شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة التاسعة والستون بعد المائة(

/ / 14

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم.

2 التجريد الصريح– الحلقةالتاسعة والستون بعد المائة

.، وصلى هللا وسلم وبارك علي عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعينالحمد هلل ربي العالمين أهال< بكم إلى حلق++ة جدي++دة في برن++امجكم ش++رح أيه++ا اإلخ++وة واألخ++وات، الس++الم عليكم ورحم++ة هللا وبركات++ه،

كتاب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح. ف+أهال<، مع مطلع حلقتنا يس++رنا أن ن+رحب بص+احب الفض++يلة الش++يخ ال+دكتور عب++د الك++ريم بن عب+د هللا الخض+ير

ومرحب<ا بكم شيخ عبد الكريم.حياكم هللا، وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين.

المقدم: قال -رحمه هللا- عن أبي موسى -رض+ي هللا عن+ه- ق++ال: ق+ال رس+ول هللا -ص++لى هللا علي++ه وس++لم-: »ثالثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه، وآمن بمحمد –ص++لى هللا علي++ه وس++لم-، والعب++د الممل++وك إذا أدى حق هللا وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة يطأها فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحس++ن تعليمه++ا،

ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران«. الحم!!د هلل رب الع!!المين، وص!!لى هللا وس!!لم وب!ارك على عب!ده ورس!!وله نبين!!ا محم!د، وعلى آل!!ه وص!!حبه أجمعين،

أما بعد: فراوي الحديث الصحابي الجليل أبو موسى عبد هللا بن قيس األشعري تقدم ذكره مرارا. قبل الدخول في الترجمة في األصل في الص!!حيح ق!ال: ثم ق!!ال ع!امر- يع!ني الش!عبي-: أعطيناكه!!ا بغ!ير ش!!يء يع!!ني أعطين!!اك ه!!ذه الفائ!!دة من ه!!ذا الح!!ديث بغ!!ير ش!!يء، ق!!د ك!!ان ي!!ركب فيم!!ا دونه!!ا إلى المدين!!ة، ق!!د أعطيناكه!!ا بغ!!ير ش!!يء، ع!امر الش!!عبي كأن!!ه يخ!!اطب ب!!ذلك ص!!الح بن حي!!ان ال!!راوي عن!!ه، يق!!ول: أعطين!!اك ه!!ذه الفائ!!دة ال!!تي تضمنها هذا الحديث بغير شيء، يعني بغير مقابل، وقد كان يركب فيما دونها إلى المدينة، يرحل ألجل ما ه!!و

أهون منها إلى المدينة، يعني يرحل..المقدم: لطلب الفوائد.

نعم، والرحلة سنة عند أهل الحديث سنة متبعة، وألف الخطيب البغدادي كتابه الرحلة في طلب الحديث، وتق!!دم كالمه في ب!!اب الرحل!!ة في المس!!ألة النازل!ة، المقص!!ود أن ه!ذا من حرص!!هم وتش!!جيعهم على تلقي العلم لطالبهم، ال يري!!د أن يتم!!دح به!!ذا، وأن يظه!!ر منت!!ه على الط!!الب ليس ه!!ذا ه!!و الم!!راد، إنم!!ا ه!!و حث للط!!الب أن يح!!رص

على هذه الفائدة التي لم يتعب على تحصيلها. والح!!ديث ت!!رجم علي!!ه اإلم!!ام البخ!!اري بقول!!ه: ب!!اب تعليم الرج!!ل أمت!!ه وأهل!!ه، ق!!ال ابن حج!!ر: مطابق!!ة الح!!ديث

للترجمة في األمة بالنص،؛ ألن فيه كانت عنده أمة، فاألمة منصوص عليها، واألهل..المقدم: من باب أولى.

