�لغوية

دراسات

التعبريات االصطالحية يف لغة اخلطاب السياسي العربي التعبريات االصطالحية يف لغة اخلطاب السياسي العربي التعبريات االصطالحية يف لغة اخلطاب السياسي العربي التعبريات االصطالحية يف لغة اخلطاب السياسي العربي يةيةيةيةقراءة سوسيو ثقافقراءة سوسيو ثقافقراءة سوسيو ثقافقراءة سوسيو ثقاف ومواجهة األحداث الدوليةومواجهة األحداث الدوليةومواجهة األحداث الدوليةومواجهة األحداث الدولية

∗ساجلمعي بولعرا

∗∗ر الغايلــــــــــــــــناص

ملخص البحث

سبتمرب، وطرأت ١١كثر الكالم عن اللغة السياسية والدعائية بعد أحداث تصادمت فيها مع خلفيات متلقي مصطلحات وتعبريات وأمناط لغوية جديدة

اخلطاب وما حتمله ذاكرم من مدلوالت سابقة، ومن مث، نسجت خيوط اللغة اجلديدة املعاصرة، وظلت بعيدة تراوح ردحا من الزمن حماريب السياسة واإلعالم والدعاية، مث إن املاسك بزمام التوجه اللغوي املعاصر هو الذي أفلح

ريب حبثا عن املفاهيم املختلفة، ويف غياب تنمية لغوية يف احتواء الشارع العحركية وتربز هوية قائلها يف الزمن، وتتحدى عوائق القواميس االنتقائية والنخبوية واملهمشة لألنا والذات، وحبثا عن مستقبل تتحكم فيه عوامل البقاء اللساين يف ظل الصراع احلضاري والفكري والسياسي واالقتصادي وذلك كما

نتصور بغربلة الزخم اللغوي العريب الحتواء الواقع احلضاري لألمة ومستحثات اهلزات االجتماعية لتتأقلم باملستجدات، وحيتاج هذا جهدا المتالك ناصية اللغة اجلديدة اليت توصف بالتمرد على املاضي، ويف الوقت نفسه تريد أن ال

.السعودية العربية اململكة سعود، امللك جامعة العربية، اللغة معهد مساعد، أستاذ ∗

.السعودية العربية اململكة سعود، امللك جامعة العربية، اللغة معهد مساعد، أستاذ ∗∗

الدراسات اللغوية واألدبيةجملة

الثاينالعدد ٦٨

ين املعاصر، وهي لغة التداول واللغة اجلديدة هي نتاج احلراك اللساتتجرد منه اللغوي ولغة املصطلحات املعاصرة، وهي لغة الدعاية والتعبريات االصطالحية

وصل البحث إىل بعض النتائج ومن . اجلديدة ولغة اخلطاب السياسي املعاصروجوب إعادة قواعد وأنظمة سيميائية للغة اخلطاب السياسي، توغل : أمهها

.التعابري مثل السياسينياإلعالميني يف املصطلحات و تلقي العبارة - العبارة االصطالحية- اللغة العربية :الكلمات المفتاحية

لعبة السياسة-سياسة العبارة- السياسية

Abstract There have been a lot of talks about political language and propaganda after the 11 September incident that had led to the application of new terminologies, expressions and language variations in contrast with what were associated with these words previously in the minds of the recipient. Hence, new strings of language were woven but nonetheless they remained far from being acquainted with the political and propaganda discourses. The one who is responsible in language policy is the one who is successful in including the language of the streets to explore its various concepts. This is in the absence of the growth of language movements, language personalities, and the challenges of discovering self-identity and in the efforts to search of the future that is characterized by the elements of language survival in the face of the clashes of civilization, thinking, political and economy. In addition to that, the inner conflicts that are witnessed by the Arab world to adapt to the arising matters and issues. This effort will entail to overcome the new direction in language that is vicious toward the past and at the time try to accommodative to the new and contemporary. The research has concluded that: semiotic rules and regulations of political speech should be reviewed, so as for mass media to

-قراءة سوسيو ثقافية - ومواجهة األحداث الدولية التعبيرات االصطالحية في لغة الخطاب السياسي العربي

٦٩ م٢٠١٢ديسمرب

penetrate deeply in the technical meanings and expression like the politicians. Keywords: Arabic Language – Terminological phrases –reception of political expressions - politics of phrases – politics games.

