IQÉàfl ᫪«∏bEGh á«dhO ÜQÉŒ

∞«dCÉJÊGhôŸG »∏Y øH ˆGóÑY

`g 1440 ∫hC’G iOɪL 1Ω2019 ôjÉæj 7

IQÉàfl

᫪

«∏bEGh

á«dh

O ÜQÉ

Π-

¬JÉ°ù

°SDƒeh

…ƒª

æàdG §

«£îà

dG á«é

¡æe Q

ģJ

ÊGhô

ŸG »∏

Y øH

ˆGó

ÑY

§«£îàdG á«é¡æe Qƒ£J¬JÉ°ù°SDƒeh …ƒªæàdG

§«£îàdG á«é¡æe Qƒ£J¬JÉ°ù°SDƒeh …ƒªæàdG

هذا الكتاب

يهدف هذا الكتاب إلى بيان املستجدات يف الدور املهم الذي يؤديه التخطيط التنموي يف حتقيق التنمية املستدامة. فيتبنى هذا التخطيط تدابيرا وممارسات ذات أبعاد تكتيكية واستراتيجية، يستفيد فيها من التجارب الدولية الناجحة ويعتمد على التجارب الوطنية املتراكمة. ويف سبيل ذلك، يأخذ باحلسبان عدة اعتبارات، منها: أن تطور االقتصادات يستدعي وجود منظومة وطنية للتخطيط التنموي مدعومة مبؤسسات ذات مهنية عالية، وتتمتع بتجارب متراكمة ومتتلك أدوات وتقنيات حديثة ذلك حتقيق ويتطلب التنموية. التوجهات ورسم املستقبل استشراف من متكنها إعادة النظر الدائمة يف منهجية التخطيط التنموي وتطويرها يف جميع اجلوانب لتواكب املتغيرات واملستجدات والتحديات االقتصادية واالجتماعية، باالستفادة مما هو متبع يف الدول املتقدمة أو ذات االقتصادات الناشئة التي لديها جتارب ناجحة

يف التحول يف أطر التخطيط ومنهجياته وتقنياته. ويسعى هذا الكتاب إلى تكوين رؤى واضحة حول االجتاهات املستقبلية ملنهجية التخطيط التنموي ومؤسساته وتقنياته احلديثة، وذلك يف ظل التحول االستراتيجي السمات يستعرض كما الناشئة. وخاصة االقتصادات من العديد تشهده الذي وخاصة السمات ذات الصلة مدار الدراسة – الرئيسة للمسيرة التنموية للدول – الكتاب ويتطرق تواجهها. التي التحديات ملعاجلة واملؤسسية املنهجية باجلوانب أيضا إلى أهم األبعاد املتعلقة بالبيئة االقتصادية العاملية الراهنة التي تؤثر بدرجة بأسباب التعريف إلى يسعى كما التنموي. التخطيط وأمناط أساليب يف كبيرة تخلي بعض الدول كليا أو جزئيا عن خطط التنمية اخلمسية واتخاذ منحى حتديثي للتخطيط التنموي التقليدي القائم على التدخل املباشر للدولة يف حتقيق األهداف الذي املجال بهذا املهتمني لفائدة املعرفة من هذه الكتاب جانبا ويوثق التنموية.

يشهد حتوال عامليا جذريا ومتسارعا. املؤلف

abdullahalmarwani@gmail.com

IQÉàfl ᫪«∏bEGh á«dhO ÜQÉŒ

∞«dCÉJÊGhôŸG »∏Y øH ˆGóÑY

`g 1440 ∫hC’G iOɪL 1Ω2019 ôjÉæj 7

§«£îàdG á«é¡æe Qƒ£J¬JÉ°ù°SDƒeh …ƒªæàdG

(أ)

انفوجرافيك الكتاب

4

احملتويات

الصفحةالعنوان

١مقدمة الكتاب.٧الفصل األول: مدخل عام يف التخطيط التنموي .

٩املبحث األول: سمات التخطيط التنموي.املبحث الثاني: دور الدولة يف حتقيق التنمية االقتصادية

٣٧واالجتماعية.

الفصل الثاني: جتارب دولية وإقليمية مختارة يف التخطيط ٤٩التنموي والدروس املستفادة.

املبحث األول: جتارب دولية وإقليمية مختارة يف التخطيط ٥١التنموي.

املبحث الثاني: الدروس املستفادة من التجارب الدولية ٩٣واإلقليمية يف مجال التخطيط التنموي.

الفصل الثالث: آفاق وتوجهات التخطيط التنموي يف دول ٩٩مجلس التعاون اخلليجية.

املبحث األول: أبرز مالمح رؤى دول مجلس التعاون ١٠١اخلليجية.

١١٩املبحث الثاني: محددات رؤى دول مجلس التعاون اخلليجية.الفصل الرابع: التخطيط التنموي يف اململكة العربية

١٢٩السعودية وتطور منهجيته ومؤسساته

املبحث األول: مسيرة التخطيط التنموي السعودي خالل ١٣١املدة ١٣٩١/١٣٩٠- ١٤٣٦/١٤٣٥هـ (١٩٧٠ – ٢٠١٤م).

املبحث الثاني: مالمح من تطور منهجية التخطيط التنموي ١٦٧السعودي.

(ب)

الفصل اخلامس: التحديات املستجدة ودورها يف تطور ١٨١منهجية التخطيط التنموي.

١٨٣املبحث األول: التحديات التي تواجهها عملية التخطيط التنموي.١٨٩املبحث الثاني: إشكاليات تطور منهجية التخطيط التنموي.الفصل السادس: التخطيط التنموي يف البيئة االقتصادية

٢٠٣العاملية اجلديدة.

املبحث األول: السمات األساسية للتخطيط التنموي يف ٢٠٥البيئة االقتصادية العاملية اجلديدة.

املبحث الثاني: مفاهيم وأساليب مستحدثة تطور عملية ٢٢٧التخطيط التنموي.

٢٧١خامتة الكتاب.٢٨١املراجع

٢٩١التعريف باملؤلف.

(ت)

اجلداول

الصفحةالعنوانجدول (١ - ٢): أبرز مالمح التجارب الدولية املختارة يف

٧٤عملية التخطيط التنموي.

جدول (٢ - ٢): أبرز مالمح التجارب اإلقليمية املختارة يف ٩١عملية التخطيط التنموي.

جدول (١- ٣): أبرز مالمح التخطيط التنموي يف دول ١٠١-١٠٢مجلس التعاون اخلليجية.

١٤٧جدول (١ - ٤): اإليرادات والنفقات العامة.جدول (٢ - ٤): املستهدف واملنصرف الفعلي على قطاعات

١٤٨التنمية - مرحلة التخطيط األولى.

جدول (٣- ٤): معدالت النمو املستهدفة واحملققة يف ١٥٠القطاعات التنظيمية - مرحلة التخطيط األولى.

جدول (٤ - ٤): املستهدف واملنصرف الفعلي على قطاعات ١٥٢التنمية - مرحلة التخطيط الثانية.

جدول (٥- ٤): معدالت النمو املستهدفة واحملققة يف ١٥٣القطاعات التنظيمية - مرحلة التخطيط الثانية.

جدول (٦ - ٤): املستهدف واملنصرف الفعلي على قطاعات ١٥٦التنمية - مرحلة التخطيط الثالثة.

جدول (٧- ٤): معدالت النمو املستهدفة واحملققة يف ١٥٧القطاعات التنظيمية - مرحلة التخطيط الثالثة.

(ث)

األشكال التوضيحية

الصفحةالعنوانشكل توضيحي (١- ٤): تطور جهاز التخطيط يف اململكة

١٣٣العربية السعودية.

شكل توضيحي (٢ - ٤): تطور أساليب منهجية التخطيط ١٣٦التنموي السعودي.

١٣٦شكل توضيحي (٣ - ٤): مهام إعداد خطة التنمية اخلمسية السعودية.شكل توضيحي (٤ - ٤): اإلطار العام لفاعليات إعداد خطة

١٣٨التنمية اخلمسية السعودية.

١٣٨شكل توضيحي (٥ – ٤): إطار أوراق السياسات.شكل توضيحي (٦ - ٤): النماذج االقتصادية الرئيسية

١٣٩واملتخصصة.

١٤٠شكل توضيحي (٧ - ٤): إطار وثيقة خطة التنمية اخلمسية السعودية.شكل توضيحي (٨ - ٤): اإلطار العام للخطة التشغيلية

١٤١اخلمسية السعودية.

١٤١شكل توضيحي (٩ – ٤): إطار خطط املناطق اإلدارية السعودية.

١٤٣شكل توضيحي (١٠ – ٤): إطار متابعة خطة التنمية اخلمسية السعودية.شكل توضيحي (١١ - ٤): منظومة رؤية اململكة العربية

١٧١السعودية ٢٠٣٠م.

شكل توضيحي (١٢ - ٤ ): برامج تنفيذ رؤية اململكة العربية ١٧٤السعودية ٢٠٣٠م.

شكل توضيحي (١٣ - ٤ ): إطار حوكمة رؤية اململكة العربية ١٧٥السعودية ٢٠٣٠م.

شكل توضيحي (١٤ - ٤): مستويات رفع كفاءة اإلجناز ١٧٩وسرعة حل املشكالت (آلية التصعيد).

(ج)

1

بسم اهللا الرحمن الرحيم

مقدمة الكتاب

يعد التخطيط التنموي أحد أهم األدوات واألسس يف صناعة توجهات الدول. وهو ميثل املرتكز الرئيس الذي تقوم عليه سياساتها، من خالل دراسة أوضاعها ومعطياتها يف مختلف املجـاالت، وحتليلها، ومن ثم وضع االستراتيجيات املناسبة وفق املتاحة، واإلمكانات املوارد إلى استنادا إليها تصبو التي األهداف لبلوغ أسلوب علمي وموضوعي منظم يأخذ يف االعتبار املواقف القائمة واملتغيرات

ات املؤثرة على املستويني الداخلي واخلارجي. واملستجدالذاتية اإلمكانات من وانطالقا التنموية اخلطط تسعى اإلطار، هذا ويف املتاحة إلى إحداث حتوالت هيكلية يف اجلوانب االجتماعية واالقتصادية، والعمل املستوى يف مطرد حتسن إلى يؤدي مبا وتطويره الوطني اإلنتاج تنويع على املعيشي لكافة أفراد املجتمع. ساعية إلزالة املعوقات التي حتول دون املشاركة كافة يف التطور عملية تدفع التي األنشطة يف واجلماعات لألفراد الفاعلة

املجاالت لبلوغ الهدف األسمى املتمثل يف حتقيق تنمية مستدامة ومتوازنة.التنموي العمل مجال يف جتربتنا يحوي الذي الكتاب هذا يف سعينا وقد واملمتدة لثالثة عقود ونيف إلى تكوين رؤى واضحة حول االجتاهات املستقبلية ملنهجية التخطيط التنموي ومؤسساته، وذلك يف ظل التحول االستراتيجي الذي تشهده اقتصادات العديد من الدول الناشئة وخاصة اململكة العربية السعودية، مع استعراض السمات الرئيسة للمسيرة التنموية للدول – مدار الدراسة يف هذا الكتاب - ذات الصلة باجلوانب املنهجية واملؤسسية والتحديات التي تواجهها. (١) إضافة إلى التعريف بأهم األبعاد املتعلقة بالبيئة االقتصادية العاملية اجلديدة

(1) صدر للمؤلف عن طريق معهد اإلدارة العامة بالرياض، كتاب بعنوان: ”التخطيط التنموي جانبني الكتاب تناول حيث ١٤٢٥هـ (٢٠٠٥م). عام يف التطبيقي“ واملنهج النظري -اإلطار أساسيني للتخطيط التنموي يف اململكة العربية السعودية. األول، يقدم خلفية تاريخية عن التنموية للخطط املميزة السمات التفصيل من بشيء استعرض حيث التخطيط، جهود السعودية. أما اجلانب الثاني، فأبرز املنهج التخطيطي املتبع خالل الفترة (١٩٧٠ – ٢٠٠٤م)،

وتناول محتوى وعناصر اخلطط ومنهجية إعدادها وتنفيذها ومتابعتها.

2

كما التنموي. التخطيط وأمناط أساليب على كبيرة بدرجة وتؤثر أثرت التي أو يسعى الكتاب إلى التعريف باألسباب التي أدت إلى تخلي بعض الدول كليا عن خطط التنمية اخلمسية، واتخاذ منحى حتديثي للتخطيط التنموي جزئيا التقليدي القائم على تدخل الدولة املباشر عبر القطاع العام يف حتقيق األهداف

التنموية. (Tacit Knowledge) كما يهدف الكتاب إلى حتويل جزء من املعرفة الضمنيةإلى معرفة صريحة (Explicit knowledge). إذ إن هذه املعرفة املضمنة اكتسبت واستخدمت لدى العديد من العاملني يف التخطيط التنموي يف اململكة العربية اخلبرات خالل من عقود، أربعة من أكثر مدار على قت تعم وقد السعودية، املتراكمة يف مجال التخطيط التنموي، والتفاعل املستمر مع املنظمات الدولية املتخصصة. وهو يوثق بعضا من هذه املعرفة لفائدة املهتمني بالتخطيط التنموي،

خاصة وأن هذا املجال يشهد حتوال عامليا جذريا ومتسارعا.وتستند فرضية الكتاب إلى حقيقة مفادها: أن التخطيط التنموي يؤدي دورا يف حتقيق التنمية املستدامة، عبر تدابير وممارسات ذات أبعاد تكتيكية مهما واستراتيجية، تستند على جتارب وطنية متراكمة، وتستفيد من جتارب دولية ناجحة. ويؤخذ يف احلسبان عدة اعتبارات، منها: أن تطور اقتصادات الدول ال خاصة بصفة السعودية العربية واململكة عامة بصفة العربية الدول ومنها للتخطيط وطنية منظومة وجود يستدعي القادمة، التنموية املراحل يف سيما التنموي مدعومة مبؤسسات ذات مهنية عالية، وتتمتع بتجارب متراكمة يف هذا املجال ومتكنها من استشراف املستقبل، ومتتلك أدوات حديثة يف مجال رسم منهجية يف النظر إعادة ذلك حتقيق ويتطلب املستقبلية. التنموية التوجهات التخطيط التنموي يف جميع اجلوانب، لتطويرها لتواكب املتغيرات االقتصادية واالجتماعية املستجدة، مع االستفادة مما هو متبع يف العديد من الدول املتقدمة

أو دول االقتصادات الناشئة ذات التجارب الناجحة يف هذا املجال.ولتوضيح هدف هذا الكتاب، جرى اتخاذ جتربة اململكة العربية السعودية يف التخطيط التنموي منوذجا. واستخدم األسلوب الوصفي والتحليلي لتشخيص الوضع الراهن للتخطيط التنموي السعودي ومؤسساته وتقومي أدائه، ومتابعة

3

ول. كما جرى تبني املنهج املقارن من خالل دراسة ما تشهده منظومته من حتجتارب لدول مختارة ومؤسسات رائدة يف هذا املجال، ومعرفة الدور الذي تؤديه منظومة التخطيط يف تلك الدول، واستخالص الدروس املستفادة من جتاربها. ولهذه الغاية، مت اعتماد أسلوب ينطلق من املالمح النظرية القائمة يف مجال والعربية الدولية التجارب على األضواء ليسلط ومفهومه، التنموي التخطيط والوطنية، لينتهي يف آخر املطاف إلى استقراء التحديات املستقبلية. واستقيت املعلومات والبيانات واإلحصاءات املستخدمة يف هذا الكتاب من عدة مصادر، شملت األنظمة والتشريعات والسياسات والبرامج واإلجراءات املنشورة املرتبطة مبوضوع الكتاب، إضافة إلى الدراسات والبحوث والتقارير واإلحصاءات احمللية

والدولية ذات الصلة.يف عام ”مدخل األول: الفصل عنوان فصول؛ ستة من الكتاب ويتألف عليه يشتمل ملا متهيدا ميثل نظريا مدخال يعد وهو التنموي»، التخطيط موجز األول املبحث قدم مبحثني؛ على الفصل هذا اشتمل وقد الكتاب. للتعريف بنشأة التخطيط التنموي وماهيته، واستعراض خطواته وعناصره وأهم مقوماته وأنواعه، إضافة إلى توضيح سماته املميزة باعتباره خيارا استراتيجيا للدول النامية، التي متيزه عن التخطيط املستخدم يف بعض الدول الصناعية املتقدمة للتغلب على آثار الدورات االقتصادية. يف حني يستعرض املبحث الثاني اخلطوط العريضة ألدبيات التنمية فيما يتصل بدور الدولة يف مجال التخطيط التنموي، ويتناول بالتحليل احلجج املختلفة املؤيدة واملعارضة لتدخل الدولة يف

هذا الشأن.التنموي التخطيط يف مختارة وإقليمية دولية «جتارب الثاني: الفصل تلك من املستفادة الدروس استخالص إلى يسعى حيث املستفادة»، والدروس التجارب. والتي اختيرت بناء على مستوى توافقها مع منهجية التخطيط التنموي حيث من بينها التباين االعتبار يف األخذ مع السعودية. العربية اململكة يف التجارب تلك طرحتها التي احللول أن حيث واألهداف. واملنطلقات السمات للتخطيط التنموي، وتتميز كل ال ميكن اعتبارها منهجية واحدة معتمدة عامليا تكون. ال وقد اململكة، يف لتطبيقها مالئمة تكون قد محددة بجوانب جتربة

4

جتارب األول املبحث يتناول مبحثني؛ الفصل هذا تضمني مت الغرض ولهذا الثاني باملبحث يتعلق فيما أما التنموي. التخطيط يف مختارة وإقليمية دولية

فيستخلص الدروس املستفادة من هذه التجارب يف مجال التخطيط التنموي.الفصل الثالث: «آفاق وتوجهات التخطيط التنموي يف دول مجلس التعاون اخلليجية» ويستعرض التحديات االقتصادية التي تواجهها دول املجلس والتي أبرزها تلك الناجمة عن األزمة النفطية يف عام (٢٠١٤م) التي اتسمت بهبوط للتصدي وجهودها اقتصاداتها، على سلبا أثر مما كبير، بشكل النفط أسعار اقتصادية رؤى تبني نحو املجلس دول توجه الفصل ويناقش التحديات. لتلك واجتماعية بعيدة املدى ملرحلة ما بعد النفط تتضمن إصالحات هيكلية شاملة، وذلك من خالل مبحثني؛ يستعرض املبحث األول أبرز مالمح رؤى دول املجلس. التي والتحديات الرؤى، هذه بني املشتركة السمات الثاني املبحث يبرز فيما انعكاسات جانب إلى لنجاحها، توفرها املطلوب والعوامل تنفيذها، تواجه

تنفيذها على املنظومة االقتصادية واالجتماعية لتلك الدول.وتطور السعودية العربية اململكة يف التنموي «التخطيط الرابع: الفصل منهجيته ومؤسساته»، ويتضمن مبحثني اثنني؛ يستعرض األول مسيرة التخطيط – ١٩٧٠) ١٤٣٦/١٤٣٥هـ) -١٣٩١/١٣٩٠) املدة خالل السعودي التنموي السعودي التنموي التخطيط ملنهجية األساسية السمات متناوال ٢٠١٤م)، وتقوميها، واستعراض مسيرة التنمية عبر خطط التنمية اخلمسية التسعة. كما يتطرق إلى االستراتيجية بعيدة املدى لالقتصاد السعودي (١٤٢٦/١٤٢٥هـ - ٢٠٢٤م)، واالستراتيجيات واخلطط القطاعية التي ١٤٤٥/١٤٤٤هـ) (٢٠٠٥ – يف التحول «مالمح فيناقش الثاني املبحث أما احلكومية. اجلهات أصدرتها منهجية التخطيط التنموي يف اململكة (رؤية اململكة ٢٠٣٠م وبرامجها التنفيذية)» والذي تبنته لتحقيق أولوياتها الوطنية، وإجناز نقلة نوعية يف اقتصادها وتسريع وتيرة منوه. وجتدر اإلشارة إلى أن رؤية اململكة (٢٠٣٠م) متثل التوجه التنموي للمملكة بأهداف اقتصادية بعيدة املدى. كما يقدم هذا املبحث خلفية عامة حول دواعي إطالق رؤية اململكة (٢٠٣٠م) كبديل خلطط التنمية اخلمسية، لتغطي معظم اجلوانب التي كانت تغطيها اخلطط اخلمسية، إضافة إلى محاولة جمعها

5

يستعرض كما املدى. متوسطة التشغيلية واخلطط املدى بعيد التخطيط بني وإطار التنفيذية، وبرامجها (٢٠٣٠م)، اململكة رؤية ركائز باختصار املبحث

حوكمة حتقيقها، وأبرز مشاريعها التنموية العمالقة.منهجية تطور يف ودورها املستجدة «التحديات اخلامس: الفصل أما التخطيط التنموي» فيتناول توجه بعض الدول نحو التخلي عن مناهج التخطيط االقتصادية للتحديات استجابة حتديثيا منحى واتخاذها التقليدي، التنموي واالجتماعية املستجدة، املتعلقة بضرورة تسريع التحول نحو مستويات عليا من التنمية بأبعادها املتعددة كميا ونوعيا، وإرساء نظام اقتصادي يتسم مبصادر منو متنوعة، وقدرة على التعامل مع التقلبات املستمرة يف االقتصاد العاملي. ويشتمل هذا الفصل على مبحثني؛ يتناول األول التحديات التي تواجهها عملية التخطيط التنموي، ويستند يف ذلك على ما جاء يف التجارب الدولية املتخصصة يف هذا املجال. أما املبحث الثاني، فيطرح مجموعة من اإلشكاليات الهيكلية وأسبابها

التي تتباين من بلد الى آخر، وتستدعي حتديث منهجية التخطيط التنموي.الفصل السادس: «التخطيط التنموي يف البيئة االقتصادية العاملية اجلديدة» ويستعرض سمات تلك البيئة، ويحدد انعكاسها على عملية التحول يف منهجية التخطيط التنموي، وتعزيز فعاليته باعتباره وسيلة لتحقيق التنمية االقتصادية األساسية السمات يناقش األول مبحثني؛ على الفصل ويشتمل واالجتماعية. للتخطيط التنموي يف البيئة االقتصادية العاملية اجلديدة، والعوامل التي تؤدي إلى اعتماد الدول على شكل أو محتوى محدد من منهجية التخطيط التنموي. فيما يستعرض املبحث الثاني مفاهيم وأساليب مستحدثة يف عملية التخطيط املناسبة واإلجراءات تواجهها، التي والتحديات سماتها حتديد مع التنموي،

لتطبيقها.

7

الفصل األولمدخل عام يف التخطيط التنموي

يعد التخطيط التنموي شكال من أشكال تدخل الدولة املباشر أو غير املباشر يف عملية النمو االقتصادي من خالل وضع وتنفيذ سياسات اقتصادية وتنموية معينة لتوجيه االقتصاد مبا يخدم األهداف االجتماعية واالقتصادية للمجتمع والثقافية والبيئية واالجتماعية االقتصادية التحديات على والتغلب جهة، من حتدث كمية تراكمية عملية هو: فالنمو أخرى؛ جهة من املجتمع تواجه التي نتيجة التزايد يف وسائل اإلنتاج من رأس مال مادي ومعريف ومعدات، وكذلك يف القوى العاملة، ويف عدد السكان، وبالتالي تزايد الطلب على السلع واخلدمات هيئات ظهور استمرار إلى بدوره يؤدي مما املختلفة. واملنتجات والبضائع املجتمع ينمو وهكذا املتزايد. الطلب هذا ملجاراة جديدة ومصانع ومؤسسات فهي التنمية أما االقتصادية، القطاعات حجم زيادة وبالتالي جوانبه كل يف عبارة عن تدخل الدولة يف عملية التنمية التي حتتوي على العديد من اجلوانب االجتماعية متعددة األبعاد، مثل مجابهة الفقر، واستدامة التنمية، واحملافظة على البيئة، واحلفاظ على مقدرات البالد، والنمو املتوازن بني املناطق املختلفة، وعدالة توزيع الدخل، والصحة وغيرها من امليادين التي تتعلق باملواطن وحتسني

مستوى معيشته. السياسات من حزمة وتشمل ومقصودة موجهة التنمية تكون ما وعادة االقتصادية واالجتماعية والتنموية التي تعدها الدولة وتنفذها من أجل حتسني آثارها جميع على والتغلب وتعظيمها، االقتصادية، النمو عملية مخرجات السالبة، ومعاجلة أي مشكالت ناجمة عنها قائمة أو متوقعة. أي إن التنمية هي

تغيير هيكلي يف نظم اإلنتاج االقتصادي واالجتماعي.للتعريف موجزة نظرية خلفية األول يقدم مبحثني؛ الفصل هذا ويتضمن املميزة - وسماته وأنواعه، مقوماته وأهم وماهيته، التنموي التخطيط بنشأة

8

باعتباره خيارا استراتيجيا للدول النامية - التي متيزه عن التخطيط املستخدم يف بعض الدول الصناعية املتقدمة للتغلب على املشاكل التي تفرزها الدورات االقتصادية. فيما يستعرض املبحث الثاني اخلطوط العريضة لألدبيات التنموية فيما يتصل بدور الدولة يف حتقيق التنمية االقتصادية، ويركز املبحث على حتليل احلجج املختلفة املؤيدة واملعارضة لتدخل الدولة وإبراز املالمح األساسية لهذا

الدور.

9

املبحث األولسمات التخطيط التنموي

شهد التخطيط التنموي مراحل وظروفا اقتصادية واجتماعية وإقليمية حددت تطوره ومفهومه سواء يف االقتصادات اللبرالية املتوجهة نحو آليات السوق، أو التنموي التخطيط يبرز احلالتني كلتا ويف الدولة. مركزية على القائمة تلك كونه حاجة أساسية للدول النامية لكي حتقق االزدهار والتقدم وااللتحاق بركب الدول املتقدمة علميا وتقنيا. كما أن تطويع مناهج التخطيط مبا يتناسب مع واقع الدول النامية يدعم استراتيجياتها التنموية من خالل االستغالل األمثل ملقدراتها الطبيعية والبشرية. وبناء عليه، يعتبر التخطيط التنموي من الوسائل املهمة التي تساعد الدول يف حتديد رؤاها املستقبلية وتوجهاتها العامة، وحتويل حتقيق على خاللها من تعمل ملموسة ومشاريع واقعية خطط إلى الغايات

أهدافها على املديني املتوسط والبعيد.

١-١-١- ماهية التخطيط التنموي:تعود فكرة التخطيط التنموي إلى العقود األخيرة من القرن التاسع عشر، وقد واملتخصصني. املفكرين بعض كتابات يف تبرز الفكرة هذه أخذت حيث ظهرت خالل تلك الفترة وبدايات القرن العشرين معاجلات جادة تناولت فكرة التخطيط االقتصادي بشيء من التوسع. ويعد البحث الذي نشره العالم النرويجي من االقتصادي التخطيط أسلوب حول (١٩١٠م) عام يف ثونهيدر كريستيان أهم احملاوالت اجلادة املبكرة يف هذا املجال. وقد كان رجال الفكر اللبراليون ينظرون إلى أسلوب التخطيط على أنه مناف للحرية االقتصادية التي تعتمد على أسلوب السوق احلرة يف التنسيق بني قرارات الوحدات االقتصادية، نظرا حلاجة التخطيط إلى مركزية يف اإلدارة وهيمنة القطاع العام (احلكومي) على املوارد االقتصادية يف املجتمع(٢). سيما وأن ما كان يعرف باالحتاد السوفياتي والدول املوالية له اعتمدت مبدأ التخطيط املركزي إبان الثورة البولشيفية، حيث (٢) بلول، مختار محمد. التخطيط االقتصادي. الطبعة األولى. جدة: تهامة للتوزيع النشر،

١٤٠٨هـ (٢٠٠٩م)، ص (٣٢).

10

تقوم الدولة بتحديد مسارات اإلنتاج واالستهالك والبرامج التنموية، كما أفرزت تلك احلقبة العديد من املفكرين والكتاب الذين أثروا أدبيات التخطيط التنموي احلائز وغيره مثل: الزراعية املسائل يف املختص سوخانوف(٣)، نيكوالي مثل:

على جائزة نوبل عام 1975م ليونيد كانتوروفيتش(٤).تتغير وقد بدأت هذه النظرة - للتخطيط املرتبطة بالدور املركزي للدولة – تبنت حيث أوروبا. يف والسياسية االقتصادية التطورات توالي مع تدريجيا أملانيا أسلوب التخطيط االقتصادي خالل احلرب العاملية األولى باعتباره وسيلة احلربي. املجهود ومقتضيات الوطني االقتصاد بني واملواءمة احلرب، إلدارة وقد سارت على نهج أملانيا بقية الدول املتحاربة وخاصة بريطانيا. إال أن هذا

األسلوب توقف العمل به بانتهاء احلرب.وخالل فترة الثالثينيات امليالدية من القرن العشرين تعرضت الدول الغربية إلى حالة ركود اقتصادي وكساد عنيف أبرزت ما يف داخل املجتمع الرأسمالي حاسم كعالج االقتصادي التخطيط فكرة تبني إلى أدت حتديات من الغربي مصطلح: «التخطيط التصحيحي أو لهذه التحديات وهو ما أطلق عليه الحقا ز هذه الرؤى ما أثاره جون ماينارد كينز(٥)، عن فكرة البطالة التقوميي». وقد عزاالستهالك، فرص وتضاؤل االدخار، يف اإلفراط على مترتبة كنتيجة املزمنة مستوى دون توازنية مستويات القومي الدخل بلوغ من ذلك يستتبعه مبا التوظف الكامل للموارد، مما حتم تدخل الدولة لتصحيح هذه األوضاع بالقيام باملشروعات االستثمارية العامة. وكان لهذا التيار اجلديد أثره يف انتهاج بعض

الدول سبيل التخطيط االقتصادي خالل تلك الفترة. ويف أثناء احلرب العاملية الثانية، أملت الظروف على الدول املتحاربة أهمية (3) N. Sukhanov, The Russian Revolution 1917 (Harper and Brothers, New York,

1962), p. 230(4) L. Kantorovich (1939): “Mathematical Methods of Organizing and Planning

Production” Management Science, Vol. 6, No. 4 (Jul., 1960), pp. 366–422.

(5) John Maynard Keynes (1936): ‘’The General Theory of Employment, Inter-est, and Money’’. Pages 472 (2007 Edition) ISBN 978-0-230-00476-4. OCLC 62532514. United Kingdom. Publisher. Palgrave Macmillan

11

األخذ مببدأ تخطيط مواردها االقتصادية من أجل حشد طاقاتها الالزمة إلدارة دفة احلرب بأعلى كفاءة ممكنة. وقد أخذت هذه الدول على اختالف أيدولوجياتها بهذا املبدأ. ويف أعقاب احلرب ظهرت أهمية التخطيط االقتصادي بشكل أكثر وضوحا باعتباره أسلوبا علميا إلعادة تعمير الدول التي دمرتها احلرب، وإنعاش ملنح اشترطت األمريكية املتحدة الواليات أن حد إلى جديد من اقتصاداتها أن خلطة مارشال لإلنعاش االقتصادي األوروبي – وفقا معونتها االقتصادية – جتري الدول األوروبية تخطيطا شامال لعملية اإلنعاش املستهدفة، بحيث تغطي

جميع قطاعات اقتصادها الوطني. ولقد أنشئت يف األقطار الرأسمالية املتقدمة هيئات خاصة لتنظيم االقتصاد يف املركزي التخطيط ومكتب فرنسا، يف العام التخطيط مثل: (جلنة بأسره، هولندا، ومجلس اإلمناء القومي يف بريطانيا، وغير ذلك)، وأصبحت جزءا من اجلهاز اإلداري يف تلك األقطار، وتستخدم األدوات االقتصادية لديها للمحافظة متنوعة اقتصادية مناذج فيها وتستخدم فيها(٦). الرأسمالية العالقات على كأدوات عملية لوضع التقديرات طويلة األمد، حيث بدأ تطبيق استخدام تلك الحقة مرحلة ويف وبريطانيا. وهولندا، واليابان، فرنسا، من: كل يف النماذج الالتينية، وأمريكا وآسيا، أفريقيا يف االستقالل حديثة الدول بعض بدأت والشرق األوسط، يف األخذ بفكرة التخطيط االقتصادي كأسلوب علمي لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية مبعدالت سريعة، وذلك للتغلب على ما تعانيه

من فقر وانخفاض ملستوى املعيشة.املتناسقة األهداف من مجموعة حتديد إلى التنموي التخطيط ويسعى مع محددة، زمنية فترة وخالل معينة، ألولويات وفقا حتقيقها يراد التي اختيار مجموعة الوسائل واإلجراءات الالزمة لتحويل هذه األهداف إلى واقع وإجنازات(٧). ويعد التخطيط التنموي خيارا استراتيجيا للدول النامية التي تسعى وحتسني املعيشة مستوى ورفع الهيكلية التشوهات من اقتصاداتها لتخليص والتجهيزات األساسية البنية إنشاء خالل من وذلك ملواطنيها، احلياة نوعية وترشيد التنموية، املسيرة لبدء ضرورية انطالق كنقطة الضرورية واملرافق

(٦) فهمي، محمد سيد. التخطيط العلمي. القاهرة: مكتبة األجنلو املصرية، ١٩٦٥م، ص (٧٥).(٧) عفر، محمد عبداملنعم. التخطيط والتنمية يف اإلسالم. جدة: دار البيان العربي، ١٤٠٥ هـ،ص (٢٨٢).

12

استغالل املوارد االقتصادية وتنمية القوى البشرية، مما يشكل تكامال لألبعاد خالل االقتصادية واالجتماعية والتنظيمية للتخطيط الشامل، الذي يتطلب – املراحل املبكرة للمسيرة التنموية – قيام القطاع احلكومي بالدور الريادي، نظرا لعدم اكتمال نضج القطاع اخلاص خالل هذه املراحل، وضعف كفاءته االقتصادية على االعتماد إمكانية عدم إلى إضافة والتنظيمية)، واإلنتاجية (االستثمارية مبررا شكل مما املراحل، هذه خالل التنموية األهداف لتحقيق السوق آليات منطقيا العتماد العديد من الدول على التخطيط التوجيهي واخلطط التشغيلية لضمان التزام اجلهات احلكومية بتطبيق السياسات والبرامج احملددة لتحقيق

أهداف خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية.وتنفيذ إعداد بأنه: االقتصادي التخطيط تعريف ميكن اإلطار، هذا ويف ملواجهة املجتمع ملوارد األمثل االستخدام يستهدف للمستقبل عمل برنامج عديدة أخرى تعريفات وهناك ممكنة. طريقة بأفضل االجتماعية احلاجات أحسن اتباع به املقصود العلمي األسلوب هو «التخطيط أن: منها للتخطيط الطرق واألساليب الستخدام املوارد البشرية واملادية وتنميتها عن طريق تغيير اجتاهات الكم والكيف املوجودة واملتاحة يف الدولة» (٨). وهو أيضا: «أسلوب أو نهج يقوم على تعبئة كافة طاقات املجتمع وموارده املتاحة بغية حتقيق أهدافه تعريف آخرون ل يفض بينما معينة»(٩)، زمنية فترة خالل وذلك تكاليف بأقل الناجت بني واعية مواءمة لتحقيق الدولة تدخل من «نوعا باعتباره: التخطيط وذلك أخرى، جهة من االجتماعية احلاجات وبني جهة، من وهيكله القومي يف شكل تصميم وتنفيذ برنامج عمل مستقبلي لضمان اجتاه وقيمة املتغيرات باعتباره: التخطيط إلى يشير آخر تعريف وهناك .(١٠) العامة» االقتصادية الكفيلة واإلجراءات والتنظيمات األساليب وضع مع معينة أهداف «حتديد

بتحقيق األهداف بأقل تكلفة اجتماعية» (١١).

(٨) فهمي، محمد سيد. التخطيط العلمي. القاهرة: مكتبة األجنلو املصرية، ١٩٦٥م، ص (٧٥).(٩) عفر، محمد عبد املنعم. التخطيط والتنمية يف اإلسالم. جدة: دار البيان العربي، ١٤٠٥هـ، ص

.(٢٨٢)(١٠) قنديل، عبد الفتاح. اقتصاديات التخطيط. القاهرة: دار النهضة العربية، ١٩٨٢م، ص (٢٣).

اجلامعات دار القاهرة: وأساليب. االقتصادي التخطيط سلطان. محمد علي، أبو (١١)املصرية، ١٩٧٧م، ص (٣٣).

13

ويف هذا السياق، يجدر الوقوف على مفهومي؛ التنمية، والنمو االقتصادي: حيث يقصد بالتنمية التغيرات الهيكلية التي حتدث يف املجتمع بأبعاده املختلفة احلياة توفير أجل من وتنظيمية وفكرية واجتماعية وسياسية اقتصادية من؛ الكرمية جلميع أفراد املجتمع، يف حني يقصد بالنمو االقتصادي زيادة معدل منو الدخل القومي الفردي احلقيقي عبر الزمن(١٢). ولقد حققت دول اخلليج العربية يف مستوى الدخل القومي، وبالتالي يف كبيرا خالل حقبة الثمانينيات ارتفاعا وليس الدخل الفردي نتيجة الرتفاع أسعار البترول. وهذه احلالة تسمى منوا هيكلية لتغيرات نتيجة يحدث لم القومي الدخل يف االرتفاع أن حيث تنمية، القطاعات تنمية يف العوائد تلك تستخدم وعندما واملجتمع. االقتصاد يف االقتصادية املختلفة مبا يؤدي إلى إحداث تغييرات هيكلية يف النواحي اإلدارية التنمية مفهوم حققت قد الدول هذه تكون واالجتماعية والفكرية والتنظيمية االقتصادية. وميكن القول أن النجاح النسبي الذي حتقق يف رفع مستوى املعيشة تدفق تزايد بدون ممكنا كان ما الذي العام اإلنفاق تزايد على اعتمد لديها عن مستقال حتقق املعيشة مستوى ارتفاع أن يعني وهذا النفطية. اإليرادات

إحراز تقدم جوهري على طريق التنمية (١٣).

١-١-٢- دواعي اعتماد التخطيط التنموي:

قة يف مختلف املجاالت االقتصادية واالجتماعية تعد اإلجنازات املرموقة املتحقيف دول مجلس التعاون بشكل عام والسعودية بصفة خاصة، دليال بينا على فاعلية منهج التخطيط التنموي وجدواه. فقد حقق االقتصاد الوطني لهذه الدول عبر

١٤٢١هـ الرياض، الرابعة. الطبعة الكلي. االقتصاد مبادئ إبراهيم. فايز احلبيب، (١٢)(٢٠٠١م)، ص ص (٤٧٨، ٤٨٠).

(١٣) كما برزت تيارات فكرية أخرى يف ستينيات وسبعينيات القرن امليالدي املاضي تعرف التخلف بأنه: خضوع الدول النامية للدول املتقدمة وارتباطها برأس املال العاملي تقنيا ومصرفيا ومعرفيا. ومنها: «تيار العالم الثالث» ورواده: سمير أمني وفرانك ورول بريبيش، الذين يقترحون القطيعة مع العالم الغربي الذي يتطور على حساب الدول النامية لكي لضعف طويال يدم لم الفكري التيار هذا أن إال واملستقلة. الشاملة التنمية حتصل انتاجاته وبحوثه التطبيقية، وتضاءل تأثيره يف األدبيات مع انهيار االحتاد السوفياتي

وتوجه أغلب دوله نحو اقتصاد السوق.

14

خطط التنمية املتعاقبة منوا مستمرا ومنتظما من خالل إحداث تغيرات هيكلية يف قاعدته اإلنتاجية وزيادة االستثمارات، وتفعيل البرامج والسياسات اخلاصة اخلاص، القطاع إسهام وزيادة التنافسية، القدرة وتعزيز اإلنتاجية، بتحسني وتطوير األساسية، التجهيزات يف املستمر والتوسع البشرية، املوارد وتنمية اإلنتاجية كفاءتها ورفع الدولة، أجهزة هيكلة وإعادة واملالي، اإلداري التنظيم والتنظيمية. وقد حققت اقتصاديات دول املجلس هذه املنجزات على الرغم من التقلبات احلادة يف السوق النفطية العاملية، وصعوبة إيجاد مصادر بديلة يف ظل العجز ظاهرة بروز إلى أدى مما العام، اإلنفاق وتفاقم االقتصادي االنكماش اإلنفاق لتخفيض وإجراءات سياسات وضع إلى واحلاجة العامة املوازنة يف

احلكومي وترشيده؛ وإعادة ترتيب أولويات البرامج االستثمارية.

واستنادا إلى التجارب الدولية واإلقليمية املشار إليها يف الفصل الثاني من هذا الكتاب، والتيارات الفكرية املختلفة يف مجال التنمية االقتصادية، وكذلك جتربة دول مجلس التعاون اخلليجية، واململكة العربية السعودية يف التخطيط

التنموي، فإن من أبرز دواعي اعتماد التخطيط التنموي مايلي:بالنسبة لدول عالج االختالالت الهيكلية لالقتصاد الوطني ومن أبرزها – ) ١أساسيا مصدرا باعتباره اخلام النفط على االعتماد - التعاون مجلس

لإليرادات العامة، وتنويع القاعدة االقتصادية.للبدء يف ضروريا استكمال مشروعات البنية األساسية التي تشكل شرطا ٢ (

مسيرة التنمية.تنمية القوى البشرية بالتوسع يف مؤسسات التعليم مبراحله املختلفة لزيادة ٣ (والتأهيل التدريب مؤسسات يف والتوسع الوطنية، العاملة القوى عرض العام بالقطاعني املتاحة الوظيفية للفرص الوطنية العمالة لتهيئة املهني

واخلاص، والعمل على زيادة وحتسني اإلنتاجية.استكمال وتطوير الهياكل التنظيمية واملؤسسية، الالزمة الستكمال املسيرة ٤ (

التنموية، التي تشكل البعد التنظيمي للتخطيط.االقتصادية التطورات عن الناجمة االجتماعية املشكالت على التغلب ٥ (

السريعة واملتالحقة، مثل: زيادة معدالت البطالة، وتفاوت الدخول.

15

تقليص التباينات بني املناطق واحملافظات املختلفة، التي تنعكس سلبا على ٦ (الهجرة معدالت زيادة إلى وتؤدى منوا، األقل للمناطق املعيشية األوضاع

الداخلية باجتاه املدن الرئيسة.تفعيل دور القطاع اخلاص يف حتقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية املستدامة. ٧ (

١-١-٣- أنواع التخطيط التنموي:مجموعات يف تصنيفها ميكن التنموي التخطيط من عديدة أنواع هناك متسقة، تبعا للمعيار املستخدم يف التفرقة فيما بينها، حيث توجد عدة معايير منها: مدى التزام اجلهات بالتنفيذ، ودرجة الشمولية، والبعد اجلغرايف، ودرجة

املركزية. وفيما يلي نبذه بشأن هذه التصنيفات:

١-١-٣-١- تصنيف التخطيط وفقا ملدى التزام اجلهات بالتنفيذ:التخطيط التوجيهي: ويعني أن تنفيذ اخلطة ملزم بالنسبة للقطاع العام. )١ (من ذلك وغير وبرامج وسياسات إجراءات من اخلطة تتضمنه ما أن أي

األهداف املقررة مبثابة أوامر يجب تنفيذها. التخطيط التأشيري: يقوم هذا النوع من التخطيط على أساس وضع أهداف )٢ (أو االستثماري اإلنتاجي، السلوك توجه حتفيزية إجراءات واتخاذ معينة االستهالكي، نحو حتقيق هذه األهداف والعمل على إقناع الوحدات اإلنتاجية املباشر(باألوامر) باإللزام يكون ال هنا اخلطة تنفيذ فمحاولة بتنفيذها. التأشيري التخطيط ويهدف التوجيهي -. التخطيط يف احلال هو كما –إلى إعداد الظروف اإليجابية وتهيئتها لتسهيل منو وتطور القطاع اخلاص من خالل سياسات وحوافز تشجيعية متعددة ومتنوعة، وإلى تقدير حجم استثمارات إجمالي يف اخلاص القطاع من املأمولة املساهمات ومكونات مجزية عوائد بتحقيق الكفيلة االستثمارية الفرص إتاحة مع اخلطة، مما والتنموية، التخطيطية العملية يف انخراطه وتعظيم اخلاص للقطاع يسهم بصورة مباشرة يف حتقيق معدالت متزايدة للنمو، كما تسهم يف تنويع

القاعدة االقتصادية لالقتصاد الوطني.التخطيط االستراتيجي: يعد هذا النوع من التخطيط مبثابة دليل ملسارات )٣ (

16

سياسات مع متسقة استراتيجية رؤى ويتضمن املتوقعة، املستقبلية النمو اقتصادية ومالية على املدى البعيد، لتكون دليال مرجعيا تستند عليه قرارات االستثمار يف القطاعات االقتصادية، مما يتطلب توفير بيئة مالئمة لتحقيق

طموحات التنمية املستمرة على املدى البعيد (١٤).

١-١-٣-٢- تصنيف التخطيط حسب درجة الشمول:التخطيط الوطني الشامل: ويغطي هذا النوع من التخطيط كافة مناطق )١ (وأقاليم الدولة، لتحقيق أغراض التنمية يف مختلف القطاعات: (زراعية، يف املواطنني معيشة مستوى لرفع الخ)، اجتماعية، خدمية، صناعية، يف يجري ما بني التكامل يحقق مبا األهداف، من متكامل نظام إطار مختلف القطاعات. ويهتم هذا النوع من التخطيط باإلجماليات أي ما العاملة، والقوى الوطني، االستثمار ومقدار العام، النمو مبعدل يتعلق

وغيرها، وهو يحتاج بيانات على املستوى الوطني. التخطيط القطاعي: يهدف هذا النوع من التخطيط إلى حتقيق التنمية )٢ (من خالل التغيير الهيكلي لالقتصاد على أساس قطاعي، ويتمثل جوهر هذه التغييرات يف تنمية القطاعات االقتصادية وإعداد اخلطط القطاعية لتشكل مبجملها اخلطة الوطنية الشاملة. وحتوي هذه اخلطط األولويات

لتحقيق ما هو مستهدف وما تقتضيه املصلحة االقتصادية الوطنية.التخطيط البرامجي: وهو التخطيط القائم على حزمة من البرامج املنفصلة )٣ (

يف الزمن التي يخدم كل منها أهدافا معينة ذات مدى زمني مختلف. التخطيط اإلقليمي: يهدف التخطيط اإلقليمي إلى تنمية إقليم معني أو )٤ (منطقة معينة داخل الدولة، وحتقيق قدر من التوازن النسبي يف النمو بني التخطيط يف الالمركزية صور من صورة يعتبر وهو األقاليم، مختلف على املستوى اجلغرايف، وتعد اخلطط االقليمية (على مستوى املناطق) يف ظل خطة وطنية شاملة بهدف إيجاد توازن يف معدالت التنمية بني

مختلف املناطق وتعظيم دور كل منها يف دفع مسار التنمية.وزارة (٢٠١٠-٢٠١٤م)، ١٤٣٦/١٤٣٥هـ -١٤٣٢/١٤٣١ التاسعة التنمية خطة (١٤) وثيقة

االقتصاد والتخطيط، الرياض.

