا رأيته ربويا لم يلزم منه إال أن آل البر ربوي والسفرجل

يقال له آل الفاعلين أو ليس ببر، أو بعض المطعوم ربوي فال يلزم منه بعض آخر، وآذا في قوله الفاعل جسمبعضهم على ما تقرر فال حاجة إلى اإلعادة؟ ثانيهما هو أنه ربما يستقري أصنافا آثيرة من الفاعلين حتى ال يبقى عنده فاعل آخر فيرى أنه استقرى آل الفاعلين، ويطلق القول بأن آل فاعل فهو جسم وآان الحق أن يقول آل فاعل

لم تشاهد فاعل العالم وال يمكن الحكم عليه ولكن ألغي قوله شاهدت، وآذا : ال لهشاهدته وتصفحته فهو جسم، فيقيتصفح البر والشعير وسائر المطعومات الموزونة والمكيلة ويعبر عنها بالكل، وينظم في ذهنه قياسا على هيئة

فهو ربوي، فإذن آل الشكل األول، وهو أن آل مطعوم فأما بر أو شعير أو غيرهما، وآل بر وآل شعير أو غيرهماوال ينبغي أن . والسفرجل مطعوم فهو ربوي، فيكون هذا منشأ غلطه وإال فالحق ما قدمناه: مطعوم ربوي، ثم يقول

تضيع الحق المعقول، خوفا من مخالفة العادات المشهورة، بل المشهورات أآثر ما تكون مدخولة، ولكن مداخلها الجملة ال ينبغي أن تعرف الحق بالرجال، بل ينبغي أن تعرف الرجال بالحق وعلى . دقيقة ال يتنبه لها إال األقلون

فأما أن تعتقد في شخص أنه محق أوال ثم تعرف الحق به، فهذا . فتعرف إلى الحق أوال، فمن سلكه فاعلم أنه محقالعقليات، فأما في ضالل اليهود والنصارى وسائر المقلدين، أعاذك اهللا وإيانا منه؛ هذا آله في إبطال التمثيل في

الفقهيات، فالجزئي المعين يجوز أن ينقل حكمه إلى جزئي آخر باشتراآهما فيب وصف، وذلك الوصف المشترك أن يشير صاحب : األول، وهو أعالها: إنما يوجب اإلشتراك في الحكم إذا دل عليه وإداتها الجملية قبل التفصيل ستة

إنها من الطوافين عليكم، عند ذآر العفو عن سؤرها، فيقاس عليها الفأرة : ةالحكم، وهو المشرع إليه، آقوله في الهربجامع الطواف، وإن افترقتا في أن هذه تنفر وتلك تأنس، وإن هذه فأرة وتيك هرة، ولكن اإلشتراك فثي وصف

تضاء من اإلفتراق في وصف لم يتعرض له في اق) في الحكم(أضيف إليه الحكم أحرى باقتضاء اإلشتراك فيه فهو إذن أضاف . فال تبيعوا: فقال. نعم: أينقص الرطب إذا جف؟ فقيل: وآذا قوله في بيع الرطب بالتمر. اإلفتراق

وال يمنع جريان . بطالن البيع في الرطب إلى النقصان المتوقع، فيقاس عليه العنب لإلشتراك في توقع النقصاننبا، وذلك رطبا، ألن هذا اإلفتراق افتراق في اإلسم السؤال في الرطب عن الحاق العنب به، وإن آان هذا ع

فعادة الشرع ترجح في ظننا . والصورة والشرع، آثير اإللتفات إلى المعاني، قليل اإللتفات إلى الصور واألساميالتشريك في الحكم، عند اإلشتراك في المضاف إليه ذلك الحكم، وتحقيق الظن في هذا دقيق، وموضع إستقصائه

.الفقه

المسكر يحرم؟ : لم قلتم: فإذا قيل. النبيذ مسكر فيحرم آالخمر: أن يكون ما فيه اإلجتماع مناسبا للحكم، آقولنا: الثانيال يمتنع : قلناك ألنه يزيل العقل، الذي هو الهادي إلى الحق، وبه يتم التكليف؛ فهذا مناسب للنظر في المصالح فيقال

من العنب على الخصوص تعبدا، أو أثبت التحريم ال لعلة السكر، بل تعبدا ان يكون الشرع قد راعى سكر ما يعتصر نعم هذا غير ممتنع، : في خمر العنب من غير التفات إلى السكر، فكم من األحكام التي هي تعبدية غير معقولة، فيقول

. ونه من قبيل النادرفكون هذا من قبيل األآثر أغلب على الظن من آ. ولكن األآثر في عادة الشرع اتباع المصالحأن يبين للوصف الجامع تأثيرا في موضع من غير مناسبة، آما يقول الحنفي في اليتيمة أنها صغيرة، ويولى : الثالث

ألن الصغر قد ظهر أثره باإلتفاق في غير اليتيمة وفي : فلم عللت الوالية بالصغر؟ فيقول: عليها آغير اليتيمة، فيقال: ر مناسب حتى يستمر المثال، فال ينبغي أن يقال هذه يتيمة وتيك ليست بيتيمة؛ فيقالوقدر أن الوصف غي. اإلبن

Page 31: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

31

اإلفتراق في هذا ال يقاوم اإلشتراك في وصف الصغر، وقد ظهر تأثيره في موضع، واليتم لم يظهر تاثيره باإلتفاق ظهر أثر اليتم أيضا في دفع الوالية : ولو قيل. في موضع، نعم لو ثبت أن اليتيم ال يولي عليه في المال لتقاوم الكالم

وإن شئت مثلت هذا القسم بقياس العنب . في موضع، آما ظهر أثر الصغر في موضع، فعند ذلك يحتاج إلى الترجيحويقدر أن ذلك لم يعرف بإضافة لفظية من الشارع، بل عرف باتفاق . على الرطب، وإجتماعهما في توقع النقصان

.ق بمثال اإلضافةمن الفريقين حتى ال يلتح

أن يكون ما فيه اإلشتراك غير معدود وال مفصل ألنه األآثر، وما فيه اإلفتراق شيئا واحدا، ويعلم أن جنس : الرابعمن أعتق شقصا له من عبد، : المعنى الذي فيه اإلفتراق، ال مدخل له في هذا الحكم، مهما التفت إلى الشرع آقوله

ألمة عليه، ال ألنا عرفنا إجتماعهما في معنى مخيل أومؤثر أو مضاف إليه الحكم بلفظه، فإنا نقيس ا. قوم عليه الباقيفإنه لو وقع النظر في والية النكاح، وبان أن . ألنه لم يبن لنا بعد المعنى المخيل فيه، وال ألنا رأيناهما متقاربين فقط

ب من الجانبين على وتيرة واحدة، ولكن إذا التفتنا إلى والقر. األمة تجبر على النكاح، فال يتبين لنا أن العبد في معناهعادة الشرع، علمنا قطعا أنه ليس يتغير حكم الرق والعتق بالذآورة واألنوثة، آما ال يتغير بالسواد والبياض،

.والطول والقصر، والزمان والمكان وأمثالها

ا أنه ال مدخل له في الحكم، بل يظن ظنا ظاهرا، وذلك هو الرابع بعينه، غال أن ما فيه اإلفتراق ال يعلم يقين: الخامسآقياسنا إضافة العتق إلى جزء معين على إضافته إلى نصف شائع، وقياس الطالق المضاف إلى جزء معين على

السبب هو السبب، والحكم هو الحكم، واإلجتماع شامل إال في شيء واحد هو : المضاف، إلى نصف شائع فأنا نقولوإذا آان التصرف ال يقتصر على المضاف إليه، فيبعد أن يكون ال مكان . مشار إليه، وذلك شائعأن هذا معين

محال . اإلشارة وعدمه مدخل في هذا الحكم، وهذا ظن ظاهر ولكن خالفه ممكن؛ فإن الشرع جعل الجزء الشائعض التصرفات محال إلضافة لبعض التصرفات، ولم يجعل المعين محال أصال، فال بعد في أن يجعل ما هو محل لبع

.هذا التصرف، فصار النظر بهذا اإلحتمال ظنيا

وقد اختلف المجتهدون في قبول ذلك، وعندي أن في هذا الجنس ما يجوز الحكم به، ولكن يتطرق إلى مبالغ الظن، فإن من الحاصل منه تفاوت غير محدود وال محصور، ويختلف بالوقائع واألحكام، واألمر موآول إلى المجتهد،

.غلب أحد ظنيه جاز له الحكم به

أن يكون المعنى الجامع أمرا معينا متحدا، وما فيه اإلفتراق أيضا أمرا معينا أو أمورا معينة، ولم يكن : السادسالخفي، الملحوظ بعين اإلعتبار من جهة -للجامع مناسبة وتأثير، إال أنه إن آان الجامع موهما أن المعنى المصلحي

مودع في طيه، وإنطواؤه على ذلك المعنى، الذي هو المقتضي للحكم عند اهللا، أغلب من إحتواء المعنى الذي الشرع، .فيه المفارقة، آان الحكم باإلشتراك لذلك أولى من الحكم باإلفتراق

أن ذاك طهارة الوضوء طهارة حكمية عن حدث، فتفتقر إلى النية آالتيمم، فقد اشترآا في هذا وافترقا في: مثاله قولنا

: ونحن نقول. ظهارة حكمية جمع التيمم وأخرج إزالة النجاسة: وقولنا. بالماء دون التيمم، وتشبهه إزالة النجاسةالمقتضي للنية في علم اهللا تعالى معنى خفي عنا، ومقارنته بكونه طهارة حكمية يعتد به موجبا في حال موجبها،

راب، فيصير إلحاق الوضوء به أغلب على الظن من قطعة عنه؛ وهذا أيضا أغلب من آونه مقرونا بكونه طهارة بالت .مما اختلف فيه

ولم يبن لنا من سيرة . والرأي عندنا أن ذلك مما يتصور أن يفيد رجحان ظن على ظن، فهو موآول إلى المجتهد

ذلك في تفصيل مدارك وال ضوابط بعد . الصحابة، في إلحاق غير المنصوص بالمنصوص، إال إعتبار أغلب الظنونالوضوء قربة، ويذآر وجه مناسبة : الظنون، بل آل مايضبط به تحكم، وربما يغلط في نصرة هذا الجنس فيقال

هذه طهارة بالماء : وربما يغلط في نصرة جانبهم فيقال. القربة للنية، وهو ترك لهذا الطريق بالعدول إلى اإلضافةه، ويدعى مناسبة فيكون عدوال عن الفرق الشبهي، آما أن ما ذآرناه عدول والماء مطهر بنفسه، آما أنه مروي بنفس

.عن الجمع الشبهي

وإسم الشبه، في اصطالح أآثر الفقهاء، مخصوص بالتشبيه بمثل هذه األوصافن الذي ال يمكن اثباته بالمدارك ألنه ليس فيه إال شبه، آما السابقة، وإن آان غير التعليق بالمخيل تشبيها، ولكن خصصت العبارة اللفظية به

Page 32: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

32

خصصوا المفهوم بفحوى الخطاب، مع أن المنظوم أيضا له مفهوم، ولكن ليس للفحوى منظوم، بل مجرد المفهوم .ولما رأينا التعويل على أمثال هذا الوصف الذي ال يظهر مناسبته جائزا بمجرد الظن. فلقب به

احدا يحرك ظن مجتهد، وهو بعينه ال يحرك ظن اآلخر، ولم والظنون تختلف بأحوال المجتهدين، حتى أن شيئا و

يكن له في الجدال معيار يرجع إليه المتنازعانن رأينا أن الواجب في إصطالح المتناظرين ما اصطلح عليه السلف أثير أو من مشايخ الفقه، دون ما أحدثه من بعدهم ممن ادعى التحقيق في الفقه، من المطالبة بإثبات العلة بمناسبة أو ت

إخالة، بل رأينا أن يقتصر المعترض على سؤال المعلل بأن قياسك من أي قبيل؟ فإن آان من قبيل المناسب أو المؤثر أو سائر الجهات، وأنت تظن أنه ينطوي على المعنى المبهم، فلست أطالبك ولكن أقابلك للجمع، صلح مثله

ره، إن آان معناه الجامع طردا محضا، ال يناسب وال يوهم وبهذا السؤال يفتضح المعلل في قياسه الذي قد. للفرقوإن آان ما يقابل السائل به طردا محضا ال يوهم أمرا، فعلى المعلل أن يرجح جانبه، . اإلشتمال على مناسب مبهم

يمكن آما إذا فرق بين التيمم والوضوء، بأن التيمم على عضوين، وهذا على أربعة أعضاء، فإن هذا مما يعلم أنه الأن يكون لمثله مدخل في الحكم، ال بنفسه وال باستصحاب معنى له مدخل بطريق اإلشتمال عليه، مع إبهامه بخالف

ولقد خاض في الفقه من أصحاب الرأي، من سدى أطرافا . قولنا أنه طهارة حكمية، فهذا طريق النظر في الفقهياتاألقيسة، ويقتصر منها على المؤثر، ويوجه المطالبة العقلية من العقليات ولم يخمرها، وأخذ يبطل أآثر أنواع هذه

وعندما ينتهي إلى نصرة مذهبه في التفصيل، يعجز عن تقريره على الشرط الذي . على آل ما يتمسك به في الفقه وضعه في التأصيل، فيحتحال لنصرة الطرديات الردية بضروب من الخياالت الفاسدة، ويلقبها بالمؤثر، وليس يتنبه

لرآاآة تيك الخياالت الفاسدة، وال يرجع فينتبه لفساد األصل الذي وضعه، فدعاه إلى اإلقتصار في إثبات الحكم على طريق المؤثر أو المناسب، وال يزال يتخبط، والرد عليه في تفصيل ما أورده في المسائل يشتمل عليه آتبنا المصنفة

.تاب المبادي والغاياتآتاب تحصين المأخذ، وآ: في خالفات الفقه، سيما

والغرض اآلن من ذآره أن اإلستقصاء الذي ذآرناه في العقليات، ينبغي أن يترك في الققهيات رأسا؛ فخلط ذلك الطريق السالك إلى طلب اليقين بالطريق السالك إلى طلب الظن صنيع من سدى من الطرفين طرفا، ولم يستقل بهما،

.نظريات أعز األشياء وجودا، وأما الظن فأسهلها مناال وأيسرها حصوالبل ينبغي أن تعلم أن اليقين في الإقدام أو إحجام؛ فإن إقدام الناس في : فالظنون المعتبرة في الفقهيات هو المرجح الذي يتيسر به عند التردد بين أمرين

الطريقين في طرق التجارات وإمساك السلع تربصا بها، أو بيعها خوفا من نقصان سعرها، بل في سلوك أحدأسفارهم، بل في آل فعل يتردد اإلنسان فيه بين جهتين على ظن؛ فإنه إذا تردد العاقل بين أمرين، واعتدال عنده في غرضه، لم يتيسر له اإلختيار، إال أن يترجح أحدهما، بأن يراه أصلح بمخيلة أو داللة؛ فالقدر الذي يرجح أحد

.ن المجتهدين في إصالح الخلقالجانبين ظن له، والفقهيات آلها نظر م

وهذه الظنون وأمثالها تقتنص بأدنى مخيلة وأقل قرينة، وعليه إتكال العقالء آلهم في إقدامهم وإحجامهم على األمور المخطرة في الدنيا، وذلك القدر آاف في الفقهيات، والمضايقة واإلستقصاء فيه يشوش مقصوده بل يبطله، آما أن

وبم أعلم أني : سافر لتربح، فيقول: وإذا قيل للرجل. ات، ضربا للمثل، يفوت مقصود التجارةاإلستقصاء في التجارويقابلهما فالن وفالن وقد ماتا في الطريق أو قتال أو قطع : فيقول. اعتبر بفالن وذاالن: إذا سافرت ربحت؟ فيقال

فما المانع من أن أآون من جملة من : ولفيق: ولكن الذين ربحوا أآثر ممن خسروا أو قتلوا: فيقال! عليهما الطريقيخسر أو يقتل أو يموت؟ وماذا ينفعني ربح غيري إذا آنت من هؤالء؟ فهذا استقصاء لطلب اليقين، والمعتبر له ال يتجر وال يربح، وبعد مثل هذا الرجل موسوسوا أو جبانا، ويحكم عليه بأن التاجر الجبان ال يربح، فهذا مثال

قهيات، وهو هوس محض وخرق، آما أن ترك اإلستقصاء في العقليات جهل محض، فليؤخذ آل اإلستقصاء في الف .شيء من مأخذه، فليس الخرق في اإلستقصاء في موضع ترآه، بأقل من الحمق في ترآه بموضع وجوبه، واهللا أعلم

الصنف السابع في األقيسة المرآبة والناقصة

لمخاطبات والتعليمات، وفي الكتب والتصنيفات، ال تكون ملخصة في غالب إعلم أن األلفاظ القياسية المستعملة في ااألمر على الوجه الذي فصلناه، بل تكون مائلة عنه إما بنقصان، وإما بزيادة، وإما بترآيب وخلط جنس بجنس، فال

ك مقصورة على ينبغي أن يلتبس عليك األمر، فتظن أن المائل عما ذآرناه ليس بقياس، بل ينبغي أن يكون عين عقلالمعنى، وموجهة إليه ال إلى األشكال اللفظية، فكل قول أمكن أن يحصل مقصوده، ويرد إلى ما ذآرناه من القياس، .فقوته قوة قياس، وهو حجة، وإن لم يكن تأليفه ما قدمناه، إال أنه إذا تؤمل وامتحن لمتحصل منه نتيجة، فليس بحجة

Page 33: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

33

هذان متساويان : أما ترك المقدمة الكبرى فمثاله قولك. ى المقدمتين أو النتيجةأما المائل للنقصان فبأن نترك إحد

واألشياء المساوية : ألنهما قد ساويا شيئا واحدا، فقد ذآرت المقدمة الصغرى والنتيجة، وترآت الكبرى وهي قولك .ة في الكتب والمخاطباتلشيء واحد متساوية، وبه تمام القياس، ولكن قد تترآب لوضوحها، وعلى هذا أآثر األقيس

: مثاله قولك. وقد تترك الكبرى إذا قصد التلبيس ليبقى الكذب خفيا فيه، ولو صرح به لتنبه المخاطب لمحل الكذبأن آل من : هذا الشخص في هذه القلعة خائن، سيسلم القلعة ألني رأيته يتكلم مع العدو، وتمام القياس أن تضيف إليه

، وهذا يتكلم معه، فهو إذن خائن، ولكن لو صرحت بالكبرى ظهر موضع الكذب، ولم يسلم يتكلم مع العدو فهو خائن .وهذا مما يكثر استعماله نفي القياسات الفقهية. أن آل ما يتكلم مع العدو فهو خائن

صغرى فتترك ال. ألن الحساد يكايدون: لم؟ فتقول: فيقال. اتق مكيدة هذا: وأما ترك المقدمة الصغرى فمثاله قولك

هذا يقطع ألن السارق يقطع، وتترك : وهو آقولك. هذا حاسد، وذلك إنما يكون عند ظهور الحسدن منه: وهو قولكوعلى هذا أآثر مخاطبة الفقهاء ال سيمافي آتب المذهب، . الصغرى، ويحسن ذلك إذا اشتهر بالسرقة عند المخاطب

.حتى يعرف مكان الغلط ولكن في النظريات ينبغي أن يفصل. وذلك حذرا من التطويل

وأما المائل بالترآيب والخلط، فهو أن يطوى في سياق آالم تسوقه إلى نتيجة واحدة مقدمات مختلفة، أي حملية .وشرطية منفصلة ومتصلة

العالم إما أن يكون قديما، وإما أن يكون محدثا، فإن آان قديما فهو ليس بمقارن للحوادث لكنه مقارن : مثاله قولك

ادث من قبل أنه جسم، والجسم إن لم يكن مقارنا للحوادث يكون خاليا منها، والخالي من الحوادث ليس بمؤلف للحووال يمكن أن يتحرك، فإذن العالم محدث؛ فهذا القياس مرآب من شرطي منفصل ومن شرطي متصل، ومن جزمي

.ي المناظرات والمخاطبات التعليميةعلى طريق الخلف ومن جزمي مستقيم، فتأمل أمثال ذلك فإنه آثير الورود فومن جملة الترآيبات ما تترك فيه النتائج الواضحة وبعض المقدمات، ويذآر من آل قياس مقدمة واحدة، وتترتب

آل جسم مؤلف، وآل مؤلف فمقارن لعرض ال ينفك عنه، وآل : بعضها على بعض وتساق إلى نتيجة واحدة آقولناال يتقدم عليه، وآل ما ال يتقدم عليه فوجوده معه، وآل ما وجوده معه فهو عرض فحادث، وآل مقارن لحادث ف

وآل واحدة من هذه المقدمات تمامها بقياس آامل، حذفت نتائجها وما ظهر من مقمدماتها .حادث، فإذن العالم حادثعنه، مقدمة آل جسم مؤلف، وآل مؤلف فمقارن لعرض ال ينفك : وإال فكان ينبغي أن يقول. وسيقت لغرض واحد

فإذن آل جسم فمقارن لعرض ال ينفك عنه، ثم يبتدىء ويضيف إليه . أخرى، وهو أن آل مقارن لعرض ال ينفك عنهمقدمة أخرى وهو أن آل مقارن لعرض ال ينفك عنه فهو مقارن لحادث، ثم يشتغل بما بعده على الترتيب، ولكن

.أغنى وضوح هذه النتائج عن التصريح بها

في المخاطبات آلمات لها نتائج، لكن تترك تلك النتائج إما لظهورها وإما ألنها ال تقصد لإلحتجاج، بل وربما تجري .تذآر المقدمات تعريفا لها في أنفسها

يموت المرء على ما عاش عليه، ويحشر على ما : "إعتمادا على قبول المخاطب، فقد قال النبي صلى اهللا عليه وسلم

ان نتيجتهما أن المرء يحشر علىماعاش عليه، فحالة الحياة هي الحد األصغر، وحالة وهاتان مقدمت" مات عليهومهما ساوت حالة الحشر حالة الموت، وساوت حالة الموت حالة الحياة، فقد ساوت حالة . الممات هي الحد األوسط

.الحشر حالة الحياة

ومن لم يكتسب السعادة وهو في . خرة، ومنها التزودوالمقصود من سياق الكالم تنبيه الخلق على أن الدنيا مزرعة اآلالدنيا فال سبيل له إلى اآتسابها بعد موته، فمن آان في هذه أعمى فهو عند الموت أعمى، أعني عمى البصيرة عن

ومن آان عند الموت أعمى فهو عند الحشر أعمى آذلك، بل هو أضل سبيال إذ ما دام . درك الحق والعياذ باهللا .ي الدنيا فله أمل في الطلب، وبعد الموت قد تحقق اليأساإلنسان ف

والمقصود أن الكلمات الجارية في المحاورات آلها أقيسة محرفة غيرت تأليفاتها للتسهيل، فال ينبغي أن يغفل

.اإلنسان عنها بالنظر إلى الصور، بل ينبغي أن ال يالحظ إال الحقائق المعقولة دون األلفاظ المنقولة

Page 34: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

34

لثانيالنظر ا

من آتاب القياس في مادة القياس

.أحدهما آالمادة الجارية منه مجرى الخشب من السرير: قد ذآرنا ان آل مرآب فهو متألف من شيئين

.والثاني آالصورة الجارية منه مجرى صورة السرير من السرير، ومادته هي العلوم، لكن ال آل علم وقد تكلمنا على صورة القياس وترآيبه ووجوه تأليفه بما يقنع، فلنتكلم في مادته

بل العلم التصديقي دون العلم التصوري، وإنما العلم التصوري مادة الحد، والعلم التصديقي هو العلم بنسبة ذوات الحقائق بعضها إلى بعض باإليجاب أو السلب، وال آل تصديقي بل التصديقي الصادق في نفسه، وال آل صادق بل

شيء في نفسه صادق عند اهللا وليس يقينا عند الناظر، فال يصلح أن يكون عنده مادة للقياس الصادق اليقينيز فرب ومهما قلنا مواد . الذي يطلب به استنتاج اليقين، وال آل يقيني بل اليقيني الكلي، أعني أنه يكون آذلك في آل حال

للسان يشتمل على محمول وموضوع، القياس هي المقدمات آان ذلك مجازا من وجه، إن المقدمة عبارة عن نطق باومادة القياس هي العلم الذي لفظ الموضوع والمحمول داالن عليه ال اللفظ بل الموضوع والمحمول هي العلوم الثابتة في النفس دون األلفاظ، ولكن ال يمكن التفهيم إال باللفظ، والمادة الحقيقية هي التي تنتهي إليه في الدرجة الرابعة بعد

.القشر األول هو الصور المرقومة بالكتابة: شورثالثة ق

.الثاني هو النطق، فإنه األصوات المرتبة التي هي مدلول الكتابة ودالة على الحديث الذي في النفس

وهو : والرابع. هو حديث النفس الذي هو علم بتريب الحروف ونظم الكالم، إما منطوقا به وإما مكتوبا: الثالثالقائم بالنفس الذي حقيقته ترجع إلى انتقاش النفس بمثال مطابق للمعلوم؛ فهذه العلوم هي مواد اللباب، هو العلم

القياس وعسر تجريدها في النفس دون نظم األلفاظ بحديث النفس ال ينبغي أن يخيل إليك اإلتحاد بين العلم والحديث، لكتابة الدالة على الشيء، حتى إذا تفكر في فإن الكاتب أيضا قد يعسر عليه تصور معنى إال أن يتمثل له رقوم ا

ولكن لما آان العلم بالجدار غير موقوف على معرفة أصل الكتابة لم يشكل . الجدار تصور عنده لفظ الجدار مكتوباعليه أن هذا مقارن الزم للعلم ال عنه، وآذلك يتصور أن إنسانا يعلم علوما آثيرة وهو ال يعرف اللغات فال يكون في

حديث نفس، أعني إشتغاال بترتيب األلفاظ، فإذن العلوم الحقيقية التصديقية هي مواد القياس، فإنها إذا احضرت نفسه في الذهن على ترتيب مخصوص استعدت النفس ألن يحدث فيها العلم بالنتيجة من عند اهللا تعالى، فإذن مهما قلنا

.ناهمواد القياس المقدمات اليقينية فال تفهم منه إال ما ذآر

ثم آما ان صورة اإلستدارة والنقش للدينار زائد على مادة الدينار، فإن المادة للدينار هي الذهب اإلبريز، فكذا في أعالها أن يكون ذهبا خالصا ابريزا ال غش فيه : القياس، وآما أن الذهب الذي هو مادة الدينار له أربعة أحوال

.أصال

.ي غاية رتبته العليا، وال آذلك الذهب اإلبريز الخالصوالثانية أن يكون ذهبا مقاربا ال ف

.أن يكون ذهبا آثير الغش الختالط النقرة والنحاس به: والثالثة

أن ال يكون ذهبا أصال بل يكون جنسا على حدة مشبها بالذهب؛ فكذلك اإلعتقادات التي هي مواد األقيسة : والرابعةند الكافة في الظاهر، ال يشعر الذهن بإمكان نقيضه على القور بل بدقيق قد تكون اعتقادا مقاربا لليقين مقبوال ع

الفكر، فيسمى القياس المؤلف منه جدليا إذ يصلح لمناظرات الخصوم وقد يكون إعتقادا بحيث ال يقع به تصديق وقعت جزم، ولكن غالب ظن وقناعة نفس مع خطور نقيضه بالبال أو قبول النفس لنقيضه إن أخطر بالبال، وإن

الغفلة عنه في أآثر الحوال، ويسمى القياس المؤلف منه خطابيا إذ يصلح للإليراد في التعليمات والمخاطبات، وقد يكون تارة مشبها باليقين أو بالمشهور المقارب لليقين في الظاهر وليس بالحقيقة آذلك، وهو الجهل المحض، ويسمى

يقصد بذلك إال المغالطة والسفسطة، وهو إبطال الحقائق؛ فهذه أربعة القياس المؤلف منه مغالطيا وسوفسطائيا إذ ال .مراتب ال بد من تمييز البعض منها عن البعض

Page 35: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

35

وأما الخامس الذي يسمى قياسا شعريا فليس يدخل في غرضنا فإنه ال يذآرإلفادة علم أو ظن، بل المخاطب قد يعلم

بخيل أو ترهيب أو تشجيع، وله تأثير في النفس، وذلك آنفرة حقيقته، وإنما يذآر لترغيب أو تنفير أوتسخية أو تالطبع عن الحلو األصفر إذا شبه بالعذرة حتى يتعذر في الحال تناولها وإن علم آذب قائله، وعليه تمويل صناعة

يحمل الشعر، وبه تشبث أآثر المتشدقين من الوعاظ، فإنهم يستعملون في النثر صناعة الشعر، ومثاله أن من يريد أن : غيره على التهور ويصرفه عن الحزم يلقب الحزم بالجبن ويقبحه، ويذم صاحبه فيقول

اللـئيم وتلك خديعة النفس يرى الجبناء أن الجبن حزم

: وآقوله. فتنبسط نفس المتوقف إلى التهجيم بذلك

مكـرم أمت وأقاسي الذل غير إن لم أمت تحت السيوف مكرما

وآذلك إذا : لتسخية أطنب في مدح السخي وشبهه بما يعلم انه ال يشبهه، ولكن يؤثر في نفسه آقولهوآذلك إذا أراد ا

: أراد التسخية اطنب في مدح السخي وشبهه بما يعلم أنه ال يشبهه، ولكن يؤثر في نفسه آقوله

فلجته المعروف والجود ساحله هو البحر من أي الجوانب جئته دعاها لقبض لم تطعه أناملـه نـهتعود بسط الكف حتى لو أ سائلـه آأنك تعطيه الذي أنت تراه إذا ما جئته مـتـهـلـال

لجاد بها، فليتق اهللا آمله ، ولو لم يكن في آفه غير روحه

وإذ ليس يتعلق هذا الجنس . وهذه الكلمات آلها أحاديث يعلم حقيقة آذبها، ولكنها تؤثر في النفس تأثيرا عجيبا ال ينكربغرضنا فلنهجر األطناب فيه ولنرجع إلى األقسام األربعة، وإذ قد قبحنا حال الشعر فال ينبغي أن نتظن أن آل شعر باطل، فإن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا، وقد يدرج الحق في وزن الشعر فال يخرج عن آونه حقا آقول

:الشاعر في تهجين البخل

.الفقـر مخافة فقر فالذي فعل هومن ينفق الساعات في جمع مال

فهذا آالم حق صادق ومؤثر في النفس، والوزن اللطيف والنظم الخفيف يروجه ويزيد وقعه في النفس، فال تنظر إلى المقدمات : ولنرجع إلى الغرض فنقول. صورة الشعر والحظ المعاني في األمور آلها لتكون على الصراط المستقيم

.قة واجبة القبول وإلى غيرهاتنقسم إلى يقينيات صاد

أألوليات العقلية المحضة، وهي قضايا تحدث في : الصنف األول: وللقسم األول باعتبار المدرك أربعة أصنافاإلنسان من جهة قوته العقلية المجردة من غير معنى زائد عليها يوجب التصديق بها، ولكن ذوات البسائط إذا

و الخيال أو وجه آخر وجعلتها القوة المفكرة قضية بأن نسبت أحدها إلى اآلخر حصلت في الذهن إما لمعونة الحس أبسلب أو إيجاب، صدق بها الذهن إضطرارا من غير أن يشعر بأنه من أين استفاد هذا التصديق، بل يقدر آأنه آان

الشيء الواحد ال يكون قديما إن اإلثنين أآثر من الواحد، والثالثة مع الثالثة ستة، وان: عالما به على الدوام آقولنا .وحديثا معا، وأن السلب واإليجاب معا ال يصدقان في شيء واحد فقط إلى نظائره

وهذا الجنس من العلوم ال يتوقف الذهن في التصديق به إال على تصور البسائط، أعني الحدود والذوات المفردة،

وربما يحتاج توقف حتى يتفطن لمعنى الحادث فمهما تصور الذوات وتفطن للترآيب لم يتوقف في التصديق، .والقديم، ولكن بعد معرفتهما ال يتوقف في الحكم بالتصديق

القمر مستدير والشمس منيرة والكواآب آثيرة والكافور أبيض والفحم أسود : الصنف الثاني المحسوسات آقولنا

Page 36: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

36

لم يقض بهذه القضايا، وإنما أدرآها بواسطة والنار حارة والثلج بارد، فإن العقل المجرد إذا لم يقترن بالحواسومن هذا القبيل علمنا بأن لنا فكرا وخوفا وغضبا وشهوة وإدراآا وإحساسا، فإن ذلك . الحواس، وهذه أوليات حسية

انكشف للنفس أيضا بمساعدة قوى باطنة، فكأنه يقع متأخرا عن القضايا التي صدق بها العقل من غير حاجة إلى قوة .العقلأخرى سو

.وال شكل في صدق المحسوسات إذا استثنيت أمور عارضة، مثل ضعف الحس وبعد المحسوس وآثافة الوسائط

الصنف الثالث المجربات وهي أمور وقع التصديق بها من الحس بمعاونة قياس خفي، آحكمنا بأن الضرب مؤلم مشبع، والماء مرو، والنار محرقة؛ فإنالحس للحيوان، والقطع مؤلم، وجز الرقبة مهلك، والسقمونيا مسهل، والخبز

أدرك الموت مع جز الرقبة، وعرف التألم عند القطع بهيئات في المضروب، وتكرر ذلك على الذآر فتأآد منه عقد قوي ال يشك فيه، وليس علينا ذآر السبب في حصول اليقين بعد أن عرفنا أنه يقيني،وربما أوجبت التجربة قضاء

بت قضاء أآثريا، وال تخلو عن قوة قياسية خفية تخالط المشاهداتن وهي أنه لو آان هذا األمر جزميا وربما أوجاتفاقيا أوعرضيا غير الزم لما استمر في األآثر من غير اختالف، حتى إذا لم يوجد ذلك الالزم استبعدت النفس