تك!!ون مطابق!ة الح!!ديث ت!رجم األم!ة ب!!النص، وفي األه!!ل بالقي!!اس؛ إذ االعتن!!اء باأله!ل الحرائ!!ر في تعليم ف!!رائض هللا، وس!!نن رس!!ول هللا –ص!!لى هللا علي!ه وس!!لم- آك!د من االعتن!!اء باإلم!اء، فيك!!ون من ب!!اب قي!!اس األولى، أو من باب التنبيه باألدنى على األعلى، ونالح!ظ ق!ول ابن حج!ر: مطابق!ة الح!ديث الم!ترجم في األم!ة ب!النص، والعي!ني

ليفهمايق!!ول: ف!!إن قلت: م!!ا وج!!ه المناس!!بة بين الب!!ابين؟ يع!!ني ه!!ذا الب!!اب وال!!ذي قبل!!ه، ب!!اب من أع!!اد الح!!ديث ثالث عنه؟ قلت: من حيث إن الم!ذكور في الب!اب األول ه!و التعليم الع!!ام، من أع!اد الح!ديث ثالث!ا ليفهم عن!ه، ه!ذا ه!و

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

التعليم ع!!!ام، والم!!!ذكور في ه!!!ذا الب!!!اب ه!!!و التعليم الخ!!!اص، فتناس!!!با من ه!!!ذه الجه!!!ة، ثم ق!!!ال: مطابق!!!ة الح!!!ديث للترجم!!ة في األم!!ة، ابن حج!!!ر يق!!ول: ب!!النص، وهن!!!ا يق!!!ول العي!!ني: مطابق!!ة الح!!!ديث للترجم!!!ة في األم!!!ة بحس!!!ب

الظاهر، ما قال بالنص.المقدم: يمكن حتى ما يعتبر أنه أخذ منه.

يقول: مطابقة.. ال، هناك فرق بين النص والظ!!اهر، يع!!ني بيان!!ه؛ ألن!!ه ليس في!!ه م!ا ي!!دل على تعليم األه!ل، وأم!!ا ذك!!!!ر األه!!!!ل فيحتم!!!!ل وجهين أح!!!!دهما أن يك!!!!ون بطري!!!!ق القي!!!!اس على األم!!!!ة المنص!!!!وص عليه!!!!ا، ق!!!!ال: بحس!!!!ب الظاهر، ثم قال المنص!!وص عليه!ا ب!النص واالعتن!!اء بتعليم الحرائ!!ر، األه!ل من األم!!ور الديني!!ة أش!!د من اإلم!!اء، واآلخ!!ر أن يك!ون ق!!د أراد أن يض!ع في!ه ح!ديثا ي!دل علي!ه فم!!ا اتف!ق ل!ه، يع!ني وض!!ع ح!ديث ي!دل على األم!ة، لكن

يدل على األهل؟ إم!ا أن يك!ون بطري!ق اإللح!!اق والقي!اس، وإم!ا أن يك!ون البخ!اري ت!رجم لألم!ةاهل وضع حديثفأورد ما يناسبها، وترجم لألهل وبحث عن حديث يناسب باللفظ فلم يجد.

المقدم: طيب ما فيه تناقض كالمه يا شيخ؟ نفس كالمه؟ بحسب الظاهر المنص!!وص علي!ه، أق!ول ينظ!ر الف!رق بين عب!ارتي ابن حج!ر حيث ق!!ال في األم!ة: ب!النص، وفي األهل: بالقي!اس، وق!ال العي!ني في األم!ة: بحس!ب الظ!!اهر، والف!رق بين النص والظ!اهر، كم!ا في روض!!ة الن!اظر

يع!!ني [،196]البقرة: }تلك عشرة كاملة{ البن قدامة أن النص ما يفي!!د بنفس!!ه من غ!!ير احتم!!ال، كقول!!ه تع!!الى:هل أال يحتمل تسعة، أو أحد عشر؟

ا هذا نص. المقدم: أبد< »إن هلل تس!!عة وتس!!عين اس!!ما، مائ!!ة إال واح!!دة«نص، لكن م!!اذا عن الح!!ديث ال!!ذي أوردن!!اه قب!!ل حلق!!ة أو حلق!!تين

، وم!!ع ذل!!ك دالل!!ة على الع!!دد ليس!!ت قطعي!!ة ب!!دليل الخالف؛ ألن مناه!!ذا تأكي!!د تس!!عة وتس!!عين هي مائ!!ة إال واحدأهل العلم من قال: هي مائة.

المقدم: بلفظ "هللا" لفظ الجاللة.فننظر داللة النص، النص قطعي، لكن داللته على المراد قد تكون..