17

١-١-٣-٣- تصنيف التخطيط حسب البعد الزمني:ومتوسط (طويل الزمني: البعد حسب التخطيط من أنواع ثالثة هناك األنواع هذه من خططا للدولة يكون أن الضروري من وليس األجل)، وقصير الثالثة يف نفس الوقت، فقد يكتفى بخطط متوسطة األجل. ومن املعروف أن األجل الطويل ما هو إال نتاج الفترات القصيرة. وال يوجد اتفاق عام على عدد

سنوات كل خطة من تلك اخلطط (١٥). التخطيط طويل األجل: تشتمل اخلطة طويلة األجل على األهداف بعيدة )١ (املدى، أي تلك التي يحتاج حتقيقها إلى فترة من الزمن متتد إلى عشر سنوات أو أكثر. ومثال ذلك األهداف اخلاصة بإحداث تغيرات هيكلية من التحول أو االقتصادية، القاعدة تنويع مثل: الوطني، االقتصاد يف اقتصاد نفطي إلى اقتصاد صناعي... الخ. وتتميز اخلطة طويلة األجل بأن ألهدافها صفة العمومية، فهي ال تشتمل على درجة التفصيل التي تتوفر يف اخلطط املتوسطة أو القصيرة األجل. فمن الصعب عمليا وضع أهداف مفصلة لفترة زمنية متتد إلى عشر سنوات أو أكثر. فالغرض من التخطيط الطويل األجل ليس تقدمي بيانات تفصيلية لألوضاع املستهدفة اخلطط وضع ضوئه يف ميكن الذي اإلطار تقدمي وإمنا املستقبل يف العامة األهداف ضوء يف وضعها يتم والتي األجل، وقصيرة متوسطة األجل ومتوسطة قصيرة فاخلطط األجل. طويلة اخلطة يف نة املتضميجب أن ينظر إليها على أنها حلقات متصلة تتم داخل إطار اخلطة طويلة

نة بها. األجل، وتهدف إلى حتقيق األهداف املتضمالتخطيط متوسط األجل: تتراوح اخلطة املتوسطة األجل بني ثالث وسبع )٢ (سنوات. وتأخذ بعض الدول باخلطط الرباعية أو اخلمسية أو الستية... الخ، إال أنه ميكن القول بأن هناك قاعدة عامة تعمل هذه اخلطط على مراعاتها، وهو أن البعد الزمني للخطة يجب أال يكون من الطول بحيث املختلفة باملتغيرات اخلاصة التقديرات أو التنبؤات إجراء معه يصعب

وزارة (٢٠١٠-٢٠١٤م)، ١٤٣٦/١٤٣٥ - ١٤٣٢/١٤٣١ التاسعة التنمية خطة وثيقة (١٥)االقتصاد والتخطيط، الرياض.

18

يجب الوقت نفس ويف اجلدية، من كافية بدرجة الوطني االقتصاد يف إلنشاء الكافية الفترة تغطية يستطيع ال بحيث القصر من يكون أال املشروعات األساسية يف اخلطة. وترسم اخلطة متوسطة األجل يف إطار حتقيق إلى توصل التي احللقات إحدى تعتبر إذ األجل طويلة اخلطة أهداف اخلطة طويلة األجل، وهي أكثر تفصيال وتتضمن بيانات تفصيلية عن معدالت النمو املستهدفة للناجت احمللي لكافة القطاعات االقتصادية املختلفة داخل االقتصاد محل االعتبار، وبيانات مختلفة عن (االستهالك،

االدخار، اإلنفاق.... الخ). شهور ستة بني األجل قصيرة اخلطة تتراوح األجل: قصير التخطيط )٣ (وسنتني. وتلجأ الدولة إلى هذا النوع من اخلطط العتبارين: يتمثل األول يف وجود ظروف داخلية أو خارجية ال تسمح للدولة أن ترى بوضوح إال على مدى فترة زمنية قصيرة. فوضع خطة طويلة األجل أو حتى متوسطة األجل يف ظروف تتسم بدرجة كبيرة من عدم االستقرار والوضوح، إمنا يعني أن اخلطط املوضوعة غير واقعية. أما الثاني فيتمثل يف احلاجة إلى جتزئة اخلطة متوسطة األجل إلى خطط سنوية حتى يصبح تنفيذها سهال وممكنا، وتسمى عادة باخلطة التنفيذية. ويتم وضع اخلطة أمرا السنوية يف هذه احلالة يف إطار اخلطة متوسطة األجل املوضوعة مسبقا. مجرد إال هي ما هنا األجل القصيرة اخلطة بأن القول ميكن ولذلك حلقة من حلقات متصلة تتمثل يف عدد من اخلطط السنوية وتهدف إلى حتقيق أهداف اخلطة متوسطة األجل، وتتميز بدرجة أكبر من التفصيل

باملقارنة باخلطط املتوسطة األجل.

١-١-٣-٤- تصنيف التخطيط حسب درجة املركزية:فالنموذج ،(١) التخطيط يف املركزية ملستوى وفقا التخطيط أنظمة تختلف الالمركزي يقضي مبركزية القرارات املتعلقة بالكميات الكلية وتشمل: (الدخل القومي، واالستهالك الكلي، واالستثمار، والواردات والصادرات) دون الدخول يف مكونات كل من هذه الكميات. يف حني النموذج املركزي، باإلضافة إلى شموله

19

للقرارات السابقة (املتعلقة بالكميات االقتصادية الكلية)، فإنه يقضي مبركزية القرارات املتعلقة بنشاط الوحدات االقتصادية اإلنتاجية، ويف هذا النظام جند أن القرارات التخطيطية ال تكتفي بتحديد الكميات اإلجمالية أو الكلية وإمنا وحدة أو مؤسسة لكل النشاط مستوى ثم قطاع لكل النشاط مستوى حتدد إنتاجية داخل هذا القطاع، وقد تتدخل يف حتديد أسعار السوق على مستوى

السلعة الواحدة، وفيما يلي أبرز سمات هذين النوعني من التخطيط:التخطيط املركزي: يف هذا النوع من التخطيط جند أن مهمة وضع اخلطة )١ (واملتمثلة املركزية، السلطات اختصاصات من تنفيذها على واإلشراف يف كثير من الدول بهيئة التخطيط أو وزارة التخطيط. وهذا النوع من

التخطيط ميثل إلى حد ما أسلوب التخطيط من أعلى إلى أسفل. من النوع هذا يف التخطيطية العملية تتركز ال الالمركزي: التخطيط )٢ (اإلقليمية الهيئات فيها تشترك وإمنا املركزية السلطات يف التخطيط (املناطق) واحمللية. وهذا النوع من التخطيط ميثل أسلوب التخطيط من

أسفل إلى أعلى.١-١-٤- عناصر التخطيط التنموي:

اخلطة تسعى التي األساسية الغايات مبثابة األهداف تعد األهداف: ١ (إلى حتقيقها، وهي تختلف باختالف نوعية اخلطة ومداها. فهي تعنى بالنتائج املطلوب الوصول إليها أو حتقيقها سواء كانت مادية أو مالية. تتناسب أن أي للتطبيق، والقابلة بالواقعية األهداف تتسم أن ويجب كما وبشرية). طبيعية، (مادية، الدولة أو اجلهة وإمكانيات موارد مع من إليها التوصل مت التي االستنتاجات أساس على حتديدها ينبغي خالل معرفة الوضع االقتصادي واالجتماعي القائم، وتشخيص املشاكل التي تواجه تقدمه. وهناك نوعان من األهداف؛ هما: األهداف العامة التي يتم صياغتها بصورة عامة بحيث تؤدي إلى حتديد املتطلبات املراد أهداف واألخرى، محددة، زمنية فترة خالل معني قطاع يف حتقيقها جزئية، وهي تلك األهداف الكمية التي ترغب اجلهة أو الدولة حتقيقها

20

يف قطاع معني أو منطقة معينة خالل فترة زمنية محددة. ويتم حتديد تلك األهداف (العامة واجلزئية) من خالل دراسات مساندة يف مجاالت مختلفة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، فضال عن نتائج مجاالت وكافة املختلفة االقتصادية للقطاعات الراهن الوضع حتليل

اخلدمات العامة واخلاصة.السياسات: هي تلك القرارات والتعليمات التي يجب إتباعها عند تنفيذ ٢ (اخلطة. ويجب أال تتناقض مع السياسة العامة للدولة واألنظمة السائدة،

وتكون مستمدة من األهداف العامة. تنفيذ عند اتباعها ميكن التي التفصيلية اخلطوات هي اإلجراءات: ٣ (اخلطة وهي تعد مرشدا للعمل، مبعنى إنها حتدد جميع أعمال اجلهة، وفق معني عمل سير خط حسب فيها املختلفة النشاط أوجه وتنظم

ترتيب منطقي وزمني. القواعد: هي تلك األنظمة واللوائح التي توضح املسموح وغير املسموح ٤ (به من السلوك عند تنفيذ اخلطة. وهي بالتالي تتطلب تنفيذ عمل معني يف موقف معني، فهي مرتبطة باإلجراءات من حيث إنها ال تتطلب ترتيبا

زمنيا بالنسبة لألعمال. موارد الستغالل املناسب األسلوب حتدد التي وهي االستراتيجيات: ٥ (الدولة والتغلب على نقاط الضعف، كما حتدد كيفية التصرف يف مواجهة التغيرات التي تطرأ، أو مبعنى آخر هي: فن استخدام موارد وإمكانيات

الدولة أو اجلهة لتحقيق األهداف العامة للدولة(١٦).لوضع الالزمة املالية التقديرية التكلفة هي التقديرية: امليزانيات ٦ (النتائج تبني ألنها للخطة، أساسا التقديرية امليزانية وتعتبر اخلطة، لساعات املتوقعة النتائج توضيح أساس على وتعد باألرقام، املتوقعة

األهداف، مجموعة وهي: ١-اخلطة، التالية. بالعناصر عادة االستراتيجية تعرف (١٦)٢-األسلوب، وهو: الطريقة التي تعتمد يف حتقيق األهداف، ٣-االختيارات، وهي:

اجلوانب التي يركز عليها صاحب االستراتيجية دون أخرى يف تطبيق األسلوب.

21

من يتطلب ما وتقدير نهائي ناجت صورة يف املتاحة باإلمكانات العمل إمكانيات وموارد.

تستند التي السياسات، من خليط هي البرامج واملشروعات: البرامج ٧ (األهداف بلوغ منها األساسي الغرض ويكون التقديرية امليزانية على احملددة. وتكون البرامج يف بعض األحيان برامج عامة على مستوى عدة جهات أو على مستوى اجلهة ككل وبرامج أخرى على مستوى التقسيمات التنظيمية املترابطة التي تشكل جزءا من خطة. وتعتبر املشاريع جزءا املشروع يعد كما فرعي. برنامج ضمن أو ما برنامج ضمن مستقال كل تنعكس ففيها للقطاع، التخطيط لعملية النهائية احملصلة مبثابة كما املعني. للقطاع التنموية البرامج إعداد عملية يف املبذولة اجلهود ينظر إلى املشروعات على أنها ترجمة حقيقية لألهداف املزمع الوصول

إليها.

١-١-٥- خطوات عملية التخطيط التنموي:

يتم تبني خطة تنموية محددة يف الزمن، ويف أغلب األحيان يف حيز زمنـي معلوم ال يتجاوز اخلمسة أعوام، استئناسا باستراتيجية تنموية عامة، أو رؤية شاملة وتصورات واالجتماعي االقتصادي للواقع عميق فهم على قائمة املدى بعيدة االستراتيجية. التنموية األهداف وحتقيق التحديات مواجهة وسبل مستقبلية وبصفة عامة، ومتر العملية التخطيطية بأربع خطوات رئيسة هي: وضع اخلطة،

ثم إقرارها، ثم تنفيذها، وأخيرا متابعة تنفيذها. وذلك على النحو اآلتي:وضع اخلطة: ١ (

يتطلب وضع اخلطة حتديد األهداف العامة لها، كي تنسجم مع التصور من مستنبطة كمية بقراءة األهداف هذه ترجمة ثم ومن العام، االستراتيجي تقديرات وتنبؤات علمية متعلقة بالوضع االقتصادي وتطوره يف املستقبل وذلك، باعتماد السياسات االقتصادية املالئمة. والبد من التقاء عدد السياسات بعدد نوبل جائزة على احلائز قاعدة يف جاء كما حتقيقها يضمن حتى األهداف

22

عام (١٩٦٩م) جان تنبرجن(١٧) الذي كان يرأس جلنة األمم املتحدة للتخطيط تلك هي والسياسات ١٩٧٥م). - ١٩٦٦) الفترة خالل االقتصادية والتنمية القرارات واإلجراءات والقوانني التي ميكن تنفيذها من حتقيق أهداف اخلطة. والبد أن تكون هذه السياسات منسجمة ومتالئمة مع بعضها لكي تخدم مسار املعنية اجلهات عبر وموزعة الزمن يف مبرمجة بطريقة األهداف حتقيق بتنفيذها. وميكن أن يتم حتديدها بطريقة كمية بحيث يسهل متابعتها وقياس أدائها. وميكن أن تصنف السياسات حسب مستوى مجال تنفيذها، فنتحدث عن

سياسات عامة أو وطنية، أو سياسات قطاعية، أو سياسات تشغيلية. وال تنتهـي عملية التخطيط بانتهاء صياغة اخلطة أو حتى بالشروع يف التنفيذ حملتوياتها، بل يتطلب أن يكون كل هدف من أهداف اخلطة معبرا عنه مبقادير وخطوات بسياسات ومصحوبة األداء، وتقومي واملتابعة للتحقيق قابلة رقمية إجرائية عملية، وكذلك بتوفير الوسائل الضرورية لتحقيق هذه األهداف، حتى ال تظل مجرد تنبؤات تأشيرية، ومن ثم الشروع بوضع اخلطة لضمان استمرارية العملية التخطيطية(١٨). وتقوم بتلك املهمة اجلهة املسؤولة عن التخطيط يف الدولة

والتي تعتبر جهازا استشاريا فقط ال ميلك سلطة تطبيق أو تنفيذ اخلطة. وتوفر الالزمة اإلحصائية البيانات توفير كذلك اخلطة وضع ويتطلب االقتصادي للتخطيط األساسية العقبات فإحدى املتخصصة. الفنية الكوادر يف الدول النامية التي ال تتوفر فيها البيانات اإلحصائية الالزمة لوضع اخلطة

االقتصادية، فضال عن ندرة االقتصاديني والكفاءات الفنية األخرى.وتعتمد صياغة األهداف العامة والبرامج واملشاريع على الدراسات املساندة اخلاصة باإلمكانيات اإلنتاجية املتاحة يف االقتصاد الوطني. عالوة على أهمية عدم املبالغة يف حتديد األهداف سواء من حيث الكم أو الكيف. فمن حيث الكم يجب أال يكون هناك عدد كبير من األهداف، حيث يؤدى ذلك إلي احتمال عدم التناسق بينها. أما من حيث الكيف فيجب عدم املبالغة يف حتديد الهدف نفسه. معدل كثيرا الوطني لالقتصاد املستهدف النمو معدل يفوق أال يجب فمثال، (17) Tinbergen J., (1952): ‘’On the Theory of Economic Policy’’, Amsterdam:

North Holland, 2nd edition(١٨) مسعود، مجيد. مرجع سابق، ص (١٥).

23

النمو الذي يتحقق فعال يف الظروف العادية إال إذا كانت هناك اعتبارات جديدة من املواءمة لم تكن موجودة مسبقا. كما يجب حتديد أهداف اخلطة انطالقا بني تقديرات املوارد واإلمكانات املتاحة خالل فترة اخلطة من ناحية، ومتطلبات توفير احتياجات املجتمع املستقبلية من ناحية أخرى، مع ضرورة وضع أولويات

تعكس األهمية النسبية لالحتياجات املختلفة. وقد اختلفت التجارب الدولية يف منهجية حتديد أهداف اخلطة التنموية. على عرض تعتمد التي (Iterative methods) التكرارية» «األساليب فمنها: السلطة أهدافا معينة إلى اجلهات املعنية التي تغيرها وفق تطلعاتها ثم ترجعها وهكذا اجلهات... مقترحات حسب بتكييفها تقوم التي املركزية السلطة إلى وهذه اجلهات. أهداف مع املركزية السلطة أهداف التقاء غاية إلى دواليك الطريقة املقترحة من (أوسكار الجن، ١٩٤٩م)(١٩)، متكن من الوصول إلى اعتماد اخلطة أهداف حتديد يف الثانية الطريقة وهناك والواقعية... املثلى اخلطة وهي تلك التي تفرضها السلطة املركزية على الوزارات والهيئات احلكومية وفق االشتراكية روسيا يف معتمدة كانت الطريقة وهذه واستراتيجياتها. توجهها حيث اللجنة املركزية للحزب الشيوعي هي التي تتولى اإلشراف على صياغة Decentralized أهداف اخلطط التنموية. وأخيرا، هناك الطريقة الالمركزية(Planning Method) القائمة على جتميع األهداف املقترحة من قبل اجلهات يف الدولة؛ من وزارات وهيئات ثم يتم إرساؤها وفق امليزانية املتاحة للدولة. وكثيرا

ما تعتمد هذه الطريقة يف الدول الغربية ذات اقتصاد السوق. تنبرجن، (جان فإن العلمية، باملناهج الكمية األهداف حتديد عن وأما بحساب تقوم Optimization Methods) ) مثلى» «برامج يعتمد ،(20) 1952م) إنتاج من التنموية لألهداف األقصى التحقيق مع تتواءم التي الدنيا التكلفة التنموية اخلطط صياغة يف املستعملة البرمجيات تطورت وقد واستهالك. منتصف إلى الثانية العاملية احلرب إبان فرنسا مثل: الرأسمالية الدول يف

ثمانينيات القرن املاضـي.(19) Oskar Lange (1949): “The Practice of Economic Planning and the Optimum

Allocation of Resources”, Econometrica(20) Tinbergen J., (1952): ‘’On the Theory of Economic Policy’’, Amsterdam:

North Holland, 2nd edition

24

إقرار اخلطة: ٢ (تقوم السلطة السياسية العليا يف الدولة مبهمة املوافقة على اخلطة وإقرارها. وقد تدخل عليها بعض التعديالت، التي، إن وجدت، تكون محدودة وهامشية. إذ من غير املمكن إدخال تعديالت جوهرية على اخلطة يف هذه املرحلة، ألن هذا يعني اإلخالل باخلطة كلها، إذ إنها وحدة مترابطة، وأي تعديل يف أي جزء من أجزائها يؤدي إلى اإلخالل بترابط اخلطة ككل مما يتطلب إعادة صياغتها. عالوة على أن اجلهة املسؤولة عن التخطيط يف الدولة تكون على اتصال دائم بالسلطات التشريعية والتنفيذية يف مرحلة صياغة اخلطة مما ميكنها من أخذ اقتراحاتهم ورغباتهم يف االعتبار عند إعدادها. ومبجرد أن تقر احلكومة اخلطة

يصبح لها قوة القانون، ويصبح تنفيذها من مسؤولية الدولة عندئذ.تنفيذ اخلطة: ٣ (

واإلجرائية السياسية والوسائل األدوات مجموعة اخلطة بتنفيذ املقصود .(٢١) فيها املوضوعة األهداف لتحقيق اخلطة فعاليات تنفيذ شأنها من التي وتتحمل احلكومة مسؤولية تنفيذ اخلطة بأجهزتها وأقسامها املختلفة، كل فيما يخصه. ويف هذه املرحلة يكون هناك اتصال دائم بني األجهزة احلكومية املنفذة وضع للخطة اجليد التنفيذ ويتطلب التخطيط. عن املسؤولة واجلهة للخطة معايير كافية لبيان مدى بلوغ األهداف أثناء صياغتها. ويتطلب تنفيذ اخلطة توصيات وقرارات وأوامر دقيقة ومرتبة يف الزمن لكل جهة معنية بتنفيذ اجلزء املناط بعهدتها، ويتطلب ذلك تنسيقا وثيقا بني مختلف اجلهات املنفذة. إال أن

هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى اإلخفاق يف تنفيذ اخلطة، منها: يجب أن يكون وضع اخلطة قائما على أساس املعرفة عدم واقعية اخلطة: • القائمة واالجتماعية االقتصادية واحلقائق املجتمع ألوضاع الواقعية فيه(٢٢). وأن تكون الغايات املخططة متالئمة مع حقيقة هذا الوضع القائم. فقد تتضمن اخلطة أهدافا غير ممكنة التحقيق يف ظل اإلمكانيات املتاحة،

مما يترتب عليه اإلخفاق يف حتقيق األهداف املتضمنة يف اخلطة.

(٢١) بلول، مختار محمد. مرجع سابق، ص (٥٩).(٢٢) مسعود، مجيد. مرجع سابق، ص (١٩).

25

االهتمام باجلانب املالي دون اجلانب العيني للخطة:• فقد تبذل احلكومة جهدا أكبر لتحقيق األهداف االستثمارية التي تتضمنها اخلطة، وال تبذل

نفس اجلهد لتحقيق كمية اإلنتاج املستهدف يف اخلطة.على ويترتب االستثمارية:• واإلمكانيات االحتياجات تقدير يف املبالغة هذه املبالغة عدم استطاعة الوحدات عند تنفيذ اخلطة أن تستوعب إال

جزءا من االستثمارات اخلاصة بها واملتضمنة يف اخلطة.اتخاذ يف التأخير عليه يترتب ما وهو والتنظيمية:• اإلدارية العقبات يف املتضمنة املشروعات لتنفيذ املطلوبة القرارات و/أو اإلجراءات

اخلطة.مما يترتب عليه عدم إمكانية عدم القيام بالدراسات التحضيرية الكافية: •

نة يف اخلطة. تنفيذ تلك املشروعات بالصورة املتضموتتضمن وأهدافها: • اخلطة إلجناز الالزمة املؤسسية القدرات بناء عدم القدرات املؤسسية مدى كفاءة اجلهات القائمة على اخلطة، وحجمها وتنظيم

إدارتها، وتقسيم العمل بينها، والطرق املعتمدة يف التقديرات ويف املتابعة.متابعة تنفيذ اخلطة: ٤ (

يتطلب تنفيذ اخلطة املتابعة املستمرة لكافة مكوناتها مع اجلهات املسؤولة عن التنفيذ وحتديد التقصير واالنحرافات التي قد تبرز بني املخطط واحملقق وكيفية عالجها. كما تتطلب هذه املرحلة وجود مجموعة من املتخصصني تقوم كما دورية، بصفة اخلطة، يف القصور جوانب وحتديد تنفيذه، مت ما بتقومي سنوي)، أو سنوي، نصف أو سنوي، (ربع دورية متابعة تقارير إعداد تتطلب تهدف إلى معرفة العقبات التي ظهرت عند تنفيذ اخلطة واألخطاء التي حدثت وأسبابها حتى ميكن جتنبها عند وضع اخلطة التالية. وتتم هذه املرحلة من خالل قيام جهاز التخطيط بإعداد تقارير متابعة عن سير تنفيذ اخلطة والعقبات التي تواجهها الوحدات املختلفة يف مرحلة التنفيذ وكيفية حلها. ومن الوسائل احلديثة املعتمدة للقيام بعملية املتابعة هي اإلستناد إلى مؤشرات رئيسية لألداء يقاس مستوياتها، مختلف يف اخلطة أهداف حتقيق يف املتبعة السياسات أداء بها كما تعتمد املؤشرات الرئيسية لألداء ملتابعة األداء املؤسسي للجهات التنفيذية.

26

وجتمع كل هذه املؤشرات يف لوحة القيادة املتضمنة لنسب اإلجناز يف كل مستوى من مستويات اخلطة.

وهناك ثالثة مستويات لعملية متابعة تنفيذ اخلطة، هي(٢٣):• متابعة على مستوى االقتصاد الكلي: تشتمل على عدة مؤشرات تعكس

ومستوى مالي واستقرار وتنويع منو من املرسومة الوطنية األهداف التعليم والصحة واستدامة البيئة وحتسني مناخ األعمال ونحوها. ومن االستثمار، ومعدالت اإلجمالي، احمللي الناجت منو معدالت أبرزها: والبطالة، التضخم، ومؤشرات االستهالك، ومعدالت الوطني، والدخل والعجز (الفائض) يف املوازنة العامة وميزان املدفوعات، والتطور يف دور القطاع اخلاص. وتهدف املتابعة على هذا املستوى إلى تعريف وإطالع صانعي القرارات على مواطن اخللل وأبرز املعوقات التي حتول دون بلوغ األهداف املرسومة باخلطة بغية تصحيح األوضاع ومعاجلة املشكالت أو

مواطن الضعف.• متابعة على مستوى القطاعات االقتصادية ومشروعاتها التنموية: وتتمثل

من قطاع كل يف والتطور النمو معدالت مبراقبة هنا املتابعة عملية قطاعات االقتصاد الوطني، حيث إن أي معوق إلجناز يف أي قطاع سيؤثر األولى. بداياته يف ملعاجلته وذلك أخرى قطاعات أو قطاع منو على وهناك عالقة وثيقة من االرتباط والتكامل بني املتابعة الكلية والقطاعية،

مبعنى أنه ال ميكن الفصل بينهما أو االكتفاء بأحدهما عن اآلخر.• متابعة على مستوى إقليمي: وتتمثل عملية املتابعة هنا يف تشكيل جلان

محددة مهامها تكون اإلدارية، أو اجلغرافية املناطق جميع يف خاصة ومتفق عليها، إذ تنحصر يف اإلشراف على خطوات سير تنفيذ املشاريع والبرامج التنموية ضمن حدود مكانية معينة. ومن ثم يصار إلى إعداد العمل سير عن سنوية) أو فصلية، أو (شهرية، دورية متابعة تقارير التنموي، ويتم رفع هذه التقارير إلى مجالس التنمية اإلقليمية (مجالس

(٢٣) للمزيد انظر: خميس، موسى يوسف. دراسات يف التخطيط والتنمية. عمان: دار حنني، ١٩٩٥م، ص ص (٥٦-٥٨).

27

اجلهة إلى والتحليل، الدراسة بعد بدورها، ترفعها التي املناطق)، املسؤولة عن التخطيط يف الدولة. وحيث إن التخطيط للتنمية املناطقية أو اإلقليمية محورية يف حتقيق التنمية الشاملة واملستدامة، فإن نظرة شاملة تأخذ بعني االعتبار الترابط املكاني بني املناطق وامليزات النسبية حتتية بنى من أخرى جهة من منها كل وحاجيات ناحية من منها لكل أمر البالد، كامل يف املتوازنة التنمية حتقيق الى سعيا عامة وخدمات بالغ األهمية. ولذلك كانت مؤشرات التنمية املناطقية تعكس نسب تقدم

إجناز املشروعات يف املناطق وتطورها.

١-١-٦- مقومات التخطيط التنموي:يتضح مما سبق أن التخطيط التنموي هو وسيلة لتحقيق األهداف التنموية

احملددة خالل فترة زمنية معينة، ومن أهم مقوماته ما يلي:حدود يف واألولويات االستراتيجية واألسس العامة األهداف • حتديد

مراعاة مع اخلطة)، فترة خالل املتاحة (واملتوقعة واإلمكانيات املوارد البعيد املدى على سواء األهداف، هذه حتقيق إلمكانية الزمني البعد واملتغيرات املرحلية الظروف مراعاة وكذلك القصير، أو املتوسط أو باجتاهات والتنبؤ للخطة املساندة الدراسات خالل من واملستجدات

مسارات النمو املتوقعة على الصعيدين الكلي واجلزئي.أهداف بتحقيق الكفيلة واالجتماعية االقتصادية السياسات • إعداد

اخلطة، مع دعمها باألدوات واآلليات واإلجراءات التنظيمية واملبادرات املأمولة من القطاعني احلكومي واخلاص.

مبا التنموية املشروعات) (أو البرامج بني والتكامل التنسيق • حتقيق

يضمن جتنب التعارض أو االزدواجية والعمل يف الوقت ذاته على حتقيق أفضل النتائج بأقل التكاليف املمكنة.

املتوقعة، والنفقات اإليرادات بشأن للخطة التقديرية املوازنات • إعداد

مع حتديد وسائل متويل العجز (إن وجد) وتقدير االعتمادات املستهدفة خالل فترة اخلطة.

28

ي املالئم لتنفيذ التوجهات • تهيئة املناخ االستثماري والتنظيمي واملؤسس

يف اإلسهام على اخلاصة االستثمارات وتشجيع للخطة التنموية متويلها.

• متابعة تنفيذ اخلطة وتقوميها على الصعيدين الكلي والقطاعي للتحقق

من كفاءة أداء اجلهات املختلفة وفق األهداف الواردة باخلطة، وحتديد تعديل أو الصعوبات لتذليل ق واحملق املستهدف بني االنحراف أسباب البيانات بقواعد قة احملق اإلجنازات تسجيل إلى إضافة السياسات،

املختلفة.تبدو واالجتماعي، االقتصادي للتقدم التخطيط ضرورة بأن القول وميكن آللية التلقائي التطور على املعتمد االقتصاد سلبيات جتنب أجل من واضحة السوق، مثل: إخفاق آليات السوق املنفردة عن حتقيق االستخدام األمثل جلميع

املوارد البشرية واملادية املتاحة يف املجتمع لصالح تطور جميع أفراده (٢٤).

١-١-٧- األبعاد الرئيسية للتخطيط التنموي:

مع اختالف املقاربات يف تعريف التنمية عبر األحقاب التاريخية والتحديات التي واجهتها املجتمعات والدول، إال أن هناك قواسم مشتركة يف تعريف التنمية وهي: أنها تعني «إحداث تغييرات هيكلية (اقتصادية، واجتماعية، وتنظيمية) من أجل رفع مستوى املعيشة وحتسني نوعية احلياة» (٢٥)، أي أن التغييرات الهيكلية

املستهدفة من خالل التنمية حتوي ثالثة أبعاد، هي:: ويتمثل يف التغييرات التي حتدث يف العالقة النسبية البعد االقتصادي• بني القطاعات اإلنتاجية واخلدمية، وإسهاماتها النسبية يف الناجت احمللي اإلجمالي، وتنمية القوى البشرية وتوظيف العمالة الوطنية، وإقامة البنية العيوب الهيكلية العامة، وتقليص اخلدمات واملرافق وتوفير األساسية

(٢٤) كرمي، كرمية. التخطيط العيني واملالي لالقتصاد القومي. القاهرة: دار النهضة العربية، ١٩٧٨م، ص ص (١٩-٢٣).

(٢٥) ملزيد من التفاصيل حول مفهوم التنمية، انظر: احلبيب، فايز إبراهيم. مبادئ االقتصاد ١٤١٤هـ رجب الرياض، التجارية، الفرزدق مطابع الرياض: الثالثة. الطبعة الكلي.

(١٩٩٣م)، ص ص (٤٠٧- ٤٠٩).

29

لالقتصاد الوطني، وترشيد استغالل املوارد االقتصادية، وتنويع وتوسيع القاعدة االقتصادية.

احلياة أمناط يف حتدث التي التغييرات يف ويتمثل : االجتماعي• البعد والسلوك والعالقات والتقاليد االجتماعية واملستويات الثقافية للفئات املختلفة من املجتمع واالنعكاسات اإليجابية على مستوى املعيشة ونوعية

احلياة الناجمة عن زيادة كل من الدخل واإلنتاج واإلنتاجية.ية واإلدارية الالزمة ملواكبة : ويتمثل يف التغييرات املؤسس البعد التنظيمي• واملستجدات املتغيرات مع والتفاعل للمجتمع املختلفة التطور مراحل بكفاءة ومرونة من خالل التطوير التقني وحتسني اإلنتاجية ورفع كفاءة

أداء األجهزة واملؤسسات املختلفة املشاركة يف عمليات التنمية.

أخيرا، وبغض النظر عن املقاربة النظرية املعتمدة والطريقة املتبعة يف حتقيق التنمية - فإن هذه األخيرة تتسم بثالث سمات هي أنها (١) متعددة االبعاد، (٢) دينامية، أي متحركة وغير ثابتة، و(٣) مركبة، أي أنها حتتاج إلى العديد من

األطراف واجلهات املتداخلة.وتتأكد أهمية «التخطيط التنموي» بالنسبة للدول النامية يف وجود عالقة وثيقة من االرتباط بني أهداف هذا النوع من التخطيط وتوجهات الفكر التنموي القاعدة تنويع قضايا مثل: الدول، لهذه املشتركة احلرجة القضايا ملعاجلة والفقر البطالة ومكافحة التقني والتطوير البشرية املوارد وتنمية االقتصادية

والتضخم. االقتصادية التنمية لتحقيق أداة باعتباره التنموي التخطيط -١-١-٨

واالجتماعية والتنظيمية:

تخطيطية أساليب تبني وضرورة أهمية النامية الدول غالبية أدركت خاصة بها ومتمشية مع ظروفها، كأداة لتعجيل النمو االقتصادي ورفع مستوى املعيشة وحتسني نوعية احلياة للمواطنني، وقد أصبح التخطيط التنموي خيارا استراتيجيا لهذه الدول من أجل تنمية قدراتها وإمكاناتها االقتصادية واالجتماعية والتنظيمية. ويف هذا اإلطار، تشكل التنمية االقتصادية واالجتماعية – مبفهومها

30

الواسع – هدفا أساسيا للتخطيط التنموي، لذا ميكن القول بأن تعريف مصطلح: وقد والتنمية، التخطيط من كل ملفهوم جتميعا إال ليس التنموي» «التخطيط للتنمية بالنسبة أما التخطيط، ملصطلح متعددة تعريفات إلى اإلشارة سبقت فقد عرفت بطرق ومفاهيم مختلفة من خالل وجهات نظر قادها علماء التنمية منذ بداية القرن العشرين بالرجوع الى النظريات االقتصادية واالجتماعية التي برزت منذ أواسط القرن التاسع عشر. وتتراوح وجهات النظر املعرفة للتنمية

مبفاهيم مختلفة. وميكن التعرض إليها بإيجاز كاآلتي.هذه النظرية نظرية اإلقالع أو مراحل النمو (روستو، ١٩٥٩م)(٢٦) وتشير - إلى مراحل التنمية االقتصادية لتطور املجتمعات، وهي: املجتمع التقليدي، الشروط األساسية للبدء أو اإلقالع، البداية، التقدم نحو النضج، وعصر

االستهالك الشامل.وتقوم ١٩٥٠م)(٢٧)- (بريبيش، و 1953م) أمني، (سمير التبعية نظرية العاملي و»التقسيم املتكافئ» غير «التبادل مفاهيم على النظرية هذه للعمل» لشرح دورة االعتماد االقتصادي للبلدان النامية وتبعيتها للبلدان املتقدمة. وقد تناولت نظرية التبعية كال من األبعاد الداخلية واخلارجية املسألة أن يعني وهذا حتليلها. مت التي النامية املجتمعات الستغالل من النامية للبلدان الرأسمالي االستغالل آليات إظهار مجرد ليست جانب الشركات العاملية ومتعددة اجلنسيات، وإمنا أيضا إلظهار آليات

حتويل الثروات من البلدان غير املتقدمة نحو البلدان املتقدمة.وهي تفترض أن النمو نظرية أقطاب النمو (فرانسوا بيرو، 1955م) (٢٨)، -

(26) Walt W. Rostow (1959): ‘’The Stages of Economic Growth. In: Economic History Review 11.1959. S. 1-16.

(27) Amin, S., (1953): ‘’Delinking. Towards a Polycentric World’’. Traduction de Michael Wolfers. London: Zed Books, Prebisch, R. (1950): ‘’The develop-ment of Latin America and its main problems’’, New York, United Nations

(28) Francois Perroux (1965) The Quantitative Techniques of Planning, Presses Universitaires de France, Paris, 309. Original version in French: ‘’ Les Techniques quantitatives de la planification, Presses universitaires de France, Paris, 309.

31

د يف املناطق، وإمنا يرتكز على القطب أو منطقة ال يظهر بشكل موحالنمو التي تنتشر آثارها على املناطق املجاورة واالقتصاد برمته.

- نظرية التنمية الذاتية التي تأسست من احلاجة إلى وجود مصادر جديدة للنمو وإلى كبح أوجه عدم املساواة يف التنمية ببناء القدرات اإلنتاجية الطبيعة، من كمعطى النسبية امليزات اعتبار وعدم الذاتية واملهارات بل هي قابلة للتكوين الذاتي(٢٩). وقد كان نهج التنمية الذاتية موضوع املاضية العشرين السنوات مدى على النظرية املساهمات من العديد من قبل االقتصاديني واجلغرافيني وعلماء االجتماع، وهو نتيجة العديد من التيارات النظرية التي تطورت على حد سواء يف البلدان اجلنوبية، دور إبراز يف احلديثة األدبيات هذه ساهمت كما الشمال. بلدان ويف االبتكار واالستثمار يف رأس املال البشري ودور السياسات االقتصادية

واالجتماعية ودور التجارة اخلارجية يف اإلسراع من نسق التنمية.- نهج املناطق الصناعية والبيئات املبتكرة: يؤكد هذا االجتاه على أهمية البيئات االبتكارية واملناطق الصناعية يف إدراج إمكانيات التنمية يف إقليم معني أو يف بيئة معينة وفقا لقطاعات إنتاجية أو نظم تنظيم املشاريع.

وهكذا تعرف املناطق الصناعية بأنها: «نظام إنتاج ذو موقع جغرايف».األبعاد إدماج إلى املقاربة هذه وتهدف املجتمعية االقتصادية - التنمية التنمية ومتيل معني. مجتمع أو إقليم يف واالجتماعية االقتصادية البعد أبعاد: أربعة االعتبار يف تأخذ أن إلى احمللية االقتصادية االقتصادي من خالل إنتاج وبيع السلع واخلدمات، والبعد اإلقليمي من خالل من االجتماعي والبعد املناطق، يف احمللية املوارد تنمية خالل العمل على إعادة التركيب االجتماعي، والبعد املجتمعي «كفضاء للعيش

معا وكوسيلة رئيسية لتنشيطه».

(29) Lucas, R (1988): ‘’ On the mechanics of Economic Development’’. Journal of Monetary Economics. N.1, Romer, Paul M. (1986): “Increasing Returns and Long Run Growth,” Journal of Political Economy, 94, 1002–37

32

ومن خالل هذه التعريفات التي تبدو يف ظاهرها مختلفة نتيجة الختالف املناهج املتبعة يف وضع كل منها، واختالف املراحل التاريخية التي تطورت فيها، حيث تتغير التحديات من فترة إلى أخرى، ميكن أن نستشف عناصر االلتقاء التنمية أهداف لتحقيق متباينة فترات يف مراحل د يحد جلها أن ذلك بينها. املتمحورة حول اإلنسان وظروف معيشته بتدخل من القائمني على الشأن العام. ومن هنا ميكن احلديث عن ”تطور النظريات“ أو كذلك عن ”حتوالت“ يف وجهات النظر. وكالهما يضم منهجيا التراكم املعريف يف التجربة اإلنسانية يف التعاطي

مع القضايا التنموية،

١-١-٩- التخطيط التنموي باعتباره خيارا استراتيجيا للدول النامية:

سبق التأكيد على أن التخطيط التنموي يعد مبثابة خيار استراتيجي للدول من «وذلك وتنظيمية، واجتماعية اقتصادية هيكلية تغييرات إلحداث النامية منظم عمل برنامج تشكل التي واالجتماعية، االقتصادية التنمية خطة خالل ومتكامل يغطي فترة زمنية محددة، تقوم به الدولة أو تتولى إجازته واملوافقة عن وذلك وطنية، أهداف لتحقيق رشيدة بصورة املوارد تعبئة أجل من عليه، طريق استخدام الوسائل املتاحة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بصرف النظر عن ملكية الدولة لهذه املوارد. أي أن اخلطة التي يتم إعدادها يف إطار التخطيط واخلاص احلكومي القطاعني ومبادرات سياسات تكامل على تعتمد التنموي انطالقا من املزج بني «التخطيط التوجيهي والتخطيط التأشيري وفقا لألهمية النسبية لهذين القطاعني على التوالي. وهذا يتطلب مراعاة االعتبارات اآلتية:

• إجراء مسوحات ميدانية لألوضاع الراهنة لألنشطة اإلنتاجية واخلدمية املختلفة للقطاع اخلاص بهدف تقدير طاقته االستيعابية وذلك يف إطار االستيعابية الطاقة تقدير أهمية وتعزى للخطة، املساندة الدراسات للقطاع اخلاص – بناء على بيانات ومعلومات ومؤشرات تتسم بالواقعية والدقة – إلى انعكاساتها على مصداقية اخلطة، وذلك بالنسبة لتقدير حجم االستثمارات املأمولة من القطاع اخلاص واملستهدفة خالل فترة اخلطة، التي تتكامل مع استثمارات القطاع احلكومي يف متويل إجمالي

االستثمارات املستهدفة باخلطة.

33

• تفعيل مشاركة ممثلني عن القطاع اخلاص يف املراحل املختلفة إلعداد

آليات وتكثيف التشاور خالل من التنمية(٣٠)، خطة ومتابعة وتنفيذ االتصال بتنظيم الندوات واملؤمترات، حيث تتطلب الزيادة املطردة يف قبل من الفعلية املشاركة ضرورة التأشيري التخطيط على االعتماد املستهدفة، النمو معدالت من يخصه ما تقدير يف اخلاص القطاع واإلجراءات السياسات إلى إضافة اخلطة، استثمارات يف وحصته

التنظيمية ذات العالقة بأنشطته اإلنتاجية واخلدمية. الداخلي التناسق لتحقيق والتأشيري التوجيهي التخطيط بني • املزج

واخلارجي خلطة التنمية. ويقصد بالتناسق الداخلي خلطة التنمية أن تتساوى توقعات العرض الكلي من السلع واخلدمات مع الطلب عليها خالل فترة اخلطة، بينما يقصد بالتناسق اخلارجي خلطة التنمية مدى مالءمتها ومتاشيها مع الظروف املرحلية واملناخ االستثماري واملتغيرات واملستجدات املتوقعة خالل فترة اخلطة(٣١)، وتعزى أهمية تناسق اخلطة إلى ضرورة التحقق من عدم وجود تناقض (أو تعارض) بني األهداف السياسات وبني ناحية، من للخطة االستراتيجية واألسس العامة واإلجراءات التنظيمية من ناحية أخرى، كما تعزى أهمية هذا التناسق إلى ضرورة حتقيق التكامل بني مبادرات القطاعني احلكومي واخلاص

بشأن تعزيز املناخ االستثماري خالل فترة اخلطة.• ترتبط ظاهرة الزيادة املطردة يف األهمية النسبية للتخطيط التأشيري

بالدور املتنامي للقطاع اخلاص الناجم عن حتسني كفاءته االقتصادية تنفيذ يف والتوسع اإلجمالي احمللي الناجت يف النسبي إسهامه وزيادة

(٣٠) من األمثلة اجليدة لهذا التوجه يف اململكة العربية السعودية وجود ممثلني عن القطاع من عديدة اقتصادية مبهام يختص الذي األعلى» االقتصادي «املجلس يف اخلاص بينها: دراسة اإلطار العام خلطة التنمية ومشروع اخلطة وتقارير متابعتها والتقرير تنفيذ ومتابعة املالئمة، البدائل وصياغة االقتصادية السياسات وبلورة االقتصادي، السياسات االقتصادية. وملزيد من التفاصيل: انظر: مؤسسة النقد العربي السعودي،

(٣١) ملزيد من التفاصيل حول أهمية التناسق الداخلي واخلارجي خلطة التنمية، انظر: Oscar Lange, “Economic Development – Planning & International Coopera-tion”, National Bank of Egypt, Cairo, 1961, pp. (13-17).

34

التوجه نحو التخصيص، وقد يؤدي ذلك إلى تناقص األهمية النسبية الدولة دور تقليص إطالقا يعنـي ال هذا أن إال التوجيهي، للتخطيط هذا يظل فسوف التنموي، التخطيط إطار يف احلكومي) (والقطاع خالل من والتوجيه والرقابة باإلشراف يتعلق فيما رياديا الدور االستمرار أهمية إلى إضافة واالجتماعية، االقتصادية السياسات بارتفاع تتسم التي األساسية بالبنية املرتبطة األنشطة تنفيذ يف االستمرار وكذلك التجارية، الربحية وانخفاض االجتماعية الربحية يف اإلسهام يف تقدمي اخلدمات العامة الضرورية لرفع مستوى املعيشة وحتسني نوعية احلياة للمواطنني، (مثل: اخلدمات التعليمية والصحية التخطيط «منهجية على تؤثر التطورات هذه بأن علما واإلسكانية)،

التنموي». وحتديد العام اإلطار برسم تكتفي ال الناجحة االقتصادية • اخلطة

األهداف العامة بل يجب أن تكون تفصيلية حتدد مدى النشاط املخطط لكل قطاع من القطاعات والبد أن تكون مدعمة بالتوجهات التنفيذية

ووسائل املراقبة واملتابعة الالزمة لتنفيذ التوجهات املختلفة (٣٢).١-١-١٠- التخطيط للتغلب على النتائج السلبية للدورات االقتصادية:

على للتغلب «التخطيط عن النامية، للدول التنموي» «التخطيط يختلف الدول بعض إليه تلجأ الذي االقتصادية»، الدورات تفرزها التي املشاكل الصناعية املتقدمة بهدف تقليص االنعكاسات السلبية لهذه الدورات، والتغلب ينجم ما على والقضاء االقتصادي، التوازن يف اختالالت من تسببه ما على عنها من تشوهات أو إخفاقات يف آليات السوق، إال أنه من الضروري مراعاة أن االعتماد على هذا النوع من التخطيط يتطلب وجود قطاع خاص ذي كفاءة اقتصادية عالية تؤهله لقيادة املسيرة التنموية، إضافة إلى ضرورة وجود أسواق الناحية من سواء هيكلية عيوب وجود وعدم متقدمة، مصرفية ونظم مالية االقتصادية أو االجتماعية. وتشكل السياسات املالية والنقدية األداة الرئيسية التي يعتمد عليها هذا النوع من التخطيط للتغلب على الدورات االقتصادية (١).

(٣٢) العقاد، مدحت محمد. مرجع سابق، ص (٦٢).

35

وسوف يتضح ذلك من خالل إلقاء نظرة سريعة على مراحل الدورات االقتصادية والسمات املميزة لكل منها، وهي تنقسم إلى أربعة مراحل كاآلتي:

أهم وتتلخص االقتصادية، الدورة مراحل أدنى وهي الكساد: مرحلة –١السمات املميزة لها يف اآلتي:

• بدء النشاط االقتصادي يف التدهور، مع اتساع الفجوة السلبية

بني معدل منو الناجت احمللي اإلجمالي (الفعلي أو احملقق) مقارنة ع). بنظيره (املستهدف أو املتوق

• ارتفاع معدل البطالة وتنخفض األجور وأسعار املواد اخلام احمللية.

• انخفاض مستوى املعيشة وزيادة معاناة محدودي الدخل.

٢-مرحلة االنتعاش والتوسع: تتميز هذه املرحلة بظهور عدة عوامل تشجع أهم وتتلخص اإلنتاج، يف والتوسع االستثمار زيادة على األعمال رجال

سماتها يف اآلتي:ز يحف مما اإلنتاج تكاليف متوسط يف النسبي • االنخفاض

التوظيف زيادة إلى يؤدي وهذا اإلنتاج، زيادة على املستثمرين وتناقص معدل البطالة.

