77

3877

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: 3877
Page 2: 3877

أحمد محمد عبد العال٠د

األخطار البيئية وسكان السودان

Page 3: 3877

طبقا لقوانني امللكية الفكريةא אא

א .אא

א א أو عـرب االنرتنـت(א اى أو املدجمــة األقــراص أو مكتبــات االلكرتونيــةلل

א )أخرىوسيلة אא.

.א א

Page 4: 3877

تقـديم

سكان دولة منPossibilismلو كان عتاة المدرسة الجغرافية اإلمكانية determinismرائد المدرسة الجغرافية الحتمية " Ratzel"السودان لنصبوا

ان ذي المساحة األرضية فالسودمنه، بل ولربما أصبحوا أشد حتمية لهم،زعيما والبيئات المتنوعة، والسالالت البشرية المتعددة، واألقاليم المناخية المترامية، والسكان الذين ال يتناسب عددهم مع مساحة رقعته ـ التي المختلفة،الجغرافية

شماال، ٢٢ و ٤ شرقا ودائرتي عرض ٣٨ و ٢٢تستلقي ما بين خطى طول والذي المربعة،المليونين ونصف المليون من الكيلومترات بمساحة تربو على

،hungerالبشرية هي أقاليم الجوع " Fleureفلير " تنتظمه ثالثة من أقاليم Ackermanإيكرمان" وإقليم ،nomadismواالرتحال ،debilitationوالضعف

بيئة تتمثل فيه سيطرة الالصحراوي،السكاني االقتصادي السادس وهو اإلقليم " وغيرهما من عتاة " Simpleسمبل " على اإلنسان كما كانت في مخيلة راتزل و

٠الحتمية عندما كانوا يضعون أصول هذه المدرسة الجغرافية

واألخطار البيئية المقصودة هنا هي ما يطلق عليه بعض الباحثين الكوارث ا يتسبب فيه باإلضافة إلي م،natural disasters or catastrophesالطبيعية

بنفسه من أضرار يحدثه لنفسه وما لمواردها،اإلنسان من إضرار ببيئته وإهدار drought وتنتظم كل ما سبق رباعية مؤلفة من كل من الجفاف وأخطار،

يمكن أن ،famine والمجاعة flood والفيضان desertificationوالتصحر مة عانى منها السودان بشدة ، وهى رباعية مؤل" .d.d.f.fرباعية "يطلق عليها ٠ كأشد ما تكون المعاناة ١٩٩٠ ـ ١٩٨٠خالل الفترة

Page 5: 3877

ولم يبدأ التأثير السيئ لهذه األخطار البيئية إلى بداية عقد الثمانينيات بل كانت هناك قبل ذلك التاريخ إرهاصات ومقدمات وأسباب جغرافية ـ طبيعية

ى الخمسينيات من القرن فمقدمات التصحر ترجع إللحدوثها،وبشرية ـ العشرين بينما تعود بدايات الحرب األهلية ـ أحد أسباب المجاعة ـ إلى عقد

كان له نظير ـ وإن ١٩٨٨ والفيضان الكاسح الذي حدث في عام الستينيات،، كما أن الجفاف القاتل الذي استمر فيما ١٩٦٤كان أقل منه وطأة ـ في عام

انتهى بالفيضان الذي حدث في نهاية تلك والذي ،١٩٨٨و ١٩٨٠بين عامي وربما يعود مرة أخرى في السنوات األولى من ١٩٨٨الفترة في شهر أغسطس

ما هو إال حلقة من حلقات سلسلة من فترات الجفاف الحالي،عقد التسعينيات في قارة إفريقيا منذ بداية القرن the Sahelالتي سجلت بإقليم الساحل

٠العشرين

سة الحالية ما هي إال محاولة متواضعة إلظهار العالقة بين األخطار والدراالبيئية ـ كأسباب ـ والتحركات السكانية ـ كنتائج ـ في دولة السودان خالل

وذلك العتقاد الباحث أن تلك التحركات السكانية المنصرم،عقد الثمانينيات التي كانت وسوف تكون وسنوات،الواسعة المدى والطويلة المدة ـ نحو عشر

المذكورة، إنما سببتها تلك الرباعية األمد،لها نتائج ديموجرافية وجغرافية طويلة والتي أحدث األول والثاني منها ـ التصحر والجفاف ـ تحركات سكانية

أي متمشية مع دوائر العرض من الغرب ـ حيث أقاليم التصحر " عرضية" ومن الشرق ـ حيث أقاليم الكبرى، الخرطوم إلي الشرق حيث مدينةوالجفاف،

التصحر والجفاف والمجاعة كنتيجة لهما ـ إلى الغرب ـ حيث مدينة الخرطوم الحرب األهلية والمجاعة الناتجة :منها بينما أحدث الثالث والرابع أيضا،الكبرى

Page 6: 3877

من الجنوب ـ الطول،أي متمشية مع خطوط " طولية"عنها تحركات سكانية ٠اطق الصراع ـ إلى مدينة الخرطوم الكبرى أيضا في الشمال حيث من

منها إلى مفهوم الخطـر األولوتتألف الدراسة من أربعة مباحث تعرض على اعتبار أن األسباب والفيضان،البيئي المتمثل في كل من التصحر والجفاف

ا لم ولهذالبشرية،الطبيعية المؤدية إلى حدوثها أكثر وضوحا من األسباب أسباب حدوث هذه الثاني في حين تناول المبحث المجاعة،يتعرض لمفهوم

فقد خصص لدراسة نتائج هذه الثالثاألخطار ـ طبيعيا وبشريا ـ أما المبحث الرعوية والريفية :وبشريااألخطار على بيئات السودان المتنوعة طبيعيا

رتباط بين هذه محورا لدراسة االالرابع وأخيرا كان المبحث والحضرية، خاصة تأثير كل من أخرى،األخطار من ناحية وتحركات السكان من ناحية

٠المجاعة والحرب األهلية

والجفاف،وقد تضمن تأثير المجاعة التأثير الكامن لكل من التصحر وألن دور كل منهما في ناحية،باعتبارهما من األسباب المباشرة لحدوثها من

العامل البشرى المتمثل في الحرب األهلية من ناحية إحداثها يفوق دور كذلك تضمن تأثير الحرب األهلية في هذه التحركات التأثير الكامن .أخرى

على اعتبار أن هذه الحرب ـ كسبب بشرى ـ كانت أقوى من للمجاعة، ٠العوامل الطبيعية في إحداثها في منطقة جنوب السودان على وجه الخصوص

Page 7: 3877

مقدمـة

لف السودان من مجموعة متباينة من البيئات الجغرافية كنتيجة لتأثير يتأ والى حد ما استخدامات األرض والطبوغرافيا،كل من المنـاخ وأنماط التربة

ويعتمد االقتصاد السوداني بدرجة كبيرة على كل من المتبادل،السائدة وتفاعلها فهذه الموارد توفر ابات،وغالزراعة والثروة الحيوانية بما تتضمنه من مصايد

وبكل القومي،من دخله % ٣٢ وتسهم بنحو سكانه،من % ٨٠سبل العيش لنحو وتتكون عناصر ،)150-11(مدخالت القطاع الصناعي تقريبا من هذا الدخل

لكل من الزراعيتين % ٢٥ منها ،%٦٢ بنسبة الزراعة،هذا االقتصاد من ،%٣٢نسبة اتج الحيواني ب والنة،اآلليللزراعة % ١٢ ووالمطرية،المروية

٠% ٦ومنتجات المصايد والغابات بنسبة

من عقد السنوات األولىمن سكان السودان حتى % ٨٠ولقد كان نحو نصفهم تقريبا ورعاة،السبعينيات المنقضي يعيشون في مناطق ريفية كمزارعين

وانية السودانية ويمتلك معظم الثروة الحيمستقرة،كان يمارس حياة مترحلة غير مليون رأس من ١٩ مليون رأس من األبقار، ٢٢التي كانت تقدر حينئذ بنحو

كذلك كانت المساحة الكلية الصالحة الماعز، مليون رأس من ١٥ و األغنام، أما الدولة،من مساحة % ٤٤ تمثل نحو فدان، مليون ٢٧٩للرعي تقدر بنحو

در في منطقة السهل الرسوبي األوسط فقط إمكانات األراضي الزراعية فكانت تق ٠) 150 -11( مليون فدان ١١٣بنحو

Page 8: 3877

ولكن رغم المميزات المائية والنباتية للسودان إال أن مناخه يعرضه مع مالحظة أن مناخ بينهما، إما طبيعية أو بشرية أو مشتركة مختلفة،لمخاطر

فهو واحدا،ال يعتبر نمطا السودان في حقيقته يتألف من عدة أنماط مناخية و متضمنا أنماطا الجنوب،يتراوح بين الصحراوي في الشمال واالستوائي في

٠متباينة من مناخ السافانا بينهما

وتتمثل األخطار البيئية المرتبطة باألحوال المناخية في كل من التصحر لكل من أما الكوارث التي يحدثها اإلنسان فتحدث نتيجةوالفيضان،والجفاف

الحروب واالستخدام السيئ للموارد الطبيعية من أمثلة الرعي الجائر overgrazingار والقطع الجائر لألشجoverfilling) 13 - 24 (٠

ولقد تعرض السودان في النصف الثاني من عقد الثمانينيات إلى كوارث ق وبعضها اآلخر من صنع البشر كمـــا سبالطبيعة،كبرى بعضها من صنع

وفى بعض هذه الكوارث يبدو اشتراك العنصرين الطبيعي والبشرى في ذكره، ومن بين الكوارث الطبيعية يأتي كل من الجفاف معقدة،إحداثها بصورة

ة في نقيض،والفيضان على طرفيومع ذلك فهما النمطان اللذان يؤثران بشد األخيرة، الخمسة فقد تعرض هذا القطر لعدة فيضانات خالل العقودالسودان،

ضت مناطقه ١٩٨٨ و١٩٤٦خاصة في عاميوفى الفيضان األخير منهما تعر ، خالل شهري أغسطس وسبتمبر إلى أمطار غزيرة استمر هطولها لمدة الوسطي

حدثت خاللها عاصفة مطرية على منطقة العاصمة في اليوم الرابع أسابيع،ثالثة وهى ملليمتر، ٢٠٠ا من مطر من شهر أغسطس بلغ مقدار ما سقط خالله

36( ملليمترا فقط ١٦٠المدينة التي يبلغ متوسط ما يسقط عليها من مطر سنويا

- 173 (٠

Page 9: 3877

كذلك فقد شهد السودان خالل عقد الثمانينيات تحركات سكانية واسعة عبر ويمكن القول أن األخطار البيئية الطبيعية مختلفة،مناطقه المختلفة ألسباب

التصحر والفيضان باإلضافة إلى الجانب الطبيعي من أسباب المجاعة كالجفاف و بينما كانت التحركات،كانت هي المؤثرات أو األسباب الطبيعية وراء هذه

الحرب األهلية والجانب البشرى من أسباب المجاعة هي المؤثرات أو األسباب التصحر ومن ثم ولقد أضاف الجفاف إلى تسارع عمليةفيها،البشرية المتسببة

كما أنه قد الحيوانية، وفى أعداد الثروة الطعام،إلى التناقص المتزايد في إنتاج وكان من نتيجة ذلك كله به،أوجد نقصا في فرص العمل في المناطق المتأثرة

سكانية واسعة من مناطق الطرد إلى مناطق الجذب التي جاءت مدينة تحركات ٠الخرطوم الكبرى على رأسها

اليم دارفور وكردفان ومقاطعة البحر األحمر باإلقليم الشرقي هي ولقد كانت أق وهى ،]١شكل رقم [ الجفاف والتصحر :منأشد مناطق السـودان تأثرا بكل

chronicمناطق اتسمت بكل من سوء التغذية ونقص الغذاء المزمنين

malnutrition & food insecurity ] العالقة حيث تبرز،]٢شكل رقم اف وحدة المعاناة من الجفالمطر،المترابطة بين كل من شدة االعتماد على

النيل، خاصة في المناطق البعيدة عن نهر الغذاء، وصرامة نقص والتصحر، ٠وعلى وجه الخصوص في إقليمي دارفور وكردفان

Page 10: 3877

)١(شكل رقم

طبيعية كوارث من ومن ناحية أخرى فقد أضاف اإلنسان إلى الكوارث ال ال تزال مستمرة حتى والتي فلقد أدت الحرب األهلية في جنوب البالد ـ عنده،

اآلن ـ إلى نزوح آالف السكان من مواطنهم األصلية إلى أماكن أخرى داخل بحثا عن األمن أو وزائير، وربما خارجه في كل من كينيا وأوغندا السودان،

٠ starvationأخطار الحرب والجوع وذلك لتجنب كليهما،الغذاء أو عن

Davis , H. , After The Famine of The Sudan , Can The Australian Experience Help?, The Geographical Journal ,vol. 153 ,no. 2 , July 1987 , p. 183 .

Page 11: 3877

أ

ب

المزمن بالسودانالغذائيمناطق العجز ١٩٨٧مناطق التأثر بالجفاف بالسودان Abusin, M., E., Forms And Types of Disasters and Hazards in The Sudan, In: Abusin, M., E., Disaster Preventation and Management in Sudan, Khartoum University Press, 1991, p. 30 \ 43.