ساس متكررا مرة بعد أخرى، وال وإذا اجتمع هذا اإلح. تأخره عنه وعدته نادرا، وطلبت له سببا عارضا مانعاينضبط عدد المرات آما ال ينضبط عدد المخبرين في التواتر، فإن آل واقعة ههنا مثل شاهد مخبر، وانضم إليه

ليس : آيف تعتقدون هذا يقينا، والمتكلمون شكوا فيه وقالوا: فإن قال قائل. القياس الذي ذآرناه أذعنت النفس للتصديق األآل سببا للشبع، وال النار علة لإلحراق، ولكن اهللا تعالى يخلق اإلحتراق والموت والشبع الجز سببا للموت، وال

والقدر المحتاج .قد نبهنا على غور هذا الفصل وحقيقته في آتاب تهافت الفالسفة: عند جريان هذه األمور ال بها؟ قلناوته، وليس في العقالء من يشك فيه، وهو معترف إليه اآلن أن المتكلم إذا اخبره بأن ولده جزت رقبته لم يشك في م

وأما النظر في أنه هل هو لزوم ضروري ليس في اإلمكان تغييره أو هو . بحصول الموت وباحث عن وجه اإلقترانبحكم جريان سنة اهللا تعالى لنفوذ مشيئته األزلية، التي ال تحتمل التبديل والتغيير، فهو نظر في وجه اإلقتران ال في

إلقتران، فليفهم هذا وليعلم أن التشكك في موت من جزت رقبته وسواس مجرد، وأن اعتقاد موته يقين ال نفس ايستراب فيه، ومن قبيل المجربات الحدسيات، وهي قضايا مبدأ الحكم بها حدس من النفس يقع لصفاء الذهن وقوته

در على التشكك فيه، ولكن لو نازع فيه منازع وتوليه الشهادة ألمور، فتذعن النفس لقبوله والتصديق له بحيث ال يقمعتقدا أو معاندا لم يمكن أن يعرف به ما لم يقو حدسه ولم يتول اإلعتقاد الذي تواله ذو الحدس القوي، وذلك مثل قضائنا بأن نور القمر مستفاد من للشمس، وأن انعكاس شعاعه إلى العالم يضاهي انعكاس شعاع المرآة إلى سائر

.لتي تقابله، وذلك إلختالف تشكله عند اختالف نسبته من الشمس قربا وبعدا وتوسطااألجسام ا

ومن تأمل شواهد ذلك لم يبق له فيه ريبة وفيه من القياس ما في المجربات، فإن هذه اإلختالفات لو آانت باإلتفاق أو لوم يحصل لهمن هذا بأمر خارج سوى الشمس لما استمرت على نمط واحد على طول الزمن، ومن مارس الع

الجنس على طريق الحدس واإلعتبار قضايا آثيرة ال يمكنه إقامة البرهان عليها، وال يمكنه أن يشك فيها، وال يمكنه أن يشرك فيها غيره بالتعليم، إال أن يدل الطالب على الطريق الذي سلكه واستنهجه، حتى إذا تولى السلوك بنفسه

.تقاد وإن آان ذهنه في القوة والصفاء على رتبة الكمالأفضاه ذلك السلوك إلى ذلك اإلعولمثل هذا ال يمكن افحام آل مجادل بكالم مسكت، فال ينبغي أن تطمع في القدرة على المجادلة في آل حق، فمن وم اإلعتقادات اليقينية ما ال نقدر على تعريفه غيرنا بطريق البرهان إال إذا شارآنا في ممارسته ليشارآنا في العل

.من لم يذق لم يعرف، ومن لم يصل لم يدرك: المستفادة منه، وفي مثل هذا المقام يقال

الصنف الرابع

القضايا التي عرفت ال بفنسها بل بوسط ولكن ال يعزب عن الذهن أوساطها، بل مهما احضر جزئي المطلوب حضر لوم بوسط وهو أن آل منقسم ثالثة أقسام اإلثنان ثلث الستة، فإن هذا مع: التصديق به لحضور الوسط معه آقولنا

متساوية، فأحد األقسام ثلث والستة تنقسم باإلثنينات ثالثة أقسام متساوية، فاإلثنان إذن ثلث الستة، ولكن هذا الوسط ال اإلثنان والعشرون هي هي ثلث ستة : يعزب عن الذهن لمقلة هذا العدد وتعود اإلنسان التأمل فيه، حتى لو قيل لك

ن؟ لم تبادر إليه مبادرتك إلى الحكم بأن اإلثنين ثلث الستة، بل ربما افتقرت نإلى أن تقسم الستة والستين على وستيثالثة، فإذا انقسمت وحصل أن آل قسم إثنان وعشرون عرفت أن ذلك ثلثه، وهكذا آلما آثر الحساب؛ فهذا وإن آان

ه إلى تأمل، فهو جار مجرى األوليات فيصلح ألن يكون من معلوما برأي ثاني ال بالرأي األول ولكنه ليس يحتاج في .مواد األقيسة

Page 37: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

37

بل القضايا التي هي نتائج أقيسة ألفت من مقدمات هي من األصناف الثالثة السابقة تصلح أن تكون مواد أقيسة

.ومقدماتها

القسم الثاني

للظنيات الفقهية، ونوع ال يصلح لذلك نوع يصلح : المقدمات التي ليست يقينية وال تصلح للبراهين، وهي نوعان .أيضا

.مشهورات ومقبوالت ومظنونات: النوع األول وهو الصالح للفقهيات دون اليقينيات وهي ثالثة أصناف

الصنف األول

المشهورات مثل حكمنا بحسن إفشاء السالم، وإطعام الطعام وصلة األرحام ومالزمة الصدق في الكالم ومراعاة يا واألحكام، وحكمنا بقبح إيذاء اإلنسان وقتل الحيوان ووضع البهتان ورضاء األزواج بفجور العدل في القضا

النسوان ومقابلة النعمة بالكفران والطغيان، وهذه قضايا لو خلي اإلنسان وعقله المجرد ووهمه وحسه، لما قضى ي النفس هذه القضايا وأثبتتها؛ الذهن به قضاء بمجرد العقل والحس، ولكن إنما قضى بها ألسباب عارضة أآدت ف

: وهي خمسة

أولها

رقة القلب بحكم الغريزة وذلك في حق أآثر الناس حتى سبق إلى وهم قوم أن ذبح الحيوان قبيح عقال، ولوال أن ومن هذا أشكل . سياءة الشرع صرفت الناس عن ذلك إلى تحسين الذبح وجعله قربنا، لعم هذا اإلعتقاد أآثر الناس

تزلة وأآثر الفرق وجه العدل في إيالم البهائم بالذبح والمجانين بالمرض، وزعموا بحكم رقة طباعهم أن على المع .ذلك قبيح، فمنهم من اعتذر بانها ستعوض عليها بعد الحشر في الدار اآلخرة

رق بأنها ولم ينتبه هؤالء لقبح صفع الملك ضعيفا ليعطيه رغيفا، مهما قدر على إعطائه دون الصفع، واعتذر ف

عقوبات على جنايات قارفوها وهم محكلفون وردوا بطريق التناسخ بعد الموت إلى هذه القوالب ليعذبوا فيها، ولم .يعلموا أن عقوبة منال يعرف أنه معاقب فينزجر بسببه قبيح

الذبان وإن زعموا أنها تعرف آونها معاقبة على جنايات سبقت آان لها قوة مفكرة، ويلزم عليه تجويز معرفةوالديدان حقائق األمور وجميع العلوم الهندسية والفلسفية، وهو مناآرة للمحسوس، ثم مهما لم يكن للمعاقب غرض في إنتقام أو تشفي أو دفع ضر في المستقبل أو لم يكن للمعاقب مصلحة فهو أيضا قبيح، واهللا قادر على إفاضة النعم

لزام، فايذاؤهم بالتكليف أوال وبالعقوبة آخرا أحرى بأن يكون قبيحا على الخلق من غير إيالم، ومن غير تكليف وإ .مما ذآروه، وجعلوه قبيحا من إيالم البريء عن الجنايات

السبب الثاني

ما جبل عليه اإلنسان من الحمية واألنفة، وألجله يحكم باستقباح الرضا بفجور امرأته، ويظن أن هذا حكم ضروري اس يتعودون إجارة أزواجهم ليألفوا ذلك وال ينفروا عنه، بل جميع الزناة يستحسنون للعقل مع أن جماعة من الن

الفجور بمرأة الغير وال يستقبحونه لموافقة شهواتهم، ويستقبحون من ينبه األزواج عليه ويعرفهم فعل الزناة، انة وترك األمانة؛ هو خي: وأهل الصالح يقولون. ويزعمون أن ذلك غمز وسعاية ونميمة، وهو في غاية القبح

.فتتناقض أحكامهم في الحسن والقبح ويزعمون أنها قضايا العقل، وإنما منشأها هذه األخالق التي جبل اإلنسان عليها

Page 38: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

38

السبب الثالث

محبة التسالم والتصالح والتعاون على المعايش، ولذلك يحسن عندهم التودد بإفشاء السالم وإطعام الطعام ويقبح لديهم تنفير ومقابلة النعمة بالكفران وأمثاله، ولوال ميلهم إلى أمور تنهض هذه األسباب وسائل إليها أو صوارف السب وال

عنها، لما قضت العقول بفطرتها في هذه األمور بحسن وال قبح، ولذلك نرى جماعة ال يحبون التسالم ويميلون إلى .والفتك التغالب، فألذ األشياء وأحسنها عندهم الغارة والنهب والقتل

السبب الرابع

التأديبات الشرعية إلصالح الناس، فإنها لكونها تكررت على األسماع منذ الصبا بلسان اآلباء والمعلمين ووقع النشء عليها، رسخت تلك اإلعتقادات رسوخا أدى إلى الظن بأنها عقلية آحسن الرآوع والسجود والتقرب بذبح البهائم

و غوفص بها العاقل الذي لم يؤدب بقبولها منذ الصبا لكان مجرد عقله ال يقضي بحسن وإراقة دمائها، وهذه األمور ل .وال بقبح، ولكن حسنت بتحسين الشرع فاذعن الوهم لقبولها بالتأديب منذ الصبا

السبب الخامس

ى اإلطالق، اإلستقراء للجزئيات الكثيرة، فإن الشيء متى وجد مقرونا بالشيء في أآثر أحواله ظن أنه مالزم له علآما يحكم على إفشاء السالم بالحسن مطلقا، ألنه يحسن في أآثر األحوال ويذهل عن قبحه في وقت قضاء الحاجة، ويحكم على الصدق بالحسن لوجوده موافقا لألغراض مرغوبا في أآثر األحوالن ويغفل عن قبحه ممن سئل عن

قبح الكذب حينئذ بإخفاء المحل المصادفة الكذب مقرونا بالقبح مكان نبي أو ولي ليجده السائل فيقتله، بل ربما اعتقد فهذه األسباب وأمثالها علل قضاء النفس بهذه القضايا وليست هذه القضايا صادقة آلها وال . في أآثر األحوال

ق صدقه آاذنبةآلها، ولكن المقصود أن ما هو صادق منها فليس بين الصدق عند العقل بيانا أوليا، بل يفتقر في تحقيورب شنيع حق، ورب . إلى نظر وإن آان محمودا عند العقل األول، والصادق غير المحمود، والكاذب غير الشنيع

محمود آاذب، وقد يكون المحمود صادقا لكن بشرط دقيق ال يتفطن أآثر الناس له، فيؤخذ على اإلطالق مع أنه ال س آذلك مطلقا بل بشروط، ولفقد بعض الشروط قبح الصدق حسن، ولي: يكون صادقا إال مع ذلك الشرط آقولنا

.الصدق الذي هو تعريف لموضع النبي المقصود قتله إلى غير ذلك من نظائره

قتل اإلنسان قبيح : ومهما أردت أن تعرف الفرق بين هذه القضايا المشهورات وبين األوليات العقلية، فأعرض قولناتقدر آأنك حصلت في الدنيا دفعة بالغا عاقال، ولم تسمع قط تأديبا ولم وإنقاذه من الهالك جميل، على عقلك بعد أن

تعاشر أمة ولم تعهد ترتيبا وسياسة، لكنك شاهدت المحسوسات وأخذت منها الخياالت، فيمكنك التشكيك في هذه وأن اإلثنين المقدمات أو التوقف فيها وال يمكنك التوقف في قولنا أن السلب واإليجاب ال يصدقان في حال واحدة،

أآثر من الواحد، فإذن هذه المقدمات لما آانت قريبة من الصدق محتملة الكذب لم تصلح للبراهين التي يطلب منها .اليقين وصلحت للفقهيات

الصنف الثاني

المقبوالت وهي أمور إعتقدناها بتصديق من أخبرنا بها من جماعة ينقص عددهم عن عدد التواتر، أو شخص واحد ن غيره بعدالة ظاهرة أوعلم وافر، آالذي قبلناه من آبائنا وأستاذينا وأئمتنا واستمررنا على إعتقاد، وآأخبار تميز ع

اآلحاد في الشرع، فهي تصلح للمقاييس الفقهية دون البراهين العقلية، ولها في إثارة الظن مراتب ال تكاد تخفي؛ قله الواحد، وال ما ينقله أحد الخلفاء الراشدين آما ينقله فليس المستفيض فيالكتب الصحاح من األحاديث آالذي ين

.غيره، ودرجات الظن فيه ال تحصى

الصنف الثالث

المظنونات وهي أمور يقع التصديق بها ال على الثبات بل مع خطور إمكان نقيضها بالبال، ولكن النفس إليها أميل يل إليه ميال يبنى عليه التدبير لألفعال، وهي مع ذلك تشعر إن فالنا إنما يخرج بالليل لريبة، فإن النفس تم: آقولنا

Page 39: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

39

بإمكان نقيضه، والمشهورات والمقبوالت إذا اعتبرت من حيث يشعر بنقيضها في بعض األحوال، فيجوز أن تسمى با مظنونة، وآم من مشهور في بادىء الرأي يورث اعتقادا، فإن تأملته وتعقبته عاد ذلك اإلذعان لقبوله ظنا أو تكذي

ينبغي أن يمنع من ظلمه وينصر المظلوم عليه، وهو المراد بالحديث المعقول فيه، فإنه سئل عن ذلك : آقول القائل .نصرته أن تمنعه من ظلمه: آيف ينصر الظالم؟ فقال: فقيل

النوع الثاني

مشبهة لألقسام الماضية ما ال يصلح للطقعيات وال للظنيات بل ال يصلح إال للتلبيس والمغالطة، وهي المشبهات أي ال : في الظاهر وال تكون منها، وهي ثالثة أقسام

األول

الوهميات الصرفة وهي قضايا يقضي بها الوهم اإلنساني قضاء جزما بريا عن مقارنة ريب وشك، آحكمة في إبتداء ال ينفصل عنه، وال فطرته بإستحالة وجود موجود ال إشارة إلى جهته، وأن موجودا قائما بنفسه ال يتصل بالعالم و

يكون داخل العالم وال خارجه محال، وهذا يشبه األوليات العقلية مثل القضاء بان الشخص الواحد ال يكون في مكانين في آن واحد، والواحد أقل من اإلثنين، وهي أقوى من المشهورات التي مثلناها بأن العدل جميل والجور قبيح، وهي

في أمور متقدمة على المحسوسات أو أعم منها، ألن الوهم إنس بالمحسوسات فيقضي مع هذه القوة آاذبة مهما آانت .لغير المحسوس بمثل ما ألفه في المحسوس

وعرف آونه آاذبا من مقدمات يصدق الوهم بآحادها لكن ال يذعن للنتيجة، إذ ليس في قوة الوهم إدراك مثلها وهذا

تحكم بها حسب حكمها في األوليات العقلية، ولذلك إذا آانت الوهميات أقوى المقدمات الكاذبة، فإن الفطرة الوهمية .في المحسوسات آانت صادقة يقينية وصح اإلعتماد عليها آاإلعتماد على العقليات المحضة وعلى الحسيات

القسم الثاني

و مظلوما، وهو أيضا ينبغي أن تنصر أخاك ظالما آان أ: ما يشبه المظنونات وإذا بحث عنه أمحى الظن آقول القائلوقد يكون ما يشبه المشهورات أو المظنونات مما يتوافق عليه الخصمان في المناظرات من . يشبه المشهورات

المسلمات، إما على سبيل الوضع وإما على سبيل اإلعتقاد، ولكن إذا تكرر تسليمها على أسماع الحاضرين يأنسون الميل إلى التكذيب، فيعتقد أن ذلك الميل ظن ألن معنى الظن ميل في بها وتميل نفوسهم إلى اإلذعان لها أآثر من

ولو . اإلعتقاد، ولكنه ميل بسبب آإعتقادك أن من يخرج بالليل فيخرج لريبة، فإن ميل النفس إلى هذه التهمة لسببإلى إعتقاد بل خيال آرر على سمع جماعة أن األزرق األشقر مثال ال يكون إال خائنا خبيثا فإذا رأوه آان ميل نفسهم

فبين هذا وبين الظنون المحقق فرق ويقرب من هذا المخيالت . من يسمع يخل: ولذا قيل. محض بسبب بسبب السماعوهي تشبيه الشيء بشيء، مستقبح او مستحسن لمشارآته إياه في وصف ليس هو سبب القبح والحسن، فتميل النفس

مع أنه أخس الرتب يحرك الناس إلى أآثر األفعال، وعنه تصدر بسببه ميال وليس ذلك من الظن في شيء، وهذا أآثر التصرفات من الخلق إقداما وإحجاما، وهي المقدمات الشعرية التي ذآرناها، فال ترى عاقال ينفك عن التأثر به

ع عنها لقبح حتى إن المرأة التي يخطبها الرجل إذا ذآر أن إسمها إسم بعض الهنود أو السودان المستقبحين نفر الطباإلسم، فيقاوم هذا الخيال الجمال ويورث محبة ما، وحتى إن علم الحساب والمنطق الذي ليس فيه تعرض للمذاهب بنفي وال إثبات إذا قيل أنه من علوم الفالسفة الملحدين، نفر طباع أهل الدين عنه، وهذا الميل والنفرة الصادران عن

.ح ما يثيرهما أن يجعل مقدمة ال في القطعيات وال في الظنيات والفقهياتهذا الجنس ليسا بظن وال علم، فال يصل

القسم الثالث

األغاليط الواقعة إما من لفظ المغلط أو من معنى اللفظ، آما يحصل من مقدمة صادقة في مسمة باسم مشترك فينقله آالنور إذا أخذ تارة لمعنى الذهن عن ذلك المسمة إلى مسمى آخر بذلك اإلسم عينه، حيث يدق وجه اإلشتراك،

).اهللا نور السموات واألرض: (الضوء المبصر، وأخرى بالمعنى المراد من قوله تعالىوما يعلم تأويله إال اهللا والراسخون في العلم : (وآذلك قد يكون من الذهول عن موضع وقف في الكالم آقوله تعالى

Page 40: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

40

وقد يكون . ا أهمل الوقف على اهللا انعطف عليه قولهوالراسخون في العلم وحصلت مقدمة آاذبةفإذ). يقولون آمنا به ).إن اهللا بريء من المشرآين ورسوله: (بالذهول عن األعراب آقوله تعالى

ذلك من حيث فبالغفلة عن إعراب الالم من قوله ورسوله، ربما يقرأها القارىء بالكسر وتحصل مقدمة آاذبة ونظائر

.اللفظ آثير

آل قود فسببه عمد، فيظن أن آل عمد فهو : وأما من حيث المعنى فمنها ما يحصل من تخيل العكس، فإنا إذا قلناسبب قود، فإن العمد رؤى مالزما للقود فظن أن القود أيضا مالزم للعمد، وهذا الجنس سباق إلى الفهم، وال يزال

ومنها ما سببه تنزيل . نخدع به ويسبق إلى تخيله من حيث ال يدري إلى أن ينبه عليهاإلنسان مع عدم التنبه ألصله يالصالة طاعة وآل : الزم الشيء منزلة الشيء حتى إذا حكم على شيء بحكم ظن أنه يصح على الزمه، فإذا قيل

آذلك، فإن أصل صالة تفتقر إلى نية، ظن أن آل طاعة تفتقر إلى نية من حيث ان الطاعة الزمة للصالة وليس اإليمان ومعرفة اهللا تعالى طاعة، ويستحيل إفتقارها إلى نية ألن نية التقرب إلى المعبود ال تتقدم على معرفة المعبود، وهذا أيضا آثير التغليط في العقليات والفقهيات، وأسباب األغاليط مما يعسر إحصاؤها، وفيما ذآرناه تنبيه

أربعة من القسم األول : ذآرناه من أصناف هذه المقدمات التي سميناها عشرةفإذن مجموع ما . على ما لم نذآرهفبماذا تخالف : فإن قال قائل. وثالثة من القسم الثاني، وهي مواد الفقهيات، وثالثة من القسم األخير وقد ذآرنا حكمها

مادة وال في آل مادة، بل ما يصلح ال مخالفة بينهما في صورة القياس وإنما يتخالفان في ال: العقليات الفقهيات؟ قلناأن يكون مقدمة في العقليات يصلح للفقهيات، ولكن قد يصلح للفقهيات ما ال يصلح للعقليات آالظنيات، وقد يؤخذ ما ال يصلح لهما جميعا آالمشبهات والمغلطات آما يتخالفان في آيفية ما به تصير المقدمة آلية، فإن المقدمات الجزئية

امح بجعلها آلية، وإنما يدرك ذلك من أقوال صاحب الشرع وأفعاله، وأقوال أهل اإلجماع وأقوال آحاد في الفقه يتسالصحابة أن رؤى ذلك من العقليات ما هو صريح في لفظه بين في طريقه، آالفظ الصريح المسموع من الشارع أو

.المنقول بطريق التواتر، فإن المتواتر آالمسموع

بين في طريقه، أعني أن القرآن صريح في لفظه أعني آونه عشرة) ام في الحج وسبعة إذا رجعتمثالثة أي: (فقولهوقد يكون صريحا في لفظه غير بين . إذا رجعتم: متواتر وقد يكون بينا في طريقه ظاهرا في لفظه آالمراد من قوله

.في طريقه آالنص الذي ينقله اآلحاد من لفظ صاحب الشرع، وقد يكون عادما للقوتين آالظاهر الذي ينقله اآلحاد

: ة في القضية الكلية والجزئية أربعة أقساموجملة األلفاظ الشرعي

.آلية أريد بها آلية آقوله آل مسكر حرام: األول

فإنه بقي مختصا بالذآور " هذان حرامان على ذآور أمتي"جزئية بقيت جزئية آقوله في الذهب واإلبريسم :الثاني .ولم يتعد إلى اإلناث

والسارق والسارقة : (وقوله. غنم زآاة، أريد بها ما بلغ نصابافي سائمة ال: آلية أريد بها جزئية آقوله والثالث ).فاقطعوا أيديهما

: المراد به بعض السارقين، فإذا أردنا أن نجعل هذه آلية ضممنا إليها األوصاف التي بان إعتبارها فيه، وقلنا مثالأو الذي يسرق األشياء الرطبة مثال بهذه والنباش. آل من سرق نصابا آامال من حرز مثله ال شبهة له فيه قطع

.الصفة فيقطع؛ هذا هو العادة

والصواب عندنا في مراسم جدل الفقه ان ال يفعل ذلك مهما وجد عموم لفظ، بل يتعلق بعموم اللفظ ويطالب الخصم ح بالمخصص، وما يدعي من ان الخصوص قد يتطرق إلىالعموم فليس مانعا من التمسك بالعموم على إصطال. الفقهاء، وإذا اصطلحوا على هذا فالتمسك به أولى من إيراده في شكل قياس، ألنهم ليسوا يقبلون تخصيص العلة

أهملت وصفا وهو أن ال يكون : آل من سرق نصابا آامال من حرز مثله قطع، منع الخصم وقال: ومهما قلتومن زاد . هواألصل: أن تعود إلى العموم وتقولالمسروق رطبا فما الذي عرفك أن هذا غير معتبر، فال يبقى لك إال

.وصفا فعلهي الدليل، فإذن التمسك بالعموم أولى إذا وجد

Page 41: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

41

ليس في األصدقاء خير، ونريد به : هو الجزئي الذي أريد به الكلي، فإنا آما نعبر بالعام عن الخاص فنقول والرابعفإنه يراد به ) منهم من إن تأمنه بدينار ال يؤده إليكو: (بعضهم آذلك قد يطلق الخاص ونريد به العام آقوله تعالى

وال تقل لهما : (فيعبر بالقليل عن الكثير، وآقوله تعالى) ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره: (وآقوله. سائر أنواع أمواله ).ا أموالكم بينكم بالباطل وال تأآلوا أموال اليتامى ظلماوال تأآلو: (وآقوله تعالى. فعبر عن آل ما فيه التبرم به) أف

إذا نهشته حية أو عقرباء فإن : وآقول الشافعي .والمراد هو اإلتالف الذي أعم من األآل، ولكن عبر باألآل عنهي وليس غرضه التخصيص بل آل ما يكون قاتال ف. آانت من حيات مصر أوعقارب نصيبين وجب القصاص

الغالب، ولكن ذآر المشهور وعبر به عن الكل، فإذا ورد من هذا الجنس لفظ خاص ألغينا خصوصه وأخذنا المعنى فإن . آل تبرم بالوالدين فهو حرام، وآل إتالف لمال اليتامى حرام؛ فيحصل معنا مقدمة آلية: الكلي المراد به وقلنا

ر تخصيصها إلى دليل أم هو جزئية فيفتقر تعميمها إلى فالمعلوم بواقعة مخصوصة هل هو قضية آلية يفتق: قيللما قال جامعت في نهار رمضان، وآرجمه ماعزا لما زنى، فهل ينزل ) اعتق رقبة: (دليل، وذلك آقوله لألعرابي

آل : هو آقولك: آل من زنى فارجموه وآل من جامع أهله في نهار رمضان فليعتق رقبة؟ قلنا: ذلك منزلة قولهماعز إذا زنى فارجموه، ولك موصوف بصفة األعرابي إذا هلك وأهلك بجماع أهله في نهار موصوف بصفة

ثم صفة الجماع هو الذي وصفه السائل والمعتبر من صفات األعرابي ما عرفه رسول اهللا . رمضان فليعتق رقبوى إن لم يعرف أنه آان صلى اهللا عليه وسلم حتى نزل ترك اإلستفصال مع إمكان اإلشكال منزلة عموم المقال، حت

حرا أو عبدا آان هذا آالعوم في حق الحر والعبد، وإن عرف آونه حرا فالعبد ينبغي أن يتكلف الحاقه بان يظهر أنه .ال يؤثر الرق بدفع موجبات العبادات، وإنما نزلنا هذا منزلة العام ألنه قد قال حكمي في الواحد حكمي في الجماعة

أنه يخصص آل شخص بحكم يخالف اآلخر لما أقمنا هذا مقام العام، آمن يعلم من أصحاب ولو آنا عرفنا من عاداته .الظواهر أن المراد بالجزئيات المذآورة في الربويات نفس تلك الجزئيات، ولهذا مزيد تفصيل ال يحتمله هذا الكتاب

بستة طرق، وهو بيان أن ما به وقد بينا عند النظر في صورة القياس، إن الحكم الخاص الجزئي إنما يجعل آليا اإلفتراق ليس بمؤثر، وإن ما به اإلجتماع هو المناسب أو المؤثر ليكون مناطا، وهو أبلغ في الكشف عن الغرض، وذلك ألن من الجزئيات ما يعلم أن المراد منها آلي، ومنها ما ال يعلم ذلك آمن لم يعلم من أصحاب الظواهر أن

ذآورة في الربويات أمر أعم منها، وعرف آافة النظار أن المراد بالبر ليس هو البر بل المراد بالجزئيات الست الممعنى أعم منه، إذ بقي ربا البر بعد الطحن إذ صار دقيقا وفارقه إسم البر، فعلم أن المراد به وصف عام آلي اشترك

تنا بان المحرم هو التبرم العام دون فيه الدقيق والبر، ولكن الكلي العام قد يعرف بالبديهة من غير تأمل، آمعرفالتأفف الخاص، وقد يشك فيه آالبر، فإن الدقيق والبر يشترآان في آليات مثل الطعم واإلقتيات والكيل والمالية، وإذا

.وقع الشك فيه لم يمكن إثباته إال بأحد الطرق الستة التي ذآرناها، واهللا أعلم

النظر الثالث

يه فصولفي المغلطات في القياس وف

الفصل األول

إعلم أن المقدمات القياسية إذا ترتبت من حيث صورتها على ضرب منتج من األشكال . في حصر مثارات الغلطالثالثة، وتفصلت منها الحدود الثالثة أوال، وهي األجزاء األولى، إذ تميزت المقدمتان وهي األجزاء الثواني، وآانت

منها، آان الالزم منها بالضرورة حقا ال ريب فيه، والذي ال يحصل منه المقدمات صادقة وغير النتيجة واعرفالحق فإنما ال يحصل لخلل في هذه الجهات التي ذآرناها، إما لخروجه عن األشكال أو لخروجه عن الضروب

رها، أو ألن المنتجة منها، أو لعدم التمايز في الحدود أو في المقدمات أو إلدراج النتيجة في المقدمات فال تكون غيالنتيجة تكون متقدمة على إحدى المقدمات في المعرفة فال تكون المقدمة أعرف من النتيجة فهذه سبع مثارات؛

أن ال تكون على شكل من األشكال الثالثة، : المثار األول: فلنشرح آل واحد بمثال حتى يتيسر اإلحتراز عنه فنقولفيهما أو محمول أوموضوع ألحدهما محول لآلخر، فإذا انتفى بأن ال يكون من الحدود حد مشترك إما موضوع

اإلشتراك حقيقة ولفظا لم يغلط الذهن فيه، فإن ذلك يظهر وإنما يغلط إذا وجد ما هو مشترك لفظا مع إختالف

Page 42: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

42

ق، المعنى، ولذلك وجب تحقيق القول في األلفاظ المشترآة ال سيما ما يشتبه منها بالمتواطئة، ويعسر فيها درك الفر .وهو مثار عظيم لألغاليط

وقد ذآرنا تفصيل ذلك على اإليجاز في آتاب مقدمات القياس، إال أنا لم نذآر ثم إال األلفاظ التي ال يتحد معناها، وقد

ما ينشأ من : األول?: يكون اإلشتراك سببه النظم والترتيب لأللفاظ ال نفس األلفاظ ونحن نذآر من أمثلتها أربعةإذ له معنيان مختلفان، فيطلق ) إال اهللا والراسخون في العلم: (اإلبتداء آما ذآرنا من قوله تعالىمواضع الوقف و

.أمثاله في إحدى المقدمتين بمعنى وفي الثاني بمعنى آخر، فيبطل الحد المشترك ويظن أن ثم حد مشتركآل ما علمه العاقل فهو آما علمه، والعاقل : كتردد الضمائر بين أشياء متعددة تحتمل اإلنصراف إليها آقول: الثاني?