• زيادة األرباح واجتاه الدخل نحو الزيادة املطردة، وهذا يؤدي إلى

زيادة االستهالك وزيادة الطلب.• بدء التحسن يف مستوى املعيشة، وظهور التوقعات املتفائلة بشأن

مستقبل النشاط االقتصادي.٣- مرحلة الرواج: وهي تعد مبثابة أعلى مراحل الدورة االقتصادية، وتتلخص

أهم سماتها يف اآلتي:مع الكامل» «التشغيل حالة من اإلنتاج عوامل وصول • اقتراب

هبوط معدالت البطالة إلى أدنى مستوياتها.• تقليص (أو اختفاء) الفجوة بني معدل منو الناجت احمللي اإلجمالي

(الفعلي أو احملقق) مقارنة بنظيره املستهدف (أو املتوقع).• انخفاض األجور احلقيقية نتيجة ارتفاع األسعار بنسبة أكبر من

زيادة األجور النقدية.

36

• األداء املميز للقطاع املصريف وسوق األوراق املالية.

٤- مرحلة التدهور واالنكماش: وتتلخص أهم سماتها يف اآلتي:• بدء اجتاه األسعار وإيرادات املبيعات نحو االنخفاض مما يؤدي

إلى تباطؤ (أو توقف) التوسعات األفقية يف املشروعات كرد فعل طبيعي.

جديد من البطالة بروز وبدء واالستثمارات األرباح • انخفاض

وانخفاض مستوى املعيشة.االقتصادي النشاط مستقبل بشأن التشاؤمية التوقعات • هيمنة

مع انتشار ظاهرة اإلفالس التي متهد ملرحلة الكساد.ويف ضوء ما سبق، تتضح السمات املميزة لهذا النوع من التخطيط، التي تتمثل يف اعتماد أهداف محددة ملعاجلة االنعكاسات السلبية للدورات االقتصادية عن طريق تطبيق بعض احللول املالءمة املستخلصة من النظريات املفسرة للدورات االقتصادية، ومن ثم.. يختلف هذا النوع من التخطيط عن «التخطيط التنموي» الذي تتبـناه غالبية الدول النامية لتحقيق طموحاتها االقتصـادية واالجتماعيـة.

37

املبحث الثانيدور الدولة يف حتقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية

تقوم الدولــة بدور محــوري فــي التنميــة االقتصــادية واالجتماعيــة، وبـدونها يتعـذر حتقيـق التنميـة املسـتدامة. ومع ذلك يتعـني أن يرسم دور جديـد للدولـة فـي فالدولـة بالكامـل. االقتصـادي النشـاط علـى فيـه تهيمن ال ومؤسسـاتها، هـذه احلالـة تضـع السياسـات الكليـة التـي تـؤدي إلـى حتريـر االقتصـاد، وتهـيء ن األفراد املناخ والبيئـة القانونيـة واالقتصـادية املالئمة للقطاع اخلاص، مبا ميكمن اإلقبال بكـل طمأنينـة وثقـة علـى خـوض غمـار االسـتثمار واملشـاركة فـي ظـل ن وجـود سياسـة واضـحة لالئتمان. كما تقوم الدولة بتهيئـة الظـروف التـي متكالـة علـى أي مـن وجــود منافسـة بـني املؤسســات االقتصـادية املختلفـة، ورقابـة فعاحتكـار، مـع وجـود سياسـات واضـحة لتشـجيع االسـتثمار احمللـي واخلـارجي، كـل ذلـك يساعد على تشجيع املبادرات الفردية وتفعيل دورها يف تنفيذ وإدارة التنميـة أن مفادها حقيقة على املتخصصة الدولية التجارب وتؤكد التنمية. ـر له، ملا لذلك الدور حتتـاج إلـى دولـة فاعلـة لتقـوم بـدور احلـافز للتطـور وامليسمن أهمية يف تــوفير الســلع واخلـدمات، وإيجاد القواعــد واملؤسســات واألطــر

القانونيــة التــي تســمح للســوق باالزدهار.

١-٢-١- الدولة التنموية أو «الدولة اإلمنائية» (٣٣):يشير مصطلح: «الدولة التنموية» إلى الدولة التي تتدخل وتوجه مسار التنمية اتبعتها التي االقتصادية السياسات بنمط باألساس ترتبط وهي االقتصادية.

(٣٣) للمزيد من املعلومات االطالع على ما يلي:Chalmers- A. Johnson, MITI and the Japanese Miracle: The Growth of Industrial Policy, 1925-1975 first Edition, Stanford University Press.

Esteban Pérez Caldentey, The Concept and Evolution of the Devel-- opmental State, International Journal of Political Economy, Vol. 37, No. 3, Fall 2008, pp. 27-53.

األستاذ/ السيد يسني ”الدولة التنموية: رؤى نقدية للمشكالت وسياسات بديلة“، املركز العربي للبحوث والدراسات،

38

حكومات شرق آسيا يف النصف الثاني من القرن العشرين، وتتمثل بالتحديد يف منوذج االقتصاد الياباني بعد احلرب العاملية الثانية. حيث تبلور مفهوم الدولة السياسة عالــــــم يـــــد عـــلى العشــرين القرن من الثمانينيـــات يف التنموية بعنـــوان: (١٩٨٢م) عـــام لــــه دراسة يف وذلك جونسون”، األمريكي “تشاملرز عن حديثه إطار يف وذلك (The growth of industrial policy,1925:1975)

املعجزة اليابانية. ويرتبط مصطلح الدولة التنموية مبصطلح آخر، هو: ”مفهوم الدولة اإلمنائية“، ويعد الدور اإلمنائي للدولة موضوعا قدميا وحديثا يف الوقت ذاته، فعلى الرغم من أن عديدا من النظريات قد تناولت هذا الدور بالدراسة والتحليل من زوايا أوج يف املثال سبيل فعلى عديدة، وتغيرات مبراحل مر قد أنه إال مختلفة، ينادون الذين الليبرالية مؤيدي بني ه أشد على الصراع كان الباردة، احلرب بدور أقل للدولة، وبني مؤيدي االشتراكية الذين يدعون إلى دور مركزي للدولة، ومع انتهاء احلرب بانتصار املعسكر الغربي الليبرالي، حسم الصراع - بصفة مؤقتة – بانتصار النظرية الليبرالية، ولكن مع بروز األزمة املالية العاملية األخيرة التي بدأت تتضح معاملها منذ نهاية عام (٢٠٠٨م)، واشتدت وطأتها خالل عام بدأ العالم، دول من العديد على اآلن حتى بظاللها تلقي ومازالت (٢٠٠٩م)، محسوما اعتبروه الذي للدولة اإلمنائي الدور يف النظر إعادة يف املفكرون

لصالح الرؤية الليبرالية .يف التنموية، للدولة الرئيسية املعالم جونسون“ ”شاملرز حدد جانبه ومن اآلتي؛ أوال: توفر نخبة من أصحاب املواهب اإلدارية املتميزة. تتمثل مهامها يف وضع سياسة صناعية، وسياسة للترشيد الصناعي، واإلشراف على القطاعات االستراتيجية احملددة لضمان جودة عملها االقتصادي وتأثيره، ويتم تنفيذ هذه بني اجلمع ثانيا: السوق. قوى باستيعاب الدولة تدخل ضوء يف الثالث املهام آليات السوق وتدخل الدولة يف االقتصاد، وقد قدمت اليابان منوذجا على ذلك واسعة، وصالحيات كبير، نفوذ ذات حكومية مالية مؤسسات بناء يف متثل وأهداف محددة، وتقوم باملراجعة للحوافز الضريبية، وتضع اخلطط التي حتدد أهداف االقتصاد، ولها أن تنشئ منتديات رسمية عديدة ومستمرة لتبادل اآلراء

39

منح على تعمل كما اخلالفات، حل يف منها واالستفادة السياسات ومراجعة اإلجراءات هذه ومن خاصة. وشبه خاصة ملنظمات احلكومة وظائف بعض االعتماد الواسع على الشركات العامة، وبالذات التي هي شراكة بني احلكومة والقطاع اخلاص يف ملكيتها، لتنفيذ السياسة يف املجاالت ذات املخاطر الكبيرة، الدولي للتنافس سياسة وتوجيه لالستثمار، ميزانية احلكومة تخصص وأن للبحث احلكومة ورعاية احمللية، املنافسة على احلفاظ فقط وليس والتنموي العلمي وتطبيقاته (صناعة احلاسب اآللي). وثالثا: وجود تنظيم ريادي مثل وزارة الصناعة والتجارة اليابانية. هذه الهيئة املنظمة التي تضبط السياسة الصناعية حتتاج أن تتحكم يف التخطيط وصناعة الطاقة واإلنتاج احمللي والتجارة الدولية غير وحتكمها احلجم، صغر الضابطة الهيئة هذه مميزات وأهم والتمويل. لتنفيذ مكاتب ولها بحثيا، مركزا وامتالكها احلكومة، ميزانيات يف املباشر النظم يف نظير لها وليس الدميقراطي، بطابعها ومتتاز الصناعية، السياسة

الدميقراطية الصناعية املتقدمة.إلى باإلضافة االقتصاد، مجال يف القوي بالتدخل التنموية الدولة تتميز وصف يف اجتاهان وهناك والتخطيط. التنظيم مجال يف الواسعة سلطاتها الدول التي تتدخل يف مجال االقتصاد. االجتاه األول يف مجال العالقة بني رجال األعمال واحلكومة، وهو يركز على تنظيم املنافسة االقتصادية، واالجتاه الثاني القطاع يشارك أن وميكن وتنفيذا، تخطيطا التنمية، بعملية الدولة فيه تقوم اخلاص يف هذا املسعى. ومن هنا يختلف هذا النموذج عن النموذج الرأسمالي

التقليدي الذي ينفرد فيه القطاع اخلاص بجهد التنمية.لذا، فإن دور الدولة قد بدأ يأخذ بعدا جديدا خاصة بعد الركود الذي شهده العالم يف فترة الثالثينيات من القرن العشرين، حيث لم يعد دورها قاصرا على مجرد التدخل احملدود ملواجهة األزمات، وإمنا حتول وتطور ليصبح دورا أساسيا الدولة فأصبحت واالجتماعية، االقتصادية النواحي مختلف يف عنه غنى ال هي املسؤولة عن حتقيق مستوى معقول من املعيشة للمواطن، وهي الدولة التي

عرفت مبسمى (دولة الرفاه).

40

١-٢-٢- التيارات الفكرية بشأن تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي:

توجد ثالثة تيارات فكرية أساسية تعنى بتدخل الدولة يف النشاط االقتصادي: التيار األول يعارض تدخل الدولة، فيما يؤيد الثاني تدخلها، يف حني يرى التيار الثالث وجوب التدخل مع حتقيق انسجام بني أدواته وآليات السوق على نحو

يكمل كل منهما اآلخر(٣٤).الدولة تدخل مجاالت يف معنوية داللة ذات اختالفات توجد أنه ويالحظ املطروحة باألدبيات احلديثة عن تلك التي أقرتها األدبيات األساسية، إال فيما يتعلق بالتغيرات التي طرأت على االقتصاد والسلع واخلدمات يف ظل التقدم التقني والعوملة االقتصادية. وقد حددت األدبيات أهم مجاالت تدخل الدولة التي املجاالت من والعديد واالجتماعية االقتصادية األساسية البنية توفير تشمل: املال ورأس املالية واخلدمات والتقنية والصحة التعليم خدمات مثل األخرى، املادي وحماية البيئة واحلماية االجتماعية وغيرها. وذلك نظرا لكبر حجم مثل هذه املشروعات التي كانت حتى وقت قريب تفوق مقدرة أي كيان خاص على تنفيذها، وللرغبة يف االستفادة من اآلثار اخلارجية اإليجابية الناجتة عن وحدة األفراد احتكار وتفادي النظم، من غيرها أو االتصاالت أو املواصالت نظام لهذه السلع واخلدمات. وأدت هذه العوامل الثالثة إلى ظهور مفهوم االحتكار تراجع وبالتالي املفهوم هذا تراجع يف أسهم التقني التقدم أن إال الطبيعي، دور الدولة يف مجال البنية األساسية من التقدمي املباشر للخدمة ليقتصر يف

اإلشراف على تقدميها.

(٣٤) للمزيد من املعلومات االطالع على التالي:Stieglitz- , J. (1998). «Redefining the Role of the State: What should it do: How should it Do it and How should these decisions be made?», Paper presented on the Tenth Anniversary of MITI Research Institute, Tokyo, the World Bank.https- ://www8.gsb.columbia.edu/faculty/jstiglitz/sites/jstiglitz/files/2001_World_Economics.pdf http- ://www.pidegypt.org/download/mixed-economy/Dr.%20Abdalla%20shehata.pdf

41

التيار األول: املعارض لتدخل الدولة:

ميثل التيار املعارض لتدخل الدولة يف النشاط االقتصادي املدرسة الكالسيكية (أو الكالسيكية اجلديدة)، التي متتد جذورها إلى مدرسة الطبيعيني الفرنسية بالقوانني أشبه االقتصادية القوانني أن املدرسة هذه وترى (الفيزوقراط). الكونية الطبيعية وهو ما يعني أن التدخل من قبل اإلنسان يف عمل سير هذه

القوانني لن يترتب عليه سوى عرقلتها. وغيرهم، وهايك وفريدمان سميث آدم فيهم مبا املدرسة، هذه وتؤسس

معارضتها لتدخل الدولة على الفروض التالية:احلرية االقتصادية واملنافسة هي الضمان لتحقيق أهداف املجتمع، كون ١ -

اقتصاد السوق يعتبر األكثر كفاءة يف تخصيص املوارد.الفرد مصلحة احلر السوق آليات حتقق ظله يف حيث األسواق، - ٢ كمال

واجلماعة، إذ يبلغ اإلنتاج مستوياته القصوى وبأقل تكلفة.انسياب وتوافر املعلومات يف بيئة ذات درجة عالية من الشفافية والوضوح. ٣ -

التناغم بني مصلحة الفرد واملصلحة العامة.- ٤ويبني هذا التيار الفكري معارضته لتدخل الدولة على مجموعة من املبادئ

األساسية التي تتمثل فيما يلي:• عدم تدخل الدولة باعتبار أن القطاع اخلاص ميكنه إجناز ما تقوم به

الدولة، وبصورة أفضل وكفاءة أعلى.• اقتران تدخل الدولة باالنخفاض يف رفاهية األفراد أو على األقل تراجع

مستويات النشاط االقتصادي من خالل حتويل جزء من املوارد اخلاصة من مجموعة ما لصالح مجموعة أخرى، عادة ما تكون غير مستحقة.

وبناء عليه، ميكن تقليص دور الدولة يف النشاط االقتصادي إلى أدنى احلدود ليقتصر تدخلها على ما يطلق عليه حد التدخل الكالسيكي، الذي يشمل: (١) (٢) اخلارجية، السياسية العالقات واستقرار والعدالة واألمن النظام حفظ تسجيل وتنفيذ العقود، (٣) حماية حقوق امللكية، (٤) حماية املنافسةـ توفير املناخ املالئم للمنافسة، و(٥) تعزيز الشفافية وتوفير املعلومات. وما ميكن مالحظته

من هذه الوظائف أن الدولة لم يعد لديها دور مباشر يف العملية اإلنتاجية.

42

التيار الثاني: املؤيد لتدخل الدولة:

التي العوامل من مجموعة وجود إلى االقتصادية الرفاهية أدبيات تشير حتول دون الوصول إلى الوضع األمثل يف تخصيص املوارد التي ميكن أن جتمل اخلارجية، واآلثار السوق، يف املنافسة غياب وهي: أساسية عوامل ثالثة يف

والسلع العامة.فتمثل حالة غياب املنافسة يف السوق مبررا لتدخل الدولة من خالل آليات مختلفة، كسن أنظمة وقوانني، والدعم أو الضرائب، وإلى غير ذلك من األدوات. تستوجب التي احلاالت من حالة متثل العامة بالسلع يعرف ما وجود أن كما تدخل الدولة، إذ إن السلع العامة بطبيعتها ال جتتذب القطاع اخلاص إلنتاجها دون استهالكها يف االشتراك األفراد جلميع تتيح خصائص من به تتميز ملا

حتديد نصيب كل فرد على حدة. كما يعد املبرر الثاني لتدخل الدولة وفقا لألدبيات املختلفة هو االعتبارات التوزيعية العادلة. ويتمثل قصور نظام السوق يف عدم مراعاته العتبارات العدالة جميع لدى أن مفادها ضمنية فرضية إلى الستناده وذلك الدخل، توزيع يف األفراد القدرة على النفاذ للسوق أو املشاركة يف العملية اإلنتاجية. ومن ثم، فإن النظام ال يأخذ يف احلسبان وجود فئات ال تستطيع احلصول على احلد األدنى الذي التوزيع مستوى على السوق فشل من حالة ذلك وميثل احتياجاتها. من يبرر تدخل الدولة حلماية الفئات احملرومة التي ال تستطيع احلصول على احلد

األدنى من االحتياجات أو املشاركة يف العملية اإلنتاجية.كما تشمل مجاالت تدخل الدولة توفير املؤسسات الالزمة لتعزيز وتدعيم دور لألدبيات، فإن الدولة مسؤولة عن توفير السوق ودعم القطاع اخلاص. فوفقا الدعم للقطاع اخلاص مبا يتماشى مع األهداف التنموية للمجتمع. كما يتطلب إيجاد ذلك ويتضمن إيجابية ثمارا ليؤتي خاصة إجراءات اتخاذ القطاع دعم مسألة فإن كذلك القطاع. أداء لقياس معايير ووضع الشفافية من كبير قدر عدالة التوزيع تعد أحد مجاالت التدخل املطلوبة كونها تعد شرطا ضروريا للنمو

االقتصادي.من احملاور الهامة أيضا لتدخل الدولة حماية االقتصاد القومي من التعرض

43

للصدمات اخلارجية يف ظل العوملة ومن هيمنة القطاع اخلاص األجنبي ومتعدد األزمات الصدمات هذه أمثلة ومن الوطني. اخلاص القطاع على اجلنسيات املالية وأزمات ارتفاع أسعار الغذاء العاملية والتقلبات احلادة يف أسعار النفط اخلارجية للتأثيرات عرضة أكثر االقتصاد يصبح العوملة، ظل ففي وغيرها. مقارنة حاليا االقتصادية املعامالت حركة على السيطرة الصعب من إنه إذ

باملاضي.

التيار الثالث: التكامل بني أدوات تدخل الدولة وآليات السوق:

يتوسط التيار الثالث التيارين املعارض بصورة كلية للتدخل واملطالب بتدخل أوسع يف النشاط االقتصادي، حيث إن هذا التيار الفكري ال يرفض مبدأ تدخل الدولة ويعتبره مؤثرا على النشاط االقتصادي يف كثير من األحيان، ولكن من ناحية أخرى يؤكد على أن التدخل اخلاطئ قد يكون له آثار سلبية. وتعد جتربة دول جنوب شرق آسيا من أهم األمثلة التي تؤكد أهمية التكامل بني آليات السوق والقطاع الدولة بني املشاركة عالقة عليه يطلق ما أو الدولة تدخل وأدوات اخلاص. يؤكد هذا التيار الفكري على مجموعة من األسس فيما يتعلق بدور

الدولة وعالقته بعمل آليات السوق. وتتمثل أهم هذه األسس فيما يلي:)، أيا كان •Market Failer) االعتماد على فرضية فشل أو إخفاق السوقسببه أو مظهره كمبرر للتدخل هي فرضية غير مكتملة. حيث يستلزم تدخل الدولة يف نشاط اقتصادي اتباع ما يلي: أوال حتديد موطن فشل السوق؛ وثانيا إثبات أن القطاع العام أكثر قدرة من القطاع اخلاص. إذ ال يوجد ما يؤكد أن فشل السوق يف حالة وجود االحتكار سوف يكون أفضل يف حالة امللكية العامة، إذ قد يحل عدم الكفاءة يف التسعير محل

عدم الكفاءة يف اإلنفاق.العام القطاع أن إثبات املقابل يف نسبيا، أيسر الفشل موطن • حتديد

أكثر قدرة من القطاع اخلاص مهمة ليست باليسيرة، لذلك فإن مسألة حتديد حدود فاصلة بني ما يجب أن تقوم به الدولة (القطاع العام) وما عدة فهناك ثم ومن وديناميكية، نسبية مسألة اخلاص للقطاع يترك

44

عوامل يجب أن تؤخذ يف االعتبار عند الوصول إلى وضع توافقي لهذه العالقة ملا بني ما هو عام وما هو خاص.

تقدمي وبني اإلنتاج بني التالزم تفترض ال احلكومي التدخل • مبررات

أو اخلدمة تقدمي الدولة تستطيع إذ ضرورتها. لعدم وامللكية اخلدمة السلعة من خالل العديد من اآلليات قد تكون امللكية العامة فيها إحدى أن احلكومة على التي واخلدمات السلع دت حد فإذا األشكال. هذه تقدمها فإن تدخل الدولة أو التدخل من خالل القطاع العام قد يأخذ عدة أشكال مثل اجلمع بني امللكية العامة واإلنتاج (خدمات الدفاع واألمن والتعليم العام)، أو تقدمي أو توفير اخلدمة دون القيام باإلنتاج من خالل االستعانة بالقطاع اخلاص أو حتى بالتأثير على عملية تخصيص املوارد بواسطة القطاع اخلاص من خالل التوجيه أو الدعم أو اإلشراف وفقا

ألطر قانونية محددة.آليات تعدد ظل ففي ملعاجلته، طرق وجود عدم يعني ال الدولة • فشل

تقدمي اخلدمات والسلع بواسطة الدولة ميكن الوصول إلى وضع توافقي يحقق الكفاءة عند تخصيص املوارد. أي أن هناك حاجة ماسة للتوفيق بني تدخل الدولة ملعاجلة فشل السوق وبني ضمان أن يكون هذا التدخل

هو األكفأ.ومع التسليم بضرورة تدخل الدولة يف إطار البحث عن أفضل حل توافقي بني أدوات التدخل وآليات السوق، تبرز ثالثة أسئلة رئيسة خاصة بتدخل الدولة، متثل اإلجابة عنها مسألة أساسية إليجاد إطار كفء لهذا التدخل، هي: ماذا بالتدخل؟ تقوم وكيف التدخل)، مواطن (حتديد تفعل؟ أن الدولة على يجب (حتديد أدوات التدخل)، وكيف تصنع قرارات التدخل؟ (البعد املؤسسي ألدوات التدخل). ويف هذا اإلطار تستطيع الدولة أن تسمح للفاعلني من القطاع اخلاص

التحرك يف إطار إيجابي لدعم رفاهية املجتمع ككل.يؤكد هذا التيار التوافقي على أن الصورة التقليدية لدور الدولة أو تدخلها تعني قيامها من خالل قطاعها اإلنتاجي بتقدمي السلع واخلدمات العامة، الذي قد يغفل التطور الذي طرأ على املجتمعات والسلع واخلدمات املختلفة، بل قد

45

يتجاهل اختالف اآللية باختالف الدور الذي تؤديه الدولة. وهنا ميكن اإلشارة إلى خمسة أدوار أساسية لدور الدولة يف النشاط االقتصادي:

املقدم املباشر للسلعة أو اخلدمة: يتطلب ذلك وجود مبرر استراتيجي ١ .لقيام الدولة بتولي املسؤولية املباشرة للعملية اإلنتاجية إذ تكون تكلفة الفشل مرتفعة وذات داللة معنوية. ويقتضي النجاح يف القيام بهذه املهمة

أن يكون لدى الدولة معلومات كافية عن كيفية أداء تلك اخلدمة.اخلدمة فإن احلالة هذه يف العامة: اخلدمات توفير وإدارة الرقابة ٢ .خالل من السوق فشل حاالت تصحيح ويتم اخلاص القطاع يوفرها التقنني أو الدعم أو الضرائب خالل من سواء الدولة تدخل أدوات

وغيرها من األدوات.من لتمكينهم لألفراد املعلومات بتوفير الدولة تقوم املعلومات: توفير ٣ .

اتخاذ القرارات املناسبة دون تدخل مباشر من قبلها.املنظم أو املراقب: تقوم الدولة بتنظيم العملية التي يتم من خاللها توفير ٤ .اخلدمة التي عادة ما تكون الدولة مسؤولة عن توفيرها. ويتطلب ذلك مقدمها، ومراقبة اخلدمة ألداء املختلفة املعايير بتحديد الدولة قيام

كقيام الدولة بتنظيم سوق االتصاالت.: تقوم الدولة بسن التشريعات التي حتدد القواعد التي ع أو املقنن املشر ٥ .تؤسس عليها السياسات املختلفة، وتضمن عدم هيمنة القطاع اخلاص األجنبي على ذلك الوطني، وهذا ما بدأ مؤخرا يأخذ أبعاد عاملية كبيرة،

إذ تأثرت به حتى أكبر اقتصادات العالم.

١-٢-٣- اإلصالحات االقتصادية والتحول نحو اقتصاد السوق:

األسواق بني التداخل منسوب ارتفع حيث للعوملة املطرد التزايد إطار يف والقطاعات يف العالم والتأثيرات البينية ومتعددة اجلوانب التي تتجاوز احلدود الوطنية للبلدان، أصبح هامش التحرك للسياسات االقتصادية الوطنية متأثرا بواقع االقتصاد العاملي وآليات التداخل بني العديد من األطراف. وقد انعكست تأثيرات هذه التداخالت على أداء السياسات االقتصادية الوطنية مبا يف ذلك

46

سياسات املالية العامة والسياسات النقدية وكذلك اإلصالحات التنموية. وقد العوملة. ظل يف الدول من العديد يف املعتمدة لإلصالحات التقوميات تباينت يدعوان والعشرين الواحد القرن بداية أساسيني تيارين برز الشأن هذا ويف إلى اإلصالح: األول، يدعو إلى قيام الدولة بدور أكبر يف النشاط االقتصاد مع مع االقتصادي النمو وحتقيق العام القطاع وإصالح االجتماعي دورها تعزيز العدالة يف التوزيع؛ بينما يدعو الثاني إلى التحول نحو اقتصاد السوق وإطالق إلى نظرية االقتصاد الليبرالي اجلديد. وهـذا العنان للمبادرة الفردية استنادا يقود إلى التساؤل عن األسـاس النظري واالفتراضات التي يقوم عليها اقتصاد السوق مبا يجعله غير قابل للعودة. وهذا ما يالحظ يف السياسات االقتصادية التي اعتمدتها العديد من احلكومات، واملتمثلة يف برنامج ”توافق واشنطن“ (٣٥)،

الذي يدور حول ثالثة جوانب أساسية هي:

االعتماد على حرية السوق يف املعامالت الداخلية واخلارجية، ويتضمن ١ (ذلك حترير التجارة واالنفتاح على االستثمار األجنبي، وتسهيل دخوله

وخروجه (أي حرية التجارة وحركة األموال).اعتماد القطاع الـخـاص كركيزة للتنمية، ويتضمن ذلك اخلصخصة مبا ٢ (

فيها املرافق العامة.يدعى ما إلى وصوال وحجمها الدولة دور يف ملموس خفض إحداث ٣ (

«حكومة احلد األدنى».

وهـذه اجلوانب األساسية الثالثة تعني باختصار: سوق حـرة؛ اقتصاد مفتوح؛ وتراجع التجارة، وحترير اخلصخصة على تركز املسؤوليات؛ محدودة حكومة وعلى الكبرى، الصناعية الدول بني النظر وجهات يف اتفاق هو واشنطن“ (٣٥) توافق االقتصادية املؤسسات أخرجته وقد األميركية، املتحدة الواليات رأسها اإلنكليزي االقتصادي قدمه وقد الدوليني. والبنك النقد كصندوق الدولية عشر هيئة على (١٩٨٩م)، عام ويليامسون John Williamson »يف ”جون هذه االقتصادية. أزماتها من النامية الدول خلروج خطة لصياغة توصيات بـ“توافق وستعرف ذلك بعد العاملي االقتصاد يف محورية ستصبح التوصيات

.» Washington Consensus.واشنطن

47

دور الدولة، وحتقيق الكفاءة من خالل تخفيض النفقات. وتقوم هذه املنهجية ”توافق واشنطن“ على عدد من االفتراضات، أهمها التالي:

• االفـتـراض األول: لدى آليات السوق وحدها (ال التخطيط االقتصادي

وإن والبشرية، املادية املوارد تخصص على القدرة الـدولـة) وتدخل التخصيص األمثل هو األسلوب األفضل لتحقيق النمو االقتصادي.

ويصحح ويسر بسهولة السوق اقتصاد يعمل الثاني: • االفتراض

والعامة اخلاصة املصالح بني يوفق أن ويستطيع تلقائيا. االنحرافات دون تدخل الدولة.

• االفتراض الثالث: يتمتع اقتصاد السوق بقدرة كبيرة على حتقيق الكفاءة

املنافسة بفضل الدولة، تدخل دون من تكلفة األقل بالوسائل والنمو وتوفر املعلومات جلميع املتعاملني يف السوق.

واملالية االقتصادية السياسات وضع يتم االفتراضات، هذه ضوء • ويف

التضخم ومكافحة العامة امليزانية عجز احـتـواء أجـل من والتجارية، معدالت وحتقيق البطالة، على والقضاء السعرية، التشوهات وإزالــة منو مرتفعة وما إلى ذلك من أهداف تعلنها احلكومات. ويف الواقع، قد تكون األهداف احلقيقية لهذه السياسات هي إحداث حتوالت هيكلية يف االقتصاد، والتحول نحو اقتصاد السوق، واالندماج يف االقتصاد العاملي

ومواكبة العوملة، وفق برنامج يشمل:ذلك عن ينجم وما وتنميته، االقتصاد إدارة يف الدولة دور تقليص ١ .االقتصادي النشاط يف مساهمتها وتراجع العام لإلنفاق تخفيض من

وتخفيض مساهمتها االجتماعية.إعادة بناء األسواق وإعطاؤها الفرصة يف التحكم يف االقتصاد الوطني ٢ .وتنميته، أي مبعنى إطالق العنان لقوى السوق وآلياته دون تدخل الدولة.

العمل ركيزة تكون أن من ميكنها مبا احمللية الرأسمالية بناء إعـادة ٣ . االقتصادي يف البالد، وتعظيم دورها السياسي.

49

الفصل الثانيجتارب دولية وإقليمية مختارة

يف التخطيط التنموي والدروس املستفادة

يعد التخطيط التنموي ممارسة قائمة يف العديد من الدول حول العالم، ويتخذ متعددة، وتختلف محتوياته من دولة إلى أخرى، وتقوم مؤسساته بتعديل أشكاال يتم التنمية، خطط لديها ليست التـي الدول بعض ففي الزمن. مبرور أدوارها إعداد الوثائق التي تفي بنفس الغرض أحيانا من قبل هيئات مستقلة عن احلكومة. ويف بعض احلاالت األخرى، تتواجد خطط متعددة بآفاق زمنية وأهداف مختلفة.

ويستعرض هذا الفصل جتارب عدد من الدول يف مجال التخطيط التنموي، وهي: كوريا، وماليزيا، والهند، والصني، وجنوب أفريقيا، باإلضافة إلى جتربة ثالث دول إقليمية (عربية) مختارة، وهي: (مصر، واجلزائر، واألردن). وقد اختيرت تلك للمنهجية مشابهة طبيعة ذات أو محددة، جوانب يف متيزها إلى استنادا الدول التجارب تلك أن االعتبار يف األخذ مع السعودية، العربية اململكة يف املتبعة مقبولة منهجية جتاه تتقارب ال ة املتبع احللول أن كما متفاوتة، بدرجة مختلفة عامليا لعملية التخطيط التنموي، إذ إن لكل جتربة جوانبها احملددة. كما روعي يف اختيار جتارب تلك الدول التنوع يف التجربة واملنهج، وإمكانية استخالص دروس حتديات بعضها يواجه إذ ومؤسساته، التنموي التخطيط منهجية لتطوير منها حسب مختلفة تنموية بتجارب مرت وأنها خاصة عديدة، واجتماعية اقتصادية املراحل التاريخية. واجته بعضها نحو تبني سياسات اقتصادية اشتراكية، بينما وتعزيز السوق مبدأ واعتماد اخلاصة امللكية صون على أخرى أنظمة حافظت دور القطاع اخلاص. وقد ركزت دراسة جتربة كل دولة من تلك الدول على ثالثة جوانب رئيسية، هي: التخطيط للتنمية، والتحديات التي تواجهها اقتصاديات تلك الدول، واإلطار املؤسسي واملنهجي لعملية التخطيط للتنمية. ولهذا الغرض جرى تقسيم هذا الفصل إلى مبحثني: األول يستعرض أبرز مالمح تلك التجارب، بينما

يستخلص املبحث الثاني الدروس املستفادة منها.

51

املبحث األولجتارب دولية وإقليمية مختارة يف التخطيط التنموي

يسعى هذا املبحث لعرض أبرز مالمح منهجيات التخطيط التنموي يف الدول أفريقيا، وجنوب والصني، والهند، وماليزيا، (كوريا، إليها اإلشارة سبق التي ومصر، واجلزائر، واألردن)، وذلك لألسباب التي ذكرناها، حيث تستند منهجية التخطيط التنموي املتبعة ومؤسساتها يف كل دولة من هذه الدول على ظروفها وما تواجهه من متغيرات ومستجدات وحتديات. وقد ساهمت هذه املنهجية يف خروج العديد منها من أزماتها االقتصادية ومتكنت من اللحاق بالبلدان املتقدمة، يحتذى مناذج باعتبارها نفسها وقدمت واجهتها التي التحديات على وتغلبت بها، لتأكيد القدرة على النهوض والتقدم يف ظل وجود الدوافع واألسباب وروح زات املشجعة على استثمار وتوظيف التحدي والتصميم لدى القيادة، ووجود احملفكل اإلمكانات لتحقيق األهداف املرجوة والتمكن من تشخيص ومعاجلة التحديات أيا كانت. كما أن العديد من تلك الدول وجدت قيادات ملهمة وشخصيات قيادية آمنت بأهمية التحوالت والتغيير فأعدت اخلطط والبرامج والرؤى مبا يتناسب

مع طبيعة االقتصاد الوطني واملجتمع واملوارد املتوفرة.

٢-١-١-جتربة كوريا اجلنوبية يف التخطيط التنموي(٣٦):

٢-١-١-١- التخطيط للتنمية:منهجا باعتباره التخطيط املتعاقبة اجلنوبية الكورية احلكومات اعتمدت يف اخلاص القطاع دور توسيع تبنيها مع (١٩٦٢م)، عام منذ التنمية إلدارة التنمية مسيرة لقيادة جديدة ومؤسسات هيئات استحداث ومت العملية. هذه كان أبرزها مجلس التخطيط االقتصادي (Economic Planning Board) الذي أوكلت إليه مهمة إدارة وتخطيط بناء االقتصاد الوطني، كما مت تكليفه مبهمة

اإلشراف والتنسيق بني اجلهات التي تؤدي دورا يف احلياة االقتصادية. http://english.mosf.:التالي الرابط على االطالع ميكن املعلومات من للمزيد (٣٦)

go.kr/main.do

52

وضعت تلك احلكومات العديد من اخلطط االقتصادية املتوسطة املدى خالل الفترة (١٩٦٢- ١٩٩٧م)، تضمنت برامج محددة لتحقيق األهداف لكل مرحلة زمنية. وقد كانت اخلطط اخلمسية االقتصادية األولى والثانية والثالثة (١٩٦٢ - ١٩٧٦م)، حتت قيادة وإشراف الدولة بغرض مواءمتها اقتصادات الدول األقل والتركيز نسبيا، ط املبس الهيكل مع احلجم–الصغير ذات واالقتصادات منوا، واخلارجية احمللية املوارد وحتريك القطاعية االستثمارات خطط وضع على زة ومعز مدعومة تكون أن وضمان اخلطط، هذه تنفيذ لدعم وتخصيصها

باخلطط اإلدارية االقتصادية السنوية. وتبنت اخلطط اخلمسية االقتصادية الرابعة واخلامسة والسادسة (١٩٩١ املتنامي االقتصاد حجم مع التماشـي بغرض التأشيري التخطيط ١٩٧٧م) -املتزايد االهتمام مع اخلاص، القطاع ملبادرات أكبر دور وإعطاء واملتقدم، املالية اخلطة إدخال اخلطط تلك فترة وشهدت االجتماعية. العدالة بقضايا بني الهوة لردم املاضي القرن من الثمانينيات عقد بداية يف املدى متوسطة خطط التنمية االقتصادية واملوازنة السنوية. وتعد اخلطة االقتصادية اخلمسية السابعة (١٩٩٢ - ١٩٩٦م) آخر خطة خمسية يف كوريا طرحت فيها القضايا االستراتيجية بهدف معاجلتها من خالل تكامل جهود القطاعني العام واخلاص، اجلديد لالقتصاد بخطة (١٩٩٣م) عام يف اخلمسية اخلطة استبدال ومت (١٩٩٣ – ١٩٩٧م) وذلك بوضع أجندة اصالح مختلفة كاإلصالح املالي والنقدي وإصالحات تنظيمية مع اإلسراع بتحرير املعامالت اخلارجية وحتسني العدالة

االجتماعية ومن ثم إلغاء التخطيط.وكشفت(٣٧) احلكومة الكورية عن خريطة طريق لسياساتها التي سيتم تنفيذها لفترة خمس سنوات ابتداء من عام (٢٠١٧م)، تتضمن الرؤية الوطنية، وخمسة أهداف رئيسية تتعلق بالسياسات، وعشرين استراتيجية رئيسية، ومائة مهمة أساسية، وعدد من املشروعات االبتكارية املتقدمة. وتتمثل األهداف اخلمسة

(٣٧) للمزيد من املعلومات ميكن االطالع على الرابط التالي:http- ://www.korea.net/NewsFocus/policies/view?articleId=148013http- ://www.koreaherald.com/view.php?ud=20170719000825

53

التحرير وتيرة وتسريع الشعب، يحكمها دولة إنشاء يف بالسياسات املتعلقة االقتصادي، وتنفيذ إجراءات أمان اجتماعي أفضل، وحتقيق التنمية املتوازنة يف

البالد، وترسيخ السالم يف شبه اجلزيرة الكورية.وتركز اخلطط االقتصادية على استحداث الوظائف، وإدخال نظام إعانات للباحثني عن عمل وزيادة حصة املؤسسات العامة لتوظيف الشباب. ومن أجل املواطنني رفاهية حتسني على املهام تركز أفضل اجتماعي أمان إجراءات والتعليم واألمن من خالل تقدمي املزيد من الدعم لرعاية الطفل وزيادة املعاشات عن فضال العقلية، األمراض لعالج الوطني الدعم وتنفيذ تدريجيا األساسية الطاقة على االعتماد وتقليل للكوارث لالستجابة احلكومي النظام حتديث النووية، وضمان تنمية متوازنة من خالل حتقيق املزيد من االستقاللية حلكومات السلم وحتقيق واحمللية، الوطنية الضرائب نسبة وتعديل واملقاطعات املناطق واالزدهار لشبه اجلزيرة الكورية. ويف هذا السياق تعد «اخلريطة االقتصادية اجلديدة لشبه اجلزيرة الكورية»، عبارة عن خطة لبناء مناطق صناعية مشتركة وشبكات مرور على طول املناطق الساحلية الشرقية والغربية واملنطقة منزوعة استعادة بضرورة مون الرئيس إلدارة الراسخ االعتقاد يعكس وهذا السالح. التبادالت والتعامالت اخلاصة بني الكوريتني أوال ومن أجل نزع السالح النووي

لكوريا الشمالية.اجلهود تكثيف إلى اللجنة دعت الرئيسية، املائة املهام إلى وباإلضافة الستحداث وظائف ذات جودة عالية ومعاجلة مشكلة التركيبة السكانية ودعم املتوازنة. التنمية أجل من الالمركزية وحتقيق االبتكارية الناشئة الشركات وحيث إن العديد من السياسات يف حاجة إلى قوانني جديدة أو مراجعة للقوانني يف حالة (٤٢٧) تقدمي خالل من قوانني لسن تخطط احلكومة فإن السارية،

العام (٢٠١٨م).

54

٢-١-١-٢- حتديات يواجهها االقتصاد الكوري(٣٨):

للمستثمرين جذبا واألكثر االقتصادات أهم أحد الكوري االقتصاد يعد ملحوظ، بشكل منوه وتيرة زيادة املتوقع ومن آسيا. شرق منطقة يف األجانب مدفوعا أساسا باالستثمار اخلاص، واألداء اجليد للصادرات، والسياسة املالية التوسعية. فيما تتمثل الصعوبات التي تواجهها كوريا يف اآلثار السلبية الناجمة عن احلماية التجارية، وانخفاض معدل املواليد، وعدم االستقرار اجليوسياسي، وارتفاع ديون األسر املعيشية التي تؤثر سلبا على االستهالك، وانخفاض القدرة

الشرائية بسبب ارتفاع أسعار النفط. وأبرز هذه التحديات اآلتي: / اخلضراء الصناعة ضمنها من للنمو جديدة محركات عن البحث ١ -

التقنية العالية / اخلدمات ذات القيمة املضافة العالية.تصحيح االختالالت يف االقتصاد احمللي املتمثلة يف الفجوة بني الشركات ٢ -الكبيرة واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة، والفجوة بني األغنياء والفقراء.توفير الوظائف لتخفيض البطالة بني الشباب، ودعم قطاع اخلدمات. ٣ -

أداء دور رائد يف السوق العاملية من خالل إيجاد بيئة جتارية وأعمال ٤ -أكثر مالءمة.

٢-١-١-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي الكوري:شهد اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي الكوري تطورات متالحقة منذ عام (١٩٤٨م)، حيث كانت وزارة االستراتيجية واملالية تتولى مسؤولية إدارة األجنبية، بالعمالت واملتعلقة والنقدية املالية السياسات ووضع املالية املوارد والتنمية امليزانيات تخطيط عن مسؤوال االقتصادي التخطيط مجلس وكان وزارة مسمى حتت اجلهتني هاتني دمج مت (١٩٩٤م) عام ويف االقتصادية. املالية واالقتصاد. ونتيجة لألزمة املالية يف عام (١٩٩٧م)، انقسمت هذه الوزارة احلاجة تنامي ومع وامليزانية. التخطيط ووزارة واالقتصاد، املالية وزارة إلى

(٣٨) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط التالية:http- ://www.businesskorea.co.kr/english/news/industry/17222-economic-out-look-2017-s-korean-economy-faces-more-challenges-home-and-abroad

55

التي املالية االستراتيجيات عن فضال والضريبية، االقتصادية للسياسات يتعني إدارتها معا حتت سقف واحد، مت اجلمع بني الوزارتني يف عام (٢٠٠٨م) لتشكال وزارة االستراتيجية واملالية بهدف تطوير اقتصاد قوي وبناء محركات النمو. حيث تعمل الوزارة على حتسني أداء االقتصاد الكلي واالستقرار املالي، والسالمة الوطنية، للموارد ال الفع والتخصيص للسياسات، ال الفع والتنسيق

املالية، والسياسات الضريبية الرشيدة، والتعاون الدولي الوثيق.

٢-١-٢- جتربة ماليزيــا يف التخطيط التنموي(٣٩):

٢-١-٢-١- التخطيط للتنمية:

عملت ماليزيا على حتديث قطاعاتها التنموية التقليدية منذ بداية مسيرتها من اخلطة التنموية عام (١٩٥٥م). وبدأت باعتماد اخلطط اخلمسية، اعتبارا املواطنني جلميع الرخاء حتقيق إلى هدفت التي ١٩٧٠م)، – ١٩٦٦) األولى اخلطتان ركزت حني يف الريفية. املناطق يف املعيشية الظروف وحتسني ١٩٨٠م)، على التنويع ١٩٧٥م) والثالثة (١٩٧٦ – اخلمسيتان الثانية (١٩٧١ – الزراعي وتنمية التجهيزات األساسية. وركزت اخلطتان التاليتان على التكامل توزيع إعادة لتعزيز إجراءات شملت حيث للسكان، واالجتماعي االقتصادي

الدخل بشكل أفضل، وإعادة بناء املجتمع ومكافحة الفقر. تنفيذ يف األولى املرحلة ١٩٩٥م) - ١٩٩١) السادسة التنمية خطة ومتثل سياسة التنمية الوطنية (١٩٩١ - ٢٠٠٠م). حيث أكدت هذه اخلطة على أهمية ق يف اخلطة اخلامسة، واالستمرار يف اجلهود احملافظة على معدل النمو احملقالرامية لتحقيق هدف التنمية املتوازنة. وقد اعتمد على مشاركة القطاع اخلاص لتحقيق أهداف اخلطة وتوجهاتها، حيث مت وضع خطة عامة للتخصيص لتسريع خطوات احلكومة نحو تخصيص منشآت القطاع العام، التي تضمنت مجموعة تخصيصها، املرغوب املرافق حتدد املدى قصيرة عملية تخصيص خطط

واألجهزة التي حتكم عملها.(٣٩) للمزيد من املعلومات ميكن االطالع على الروابط التالية:

http- ://www.epu.gov.my/enhttps- ://www.pmo.gov.my/dokumenattached/NEM_Report_I.pdfhttp- ://www.pmo.gov.my/dokumenattached/GTP_AR2010_ENG_FINAL.pdf

56

فيما تبنت اخلطتان، السابعة (١٩٩٦ - ٢٠٠٠م) والثامنة (٢٠٠١ - ٢٠٠٥م) حيث املعرفة. على قائم اقتصاد إلى التحول إلى تهدف وبرامج سياسات استهدفت اخلطة السابعة احملافظة على القدرة التنافسية يف األسواق العاملية، وحددت مقاييس لتقليص النقص يف العمالة وزيادة حجم االستثمارات، وركزت أهمية اخلطة وأكدت البالد. يف البشرية املوارد مهارات مستوى رفع على استمرار إجراءات إعادة هيكلة الصناعات الرئيسة والتوسع يف قطاع اخلدمات والتصدير وزيادة إنتاج مدخالت الصناعة. وظلت مسألة مكافحة الفقر تشكل الثامنة التنمية خلطة بالنسبة أما الفترة. هذه خالل للحكومة رئيسة أولوية والصناعات للخدمات الهيكلية اإلصالحات استمرار ضرورة على أكدت فقد التحويلية، وبرامج التخصيص للشركات التي تديرها الدولة، وزيادة تطبيقات مجال يف القدرات بزيادة اخلطة اهتمت كما واالتصاالت. املعلومات تقنيات البحث والتطوير، ومكافحة اآلثار اجلانبية للتغيرات البيئة الناجمة عن التنمية بوتيرة سريعة. كما تضمنت إجراءات لتعزيز نوعية املعيشة واحلياة عن طريق

توسيع اخلدمات االجتماعية والتعليم وتسهيل الوصول إليها. مستويات توفير من املتميز وأدائها املستمر النمو بفضل ماليزيا ومتكنت بنية وإرساء الفقر معدالت وخفض ملواطنيها، األساسية اخلدمات من جيدة حتتية ذات مستوى عاملي، كما أصبحت بفضل أدائها االقتصادي اجليد دولة رائدة يف مجال التصدير. إال أن التقدم الذي أحرزته يف إطار النموذج التقليدي حيث ١٩٩٨م)، - ١٩٩٧) العاملية املالية األزمة بعد سيما ال التباطؤ يف أخذ ظلت تعاني من تراجع تنافسية صادراتها يف األسواق العاملية، مما أثر كثيرا على حجم وقيمة تلك الصادرات، كذلك تدني معدالت االستثمار الذي ينفذه القطاع اخلاص احمللي، وتراجع حجم االستثمارات األجنبية، نتيجة التدهور الذي طرأ على مناخ االستثمار (الذي يعزى الزدياد التعقيدات البيروقراطية)، والنخفاض

العائدات املتوقعة من تلك االستثمارات.كذلك ظلت ماليزيا تعاني من مشاكل تتعلق بتدني نوعية رأس املال البشري لتوظيفه يف األنشطة االقتصادية املختلفة. وذلك نتيجة لالنخفاض املتواصل خارج إلى هجرتها معدالت تسارع بسبب املاهرة الوطنية العمالة أعداد يف

57

ذلك إلى يضاف املاهرة. األجنبية العمالة أعداد انخفاض وتواصل البالد عامل آخر متثل يف تنامي البطالة بني خريجي اجلامعات من املاليزيني. كما لعوامل الكلية اإلنتاجية منو معدالت تراجع االقتصادي النمو تباطؤ فاقم (R&D) والتطوير البحث أنشطة على اإلنفاق لضعف نتيجة (TFP) اإلنتاج

وقلة االبتكارات.حتقيق أن املاليزية احلكومة أدركت املواتية غير األوضاع تلك ضوء ويف أهداف رؤية (٢٠٢٠م)، يتطلب إحداث حتوالت أساسية على صعيد االقتصاد التحوالت لتسريع تنمويا تخطيطيا إطارا فصممت العام، والقطاع واملجتمع

املطلوبة ودفعها إلى األمام، يرتكز على أربعة دعائم رئيسة، هي::The New Economic Model (NEM) ١- النموذج االقتصادي اجلديد

يهدف هذا النموذج إلى حتقيق أهداف رؤية (٢٠٢٠م) بجعل ماليزيا «دولة متقدمة اقتصاديا، ذات دخل مرتفع، وتنمية مستدامة يتقاسم ثمارها جميع سكانها»، ويحقق هذا النموذج أهدافه عبر تنفيذ برنامج للتحول االقتصادي Economic Transformation Programme (ETP)، يتضمن اقتصادية سياسات عنها تنبثق االستراتيجي لإلصالح مبادرات ثمان القطاع طاقات جتديد يلي: ما الثمانية املبادرات وتشمل محددة. االعتماد درجة وتخفيض الوطنية العمل قوة نوعية وتطوير اخلاص، على العمالة األجنبية، وتعزيز تنافسية االقتصاد الوطني، وتقوية القطاع ذات األسر ملساعدة السوق آليات مع ومتوافقة شفافة وبرامج العام، األساسية التحتية البنى وإرساء الصغيرة، واملنشآت املنخفض الدخل

للمعرفة، وتعزيز مصادر النمو االقتصادي، وضمان استدامة النمو.٢- ماليزيا املوحدة: املواطنون أوال واألداء اآلن.