)٢(شكل رقم

بنحو ١٩٨٧ولقد قدر عدد النازحين إلى مدينة الخرطوم الكبرى في عام

بينما تناثر مليون آخر فـي اإلقليم والمجاعة،مليون نسمة نتيجة للحرب األهلية يدخل ضمن هذه األعداد هؤالء السكان والالجزيرة،األوسط خاصة في مديرية

ورغم أن الرقم الحقيقي الجنوبي،الذين تشردوا داخليا في منطقة السودان للسكان الذين تركوا أماكن إقامتهم األصلية كنتيجة لكارثتي المجاعة والحرب األهلية وتحركوا إلى مناطق أخرى رقم غير معروف على وجه اليقين إال أنه

ل أن هذه التحركات قد أدت إلى حدوث تغيـرات في الوضع يمكن القو

Page 12: 3877

-30( السوداني بعضها قابل جدا ألن يكون بمثابة تغيرات دائمةالديموجرافي

77(٠

راء كارثة الجفاف سودان يسترد أنفاسه المنهكة من جوعندما بدأ الربة الحقته البيئة بضنسبيا،والتصحر والمجاعة ويتعود علي الظروف العادية

الوسطي، فقد أدت األمطار التي تعرضت لها مناطقه ١٩٨٨جديدة في عام خاصة تلك األجزاء عديدة،والشمالية إلى حدوث فيضان كبير طغى على مناطق

والتي سبق أن لجأ إليها النازحون بسبب الكارثة النيل،الواقعة علي طول نهر ٠سابقة الذكر

الشيء،حركات سكانية كبيرة بعض ورغم أن هذا الفيضان قد أدي إلى ت إال أن هذه التحركات لم تكن تحركات دائمة بحيث الشمالي،خاصة في اإلقليم

فقد أدي الفيضان إلي حدوث السودانية،تسبب تغيرات في الخريطة الديموجرافية مؤقتة، أما بالنسبة للسكان أنفسهم فكانت حركتهم السكان،زحزحة في مستقرات

حين بسبب الجفاف أو التصحر أو المجاعة أو حتى بسبب على عكس الناز ٠الحرب األهلية

ثم ازدادت ،١٩٨٣ولقد استؤنفت الحرب األهلية في الجنوب في عام ومن ثم ،٨٤/١٩٨٥ حين تزامنت مع أشد فترات الجفاف ،١٩٨٤حدتها في عام

يل في بدأت أعداد كبيرة من السكان في كل من منطقتي بحر الغزال وأعالي الن ومع مرور الوقت فقد اآلالف الدولة،التحرك نحو المناطق األكثر أمنا في شمال

أما الذين تمكنوا من الوصول إلى الشمال فقد استقروا قريبا حياتهم،من البشر

Page 13: 3877

حيث إمكانية الحصول علي المساعدة من الحضرية،من المراكز العمرانية ٠مأوى وطعام وعالج

مناطق الجنوب نتشرت الحرب إلي العديد من ا١٩٨٦ومع حلول عام ومن نافلة السكان، وقد أدي ذلك إلى نزوح المزيد من االستوائي،مثل اإلقليم

القول أن الحرب ال توفر الظروف المالئمة لمزاولة األنشطة االقتصادية ومن ثم حدثت المجاعة بسبب إخفاق السكان في الحيوان،كالزراعة ورعي وكما هو الحال في فترة حصادها،وأحيانا بسبب فشلهم في زراعة المحاصيل

أدت الحرب األهلية إلى حدوث تغيرات ديموجرافية في ٨٤/١٩٨٥جفاف الخريطة السكانية السودانية لم تعد قابلة ألن تعود كما كانت عليه قبل نشوب هذه

٠الحرب

ألن الناس النطاق،ويصاحب المجاعة عموما تمزق اجتماعي واسع خاصة أثناء البحث العادي،هاجرون من مناطق استقرارهم فيهجرون سلوكهم ي

ولقد أدت الجوع، فالمجاعة شيء أكبر من مجرد الموت بسبب الطعام،عن االستجابة البطيئة من قبل الجهات المسئولة تجاه الكارثة إلى وفاة أعداد كبيرة

٠ ومن ثم إلى تحركات بشرية واسعة النطاق السكان،من

وقد قدرت األمم المتحدة عدد المهاجرين بسبب المجاعة في أوائل عام ولم تقتصر حركة بها، مليون مهاجر في الدول التي تأثرت ١٠ بنحو ١٩٨٥

هؤالء المهاجرين على الدول التى ينتمون إليها وإنما حدث القسم األكبر منها تعترف فالمجاعة ال،trans - border migrationعبر حدود هذه الدول

وفي السودان وحده قدر عدد الذين هجروا مناطقهم للدول،بالحدود السياسية

Page 14: 3877

باإلضافة إلى نحو نصف نسمة، مليون ٥األصلية إلي مناطق أخري بنحو مليون نسمة دخلوا أراضيه من كل من إثيوبيا ـ بما فيها إرتريا قبل استقاللها ـ

٠) 197 - 29(وتشاد

Page 15: 3877

مفهوم الخطر البيئي :األولالمبحث

مفهوم الجفاف ١ـ١

فهناك ،droughtال يوجد تعريف مفرد لمصطلح الجفاف أو العطش جفاف متيورولوجيmeteorological وآخر ،زراعي ـ حيوي وثالث مائي hydro-biological، ولكن مفهوم المتأثرين به من الفالحين والرعاة يعبر عنه

ويحدث الجفاف المتيورولوجي عندما يكون المطر المتساقط ،]١[ل بصورة أفضعلي منطقة كبيرة المساحة أقل من المتوقع ولفترة زمنية طويلة متصلة أما الجفاف الزراعي فينتج عن اجتماع كل من قلة كميات المطر وتشتت توزعه

تسبب وقلة احتياطات مياه التربة وفقدان الرطوبة الناتج عن البخر بطريقة ٠) 17 -37(تناقص اإلنتاج المحصولي

ولقد ظل نطاق الساحل منطقة جافة طوال فترة األربعة آالف سنة ولكنه شهد مؤخرا سلسلتان من فترات الجفاف في السودان األقل،الماضية علي

الكبرى،ومناطق أخري في النطاق الواقع مباشرة إلى الجنوب من الصحراء وهما ،١٩٨٤ ـ ١٩٧٩ و ١٩٧٣ ـ ١٩٦٨منيتين وذلك في الفترتين الز

السلسلتان اللتان جاءتا في سياق مجموعة من السالسل المشابهة خالل العقود ٠) 172 - 33(الباكرة من القرن العشرين

واحدة من أسوأ موجات ١٩٨٤وتعتبر حالة الجفاف التي حدثت في عام تعتبر األمطار التي سجلت كما،١٩٥٦الجفاف التي لم يعرفها السودان منذ عام

Page 16: 3877

في شمال ووسط السودان أقل أمطار سجلت منذ بدء عملية ١٩٨٤في عام :التالي ويوضح ذلك الجدول العشرين،تسجيل المطر في أوائل القرن

)ملم (١٩٨٤األمطار المتساقطة علي منطقة شمال السودان ) ١(ول رقم جد

من المتوسط% ١٩٨٤لي عام إجما متوسط طويل المدى المحطة المناخية ٣٩ ١٠٧ ٢٧٤ الفاشر ٤٤ ١٦٠ ٣٦٥ األبيض ١٨ ٥١ ٢٨٨ الدويم ٢٤ ٩٦ ٣٩٦ كوستي ٤٢ ١٤٧ ٣٥٤ ود مدني ٣ ٤ ١٥٨ الخرطوم ٥١ ٣٢١ ٦٢٦ القضارف

Davies, H., R., After the Famine in the Sudan, Can the Australian Experience Help? , Geographical Journal, Vol. 153, No. 2, July 1987, p. 182.

مفهوم التصحر ٢ـ١

مثل زحف الصحراء أو desertificationهناك عدة تعريفات للتصحر ولكنه يمكن أن يعرف عليها،تكونها أو تحركها نحو المناطق الزراعية أو تعديها

بها إلى تنتهي والتي ،soil degradationعلي أنه تعرية التربة أو تجريدها

Page 17: 3877

وهو ما والحيوان،ظروف تشبه الصحراء وتكون غير مالئمة لكل من اإلنسان يحدث عندما تكون التربة هشة بسبب كل من المناخ السيئ من ناحية واالستخدام

٠) 26-13(البشري المفرط من ناحية أخرى

:هيوهناك ثالث مجموعات رئيسة من العوامل المسببة للتصحر هي أو مـا vulnerabilityية لألراضي الجافة للتأثر القابلية الطبيع .١

٠يجاورها من أنظمة بيئية شبه رطبة

الضغط السكاني المؤدى إلى إفراط استغالل موارد األراضي الجافة .٢overexploitation ٠

اإلدارة االقتصادية السيئة التي أدت إلي وجود أنماط غير مالئمة من استخدام .٣ ٠) 173-33(األرض

ن الواضح أن ثلثي هذه العوامل هي من صنع اإلنسان في المقام األول ومرغم صعوبة الفصل بين سوء االستغالل البشري للموارد وتأثير الذبذبات

٠المناخية في حدوث الكوارث الحديثة من الجفاف والمجاعة في نطاق الساحل

ت الطبيعي وينتج التصحر عن تعرية التربة الناتجة بدورها عن فقدان النبا تصبح األخيرة عرضة للتأثير المدمر للتربة،فعندما يتناقص ذلك الغطاء الحامي

فعندما تروى التملح، كذلك هناك تصحر ناتج عن والمائية،للتعريتين الهوائية تتجه األمالح الذائبة إلي الصرف،المناطق الجافة ذات التربة الصلصالية ضعيفة

كما أن هناك التصحر،ما يعوق نمو النبات فيحدث التراكم أسفل التربة السطحية ويحدث في المناطق ،soil crustingتصحر ناتج عن تماسك التربة واندماجها

Page 18: 3877

ذات التربة الطينية أيضا في أعقاب فقدان النبات الطبيعي بسبب الحركة المتعاقبة ٠ (51-35)لقطعان الماشية التي تطأ خاللها هذه النباتات مرارا وتكرارا

overومن ناحية أخري فان تجريد األرض الناتج عن الزراعة الجائرة

cultivation قد يكون قاسيا وحادا لدرجة إحداثه لظروف بيئية شبه صحراوية بمعنى أنه في حالة حدوثه ال لالنعكاس، والتصحر عملية غير قابلة ،)31-204(

نت عليه قبل هذا يمكن العودة بالمنطقة التي حدث فيها إلى الوضع الذي كامن سكان العالم الذين % ١٤ وهو يهدد حياة ومستقبل ،)173-32(الحدوث

٠) 25-13(يعيشون في المناطق الجافة

فيها،وال تزال عملية التصحر تحدث في السودان رغم محاوالت التحكم ويرجع ذلك إلى استمرار العوامل الجغرافية الطبيعية والبشرية المؤدية إليها

وتربية الحيوان الجائرة overgrazingيرة هي الرعي الجائر واألخoverstocking الجائر والزراعة الجائرة وقطع األشجارoverfilling0

ولكن يمكن للغاية،ومن الصعب تحديد بدايات هذه الظاهرة ألنها بطيئة وتقع ،)55-33( تقريبا ١٩٥٠القول بأنها قد بدأت كمشكلة خطيرة منذ عام

درجة شمـاال ١٨ و ١٢اطق المتأثرة بالتصحر بين دائرتي عرض المن فيما بين خطي مصر،متضمنة نطاقا طوليا محاذيا لنهر النيل حتى الحدود مع

وذلك في مناطق السودان الشمالية والشرقية شرقا، درجة ٣٣ و ٣٠طول لخدمات ففي السبعينيات وما قبلها أفاد سكان هذه المناطق من اوالغربية،

البيطرية المتاحة لهم فبدأت أعداد حيواناتهم في التزايد حتى تجاوزت طاقة

Page 19: 3877

المراعي فبدأ الرعي الجائر في الحدوث مما أدي إلى انقراض أنواع نباتية نادرة ٠] ٣شكل رقم [واختفاء الغطاء النباتي بمعدل متزايد

Page 20: 3877
Page 21: 3877

الغذائية التجارية ولقد أدي االتجاه المتنامي نحو إنتاج المزيد من الحبوب مما تسبب في ضياع خصوبة واسعة،إلى االستغالل الكثيف ألراض زراعية

كذلك فقد أسهمت متسارعة،التربة ومن ثم تدهور التربة الزراعية بصورة عملية قطع األشجار من اجل استخدام أخشابها في طهو الطعام أو إنتاج الفحم

٠ تفاقم هذه الظاهرة إلى حد كبير أو بناء المساكن في charcoalالنباتي

مديريتي دارفورولقد أثبتت األبحاث أن الصحراء قد تقدمت في شمال وهي اآلن تتقدم عاما، ١٧ كيلومتر خالل فترة ١٠٠ و ٩٠وكردفان ما بين

كما قدرت المساحة الكلية التي أصابها سنويا، كيلومترات ٦ إلى ٥بمعدل أكثر من ذلك فان هذا التصحر قد بدأ في التأثير و،٢كم ألف ٦٥٠التصحر بنحو

في مناطق السافانا الجنوبية وفي منطقة سهل البطانة شرق النيل ممتدا إلى تالل ٠) 152-11(البحر األحمر

مفهوم الفيضان٣ـ١

واألقاليم الوسطي والعاصمة ي، ل]٤تأثرت مناطق كردفان واإلقليم ا والتي نتج عنها ذلك الفيضان العنيف الذي ة،الغزير ١٩٨٨القومية بأمطار عام

ورغم أن فيضان األخيرة، السيما المنطقة المناطق،أثر تأثيرا مدمرا علي هذه كان ذا منسوب منخفض بعض الشيء إذا ما قورن بمثيله الذي حدث ١٩٨٨عام

) ١٩٤٦ مترا في عام ١٧,١ مقابل ١٩٨٨ مترا في عام ١٦,٩ (١٩٤٦في عام إال أن الدمار الناتج عنه كان يبلغ عشرة أضعاف الدمار الناتج ،]٤شكل رقم [

ويرجع السبب في ذلك إلى تزاحم السكان وتراكم المباني األول،عن الفيضان

Page 22: 3877

فقد تلقت مدينة الخرطوم الكبرى في يوم ،)169-11(في مواضع غير مناسبة واحد فقط كمية من األمطار فاقت ما يتساقط عليها في عام كامل

يوضح الجدول التالي احتماالت تعرض بعض مناطق السودان وللفيضانات حيث يتضح أن منطقة العاصمة القومية مرشحة ألن تشهد فيضانا

:التسعينياتمقبال في أواسط عقد

)٤(شكل رقم

احتماالت تكرار الفيضان في بعض مناطق السودان) ٢(جدول رقم

Page 23: 3877

سنة/ دد مرات التكرارع ث/ذروة التدفق متر ـقةالمنطـــ ٢٠ ـ ١٠ ٩٢٨٠ ]الروصيرص [ النيل األزرق ١٠ ٨٤٠٠ ]سنار [ النيل األزرق ١٠ ٨٥٣٠ ]الخرطوم [ النيل األزرق

١٥٠ ـ ١٠٠ ٦١٣٠ ]خشم الجربة [ مصب العطبرة ١٠٠ ـ ٥٠ ١٣٢٠٠ ]عند دنقله [ نهر النيل

Ahmed ,M. ,F. , Agricultural Hazards And Their Control , In : Abusin ,M. , E. ed.: Disaster Prevention And Management In Sudan , Khartoum University Press , Khartoum ,1991, p. 170 .