Abstrak Terdapat banyak perbincangan tentang bahasa politik dan propaganda selepas kejadian 11 September, dan telah timbul pelbagai istilah, pernyataan dan bentuk bahasa baru yang bercanggah dengan pengetahuan latarbelakang pendengar serta apa yang telah mereka fahami sebelum ini. Ia seperti menenunbah asabaru dan terkini, meninggalkan jarak untuk begitu lama yang mencorakkan pembentukan dasar, perjalanan media dan propaganda. Namun, pihak yang menguasai retraktororientasi linguistic terkini itulah yang akan menentukan kandungan perjalanan bahasa Arab dalam pencarian konsep yang berbeza dengan ketiadaan mobility perkembangan liguistik, seterusnya memartabatkan identity pengguna bahasa tersebut. Sementara beberapa kamus tertentu yang bersifat elitism dan terpinggir pula mencabar keegoan dan diri. Dalam mencari masa depan, factor lisan bersifat mampu saing memainkan peranan penting dalam aruskonflik tamadun, pemikiran, politik dan ekonomi ini dalam menapis momentum bahasa agar mencaku pirealiti tamadun semasa serta kejutan sosial yang teraruh supaya bersesuaian dengan keadaan semasa. Ini memerlukan kesungguhan penguasaan bahasa baru yang tersimpang dari pada yang dulu, dan pada masa yang sama ia tidak terpisah dari pada yang lama. Bahasa baru ialah hasil pergerakan bahasa semasa, bahasa perundingan dan bahasa istilah semasa. Ia adalah bahasa propaganda, pernyataan beristilah yang baru dan bahasa wacana politik semasa. Antara dapatan penting kajian ialah: semakan semula nahu dan prosidur semantic bagi bahasa wacana politik, pihak media mendalami penggunaan istilah serta pernyataan dalam politik.

الدراسات اللغوية واألدبيةجملة

الثاينالعدد ٧٠

Kata kunci: Bahasa Arab – pernyataan beristilah – pemahaman pernyataan politik – politik pernyataan – permainan politik

قدمةم

اللغة العربية والمسكوكة اللسانية

يعد ارتباط اللغة باتمع الذي يتسم بالتغري والتطور والتفاعل السهل مع مؤثراته النفسية وغريها من احلاجات املرتبطة قتصاديةواالجتماعية وحاجاته، ومطالب حياته السياسية واال

ألمر يعيد النظر يف بيولوجية اللغة وأمر يرجعنا مبفهوم نسيب إىل ١بالبيئة احلضارية والطبيعية،ويف هذا . ميوت ويتأثر كما يتأثر مالكه البشريصحة القول بأن اللغة كائن حي ينمو و

اإلطار نريد أن نربط كينونة اللغة بالكون الذي يتصرف فيها ويعطي هلا احلياة، ومثة شيء أن احملتوى الداليل قد يفعل فعلته يف اللغة، فيلهو ا يف غياهب -وهو مفاد البحث-آخر

فتظل العالئق النسبية اليت تربط الدال مبدلوله عالقة ٢املوت أو ما عرب عنه بالتكلس اللغوي، .جند فيها ظل املخزون الطبيعي أو املنطقي العقلي أو حىت رابط املناسبةال ٣اعتباطية حقا،

فناء أو التجمد ومن هنا تظل اللغة الكائن واملولود البشري يف حياته الذي ينزاح إىل ال ويفقد الصلة بأرحامه الطبيعية والعقلية، وذلك يف ظل تفاعل كيماوي بني مفردات اللغة أحيانا وبني تقارب املفاهيم االستعارية أو متثيل القالب الفكاهي الذي يدفع ما داخل بوتقة

أي أن اإلنسان ال جيد ما يعرب عن حقيبة من ٤املعاين واملضامني إىل االنفجار دفعة واحدة؛املفردات واألساليب والعبارات املتتالية واملتسلسلة مجلة واحدة إال يف املسكوكة اللفظية حبا

ن السخرية اليت متثلها العبارة االصطالحية يف بعض أمناطها أقوى فاعلية لالختصار، ورمبا أليف املتلقي واستحضاراته اليت هي هدف باث العبارة والباحث عن وشائج الستجالب التعاطف معه، إذا كان يف منطقة العمليات النفسية أو حبثا عن حماججة منطقية تستلزم

.اطن اخلطابسلطة املنطق وعمليات العقل يف بعض مو

-قراءة سوسيو ثقافية - ومواجهة األحداث الدولية التعبيرات االصطالحية في لغة الخطاب السياسي العربي

٧١ م٢٠١٢ديسمرب

فاللغة إذن يف بعض أنويتها تضمر كما تضمر خاليا اجلسد، وهنا إما للتجدد أو زمنية تستدعيها حاجات اتمع دةأا تتعطل يف انزوائها يف زوايا املضمرات االستعارية إما مل