:Government Transformation Programme (GTP) احلكومي التحول برنامج -٣من قياسها يجري أساسية، مجاالت (٦) يف العامة اخلدمات تطوير إلى يهدف خالل National Key Results Areas (NKRAS)، وهي: تخفيض معدالت اجلرمية، ومحاربة الفساد، وحتسني نتائج الطالب، وحتسني مستوى املعيشة، وحتسني البنية

األساسية الريفية، وحتسني النقل العام احلضري.

58

تسريع إلى ترمي أهدافا وتتضمن ٢٠١٥م): – ٢٠١١) العاشرة التنمية خطة -٤النمو االقتصادي، باإلضافة إلى توزيع اإلنفاق احلكومي على القطاعات

واألنشطة املختلفة. التنفيذ الصارم ملبادرات اإلصالح االستراتيجي (SRIS) ماليزيا من حتقيق هدفها يف أن تصبح دولة متقدمة اقتصاديا وذات دخل مرتفع، حيث من املتوقع أن يترتب على هذه اإلصالحات زيادة معدالت االستثمار ورفـع إنتاجيـة سينجم ممــا عام، بشكل االقتصادية املـوارد استغالل كفاءة وحتسني العمل عنه ارتفـاع متوسط معدل منو الناتـج احمللي احلقيقي، وبالتالـي نصيب الفـرد من الناتـج احملـلي اإلجمـالي (PerCapita/GNP). ويشير النموذج االقتصادي اجلديد إلى أن االستثمار سيكون أحد احملركات الرئيسة للنمو االقتصادي حتى القطاع مساهمة زيادة أهمية على النموذج أكد املنطلق هذا ومن (٢٠٢٠م). اخلاص يف إجمالي االستثمارات بقدر ملموس لتصل نسبتها إلى الناجت احمللي االقتصادي النموذج ويؤكد (٢٠٢٠م). عام بحلول (٪ ٢٠) نحو إلى اإلجمالي خالل من االقتصادي النمو الستدامة املالي االنضباط أهمية على اجلديد

تخفيض عجز املوازنة العامة للدولة، وإصالح القطاع العام.رحلة يف األخيرة احملطة ٢٠٢٠م) – ٢٠١٦) عشرة احلادية اخلطة وتعد حتقيق رؤية (٢٠٢٠م)، التي سبق أن أطلقت يف العام (١٩٩١م)، وحتمل تصورا ملاليزيا باعتبارها بلدا متطورا متاما يف جميع املجاالت االقتصادية والسياسية جاءت كما (٢٠٢٠م)، عام بحلول والثقافية والنفسية والروحية واالجتماعية اخلطة لتؤكد التزام احلكومة املاليزية برؤية للنمو تركز على الرخاء والرفاهية

وبناء ماليزيا أفضل جلميع املاليزيني.٢-١-٢-٢- حتديات يواجهها االقتصاد املاليزي(٤٠):

ذات الدول من املنافسة يف ماليزيا تواجهها التي التحديات أبرز تتمثل

(٤٠) للمزيد من املعلومات االطالع على الروابط التالية:https- ://themalaysianreserve.com/2017/04/03/malaysia-facing-biggest-eco-nomic-challenge/https- ://www.salaamgateway.com/en/story/challenging_2017_for_malaysian_economy_as_country_drops_in_global_rankings-salaam02112016115244/

59

االقتصادات التي تتسم بالتصنيع منخفضة التكلفة واالبتكارات املتقدمة، ويف عدم قدرتها على االستفادة من مزاياها النسبية يف صناعة األجهزة الكهربائية واإللكترونيات، وهيمنة الشركات احلكومية على قطاع األعمال. ويتوقع أن تشهد املتغيرات االقتصادية تراجعا ملحوظا“، باإلضافة إلى بروز بيئة خارجية غير مواتية مثل: انخفاض أسعار السلع األساسية، وتباطؤ منو االقتصاد الصيني، مستوى رفع صعوبة يف يتمثل هيكليا“ ”حتديا خاصة، بصفة ماليزيا، وتواجه القدرة التنافسية واالرتقاء بسلسلة القيمة يف املدى املتوسط والطويل بسبب وتيرة تسريع ذلك التعليم“. ويتطلب نظام كفاية وعدم املاهرة العمالة ”نقص تنفيذ النموذج االقتصادي اجلديد، الذي من املستهدف أن يؤدي إلى ”بيئة عمل

أكثر إيجابية“ بالنسبة ملاليزيا. وفيما يلي أبرز التحديات التي يواجهها االقتصاد املاليزي:

١ - التباطؤ االقتصادي والتراجع يف عدد من التصنيفات العاملية:ظل اقتصاد ماليزيا مستقرا نسبيا مقارنة بالتحديات والتوقعات العاملية، وذلك على الرغم من تباطؤ منوه والتراجع يف تصنيفه العاملي األعمال، أنشطة ممارسة وسهولة العاملية، التنافسية مؤشرات يف

وفهرس االبتكار العاملية.٢ - الهبوط يف أسعار النفط:

العاملي، االقتصاد منو وتباطؤ النفط، أسعار يف الهبوط ساهم وانخفاض قيمة الرينجت، يف إيجاد بيئة غير مواتية للحكومة. وقد

يفسر ذلك جزئيا االنخفاض يف التصنيف العاملي. ٣ - النمو العاملي املتواضع:

مثل لعوامل نتيجة ماليزيا تواجهها التي احلالية التحديات برزت النمو العاملي املتواضع بسبب الركود يف االقتصادات املتقدمة والناشئة.

٤ - السياسات احلمائية:تعد السياسات احلمائية وتأثير انخفاض االسعار العاملية للسلع وخاصة املاليزية مثل البترول والغاز وزيت النخيل واملطاط من بني

العوامل التي أدت إلى تراجع االقتصاد املاليزي.

60

٢-١-٢-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي املاليزي:

تعتبر اللجنة االقتصادية التابعة ملجلس الوزراء أعلى هيئة منوط بها اتخاذ واالقتصادية، االجتماعية الشؤون مجال يف العامة السياسة بشأن القرارات التخطيط وحدة وتؤدي ملاليزيا. التنموية اخلطط بصياغة الهيئة هذه وتقوم جهاز ضمن محوريا دورا - الوزراء مجلس رئيس مكتب تتبع – االقتصادي أداء بتقومي واخلزانة املركزي البنك إلى باإلضافة فتقوم املاليزي، التخطيط االقتصاد الوطني وإمكانات النمو يف املستقبل. كما تقوم الوحدة بإعداد إطار العمل االقتصادي الكلي واالستراتيجيات للخطة التنموية الوطنية والقطاعية. ومن ضمن مسؤولياتها األخرى؛ تنسيق البرامج القطاعية والوطنية من خالل مجلس التعاون مع القطاع اخلاص. ويؤكد جهاز التخطيط التنموي املاليزي – تنفيذ عملية على - الوزراء مجلس رئيس يرأسه الذي الوطني التخطيط اخلطط، عن طريق مراقبة احتماالت الفشل أو التأخير يف تنفيذ البرامج. ويتم استخدام التقارير التي تصدر عن املؤسسات املعنية بخصوص مراقبة وتقومي مدى تقدم عملية التنفيذ حسب اخلطة التنموية اخلمسية اجلارية، يف صياغة

االجتاهات التنموية املستقبلية ملاليزيا.

٢-١-٣- جتربة الهنــد يف التخطيط التنموي(٤١):

٢-١-٣-١- التخطيط للتنمية:

عام التخطيط هيئة بإنشاء الهند يف التنموي التخطيط مسيرة بدأت األهداف وحتديد اخلمسية، التنمية خطط إعداد بها أنيط التي (١٩٥٠م) للنمو القطاعي وتخصيص املوارد ومتابعة التقدم احملرز وتقوميه. وركزت الهيئة على تطوير البنيات التحتية وبناء القدرات. وقد أثمرت تلك اجلهود عن تنفيذ

(٤١) للمزيد من املعلومات ميكن زيارة الروابط التالية:http- ://niti.gov.in/http- ://mrunal.org/2015/01/economy-niti-ayog-planning-com-mission-evolution-structure-members-function-criticism.htmlhttps- ://www.ndtv.com/cheat-sheet/niti-aayog-replaces-plan-ning-commission-10-points-on-what-you-need-to-know-721421

61

والري، احلديدية والسكك والصناعة التعليم مجاالت يف ضخمة استثمارات يف كبيرا مما أدى إلى حتقيق منو ملحوظ يف قطاع التعليم الذي شهد تطورا بنيته التحتية وإنشاء العديد من املدارس والكليات يف مختلف املناطق. كما شهد القطاع الصناعي تطورا ملحوظا خالل الفترات التخطيطية املختلفة. ومتكنت من املنتجات الزراعية مع إحراز تقدم الهند من حتقيق االكتفاء الذاتي تقريبا كبير يف قطاعي إنتاج السلع الرأسمالية واالستهالكية. كما أسهمت الهيئة يف اقتصادية قوة إلى متخلف ضعيف اقتصاد ذات دولة من الهند حتويل جهود

ناشئة بفضل املنهجية املرحلية املنظمة التي نفذت بها اخلطط التنموية.من العديد الهند يف التنمية خطط حققتها التي النجاحات صاحبت وقد السلبيات، منها: عدم توفر آلية هيكلية لدى هيئة التخطيط للمشاركة املنتظمة مع الواليات الهندية، وذلك نظرا لعدم وجود منتدى فعال إلدارة املفاوضات بني إلى والقدرات اخلبرات نقص أدى كما املختلفة. والوزارات والواليات املركز ضعف التواصل واالرتباط مع مراكز األبحاث واالستشارات، مما أدى إلى صعوبة احلصول على اخلبرات خارج القطاع احلكومي. وفيما يختص مبعاجلة وإصالح األراضي الزراعية، فقد واجهت الهيئة عددا من العقبات يف التنفيذ نظرا ألن الواليات الهندية كانت تتجاهل توجيهاتها يف األساليب والسياسات التي تتبعها. مؤسسات مساءلة يخص فيما الهيئة صالحيات محدودية ذلك إلى ويضاف احلكومة االحتادية والواليات واألقاليم على إخفاقها يف تنفيذ األهداف احملددة

التي وضعتها الهيئة.ويف تطور الحق، ورغبة يف معاجلة تلك السلبيات، أنشئ يف عام (٢٠١٥م)، The National Institution for Transforming) “الهيئة الوطنية للتحول يف الهند”,India, also called NITI Aayog)، كمركز أبحاث واستشارات رئيسـي للحكومة.

خطط وتنفيذ إعداد على القائمة التخطيط منهجية عن بذلك الهند وتخلت تنمية متوسطة املدى (خطط خمسية) التي كانت آخرها اخلطة اخلمسية الثانية عشرة للهند (٢٠١٢–٢٠١٧م)، لتتبنى بدال عنها رؤية مستقبلية بعيدة املدى ملدة (١٥) سنة، اعتبارا من عام (٢٠١٧م)، وتدعمها استراتيجية تنفيذية (٢٠١٧ - ٢٠٢٤م)، ميتد أفقها الزمني (٧) سنوات (أطلق عليها مسمـى: أجندة التنمية

62

الوطنية (Seven-year National development Agenda)، تتضمن املشاريع أهداف الرؤية من مستمدة محددة أهدافا حتقق التـي والبـرامج والسياسات املستقبلية وتوجهاتها األساسية. إلى جانب ذلك أطلقت الهند خطة عمل ثالثية (A Three-Year Action Plan) للفتـرة (٢٠١٧ - ٢٠٢٠م)، تتكون من ثالثة أجزاء يتعلق اجلزء األول منها بجانبـي اإليرادات والنفقات يف املوازنة العامة للدولة، والصناعة الزراعة قطاعات يف حتقيقها املستهدف بالتحوالت الثاني واجلزء

واخلدمات، واجلزء الثالث بالتنمية اإلقليمية.آنيا العمل واملصالح الوزارات جميع من الشاملة التنمية حتقيق ويتطلب لتحقيق طريق كخريطة – العمل برنامج يسعى لذلك، متناسقة. وبصورة لتغطية كافة جوانب االقتصاد تقريبا. ورغم هذه التغطية التقدم املستقبلي – الواسعة، مت بذل جهد إضايف لعرض كافة نقاط العمل بأقصى قدر من الوضوح، وتفادي تقدمي األسس املنطقية التفصيلية لكل إجراء مقترح لضمان أال تكون الوثيقة أطول مما ينبغي. وسوف يتم تنفيذ هذه املهمة األخيرة يف وثيقة الرؤية

واالستراتيجية (٢٠١٧ – ٢٠٣٠م).

٢-١-٣-٢- حتديات يواجهها االقتصاد الهندي(٤٢):

بدأت الهند ومنذ عام (١٩٩١م) يف التحول إلى السوق احلر، وتعزيز االنفتاح التجاري، وزيادة االستثمار يف الهياكل األساسية. وقد أسهم ذلك يف حتقيقها معدالت مرتفعة للنمو والتنمية االقتصادية. وعلى الرغم من ذلك ال تزال تواجه

مشاكل وحتديات مختلفة، من أبرزها:١. انخفاض مستوى الدخل القومي وبالتالي متوسط دخل الفرد.

٢. التفاوتات الكبيرة يف الدخل والثروة. ٣. هيمنة القطاع الزراعي التقليدي يف توليد الدخل القومي وتوظيف القوى

العاملة. حوالي إلى عددهم وصل حيث السكان، منو معدل يف الكبير االرتفاع .٤

(٤٢) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط التالية:http- ://www.economicsdiscussion.net/indian-economy/problems-indian-economy/8-major-problems-faced-by-the-indian-economy/14140

63

(١,٢٥٢) مليون نسمة عام (٢٠١٣م)، وبذلك تتبوأ الهند املرتبة الثانية بعد الصني من حيث عدد السكان.

٥.ارتفاع معدالت البطالة يف املناطق الريفية واحلضرية.وبالتالي الفقر، انتشار نتيجة تكوينه معدل وانخفاض املال رأس ٦.ندرة

انخفاض القدرة على االدخار. ٧.عدم كفاية البنية التحتية احلالية لتلبية االحتياجات املتزايدة.

٨.انخفاض املستوى التقني خاصة يف املناطق القروية وما جنم عنه من تدني إنتاجية العمالة.

٢-١-٣-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي الهندي:

السياسات لرسم مركزا الهند يف ،(NITI) «للتحول الوطنية «املؤسسة تعد املركزية للحكومة والفنية االستراتيجية املشورة بتقدمي وتقوم للحكومة. عن أسلوب القمة» بدال وحكومات الواليات من خالل تبني أسلوب «القاعدة – القاعدة» التقليدي الذي كانت تتبناه هيئة التخطيط امللغاة. كما تضم «القمة – قيادات عن فضال والية، (٢٩) عددها البالغ الهند واليات قيادات املؤسسة األقاليم االحتادية السبعة، باإلضافة إلى ذلك تعمل املؤسسة مبثابة كيان فاعل يف مسيرة التنمية يف البالد خالل السنوات القادمة لتلبية محوريا يؤدي دورا حاجات املجتمع الهندي، وحتقيق تطلعاتهم. فضال عن إعدادها لرؤية مشتركة ألولويات التنمية الوطنية؛ وتعزيز الفيدرالية التعاونية؛ واستحداث آليات إلعداد

خطط فعالة على مستوى القرية، والتركيز على التطوير التقني.

64

٢-١-٤- جتربة الصني يف التخطيط التنموي(٤٣):

٢-١-٤-١- التخطيط للتنمية:

تعد التجربة الصينية يف مجال التخطيط للتنمية من النماذج الدولية املميزة والفريدة من نوعها، وذلك بفضل «املعجزة االقتصادية» التي حققتها يف وقت بعد اقتصاد عاملي اقتصاد أكبر ثاني الصيني االقتصاد أصبح حيث وجيز،

الواليات املتحدة األمريكية، وأسرع اقتصاد منوا خالل الثالثني سنة املاضية.ولقد مر االقتصاد الصيني بالعديد من املراحل ليتحول من االقتصاد املخطط اقتصاد إلى املرجوة) التنمية أهداف حتقيق يف ينجح لم الذي ) املركزي أو معدالت النمو رفع يف الالمركزية ساهمت وقد املنافسة، على القائم السوق االقتصادي بفضل حصول حكومات املناطق احمللية على احلكم الذاتي باإلضافة إلى تعاظم دور القطاع اخلاص ومساهمته يف األنشطة االقتصادية. حيث اتبعت الصني طريقة متدرجة يف اإلصالح االقتصادي، فبالرغم من حترير السوق ظل على األمر يقتصر ولم التنمية. سياسات وتنفيذ حتديد يف مهما الدولة دور تطوير الصناعات التي جعلت منها من أكبر املصدرين، بل بدأ االصالح أساسا

يف القطاع الزراعي الذي يستوعب القدر األكبر من العمالة. لتنسيق الصينية للحكومة الرئيسة اآللية مبثابة اخلمسية اخلطط وكانت نظام واتسم احمللية، واحلكومات الوطنية الوزارات عبر وتنفيذها السياسات التخطيط احلديث باملرونة العالية، ومت دعم املبادرات املتنوعة على نحو متزايد، وحتولت اخلطط اخلمسية بشكل جذري منذ أوائل التسعينيات، حيث تخلت عن

(٤٣) للمزيد من املعلومات االطالع على الروابط التالية:http- ://en.ndrc.gov.cn/mfndrc/http- ://planningcommission.gov.in/reports/genrep/rep_china1706.pdfhttp- ://www.rtpi.org.uk/media/1566538/RTPI%20Research%20Report%2012%20Planning%20China%27s%20Future%20December%202015.pdfhttp- ://en.ndrc.gov.cn/newsrelease/201612/P020161207645765233498.pdfhttps- ://www.chinabusinessreview.com/understanding-chinas-13th-five-year-plan/https- ://www.uscc.gov/sites/default/files/Melton%20-%20Written%20Testimony.pdfhttps- ://abeqtisad.com/reports/china-economic-history/

65

زت اخلطط دورها الذي ميلي ويفرض سلوكا اقتصاديا واجتماعيا معينا، وعز٢٠١٥م) – عشرة (٢٠١١ ٢٠١٠م) والثانية – عشرة (٢٠٠٦ احلادية اخلمسية الرعاية وبرامج البيئة حماية مثل اجلديدة، السياسة أولويات نحو التحول صحة حيث من االقتصادية األهداف صياغة إعادة إلى إضافة االجتماعية،

االقتصاد بدال من كمية اإلنتاج. منتصف يف االقتصادي لإلصالح استراتيجية وضع جرى مهم، تطور ويف فترة اخلطة الثانية عشرة لتحويل دور احلكومة يف االقتصاد واملجتمع، ويشكل تنفيذها حقبة جديدة يف فترة االصالح يف الصني، وتسهم يف مسار منو أكثر

استدامة وتوازنا. ولم تكن اخلطط اخلمسية الصينية يف الواقع خطة واحدة متماسكة، ولم تكن محصورة بالكامل يف غضون فترات خمس سنوات منفصلة، وال تفرض وضع لسياسات ورسما عملياتيا توجها مبثابة كانت بل الثابتة، للسياسات مخطط تطورية. وهي قائمة على تقدمي املعلومات بشكل منهجي من القاعدة الشعبية إلى احلكومة املركزية، وجتهيز وحتليل تلك املعلومات لدعم قرارات السياسة العامة، وتفويض وتنسيق عملية التنفيذ عبر اإلدارة، ومن ثمة رصد فعالية تلك أداة تعد اخلمسية اخلطة إن كما ينفذونها. الذين املسؤولني أو – السياسات ز دور القادة الالمركزيني الذين يستخدمون نظام التخطيط لتحديد سياسية تعزبالفعل مصممة وهي احمللية، واحلكومات الوزارات مختلف وحوافز أولويات للحفاظ على درجة عالية من االنفتاح املؤسسي واالستقالل احمللي الذي مييز احلوكمة الالمركزية يف الصني. وميكن القول إن التخطيط املركزي عزز نظام السيطرة الصينية للحكومة يكفل الذي املركزي واإلشراف املتدرجة الرقابة مركزية على التركيز دون ولكن الرئيسية، السياسة املؤشرات على النهائية

سلطة صنع القرار. – ٢٠١٦) عشر الثالثة اخلمسية اخلطة وثيقة أن إلى اإلشارة وجتدر ٢٠٢٠م)، حتدد السياسة االقتصادية واالجتماعية لكل جهة حكومية، وتتضمن أهدافا كمية مختلفة مثل معدل منو الناجت احمللي اإلجمالي، ومعدالت التحضر، وانتهجت الصحية. الرعاية تغطية ومعدالت الكربون، أكسيد ثاني وانبعاثات

66

الوثيقة ما كان متبعا يف نظام التخطيط االشتراكي من حيث التصميم، والصورة إلى اخلطة سعت وقد البالد. مستقبل يف بقوة تتحكم قوية مركزية حلكومة وجه وعلى فشلت، التي اجلهود وتصحيح الناجحة، املبادرات توسيع مواصلة اخلصوص سياسة حماية البيئة يف اخلطتان (١١، ١٢)، وتوسيع نطاق األهداف البيئية امللزمة لتشمل امللوثات اجلديدة، وكذلك تعزيز رصد النظم والسياسات إدارة مثل األخرى، البيئية األساسية الهياكل استثمار يتطلب مما وتقوميها، إذ الضرائب، توزيع إعادة جهود تعزيز يف اخلطط وتساعد واملياه. النفايات مستوى على الصحي التأمني تغطية معدالت املثال، سبيل على تستهدف، يف التوازن إعادة على التركيز مع الرعاية، من معينة ملعايير وفقا املقاطعات توزيع االستثمارات يف الهياكل األساسية احلضرية. كما يؤدي نظام التخطيط أداء دور رئيس يف املبادرات الوطنية الكبرى األخرى مثل برامج بحوث العلوم والتقنية والتنمية الصناعية ذات الصلة بالدفاع واألمن، واملبادرات الدولية من خالل مبادرة ”طريق احلرير البحري واحلزام االقتصادي“ لطريق احلرير للقرن

احلادي والعشرين. ٢-١-٤-٢- حتديات يواجهها االقتصاد الصيني(٤٤):

تعتبر الصني ثاني أكبر اقتصاد يف العالم بعد الواليات املتحدة. كما أنها ثالث أكبر مستورد يف العالم بعد الواليات املتحدة ومنطقة اليورو، وهي أكبر مستهلك االقتصاد أن إال والصلب. واحلديد واإلسمنت النفط مثل السلع من للعديد

الصيني يواجه العديد من التحديات، يأتي من أبرزها:انخفاض معدل النمو: ١ -

شهد االقتصاد الصيني معدالت منو مرتفعة خالل العقد املاضي مدفوعا إلى حد كبير مبشاريع البنية التحتية الطموحة جدا التي اضطلعت بها

(٤٤) للمزيد من املعلومات االطالع على الروابط التالية:https- ://www.investopedia.com/articles/investing/011316/4-economic-chal-lenges-china-faces-2016.asphttps- ://www.bloomberg.com/graphics/2017-china-yearforward/https- ://www.managementstudyguide.com/top-five-challenges-facing-the-chi-nese-economy.htm

67

حكومة الصني، إال أن تلك املشاريع، تسببت يف ارتفاع حجم الديون التي أثقلت كاهل االقتصاد.

انكماش الصادرات: ٢ -وقد تأثرت املعجزة االقتصادية الصينية بسبب انكماش استهالك الواليات

املتحدة التي تتجه إليها أكثر من ثلث الصادرات الصينية.تراجع اإليرادات واملصروفات الضريبية، وعجز املوازنة: ٣ -

الضريبية، اإليرادات تراجع إلى اإلجمالي احمللي الناجت انخفاض أدى وما صاحبه من ارتفاع يف النفقات العامة، إلى حدوث عجز يف املوازنة العامة يتعني سده عن طريق االقتراض الذي ال يعد خيارا مفضال الرتفاع

حجم الديون. االختالالت اإلقليمية: ٤ -

أدى االزدهار االقتصادي الذي شهدته الصني خالل العقدين املاضيني ظلت حني يف الساحلية. األجزاء جميع يف النطاق واسعة تنمية إلى على احلفاظ أن حيث حتديا، ذلك وميثل منوا. أقل الداخلية األجزاء معدالت منو عالية يف الصني مع مثل هذه البنية التحتية الفقيرة سيكون

صعب املنال.دور احلكومة: ٥ -

تتطلب العديد من التحديات الرئيسة التي تواجهها الصني تبني سياسات حكومية فعالة - مبا يف ذلك القضايا البيئية، وعدم املساواة يف الدخل، وعدم االستقرار املالي. كذلك حتدي إرساء عملة تضاهي الدوالر، وهي االقتصاد يف الصني ولدور التنموي االستشراف يف محورية قضايا

العاملي.٢-١-٤-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي الصيني:

أنشئت «هيئة التخطيط احلكومية» عام (١٩٥١م) كجهة مركزية للتخطيط االقتصادي واإلداري. ويف أواخر التسعينيات حتول االقتصاد الصيني من نظام موجه إلى نظام اقتصاد السوق االشتراكي، مما تطلب معه إنشاء الهيئة احلكومية للتخطيط التنموي يف عام (١٩٩٨م) للتنسيق بني شؤون االقتصاد الكلي وشؤون

68

االقتصاد اجلزئي، بهدف إيجاد بيئة سوق تنافسية نزيهة، وإعداد استراتيجيات التنمية الوطنية الالزمة للتكيف مع النظام االقتصادي اجلديد.

الدولة مجلس مكتب دمج عملية (٢٠٠٣م)، عام شهد الحق، تطور ويف إلعادة هيكلة النظام االقتصادي والهيئة احلكومية لالقتصاد والتجارة، لتصبح National Development and Reform) واإلصالح للتنمية الوطنية الهيئة Commission)، كجهة حكومية مختصة بوضع السياسات االقتصادية واالجتماعية

والعمل يف الوقت ذاته على حتقيق التوازن بني الهيمنة االقتصادية وإعادة الهيكلة االقتصادية، حيث تعمل الهيئة (NDRC)، حتت إشراف مجلس الدولة. وتعد الهيئة مبثابة ”وزارة رفيعة املستوى“، نظرا للنطاق الواسع لصالحياتها وسلطاتها على اخلطط االقتصادية الوطنية متوسطة املدى وبعيدة املدى، واعتماد مشروعات ومتابعتها. األخرى االقتصادية التنمية سياسات وتنسيق األجنبي، االستثمار متيل التي عشرة، الثانية اخلمسية اخلطة أعدت الهيئة أن باإلشارة وجدير االستهالك وزيادة للثروة العادل والتوزيع بيئيا املستدام النمو نحو كبير بشكل احمللي، وذلك بهدف احلد من تدخل الدولة يف األسواق، وحتسني فاعلية الهيئات

التنظيمية الرئيسية، وزيادة نوعية اخلدمات االجتماعية. ٢-١-٥- جتربة جمهورية جنوب أفريقيا يف التخطيط التنموي(٤٥):

٢-١-٥-١- التخطيط للتنمية:فيها أدمجت املدى متوسطة جديدة تنموية خطة أفريقيا جنوب اعتمدت أهداف أجندة األمم املتحدة (SDGs)، وفق رؤية (٢٠٣٠م). ورغم اعتماد الدولة مبدأ التخطيط يف وقت مبكر، منذ التخلص من احلكم العنصري عام (١٩٩٤م)، إال أن إعداد واعتماد خطة تنمية شاملة وتنفيذها بدأ عام (٢٠١٠م) وهي ممتدة

حتى (٢٠٣٠م).

(٤٥) للمزيد من املعلومات االطالع على الروابط التالية: National- Development Plan 2030 Our Future-make it workhttps- ://nationalplanningcommission.wordpress.com/the-national-develop-ment-plan/http- ://www.poa.gov.za/Pages/default.aspxhttp- ://www.dpme.gov.za/Pages/default.aspx

69

وتشير وثيقة (الرؤية) اخلطة االستراتيجية (٢٠١٠ - ٢٠٣٠م)، إلى ما حققته جنوب أفريقيا من تقدم على مدى العشرين عاما املاضية على طريق إقامة نظام وطني للتخطيط. موضحة أن هذا النظام أو الهيكل القائم على عملية التخطيط الوقت نفس ويف والتقومي. واملراقبة واملوازنة، التخطيط، بني التوافق يحقق تشير الوثيقة إلى أن نظام التخطيط لم يحقق أهدافه التنموية حيث أن الكثير من التخطيط قد حصر يف ممارسة االلتزام (باخلطة) مما استهلك الكثير من الوقت، ولم يحقق إال القليل من النتائج. وقد يعزى ذلك إلى قصور التواصل اخلطة تلك شهدت وقد القدرة. بناء وحتديات الفنية، والتحديات املجتمعي، عنوانها: مهمة وثيقة أعدت التي الوطني التخطيط هيئة من شاملة مراجعة ”إصالح نظام التخطيط احلكومي جلنوب أفريقيا يف عام (٢٠١٦م)“، تضمنت

ما ميكن اعتباره تطويرا ملنهجية التخطيط، وآليات إعداد اخلطة وتنفيذها.للخطط عمل ”إطار بعنوان: استرشاديه وثيقة اخلزانة وزارة أعدت وقد يجمع عمل إلطار األساس لتكون السنوية“ التنفيذية واخلطط االستراتيجية ما بني اخلطة االستراتيجية وخطة العمل السنوية، مع التأكيد على النتائج من منطلق منهجية املتابعة والتقومي. وتسعى هذه الوثيقة إلى الربط بني اخلطط الالزمة امليزانيات توفر ضمان خالل من األداء حتسني بهدف وامليزانيات،

لتحقيق األهداف واألولويات.ويعتمد تنفيذ اخلطة، على ثالثة مستويات إدارية: الوزارات وما يف حكمها، واألقاليم، وبلديات املدن والتجمعات القروية. ويتم يف كل هذه املستويات اإلدارية

اعتماد اخلطة واملوازنة ثم الرفع إلى اجلهة احلكومية األعلى ذات العالقة.حتى متتد املدى متوسطة كخطة افريقيا جنوب رؤية صياغة مت وقد

(٢٠٣٠م)، واتسمت بالعديد من الصفات، من أبرزها اآلتي:- ١ مت صياغة الرؤية وبرامجها التنفيذية وتبني تنفيذها يف إطار إعادة

هيكلة إدارية للعديد من املؤسسات والوزارات واجلهات احلكومية.- ٢ يندرج إطار العمل الذي أعدته وزارة املالية أو اخلزانة العامة ضمن نظم التقومي واملتابعة الشاملة الذي تتبناه احلكومة، ويركز على اخلطط

االستراتيجية واخلطط التنفيذية السنوية.

70

التكلفة مفهوم على اخلطط إلعداد املبادرات مبدأ الرؤية اعتمدت ٣ -والعائد باعتبار التمويل عنصرا يتسم بالندرة بالنسبة للحكومة.

- ٤ جرى التركيز على العالقة بني اخلطط واملوازنات، وهيكل املوازنة لكل مبادرة أو مشروع، وعلى العالقة بني املوازنات، واألهداف املطلوب حتقيقها.

- ٥ تقوم العالقة بني العناصر الثالثة: التشريعات، واخلطط، وامليزانيات على الترابط.

املستوى مستويات، ثالثة وفق التخطيط منظومة الرؤية اعتمدت ٦ -املركزي، ومستوى األقاليم، ومستوى البلديات.

تعرف والتنفيذ التخطيط حيث من مختلطة منهجية الرؤية اعتمدت ٧ -بـمنهجية ”من أعلى إلى أسفل، ومن أسفل إلى أعلى“. فبينما التشريعات والرؤية الوطنية تأتي من أعلى إلى أسفل، فإن اخلطط التنفيذية والتشغيلية

تأتي من أسفل ألعلى، ابتداء من احلكومات احمللية، والبلديات.- ٨ اعتمد الرؤية منوذجا معدا من جانب الوزارة لكل من الصياغة النموذجية السنوية، األداء خطة وكذلك الوزارة، أو للجهة االستراتيجية للخطة

تتضمن مكونات تفصيلية مبا يف ذلك التكلفة وكيفية حسابها.أعدت سنوي أداء برامج إلى مقسمة خمسية خطط الرؤية صاحب ٩ -مع التنمية، بعملية العالقة ذات اجلهات من جهة كل ملبادرات وفقا والتكلفة والتقومي، واملتابعة بالتمويل املرتبطة األخرى التفاصيل كافة

والترابط والتكامل بني اخلطط.

٢-١-٥-٢- حتديات يواجهها اقتصاد جنوب أفريقيا (٤٦):

انتشار عمقها التي التحديات من العديد أفريقيا جنوب اقتصاد يواجه البيروقراطية، والتدخل السياسي يف رسم السياسات. وبناء عليه، يتمثل التحدي يف جنوب أفريقيا يف إقامة نظام للتخطيط تقوده الدولة، ونظام مجتمعي يحقق

(٤٦) للمزيد من املعلومات االطالع على الروابط التالية:http- ://www.futuredirections.org.au/publication/south-africa-economic-challenges/https- ://www.resbank.co.za/Lists/Speeches/Attachments/469/Speech%20Stan-bic%20seminar%20June%202016.pdf

71

بالتخطيط، االلتزام مستوى تدني مسألة ويعالج املجتمع، فئات جميع مشاركة ويسهل عمليات التحليل ويوسع املشاركة يف تنفيذ اخلطة. ويستدعي حتقيق ذلك وأن القضايا، هذه ملعاجلة األقاليم وحكومات املركزية احلكومة جهود تضافر ينصب اهتمام اإلدارة احلالية على (مأسسة) التخطيط مبا يوفر فرصا للبناء على النظام الذي مت تطويره (عبر عملية التخطيط) ليكون أكثر تركيزا على األهداف

التنموية. ومن أبرز التحديات التي يواجهها اقتصاد جنوب أفريقيا، ما يلي:١ - ارتفاع معدل البطالة:

تقلصت فيما الشباب، بني خاصة مرتفعة، البطالة معدالت استمرت الصناعات كثيفة العمالة مثل الزراعة والتعدين والصناعة التحويلية.

٢ - تدنى التصنيفات االئتمانية وعملة ضعيفة:شهدت قيمة «الراند» تراجعا أمام الدوالر األمريكي، وقد تسارعت وتيرة

انخفاضها منذ عام (٢٠١٠م). ٣ - التضخم وأسعار الفائدة:

أسعار رفع إلى أفريقيا جنوب يف الفدرالي االحتياطي بنك يسعى فيه مبا قويا البنك يكون أن يتطلب وهذا التضخم من للحد الفائدة الكفاية ليحقق التوازن بحيث يتمكن من احلد من التضخم دون عرقلة

النمو االقتصادي وفرص العمل.٤ - ضعف القطاع العام وسوء اإلدارة:

أدى سوء اإلدارة إلى ارتفاع العجز يف ميزانية احلكومة، وتتطلب معاجلة ذلك إجراء تخفيضات مدروسة يف اإلنفاق وتعديالت على الضرائب.

٥ - حتديات الطاقة والبيئة:تبرز حاجة ماسة لدعم محطات توليد الكهرباء، وتخفيف الضغط عن الشبكة احلالية التي ال تزال دون املستوى املطلوب، وتشكل عائقا أمام مناطق ضرب الذي املسبوق غير اجلفاف أثر كما االقتصادي. النمو عديد يف األجزاء اجلنوبية من البالد على القطاع الزراعي، وأدى إلى نقص يف املياه الالزمة للتبريد يف محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم

التي تعتمد عليها جنوب أفريقيا يف غالبية إنتاجها من الكهرباء.

72

٦ - تدنى أداء املشاريع اململوكة للدولة:«شبه القطاعات مختلف يف الشركات من كبيرا عددا الدولة متتلك احلكومية». وتتسم هذه الشركات بتدني فعاليتها وتراجعها املستمر، وسوء اخلصخصة ومتثل احلكومية. املالية على ضغطا ميارس مما اإلدارة، أحد احللول ملعاجلة الفساد وأوجه القصور يف املؤسسات شبه احلكومية، األمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الشفافية وااللتزام بأهداف الربح. وقد

تسببت املخاوف من فقدان الوظائف يف معارضة هذا النهج.

٢-١-٥-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي جلنوب أفريقيا:

جنوب يف التنموي التخطيط عملية به املنوط املؤسسي الهيكل يتضمن أفريقيا عدة جهات إدارية وهياكل مؤسسية، وهو ما ميكن اعتباره مالمح مميزة

لألداء اإلداري والتخطيطي يف هذه الدولة. وهذه اجلهات هي:١- مؤسسة الرئاسة: وهي املسؤولة عن التخطيط الوطني االستراتيجي.

٢- الهيئة الوطنية للتخطيط: وهي مسؤولة عن حتليل التوجهات التنموية على املدى الطويل، وتقدمي التوصيات بشأن آليات تنفيذ خطة التنمية

التي يتم إعدادها بالتعاون مع اجلهات ذات العالقة.٣- وزارة التخطيط والرقابة والتقومي: وتتقاسم املسؤولية مع وزارة اخلزانة يف اإلشراف على عملية التخطيط االستراتيجي. كما أنها تستضيف سكرتارية

الهيئة الوطنية للتخطيط التي تقدم الدعم الفني واإلداري للهيئة.عن ومسؤولة الوزراء رئيس تتبع مكاتب وهي الوزراء: رئاسة مكاتب -٤

التخطيط اإلقليمي، وتنسيق السياسات على مستوى األقاليم.اخلطة وبني بينها والتنسيق املوازنة إعداد وتتولى اخلزانة: وزارة -٥

ومتطلباتها. وتقوم فروعها بأداء ذات الدور على مستوى األقاليم.أثناء للبلديات والتوجيه الدعم بتوفير وتقوم التعاونية: احلوكمة وزارة -٦عن مسؤولة أيضا وهي اإلقليم، مستوى على التنمية خلطط إعدادها

تقدمي مبادرات تدعم التواصل فيما بني األجهزة احلكومية.

73

٧- البرملان، وجهات التشريع يف األقاليم: وهي جهات مسؤولة عن اإلشراف على اإلدارية للجهات السنوي واألداء االستراتيجية، للخطط واملتابعة

املستوى املركزي ويف األقاليم.مراجعة يتولى حيث العامة، املراقبة بديوان أشبه وهو العام: املراجع -٨احملددة واألهداف املؤشرات ضوء يف واألجهزة للوزارات الفعلي األداء

سلفا يف اخلطط االستراتيجية.٩- هيئة اخلدمات العامة: وهي مسؤولة عن التأكد من أن اخلدمة العامة يتم توفيرها وفق املعايير وبالتوافق مع دستور الدولة، وخاصة التأكد من

أن اخلدمة العامة موجهة خلدمة التنمية.

74

الدولةخلطة

الرؤية/ امجاالت التركيز

اإلطار املؤسسي

كوريا جلنوبية

اجلزيرة

جلديدة لشبه اخلريطة االقتصادية ا

اس سنوات

الكورية، يتم تنفيذها لفترة خمابتداء من عام ٢٠١٧م.

- مشروعات ابتكارية متقدمة، - تسريع وتيرة التحرير االقتصادي،

- تنفيذ إجراءات أمان اجتماعي أفضل، حتقيق التنمية املتوازنة،

-جلزيرة الكورية.

- ترسيخ السالم يف شبه ا

- وزارة االستراتيجية واملالية

ماليزيــام،

-عام ١٩٩١ رؤية ماليزيا ٢٠٢٠م أطلقت يف

م)، -

حلادية عشرة (٢٠١٦ – ٢٠٢٠خلطة ا

واآخر خطة لتحقيق الرؤية،

- ماليزيا بلد متطور يف جميع املجاالت االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية بحلول عام ٢٠٢٠م.

جلميع املاليزيني.- التركيز على الرخاء والرفاهية وبناء ماليزيا أفضل

- اللجنة االقتصادية- وحدة التخطيط

االقتصاديس التخطيط

- مجلالوطني

الهنــد) سنة،

-رؤية مستقبلية بعيدة املدى ملدة (١٥

منذ عام ٢٠١٧م، م)،

-أجندة التنمية الوطنية (٢٠١٧ - ٢٠٢٤

م)، -

خطة عمل ثالثية للفتـرة (٢٠١٧-٢٠٢٠

خلدمات، والتنمية اإلقليمية (الواليات).قطاعات الزراعة والصناعة وا

- الهيئة الوطنية للتحول يف الهند

(NITI)

الصنيخلمسية الثالثة عشر (٢٠١٦ –

خلطة اوثيقة ا

٢٠٢٠م)،

حتقيق معدالت التحضر إيجابية، -

ض معدالت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون،- تخفي

- زيادة التغطية والرعاية الصحية.

- الهيئة الوطنية للتنمية واإلصالح

جنوب أفريقيا

م، -

رؤية جنوب افريقيا ٢٠٣٠م، أطلقت عام ٢٠١٠- خطة تنموية متوسطة املدى أدمجت فيها

مم املتحدة .أهداف أجندة األ

حتقيق التوافق بني التخطيط، واملوازنة، واملراقبة والتقومي. -

خلطة.س حصر التخطيط يف املمارسة وااللتزام با

- التأكيد على النتائج، ولي

- الهيئة الوطنية للتخطيط- وزارة التخطيط والرقابة

والتقومي

ط التنمويجدول (١ - ٢): أبرز مالمح التجارب الدولية املختارة يف عملية التخطي

75

٢-١-٦- جتربة جمهورية مصـر العربية يف التخطيط التنموي( ٤٧):

٢-١-٦-١- التخطيط للتنمية:

بدأ التنفيذ الفعلي للخطة اخلمسية األولى يف مصر يف عام (١٩٨٣/٨٢– ١٩٨٧/٨٦م)، ثم جاءت اخلطة اخلمسية الثانية للتنمية االقتصادية واالجتماعية طويلة األجل، ١٩٩٢/٩١م). وقد حددت هاتان اخلطتان أهدافا – ١٩٨٨/٨٧)تتمحور حول: زيادة القدرة الذاتية لالقتصاد املصري، ودعم البنية األساسية

املادية واالجتماعية، وحتقيق التوازن السكاني واملكاني.خطتني، وتنفيذ بإعداد مصر قامت العشرين القرن تسعينيات ويف ١٩٩٣/٩٢) واالجتماعية االقتصادية للتنمية الثالثة اخلمسية اخلطة هما: االجتماعية االقتصادية للتنمية الرابعة اخلمسية واخلطة ١٩٩٧/٩٦م)، –

أولى مع الثالثة اخلمسية اخلطة بدأت حيث ٢٠٠٢/٢٠٠١م). – ١٩٩٨/٩٧)سنوات برنامج اإلصالح االقتصادي املتمثل يف اتفاقيتي «التثبيت االقتصادي»

مع صندوق النقد الدولي و «إعادة الهيكلية االقتصادية» مع البنك الدولي.وتدخل مصر القرن احلادي والعشرين باستراتيجية طويلة األجل لتخطيط التنمية االقتصادية واالجتماعية على مدى زمني قدره عشرون سنة (٢٠٠٢ – ٢٠٢٢م)، وتنقسم هذه االستراتيجية إلى أربع خطط خمسية للتنمية االقتصادية واالجتماعية، تبدأ باخلطة اخلامسة للتنمية االقتصادية االجتماعية (٢٠٠٢- ٢٠٠٧م). حيث واكب تلك اخلطة اإلعالن عن استراتيجية طويلة املدى حتمل هدفا قوميا هو «حتديث مصر»، وشهدت الفترة السابقة إلعالن اخلطة تسويقا واسعا لهذا الهدف على املستوى السياسي واالقتصادي، بحيث أصبح له صدى

على املستويني الرسمي والشعبي.

(٤٧) للمزيد من املعلومات ميكن االطالع على التالي:املصرية، الكتب دار السوق، آليات إطار يف االقتصادي: التخطيط الدمرداش، د.

القاهرة، ٢٠٠٨م. https- ://www.amad.ps/ar/Details/146949http- ://sdsegypt2030.com/https- ://www.egynews.net/838628/838628-2/

76

ويف فبراير (٢٠١٦م)، مت إطالق استراتيجية مصر للتنمية املستدامة (رؤية مصر ٢٠٣٠م)، التي ركزت على حتسني التنافسية على مستوى واسع النطاق عبر اثني عشر محورا رئيسيا شملت محور التعليم، واالبتكار واملعرفة والبحث العلمي، والعدالة االجتماعية، والشفافية وكفاءة املؤسسات احلكومية، والتنمية االقتصادية، والتنمية العمرانية، والطاقة، والثقافة، والبيئة، والسياسة الداخلية، واألمن القومي ومحاربة اإلرهاب والسياسة اخلارجية والصحة. ويشتمل مضمون تنافسي اقتصاد ذات اجلديدة مصر «ستكون مفاده ما على املصرية الرؤية واالندماج العدالة على ويقوم واملعرفة، االبتكار على يعتمد ومتنوع ومتوازن االجتماعي واملشاركة ذات نظام أيكولوجي متزن ومتنوع تستثمر عبقرية املكان

واإلنسان لتحقق التنمية املستدامة واالرتقاء بجودة حياة املصريني».