Page 24: 3877

أسباب حدوث األخطار البيئية :الثانيالمبحث

أسباب حدوث الجفاف ١ـ٢

وبعض الظاهرات هناك ارتباط واضح بين األخطار البيئية من ناحية :ذلك ومن أمثلة أخري،الجغرافية الطبيعية والبشرية من ناحية

االرتباط بين درجات حرارة المياه السطحية للمحيطات الواقعة جنوب خط إذ ترتبط درجات الحرارة الساحل،االستواء واألمطار الموسمية في نطاق

شكل [احل السلصيف الشمالي بجفاف منطقةالمرتفعة لهذه المياه في فصل ا ٠] ٥رقم

)٥(شكل رقم

Page 25: 3877

االرتباط بين إزالة غابات منطقة حوض الكونغو وبين هذا الجفاف في العقود

٠ ١٩٦٨ علي األقل منذ عام األخيرة، النينو " االرتباط بين ظاهرةEl Nino ]في كل من المحيطين الهندي في ]٢

ف نطاق الساحل وجفا٨٣/١٩٨٤ واألطلنطي في الفترة ٨٢/١٩٨٣الفترة ٠] ٦شكل رقم ) [173 - 36 (١٩٨٤الذي بلغ قمته في عام

فتتحرك كتلة الهواء الرطب ] ب٧شكل رقم " [النينو" أما في سنة حدوثالتي كانت تتركز فوق شمال شرق استراليا في السنة العادية نحو الشرق

شرق ومن ثم يتحول اتجاه الهواء فوقالهادي،لتتركز فوق أواسط المحيط إفريقيا إلى هواء جاف بعد أن كان هواء صاعدا رطبا في السنة العادية ومن

القوي " النينو" ولقد نتج عن جافة،ثم تهب الرياح علي شرق إفريقيا وهي ١٩٨٢في عام

Page 26: 3877

يت ـ مارس المجلد السابع ـ الكو٣٩ العالمية ـ العدد ـ الثقافةديبورا ماكنزى ـ كيف يجفف المحيط الهادي نهر النيل

١٤٧ـ ص ١٩٨٨

انحرافات درجة حرارة مياه المحيطات وأثرها علي التساقط في منطقة الساحل )٦(شكل رقم

إلى انعكاس اتجاه الرياح التجارية " النينو"ويرجع السبب في حدوث

الجنوبية الشرقية الهابة باطراد نحو خط االستواء ن ومن ثم ارتفاع درجة

Page 27: 3877

وتتكرر هذه الظاهرة كل سنتين أو أكثر للمحيطات، حرارة المياه السطحية وكانت أطول فتراتها سنوات،وحتى سبع سنوات ولكنها عادة ما تتكرر كل أربع

حين ضربت والية كاليفورنيا بالعواصف وأحدثت الجفاف في ١٩٨٢خالل العام ٠استراليا

ي فإنه وجفاف نطاق الساحل اإلفريق" النينو"ومن حيث العالقة بين ظاهرة في السنة التي تحدث فيها هذه الظاهرة يرتفع الهواء الرطب فوق منطقة شرق المحيط الهادي الجنوبي ـ السواحل الغربية ألمريكا الجنوبية والوسطي ـ مما

أما في السنة التي ال تحدث فيها إفريقيا،يؤدي إلى هبوب هواء جاف علي قارة بي من المحيط الهادي فيسقط المطر فإن الهواء الرطب يرتفع فوق الجزء الغر

٠] ٧شكل رقم ) [١٤٠ ـ٢(علي قارة إفريقيا

ـ العادية ـ " النينة" وتفسير ما سبق يتمثل في أنة في السنة الخالية من يتصاعد الهواء الرطب من منطقة غرب المحيط الهادي ليتجه شرقا نحو غرب

شكل رقم [ورا بالمحيط الهندي وغربا نحو قارة إفريقيا مرالجنوبية،قارة أمريكا وفي الوقت ذاته يقابله الهواء الرطب المتصاعد من غرب المحيط الهندي ،]أ ٧

فيعقب ذلك تساقط األمطار من الرياح اآلتية شرق المحيط إفريقيا،وشرق ٠األطلنطي الجنوبي

فتتحرك كتلة الهواء الرطب ] ب٧شكل رقم " [النينو" أما في سنة حدوث انت تتركز فوق شمال شرق استراليا في السنة العادية نحو الشرق لتتركز التي ك

ومن ثم يتحول اتجاه الهواء فوق شرق إفريقيا إلى الهادي،فوق أواسط المحيط هواء جاف بعد أن كان هواء صاعدا رطبا في السنة العادية ومن ثم تهب الرياح

ذلك ١٩٨٢القوي في عام " النينو" ولقد نتج عن جافة،وهي علي شرق إفريقيا

Page 28: 3877

١٩٨٣ ـ ١٩٨٢رة لذي أصاب نطاق الساحل خالل الفتالجفاف الحاد ا )١٤١ـ٢٠(

المجلد ٣٩ديبورا ماكنزى ـ كيف يجفف المحيط الهادي نهر النيل ـ الثقافة العالمية ـ العدد : المصدر

١٤٠ ـ ص١٩٨٨السابع ـ الكويت ـ مارس

Page 29: 3877

واء الرطب من المحيط الهادي الغربي ويحدث تساقط في السنة العادية يرتفع الهللمطر فوق قارة أفريقيا وعندما تحدث ظاهرة النينو يتجه هذا الهواء نحو أقصي

الشرق فيهب علي قارة أفريقيا هواء جاف )٧(شكل رقم

وتتلقى دولة السودان والمناطق المجاورة لها في نطاق الساحل أمطارها

وهذه األمطار تحدث بسبب الرياح الرطبة الشمالي، الرئيسة في شهور الصيف حيث تهب الرياح الموسمية من كل من المجاورة،الهابة من المسطحات المائية

المحيطين الهندي واألطلنطي في فصل الصيف الشمالي في اتجاه الشمال نحو ٠الحدود الشمالية لمنطقة الساحل

لجفاف خالل القرن الحالي في ولقد عانت هذه المنطقة فترات طويلة من ا ـ ١٩٧٩و١٩٧٤ ـ ١٩٦٦و١٩١٤ ـ ١٩١١و١٩٠٥ ـ ١٩٠٣السنوات وتعكس ذلك سجالت التساقط في منطقة السودان األوسط خالل القرن ،١٩٨٧

):174-33( حيث يتبين ما يلي العشرين، ـ ١٩٠٠حدوث ذبذبات واسعة في تساقط المطر خالل الفترة الزمنية

لتي تضمنت فترتان أو ثالث فترات قصيرة من الجفاف وهي الفترة ا١٩٢٠ ٠مع مؤشر التجاه نحو التزايد في هذا الجفاف

١٩٢٠حدوث تساقط أعلي من المتوسط بصورة عامة خالل الفترة الزمنية ٠ مع تذبذبات نسبية من عام إلى آخر ،١٩٦٠ـ ة حدوث تساقط أقل من المتوسط مصحوب باتجاه نحو التناقص خالل الفتر

٠ ١٩٨٧ ـ ١٩٦٥الزمنية

Page 30: 3877

٠ ١٩٨٩ ـ ١٩٨٧حدوث تساقط جيد خالل الفترة الزمنية ٠ ١٩٩١ ـ ١٩٩٠حدوث جفاف خالل الفترة الزمنية حدوث التصحر أسباب ٢ـ٢

يمكن القول أن حدوث التصحر يرجع إلى عدة عوامل تعمل منفردة أو الجائر الرعي متآلفة هي الزراعة المفرطة ـ خاصة في األراضي الحدية ـ

بسبب وتخفيض مستوى الماء الجوفي ،]٣[األعشاب الغابات واقتالع إزالةف الصحراء مشكـلة ضخمة تهـدد المستقبل يعتبر زح والمفرط، استخدامه

تمثل ٢ ألف كم٦٥٠االقتصادي للسودان بعد أن تأثرت مساحة قدرها نحو الكثبـان من مساحته بأشكال عديدة من التصحر أهمـها تحـرك% ٢٥,٩

الرملية استنزاف خصوبة التربة وتضاؤل مساحة المراعي وتقلص موارد ٠) 27 - 13(أخشاب الوقود

ر في مناطق غرب السودان بسبب قلة موارد المياه ولقد تفاقم التصح حيث تسببت الحيواني،وتقارب مواضعها سواء لالستخدام البشري أو لالستهالك

تركز الحيوانات في أراض رعوية محدودة مما إتاحة المياه بهذه الصورة في ـ ومن ثم ٣أدي بدوره إلى إزالة الغابات والرعي الجائر ـ راجع شكل رقم

٠إلى التصحر

كما أن النيران غير للرعي،وقد تجاوزت قطعان الماشية المعدل المعتاد العام،من نباتات مراعـى ذلك % ٣٥المتحكم فيها قد أزالت في كل عام نحو

وباإلضافة إلى التأثير المدمر للنار علي نباتات المراعي فإن تكرار إشعال النار

Page 31: 3877

حيث حلت اإلقليم،في هذه المراعى قد سبب تغيرا ملحوظا في تكوين نباتات ٠النباتات الحولية ذات القيمة البيئية المنخفضة محل العشبيات الدائمة

أمرا واضحا في indiscriminateولقد أضحي خطر الرعي غير المميز السودان خالل األعوام الثالثين الماضية ـ رغم أنه كان يمارس منذ عقود طويلة من قبل ـ ويرجع هذا إلى تزايد أعداد الحيوانات دون وضع إمكانات المراعي في االعتبار ن ففي والية كردفان مثال تضاعف عدد الحيوانات ما بين

الخمسينيات دون مراعاة إلمكانات عما كان عليه في فترة % ٤٠٠و% ٣٠٠ ورعي جائر overstocking مما أدي إلى حدوث تربة جائرة للماشية مراعيها،

overgrazing اللهم إال بعض الوالية، انتهي بتوقف نمو النبات في مراعي هذه ٠النباتات الحولية

ومن أهم مساوئ البداوة في السودان الملكية الجماعية ألراضى المراعيـ الملكية القبلية ـ واستخدام هذه األراضي بدون أية إضافات إلى تحسينها أو

ومثل هذا االستخدام المفتوح غير المنظم وغير المتحكم ،)153-11(صيانتها ٠فيه هو الذي أدي إلى تجريد المراعي أو تعريتها في نطاق السافانا السوداني

فقد حلت الحشائش واضحة، ولقد أدي الرعي الجائر إلى تغيرات بيئية كما أن الغطاء النباتي الذي كان ذكره،الحولية محل الحشائش الدائمة كما سبق

وقد نتج عن محدودة،منتشرا فوق مساحات واسعة أصبح متركزا في مناطق هذه التغيرات تحول الغطاء النباتي من األنواع المستساغة من قبل الحيوانات إلى

وفي مرحلة تالية تناقصت كثافة الغطاء النباتي غة،مستساأنواع أخري غير وبعد ذلك بدأ سطح التربة الصلصالي غير المحمي في تشكيل قشرة عام،بوجه

Page 32: 3877

صلبة ـ نتيجة سير الحيوانات عليه ـ جعلت التربة أكثر عرضة للتعريتين ٠) 174-36(الهوائية والمائية

ية ـ السبب البشري وتعتبر الزراعة في األراضي الحدية ـ الهامش فعندما يعقب المطر الغزير نوبات طويلة من الجفـــاف للتصحر،الرئيس

تكون عرضة لتعرية خطيرة بواسطة الرياح ومياه " المحروقة " فإن األرض ٠األمطار التي تعري ذرات التربة وغرينها الدقيق وتحولهما إلى كثبان رملية

رات الزراعية يجرد التربة من ومن ناحية أخري فإن عدم وجود الدو مثلما يهيئها قطع أشجارها وأعشابها وغير ذلك من النباتات الغذائية،مكوناتها

فالتصحر ما هو إال تجريد شديد ،)175-36(المثبتة للتربة لتصحر متفاقم وبشرية ) الجفاف(لألراضي الجافة يحدث نتيجة الجتماع عوامل مناخية

٠كما سبق ذكره ) overexploitationداالستخدام المفرط للموار(

الساحل،ولقد تأقلم البدو جيدا في الماضي مع الذبذبات المناخية في نطاق وراء transhumanceوذلك من خالل تحركاتهم الكبيرة عبر مساحات واسعة

مع السماح بفترة تأخير لجعل الحشائش تنمو من جديد قبل عودتهم إلى المطر، وعندما شغلت أراضي الرعي التقليدي فيما بعد بالزراعة ،أخريمنطقتهم مرة

المروية وبرعي الحيوان المستقر أجبر هؤالء الرعاة التقليديون أكثر وأكثر علي ٠ مما أدي إلى المزيد من تجريد األراضي الجافةالهامشية،اللجوء إلى المناطق

الناحية فمنالتصحر،ومن ناحية أخري يعتبر الجفاف نتيجة من نتائج ومع اتساع الجوي،العلمية يزيد الغطاء النباتي من الرطوبة النسبية للغالف

Page 33: 3877

مساحة األراضي التي قضي الرعي الجائر علي نباتها الطبيعي تتناقص كميات ٠األمطار علي هذه المناطق مع مرور الوقت

أسباب حدوث الفيضان ٣ـ٢

هر النيل في منطقة إقليم يوجه االنحدار الوئيد لألراضي المنبسطة نحو نالخرطوم الكبرى قنوات التصريف الطبيعي المحلية نحو تكثيف مياه األمطار

ونظرا لعدم ،]٩ و ٨شكال [والفيضان في اتجاه أكثر مناطقها سكنا وسكانا مقدرة السلطات اإلدارية المحلية علي توفير الخدمات لمواجهة نتائج كارثة

رقم شكل[ squattersاليداقع الفعلي لمناطق وضع الفيضان فقد اكتفت بتقبل الو-11( حتى ما كان يدخل منها في إطار مناطق التعرض ألخطار الفيضان ،]١٠

وهذه المناطق تتسم باكتظاظها السكاني وخلوها من نظم الصرف ،)170 بتفادي ومن ثم بخلوها من تنظيم بنائي يسمح الفضاء،الصحي واألراضي ٠لفيضان أخطار األمطار وا

Page 34: 3877

)٨(شكل رقم

إلى كل من ١٩٨٨وترجع أهم األسباب التي أدت إلى تفاقم كارثة فيضان النظام المتواضع للتنبؤ بالفيضان والبنية األساسية المتهاوية واإلدارة الحضرية

ألمطار وفيما يتعلق بالسبب األول فإن دراسة سجالت تساقط االجيدة،غير وسجالت فيضان النيل األزرق كانت توضح أن قابلية حدوث الفيضان ترتبط بشهر واحد هو أغسطس ـ شهر قمة التساقط الخطرة ـ ولهذه الحقيقة نتيجتان

:هماعلي طرفي نقيض

أنه طالما أن فترة الخطر المحتمل فترة قصيرة نسبيا فقد استقر في أذهان بذلك،وجد حاجة للقلق أو لصياغة مقاييس للتنبؤ المسئولين والسكان أنه ال ت

الطبيعي بإقليم شبكة التصريفالكبرى الخرطوم

Walsh , R. And Muse ,B., Hydrology Of Sudan’s Capital Region , In: Abu Sin ,M., And Davies ,H. R., eds. The Future Of Sudan' s Capital Region , Khartoum University , Khartoum , 1991.