فهو متردد بين أن يكون راجعا إلى العاقل أو إلى المعقول، ويسلم في المقدمة : يعمل الحجر فهو آالحجر، فإن قولك .على أنه راجع إلى المعقول، ويلبس في النتيجة فيخيل رجوعه إلى العاقل

الثالث

الخمسة زوج وفرد، وهو صادق : ق في أحدهما وتكذب في اآلخر آقولهتردد الحروف الناسقة بين معنيين تصدفيظن أنه يصدق قولنا أنه زوج وفرد معا، وسببه إشتباه داللة الواو فإنه يدل على جمع األجزاء، إذ تقول اإلنسان

دل على اإلنسان عظم ولحم أي فيه عظم ولحم، وي: عظم ولحم أي فيه عظم ولحم، ويدل على جمع األوصاف آقولنااإلنسان حي وجسم، فإذن يصدق ما ذآرناه في الخمسة بطريق جمع األجزاء ال بطريق جمع : جمع األوصاف آقولنا .الصفات، واللفظ آاللفظ

الرابع

. زيد بصير أي ليس بضرير: تردد الصفة بين أن تكون صفة للموضوع وصفة للمحمول المذآور قبله، فإنا قد نقولنظمنا فقلنا زيد طبيب بصير، ظن أنه بصير في الطب، وهذه األلفاظ تصدق مفرقة وتصدق وإذا . زيد طبيب: وتقول

مجموعة على أحد التأويلين دون اآلخر، وأمثال ذلك مما يكثر ويرتفع به شكل القياس من حيث ال يعرف وفيما .ذآرناه غنية

المثال الثاني

قليل من الناس آاتب وآل عاقل، فقليل : ثاله قولكم. أال يكون على ضرب منتج من جملة ضروب األشكال الثالثةوهذه النتيجة صادقة إن لم ترد بإثبات القليل نفي الكثير، فإن الكثير إذا آان عاقال ففيه القليل، وإن . من الناس عاقل

دمتين أريد به أن القليل فقط هو آاتب وعاقل، اختلط نظم القياسس، إذ آان قوله قليل منالناس آاتب يشتمل على مق .إحداهم بعض الناس آاتب، واألخرى إن ذلك البعض قليل، فهما محموالن على البعض: بالقوة

ممتنع أن : وقد حكم في المقدمة الثانية على أحد المحمولين وهو الكاتب دون الثاني فاختلط النظم، وآذلك إذا قلت

اإلنسان حيوانا، ألن هذا الضرب ألف من يكون اإلنسان حجرا، وممتنع أن يكون الحجر حيوانا، فممتنع أن يكونسالبتين غير فيهما اللفظ السلبي، إذ قولك ممتنع أن يكون اإلنسان حجرا معناه ال إنسان واحد حجر، بل هذا القدر آاف لنفي النتيجة، فإن صغرى الشكل األول مهما لم تكن موجبة لم ينتج أصال، وإنما تكثر هذه األغاليط إذا تشبث

.لفاظ دون أن يحصل المعاني بحقائقهاالذهن باأل

آل إنسان بشرن وآل بشر : إال تكون الحدود الثالثة، وهي األجزاء األولى متمايزة متكاملة آقولك: المثار الثالثفإن الحد األوسط هوالحد . آل خمر عقار، وآل عقار مسكر، فكل خمر مسكر: وقولك. حيوان، فكل إنسان حيوان

وهذا من إستعمال األلفاظ المترادفة وهي التي تختلف حروفها وتتساوى حدود . تعدد اللفظ األصغر بعينه، وإنما .معانيها المفهومة، وقد ذآرناها فليحترز منها أيضا

أال تكون األجزاء الثواني وهي المقدمات متفاضلة، وذلك ال يتفق في األلفاظ المفردة البسيطة إذ يظهر : المثار الرابع

، ولكن يتفق في األلفاظ المرآبة، وآم من لفظ مرآب يؤدي معنى قوته قوة الواحد أو يمكن أن يدل فيها محل الغلط

Page 43: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

43

ثم يمكنك أن تبدل لفظ الموضوع بالحيوان الناطق، ولفظ يمشي بأنه ينتقل . اإلنسان يمشي: عليه بلفظ واحد، آما تقولآل ما علمه : ومن هذا القبيل قولنا. تلبيس فيهبنقل قدميه من موضع إلى آخر حتى يطول اللفظ، ويمكنك أن تعين ال

المسلم، فهو آما علمه، والمسلم يعلم الكافر فهو إذن آالكافر، وهذه المقدمات متمايزة الحدود في الوضع ولكن الخلل في اإلتساق، فإنه ترك التصريح بتفصيله، وإال فقولك ما علمه المسلم موضوع، وقولك فهو آما علمه محمول، ولكن

دد معنى قولك هو، وقد يكون بحيث ال يتميز في الوضع بل يكون فيه جزء يحتمل أن يكون من الموضوع، وأن ترزيد الطويل أبيض، فالمحمول هو األبيض فقط، والطويل من الموضوع، ويمكن أن : يكون من المحمول، فإنك تقول

زيد طويل أبيض، صار : أبيض؛ وإن قلتيذآر الطويل بصيغة الذي فيرجع إلى زيد بان تقول زيد الذي هو طويل الطويل جزءا من المحمول، وإذا لم يذآر الذي يكون بحيث يحتمل أنيراد به الذي وأال يراد آما تقول اإلنسانية من حيث هي إنسانية خاصة أو عامة، فيحتمل أن يكون الموضوع اإلنسانية المجردة والمحمول الخاصة، ويحتمل أن

ية فحسب والمحمول الخاصة من حيث هي إنسانية، إذا لو قلت اإلنسانية خاصة أو عامة يكون الموضوع اإلنساناإلنسانية من حيث هي إنسانية خاصة أو عامة، أخبرت عن شيئين وآل خبر فهو : فإذا قلت. ألخبرت عن شيء واحد

اإلنسانية ليست : تولو قل. اإلنسانية ليست من حيث هي إنسانية خاصة وال عامة، صدق: ولهذا لو قلت. محمولخاصة وال عامة، آذب ويفهم الفرق بينهما عند ذآرنا المعنى الكلي في أحكام الوجود، فيتشعب من هذه الترآيبات المختلفة أغاليط يعسر حلها على حذاق النظار فضال عن الظاهريين، وال تخلص عن مكامن الغلط إال بتوفيق اهللا

.لعقبات حتى يسلم عن ظلماتهافليستوفق اهللا تعالى الناظر في هذه ا

أن تكون المقدمة آاذبة، وذلك ال يخلو غما أن يكون إللتباس المعنى، فإن لم يكن ثم شيء من هذه : المثار الخامسفأما من يصدق بكل ما يسمع فهو . األسباب لم يذعن الذهن له ولم يصدق به، فليس آالم إال فيما يغلط فيه العقالء

ا إذا اشترآت لفظتان في معنى، وبينهما إفتراق في معنى دقيق، فيظن أن الحكم الذي ألفي فاسد المزاج، عسر آمصادقا على أحدهما على اآلخر، ويقع الذهول عما فيه اإلفتراق من زيادة معنى أو نقصانه مع اتحاد المسمى، وذلك

وإال فهو ستر، وآالبكاء والعويل وال وال يقال خدر إال إذا آان مشتمال على جاريةن . مما يكثر آلفظ الستر والخدريقال عويل إال إذا آان معه رفع صوت وإال فهو بكاء، وقد يظن تساويهما، وآذا الثرى والتراب فإن الثرى هوالتراب ولكن بشرط النداوة، وآذلك المأذق والمضيق فإن المأذق هو المضيق ولكن ال يقال إال في مواضع الحرب، وآذا

اآلبق هو الهارب ولكن مع مزيد معنى في الهارب، وهو أن يكون من آد وخوف، فغن لم يكن اآلبق والهارب فإنسبب منفر فيسمى هاربا ال آبقا؛ وآما ال يقال لماء الفم رضاب إال ما دام في الفم فإذا فارقه فهو بزاق، وال يقال

الة إال عند إرتفاع النهار؛ فهذه األلفاظ للشجاع آمي إال إذا آان شاآي السالح وإال فهو بطل، وال يقال للشمس الغز .متماثلة في األصل وفيها نوع تفاوت، وقد يظن أن الحكم على أحدها حكم على اآلخر فيصدق به لهذا السبب

وأما السبب المعنوي للتغليط فهو أن تكون المقدمة صادقة في البعض ال في الكل، فتؤخذ على أنها آلية وتصدق ويقع

فيظن " آل قود فبعمد وآل رجم فبزنا: "صدقها، وأآثرها من سبق الوهم إلى العكس، فإنا إذا قلناالذهول عن شرط أن آل عمد ففيه قود وإن آل زنا ففيه رجم، وهذا آثير التغليط لمن لم يتحفظ عنه، والذي يصدق في البعض دون

ق في اإلنسان دون غيره، وقد الحيوان مكلف؛ فإنه يصد: الكل قد يكون بحيث يصدق في بعض الموضوع آقولنايصدق في آل الموضوع ولكن في بعض األحوال آقولنا اإلنسان مكلف، فإنه ال يصدق في حالة الصبا والجنون، وقد يصدق في بعض األوقات آقولنا المكلف يلزمه الصالة، فإنه ال يصدق في وقت الضحى إذ ال يجب فيه صالة،

رم عليه شرب الخمر، فإنه بشرط أال يكون مكرها فيترك الشرط؛ وآذلك المكلف يح: وقد يصدق بشرط خفي آقولنافهذه األمور لما . إذا قتل مظلوما هو مثل من قتل؛ وهو صحيح بشرط، أعني أال يكون القاتل أبا والقتيل إبنا: قولك

ويسلمها على إنها آانت تصدق في األآثر وال تنتهض آلية صادقة إال إذا قيدت بالشرط، فربما يذعن الذهن للتصديق ان ال تكون المقدمات غير النتيجة فتصادر على المطلوب في : المثار السادس. آلية صادقة فيلزم منها نتائج آاذبةإن المرأة مولى عليها فال تلي عقد النكاح، وإذا طولبت بمعنى آونها مولى : المقدمات من حيث ال تدري، آقولك

يصح التطوع بنية تنشأ نهارا ألنه : وآذلك قول القائل. سوى ما فيه النزاععليها ربما لم تتمكن من إظهار معنى ما معنى : صوم عين، وإذا طولب بتحقيق معنى آونه صومعين لم يستغن عن أن يجعل النتيجة جزءا منه، إذ يقال له

لوع الفجر للقضاء، وبهذا ال يثبت التعين إذ يصلح آل يوم قبل ط: فيقال. إنه يصلح للتطوع: آونه صوم عين؟ فيقولوبهذا ال يثبت التعين فإن الليل ال يصلح لغير : معناه أنه ال يصلح لغير التطوع، يقال: وإن قال. وال يقال صوم عين

: معناه أنه يصلح للتطوع وال يصلح لغيره فيقال: التطوع، وال يقال له عين فيضطر إلى ان يجمع بين المعنيين ويقولم المطلوب علمه، فكيف جعله جزءا من العلة والعلة ينبغي أن تتقوم ذاتها دون الحكم؟ ثم قوله يصلح للتطوع هو الحك

.يترتب عليها الحكم فيكون الحكم غير العلة، ونظائر هذا في العقليات تكثر فلذلك لم نذآره

Page 44: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

44

متشايفات، وذلك من أن ال تكون المقدمات اعرف من النتيجة، بل تكون إما مساوية لها في المعرفة آال: المثار السابعالدليل على أن زيدا ابن لعمرو وهو أن عمرا أبا لزيد، وهذا محال ألنهما : ينازع في آون زيد ابنا لعمرو فيقول

الدليل عليه أن المحل الذي : يعلمان معا وال يعلم أحدهما باآلخر، وآذلك من يثبت أن وصفا من األوصاف علم بقوله .م آون المحل عالما إال مع العلم يكون الحال في المحل علماوهو هوس إذ ال يعل. قام به عالم

وقد تكون المقدمة متأخرة في المعرفة عن النتيجة فيكون قياسا دوريان وأمثلته في العقليات آثيرة، وأما في الفقهيات قدر على فكأن يقول الحنفيك تبطل صالة المتيمم إذا وجد الماء في خاللها ألنه قدر على اإلستعمال، وآل من

استعمال الماء لزمه، ومن يلزمه استعمال الماء فال يجوز له ان يصلي بالتيمم، فيجعل القدرة على افستعمال حدا إن أردت به القدرة حسا فيبطل بما لو وجده مملوآا للغير، وإن أردت به القدرة : أوسط وبطالن الصالة نتيجة فيقال

ليه األفعال الكثيرة، فيحرم اإلستعمال، فالقدرة شرعا تحصل ببطالن ما دامت الصالة قائمة يحرم ع: شرعا فيقالالصالة، فالبطالن منتج للقدرة والقدرة سابقة عليه سبق العلة على المعلول، أعني بالذات ال بالزمان، فكيف جعل

ي سبعة أقسام، المتأخر في الرتبة علة لما هو متقدم في الرتبة وهو البطالن؟ فهذه مثارات الغلط وقد حصرناها ف: فهذه مغلطات آثيرة فمن الذي يتخلص منها؟ قلنا: فإن قيل. ويتشعب آل قسم إلى وجوه آثيرة ال يمكن إحصاؤها

هذه المغلطات آلها ال تجتمع في آل قياس بل يكون مثار الغلط في آل قياس محصورا واإلحتياط فيه ممكن، وآل ال ألفاظا، ثم حمل البعض على البعض وجعلها مقدمتين، وراعى من راعى الحدود الثالثة وحصلها في ذهنه معاني

توابع الحمل آما ذآرنا في شروط التناقض، وراعى شكل القياس علم قطعا أن النتيجة الالزمة حق الزم، فإن لم يثق يرتبه به فليعاود المقدمات ووجه التصديق وشكل القياس وحدوده مرة أو مرتين، آما يصنع الحساب في حسابه الذي

إذ يعاوده مرة أو مرتين، فإن فعل ذلك ولم تحصل له الثقة والطمأنينة إذ يعاوده مرة أو مرتين، فإن فعل ذلك ولم .تحصل له الثقة والطمأنينة فليهجر النظر وليقنع بالتقليد، فلكل عمل رجال، وآل ميسر لما خلق له

الفصل الثاني في بيان خيال السوفسطانية

ذا آانت المقدمات ضرورية صادقة والعقول مشتملة عليها، وهذا الترتيب الذي ذآرتموه في صورة إ: فإن قال قائلالقياس أيضا واضح، فمن أين وقع للسوفسطائية إنكار العلوم والقول بتكافؤ األدلة؟ أو من أين ثارت اإلختالفات بين

ن الشروط التي ذآرناها، ومن يتأملها لم أما وقوع الخالف فلقصور أآثر األفهام ع: الناس في المعقوالت؟ قلنايتعجب من مخالفة المخالف فيها، ال سيما وأدلة العقول تنساق إلى نتائج ال يذعن الوهم لها، بل يكذب بها ال آالعلوم الحسابية، فإن الوهم والعقل يتعاونان فيها، ثم من ال يعرف األمور الحسابية يعرف أنه ال يعرفها، وإن غلط فيها، فال

واما العلوم العقلية فليس آذلك، ثم من السوفسطائية من أنكر العلوم األولية . يدوم غلطه بل يمكن إزالته على القربوالحسية، آعلمنا بأن اإلثنين أآثر من الواحد، وآعلمنا بوجودنا وأن الشيء الواحد إما أن يكون قديما او حادثا،

وأما الذين سلموا الضروريات . هن بكثرة التحير في النظرياتفهؤالء دخلهم الخلل من سوء المزاج وفساد الذوزعموا أن األدلة متكافئة في النظريات فإنما حملهم عليه ما رأوا من تناقض أدلة فرق المتكلمين، وما اعتراهم في بعض المسائل من شبه وإشكاالت عسر عليهم حلها، فظنوا أنها ال حل لها أصال، ولم يحملوا ذلك على قصورنظرهم وضاللهم وقلة درايتهم بطريق النظر، ولم يتحققوا شرائط النظر آما قدمناه، ونحن نذآر جملة من خياالتهم ونحلها ليعرف أن القصور ممن ليس يحسن حل الشبه، وإال فكل أمر إما أن يعرف وجوده ويتحقق أو يعرف عدمه

ما : األول: لك أيضا، ومثارات خيالهم ثالثة أقسامويتحقق، أو يعلم أنه من جنس ما ليس للبشر معرفته ويتحقق ذإن من أظهر ما ذآرتموه قولكم أن السالبة الكلية تنعكس مثل نفسها، فإذا : يرجع إلى صورة القياس؛ فمنها قول القائل

قلنا ال إنسان واحد حجر واحد إنسان، وتظنون أن هذا ضروري ال يتصور أنيختلف، وهو خطأ إذ حكم الحس به في ال : ال حائط واحد في وتد وال نقول ال وتد واحد في حائط، ونقول: فإنا نقول. ضع فظن أنه صادق في آل موضعمو

نحن ادعينا أن ذات المحمول مهما عكس على ذات : ال شراب واحد دن، فنقول: دن واحد في شراب، وال نقوليلزم بالضرورة إنه ال شراب واحد دن، ال دن واحد شراب فال جرم: الموضوع بعينه اقتضى ما ذآرناه آما نقول

ألن المباينة إذا وقعت فال جرم يلزم بالضرورة إنه ال شراب واحد دن، ألن المباينة وقعت بين شيئين آلية آانت من الجانبين، إذ لو فرض اإلتصال في البعض آذبت آون المباينة آلية، وهذا المثال لم يعكس على وجهه ولم يحصل

ال حائط واحد في الوتد، فالمحمول قولنا في الوتد : المباينة بينهما، فإذا حصل لزم العكس، فإنا إذا قلنا المعنيات اللذانالمجرد الوتد، فإذا وقعت المباينة بين الحائط وبين الشيء الذي قدرناه في الوتد فعكسه الزم، وهو أن آل ما هو في

و في الوتد حائط وال شيء واحد مما هو في الشراب دن، ال شيء واحد مما ه: الوتد فليس بحائط، فال جرم نقولوأآثر األذهان يعسر عليها درك مجردات . وحل هذا إنما يعسر على من يتلقى هذه األمور من اللفظ ال من المعنى

.المعاني من غير التفات إلى األلفاظ

Page 45: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

45

صح قولنا آل إنسان حيوان صح قولنا ال ادعيتم أن الموجبة الكلية تنعكس موجبة جزئية، حتى إذا: ومنها قول القائل

آل شيخ قد آان شابا وال نقول بعض الشبان قد آان شيخا، وآل : وليس آذلك فإنا نقول. محالة بعض الحيوان إنسانمثار الغلط ترك الشرط في العكس، فإنه إذا أدخل بين : خبز فقد آان برا وال نقول بعض البر قد آان خبزا فنقول

ل قولنا قد آان، فإما أن يراعي في العكس وإما أن يلغى من آلتا القضيتين، فإن الغي هذا آذبت الموضوع والمحموآل شيخ : المقدمتان جميعا، وهو أن نقول آل شيخ حدث وآل حدث شيخ، وهو موضوع ومحمول مجرد، فإذا قلت

، فمن لم يتفطن لمثل هذه فقد آان شابا فعكسه بعض من آان شابا شيخ، وذلك مما يلزم ال محالة أن صدق األولومنها تشككهم في الشكل األول . األمور يضل فيحكم بلزوم الضالل في نفسه ويظن إال طريق إلى معرفة الحق

أنكم ادعيتم آونه منتجا وقول القائل اإلنسان وحده ضحاك وآل ضحاك حي فاإلنسان وحده حي، فالنتيجة : وقولهمجبتان آليتان، وإن جعلت قولنا اإلنسان وحده ضحاك جزئية، جاز أن تكون خطأ والشكل هو الشكل األول فإنهما مو

هي الصغرى، وال يشترط في الشكل األول إال آون الكبرى آلية فنقول منشأ الغلط ان قوله وحده لم يراع في لط أن قوله وحده المقدمة الثانية وأعيد في النتيجة، وال يشترد في الشكل األول إال آون الكبرى آلية فنقول منشأ الغ

لم يراع في المقدمة الثانية وأعيد في النتيجة، فينبغي اإليعاد أيضا في النتيجة حتى يلزم أن اإلنسان حي، أو يعاد في المقدمة الثانية حتى تصير آاذبة فيقال والضحاك وحده حي، فإن معنى قولنا اإلنسان وحده ضحاك أن اإلنسان دون

. إحداهما أن اإلنسان ضحاك، واألخرى أن غير اإلنسان ليس بضحاك: مقدمتان غيره ضحاك، فهما على التحقيقوالضحاك حي، حكمت على محمول إحدى المقدمتين، وهي قولك اإلنسان ضحاك وترآت الحكم على : فإذا قلت

قتصر محمول المقدمة الثانية، وهي قولنا غير اإلنسان ليس بضحاك، فإذا اقتصرت في إحدى المقدمتين على شيء فافي النتيجة عليه وقل اإلنسان حي وال تقل وحده، ألن الحكم يتعدى من الحد األوسط إلى األصغر مهما حكمت على األوسط، واألوسط ههنا هو الضحاك مثبتا لإلنسان منفيا عن غيره، فالحكم الذي على الضحاك ينبغي أن يكون

تي تذآر فيها محمول األوسط للجزء الثاني من األوسط؛ محمول على جزئيه جميعا ولم تتعرض في المقدمة الثانية الفمن أمثال هذا تضل األذهان الضعيفة، واإلنسان إذا تعذر عليه شيء لم تسمح نفسه بأن يحيل على عجز نفسه، فيظن

.أنه ممتنع في ذاته ويحكم بأن النظر ليس طريقا موصال إلى اليقين وهو خطأ

ة، والثمانية ربع اإلثنين والثالثين، فاإلثنان ربع اإلثنين والثالثين، وهذا من إهمال اإلثنان ربع الثماني: ومنها قولهمشرط الحمل في اإلضافيات، وسببه ظاهر إذ نتيجة هذا أن اإلثنين ربع ربع اإلثنين والثالثين، ثم إن صحت مقدمة

.أخرى وهي أن ربع الربع ربع، صح ما ذآروه

ثل خالد، لم يلزم أن يكون زيد مثل خالد بل الالزم أن زيدا مثال مثل مثل خالد، زيد مثل عمرو وعمرو م: وإذا قلنافإن صح لنا مقدمة أخرى وهي أن مثل المثل مثل، فعند ذلك تصح النتيجة فقد أهملوا مقدمة ال بد منها وهي آاذبة

.فليحترز عن مثله

.حيان فممتنع ان يكون اإلنسان حيا ممتنع أن يكون اإلنسان حجرا وممتنع أن يكون الحجر: ومنها قولهم

وقد ذآرنا وجه الغلط فيه، وإنهما سالبتان ال ينتجان وضعا بصفة افيجاب، وآما أن الموجبة قد تظن سالبة في قولنا زيد غير بصير، فكذلك السالبة تظن موجبة في قولنا ممتنع أن يكون اإلنسان حجرا؛ وآل ذلك لمالحظة األلفاظ دون

.يتحقيق المعان

العظم ال في شيء من الكبد، والكبد في آل إنسان فالعظم ال في شيء من اإلنسان، والنتيجة خطأ، فإذا : ومنها قولهمتأملت هذا عرفت مثار الغلط فيه من الطريق الذي ذآرناه وآذلك يتشكك في الشكل الثاني والثالث بأمثال ذلك، وبعد

.هذه هي الشكوك في صورة القياستعريف الطريق ال حاجة إلى تكثير األمثلة؛ ف

فمنها أنهم يقولون نرى أقيسة متناقضة، ولو آان القياس . القسم الثاني في الشكوك التي سببها الغلط في المقدمات .صحيحا لما تناقض موجبها

مملكته من ادعى أن القوة المدبرة من اإلنسان في القلب استدل عليه بأني وجدت الملك المدبر يتوطن وسط: مثاله

ومن ادعى أنهاف ي الدماغ استدل بأني وجدت أعالي الشيء أصفى وأحسن من أسافله .والقلب في وسط البدن

Page 46: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

46

إن الرحيم ال يؤلم البريء عن الجناية، واهللا أرحم الراحمين فإذن : ومثاله أيضا قول القائل. والدماغ أعلى من القلبذ نرى أن اهللا تعالى يؤلم الحيوانات والبهائم والمجانين من غير جناية ال يؤلم برئيا عن الجناية، وهذه النتيجة آاذبة إ

.منهم، فنشك في قولنا أنه أرحم الراحمين، أو في قولن أن الريحم ال يؤلم من غير فائدة، مع القدرة على ترك اإليالمليس : ع منه؛ وقائل آخر يقولالتنفس فعل إرادي آالمشي ال آالنبض، ألنا نقدر على اإلمتنا: ومثاله أيضا قول القائل

بإرادي إذ لو آان إراديا لماآنا نتنفس في النوم ولكنا نقدر على اإلمتناع منه في آل وقت أردنا آالمشي، ونحن ال أن آل موجود فأما متصل بالعالم وإما : ومثاله أيضا قولنا. نقدر على إمساك النفس في آل وقت فتناقض النتيجتان

وقد ادعى جماعة بأقيسة مشهورة وأنتم منهم أن . وال منفصل فليس بموجود، فهذا أولي منفصل، وما ليس بمتصلصانع العالم ليس داخل العالم وال خارجه، فكيف يوثق بالقياس؟ وآذلك ادعى قوم أن الجوهر ال يتناهى في التجزي،

وهومحصور بينهما فهو ونحن نعلم ان آل ما له طرفان وهو محصور بينهما فهو متناهي، وآل جسم فله طرفان .إذن متناهي

وادعى قوم أنه يتناهى إلى جزء ال ينقسم، ونحن نعلم أن آل جوهر بين جوهرين فإنه يالقي أحدهما بغير ما يالقي به اآلخر، فإذن فيه شيئان متغايران وهذا القياس أيضا قطعي آاألول بال فرق ومثاله أيضا ما نعمل بالضرورة من

في الهواء، وقد قال جماعة أن األرض واقفة في الهواء والهواء محيط بها والناس معتمدون عليها أن الثقيل ال يقفمن الجوانب، حتى أن الواقفين على نقطتين متقابلتين من آرة األرض تتقابل أخمص أقدامهما، ونحن بالضرورة نعلم

نقول آما أن األول شك نشأ من الجهل بصورة ذلك؛ فهذا وأمثاله يدل على أن المقاييس ليست تورث الثقة واليقين، ففمهما سلم ما ال . القياس فهذا نشأ من الجهل بمادة القياس، وهي المقدمات الصادقة اليقينية والفرق بينها وبين غيرها

.يجب أن يسلم لزم منه ال محالة نتائج متناقضة

ة، إذ أخذ فيه شيء واحد ووجد على وجه فحكم فأما األول من هذه األمثلة فهو قياس ألف من مقدمات وعظيمة خطابي .به على الجميع

ونحن قد بينا ان الحكم على الجميع بجزئيات آثيرة ممتنع فكيف الحكم بجزئي واحد، بل إذا آثرت الجزئيات لم تفد

.إال الظن، ثم ال يزال يزداد الظن قوة بكثرة األمثلة ولكن ال ينتهي إلى العلم

ن مقدمات مشهورة جدلية سلم بعضها من حيث استبشع نقيضها، إما لما فيه من مخالفة وأما الثاني فمؤلف مالجماهير وإما لما فيه من مخالفة ظاهر لفظ القرآن، وآم من إنسان يسلم الشيء ألنه يستقبح منعه أو ألنه ينفر وهمه

الرحمة على الوجه الظاهر الذي وموضع المنع فيه وصف اهللا ب. عن قبول نقيضه، وقد نبهنا على هذا في المقدماتفهمه العامة، واهللا تعالى مقدس عنه، بل لفظ الرحمة والغضب مؤول في حقه آلفظ النزول والمجيء وغيرها، فإذا أخذ بالظاهر وسلم ال عن تحقيق لزمت النتيجة الكاذبة، وآونه رحيما بالمعنى الذي تفهمه العامة مقدمة ليست أولية،

بالشرط المذآور، فمحل الغلط ترك التأويل في مجل وجوبه، وعلىهذا ترى تناقض أآثر وليس يدل عليها قياسأقيسة المتكلمين، فإنهم ألفوها من مقدمات مسلمة ألجل الشهرة أو لتواضع المتعصبين لنصرة المذاهب عليها من

.غير برهان، ومن غير آونها أولية واجبة التسليم

لو آان إراديا لما آان يحصل في النوم ولكنه يحصل : فعل إرادي، وقول من قال وأما الثالث فاليقين والصحيح انهفيه فليس بإرادي، فهو شرطي متصل إستثنى فيه نقيض التالي واستنتج نقيض المقدم، فصورة القياس صحيحة ولكن

ت مرتبة ويتكلم لزوم التالي للمقدم غير مسلم، فإن الفعل اإلرادي قد يحصل في النوم فكم من نائم يمشي خطوالو آان إراديا لقدر على اإلمتناع منه في آل وقت، فغير مسلم بل يأآل اإلنسان ويبول : بكلمات منظومة، وقوله

باإلرادة وال يقدر على اإلمتناع في آل وقت، لكن يقدر علىاإلمتناع في الجملة ال مقيدا بكل وقت، فإن قيد بكل وقت .مقدمآان آاذبا ولم يسلم لزوم التالي لل

وأما الرابع وهو أن آل موجود فأما متصل بالعالم أو منفصل، فهي مقدمة وهمية ذآرنا وجه الغلط فيها وميزنا الوهميات، وبينا أنها ال تصلح أن تجعل مقدمات في البراهين، وهو منشأ الضالل أيضا في مسألة الجزء الذي ال

وأما الخامس وهووقوف .ستقصى في آتاب غير هذا الكتابيتجزأ ولكن ذآر الموضع الذي يغلط الوهم فيه طويل يآل ثقيل فمائل إلى أسفل، واألرض ثقيلى فينبغي أن تميل إلى : األرض في الهواء فال استحالة فيه، وقول القائل

أسفل، ومن ذلك يلزم أن تخرق الهواء وال تقف، غلط منشأه إهمال لفظ األسفل وأنه ما معناه، فغن األسفل يقابله

Page 47: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

47

على فال بد من جهتين متقابلتين، وتقابل الجهتين إما أن يكون باإلضافة إلى رأس اآلدمي ورجله حتى لو لم يكن أآدمي لم يكن أسفل وال أعلى ولو انتكس آدمي لصار جهة األسفل أعلى وهو محال، وإما أن يكون األسفل هو أبعد

مواضع إلى المحيط، فإن صح هذا فاألرض إذا آانت المواضع عن الفلك المحيط وهنوالمرآز، واألعلى هو أقرب الفي المرآز فهي في أسفل سافلين، فال يتصور أن تنتقل ألن أسفل سافلين غاية البعد عن المحيط وهوالمرآز، ومهما جاوزت المرآز في أي جانب آان، فارقت األسفل إلى جهة األعلى، فإن آان المعنى باألسفل هذا فما ذآروه ليس

ن آان المعنى باألعلى واألسفل ما يحاذي جهة رأسنا وقدمنا فما ذآروه محالن فتأمل جدا حد األسفل حتى بمحال، وأيتبين لك أحد األمرين، وإنما تعرف ذلك بالنظر في حقيقة الجهة وأنها بم تتحد أطرافها المتقابلة، وال يمكن شرحه

يست واجبة التسليم، ومثاراتها قد جرى التنبيه عليها، فإذن هذه األغاليط نشأت من تسليم مقدمات ل. في هذا الكتاب .فليقس بما ذآرناه ما لم نذآره

.شكوك تتعلق بالنتيجة من وجه وبالمقدمة من وجه: القسم الثالث

هذه النتائج إن حصلت من المقدمات فالمقدمات بماذا تحصل، وإن حصلت من مقدمات أخرى وجب : منها قولهم

اية وهو محال، وإن آانت حصلت من المقدمات التي تفتقر إلى مقدمات فهل هي علوم حاصلة التسلسل إلى غير النهفي ذهننا منذ خلقنا، أو حصلت بعد أن لم تكن؟ فإن آانت حاصلة منذ خلقنا فكيف آانت حاصلة وال نشعر بها، إذ

ساوية، فكيف يكون العلم ينقضي على اإلنسان أطول عمره وال يخطر بباله أن األشياء المساوية لشيء واحد متبكونها متساوية حاصال في ذهنه، وهو غافل عنه؟ وإن لم تكن حاصلة فينا أول األمر ثم حدثت فكيف حدث علم لم يكن بغير اآتساب، وتقدم مقدمة يحصل بها وآل علم مكتسب فال يمكن إال بعلم قد سبق ويؤدي إلى التسلسل؟ قلناك

، إذ العلم إما تصور أو تصديق، والتصور بالحد وأجزاء الحد ينبغي أن تعلم آل علم مكتسب فبعلم قد سبق اآتسبإنه شراب مسكر معتصر من العنب لمن ال يعرف الشراب والمسكر : قبل الحد، فماذا ينفع قولنا في تحديد الخمر

لم بأجزاء الحد والعنب والمعتصر؟ فالعلم بهذه األجزاء سابق، ثم هي أيضا إن عرفت بالتحديد وجب أن يتقدمها عويتسلسل، ولكن ينتهي إلى تصورات هي أوائل عرفت بالمشاهد بحس باطن أو ظاهر من غير تحديد، وعليها

.ينقطع

وآذلك التصديق بالنتيجة فإنه يستدعي تقدم العلم بالمقدمات ال محالة، وآذا المقدمات إلى ان يرتقي إلى أوائل حصل إن تلك األوائل آيف آانت موجودة فينا وال نشعر بها أو آيف حصلت بعد أن : همالتصديق بها ال بالبرهان، فيبقى قول

تيك العلوم غير حاصلة بالفعل فينا في آل حال، ولكن إذا تمت : لم تكن من غير اآتساب ومتى حصلت؟ فنقولنة من الحس الظاهر غريزة العقل فتيك العلوم بالقوة ال بالفعل، ومعناه أن عندنا قوة تدرك الكليات المفردات بإعا

والباطن، وقوة مفكرة حادثة للنفس شأنها الترآيب والتحليل وتقدر على نسبة المفردات بعضها إلى بعض، وعندنا قوة تدرك ما أوقعت القوة المفكرة النسبة بنيهما من المفردات والنسبة بينهما بالسلب واإليجاب، فتدرك القديم

سبق القوة العاقلة إلى الحكم بالسلب، وهو أن القديم ال يكون حادثا، وتنسب والحادث وتنسب أحدهما إلى اآلخر، فت .الحيوان إلى اإلنسان فتقضي بأن النسبة بينهما اإليجاب، وهو أن اإلنسان حيوان

وهذه القوة تدرك بعض هذه النسب من غير وسط، وال تدرك بعضها فتتوقف إلى الوسط، آما تدرك العالم والحادث

نهما، فال تقضي بالسلب آما قضت بين القديم والحادث، وال ياإليجاب آما قضت في الحيوان واإلنسان، بل والنسبة بيفإن . تتوقف إلى طلب وسط وهو أن تعرف انه ال يفارق الحوادث فال يسبقها، وإن ما ال يسبق الحوادث فهو حادث

رفة اولية بغير وسط، ولكن هذه التصديقات فهذه التصديقات قسمتموها إلى ما يعرف بوسط وإلى ما يعرف مع: قيليسبقها التصورات ال محالة، إذ ال يعلم أن العالم حادث من لم يعلم الحادث مفردا والعالم مفردا، وال يعلم الحادث إال م من علم وجودا مسبوقا بعدم، وال يعلم الوجود المسبوق بعدم من ال يعلم العدم والوجود والتقدم والتأخر، وإن التقد

هنا هو للعدم والتأخر للوجود؛ فهذه المفردات ال بد من معرفتها، وإما مدرآها فغن آان هذا الحس فالحس ال يدرك إال شخصا واحدا فينبغي أن ال يكون التصديق إال في شخص واحد، فإذا رأى شخصا وجملته اعظم من جزئه فلم

ال شخصا معينا، فليحكخم على ذلك الشخص يحكم بأن آل شخص فكله أعظم من جزئه، وهو لم يشاهد بحسه إالمعين وليتوقف في سائر األشخاص إلى المشاهدة، وإن حكم على العموم بان آل فهو أعظم من الجزء، فمن أين له هذا الحكم وحسه لم يدرك إال شخصا جزئيا؟ قلنا الكليات معقولة ال محسوسة والجزئيات محسوسة ال معقولة،

على الكليات المعقولة، وينكشف هذا بالفرق بين المعقول والمحسوس، فإن اإلنسان معقول وهو واألحكام الكلية للعقلمحسوس يشاهد في شخص زيد مثال، ونعني بكونه مدرآا من وجهين أن اإلنسان المحسوس قط ال يتصور أن يحس

Page 48: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

48

ضية إال مقرونا بلون مخصوص وقدر مخصوص ووضع مخصوص وقرب او بعد مخصوص، وهذه األمور عرفأما اإلنسان المعقول فهو إنسان . مقارنة لإلنسانية ليست ذاتية فيها، فإنها لو تبدلت لكان اإلنسان هو ذلك اإلنسان