اجلانب هو (٢٠٣٠م) مصر استراتيجية يف التنمية محاور أبرز ولعل االقتصادي، حيث تركز األهداف االقتصادية على التنمية الصناعية باعتبارها على تركز كما الشاملة، واالجتماعية االقتصادية التنمية يف أساسيا محورا صفوف يف واملتفشية العالية البطالة محاربة أجل من العمل فرص حتسني االستثمارات جذب على والعمل االستثمار بيئة وحتسني املصري، الشباب وحتسني بالدولة، العامة املوازنة عجز وخفض الضريبية، العدالة وحتقيق مستويات اإلنتاج، وحتسني نصيب الفرد من الناجت احمللي اإلجمالي إلي مصاف ال بحيث التضخم معدل على واحلفاظ املرتفع، املتوسط الدخل ذات الدول

يتجاوز (٥ ٪)، وسداد الديون اخلارجية ملصر بنسبة (٥٠ ٪) على األقل.

وقد حددت رؤية مصر (٢٠٣٠م) أهم التحديات التي تواجهها، يف عدة نقاط، هي (١) سوء الكفاءة احلكومية لعدة أسباب تشمل وجود الفساد وإهدار املوارد املالية والبشرية، وجهاز حكومي متضخم ووظائف متداخلة، وخدمات غير كفؤة. الرابط لغياب العاملة، القوى من مخرجاته وبالتالي التعليم جودة تدني (٢)التخطيط على القدرة عدم (٣) العمل. سوق ومتطلبات التعليمي النظام بني للمستقبل يف ضوء املوارد احملدودة ومبعدالت الزيادة السكانية احلالية. وأرجعت الرؤية ذلك إلى االستخدام احملدود لألراضي املتاحة (٦٪ من مساحة مصر)،

77

وعدم القدرة على التوسع ووجود مشكالت مرورية مزمنة مع تزايد الضغوط على العاصمة نتيجة غياب توزيع اخلدمات يف املناطق الريفية.

٢-١-٦-٢- حتديات يواجهها االقتصاد املصري:استنادا إلى االجتاهات التنموية ملصر واملرتكزات الرئيسية للرؤية املصرية، وتقرير بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر يف إطار مشاورات املادة الرابعة، للعام (٢٠١٧م)(٤٨)، ميكن استخالص مجموعة من التحديات التي تواجه االقتصاد

املصري، من أبرزها ما يلي:احلاجة إلى زيادة قاعدة اإلنتاج املصرية وتنويعها: ١ (

احلاجة إلى زيادة حجم ومساهمة قطاع الصناعة املصرية وإنتاجيتها ليس فقط على أساس املزايا النسبية لعوامل اإلنتاج التقليدية (األرض القائمة التنافسية املزايا أساس على ولكن املال)، ورأس والعمالة/ /للمزايا وفقا املصرية للصناعة خريطة وأعداد والتقنية، املعرفة على

النسبية والتنافسية. تخفيض معدالت البطالة: ٢ (

تعتبر البطالة من أهم التحديات التي تواجه املجتمع املصري بأسره، وتشجيع التوسع خالل من يأتي حديثا اقتصاديا فكرا تتطلب وهي يليها البطالة المتصاص واملتوسطة الصغيرة اخلدمات مشروعات على تأثير اجلديدة للتقنية وسيكون واحلرفية، الصغيرة الصناعات أمناط األعمال واملهارات املطلوبة من القوي العاملة حيث سيتم إلغاء قطاع يف وخاصة جديدة مجاالت يف أخري وإيجاد املهن من كثيرا اخلدمات الذي سيستمر يف التوسع الستيعاب النمو املتوقع يف القوي

العاملة املصرية.

(٤٨) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط التالي:-https://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/11/10/pr17431-egypt-imf-

staff-completes-2017-article-iv-and-extended-fund-facility-sec-ond-review-mission

78

استقطاب املزيد من رؤوس األموال احمللية واألجنبية:) ٣مازالت الرأسمالية الصناعية املصرية حديثة ولم حتدث بعد تراكمات الصناعة، منشآت تخصيص يف اإلسراع من والبد عالية، رأسمالية وجذب رأس املال األجنبي يف مجال التقنية واخلبرات اإلدارية، ويجب أن يتجه برنامج اخلصخصة أوال إلى فك االحتكارات العامة يف مجاالت شبكات التوزيع والنقل واملواصالت والطيران والكهرباء والغاز وخدمات البريد وغيرها وحتويلها للقطاع اخلاص، وذلك قبل عرض املشروعات

الصناعية الكبيرة. إصدار تشريعات مساندة القتصاد السوق: ) ٤

عمليات (٢٠٣٠م)، مصر رؤية تنفيذ من القادمة املرحلة تتطلب إصالح اقتصادي عميق وفقا آلليات اقتصاد السوق، ملا تقتضيه هذه نحو السليم االنتقال تؤمن جديدة وتشريعات ضوابط من املرحلة الرأسمالية، وتقي االقتصاد املصري من سلبيات التجربة التي قد تؤدي عواقبها إلى تعثر اإلصالح برمته، وتأتي ضوابط منع االحتكار وحماية املنافسة يف مقدمة تلك التشريعات، التي تتعدد لتشمل حماية املستهلك، وتيسير شروط تصفية النشاط، وحماية حقوق االبتكار وامللكية الفردية،

واجلرائم االقتصادية وغيرها.فتح املزيد من األسواق اخلارجية أمام الصادرات املصرية:) ٥

يكمن املستقبل يف املنتجات الصناعية التحويلية وإمكانية تصديرها زيادة وبالذات الصعبة، األجنبية العمالت على للحصول اخلارج إلى حجم املنتجات املعتمدة على التقنية وهي منتجات ذات قيمة مضافة عالية، ويلزم ذلك أن تزيد قدرة املهندسني املصريني يف مجال «التصميم الصناعي»، حتى تأخذ الصادرات املصرية من املنتجات املصنعة نصيبا متزايدا يف الصادرات العاملية، كما أن مصر ميكن أن تلعب دورا هاما يف التجارة العاملية للمنتجات التي تستلزم كثافة بشرية نظرا لتوافر املوارد البشرية املؤهلة يف هذا املجال ، وتقتضي العوامل املستجدة يف التجارة الدولية عقد اتفاقات جديدة مع التكتالت العاملية وحتالفات استراتيجية

79

مع الشركات العاملية خاصة شركات التسويق والتوزيع الكبرى، ودراسة إمكانية املشاركة يف التكتالت إلمكان التغلب على احلماية بها.

تطوير اإلدارة احلكومية:) ٦تواجه مصر حتديا كبيرا يتمثل يف تطوير الفكر اإلداري مبا يتماشى مع متطلبات العصر، وأن تتحرك من خالل مؤسسات جديدة متطورة تهيئ لها املقدرة التفاوضية مع نظرائها من قيادات األعمال يف العالم، فعصر الدعم واحلماية اجلمركية بدأ يتالشى تدريجيا، وتنتقل احلكومة من موقف التحكم إلى موقف املساندة، مما يدفع قطاع األعمال إلى االعتماد على الذات بدال من التبعية، ومن ثم فإن اإلدارة املصرية تواجه حتديا هائال يف إعادة تشكيل عقليتها وإعادة توجيه عملياتها لتواكب

فكر وديناميكية السوق العاملي.النمو االحتوائي واملستدام كضمانة لتحقيق التنمية اإلقليمية املتوازنة يف مصر:) ٧

جميع بني التوازن يحقق الذي النمو لضمان بالغة أهمية هناك املناطق جميع يف االقليمية التنمية حتقيق على ويعمل مصر مناطق التي املناطق لتلك والتنافسية النسبية املزايا باستغالل يسمح بحيث

تتنوع من حيث املناخ والتضاريس واإلمكانيات املختلفة.تخفيض عجز املوازنة املصرية:) ٨

البد من مواصلة اجلهود املصرية الرامية إلى تخفيض عجز املوازنة عن مؤخرا أعلنت قد املصرية املالية وزارة وكانت للدولة، العامة املؤشرات املالية خالل الفترة من يوليو (٢٠١٦م) وحتى مايو (٢٠١٧م)، التي تشير إلى حتقيق عجز املوازنة العامة للدولة البالغ نحو (٣٢٣٫٧) مليار جنيه، بنسبة (٩٫٥ ٪) من الناجت احمللى اإلجمالي، مقابل (٣١١) مليار جنيه خالل الفترة املماثلة من العام املالي السابق بنسبة (١١٫٥ املوازنة يف املقدرة العجز قيمة وأن اإلجمالي. احمللى الناجت من (٪العامة للدولة، للعام املالي (٢٠١٧م) نحو (٣٧٠) مليار جنيه، ويتم متويله الدين وأدوات خزانة، وسندات ألذون املركزي البنك طرح طريق عن

احلكومية، إضافة إلى املساعدات واملنح والقروض الدولية.

80

٢-١-٦-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي املصري:شهد اإلطار املؤسسي للتخطيط التنموي يف مصر، حتوالت متالحقة، ففي «وزارة إلى القومي» التخطيط «جلنة حتويل جرى (١٩٦١م)، يوليو من األول التخطيط» لتكون مبثابة جهاز التخطيط املركزي مهمتها وضع اخلطط الشاملة للتنمية االقتصادية واالجتماعية، ويساندها يف ذلك عدة جهات حكومية، من أبرزها: «الهيئة العامة للتنمية الزراعية» و»الهيئة العامة للتنمية الصناعية» و « الهيئة العامة للتخطيط العمراني» و»هيئة املجتمعات العمرانية اجلديدة». ويف عام (٢٠٠٥م)، جرى دمج وزارة التنمية احمللية يف وزارة التخطيط لتصبح «وزارة التخطيط والتنمية احمللية»، التي تتولى تفعيل آليات التخطيط اإلقليمي، لضمان التوزيع العادل لالستثمارات، وحتقيق منو متوازن لكافة أقاليم الدولة، وتوزيع معدالت أفضل حتقيق يف واملساهمة التنموية، للمشروعات متناسق جغرايف النمو االقتصادي واالجتماعي، وجعل التنمية والتشغيل محورا للسياسات العامة واخلطط خاصة خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية، وتتلقى الوزارة تقارير دورية عن نتائج األعمال يف مختلف األنشطة التي تزاولها احملافظات، ومتكن لقانون نظام وحدات اإلدارة احمللية من أداء دورها ومباشرة اختصاصها وفقا اإلدارة احمللية، وتعميق تطبيقات الالمركزية، وتعميم التجارب الرائدة يف بعض احملافظات. ويف تطور الحق، مت يف العام (٢٠١٤م) إعادة تشكيل الوزارة لتصبح املهام من بالعديد كلفت وقد اإلداري»، واإلصالح واملتابعة التخطيط «وزارة املستويني على واخلدمية اإلنتاجية الوزارات خطط بني التنسيق أبرزها: من السياسات وصياغة القومية، البرامج بني املفاهيم وتوحيد واإلقليمي القومي احلكومية، اخلدمات أداء وتطوير بتفعيل الكفيلة والبرامج واخلطط العامة ووضع إطار متكامل للمتابعة امليدانية واملستمرة ملشروعات اخلطة للتعرف على اإليجابيات والسلبيات التي قد تواجه تنفيذ املشروعات وإيجاد احللول العملية لها. إضافة إلى وضع األطر الالزمة ملشاركة القطاع اخلاص واملجتمع املدني يف حتقيق السياسات العامة للدولة وتنفيذ برامجها ومشروعاتها على املستوى القومي واإلقليمي وتقدمي اخلدمات احلكومية، مبا يؤدى إلى توفير فرص عمل

جديدة من خالل التوسع يف نشر مقدمي اخلدمة.

81

٢-١-٧- جتربة اجلمهورية اجلزائرية يف التخطيط التنموي( ٤٩):

٢-١-٧-١- التخطيط للتنمية:اعتمدت اجلزائر، منذ تاريخ االستقالل عن االستعمار الفرنسي (١٩٦٢م)، نظاما اقتصاديا مبنيا على التخطيط املركزي ذي توجه اشتراكي، حيث مت تأميم كل القطاعات مبا يف ذلك قطاع النفط، وقد متكنت اجلزائر منذ ذلك التاريخ من بناء بنية حتتية واسعة من طرقات ومنشآت عامة اعتمد عليها االقتصاد (١٩٧٨م)، عام إلى كذلك وبقيت خمسية اخلطط وكانت التنموي. مساره يف حيث أصبحت الصناعة الوطنية يف مجابهة معوقات السوق األجنبية التي حدت من استدامتها، وطرحت قضية وجوب إعادة هيكلة مناهج التخطيط ومجابهة األزمات االقتصادية الدورية املتأتية أساسا من تقلبات أسعار النفط التي أثرت سلبيا على أداء االقتصاد وكانت عائقا أمام اعتبار اجلزائر قوة اقتصادية إقليمية، وقد دامت حالة عدم االستقرار هذه أكثر من عشر سنوات، أي إلى عام (١٩٩٣م) التيارات وبروز والسياسي االجتماعي اجلانب على تداعيات من تضمنته مبا املسلحة التي وجهت اهتمام الدولة إلى األهداف األمنية على حساب األهداف التنموية، وقد أدت الظروف التي مرت بها اجلزائر إلى االلتجاء لإلقتراض من صندوق النقد الدولي الذي طالب بالتسريع يف وضع اإلصالحات االقتصادية. فجاء التحول إلى منط تنموي مبني على «السوق» كآلية لتخطي ضعف األداء االقتصادي، فصارت اجلزائر باجتاه معاجلة انخفاض قيمة الدينار اجلزائري اخلارجي. الدين جدولة وإعادة األسعار وحرية اخلارجية التجارة وحترير وعالوة على برامج اخلصخصة التي اعتمدتها السلطات آنذاك، وكان التوجه إلى لعب أدوار أهم يف مسيرة اجلديد نحو القطاع اخلاص الذي كان مدعوا

التنمية، واستمرت هذه الفترة طيلة األعوام (١٩٩٤ – ٢٠١٤م). وبعد خطط (٢٠٠٥- ٢٠٠٩م) و (٢٠١٠ – ٢٠١٤م)، فإن اجلزائر اليوم بصدد ٢٠١٩م). والتي تأتي يف إطار تطبيق اخلطة اجلديدة للفترة ما بني (٢٠١٥ –

(٤٩) مت نشر منوذج وزارة املالية عبر موقعها اإللكتروني (منوذج النمو االقتصادي اجلديد) والذي صادقت عليه احلكومة عام (٢٠١٦م) يف إطار سياسة تنويع االقتصاد الوطني و

(http://www.mf.gov.dz/index.php) .إصالحه

82

«النموذج االقتصادي اجلديد للنمو يف اجلزائر»(٥٠) ذي املدى الزمني (٢٠١٦- ٢٠٣٠م) الذي يتضمن ثالث خطط خمسية متعاقبة، وسبق أن صادقت عليه احلكومة اجلزائرية يف (٢٠١٦م)، ويهدف إلى تنويع االقتصاد الوطني، وإجراء اإليرادات من مزيد لتحقيق الضريبي النظام وإصالح هيكلية، إصالحات وتقليص االعتماد على صادرات النفط والغاز يف ظل هبوط أسعارها منذ العام

(٢٠١٤م)، حيث تعيش اجلزائر ومنذ ذلك احلني أزمة اقتصادية.ويستهدف النموذج االقتصادي اجلديد متكني اجلزائر من التحول إلى دولة مراحل ثالث خالل من وذلك القادمة، سنة عشرة اخلمس غضون يف ناشئة تطوير على وتركز اإلقالع) ٢٠١٩م) (مرحلة بني (٢٠١٦- متتد األولى للنمو؛ القيمة املضافة ملختلف القطاعات صعودا نحو األهداف التي وضعت لكل قطاع. ٢٠٢٥م)، أما املرحلة الثانية فهي املرحلة االنتقالية يف الفترة ما بني (٢٠٢٠ – بينما املتطورة. االقتصادات بركب اللحاق إمكانية من خاللها البالد وتتمكن يف اجلزائري االقتصاد ويتمكن ٢٠٣٠م)، – ٢٠٢٦) من الثالثة املرحلة متتد نهايتها من التدارك واستغالل اإلمكانيات املتاحة، وستتجه مختلف القطاعات

االقتصادية نحو قيمتها التوازنية.وفيما يلي أبرز سمات النموذج االقتصادي اجلديد للجزائر:

- حتسني عائدات الضرائب حتى يتسنى للحكومة االعتماد عليها لتغطية النفقات التشغيلية يف البالد، وتقليص عجز املوازنة العامة للبالد، وتعبئة

موارد إضافية ضرورية يف السوق املالية.م) د النموذج جملة من األهداف التي يتوجب بلوغها يف آفاق (٢٠٣٠- حدالتبعية من وحترره اجلزائري االقتصاد وحتول تنوع ضمان أجل من

املفرطة للنفط والغاز.

(٥٠) وللمزيد من المعلومات يمكن زيارة الروابط التالية:http- ://www.premier-ministre.gov.dz/ar/premier-ministre/activites/le-pre-mier-ministre-presente-le-nouveau-modele-economique-ar.htmlhttp- ://www.mf.gov.dz/article_pdf/upl-be15d6d0e0ffa387bfb08d8-f5d8698ab.pdfhttps- ://www.kdi.re.kr/kdi_eng/publication/publication_view.jsp?pub_no=14526&pg=9&tema=F&pp=10

83

م)، يف مسار مستدام لتنمية املضي يف الفترة ما بني (٢٠٢٠م) و(٢٠٣٠- الناجت احمللي غير النفطي يف حدود (٦٫٥ ٪) سنويا، يضاف له زيادة

نصيب الفرد من الناجت احمللي ومضاعفته بـ (٢٫٣) مرة.- انتقال نسبة إسهام الصناعة التحويلية يف القيمة املضافة للناجت احمللي اإلجمالي من (٥) إلى (١٠ ٪) بحلول (٢٠٣٠م)، يرافقها حتديث للقطاع

الزراعي لتحقيق األمن الغذائي للبالد والتوجه نحو التصدير.- تقليص نسبة منو استهالك البالد السنوي من الطاقة إلى النصف من إلى زيادة بنحو (٣ ٪) بحلول (٢٠٣٠م)، زيادة سنوية بنحو (٦٪) حاليا النمو دعم أجل من اجلزائرية الصادرات بتنويع مصحوبة تكون

االقتصادي املتسارع.من النموذج اجلديد للنمو، جملة من مقترحات اإلصالحات تتعلق - تضبسياسة املوازنة العامة (كيفية حتديد سعر البرميل املعتمد يف إعداد

املوازنة وزيادة نسبة الضرائب).- أما اإلصالحات املقترحة لإلطار املؤسساتي (مناخ األعمال)، فتضمنت للمشروعات املالية املخصصات وحتويل املالية، اإلصالحات تسريع االنتاجية واعتماد خطط استثمار متعدد السنوات، واإلسراع يف تشريع

قانون املوازنة العامة للبالد.إصالحات مباشرة ضرورة على للنمو اجلديد النموذج وثيقة ت - نصضريبية وتخليصها من العوائق اإلدارية وحتسني عمليات حتصيلها على

اختالفها، ومواصلة ترشيد اإلنفاق العام.

حول ست تتمحور التوصيات من بجملة النموذج جاء موجزة، وبصورة اإلدارية العوائق وإزالة اجلزائرية املؤسسات حتفيز وهي: استراتيجية، نقاط والبيروقراطية، وحتفيز القطاع اخلاص على االستثمار خارج قطاع احملروقات، وعمليات (البورصة) املالية األوراق سوق وتطوير املصرفية املنظومة وإصالح

االقتراض الداخلية (سندات اخلزانة)، وضمان أمن وتنوع مصادر الطاقة.

84

٢-١-٧-٢- حتديات يواجهها االقتصاد اجلزائري:استنادا إلى التقارير الرسمية املتاحة، وكذلك تقرير بعثة صندوق النقد الدولي إلى اجلزائر يف إطار مشاورات املادة الرابعة للعام (٢٠١٧م)، ميكن استخالص

أهم التحديات التي تواجه االقتصاد اجلزائري، على النحو اآلتي(٥١):حيث النفط. أسعار انخفاض يفرضها كبيرة حتديات اجلزائر • تواجه

غير القطاع يف خاصة النمو، يف تباطؤا االقتصادي النشاط شهد النفطي حتت تأثير تخفيضات اإلنفاق.

• من التحديات األساسية يف هذه املرحلة اختيار مزيج من السياسات من

شأنه مساعدة االقتصاد على التكيف مع صدمة أسعار النفط على نحو قابل لالستمرار وبأقل تكلفة ممكنة على النمو وتوظيف العمالة.

النفط أسعار استمرار لتوقعات حتسبا املالي الضبط مواصلة • سيتعني

املرحلة، هذه ويف املتجددة. غير النفطية لالحتياطيات ونظرا املنخفضة، ينبغي أن يعتمد الضبط املالي يف األساس على توسيع القاعدة الضريبية.

األمان وشبكات والتعليم الصحة يف االستثمار على احلفاظ • ينبغي

االجتماعي املوجهة بشكل جيد للمستحقني. ولدعم هذه اجلهود، ينبغي التي املتنامية للمخاطر دقيقة مبراقبة والقيام املوازنة إطار تقوية

تتعرض لها املالية العامة.• تقليل اعتماد االقتصاد على النفط، وحترير إمكانات القطاع اخلاص،

أسعار انخفاض مع التكيف على إليها احلاجة تقتصر ال أمور وهي العمل فرص خللق مستدام مصدر وجود لضمان أيضا وإمنا النفط

حتى خارج النطاق الزمني لوجود احتياطيات النفط والغاز املثبتة.والسياسات النقدية والسياسة الصرف سعر سياسة تدعم أن • ينبغي

اجلهود خالل فمن النفط. أسعار صدمة مع التكيف عملية املالية بالتوازي االقتصاد، أساسيات مع متسقا الدينار سعر جلعل الرامية

(٥١) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط التالي:https://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/03/20/pr1790-algeria-imf-staff-com-pletes-2017-article-iv-mission

85

دعم ميكن املوازي، الصرف سوق امتصاص نحو خطوات اتخاذ مع التصحيح املطلوب يف املالية العامة واحلساب اخلارجي.

الفائدة وأسعار السيولة مخاطر زيادة إلى النفط أسعار صدمة • أدت

واالئتمان. ولذلك فمن املهم تسريع االنتقال إلى إطار رقابي قائم على املخاطر، وتعزيز دور السياسة االحترازية الكلية، وتدعيم حوكمة البنوك

العمومية، ووضع إطار حلل األزمات.

٢-١-٧-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي اجلزائري:فيما يتعلق باجلانب املؤسسي إلدارة فعاليات التخطيط التنموي يف اجلزائر، فتعتبر «إدارة الدراسات والتخطيط» التابعة لوزارة املالية، اجلهة املسؤولة عن إقرار يتم حيث التنموية. الوزارة ألعمال والتشغيلي االستراتيجي التخطيط اخلطة من قبل رئيس الدولة واعتمادها من قبل احلكومة التي تتولى التنسيق مع سائر الوزارات، وتتولى وزارة املالية التدقيق والقيام باألعمال الالزمة وفق وضع تنسيق عن: مسؤولة فهي النحو، هذا وعلى اخلطة. وسياسات أهداف خطط عمل تنفيذية للسياسات القطاعية؛ وتوفير األمانة الفنية للجنة التوجيهية؛ حتت اإلمنائية والبرامج املشاريع صياغة يف واملشاركة األداء؛ وتقومي ورصد اإلشراف الفني للوزارة ورصد تنفيذها؛ وإعداد تقارير البرنامج واالنشطة من والقرارات التوصيات ومتابعة الوزراء، مجلس دورات وتنظيم وتنسيق اإلدارة؛

ذات الصلة؛ والقيام بأي دراسات ضرورية لتحقيق أهداف اإلدارة.

٢-١-٨-جتربة اململكة األردنية الهاشمية يف التخطيط التنموي( ٥٢):

٢-١-٨-١- التخطيط للتنمية:حققت األردن العديد من اإلجنازات يف مجاالت التخطيط التنموي، كان من أهمها: إعداد ثالث خطط تنموية، أولها خطة التنمية الثالثية (١٩٧٣ - ١٩٧٥م)، تلتها خطتان خماسيتان هما: خطة التنمية اخلمسية (١٩٧٦- ١٩٨٠م) وخطة

(٥٢) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط التالي:http- ://www.mop.gov.jo/ https- ://docs.wixstatic.com/ugd/176e64_4edbc3a33b6f451db401c2f10d55f172.pdf

86

التنمية االقتصادية واالجتماعية (١٩٨١- ١٩٨٥م). وبعد إنشاء وزارة التخطيط يف العام (١٩٨٤م) وحتى العام (٢٠٠٩م)، مت إعداد مجموعة من اخلطط التنموية والبرامج التنفيذية مثل اخلطة االقتصادية واالجتماعية (١٩٩٣ -١٩٩٧م). ويف عام (٢٠٠١م)، أطلقت احلكومة برنامج التحول االقتصادي واالجتماعي إلجناز حزمة من القوانني التي من شأنها اإلسراع يف عملية اإلصالح والتحديث وإعداد القطاع اخلاص ليكون شريكا حقيقيا يف عملية التنمية. كما جاءت خطـة التنمية اعتماد بهدف ٢٠٠٦م) – ٢٠٠٤) الثالث للسنوات واالجتماعيـة االقتصادية سياسات وإجراءات اقتصادية من شأنها املساهمة يف حتقيق نقلة نوعية يف أداء االقتصاد الوطني، وإحداث تغيير ملموس يف نوعية معيشة املواطن ومستواها. كما مت اعداد البرنامج التنفيذي (٢٠٠٧ – ٢٠٠٩م) والبرنامج التنفيذي التنموي (٢٠١١ -٢٠١٣م) استنادا إلى مبادرة «كلنا األردن» واألجندة الوطنية التي حددت

األولويات الوطنية لألردن للعشر سنوات (٢٠٠٦ - ٢٠١٥م).حتدد التي ٢٠٢٥م»، األردن «رؤية وثيقة األردنية، احلكومة أطلقت وقد وتشمل اململكة، يف واالجتماعية االقتصادية للسياسات املتكامل العام اإلطار – ٢٠١٦) سنوات عشر على تتوزع فترات ثالث تغطي تنموية تنفيذية برامج ٢٠٢٥م)، مبا يحقق األهداف الوطنية يف مختلف القطاعات، وضمن مؤشرات قياس أداء، ومتابعة وتعديل بحسب تغير األولويات. وأعدت وزارة التخطيط سيكون الذي ٢٠١٨م)، – التنموي (٢٠١٦ التنفيذي البرنامج الدولي والتعاون أداة تنفيذ وثيقة رؤية االردن (٢٠٢٥م)، التي جاءت لتحدد الوضع الذي سيكون سيتم الرؤية يف جاء ما تنفيذ ولغايات وأنه (٢٠٢٥م). العام األردن يف فيه إلى القادمة للوصول الثالث التنفيذية التنموية البرامج يف الرؤية تضمني لألعوام التنفيذي البرنامج يكون بحيث (٢٠٢٥م)، العام يف املبتغاة األهداف (٢٠١٦ – ٢٠١٨م) املرحلة األولى لتنفيذ وثيقة رؤية االردن (٢٠٢٥م). وسيكون البرنامج التنفيذي التنموي الذي سينفذ على ثالث مراحل األولى خالل املدة (٢٠١٦ – ٢٠١٨م)، واملرحلة الثانية خالل املدة (٢٠١٩ – ٢٠٢١م) والثالثة خالل املدة (٢٠٢٢ – ٢٠٢٥م)، أداة لتنفيذ وثيقة «األردن ٢٠٢٥م»، حيث أطلقت الوزارة وحاجات احمللية املجتمعات أولويات تعكس التي األولى املرحلة إعداد آلية

87

حتقيقها إلى الرامية والسياسات املستقبلية التوجهات وتتضمن املواطنني، وبرامج وإجراءات وتشريعات سياسات اآلليات هذه وتشمل تنفيذها، وآليات ومشاريع واضحة ومحددة املعالم وفترة التنفيذ الزمني، ويتم وضع هذه البرامج

بطريقة تشاركية مع الفعاليات االقتصادية كافة ومنها القطاع اخلاص.متثل هذه الوثيقة رؤية وطنية بعيدة املدى، وليست خطة تفصيلية لعمل احلكومة، فهي تتضمن أكثر من (٤٠٠) سياسة أو إجراء يجب تنفيذها، من خالل تضافر اجلهود بني احلكومة وقطاع األعمال واملجتمع املدني، وسيتم تبني اإلجراءات والسياسات الواردة يف الوثيقة وعلى مستوى القطاعات، وفقا لبرنامج زمني مرن، يأخذ يف االعتبار املستجدات التي ميكن أن تطرأ على مستوى العالم واإلقليم.

العقد مدى على به القيام األردن حتتاج ما كل متثل ال السياسات هذه وأن املقبل، بل إن احلكومة، ومع تغير الظروف مبا يف ذلك ظهور املخاطر والفرص

اجلديدة، ستحدد مبادرات إضافية ينبغي اتخاذها يف املستقبل.األردن وصول يستهدف الوثيقة تعتمده الذي اجلديد النمو منوذج إن كما معدالت يف ملموس وانخفاض االقتصادي النمو من عالية مستويات إلى البطالة، وتراجع يف مستويات الدين العام لتصل إلى ما نسبته (٤٧) يف املائة من الناجت احمللي اإلجمالي، بحلول عام (٢٠٢٥م)، وتشتمل الوثيقة على جملة من املبادرات ذات األولوية، من أهمها تعزيز قدرات الشراكة ما بني القطاعني العام واخلاص، وتهيئة البيئة التشريعية املناسبة وتبسيطها، واإلسراع يف تطبيق احلكومة اإللكترونية، وتطوير املناخ االستثماري وبيئة األعمال لألردن. وتهدف الوثيقة إلى حتسني اخلدمات األساسية املقدمة للمواطنني، وصوال إلى مجتمع متوازن تتاح فيه الفرص جلميع الشرائح وجتسير الهوة بني احملافظات، وحتقيق وتعزيز الذات، على واالعتماد املالية االستدامة على القائم املالي االستقرار للدعم املستحقة الفئات واستهداف األردني االقتصاد وتنافسية اإلنتاجية مباشرة، األمر الذي من شأنه تعزيز منعة االقتصاد واحلد من تأثير الصدمات

اخلارجية على أدائه.كما أصدرت األردن خطة حتفيز النمو االقتصادي األردني (٢٠١٨ – ٢٠٢٢م)، التي تشتمل على استراتيجيات اقتصادية ومالية موزعة قطاعيا تعمل على تأطير

88

وتوضح اخلطة النمو. ملجاالت قطاع بكل املتعلقة والسياسات الرؤية مالمح التدخالت االضافية الالزمة سواء كانت على شكل سياسات أو مشاريع حكومية منو لتحفيز تنفيذها يجب التي اخلاص القطاع مع بالشراكة استثمارات أو القطاعات املختلفة. وسيساهم تطبيق هذه اخلطة بالتزامن مع تنفيذ البرنامج االصالحي للسياسات املالية واالقتصادية املتفق عليه مع صندوق النقد الدولي مسار على األردن وضع يف سنوات، لثالث املمتد القرض تسهيالت مبوجب واملناعة الكافية االقتصادية املرونة توفير يضمن مبا املستدام، النمو حتقيق ملواجهة االضطرابات التي تشهدها املنطقة. مما سيضاعف النمو االقتصادي

خالل اخلمس سنوات القادمة رغم استمرار االضطراب اإلقليمي.خالل من والبرامج اخلطط أداء متابعة ستتم مخطط، هو ما وبحسب محورين، األول متابعة حتقق األهداف واملخرجات، وقياس مدى حتقيق املؤشرات األساسية والفرعية والعددية والنوعية، وعلى كافة املستويات، وإعداد التقارير واملخطط التنفيذ بني والربط والتفسير األسباب تبني التي الالزمة التحليلية لتنفيذه. أما احملور الثاني، فهو من خالل متابعة تنفيذ املشروعات فنيا وماليا، بحيث يجري إعداد منوذج يتم من خالله حتديد أوزان لكل مشروع يف اخلطة والعمل على استخراج نسب اإلجناز من خالل هذه األوزان املعيارية التي تعكس

نسبة اإلجناز احلقيقي، وعلى كافة مستويات اخلطة.

٢-١-٨-٢- حتديات يواجهها االقتصاد األردني(٥٣):

إلى ما جاء يف التقارير احلكومية املتخصصة، وكذلك تقرير بعثة استنادا صندوق النقد الدولي إلى األردن يف إطار مشاورات املادة الرابعة، للعام (٢٠١٧م)،

ميكن استخالص أبرز التحديات التي تواجه األردن، على النحو اآلتي:- احلاجة إلى انتهاج سياسة مالية فعالة ومرنة، حتفز النمو االقتصادي، متنوعة اقتصادية قاعدة بناء يف وتساهم االستثمار، بيئة وحتسن

(٥٣) للمزيد من املعلومات االطالع على الروابط التالي:http- ://www.mop.gov.jo/EchoBusV3.0/SystemAssets/pdf/MOP-pdf/jor-dan-economic-growth-plan-ar.pdfhttps- ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/05/16/pr17175-imf-con-cludes-the-2017-article-iv-consultation-mission-to-jordan

89

حجم حتديد ذلك يف مبا والطويل، املتوسط املديني على ومستقرة القطاع العام وفق املمارسات الفضلى، وتعالج االختالالت الهيكلية يف

املوازنة العامة.- إيجاد بيئة اقتصادية آمنة وجاذبة لالستثمار، مبا توفره من وضوح يف الرؤية وتعزيز الثقة وتخفيض املخاطر، باإلضافة إلى حشد املدخرات

احمللية وتوجيهها إلى استثمارات ذات جدوى.للمنتجات املضافة والقيمة اإلنتاجية وزيادة عمل، فرص - توفير االبتكار، وتشجيع احلديثة والتقنية املعرفة ونقل احمللية، واخلدمات وزيادة الصادرات من السلع واخلدمات ذات اجلودة العالية، وتوفير بيئة منافسة ومشجعة وحاضنة لالستثمار احمللي والعربي واألجنبي من أجل

املساهمة يف النمو االقتصادي.كفاءة ورفع للمواطنني، املقدمة احلكومية اخلدمات مستوى - حتسني املؤسسات احلكومية وفاعليتها، وتشجيع التطوير الذاتي لتميز األداء، وتبني مفهوم اخلدمة العامة، وتطبيق مدونة السلوك الوظيفي للعمل،

وجتذير مبادئ سيادة القانون واجلدارة وتكافؤ الفرص.- توسيع قاعدة اإلنتاج الصناعي، وزيادة الطاقة اإلنتاجية املتاحة، وتعزيز تنافسية القطاعات اخلدمية، وإيجاد بيئة عمل محفزة وميسرة لألعمال، توفير فرص

عمل لألردنيني، من خالل بناء شراكة حقيقية وفاعلة مع القطاع اخلاص.استهداف وحتسني الصدمات مواجهة يف العامة املالية صالبة - تعزيز اإللغاء مواصلة على بالتأكيد واالجتماعية، االستثمارية االحتياجات التدريجي لإلعفاءات من الضريبة العامة على املبيعات والرسوم اجلمركية والتعامل األساسية)، الغذائية والسلع بالصحة املتعلقة البنود (باستثناء االجتماعية املساعدات نطاق وتوسيع الضريبي، التهرب مع احلازم

وحتسني استهدافها، واحتواء املصروفات اجلارية غير ذات األولوية. - تكثيف اجلهود لتنفيذ التشريعات الداعمة لبيئة األعمال، مبا يف ذلك قوانني اإلقراض املضمون واإلفالس والتفتيش على املنشآت االقتصادية،

باإلضافة إلى تعزيز الشمول املالي وفرص احلصول على التمويل.

90

٢-١-٨-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي األردني:القومي للمجلس خلفا (١٩٨٤م) عام يف األردنية التخطيط وزارة أنشئت يف الدولي والتعاون التخطيط وزارة لتصبح تسميتها إعادة مت وقد للتخطيط، العام (٢٠٠٣م)، وهي اجلهة املعنية بالتخطيط على املستوى الوطني، وتقوم بوضع اخلطط على املدى املتوسط والطويل وبرامج ومشاريع التنمية الشاملة بأنواعها االقتصادية واالجتماعية والبشرية والثقافية لتمثل خطط وبرامج لعمل احلكومة، مراعاة إدماج مع املعنية، اجلهات كافة مع تشاركية بصورة إعدادها يتم التي العناصر املرتبطة بعدد من السياسات واالستراتيجيات العامة يف جوانب اخلطط واالجتماعية االقتصادية السياسات اقتراح يف واملساهمة املختلفة، والبرامج تبني من احمللي، املستوى على بالتخطيط الوزارة تقوم للتنمية. كما الداعمة من العديد ملعاجلة السياسات صناعة مستوى على تنموية وممارسات مفاهيم األردن، مناطق مختلف يف واملستدامة الشاملة التنمية مجال يف االختالالت وتوجيه برامجها لتنمية احتياجات وأولويات التنمية يف احملافظات، باالستناد إلى امليزات النسبية والفرص االستثمارية لكل محافظة، ومبا يضمن توسيع قاعدة املشاركة الشعبية يف صنع ومتابعة القرار التنموي ، ومتكني املواطنني والهيئات والفعاليات احمللية من حتديد احتياجاتهم وترتيب أولوياتهم للنهوض مبجتمعاتهم احمللية، والعمل بشكل متواز لتعزيز القدرة اإلنتاجية للمحافظات وذلك بالتنسيق مع كافة اجلهات املعنية، وتطوير االقتصاديات احمللية وتعزيز إنتاجيتها باإلضافة

إلى تطوير قطاع متويل املشاريع الصغيرة واملتوسطة ونحوها. كما تعمل الوزارة، يف إطار، املتابعة والتقومي، على تسليط الضوء على مكامن احمللي املستويني على التنموية والبرامج اخلطط تنفيذ يف والضعف القوة املواطنني، على املباشرة وغير املباشرة آثارها انعكاس من والتأكد والدولي، الكفيلة السياسات وضع خالل من املشاريع تنفيذ يف األداء مستوى وتقومي بضمان فاعلية متابعة وتقومي اخلطط والبرامج واملشاريع التنموية، واإلشراف على عملية تطبيقها والعمل على حتديثها باستمرار وحتديد اإلجراءات واآلليات التنموية واملشاريع والبرامج اخلطط متابعة عملية يف استخدامها سيتم التي

بالتنسيق مع الوزارات واملؤسسات احلكومية.

91

جدول (٢ - ٢): أبرز مالمح التجارب اإلقليمية املختارة يف عملية التخطيط التنموي

إلطار املؤسسيمجاالت التركيزالرؤية/ اخلطةالدولة ا-

مصرم، رؤية مصر ٢٠٣٠-

أطلقت يف عام ٢٠١٦م

- ستكون مصر ذات اقتصاد تنافسي ومتوازن ومتنوع

يعتمد على االبتكار واملعرفة،- العدالة واالندماج االجتماعي

واملشاركة.- تبنى نظام أيكولوجي متزن

ومتنوع،- حتقيق التنمية املستدامة

واالرتقاء بجودة حياة املصريني.

- وزارة التخطيط واملتابعة

واإلصالح اإلداري

اجلزائرية

- النموذج االقتصادي اجلديد للنمو يف اجلزائر

(٢٠١٦ – ٢٠٣٠م)، - ثالث خطط خمسية

متعاقبة، اخلطة األولى للفترة (٢٠١٥ – ٢٠١٩م).

- تنويع االقتصاد الوطني، وإجراء إصالحات هيكلية،- إصالح النظام الضريبي

لتحقيق مزيد من اإليرادات- تقليص االعتماد على

صادرات الطاقة يف ظل هبوط أسعار النفط اخلام.

- «إدارة الدراسات والتخطيط»

التابعة لوزارة املالية

األردن

م، رؤية األردن ٢٠٢٥- أطلقت يف عام ٢٠١٦م- برامج تنفيذية تنموية

تغطي ثالث فترات تتوزع على عشر سنوات

(٢٠١٦ – ٢٠٢٥م)،

- مجتمع متوازن تتاح فيه الفرص جلميع الشرائح

وجتسير الهوة بني احملافظات،

- االستقرار املالي القائم على االستدامة املالية واالعتماد

على الذات،- تعزيز اإلنتاجية وتنافسية

االقتصاد األردني،- استهداف الفئات املستحقة

للدعم مباشرة،

- وزارة التخطيط والتعاون الدولي

93

املبحث الثاني

الدروس املستفادة من التجارب الدولية واإلقليمية يف مجال التخطيط التنموي

تشير التجارب الدولية واإلقليمية املختارة إلى أن بعض الدول قامت وتقوم بالتحول السريع أو التدريجي يف منهجيات التخطيط (من اخلطة إلى السوق عدة من انطالقا وذلك واملبادرات)، الرؤية إلى اخلمسي التخطيط من -اخلاص القطاع دور وتزايد التخصيص عمليات اتساع منها: ودوافع، أسباب أدت التي املختلفة التقنيات يف السريعة والتطورات والتنفيذ، التخطيط يف إلى تغييرات تنموية سريعة، إضافة إلى متطلبات استدامة النمو التي تتطلب من الدول تلك بعض تشهده عما فضال السوق، آليات حتكمه مرنا تخطيطا

تغيرات سياسية متالحقة. ويتجسد التحول يف منهجية التخطيط التنموي يف االنتقال من خطط خمسية إلى رؤية بعيدة املدى وأجندات تنفيذية متوسطة وقصيرة املدى، والوصول إلى إلى إضافة أساسية، قضايا تستهدف مركزة قليلة ومبادرات وبرامج أهداف ميزانية غير مرتبطة باخلطة بل مرهونة بتنفيذ املبادرات، ومن مركزية شديدة إلى توزيع بعض مسؤوليات التنمية على املناطق، ومن قطاع عام مسيطر على

االقتصاد إلى دور أكبر للقطاع اخلاص.االنتقائية املنهجية يف التجارب تلك من املستفادة الدروس أهم وتتلخص ظل يف وذلك األساسية، والتجهيزات والطاقة االجتماعية القطاعات لبرامج إلى إضافة البرامج. تلك يف اخلاص القطاع مبشاركة تسمح إدارية أنظمة التركيز على سياسات حتسني كفاءة األداء اإلداري وحتسني إنتاجية استخدام املوارد وذلك بفرض اإلدارة اجليدة لإلنفاق احلكومي. كما تفيد تلك التجارب يف حتديد محاور ارتكاز مرحلة االنطالق، التي تتمثل يف: حتقيق األمن واالستقرار االقتصادي واالجتماعي ودعم القدرة الذاتية لالقتصاد الوطني يف متويل التنمية، رفع بهدف واالجتماعية املادية األساسية البنية وإصالح دعم يف واالستمرار

94

للوصول للتنمية والسكاني املكاني والبعد االستيعابية الوطني االقتصاد قدرة االقتصادية التنمية أهداف يخدم واالقتصادي السكاني للتوطن منط إلى

واالجتماعية. ويف هذا السياق، البد من التأكيد على أن التجارب الدولية واإلقليمية خاصة فيما يتعلق بالتنمية االقتصادية تختلف، بل وتتباين، نتيجة لعوامل تتعلق بالظروف اجلغرافية، والدميوغرافية، ومرحلة التطور االجتماعي واالقتصادي، وعالقات قوى اإلنتاج، والتوزيع واخلدمات، واملؤشرات الثقافية مبختلف روافدها. ورغم هذه احلقيقة، إال أنه من املؤكد أن الدول قد تستفيد من جتارب بعضها البعض، طريق اختصار يف تساعد التي اإليجابيات بتبني أو السلبيات بتجنب سواء

التنمية االقتصادية واالجتماعية.الدولية املمارسات من املستفادة الدروس ألبرز استعراض يلي وفيما

واإلقليمية املتخصصة يف مجال التخطيط التنموي ومؤسساتها:

٢-٢-١- تبني إجراءات وتنظيمات إلعداد القرارات املتعلقة بالسياسة االقتصادية:هناك حاجة، يف كل اقتصاد سوق، إلى إجراءات أو تنظيم إلعداد القرارات املتعلقة بالسياسة االقتصادية التي حتظى بقبول ومشاركة األغلبية يف املجتمع يف املتمثل للتخطيط، األساسي الهدف أن إذ الفاعلة. االقتصادية واجلهات لتحقيقها الالزمة واخلاصة العامة اإلجراءات وتنسيق كمية أهداف حتديد تدويل مثل الواقع يفرضها حقائق مع يتعارض ال معينة، زمنية فترة خالل اإلجماع وغياب حتقيقه، االقتصادية للسياسة ميكن ما وحدود االقتصادات،

االجتماعي حول دور الدولة، واملوازنة بني العدالة والكفاءة.

٢-٢-٢- تزويد القطاعني احلكومي واخلاص بالتقديرات االقتصادية:يتعني على مؤسسات التخطيط، لكي تعمل بصورة مرضية، تزويد القطاعني التخاذ كإطار الستخدامها مالئمة اقتصادية بتقديرات واخلاص احلكومي قراراتها، والعمل على حتديثها بصفة دورية، وإعداد تقديرات موثوقة للمالية مالئم، كلي اقتصادي إطار ضمن احلكومي، القطاع مع باملشاركة العامة، احلكومي وجهات املجتمع األخرى بتحليالت لنتائج إضافة إلى تزويد القطاع

95

إجراءات السياسة االقتصادية، وتقومي تأثيراتها على املدى املتوسط، فضال عن تزويد كافة اجلهات بتحليالت للقضايا االقتصادية واالجتماعية الرئيسية التي يواجهها املجتمع، وتعزيز مستوى الوعي باملعوقات، وتوضيح اخليارات املتاحة

ملعاجلة هذه القضايا.

٢-٢-٣- عملية التخطيط عبارة عن أداة لتوجيه اإلجماع الوطني:يتم اللجوء إلى عملية التخطيط بوصفها أداة لتوجيه اإلجماع الوطني جتاه التقدم لتحقيق أداة عن عبارة فالتخطيط فاعلة. بصورة محدد عام هدف والوصول نحو توجه أو غرض ما. فإذا افتقد االجتاه ولم تكن األهداف واضحة، أو كانت غير مقبولة بصورة واسعة لدى املجتمع، فإن عملية التخطيط تتالشى وتتغير طبيعتها. وجدير باإلشارة أن عملية التخطيط انطلقت يف العديد من الدول يف مرحلة مليئة بالصعوبات أو التحديات الكبيرة: ففي أوروبا انطلقت إلعادة البناء بعد احلرب، ويف بعض دول التحول (الدول االشتراكية أو الشيوعية سابقا)، إلدارة عملية التحول نحو اقتصاد السوق، ويف الدول النامية لتسريع عملية فإن عليه، وبناء واقتصادية. اجتماعية قضايا ومعاجلة التنمية، وتيرة التخطيط تعبر عن تفاعل جميع قوى املجتمع يف مختلف القطاعات احلكومية واالجتماعية والثقافية السياسية املجاالت مختلف ويف واألهلية واخلاصة

واالقتصادية.