Page 35: 3877

والتي المتعاقبة،ومما أكد هذا اإلدراك في األذهان طول سنوات الجفاف ٠ ١٩٦٠بدأت في عام

وألن طبيعة الكارثة المتوقعة قصيرة،أنه طالما أن فترة الخطر المحتمل فترة أو علي األقل الدمار،معروفة فإن االعتقاد السائد كان إمكان منع حدوث

٠) 187-38(تحمل تكاليفه

االنحدار العام ألرض منطقة إقليم الخرطوم الكبرى

)٩(شكل رقم

Shakeshy ,R., Relief ,Rocks And Sediments In Capital Region , In : Abu Sin ,M., And Davies ,H. R., eds. The Future Of Sudan' s Capital Region , Khartoum University , Khartoum , 1991.

Page 36: 3877

أما السبب الثاني فيرجع إلى التوسع السكني السريع في مناطق وضع اليد اإلدارة غير والي نظاملها،التي تفتقر إلى وسائل تجنب الكوارث أو االستجابة

من مساحة % ٥٠ ويقدر أن المشكلة،الكفء وغير القادر علي التعامل مع هذه الخرطوم الكبرى معرض لخطر كارثة الفيضان في حالة أي ارتفاع غير متوقع

٠في كمية األمطار أو الفيضان

ويتمثل السبب الثالث في فشل سلطات اإلدارة الحضرية في تنفيذ مثلما آثارها،تجنب كارثة الفيضان أو التخفيف من اإلجراءات الضرورية ل

ولقد كان هذا أمرا متوقعا في حدوثها،فشلت في التعامل معها بصورة جيدة بعد ضوء عجز هذه السلطات عن معالجة المشكالت اليومية والحاجات الخاصة

فقد كانت هذه اإلدارة تحمل كل سمات النظام اإلداري غير المتزايدين،بالسكان وليس أدل علي ذلك من استيالء البشرية،لكفء في مواردها المادية وإمكاناتها ا

السكان عنوة علي ما أرادوا من أراض خططوا الستخدامها وأمدوها بالتسهيالت ٠) (188-38بطرقهم الخاصة

Page 37: 3877

)١٠(شكل رقم أسباب حدوث المجاعة ٤ـ٢

Abu-samra ,M. ,T., and Mohammed , G. Disaster Management In The Agricultural And LivestockSectors , In : Abu sin , M. ed. , Disaster Prevention And Management In Sudan , University Of Khartoum ,1991.

الكبرى الخرطوم مدینة في األرض استخدام

Page 38: 3877

التي يكون خطرها المجاعة،بالضرورة إلى حدوث ال يؤدي الجفاف وحده وهى الدول التي غالبا ما ال الجفاف،مستفحال في الدول الفقيرة أثناء فترات

والتي غالبا ما تتسم بضعف شبكة والغذاء، كافية من الماء احتياطاتتحتفظ ومن ناحية أخري فإن الصراعات السياسية تؤدي إلى تفاقم حدة هذه مواصالتها،

ولهذا فقد ارتبطت المجاعة في السودان في السنوات الحديثة بكل من لمجاعة،ا بل وبإدخال بعض الوسائل الفقير،النظام السياسي والحرب األهلية واالقتصاد

٠) 206-31 (]٤[الزراعية الحديثة في بعض المناطق

ومن الحقائق المهمة أن المجاعة التي حدثت في المناطق المتأثرة بالحرب األهلية في جنوب السودان قد نتجت عن فشل السكان في زراعة المحاصيل

أكثر من كونها قد نتجت بسبب الجفاف تخزينها،وأحيانا فشلهم في حصادها أو وقد أجبر العديد من السكان الذين تضرروا من مجاعة ،)33-204(

اطق علي مغادرة مناطقهم األصلية والهجرة إلى المدن أو إلى من١٩٨٥ـ١٩٨٣ فقد كانت هذه المجاعة كانت األوسط،مشروعات التنمية الزراعية في السودان -31(دير تج فائضا من الذرة كاف للتصبمثابة صدمة عنيفة لقطر اعتاد أن ين

204 (٠ ركة السكانية داخل األحمر،ولم تتوقف الهجرة الناتجة عن المجاعة

السكانية عبر الحدود فقد كانت الهجرة خارجه،السودان وإنما امتدت إلى السياسية اإلثيوبية ـ السودانية عملية معروفة منذ وقت طويل ولكنها تزايدت

٣٠ دخل السودان نحو ١٩٦٧ ففي عام الماضية،بانتظام خالل العقود الثالثة ألف آخرين ١٧,٦ دخله ١٩٧٠ وفي عام كسال،ألف إريتري أقاموا حول مدينة

ولقد كان دخول هؤالء النازحين يحدث بطريقة ر،األحمأقاموا في مديرية البحر

Page 39: 3877

ولكن بعد ذلك التاريخ أصبح هناك تقاطرا جماعيا ،١٩٧٤فردية حتى عام ٠) 192-29(مستمرا لهؤالء المهاجرين

٣٠٠ تدفق يومي قدره ١٩٨٠وقد سجلت مفوضية األمم المتحدة في عام حو نصف مليون مهاجر الذي يسكنه اليوم نالسودان،مهاجر إريتري نحو شرق

،محلة عمرانية مختلفة األنماط ٢٣ ألف نسمة منهم في ١٣٠ استقر نحو إثيوبي أما غالبيتهم النازحين، بينما قطن جزء آخر منهم معسكرات استقبال للمهاجرين،

ومع بداية عام السودان،فقد استقرت بطريقتها الخاصة في مدن وقري شرق ١٩٨٥وهو العام الذي أضاف إلى نازح، ٤٠٠٠ كان معدل التدفق اليومي

) 192-29( ألف نسمة كلهم من إثيوبيا وإريـتريا ٣٠٠المهاجرين إلى السودان

Page 40: 3877

نتائج حدوث األخطار البيئية :الثالثالمبحث

نتائج الجفاف علي البيئتين الرعوية والزراعية ١ـ٣

إلى حدوث تجريد خطير ١٩٨٤ـ ١٩٨٢أدي جفاف الفترة الزمنية :فيلألراضي الجافة أعقبه مجموعة من النتائج السلبية تمثلت

فقدان النبات الطبيعي نتيجة لتناقص المطر وما نتج عنه من نفوق للثروة ٠الحيوانية

وفي عام دارفور، في شمال إقليم ١٩٨٣فشل محصولي واسع المدى في عام ٠ في كل أجزاء هذا اإلقليم١٩٨٤

٠تعرية التربة أعقبها والحيوان،مجاعة واسعة المدى أدت إلى حدوث وفيات بين السكان

٠هجرة بشرية من المناطق المتضررة

وقبل حدوث أزمة الجفاف قدرت أعداد الثروة الحيوانية في مناطق غرب ١٥ مليون رأس من الماشية ٢٢ األغنام، مليون رأس من ١٩السودان بنحو وذلك باإلضافة إلى أعداد ال اإلبل، مليون رأس من ٣ الماعز،ن مليون رأس م

٠) 162-11(حصر لها من الحيوانات المنزلية والدواجن

وقد أدي الجفاف إلى نفوق نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية في منطقة ولذلك فقد تحرك رعاة الماشية فـي ،%٥٠و % ٣٣دارفور تراوحت بين ش وزغاوة ـ للحفاظ علي ما تبقي من قطعانهم نحو غرب السودان ـ الكبابي

ورحلت قبائل أخري نحو الجنوب كما المراعي،منطقة بحر العرب للبحث عن

Page 41: 3877

فقد عدد كبير من الرعاة قطعانهم فهجروا حياتهم البدوية وتحولوا إلى عمالة ٠يومية في المدن الكبرى

ي أكثر من مليوني وقد بلغ عدد الذين تأثروا بالجفاف في اإلقليم الغرب مما أدي الجنوب، اتجه ما يقرب من المليون منهم نحو موارد المياه في نسمة،

بينما اتجه عدة مئات المياه،إلى حدوث صدامات مسلحة حول الرعي وحقوق حيث أقاموا في معسكرات القومية،من اآلالف نحو الشرق في اتجاه العاصمة

أما في شرق السودان فقد تأثر نحو شرة،مباالنازحين المقامة خارج العاصمة ٠نصف مليون نسمة من قبائل البجا

ألف نسمة ١٨٠وفي حين بلغ عدد المتأثرين به في اإلقليم الشمالي نحو فقد قدر عدد متضرري الجفاف في اإلقليم األوسط البدو، ألفا من ١٥٠منهم حلول شهر سبتمبر بدأوا في االتجاه نحو شرق البالد معنسمة، ألف ٦٥٠بنحو

كوستي وسنار :من واستقروا في معسكرات النازحين في كل ١٩٨٠من عام بينما عاد الباقون إلى مناطق نزوحهم السابقة ألفا، ٢٨ بقي منهم نحو مدني،وود

ومما زاد من تفاقم آثار هذه الكارثة تدفـق الغزيرة، ١٩٨٨مع أمطار عام -29(ـاورة للسـودان كتشاد وإثيوبيا أعداد كبيـرة من سكـان الدول المج

197 (٠

نتائج التصحر علي البيئتين الرعوية والزراعية ٢ـ٣

تضافرت عدة عوامل لحدوث تجريد المراعي أكثرهـا أهمية تلك الناتجة عن كل من الرعي الجائر وإشعال الحرائق واتساع رقعة الزراعة المطرية

ولهذا فقد تناقصت مساحة أراضي شية،الهامالتقليدية علي حساب مناطق الرعي

Page 42: 3877

فقط ٢ ألف كم٥٨٤ إلي نحو ،١٩٦٨ في عـام ٢ ألف كم٦٨٤المراعي من نحو وهذا يعني فقدانها لنحو مليون فدان تقريبا كل عام ،)166-14( ١٩٨١في عام

وقد حدث ذلك قبل حدوث الجفاف مباشرة مما عشرة،من هذه األعوام الثالث ٠كلة الرعي الجائر أدي إلى تفاقم حدة مش

في ٢ ألف كم٥٨٤ناقصت مساحة الغابات من نحو السنة،ومن ناحية أخر ٢٥ أي أنها تناقصت بنحو ،١٩٨١في عام ٢ ألف كم٥٥٩ إلى نحو ١٩٦٨عام

مع األخذ في السنة،في ٢ ألف كم١,٩ بمعدل نحو سنة، ١٣ خالل ٢ألف كم ٠) 168-14(لثمانينيات االعتبار أن معدل تناقصها قد تسارع منذ منتصف ا

ولقد هدد التصحر مشروعات الزراعة المميكنة والمروية علي ضفتي نهر من % ٧٥ مليون فدان تنتج نحو ١٠ والتي بلغ مجموع مساحاتها نحو النيل،

محصول الصمغ العربي،مليون ٤,٥ وتستوعب سكانا بلغ عددهم نحو العالمي ٠) 154-11(نسمة ما بين مزارعين ورعاة

ومن ناحية أخري تسبب التصحر في تناقص اإلنتاجية الزراعية بسبب ألف طن من ٧٣ فقد كانت المساحة المطلوبة إلنتاج نحو إلمكاناتها،فقدان التربة

١٩٦١ تبلغ نحو خمسة أمثالها في عام ١٩٧٦محصول الفول السوداني في عام صول السمسم من وخالل تلك الفترة انخفضت إنتاجية محكردفان،في والية

كما انخفضت إنتاجية محصول الذرة الصفراء فدان،/كج ١٩١فدان إلى /كج٤٢٤فدان إلى / كج٥٤٢ والذرة الرفيعة من فدان،/كج ١٥٤فدان إلى / كج٣٣٣من ٠) 155-11(فدان فقط / كج٧١

Page 43: 3877

ويمكن القول أن تناقص غلة الفدان في إقليم الساحل منذ الستينيات الباكرة من التفاوت في غلة محصول % ٦٦ فقد وجد أن مناخية،عوامل كان نتيجة ل

شكل رقم [الدخن في مناطق وسط السودان يمكن تفسيره بعدد األيام المطيرة ١١) [39 - 192(٠

نتائج الفيضان علي البيئتين الرعوية والزراعية ٣ـ٣

يعتبر فقر البنية األساسية للسودان ونقص الوسائل المناسبة لتفادي كارثة فلم ،١٩٨٨الفيضان أو التعامل معها من أهم أسباب ضخامة نتائج فيضان عام

تكن هذه الكارثة أو ضخامتها متوقعة ال من فبل السلطات الرسمية وال من قبل ن هناك تفكير في أية إجراءات أو ومن ثم لم يكبها،لذين تأثروا السكان ا

لجفاف الحاد الذي سبقها وذلك بسبب طول فترة احدوثها،استعدادات ضدها قبل ٠مباشرة كما سبق ذكره

Page 44: 3877

علي سم ١ التساقط ذات األيام عدد متوسط السودان بوسط مناخية محطات خمس في األقل

)٠,٨٣ (السودان بوسط الفدان وغلة التساقط بين االرتباطOlsson ,K., And Ropp, A., Dryland Degradation In Central Sudan, AMBIO , Vol. xx , No. 5 , August , 1991.p194.