ويف ظل ٥اليت حتوهلا اللغة من القول إىل الفعل، ونفسية املتكلم وميوله، وكذلك رغباتهميكانيزمات تفاعالت اتمع تتفاعل اللغة بنمط كيفي مثلي أو بنمط فيزيائي شاردي،

ة اليت تتحول يف أشكال غازية أو سائلية ونشبه هذه العملية بعملية تفاعل اجلزيئات الكيماويللغة، فبنية اأو متصلبة لغاية مدة معينة ويف ظل ظروف معينة، وكذلك الشأن بالنسبة إىل

يف تركيب اجلملة؛ الكلمة إما أحادية أو ثنائية إىل غاية اخلماسي والسداسي، وكذلك الشأنيعرب عنه سمى املفاعيل، وهذا مافالفعل يلزمه مطلبا واثنني ويتعدى إىل الثالث أو مبا ي

زيائية والبيولوجية إن ظاهرة التكلس عامة ويف كل األكوان اللغوية والفي ٦.بقوة الفعل" تينري"والنفسية، ويف ما يسمى بالركود االجتماعي واالقتصادي والسياسي وغري ذلك، فقد يكون التجمد يف اجتماع صويت يؤدي به إىل أحادية الداللة ويف السياق املرجعي نفسه ويف كل

la)ل عملية تواصلية، أو عند تراكب نعيت أو إضايف أو إنشائي مجلي يف ما يعرب عنه بالتجم

phraséologie) أو يف عبارة أو أسلوب حىت؛ إذ يأخذ من العبارة اجلديدة املتالزماتالفريوسي يف شكل يشبه الشكل ٧الرتكيبية والصوتية واألسلوبية والصرفية ويتحظب نسيجه

اليت نرى فيها العصي عن التفكك والتفتت واالنشطار بعكس التمظهرات اللغوية األخرىاالرمتاء احلر والتفاعل النشط ألجل خلق سيولة هلا بقصد دخول عامل املضامني ولو اكتفت

هناك مظهر آخر من التكلس مل يتكلم عنه الباحثون .بعامل اهلوامش يف املعىن واستحضاره، إذ ال تلتزم اللغة بقواعد (le figement) اصرون، وهو عالقة االقتصاد اللغوي بالتكلساملع

أو ركوب املرجعيات ٨نظمها ونظمها بل مبصاحبات لفظية صوتية معينة أو إمياءات جسدية،السياقية واملقامية مثال أو ما يسمى باملتالزمات أو كما يعرب عنه السلف مبضرب املثل الذي

ت فاللغة إذن ذات منط آخر ذا املفهوم فال هي قواعد وال هي أصوا .يتحقق به املقصود

الدراسات اللغوية واألدبيةجملة

الثاينالعدد ٧٢

بل هي نتيجة تفاعل إنساين وبيئي وحضاري ٩تؤدي الغرض لوحدها كما أومأ ابن جين، وغري ذلك من األنظمة اليت تستعمل اللغة من فيزياء ،واجتماعي وسياسي واقتصادي

وبيولوجيا ومنطق، وهلذا فشل كل من أراد أن يوصف اللغة وصفا يالزمها يف االستعمال اللغة كون من األكوان تشبه يف رأينا نظام ارات، فمنها ما هو هيويل ومنها ما هو .واإلجناز

متماسك األجزاء، وهو القدر الذي وصف يف كتب النحو والصرف والرتاكيب، فنحن يف ية تستقطب إشعاعات كثرية عاكسة يف هذا الكون الذي ما نسبته كون مظلم كرة أرضية طين

سنتحدث هنا عن ظاهرة التكلس الذي من أسبابه الكثرية االحتمال . حيرتق ألجل اإلضاءةسياقات اتمع وتوالد مضامينه وانبثاق أفكاره داخل سجن اللغة الذي ال ميثل إال جزءا

وكما اسرتعتنا ظاهرة احلظوظ السياسية اليت ترتسم ١٠نتهي،بسيطا من هذا الكون غري املومن مث البحث عن متثالا ،اس هلاعلى أجزاء من هذه العبارات االصطالحية واندفاع الن

الواقعية والسري بالعبارة القدمية اليت تالزم معىن جديدا قدما إىل األمام دون البحث عن أجواء ميالدها، وهكذا يظل الزحف اللغوي يفعل فعلته يف كل ما يأيت عليه، وترتك إشعاعات

واألثر جديد، وهذا هو اإلطار األحداث داخل اللغة قضايا معرفية جديدة، فاملتون قدمية وهكذا تتمثل العبارة االصطالحية اتمع ومتطلباته . العكسي يف تفاعل جزيئات اللغة