فقط، يشترك فيه الطويل والقصير والقريب والبعيد واألسود والبيض واألصغر واألآبر إشتراآا واحدا، فإذن عندك اإلنسانية، وال يتصور أن تحضرها إالمقرونة بهذه األمور الغريبة قوة يحضرها اإلنسان مقترنا بامور غريبة عن

فتسمى تلك القوة حسا وخياال، وعندك قوة أخرى يحضرها اإلنسان مجردا عن األمور الغريبة، وإن فرضت أضدادها لم تؤثر فيه وتسمى تلك قوة عاقلة، فقد ظهر لك أن بين إدراك الحس للشخص المعين الذي تكتنفه أعراض

يبة ال تدخل في ماهيته، وبين إدراك العقل بمجرد ماهية الشيء غير مقرون بما هو غريب عنه، غاية التباعد غر .واألحكام الكلية على الماهية الكلية المجردة عن المواد واألعراض الغريبة

: اوآيف حصل بمشاهدة شخص جزئي علم آلي؟ وآيف أعان الحس على تحصيل ما ليس بمحسوس؟ قلن: فإنقيل

الحس يؤدي إلى القوة الخيالية مثل المحسوسات وصورها حتى يرى اإلنسان شيئا، ويغمض عينيه فيصادف صورة الشيء حاضرة عنده على طبق المشاهد، حتى آأنه ينظر إليه بالقوة الخيالية غير قوةالحس، وليست هذه القوة لكل

ة المحسوس، وإنما بقاء هذه الصور بالقوة الحافظة الحيوانات بل من الحيوانات ما تغيب صورة المحسوس عنه بغيبلما انطبع في الخيال، إذ ليس يحفظ الشيء ما يقبله بالقوة التي تقبله إذ الماء يقبل النقش وال يحفظه، والشمع يقبل

لخيالية ثم هذه المثاالت والصور إذا حصلت في القوة الخيالية، فالقوة ا. ويحفظ، فالقبول بالرطوبة والحفظ باليبوسةتطالعها وال تطالع المحسوسات الخارجة، فإذا طالعتها وجدت عندها مثال صورة شجرة وحيوان وحجر، فتجدها متفقة في الجسمية ومختلفة في الحيوانية، فتميز ما فيه اإلتفاق وهو الجسمية وتجعله آليا واحدا، فتعقل الجسم المطلق

آليات اخرى مجردة عن غيرها من القرائن، ثم تعرف ما هو ذاتي وتأخذ ما فيه اإلختالف وهوالحيوانية وتجعله وماهوغريب فتعلم أن الجسمية للحيوان ذاتي، إذ لو انعدم النعدم ذاته، وأن البياض للحيوان ليس آذلك فيتميز عندها

حاصلة الذاتي من غير الذاتي واألعم عن األخص، وتكون تلك مبادي التصورات النوعية؛ فهذه المفردات الكليةبسبب اإلحساس وليست محسوسة، وال يتعجب من أن يحصل مع اإلحساس ما ليس بمحسوس، فإن هذا موجود

والعداوة او . للبهائم إذ الفارة تميز السنور وتدرآه بالحس وتعرف عداوته لها، والسخلة تدرك موافقة أمها لها فتتبعهامى الوهم أو المميز، وهي للحيوان آالعقل من الجزئيات الموافقة ليست بمحسوس بل هي مدرك قوة عند الحيوان تس

الخيالية مفردات آلية تناسب الخيال من وجه وتفارق من وجه، وسنبين وجه مناسبته له ومفارقته في آتاب أحكام وحاصل الكالم أن العلوم األول بالمفردات تصورا وبما لها من النسب تصديقا، تحدث في النفس . الوجود وأقسامه

اهللا تعالى أو من ملك من مالئكته عند حصول قوة العقل للنفس، وعند حصول مثل المحسوسات في الخيال من ومطالعته لها، والقوة العقلية آأنها القوة الباصرة في العين ورؤية الجزئيات الخيالية آتحديق البصر إلى األجسام

نور السراج على األجسام المتلونة أو إشراق نور المتلونة، وإشراق نور الملك على النفوس البشرية يضاهي إشراقالشمس عليها، وحصول العلم بنسبة تلك المفردات يضاهي حصول األبصار بائتالف ألوان األجسام، ولذلك شبه اهللا تعالى هذا النور على طريق ضرب مثال محسوس بمشكاة فيها مصباح، وإن بان لك أن النفس جوهر قائم بنفسه

موافقة لحقيقته في براءته عن ) زيتونة ال شرقية وال غربية: (و منطبع في جسم آان قوله تعالىليس بجسم وال هوالمقصود من هذا آله أن . الجهات آلها، وإن لم يبين لك ذلك بطريق النظر فيكون تأويل هذا مثيل على وجه آخر

لك من أهم األمور وإياه قصدنا، وإن أوردناه يتضح لك وجه حصول العلوم األولية تصورا وتصديقا، فإن معرفة ذ .في معرض إبطال السفسطة فهذا مدخل واحد من مداخل المتشككين وأهل الحيرة وقد آشفناه

أن الطريق الذي ذآرتموه في اإلنتاج ال ينتفع به، ألن من علم المقدمات على شرطكم فقد عرف النتيجة : ومنها قولهم

دمات عين النتيجة، فإن من عرف أن اإلنسان حيوان وأن الحيوان جسم، فيكون قد مع تلك المقدمات، بل في المقالعلم : قلنا. عرف في جملة ذلك أن اإلنسان جسم، فال يكون العلم بكونه جمسا علما زائدا مستفادا من هذه المقدمات

رده إال للمثال المحض، وإنما ينتفع وأما مثال اإلنسان والحيوان فال نو. بالنتيجة علم ثابت زائد على العلم بالمقدمتينبهب فيما يمكن أن يكون مطلوبا مشكال، وليس هذا من هذا الجنس بل يمكن أن ال يتبين لإلنسان النتيجة، وإن آان آل واحدة من المقدمتين بينة عنده فقد يعلم اإلنسان أن آل جسم مؤلف، وأن آل مؤلف حادث، وهو مع ذلك غافل

لجسم، وأن الجسم حادث فنسبة الحدوث إلى الجسم غير نسبة الحدوث إلى المؤلف، وغير عن نسبة الحدوث إلى انسبة المؤلف إلى الجسم بل هو علم حادث يحصل عند حصول المقدمتين وإحضارهما معا في الذهن، مع توجه

.النفس نحو طلب النتيجة

ال أدري فقد بطل دعواك بأن : ال؟ فإن قلت إذا عرفت ان آل اثنين زوج فهذا الذي في يدي زوج أم: فإن قال قائل

Page 49: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

49

قد يجاب عن هذا بأن من قال أن آل : آل إثنين زوج، فإنه إثنان ولم تعرف أنه زوج، وإن قلت أعرفه فما هو؟ قلنا .اثنين زوج فيعني به أن آل إثنين نعرفه إثنين فهو زوج، وما في يدك لم نعرف أنه إثنان

إن آان ما في : هو في نفسه زوج، سواء عرفناه أو لم نعرفه، لكن الجواب أن نقولوهذا الجواب فاسد بل آل إثنين ف

وهذا الجهل ال يضاد قولي إن آل اثنين زوج، بل . ال أدري: فهل هو إثنان فأقول: فإن قلت. يدك إثنين فهو زوجل هو بزوج أو بعض فإذن ينبغي أن نتعرف أنه ه. آل إثنين ليس بزوج أو بعض اإلثنين ليس بزوج: ضده أن أقول

فإذن ينبغي أن نتعرف أنه هل هو إثنان، فإن عرفنا أنه إثنان علمنا انه زوج، وأخطرنا ذلك . اإلثنين ليس بزوجبالبال ويتصور أن تغفل عن النتيجة مع حضور المقدمتين، فكم من شخص ينظر إلى بغلة منتفخة البطن فيظن أنها

فلم : فلو قيل. نعم: أما تعلم أن البغل ال يحمل؟ لقال: ولو قيل له. نعم: ة؟ فيقولأما تعلم أن هذه بغل: ولو قيل له. حاملألني آنت غافال عن تأليف المقدمتين وإحضارهما جميعا في الذهن : غفلت عن النتيجة وظننت ضدها؟ فيقول

ة دخول الجزئيات تحت متوجها إلى طلب النتيجة؛ فقد انكشف بهذا أن النتيجة، وإن آانت داخلة تحت المقدمات بالقوأنك لو طلبت بالتأمل علما فذلك العلم تعرفه أم ال، : ومنها قول بعض المتشككين .الكليات، فهي علم زائد عليها بالفعل

فإن عرفته فلم تطلبه وإن لم تعرفه فإن حصلته فمن أين تعلم أنه مطلوبك؟ وهل أنت إال آمن يطلب عبدا آبقا ال العلم الذي نطلبه نعرفه من وجه ونجهله من وجه إذ نعرفه بالتصور : نه هو أم ال؟ فنقوليعرفه فإن وجده لم يعرف أ

بالفعل ونعرفه بالتصديق بالقوة، ونريد أن نعرفه بالتصديق بالفعل، فإنا إذا طلبنا العلم بأن العالم حادث فنعلم الحدوث العالم والحدوث، آمقارنة الحوادث أو والعالم بالتصور، وإنا قادرون على التصديق به إن ظهر حد أوسط بين

غيرها؛ فإنا نعلم أن المقارن للحوادث حادث، فإن علمنا ان العالم مقارن للحوادث علمنا بالفعل أنه حادث، وإذا علمناه عرفنا أنه مطلوبنا إذ لو لم نعرفه بالتصور من قبل لما عرفنا أنه المطلوب، ولو آنا نصدق به بالفعل لما آنا

العبد اآلبق نعرفه بالتصور والتخيل من وجه ونجهل مكانه، فإذا أدرآه الحس في مكانه دفعة علمنا أنه نطلبه آالمطلوب، ولو لم نكن نعرفه لما عرفناه عند الظفر به، فلو عرفناه من آل وجه أي عرفنا مكانه لما طلبناه؛ فهذا ما

م يكن الغرض في إيراده مناظرتهم بل الكشف عن هذه أردنا أن نورده من الشبه المشككة المحيرة للسوفسطائية، ول .الدقائق

فإن طالب اليقين بمسالك البراهين ينتفع بمعرفتها غاية اإلنتفاع، وإال فالسوفسطائي آيف يناظر ومناظرته في نفسه

يتفق إعتراف بطريق النظر، وال ينبغي أن يتعجب من إعتقاد السفسطة والحيرة مع وضوح المعقوالت، فإن ذلك الإال على الندور لمصاب في عقله بآفة؛ فإنا نشاهد جماعة من أرباب المذاهب هم السوفسطائية والناس غافلون عنهم، فكل من يناظر في إيجاب التقليد أو إبطال النظر سوفسطائي في الزجر عن النظر ال مستند لهم، إال أن العقول ال ثقة

.ألمن وهو التقليد أولىبها واإلختالف فيها آثيرة، فسلوك طريق ا

فهل قلدتم صدق نبيكم وتميزون بينه وبين الكاذب أم تقليدآم آتقليد اليهود والنصارى، فإن آان آتقليدهم : فإذا قيل لهمفقد جوزتم آونكم مبطلين وهذا آفر عندآم، وإن لم تجوزوه فتعرفونه بالضرورة أو بنظر العقل، فإن عرفتموه

.وقد اختلف الناس في هذا النظر وهو تصديق األنبياء آمااختلفوا في سائر النظريات .بالنظر فقد أثبتم النظر

وفي إثبات صدق األنبياء بالمعجزات من األغوار واألغماض ما ال يكاد يخفى على النظار، وبهذا اإلعتقاد صاروا .معرفة صدق النبيأخس رتبة من السوفسطائي فإنهم مثبتون بإنكار النظر ونافون إذ أثبتوا النظر في

وأما السوفسطائي فقد طرد قياسه في إنكار المعرفة الكلية، ومن هذا الجنس باطنية الزمان فإنهم خدعوا بكثرة .اإلختالفات بين النظار، ودعوا إلى اعتقاد بطالن نظر العقل ثم دعوا إلى تقليد أمامهم المعصوم

دعوى الضرورة فيه؟ دعوا فيه إلى أنواع من النظر يشترك بماذا عرفتم عصمة أمامكم وليس يمكن : وإذا قيل لهمإستعمالها في الظنيات، وال تعرض على اإلثنين إال ويختلفان فيها، وال يستدلون بكونه نظريا واقعا في محل اإلختالف على بطالنه، ويحكمون على سائر النظريات بالبطالن لتطرق الخالف فيها، وهذا وأمثاله سبب آفات

قل فيجري مجرى الجنون، ولكن ال يسمى جنونا والجنون فنون،والذين ينخدعون بأمثال هذه الخياالت هم تصيب الع .أخس من أن نشتغل بمناظرتهم؛ فلنقتصر على ما ذآرناه في بيان أسباب الحيرة، واهللا اعلم

Page 50: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

50

النظر الرابع في لواحق القياس

وهي فصول متفرقة بمعرفتها تتم معرفة البراهين

الفرق بين قياس العلة وقياس الداللة فصل في

إعلم أن الحد األوسط إن آان علة للحد األآبر سماه الفقهاء قياس العلة، وسماه المنطقيون برهان اللم أي ذآر ما والمنطقيون سموه برهان اأن أي هو دليل على أن الحد . يجاب به عن لم، وإن لم يكن علة سماه الفقهاء قياس الداللة

هذه الخشبة محترقة ألنها : ومثال قياس العلة من المحسوسات قولك. جود لألصغر من غير بيان علتهاألآبر مو: وقياس الداللة عكسه وهو أن يستدل بالنتيجة على المنتج فنقول. أصابتها النار، وهذا اإلنسان شبعان ألنه أآل اآلن

هذه : ومثاله من الفقه قولك. ي قريبة العهد بالوالدةهذا شبعان فإذا هو قريب العهد باألآل، وهذه المرأة ذات لبن فهعين نجسة فإذن ال تصح الصالة معها، وقياس الداللة عكسه وهو أن نقول هذه عين ال تصح الصالة معها فإذن هي

وبالجملة اإلستدالل بالنتيجة على المنتج يدل على وجوده فقط ال على علته، فإنا نستدل بحدوث العالم على . نجسةود المحدث، وبوجود الكتابة المنظومة على علم الكاتب، ونجعل الكتابة حدا أوسط والعلم حدا أآبر، ونقول آل وج

وآذلك إذا تالزمت . من آتب منظوما فهو عالم بالكتابة، والكتابة ليست علة للعلم بل العلم أولى بأن نقدر عليتهإن الزنا : ومثاله من الفقه قولنا. األخرى فيكون قياس داللةنتيجتان بعلة واحدة جاز أن يستدل بإحدى النتيجتين على

ال يوجب المحرمية فال يوجب حرمة النكاح، فإن تحريم النكاح وحل النظر متالزمان، وهما نتيجتان للوطء المقتضي م لحرمة المصاهرة، فإذا ثبت تالزمهما لعلة واحدة دل وجود إحداهما على وجود األخرى، فإن اختلف شرطهما ل

يمكن اإلستدالل إلحتمال افتراقهما في الشرط، وآما انقسم قياس الداللة إلى نوعين فقياس العلة أيضا ينقسم إلى آل إنسان حيوان : ما يكون األوسط فيه علة للنتيجة وال يكون علة لوجود األآبر في نفسه، آقولنا: األول: قسمين

جسما من قبل أنه حيوان والجسمية أوال للحيوان، ثم بسببه فاإلنسان إنما آان. وآل حيوان جسم، فكل إنسان جسملإلنسان، فإذا الحيوان علة لحمل الجسم على اإلنسان ال لوجود الجسمية، فإن الجسمية تتقدم بالذات في ترتيب

.األنواع واألجناس على الحيوان

والحود واللوازم إنما تكون من جهة واعلم أن ما ثبت للنوع من حمل الجنس عليه، وآذا جنس الجنس، وآذا الفصول .الجنس، ويكون الجنس علة في حمله على النوع ال في وجود ذات المحمول أعني محمول النتيجة

ما يكون علة لوجود الحد األآبر على اإلطالق ال آهذا المثال، وقد ال يكون على اإلطالق آالشيء : والقسم الثانيال يمكن أن تجعل علة للحد األآبر مطلقا، بل هي علة في وقت مخصوص الذي له علل متعددة، فإن آحاد العلل

ومحل مخصوص، ومثاله في الفقه؛ إن العدوان علة للتأثيم على اإلطالق، والزنا علة للرجم على اإلطالق، والردة خص ليست علة للقتل على اإلطالق، فإن القتل يجب على سبيل القصاص وغيره، ولكن تكون علة للقتل في حق ش

.مخصوص، وذلك ال يخرجه عن آونه قياس العلة

فصل في بيان اليقين

البرهان الحقيقي ما يفيد شيئا ال يتصور تغيره، ويكون ذلك بحسب مقدمات البرهان فإنها تكون يقينية أبدية، ال الجزء واألشياء الكل أعظم من: تستحيل وال تتغير أبدا، وأعني بذلك أن الشيء ال يتغير وأن غفل إنسان عنه آقولنا

المساوية لشيء واحد متساوية وأمثالها، فالنتيجة الحاصلة منها أيضا تكون يقينية، والعلم اليقيني هو أن تعرف أن الشيء بصفة آذا مقترنا بالتصديق بأنه ال يمكن ان ال يكون آذا، فإنك لو أخطرت ببالك إمكان الخطأ فيه والذهول

فإن إقترن به تجوز الخطأ وإمكانه فليس بيقيني؛ فهكذا ينبغي أن تعرف نتائج عنه لم ينقدح ذلك في نفسك أصال،البرهان، فإن عرفته معرفة على حد قولنا فقيل لك خالفه حكاية عن أعظم خلق اهللا مرتبة وأجلهم في النظر

ينبغي أن يقطع والعقليات درجة، وأورث ذلك عندك احتماال، فليس اليقين تاما، بل لو نقل عن نبي صادق نقيضه فبكذب الناقل أو بتأويل اللفظ المسموع عنه، وال يخطر ببالك إمكان الصدق، فإن لم يقبل التأويل فشك في نبوة من

ربما ظهر لي : فإن قلت. حكى عنه بخالف ماعقلت إن آان ما عقلته يقينا فإن شككت في صدقه لم يكن يقينك تاماوجود هذا يستحيل آقول القائل لو تناقضت األخبار : فأقول. قامعندي برهان صدقة ثم سمعت منه ما يناقض برهانا

المتواترة فما السبيل فيها آما لو تواتر وجود مكة وعدمها؟ فهذا محال، فالتناقض في البراهين الجامعة للشروط التي رة فتفقد مظان الغلط ذآرناها محال، فإن رأيتها متناقضة فاعلم أن أحدهما أو آالهما لم يتحقق فيه الشروط المذآو

Page 51: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

51

والمثارات السبع التي فصلناها، وأآثر الغلط يكون في المبادرة إلى تسليم مقدمات البرهان على أنها أولية وال تكون أولية، بل ربما تكون محمودة مشهورة أو وهمية، وال ينبغي أن تسلم المقدمات ما لم يكن اليقين فيها على الحد الذي

ليست أولية أنها أولية فقد يظن باألوليات أنها ليست أولية فيشكك فيها، وال يتشكك في وآما يظن فيما. وصفناهاألوليات إال بزوال الذهن عن الفطرة السليمة، لمخالطة بعض المتكلمين المتعصبين للمذاهب الفاسدة بمجاحدة

ما ليس يقينا من المحمودات الجليات حتى تأنس النفس بسماعها فيشك في اليقيني، آما أنه قد يتكرر على سمعه فتذعن للتصديق به وتظن أنه يقيني بكثرة سماعه، وهذا أعظم مثارات الغلط ويعز في العقالء من يحسن اإلحتراز

.من اإلغترار به

.فإن قلت فمثل هذا اليقين عزيز يقل وجوده فتقل به المقدمات ات والحسيات آثير، فيكثر فيها مثل هذه اليقينيات، وآذا ما يتساعد فيه الوهم والعقل من الحسابيات والهندسي: قلنا

المعقوالت التي ال تحاذيها الوهميات فأما العقليات الصرفة المتعلقة بالنظر في اإللهيات ففيها بعض مثل هذه ت اليقينيات، وال يبلغ اليقين فيها إلى الحد الذي ذآرناه إال بطول ممارسة العقليات، وفطام العقل عن الوهميا

والحسيات وإيناسها بالعقليات المحضة، وآلما آان النظر فيها أآثر والجد في طلبها أتم آانت المعارف فيها إلى حد اليقين التام أقرب، ثم من طالت ممارسته وحصلت له ملكة بتلك المعارف ال يقدر على إفحام الخصم فيه وال يقدر

ده إال بأن يرشده إلى أن يسلك مسلكه في ممارسة العلوم وطول على تنزيل المسترشد منزلة نفسه، بمجرد ذآر ما عنالتأمل حتى يصل إلى ما وصل إليه إن آان صحيح الحدس ثاقب العقل صافي الذآاء، وإن فارقه في الذآاء أو في

يشتغل الحدس أو تولي اإلعتبار الذي تواله لم يصل إلى ما وصل إليه، وعند ذلك يقابل ما يحكيه عن نفسه باإلنكار وبالتهجين واإلستبعاد، وسبيل العارف البصير أن يعرض عنه صفحا بل ال يبث إليه أسرار ما عنده، فإن ذلك أسلم

.لجانبه وأقطع لشغب الجهال، فما آل ما يرى يقال بل صدور األحرار قبور األسرار

فصل في أمهات المطالب

: بسبب إنتساب آل واحد إلى الصيغة التي بها يسأل عنهإعلم أن المطلوبات من العلوم بالسؤال عنها أربعة أقسام اهللا موجود وهل : وهذا السؤال أعني صيغة هل، يتوجه نحو طلب وجود الشيء في نفسه آقولنا" هل"مطلب : األول

هل اهللا مريد وهل العالم حادث؟ فيسمى األول مطلب هل : الخالء موجود؟ أو نحو وجود صفة أو حال لشيء آقولنا .الثاني مطلب هل مقيدامطلقا و

ما الخالء وما عنقاء مغرب؟ : ويعرف به التصور دون التصديق، وذلك إما بحسب اإلسم آقولك" ما"مطلب : والثاني

هل العالم : أي ما الذي تريد باسمه؟ وهذا يتقدم آل مطلب فإن من لم يفهم معنى العالم والحدوث ال يمكن أن يسأل: وإما أن يكون الطلب بحسب حقيقة الذات آقولك. ال ال يمكنه أن يسأله عن وجودموجود؟ ومن لم يتصور معنى الد

ما اإلنسان وما العقار؟ وأنت تطلب به حده إذا عرفت أن المراد باسم العقار هو الخمر، وهذا يتأخر عن مطلب .فإن من ال يعتقد للخمر وجودا ال يسأل عن حده" هل"

لم : لم آان العالم حادثا؟ وهو إما طلب علة التصديق آقولك: جواب هل آقولكوهو طلب العلة ل" لم"مطلب : والثالثقلت أن اهللا موجود؟ فإنه ال يطلب العلة في وجوده بل العلة في وقوع التصديق بوجوده، وهو برهان اآلن بلغة

.إلرادة محدثة: لالمنطقيين، وقياس الداللة بلغة المتكلمين، وإما طلب علة الوجود آقولك لم حدث العالم؟ فنقوأين "فأما مطلب . وهو الذي يطلب به تميز الشيء عما عداه، فهذه أمهات المطالب واألسئلة" أي: "والرابع مطلبالمقيد إن وقع التفطن له بالسؤال بصيغة هل، " هل"فليست من األمهات فإنها داخلة بالقوة تحت مطلب " ومتى وآيف

.ناهاوإن لم يقع آانت مطالب خارجة عما عدد

فصل في بيان معنى الذاتي واألولي

: أحدهما أن يكون المحمول مأخوذا في حد الموضوع مقوما له داخال في حقيقة آقولنا:أما الذاتي فيطلق على وجهينوإما أن يكون الموضوع مأخوذا في حد . اإلنسان حيوان، فيقالك الحيوان ذاتي لإلنسان أي هو مقوم له آما سبق بيانه

بعض الحيوان إنسانن فإن المحمول هو اإلنسان ههنا ال الحيوان، واإلنسان ال يؤخذ في حد الحيوان : قولناالمحمول آ

Page 52: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

52

وقد يمثل . بل الحيوان يؤخذ في حد اإلنسان، فكل شيئين ال يؤخذ أحدهما في حد اآلخر فليس أحدهما ذاتيا لآلخر .مكن تحديد الفطوسة إال بذآر األنف في حدهبالفطوسة في األنف فإنه ذاتي لألنف بالمعنى األخير، إذ ال ي

: أحدهما ما هو أولي في العقل أي ال يحتاج في معرفته إلى وسط آقولنا: وأما األولى فإنه يقال أيضا على وجهين

والثاني أن يكون بحيث ال يمكن إيجاب المحمول أو سلبه على معنى آخر أعم من . اإلثنان أآثر من الواحد: اإلنسان يمرض ويصح، لم يكن أوليا له بهذا المعنى إذ يقال على ما هو أعم منه وهو الحيوان: ناالموضوع؟ فإذا قل

نعم هو للحيوان أولى، ألنه ال يقال على ما هو أعم منه، وهو الجسم؛ وآذلك قبول اإلنتقال للحيوان ليس بأولى إذ .ول اإلنتقال، ولو ارتفع الجسم لم يبقيقال على ماهو أعم منه وهو الجسم، فإنه لو إرتفع الحيوان بقي قب

فصل فيما يلتئم به أمر البراهين

فالموضوعات نعني بها ما يبرهن فيها، والمسائل ما يبرهن عليها، . مبادي وموضوعات ومسائل: وهي ثالثة .والمراد بالمبادي المقدمات، وقد ذآرناها. والمبادي ما يبرهن بها

توضع في العلوم وتطلب أعراضها الذاتية، أعني الذاتية بالمعنى الثاني من وأما الموضوعات فهي األمور التي

فموضوع الهندسة المقدار، وموضوع الحساب العدد، وموضوع لنحو لغة : المعنيين المذآورين، ولكل علم موضوعأو يباح أو العرب منجهة ما يختلف إعرابها، وموضوع الفقه أفعال المكلفين من جهة ما ينهى عنها أو يؤمر بها

يندب أو يكره، وموضوع أصول الفقه أحكام الشرع، أعني الوجوب والحظر واإلباحة من جهة ما تدرك به من .أدلتها، وموضوع المنطق تمييز المعقوالت وتلخيص المعاني

ا اإلثبات إما النفي وإم: وأما المسائل فهي القضايا الخاصة بكل علم، التي يطلب المعرفة في العلوم بأحد طرفيها

هذا الفعل حالل : هذا المقدار مساو أو مباين، وفي الفقه: هذا العدد إمازوج او فرد، وفي الهندسة: آقولنا في الحساب .هذا الموجود قديم أو حادث وهذا الموجود له سبب أو ليس له سبب: أوحرام أو واجب، وفي العلم اإللهي

نظر فال يجوز أن يكون ذاتيا للموضوع بالمعنى األول، ألنه إذا آان والمقصود أن محمول المسائل إن آان مطلوبا بالآذلك آان معلوما قبل العلم بالموضوع، فإن الحيوان الذي هو ذاتي لإلنسان بمعنى أنه وجد في حده ال يجوز أن

بها على العلم يكون مطلوبا فغن من عرف اإلنسان فقد عرف آونه حيوانا قبله ال محالة، فإن أجزاء الحد يتقدم العلمبالمحدود، ولكن الذاتي بالمعنى الثاني وهو المطلوب، وأما آل محمول ليس المعنى الثاني وال بالمعنى األول فإنه

هذا الخط حسن أو قبيح، ألن الحسن والقبح ال يؤخذ في حد : يسمى غريبا آقولنا في الهندسة عند النظر في الخطوطهذا الجرح مستدير أو : وآذا قولنا في الطب. ذاته مستقيم أو منحني وأمثالهالخط وال الخط في حده، بل الذاتي ل

.مربع، فإنه محمول غريب للجرح إذ ال يؤخذ واحد منهما في حد اآلخر، وإنما هو ذاتي لألشكالولنا في وقد يكون المحمول ذاتيا للموضوع بالمعنى الثاني، ولكن يكون غريبا باإلضافة إلى العلم الذي يستعمل فيه آق

هذه الحرآة سريعة أو بطيئة، فإن السرعة والبطء ذاتي للحرآة، ولكن إنما يطلب في العلم الطبيعي، : الفقه .والمطلوب في الفقه ذاتي آخر وهو آونه واجبا أو محظورا أو مباحا

ز أن يكون المحمول في فهل يجو: فإن قيل. هذا الفعل حالل أو حرام آان غريبا من العلم: وإذا قلنا في العلم الطبيعي

اإلنسان حيوان والحيوان : ال، ألنه إن آان آذلك تكون النتيجة معلومة، فإذا قلنا: المقدمتين ذاتيا بالمعنى األول؟ قلناجسم فاإلنسان جسم، آان العلم بالنتيجة غير مطلوب فإن منعرف اإلنسان فقد عرف جميع أجزاء حده وهو الجسم

.والحيوان

ن ال يكون آل واحد ذاتيا بالمعنى الثاني، بل إن آان أحدهما ذاتيا بالمعنى الثاني آفى، سواء آان هي نعم ال يبعد أفلم قلتم أن الذاتي بالمعنى األول ال يكون مطلوبا، ونحن نطلب العلم بأن النفس جوهر : فإن قيل. الصغرى أو الكبرى

من عرف النفس لم : جوهرا إن آان جوهرا؟ قلنا أم ال، والجوهرية للنفس ذاتية إذ منعرف النفس فيعرف آونهيتصور منه طلب آونه جوهرا، إذ معرفة جوهريته سابقة على المعرفة به، لكنا إذا طلبنا أن النفس جوهر أم ال لم يكن عرفنا من النفس إال أمرا عارضا له وهو المحرك والمدرك، ويكون ذلك مثل األبيض للثلج، والمطلوب جنس

هو غير مقوم لماهية العارض، أعني الجوهرية ليس مقوما للمدرك والمحرك تقويم الذاتيات، وآذلك المعروض له و

Page 53: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

53

آلما حصل عندنا خياله أو إسمه ال حقيقته، أمكن أن نطلب جنس ذلك حصل لنا إسمه أو خياله، فأما على غير هذا .الوجه فال يمكن

فصل في حل شبهة في القياس الدوري

ضيتم ببطالن البرهان الدوري؟ ومعلوم أنه إذا سأل اإلنسان عن األسباب والمسببات على ما فلم ق: فإن قال قائلألنه : لم آان السحاب؟ فيقال: أجرى اهللا سنته بإرتباط البعض منها بالبعض ففيها ما يرجع بالدور إلى األول إذ يقال

ندية فأثر الحر فيها فتبخرت أجزاء الرطوبة ألن األرض آانت: لم آان البخار؟ فيقال: فقيل. آان بخارا فكثف وانعقدفرجع . ألنه آان سحاب: ولم آان المطر؟ فقيل: فقيل. ألنه آان مطر: ولم آانت األرض ندية؟ فقيل: فقيل. وتصعدت

والدوري باطل سواء آان الحد المتكرر . ألنه آان سحاب: لم آان السحاب؟ فقلت: بالدور إلى السحاب فكأنه قيلليس هذا هو الدوري الباطل، إنما الباطل أن يؤخذ الشيء في بيان نفسه : أو وسائط، أو لم يتخلل فنقولتخلله واسطة لم آان هذا السحاب؛ فيعلل بما يرجع باآلخرة إلى التعليل بهذا السحاب بعينه؛ فأما أن يرجع إلى : بعينه بأن يقال

و له في النوع، وال يبعد أن يكون سحاب بعينه علة التعليل بسحاب آخر فالعلة غير المعلول بالعدد، إال أنه مسا .لسحاب آخر بواسطة ترطيب األرض، ثم تصعد البخار ثم انعقاده سحابا آخر

فصل فيما يقوم فيه البرهان الحقيقي

إعلم أن البرهان الحقيقي ما يفيد اليقين الضروري الدائم األبدي الذي يستحيل تغييره آعلمك بان العالم حادث وأن لهصانعا، وأمثال ذلك مما يستحيل ان يكون بخالفه على األبد، إذ يستحيل أن يحضرنا زمان نحكم فيه على العالم

.بالقدم أوعلى الصانع بالنفي

فأما األشياء المتغيرة التي ليس فيها يقين دائم فهي جميع الجزئيات التي في العالم األرضي وأقربها إلى الثبات الجبل ارتفاعه آذا، لم يكن الحاصل علما أبديا ألن المقدمة الصغرى ليس اليقين فيها دائما، إذ هذا: الجبال، وإذا قلت

ارتفاع الجبل يتصور تغيره، وآذا عمق البحار ومواضيع الجزائر، فهذه أمور ال تبقى فكيف علمك يكون زيد في إلنسان حيوان والحيوان جسم واإلنسان ال يكون ا: وأمثال ذلك مما يتعلق باألحوال اإلنسانية العارضة ال آقولنا. الدار

في مكانين في حالة واحدة، وأمثال ذلك فإن هذه يقينيات دائمية أبدية ال يتطرق إليها التغير حتى قال بعض فإنك إذا علمت بالتواتر مثال أن زيدا في الدار، فلو . العلم من جنس الجهل، وأراد به هذا الجنس من العلم: المتكلمين

دوام هذا اإلعتقاد في نفسك وخروج زيد لكان هذا اإلعتقاد بعينه قد صار جهال، وهذاالجنس ال يتصور في فرض أما األآثري من : هل يتصور إقامة البرهان على ما يكن وقوعه أآثريا أو اتفاقيا؟ قلنا: فإن قيل. اليقينيات الدائمة

أما العلم . ا جعلت حدودا وسطى أفادت علما وظنا غالباالحدود الكبرى فلها ال محالة علل اآثيرة، فتلك العلل إذفبكونه أآثريا غالبا فإنا إذا عرفنا من مجاري سنة اهللا تعالى أن اللحية إنما تخرج الستحصاف البشرة ومتانة النجار،