Page 45: 3877

)١١(شكل رقم

فقد الكارثة،ومن الصعوبة بمكان تقدير الخسائر المادية الناتجة عن هذه ر مليون جنيه سوداني في بعض المصاد١٤تراوحت تقديرات هذه الخسائر بين

:التالي مليون جنيه سوداني في بعضها اآلخر كما يوضح الجدول ٧٦٦ونحو الخسائر الكلية الناتجة عن) ٣(جدول رقم

]جنيه سوداني [١٩٨٨بالسودان الفيضان /كارثة األمطار الخسائر إقليم/المنطقة الخسائر إقليم/المنطقة

٢١٢٠٠٠٠ األوسط ١٤٧٥٥٧٠٠٠ الخرطوم ٥١٢٠٠٠ شركات تسويق اللحوم ٦٤١٠٣٨٥٠ مالية الشمالي الوالية الش ٢٢٦٤٦٩٠٠ العامجملة القطاع ٧٠٩١٦٧٠٠ الشمالي والية النيل٢٢٦٩٤٢٤٥٠ جملة الخسائر المباشرة ١٣٥٢٢٧٥٥٠ جملة اإلقليم الشمالي

٢٣٥٠٠٨٣٣١ الخرطوم ٦٠٣٠٠٠٠٠ والمناقل الجزيرة٠األوسط ٨٣٦٤٧١٨٠ اليالشم ٨٨٧٥٠٠٠ محافظة الجزيرة ٠األوسط

٢٢٠١٠٤٠٠٠ األوسط ٦٩١٧٥٠٠٠ جملة اإلقليم األوسط ٥٣٨٧٥٩٥١١ جملة خسائر اإلنتاج ٢٠٤٢٩٥٥٥٠ جملة خسائر القطاع الخاص

١٨٦٠٥٩٠٠ كوكو وسوبا٠الخرطوم ٧٦٥٨٠١٩٦١ جملة الخسائر ١٤٠٩٠٠ الشمالي

Abu-samra ,M. ,T., and Mohammed , G. Disaster Management In The Agricultural And Livestock Sectors , In : Abusin , M. ed. , Disaster Prevention And Management In Sudan , University Of Khartoum ,1991, P. 126 .

وقد قدر عدد ماشية األلبان بمدينة الخرطوم الكبرى قبل حدوث كارثة المتوقعة وما أعقبها من ألف رأس ، سببت األمطار غير٧٤,٥األمطار بنحو

فيضانات مدمرة خسائر كبيرة فيها نتج عنها نقص شديد في المنتجات الحيوانية

Page 46: 3877

التي يستهلكها سكان العاصمة القومية ، كما تأثرت مزارع إنتاج األلبان بسبب ٠ ]٥[صعوبة إمداد الحيوانات بالغذاء وتدمير مآويها التي غمرتها المياه

ي كانت أكبر مظاهر الدمار في الطاقة اإلنتاجية وفي اإلقليم الشمالالزراعية فقد فقدت مزارع المنطقة معظم بنيتها األساسية من آالت ومعدات مما

كما كانت هناك خسائر ،]٦[ ١٩٨٨أدى إلى انخفاض الناتج المحصولي لعام ر القاش يدة ودلتا نهمماثلة في مناطق أخري كاإلقليم األوسط ومنطقة حلفا الجد

]٠] ٧

نتائج الفيضان علي البيئة الحضرية ٤ـ٣

هناك اعتقاد عام بأن اتساع مدى الدمار الذي لحق بمدينة الخرطوم يرجع إلى عدم االستعداد للتعامل مع ١٩٨٨فيضان عام /الكبرى بسبب أمطار

وال يتمثل عدم االستعداد هذا في االستجابة ذاتها،هذه الكارثة أكثر من الكارثة وإنما يتمثل في سماح هذه اإلدارة ـ قبل حدوث لألزمة،رية غير الكافية اإلدا

وهي المشكالت التي أدت إلى والتطور،الفيضان ـ لمشكالت متراكمة بالنمو ٠تفاقم قابلية المدينة ومناطقها الريفية للتأثر الشديد بأخطار الكارثة

أثر الشديد ولقد دفعت الحاجة إلى السكن الناس إلى سكني مناطق الت وهي المناطق التي ال تدخل عادة في اعتبار سلطات تخطيط الفيضان،بأخطار

وهذا ـ الفيضان،المدينة لخطورة سكناها علي حياة السكان في حالة حدوث باإلضافة إلى الحياة الفقيرة لهؤالء السكان ـ هو ما أدي إلى ضخامة األخطار

٠الناتجة عن الفيضان

Page 47: 3877

رطوم الكبرى من ثالث مدن أقدمها أم درمان وأحدثها وتتألف مدينة الخ وقد احتفظت مدينة أم درمان بنمطها األصلي من الشوارع بحري،الخرطوم

في حين تطورت مخططة، أما الخرطوم فهي مدينة الصغيرة،الضيقة والمباني الخرطوم بحري علي الجانب المواجه للخرطوم عبر النيل األزرق والجانب

٠ألم درمان عبر النيل الرئيس المواجه

وبصورة عامة فإن مباني المدن الثالث قد بدأت في الظهور بالقرب من دون توجيه اهتمام كبير الزمن،ضفة النهر ثم امتدت بعيدا عنه مع مرور

لألودية أو األراضي المنخفضة التي تسمح بالتصريف الطبيعي لمياه األمطار التي افتقدت إلى التجانس واالستمرارية متتالية،النحو النيل في خطط اإلسكان

فأفضت إلى توسع سكني أفقي غير منضبط أفضي بدوره إلى خدمات غاية في ،ووسائل اتصال قاصرة ونظم صرف ص وشبكة طرق غير مالئمةالتدني حي ٠) 120-12(قليلة

من أسر مدينة الخرطوم الكبرى في مساكن مبنية % ٧٣ويعيش نحو في مساكن مبنية % ٧ واألحمر،في مساكن مبنية بالطوب % ١٨ وبالطين

من نظم % ٧٠ كما يعتمد باألحجار،في مساكن مبنية % ٢ و الصلصال،بقوالب ٠تسقيف المباني بالمدينة علي مواد محلية كاألخشاب والقش

اطق الصناعية والمعسكرات الحربية داخل المدن ،١٩٨٠وتتناثر األسواق أخذ المدن، المقابر التي كانت يوما ما تقع علي أطراف هذه بل وحتىالثالث،

فهذه المدينة تتسم بمعدل ابتالعها،النمو المتسارع لمدينة الخرطوم الكبرى في فقد بلغ عدد سكانها نحو األخرى،نمو مرتفع حتى بالمقارنة بمدن الدول النامية

Page 48: 3877

ثم إلى ،١٩٧٠ ألفا في عام٦٠٠ ارتفع إلى نحو ،١٩٦٠ ألف نسمة عام ٣٥٠ ١٩٨٦ ماليين نسمة في عام ٤ و ٣ ثم إلى ما بين ،١٩٨٠ مليون في عام ١,٨

)12-121 (٠

مؤشرات وضع البيئة الحضرية لمدينة الخرطوم الكبرى ١ـ٤ـ٣

تتمثل هذه المؤشرات في كل من نظم التخلص من مياه األمطار والصرف السكن غير المخطط ومناطق ،السكانية الهجرة الحضرية،الصحي وتدهور البيئة

وقد كانت ـ مجتمعة ـ السبب في حدوث كارثة أمطار وفيضان اليد،وضع ٠ ١٩٨٨عام

تصريف مياه األمطار وتدهور البيئة الحضرية نظم١ـ١ـ٤ـ٣

لم يكن التوسع العمراني الكبير لمدينة الخرطوم الكبرى مع مرور الزمن يف مياه األمطار والصـرف مصحوبا بتوسع مماثل في شبكات نظم تصر

خاصة في ضوء الموقع الجغرافي األهمية، وهو أمر غاية في الصحي، ولقد ترك هذا األمر فعليا تقريبا،للعاصمة المثلثة ومظهرها األرضي المسطح

ولكن النقص الكبير في كل أنواع الموارد الخاصة بهذه المحليات،لمجالس ٠قيرة جدا وغير ذات كفاءة فتصريفيالمحليات أدي إلى ظهور نظم

فإن العديد من المساكن غير المخططة ومساكن وضع اليد ذلك،وأكثر من قد تم بناؤها داخل المجاري الطبيعية للمياه التي تمثل نظم صرف طبيعية لمياه األمطار نحو النيل ـ األزرق واألبيض والرئيس ـ وحتى في داخل المناطق

رة في صيانة هذه المجاري الطبيعية المخططة كانت توجد فوضي كبي

Page 49: 3877

ومما زاد األمر سوءا ذلك النقص التام في الوعي بأهمية هذه المجارى فقد كان العديد منها ـ حتى في مناطق الدرجة األولي ـ يستخدم الطبيعية،

ومما الوقت،استخداما خاطئا فأصبح مسدودا بصورة كلية أو جزئية مع مرور ه المناطق حديثة التخطيط ـ كمنطقة الرياض مثال ـ يثير الدهشة أن بعض هذ

ولذلك فقد مناسب،من مساحتها بدون نظام صرف عام % ٩٠قد تم بناء نحو ٠) 122-12 (١٩٨٨فيضان عام /عانت هذه المنطقة بشدة من كارثة أمطار

ولقد حدث تدهور خطير للبيئة العامة لمدينة الخرطوم الكبرى منذ عام برز مظاهره عدم الصيانة المنتظمة لطرق المدينة وانتشار تقريبا من أ١٩٧٥

٠المخلفات الصحية بسبب ندرة وجود البالوعات أو انسداد معظم الموجود منها

السكانية إلى المدينة الهجرة٢ـ١ـ٤ـ٣

تتسم الهجرة السكانية إلى مدينة الخرطوم الكبرى بأنها هجرة غير متحكم موضوعة في االعتبار عند إمداد المدينة بخدماتها وبأنها غير ناحية،فيها من

مقارنة بـ ٢كم/ نسمة٨٥ وتقدر كثافة المدينة بنحو أخري،األساسية من ناحية وأكثر من ذلك فان معظم النازحين إلى المدينة الدولة،علي مستوي ٢كم/نسمة٩

ألنهم غير مؤهلين للعمل فيالمالئمة،هم من سكان الريف ذوي القدرات غير أو غيرها من األنشطة االقتصادية التحويلية،قطاع الخدمات أو الصناعات

٠الثانوية أو الثالثية التي توفرها مدينة عاصمة

من حجم هذه الهجرة قد استقر % ٦٥وتشير بعض التقديرات إلى أن وهو األمر الذي أدي سكانها،بالمدينة المثلثة ولم يعد إلى حيث أتي فأصبح من

ت إضافية ألن هؤالء السكان عادة ما يتركزون في مناطق وضع اليد إلى مشكال

Page 50: 3877

وقد نزح معظم هؤالء السكان إلى المدينة في أعقاب الثالث،علي هوامش المدن الحاد ثم لم يعودوا إلى مناطقهم األصلية بعد ذلك ١٩٨٤ ـ ١٩٨٣الفترة جفاف

)22-6 (٠

غير المخطط ومناطق وضع اليد السكن٣ـ١ـ٤ـ٣

حين بدأت في مدينة الخرطوم ١٩٢٧يرجع تاريخ هذه الظاهرة إلى عام حيث بدأ المثلثة،بحري ثم انتشرت منذ ذلك الحين إلى بقية أجزاء العاصمة

السكان في بناء منازلهم دون الحصول علي تصاريح بذلك من السلطات المحلية لسكنية التي كانت ليقوموا بالبناء دون االلتزام بقواعد الخطط االمركزية،أو

٠توضع من حين آلخر

منطقة من مناطق وضع اليد في مدينة ٨٨وتوجد في الوقت الحالي تكاد تتوزع بالتساوي علي مدنها ،١٠ راجع شكل رقم الكبرى،الخرطوم ومثلها في مدينة الخرطوم الخرطوم، منطقة في مدينة ٣٠ حيث توجد الثالث، ٠مان منطقة في مدينة أم در٢٨ وبحري،

وقد بنيت غالبية مساكن هذه المناطق بمواد متاحة محليا كالطين والصفيح وتتميز بارتفاع معدالت بنائها وفي الوقت ذاته المقوي،والقش وصناديق الورق

وقد أضافت هذه الظاهرة بعدا جديدا إلى كارثة الخدمات،بخلوها من معظم ت كالصحة والتعليم والنقل حيث كان تأثيره ضخما علي قطاع الخدماالفيضان،

٠) 123-12(والمواصالت والمرافق من مياه شرب وكهرباء

الفيضان/ كارثة األمطار تأثير٤ـ١ـ٤ـ٣

Page 51: 3877

يمكن معرفة هذا التأثير من عدد األسر المتضررة وعدد المباني التي وتشير بعض اإلحصاءات إلى أن عدد األسر التي جزئيا،دمرت دمارا كليا أو

ألف نسمة أي ٨١٠ ألف أسرة عدد أفرادها نحو ١٨٠ضان بلغ تضررت بالفيمن سكان المدينة بدون األخذ في االعتبار من تضرروا من % ٣٣نحو

وتقدر اإلحصاءات ذاتها المباني المدمرة كما يوضح الجدول إليها،المهاجرين :التالي

)٤(جدول رقم ١٩٨٨الكبرى وم الفيضان بمدينة الخرط/المباني المدمرة بتأثير األمطار

من مباني المدينة% المباني المدمرة جملة تدمير جزئي تدمير كلي المدينة

٣٧ ١٩ ١٨ أم درمان ٤٨ ٣٢ ١٦ الخرطوم بحري

٢٦ ١٤ ١٢ الخرطومAbu Sin, M., And Harbi, M. Greater Khartoum Vulnerability to Disaster Hazards, In: Abu Sin, M., and Davies, H. R., Eds. The Future of Sudan’s Capital Region, Khartoum University, Khartoum, 1991, p. 126.