النفسية والعقلية والشعورية من أحاسيس ورغبات وميول،وغري ذلك من منازل الساحة اته احلتمية النفسية والعقلية عند اإلنسان إىل التفاعل بني اتمع وحضارته وأهدافه ومسار

وغري احلتمية املفتعلة، ملن ميسك بزمامها من جهة وإىل آليات التحكم يف مستجدات هذا اجلزء من العبارات االصطالحية الذي كان ناتج الفعل ١١.اإلنسان البيئية والصناعية

وتوظيف منطق العبارة اإلشهاري واجلمايل احلضاري والسياسي بالضبط والدعائي منه، ميثل نسبة ال بأس ا يف دفع عجلة اللغة البالغي منه يف بث الرسائل واستهداف املتلقي

١٢.الذي ميثل يف رسوم لغوية كاريكاتريية

-قراءة سوسيو ثقافية - ومواجهة األحداث الدولية التعبيرات االصطالحية في لغة الخطاب السياسي العربي

٧٣ م٢٠١٢ديسمرب

:تلقي العبارة االصطالحية .١

يفرتض تلقي العبارة االصطالحية قالبا يتضمن قائمة فكرية وعقلية من املتكلسات ومبا قاما به من ١٣،Bellو Bobrowحسب اليت تنطبع بشكل معجمي ذاكري خاص، ف

جتارب الحظا أنه عندما تستحضر العبارة االصطالحية يف سلسلة تركيبية حرفية فإن تأويلها وحسب هذه الفرضية إذا تعارض التأويل . العبارة من مدلوالتيأيت تلقائيا ملا تسيطر عليه

احلريف للعبارة االصطالحية وإمكانية استحضار السياق يف البحث يف قائمة املعطيات املتكلسة من اللسان، فإن هذا القالب يأخذ معناه وسجله من التسلسل اخلطي والرباغمايت

ودها ملا تعرض له الحقا، ويستخلص سياقها التداويل له يدفع متلقيها إىل مدلول وسياق ور وعادة ما يأيت تأويلها أو فهمها متأخرا نسبيا عن . ومدلوهلا من مؤشرات العبارة نفسها

اخلطاب احلريف العادي، إذ تصنف قائمة العبارات االصطالحية ضمن العبارات الغامضة موعات املعجمية من حيث واالستعارية، وجتريبيا فإن قائمة املتكلسات توجد أسفل ا

برفض فكرة وجود ١٤Cutlerو Swinneyمن جهة أخرى قام كل من .التصنيف الذاكريوتصنيفها ضمن اخلانة املعجمية يف الذاكرة، )(L'idiomesحية قائمة للعبارات االصطال

واقرتحا مقرتحا مفاده أا متجمعة ضمن أصناف الكلمات، ومسياها بالكلمات املطولة، وتقع يف صدر الذاكرة املعجمية، إذ إن الفرد يفهم وينشأ كالمه هذا إما من طريق التسلسل

لة واعتبارها كلمة واحدة، وبذلك فإن استحضار احلريف هلذه الكلمات وإما بشكل كتلة مطو العبارات املتكلسة وفهمها، كما يرى هذان الباحثان أسهل وأيسر من استحضار الداللة

يف .احلرفية، ويقرتحان فعالية ذاكرية تعاجل داللة العبارة االصطالحية ضمن الكلمات العديدةبقني باختبار تعديل املعاين املنقولة يف سلسلة دراسة جتريبية اختبارية قام كل من الباحثني السا

حرفية وإبداهلا مبتكلس لساين، فوجدوا أن اجنذاب متكلمي اللغة إىل املتكلس أقرب منه إىل اللفظي من العبارة، وكذلك الفهم أسرع من السلسلة اللفظية، إذ يكون الفهم بشكل مصور

الدراسات اللغوية واألدبيةجملة

الثاينالعدد ٧٤

يعترباا تقريرا يفهم مجلة، وأن اخلالف للعبارة االصطالحية بدال من املعاجلة اللفظية، و احلاصل يف فهم العبارة االصطالحية يظهر عند الفشل من الفهم اللفظي، فيلجأ حينئذ

Gibbs:متلقيها إىل إعادة فهمها على شكلها املرسوم،وحسب املدخل املباشر لـفإن ١٥

الحية تفهم مباشرة دون البناء اللفظي وتأويله، وال تستحضر من طريق العبارات االص ،االستدالل اللفظي، وهذه القوالب هي نتيجة كاتالوكية، وكأا أمنوذج ثالث يف الرتكيب

كما أوضح أن العبارة ، م يف أا تسبق البناء اللفظي يف فهمهاومتتلك خاصية األمثال واحلك ا استعارية وال تركيبية أو حتليلية وأن فهمها ال يأيت من وجه تأويل االصطالحية ال تكون دائم