المقدم: ليست قطعية. بحس!!ب الظ!!اهر يع!!ني غلب!!ة ظن، ق!!ال: والف!!رق بين النص والظ!!اهر أن النص م!!ا يفي!!د بنفس!!ه من غ!!ير احتم!!ال

وقي!!ل: ه!!و الص!!ريح في معن!!اه، وق!!د يطل!!ق اس!!م النص على [،196]البق++رة:}تلك عشرة كاملة{ كقول!!ه تع!!الى: الظاهر، وال مانع منه، فإن النص في اللغة بمعنى الظهور، كقوله: نص!!ت الظبي!ة رأس!ها، إذا رفعت!ه وأظهرت!ه، ومنه سميت منصة العروس للكرسي الذي تجلس عليه؛ لظهوره عليه، إال أن األق!!رب تحدي!!د النص بم!!ا ذكرن!!اه أوال دفعا للترادف واالشتراك في األلفاظ، ال شك أن مدلول كلم!!ة نص غ!ير م!!دلول كلم!!ة ظ!!اهر في اللغ!ة، لكن كونن!!!ا نج!!!د م!!!ا ي!!!دل على اش!!!تراكهما م!!!ع أن!!!ه يمكن حم!!!ل أح!!!د اللفظين على حقيق!!!ة، واللف!!!ظ الث!!!اني على حقيق!!!ة أخ!!رى، ال ش!!ك أن!!ه ال س!!يما في ب!!اب التعليم أولى ليس!!تقل ك!!ل قس!!م باس!!مه الخ!!اص، وإال فال يمكن إدراجهم!!ا في

قسم واحد.

4 التجريد الصريح– الحلقةالتاسعة والستون بعد المائة

ا لل!!!ترادف واالش!!!تراك عن األلف!!!اظ، فإن!!!ه على خالف يق!!!ول: إال أن األق!!!رب تحدي!!!د النص بم!!!ا ذكرن!!!ا أوال؛ دفع!!! األصل، األصل أنه إن جاءت ألف!اظ يظن فيه!ا ال!ترادف، مث!ل جلس، وقع!د، لفظ!!ان مترادف!ان، لكن هن!اك ف!!روق

دقيقة بين اللفظين.المقدم: بحسب السياق.

ال يذكرها، ال يوجد ترادف من كل وجه في األلفاظ، ال يوجد لفظ مطابق من كل وجه للفظ آخر، ومن راجع في غاية الدقة.االفروق اللغوية ألبي هالل العسكري ذكر من هذا النوع شيئ

المقدم: الفروق؟نعم الفروق اللغوية ألبي هالل العسكري.

المقدم: مطبوع يا شيخ؟نعم الفروق اللغوية ألبي هالل العسكري.

المقدم: مطبوع يا شيخ؟مطبوع نعم، مطبوع أكثر من مرة.

ا لل!!ترادف واالش!!تراك عن األلف!اظ، فإن!!ه على خالف األص!!ل، إال أن األق!!رب تحدي!د النص بم!ا ذكرن!اه أوال؛ دفع!! وق!!د يطل!!ق النص على م!!ا ال يتط!!رق إلي!!ه احتم!!ال يعض!!ده دلي!!ل، ف!!إن تط!!رق إلي!!ه احتم!!ال ال دلي!!ل علي!!ه فإن!!ه ال

ا. يخرجه عن كونه نص مثال بقي!!اس علىا، أو إلحاقا مثال، لم نج!!د دليلا في الدالل!!ة على حكم، ووج!!دنا تعليلا ص!!ريحايع!!ني وج!!دنا ح!!ديث

يع!!ارض ه!!ذا الح!!ديثا ض!!عيفاحكم آخ!!ر، ق!!د يك!!ون في!!ه معارض!!ة له!!ذا ال!!دليل الص!!ريح الص!!حيح، أو وج!!دنا دليل لمج!!رد ه!!ذا المع!!ارضا إلى كون!!ه ظ!!اهراالص!!حيح، لم ننق!!ل ه!!ذا النص األول الص!!حيح الص!!ريح عن كون!!ه نص!!

ا الضعيف، ولذا يقول: وقد يطلق النص على ما ال يتطرق إليه احتمال يعضده دلي!!ل، يع!!ني في!!ه احتم!!ال أن نص!!يتناول هذا، لكن هذا احتمال ال دليل عليه.