وأن فإن عرفنا بكبر السن استحصاف البشرة ومتانة النجار حكمنا بخروج اللحية أي حكمنا بأن الغالب الخروج،جهة الخروج غالبة على الجهة األخرى، وهذا يقيني فإن ما يقع غالبا فلمرجح ال محالة، ولكن بشرط خفي ال يطلع عليه، ويكون فوات ذلك الشرط نادرا، ولذلك نحكم حكما يقينيا بأن من تزوج امرأة شابة ووطئها، فالغالب أن يكون

ود غالبا على الجملة مقطوعبه، ولذلك نحكم في الفقهيات الظنية له ولد، ولكن وجود الولد بعينه مظنون وآون الوجبأن العمل عند ظهور الظن واجب قطعا، فيكون العمل مظنونا ووجود الحكم مظنونا، ولكن وجوب العمل قطعي إذ

لقطع علم بدليل قطعي إقامة الشرع غالب الظن مقام اليقين في حق وجوب العمل، فكون الحكم مظنونا لم يمنعنا من اوأما األمور اإلتفاقية آعثور اإلنسان في مشيه على آنز فمهما ال يمكن أن يحصل به ظن وال علم، إذ . بما قطعنا به

.لو أمكن تحصل ظن بوجوده لصار غالبا أآثريا وخرج عن آونه إتفاقيا فقط

م البرهان بما ينتج اليقين نعم يمكن إقامة البرهان على آونه اتفاقيا فقط، وقد اصطلح المنطقيون على تخصيص إسالكلي الدايم الضروري، فإن لم تساعدهم على هذا اإلصطالح أمكنك أن تسمي جميع العلوم الحقيقية برهانية إذا جمعت المقدمات الشروط التي مضت، وأن ساعدتهم على هذا، فالبرهاني من العلوم العلم باهللا وصفاته وبجميع

اإلثنان أآثر من الواحد؛ فإن هذا صادق في األزل، واألبد والعلم بهيئة السموات : ولنااألمور األزلية التي ال تتغير آقوالكواآب وإبعادها ومقاديرها وآيفية مسيرها يكون برهانيا عند من رأى أنها أزلية ال تتغير، وال تكون برهانية عند

.أهل الحق الذين يرون أن السموات آاألرضيات في جواز تطرق التغير إليها

Page 54: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

54

وأما ما يختلف بالبقاع واألقطار آالعلوم اللغوية والسياسية إذ يختلف باإلعصار والملل، وآاألوضاع الفقهية الشرعية

والفالسفى يزعمون أن . من تفصيل الحالل والحرام فال يخفى أنها ال تكون من البرهانيات على هذا اإلصطالحلها الذي يمكن أن يكون لها، وإن آمالها في العلوم ال في الشهوات، السعادة األخروية ال معنى لها إال بلوغ النفس آما

ولما آانت النفس باقية أبدا آانت نجاتها وسعادتها في علوم صادقة أبدا آالعلم باهللا وصفاته ومالئكته، وترتيب .الموجودات وتسلسل األسباب والمسببات

لذاتها، بل للتوصل بها إلى غيرها، وهذا محل ال ينكشف إال فأما العلوم التي ليست يقينية دائمة فإن طلبت لم تطلب

.بنظر طويل، ال يحتمل هذا الكتاب استقصاؤه بل محل بيانه العلوم المفصلة

فصل في أقسام العلة

األول ما منه بذاته الحرآة وهو السبب في وجود الشيء آالنجار للكرسي واألب : العلة تطلق على أربعة معانيوالثالث . المادة وما ال بد من وجوده لوجود الشيء مثل الخشب للكرسي ودم الطمث والنطفة للصبيالثاني . للصبي

.الصورة وهي تمام آل شيء وقد تسمى علة صورية آصورة السرير من السرير وصورة البيت للبيت .الرابع الغاية الباعثة أوال المطلوب وجودها آخرا آالكن للبيت والصلوح للجلوس من السرير

أما مبدأ الحرآة . واعلم أن آل واحد من هذه يقع حدودا وسطى في البراهين إذ يمكن أن يذآر آل واحد في جواب لمومثاله من الفقه . ألنه نهب واليته، أآرهه السلطان عليه: لم حارب األمير فالنا؟ فيقال: فمثاله من المعقوالت أن يقال

ى أوارتد، فيكون الزنا مبدأ هذا األمر وهو الذي تسميه الفقهاء في ألنه زن: لم قتل هذا الشخص؟ فيقال: أن يقالألنه مرآب من أمور متنافرة من : لم يموت اإلنسان؟ فتقول: األآثر سببا، وأما المادة فمثالها من المعقول أني قال

سخ القراض والوآالة لم انف: ومثاله من الفقه أن يقال. الحرارة والرطوبة والبرودة واليبوسة المتنازعة المتنافرةألنه عقد ضعيف جائز ال لزوم له، وهذه علة ماديةإذ يرد الفسخ على العقد ورود الموت : بالموت واإلغماء؟ فتقول

وأما الصورة فبها قوام الشيء إذ السرير . على اإلنسان عند جريان سبب هومبدأ األمر في الموت والفسخ جميعاان بصورته ال بجسمه، واألشياء هيآتها بالصور ال بالمواد، فال يخفى آون سرير بصورته ال بخشبه، واإلنسان إنس

بحصول صورة اإلنسانية وحصول : القوام بها فإنه إذا قيلك لم صارت هذه النطفة إنسانا وهذا الخشب سريرا؟ فيقالألنها : راس؟ فيقاللم عرضت األض: وأما الغاية التي ألجلها الشيء فمثالها من المعقول أن يقال. صورة السريرية: لم قتل الزاني والمرتد والقاتل؟ فيقال: وفي الفقه يقال. ليسترقوهم: ولم قاتلوا الطبقة الفالنية؟ فيقال. يراد بها الطحن

وهذه العلل األربع تجتمع في آل ما له علة، وآذا في األحكام الفقهية، والفقهاء ربما سموا . للزجر عن الفواحشالذي هو آالنجار واألب أهال، والغاية حكما، فإذا فرض النكاح فالزوج أهل والبضع محل المادة محال والفاعل

النكاح الذي ال : والحل غاية وصيغة العقد آأنها الصورة، وما لم تجتمع هذه األمور ال يتم للنكاح وجود، ولذلك قيلال بد منه،وآونها معقوال باعثا شرط قبل يفيد الحل ال وجود له، وآذا البيع الذي ال يفيد الملك فإن وجود الغاية

الوجود، وآونها موجودة بالفعل واجب بعد الوجود، ومهما قدر الفاعل والمادة موجودا لم يلزم وجود الشيء في آل حال آالنجار والخشب واألب والنطفة والبايع والمبيع، ومهما وجدت الغاية بالفعل لزم وجود الشيء آالحل في

إلآتنان والجلوس في البيت، والشيء بهذه الجهات األربع يختلف في هذا المعنى، ثم آل واحدة من النكاح والصلوح لهذه العلل إما بعيدة آإسالم المرأة للزوج عند ملك الزوج نصف الصداق، فإنه علة الصداق، والصداق هوالعلة

ا في حال الشرب، وإما خاصة آالزنا للرجم، القريبة للتسليم، وإما بالقوة آاإلسكار للخمر قبل الشرب، وإما بالفعل آموإما عامة آالجناية للرجم أو العقوبة، وأما بالذات وهو المسمى علة عند الفقهاء آالزنا للرجم، وإما بالعرض آاإلحصان له وهو الذي يسمى شرطا، فإن الرجم ال يجب إال باإلحصان، وهي خصال آمال ولكن يعمل عمل العلة

ت الدعامة من تحت السقف فنزل فيقال نزوله بعلة الثقل، ولكن عند إشالة الدعامة فإن للهوى عنده، آما لو أرسلوأمثلة هذا في المعقوالت آثيرة، فلذلك اقتصرنا على . شرطا، وهو فراغ جهة األسفل عن جسم صلب ال ينخرق

يه بالعلة، ينبغي أن يذآر العلة األمثلة الفقهية، والمقصود أن المعلل في الفقه والمعقول إذا توجهت المطالبة عل .الخاصة القريبة التي بالفعل حتى تقطع المطالبة بلم، وإال فيكون الطلب قائما

Page 55: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

55

آتاب الحد

.األول فيما يجري من الحد يجري القوانين الكلية: والنظر في هذا الكتاب يحصره فنان

.والثاني في الحدود المفصلة

فصول األول الفن األول في قوانين الحدود وفيه

.أحدهما علم بذوات األشياء ويسمى تصورا: في بيان الحاجة إلى الحد، وقد قدمنا أن العلم قسمانوأن الوصول إلى التصديق . علم بنسبة تلك الذوات بعضها إلى بعضها بسلب أو إيجاب ويسمى تصديقا: والثاني

ة تنقسم إلى أعيان شخصية آزيد ومكة وهذه بالحجة والوصول إلى التصور التام بالحد، فإن األشياء الموجودالشجرة، وغلى أمور آلية آاإلنسان والبلد والشجر والبر والخمر، وقد عرفت الفرق بين الكلي والجزئي؛ وغرضنا في الكليات إذ هي المستعمل في البراهين، والكلي تارة يفهم فهما جمليا آالمفهوم من مجرد إسم الجملة وسائر

ب لألنواع واألجناس،وقد يفهم فهما مخلصا مفصال محيطا بجميع الذاتيا التي بها قوام الشيء، متميزا األسماء واأللقاعنغيره في الذهن تميزا تاما، ينعكس على اإلسم وينعكس عليه اإلسم آما يفهم من قولنا شراب مسكر معتصر من

فإن هذه الحدود يفهم بها الخمر العنب، وحيوان ناطق مايت، وجسم ذو نفس حساس متحرك باإلرادة متغذي؛ واإلنسان والحيوان، فهما أشد تلخيصا وتفصيال وتحقيقا وتمييزا مما يفهم من مجرد أساميها، وما يفهم الشيء هذا

والفهم الحاصل من . الضرب من التفهيم يسمى حدا، آما أن ما يفهم الضرب األول من التفهيم يسمى إسما ولقبامفصال، والعلم الحاصل بمجرد اإلسم يسمى علما جمليان وقد يفهم الشيء مما يتميز به التحديد يسمى علما مخلصا

عن غيره بحيث ينعكس على إسمه وينعكس اإلسم عليه، ويتميز ال بالصفات الذاتية المقومة التي هي األجناس إنه الحيوان : غيرهواألنواع والفصول، بل بالعوارض والخواص فيسمى ذلك رسما آقولنا في تمييز اإلنسان عن

إنه المائع : الماشي برجلين، العريض األظفار، الضحاك، فإن هذا يميزه عن غيره آالحد، وآقولك في الخمرالمستحيل في الدن الذي يقذف بالزبد إلى غير ذلك من العوارض التي إذا جمعت لم توجد إال للخمر، وهذا إذا آان

رازات سمي رسما ناقصا، آما أن الحد إذا ترك فيه بعض الفصول أعم من الشيء المحدود بأن يترك بعض اإلحتالذاتية فيكون سمي حدا ناقصا، ورب شيء يعسر الوقوف على جميع ذاتياته أوال يلفى لها عبارة فيعدل إلى

جميع اإلحترازات العرضية بدال عن الفصول الذاتية فيكون رسما مميزا، قائما مقام الحد في التمييز فقط ال في تفهيم الذاتيات؛ والمخلصون إنما يطلبون منالحد تصور آنه الشيء وتمثل حقيقته في نفوسهم، ال لمجرد التمييزن ولكن مهما حصل التصور بكماله تبعه التمييز، ومن يطلب التمييز المجرد يقتنع بالرسم فقد عرفت ما ينتهي إليه تأثير

ام تصور األشياء إلى تصور له بمعرفة ذاتياته المفصلة وإلى اإلسم والحد والرسم في تفهيم األشياء، وعرفت إنقستصور له بمعرفة أعراضه، وإن آل واحد منهما قد يكون تاما مساويا لإلسم في طرفي الحمل، وقد يكون ناقصا

.فيكون أعم من اإلسم

ض الخاصة المشهورة واعلم أن أنفع الرسوم في تعريف األشياء أن يوضع فيه الجنس القريب أصال ثم تذآر األعرافصوال، فإن الخاصة الخفية إذا ذآرت لم تفد التعريف على العموم، فمهما قلت في رسم المثلث إنه الشكل الذي زواياه تساوي قائمتين لم تكن رسمته إال للمهندس، فإذن الحد قول دال على ماهية الشيء، والرسم وهو القول

.جملتها باإلجتماع وتساويهالمؤلف من أعراض الشيء وخواصه التي تخصه

الفصل الثاني

في مادة الحد وصورته

قد قدمنا أن آل مؤلف فله مادة وصورة آما في القياس، ومادة الحد األجناس واألنواع والفصول، وقد ذآرناها في .آتاب مقدمات القياس

ة آلها، فال يترك منها شيءس، وأما صورته وهيئته فهو أن يراعى فيه إيراد الجنس األقرب ويردف بالفصول الذاتي

: جسم ناطق مائت، وإن آان ذلك مساويا للمطلوب بل نقول" ونعني بإيراد الجنس القريب أن ال نقول في حد اإلنسان

Page 56: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

56

إنه : حيوان، فإن الحيوان متوسط بين الجسم واإلنسان، فهو أقرب إلى المطلوب من الجسم، والنقول في حد الخمرمسكر؛ فإنه أخص من المائع وأقرب منه إلى الخمر، وآذلك ينبغي أن يورد جميع شراب: مائع مسكر، بل نقول

جسم ذو : وإذا سئل عن حد الحيوان فقال. الفصول الذاتية على الترتيب، وإن آان التمييز يحصل ببعض الفصولز حاصال به، نفس حساس له بعد متحرك باإلرادة، فقد أتى بجميع الفصول ولو ترك ما بعد الحساس لكان التميي

ولكن ال يكون قد تصور الحيوان بكمال ذاتياته، والحد عنوان المحدود فينبغي أن يكون مساويا له في المعنى، فإن نقص بعض هذه الفصول سمي حدا ناقصا، وإن آان التمييز حاصال به وآان مطردا منعكسا في طريق الحمل،

.فال ينبغي أن يزيد عليه ومهما ذآر الجنس القريب وأتى بجميع الفصول الذاتية

ومهما عرفت هذه الشروط في صورة الحد ومادته عرفت ان الشيء الواحد ال يكون له إال حد واحد، وأنه ال يحتمل اإليجاز والتطويل، ألن إيجازه بحذف بعض الفصول وهو نقصان، وتطويله بذآر حد الجنس القريب بدل الجنس

فس حساس متحرك باإلرادة ناطق مائت، فذآر حد الحيوان بدل الحيوان وهو إنه جسم ذو ن: بكقولك في حد اإلنسانومهما ذآر . فضول يستغنى عنه، فإن المقصود إن يشتمل الحد على جميع ذاتيات الشيء إما بالقوة وإما بالفعل

للشيء الحيوان فقد اشتمل على الحساس والمتحرك والجسم بالقوة أي على طريق التضمن، وآذلك قد يوجد الحد إنه غليان دم القلب، وهذا ذآر المادة، : الذي هو مرآب من صورة ومادة بذآر أحدهما آما يقال في حد الغضب

فلو : فإن قيل. إنه طلب اإلنتقام، وهذا هو ذآر الصورة بل الحد التام أن يقال هو غليان دم القلب لطلب اإلنتقام: ويقالالجنس القريب بدل الجنس القريب، أوزاد على بعض الفصول سهى ساهي او تعمد متعمد فطول الحد بذآر حد

الذاتية شيئا من األعراض واللوازمن او نقص بعض الفصول فهل يفوت مقصود الحد آما يفوت مقصود القياس الناظرون إلى ظواهر األمور ربما يستعظمون األمر في مثل هذا الخطأ، واألمر أهون مما : بالخطأ في صورته؟ قلنا

مهما الحظ اإلنسان مقصود الحد، ألن المقصود تصور الشيء بجميع مقوماته مع مراعاة الترتيب بمعرفة يظنون األعم واألخص، بإيراد األعم أوال وإردافه باألخص الجاري مجرى الفصول، وإذا حفظ ذلك فقد حصل العلم

.التصوري المفصل المطلوب

وأما زيادة بعض األعراض فال يقدح فيما حصل من . صورأما النقصان بترك بعض الفصول فإنه نقصان في التوأما إبدال الذاتيات باللوازم . التصور الكامل، وقد ينتفع به في بعض المواضع في زيادة الكشف واإليضاح

والعرضيات فذلك قادح في آمال التصور، فليعلم مبلغ تأثير آل واحد في المقصود، وال ينبغي أن يجمد اإلنسان على المعتاد المألوف في آل أمره وينسى غرضه المطلوب، فأذن مهما عرف جميع الذاتيات على الترتيب حصل الرسم

.المقصود، وأن زيد شيء من األعراض أو أخذ حد الجنس القريب بدل الجنس

الفصل الثالث

لب هل، آما أن ما هو؟ ال يسأل إال بعد الفراغ عن مط: في ترتيب طلب الحد بالسؤال، والسائل عن الشيء بقولهما هو؟ رجع إلى : السائل بلم ال يسأل إال بعد الفراغ عن مطلب هل، فإن سأل عن الشيء قبل اعتقاد وجوده وقال

ما الخال وما الكيميا؟ وهو ال يعتقد لهما وجودا، فإذا اعتقد الوجود آان الطلب : طلب شرح اإلسم، آقول القائلأن يقول ما هو مشيرا إلى نخلة مثال، فإذا أجاب المسؤول بالجنس وترتيبه. متوجها إلى تصور الشيء في ذاته

أي شجرة هي؟ فإذا قال هي شجرة تثمر : القريب وقال شجرة، لم يقنع السائل به بل قرن بما ذآره صيغة أي وقالما : ولالرطب، فقد بلغ المقصود وانقطع السؤال إال إذا لم يفهم معنى الرطب أو الشجر، فيعدل إلى صيغة ما ويق

ما الساق؟ فيذآر جنسه : الشجر نبات قائم على ساق، فإن قال: الرطب وما الشجر؟ فيذآر له جنسه وفصله فيقولما الجسم؟ فيقول هو الممتد في األقطار الثالثة أي هو الطويل : هو جسم مغتذى نامي، فإن قال: وفصله ويقول

.العريض العميق، وهكذا إلى أن ينقطع السؤال

ال يتسلل إلى غير : فنقول. فمتى ينقطع؟ فإن تسلسل إلى غير نهاية فهو محال، وإن تعين توقفه فهو تحكم :فإن قيلنهاية بل ينتهي إلى أجناس وفصول تكون معلومة للسائل ال محالة، فإن تجاهل أبدا لم يمكن تعريفه بالحد ألن آل

د إال من عرف أجزاء الحد من الجنس تعريف وتعرف فيستدعي معرفة سابقة، فلم يعرف صورة الشيء بالحوالفصل قبله، إما بنفسه لوضوحه وإما بتحديد آخر أن يرتقي إلى أوائل عرفت بنفسها، آما أن آل تعلم تصديقي بالحجة فبعلم قد سبق لمقدمات هي أولية لم تعرف بالقياس أو عرفت بالقياس، ولكن تنتهي باآلخرة إلى األوليات،

والمقصود من هذا أن الحد يترآب ال محالة من جنس الشيء . مقدمات القياس من غير فرقفآخر الحد يجري مجرى

Page 57: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

57

وفصله الذاتي وال معنى له سواه، وما ليس له فصل وجنس فليس له حد، ولذلك إذا سئلنا عن حد الموجود لم نقد وال يكون ذلك حدا بل هو عليه، إال أن يراد شرح اإلسم فيترجم بعبارة أخرى عجمية أو تبدل في العربية بشيء،

هو المعرفة، وعن حد : العقار، وعن حد العلم فقلنا: ذآر إسم بدل إسم آخر مرادف له، فإذا سئلنا عن حد الخمر فقلناهو النقلة، لم يكن حدا بل آان تكرار لألشياء المترادفة، ومن أحب أن يسميه حدا فال حرج في : الحرآة فقلنا

وإنما . ما يحصل في النفس صورة موازية للمحدود مطابقة لجميع فصوله الذاتية اإلطالقات، ونحن نعني بالحدراعينا الفصول الذاتية ألن الشيء قد ينفصل عن غيره بالعرض الذي ال يقوم ذاته إنفصال الثوب األحمر عن

ء، وقد ينفصل بالذات األسود، وقد ينفصل بالزم ال يفارق إنفصال القار بالسواد عن الثلج وإنفصال الغراب عن الببغاإنفصال الثوب عن السيف وإنفصال ثوب من ابريسم عن درهم من قطن، ومن يسال عن ماهية الثوب طالبا حده فإنما يطلب األمور التي بها قوام ثوبيته، ألنا ال نقوم الثوبية من اللون والطول والعرض فجوابه بما ال يقوم ذات

مرآب من الجنس والفصل، وأن ما ال يدخل تحت جنس حتى ينفصل عنه الثوب مخل بالسؤال، فقد عرفت ان الحدبفصل ما ال حدله مثل ما يذآر في معرض رسم أو شرح اسم، فتسميته حدا مخالف للتسمية التي اصطلحنا عليها

.فيكون الحد مشترآا له ولما ذآرناه

الفصل الرابع

األول الحد الشارح لمعنى اإلسم، وال : على خمسة أشياءوالحد يطلق بالتشكيك . في أقسام ما يطلق عليه إسم الحدونذآر الحد ثم إن ظهر وجوده عرف أن الحد لم يكن . يلتفت فيه إلى وجود الشيء وعدمه، بل ربما يكون مشكوآا .بحسب اإلسم المجرد وشرحه، بل هو عنوان الذات وشرحه

.الثاني بحسب الذات وهو نتيجة برهان

.الذات وهو مبدأ برهانوالثالث ما هو بحسب

والحد التام الجامع لما هو مبدأ برهان ونتيجة برهان، آما إذا سئلت عن حد الكسوف . والرابع ما هو بحسب الذات

فقلت امحاء ضوء القمر لتوسط األرض بينه وبين الشمس، فامحاء ضوء القمر هونتيجة برهان وتوسط األرض ى توسطت األرض فانمحى النور فيكون التوسط حدا أوسط فهو مبدأ مت: المبدأ، فغنك في معرض البرهان تقول

برهان، وإال انمحى حد أآبر فهونتيجة برهان، ولذلك يتداخل البرهان والحد، فإن العلل الذاتية من هذا الجنس تدخل ورة ذاته، وقد في حدود األشياء آما تدخل في براهينها، فكل ما له علة فال بد من ذآر علته الذاتية في حده لتتم ص

إنه ىلة صناعية من حديد، شكله آذا : تدخل العلل األربعة في حد الشيء الذي له العلل األربعة آقوله في حد القادومآله، جنس وصناعية تدل على المبدأ الفاعل، والشكل يدل على الصورة، والحديد يدل : يقطع به الخشب نحتا؛ فقولك

لشكل يدل على الصورة، والحديد يدل على المادة، والنحت على الغاية، وبه على المادة، والنحت على الغاية، واوقد يقتصر في الحد على نتيجة البرهان إذا حصل التمييز بها . اإلحتراز عن المثقب والمنشار إذ ال ينحت بهما

الكسوف هو : لحد الكسوف انمحاء ضوء القمر، فيسمى هذا حدا هو نتيجة برهان وإن اقتصر على العلة وقا: فيقال .توسط األرض بين القمر وبين الشمس، وحصل به التمييز قيل حد مبدأ برهان، والحد التام المرآب منهما

ما هو حد ألمور ليس لها علل وأسباب، ولو آان لها علل لكانت عللها غير داخلة في جواهرها القسم الخامس

عريف وليس للوحدة سبب، والحد يحد فإنه قول دال على ماهية آتحديد النقطة، والوحدة والحد، فإن الوحدة يذآر لها تالشيء، وللقول سبب فإنه حادث ال محالة لعلة لكن مسببه ليس ذاتيا له آانحاء ضوء القمر في الكسوف، فهذا الخامس ليس بمجرد شرح اإلسم فقط، وال هو مبدأ برهان، وال هو مرآب منهما؛ فهذه أقسام ما يطلق عليه إسم

.وقد يسمى الرسم حدا على أنه مميز فيكون ذلك وجها سادسا الحد،

الفصل الخامس

في أن الحد ال يقتنص بالبرهان وال يمكن إثباته به عند النزاع، ألنه إن أتيت بالبرهان افتقرت إلى حد أوسط مثل أن فة، والمعرفة أآبر، وينبغي أن ألن آل علم اعتقاد، وآل اعتقاد معر: لم؟ فنقول: حد العلم المعرفة، فيقال: يقال مثال

يكون األوسط مساويا للطرفين إذ الحد هكذا يكون، وهذا محال ألن األوسط عند ذلك له حالتان، وهما أن يكون حدا

Page 58: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

58

أحدهما أن الشيء الواحد ال يكون : الحالة األولى أن يكون حدا وهو باطل من وجهين .لألصغر أو رسما أو خاصةا يجمع من الجنس والفصل، وذلك ال يقبل التبديل ويكون الموضوع حدا أوسط هو األآبر له حدان تامان ألن الحد م

الثاني أن األوسط بم عرف . بعينه ال غيره، وأن غايره في اللفظ وإن آان مغايرا له في الحقيقة لم يكن حدا لألصغريتسلسل إلى غير نهاية وهو آونه حدا لألصغر، فإن عرف بحد آخر فالسؤال قائم في ذلك اآلخر، وذلك إما أن .محال، وإما أن يعرف بال وسط فليعرف األول بال وسط إذا أمكن معرفة الحد بغير وسط

أحدهما إن ما ليس : الحالة الثانية أن ال يكون األوسط حدا لألصغر بل آان رسما أو خاصة وهو باطل من وجهين

وآيف يتصور أن تعرف من اإلنسان أنه ضحاك أو بحد وال هو ذاتي مقوم آيف صار أعرف من الذاتي المقوم، الثاني أن األآبر بهذا األوسط إن آان محموال مطلقا وليس بحد فليس يلزم منه إال . ماش وال يعرف أنه جسم وحيوان

آونه محموال لألصغر، وال يلزمه آونه حدا، وإن آان حدا فهو محال إذ حد الخاصية والعرض ال يكون حد إنه محمول على األوسط على معنى : لعرض، فليس حد الضاحك هوبعينه حد اإلنسان، وإن قيلموضوع الخاصية وا

بماذا يكتسب وما : فإن قيل. انه حد موضوعه، فهذه مصادرة على المطلوب، فقد تبين أن الحد ال يكتسب بالبرهانقسم، وننظر من أي جنس طريقه الترآيب وهو أن نأخذ شخصا من أشخاص المطلوب حده بحيث ال ين: طريقه؟ قلنا

من جملة المقوالت العشر، فنأخذ جميع المحموالت المقومة لها التي في ذلك الجنس وال يلتفت إلى العرض والالزم، بل يقتصر على المقومات ثم يحذف منها ماتكرر ويقتصر من جملتها على األخير القريب، وتضيف إليه الفصل فإن

. هو الحدن ونعني بأحد الوجهين الطرد والعكس، والتساوي مع اإلسم في الحملوجدناه مساويا للمحدود من وجهين ف .فمهما ثبت الحد انطلق اإلسم، ومهما انطلق اإلسم حصل الحد

ونعني بالوجه الثاني المساواة في المعنى، وهو أن يكون داال على آمال حقيقة الذات ال يشذ منها شيء، فكم من ذاتي

يقوم ذآره في النفس صورة للمحدود مطابقة لكمال ذاته، وهذا مطلوب الحدود، وقد متميز ترك بعض فصوله فالومثال طلب الحد إنا إذا سئلنا عن حد الخمر فنشير إلى خمر معينة ونجمع صفاته المحمولة عليه، . ذآرنا وجه ذلك

هذا الزم فنطرحه ونراه فنراه أحمر يقذف بالزبد، فهذا عرضي فنطرحه ونراه ذات رائحة حادة ومرطبا للشرب، وجسم مائع سيال شراب ألن المائع : جسما أو مائعا وسياال وشرابا مسكرا ومعتصرا من العنب، وهذه ذاتيات فال تقول

يغني عن الجسم، فإنه جسم مخصوص والمائع أخص منه،وال تقول مائع ألن الشراب يغني عنه ويتضمنه وهو لجميع الذاتيات العامة وهو شراب، فنراه مساويا لغيره من األشربة أخص وأقربن فتأخذ الجنس األقرب المتضمن مسكر يحفظ في الدن أو مثله، فيجتمع لنا شراب مسكر فتنظر هل : فتفصله عنه بفصل ذاتي ال عرضي آقولنا

ممناه يساوي اإلسم في طرفي الحمل، فإن ساواه فتنظر هل ترآنا فصال آخر ذاتيا ال تتم ذاته إال به فإن وجد معنا ضإليه آما إذا وجدنا في حد الحيوان إنه جسم ذو نفس حساس، وهو يساوي اإلسم في الحمل، ولكن ثم فصل آخر ذاتي

.وهو المتحرك باإلرادة فينبغي أن تضيفه إليه؛ فهذا طريق تحصيل الحدود ال طريق سواه

الفصل السادس

المثار األول الجنس . في الفصل، والثالث مشترك أحدها في الجنس، واآلخر: مثارات الغلط في الحدود وهي ثالثةفمنها أن يوضع الفصل بدل الجنس فيقال في العشق إنه إفراط المحبة، وإنما هو المحبة المفرطة : وهي من وجوه

إنه : إنه حديد يقطع، وللكرسي: ومنها أن توضع المادة مكان الجنس آقولك للسيف. فالمحبة جنس واإلفراط فصلإنه خشب محترق، فإنه ليس خشبا في الحال : ومنها أن تؤخذ الهيولي مكان الجنس آقولنا للرماد. هخشب يجلس علي

بل آان خشبا بخالف الخشب من السرير فإنه موجود فيه على أنه مادة، وليس موجودا في الرماد، ولكن آان فصار . عنه بعبارة أخرى إن استبشعت هذه العبارةشيئا آخر بتبدل صورته الذاتية، وهو الذي أردنا بالهيولي، ولك أن تعبر

ومنها أن تؤخذ األجزاء بدل الجنس فيقال في حد العشرة، إنه خمسة وخمسة أو ستة وأربعة أو ثالث وسبعة وأمثالها، وليس آذلك قولنا في الحيوان إنه جسم ونفس، ألن آون الجسم نفسا ما يرجع إلى فصل ذاتي له، فإن النفس

العفيف هو القوي : ومنها أن توضع الملكة مكان القوة آقولنا. وال آالخمسة للخمسة األخرى صورة وآمال للجسمعلى إجتناب اللذات الشهوانية، وليس آذلك إذ الفاجر أيضا يقوى ولكنه يفعل، ولكن يكون ترك اللذات للعفيف بالملكة

ر على الظلم هو الذي من شأنه وطباعه النزوع إن القاد: وقد تشتبه الملكة بالقوة، وآقولك. الراسخة وللفاجر بالقوةإلى انتزاع ما ليس له من يد غيره، فقد وضع الملكة مكان القوة ألن القادر على الظلم قد يكون عادال ال ينزع طبعه

الشر هو ظلم الناس، والظلم أحد أنواع الشر، والشر جنس عام : ومنها ان يوضع النوع بدل الجنس فيقال. إلىالظلم .ول غير الظلميتنا

Page 59: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

59

المثار الثاني من جهة الفصل وذلك بان يوضع ما هو جنس مكان الفصل، أو ما هو خاصة أو الزم او عرضي مكان

.الفصل، وآثيرا ما يتفق ذلك واإلحتراز عنه عسر جدا

سم شبيه فمنها أن يعرف الشيء بما هو أخفى منه آمن يحد النار بأنه ج: المثار الثالث ما مشترك وهو على وجوهبالنفس والنفس أخفى من النار، أو يحده بما هو مثله في المعرفة آتحديد الضد بالضد مثل قولك الزوج ما ليس بفرد، ثم تقول الفرد ما ليس بزوج، أو تقول الزوج ما يزيد على الفرد بواحد، ثم تقول الفرد ما ينقص عن الزوج بواحد،

العالم منقام به العلم : ثم تقول. العلم ما يكون الذات به عالما: لفتقو. وآذا إذا أخذ المضاف في حد المضاففمن جهل العلم جهل العالم، ومن جهل األب جهل . والمتضايفين يعلمان معا، وال يعلم أحدهما باآلخر بل مع اآلخر

عرفت األب بل ينبغي لو عرفت اإلبن ل: ما األب من له ابن، فإنه يقول: اإلبن، فمن القبيح أن يقال للسائل الذي يقولاألب حيوان يوجد آخر من نوعه من نطفته من حيث هو آذلك، فال يكون فيه تعريف الشيء بنفسه وال : أن يقال

: ومنها ان يعرف الشيء بنفسه أو بما هومتأخر عنه في المعرفة آقولك للشمس. حوالته على ما هو مثله في الجهالةإال بالشمس، فإن معناه زمان طلوع الشمس فهو تابع للشمس فكيف آوآب يطلع نهارا، واليمكن تعريف النهار

أن الكيفية ما بها تقع المشابهة وخالفها، وال يمكن تعريف المشابهة إال بأنها إتفاق في : يعرف؟ وآقولك في الكيفية؛ فهذا وأمثاله مما يجب الكيفية، وربما يخالف المساواة فإنها إتفاق في الكمية، وتخالف المشاآلة فإنها اتفاق في النوع

مراقبته في الحدود حتى ال يتطرق إليه الخطأ بإغفاله، وآان أمثلة هذا مما يخرج عن الحصر، وفيما ذآرنا تنبيه .على الجنس

الفصل السابع

فمن عرف ما ذآرناه في مثارات اإلشتباه في . في استقصاء الحد على القوة البشرية إال عند غاية التشمير والجهدد، عرف أن القوة البشرية ال تقوى على التحفظ عن آل ذلك إال على الندور، وهي آثيرة وأعصاها على الذهن الح