كما أن للعبارة املتكلسة درجات يف ، عناصرها بل من وجه ترسيمي مرجعي أو استعاريالداللة هلذه العبارة االصطالحية، بأجزاء التكلس، إذ أحيانا القدرة التحليلية اللفظية تنبئ

اللفظي متاما ويطري بك يف أفالك الداللة اليت تستهدف بطرق وفيها ما ال يقبل التحليلإن أدىن حدود التكلس يف الوحدة املعجمية مظاهره السوابق .العبارة االصطالحية الباث

لرة االصطالحية، وكذلك مظهر التجمواللواحق والدواخل إىل غاية اإلضافة على وجه العبا (Phraséologie)كم واألمثال، واملتالزمات اللفظية اليت تكون على والعبارة الشبيهة باحل

شكل مسكوكة ليس هلا قراءة تركيبية وهلا داللة غري شفافة، وتستنتج براغماتيا معطلة اخلصائص التحويلية املنطقية يف استخالص الداللة اللفظية، وما مييز العبارة االصطالحية أا

هول أو اإلضمار فيها أو العزل أو االقتالع أو غري قابلة كما قلنا إىل حتويالت البناء للمج ١٦.املوصولية

:سياسة العبارة االصطالحية .٢

يزخم اخلطاب السياسي بالعبارات االصطالحية، إذ شكل ظاهرة تستدعي الدراسة والبحث، ولفت االنتباه يف تعلق انبجاسها منه وشكل السبب األول يف ختلقها، إذ إن األحداث

وظفت .تكلس العبارة اللسانية السياسية االجتماعية هي أكثر العوامل الفاعلة واملؤدية إىل

-قراءة سوسيو ثقافية - ومواجهة األحداث الدولية التعبيرات االصطالحية في لغة الخطاب السياسي العربي

٧٥ م٢٠١٢ديسمرب

اللغة العربية يف اآلونة األخرية توظيفا سياسيا واسعا ابتداء بالقرارات اليت تصدر ا أو حىت املرتمجة إليها، فانزاحت عن املمارسة العادية إىل أخطر تشكيل هلا يف صياغة القوانني

لفردية واجلماعية والوطنية، بل يف واالتفاقيات والقرارات، بل استخدمت يف بث الصراعات اتوجيه األحداث الدولية توجيها مفرطا يف استخدام العبارة االصطالحية، وأمثلتها كثرية يف الراهن املعطى،ومن ذلك ما ارتبط بالصراع العريب اإلسرائيلي، وما نقل إىل العربية من

مجة من النص الغريب مثل مصطلحات أتت بفعل أحد عوامل نشوء العبارة االصطالحية واملرت التناقض احلاصل يف صياغة املسكوكة وممارسة فعل الفخ والتضليل املتعمد ممن كان مسؤوال

ضبط "و" الشرعية الدولية"و" األرض مقابل السالم"عبارة بقصد استغالل الوقت، فمثال أرض وليس قطعةأية ، أي "أرض"تعين " األرض"إن :اليت استغلتها إسرائيل قائلة" النفس

ليس " السالم"رت على أن وأص ] م١٩٦٧اليت احتلتها عام [بالضرورة كامل األرض يالتعريف أصبحت للتنكري بفعل املكر السياسي، ومن مثة سع" الـ"مبعىن أن " سالم"أي

عدم االعتداء "يعين الخرتاق العامل العريب سياسيا واقتصاديا وأمنيا، مع أن السالم معجما ويف لعبة مدلوهلا ليس لفظيا بل يؤول حسب ،إذن حنن يف لعبة امسها سياسة اللغة ؛"لاملتباد

ومن مثة ظهرت عبارات . االعتباط إىل مدلوالت ذاتية تستقبل وتصبح بفعل االستهزاء عمليةيف تعابري "بية اليت تقول عن نفسها مبادرة تدعو إىل ضبط الداللة، مثل عبارة املبادرة العر

يف حماولة لتجميد اللغة عن تأدية أفعال مجوحية تأويلية خطرية، وهذه " ن غموضبسيطة دو العبارة االصطالحية مل تزل تعبث ا، وإنه ال يوجد يف قاموس السياسة البساطة فظهرت

، وأصبحت خمتصرا ال يشرع مطوال ويفسر مغلوطا أو مغرضا حبسب "فخ البساطة" عبارة ؛ وهويما حنن بصددهف١٧ب آخر من لعبة السياسة على اللغةمن جانيأيت .قوانني السياسة