ويالحظ أن مدينة أم درمان قد جاءت في المركز األول من حيث نسبة :إلى ويرجع ذلك للمباني،الدمار الكلي

طبيعية وقوعها في منطقة منخفضة ذات أودية عديدة تشكل نظم تصريف ٠ ألمطارل ٠بناء معظم مساكن وضع اليد بها في هذه األودية أو في مناطق منخفضة ٠البناء الكلي أو الجزئي لمعظم مبانيها من الطين ضيق الطرق داخل مناطقها القديمة وافتقارها إلى نظام صرف صحي مناسب

Page 52: 3877

خاصة ومبانيها،وقد زحفت مياه الفيضان علي المدينة لتؤثر في شوارعها الطبقة المتوسطة في كل من بري وضواحيshanty areasق العشش مناط

والمزاد وحلة حمد درمان، أمبدة والثورة بمدينة أم الخرطوم،والديم بمدينة كما تأثرت بها بعض مباني المنشآت التعليمية بحري،والحاج يوسف بالخرطوم

٠كجامعة الخرطوم

رثة علي كل من السكان ومن الصعب تقدير الدمار الناتج عن هذه الكا وذلك بسبب نقص السجالت من أي دقيقا،والمباني والملكيات واإلنتاجية تقديرا

وكذلك التقدير،نوع في فترة ما قبل الكارثة لتوفير المادة العلمية الالزمة لهذا ٠بسبب عدم كفاءة نظام التسجيل والمبالغة في أرقامه في بعض األحيان

قتيال وعدد ٧٣ثة حسب أحد التقارير الحكومية قتلي الكارمبني،وقد بل وهذا مبني، ألف ١٢٠,٧ أما عدد المباني المدمرة فقد بلغ جريحا، ٢١٥الجرحى

- 12( ألف مبني ٢٠٠الرقم األخير قد ارتفع في تقدير لألمم المتحدة إلى نحو

127 (٠

يار ولم تكن التقارير الحكومية ـ بعد حدوث الكارثة ـ مبنية علي أي مع ومثال ذلك استخدام الجزئية،ذي معني فيما يتعلق بتقدير الخسائر الكلية أو

بصورة عامة وأخري مرةaffected peopleمصطلح السكان المتضررين كما أن تقدير الخسائر إحصائي،بصورة غامضة دون االعتماد علي أي أساس ي ذلك من تلك وليس أدل علإليه،في اإلنتاجية كان أمرا من الصعب الوصول

والتي خلت المتضررة،الخريطة التي أعدتها وزارة الشئون االجتماعية للمناطق ٠] ١٢شكل رقم ) [ 127-12(من أي مقياس رقمي يحدد درجة التأثر

Page 53: 3877

وتمثل المناطق السكنية المعرضة دائما ألخطار الفيضان ـ أراضي مـن المنطقة % ٨٧ الدرجة الثالثة ومناطق وضع اليد والسكن العشوائي ـ نحو

الخرطوم،بالنسبة لمدينة % ٧٩ تتفاوت من ككل،المبنية لمدينة الخرطوم الكبرى بحري،بالنسبة لمدينة الخرطوم % ٩٤ إلى درمان،بالنسبة لمدينة أم % ٩١إلى

% ٣٥التي يعزي ارتفاع نسبتها إلى ارتفاع نسبة مناطق وضع اليد بها إلى نحو :التاليح الجدول كما يوضمبانيها،من مساحة

١٩٨٨نتائج تدمير فيضان أغسطس لمدينة الخرطوم الكبرى-------------

)١٢(شكل رقم

Abu Sin ,M., And Harbi ,M. Greater Khartoum Vulnerability To Disaster Hazards , In : Abu Sin ,M., And Davies ,H. R., eds. The Future Of Sudan' s Capital Region , Khartoum University , Khartoum , 1991.p.122

Page 54: 3877

١٩٨٨ سكان ومباني مدينة الخرطوم الكبرى المتأثرة بالفيضان عام )٥(جدول رقم

نم% الملكيات المدمرة المباني المدمرة العدد الكلي المنطقة األسر جملة جزئيا كليا جزئيا لألسـر اإلدارية ٣٧,٦ ٤٨٠٥٥ ٥٨٩ ٢٤٤٨٤ ٢٢٩٨٢ ١٢٧٨٧٠ أم درمان ٤٦,٤ ٣١٧١٣ ٢٧٤ ١٠٧٧٠ ٢٠١٦٩ ٦٧٢٤٨ بحري ٢٠,٧ ٢٢٧٧٠ ٣٠١ ٨٣١٥ ١٤١٥٤ ١٠٩٨٦٥ الخرطوم -١٠٢٠٣٨ ١١٦٤ ٤٣٥٦٩ ٥٧٣٠٥ ٣٠٤٩٨٣ الجملة

Abu Sin, M., And Harbi, M. Greater Khartoum Vulnerability to Disaster Hazards, In: Abu Sin, M., and Davies, H. R., Eds. The Future of Sudan’s Capital Region, Khartoum University, Khartoum, 1991, p. 124.

بمدينة ١٩٨٨ويظهر الجدول أن عدد األسر المتضررة بفيضان عام وأكثر من بحري،ر مدينة الخرطوم الخرطوم الكبرى قد بلغ نحو نصف عدد أس

كما الخرطوم، ونحو خمس عدد أسر مدينة درمان،ثلث عدد أسر مدينة أم يظهر أن العدد األكبر من المباني المدمرة كان من نصيب مدينة أم درمان ـ

درجة :من وذلك حسب كل الخرطوم، فمدينة بحري،تليها مدينة الخرطوم ري الطبيعية للمياه من ناحية ودرجة تخطيط انحدار األرض ومدي تواجد المجا

وهو أخري،المدينة ومدي ارتفاع نسبة ما تضمه من مبان طينية من ناحية :التالياألمر الذي يوضحه الجدول

الخرطوم الكبرى حسب مادة البناء بمدينة١٩٨٨عام المباني المتأثرة بفيضان )٦(رقم جدول نسبة المباني حسب مادة البناء القسم

اإلداري طوب رأحم

طين طين وطوب

مواد أحجار مؤقتـة

غير مصنف

٥٩ ٥٥ ٤٨ ١٩ ٤٧ ٩ أم درمان ١٠٣ ٤ ١٧ ٥٣ ٢٠ ٦٢ بحري

٢٤ ٣٣ ٢٨ ٢٠ ١٩ ٢٣ الخرطوم ١٤ ٨ ٧ ٨ ١٤ ٦ شرق النيل

Page 55: 3877

Abu Sin, M., And Harbi, M. Greater Khartoum Vulnerability to Disaster Hazards, In: Abu Sin, M., and Davies, H. R., Eds. The Future of Sudan’s Capital Region, Khartoum University, Khartoum, 1991, p. 125.

ويوضح الجدول أن مدينة أم درمان كانت صاحبة النسبة الكبرى من وذلك ألنها بالطين،المباني المتأثرة المبنية بالمواد المؤقتة والمساكن المبنية

٠تضم مناطق وضع يد ومناطق هامشية عديدة كانت

وفي ريف محافظة الخرطوم ـ ممثال في منطقة شرق النيل اإلدارية ـ وفي هذه القرى أصاب الدمار نحو النيل، قرية تضررها بفيضان ٢٠٣سجلت

:التالي ويوضح ذلك الجدول تعليمي، مبني ٨٠٠ ألف مبني سكني ونحو ٣٧

١٩٨٨ بمنطقة مجلس ريفي شرق النيل بمحافظة الخرطوم ج عن الفيضانالدمار النات) ٧(جدول رقم المدارس المباني القرى المجلس

٨٧ ٧١٢٢ ٣٧ سيليت ١٢٨ ١٩٠٦ ٣٩ جيلي

١٩٨ ٩٦٠٧ ٤٣ عيلفون ١٨٢ ٩١٤٩ ٥٠ أم ضونبان ١٤١ ٥٢٨٧ ٢٢ أبو دلق ٨٧ ٤٥٢٤ ١٢ عسيالت ٨٢٣ ٣٧٢٩٥ ٢٠٣ جملة

Abu Sin, M., And Harbi, M. Greater Khartoum Vulnerability to Disaster Hazards, In: Abu Sin, M., and Davies, H. R., Eds. The Future of Sudan’s Capital Region, Khartoum University, Khartoum, 1991, p. 126.

تأثير المجاعة ٥ـ٣

٢,٣ثيرا خطيرا علي ما يقرب من نحو السودان،١٩٨الفترة أثرت مجاعة من جملة سكانه في تلك % ١٠ يمثلون نحو السودان،مليون نسمة من سكان

في ١٩٧٣ وقد تسببت هذه المجاعة التي أعقبت الجفاف الذي بدأ في عام الفترة،

Page 56: 3877

ألف نسمة باإلضافة إلى نفوق ماليين الحيوانات في نطاق ٢٠٠وفاة أكثر من ٠) 127-32(الساحل

٣٠ في بعض مناطق السودان بنحو وقد قدرت معدالت وفيات السكان وفي مناطق ،١٩٨٥ ومايو ١٩٨٤ألف شهريا خالل الفترة ما بين شهري يونيو

ولذلك ترك العديد المجاعة، ألف نسمة بهذه ٤٣٤الجنوب السوداني تأثر نحو أو في هوامش كوستيمنهم مواطنهم وهربوا نحو الشمال ليقيموا حول مدينة

٠) 200 - ٢٩(الكبرى مدينة الخرطوم

Page 57: 3877

األخطار البيئية والتحركات السكانية :الرابعالمبحث

توزع سكان السودان ١ـ٤

تعتبر التفاوتات اإلقليمية في معدالت النمو من أبرز مظاهر عملية توزع حيث كانت أسرع األقاليم نموا هي إقليم الخرطوم واإلقليمين السودان،سكان

وهي األقاليم التي تتلقى أعدادا كبيرة من مهاجرى أقاليم ،واألوسطالشرقي فهو اإلقليم متواضع، ويظهر اإلقليم الشمالي معدل نمو السودان،شمال وغرب

٠الذي عرف تقليديا بأنه إقليم نزوح السكان

من سكان األقاليم الجنوبية قد نزح % ٤٠ومن ناحية أخرى فإن أكثر من مما أدي بالوضع المجاورة،أو إلي بعض الدول إلى منطقة شمال السودان

عندما كان جنوب البالد الستينيات،الديموجرافي الحالي ألن يشبه نظيره في ويظهر الجدول ،]١٣شكل رقم [يبدي إسهاما نسبيا أقل في إجمالي سكان الدولة

:١٩٨٩و١٩٥٦التالي توزع سكان السودان ما بين عامي ]ألف نسمة [ ١٩٨٩ ـ ١٩٥٦لسودان توزع سكان ا) ٨(جدول رقم

]تقدير[١٩٨٩ ١٩٨٣ ١٩٧٣ ١٩٥٦ السنة/اإلقليم ١٢٩٤ ١١٣٧ ٩٧٤ ٨٧٣ الشمالي ٢٣٧٨ ٢٣١٩ ١٥٧٢ ٩٤١ الشرقي ٤٠٨٦ ٤٢١٣ ٣٨٠٤ ٢٠٧٠ األوسط ٣٧٣٠ ٣٢٤٨ ٢٢٠٣ ١٧٦٢ كردفان ٣٧٥٢ ٣٢٤٨ ٢١٨١ ١٣٢٩ دارفور ٢٢٣٤ ١٨٩٢ ١١٥٠ ٥٠٥ الخرطوم

Page 58: 3877

٥٣٤٤ ١٤٧٦ ٧٥٨ ٩٠٣ االستوائية غير متوافر ٢٣٧٣ ١٣٨٨ ٩٩١ بحر الغزال غير متوافر ١٦٨٠ ٧٩٩ ٨٨٩ أعالي النيل

٢٤٨١٨ ٢١٥٩٢ ١٤٨١٩ ١٠٢٦٣ الجمـــــلةGore , P., W., Effects of Disaster on Population Redistribution , In : Abu Sin ,M, Disaster Prevention and Management in Sudan , Khartoum University Press , Khartoum , 1991 , p. 69 .

Gore , P., W., Effects of Disaster on Population Redistribution , In : Abu Sin ,M, Disaster Prevention and Management in Sudan , Khartoum University Press , Khartoum , 1991 .

Page 59: 3877

١٩٩٠السكان النازحون في السودان )١٣(شكل رقم

دور المجاعة في التحركات السكانية ٢ـ٤

تميزت حاالت المجاعة في السودان وغيره من دول نطاق الساحل خالل وعندما أصاب الجفاف الجزء الشمالي من متكررة،ت القرن الحالي بأنها حاال

إقليم دارفور في أوائل السبعينيات تحرك جزء كبير من سكانه بسبب المجاعة في حين تحرك جزء آخر إلى جنوب المجاورة،التي نشأت عنه إلي دولة ليبيا

٠هذا اإلقليم حيث تتوافر المياه والمراعي

ن قبل حكومة السودان وال حتى من قبل ولكن هذه المجاعة لم تسجل ال م رغم أنه قد نتج عن هذه التحركات األمور،المنظمات الدولية المهتمة بمثل هذه

السكانية عدد من النزاعات المسلحة بين قبائل الشمال المتحركة وقبائل الجنوب شكل رقم [مع تزايد المنافسة علي استغالل الموارد المائية والرعوية المتاحة

٠ ]١٤

Page 60: 3877

من السودانوالوسطي اتجاهات هجرة المزارعين في المناطق الجافة

)١٤(شكل رقم

وقد انتشر العديد من معسكرات النازحين حول المدن في المناطق المصابة ازدادت حدة التحركات ١٩٨٥ ومع حلول عام ،١٩٨٤بالجفاف في عام

وقد السكان،ذه المعسكرات فأعقبها ارتفاع في معدالت وفيات السكانية نحو ه ألف حالة وفاة بين ١٥٠قدر أن منطقة أم درمان وحدها قد شهدت نحو

٠النازحين من ضحايا المجاعة الذين كانوا يقيمون حول أطرافها

لوفاة في إقليم دارفور فقد كانت أعلي من مستواها العادي حالة،أما مع أما حالة، ألف ٤٠ث كانت حاالت الوفاة المتوقعة تقدر بنحو حي،%٦٨بنسبة

حالة، ألف ٨٥,٥ ألف حالة بزيادة قدرها ١٢٦,٤التي سجلت فعال فقد كانت

Ibrahim M., B., Government And People Response To Natural Hazards In The Sudan , In : Abu Sin ,M, M. ed. Disaster Prevention and Management in Sudan , Khartoum University Press , Khartoum , 1991

Page 61: 3877

دارفور وكردفان ومديرية :مناطقومن المعروف أن معدالت وفيات السكان في لها في البحر األحمر باإلقليم الشرقي كانت تبلغ في فترات الجفاف ثالثة أمثا

٠) 9-23(الظروف العادية

المستقرون،ولقد كانت أكثر المجموعات السكانية تأثرا بالمجاعة هم السكان حيث هاجر الذكور الكبار وتركوا نساءهم وأطفالهم واألطفال،خاصة النساء

وهنا يظهر تأثير هذه المجاعة علي التركيب النوعي لهؤالء المجاعة،ليعانوا ت هجرة الذكور وبقاء اإلناث إلي ارتفاع معدالت الوفاة بين حيث أدالسكان،

أما السكان الرحل فكانوا أول من قام برد فعل سريع نحو الجفاف األخيرة،الفئة أو نحو الشرق حيث رل معسكراتهم نحو الجنوب حيث المط وذلك بنقوالمجاعة،

الجنوب والشرق وبالنسبة لمن كانوا أقرب إلى هذين البديلين ـ أيالنيل،نهر أما بالنسبة لسكان الجزء الغربي من قليلة،ـ فان حاالت الوفاة بينهم كانت

٠اإلقليم فكان عليهم القيام برحلة أطول أدت إلى فقدان الكثير منهم لحياتهم

وقد بلغ عدد الذين كانوا يعيشون في غير مناطقهم األصلية في كل :التاليةتوزعوا علي المناطق مليون نسمة ٢,٥ و ٢,٢السودان ما بين

توزع سكان السودان المقيمين في غير مناطقهم األصلية) ٩(جدول رقم ألف نسمة/السكان المنطقة ألف نسمة/السكان اإلقليم/المنطقة *٤٠٠ أو ٢٣٠ إقليم كردفان ٧٦٣ إقليم دارفور

٤٩ المنطقة االستوائية *٢٣٠ أو ١٣٠ إقليم أم درمان ١٣٠ ـ الدبةسنديمنطقة ٣٠٠ سطاإلقليم األو

* مليون٢,٥ أو ٢,٢ الجملة ١٦٠ اإلقليم الشرقي ٠ رتقدير آخ*

Ibrahim M., B., Government And People Response To Natural Hazards In The Sudan , In : Abu Sin ,M, M. ed. Disaster Prevention and Management in Sudan , Khartoum University Press , Khartoum , 1991 .