٢-٢-٤- تبني وضع خطـة سنويـة لتنفيذ اخلطـة اخلمسية أو تنفيذ األجندة التنموية:تضع اخلطـة السنويـة لتنفيذ اخلطـة اخلمسية للحـد من انحرافات التنفيذ وتأخذ سنويا، املشاريع تنفيذ أولويات ولتحديد املالية، االعتمادات ومشاكـل اخلطط السنوية يف االعتبار املزج بني السياسات التنموية وبني تخطيط الدولة التنمية مسار توجيه يف مباشر بشكل الدولة وتدخل السوق، ونظام املركزي االقتصادية، وعدم االعتماد على آليات السوق وحدها لتحقيق التنمية االقتصادية املنشودة. إضافة إلى الربط بني سياسات التنمية االقتصادية وسياسات وبرامج التخطيط جتربة وتؤكد االجتماعية. العدالة وحتقيق االجتماعية، التنمية التنموي للدول مدار البحث، والتي سبق اإلشارة إليها، على ربط املخطط أو

96

املستهدف السنوي يف اخلطة مع اعتمادات امليزانية السنوية. وتقوم احلكومات وفقا التنفيذ متاشي من والتأكد املشاريع تنفيذ مبتابعة واإلقليمية الفدرالية للمستهدف. كما تقوم جلنة متخصصة «جلنة السياسات االقتصادية» مبراجعة

دة من قبل «هيئة التخطيط» للتأكد من تنفيذ السياسات. التقارير الدورية املع

٢-٢-٥- تفعيل مشاركة القطاع اخلاص واملجتمع املدني يف عملية التنمية االقتصادية:ضرورة إعطاء القطاع اخلاص دوره يف احلياة االقتصادية، وتعظيم مساهمته يف عملية التنمية االقتصادية، مع أهمية منح مختلف أنواع احلوافز للصناعات احمللية، وانتهاج الدولة سياسة التعديل املستمر لهياكل هذه احلوافز وطبيعتها، يف ضوء احتياجات التنمية االقتصادية وأهدافها، ومبا يحقق االستغالل األمثل للموارد الطبيعية والطاقات البشرية. إضافة إلى أهمية إشراك املجتمع املدني يف وضع اخلطط التنموية ألنها متثل اجلانب الشعبي وتعكس آراء املجتمع حول بل فقط الرسمي اجلانب تعكس اخلطط أهداف تبقى ال حتى يريدونه ما

تعكس رؤية الدولة بأجهزتها التنفيذية والتشريعية ومن املجتمع ككل.

٢-٢-٦- التحول الهيكلي لالقتصاد:تعد التجربة املاليزية منوذجا لالقتصاد الغني نسبيا مبوارده الطبيعية الذي يستطيع أن يتفادي ما يعرف بـ»لعنة املوارد» والتحول إلى اقتصاد صناعي إلى حد كبير خالل فترة (٢٠) عام تقريبا، حيث البد من استمرار عملية التحول الهيكلي من خالل املزيد من التنويع يف ظل منافسة متزايدة يف أسواق الصادرات العاملية منتجات مثل: املوارد، إلى املستندة الصناعات وبإمكان الصناعية، للمنتجات التخصص. من البد ولكن الصناعي النمو يف اإلسهام النخيل، وزيت املطاط لذلك كان التحول األساس ملاليزيا هو املضـي يف اجتاه عدد محدود من السلع

ضمن سالسل قيمة مضافة أعلى وينطبق ذلك على القطاع الصناعي أيضا.

٢-٢-٧- توفير نظام مالئم لرسم السياسات والتنفيذ:يتسق مع األهداف البد من توفر نظام مالئم لرسم السياسات والتنفيذ – التنموية والقدرات الفنية واملتطلبات السياسية واالجتماعية – بهدف تعزيز النمو

97

االقتصادي. كما أن هناك حاجة لالستجابة املستمرة للنتائج وإجراء تعديالت يف السياسات. ويعد التجريب أيضا أمرا حيويا، ومتثل سياسة اخلصخصة وبرنامج الوسائط املتعددة مثالني للتجريب يف احلالة املاليزية، وكانت هناك جتربة تعلم أيضا، عندما مت إدخال البرنامج االقتصادي اجلديد (NEP)، وتنفيذه الحقا،

وكان ذلك مبثابة مجال جديد غير مضمون لكن جرت جتربته.

من والتحول املدى، طويلة االستراتيجيات وضع على التركيز -٢-٢-٨التخطيط املركزي إلى التخطيط القطاعي على مستوى احملافظات:

التخطيط منهج وتغيير املدى، طويلة االستراتيجيات وضع على التركيز عن طريق التحول من التخطيط املركزي إلى التخطيط القطاعي على مستوى احملافظات، ومنح األولوية ألهداف تنمية قطاعات الطاقة والنقل واالتصاالت، إضافة والتعليم)، الصحة مجال (يف البشرية القوى تنمية قضايا ومعاجلة إلى قضايا الفقر ومحو األمية واملياه وتوفير فرص العمل، فضال عن التأكيد التمويلية الفجوة لسد التنمية عملية يف اخلاص القطاع إسهام زيادة على واالستثمارية. ويؤكد ما تقدم ذكره حول توجه الهند نحو التخطيط طويل األجل القائم على رؤية مستقبلية بعيدة املدى وبرامج تنفيذية محققة لها، صحة ما (٢٠٣٠م) رؤية بتبنـي االجتاه ذات يف عملية خطوات من السعودية اتخذته

والبرامج التنفيذية االثني عشر احملققة لها.

٢-٢-٩- اإلصالحات احلكومية:الرؤية لتحقيق الرئيسية االنطالق نقطة احلكومية اإلصالحات تعتبر املسؤولني إميان التخطيطية العملية جناح ويتطلب للمستقبل. االقتصادية اخلاصة اإلدارية األجهزة ببناء فقط االكتفاء وليس بها وااللتزام بأهميتها

بالتخطيط.

٢-٢-١٠- احلاجة إلى رقابة تنظيمية قوية لبرامج اخلصخصة:وزيادة اخلاص القطاع نشاط توسعة وسائل إحدى اخلصخصة متثل جميعها الدول يف تنفيذية صعوبات عدة برزت ولقد االقتصاد. يف إسهاماته

98

تؤكد احلاجة إلى رقابة تنظيمية قوية، فضال عن إمكانية إعادة استيعاب نسبة محددة من املشروعات، التي لم حتقق جناحا بعد خصخصتها، فعلى الرغم من أن اخلصخصة متثل أداة فعالة ملنح القطاع اخلاص حق السبق، رغم محدودية تعتبر ال قد أنها إال املشروعات، وتنظيم األعمال بريادة الصلة ذات مهاراته استراتيجية مستدامة. ويصح ذلك، بصفة خاصة، يف حالة الصناعات الثقيلة واملهارات املتطورة اإلدارة من كبيـرا وقدرا ضخمة أموال رؤوس تتطلب التي

الفنية التي قد ال تكون متوفرة بالفعل لدى القطاع اخلاص.

99

الفصل الثالثآفاق وتوجهات التخطيط التنموي يف دول مجلس التعاون اخلليجية

تتبنى دول مجلس التعاون اخلليجي رؤى اقتصادية بعيدة املدى ترسم املعالم الرئيسة ملسار حتول اقتصاداتها من ريعية كثيفة االعتماد على مورد النفط، وما يتسم به من تقلب يف أسعاره العاملية، إلى اقتصادات متنوعة عالية اإلنتاجية بيئة يف يعمل مبادر خاص قطاع تنميتها يقود عامليا، املنافسة على وقادرة أعمال ريادية. ويوفر هذا القطاع فرص عمل مجزية ذات قيمة مضافة عالية ألعداد متزايدة من العمالة الوطنية التي تتطور قدراتها وتتنامى مهاراتها بفضل العلمية املنجزات ألحدث واملواكبة التطور، دائم والتدريب للتعليم نظام وجود

والتقنية.اخلليجي العمل آليات يف نوعية نقلة التعاون مجلس مسيرة شهدت ولقد املشترك املتمثلة يف تأسيس «هيئة الشؤون االقتصادية والتنموية» رفيعة املستوى، وذلك يف العام (٢٠١٦م)، لبحث ومناقشة املواضيع االقتصادية والتنموية التي السياسات يف والنظر حيالها، الالزمة القرارات واتخاذ األعضاء الدول تهم والتنسيق التعاون تطوير شأنها من التي واملشاريع والدراسات والتوصيات التعامل يف أيضا واملتمثلة املجاالت. هذه يف األعضاء الدول بني والتكامل ال مع املستجدات االقتصادية والتنموية اإلقليمية والعاملية، ومتابعة تنفيذ الفعوتسريع قرارات واتفاقيات وأنظمة مجلس التعاون املتعلقة باجلانب االقتصادي

والتنموي(٥٤).

وأبرز التنموي، التخطيط يف املجلس دول اجتاهات الفصل هذا ويطرح التحديات االقتصادية التي تواجهها، جراء األزمة النفطية التي حصلت يف العام تعتمد الذي املورد وهو مسبوق، غير بشكل النفط أسعار بهبوط (٢٠١٤م)، السبعينيات، أوائل منذ إيراداته على أساسي بشكل الست الدول اقتصاديات

(٥٤) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط التالي:http- ://www.gcc-sg.org/en-us/Pages/default.aspx

100

مبحثني؛ الفصل هذا ويتضمن اقتصاداتها. على الكبير الهبوط هذا وتأثير املبحث األول: يستعرض بالتفصيل مالمح رؤى دول مجلس التعاون لدول اخلليج العربية، ويبرز املبحث الثاني السمات املشتركة بني رؤى دول املجلس، والتحديات جانب إلى الرؤى، تلك لنجاح توفرها املطلوب والعوامل تنفيذها، تواجه التي

انعكاسات تنفيذها على املنظومة االقتصادية واالجتماعية لدول املجلس.

101

املبحث األولأبرز مالمح رؤى دول مجلس التعاون اخلليجية

تبنت دول مجلس التعاون لدول اخلليج العربية رؤى وخططا اقتصادية ملواجهة التحديات الناجمة عن هبوط أسعار النفط، والتحول من اقتصادات ريعية إلى اقتصادات متنوعة، وزيادة متاسك املجتمع، والتعبير عن إجماع واتفاق أفراده وتطلعاتهم. طموحاتهم لتحقيق جميعا فيه السير يعتزمون الذي االجتاه على وتقوم هذه الرؤى على املعرفة السليمة بالعوامل التي حتدد االزدهار سواء فيما

يتعلق بشؤون االقتصاد أو احلكومة أو املجتمع. واحلافلة بالتحديات على كل من ولقد فرضت املرحلة التي تعيشها حاليا هيكلية إصالحات عملية إطالق املجلس دول يف اخلاص والقطاع احلكومات للعام االقتصادية رؤيتها عمان سلطنة وضعت إذ النطاق. واسعة ومالية (٢٠٢٠م)، ووضعت كل من البحرين، وقطر، واإلمارات العربية املتحدة، واململكة العربية السعودية رؤاها االقتصادية املمتدة حتى عام (٢٠٣٠م). ويقارن اجلدول

(١ - ٣) أبرز مالمح التخطيط للتنمية ومؤسساته يف دول املجلس.

جدول (١- ٣): أبرز مالمح التخطيط التنموي يف دول مجلس التعاون اخلليجية

اإلطار املؤسسيمجاالت التركيزالرؤية/ اخلطةالدولة

مملكةالبحرين

م رؤية ٢٠٣٠- - استراتيجية التنمية

الوطنية ٢٠١٥- ٢٠١٨م

اخلدمات املالية، خدمات األعمال،

التصنيع، واخلدمات اللوجستية.

- مجلس التنمية االقتصادية

سلطنةعمان

م رؤية ٢٠٢٠- - اخلطة اخلمسية التاسعة ٢٠١٦-

٢٠٢٠م

التصنيع، النقل، اخلدمات اللوجستية،

السياحة، صيد األسماك، والتعدين.

- املجلس األعلى للتخطيط

102

اإلطار املؤسسيمجاالت التركيزالرؤية/ اخلطةالدولة

اململكة العربية السعودية

م رؤية ٢٠٣٠- - برنامج التحول الوطني ٢٠١٦-

٢٠٢٠م- وبرامج الرؤية األخرى

السياحة والترفيه، الطاقة املتجددة،

املعدات الصناعية، تقنية املعلومات،

التعدين، النفط والغاز.

- وزارة االقتصاد والتخطيط

- مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية

دولة الكويت

م رؤية ٢٠٣٥- - خطة التنمية

اخلمسية املتوسطة املدى -٢٠١٦/٢٠١٥٢٠٢٠/٢٠١٩م

املالية، التجارة، السياحة، الشركات الصغيرة واملتوسطة.

- األمانة العامة للمجلس األعلى

للتخطيط والتنمية

دولةقطر

م رؤية ٢٠٣٠- - استراتيجية التنمية

الوطنية الثانية ٢٠١٧-٢٠٢٢م

الشركات الصغيرة واملتوسطة، البحث والتطوير، تقنية

املعلومات، االتصاالت، القطاع املالي.

- وزارة التخطيط التنموي واإلحصاء

اإلمارات العربية املتحدة

م رؤية ٢٠٢١- - األجندة الوطنية ٢٠١٤-٢٠٢١م

- وزارة االقتصادالسياحة والتجارة.

وفيما يلي استعراض ألبرز مالمح رؤى دول املجلس، والتحديات االقتصادية التي تواجهها، واإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي فيها:

٣-١-١- جتربة دولة اإلمارات العربية املتحدة يف التخطيط التنموي(٥٥):

٣-١-١-١- التخطيط للتنمية:

عام يف ٢٠٢١م» اإلمارات «رؤية املتحدة العربية اإلمارات دولة أطلقت اليوبيل بحلول العالم دول أفضل ضمن اإلمارات تصبح أن بهدف (٢٠١٠م)، الذهبي لالحتاد. ولترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، مت تقسيمها إلى أربعة

https://www.vision2021.ae/ar/our-vision :(٥٥) للمزيد من المعلومات، االطالع على الرابط

103

األسرة على مستند طموح شعب املسؤولية: يف متحدون (١) هي: عناصر، والتالحم االجتماعي والتراث الوطني األصيل، (٢) متحدون يف املصير: احتاد قوي ومنيع ومتكامل، يجمعه املصير املشترك، (٣) متحدون يف املعرفة: اقتصاد تنافسي بقيادة إماراتيني يتميزون باملعرفة واإلبداع، و (٤) متحدون يف الرخاء: جودة حياة عالية يف بيئة معطاءة مستدامة. ويندرج حتت عناصر الرؤية ستة محاور(أجندة) وطنية متثل القطاعات الرئيسية التي سيتم التركيز عليها خالل على محافظ متالحم مجتمع وهي: (١) احلكومي، العمل يف املقبلة السنوات بيئة تنافسي، (٤) معريف اقتصاد عادل، (٣) وقضاء آمن مجتمع هويته، (٢) بيئة (٦) و املستوى، رفيع تعليمي نظام (٥) متكاملة، حتتية وبنية مستدامة

مستدامة وبنية حتتية متكاملة.وتشدد وثيقة هذه الرؤية على وحدة االحتاد وتالحمه وعلى املصير املشترك ملواطنيه، وتؤكد أن الدولة سوف تتبع منوذجا شامال للتطور عبر ضمان النمو العادل بني املناطق واملواطنني، وقد مت من خالل الرؤية حتديد مصادر القوة الرئيسة الكفيلة باحملافظة على حيوية دولة اإلمارات وهي: األسرة واملجتمعات رؤية مالمح أبرز بني ومن الغني. والتراث املعتدلة اإلسالمية والقيم القوية قطاعي وتطوير البيئة، وحماية املرأة، متكني على التأكيد ٢٠٢١م اإلمارات والرعاية التعليم، على وأولوياتها احلكومة جهود وتركيز والصحة. التعليم الصحية، واالقتصاد، والشرطة واألمن، واإلسكان، والبنية التحتية، واخلدمات لنمو مصدر أكبر األولويات هذه تكون أن اإلمارات دولة وتطمح احلكومية.

االقتصاد وأن تساهم يف خلق دولة موحدة ومزدهرة.

٣-١-١-٢- حتديات يواجهها االقتصاد اإلماراتي:إلى الدولي النقد صندوق بعثة وتقرير املتخصصة، التقارير إلى استنادا اإلمارات العربية املتحدة يف إطار مشاورات املادة الرابعة لعام (٢٠١٧م)، ميكن استخالص التحديات التي ميكن أن يواجهها االقتصاد اإلماراتي يف التالي ( ٥٦):

(٥٦) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط التالي:-https://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/05/15/pr17168-imf-staff-completes-2017-article-iv-mission-to-the-united-arab-emirates

104

• استمرار تراجع اإليرادات النفطية التي تشكل الشق األكبر من اإليرادات

نتيجة التنمية، أغراض على اإلنفاق يف عليها ويعتمد للدولة العامة التقشف تدابير إلى إضافة العاملية، األسواق يف النفط أسعار لتراجع

املالي، وانخفاض السيولة املالية.• التركيز على ضبط وترشيد مستويات اإلنفاق اجلاري واستمرار اإلنفاق

حفز شأنها من التي االستثمارية، املشروعات تنفيذ على االستثماري ودعم االقتصادي التنويع مستويات وزيادة التنمية حركة وتعزيز النمو

التنمية البشرية مستفيدة يف ذلك من الفوائض املالية املتراكمة.• حتقيق هدف العودة التدريجية إلى ميزانية متوازنة على املدى املتوسط،

بغية توفير املوارد لألجيال القادمة.ومما النفط. أسواق تشهده الذي اجلديد الواقع مع التكيف • مواصلة

يسهل هذا التكيف ويحمي االقتصاد والنظام املالي أن اإلمارات متتلك القوية السياسات عن فضال متنوع، واقتصاد كبيرة مالية احتياطيات

التي تطبقها السلطات ملواجهة هذه املستجدات.• مواصلة اجلهود لترشيد اإلنفاق وحتسني كفاءته، مبا يف ذلك التحليل

الدقيق للتكلفة والعائد واالستمرار يف مراجعة استثمارات البنية التحتية التي تقوم بها الكيانات املرتبطة باحلكومة. وسيؤدي تطبيق ضريبة القيمة

املضافة والضرائب االنتقائية إلى تنويع مصادر اإليرادات احلكومية.القرار صنع تيسير من ميكن مبا العامة، املالية سياسة إطار • تعزيز

احمللية احلكومات إنفاق بني االتساق من مزيد حتقيق يف واملساعدة والكيانات املرتبطة باحلكومة من ناحية، وما تستهدفه ”األجندة الوطنية“ من زيادة اإلنتاجية وتنويع مصادر النمو يف املستقبل من ناحية أخرى.

• تعزيز بيئة األعمال واملنافسة على جذب مزيد من االستثمار األجنبي املباشر

وتنويع مصادر النمو، وحتسني فرص احلصول على التمويل أمام املشروعات الصغيرة واملتوسطة، وتشجيع ريادة األعمال، وخلق فرص عمل يف القطاع اخلاص، مبا يف ذلك فرص عمل للمرأة، وتشجيع االبتكار وحتسني جودة

التعليم والرعاية الصحية، وتنمية املهارات وزيادة اإلنتاجية.

105

٣-١-١-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي اإلماراتي:يف للتنميـة العامـة اخلطـة مشروع إعداد اإلماراتية االقتصاد وزارة تتولى الدولـة وبيـان مراحلـها وأجزائـها السنويـة وجميع ما يتصل بذلك من مشروعـات وتشريعات واقتراحات، وذلك يف ضـوء االستراتيجيـة العامـة للدولـة، وما تقوم أبرز ومن وبيانات. برامج من املختلفة الوزارات تقدمه وما دراسات، من به اختصاصات وزارة االقتصاد: اقتراح السياسة االقتصادية والتجارية مبا يؤدي إلى حتقيق التنمية االقتصادية وزيادة االنتاج ورفع مستوى املعيشة وحتقيق الرخاء للمواطنني، ووضع اخلطط والبرامج واملشروعات الالزمة لتنفيذ السياسات بعد إقراراها، ودراسة حاجة البالد للتنمية والتطـويـر واقتـراح األهـداف واألولويـات على أساس املؤشـرات اجلاريـة واملستقبلية بعد موافقة السلطات العليا، وإعداد السياسـة واقتراح املـدى والقصيرة واملتوسطـة الطويلـة اخلـطط مشروعات الالزمـة لتطبيقها ومتابعـة تنفيذها ورفع تقارير بذلك إلى جهات االختصاص، بني بالتعاون منها الصرف ومتابعة للتطوير السنوية املوازنات إعداد واقتراح وزارة املالية والوزارات األخرى. كما تتولى وزارة شؤون مجلس الوزراء واملستقبل واملبادرات اجلهود ومساندة املستقبل استشراف جلهود واملنسق الداعم دور والعمل تنفيذها ومتابعة املختلفة للجهات املستقبلية والسياسات واملشاريع اجلهات متكن التي املستقبلية االستراتيجية والتقارير الدراسات إجراء على احلكومة خطط ومتابعة ومواءمة بفعالية املستقبل استشراف على العمل من

وبرامجها وسياساتها وتشريعاتها مع التوجهات املستقبلية(٥٧).

٣-١-٢- جتربة مملكة البحرين يف التخطيط التنموي( ٥٨):

٣-١-٢-١- التخطيط للتنمية:مت اإلعالن عن رؤية البحرين االقتصادية (٢٠٣٠م)، يف عام (٢٠٠٨م)، التي

(٥٧) للتفاصيل ميكن الرجوع للروابط التالية:http://www.economy.gov.ae/arabic/Pages/default.aspxhttps://www.mocaf.gov.ae/

(٥٨) للمزيد من املعلومات االطالع على الروابط التالية:http://www.bahrain.bh/http://bahrainedb.com/about-us/?lang=ar

106

قطاعات سنوات شملت ألربع امتدت مكثفة ومشاورات مباحثات بعد جاءت السياسة ورجال واخلاص، العام القطاعني يف الرأي أصحاب من عريضة اخلبرة االستشارية والهيئات بعض بيوت إلى املتخصصة، باإلضافة والهيئات شامال من شأنه حتديد توجهات واضحة الدولية. وتشكل هذه الرؤية منظورا للتطوير املستمر لالقتصاد البحريني، لتحقيق هدف توفير حياة أفضل لكافة املواطنني البحرينيني. وتتبنى الرؤية حزمة من األولويات، هي: احلفاظ على بيئة آمنة وجاذبة، مع توفير فرص ترفيهية وترويحية جاذبة، وبيئة اجتماعية مفعمة باحليوية، وحتقيق تنمية مستدامة ذات جودة، تؤدي إلى جعل القطاع اخلاص احملرك الرئيس للتنمية من خالل السياسات التي تعزز ريادة األعمال والنمو واالبتكار، والتميز يف البنية التحتية، إضافة إلى تعزيز مستوى األداء والكفاءة يف األجهزة احلكومية من خالل حتديث اخلدمات احلكومية والتطوير املستمر للتخطيط االستراتيجي والعمليات الداخلية واستخدام التقنية، وحتسني جودة اخلدمات االجتماعية وتسهيل احلصول عليها، ومتكني كل مواطن من احلصول الوطنية، واالجتماعية االقتصادية التنمية يف لإلسهام متساوية فرص على عالوة على ضمان التنمية املستدامة للموارد االستراتيجية من خالل البحث عن

حلول مبتكرة للحد من تأثيرات قيود املوارد كلما كان ذلك ممكنا.وتؤكد الرؤية على أهمية إعادة هيكلة احلكومة واملجتمع واالقتصاد من أجل حتقيق مبادئ االستدامة والعدالة والتنافسية، وتركز على االنتقال من اقتصاد يقوده عامليا املنافسة على قادر منتج اقتصاد إلى النفطية، الثروة على قائم

القطاع اخلاص بإنتاجه وريادته. وترتكز الرؤية التي عكست توجهات احلكومة واملجتمع والنشاط االقتصادي، على ثالثة مبادئ توجيهية أساسية هي: ”االستدامة، والعدالة، والتنافسية“، يعني وفقا التحرك يستطيع ثابتة صلبة قواعد على البحرين اقتصاد بوضع األول لها مستقبال دون انقطاع، بحيث تلتزم األجهزة املعنية يف خططها ومشاريعها إلقامة جهاز إداري ومالي مؤهل ومستقل يكون مبقدوره االستمرارية، ومبا ميكن القطاع اخلاص وحده بحلول عام (٢٠٣٠م) من إدارة النشاط االقتصادي بشكل

يضمن استدامة االزدهار.

107

املناسبة الفرص ”العدالة“، بتوفير الثاني التوجيهي املبدأ يقضي حني يف للمبادرات الفردية لكي تنطلق وتبدع، وهو ما يحتم إيجاد أجواء عمل مناسبة يف العادل احلر والتنافس بالشفافية تتسم وظروف واخلاص العام للقطاعني كافة املعامالت، من خالل وضع األطر القانونية والتنظيمية التي تضمن االلتزام بتطبيق املساواة أمام القانون والعدالة االجتماعية وتكافؤ الفرص ومعايير حقوق

اإلنسان.الوصول فيستهدف ”التنافسية“، الثالث التوجيهي للمبدأ بالنسبة أما النظام ظل يف املنافسة على قادرا فيها يكون درجة إلى البحريني باالقتصاد خدمات وتوفير الوطنية، الكوادر تأهيل يتطلب ما وهو العاملي، االقتصادي التواجد حتقيق يضمن مبا متطورة، حتتية وبنية عالية نوعية ذات حكومية الستقطاب املناسبة البيئة بالتبعية ويحقق الوطني، لالقتصاد والتنافس

التدفقات االستثمارية العاملية. القطاعات من محدد عدد على ركزت فقد الرؤية ببرامج يتعلق فيما أما كونها القاطرة التي ميكن أن تضمن حتقيق أهدافها، وهي: اخلدمات املالية، اللوجستية، واخلدمات األعمال، وخدمات والسياحة، التحويلية، والصناعات اهتماما وأجهزتها الدولة توليها التي والتدريب، والتعليم الصحة، والرعاية جذب ثم ومن تنافسيتها لتعزيز املناسبة السياسات ووضع لتطويرها خاصا

االستثمارات واألعمال إليها.

٣-١-٢-٢- حتديات يواجهها االقتصاد البحرينـي:

استنادا إلى التقارير احلكومية املتخصصة، وما جاء يف تقرير بعثة صندوق النقد الدولي إلى البحرين يف إطار مشاورات املادة الرابعة لعام (٢٠١٦م)(٥٩)، ميكن استخالص العديد من التحديات التي يواجهها االقتصاد البحريني، فيما

يلي:

(٥٩) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط التالي:https://www.imf.org/external/arabic/np/sec/pr/2016/pr16186a.pdf

108

العامة املالية أرصدة على سلبي تأثير النفط أسعار النخفاض • كان

واحلسابات اخلارجية يف البحرين. فقد تباطأ منو إجمالي الناجت احمللي إلى مستوى يقدر بنحو (٢,٣ ٪) يف عام (٢٠١٥م) بعد أن بلغ (٥,٤٪) يف

عام (٢٠١٤م)، كما أثر االنخفاض سلبا على االقتصاد الوطني. • احلاجة إلى تدابير إضافية كبيرة ومركزة لتصحيح أوضاع املالية العامة

بناء ويعيد املتوسط املدى على تنازلي مسار يف الدين يضع نحو على احليز املالي مبرور الوقت.

• احلاجة إلى اتخاذ تدابير الحتواء اإلنفاق اجلاري، مبا يف ذلك فاتورة

األجور، مع حماية اإلنفاق الرأسمالي؛ وبذل جهود لزيادة اإليرادات غير النفطية، مبا يف ذلك تطبيق ضريبة القيمة املضافة؛ والتخفيضات يف

دعم الطاقة عن طريق استخدام التحويالت املوجهة بديال له.• تعزيز إطار املالية العامة لدعم عملية الضبط املالي، واعتماد ميزانية

سنوية ضمن إطار متوسط األجل، ووضع خطة طوارئ للمالية العامة واستراتيجية قوية إلدارة الدين.

• احلاجة إلى معاجلة املعوقات أمام االستثمار اخلاص لتحقيق منو متنوع

التي املبادرات تنفيذ يف االستمرار على التأكيد مع لالستمرار، وقابل أطلقتها احلكومة مؤخرا لتحسني مناخ األعمال، مع اتخاذ تدابير إضافية باملهارات الوطنية العمالة وتسليح األعمال ممارسة تكلفة من للحد

الالزمة لوظائف القطاع اخلاص.

٣-١-٢-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي البحريني:يتولى مجلس التنمية االقتصادية مسؤولية وضع وإدارة البرنامج التطويري الذي يف ضوئه أعدت رؤية (٢٠٣٠م)، وتؤدي بالتعاون مع احلكومة وبالتنسيق مع األجهزة واملؤسسات املختلفة، دورا رئيسيا يف التهيئة واإلشراف على برنامج اإلصالحات، فضال البحرين، مملكة إلى املباشرة األموال رؤوس جلذب املالئم املناخ وتوفير عن تسهيل مناخ العمل وبيئة االستثمار، حيث وضعت أول «استراتيجية اقتصادية

وطنية»، اعتبرت خارطة طريق يلزم اتباعها لتحقيق الرؤية.

109

٣-١-٣-اململكة العربية السعودية:جاءت رؤية اململكة (٢٠٣٠م) كبديل ملنهجية خطط التنمية اخلمسية، لتغطي معظم اجلوانب التي كانت تغطيها اخلطط اخلمسية (١٩٧٠ – ٢٠١٤م)، إضافة إلى جمعها بني التخطيط بعيد املدى واخلطط التشغيلية قصيرة املدى، وهو ما تنتهجه الغالبية العظمى من الدول يف الوقت الراهن. كما حدد إطار حوكمة تنفيذ الرؤية دور الهيئات واملؤسسات احلكومية املختلفة يف التخطيط االستراتيجـي والتنفيذي. وللمزيد من املعلومات يف هذا اخلصوص ميكن الرجوع إلى املبحث

الثاني من الفصل الرابع من هذا الكتاب.

٣-١-٤- جتربة سلطنة عمان يف التخطيط التنموي(٦٠):

٣-١-٤-١- التخطيط للتنمية:يف البدء مت التي ٢٠٢٠م» «عمان عمان لسلطنة املستقبلية الرؤية تعد تنفيذها يف عام (١٩٩٥م)، مبثابة خارطة طريق لتحقيق األهداف االقتصادية إلى األول املقام يف تهدف وهي (٢٠٢٠م). عام حتى للسلطنة واالجتماعية ضمان استقرار دخل الفرد عند مستواه يف عام (١٩٩٥م) كحد أدنى والسعي إلى مضاعفته باألسعار الثابتة بحلول عام (٢٠٢٠م). وكذلك تهيئة الظروف املالئمة لالنطالق االقتصادي، حيث تعمل احلكومة على استخدام عائداتها من النفط اخلدمات تقدمي جتاه بدورها تنهض كما االقتصادي، التنويع لتحقيق والغاز االجتماعية من صحة وتعليم وكذلك تدريب املواطنني وتنمية مهاراتهم، باإلضافة

إلى انتهاج سياسات تهدف إلى تعزيز املستوى املعيشي الالئق للمواطن. رئيسية، هي: حتقيق االستقرار االقتصادي واملالي، وتشمل الرؤية أهدافا وتقليص الدور الذي تؤديه احلكومة يف االقتصاد بتوسيع نطاق مشاركة القطاع اخلاص، وتنويع القاعدة االقتصادية ومصادر الدخل القومي، وعوملة االقتصاد العماني، ورفع مستوى مهارات القوى العاملة العمانية وتطوير املوارد البشرية.

(٦٠) للمزيد من المعلومات، االطالع على الرابط - https://www.scp.gov.om/Page.aspx?I=14

110

وقد ارتكزت الرؤية العمانية على خمسة محاور أساسية، هي: تنمية املوارد بهدف مستقر كلي اقتصادي مناخ وتهيئة قدراتها، وتطوير العمانية البشرية والطبيعية البشرية للموارد األمثل االستخدام على قادر خاص قطاع تنمية املنافسة، على والقدرة بالفاعلية يتميز خاص قطاع قيام وتشجيع للسلطنة، االستغالل على والعمل االقتصادي التنويع لتحقيق املالئمة الظروف وتهيئة األمثل للموارد الطبيعية، إضافة إلى تعزيز املستوى املعيشي للمواطن والعمل على تخفيض التباين فيما بني املناطق وفئات الدخل املختلفة وضمان استفادة

كافة املواطنني من ثمار عملية التنمية.وتعتبر خطة التنمية اخلمسية التاسعة (٢٠١٦ - ٢٠٢٠م)، احللقة األخيرة من الرؤية املستقبلية لالقتصاد العماني (عمان ٢٠٢٠م) ومتهد للرؤية املستقبلية احلكومية اجلهات مختلف مع بالتعاون إعدادها مت التي ٢٠٤٠م)، (عمان ومبشاركة مجتمعية واسعة شملت القطاع اخلاص ومؤسسات وأفراد املجتمع املدني. حيث تسعى هذه اخلطة إلى البناء على ما مت إجنازه يف اخلطط اخلمسية السابقة، ويف ذات الوقت حتديد اجلوانب التي حتتاج إلى مزيد من العمل لبلوغ األهداف املنشودة يف الرؤية (٢٠٢٠م) فيما يتعلق بالتنويع االقتصادي ومشاركة

القطاع اخلاص يف عملية التنمية.ونظرا لتسارع وتيرة التحديات االقتصادية واملالية واالجتماعية التي تواجهها السلطنة يف سبيل تنويع مصادر الدخل الوطنـي وحتقيق أهداف خطة التنمية هذه تواكب نوعية مبادرة من البد كان (٢٠١٦-٢٠٢٠م)، التاسعة اخلمسية املتغيرات. ومن هنا انبثق البرنامج الوطني لتعزيز التنويع االقتصادي (تنفيذ)، حيث سيقوم البرنامج بالوقوف على التحديات والصعوبات التي تواجهها اجلهات اخلمسية التنمية خطة أهداف حتقيق سبيل يف واملدنية واخلاصة احلكومية لـتنفيذ - املجتمع أطياف مبشاركة تفصيلية طريق خارطة ووضع التاسعة،

احللول ومتابعة إجنازها.ويتم تنفيذ البرنامج على عدة مراحل؛ بحيث يستفاد من نتائج كل مرحلة يف املرحلة التي تليها؛ ويجري البدء بقطاعات الصناعات التحويلية والسياحة

111

واللوجستيات، إضافة إلى قطاع املالية والتمويل املبتكر، وقطاع التشغيل وسوق التعدين قطاعي لتشمل الالحقة املرحلة متتد فيما ممكنني، كقطاعني العمل اخلطة يف الواردة األساسية اخلمسة القطاعات وربط السمكية، والثروة

ببعضها.املستقبلية للرؤية رئيسية جلنة العمانية احلكومة شكلت مهم، تطور ويف من ٢٠٤٠م)، تستفيد – من (٢٠٢٠ للفترة املدى طويل للنمو ٢٠٤٠م»، «عمان والعاملي. واإلقليمي احمللي الصعيد على واالجتماعية االقتصادية التطورات واالستغالل املتاحة الفرص حتديد ٢٠٤٠م)، (عمان مرتكزات أهم من ويأتي األمثل للمزايا النسبية لكل قطاع اقتصادي وخاصة املطارات واملوانئ واملناطق الصناعية، إضافة الى املوارد املتوفرة مبا يحقق تنويع مصادر الدخل والتوسع للتنمية املتوازن التوزيع أهمية على التأكيد مع الذاتي التشغيل مشاريع يف على احملافظات مبا يتناسب مع حجم واحتياجات كل محافظة. وكذلك العمل السمكية والثروة والزراعة السياحة قطاعات وهي بارزة قطاعات تنمية على

واالتصاالت واخلدمات اللوجستية واملوانئ.

٣-١-٤-٢- حتديات يواجهها االقتصاد العماني:استنادا إلى التقارير احلكومية املتخصصة، وما جاء يف تقرير بعثة صندوق النقد الدولي خبراء الصندوق إلى عمان يف إطار مشاورات املادة الرابعة لعام

(٢٠١٧م)(٦١)، ميكن استخالص العديد من التحديات، فيما يلي:ورفع التنظيمية اإلجراءات وترشيد األعمال بيئة حتسني على • العمل

مستوى املهارات املهنية، بغية دعم اجلهود املبذولة لزيادة توظيف العمالة يف القطاع اخلاص.

دخل ضريبة يف املقررة الزيادة تنفيذ يف املالئم بالتوقيت • االلتزام

الشركات والتطبيق املزمع لضريبة القيمة املضافة والضرائب االنتقائية على السلع.

(٦١) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط:https- ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/05/18/PR17180-Oman-IMF-Staff-Completes-2017-Article-IV-Visit

112

• احلاجة إلى إجراء تعديالت مستمرة يف املالية العامة، ملواجهة استمرار

وإعطاء االقتصادي، النشاط بتنويع والتعجيل النفط، أسعار انخفاض دور أكبر للقطاع اخلاص من أجل تنشيط االقتصاد.

فعلية إجراءات إلى التاسعة“ • التنمية ”خطة أهداف حتويل على العمل (”تنفيذ“). االقتصادي التنويع لتعزيز الوطني البرنامج طريق عن على النمو آفاق حتسني إلى املبادرات هذه تنفيذ يف النجاح وسيؤدي

املدى املتوسط. • العمل على حتسني بيئة األعمال، مبا يشمله ذلك من ترشيد اإلجراءات

التنظيمية، ورفع مستوى املهارات املهنية، إلى دعم اجلهود املبذولة لزيادة توظيف العمالة يف القطاع اخلاص.

• االستمرار يف معاجلة أثر انخفاض أسعار النفط على مالية احلكومة،

خاصة ما يتعلق بإجراءات إصالح أسعار الوقود.

٣-١-٤-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي العماني:السلطنة يف للتنمية التخطيط عملية إلدارة املؤسسي باإلطار يتعلق فيما يقوم «املجلس األعلى للتخطيط» الذي مت إنشاؤه يف (٢٦) مايو (٢٠١٢م)، بوضع السلطنة، يف املستدامة التنمية لتحقيق الالزمة والسياسات االستراتيجيات وإيجاد اآلليات التي من شأنها تطبيقها وصوال إلى حتقيق التنوع االقتصادي من كل املجلس ويتبع املتاحة، والبشرية الطبيعية للموارد األمثل واالستغالل األمانة العامة للمجلس األعلى للتخطيط واملركز الوطني لإلحصاء واملعلومات.

٣-١-٥- جتربة دولة قطــــر يف التخطيط التنموي ( ٦٢):

٣-١-٥-١- التخطيط للتنمية:بهدف (٢٠٠٨م)، عام (٢٠٣٠م) الوطنية قطر رؤية على املصادقة متت حتويل قطر بحلول عام (٢٠٣٠م)، إلى دولة متقدمة قادرة على حتقيق التنمية املستدامة وتأمني استمرار العيش الكرمي لشعبها جيال بعد جيل. وحتدد هذه

(٦٢) للمزيد من المعلومات، االطالع على الرابط: http://www- .mdps.gov.qa/ar/qnv1/pages/default.aspx

113

الرؤية النتائج التـي تسعى قطر لتحقيقها على املدى الطويل، وتوفر إطارا عاما العامة املالمح وحددت تنفيذها. وخطط وطنية شاملة لتطوير استراتيجيات التحديث (١) اآلتية: الرئيسة اخلمسة التحديات االعتبار بعني أخذا للرؤية األجيال واحتياجات احلالي اجليل احتياجات (٢) التقاليد، على واحملافظة القادمة، (٣) النمو املستهدف والتوسع غير املنضبط، (٤) مسار التنمية وحجم ونوعية العمالة الوافدة املستهدفة، (٥) التنمية االقتصادية واالجتماعية وحماية

البيئة وتنميتها.ركائز أربع خالل من التنموية اآلفاق القطرية الوطنية الرؤية وتستشرف

تنموية مترابطة (بشرية، واجتماعية، واقتصادية، وبيئية)، على النحو التالي:الركيزة األولى: التنمية البشرية: تطوير وتنمية سكان دولة قطر ليتمكنوا

من بناء مجتمع مزدهر.الركيزة الثانية: التنمية االجتماعية: تطوير مجتمع عادل وآمن مستند على األخالق احلميدة والرعاية االجتماعية وقادر على التعامل والتفاعل مع املجتمعات األخرى وأداء دور هام يف الشراكة

العاملية من أجل التنمية.الركيزة الثالثة: التنمية االقتصادية: تطوير اقتصاد وطني متنوع وتنافسي احلاضر يف قطر مواطني احتياجات تلبية على قادر

واملستقبل وتأمني مستوى معيشي مرتفع.الركيزة الرابعة: التنمية البيئية: إدارة البيئة بشكل يضمن االنسجام والتناسق

بني التنمية االقتصادية واالجتماعية وحماية البيئة

٣-١-٥-٢- حتديات يواجهها االقتصاد القطري:استنادا إلى التقارير احلكومية املتخصصة، وما جاء يف تقرير بعثة صندوق النقد الدولي إلى قطر يف إطار مشاورات املادة الرابعة لعام (٢٠١٦م)(٦٣)، ميكن

استخالص العديد من التحديدات، فيما يلي:

(٦٣) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط التالي:https- ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/04/10/pr17125-imf-ex-ecutive-board-concludes-2016-article-iv-consultation-with-qatar

114

• زيادة اخللل يف التركيبة السكانية سنة بعد أخرى حيث يتضاعف عدد غير

القطريني كل بضع سنوات إذ بات عددهم اليوم يقترب من مليوني نسمة. مما يستوجب معه زيادة مضطردة يف اإلنفاق على البنى التحتية، وزيادة يف

أعداد العاملني بالقطاع احلكومي لتأمني اخلدمات املختلفة للسكان.اإلنفاق يف احملسوب وغير املنضبط غير التوسع على يترتب • سوف

االستثماري يف البنية التحتية استنزاف ثروة البالد الرئيسية من الغاز الغاز، إنتاج معدالت زيادة شأن من وسيكون نسبيا، قصير زمن يف يف الستخدامه أو سائل وقود إلى التحويل أو التسييل ألغراض سواء إنتاج كميات متزايدة من البتروكيماويات واألسمدة الكيماوية واحلديد وهو بسرعة، االحتياطيات عمر يتناقص أن واملاء، الكهرباء إلنتاج أو الوطنية قطر رؤية منها حذرت التي املهمة التحديات أحد يشكل ما

(٢٠٣٠م).• إن قطر بحاجة إلى تنمية مستدامة تهتم بالنوع بدال من الكم، وتركز على

ما يعرف بالصناعات املعرفية بدال من التركيز على الصناعات القائمة على استغالل الغاز الطبيعي، لكي تستطيع مواجهة التحديات وحتفظ

لألجيال القادمة فرصة احلياة الكرمية بأقل قدر من املشاكل.على أداء االقتصاد الكلي؛ سلبيا • أحدث انخفاض أسعار النفط تأثيرا

واحلساب العامة املالية أرصدة وتراجعت النمو، معدل انخفض حيث اخلارجي من فائض كبير يف السابق إلى عجز.

• أهمية النظر يف اتخاذ تدابير إضافية على جانب اإليرادات، مبا يف ذلك

توسيع وعاء الضرائب القائمة بالفعل، ال سيما ضريبة دخل الشركات، وذلك لتعبئة املوارد الكافية لتنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثانية

مع تعزيز جهود الضبط املالي.يتطلب مما اخلاص. القطاع تنمية وتشجيع االقتصادي التنويع • تعزيز

اتخاذ تدابير إضافية لزيادة حتسني مناخ األعمال، مع األخذ يف االعتبار أن إصالحات سوق العمل والتعليم سوف تسهم يف رفع مستوى اإلنتاجية

وزيادة الناجت املمكن ودعم النمو االحتوائي.

115

٣-١-٥-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي القطري:الشاملة الرؤية وتطوير بوضع واإلحصاء التنموي التخطيط وزارة تختص للدولة بالتعاون مع اجلهات ذات العالقة، وإعداد استراتيجيات التنمية الوطنية، ومتابعة تنفيذها، بالتنسيق مع اجلهات املعنية، وإعداد الدراسات املتعلقة بهذه اجلهات يف التخطيط عملية ودعم السكانية، وبالسياسات االستراتيجيات للدولة، العامة واملوازنة التنمية أولويات بني الربط على والعمل احلكومية، متكامل، إحصائي نظام إقامة إلى إضافة اخلطط. تنفيذ يف التقدم ومتابعة وتنفيذ عليها، واإلشراف وتنظيمها الرسمية اإلحصائية العمليات وإجراء التعدادات واملسوح املختلفة ونشر البيانات واملنتجات اإلحصائية. علما بأن هذه باألمانة الوزارة سبق أن مت دمجها يف العام (٢٠١٣م) مع ما كان يعرف سابقا

العامة للتخطيط التنموي وجهاز اإلحصاء.٣-١-٦-جتربة دولة الكويت يف التخطيط التنموي (٦٤):

٣-١-٦-١- التخطيط للتنمية:جاء إطالق رؤية الكويت (٢٠٣٥م)، وموافقة احلكومة الكويتية عليها يف العام واقتصاد فاعلة، حكومية بإدارة مرموقة، دولية مكانة تبوء بهدف (٢٠١٧م)، متنوع، وبيئة معيشية مستدامة، وحتقيق رعاية صحية عالية اجلودة، وتأسيس بنية حتتية متطورة، وتعزيز رأس املال البشري اإلبداعي. ومن أهداف الرؤية خفض االعتماد على النفط وتقليص اإلنفاق احلكومي، وإعطاء دور أكبر للقطاع اخلاص ومتكني الكويتيني من التملك يف شركات الشراكة بني القطاع احلكومي واخلاص. كما تستهدف الرؤية حتويل الكويت إلى مركز جاذب لالستثمار، يقوم ورفع املنافسة، روح وتشجيع االقتصادي، النشاط بقيادة اخلاص القطاع فيه كفاءة اإلنتاج يف ضوء جهاز مؤسسي داعم، وحتقيق التنمية البشرية املتوازنة،

وتوفير بنية أساسية متطورة، وبيئة أعمال مشجعة.وتشتمل الرؤية على خمسة أهداف استراتيجية تتضمن سبع ركائز أساسية على تعتمد وهي استراتيجية. خطة وفق مشروعا (١٦٤) خالل من تتحقق

(٦٤) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط: - http://www.mop.gov.kw/KuwaitVision.aspx

116

أولوياتها أهم ضمن من ويأتي وااللتزام. والشفافية الشراكات أهمها أسس االحتياجات مخرجاته لتوائم التعليمي النظام وتطوير األعمال، بيئة حتسني موقع من واالستفادة مستدامة، معيشية بيئة وإيجاد العمل. لسوق املستقبلية الكويت اجلغرايف وعالقاتها الدولية املتميزة لتكون بوابة لطرق التجارة العاملية. متنوع واقتصاد فاعلة، حكومية إدارة هي: ركائز، سبعة على الرؤية وتعتمد عالية صحية ورعاية مستدامة، معيشية وبيئة متطورة، حتتية وبنية مستدام،

اجلودة، ورأس مال بشري إبداعي، ومكانة دولية متميزة.اإلقليمي الريادي الدور استعادة الرؤية، تضمنتها التـي التطلعات أبرز من للكويت كمركز مالي وجتاري، والتخلي تدريجيا عن اقتصاد النفط، وإحياء الدور احملوري للقطاع اخلاص الكويتي يف قيادة التنمية، وإعادة بناء أدوار مهمة ومختلفة

للدولة وأجهزتها ومؤسساتها، مبا يوفر أسباب التمكني والدعم للعمل واإلنتاج.

٣-١-٦-٢- حتديات يواجهها االقتصاد الكويتي:استنادا إلى التقارير املتخصصة، وتقرير بعثة صندوق النقد الدولي خبراء ميكن (٢٠١٦م)، لعام الرابعة املادة مشاورات إطار يف الكويت إلى الصندوق

استخالص التحديات التالية (٦٥):• تطوير القطاع اخلاص والتنويع االقتصادي وإيجاد الوظائف للمواطنني.