، وال تستلزم إال ة تشرتط االستعمال واملواقف، بل متكلسما أن اللغة لن تكون لفظية يوما العامل إىل ضبط يفهمه كل على هواه، وهلذا دعا كثري من قادة فوضويا سلطويا استعماال

الدراسات اللغوية واألدبيةجملة

الثاينالعدد ٧٦

طاقات تزيغ به عن وإىل تعقل مدلوالته وعدم حتميل اللفظ ،"اإلرهاب"مثل املصطلحات، وبناء على ذلك فالتكرار واللزوم وخلق سياق الكالم وكل العمليات املتعارف عليه

السطحية ظلت هي اللغة وهي الصياغة، واللفظ ما هو إال شكل صوري ليس إال يف تقارب ة، فمعدل اخلطاب اللفظي ليتناقص ويرتاجع بفعل اللغات ومفهوم العامل القرية الصغري

قبول ، وال، وكاريكاتريي ومؤدجل لبعضهاالسيمات الدالئلية املختلفة ويف فهم حجاجي لفظي، وأن االهتداء إىل املغزى ال يلزم بالضرورة اللفظية بل املعادالت مرهون مبتعلقاته ومتالزماته

الدسائس والنوايا اخلبيثة إن .ومقصدا مه مدلوال الذي يظل يالز املوضوعية الستخدام األوىل، واخلريف اإلسالمي الربيع العريب: والتالعب بالعبارات الرباقة مثل اللفظي املعجن وتوظيف، واحلرية والدميقراطية إىل استعمال األلفاظ اليت ثقافات وتسامح الديانات وتعايشهاوحوار ال

واحرتام اهلوية العربية ا يتعلق باإلسالم تعجب الشارع العريب مثل ألفاظ حقول م،ألمر يسفه من تعلق بقواميسه،بل هي قنابل موقوتة حتمل سم الدسيسة وحيرك الدم ومكانتها

أن نلفت إليه النظر يف هذا العريب واللعب جبسده وأحاسيسه ومشاعره، وهذا ما نريد على اب املنبور سائر حتما ، حيث إن التواصل اللغوي اللفظي يسري على أن اخلطالبحث

.التكلس حسب هذا الراهن السياسي الخاتمة

:هذه الدراسة إىل اآليت عربميكن أن خنلص ، ومنطق العبارة اخلطية زائل إىل االندثار ما دامت املعطيات اليت نا ليس ملكنا اليوملسان .١

قلية منطقية أو يست عأرساها دي سوسري تقر أن العالقة بني الدال ومدلوله اعتباطية ولن مستويات الفهم واخلطاب أصبحت تندمج بعبارة نصية ومؤشرات متناثرة ، إذ إحىت طبيعية

.عرب تيار يستهلك الفكر والعاطفة ليشع اخلضوع على فعل القول ال قول الفعل

-قراءة سوسيو ثقافية - ومواجهة األحداث الدولية التعبيرات االصطالحية في لغة الخطاب السياسي العربي

٧٧ م٢٠١٢ديسمرب

ولبالغتها احلاضرة ليس ابن اللغة، من ميارس اللغة دون حنكة سياسية لفنوا املعاصرة .٢ .بل يثقل كاهل اللغة

لفن احلوار واالتصال البد من إعادة كتابة قواعد وأنظمة سيميائية هلذه اللغة تبعا .٣، ورسم أجبديات مرجعياا وسياقاا ومقاماا والبحث عن سننها وفق معطى لواالستقباامه براهن العبارة بقدر اهتم ،باألنظمة اللسانية باألنظمة السياسية وال يهتم كثريا يهتم كثريا

والنص يف استقباله وتأويله حىت ال تظل اللغة العربية تنمو وتقتات على مسارات اللغة . تسري اعتباطا يف حني أن أبناءها غري عابئني ا ويدعوا،األخرى

، ونقصد بسياسة عن سياسة اللغة، إال يف لغة السياسة - يف مقدورنا - مل يكتب اآلن .٤ا ونواميسها وقوانينها املتصرفة يف التداول اللغوي واللساين مبنية عن الذرائع أنظمته: اللغة

مبثل ما ،والضرورات والسلطة املالكة هلا وعن احنرافاا وأحكامها القانونية واجلنائية وأركااعبارة النصية يشرع يف علم السياسة، يف امتصاص مواضيعها لتعرب عن اخلالق األول للغة وال

، لتداعب املواضيع العربية وأحالمها اليت هبت ا الرياح لعدم طالحية بالضبطواالصال لوأد األفكار بل للعمل ،امتالكها ناصية اللغة وقوانينها مثل األنظمة التعيسة اليت جاءت