ا، أو دليل ال اعتب!ار ب!!ه، والظ!!اهر م!!ا يس!!بقافإن تطرق إليه احتمال ال دلي!!ل علي!ه فإن!!ه ال يخرج!!ه عن كون!ه نص!! إلى الفهم من!!!ه م!!!ا عن!!!د اإلطالق مع!!!نى م!!!ع تج!!!ويز غ!!!يره، وإن ش!!!ئت قلت: م!!!ا احتم!!!ل معن!!!يين ه!!!و في أح!!!دهما

، فه!!!واأظه!!!ر، ه!!!و في أح!!!دهما أظه!!!ر، عن!!!دك نص ه!!!ذا ال يحتم!!!ل، ثم م!!!ا يحتم!!!ل ه!!!ذا االحتم!!!ال إن ك!!!ان راجحا فه!!و الم!!ؤول، لكن يش!!كل على ه!!ذا أن العي!!ني بع!!د أن ق!!رر أن ذل!!ك بالظ!!اهر، ق!!ال: الظ!!اهر، وإن ك!!ان مرجوح!! على األم!!ة المنص!!وص عليه!!ا، فاتفق!!ا، اللهم إال إن ك!!ان الم!!راد بقول!!ه: منص!!وص عليه!!ا أي م!!ذكورة بحروفه!!ا، بغض النظ!!ر عن دالل!!ة الح!!ديث على تعليمه!!ا، والنص على التعليم بالنس!!بة لألم!!ة ظ!!اهر، فداللت!!ه نص!!ية، فكالم ابن حج!!ر أدق، لكن التعليم ال!!ذي ت!!رجم ب!!ه البخ!!اري -رحم!!ه هللا تع!!الى-، تعليم الرج!!ل ال!!داخل في كت!!اب العلم، ه!!!ل الم!!!راد التعليم ال!!!ذي ه!!!و العلم الش!!!رعي، أو الم!!!راد ب!!!ه الت!!!أديب؟ ورج!!!ل ك!!!انت عن!!!ده أم!!!ة، فأدبه!!!ا فأحس!!!ن

تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها.المقدم: مما يدل على أن التعليم هنا هو التعليم الشرعي.

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

نعم، العلم.المقدم: نعم.

لو كانت الجملة فأدبها فأحسن تأديبها، األدب له عالقة بالعلم، لكن ليست داللته على العلم الشرعي.المقدم: مثل قوله: علمها.

وعلمه!!!!ا فأحس!!!!ن تعليمه!!!!ا، ول!!!!و أردن!!!!ا أن نس!!!!تطرد لق!!!!ال العي!!!!ني مثال الدالل!!!!ة ليس!!!!ت نص!!!!ية باعتب!!!!ار أن العلم المطلوب في هذا الكتاب بتفاصيله ال يطلب بالنسبة لألمة؛ ألن األمة قد تك!ون مش!!غولة بالعم!ل في بيت س!يدها،

يبعد بنا كثيرا، فنكتفي بما ذكرناه. الكن هذا استطرادالمقصود يقول: ثالثة مبتدأ.

لهم أجران: جملة، ثالثة: مبتدأ، والتقدير ثالثة رجال، أو رجال ثالثة، لماذا ق!درنا، احتجن!ا إلى التق!دير؟ ثالث!ةمبتدأ، والتقدير ثالثة رجال، أو رجال ثالثة.

المقدم: قدرنا؛ ألنه قال في الشرح رجل، رجل. ال، نحن قلنا ثالثة مبتدأ، لكن ثالثة نكرة، هل يجوز االبتداء بالنكرة؟

المقدم: ولذلك قدرنا. ثالث!!ة رج!!ال، أو رج!!ال ثالث!!ة فهي نك!!رة مض!!افة، أو نك!!رة موص!!وفة، م!!ع أنه!!ا مض!!افة إلى نك!!رةاق!!درنا مض!!اف

تقتضي التخصيص يع!!ني هي ليس!!ت نك!رة مطلق!ة، فهي نك!رة مض!افة إلى نك!رة، فتقتض!ي التخص!!يص، أو نك!رةموصوفة، رجال ثالثة فصح االبتداء بالنكرة.

الجملة التي تليها لهم أجران: لهم: جار ومجرور متعلق بخبر محذوف. أج!!ران: مبت!!دأ مرف!!وع ب!!األلف، والجمل!!ة من ه!!ذا المبت!!دأ والخ!!بر خ!!بر ثالث!!ة، رج!!ل ب!!دل من ثالث!!ة، أو الجمل!!ة ص!!فته ورج!!ل وم!!ا عط!!ف علي!!ه خ!!بره، يع!!ني ثالث!!ة لهم أج!!ران وص!!ف لثالث!!ة، ورج!!ل وم!!ا عط!!ف علي!!ه خ!!بره،

لمبتدأ محذوف تقديره هم؟ كذا وكذا، رجل من أهل الكتاب. الماذا ال يكون رجل خبر ل..؟<االمقدم: فيكون رجل خبر

مبتدأ محذوف. المقدم: طيب أين يكون خبر ثالثة؟

ثالث جملة لهم أجران.المقدم: لهم أجران.