أحدها أنا شرطنا أن نأخذ الجنس األقرب، ومن أين للطالب أن ال يغفل عنه فيأخذ جنسا يظن أنه أقرب، : أربعة أموريذهل عن الشراب الذي هو تحته، وهو أقرب منه، وربما يوجد ما هو أقرب منه فيحد الخمر بأنه مائع مسكر، و .ويحد اإلنسان بأنه جسم ناطق مايت ويغفل عن الحيوان وأمثاله

الثاني أنا إذا شرطنا أن تكون الفصول آلها ذاتية والالزم الذي ال يفارق في الوجود، والوهم مشتبه بالذاتي غاية

الثالث أنه إذا . يغفل فيأخذ الزخما بدل الفصل فيظن أنه ذاتياإلشتباه، ودرك ذلك من أغمض األمور فمن أين له أنالشرطنا أن نأتي بجميع الفصول الذاتية حتى ال نخل بواحد، ومن أين نأمن من شذوذ واحد عنه ال سيما إذا وجد فصال

فال التحرك حصل به التمييز والمساواة لإلسم في الحمل، آالجسم ذي النفس الحساس في مساواته لفظ الحيوان مع إغ .باإلرادة،وهذا من أغمض ما يدرك

الرابع ان الفصل مقوم للنوع ومقسم للجنس، وإذا لم يراع شرط التقسيم أخذ في القسمة فصوال ليست أولية للجنس، وهو عسير غير مرضي في الحد، فإن الجسم آما ينقسم إلىالنامي وغير النامي انقساما بفصل ذاتي، فكذلك ينقسم

وغير الحساس وإلى الناطق وغير الناطق، ولكن مهما قيل الجسم ينقسم إلى ناطق وغير ناطق، فقد إلى الحساسقسم بما ليس الفصل القاسم أوليا، بل ينبغي أن ينقسم أوال إلى النامي وغير النامي، ثم النامي ينقسم إلى الحيوان

إلى ذي رجلين وإلى ذي أرجل، ولكن هذا وآذلك الحيوان ينقسم. وغير الحيوان؛ ثم الحيوان إلى الناطق وغيرالتقسيم ليس بفصول أولية، بل ينبغي أن يقسم الحيوان إلىماشي وغير ماشي، ثم الماشي ينقسمب إلى ذي رجلين أو أرجل، إذ الحيوان لم يستعد للرجلين واألرجل باعتبار آونه حيوانا بل باعتبار آونه ماشيا،واستعد لكونه ماشيا

يوانا، فرعاية الترتيب في هذه األمور شرط للوفاء بصناعة الحدود، وهو في غاية العسر، ولذلك لما باعتبار آونه حولم يشترطوا فيه إال التمييز فيلزم عليه " الحد هو القول الجامع المانع: "عسر ذلك اآتفى المتكلمون بالمميز فقالوا

وذلك . إنه النباح: إنه الضحاك وفي الكلب: اإلنسانإنه الصهال، وفي : اإلآتفاء بذآر الخواص فيقال في حد الفرسوألجل عسر التحديد رأينا ان نورد جملة من الحدود المعلومة . في غاية البعد عن غرض التعرف لذات المحدود

.المحررة في الفن الثاني من آتاب الحد، وقد وقع الفراغ عن الفن األول بحمد اهللا سبحانه وتعالى

Page 60: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

60

دود المفصلةالفن الثاني في الح

اعلم أن األشياء التي يمكن تحديدها ال نهاية لها، ألن العلوم التصديقية غير متناهية، وهي تابعة للتصورية، فأقل ما يشتمل عليه التصديقي تصوران، وعلىالجملة فكل ما له إسم يمكن تحرير حده أو رسمه أو شرح اسمه، وإذا لم يكن

ر على القوانين المعرفة لطريقه، وقد حصل ذلك بالفن األول، ولكن أوردنا في اإلستقصاء مطمع فاألولى اإلقتصاإحداهما أن تحصل الدربة بكيفية تحرير الحد وتأليفه، فإن اإلمتحان والممارسة للشيء تفيد : حدودا مفصلة لفائدتين

للشيء تفيد قوة عليه ال إحداهما أن تحصل الدربة بكيفية تحرير الحد وتأليفه، فإن اإلمتحان والممارسة: لفائدتين .محالة

والثاني أن يقع اإلطالع على معاني أسماء أطلقها الفالسفة، وقد أوردناها في آتاب تهافت الفالسفة إذ لم يمكن مناظرتهم إال بلغتهم وعلى حكم إصطالحهم، وإذا لم يفهم ما أرادوه ال يمكن مناظرتهم إال بلغتهم وعلى حكم

ما أرادوه ال يمكن مناظرتهم، فقد أوردنا حدود ألفاظ أطلقوها في اإللهيات والطبيعيات إصطالحهم، وإذا لم يفهموشيئا قليال من الرياضيات، فليؤخذ هذه الحدود على أنها شرح لإلسم، فإن قام البرهان على أن ما شرحوه هو آما

طق مشف الجرم، من شأنه أن حد الجن حيوان هوائي نا: شرحوه اعتقد حدا، وإال اعتقد شرحا لإلسم آما نقول .يتشكل بأشكال مختلفة، فيكون هذا شرحا للغسم في تفاهم الناس

فأما وجود هذا الشيء على هذا الوجه فيعرف بالبرهان، فإن دل على وجوده آان حدا بحسب الذات، وإن لم يدل

لإلسم في تفاهم الناس، عليه بل دل على أن الجن المراد في الشرع الموصوف بوصفه أمر آخر، أخذ هذا شرحاإنه بعد يمكن ان يفرض فيه أبعاد ثالثة، قائم ال في مادة، من شأنه أن يمأله جسم ويخلو : وآما نقول في حد الخال

.عنه

وإنما قدمنا هذه المقدمة . وربما يدل الدليل على أن ذلك محال وجوده، فيؤخذ على انه شرح لإلسم في إطالق النظارمن الحدود شرحا لما أراده الفالسفة باإلطالق، ال حكم بأن ماذآروه هو ما ذآروه، فإن ذلك ربما لتعلم أن ما نورده

.يتوقف على النظر في موجب البرهان عليه

الباري تعالى المسمة بلسانهم المبدأ األول، والعقل، والنفس، والعقل : والمستعمل في اإللهيات خمسة عشر لفظا وهو. نفس الكلية، ونفس الكل، والملك، والعلة، والمعلول، واإلبداع، والخلق، واألحداث، والقديمالكلي، وعقل الكل، وال

. أما الباري عز وجل فزعموا أنه ال حد له وال رسم له، ألنه ال جنس له وال فصل له وال عوارض تلحقه

ن له قول يشرح اسمه، وهو والحد يلتئم بالجنس والفصل والرسم بالجنس والعوارض الفاصلة، وآل ذلك ترآيب ولكأنه الموجود الواجب الوجود الذي ال يمكن أن يكون وجوده من غيره، وال يكون وجود لسواه إال فايضا عن وجوده وحاصال به إما بواسطة أو بغير واسطة، ويتبع هذا الشرح أنه الموجود الذي ال يتكثر ال بالعدد وال بالمقدار وال

بالصورة والهيولي، وال بأجزاء الحد آتكثر اإلنسان بالحيوانية والنطق، والبأجزاء بأجزاء القوام آتكثر الجسم اإلضافة وال يتغير ال في الذات وال في لواحق الذات، وما ذآروه يشتمل على نفي الصفات ونفي الكثرة فيها، وذلك

.مما يخالفون فيه، فهذا شرح إسم الباري والمبدأ األول عندهم

سم مشترك تطلقه الجماهير والفالسفة والمتكلمون على وجوه مختلفة لمعان مختلفة، والمشترك ال وأما العقل فهو إاألول يراد به صحة الفطرة األولى في الناس، فيقال لمن : أما الجماهير فيطلقونه على ثالثة أوجه. يكون له حد جامع

.بين األمور القبيحة والحسنة إنه عاقل، فيكون حده إنه قوة بها يجود التمييز: صحت فطرته األولىالثاني يراد به ما يكتسبه اإلنسان بالتجارب من األحكام الكلية، فيكون حده إنه معاني مجتمعة في الذهن تكون

.مقدمات يستنبط بها المصالح واألغراض

ه وسكناته وهيآته الثالث معنى آخر يرجع إلى وقار اإلنسان وهيئته، ويكون حده إنه هيئة محمودة لإلنسان في حرآاتهذا عاقل، ويعني به : وآالمه واختياره، ولهذا اإلشتراك يتنازع الناس في تسمية الشخص الواحد عاقال فيقول واحد

.ليس بعاقل ويعني به عدم التجارب وهو المعنى الثاني: صحة الغريزة، ويقول اآلخر

Page 61: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

61

العقل الذي يريده المتكلمون، والعقل : مختلفةوأما الفالسفة فاسم العقل عندهم مشترك يدل على ثمانية معاني

فأما . النظري، والعقل العملي، والعقل الهيوالني، والعقل بالملكة، والعقل بالفعل، والعقل المستفاد، والعقل الفعالاألول فهو الذي ذآره أرسطاليس في آتاب البرهان وفرق بينه وبين العلم، ومعنى هذا العقل هو التصورات

ت الحاصلة للنفس بالفطرة، والعلم ما يحصل للنفس باإلآتساب، ففرقوا بين المكتب والفطري فيسمى والتصديقاوهذا المعنى هو الذي حد المتكلمون العقل به إذ قال القاضي أبو . أحدهما عقال واآلخر علما، وهو اصطالح محض

لمستحيالت، آالعلم باستحالة آون الشيء إنه علم ضروري بجواز الجائزات واستحالة ا: بكر الباقالني في حد العقلالواحد قديما وحديثا، واستحالة المستحيالت آالعلم باستحالة آون الشيء الواحد قديما وحديثا، واستحال آون

.وأما سائر العقول فذآرها الفالسفة في آتاب النفس. الشخص الواحد في مكانين

مور الكلية من جهة ما هي آلية، وهي احتراز عن الحس الذي ال أما العقل النظري فهي قوة للنفس تقبل ماهيات األوأما . يقبل إال األمور الجزئية وآذا الخيال، وآأن هذا هو المراد بصحة الفطرة األصلية عند الجماهير آما سبقة أو العقل العملي فقوة للنفس هي مبدأ التحريك للقوة الشوقية إلى ما تختاره من الجزئيات، ألجل غاية مظنون

معلومة، وهذه قوة محرآة ليس من جنس العلوم، وإنما سميت عقلية ألنها مؤتمرة للعقل مطيعة إلشاراته بالطبع، فكم من عاقل يعرف أنه مستضر باتباع شهواته، ولكنه يعجز عن المخالفة للشهوة ال لقصور في عقله النظري بل لفتور

.هذه القوة بالرياضة والمجاهدة والمواظبة على مخالفة الشهواتهذه القوة التي سميت العقل العملي، وإنما تقوى

األولى أن ال يكون لها شيء من المعلومات حاصلة، وذلك للصبي الصغير، ولكن فيه : ثم للقوة النظرية أربعة أحوال .مجرد اإلستعداد فيسمى هذا عقال هيوالنيا

بالقوة البعيدة بالقوة القريبة، فإنه مهماعرض عليه الثانية أن ينتهي الصبي إلى حد التمييز فيصير ما آان

العقل : الرابعة. الضروريات وجد نفسه مصدقا بها، ال آالصبي الذي هو ابن مهد، وهذا يسمى العقل بالملكةالمستفاد، وهو أن تكون تلك المعلومات حاضرة في ذهنه وهو يطالعها ويالبس التأمل فيها، وهو العلم الموجود

اضر؛ فحد العقل الهيوالني أنه قوة للنفس مستعدة لقبول ماهيات األشياء مجردة عن المواد، وبها يفارق بالفعل الحالصبي الفرس وسائر الحيوانات ال بعلم حاضر وال بقوة قريبة من العلم، وحد العقل بالملكة أنه استكمال العقل

ل إنه إستكمال للنفس بصور ما أي صور معقولة الهيوالني حتى يصير بالقوة القريبة من الفعل، وحد العقل بالفعحتى متى شاء عقلها أو أحضرها بالفعل، وحد العقل المستفاد أنه ماهية مجردة عن المادة مرتسمة في النفس على

.سبيل الحصول من خارج

العقل الفعال أما وأما العقول الفعالة فهو نمط آخر، والمراد بالعقل الفعال آل ما هية مجردة عن المادة أصال، فحد من جهة ما هوعقل إنه جوهري صوري ذاته ماهية مجردة في ذاتها، ال بتجريد غيرها لها عن المادة وعن عالئق المادة، بل هي ماهية آلية موجودة، فاما من جهة ما هو فعال فإنه جوهر بالصفة المذآورةن من شأنه أن يخرج

عليه، وليس المراد بالجوهر المتحيز آما يريده المتكلمون، بل ما هو العقل الهيوالني من القوة إلى الفعل بإشرافهاحتراز عن " ال بتجريد غيره"وقولهم . قائم بنفسه ال في موضوع، والصوري احتراز عن الجسم وما في المواد

والعقل . تهاالمعقوالت المرتسمة في النفس من أشخاص الماديات، فإنها مجردة بتجريد العقل إياها ال بتجردها في ذاالفعال لمخرج لنفوس اآلدميين في العلوم من القوة إلى العقل نسبته إلى المعقوالت، والقوة العاقلة نسبة الشمس إلى المبصرات والقوة الباصرة، إذ بها يخرج األبصار من القوة إلى الفعل، وقد يسمون هذه العقول المالئكة، وفي وجود

والمالئكة أجسام . كلمون، إذ ال وجود لقائم بنفسه ليس بمتحيز عندهم إال اهللا وحدهجوهر على هذا الوجه يخالفهم المت .لطيفة متحيزة عند أآثرهم، وتصحيح ذلك بطريق البرهان وماذآرناه شرح اإلسم

وأما النفس فهو عندهم اسم مشترك يقع على معنى يشترك فيه اإلنسان والحيوان والنبات، وعلى معنى آخر يشترك

نسان والمالئكة السماوية عندهم، فحد النفس بالمعنى األول عندهم أنه آمال جسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة، فيه اإلوحد النفس بالمعنى اآلخر انه جوهر غير جسم، هو آمال أول للجسم محرك له باإلختيار عن مبدأ نطقي أي عقلي

وشرح الحد . لذي بالفعل هو فصل أو خاصة للنفس الملكيةبالفعل أو بالقوة، فالذي بالقوة هو فصل النفس اإلنسانية وااألول أن حبة البذر إذا طرحت في األرض فاستعدت للنمو واإلغتذاء فقد تغيرت عما آان عليه قبل طرحه في األرض، وذلك بحدوث صفة فيه لو لم تكن لما استعد لقبولهما من واهب الصور، وهو اهللا تعالى ومالئكته، فتلك

Page 62: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

62

إنه آمال أول الجسم، ووضع ذلك موضع الجنس، وهذا يشترك فيه البذر : ل له فلذلك قيل في الحدالصفة آما .والنطفة للحيوان واإلنسان

وآمال بالقياس . فالنفس صورة بالقياس إلى المادة الممتزجة، إذ هي منطبعة في المادة وهي قوة بالقياس إلى فعلها

مال اتم من داللة القوة والصورة، فلذلك عبر به في محل الجنس، والطبيعي إلى النوع النباتي والحيواني وداللة الكاحتراز عن الصناعي، فإن صور الصناعات أيضا آمال فيها، واآللي إحتراز عن القوى التي في العناصر األربعة،

ل بذواتها، والقوى النفسانية فإنها تفعل ال بآالت بل بذواتها، والقوى النفسانية فعلها بآالت فيها، فغنها تفعل ال بآالت ب .فعلها بآالت فيها

فصل آخر أي من شأنه أن يحيا بالنشو ويبقى بالغذاء، وربما يحيا بإحساس وحرآة هما في " ذو حياة بالقوة"وقولهم فإنه أيضا آمال للجسم لكنه ليس آماال أوال " آمال أول اإلحتراز باألول عن قوة التحريك واإلحساس"وقولهم . قوته

وأما نفس اإلنسان واإلفالك فليست منطبعة في الجسم، ولكنها آمال الجسم . يقع ثانيا لوجود الكمال الذي هو نفسأما األفالك فعلى الدوام بالفعل، وأما اإلنسان فقد يكون بالقوة . على معنى أن الجسم يتحرك به عن إختيار عقلي

أجسام : ونفس الكل، فبيانه أن الموجودات عندهم ثالثة أقساموأما العقلي الكلي وعقل الكل والنفس الكلي . تحريكهوهي أخسها، وعقول فعالة وهي أشرفها لبراءتها عن المادة وعالقة المادة، حتى أنها ال تحرك المواد أيضا غال ية بالشوق، وأوسطها النفوس وهي التي تنفعل من العقل وتفعل في األجسام، وهي واسطة، ويعنون بالمالئكة السماو

والعقل الكلي يعنون به المعنى المعقول المقول . نفوس األفالك فإنها حية عندهم وبالمالئكة المقربين العقول الفعالةعلى آثيرين مختلفين بالعدد من العقول التي إلشخاص الناس، وال وجود لها في القوام بل في التصور، فإنك إذا قلت

ل من اإلنسان الموجود في سائر األشخاص، الذي هو للعقل صورة واحدة اإلنسان الكلي أشرت به إلى المعنى المعقوتطابق سائر أشخاص الناس، وال وجود إلنسانية واحدة هي إنسانية زيد، وهي بعينها إنسانية عمرو، ولكن في العقل

، فهذا ما تحصل صورة اإلنسان من شخص زيد مثال، ويطابق سائر أشخاص الناس آلهم فيسمى ذلك اإلنسانية الكلية .يعنون بالعقل الكلي

أحدهما وهو األوفق للفظ أن يراد بالكل جملة العالم، فعقل الكل على هذا المعنى : وأما عقل الكل فيطلق على معنيين

بمعنى شرح اسمه أنه جملة الذوات المجردة عن المادة، من جميع الجهات التي ال تتحرك ال بالذات وال بالعرض، وق، وآخر رتبة هذه الجملة هي العقل الفعال المخرج للنفس اإلنسانية في العلوم العقلية من القوة وال تحرك إال بالش

والمبدأ األول هو مبدع الكل، وأما الكل بالمعنى الثاني فهو . إلى الفعل، وهذه الجملة هي مبادي الكل بعد المبدأ األوللليلة مرة فيتحرك آل ما هو حشوه من السموات آلها، الجرم األقصى، أعني الفلك التاسع الذي يدور في اليوم وا

.فيقال لجرمه جرم الكل، ولحرآته حرآة الكل، وهو أعظم المخلوقات، وهو المراد بالعرش عندهم

فعقل الكل بهذا المعنى هو جوهر يجرد عن المادة من آل الجهات، وهو المحرك لحرآة الكل على سبيل التشويق أول ما خلق اهللا : "ستفاد عن األول، ويزعمون أنه المراد بقوله عليه الصالة والسالملنفسه ووجوده أول وجود موأما النفس الكلي فالمراد به المعنى المعقول المقول على آثيرين . الحديث إلى آخره" العقل فقال له أقبل فاقبل

.نا في العقل الكليمختلفين في العدد، في جواب ما هو التي آل واحدة منها نفس خاصة لشخص، آما ذآرونفس الكل على قياس عقل الكل جملة الجواهر الغير الجسمانية التي هي آماالت مدبرة لألجسام السماوية المحرآة

ونفس الكل هو مبدأ . ونسبة نفس الكل إلى عقل الكل آنسبة أنفسنا إلى العقل الفعال. لها على سبيل اإلختيار العقليوحد الملك . ومرتبته في نيل الوجود بعد مرتبة عقل الكل، ووجوده فايض عن وجوده قريب لوجود األجسام الطبيعية

واألجسام األرضية فمنه عقلي . أنه جوهر بسيط ذو حياة ونطق عقلي غير مائت، هو واسطة بين الباري عز وجلوجود هذا الفعل وحد العلة عندهم أنها آل ذات وجود ذات آخر إنما هو بالفعل من. ومنه نفسي؛ هذا حده عندهم

.ووجود هذا بالفعل ليس من وجود ذلك بالفعل

وأما المعلول هو آل ذات وجوده بالفعل من وجود غيره، ووجود ذلك الغير ليس من وجوده، ومعنى قولنا من وجوده غير معنى قولنا مع وجودهن فإن معنى قولنا من وجوده هوأن يكون الذات باعتبار نفسها ممكنة الوجود،

ا يجب وجودها بالفعل ال من ذاتها، بل ألن ذاتا أخرى موجودة بالفعل يلزم عنها وجوب هذا الذات، ويكون لها وإنم .في نفسها بشرط عدم العلة اإلمتناع

Page 63: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

63

وأما قولنا مع وجوده فهو أن يكون آل واحد من الذاتين فرض موجودا لزم أن يعلم أن اآلخر موجود، وإذا فرض

فوع، والعلة والمعلول معا بمعنى هذين اللزومين، وإن آان بين وجهي اللزومين اختالف مرفوعا لزم أن اآلخر مروأما اآلخر، وهو . ألن أحدهما، وهو المعلول، إذا فرض موجودا لزم ان يكون اآلخر قد آان موجودا حتى وجد هذا

أن يتبع وجوده وجود وأما اآلخر وهو العلة فإذا فرض موجودا لزم . العلة فإذا فرض موجودا حتى وجد هذاالمعلول، وإذا آان المعلول مرفوعا لزم أن يحكم ان العلة آانت أوال مرفوعة حتى رفع، ال أن رفع المعلول أوجب

: حد اإلبداع هو اسم مشترك لمفهومين. رفع العلةن وأما العلة فإذا رفعناها وجب رفع المعلول بإيجاب رفع العلةال بواسطة شيء، والمفهوم الثاني ان يكون للشيء وجود مطلق عن سبب بال أحدهما تأسيس الشيء ال عن مادة و

وبهذا المفهوم العقل األول مبدع في . متوسط، وله في ذاته ان ال يكون موجودا، وقد أفقد الذي له في ذاته إفقادا تاما .آل حال ألنه ليس وجوده من ذاته، فله من ذاته العدم، وقد أفقد ذلك إفقادا تاما

خلق لهذا : الخلق هو إسم مشترك، فقد يقال خلق إلفادة وجود حاصل عن مادة وصورة آيف آان؟ وقد يقال وحد

.المعنى الثاني لكن بطريق اإلختراع من غير سبق مادة فيها قوة وجوده وإمكانه

بعد أن لم أحدهما زماني، ومعنى األحداث الزماني اإليجاد للشيء: حد األحداث هو إسم مشترك يطلق على وجهينيكن له وجود في زمان سابق، ومعنى األحداث الغير الزماني هو إفادة الشيء وجودا، وذلك الشيء ليس له في ذاته

.ذلك الوجود، ال بحسب زمان دون زمان بل بحسب آل زمان

الماضي أآثر من حد القدم والقدم يقال على وجوه، يقال قدم بالقياس، وقدم مطلق، والقدم بالقياس هو شيء زمانه في وأما القدم المطلق فهو أيضا على وجهين يقال بحسب الزمان وبحسب الذات، . زمان شيء آخر، فهو قدم بالقياس إليه

وأما القديم بحسب الزمان هو الذي ليس . فأما الذي بحسب الزمان فهو الشيء الذي وجد في زمان ماض غير متناهوالقديم بحسب الذات هو الذي ليس له . وات وجملة أصول العالم عندهمله وجود زماني وهو موجود للمالئكة والسم

.مبدأ علي، أي ليس له علة، وليس ذلك إال الباري عز وجل

الصورة، والهيولي، والموضوع، : القسم الثالث هو المستعمل في الطبيعيات ونذآر منها خمسة وخمسين لفظا وهيلرآن، والطبيعة، والطبع، والجسم، والجوهر، والعرض، والنار، والمحمول، والمادة، والعنصر، واألسطقس، وا

والهواء، والماء، واألرض، والعالم، والفلك، والكوآب، والشمس، والقمر، والحرآة، والدهر، والزمان، واآلن، ارة، والمكان، والخال، والمال، والعدم، والسكون، والسرعة، والبطء، واإلعتماد، والميل، والخفة، والثقل، والحر

والرطوبة، والبرودة، واليبوسة، والخشن، والملس، والصلب، واللين، والرخو، والمشف، والتخلخل، واإلجتماع، .والتجانس، والمداخل، والمتصل، واإلتحاد، والتتالي، والتوالي

، وحده األول هو النوع يطلق ويراد به النوع الذي تحت الجنس: واسم الصورة مشترك بين ستة معان: حد الصورة

.بهذا المعنى حد النوع، وقد سبق في مقدمات آتاب القياس

الثاني الكمال الذي به يستكمل النوع استكماله الثاني فإنه يسمى صورة، وحده بهذا المعنى آل موجود في الشىء ال .آجزء منه، وال يصح قوامه دونه وألجله وجد الشيء مثل العلوم والفضائل في اإلنسان

ة الشيء آيف آان قد يسمى صورة، فحده بهذا المعنى، آل موجود في الشيء ال آجزء منه، وال يصح الثالث ماهي

.قوامه دونه آيف آان

الرابع الحقيقة التي تقوم المحل بها، وحده بهذا المعنى أنه الموجود في شيء آخر ال آجزء منه وال يصح وجودها ورة الماء في هيولي الماء، إنما يقوم بالفعل بصورة الماء أو مفارقا له، لكن وجوده هو بالفعل حاصل له مثل ص

.بصورة أخرى حكمها حكم سورة الماء، والصورة التي تقابل بالهيولي هي هذه الصورة

Page 64: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

64

الخامس الصورة التي تقوم النوع يسمى صورة، وحده بهذا المعنى أنه الموجود في شيء ال آجزء منه نوال يصح ح قوام ما فيه دونه، إال أن النوع الطبيعي يحصل به آصورة اإلنسانية والحيوانية في الجسم قوامه مفارقا له، وال يص .الطبيعي الموضوع له

السادس الكمال المفارق وقد يسمى صورة مثل النفس لإلنسان، وحده بهذا المعنى أنه جزء غير جسماني مفارق يتم

.به، وبجزء جسماني نوع طبيعي

لي المطلقة فهي جوهر وجوده بالفعل، إنما يحصل بقبوله الصورة الجسمانية آقوة قابلة حد الهيولي إما الهيوللصورة، وليس له في ذاته صورة إال بمعنى القوة، وهو اآلن عندهم قسم الجسم المنقسم بالقسمة المعنوية، لست أول

دقيق، وقد يقال هيولي لكل شيء من بالقسمة الكمية المقدارية إلى الصورة والهيولي، والقول في إثبات ذلك طويل وشأنه أني قبل آماال وأمرا ما ليس فيه، فيكون بالقياس إلى ما ليس فيه هيولي وبالقياس إلى ما فيه موضوع، فمادة

الموضوع قد يقال لكل شيء من . السرير موضوع لصورة السرير، هيولي الصورة الرمادية التي تحصل باإلحتراقا، وآان ذلك الكمال حاضرا، وهو الموضوع له، ويقال موضوع لكل محل متقوم بذاته مقوم شأنه أن يكون له آمال م

لمايحله، آما يقال هيولي للمحل الغير المتقوم بذاته بل بما يحله، ويقال موضوع لكل معنى بسلب أو إيجاب وهو .الذي يقابل بالمحمول

ضوع يقبل الكمال بإجتماعه إلى غيره، ووروده عليه يسيرا المادة قد يقال إسما مرادفا للهيولي، ويقال مادة لكل مو

.مثل المني والدم لصورة الحيوان، فربما آان ما يجامعه من نوعه وربما لم يكن من نوعه

العنصر إسم لألصل األول في الموضوعات، فيقال عنصر للمحل األول الذي باستحالته يقبل صورا تتنوع بها مطلقا وهو العقل األول، وإما بشرط الجسمية وهوالمحل األول من األجسام التي تتكون الكائنات الحاصلة منه، إما

.عنه سائر األجسام الكائنة لقبوله صورها

األسطقس هوالجسم األول الذي باجتماعه إلى أجسام أول مخالفة له في النوع يقال له أسطقس، فلذلك قيل إنه آخر ما .د عند اإلنقسام إليه قسمة إال إلى أجزاء متشابهةينتهي غليه تحليل األجسام، فال توج

الرآن هو جوهر بسيط، وهو جزء ذاتي للعالم مثل األفالك والعناصر، فالشيء بالقياس إلى العالم رآن وبالقياس إلى ما يترآب منه اسطقس، وبالقياس إلى ما تكون عنه عنصر، سواء آان آونه عنه بالترآيب واإلستحالة معا أو

.حالة المجردة عنه، فإن الهواء عنصر السحاب بتكاثفه، وليس اسطقسا له، وهو اسطقس وعنصر للنباتباإلستوالفلك هو رآن وليس باسطقس وال عنصر لصورة، ولصورته موضوع، وليس له عنصر مهما عني بالموضوع

وضوع والعنصر والمادة وهذه األسماء التي هي الهيولي والم. محل ألمر هو فيه بالفعل ولم يعن به محل متقدمواألسطقس والرآن قد يستعمل على سبيل الترادف، فيبدل بعضها مكان بعض بطريق المسامحة، حيث يعرف المراد

.بالقرينة

الطبيعة مبدأ أول بالذات لحرآة الشيء وآمال ذاتي للشيء، فالحجر إذا هوى إلى أسفل فليس يهوي لكونه جسما بل جسام فيه، فهو معنى به يفارق النار التي تميل إلى فوق، وذلك المعنى مبدأ لهذا النوع من لمعنى آخر يفارقه سائر األوقد يقال طبيعة للعنصر . وقد يسمى نفس الحرآة طبيعة فيقال طبيعة الحجر الهوى. الحرآة ويسمى طبيعية

وعلى هيئات األعضاء وعلى واألطباء يطلقون لفظ الطبيعة على المزاج وعلى الحرارة الغريزيةن. والصورة الذاتية .الحرآات وعلى النباتية، ولكل واحد حد آخر ليس يتعلق الغرض به، فلذلك اقتصرنا على األول

الطبع هو آل هيئة يستكمل بها نوع من األنواع، فعليه آانت أو انفعالية، وآأنها أعم من الطبيعة، وقد يكون الشيء

دة، ويشبه أن يكون هو بالطبع بحسب الطبيعة الشخصية، وليست بالطبع عن الطبيعة وليس بالطبع مثل األصبع الزائ .بحسب الطبيعة الكلية، ولعموم الطبع للفعل واإلنفعال آان أعم من الطبيعة التي هي مبدأ فعلي

الجسم إسم مشترك قد يطلق على المسمى به من حيث أنه متصل محدود ممسوح في أبعاد ثالثة بالقوة؛ أعني أنه

وقد يقال جسم لصورة يمكن أن يعرض فيها أبعاد آيف نسبت طوال وعرضا . بالقوة وإن لم يكن بالفعلممسوح

Page 65: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

65

وعمقا، ذات حدود متعينة، وهذا يفارق األول في أنه لو لم يشترط آون الجملة محدودا ممسوحا بالقوة أو بالفعل، أو بهذا اإلعتبار، والفرق بين الكم وهذه الصورة أن اعتقد أن أجسام العالم ال نهاية لها، لكا آل جزء منها يسمى جسما

قطعة من الماء والشمع آلما بدلت أشكالها تبدلت فيها األبعاد المحدودة الممسوحة، ولم يبق واحد منها بعينه واحدا والصورة القابلة لهذه األحوال هي . بالعدد، وبقيت الصورة القابلة لهذه األحوال واحدة بالعدد من غير تبدل

مية،وآذلك إذا تكاثف الجسم مثال آانقالب الهواء بالتكاثف سحابا أو ماء، أو تخلخل مثال الجمد لما يستحيل جسصورته الجسمية، واستحال أبعاده ومقداره، ولهذا يظهر الفرق بين الصورة الجسمية التي هي من باب الكم، وبين

.الصورة التي هي من باب الجوهر

هر لذات آل آاإلنسان، أو آالبياض فيقال جوهر البياض وذاته، ويقال جوهر لكل الجوهر إسم مشترك يقال جوموجود، وذاته ال يحتاج في الوجود إلى ذات اخرى تقارنها حتى يكون بالفعل، وهو معنى قولهم الجوهر قائم بنفسه،

جوهر لكل ذات وجوده ليس ويقال جوهر لما آان بهذه الصفة وآان من شأنه أن يقبل األضداد بتعاقبها عليه، ويقال وقد سبق الفرق بين الموضوع والمحل فيكون معنى قولهم الموجود .في موضوع، وعليه اصطالح الفالسفة القدماء

ال في موضوع الموجود غير مقارن الوجود لمحل قائم بنفسه مقوم له، وال بأس بأن يكون في محل ال يتقوم المحل فليس في موضوع، فكل موجود إن آان آالبياض والحرارة والحرآة والعلم فهو دونه بالفعل، فإنه وإن آان في محل

.جوهر بالمعنى األول، والمبدأ األول جوهر بالمعاني آلها إال بالوجه الثالث وهو تعاقب األضداد

وليس والهيولي جوهر بالمعنى الرابع والثالث، . نعم قد يتحاشى عن إطالق لفظ الجوهر عليه تأدبا من حيث الشرعجوهرا بالمعنى الثاني، والصورة جوهر بالمعنى الرابع وليس جوهرا بالمعنى الثاني والثالث، والمتكلمون يخصصون إسم الجوهر بالجوهر الفرد المتحيز الذي ال ينقسم ويسمون المنقسم جسما ال جوهران وبحكم ذلك

سماء بعد إيضاح المعاني دأب ذوي يمتنعون عن إطالق إسم الجوهر على المبدأ عز وجل، والمشاحة في األ .القصور

العرض غسم مشترك فيقال لكل موجود في محل عرض، ويقال عرض لكل موجود في موضوع، ويقال عرض للمعنى الكلي المفرد المحمول على آثيرين حمال غير مقوم، وهو العرض الذي قابلناه بالذاتي في آتاب مقدمات

د للشيء خارج عن طبعه، ويقال عرض لكل معنى يحمل على الشيء ألجل ويقال عرض لكل معنى موجو. القياسوجوده في آخر يفارقه، ويقال عرض لكل معنى وجوده في أول األمر ال يكون؛ فالصورة عرض بالمعنى األول