العراق ومآسيه والسودان كم الوطن العريب املقسم حاليا لتقدمي ما يساعد على تقسيربيع العريب، وتفتق وغري ذلك مما يسمونه بالبنان والصراعات الداخلية ول ،وبهوالصومال وحر

بالتناقضات وربح الوقت اليت ال ختدم إال ةوءململ، وتشعب لبعض اآلراء احكايات الكذب، والقضية خلالفات يف فقه القوانني اللغويةواملهزلة هنا هو دخول ا.أهلها وأعداء األمة

وقت يف صياغة شطحات لغوية ومفاوضات يف رصف الفلسطينية هي أكرب مضيعة للبينما القدس يبتلع والعدو يستمتع بالفرجة والدم العريب مهدور ،الكلمات اليت ال طائل منها

.واألراضي العربية مسرح ومرتع للتجارب ومنها جتربة األكاذيب اللغوية ،رخيص

الدراسات اللغوية واألدبيةجملة

الثاينالعدد ٧٨

، "استنكر" :عبارةطرفة مازالت تالزمين وطاليب، وهي نتاج فعل مسكوكة وهي .٥، فهل القادة العرب مل يصلوا بعد "االستفهام عن أمر تنكره"عربية واالستنكار يف القواميس ال

واملستمع اللفظي يظن " أدين"ومن بعدها عبارة !عدم معرفة ما حوهلم ليستنكروه؟ إىل درجة ."فطاعوا، أي قهرم دانة هي قهر األعداء على الطاعة، ويقال دنتهم فدانوااإل"أن العربية املتجاهلة كل منطق يف كل يوم يزداد التوغل يف املصطلحات والتعابري اليت تواكب .٦

. ، وهكذا اندرج اإلعالميون يف هذه اللعبة اجلميلة على غرار السياسينيوعرف

هوامش البحث

.١٣٧-١١٧، ص)م٢٠٠٣عامل الكتب، : القاهرة(متام حسان، : ، ترمجةاللغة في المجتمعم، .م.لويس، : انظر١

2 Clas. Andre et Mejri Salah et BeccoucheTaib(1998), la mémoire des mots, (Tunis: Actes des 5eme journées scientifique du réseau LTT de L' QUPELF –UREE. 1988).

3 Saussure.F, (1972-1916) Cours de linguistique générale. Edition critique préparée par Tullio de Mauro. Paris. Payot.. P:13-43 et 155-184.

4 Gibbs.R.W.Jr&O`Brien.J.E: Idioms and mental imagery: the metaphorical motivation for

idiomatic meaning.Cognitive.36.1990.p:35-68.

5 Gibbs.R.W.Jr&Nayak.N.P, Psycholinguistics studies on syntactic behavior of idioms. Cognitive psychology,21.1989.p:100-138.

: اجلزائر، مجلة البحوث والدراسات، "تنيري"اجلمعي، بولعراس، تصنيف قوة الفعل حبسب املعيار الداليل ومقاربة : انظر٦ .٢٨٦-٢٧٧، صم٢٠٠٩،)٠٧(جامعة الوادي، العدد

7 Greciano.G, ٢٠٠٠( ), Micro-et Macro lexèmes et leur figement discursif . (Louvain. Paris. Peeters). 8 Janet. D. L, (2003), L'image du corps dans la langue. Philosophie. Art. Litterature. No12. (paris. L'ALEPH). Et Le Breton, (1992), La sociologie du corps. (Paris: Que sais-je.).

، )م٢٠٠٦عامل الكتب، : بريوت(حممد علي النجار، : ، حتقيق١ط الخصائص،ابن جين، أبو الفتح عثمان،: انظر٩ .٦٧، ص١ج

10 Pierre Frath et Christopher :Qu'est-ce qu'une unité phraséologie .(Louvain: La Neuve. Cahier de L'institut de linguistique de Louvain . )٢٠٠٥ , p:11-25. 11 Abu-lughod, Lila &Lutz, Catherina, Introduction: Emotion,Discourse and the Politics of

Everyday life in Abu-lughod , Lila &Lutz, Catherina: Language and politics of Emotion;

-قراءة سوسيو ثقافية - ومواجهة األحداث الدولية التعبيرات االصطالحية في لغة الخطاب السياسي العربي

٧٩ م٢٠١٢ديسمرب

studies in Emotion and social interaction, (Cambridge University press. Edition de la Maison de sciences de l'homme. )١٩٩٠ . P1-23. 12Furedi.Frank, Vulnerability-Analytical Concept or Rhetorical Idiom? In Satterthwaite.J.Wattes.M& Piper .H,Edition: Talking Truth ,confronting power. Discourse power resistance. Trentham Books.2008). vol:6. P35-50. 13Bobrow.S.A et Bell.S.M: On catching on to idiomatic expressions, memory and cognition.1,No3.1973.p343-346. 14Swinney.D.A&Cuther.A: The access and processing of idiomatic expression. Journal of verbal learning and verbal behavior.18.1979.p:645-660. 15Gibbs.R.W.Jr: (1980), Spilling the beans on understanding and memory for idioms in

conversation. Memory and cognitive .8,.p:149-156. Et Gibbs.R.W.Jr (1986). Skating 0n thin ice :Literal meaning and understanding idioms

conversation. Discourse Processes.Vol.9. p:17-30.