Page 62: 3877

ومع ذلك األصلية،ولقد تحرك غالبية هؤالء السكان عائدين إلى مواطنهم فان أعدادا كبيرة منهم قد استقرت بصورة دائمة في مناطق معينة منها منطقة أم

٠ ألف نازح ولم يعودوا من حيث أتوا ٤٥درمان التي استقر حولها

التحركات السكانية الحرب األهلية في دور٣ـ٤

إال أن آثارها ١٩٨٣رغم أن الحرب األهلية الحالية قد اشتدت منذ عام السكانية لم تكن ظاهرة إال في عملية نزوح بعض سكان الجنوب إلي دولة إثيوبيا

وكنتيجة لكل من المجاعة من ناحية وتفاقم ١٩٨٤ ولكن بعد عام المجاورة،كبيرة من السكان في التحرك نحو المراكز الحرب من ناحية أخري بدأت أعداد

ونحو األقاليم الشمالية ـ خاصة جنوب كردفان وجنوب الجنوب،الحضرية في وقد سجلت تحركات سكانية كثيفة من منطقة بحر األوسط،دارفور واإلقليم

٠ ١٩٨٦الغزال نحو هاتين المنطقتين في عام

ي الظهور حول المدن فقد بدأت معسكرات النازحين ف١٩٨٧أما في عام وتشير التقديرات الحالية إلى أن السكان واألبيض،الكبرى كالخرطوم وكوستى

النازحين الذين تحركوا نحو المناطق الحضرية المزدحمة في الجنوب ونحو ٣,١ حين استقر نحو ١٩٩٠الشمال قد تزايدت أعدادهم مع حلول شهر يوليو

ي سبيل المثال أصبح السكان الذين كانوا فعلالمذكورة،مليون نسمة حول المدن كم من مدينة جوبا يعيشون في المدينة ذاتها ٣٠يعيشون في دائرة قطرها نحو

ألف نازح من المناطق ٢٥٠ وهي المدينة التي قدر أنها تضم نحو حاليا، ٠ كتوريطالمحيطة بها ومن بعض المدن المجاورة لها

Page 63: 3877

يم جنوب السودان معاناة من ظاهرة ويعتبر إقليم أعالي النيل أكثر أقالمن سكانه إما يعيشون في الشمال أو % ٥٠ ألن أكثر من السكاني،النزوح

أما النسبة المتبقية فقد تركزت في بضعة مراكز حضرية أو إثيوبيا،هجروه إلى بينما يأتي إقليم بحر الغزال في المرتبة الثانية من الريفية،تناثرت في المناطق

وهو اإلقليم الذي انتقل معظم سكانه لإلقامة في الظاهرة،لتأثر بهذه حيث درجة ا ويوضح ،١٤ ومدينة الخرطوم راجع شكل رقم رودار فوإقليمي كردفان

٠ السكان النازحون خالل عام واحد ١٠الجدول رقم

ويعتبر عجز السكان علي زراعة المحاصيل الغذائية رغم توافر األمطار وقد قدر عدد الذين ماتوا بسبب مجاعة األهلية،لبية للحرب من أوضح النتائج الس

ويعيش النازحون ،)71-30( في جنوب السودان بنحو مليون نسمة ١٩٨٨عام في المناطق الدولية سواءحاليا علي الغذاء المقدم لهم من قبل هيئات اإلغاثة

٠الجنوبية المتأثرة بالحرب أو في الشمال

) ١٠(جدول رقم

١٩٩٠-١٩٨٩ إلى مناطق غير مناطقهم األصلية السودان النازحينزع سكان تو ]نسمة[العدد المنطقة اإلقليم ٢٠٠٠٠ نياال ـ جبل مرة جنوب دارفور ١٠٦٠٣٢ أبي ـ الميرام ـ المجلد ـ بابنوسة ـ كادوجلي جنوب كردفان ٢٤٠٠٠ األبيض ـ النهود شمال كردفان

٥٦٤٧٤ اركوستى ـ الدمازين ـ سن األوسط ١٦٢١٠٠٠ الخرطوم الكبرى الخرطوم ٣٤٠٥٠٩ جوبا ـ ياي ـ كويا ـ موندري ـ تومبورا ـ ماريدي االستوائية ٩٢٠٠٠ ملكال ـ الرنك ـ مايوم ـ بنتيو أعالي النيل

Page 64: 3877

١٤٥٠٠٠ واو ـ أويل ـ ملوال ـ واجا بحر الغزال ١٦٥٠٠٠ سكان بدو أقاموا علي طول مجرى نهر النيل الشمالي ٢٥٥٥٢٥١ -- الجملة

Gore , P., W., Effects of Disaster on Population Redistribution , In : Abu Sin ,M, Disaster Prevention and Management in Sudan , Khartoum University Press , Khartoum , 1991 , p. 74 .

ات ومن ناحية أخري أدت هذه الحرب إلى ضرورة اجتماع قبائل ذ

وهي العداءات التي تظل كامنة ومستترة طالما واحدة،عداءات تقليدية في أماكن حيث حدثت ودار فور، كما هو الحال في جنوبي كردفان والمرعي،توافر الماء

ومما زاد من حدة هذه ،١٩٨٧مذابح كبيرة النطاق بين القبائل المتناحرة في عام الهزيلة من ناحية ونقص تجهيزات المذابح أن الضغط السكاني علي الموارد

اإلدارة المحلية في مواجهة هذه الظروف من ناحية أخري قد أدي إلى ضرورة ٠ مختلفة وربما متصارعة أثنيةاختالط أناس ذوى خلفيات

داخلية أدت إلى صراعاولم يكن السودان وحده هو القطر الذي شهد األصلية،طق إقامتهم نزوح جزء كبير من سكانه إلى مناطق أخري غير منا

كان السودان ملجأ ١٩٦٤ فمنذ عام خارجها،سواء داخل حدوده السياسية أو ويشكل سكان وإثيوبيا،للنازحين من كل من زائير وتشاد وأوغندا وإريتريا

من المليون نازح الذين يعيشون في اإلقليم % ٥٧المنطقتين األخيرتين نحو ال يرغبون في العودة مرة أخري إلى وهمكسال، خاصة في محافظة الشرقي، ٠بالدهم

ومن ناحية أخري أصبح مهاجرى زائير إلى المديرية االستوائية جزءا من للتشابه الديني واللغوي والساللي بينهم وبين المنطقة،المجتمع السوداني في هذه

وهو الوضع ذاته الذي ينطبق علي مهاجرى إريتريا الذين السودانيين،السكان

Page 65: 3877

التي تعيش تقليديا في منطقة الحدود السياسية عامر،تمون إلى قبيلة بني ين ٠السودانية ـ اإلريترية

من % ٤ومهما تفاوتت أرقام السكان النازحين فإنه من الواضح أن نحو والذين تقطن أخري،سكان السودان حاليا هم من المهاجرين إليه من دول

وبيا ـ بما فيها إريتريا قبل استقاللها ـ يليه غالبيتهم إقليمه الشرقي المجاور إلثي ٠في هذا الصدد إقليم دارفور المجاور لتشاد وإفريقيا الوسطي

وتشير التقارير الحديثة عن الجفاف في إثيوبيا إلى أن أعدادا أكبر من فقد كانت ذروة تدفق هؤالء النازحين الشرقي،النازحين سوف تتجه إلي اإلقليم

نازحا تفوق ٢١٧١٧ وتبلغ ١٩٩٠ين شهري يناير ومايو عام في الفترة ما ب وذلك في منطقة الحدود نازحا، ١٨٥٤٩ إلي كانت ١٩٨٩مثيلتها الخاصة بعام

٠) 71-30(الشرقية فقط

Page 66: 3877

الخاتمة

للعديد من مسرحا The Sahelيعتبر إقليم الساحل في قارة إفريقيا ومنها على سبيل الطبيعية،بعضها حد الكارثة األخطار البيئية التي بلغ

وتشغل دولة السودان جزءا والمجاعة،الخصوص كل من التصحر والجفاف ولهذا فقد تعرض ـ خالل العقد الماضي وهو فترة اإلقليم،كبيرا من هذا

باإلضافة ألي خطرين آخرين هما الفيضان البيئية،الدراسة الحالية لهذه األخطار ٠لية والحرب األه

ولقد كانت أشد مناطق السودان تعرضا لخطري التصحر والجفاف ـ وما نتج عنهما من مجاعة هي أقاليمه الشرقية ـ مناطق سوء التغذية المزمن ـ

أما مناطقه الجنوبية فقد تعرضت لخطر المجاعة الناتجة عن الحرب والغربية،ن كانت المجاعة الناتجة وإاآلن، وهى الحرب التي ال تزال دائرة حتى األهلية،

في حين تأثرت أجزاؤه الشمالية بكارثة كبير،عنها قد خفت حدتها إلي حد المجاعة قد /الفيضان/ الجفاف/ وبهذا تكون رباعية التصحر،١٩٨٨فيضان عام

بينما والجنوبية،أصابت مناطق السودان األربع الشرقية والغربية والشمالية قليم الخرطوم الكبرى الحضري وهو عاصمة ـ خاصة إالوسطيكانت مناطقه

٠الدولة ملجأ للنازحين من هذه المناطق األربع بسبب هذه الكوارث األربع

وإنما كانت هذه المنطقة أيضا هدفا للنازحين إلى فحسب،ليس هذا السودان بسبب هذه األخطار ـ خاصة المجاعة ـ من دول أخرى كإثيوبيا

ن ناحية أخرى فقد أدت الحرب األهلية في جنوب وموتشاد،] متضمنة إريتريا[

Page 67: 3877

السودان إلي نزوح جزء من سكان هذه المناطق إلي الدول المجاورة مثل كينيا .وأوغنداوزائير

بحيث أدت وديموجرافيا،ولقد أثرت هذه األمطار على السودان جغرافيا رعوية كما أثرت في بيئاته المتعددة الالمدى،إلي تحركات سكانية واسعة

فقد أدى التصحر إلي تناقص مساحة المراعى تأثير،والريفية والمدنية أبلغ والى تناقص ،١٩٨١و ١٩٦٨بفقدانها لنحو مليون فدان سنويا فيما بين عامي

كما نفسها، كيلو متر مربعا سنويا خالل الفترة السابقة ٨٥مساحة الغابات بنحو ر النيل ومشروعات الزراعة هدد مشروعات الزراعة المروية على ضفتي نه

فدان، مليون ١٠المميكنة في إقليم الجزيرة بمساحات بلغ مجموعها نحو باإلضافة إلي تسببه في تناقص إنتاجية بعض المحاصيل الزراعية كالفول

.والذرةالسوداني والسمسم

والى فقدان كبير الجافة،أما الجفاف فقد أدى إلي تجريد خطير لألراضي من % ٥٠لطبيعي نتج عنهما نفوق أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية ـ للنبات ا

كما تضرر بسببه نحو مليوني المثال،ثروة إقليم دارفور الحيوانية على سبيل الذين اندفعوا نحو العاصمة ليزيدوا من الغربية،نسمة من سكان مناطق السودان

حيث الماء والعشب ـ أو نحو األقاليم الجنوبية ـ سلفا،مشاكلها الخطيرة ليعودوا إلي العاصمة مسلحة،لينهكوا مواردها ويصطدموا بسكانها في صدمات

٠بعد ذلك ليشاركوا من سبقوهم إليها في تكريس معاناتها

Page 68: 3877

بهذا " البجا " وفى شرق البالد تأثر نحو نصف مليون نسمة من قبائل في حين بلغت الي،الشم ألف نسمة في اإلقليم ١٥٠ يضاف إليهم نحو الجفاف،

.نسمة ألف ٦٥٠أعداد المتضررين به من سكان اإلقليم األوسط نحو

١٩٨٨ولقد بلغ حجم الخسائر الناتجة عن الفيضان الذي حدث في عام مليون تكبدتها ٢٥٣ منها نحو العام، مليون جنيه سوداني بأسعار ذلك ٧٦٦نحو

حيث األوسط،سرها اإلقليم مليونا خ٢٢٠ ونحو وحدها،مدينة الخرطوم الكبرى ألف فدان ٣٧كانت أكبر مظاهر الدمار في الطاقة اإلنتاجية الزراعية وهي

ألف فدان مزروعة بالفواكه والخضروات باإلضافة إلي ٢٤مزروعة قطنا و ٠ ألف رأس من الماشية ١٥٠

أما الخسائر في مباني مدينة الخرطوم الكبرى ـ فقط ـ فقد تراوحت بين في مدينة % ٣٢في مدينة أم درمان و% ١٨دينة الخرطوم وفي م% ١٢

تسكنها جميعا نحو جزئيا، وذلك بالنسبة للمباني المدمرة تدميرا بحري،الخرطوم من % ٣٣ يمثلون نحو نسمة، ألف ٨١٠ أسرة بمجموع سكاني قدره نحو ١٨٠

٠سكان المدينة الكبرى في ذلك التاريخ

مليون نسمة من سكان السودان فيما بين ٢,٣كذلك فقد تأثر بالمجاعة نحو كما أدت الفترة،من سكانه في تلك % ١٠ يمثلون نحوا من ١٩٨٥و١٩٨٣عامي

،١٩٨٦و١٩٧٣ ألف شخص فيما بين عامي ٢٠٠هذه المجاعة إلى وفاة نحو وقد قدرت معدالت الوفيات في بعض مناطق السودان فيما بين شهري يونيو

كما سنويا، في األلف ٣٦٠ أي شهريا،أللف في ا٣٠ بنحو ١٩٨٥ ومايو١٩٨٤

Page 69: 3877

أن هذه المعدالت كانت تبلغ في فترات الجفاف والمجاعة نحو ثالثة أمثالها في ٠األوقات العادية