ص فقط، وهو الذي يعنيه المتكلم إذا ما قابله بالجوهر واألبيض، أي الشيء ذو البياض الذي يحمل على الثلج والجوالكافور ليس هو عرضا بالوجه األول والثاني، وهو عرض بالوجه الثالث، وذلك ألن هذا األبيض الذي هو نوع محمول غير مقوم، وهو جوهر ليس في موضوع وال محل، فالبياض هو الحال في محل وموضوع، والبياض ال

وحرآة . فال يكون هذا حمال مقومايحمل على الثلج فال ثلج بياضن بل يقال أبيض، ومعناه انه شيء ذو أبيض الحجر إلى أسفل عرض بالوجه األول والثاني والثالث، وليس عرضا بالوجه الرابع والخامس والسادس، بل حرآته

.إلى فوق عرض بجميع هذه الوجوه، وحرآة القاعد في السفينة عرض بالوجه السادس والرابع

.ساد، متحرك بالطبع على الوسط مشتمل عليهالفلك عندهم جسم بسيط آري غير قابل للكون والف

الكوآب جسم بسيط آري، مكانه الطبيعي نفس الفلك، من شأنه أن يكون غير قابل للكون والفساد متحرك على .الوسط غير مشتمل عليه

.الشمس آوآب هو أعظم الكواآب آلها جرما وأشدها ضوءا، ومكانه الطبيعي في الكرة الرابعة

مكانه الطبيعي في األسفل، من شأنه أن يقبل النور من الشمس على أشكال مختلفة ولونه الذاتي إلى القمر هو آوآب

.السواد

.النار جسم بسيط طباعة أن يكون حارا يابسا متحرآا بالطبع عن الوسط، يستقر تحت آرة القمر

Page 66: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

66

الذي تحت آرة النار فوق آرة الهواء جرم بسيط طباعه أن يكون حارا رطبا مشفا لطيفا، متحرآا إلى المكان

.األرض

.الماء جرم بسيط طباعه أن يكون باردا رطبا مشفا، متحرآا إلى المكان الذي تحت آرة الهواء وفوق األرض .األرض جسم بسيط طباعه أن يكون باردا يابسا، متحرآا إلى الوسط نازال فيه

لمالكل جملة موجودات متجانسة، آقولهم عالم الطبيعة العالم هو مجموع األجسام الطبيعية البسيطة آلها ويقال عا

.وعالم النفس وعالم العقل

الحرآة آمال أول بالقوة من جهة ما هو بالقوة، وإن شئت قلت هو خروج من القوة إلى الفعل ال في آن واحد، آل جميع الحرآات التي واما حرآة الكل فهو حرآة الجرم األقصى على الوسط مشتملة على . تغير عندهم يسمى حرآة .على الوسط وأسرع منها

.الدهر هوالمعنى المعقول من إضافة الثبات إلى النفس في الزمان آله

.الزمان هومقدار الحرآة موسوم من جهة التقدم والتأخر

اآلن هو ظرف يشترك فيه الماضي والمستقبل من الزمان، وقد يقال أن الزمان صغير المقدار عن الوهم متصل

.آلن الحقيقي من جنسهبا

وقد يقال مكان للسطح . المكان هو السطح الباطن من الجوهر الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوياألسفل الذي يستقر عليه شيء، يقله، ويقال مكان بمعنىثالث إال أنه غير موجود، وهو أبعاد متناهية آأبعاد المتمكن

ان يجوز أن يلفى من غير متمكن آان هو الخال، وإن آان ال يجوز إال أن يشغلها يدخل فيها أبعاد المتمكن، وإن آالخال بعد يمكن أن يفرض فيه أبعاد ثالثة قوائم ال في مادة، من شأنه أن يمأله جسم وان . جسم موجود فيه فليس بخال

.يخلو عنه، ومهما لم يكن هذا موجودا آان هذا الحد شرحا لإلسم

.جهة ما تمانع أبعاده دخول جسم آخر فيهالمال هو جسم من

.العدم الذي هو أحد المبادي للحوادث هو ان ال يكون في شيء ذات شيء، من شأنه أن يقبله ويكون فيه

السكون هو عدم الحرآة فيما من شأنه أن يتحرك بأن يكون هو في حالة واحدة من الكم والكيف واألين والوضع .زمانا، فيوجد عليه في آنين

.السرعة آون الحرآة قاطعة لمسافة طويلة في زمان قصير

.البطء والميل هو آيفية بها يكون الجسم مدافعا لما يمنعه عن الحرآة إلى جهته

.الخفة قوة طبيعية يتحرك بها الجسم عن الوسط بالطبع

.الثقل قوة طبيعية يتحرك بها الجسم إلى الوسط بالطبع

ة لما تكون فيه إلى فوق ألحداثها الخفة، فيعترض ان تجمع المتجانسات وتفرق المخلتفات، الحرارة آيفية فعلية محرآ

.وتحدث تخلخال من باب الكيف في الكيفي، وتكاثفا من باب الوضع فيه بتحليله وتصعيده اللطيف

Page 67: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

67

اللذين من باب البرودة آيفية فعلية يفعل بين المتجانسات وغير المتجانسات، بحصرها األجسام بتقليصها وعقدها

.الكيف

الرطوبة آيفية انفعالية بها يقبل الجسم الحصر والتشكيل الغريب بسهولة، وال يحفظ ذلك بل يرجع إلى شكل نفسه .ووضعه الذي بحسب حرآة جرمه في الطبع

.اليبوسة آيفية انفعالية لجسم عسير الحصر والتشكيل الغريب عسر الترك والعود إلى شكله الطبيعي

.شن هو جرم سطحه ينقسم إلى أجزاء مختلفة الوضعالخ

.األملس هو جرم سطحه ينقسم إلى أجزاء متساوية الوضع

.الصلب هو الجرم الذي ال يقبل دفع سطحه إلى داخل إال بعسر

.اللين هو الجرم الذي يقبل ذلك

.بتوسطه ماوراءهالرخو جرم ليس سريع اإلنفصال المشف جرم ليس له في ذاته لون، ومن شأنه يرى ويقال تخلخل . التخلخل اسم مشترك يقال تخلخل لحرآة الجسم من مقدار إلى مقدار أآبر، يلزمه أن يصير قوامه أرق

.لكيفية هذا القوام

ويقال تخلخل لحرآة أجزاء الجسم عن تقارب بينها إلى تباعد فيتخللها جرم أرق منها، وهذه حرآة في الوضع ل تخلخل لنفس وضع أجزاء هذا، ويفهم حد التكاثف من حد التخلخل، ويعلم أنه مشترك يقع ويقا. واألول في الكم

واحدة منها حرآة في الكم، واآلخر آيفية، والثالث حرآة في الوضع، والرابع : على أربعة معان مقابلة لتلك المعانيي .وضع

.اإلجتماع وجود أشياء آثيرة يعمها معنى واحد، واإلفتراق مقابله

.لمتجانسان هما اللذان لهما تشابه معا في الوضع، وليس يجوز أن يقع بينهما ذو وضعا

.المداخل هو الذي يالقي اآلخر بكلية حتى يكفيهما مكان واحد

أحدها هو الذي يقال له متصل في نفسه الذي هو فصل من فصول الكم، : المتصل إسم مشترك يقال لثالثة معان

والثاني والثالث هما . يوجد بين أجزائه حد مشترك، ورسمه أنه القابل لإلنقسام بغير نهاية وحده أنه ما من شأنه أنبمعنى المتصل، وأولهما من عوارض الكم المتصل بالمعنى األول من جهة ما هو آم متصل، وهو أن المتصلين هما

نهايته ونهاية شيء آخر واحد اللذان نهايتاهما واحدة، والثالث شرآة في الوضع ولكن مع وضع، وذلك أن آل ماوالمعنى الثالث هو من عوارض الكم المتصل من جهة ما هو في مادة، . بالفعل يقال إنه متصل، مثل خطي زاوية

وهو أن المتصلين بهذا المعنى هما اللذان نهاية آل واحد منهما مالزم لنهاية اآلخر في الحرآة، وإن آان غيره وبالجملة آل مماس مالزم عسير القبول . ها ببعض وإتصال الرباطات بالعظامبالفعل مثل إتصال األعضاء بعض .لإلنفصال الذي هو مقابل للماسة

اإلتحاد إسم مشترك، فيقال إتحاد إلشتراك أشياء فيمحمول واحد ذاتي أو عرضي، مثل اتحاد الكافور والثلج في

ك محموالت في موضوع واحدن مثل اتحاد الطعم ويقال إتحاد إلشترا. البياض، واإلنسان والثور في الحيوانيةويقال اتحاد إلجتماع الموضوع والمحمول في ذات واحدة آجزئي اإلنسان من البدن والنفس . والرائحة في التفاح

ويقال اتحاد إلجتماع أجسام آثيرة إما بالتتالي آالمائدة، وإما بالجنس آالكرسي والسرير، وإما باتصال آأعضاء

Page 68: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

68

ق هذا الباب بإسم اإلتحاد هو حصول جسم واحد بالعدد من إجتماع أجسام آثيرة لبطالن خصوصياتها، الحيوان، وأح .ألجل إرتفاع حدودها المنفردة وبطالن إستقاللها باإلتصال

القسم الثالث ما يستعمل في . التتالي هو آون شيء بعد شيء بالقياس إلى مبدأ محدود، وليس بينهما شيء من بابهما

ات، ولما لم نتكلم في آتاب تهافت الفالسفة على الرياضيات اقتصرنا من هذه األلفاظ على قدر يسير، وقد الرياضيالنهاية، وما ال نهاية، والنقطة، : يدخل بعضها في اإللهيات والطبيعيات في األمثلة واإلستشهادات، وهي ست ألفاظ

.والخط، والسطح، والبعد

.و الكمية إلى حيث ال يوجد وراءه شيء منهالنهاية هي غاية ما يصير الشيء ذ

.ما ال نهاية له هو آم ذو أجزاء آثيرة، بحيث ال يوجد شيء خارج عنه وهومن نوعه، وبيحث ال ينقضي

.النقطة ذات غير منقسمة، ولها وضع وهي نهاية الخط

.الخط هو مقدار ال يقبل اإلنقسام إال من جهة واحدة وهو نهاية السطح

.دار يمكن أن يحدث فيه قسمان متقاطعان على قوائم، وهو نهاية الجسمالسطح مق

البعد هو آل ما يكون بين نهايتين غير متالقيتين ويمكن اإلشارة إلى جهته، ومن شأنه أنه يتوهم أيضا فيه نهايات من ط، وبعد سطحي من غير نوع تينك النهايتين، والفرق بين البعد والمقادير الثالثة أنه قد يكون بعد خطي من غير خ

وآذلك إذا توهم . مثاله أنه إذا فرض في جسم ال إنفصال في داخله نقطتان آان بينهما بعد ولم يكن بينهما خط. سطحفيه خطان متقابالن آان بينهما بعد ولم يكن بينهما سطح، ألنه إنما يكون بينهما سطح إذا انفصل بالفعل بأحد وجوه

خط إذا آان فيه سطح، ففرق إذا بين الطول والخط وبين العرض والسطح، ألن البعد اإلنفصال، وإنما يكون فيه الذي بين النقطتين المذآورتين هو طول وليس بخط، والبعد بين الخطين المذآورين هو عرض وليس بسطح، وإن

.آان آل خط ذا طول، وآل سطح ذا عرض وقد نجز غرضنا من آتاب الحد قانونا وتفصيال

الوجود وأحكامه آتاب أقسام

مقصود هذا الكتاب البحث عن أقسام الوجود، اعني األقسام الكلية والبحث عن عوارضها الذاتية التي تلحقها من حيث الوجود، وهو المراد بأحكامه وقد سبق الفرق بين العوارض الذاتية والتي ليست بذاتية، ولواحق الشيء أعني

ه، وإلى ما ال يوجد شيء أخص منه، فالذي يوجد ما هو أخص منه محموالته تنقسم إلى ما يوجد شيء أخص منوبالفصول ينقسم الشيء إلى أنواعه، وباألعراض . ينقسم، فمنه فصول منه أعراض ذاتية، وقد سبق الفرق بينهما

عشرة ينقسم إلى اختالف أحواله، وقد سبق الفرق بين الفصول وبين األعراض العامة، وإنقسام الوجود إلى األقسام الالتي واحد منها جوهر وتسعة أعراض آما سبق، جملتها يشبه اإلنقسام بالفصول وإن لم تكن بالحقيقة آذلك، إذ ذآرنا في تحقيق الفصل ودخوله في الماهية ما يخرج هذه األمور عن الفصول، آما خرج الوجود والشيء عن األجناس،

بالقوة والفعلن وإلى الواحد والكثير والمتقدم والمتأخر والعام وانقسامه إلى ما هو . وذلك بحكم ما سبق من اإلصطالحوالخاص والكلي والجزئي، والقديم والحادث والتام والناقص والعلة والمعلول، والواجب والممكن وما يجري

جود، وال مجراها، يشبه اإلنقسام بالعوارض الذاتية، فإن هذه األمور ال تلحق الموجود ألمر أعم منه إذ ال أعم من الوومقصودنا من النظر . ألمر أخص منه آالحرآة فإنها تلحق الموجود من حيث آونه جسما ال من حيث آونه موجودا

في أقسام الوجود وهي عشرة أنواع في أنفسها، ثم يكون أمرها في النفس أعني ) الفن األول: (في هذا ينقسم إلى فنينه مثال مطابق للمعلوم آالصورة والنقش الذي هو مثال الشيء، فيكون العلم بها أيضا عشرة متباينة، فإن العلم معنا

الجوهر : لها عشر عبارات إذ األلفاظ تابعة لآلثار الثابتة في النفس المطابقة لألشياء الخارجية، وتلك األلفاظ هيمنطقيون، ونحن فهذه العبارات أوردها ال. والكم والكيف والمضاف واألين، ومتى والوضع وله وأنيفعل وأن ينفعل .نكشف معنى آل واحد منها، وبعد اإلحاطة بالمعنى فال مشاحة في األلفاظ

Page 69: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

69

القول في الجوهر

إعلم أن الموجود ينقسم بنوع من القسمة إلى الجوهر والعرض، وإسم آل من الجوهر والعرض مشترك آما سبق، في موضوع، ونريد بالموضوع المحل القريب ولكنا نعني اآلن من جملتها شيئا واحدا فنريد بالجوهر الموجود ال

الذي يقوم بنفسه ال بتقويم الشيء الحال فيه آاللون في اإلنسان بل في الجسم، فغن ماهية الجسم ال تتقومب اللون بل اللون عارض يلحق بعد قوام ماهية الجسم بذاته، ال آصورة المائية في الماء، فإنها إذا فارقت عند إنقالب الماء

آان المفارق ما تتبدل الماهية بسببه ال آالحرارة والبرودة إذا فارقت الماء، فإن الماهية ال تبدل فإنا إذا سئلنا هواء، وإن أوردنا ثم وقلنا ماء حار أو بارد . وإذا سئلنا عن الهواء لم نقل إنه ماء. هو ماء: ما هو؟ قلنا: عن الحار والبارد

.تشر، فإن صورة المائية قد زالتولم نورد ههنا فنقول ماء قد تخلخل وان

والمتكلمون أيضا يسمون هذا أيضا عرضا، فإنهم يعنون بالعرض ما هو في محل، وهذه الصورة في محل واإلصطالح ال ينبغي أن ينازع فيه، فلكل فريق أن يصطلح في تخصيص العرض بما يريد، ولكن ال يمكن إنكار

ي تزول عند البرودة، وبين صورةالمائية التي تزول عند إنقالبه هواءن فإن الفرق بين الحرارة بالنسبة إلى الماء التوالجوهر على إصطالح المتكلمين عبارة عما ليس . الزائل ههنا يبدل المذآور في جواب ما هو والزائل لثم ال يبدله

مى عندهم أيضا في محل، فصورة عندهم جوهر والمعنى المشترك بين الماء والهواء إذا استحال الماء هواء يسجوهرا وهو الهيولي، فإذا فهم معنى الموضوع، فالفرق بينه وبين المحمول إن الجوهر ينقسم إلى مال يس في

واألول هو الجوهر . الموضوع، وال يمكن أن يكون محموال، وإلى ما ليس في موضوع، ويمكن حمله على موضوعسان والجسم والحيوان، فإنا نشير إلى موضوع مثل زيد والثاني هو الجواهر الكلية آاإلن. الشخصي آزيد وعمرو

ونحمل هذه الجواهر عليه، وتقول زيد إنسان وحيوان وجسم، فيكون المحمول جوهرا ال عرضا غال أنه محمول عرف ذات الموضوع، وليس خارجا عن ذاته، ال آالعرض إذا حمل على الجوهر فإنه يعرف به شيء خارج عن

مل على الجوهر فإنه يعرف به شيء خارج عن ذات الموضوع، إذ البياض يحملعلى الجوهر ذاته، ال آالعرض إذا حإنه لو يفرق : وهو خارج عن ذات الجوهر، ولذلك ال يحد هذا الموضوع بحد المحمول، إذ تقول في حد البياض

يحد هذه الجواهر وأما اإلنسان والحيوان والجسم ونظائرها فنحملها على شخص زيد، و. البصر وال يحد الموضوعإنه حيوان ناطق مائت، او هو جسم ذو نفس حساس متحرك باإلرادة؛ : بحد، وهو بعينه حد الموضوع، إذ نقول لزيد

.فبهذا يتهيأ الفرق بين الجواهر الكلية والجواهر الجزئية

إلى ما ال يحمل وأما األعراض فجملتها في موضوع، ولكنها تنقسم إلى ما يقال علىموضوع بطريق الحمل عليه، وعلى موضوع، فالمحمول على موضوع هي األعراض الكلية آاللون مثال، فإنه يحمل على البياض والسواد وغيره،

وأما األعراض الشخصية فاليمكن حملها آكتابة زيد وبياض شخص، إذ ال يمكن . البياض لون والسواد لون: فيقالشخص، وإذا قلت زيد آاتب أو أبيض لم يكن ذلك حمال أن يحمل على شىء حتى يقال هو آتابة زيد أو بياض

ومهما قلنا هو ذو إنسان لم يكن اإلنسان محموال، وآذا إذا ذو بياض، فإذا الشيء إنما . للبياض بل معناه هو ذو آتابة .وسيأتي حقيقة معنىالكلي في أحكام الوجود. يمكن أن يكون محموال باعتبار آونه آليا، عرضيا آان أو جوهرا

الجوهر الكلي على ما سيأتي قوامه بالشخصيات، : فالجوهر الكلي أولى بمعنى الجوهرية أم الشخصي؟ قلنا: فإن قيل

إذ لوالها لم تكن الكليات موجودةن فالشخص في الرتبة متقدم عليه، لكن الشخص في صيرورته معقوال يفتقر إلى إذا أريد بهذا : فما أقسام الجوهر؟ قلنا: فإن قيل. معنى الكليالكلي وال يفتقر ف يالوجود إليه، وتحقيق هذا عند بيان

الجوهر القائم ال في محل فقط أو القائم ال في موضوع انقسم إلى جسم، أعني إلى متحيز وغير متحيز، والجسم طق، والحيوان ينقسم إلى ناطق وغير نا. والمغتذي ينقسم إلى حيوان وإلى غير حيوان. ينقسم إلى مغتذ وغير مغتذ

وغير . وهذا تدخل فيه الحيوانات آلها على اختالف أصنافها، وينفصل آل نوع بفصل يخصه وإن آنا ال نشعر بهوذهب أآثر المتكلمين أن . المغتذي يدخل فيه السماء والواآب والعناصر األربعة والمعادن آلها؛ فهذه أقسام الجواهر

راضها، إذ للجسم ماهية واحدة وهو آونه متحيزا مؤتلفا، فكونه الجواهر المتحيزة آلها جنس واحد، وإنما تختلف بأعإن هذه الجواهر مختلفة في أنفسها بإختالف حدودها، وإن الصفات : والفالسفة يقولون. حيا معناه قيام العلم والحياة به

لذات وتحقيق الحق المقومات لها هيئات لألشياء التي بتبدل ماهيتها يتبدل جواب ما هو، ويوجب اختالفا في تحقيق ا .وقد حان القول في الكمية والمقدار. في هذين المذهبين ليس من غرضنا، بل الغرض بيان معنى الجوهر وأقسامه

اعلم أن الكم عرض، وهو عبارة عن المعنى الذي يقبل التجزؤ والمساواة والتفاوت لذاته، فالمساواة والتفاوت

Page 70: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

70

واسطته ال من حيث ذات ذلك الغير، وهو ينقسم إلى الكم المتصل والتجزؤ من لواحق الكم، فإن لحق غيره فب .والمنفصل

أما المتصل فهو آل مقدار يوجد ألجزائه حد مشترك يتالقى عنده طرفاه، آالنقطة للخط والخط للسطح، واآلن

و الذي والمتصل ينقسم إلى ذي وضع وإلى ما ليس بذي وضع، وذو الوضع ه. الفاصل، للزمان الماضي والمستقبلألجزائه اتصال وثبات وتساوق في الوجود معا، بحيث يمكن أن يشار إلى آل واحد منهما أنه أين هو من اآلخر، فمن ذلك ما يقبل القسمة في جهة واحدة فقط آالخط، ومنه ما يقبل في جهتين متقاطعتين على قوائم وهو السطح،

ن أيضا ذو وضع ألنه السطح الباطن من لحاوي فإنه يحيط والمكا. ومنه ما يقبل في جميعها على قوائم وهو الجسممكان الماء من اآلنية الفضا الذي يقدر خالء صرفا لو فارقه الماء ولم يخلفه : وفريق يقولون. بالمحوي فهو مكانه

.غيره، وهذا أيضا عند القائل من جملة الكم المتصل فإنه مقدار يقبل اإلنقسام والمساواة والتفاوتمان فهو مقدار الحرآة إال أنه ليس له وضع، إذ ال وجود ألجزائه معا، وإن آان له إتصال إذ ماضيه وأما الز

.ومستقبله يتحدان بطرف اآلن

وأما المنفصل فهو الذي ال يوجد ألجزائه ال بالقوة وال بالفعل شيء مشترك يتالقى عنده طرفاه آالعدد والقول، فإن ها بالبعض، فلو جعلت خمسة من جانب وخمسة من جانب لم يكن بينهما حد العشرة مثال ال إتصال لبعض أجزائ

مشترك يجري مجرى النقطة من الخط واآلن من الزمان، واألقاويل أيضا من جملة ما يتعلق بالكمية فإن آل ما ن عدد إال يمكن أن يقدر ببعض أجزائه فهو ذو أقدار، إذ العشرة يقدرها الواحد بعشر مرات واإلثنين بخمسة، وما م

ويقدر ببعض أجزائهن وآذلك الزمان فإن الساعة تقدر الليل والنهار، والنهار والليل يقدر بهما الشهر، وبالشهر وهذه األمور تجريمجرى األذرع من األطوال، فكذلك األقاويل تقدر ببعض أجزائها، آما يقدر في العروض إذ . السنة

.اوت، فهذه أقسام الكميةبه تعرف الموازنة والمساواة والوحدة والتف

القول في الكيفية

والمعني بها الهيئات التي بها يحاب عن سؤال السائل عن آحاد األشخاص إذا قال آيف هو، واحترزنا باألشخاص وبالجملة هي عبارة عن آل هيئة قارة في . عنالفصول فغن ذلك يذآر في السؤال عن المميز للشيء بأي شيء هو

وهذان الفصالن لإلحتراز . ر وجودها فيه نسبة للجسم إلى خارج، وال نسبة واقعة في أجزائهالجسم ال يوجب اعتباثم هذه الكيفية تنقسم إلى ما يختص بالكم من جهة ما هو آم آالتربيع للسطح، . عن اإلضافة والوضع آما سيأتي

.سم إلى المحسوس وغير المحسوسوأما الذي ال يختص بالكم فينق. واإلستقامة للخط والفردية للعدد وآذا الزوجيةأما المحسوس فهو الذي ينفعل عنه المحسوس أي يحدث فيها آثارا منها، آاللون والطعوم والحرارة والبرودة وغير ذلك مما يؤثر في الحواس الخمس، فما يكون من جملة ذلك راسخا يسمى آيفيات إنفعالية آصفرة الذهب وحالوة

.العسل

وأما غير المحسوس فينقسم إلى اإلستعداد ألمر . آحمرة الخجل وصفرة الوجل يسمى إنفعاالوما آان سريع الزوال أما اإلستعداد فالذي للمقاومة واإلنفعال يسمى قوة طبيعية آالمصحاحية .آخر، وإلى آمال ال يكون إستعدادا لغيره

نفعال سمي ضعفا يعني نفي القوة والصالبة وقوة المذآرة والمصارعة، وإن آان استعدادا لعسر الفعل وسهولة اإلوفرق بين الصحة وبين المصحاحية، فإن المصحاح قد ال يكون صحيحا والممراض قد يكون . آالممراضية واللين

وأما الكماالت التي ال يمكن أن تكون إستعدادا لكمال آخر وتكون غير محسوسة بذاتها آالعلم والصحة، فما . صحيحاحاالت آغضب الحليم ومرض المصحاح، وما آان ثابتا سمي ملكة آالعلم والصحة، آان منها سريع الزوال سمي

أعني العلم الثابت بطول الممارسة دون علوم الشادي التي هي معرضة للزوال، فإن العلم آيفية للنفس غير .محسوسة

القول في اإلضافة

آاألبوة بالقياس إلى البنوة ال آاألب، فإن وهو المعنى الذي وجوده بالقياس إلى شيء آخر ليس له وجود غيره البتة،وأما أقسامه فإنه ينقسم . له وجودا يخصه آاإلنسانية مثال، وتميز هذا المعنى عن الكيف والكم ال خفاء به فهذا أصله

بحسب سائر المقوالت التي تعرض فيها اإلضافة، فإنها تعرض للجواهر واألعراض، فإن عرضت للجوهر حدث

Page 71: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

71

ن والمولى والعبد ونظيرها، وإن عرضت في الكم حدث منه الصغير والكبير والقليل والكثير منه األب واإلبوالنصف والضعف ونظيره، وإن عرضت في الكيفية آانت منه الملكة والحال والحس والمحسوس والعلم والمعلوم،

ى حصل منه السريع وإن عرضت في األين ظهر منه فوق وأسفل وقدام وتحت ويمين وشمال، وإذا عرضت في المت .والبطيء والمتقدم والمتأخر، وآذلك باقي المقوالت

آاألب واإلبن والموالى والعبد، وإلى ما يتوافق : وتنقسم بنحو آخر من القسمة إلى ما يختلف فيه إسم المتضايفين

آالمالك : إلشتقاقآاألخ مع األخ والصديق والجار، وإلى ما يختلف بناء اإلسم مع اتحاد ما منه ا: فيهما اإلسمب .والمملوك والعالم والمعلوم والحاس والمحسوس

ومهما لم يوجد المضاف من حيث هو مضاف سقطت اإلضافة، فإن األب إنسان، فهو باعتبار آونه إنسانا غير

بن، وأمارة اللفظ الدال على اإلضافة التكافؤ من الجانبين، فإن األب أب لإل. مضاف بل الدال على إضافته لفظ األب .اإلنسان إنسان لألب: األب أب لإلنسان لم يمكن ان يقال: ولو قيل. واإلبن ابن لألب

وذو السكان هو ذر سكان بالسكان، مهما لم يكن لذي السكان : السكان سكان لذي السكان، أمكنك أن تقول: وإذا قيل

السكان سكان للذورق، لم : فلو قلنا. يد باليدوهو أحد المضايفين إسما خاصا، آما تقول لليد يد لذي اليد، وذو اليد ذو .ينقلب ألنه ليس لكل ذورق سكان، فيكون المضاف إليه غير مذآور فيه اللفظ الدال على اإلضافة

اليد لذي اليد حتى ينقلب بطريق : اإلنسان إنسان لليد، بل ينبغي أن يقال: اليد يد اإلنسان، لم يمكن أن تقول: وإذا قلترائد هذا التكافؤ ان يراعة إتحاد جهة اإلضافة، حتى أن يؤخذ جميعا بالفعل أو جميعا بالقوة، وإال ظن ومن ش. التكافؤ

.تقدم احدهما على اآلخر

ومن خواص اإلضافة أنه إذا عرف أحد المضافين محصال به عرف اآلخر أيضا آذلك، فيكون وجود أحدهما مع علم والمعلوم ليسا متساويين بل المعلوم متقدم على العلم، وليس آذلك وجود اآلخر ال قبله وال بعده، وربما يظن أن ال

بل العلم مثال للمعلوم بكونه معلوما مع آون العلمف ي نفسه ومع آون الذات عالما بال ترتيب، إال أن يوحد المعلوم .تقدما على العلم بالقوةوالمحسوس معلوما ومحسوسا بالقوة ال بالفعل، فيكون متقدما على العلم بالفعل، وال يكون م

القول في األين

إنه في السوق او في الدار، ولسنا نعني : والمراد به نسبة الجوهر إلى مكانه الذي هو فيه، آقولك في جواب أين زيدبه أن األين البيت بل المفهوم من قولنا في البيت هو العرض له ولكل جسم أين، ولكن بعضها بين آما لإلنسان واحد

، وبعضها يعلم على تأويل آما لجملة العالم، فإنه له أين على تأويل، فكل جسم له أين خاص قريب واينات العالممشترآة تشتمل عليه بعضها أصغر من بعض وأقرب إلى األول، مثل زيد وهو في البيت، فإن أينه القريب مقعد

هو في البيت وفي البلد وفي : ولذلك يقالالهواء المحيط به المالقى لسطح بدنه ثم البلد ثم المعمور من األرض وأما أنواع اإلين فمنها ما هو أين بذاته،ومنها ما هو أين مضاف، فالذي هو أين . المعمور وفي األرض وفي العالم

بذاته آقولنافي الدار وفي السوق، وما هو أين باإلضافة فهو مثل فوق وأسفل ويمنة ويسرة وحول ووسط، وما بين ومع وعلى وما أشبه ذلك، ولكن ال يكون للجسم أين مضاف ما لم يكن له أين بذاته، فما آان فوق فال وما يلي وعند

.بد وأن يكون له أين بذاته، إن آان معنى آونه فوق فوقية مكانية

القول في متى

محدود يكون وهو نسبة الشيء إلى الزمان المحدود الذي يساوق وجوده، وتنطبق نهاياته على نهاية وجوده أو زمان .هذا الزمان جزءا منه

وبالجملة فما يقال في جواب متى والزمان المحدود هو الذي حد بحسب بعده من اآلن، أما في الماضي أو المستقبل وذلك إما باسم مشهور آقولك أمس وأول من أمس وغدا والعام القابل وإلى مائة سنة وإما بحادث معلوم البعد من

لصحابة ووقت الهجرة، والزمان المحدود إما أول وإما ثان له؛ فزمانه األول هو الذي يغلف اآلن آقولك على عهد اوجوده وانطبق عليه غير منفصل عنه، وزمانه الثاني هوالزمان المحدود األعظم الذي نهاية األول جزء منه، مثل

Page 72: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

72

مان األول المطابق، واليوم أن يكون الحرب في ست ساعات من يوم من شهر من سنة، فتلك الساعات الست هي الزوقع الحرب في السنة الفالنية ومساوقة : والشهر والسنة أزمنة ثوان يضاف إليها باعتبار آون زمانه جزءا منها فيقال

الزمان لوجود الشيء غير تقدم الزمان له، فإنا نعني بالمساوق المنطبق، وذلك قد يكون بنهايات الزمان الذي ينقسم آم دامت : مائة سنة؛ فالزمان مقدار، وإذا قيل: آم عاش فالن؟ فيقال: ائل عن ذلك بكم، آما يقالوالمقدار جواب للس

سنة؛ فهذا مطابق ال مقدم، فقد يكون المطابق ممتدا ولكن ليس من شرطه اإلمتداد، ومن شرط الزمان : الحرب؟ فيقال .المقدم اإلمتداد واإلنقسام

القول في الوضع

م بحيث يكون ألجزائه بعضها إلى بعض نسبة باإلنحراف والموازاة والجهات وأجزاء وهو عبارة عن آون الجسالمكان، إن آان في مكان يقله آالقيام والقعود واإلضطجاع واإلنبطاح، فإن هذا اإلختالف يرجع إلى تغاير نسبة

تلقيا فوضع أجزائه آوضعه األعضاء إذ الساق يبعد من الفخذ في اإلنتصاب وفي القعود قد تضاما، وإذا مد رجليه مسإذا انتصب، ولكن باإلضافة إلى الجهة والمكان يختلف إذ آان الرأس في القيام فوق الساق وليس ذلك عند اإلستلقاء،

.ومهما مشى اإلنسان فالوضع ال يتغير عليه والمكان يتغير، فليس الوضع هو تبدل المكان

ء اإلنسان، فغنه لو لم يكن جسم غيره لكان وضع أجزائه معقوال، والوضع قد يكون للجسم باإلضافة إلى ذاته آأجزاولما . وقد يكون باإلضافة إلى جسم آخر وذلك في أينه الذي يثب له باإلضافة من فوق وتحت ويمين ووسط وغيرها

ضرب بالذات وضرب باإلضافة، صارالوضع أيضا ضربين، لكن ال يكون للشيء وضع : آانت األمكنة ضربين .ما لم يكن له وضع بذاته باإلضافة

ضرب هو للجسم أول خاص، وضرب هو ثان ومشترك له : ولما آان المكان الذي بذاته ال باإلضافة ضربين

ولغيره، صار له وضعه أحيانا بالقياس إلى مكان األول الخاص وأحيانا إلى مكانه الثاني المشترك له ولغيره وآفاقه، زمن اآلفاق، ولكل جزء من السماء وضع من أجزاء األرض في آل حالة من إذ لكل إنسان موضع من القطبين مثال