جمل!!ة من مبت!!دأ وخ!!بر، خ!!بر ثالث!!ة، ثم بع!!د ذل!!ك فص!!ل هم رج!!ل من أه!!ل الكت!!اب، ورج!!ل. إلى آخ!!ره، رج!!ل يقول: بدل من ثالثة، أو الجملة صفته، ورجل وما عطف عليه خبر قاله الكرماني، ثم ق!!ال: ف!!إن قلت: إذا ك!!ان بدال أهو بدل البعض، أم ب!!دل الك!ل؟ يع!ني رج!ل ب!دل من ثالث!ة، أق!ول رج!!ل ب!دل من ثالث!ة، ه!ذا ب!!دل بعض، أم

بعض من كل؟ الواحد بدل من ثالثة، يعني بدل كل، أم بدل بعض؟المقدم: بدل بعض.

6 التجريد الصريح– الحلقةالتاسعة والستون بعد المائة

بدل بعض، لذلك قال: فإن قلت: إذا كان بدال أهو بدل بعض، أم بدل الكل؟ قلت: بالنظر إلى ك!!ل رج!!ل بمف!!ردهفهو بدل بعض، وإذا نظرت إلى المجموع رجل، ورجل، ورجل فهو بدل كل من كل.

المقدم: مع اختالف الثالثة رجل عبد رجل في اللفظ. المقص!!ود أنهم مجم!!وعهم ثالث!!ة، وق!!ال العي!!ني: األولى أن يق!!ال: رج!!ل خ!!بر مبت!!دأ مح!!ذوف تق!!ديره أولهم، رج!!ل يع!!!ني ق!!!ريب مم!!!ا قررن!!!اه، أولهم رج!!!ل من أه!!!ل الكت!!!اب، وقول!!!ه: من أه!!!ل الكت!!!اب في مح!!!ل الرف!!!ع؛ ألن!!!ه ص!!!فة لرج!!ل، ق!!ال الحاف!!ظ ابن حج!!ر: ه!!و ب!!دل تفص!!يل، أو ب!!دل ك!!ل ب!!النظر إلى المجم!!وع، كون!!ه ب!!دل ك!!ل ب!!النظر إلى المجم!!وع، ورد ه!!ذا في كالم الكرم!!اني وض!!حناه، لكن ب!!دل تفص!!يل، في!!ه ب!!دل تفص!!يل؟ إذا نظرن!!ا إلي!!ه في كتب النح!!و وج!!دناهم لم ي!!ذكروا ب!!دل التفص!!يل، إنم!!ا ذك!!روا أن!!واع الب!!دل األربع!!ة: )ب!!دل الك!!ل، وب!!دل البعض، وب!!دل

االشتمال، وبدل الغلط( أربعة أنواع. من أه!!ل الكت!!اب؛ لف!!ظ الكت!!اب وإن ك!!ان عاما ف!!المراد ب!!ه خ!!اص، من أه!!ل الكت!!اب، الكت!!اب جنس، يش!!مل جمي!!ع

الكتب، لكن المراد به خاص..المقدم: اليهود والنصارى.

}قلوالمخصص عرف استعمال الشارع لهذه الكلمة، يعني جاء في النصوص إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، إلى آخره، االستعمال الشرعي )الحقيقة الش!رعية( له!ذه اللفظ!ة ال!واردة [64]آل عمران:يا أهل الكتاب تعالوا{

في كتاب السنة خصص العموم هذا.المقدم: ويراد بهم اليهود والنصارى.

نعم، والمخص!!ص عرف!!ه اس!!تعمال الش!!ارع ب!!التوراة واإلنجي!!ل، عرف!!ه اس!!تعمال الش!!ارع ب!!التوراة واإلنجي!!ل، فق!!دتظاهرت به نصوص الكتاب والسنة، حيث يطلق أهل الكتاب.

المقدم: وكالم الفقهاء إذ قالوا إن كانوا من أهل الكتاب، إن كانوا أهل كتاب هكذا.نفس الشيء.