ن إلى مدينة الخرطوم الكبرى في السودان،ومن ناحية أخري فقد قدر عدا توزع بينمنسمة، ـ بسبب الحرب األهلية والمجاعة ـ بنحو مليون ١٩٨٧عام

هذا فضال عن عشرات للعاصمة،نحو مليون آخر في إقليم الجزيرة المجاور كما قدر الجنوبي،األلوف من السكان النازحين الذين تشردوا داخليا في السودان

٢,٥ و٢,٢عدد الذين كانوا يعيشون في غير مناطقهم األصلية برقم يتراوح بين مليون نسمة استقروا في ١,٦و منهم نحودان،.١٩٩٠مليون نسمة في كل أنح

مليون نسمة في ٣,١مدينة الخرطوم الكبرى ، وقد ارتفع هذا التقدير إلي نحو .١٩٩٠عام

ويتضح مما سبق أن األخطار البيئية قد أثرت في الحياة االقتصادية وأن هذا التأثير قد الثمانينيات،والسكانية السودانية تأثيرا خطيرا خالل عقد

وهى والوجهات،شكل تحركات سكانية عديدة األسباب واالتجاهات انعكس في السودان،لتوزيع السكان في " إعادة جبرية "التحركات التي أدت بدورها إلي

بحيث يمكن القول أنه باستثناء تحرك السكان من كل أرجاء السودان إلي يث فرص العاصمة المثلثة باعتبارها معبرا للمرور إلي دول الخليج العربي ـ ح

فان كل التحركات السكانية التي شهدها السودان خالل قوة أفضل،العمل والحياة الدراسة كان وراء كل تحرك منها واحد أو أكثر من األخطار البيئية المذكورة

إن لم تكن هذه األخطار مجتمعةالدراسة،في

Page 70: 3877

الهوامش

بينما " خريف قاصر " أو " قانة سنة حر" أو " جفاف " يطلق عليه الفالحون اسم .١

٠) 71 - ٣٠(“ نقص الحشائش " يسمية الرعاة يطلقه صيادو السمك علي السواحل الغربية ألمريكا " الطفل " اسم محلي يعني .٢

الجنوبية علي ظاهرة ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط والتي تؤدى إلى موت ه الظاهرة يحدث في موسم وذلك ألن انخفاض مخزون األسماك بسبب هذاألسماك،

٠] ١٣٩ـ٢[أعياد الميالد تقريبا الطعام، بناء المساكن وطهو :عمليتي أجل استخدام أخشاب األشجار في وذلك من .٣

٠واألعشاب في بناء أسوار حظائر الحيوانات كانت الممارسة العادية لالقتصاد المعاشي في إحدى مناطق السودان األوسط ـ .٤

من زراعة فائض من الحبوب في أية سنة تسمح ظروفها منطقة أم روابه ـ تتض وكانت كل أسرة أو مجموعة من األسر تؤمن التسهيالت لتخزين هذا بذلك،

وبعد التحول إلى األشجار،الفائض في حفر مبطنة بالحشائش ومغطاة بأغصان وكان من نتيجة ذلك التقليد،إنتاج المحاصيل الزراعية بالطرق الحديثة أهمل هذا

٠) 205-33( دم وجود تأمين حتى ضد القصور قصير المدى في الطعامع الخرطوم بحريغطت مياه األمطار كل مساحة إحدى مزارع األلبان في مدينة .٥

ـ خاصةفدمرت ما بها من نبات طبيعي وقنوات ري وقتلت العديد من حيواناتها أل من نقل ولم يتمكن أحد،%٦٠ إنتاج المزرعة بنسبة ـ فتناقصالصغير منها

وفي منطقة سوبا المواصالت،المتبقية للمستهلكين بسبب انعدام وسائل % ٤٠

Page 71: 3877

من % ٦بمدينة الخرطوم غطي مشروع تربية الحيوان بها بمياه األمطار فنفق نحو ٠] 162-11[من طيورها الداجنة % ٧٠و% ٤٠ماشيتها وما بين

وم باأللبان والدواجن سببت األمطار خسائر فادحة في أحد مشروعات تغذية الخرط .٦ هذا دجاجة، ألف ١٢٠وموت تمثلت في تدمير محطة توليد الكهرباء بالمشروع

٠] 163-11[فضال عن تدمير الطريق بينها وبين المدينة أما الخسارة في الناتج ري، ألف طلمبة بالخضروات،فقدت مزارع هذه الم .٧

١٥لقطن قيمتها نحو ألف فدان مزروعة با٣٧المحصولي فقد تمثلت في تلف نحو ألف فدان مزروعة ٢٤ وتدمير نحو ،١٩٨٨مليون جنيه سوداني بأسعار عام

آالف فدان مزروعة بالموز ٤ ألف فدان مزروعة بنخيل التمر و ٢٠بالفاكهة و مليون جنيه سوداني ٨٠ قيمتها جميعا نحو بالخضروات، ألف فدان مزروعة ٢,٥و

مليونا إذا ما وضع في االعتبار أن عودة ٢٥٥ ترتفع إلى نحو ،١٩٨٨بأسعار عام سنوات كالمانجو ٨ و ٥بعض المحاصيل لإلثمار مرة أخري تتطلب ما بين

١٥٠ في حين تمثلت الخسائر في الثروة الحيوانية في نفوق نحو والتمر،والموالح -11[ ألف من الدواجن ٢٠٠ ونحو والماعز،ألف رأس من الماشية واإلبل والغنم

162 [٠

Page 72: 3877

المصادر

محمد :ترجمة ـ عودة إلى السكان والموارد والبيئةبيتر نيومان ـ .١ المجلد السابع ـ ٣٩صباريني وعفاف حداد ـ الثقافة العالمية ـ العدد

٠ ١٩٨٨الكويت ـ مارس العالمية ـ ـ الثقافة كيف يجفف المحيط الهادي نهر النيل ماكنزى ـ يبورا .٢

٠ ١٩٨٨لمجلد السابع ـ الكويت ـ مارس ا٣٩العدد الضغوط السكانية والتنمية الزراعية في الدول الناميةرتشارد بلزبورو ـ .٣

١٩٨٨ المجلد السابع ـ الكويت ـ مارس ٤٠ العالمية ـ العدد ـ الثقافة ـ مجلة النيل المختصر في ديون السودان الخارجيةصديق أمبده ـ .٤

سم الجغرافيا كلية اآلداب جامعة الخرطوم الجغرافية ـ العدد األول ـ ق ٠ ١٩٩١ـ

مشكلة عدم التوازن اإلقليمي في عبد الباقي بابكر و محمد إبراهيم أرباب ـ .٥ ـ القاهرة ـ ٢٠ السنة ٢٠ ـ المجلة الجغرافية العربية ـ العدد السودان١٩٨٨

ية عبد الحميد بله ـ سياسة التوزيع السكاني ـ ورقة مقدمة إلي مؤتمر التنم .٦ ٠ت ٠االجتماعية ـ الخرطوم ـ د

محمد صبحي عبد :في ـ التحضر في السودانعبد الهادي العبادي ـ .٧التحضر في الوطن العربي ـ الجزء األول ـ معهد ) محرر( الحكيم

٠ ١٩٨٠البحوث والدراسات العربية ـ القاهرة ـ

Page 73: 3877

عبد الفتاح :ترجمة ـ أزمة المدن في العالم العربيلين سمارسكي ـ .٨ المجلد السابع ـ الكويت ـ مارس ٤١ العالمية ـ العدد ـ الثقافةالصبحي ٠ ١٩٨٨

ـ المجلة السودان من منظور التحضر والعمرانيحي الدسوقي عطية ـ .٩ ٠ ١٩٨٧ ـ القاهرة ـ ١٨ السنة ١٩الجغرافية العربية ـ العدد

ـ داناالعتبارات البيئية للتنمية الريفية في السويعقوب عبد اهللا حماد ـ .١٠ النيل الجغرافية ـ العدد األول ـ قسم الجغرافيا كلية اآلداب جامعة مجلة

٠ ١٩٩١الخرطوم ـ 11. Abu-samra ,M. ,T., and Mohammed , G. Disaster

Management In The Agricultural And Livestock Sectors , In : Abu sin , M. ed. , Disaster Prevention And Management In Sudan , University Of Khartoum ,1991.

12. Abu Sin, M., And Harbi, M. Greater Khartoum Vulnerability to Disaster Hazards, In: Abu Sin, M., and Davies, H. R., Eds. The Future Of Sudan’s Capital Region, Khartoum University, Khartoum, 1991.

13. Abu Sin ,M.,E . Forms and Types of Disaster and Hazards in The Sudan, In : Abu sin ,M. , E. M. ed. : Disaster Prevention And Management In Sudan , Khartoum University Press , Khartoum ,1991.

14. Ahmed ,M. ,F. , Agricultural Hazards And Their Control , In : Abu sin ,M. , E. M. ed. : Disaster Prevention And Management In Sudan , Khartoum University Press , Khartoum ,1991.

15. Ali, H. and Homeida, M. Epidemiology Studies In Rural Communities Settlement At The Peripheries Of Khartoum, Khartoum University Press, Khartoum, Nov. 1988.

Page 74: 3877

16. Ali, H. and Homeida ,M. Flood Disaster Impact On Health And Nutritional Status Of The Population - Khartoum - Sudan - In : Abu sin ,M. , E. M. ed. : Disaster Prevention And Management In Sudan , Khartoum University Press , Khartoum ,1991.

17. Bayoumi, A. The History of Sudan Health Service, Kenya Literature Bureau, Nairobi, 1979.

18. Cutler, P., The Political Economy Of Famine In Ethiopia And The Sudan, AMBIO, Vol. xx, No. 5, August, 1991.

19. Dahl, G. The Beja of Sudan and the Famine of 1984, AMBIO, Vol. xx, No. 5, August, 1991.

20. Davies , H., R., After The Famine In The Sudan , Can The Australian Experience Help , Geographical Journal , Vol. 153 , No. 2 , July 1987 .

21. Davies, H., R., Population Changes In the Capital Region, In: Abu Sin, M., And Davies, H. R., Eds. The Future of Sudan’s Capital Region, Khartoum University, Khartoum, 1991.

22. Davies , H., R., And Abu Sin ,M., E., The Heart Of The Sudan , In: Abu Sin ,M., And Davies ,H. R., eds. The Future of Sudan’s Capital Region, Khartoum University, Khartoum, 1991.

23. De Waal, A., Famine Mortality...A Case Study Of Darfur , Sudan , 1984 -5 , Population Studies , Vol. 43, No. 1 , March, 1989 .

24. El Agraa, D., and Ahmed, A., Human Settlements in Arab Countries, Khartoum University Press, Khartoum, n.d.

25. El Agraa ,D., et. al. Popular Settlement in Greater Khartoum, Khartoum University Press, Khartoum, 1985.

Page 75: 3877

26. El-Battahani ,A.E., State Bureaucracy And Disaster Management In The National Capital Commissionary , In : Abu sin ,M. , E. M. ed. : Disaster Prevention And Management In Sudan , Khartoum University Press , Khartoum ,1991.

27. El-Bushra, E. Regional Inequalities in the Sudan, FOCUS, Vol. xxvi, No.1, Sep. 1975.

28. El-Bushra, E. And Hijazi ,N. , The Impact Of Greater Khartoum On The Rest Of The Sudan , In: Abu Sin ,M., And Davies ,H. R., eds. The Future Of Sudan’s Capital Region, Khartoum University, Khartoum , 1991.

29. Ek , R., And Karadawi , A., Implication Of Refugee Flows On Political Stability In The Sudan , AMBIO , Vol. xx , No. 5 , August , 1991 .

30. Gore, P., W., Effects of Disaster on Population Redistribution, In: Abu Sin, M, Disaster Prevention and Management in Sudan, Khartoum University Press, Khartoum, 1991.

31. Hag Ahmed, E., E., Rural Khartoum Development Systems, In: Abu Sin, M, M. ed., Disaster Prevention and Management in Sudan, Khartoum University Press, Khartoum, 1991.

32. Ibrahim M., B., Government And People Response To Natural Hazards In The Sudan , In : Abu Sin ,M, M. ed. Disaster Prevention and Management in Sudan , Khartoum University Press , Khartoum , 1991 .

33. Khogali , M., Famine , Desertification , And Vulnerable Population , The Case Of Umm Ruwaba District , Kordofan Region , Sudan , AMBIO , Vol. xx , No. 5 , August , 1991 .

Page 76: 3877

34. Lusigi , T., And Galaser,G., Desertification And Nomadism , Nature And Resources , UNESCO , Vol. xx , No. 1, Paris , 1984 .

35. Malik ,A.,I., Information And Disaster Management In Sudan , In : Abu Sin ,M, E. ed. Disaster Prevention and Management in Sudan , Khartoum University Press , Khartoum , 1991.

36. Mattason , J., And Ropp , A. The Recent Droughts In Western Ethiopia And Sudan In A Climatic Context , AMBIO , Vol. xx , No. 5 , August , 1991 .

37. Mensching, H., And Ibrahim, F., The Problem Of Desertification In And Around Arid Lands, Applied Science And Development, Vol. 10, 1977.

38. Mohammed ,M.,S., Engineering Disaster Awareness And Management In Sudan - A case Study , In : Abu Sin ,M, E. ed. Disaster Prevention and Management in Sudan , Khartoum University Press , Khartoum , 1991.

39. Olsson, K., and Ropp, A., Dryland Degradation in Central Sudan, AMBIO, Vol. xx, No. 5, August, 1991.

40. Shakeshy ,R., Relief ,Rocks And Sediments In Capital Region , In : Abu Sin ,M., And Davies ,H. R., eds. The Future of Sudan’s Capital Region, Khartoum University, Khartoum, 1991.

41. Shoukri ,M., Regional Development And Desertification In Arid Zones Around The Sahara , Nature And Resources , UNESCO , Vol. xx , No. 1, Paris , 1984 .

42. Walsh, R. And Muse, B., Hydrology of Sudan’s Capital Region, In: Abu Sin, M., and Davies, H. R., Eds. The Future of Sudan’s Capital Region, Khartoum University, Khartoum, 1991.

Page 77: 3877

43. Westing, A., Environmental Security And Its Relations To Ethiopia And Sudan, AMBIO, Vol. xx, No. 5, August, 1991.

44. WMO, Climate , Drought , And Desertification , Nature And Resources , UNESCO , Vol. xx , No. 1, Paris , 1984