.األحوال، وبحرآته يبدل في الوضع فقط ال في المكان

القول في العرض الذي يعبر عنه بله

ولما مثل هذا بالمنتعل والمتسلح والمنطلس فال يتحصل له معنى سوى أنه نسبة الجسم إلى الجسم . وقد يسمى الجدهق على جميع بسيطه أوعلى بعضه، إذا آان المنطبق ينتقل بانتقال المحاد به المنطبق عليه، ثم منه ما هو المنطب

وأما الماء في اإلناء فليس من هذا . طبيعي آالجلد للحيوان والخف للسلحفاة، ومنها ماهو إرادي آالقميص لإلنسانتدخل تلك النسبة في هذه المقوالت بل في مقولة االين؛ واهللا القبيل، ألن اإلناء ينتقل بانتقال الماء، بل هو بالعكس فال

.أعلم

القول في أن يفعل

ومعناه نسبة الجوهر إلى أمر موجود منه في غيره غير باقي الذات، بل ال يزال يتجدد آالتسخين والتحديد والقطع، غيرها لها نسبة إلى أسبابها، عند من فإن البرودة والسخونة واإلنقطاع الحاصلة بالثلج والنار واألشياء الحارة في

اعتقد أسبابا في الوجود، فتلك النسبة من جانب السبب يعر عنه بأن يفعل إذا قال يسخن ويبرد، ومعنى يسخن يفعل السخونة، ومعنى يبرد يفعل البرودة؛ فهذه النسبة هي التي عبر عنها بهذه العبارات، وقد يعتقد معتقد أن تسمية ذلك

إذ آان يرى الفعل مجازا في آل من ال اختيار له، ولكن ال ينك رمع ذلك نسبة ألجلها يصدق قوله فعال مجازا .سخنته النار، فتلك النسبة جنس من األعراض عبر عنه بالفعل أو بغيره، فال مضايقة في العبارات

القول في اإلنفعال

عل، وآل متسخن ومتبرد فعن مسخن ومبرد بحكم وهو نبة الجوهر المتغير إلى السبب المغير، فإن آل منفعل فعن فاواإلنفعال على الجملة تغير، والتغير . العادة المطردة عند أهل الحق، وبحكم ضرورة الجبلة عند المعتزلة والفالسفة

Page 73: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

73

قد يكون من آيفية إلى آيفية مثل تصير الشعر من السواد إلى البياض، فغنه غيره الكبر على التدريج وصيره من إلى البياض، فإنه غيره الكبر على التدريج وصيره من السواد إلى البياض قليال قليال بالتدريج، ومثل تصير السواد

الماء من البرودة إلى الحرارة، فإنه حين ما يتسخن الماء يحسر عنه البرودة قليال قليال، وتحدث فيه الحرارة قليال ي آل وقفة على حالة واحدة تفارق ما قبلها وما بعدها، فليست قليال على اإلتصال إال أن ينقطع سلوآه، فيقف فهو ف

.حالته مستقرة في وقت السلوك

وأنواع التغير آثيرة وهي أنواع اإلنفعال بعينه؛ فهذه هي . وعلى الجملة ال فرق بين قولك ينفعل وبين قولك يتغيرفهذا الحصر أخذ تقليدا من : ة؛ فإن قيلاألجناس العالية للموجودات آلها، وقد جرى الرسم بحصرها في هذه العشر

التقليد شأن العميان، ومقصود هذا الكتاب أن تتهذب به طرق البرهان، فكيف يقنع فيه : المتقدمين أو عليه برهان؟ قلناإحداهما أن هذه العشرة موجودة وهذا معلوم : بالتقليد بل هو ثابت بالبرهان ووجهه أن هذا الحصر فيه ثالث دعاوي

.ة العقل والحس آما فصلناهبمشاهد

واآلخر إنه ليس في الوجود شيء خارج عنها وعرف ذلك بل إن آل ما أدرآه العقل ليس يخلو من جوهر أو عرض، وآل جوهر ينطلق عليه عبارة أو يختلج به خاطر فممكن إدراجه تحت هذه الجملة وأما أنه ليس بممكن أن

ين هذه األقسام بما ذآرناه اختالفها، فيتم العلم بهذه الدعوى بهذه يقتصر على تسعة فطريق معرفته أن تعرف تبا .الجملة

نعم ال يبعد ان يتشكك ناظر في وجه مباينة قسم لقسم حتى يلتبس عليه وجه الفرق بين اإلضافة المحضة وبين النسبة

سبة شيء، ولكن إذا أمعن النظر إلى المكان أو نسبة اإلنفعال، ألن هذه األمور فيها أيضا نسبة، ولكن فيها وراء النظهر له التباين آما ال يبعد أن يتشكك في عرض من األعراض أنه من قبيل هذا القسم أو ذاك، آما يتشكك ناظر في الفرق بين نسبة الجوهر إلى مكانه، وبين نسبته إلى جوهر بطريق المجازاة، وذلك إنما يعرض من حيث يكون إسم

من حيث هو مضاف، وال يوجد له إسم يدل عليه من حيث تلكالصفة بغير إضافة حتى صفة ويكون آونه في المكان يتكلف، فيوضع له إسم االين ويوضع للوقوع فيالزمان إسم متى، فمهما آان إسمه الدال عليه منحيث هو مضاف هو

مي، وآذلك قد الذي جعل إسمه الدال عليه من حيث هو صفة إعترض هذا الشك، ويكون هذا تقصير من واضع األسايعرض في هذا أن يكون إسم جنس يدل عليه من حيث هي مضافة، فيظن أن الجنس إضافة، ويتعجب أن الجنس

.آيف يكون من مقولة المضاف، ويكون النوع من مقولة أخرى، وسببه ما ذآرنا

إشتراك اإلسم ههنا، فإن وأن تشكك في التكاثف والتخلخل أنه من مقولة الكيفية أو من مقولة الوضع وأنتشأ الشك منالتخلخل أن نتباعد أجزاء الجسم بعضها من بعض لتخللها أجسام غريبة من هذا أوغيره، والتكاثف معناه تقارب

.أجزائه بالتلبد حتى ينعصر ما فيه من هواء فيسيل من خلله فتتقارب أجزاؤه وتتماس

الفن الثاني

مثل آونه مبدأ وعلة ومعلوال، وانقسامه إلى ما هو بالقوة وأحواله في انقسام الوجود بأعراضه الذاتية إلى أصنافه?وما هو بالفعل وإلى القديم والحادث والقبل والبعد والمتقدم والمتأخر، والكلي والجزئي والتام والناقص والواحد

ء آخر والكثير والواجب والممكن، فإن هذه العوارض تثبت للموجود من حيث هو موجود، ال من حيث أنه شي .أخص منه آكونه جسما أو عرضا أو غيرهما

القول في اإلنقسام إلى العلة والمعلول

واتصال الموجود بكونه مبدأ وعلة والمبدأ إسم لما يكون قد استتم وجوده في نفسه إما عن ذاته وإما عن غيره، ثم ه، ثم ال يخلو إما أن يكون يحصل منه وجود شيء آخر يتقوم به، ويسمى هذا علة باإلضافة إلى ما هو مبدأ ل

آالجزء من المعلول مثل الخشب وصورة السرير للسرير أو ال يكون آالجزء، فالذي يكون آالجزء قد ال يجب عن ?وجوده وجود المعلول بالفعل، ويسمى عنصرا وهو آالخشب للسرير، وقد يجب عن وجوده ال محالة وجود المعلول

صر علة قابلية والصورة علة صورية، والذي ليس آالجزء ينقسم إلى مباين بالفعل وهو صورة السرير، ويسمى العنوالمالقي ينقسم إلى ما يكتسب صفة من المعلول فينعت به، وهو آالموضوع للعرض إذ يقال . للمعلول وإلى مالق

Page 74: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

74

العلة الموضوع حار وبارد وأسود وأبيض، وإلى ما يكون بالعكس منه، وهو أن يكون المعلول يكتسب النعت من .فينعت المعلول بالعلة، وهو آصورة المائية للمادة المشترآة بين الماء والهواء عند اإلستحالة

.وقد يسمى ذلك المشترك هيولي، وال مشاحة في إطالق هذا اإلسم وإبداله

إلى ما ألجله وأما المباين فينقسم إلى ما منه الوجود وليس الوجود الجله، وهو العلة الفاعلية آالنجار للسرير، و

.وجود المعلول وهو العلة الغائية آالصلوح للجلوس للكرسي والسرير

والعلة األولى هي الغاية، فلوالها لما صار النجار نجارا، وآونها علة سابقة سائر العلل إذ بها صارت العلل عالال . قابل ألن الفاعل مفيد والقابل مستفيدووجودها متأخرا عن وجود الكل، وإنما المتقدم عليتها، والعلة أبدا أشرف من ال

ثم العلة قد تكوهن بالذات وقد تكون بالعرض، وقد تكون بالقوة وقد تكون بالفعل، وقد تكون قريبة وقد تكون بعيدة، .وقد سبقت أمثلتها

القول في اإلنقسام إلى ما هو بالقوة وإلى ما هو بالفعل

لقوة، وإسم القوة قد يطلق على معنى آخر فيلتبس بالقوة التي تقابل بالفعل، الموجود قد يقال أنه بالفعل وقد يقال أنه باويقال لما . فليقدم بيانها إذ يقال قوة مبدأ التغيير إما في المنفعل وهو القوة اإلنفعالية، وإما في الفاعل وهو القوة الفعلية

ا به يصير الشيء متغيرا أو ثابتا، فإن به يجوز من الشيء فعل أو انفعال وما به يصير الشيء مقوما لآلخر، ولمالتغير ال يخلو من الضعف، وقوة المنفعل قد تكون محدودة متوجهة نحو شيء واحد معين، آقوة الماء على قبول

.الشكل دون حفظه، بخالف الشمع الذي فيه قوة القبول والحفظ جميعا

الشمع للتسخين والتبريد، وآذلك قوة الفاعل تتوجه وقد يكون في الشيء قوة إنفعالية باإلضافة إلى الضدين، آقبولإلى شيء واحد متعينن آقوة النار على اإلحراق فقط، وقد تتوجه نحو أشياء آثيرة آقوة المختاربن على األمور المختلفة، وقد يكون في الشيء ألمور ولكن بعضها يتوسط البعض آقوة القطن على قبول صورة الغزل والثوبية،

لناظر في لفظ القوة ويلتبس عليه القوة بهذا المعنى بالقوة التي تذآر بإزاء الفعل، والفرق بينهما ظاهر من وقد يسهو اأن القوة التي بإزاء الفعل تنتهي مهما صار الشيء بالفعل، والقوة األخرى تبقى موجودة في حالة آونها : األول: أوجه .فاعلة

الثالث . المبدأ المحرك، والقوة الثانية يوصف بها في األآثر األمر المنفعلأن القوة الفاعلة ال يوصف بها إال: الثاني

هو أن الفعل الذي بإزاء القوة األخرى يوصف بها آل شيء من قبيل الموجودات الحاصلة، وإن آان انفعاال أو حاال ستعداد للشيء، وقبول المحل له قولكم أن الشيء بالقوة ال بالفعل يرجع حاصله إلى اإل: فإن قيل. ال فعال وال إنفعاال

وهذا مفهوم، وأما القوة األخرى التي هي فاعلة آقوة النار على اإلحراق وهذا مفهوم، وأما القوة األخرى التي هي فاعلة آقوة النار على اإلحراق آيف يعترف بها من يرى أن النار ال تحرق، وإنما اهللا تعالى يخلق اإلحراق عند

غرضنا لما ذآرنا شرح معنىاإلسم ال تحقيق : قلنا. ن والنار مثال، بحكم إجراء اهللا تعالى العادةوقوع اللقاء بين القطوجود المسمى، وقد نبهنا على وجه تحقيق الحق فيه في آتاب تهافت الفالسفة والغرض أن ال يلتبس إحداهما

.باألخرى إذا استعملهما معتقد ذلك

القول في إنقسام الموجود

لى الحادث والقبل والبعدإلى القديم وإ

أما القديم فهو إسم مشترك بين القديم بحسب الذات وبين القديم بحسب الزمان، فالذي بحسب الزمان هو الذي ال أول لزمان وجوده، وأما الذي بحسب الذات فهو الذي ليس لذاته مبدأ وعلة هو به موجود، والمشهور الحقيقي هو األول،

ألول، وآأنه مجاز، وهو من إصطالح الفالسفة، وبهذا اإلشتراك يشترك الحادث أيضا، والثاني آأنه مستعار من اوالعالم . فالحادث بحسب الزمان هو الذي لزمان وجوده إبتداء، وبحسب الذات هو الذي لذاته مبدأ هي به موجودة

ويلين جميعا، وتسميتهم العالم عند الفالسفة حادث بالمعنى الثاني قديم بالمعنى األول، وصانع العالم قديم على التأ

Page 75: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

75

.حادثا بتأولهم مجاز محض، إذ المفهوم الكائن بعد إن لم يكن، والعالم عندهم ليس آائنا بعد إن لم يكنإن للعالم نسبة إلى طبيعة الوجود ونسبة إلى العدم، والوجود حاصل له ال من ذاته بل من : ومن تأويالتهم قولهم

ير لكان له من ذاته العدم وما للشيء من ذاته قبل ما للشيء من غيره قبلية بالذات، غيره، وإذا قدرنا عدم ذلك الغفالعدم له قبل الوجود؛ فهذا هو التأويل وهو تكلف من الكالم في اطالق اللفظ، بل ينكر عليهم ترك اعتقاد محل

وال مشاحة فيها، والعجب أنهم الحدوث، وإن وجود العالم ليس مسبوقا بعدم، وإذا لم يعتقد ذلك فاألسامي ال تغني المعلول حادث في آل زمان، فوصف الحدوث له ثابت عندهم : إنا باعتقاد حدوث العالم أولى؛ فإنا نقول: يقولون

الدهر آله، وعندآم في حالة واحدة، وإن آان المفهوم من الحدوث ما ذآروه فهو أحق به إال أن المفهوم من الحدوث قوا اللفظ على أمر آخر يستمر في جميع األزمنة، وطريق بطالنه ذآرناه في تهافت ما ذآرناه، وقد نفوه وأطل

.الفالسفة

وأما القبل فإنه إسم مشترك في محاورات النظار والجماهير، إذ يطلق وتراد القبلية بالطبع آما يقال الواحد قبل هو وليس اآلخر بموجود، فما يمكن اإلثنين، وذلك في آل شيء ال يمكن أن يوجد اآلخر إال وهو موجود، ويوجد

وجوده دون اآلخر فهو قبل اآلخر، وذلك اآلخر، قد يقال له بعد وآأنه مستعار ومجاز، بل القبلية الظاهرة المشهورة هي القبلية الزمانية، وأمرها ظاهر، ويقال قبل للتقدم في المرتبة آتقدم الجنس على النوع باإلضافة إلىالجنس

بالنسبة إلى شيء معين آما يقال الصف األول قبل الصف الثاني، إذا صار المحراب هو األعلى، وقد يكون المنسوب، ولو نسب إلى باب المسجد ربما آان الصف األخير موصوفا بالقبلية، وقد يقال قبل بالشرف آما يقال

إلى المعلول مع أنهما في محمد صلى اهللا عليه وسلم قبل موسى، وقبل أبي بكر وعمر وقد يقال قبل للعلة باإلضافة الزمان معا وفي آونهما بالقوة أو بالفعل يتساويان، ولكن من حيث أن ألحدهما الوجود غير مستفاد من اآلخر ووجود اآلخر مستفاد منه فهو متقدم عليه، وإذا تأملت حال المتقدم في جميع هذه المعاني رجع إلى ان المتقدم هو

.ل حال، وليس للمتأخر ذلك إال وهو موجود للمتقدمالذي له الوصف الذي للمتأخر بك

القول في إنقسام الموجود إلى الكلي والجزئي

إعلم أن الكلي إسم مشترك ينطلق على معنيين، هو باحدهما موجود في األعيان، وبالمعنى الثاني موجود في األذهان تبار ضم غيره إليه، واعتبار تجريده من غيره أما األول فهو للشيء المأخوذ على اإلطالق منغير اع. ال في األعيان

بل من غير التفات إلى أنه واحد، فإن اإلنسان مثال معقول بأنه حقيقة ما والزم شيء لإلنسانية وأشده التصاقا به آونه نها واحدا أو آثيرا، إذ ال يتصور إال آذلك، ولكن العقل قادر على أن يعتبر اإلنسانية المطلقة من غير التفات إلى أ

واحدة أو أآثر، فإن اإلنسان بما هو إنسان شيء وبما هو واحد أو أآثر، وذلك له بالقوة أم بالفعل شيء آخر، فإن اإلنسان إنسان بال شرط آخر البتة، ثم العموم أو الخصوص شرط زائد على ما هو إنسان، والوحدة والكثرة آذلك،

ن اإلنسان المعلوم له وحدة فقد علم شيئين أحدهما اإلنسان واآلخر فإن من علم اإلنسان فقد علم أمرا واحدا ومن علم أالوحدة، وآذلك إذا علم الكثرة، وآذا إذا علم الخصوص والعموم، فكل ذلك زائد على المعلوم، وليس ذلك إذا فرضت

لتفات إلى هذه األحوال بالفعل فقط بل هو آذلك، وإن فرضت بالقوة فإنك تفرض بالقوة اإلنسان المطلق من غير االوحدة والكثرة، وتفرض الوحدة والكثرة بعده فيكون في اعتبارك إنسانية وإضافة ما لإلنسانية إلى الوحدة أو الكثرة،

.وفرض الوحدة والكثرة زائد على أصل اإلنسانية

نحن نعلم أن نعم الكثرة والوحدة تلزم اإلنسانية في الوجود ال محالة، وليس آل ما يلزم الشيء فهو له في ذاته، ف: إن اإلنسانية ال توجد وله إحدى الحالتين، وبين قولنا: اإلنسانية بما هي إنسانية واحدة أو آثيرة، ففرق بين قولنا

وليس نقيض قولنا أن اإلنسانية بما هي إنسانية واحدة أن اإلنسانية بما هي إنسانية . إحدى الحالتين له بما هو إنسانيةسانية ليست بما هي إنسانية واحدة، وإذا آان آذلك جاز أن توجد واحدة أو آثيرة، ولكن ال آثيرة، بل نقيضها أن اإلن

بما هي إنسانية، فالكلي قد يراد به اإلنسانية المطلقة الخالية عن إشتراط الوحدة أو الكثرة قد يراد به اإلنسانية المطلقة المنفكة عن آل اعتبار، سوى اإلنسانية بالنفي واإلثبات الخالية عن اشتراط الوحدة أو الكثرة أو غير ذلك من لواحقها

إنسانية بشرط أن ال يكون معه غيره، ألن األخير فيه : إنسانية بال شرط آخر، وبين قولنا: جميعا، وفرق بين قولنافالكلي بهذا زيادة اشتراط نفي، واألول نعني به اإلطالق الذي هو منقطع البتة عما وراء اإلنسانية نفيا آان أو إثباتا،

المعنى موجود في األعيان فإن وجود الوحدة أو الكثرة او غير ذلك من اللواحق مع اإلنسان، وإن لم يكن بما هو إنسانية، إذ ال تخرج اإلنسانية عنها في الوجود، فإن لكل موجود مع غيره ال في ذاته وجودا يخصه، وانضمام غيره

ودا يخصه، وانضمام غيره إليه ال يوجب نفي وجوده من حيث ذاته، إليه ال يوجب نفي وجوده من حيث ذاته وجفاإلنسانية عند اإلعتبار موجودة بالفعل في آحاد الناس محمول على آل واحد، ال على أنه واحد بالذات وال على انه

Page 76: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

76

ه من الوجوه والمعنى الثاني للكلي هو اإلنسانية مثال بشرط أنه مقولة بوج. آثير، فإن ذلك ليس بما هو إنسانيةالمقولية على آثيرين، وهذا غير موجود في األعيان، إذ يستحيل وجود شيء واحد بعينه يكون محموال على آل

وذلك ألن اإلنسان الذي اآتنفته األعراض المخصصة لشخص زيد لمتكتنفه . واحد من اآلحاد في وقت واحد معيني عمرو، يكون هو ذلك في العدد بعينه، وربما يكتنفهما أعراض عمرو، حتى تكون تلك اإلنسانية بعينها موجودة ف

أعراض متعاندة، ولكن هذا المعبر عنه موجود في األذهان على معنى أنه إذا سبق إلى الحس شخص زيد، حدث في النفس أثر، وهو انطباع صورة اإلنسانية فيه، وهو ال يعلم، وهذه الصورة المأخوذة من اإلنسانية المجردة من غير

فات إلى العوارض المخصصة لو أضيفت إلى إنسانية عمرو لطابقته، علىمعنى أنه لو ظهر للحس فرس بعده التيحدث في النفس أثر آخر، ولو ظهر عمرو لم يتجدد في نفس أثر بل سائر أشخاص الناس في ذلك مستوية، سواء

ليا بهذا اإلعتبار، إذ نسبته إلى آل األشخاص الموجودة والتي يمكن وجودها، ألنه استوت نسبته إلى الكل فسمي آواحد واحدة، فلهذه الصورة نسبة إلى أحد األشخاص وغيرها واحدة آان مثال مطابقها آذلك، لهذا قيل إنه آلي، ونسبته إلى النفس وإلى سائر الصور المرتسمة في النفس؛ وهذا هو الذي أشكل على المتكلمين وعبروا عنه بالحال،

ونفيه وقال قوم ليس بموجود وال معدوم، وأنكره قوم وأشكل عليهم اإلفتراق واإلشتراك بين واختلفوا في إثباتهاألسماء إذ السواد والبياض يشترآان في اللونية ويفترقان في شيء فيفكيف يكون مافيه اإلفتراق وما فيه اإلشتراك

د لهمن خارج، إذا ثبت في النفس واحدا؟ ومنشأ ذلك سوء فهم بعضم عن اعتقاد شيء له وجود في النفس ال وجوصورة آلية، وليس في الوجود آونها آلية بهذا اإلعتبار بل هو ثابت في األعيان باإلعتبار األول، ومعنى آليتها

.التماثل دون اإلتحاد في اإلنسانية الموجودة لزيد واإلنسانية الموجودة لعمرو في آونها إنسانية بالعدد

قل لالنسانية فمطابق له وإلنسانيته زيد وعمرو مطابقة واحدة، والصورة في نفسها واحدة وأما مثاله في النفس العاومع وحدتها مطابقة للكثرة، آأنها باإلضافة إليه أيضا واحدة، أعني تلك الكثرة؛ فهذا تحقيق معنى الكلي، وهو من

.بد من تبيينها أغمض ما يدرك وأهم ما يطلب إذ جميع المعقوالت فرع لتحقيق هذه المعاني فالوأما التام والناقص فليس المراد بهما الجزئي والكلي، بل التام يراد به الذي يوجد له جميع ما من شأنه أن يوجد، وليس مما يمكن أن يوجد له إال وهو موجود له إما في آمال الوجود وإما في القوة الفعليةن وإما في القوة اإلنفعالية

.ايقابل التام الكاملوالناقص م. وإما في الكمية

القول في اإلنقسام إلى الواحد والكثير ولواحقهما

إعلم أن الواحد إسم للشيء الذي ال يقبل القسمة من الجهة التي قيل له أنه واحد، ولكن الجهات التي يمتنع بسببها .اإلنقسام وتثبت الوحدة باإلضافة إلهيا آثيرة

الفرس واإلنسان واحد في الحيوانية، إذ ال إختالف : ا في الجنس آقولنافمنها ما ال ينقسم في الجنس فيكون واحد .بينهما إال في العدد وفي لنوع والعوارض

الجاهل والعالم واحد بالنوع أي : ومنها ما ال ينقسم في النوع آقولك. أما الحيوانية فليس بينهما فيها اختالف وإنقسام

: ومنها ما ال ينقسم بالمناسبة آقولنا. الغراب والفار واحد في السواد: آقولنا ومنها ما ينقسم بالعرض العام. باإلنسانيةالنامي والذابل واحد : ومنها ما ال ينقسم في الموضوع آقولنا .نسبة الملك إلى المدينةن ونسبة العقل إلى النفس واحدة

ذه األشياء واحدة أي في ه: في الموضوع، وآذلك تجتمع رائحة التفاح وطعمه ولونه في موضوع واحد فيقالومنها ما ال ينقسم معناه في العدد أو ينقسم إلى أعداد مشترآة في شيء آالرأس، فإنه واحد . الموضوع ال بكل وجه

من الشخص أي ينقسم إلى أجزاء يكون لها معنى الرأس ومنها ما ال ينقسم بالحد أي ال توجد حقيقته لغيره وليس له ثم ينقسم إلى ما فيه آثرة بالفعل . ال الشمس واحد وأحق األشياء باسم الواحد واحد بالعددنظير في آمال ذاته، آما يق

ويكون واحدا بالترآيب واإلجتماع آالبيت الواحد مثال، وإلى ما ال آثرة فيه بالفعل ولكن فيه آثرة بالقوة ال بالفعل فيه ال بالفعل وال بالقوة وهنو آل جوهر آالجسم من حيث هو جسم أي ذو صورة جسمية اتصالية، وإلى ما ال آثرة

واحد ليس بجسم عند الفالسفة، وذات األول الحق آذلك باإلتفاق، ويثبت هذا للجوهر الواحد الفرد المتحيز عند .المتكلمين فإنه ال ينقسم ال بالقوة وال بالفعل، وهو واحد بالعدد

الواحد، فالمعنى المفهوم من الكثرة على مقابلة الوحدة في آل والذي يقبل القسمة ال بالقوة وال بالفعل هو األحق باسم

Page 77: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

77

رتبة، والكثير على اإلطالق على مقابلة الواحد على اإلطالق، وهو ما يوجد فيه واحد وليس واحدا من جهة ما هو .فيه، أي يوجد فيه واحد ليس هو وحدة فيه، وهو الذي يجاب عنه بالحساب

ة واإلتحاد في الكيفية يسمى مشابهة، وفي الكمية يسمى مساواةن وفي الجنس يسمى وقد يكون الكثير آثيرا باإلضاف

مجانسة، وفي النوع يسمى مشاآلة، واإلتحاد في األطراف يسمى مطابقة، فيخرج من هذا بيان معنى الواحد بالجنس حد هي التشابه والمساواة والواحد بالنوع، والواحد بالعدد والواحد بالعرض والواحد بالمساواة، فجملة النسب للوا

.والمطابقة والمجانسة والمشاآلة، وأنواع الكثير مقابالت لذلك

القول في إنقسام الوجود إلى الممكن والواجب

األول وهو اإلصالح العامي التعبير به عما ليس بممتنع الوجودن : اعلم أن الممكن إسم مشترك يطلق على معانويكون األول الحق ممكن الوجود، أي ليس محال الوجود، وتكون األشياء بهذا وعلى هذا يدخل الواجب الوجود فيه،

.ممتنع وممكن أي ممتنع وما ليس بممتنع، ويدخل فيه الجائز والواجب: اإلعتبار قسمين

الثاني الوضع الخاصي وهو أن يراد به سلب الضرورة في الوجود والعدم جميعا، وهو الذي ال استحالة في وجوده ممتنع وجوده أي ضروري عدمه، وواجب : عدمه، وخرج الواجب عنه، ويكون المذآور بهذا اإلعتبار ثالثة وال في

وجوده أي ضروري وجوده، وشيء ال ضروري في وجوده وال في عدمه، بل نسبته إليهما واحدة، وهو المراد .بالممكن

أخص من الذي سبق وذلك آالكتابة الثالث أن يعبر عن ممكن ال ضرورة في وجوده بحال من األحوال، وهو

لإلنسان ال آالتغيير للمتحرك، فإنه ضروري في حال آونه متحرآا، وال آالكسوف للقمر فإنه ضروري عند توسط واجب وممكن وموجود له ضرورة وموجود ال : األرض بينه وبين الشمس، فيصير األعداد على هذا الوضع أربعة

.ضرورة له البتة

لشيء المعدوم في الحال الذي ال يستحيل وجوده في اإلستقبال فيقال له ممكن أي له الوجود الرابع أن يخصص ا .بالقوة ال بالفعل، وعلى هذا ال يقال العالم في حال وجوده ممكن بل يقال آان قبل الوجوب ممكنا

ينقسم إلى ما هو وأما الواجب الوجود فهو الذي متى فرض معدوما غير موجود لزم منه محال، ثم الواجب وجوده

أما الواجب لذاته فهوالذي فرض عدمه محال لذاته ال بفرض شيء . واجب لذاته وإلى ما هنو واجب لغيره ال لذاتهآخر به محاال فرض عدمه، فالعالم واجب الوجود مهما فرضنا المشيئة األزلية متعلقى بوجوده، ولكن صار الوجوب

من ذاته ال من غيره، وعلى الجملة آل ما حصل وجوبه بوجوده واجب له من المشيئة ال من ذاته والوجوب هللا بسبب وجود سببه ال محالة وأنه ما دام ممكن الوجود ال يترجح وجوده على عدمه، ولما تساوى الوجود والعدم بقي

.في العدم غير موجود، فقد صح وجوده لوجوب وجوده لمصادفة علته آمال ما به صار علة لوجوده

أحدهما أنه يستحيل فرض شيء هو واجب الوجود بذاته ويبقى وجوبه فال يكون وجوب : تتضح أمور آثيرةومن هذا الثاني أن آل ما هوواجب الوجود بغيره فهو ممكن الوجود بذاته، ألنه إما أن . وجوده بغيره، ويكون ذلك الغير فضله

، والقسمان األخيران باطالن إذ لو آان ممتنع يكون باعتبار ذاته ممكن الوجود أو واجب الوجود أو ممتنع الوجود .الوجود بذاته لما تصور له وجود بغيره، ولو آان واجب الوجود بذاته

والحاصل أن آل ممكن بذاته فهو واجب بغيره، فالممكن أن اعتبرت علته وقدر وجودها آان واجب الوجود، وإن

ه ال باعتبار العدم وال باعتبار الوجود آان له في ذاته المعنى قدر عدم علته آان ممتنع الوجود، وإن لم يلتفت إلى علتالثالث، وهو اإلمكان، فإذن آل ممكن فهو ممتنع وواجب أي ممتنع عند تقدير عدم العلة، فيكون ممتنعا بغيره ال

ضا، بل نزيد عيه لذاته أو ممكنا من حيث ذاته إذا لم تعتبر معه علته نفيا وإثباتا، وليس الجمع بين هذه األمور متناقالممتنع أيضا منقسم إلى ممتنع لذاته وإلى ممتنع لغيره، فإجتماع السواد والبياض ممتنع لذاته، وآون السلب : فنقول

واإلثبات في شيء واحد صادقا ممتنعا لذاته، وفرض القيامة اليوم، وقد علم اهللا تعالى أنه ال يقيمها اليوم مستحيل،

Page 78: 1111 · 2 ﻖﻄﻨﻤﻟا ﻦﻓ ﻲﻓ ﻢﻠﻌﻟا رﺎﻴﻌﻣ ﺎﻧرأو ،ﻪﻋﺎﺒﺗا ﻰﻟإ ﺎﻨﻘﻓوو ﺎﻘﺣ ﻖﺤﻟا ﺎﻧرأ ﻢﻬﻠﻟا

78

جمع بين البياض والسواد، ولكن لسبق علم اهللا بأنه ال يكون وإستحالة آون العلم جهال، ولكن ال لذاته آاستحالة ال .فكان امتناعه لغيره ال لذاته

الثالث أنه ال يجوز أن يكون شيئان آل واحد منهما واجب الوجود لصاحبه، ألن ما يجب لغيره فله علة أقدم منه

تقدم بالذات متأخرا بالذات، وهو من حيث أنه علة يجب أن يتقدم تقدما بالذات ال بالزمان، ويستحيل أن يكون الم .بالذات، وهو من حيث أنه معلول يجب أن يتأخر، وذلك محال إذ يلزم منه أن يكون الشيء قبل ما هو قبله بالذاتال الرابع أن واجب الوجود بذاته ال بد أن يكون واجب الوجود من جميع جهاته، حتى ال يكون محال للحوادث و

متغيرا، فال يكون له إرادة منتظرة وال علم منتظر، وال صفة من الصفات منتظرة عن وجوده، بل آل ما يمكن أن يكون له فيجب أن يكون حاضرا بذاته متأخرا عن ذاته الزما يمكن أن يكون له وال يكون له، فإنما يكون حيث يكون

في حالتي عدم تلك الصفة ووجودها متعلقا بأمر خارج منه، لعلة وتنتفي، وحيث ينتفي بعدم ذلك العلة فيكون وجودهإما نفي وإما اثبات حتى يستحيل خلوه عنه، فال يكون واجب الوجود بذاته بل يستحيل ذاته إال مع نفي تلك الصفة أو

.وجودها

خلو ذاتها عن اشتراط ويشترط بحالة الوجود وجود العلة، وبحال العدم إما عدم تلك العلة أو وجود علة معدومة، فال ت .شيء غير ذاتها لتصور ذلك بباقي ما فسرنا به واجب الوجود

هذا ما أردنا أن نذآر من أحكام الوجود وأقسامه ولنقبض عنان البيان عند هذا فإنه خوض في التفصيل، وليس وضع

لنظر وتثقيف معيار العلم هذا الكتاب لبيان تفاصيل األمور بل لبيان طريق تعرف حقائق األمور، وتمهيد قانون ا .ليميز بينه وبين الخيال والظن القريبين منه

وإذا آانت السعادة في الدنيا واآلخرة ال تنال إال بالعلم والعمل، وآان يشتبه العلم الحقيقي بما ال حقيقة له، وافتقر

.ميزان تدرك به حقيتهبسببه إلى معيار فكذلك يشتبه العمل الصالح النافع في اآلخرة بغيره، فيفتقر إلى

فلنصنف آتابا في ميوان العمل آما صنفناه في معيارالعلم، ولنفرد ذلك الكتاب بنفسه ليتجرد لهمن ال رغبة له في هذا .واهللا يوفق متأمل الكتابين للنظر إليهما بعين العقل ال بعين التقليد، إنه ولي التأييد والتسديد. الكتاب

.آمين