المقدم: إن كانوا أهل كتاب، يعني مثل مسائل الجزية، ومسائل القتال.ال شك أن أحكام أهل الكتاب تختلف عن المعاهدين، وتختلف عن غيرهم.

ا يا شيخ على أقوام، ويقولون هؤالء أهل كتاب، إن ثبت أنهم أهل كتاب، مثل المقدم: يعني هم ينصون أحيان<الكنفوشسية إذا جاء الخالف فيهم قالوا إن كانوا أهل كتاب.

وكما يقال في المجوس إن لهم شبهة كتاب.المقدم: هل إذا أطلق.

ال، ال م!!!!!ا ي!!!!!دخلون، م!!!!!ا ي!!!!!دخلون في ه!!!!!ذا اإلطالق الخ!!!!!اص، يق!!!!!ول الكرم!!!!!اني: ولع!!!!!ل ذل!!!!!ك ألن غ!!!!!ير اليه!!!!!ودوالنصارى لم يوجد زمان البعثة المباركة.

المقدم: كيف ما يوجد يا شيخ؟

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

م!!ا يوج!!د غ!!ير اليه!!ود والنص!!ارى، لكن أتب!!اع إب!!راهيم –علي!!ه الس!!الم- يع!!ني بقاي!!ا ممن يتب!!ع إب!!راهيم من يت!!دينبالحنفية.

المقدم: لم يوجدوا، أم لم يعرفوا يا شيخ؟هو يقول: لم يوجدوا؛ ألنهم لو وجدوا ولم يعرفوا...

المقدم: صاروا لم يوجدوا. ال، ك!!!ونهم لم يعرف!!!وا يع!!!ني خف!!!اءهم على الن!!!اس ال يع!!!ني خف!!!اءهم على الش!!!ارع، يق!!!ول: لم يوج!!!د زم!!!ان البعث!!!ةا، المباركة، والمراد نصراني تنص!!ر قب!!ل البعث!!ة، أو بل!وغ ال!!دعوة والمعج!زة إلي!ه، ويه!ودي ته!!ود قب!!ل ذل!!ك أيض!! الكرم!!!اني لم!!!ا ق!!!رر ه!!ذا الكالم اآلن تف!!ترض أن نص!!!رانيا بع!!د بعث!!!ة الن!!!بي –علي!!!ه الص!!!الة والس!!!الم- من الق!!رن الثاني، أو الثالث، أو الرابع دخل في النصرانية، ثم بعد ذل!ك بلغ!ه مث!ل ه!ذا الح!ديث فأس!لم، ي!!دخل أم م!ا ي!دخل؟ على كالمه؟ ما يدخل؛ ألن عيسى وموس!ى بع!د بعث!ة الن!!بي –ص!لى هللا علي!!ه وس!لم- م!ا ص!!ار نبيا ل!ه، إنم!ا نبي!ه

وعيسى ليس بنبي له، وموس!!ى، »آمن بنبيه، وآمن بمحمد«محمد –عليه الصالة والسالم- في الحديث يقول: ليس بنبي ل!ه؛ ألن رس!التهم نس!خت، والجمي!ع ن!!بيهم محم!د –ص!!لى هللا علي!ه وس!لم- فكلهم محم!ديون، وكلهم من

هذه األمة المحمدية، سواء منهم من كان من أمة اإلجابة، أو من أمة الدعوة.المقدم: فبالتالي ما يصدق عليهم الحديث؟

على كالمه، سيأتي ما يوضح ذلك، لكن نمشي بالتدريج.ا يا شيخ إذا أذنت، يعني في هذه الجزئية فيما يتعلق أن++ه من أه++ل الكت++اب، وال ب++د أن يك++ون المقدم: لكن عفو< آمن بالنصرانية، أو باليهودي++ة، ثم دخ++ل، اآلن الن++بي –ص++لى هللا علي++ه وس++لم- كتب لبعض المل+وك ممن ك++ان على اليهودي++ة، أو النص++رانية، أو لم يكون++وا عليه++ا، أس++لم تس++لم يؤت++ك هللا أج++رك م++رتين، ربم++ا ع++رف عن

بعض.يعني هل قال هذا لكسرى قالها لهرقل هذا سيأتي، وهرقل رجل نصراني.