واالستمرار يف اتخاذ اخلطوات الالزمة لتعزيز االعتماد على اخلصخصة ومشاريع الشراكة بني القطاعني العام واخلاص.

• تقليص تأثير الدولة على االقتصاد، وتهيئة األرضية ملنافسة عادلة بني

أصحاب املصلحة يف االقتصاد الوطني. ومن شأن ذلك أن يعزز املنافسة ويشجع على حتقيق مكاسب يف اإلنتاجية واالستثمار.

• رغم حتسن تنفيذ املشروعات يف ظل اخلطة اإلمنائية اخلمسية، فإن

املؤشرات املتوافرة تشير إلى حدوث بعض التراجع اإلضايف احملدود يف النمو غير النفطي يف العام (٢٠١٦م).

(٦٥) للمزيد من املعلومات االطالع على الرابط التالي:https://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/01/17/pr1712-IMF-- Exec-utive-Board-Concludes-2016-Article-IV-Consultation-with-Kuwait

117

من املتوقع للتضخم، الذي ظل يتراوح حول معدل (٣• ٪)، أن يسجل بعض االرتفاع ليصل إلى حوالي (٣,٥ ٪) يف العام (٢٠١٦م)، انعكاسا للزيادات

األخيرة يف أسعار البنزين.) يف املئة، أدى إلى تسجيل الناجت إن انخفاض معدل إنتاج النفط بنحو (٦• احمللي اإلجمالي احلقيقي انكماشا يف العام احلالي بنحو (٢,٥) يف املئة

مقارنة بنمو بلغ (٢,٢) يف املئة يف العام (٢٠١٦م).

٣-١-٦-٣- اإلطار املؤسسي لعملية التخطيط التنموي الكويتـي:يقوم مجلس التخطيط والتنمية الذي مت إنشاءه بتاريخ (٣٠) شوال (١٤٢٩هـ) املوافق (٢٩) أكتوبر (٢٠٠٨م) باإلشراف على إعداد الرؤية املستقبلية وحتديد وبرامج التنمية وخطط استراتيجيات ووضع للدولة االستراتيجية األهداف عمل احلكومة، واملشاركة يف رسم السياسات العامة واقتراح التشريعات والنظم مجلس إلى ورفعها التنموية األهداف لتحقيق الكبرى التنموية واملشروعات الوزراء العتمادها، واملشاركة يف رسم السياسات املستقبلية وحتديد التوجهات مخرجات وربط مجاالتها مختلف وتطوير التنمية بشؤون يتعلق فيما العامة التعليم بالتنمية، ومتابعة تنفيذ املشروعات الكبرى ودراسة االقتراحات، وتقدمي

تقارير بشأنها.

119

املبحث الثانيمحددات رؤى دول مجلس التعاون اخلليجية

تبنت استراتيجيات دول مجلس التعاون لدول اخلليج العربية «وثائق الرؤية» أولويات مبا يحقق التنويع احلقيقي القتصادها ودخلها ويعزز قدرات القطاع للنمو االقتصادي يف هذه الدول، ويخفف من كا اخلاص وطاقاته ليصبح محراالعتماد الكبير على العمالة الوافدة. وقد مت حتديث العديد من هذه الوثائق أو إعادة إصدارها بأشكال جديدة، مشتملة على خطط تنمية متشابهة متوسطة إلى طويلة املدى تسعى إلى مواكبة التطورات العاملية، وبناء اقتصادات وطنية

منافسة، وتأسيس برنامج إصالح اقتصادي شامل وواسع. املجلس، دول رؤى بني املشتركة السمات أبرز املبحث هذا ويستعرض والتحديات التي تواجه تنفيذها، والعوامل املطلوب توفرها لنجاحها، إلى جانب

انعكاسات تنفيذها على املنظومة االقتصادية واالجتماعية لدول املجلس.

٣-٢-١- السمات املشتركة بني رؤى دول املجلس:تتميز دول مجلس التعاون بغناها االقتصادي المتالكها احتياطيات كبيرة من النفط، الذي يعد املصدر الرئيس للدخل. وقد استدعت التقلبات املتكررة يف أسعار النفط العاملية البحث عن مصادر أخرى للدخل، مما استدعى احلاجة الصناعات خالل من الدول هذه اقتصادات منو إلى تهدف رؤى صياغة إلى املختلفة بعيدا عن النفط. وقد أصبح التركيز على الثروة البشرية جزءا أساسيا من هذه الرؤى، كونها استثمارا يضمن عائدات مرتفعة للمنطقة بأسرها. ومن ثم كان االهتمام الكبير بالتعليم والفرص العادلة للمساعدة يف منو هذه الدول واملساهمة يف خلق أجيال طموحة عاملة يف املستقبل. وتتوقع دول املجلس من تغيير شأنه من مرموقا، واجتماعيا اقتصاديا حتوال لرؤاها تنفيذها خالل دول بدأت وقد عامليا. متميزة اقتصادية مكانة املنطقة وتبوء احلالي املشهد وتشترك األمام. إلى بأسرها واملنطقة لدفعها خطط وتنفيذ بوضع املجلس

جميع رؤى دول املجلس يف السعي إلحداث التطورات والتحوالت التالية:

120

تغييـر منوذج النمو االقتصادي الذي ظل سائدا خالل العقود املاضية الذي ١ (األجور ومتدنية كافية غير قليلة عمل فرص اخلاص القطاع فيه يوفر توظيف عبء العام القطاع حتمل أن ذلك نتيجة وكان الوطنية، للعمالة هذه العمالة املستمرة يف الزيادة، مما أدى إلى تضخم هذا القطاع وازدياد من وضاعفت بإنتاجيته كثيـرا أضرت مستويات إلى فيه العمالة حجم تكلفة تسييره حتى أصبح هذا الوضع غير قابل لالستمرار واالستدامة

خاصة مع تراجع اإليرادات النفطية. أجمعت الرؤى االقتصادية الست على أن أحد العناصر الرئيسة للنموذج ٢ (على ومشاريعه مؤسساته تعتمد خاص قطاع وجود يف يتمثل البديل أساليب اإلنتاج احلديثة ذات اإلنتاجية العالية والقيمة املضافة املرتفعة التـي توفر فرص عمل مجزية وجاذبة للعمالة الوطنية، على أن يواكب ذلك تطوير مستمر ملهارات هذه العمالة وقدراتها اإلنتاجية من خالل تطوير

منظومة التعليم والتدريب.التحول من اقتصاد قائم على الثروة النفطية إلى اقتصاد متنوع ومستدام ٣ (اخلاص، دور القطاع املوارد النفطية ويتنامى فيه اعتماده على يتناقص مما يستوجب تفعيل قطاعات استراتيجية جديدة وتوجيه الطاقات واملوارد نحو بناء ميزات تنافسية بعيدة املدى، وهو ما يتطلب بدوره حتفيز ريادة

األعمال احمللية وجذب االستثمارات األجنبية املباشرة.تسريع االنتقال إلى اقتصاد معريف تعتمد التنمية فيه بشكل متنام على ٤ (البحث والتطوير واالبتكار، وريادة األعمال، ويرتكز إلى نظام تعليم رفيع املستوى، وبنيه حتتية مادية ومعلوماتية متطورة، ومؤسسات حكومية تقدم فعالية تعزز التي القانونية األطر وصياغة وشفافية، بكفاءة خدماتها

األسواق وحتمى امللكية الفكرية، وتدعم املشاريع الصغير واملتوسطة.الصحية الرعاية خدمات يقدم صحي نظام تطوير أهمية على التأكيد ٥ (

مبعايير عاملية وتكلفة منخفضة.االهتمام بتحسني كفاءة القطاع العام من خالل حتسني كفاءة استخدامه ٦ (

للموارد واحلد من هدرها ورفع كفاءة اإلنفاق العام وزيادة فاعليته.

121

التنمية بني االنسجام يضمن مبا البيئة إدارة أهمية على التأكيد ٧ (االقتصادية واالجتماعية وحمايتها، إضافة إلى التأكيد على أهمية حتقيق بيئة مستدامة من حيث جودة الهواء واحملافظة على املوارد املائية وزيادة

االعتماد على الطاقة النظيفة.

٣-٢-٢- التحديات التي تواجه تنفيذ رؤى دول املجلس:ظل يف خصوصا التنفيذ، هو رؤية أية يواجه الذي الرئيسي التحدي إن اتخاذ مراكز وتعدد متعددة، وبيروقراطية إدارية وإجراءات متشابكة بيئات تخصص التحدي هذا على وللتغلب التنفيذ. على املشرفة واملؤسسات القرار عادة وثائق الرؤية القسم األخير للحديث عن كيفية حتقيقها، وذلك من خالل

تأسيس العديد من البرامج التـي يوكل إليها تنفيذ محور من محاورها.تعد رؤى دول املجلس إطارا استراتيجيا متناسقا ومتماسكا، لإلصالح، وهو األمر الذي كان يعوز الكثير من اخلطط والبرامج التي أعلنت يف السابق. إذ أنها تنطلق من قناعات من أبرزها انتهاء عصر النفط مرتفع السعر، وصعوبة استمرار اإلنفاق احلكومي وفقا لألعوام السابقة. إال أن هناك بعض الصعوبات التي يجدر أخذها يف االعتبار يف مراحل تنفيذ الرؤى وبرامجها التنفيذية، التي تتطلب اعتماد برامج محددة للتعامل معها، وفيما يلي أربع صعوبات مشتركة بني

كل دول املجلس، وسنعرضها من خالل منوذج السعودية، وهي:أ - انخفاض إيرادات النفط ومتويل عجوزات امليزانية:

يكمن الباعث األساسي لتبني مثل هذه الرؤى يف الصعوبة التي تواجه دول الذي األمر النفطية، اإليرادات يف الكبير االنخفاض مع التعامل يف املجلس تنتج فمثال، احتياطاتها. وتدني املوازنة يف الكلي العجز يف جزئيا ينعكس السعودية حاليا نحو (١٠) مليون برميل نفط يوميا يف مسعى لالحتفاظ بحصتها يف السوق العاملية، وتبلغ االحتياطيات املؤكدة للمملكة (٢٦٨) بليون برميل وهو ما يشكل نحو سدس إجمالي االحتياطي العاملي، ويشكل الدخل من قطاع النفط واملنتجات النفطية الغالبية العظمى من إيرادات اململكة، وكذلك الوضع بالنسبة للدول األخرى، وبالتالي فإن تدني اإليرادات النفطية إلى جانب اإلنفاق الكبير

قد تسببا يف حدوث عجز كبير يف املوازنة.

122

ويتم متويل هذه العجوزات الكبيرة على حساب املستقبل عبر سحوبات من بأن اململكة وتدرك القروض. إلى إضافة األصول وبيع النقدية، االحتياطيات هذا الوضع ال ميكن أن يستمر ملزيد من السنوات، وبالتالي ينبغي إعادة النظر سريعة. بوتيرة ولكن تدريجي نحو على األساس من االقتصادية قاعدتها يف من للموازنة إضافية إيرادات إيجاد يف املجلس لدول املرحلي الهدف ويتمثل خالل زيادة كبيرة يف الدخل من خارج قطاع النفط، وذلك عن طريق رفع الكفاءة وزيادة الضرائب حتى ال تواجه – يف حالة السعودية - عجزا عندما تكون أسعار

النفط منخفضة كما هو الوضع حاليا.للحصول سعيا هناك – املثال سبيل على – السعودية العربية اململكة ويف أسهم من (٪ ٥) طرح اعتماد مت حيث الرؤية، لتحقيق الالزم التمويل على أرامكو السعودية يف سوق األسهم السعودي، وتبلغ القيمة اإلجمالية ما يزيد عن (٢) تريليون دوالر. إضافة لذلك، جترى حاليا مناقشة إنشاء صندوق رأسمال حكومي بغرض حتسني إدارة االستثمارات احلكومية، يتولى مسؤولية الشركات مستوى على الشركات، جانب إلى العقارية واملمتلكات اململكة يف احلكومية العالم، التي سوف تستحوذها السعودية من أجل تسهيل وتنويع إيرادات الدولة، يف اجلديدة والشراكات اخلاص القطاع تشجيع على أيضا احلكومة وستعمل

ل هذه األعباء. نها من حتم القطاعات التي ستمكب - تقليل االعتماد على النفط:

على االعتماد تقليل ضمان على املجلس دول رؤى تركيز من الرغم على النفط، يبدو أن تطوير قطاع النفط والغاز بصورة فاعلة سوف يستمر بغرض تعظيم إيرادات هذه الدول من هذا املورد على املدى البعيد. وفيما يبدو، ليس هناك تغيير، على األقل يف الوقت الراهن يف سياسة هذه الدول يف سوق النفط العاملي. وبينما هناك رغبة قوية لدى دول املجلس لضمان استقرار أسعار النفط يف مستويات عالية، إال أنها ليست يف عجلة من أمرها للحد أو تقليل من إنتاجها كجزء من اتفاقية بني منتجي النفط، ومن هنا ميكن أال ترتفع أسعار النفط كما هو متوقع وبالتالي سوف تتقلص اإليرادات النفطية. ويف سياق سياسة بعيدة املدى، ال تدعم دول املجلس ارتفاعا حادا يف أسعار النفط ألن ذلك سوف يكون

123

أمرا مؤقتا، وسيؤدي ذلك التطوير املتسارع لبدائل النفط، إضافة إلى انخفاض مستوى إلى النفط أسعار ودفع الطاقة عرض زيادة وبالتالي احلفر تكاليف منخفض. لذلك، تشكل خطة تقليل االعتماد على النفط الوسيلة التي متكن دول

املجلس من تفادي التحديات بعيدة املدى يف سوق العاملية.القصير املدى على النفط على االعتماد وتقليل االستدامة هدف أن غير يكتنفه الشكوك. ففي حالة حدوث زيادة جديدة يف أسعار النفط، رمبا ترتفع الضغوط العامة للتخلي عن إجراءات خفض التكاليف بينما ستواجه دول املجلس صعوبة يف حالة استمرار تدني أسعار النفط – وهو أحد االفتراضات األساسية يف متويل االستثمارات والعمليات الالزمة للتطوير املتسارع لرؤى تلك الدول –

للقطاع غير النفطي.ت - تنويع مصادر الدخل والقاعدة اإلنتاجية:

احلاجة إلى تنويع مصادر الدخل والقاعدة اإلنتاجية، وتعزيز دور القطاع اخلاص يف التنمية. فعلى الرغم من استمرار منو ناجت القطاع اخلاص بشكل مستمر وملحوظ منذ أكثر من ربع قرن، إال أن هذا الناجت يعتمد على معطيات القطاع العام ويتركز معظمه يف قطاع اخلدمات. ولذلك البد من التركيز على

القطاعات اإلنتاجية مثل قطاع الصناعة، وفتح مجاالت أوسع للتخصيص.

ث - ضعف الصناعات األساسية:باتخاذ الصناعة لتطوير بارزة جهودا بعيد وقت منذ املجلس دول بذلت اخلطوات الالزمة لذلك، مثل بناء املدن الصناعية وغيرها فأتت بنتائج وثمار تلفت إليها األنظار خاصة يف بعض املجاالت مثل البتروكيماويات، ولكن مازال األساسية الصناعات خصوصا وتشجيع، دعم إلى بحاجة الصناعي القطاع على يقف الصناعة يف الذات على االعتماد أو الصناعي التطور إن حيث تطور الصناعات األساسية أوال ثم الترقية إلى املستوى األعلى، وإال فال ميكن التخلص من سيطرة الدول املنتجة من حيث املواد واملعارف. وعلى سبيل املثال، ورد يف رؤية اململكة العربية السعودية (٢٠٣٠م)، أن اململكة بصدد إنشاء شركة قابضة للصناعات العسكرية مملوكة (١٠٠ ٪) للحكومة وتوطني ما يزيد على

124

(٥٠ ٪) من اإلنفاق العسكري بحلول (٢٠٣٠م)، فهذا الهدف يحتاج حتقيقه إلى رسم اخلريطة الدقيقة من القيادة واإلرادة احلازمة واخلطوات الثابتة، ودعم

وتشجيع من قبل دول املجلس.ج - كثرة العمال الوافدين:

التوظيف قضية معاجلة هدف املجلس دول رؤى أهداف أهم من يأتي ألغراض تتعلق بالنمو وتقليص البطالة. فمثال يف السعودية بلغ معدل البطالة الرسمي (١١٫٦ ٪)، وتسعى الرؤية إلى استحداث ستة ماليني وظيفة جديدة بحلول عام (٢٠٣٠م). وعلى الرغم من أن العمالة الوافدة قد لعبت دورا كبيرا يف تطور اململكة وتقدمها، إال أنها باتت تشكل عائقا يف طريق حتقيق الرؤية وذلك من ناحيتني أولهما أن كثرة العمالة الوافدة زاحمت املواطنني يف فرص العمل، كما سببت تدنى الرواتب يف بعض املجاالت، فترتبت عليه النظرة السلبية إليها لدى املواطنني. وثانيهما أنها أدت إلى ازدياد التحويالت املالية إلى اخلارج سنويا، وقد وصلت مؤخرا إلى (٤٢) مليار دوالر أمريكي وهذا يحتل نسبة كبيرة

يف تدفقات رأس املال.إال الوافدة، العمالة لترشيد تبذل التي الكبيرة اجلهود من الرغم وعلى أن نتائج توطني القوى العاملة احمللية يف القطاع اخلاص، ال زالت متواضعة، وهذا يتطلب تكثيف اجلهود احلالية لوضع استراتيجية متوسطة وبعيدة املدى ومبشاركة فاعلة من القطاعني اخلاص والعام لترشيد استقدام العمالة األجنبية، التعليم مخرجات وكذلك واملهني والفني العام التعليم برامج تطوير ومواصلة

العالي لتواكب احتياجات السوق.

٣-٢-٣- عوامل جناح رؤى دول املجلس:هناك ثالثة عوامل رئيسة من شأنها زيادة فرص جناح رؤى دول املجلس يف

حتقيق أهدافها، وذلك على النحو التالي:١) ترجمة الرؤى إلى أهداف وبرامج محددة: توفر رؤى دول املجلس الست (مبا تتضمنه من أهداف وتوجهات تنموية بعيدة املدى) أساسا مرجعيا إلعداد منظومة متكاملة من الوثائق التنموية ذات أبعاد زمنية مختلفة

125

(طويلة املدى، متوسطة املدى، قصيرة املدى)، وينبغي إعدادها كسلسلة من مستمدة ومشروعات وبرامج وسياسات أهدافا تتضمن متتالية الرؤية وتوجهاتها األساسية وتتناسب مع اإلطار الزمني للوثيقة املعنية. ويتطلب جناح الرؤى يف حتقيق أهدافها تضمني الوثائق التنموية املذكورة

أهدافا (ومؤشرات كمية) تعكس بدقة توجهات الرؤية.اهتماما الرؤى جميع إيالء يبرز التأشيري: التخطيط أدوات تطوير (٢بلورة إلى احلاجة التنمية عجلة دفع يف اخلاص القطاع بدور مكثفا تتضمن القطاع، هذا مع للتعامل وفعالة مبتكرة اقتصادية سياسات املؤسسات سلوك توافق لضمان جاذبة متنوعة حوافز حزم تقدمي اخلاصة (بصورة تلقائية) مع األهداف املرسومة، إلى جانب ذلك البد

من االستمرار يف تطوير البنية التحتية املادية واملعلوماتية.٣) توفر استراتيجية مفصلة للتنويع االقتصادي: ميثل التنويع االقتصادي ركيزة أساسية من ركائز رؤى دول املجلس، وبناء على ذلك فإن جناحها إعداد دولة كل من يقتضي املجال هذا يف املنشود التقدم حتقيق يف أوضاعها، تناسب االقتصادي للتنويع واضحة تفصيلية استراتيجية ونوعا كما النفطية غير قطاعاتها لتطور املستهدفة املسارات توضح احمللي الطلب تلبية يف قطاع كل إسهامات وتطور الرؤية، مدة خالل على منتجاته، وتنمية الصادرات غير النفطية، وتوفير الفرص الوظيفية ذات اإلنتاجية العالية للعمالة الوطنية. وتفتح هذه املعاجلة التفصيلية ملسارات التنويع االقتصادي، الذي تستهدفه دول املجلس يف إطار رؤاها رحبة للتعاون االقتصادي بينها، وسيتضح من خالل املستقبلية، آفاقا هذه املعاجلة عدة مجاالت للتعاون والعمل املشترك يف تنفيذ مشروعات

وتسويق منتجات داخل الدول املعنية وخارجها.

٣-٢-٤- انعكاسات الرؤى على املنظومة االقتصادية واالجتماعية لدول املجلس:سيكون لتحقيق الرؤى (عبر تنفيذ متواليات تخطيطية مدروسة) انعكاسات

إيجابية ملموسة على املنظومة االقتصادية واالجتماعية لدول املجلس، منها:

126

: املجال االقتصاديأ- العتمادها ومستقرة مرتفعة اقتصادي منو معدالت • حتقيق

على قائمة والتنافسية، اإلنتاجية عالية منوعة، اقتصادات على املعرفة.

• االستقرار املالي الذي يتجلى يف توازن موازناتها العامة (أو حتقيقها

فوائض) العتمادها على قاعدة إيرادات عريضة ومتنوعة، نظرا النخفاض كثافة اعتمادها على عائدات النفط وتطويرها ملصادر جانب ويف وغيرها)، املضافة القيمة (كضريبة جديدة إيرادات النفقات العامة حتقيق وفورات نتيجة للكفاءة واالنضباط يف أداء القطاع وتنمية العام القطاع حجم وتقليص احلكومية اجلهات

اخلاص.الرتفاع مساهمة الصادرات • حتسن وضع ميزان املدفوعات نظرا

وحتسني النفطية، غير الصادرات بتنويع (املرتبط النفطية غير كبيـرة نسبة وإحالل اخلارجية)، األسواق يف وتنافسيتها جودتها من الواردات باملنتجات الوطنية املصاحب لعمليات التصنيع وتنفيذ

سياسة رفع املكون الوطني لالستهالك واالستثمار وخالفه.• انخفاض معدالت البطالة بني املواطنني وارتفاع معدالت توظيفهم

يف وظائف ذات قيمة مضافة عالية ودخول مرتفعة. وارتفاع كفاءة سوق العمل وموائمة مخرجات منظومة التعليم والتدريب بدرجة

عالية مع متطلباته.احمللي الناجت يف واملتوسطة الصغيرة املنشآت مساهمة • ارتفاع

من مهما نا مكو واملبتكرة اجلديدة املنتجات وتشكيل اإلجمالي منتجات هذه املنشآت.

حدود أدنى إلى اإلدارية املناطق بني التنموي التباين • تقليل

ممكنة.• زيادة االهتمام بالبيئة واستدامتها.

127

املجال االجتماعي:ب- ( العاملية• (باملعايير املستوى عالية صحية خدمات تقدمي

للمواطنني وبتكلفة منخفضة.مبا ميكنها من التصدي• ونوعا النهوض مبنظومة التعليم كما املعرفية التطورات مواكبة يف واملتمثلة جتابهها التي للتحديات

والتقنية املتسارعة.مجال التعاون االقتصادي بني دول املجلس:ت-

تنفيذ الرؤى، إذا أجنز عبر متواليات تخطيطية يتوقع أن يتيح • خاصة املجلس دول بني للتعاون رحبة ومجاالت آفاقا مدروسة، التنويع باستراتيجيات ترتبط استثمارية مشروعات تنفيذ يف االقتصادي وتنمية الصادرات غير النفطية ونحوها، التي تنفذها

هذه الدول يف سياق تنفيذ الرؤى االقتصادية اخلاصة بها.

129

الفصل الرابعالتخطيط التنموي يف اململكة العربية السعودية

وتطور منهجيته ومؤسساته

منذ الشامل التنموي التخطيط أسلوب السعودية العربية اململكة تبنت أهداف نحو التنمية مسارات لتوجيه لها املفضل اإلطار كونه (١٩٧٠م) عام تسع (٢٠١٤م)، عام وحتى التاريخ ذلك منذ نفذت حيث ومتكاملة. متسقة خطط تنموية خمسية عملت على حتقيق التوازن بني النمو االقتصادي والتنمية الرشيد االستخدام نحو التوجه أتاح نهجا اخلطط تلك واتبعت االجتماعية. ن من إحراز تقدم كبير نحو حتقيق أهداف التنمية، وعلى للموارد الوطنية، مكاألخص البنية التحتية. ونشر ثمار التنمية يف كافة أنحائها، وإحداث تغييرات هيكلية يف االقتصاد وقطاعاته. وقد أدى ذلك إلى تبوء اململكة مكانة متميزة، حيث أصبحت بني أكبر عشرين اقتصاد على مستوى العالم. ويف الوقت نفسه التزمت تلك اخلطط بتوجهات عامة وضعتها محل اهتمام دائم كإطار أساسي واالجتماعي. واالقتصادي العمراني التطور بني توازن لتحقق التنمية جلهود والطموح والشمول العمق حيث من متيزا اخلطط هذه اكتسبت ذلك وبفضل

وحجم اإلجناز والقدرة على التغلب على املعوقات التي واجهتها.التخطيط مسيرة يستعرض األول: املبحث مبحثني، الفصل هذا يتضمن التنموي يف اململكة العربية السعودية خالل املدة (١٣٩١/١٣٩٠- ١٤٣٦/١٤٣٥هـ) ويستعرض وتقوميها، ملنهجيته األساسية السمات ويتناول ٢٠١٤م)، – ١٩٧٠)مسيرة التنمية عبر خطط التنمية اخلمسية التسع، كما يتطرق إلى االستراتيجية ٢٠٠٥) ١٤٤٥/١٤٤٤هـ) - ١٤٢٦/١٤٢٥) السعودي لالقتصاد املدى بعيدة أصدرتها التي القطاعية واخلطط االستراتيجيات بعض ويتناول ٢٠٢٤م)، –

اجلهات احلكومية. يف حني يستعرض املبحث الثاني مالمح من التطور يف هذه اململكة، يف التنموي التخطيط منهجية يف التحول دواعي ويناقش املنهجية،

ويتطرق إلى أبرز سمات رؤية اململكة (٢٠٣٠م) وبرامجها التنفيذية.

131

املبحث األولمسيرة التخطيط التنموي يف اململكة العربية السعودية

خالل املدة (١٣٩١/١٣٩٠- ١٤٣٦/١٤٣٥هـ) (١٩٧٠ – ٢٠١٤م)

تبنت اململكة العربية السعودية أسلوب التخطيط الشامل منذ بداية عهدها باخلطط اخلمسية، لكونه اإلطار األمثل لتوجيه مسارات التنمية نحو أهداف متسقة ومتكاملة. وقد راعى هذا التخطيط التنموي حتقيق التوازن بني النمو االقتصادي واحلفاظ على قيم وموروثات املجتمع. ومت التحرك خالل خطط التنمية املتعاقبة وفق نهج علمي، أتاح االستخدام الرشيد للموارد الوطنية، وهو دها االرتفاع الكبير الذي شهدته ما مكن اململكة من حتقيق تطورات كبيرة، جساملنجزات أثمرت ولقد واالجتماعية. االقتصادية التنمية مؤشرات مختلف التنموية، التي تراكمت عبر العقود املاضية عن حتقيق حتسن كبير يف مستويات املعيشة ونوعية احلياة، وتبوء االقتصاد السعودي مكانة مرموقة، أهلته ليصبح سبيل على يضم حيث حيوية، وأكثرها حجما، العربي العالم اقتصادات أكبر املثال، أكبر قاعدة صناعية وأضخم قطاع جتاري، وأكبر سوق مالية على املستوى تسعة أكبر ضمن العاملي الصعيد على السعودي االقتصاد وصنف العربي، من حيث احلجم واإلمكانات، وهو ما مهد الطريق أمام اململكة عشر اقتصادا املجموعة، تلك قمم يف ومشاركتها الكبار، العشرين مجموعة إلى لالنضمام ع لالستقرار املالي العاملي. وهذه يف املجلس املوس فضال عن اختيارها عضوا

جميعها مؤشرات بالغة الداللة على صحة املسار التنموي املتبع وفعاليته.

اململكة يف التنموي التخطيط جلهاز التنظيمية الهياكل ٤-١-١-تطور العربية السعودية:

بدأت مسيرة التخطيط التنموي يف اململكة مبفهومه الشامل منذ ما يقارب الستة عقود، حيث مرت هياكله التنظيمية بست مراحل منذ تاريخ (١٣٧٨/٥/١٤هـ) (١٩٥٨/١١/٢٦م) والذي شهد إنشاء جلنة التنمية االقتصادية، وذلك يف أعقاب األزمة املالية يف عام (١٩٥٦م)، التي تعد البداية احلقيقية لعملية التخطيط يف

132

اململكة، حيث تبنت اللجنة مجموعة من اإلجراءات االقتصادية واملالية الداعمة لتحسني األوضاع االقتصادية واستقرارها، وأوكل إليها حتديد أهم املشروعات، واالقتصادية االجتماعية التنمية برامج ودراسة املطلوبة، املالية واحتياجاتها املقدمة. ويف ضوء الدراسات والتوصيات املقدمة من قبل هذه اللجنة، مت إنشاء وأوكلت (١٩٥٩/٤/٣٠م)، (١٣٧٨/١٠/٢١هـ) تاريخ يف الفنية املعونة جلنة عامة أسسا اللجنة واقترحت االقتصادية. التنمية برامج إعداد مهمة إليها كأساس واالقتصادي املالي االستقرار ضمان على اشتملت لعملها، كموجهات لعملية التنمية التي يجب أن يبدأ برنامجها باالستثمارات يف املشروعات ذات

األولوية االقتصادية التي ال يستطيع القطاع اخلاص القيام بها. وبناء على تقرير بعثة البنك الدولي املرفوع إلى مجلس الوزراء السعودي فقد للتخطيط. األعلى املجلس (١٩٦١/١/٥م) (١٣٨٠/٧/١٧هـ) تاريخ يف أنشئ ورسم التخطيط يف املجلس مهمة وتركزت الفنية. املعونة جلنة محل ليحل أدى وقد تنفيذها. ومتابعة عليها واإلشراف االقتصادي اإلمناء سياسات انشغال املجلس بأعمال وتفاصيل كثيرة إلى ابتعاده عن مهمته األساسية مما اضطر الدولة لدعوة فريق من اخلبراء من مؤسسة فورد واألمم املتحدة يف عام

(١٩٦٤م) لالستعانة بهم يف إعادة تنظيم املجلس.وبناء على االقتراحات التي قدمها خبراء مؤسسة فورد واألمم املتحدة، حول تطوير أداء املجلس األعلى للتخطيط، ومن أجل إثراء فعالياته مت إنشاء الهيئة محله، لتحل (١٩٦٥/١/٢٠م) (١٣٨٤/٩/١٧هـ) تاريخ يف للتخطيط املركزية وكان من أبرز اختصاصاتها إعداد التقارير االقتصادية الدورية، وخطط التنمية، وتقدمي االقتصادية بالدراسات القيام إلى باإلضافة املالية، تكاليفها وتقدير

املساعدات والتوصيات يف شؤون التخطيط للوزارات والهيئات احلكومية.واستدعى التطور املتسارع الذي شهدته اململكة، وتوسع األجهزة واملؤسسات احلكومية وزيادة مهمتها ومسؤولياتها، إنشاء وزارة تعنى بهذا اجلانب للتعامل السامي األمر صدر احلاجة لهذه واستجابة واملستجدات، املتغيرات تلك مع يف تاريخ (١٣٩٥/١٠/٨هـ) (١٩٧٥/١٠/١٤م)، القاضي بإنشاء وزارة التخطيط عن مسؤوال حكوميا جهازا ولتصبح للتخطيط، املركزية الهيئة محل لتحل

133

وضع اإلطار التخطيطي الذي يوجه احلركة التنموية يف مجاالتها االجتماعية واالقتصادية عن طريق إعداد خطط التنمية ومتابعة تنفيذها، وذلك بالتعاون التنموية واملشروعات البرامج وضع خالل من املختلفة احلكومية اجلهات مع

للمملكة. ويف تطور الحق صدر أمــر مـــلكي يف تاريخ (١٤٢٤/٢/٢٨هـ) (٢٠٠٣/٥/١م)، وزارة إلى الوطني واالقتصاد املالية وزارة من االقتصاد نشاط بنقل قضى التخطيط وتعديل مسماها إلى وزارة االقتصاد والتخطيط وتعديل مسمى وزارة غاية يف خطوة مبثابة ذلك وكان املالية. وزارة إلى الوطني واالقتصاد املالية عاجلة حلول وإيجاد االقتصادية الرؤى بلورة يف الوزارة دور لتفعيل األهمية اإلنتاجية الكفاية برفع يتعلق فيما اململكة، تواجهها التي الرئيسة للتحديات أفراد قدرات وصقل وبناء اخلاص القطاع ودعم احلكومي القطاع ملرافق

املجتمع السعودي. شكل توضيحي (١ – ٤).

شكل توضيحي (١- ٤): تطور جهاز التخطيط يف اململكة العربية السعودية

134

تشارك وزارة االقتصاد والتخطيط، إلى جانب الوزارات واجلهات احلكومية األخرى يف حتقيق رؤية اململكة (٢٠٣٠م)، كما تشارك يف تنفيذ مجموعة من األهداف واملبادرات ضمن العديد من البرامج ومن بينها برنامج التحول الوطني (٢٠٢٠م). حيث قامت الوزارة خالل فترة إعداده مبهمة التنسيق بني األجهزة احلكومية املشاركة يف إعداد البرنامج لضمان التوافق والتكامل بني التحديات تلك وضعها على عملت التي األداء قياس ومؤشرات واملبادرات واألهداف للجهات داعمة كجهة الوزارة دور الرؤية تنفيذ حوكمة إطار وحدد اجلهات. كما والتنفيذي. االستراتيجـي التخطيط يف احلكومية واألجهزة العالقة ذات اجلهات إلى ودراسات وإحصاءات بيانات من الالزمة املعلومات الوزارة توفر ذات العالقة، وتعمل على مواءمة خطط القطاعات وخطط املناطق اإلدارية بني

اجلهات ذات الصلة. وتخضع مهام الوزارة لعملية مراجعة مستمرة نظرا النتقال العديد منها إلى املراكز التي مت إنشاؤها مؤخرا ضمن حوكمة حتقيق الرؤية مبوجب أوامر سامية أو قرارات مجلس الوزراء مثل: املركز الوطني لقياس أداء األجهزة العامة «أداء» و»البرنامج الوطني لدعم إدارة املشروعات يف اجلهات العامة» و»املركز الوطني للدراسات االستراتيجية التنموية»، و»مركز اإلجناز والتدخل السريع»، ومكاتب تطوير على وتعمل باالستقاللية، املراكز تلك وتتمتع وغيرها. الرؤية، حتقيق كفاءة االقتصاد الوطني، ورفع معدالت اإلجناز، ودعم متخذي القرار، إلى جانب تعزيز املتابعة والتنسيق وتطوير قدراتها، واستثمار إمكاناتها وخبراتها، وإتاحة االستفادة منها للقطاعني العام واخلاص. كما تضمنت هذه األوامر والقرارات بيان ارتباط تلك األجهزة بوزير االقتصاد والتخطيط، إما كرئيس ملجلس اإلدارة

أو كأمني عام أو نحو ذلك.

٤-١-٢- اإلطار املنهجي للتخطيط التنموي اخلمسي:يف املستخدمة التخطيطية واإلجراءات واألدوات لألساليب املتتبع يالحظ إعداد خطط التنمية اخلمسية وتنفيذها ومراجعتها وتقوميها، التطور والتحسن يف كل خطة تنمية عن سابقتها، حيث تدرجت من األساليب األولية إلى استخدام النماذج االقتصادية يف إعداد إطار االقتصاد الكلي للخطة. وتوج التطور يف

135

أساليب التخطيط يف اململكة بالتحول من أسلوب تخطيط املشاريع إلى أسلوب السياسات على التركيز مع التاسعة، التنمية خطة بنهاية البرامج تخطيط إضافة االقتصادية، الكفاءة حتقق التي واألدوات واإلجراءات االقتصادية التوجيهي بشقيه املدى متوسط والتخطيط االستراتيجي التخطيط تبني إلى والتأشيري، فضال عن زيادة االهتمام بالبعد املكاني للتنمية من خالل االهتمام

بالتنمية اإلقليمية املتوازنة. ومتيزت عملية إعداد خطط التنمية يف اململكة بشكل عام مبشاركة واسعة الة للجهات احلكومية والقطاع اخلاص يف مختلف مراحلها التي متتد لثالث وفعسنوات. وتبدأ املرحلة التحضيرية يف نهاية السنة الثالثة من اخلطة اجلاري تنفيذها، وجتري فيها مراجعة األساليب التي اتبعت يف اخلطة السابقة وطرق إدارتها وحصر املشكالت التي واجهتها من أجل دراستها ووضع احللول الالزمة لتالفيها خالل مدة تنفيذ اخلطة املزمع إعدادها. وتتضمن هذه املرحلة عدة أعمال من أبرزها إعداد الدراسات املساندة، وإعداد منهجية اخلطة، وتقدير مسارات حتديد يف االقتصادية النماذج استخدام خالل من اخلطة توقعات وجتدر والقطاعي. الكلي الصعيدين على التنمية خطة خالل املتوقعة النمو اإلشارة إلى أن الوزارة طورت يف عام (١٩٩٦م) أربعة مناذج اقتصادية قياسية، املختلفة األغراض خلدمة مت صم والنفط) والتنفيذ، واالختيار، القرن، هي: القرارات من حزمة صدور اخلطة إعداد عملية تتضمن كما للتخطيط(٦٦). واإلجراءات لتنظيم األعمال ومنح الصالحيات وحتديد الواجبات التي تتضمن تشكيل جلان وفرق عمل إدارة وإعداد اخلطة، وحتديد النظم املساندة، واألطر

والنماذج العامة إلعداد اخلطة: الشكلني التوضيحيني (٢ – ٤)، (٣ – ٤).

(٦٦) وزارة االقتصاد والتخطيط، «وثيقة خطة التنمية التاسعة ١٤٣٢/١٤٣١- ١٤٣٦/١٤٣٥هـ (٢٠١٠-٢٠١٤م)».

136

شكل توضيحي (٢ - ٤): تطور أساليب منهجية التخطيط التنموي السعودي

شكل توضيحي (٣ - ٤): مهام إعداد خطة التنمية اخلمسية السعودية

137

ومتر العملية التخطيطية بعد املرحلة التحضيرية بأربع مراحل هي إعداد وضع ويتمثل تنفيذها. متابعة وأخيرا تنفيذها ثم إقرارها ثم اخلطة وثيقة ترجمة أي كمية صورة يف ووضعها بها اخلاصة األهداف صياغة يف اخلطة يف اخلمسية التنمية خطة وثيقة إعداد ويتم أرقام(٦٧). إلى األهداف هذه اململكة وفقا خلطوات مرحلية متسقة ومترابطة، تبدأ بصياغة األهداف العامة يف الشاملة للتنمية مبادئ مبثابة وهي التنمية. خلطة االستراتيجية واألسس اململكة على املدى البعيد، وتنبثق من تلك األهداف واالستراتيجيات سياسات تنفيذية وإجراءات. ثم يأتي بعد ذلك إعداد تقارير تقومي أداء االقتصاد الوطني مسيرة تقدم حتليلي بشكل التقارير تلك تستعرض حيث املختلفة، وقطاعاته الفترة هذه خالل وسلبيات إيجابيات من اكتنفها وما قطاع كل يف التنمية واحللول املقترحة للتغلب على املشكالت أو القضايا املالية، والتنظيمية والفنية، بني املقارنات نتائج والقطاعي الكلي الصعيدين على التقارير هذه تبرز كما واقتراح تنفيذها يف القصور وأوجه الفعلية، وإجنازاتها اخلطة يف املستهدف أوراق إعداد التخطيطية العملية مكونات ومن ملعاجلتها. املالئمة اإلجراءات التنمية مسيرة إليه وصلت ملا الكاملة الصورة تستعرض التي السياسات، اخلمسية التنمية خلطة الراهن الوضع حتليل خالل من القطاع/اجلهة يف التنفيذية واإلجراءات للسياسات املناسب التصور ووضع تنفيذها، اجلاري الالزمة بهدف تذليل املعوقات التي قد تواجه جهود التنمية يف املستقبل يف ظل املستقبلية. اخلمسية للخطة املعتمدة االستراتيجية واألسس العامة األهداف

الشكلني التوضيحيني (٤ – ٤)، (٥ – ٤).

(٦٧) زردق، أحمد عبد الرحيم. مرجع سابق، ص (٧٩).

138

شكل توضيحي (٤ - ٤): اإلطار العام لفاعليات إعداد خطة التنمية اخلمسية السعودية

شكل توضيحي (٥ – ٤): إطار أوراق السياسات

139

الذي لإلنفاق، األدنى احلد تقدير اخلطة إعداد خطوات ضمن من ويأتي العامة، اإليرادات حجم كان مهما توفيره الواجب احلكومي اإلنفاق حجم د يحدالذي املتوقعة، العامة للميزانية املالية املتطلبات من ممكن قدر أقل ميثل وهو يحافظ على استقرار مستوى معيشة املواطنني، ومستوى اخلدمات واملنافع العامة. إضافة إلى ذلك يأتي من ضمنها تقدير إيرادات ونفقات اخلطة، التي تعتمد على النماذج االقتصادية املستخدمة لهذا الغرض، إضافة إلى تقديرات اإليرادات غير تقدرها التي النفطية اإليرادات وتقديرات املالية وزارة تستهدفها التي النفطية اعتبارات إلى املهمة تلك تخضع حيث املعدنية. والثروة والصناعة الطاقة وزارة اقتصادية مستمدة من السياسات والتوجهات األساسية للخطة ومحاورها املركزية، التي تهدف إلى ترشيد استغالل املوارد االقتصادية واملالية املتاحة واحلفاظ على االستقرار االقتصادي. عالوة على ذلك يأتي من ضمنها تقدير القوى العاملة، حيث يتم معاجلة هذا الهدف باعتماد السياسات املالئمة، ووضع آليات تتيح لقوى السوق أن تدفع نحو حتقيق هذا الهدف، التي يتم على إثرها تقدير القوى العاملة خالل فترة اخلطة، أخذا يف االعتبار ازدياد العرض من العمالة الوطنية املؤهلة خالل فترة

اخلطة، واملستجدات احمللية والدولية. شكل توضيحي (٦ – ٤).

شكل توضيحي (٦ - ٤): النماذج االقتصادية الرئيسية واملتخصصة

140

إعداد اخلطة ثالثة أنواع من الوثائق وهي: وثيقة خطة وتشمل مخرجات الفترة خالل وإجنازاتها التنمية ملسيرة مركزا عرضا تتضمن التي التنمية لتطور املستقبلي للوضع حتليليا واستعراضا إعدادها، املزمع للخطة السابقة لتتبع رئيسا تاريخيا مرجعا تعد التي اخلطة فترة خالل الوطني االقتصاد تعتبر التي التشغيلية اخلطط ووثائق اململكة. يف للتنمية التخطيط عمليات السياسات حتديد فيها ويتم احلكومية، اجلهات من جهة لكل تفصيلية خطة واألهداف العامة واحملددة، وحتليل االحتياجات والقضايا األساسية، والبرامج، لغالبية إعدادها ويتم للتنفيذ. الزمني واجلدول املالية، املتطلبات وحتديد اجلهات التنفيذية، ومتثل برنامج عمل اجلهة. إضافة إلى وثائق تقارير املناطق مستوى على التنمية جهود بني التنسيق بواسطتها يتم أداة مبثابة تعد التي قطاعات بني املتبادل التنسيق من نوع إيجاد على وتساعد اإلدارية املناطق

التنمية وتكاملها. األشكال التوضيحية (٧ – ٤)، (٨– ٤)، (٩– ٤).

شكل توضيحي (٧ - ٤): إطار وثيقة خطة التنمية اخلمسية السعودية

141

شكل توضيحي (٨ - ٤): اإلطار العام للخطة التشغيلية اخلمسية السعودية

شكل توضيحي (٩ – ٤): إطار خطط املناطق اإلدارية السعودية

142

جناح مقومات أهم من للدولة العامة وامليزانية اخلطة بني التنسيق ويعد تنفيذ اخلطة. ويتحقق ذلك من خالل مشاركة وزارة االقتصاد والتخطيط يف عملية وضع امليزانية للتحقق من االلتزام بتنفيذ توجهات خطة التنمية. وتأكيدا على أهمية توثيق الترابط والتنسيق بني اخلطة وامليزانية صدر املرسوم امللكي رقم (٣١/٢٤٢٠٢ أ) وتاريخ (١٤١٥/١٠/١٤هـ) (١٩٩٥/٣/١٥م)، التنسيق بني كافة التزام أهمية على أكد حيث امليزانية، واعتمادات اخلطة مخصصات الوزارات واجلهات مبحتويات اخلطة يف إعداد امليزانية السنوية، وقيام وزارة املالية بتوزيع املبالغ الالزمة عن طريق التنسيق مع جلنة مشتركة تضم وكالء

وزارتي (املالية، واالقتصاد والتخطيط)، واجلهة املعنية. ملا يستجد أثناء وقد تعتري عملية تنفيذ اخلطة صعوبات وتعقيدات نظرا تنفيذها من ظروف لم تكن متوقعة عند إعداد اخلطة وإقرارها، مثل: (بروز تغيرات اقتصادية مالية عاملية، أو وقوع حرب، أو حدوث كوارث طبيعية، ونحوها). كما قد تواجه عملية تنفيذ اخلطة بعض العقبات واالختناقات والعراقيل. ومهما ط من الدقة يف التنسيق والتوازن والترابط فلن يكون التنفيذ على ى املخط توخيف ما تبرز املتابعة إن حيث .(٦٨) اخلطة إعداد عند املوضوعة الصورة نفس

اخلطط من ثغرات أو فجوات، كما تظهر مدى كفاية املوارد وتوقيت تدبيرها.وتعد مهمة إدارة تنفيذ اخلطة ومتابعتها جزءا ال يتجزأ من نظام التخطيط التنموي، حيث يتعذر بدونها حتقيق أهداف اخلطة بالكفاءة والفعالية املستهدفة (٦٩). حيث إن املتابعة تهتم بالتحديد املستمر ملدى التقدم احملرز يف تنفيذ اخلطة،

واملعلومات البيانات على احلصول املتابعة جهة على يفرض الذي األمر وهو بني التنسيق املهمة تلك عناصر أهم ومن .(٧٠) منتظمة دورية بصفة الالزمة على والعمل اخلطة، مكونات وبني للدولة السنوية امليزانية وحتضير إعداد

توثيق الترابط بينهما. شكل توضيحي (١٠ – ٤).

املجد مطابع الرياض: السعودية. العربية باململكة االقتصادية التنمية سيد. عيسى، (٦٨)التجارية، ١٤٠٤هـ (١٩٨٤م)، ص (٩٦).

(٦٩) وزارة التخطيط، وثيقة خطة التنمية اخلامسة ١٤١١/١٤١٠- ١٤١٥/١٤١٤هـ (١٩٩٠ - ١٩٩٤) ص (٤٥٤).

(٧٠) يونس، عبدالغفور . دراسات يف اإلدارة العامة. الطبعة األولى. اإلسكندرية، ١٩٦٠م، ص (١٦٧).