صاحل املاجري وبشري : تعريباألسماء المركبة وعبارات أخرى، -التعابير المتكلسةقروص، قاسطون، : انظر١٦ ، )م2008مركز الدراسات والبحوث االقتصادية واالجتماعية، وزارة التعليم العايل والبحث العلمي، : تونس(الورهاين،

.٣٣-٢١ص

: القاهرة(، ١ط السياسة وسلطة اللغة،؛ واملسدي، عبد السالم، ٢٥٥- ٢٣٣، صاللغة في المجتمعم، .م.لويس: انظر١٧ إفريقيا : املغرب(، ٢ط مدخل لدراسة النص والسلطة،، وأوكان، عمر، ٣٠٤-٢٨٣ص، )م٢٠٠٧الدار املصرية اللبنانية،

.٨٤-١٦، ص)م١٩٩٤الشرق، : : References المراجع

ɈAbd al-Salām al-Masddiy, al-Siyāsāt wa Ṣulṭat al-Lughah, 1stedition,

(Cairo: al-Dār al-Maṣriyyah al-Lubnāniyya, 2007).

Al-JamɈi BūlɈirās, Taṣnīf Quwwat al-fiɈɈl bi Ḥasab al-MiɈyār al-Da lāliy

wa Muqārabat "tanīr". (al-Jazāɇir: JāmiɈah al-Wādi–al-Jazāɇir,

Majallah al-Buḥūthwa al-Dirāsāt, JāmiɈah al-wādi, 2009).

Clas. Andre et Mejri Salah et Beccouche Taib, la mémoire des

mots(Tunis: Actes des 5eme journées scientifique du réseau

LTT de L' QUPELF –UREE, 1988).

Et Le Breton, La sociologie du corps. (Paris: Que sais-je.1992).

Gibbs. R.W. Jr&Nayak. N.P., Psycholinguistics studies on syntactic

behavior of idioms. Cognitive psychology,21.1989.

الدراسات اللغوية واألدبيةجملة

الثاينالعدد ٨٠

Gibbs. R.W. Jr. & O`Brien. J.E., Idioms and mental imagery: the

metaphorical motivation for idiomatic meaning.

Cognitive.36.1990.

Greciano. G ,Micro-et Macro lexèmes et leur figement discursif. (Louvain-Paris: Peeters, ٢٠٠٠).

Ibn Jenniy,Ɉamr Bin Othmān, al-khṣāɇiṣ, 1stedition, ed. Muḥammad Al-Najār, (Bierut: lubnān, Ɉālam al-kutub, 2006).

Janet. D.L : L'image du corps dans la langue. Philosophie .Art.

Littérature. No12. (Paris: L'ALEPH, 2003).

Luways. M. M, al-lughah fi al-mujtamaɈ, Translator: Tmāām Ḥasān

(Cairo: ɈĀlam al-kutub. 2003)

Luways. M. M, al-Lughahfī a l-MujtamaɈ, translator: Tamām Ḥassān

(Cairo: Ɉālam al-Kutub, no date).

MaɈhad al-Lughah al-Ɉarabiyyah, (al-Riyāḍ: JāmiɈah al-Malik SaɈūd, no date).

Qāsṭon Qarouṣ, al-TɈābīral-Mutakalisah- al-Asmāɇ al-Murakabah waɈ

ibārātUkhrā, translator: Ṣāleḥ al-Mājry wa Bashīr al-Warhāni,

(Tunisia: Markaz al-Dirāsātwa al-Boḥūth al-Eqtiṣādiyyahwa al-

IjtimāɈiyyah- Wazārat al-TaɈlīm al-Ɉālīwa al- Baḥth al-Ɉilmiyy,

2008). Saussure. F., Cours de linguistique générale. Edition critique préparée

par Tullio de Mauro (Paris: Payot, 1972-1916).

Ūkān, Ɉamr, Madkhal lidirāsat a l-Naṣ wa al-Ṣulṭah, 2ndedition,

(Morocco: al-Dār al-Baiḍāɇ, Ifrīqiyā al-Sharq).