المقدم: ما قالها لغير أهل الكتاب؟ا كالم الكرم!!اني، ف!!إن قلت: ينبغي أال م!!ا يظه!!ر، إنم!!ا قاله!!ا لهرق!!ل، وس!!تأتي اإلش!!ارة إلي!!ه، ف!!إن قلت: ه!!ذا أيض!! يكون األجر المضاعف إال للنصارى، ينبغي أال يكون األجر المضاعف إال للنصارى، لماذا؟ يعني إذا اعتبرن!!ا

– علي!!!!!ه الص!!!!!الة والس!!!!!الم- ش!!!!ريعته ناس!!!!خة لم!!!!ا قبله!!!!!ا وليس ناس!!!!!خة لم!!!!!ا قبله!!!!!ا، لم يكن األج!!!!!ر إالاأن محمد للنصارى؛ إذ ال ثواب على العمل بالدين المنسوخ، يقول: قلت: ال نسلم أن النصرانية ناسخة لليهودية، لو ثبت ذلك لكان كذلك، يعني هل عيسى –عليه السالم- جاء بشرع ناسخ لش!!ريعة موس!ى، أو أن!ه ج!اء بش!!ريعة مكمل!ة

لشريعة موسى؟المقدم: ويضع عنهم إسرهم واألغالل التي..

المقص!!ود أن ه!!ذا كالم!!ه، وق!!ال ابن حج!!ر: وقي!!ل: الم!!راد ب!!ه هن!!ا اإلنجي!!ل خاص!!ة، إن قلن!!ا إن النص!!رانية ناس!!خة لليهودية، كذا قرره جماعة، وال يحتاج إلى اشتراط النسخ؛ ألن عيسى –عليه الص!!الة والس!!الم- ك!!ان ق!!د أرس!!ل

8 التجريد الصريح– الحلقةالتاسعة والستون بعد المائة

إلى ب!!ني إس!!رائيل بال خالف، فمن أجاب!!ه منهم نس!!ب إلي!!ه، ومن كذب!!ه منهم واس!!تمر على يهوديت!!ه لم يكن مؤمن!!ا فال يتناوله الخبر؛ ألنه لو بقي على اليهودية وقلنا أن ديانة عيسى ليست ناسخة لديانة موسى يلزم اليه!!ودي أن يؤمن بعيسى، كما أنه يلزمه أن يؤمن بمحم!!د –علي!!ه الص!!الة والس!!الم-، وه!!ذا مقتض!!ى اإليم!ان بالرس!!ل، يق!!ول: قي!!ل: الم!!راد ب!ه هن!!ا اإلنجي!!ل خاص!!ة، إن قلن!!ا إن النص!!رانية ناس!!خة لليهودي!!ة، ك!!ذا ق!!رره جماع!ة، وال يحت!اج إلى اش!!تراط النس!!خ؛ ألن عيس!!ى –علي!!ه الص!!الة والس!!الم- ك!!ان ق!!د أرس!!ل إلى ب!!ني إس!!رائيل بال خالف، فمن أجاب!!ه منهم نسب إليه، ومن كذبه منهم، من كذب بعيسى، أو كذب بمحم!!د كف!!ر بديانت!!ه، ومن كذب!!ه منهم واس!!تمر على

يهوديته لم يكن مؤمنا؛ ألن من شرط اإليمان، اإليمان بجميع الرسل. فال يتناول!!!!ه الخ!!!!بر؛ ألن ش!!!!رطه أن يك!!!!ون مؤمن!!!!ا بنبي!!!!ه، ومن اإليم!!!!ان بنبي!!!!ه اإليم!!!!ان بم!!!!ا ج!!!!اء ب!!!!ه من اإليم!!!!ان بالرس!!!ل، يق!!!ول: من دخ!!!ل في اليهودي!!!ة من غ!!!ير ب!!!ني إس!!!رائيل أو لم يكن بحض!!!رة عيس!!!ى –علي!!!ه الس!!!الم- فلم تبلغه دعوته يصدق عليه أنه يهودي مؤمن، إذ هو مؤمن بنبيه موسى –عليه السالم-، ولم يكن مكذبا نبيا آخر

بعده.ما بلغه بعثة عيسى –عليه السالم-.

فمن أدرك بعث!!ة محم!!د –ص!!لى هللا علي!!ه وس!!لم- ممن ك!!ان به!!ذه المثاب!!ة، وآمن ب!!ه ال يش!!كل أن!!ه ي!!دخل في الخ!!بر المذكور، ومن هذا القبيل العرب ال!ذين ك!!انوا ب!اليمن وغيره!ا ممن دخلوه!ا منه!!ا في اليهودي!!ة، ولم تبلغهم دع!وة عيس!!ى –علي!!ه الس!!!الم-؛ لكون!!!ه أرس!!!ل إلى ب!!!ني إس!!!رائيل خاص!!!ة، ك!!!ل ن!!!بي يبعث إلى قوم!!!ه، وبعثت إلى الن!!اس كافة، فموسى –عليه السالم- إنما بعث لبني إس!رائيل خاص!!ة، يق!ول: من ه!!ذا القبي!ل الع!رب ال!ذين ك!انوا ب!اليمن وغيره!!!!ا ممن دخ!!!!ل في اليهودي!!!!ة، ولم تبلغهم دع!!!!وة عيس!!!!ى –علي!!!!ه الس!!!!الم-؛ لكون!!!!ه أرس!!!!ل إلى ب!!!!ني إس!!!!رائيل خاصة، وهؤالء عرب، يقول: اإلشكال في اليهود الذين كانوا بحضرة النبي –صلى هللا عليه وسلم-، وق!!د ثبت أن اآلي!!!ة الموافق!!!ة له!!!ذا الح!!!ديث، اليه!!!ود ال!!!ذين ك!!!انوا بحض!!!رة الن!!!بي –ص!!!لى هللا علي!!!ه وس!!!لم- ه!!!ل هم من ب!!!ني

تين{ إسرائيل؟ ال، ثبت أن اآلي!!ة الموافق!!ة له!!ذا الح!!ديث وهي قول!!ه تع!!الى: ]القصص:}أولئك يؤتون أجرهم مر ن!!زلت في طائف!!ة آمن!!وا ب!!النبي –ص!!لى هللا علي!!ه وس!!لم- كعب!!د هللا بن س!!الم، م!!ع أن!!ه آمن بموس!!ى– علي!!ه [،54

،»ن!!زلت ه!!ذه اآلي!!ات في وفيمن آمن معي«الس!!الم- قب!!ل ذل!!ك، ففي الط!!براني من ح!!ديث رفاع!!ة الق!!رظي ق!!ال: وروى الط!!!براني بس!!ند ص!!!حيح على رفاع!!ة الق!!رظي ق!!!ال: خ!!!رج عش!!!رة من أه!!!ل الكت!!!اب منهم أب!!و رفاع!!ة إلى

اهم الكت++اب من قبل++ه هم ب++ه يؤمن++ون{الن!!!بي –ص!!!لى هللا علي!!!ه وس!!!لم- ف!!!آمنوا ب!!!ه، ف!!!أوذوا، ف!!!نزلت }الذين آتين++ إس!!رائيل ولم يؤمن!!وا بعيس!!ى، ب!!ل اس!!تمروا على اليهودي!!ة إلى أن آمن!!واياآلي!!ات فه!!ؤالء من بن[،+ 52]القصص:

بمحمد –صلى هللا عليه وسلم-، وقد ثبت أنهم يؤتون أجرهم مرتين، لكن هل صح أنهم لم يؤمنوا بعيسى؟ المقدم: هل إيمانهم بموسى ال يقتضي إيمانهم بعيسى؟

هل فيه منافاة؟ يعني كونهم لم يعملوا بشريعة عيسى يدل على أنهم لم يؤمنوا به؟المقدم: ال، ما يدل عليه.

9 فضيلة الشيخ عبد الكريم9الخضير

ه!!ل ع!!دم عملن!!ا بش!!ريعة موس!!ى يع!!ني أنن!!ا ال ن!!ؤمن ب!!ه؟ ال تالزم بين إيمانن!!ا المج!!رد والتص!!ديق ب!!أن ه!!ذا ن!!بيمرسل من قبل هللا -جل وعال-، وبين اتباع شريعته المنسوخة.

المقدم: أحسن هللا إليكم، لعلنا نستكمل بإذن هللا ما تبقى في حلقة قادمة من ألفاظ هذا الحديث. أيه++ا اإلخ++وة واألخ+++وات، به++ذا نص++ل وإي++اكم إلى خت++ام حلقتن++ا من برن++امجكم ش++رح كت++اب التجري++د الص++ريح

ألحاديث كتاب الجامع الصحيح.لقاء جديد بكم بإذن هللا في حلقة قادمة، وأنتم على خير، والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.