143

شكل توضيحي (١٠ – ٤): إطار متابعة خطة التنمية اخلمسية السعودية

اململكة يف اخلمسية التنمية خطط تنفيذ متابعة جرت السياق، هذا ويف منذ بداية صدورها وبالتحديد منذ صدور التوجيه السامي رقم (٢٧٢) وتاريخ (١٣٨٨/١/٣هـ) (١٩٦٨/٤/٢م)، القاضي بقيام الهيئة املركزية للتخطيط مبهام متابعة تنفيذ برامج خطط التنمية ومشاريعها. كما أصدر مجلس الوزراء القرار تقرير بإعداد الهيئة بتكليف وتاريخ (١٣٨٩/٧/٥هـ) (١٩٦٩/٩/١٧م)، (٦٩٣)نصف سنوي يرفع إلى مجلس الوزراء عن تقدم سير تنفيذ اخلطة يف مختلف القطاعات، مع حتديد املشكالت واملعوقات التي تعترض عملية التنفيذ. وألهمية متابعة تنفيذ خطط التنمية صدر، مع بداية خطة التنمية الثانية (١٣٩٦/٩٥-وتاريخ (١٣٦٨) رقم الوزراء مجلس قرار ١٩٧٩م)، – ١٩٧٥) ١٤٠٠/٩٩هـ) تنفيذ ملتابعة األساسية القواعد املتضمن (١٩٧٦/٨/١٨م)، (١٣٩٦/٨/٢٢هـ) (٧١). وإلعطاء املتابعة دفعة قوية يف حتقيق أهدافها، فقد نص خطط التنمية (٧١) وزارة التخطيط، «وثيقة خطة التنمية الثالثة ١٤٠١/١٤٠٠- ١٤٠٥/١٤٠٤هـ (١٩٨٠ –

١٩٨٤م) «، ص (٣٨٦).

144

ومصلحة جهة كل يف واملتابعة وامليزانية للتخطيط إدارة إنشاء على القرار حكومية، وحدد حزمة من املهام واملسؤوليات.

بعضها واملرتبطة املتواصلة النشاطات من مجموعة املتابعة عملية وتشمل وتتم .(٧٢) لألحداث سلبيا وتسجيال مسبقا حتديدا كونها من أكثر بعض مع اجلهات مع بالتعاون والتخطيط االقتصاد وزارة قيام خالل من العملية هذه احلكومية املعنية بإعداد تقارير متابعة سنوية تغطي كافة مجاالت خطة التنمية (كلية وقطاعية)، ورفعها ملجلس الوزراء، واالستمرار يف متابعة األداء وتقوميه للمستجدات. وتعد هذه التقارير أحد العناصر احليوية إلدارة ومراجعته وفقا تفصيال. أكثر بصورة واالجتماعي االقتصادي الواقع وتعرف بكفاءة، التنمية التي الصعوبات أو االنحراف أو االختناق حاالت على الوقوف عن فضال للتغلب البدائل ووضع أسبابها، وكشف طبيعتها، وحتديد التنفيذ، عند تبرز عليها، ومن ثم استخالص أهم البيانات واملعلومات الالزمة لغرض استخدامها ملسيرة شامل عرض على التقارير تلك وتشمل الالحقة. للخطة كمدخالت البحث، مدار السنة خالل النمو معدالت من حتققه وما الوطني، االقتصاد واملنجزات الرئيسة التي حتققت يف قطاعات التنمية املختلفة يف إطار األهداف احملددة لتلك السنة، وآثار هذه اإلجنازات على احلالة االقتصادية واالجتماعية معدالت اختالف جراء تظهر قد التي السلبية اآلثار إبراز مع عامة. بصفة ووثائق تقارير أنواع من ستة وترفع املخططة. األهداف عن الفعلي التنفيذ السنوي“ املتابعة ”خطاب : بـ مرفقة الوزراء مجلس إلى اخلطة تنفيذ متابعة تقرير هي: والتقارير باملستهدف، ق املتحق ومقارنات حتليالت على وتشتمل ملخص أداء االقتصاد الوطني، وتقرير أهم إجنازات اجلهات احلكومية، وتقارير املتابعة التفصيلية للجهات احلكومية، والبرامج واملشاريع املعتمدة للسنة املالية اخلطة، يف العام لنفس معتمدة تكن ولم نفذت التي املنفذة، غير اخلطة يف

وتقرير عقود املشاريع املرساة، وتقرير الوضع العام للمشاريع احليوية.

(٧٢) وزارة التخطيط، «وثيقة خطة التنمية اخلامسة ١٤١١/١٤١٠- ١٤١٥/١٤١٤هـ (١٩٩٠ - ١٩٩٤)»، ص (٤٥٥).

145

اململكة رؤية وإطالق األخيرة، واملالية التنظيمية املستجدات ضوء ويف العربية السعودية (٢٠٣٠م)، والبرامج املنبثقة عنها، وسعي الدولة إلى إعادة النظر يف أولويات املشاريع، وتعزيز كفاءة اإلنفاق احلكومي، تتم حاليا مراجعة األعمال املتعلقة بإدارة ومتابعة مشروعات الدولة التنموية واخلدمية وآلياتها وإجراءاتها وإعادة توزيع املسؤوليات واألدوار على اجلهات ذات العالقة لتفادي االزدواجية وتداخل املسؤوليات، ويف هذا السياق صدر األمر السامي الكرمي باملوافقة القاضي (٢٠١٦/٦/٢٤م)، (١٤٣٧/٩/١٨هـ) بتاريخ (٤٥٢٩٦) رقم على ما رأته اللجنة العامة ملجلس الوزراء بشأن إلغاء اللجنة الدائمة بالديوان (١٤٣٣/٨/٩هـ) وتاريخ (٣٧٢١٤) رقم الكرمي السامي باألمر لة املشك امللكي يف واخلدمية التنموية املشروعات تنفيذ ومراجعة ملتابعة (٢٠١٢/٦/٢٩م)، الوطني البرنامج إلى اختصاصاتها ونقل احلكومية، اجلهات من جهة كل مبوجب أنشئ الذي (مشروعات) العامة اجلهات يف املشروعات إدارة لدعم بتاريخ (١٤٣٦/١١/١٦هـ) (٢٠١٥/٨/٣١م)، رقم (٤٨٥) الوزراء مجلس قرار والهادف إلى اإلسهام يف رفع كفاية وجودة تنفيذ مشروعات اجلهات العامة من خالل تطبيق أفضل املمارسات العاملية يف مجاالت إدارة املشروعات، (الحقا، والتشغيل املشروعات إدارة لدعم الوطني «البرنامج ليصبح اسمه تغيير مت

والصيانة يف اجلهات العامة»).

٤-١-٣- تقومي منهجية التخطيط التنموي:العقود مدى على شهدته الذي اململكة يف التنمية خطط يف التطور اتسم نفسه الوقت ويف األساسية، املبادئ على واحملافظة باالستمرارية املاضية بني املشتركة األهداف وتشمل املجال. هذا يف واملستجدات املتغيرات مواكبة البشرية، املوارد وتنمية االقتصادية، القاعدة تنويع املتعاقبة التنمية خطط وتسريع وتيرة النمو االقتصادي، وغيرها. كما عملت كل خطة على إدراج أهداف جديدة وفقا للظروف املرحلية؛ مثال: حتقيق التنمية املتوازنة بني املناطق، تطوير منظومة العلوم والتقنية واالبتكار، وتوفير خدمات تقنية املعلومات واالتصاالت على قدر عال من اجلودة واالعتمادية، وتطوير دور املرأة وزيادة مشاركتها يف

عملية التنمية، إلخ.

146

وتتمثل نقاط القوة التي متيز بها التخطيط التنموي يف اململكة يف اخلبرة ومتابعة اخلطط إعداد مجال يف عقود أربعة عن زيد ملا املمتدة التراكمية وحتسنا تطورا ومحتوياتها التخطيط منهجية خاللها شهدت حيث تنفيذها، أساليب اخلطة إعداد ألغراض استخدمت وقد أخرى. إلى خطة من ردا مطاإلحصاء واالقتصاد القياسي املتقدمة ومناذج اقتصادية شاملة ومتطورة مثل النموذج بعيد املدى (منوذج القرن)، ومنوذج االختيار (متوسط املدى)، ومنوذج تنفيذ ملتابعة إلكتروني نظام تطوير إلى باإلضافة املدى)، (متوسط النفط

اخلطط التشغيلية.بصورة اململكة يف التنموي للتخطيط الرئيسة الضعف نقاط وتنحصر تضمني عدم يف أبرزها وتتمثل ومتابعتها. اخلطط تنفيذ جانب يف أساسية بدقة؛ ومحددة واضحة زمنية وآفاقا كافية؛ بصورة محددة أهدافا اخلطة للمسؤولية فيما تتصل بتنفيذ املشروعات، وذلك على الرغم واضحا وحتديدا من وضع مؤشرات أهداف كافية يف مرحلة إعداد هذه املشروعات، باإلضافة إلى عدم قدرة وزارة االقتصاد والتخطيط على التدخل يف مرحلة تنفيذ املشروع ملنع حدوث انحرافات عن املسار املستهدف نتيجة حملدودية الصالحيات واملوارد الالزمة لفحص جميع تقارير اإلجناز املقدمة بواسطة اجلهات احلكومية، والتأكد من دقتها. عالوة على ذلك تشمل نقاط الضعف البارزة محدودية قدره الوزارة على التأكد من أن تنفيذ السياسات االقتصادية الكلية والقطاعية قد مت وفق

الصورة املرسومة.التخطيط نظام يف الضعف ونقاط اململكة تواجهها التي التحديات وتبرز اخلمسي السابق احلاجة إلى العمل على حتديث وتطوير منهجية التخطيط مبا ميكنها من اإلسهام بفاعلية يف معاجلة القضايا الرئيسة للمملكة وتوزيع ثمار التنمية على كافة مناطقها وشرائح مجتمعها من خالل تنفيذ نظام متابعة كمي العامة الوطنية األهداف بني للربط ونظام العامة، الوطنية لألهداف ونوعي واألهداف القطاعية، ونظام لربط متابعة تنفيذ اخلطة مبخصصات امليزانية، وآلية متابعة بني وزارة االقتصاد والتخطيط واجلهات احلكومية األخرى، ونظام

للتعامل مع األهداف غير احملققة، وغيرها.

147

٤-١-٤-املسيرة التنموية للمملكة العربية السعودية عبر خطط التنمية اخلمسية:يستعرض هذا اجلزء مسيرة التنمية السعودية عبر خطط التنمية اخلمسية (١٣٩١/١٣٩٠-١٤٣٦/١٤٣٥هـ) (١٩٧٠ – ٢٠١٤م). وميكن تصنيف جتربة اململكة االختالف مع مشتركة بسمات مرحلة كل تتصف مراحل، ثالث إلى التنموية البسيط بني كل خطة يف كل مرحلة، فاملرحلة األولى تتناول اخلطط: (األولى، واخلامسة، (الرابعة، اخلطط: تستعرض الثانية واملرحلة والثالثة)، والثانية، والسادسة)، أما بالنسبة للمرحلة الثالثة فتشمل اخلطط: (السابعة، والثامنة، والتاسعة)، ونظرا لكون األهداف العامة خلطة التنمية العاشرة وآلياتها التنفيذية صدرت املوافقة عليها من مجلس الوزراء، فسيتم استعراض أهم سماتها، مع تناول أهم مالمح مشروع خطة التنمية العاشرة، التي جرى مناقشتها واملوافقة

عليها من قبل مجلس الشورى حسب اإلجراء ات املتبعة يف هذا اخلصوص.

جدول (١ - ٤): اإليرادات والنفقات العامة (مليون ريال)

السنوات فائض/النفقاتاإليرادات

عجز إجماليالرأسماليةاجلاريةإجماليأخرىالزيت(1969) 1390/895,1195495,6683,8532,1756,028-360 (1970)1391/907,1228187,9403,9892,3046,2931,647(1974)1395/9494,1905,913100,10315,20719,83235,03965,064

(1979)1400/99189,29521,901211,196102,44783,277185,72425,472 (1984)1405/04121,34850,161171,509121,69694,667216,363-44,854 (1989)1410/0975,90038,700114,600118,30336,567154,870-40,270 (1994)1915/1495,50533,486128,991161,3802,396163,776-34,785 (1999)1420/19104,44743,007147,454167,19516,646183,841-36,387(2004)1425/24330,00062,291392,291247,64937,551285,200107,091(2009)1431/30434,42075,385509,805416,594179,840596,434-86,629 (2014)1436/35913,346131,0201,044,366739,658370,2451,109,903-65,537(2015)1437/36446,439165,900612,339714,413263,726978,139-365,800

املصدر: كتاب منجزات خطط التنمية، وزارة االقتصاد والتخطيط.

مرحلة التخطيط األولى (١٣٩٠ - ١٤٠٤هـ) - (١٩٧٠ – ١٩٨٤م):تغطي هذه املرحلة، خطط التنمية الثالث األول: (األولى، والثانية، والثالثة). لالقتصاد مستمرا حتوال تعكس املرحلة هذه يف التنموية العملية كانت وقد

148

خطة يف محدودة سكانية وأعداد مالية بقيود املرحلة بدأت حيث السعودي، ١٩٧٤م). ثم انتقلت التنمية األولى (١٣٩١/١٣٩٠- ١٣٩٥/١٣٩٤هـ) (١٩٧٠ – رأس توافر من مرتفع مبستوى اقترن سريع رأسمالي تكوين فترة إلى بعدها ١٩٧٥) ١٤٠٠/١٣٩٩هـ) -١٣٩٦/١٣٩٥) الثانية التنمية خطة يف وذلك املال – ١٩٧٩م). ثم برزت احلاجة خلفض اإلنفاق الرأسمالي والتركيز على صيانة

البشرية املوارد تنمية على السخي اإلنفاق استمرار مع الرأسمالية األصول ١٤٠٥/١٤٠٤هـ) -١٤٠١/١٤٠٠) الثالثة التنمية خطة االجتماعية والبرامج

(١٩٨٠ – ١٩٨٤م).

جدول (٢ - ٤): املستهدف واملنصرف الفعلي على قطاعات التنميةمرحلة التخطيط األولى (١٣٩٠ - ١٤٠٤هـ) - (١٩٧٠ – ١٩٨٤م) (بليون ريال)

تنمية املوارد البياناالقتصادية

تنمية املوارد البشرية

التنمية االجتماعية والصحة

تنمية التجهيزات األساسية

اإلجمالي

خطة التنمية األولى ١٣٩١/٩٠-١٣٩٥/٩٤هـ

(١٩٧٠-١٩٧٤)

4.357.381.9210.3924.04املستهدف9.573.514.134.1املنصرف

11850823642النسبة (٪)

خطة التنمية الثانية ١٣٩٦/٩٥-١٤٠٠/٩٩هـ

(١٩٧٥ - ١٩٧٩)

92.1480.1333.21112.94318.42املستهدف97.35127.6171.3347.2املنصرف

17529-36-5.6النسبة (٪)

خطة التنمية الثالثة ١٤٠١/٠٠-١٤٠٥/٠٤هـ

(١٩٨٠ - ١٩٨٤)

261.8129.661.2249.1701.7املستهدف192.211561.2256.8625.2املنصرف

11-111003-27-النسبة (٪)

وزارة والرابعة، والثالثة والثانية األولى اخلمسية التنمية خطط وثائق املصدر: االقتصاد والتخطيط.

على كلي شبه اعتمادا املرحلة هذه خالل السعودي االقتصاد اعتمد وقد إيرادات تصدير البترول اخلام، ومتثلت أهم التحديات التـي واجهت هذه املرحلة يف النقص احلاد يف التجهيزات األساسية والقوى العاملة الوطنية. مما أظهر

149

احلاجة إلى التركيز على تنمية التجهيزات األساسية واملوارد البشرية للتخلص من االختناقات وفتح الطرق لإلسراع بعملية التنمية بإزالة العقبات التي كانت حتد من انطالقتها. وقد اتسمت هذه املرحلة بالتوسع يف حجم اإلنفاق العام

لتوفير متطلبات بناء التجهيزات األساسية وتوفير املرافق واخلدمات العامة. نتيجة األجنبية، العمالة بتدفق املرحلة هذه شهدت أخرى، ناحية ومن التوسع يف العمليات اإلنتاجية وزيادة الطلب احمللي على السلع واخلدمات مما دفع القطاع اخلاص لزيادة استثماراته يف جتارة االستيراد والتصدير، وبتكثيف االستثمارات يف قطاعي الزراعة والصناعة واإلسكان بدعم مالي من الدولة عن طريق صناديق اإلقراض املتخصصة التي متولها املوازنة العامة للدولة «بدون فوائد»، وقد اتسعت مظلة القروض واإلعانات لتشمل مجاالت عديدة صناعية

واجتماعية.واج وقد مر االقتصاد الوطنـي خالل هذه املرحلة بدرجات متفاوتة من الرحيث النفطية. السوق يف بالتقلبات كبيرة بدرجة تأثرت االقتصادي والكساد شهدت استمرار االرتفاع يف كمية إنتاج النفط وعائداته، األمر الذي أدى بدوره معدالت النمو احملققة يف الناجت احمللي اإلجمالي غير مسبوق يف إلى ارتفاع حسب القطاعات البترولية وغير البترولية، وتسارع يف التكوين الرأسمالي، مما

أدى إلى استكمال جزء كبير من شبكة التجهيزات األساسية للتنمية.

150

جدول (٣- ٤): معدالت النمو املستهدفة واحملققة يف القطاعات التنظيميةمرحلة التخطيط األولى (١٣٩٠ - ١٤٠٤هـ) - (١٩٧٠ – ١٩٨٤م) (بليون ريال) (٪)

القطاع غير البيانالنفطي

القطاع النفطي

الناجت احمللي اإلجمالي

خطة التنمية األولى١٣٩١/٩٠-١٣٩٥/٩٤هـ

(١٩٧٠-١٩٧٤)

10.59.19.8املستهدف

11.717.213.4احملقق

خطة التنمية الثانية١٣٩٦/٩٥-١٤٠٠/٩٩هـ

(١٩٧٥ - ١٩٧٩)

13.39.710املستهدف

14.84.88احملقق

خطة التنمية الثالثة١٤٠١/٠٠-١٤٠٥/٠٤هـ

(١٩٨٠ - ١٩٨٤)

6.21.43.2املستهدف

5.8-14.6-4.8احملقق

املصدر: وثائق خطط التنمية والثانية والثالثة والرابعة، وزارة االقتصاد والتخطيط.

ومتثل خطة التنمية األولى ١٣٩١/٩٠- ١٣٩٥/٩٤هـ (١٩٧٠ – ١٩٧٤م)، بداية العمل بأسلوب التخطيط الشامل ودفع مسيرة التنمية الوطنية يف اململكة. حيث أعدت هذه اخلطة يف ظل ظروف اقتصادية غير مواتية نتجت عن أزمة الشرق األوسط (١٩٦٧م)، وما متخضت عنه من آثار سالبة من أبرزها االنخفاض يف معدل منو الناجت احمللي اإلجمالي للمملكة(٧٣). وقد متيزت هذه اخلطة ببساطة

األسلوب ولم تستخدم فيها األساليب الكمية بشكل شامل. ومع بداية خطة التنمية الثانية اختلفت الظروف االقتصادية عن تلك التي سادت خالل خطة التنمية األولى، حيث متيزت فترة إعدادها بازدياد إيرادات اململكة بشكل ملموس نتيجة الرتفاع الطلب على النفط اخلام وحتسن أسعاره، من الكايف القدر توفر عدم أن إال املالية، القيود على التغلب إلى أدى مما التجهيزات األساسية، ونقص القوى العاملة، وارتفاع معدالت التضخم، شكلت معوقات رئيسة واجهت هذه اخلطة. مما اقتضى اعتماد سياسات وإجراءات

(٧٣) وزارة التخطيط. التنمية يف مائه عام. ص (١٧٩).

151

عديدة ملكافحة التضخم من أجل جتنب آثاره وانعكاساته السلبية مع احلرص على عدم تعريض االقتصاد الوطني ملخاطر الركود.

أما بالنسبة خلطة التنمية الثالثة (١٤٠١/١٤٠٠- ١٤٠٥/١٤٠٤هـ) (١٩٨٠ ت يف ظل توسع كبير يف اقتصاد اململكة، وزيادة إيراداته – ١٩٨٤م)، فقد أعد

النفطية بدرجة كبيرة، مما أفسح املجال لتسريع وتيرة تنفيذ برامج ومشروعات التنمية. إضافة إلى ذلك شهدت هذه اخلطة جناح سياسات مكافحة التضخم الذي استمرت معدالته يف التناقص سنة بعد أخرى. حيث شهدت أسواق النفط خالل فترة اخلطة تغيرات جوهرية نتيجة لتداعيات احلرب العراقية اإليرانية، إلى أدى مما النفط، من اململكة إنتاج وحجم األسعار على سلبا أثرت التي انخفاض اإليرادات احلكومية بدرجة كبيرة وتسجيلها معدل منـو سنوي متوسـط

سالب.

مرحلة التخطيط الثانية (١٤٠٥ - ١٤٢٠هـ) - (١٩٨٥ – ١٩٩٩م):

تشمل هذه املرحلة من التخطيط على خطط التنمية، الرابعة ١٤٠٦/١٤٠٥- ١٤١٥/١٤١٤هـ -١٤١١/١٤١٠ واخلامسة ،(١٩٨٩ - ١٩٨٥) ١٤١٠/١٤٠٩هـ (١٩٩٠ – ١٩٩٤م)، والسادسة ١٤١٦/١٤١٥- ١٤٢٠/١٤١٩هـ (١٩٩٥ – ١٩٩٩م)، لقيود الدولة إيرادات تعرض نتيجة اإلنفاق، على القيود بتزايد اتسمت وقد اضطلع حيث تطورت املرحلة هذه خالل التخطيط منهجية أن إال متزايدة، القطاع اخلاص بدور متزايد على نحو مطرد يف اقتصاد اململكة، واجته اإلنفاق احلكومي للتركيز بدرجة أكبر على املصروفات املتكررة التي يتم متويلها على التنمية سندات إصدار خالل من العام(٧٤) االقتراض طريق عن متزايد نحو باعتبارها أفضل الوسائل املتاحة لتمويل العجز. وقد أدى االستمرار يف إتباع هذا النهج دون رد قيمة سندات التنمية، إلى زيادة حجم الدين العام الداخلي

باململكة خالل تلك الفترة.عن عبارة ولكنه خارجية ديون على يشتمل ال باململكة العام الدين أن املعروف من (٧٤)تراكم لقيمة سندات التنمية التي قامت وزارة املالية واالقتصاد الوطني بإصدارها يف فترات مختلفة بهدف تغطية عجز امليزانية.. لذا تضمنت خطة التنمية السابعة ٢٠٠٤م) التوجيه باستخدام أي زيادة يف ١٤٢١/١٤٢٠- ١٤٢٥/١٤٢٤هـ (٢٠٠٠ –

اإليرادات العامة النفطية لتخفيض هذا الدين.

152

جدول (٤ - ٤): املستهدف واملنصرف الفعلي على قطاعات التنميةمرحلة التخطيط الثانية (١٤٠٥ - ١٤٢٠هـ) - (١٩٨٥ – ١٩٩٩م) (بليون ريال)

البيانتنمية املوارد االقتصادية

تنمية املوارد البشرية

التنمية االجتماعية والصحة

تنمية التجهيزات األساسية

اإلجمالي

خطة التنمية الرابعة ١٤٠٦/٠٥-١٤١٠/٠٩هـ

(١٩٨٥ - ١٩٨٩)

130.5135.589.5144.5500املستهدف71.2115.161.9100.71348.9املنصرفالنسبة

(٪)-45-15-31-30-30

خطة التنمية اخلامسة ١٤١١/١٠-١٤١٥/١٤هـ

(١٩٩٠ - ١٩٩٤)

56.16140.2264.0397.29357.7املستهدف34.1164.66874.2340.9املنصرفالنسبة

(٪)-39176-24-4.7

خطة التنمية السادسة ١٤١٦/١٥- ١٤٢٠/١٩هـ

(١٩٩٥ - ١٩٩٩)

79.28213.0980.8684.46457.69املستهدف48.2216.687.568.1420.4املنصرفالنسبة

(٪)-51711-20-7

وزارة والسابعة، والسادسة واخلامسة الرابعة اخلمسية التنمية خطط وثائق املصدر: االقتصاد والتخطيط.

عجز تقلبات ١٩٩٩م)، – ١٩٧٠) ١٤٢٠هـ) - ١٣٩٠) الفترة شهدت وقد امليزانية، كرد فعل طبيعي للتقلبات احلادة يف اإليرادات النفطية وعدم حتقيق استقرار نسبي بشأن مسار اإلنفاق العام، ويالحظ أن عجز امليزانية بلغ ذروته يف عام (١٤١٢/١٤١١هـ) (١٩٩١م) مسجال (١٠٤٫٥) بليون ريال بسبب تدهور أدى وقد الكويت، حترير حلرب السلبية واالنعكاسات للنفط العاملية األسعار الداخلي، العام الدين تراكم مشكلة بروز إلى امليزانية يف العجز استمرار التراكم متطلبات وتوفير االستثماري اإلنفاق يف التوسع إمكانات عرقل مما

الرأسمالي يف القطاع احلكومي.

153

جدول (٥- ٤): معدالت النمو املستهدفة واحملققة يف القطاعات التنظيميةمرحلة التخطيط الثانية (١٤٠٥ - ١٤٢٠هـ) - (١٩٨٥ – ١٩٩٩م) (٪)

القطاع غير البيانالنفطي

القطاع النفطي

الناجت احمللي اإلجمالي

خطة التنمية الرابعة١٤٠٦/٠٥-١٤١٠/٠٩هـ (١٩٨٥ -١٩٨٩)

3.75.64املستهدف0.70.30.1احملقق

خطة التنمية اخلامسة١٤١١/١٠-١٤١٥/١٤هـ (١٩٩٠ -١٩٩٤)

5.72.23.4املنصرف2.494.1احملقق

خطة التنمية السادسة١٤١٦/١٥-١٤٢٠/١٩هـ (١٩٩٥ -١٩٩٩)

4.23.83.8املنصرف0.61.11-1.9احملقق

االقتصاد وزارة والسابعة، والسادسة واخلامسة الرابعة التنمية خطط وثائق املصدر: والتخطيط.

االقتصادي التطور حتقيق استمرار التخطيط من الثانية املرحلة وشهدت واالجتماعي الذي مت حتقيقه خالل مرحلة التخطيط األولى، حيث مت خاللها بناء التجهيزات األساسية يف كافة القطاعات، ومواصلة مسيرة التنمية ومتيزت بأهداف وأسس استراتيجية تختلف عن املرحلة األولى. إال أن مشكالت املرحلة األولى من التخطيط التنموي وبالذات خطة التنمية الثالثة، واملتمثلة يف االنحسار يف أسعار النفط واستمرار اجتاهاته التنازلية، وصعوبة إيجاد مصادر بديلة يف ظاهرة بروز إلى أدت اجلارية، املصروفات وتفاقم االقتصادي االنكماش ظل العجز يف املوازنة العامة، حيث استمرت خالل اخلطة الرابعة من هذه املرحلة. تخفيض نحو موجهة وإجراءات سياسات صياغة املشكالت تلك تطلبت وقد

وترشيد اإلنفاق احلكومي وإعادة ترتيب أولويات البرامج االستثمارية.جدير باإلشارة أن إعداد خطة التنمية الرابعة (١٤٠٦/١٤٠٥- ١٤١٠/١٤٠٩هـ) ١٩٨٩م)، تزامن مع اكتمال اجلانب األكبر من التجهيزات األساسية – ١٩٨٥)وقد النفط. عائدات يف واالنخفاض الوطنية، البشرية القوى إمكانات وزيادة وتكاليف األسعار مستوى يف عام بانخفاض اخلطة هذه سنوات واتسمت

154

العلمية والوسائل الفنية، األساليب على باعتمادها اخلطة ومتيزت املعيشة. التي الظروف أثرت وقد التخطيط. ألغراض مة املصم االقتصادية والنماذج -١٤٠١/١٤٠٠) الثالثة التنمية خطة خالل العاملية النفط أسواق سادت ١٤٠٥/١٤٠٤هـ) (١٩٨٠ – ١٩٨٤م)، وما شهدته من تباطؤ يف الطلب، وانخفاض األعوام خالل الوطني االقتصاد أداء على واضحة، بصورة األسعار يف حاد الثالثة األول من خطة التنمية الرابعة، التي اتسمت مبعدالت منو سلبية جنمت

عن انكماش النشاط االقتصادي العام.١٩٩٤م)، أما خطة التنمية اخلامسة (١٤١١/١٠- ١٤١٥/١٤هـ) (١٩٩٠ – فقد أعدت يف ظل ظروف غير عادية نتجت عن حرب اخلليج الثانية والتطورات تلك خالل البتروكيماويات وأسواق العاملية النفط سوق سادت التي السلبية على الفعلي اإلنفاق وتخفيض العامة، اإليرادات تراجع إلى أدى مما الفترة. على الهامة التنمية برامج بعض تنفيذ وتأجيل التنمية، ومشروعات برامج مدار سنوات اخلطة. وقد استمر التركيز خالل هذه اخلطة على إحداث حتول اإلنتاجية، قاعدته تنويع عبر السعودي االقتصاد هيكل يف ونوعي حقيقي وتوطني التقنية احلديثة يف كافة األنشطة اإلنتاجية. وركزت هذه اخلطة على تعزيز قدرات القوى العاملة بهدف تسريع عملية السعودة، كما أولت اهتماما اإلنفاق خفض إلى يؤدي مبا احلكومية، األجهزة يف األداء كفاءة برفع خاصا احلكومي، دون التأثير على مستوى اخلدمات وتوفرها للمواطنني. كما تضمنت أولويات اخلطة زيادة التركيز على حتقيق التنمية املتوازنة بني مناطق اململكة

املختلفة وربطها باالحتياجات السكانية. تشكيل يف والدولية احمللية املستجدات أسهمت فقد آخر، جانب ومن -١٤١٦/١٤١٥) السادسة التنمية خطة أعدت ضوئها على التي املعطيات ١٤٢٠/١٤١٩هـ) (١٩٩٥ – ١٩٩٩م)، وأثرت على مضامينها. حيث كان للتطورات الكبيرة يف التنظيم اإلداري للمملكة الذي استحدث خالل سنوات خطة التنمية ونظام للحكم، األساسي (النظام وهي: الثالثة األنظمة يف املتمثلة اخلامسة مجلس الشورى، ونظام املناطق)، انعكاسات هامة على البعد اإلقليمي للخطة

155

من حيث تأثيره املباشر على هيكل ومحتوى التخطيط لتنمية املناطق باعتباره جزءا رئيسا وهاما من مكونات اخلطة. وامتدادا ملنهج التخطيط يف خطة التنمية

اخلامسة الذي يعتمد على أسلوب البرامج يف تخطيط اإلنفاق احلكومي.مرحلة التخطيط الثالثة (١٤٢١ - ١٤٣٥هـ) – (٢٠٠٠ – ٢٠١٤م):

السابعة التنمية، خطط تشمل التي التخطيط، من املرحلة هذه حرصت والثامنة (١٤٢٦/١٤٢٥- ٢٠٠٤م)، – ١٤٢٥/١٤٢٤هـ) (٢٠٠٠ -١٤٢١/١٤٢٠)١٤٣١/١٤٣٠هـ) (٢٠٠٥ – ٢٠٠٩م)، والتاسعة (١٤٣٢/١٤٣١- ١٤٣٦/١٤٣٥هـ) واالجتماعية االقتصادية األبعاد بني التوازن حتقيق على ٢٠١٤م)، - ٢٠١٠)والتنظيمية، والتكيف مع الظروف املرحلية لكل خطة من خالل تطوير منهجية والدولية، اإلقليمية واملستجدات احمللية املتغيرات مع ومرونة بكفاءة تتعامل وتفعل الدور التنموي للقطاع اخلاص من خالل التخطيط التأشيري انطالقا من تكامل مبادراته مع مبادرات القطاع احلكومي املعتمدة على التخطيط التوجيهي، خالل من واالجتماعية االقتصادية للتنمية املدى بعيدة متكاملة رؤى وتكوين

التخطيط االستراتيجي. – ٢٠٠٠) ١٤٢٥/١٤٢٤هـ) -١٤٢١/١٤٢٠) السابعة التنمية خطة وتعد ٢٠٠٤م)، نقطة حتول يف املسار التنموي لالقتصاد السعودي، وذلك لعدة أسباب أهمها: اختالف الظروف املرحلية لهذه اخلطة عن اخلطط السابقة، وحتقيق الوطني االقتصاد مكن مما واالجتماعية، االقتصادية املنجزات من كبير قدر وكفاءة مبرونة والتعامل والتنظيمية، الهيكلية العيوب من العديد على التغلب مع املتغيرات واملستجدات من خالل توسعة نطاق أولويات اخلطة، ومرتكزاتها

األساسية يف إطار رؤية مستقبلية لألهداف بعيدة املدى.

١٤٣٠/١٤٢٩هـ) - ١٤٢٦/١٤٢٥) الثامنة التنمية خطة متثل حني يف (٢٠٠٥ - ٢٠٠٩م)، محطة رئيسة يف مسيرة التنمية االقتصادية واالجتماعية للمملكة، كونها أول خطة خمسية تعد يف إطار االستراتيجية بعيدة املدى محددة األهداف والغايات، التي جرى إعدادها لكي تؤطر ألربع خطط خمسية حتى عام

156

(١٤٤٥/١٤٤٤هـ) (٢٠٢٤م)، متثل أربع مراحل مترابطة، ومتكاملة، وتؤسس كل منها للمرحلة التي تليها نحو حتقيق رؤية اقتصادية واجتماعية شاملة ومحددة يف الثامنة التنمية خطة منهجية وتختلف لالستراتيجية. الزمنية املدة بنهاية هذا الصدد عن اخلطط السابقة بشكل عام مبا فيها خطة التنمية السابعة التي اشتملت على توجهات استراتيجية طويلة األمد، لكونها تتعدى مفهوم التوجهات

العامة إلى برنامج مبراحل محددة، وأبعاد متكاملة ومنظور واضح. جدول (٦ - ٤): املستهدف واملنصرف الفعلي على قطاعات التنمية

مرحلة التخطيط الثالثة (١٤٢١ - ١٤٣٥هـ) – (٢٠٠٠ – ٢٠١٤م) - (بليون ريال)

البيانتنمية املوارد االقتصادية

تنمية املوارد البشرية

التنمية االجتماعية والصحة

تنمية التجهيزات األساسية

اإلجمالي

خطة التنمية السابعة

-١٤٢١/٢٠١٤٢٥/٢٤هـ

(٢٠٠٠ - ٢٠٠٤)

54276.995.861.5488.2املستهدف54.4276.992.661.4485.3املنصرفالنسبة

(٪)99100103100101

خطة التنمية الثامنة ١٤٢٦/٢٥-

١٤٣١/٣٠هـ (٢٠٠٥ - ٢٠٠٩)

71347.6116.579.5614.6املستهدف105.8480155.9122.2863.9املنصرفالنسبة

(٪)6772756571

خطة التنمية التاسعة

-١٤٣٢/٣١١٤٣٦/٣٥هـ (٢٠١٠-٢٠١٤)

227.6731.5273.9211.61444.6املستهدف253.11000.5359.33851997.9املنصرفالنسبة

(٪)9073765572

اخلطة ومشروع والتاسعة والثامنة السابعة اخلمسية التنمية خطط وثائق املصدر: العاشرة، وزارة االقتصاد والتخطيط.

وفيما يتعلق بخطة التنمية التاسعة (١٤٣٢/١٤٣١ - ١٤٣٦/١٤٣٥هـ) (٢٠١٠ املدى، طويلة اململكة طموحات بني توافق إيجاد إلى سعت فقد ٢٠١٤م)، -

157

وحقائق الواقع االقتصادي العاملي وتداعياته املتباينة، فاستهدفت حتقيق العديد من األهداف الكلية والقطاعية متبنية يف سبيل ذلك طيفا واسعا من السياسات استدامتها، وترسيخ التنمية عملية بتسريع الكفيلة واالجتماعية االقتصادية وحتقيق تنمية متوازنة بني مناطق اململكة، واالستمرار يف حتسني مستوى معيشة املجتمع، يف احملتاجة بالفئات والعناية حياتهم، بنوعية واالرتقاء املواطنني وتقليص معدالت البطالة، والوصول بها إلى أدنى مستوى ممكن. وشملت هذه األهداف كذلك تنمية القوى البشرية الوطنية ورفع كفاءتها، وتعزيز إسهامات على القائم االقتصاد نحو التوجه ودعم التنمية، عملية يف اخلاص القطاع املعرفة، ورفع معدالت منو االقتصاد الوطني، وزيادة مستوى كفاءته، وحتسني قدراته التنافسية يف ظل مستجدات الواقع العاملي الذي تسوده اجتاهات العوملة،

وتشتد فيه املنافسة القائمة على املنجزات يف حقول العلوم والتقنية.جدول (٧- ٤): معدالت النمو املستهدفة واحملققة يف القطاعات التنظيمية

مرحلة التخطيط الثالثة (١٤٢١ - ١٤٣٥هـ) – (٢٠٠٠ – ٢٠١٤م) (٪)

القطاع غير البيانالنفطي

القطاع النفطي

الناجت احمللي اإلجمالي

خطة التنمية السابعة١٤٢١/٢٠-١٤٢٥/٢٤هـ (٢٠٠٠

(٢٠٠٤-

4.11.213.16املنصرف

3.92.63.4احملقق

خطة التنمية الثامنة١٤٢٦/٢٥-١٤٣١/٣٠هـ (٢٠٠٥

(٢٠٠٩-

5.22.74.6املنصرف

0.23.5-4.7احملقق

خطة التنمية التاسعة١٤٣٢/٣١-١٤٣٦/٣٥هـ (٢٠١٠-

(٢٠١٤

6.31.25.2املنصرف

6.646.1احملقق

املصدر: وثائق خطط التنمية السابعة والثامنة والتاسعة، ومشروع اخلطة العاشرة، وزارة االقتصاد والتخطيط.

158

٤-١-٥- مشروع خطة التنمية العاشرة وأهدافها العامة (٧٥):كان من املخطط أن تكون خطة التنمية العاشرة (١٤٣٧/٣٦- ١٤٤١/٤٠هـ) (٢٠١٥ – ٢٠١٩م) املرحلة الثالثة من مراحل تنفيذ منظومة االستراتيجية بعيدة املدى (٢٠٢٤م)، واستكمال بناء املقومات الرئيسة للتنمية املستدامة. ويف هذا (٢٠١٤م)، (١٤٣٥هـ) عام يف العاشرة التنمية خطة أهداف صدرت السياق، املجال هي: رئيسة مجاالت ثالثة تغطي هدفا، وعشرين أربعة متضمنة االقتصادي، واالجتماعي، والتنظيمي. وتشتمل أهداف اخلطة على تعزيز منو االقتصاد الوطني واستقراره، ورفع إنتاجيته وقدراته التنافسية، وحتقيق تنمية متوازنة بني مناطق اململكة، وتعميق التنويع االقتصادي بأبعاده املختلفة، ودعم التحول نحو االقتصاد القائم على املعرفة ومجتمع املعرفة، واالستمرار يف رفع مسيرة وتعزيز املجتمع، فئات جلميع احلياة نوعية وحتسني املعيشة مستوى اإلصالح املؤسسي، ورفع كفاءة وإنتاجية أجهزة الدولة وموظفيها، ورفع جودة أهداف تشتمل كذلك صيانتها. ومتابعة التنموية واملشروعات البرامج تنفيذ اخلطة على تنمية املوارد البشرية ورفع إنتاجيتها، وتوفير فرص العمل املالئمة والكافية للعمالة الوطنية واحلد من البطالة، وتطوير قدرات الشباب الريادية وتعزيز املختلفة، التنمية مجاالت يف إسهامها وزيادة املرأة ومتكني واملعرفية أربعة اخلطة وتتبنى والطفولة. األسرة ورعاية االجتماعي األمان شبكات

وعشرين هدفا عاما.باخلطة مقارنة رئيسة تطورات العاشرة التنمية خطة (مشروع) وتضمن التاسعة، كما أضيفت بعض األهداف العامة التي لم يسبق تضمينها كأهداف اخلطط يف اجلزئيات بعض ترقية ومتت السابقة، اخلطط يف مستقلة السابقة كفصول رئيسة جديدة، مثل تنمية املوارد البشرية، واخلدمات الدينية مثل أخرى فصول واستحداث واألسرة، واملرأة والعمرة، واحلج والقضائية التنويع االقتصادي، وشبكات األمان والتعاون االجتماعي، والتعاون االقتصادي

وأولوياتها“، العاشرة التنمية خطة ”موجز وثيقة على االطالع املعلومات من (٧٥) للمزيد وزارة االقتصاد والتخطيط، وذلك على الرابط أدناه:

http://www.nationalplanningcycles.org/sites/default/files/planning_cycle_reposi-tory/saudi_arabia/10th-development-plan-.pdf

159

واإلقليمي والدولي. كما شهدت فترة إعداد اخلطة استحداث نظام آلي جديد اجلهات أداء ومتابعة اخلطط إعداد دعم فيه يجرى اخلطة أهداف لتحقق احلكومية يف التنفيذ. ومن ثم «إيجاد معايير رئيسة لقياس األداء مت وضعها لكل من قطاعات اخلطة بالتعاون مع اجلهات احلكومية ذات العالقة، إضافة إلى لوحة قياسية ملعايير األداء لتوفير وسيلة فاعلة لتتبع تقدم وحتسن األداء العام

مقارنة يف القيمة املستهدفة لكل من معايير قياس األداء.

- ١٤٢٦/١٤٢٥) السعودي لالقتصاد املدى بعيدة االستراتيجية -٤-١-٦١٤٤٥/١٤٤٤هـ) (٢٠٠٥ – ٢٠٢٤م):

شكلت االستراتيجية بعيدة املدى لالقتصاد السعودي اإلطار العام خلطط -١٤٢٦/١٤٢٥) الثامنة التنمية خطة من اعتبارا للمملكة اخلمسية التنمية املرحلي األسلوب االستراتيجية تبنت إذ ٢٠٠٩م). - ٢٠٠٥) ١٤٣٠/١٤٢٩هـ) ل كل خطة من خطط التنمية اخلمسية يف التنفيذ ويف حتقيق األهداف، إذ تشك(٨، ٩، ١٠، ١١) مرحلة من مراحل تنفيذها. وقد استندت االستراتيجية على د يف إطارها املسار العديد من الركائز واملعطيات الداخلية واخلارجية، التي حدالتنموي املستقبلي للمملكة وتعزيزه مبجموعة متكاملة من السياسات املختارة الدولية، التنموية التجارب من واالستفادة املتراكمة التنموية خبرتها ضوء يف وذلك ملعاجلة القضايا والتصدي للتحديات الرئيسة، وحتقيق األهداف بعيدة

املدى لالستراتيجية. وقد تزامن إعداد االستراتيجية بعيدة املدى لالقتصاد السعودي مع مواجهة الثامنة التنمية خطتي يف بعضها أدرج التي التحديات، من للعديد اململكة والتاسعة، التي ال زالت متثل التحديات الرئيسة التي تواجه االقتصاد الوطني. الرؤية لتحقيق إجنازها يتطلب التي املهام حجم التحديات تلك تبرز حيث املستقبلية لالقتصاد الوطني. ومت اتباع منط محدد للتعامل مع تلك التحديات اشتمل يف معظم احلاالت على عرض للوضع الراهن للتحدي، وبعض التجارب الدولية واألولويات يف التعامل معه، إضافة إلى سياسات و/أو برامج مقترحة ملعاجلتها. وقد حددت االستراتيجية سبع قضايا وحتديات، هي: رفع مستوى العائدات ودور االقتصادية، القاعدة وتنويع احلياة، نوعية وحتسني املعيشة

160

النفطية، وتطوير املوارد البشرية وتوظيفها املنتج، واستدامة املوارد الطبيعية، وحتقيق التنمية املتوازنة بني املناطق، وتعزيز القدرة التنافسية.

وتبنت االستراتيجية بعيدة املدى رؤية مستقبلية طموحة لالقتصاد السعودي نصها: «سيكون االقتصاد السعودي، إن شاء اهللا، بحلول عام (١٤٤٥/١٤٤٤هـ) مستدامة، قواعد على قائما ومزدهرا، منتعشا متطورا اقتصادا (٢٠٢٤م)، موفرا فرص عمل مجزية جلميع املواطنني القادرين على العمل، متسما بنظام للجميع، متاحة متميزة صحية وعناية والكفاءة، اجلـودة عالي وتدريب تعليم إضافة إلى جميع اخلدمات األخرى الالزمة لتوفير الرفاهية جلميع املواطنني،

وحماية القيم االجتماعية والدينية واحلفاظ على التراث، وحماية البيئة». واستهدفت االستراتيجية الوصول باململكة إلى مصاف الدول املتقدمة، ومنو لعام (١٤٣٢/١٤٣١هـ) الثابتة باألسعار النفطية غير للقطاعات احمللي الناجت (٢٠١٠م) مبعدل يبلغ نحو (٧٫٧ ٪) يف املتوسط سنويا خالل مدة االستراتيجية، إضافة إلى زيادة اإلنفاق االستثماري الثابت باألسعار الثابتة لعام (١٤٣٢/١٤٣١هـ) (٢٠١٠م) من نحو (٢٢٤٫٣) بليون ريـال يف بداية االستراتيجية إلى نحو (١٧٦٦٫٣) بليون ريـال يف نهايتها، ومنو اإلنفاق االستهالكي اإلجمالي مبعدل سنوي متوسط زيادة االستراتيجية استهدفت كما االستراتيجية. مدة خالل (٪ ٦) نحو يبلغ صادرات اململكة من اخلدمات والصادرات األخرى مبعدل سنوي متوسط قدره نحو (٦٫٢ ٪) و(٩٫٢ ٪) على التوالي. وحيث إن النمو يف اإلنفاق االستثماري واالستهالكي يصاحبه منو مواز يف الواردات، وذلك لتوفير متطلبات االستثمار مستلزمات ملقابله وكذلك الوسيطة، واملدخالت واآلالت املعدات من واإلنتاج منو االستراتيجية استهدفت فقد النهائية، واخلدمات السلع من االستهالك

إجمالي الواردات بنحو (٨٫٨ ٪) يف املتوسط سنويا. ويف هذا السياق، حددت االستراتيجية بعيدة املدى لالقتصاد السعودي تسعة مسارات مستهدفة لعدد من املتغيرات االقتصادية األساسية، تغطي أربع خطط ١٤٣٠/١٤٢٩هـ) -١٤٢٦/١٤٢٥) الثامنة التنمية بخطة بدءا للتنمية خمسية -١٤٤١/١٤٤٠) عشرة احلادية التنمية بخطة وانتهاء ٢٠٠٩م)، – ٢٠٠٥)

وحتسني املعيشة مستوى رفع (١) هي: ٢٠٢٤م)، – ٢٠٢٠) ١٤٤٥/١٤٤٤هـ)

161

نوعية احلياة، (٢) هيكل االقتصاد الوطني، (٣) اإلنفاق االستثماري، (٤) مسار اإلنفاق االستهالكي، (٥) الصادرات، (٦) الواردات، (٧) قوة العمل، والتوظيف

والبطالة، (٨) التطورات االجتماعية، (٩) البيئة واستدامة املوارد الطبيعية.

٤-١-٧- االستراتيجيات واخلطط القطاعية: بعيدة «االستراتيجية صياغة على للمملكة االستراتيجي النهج يقتصر لم املدى لالقتصاد السعودي» فحسب، بل شهدت خطط التنمية اعتبارا من اخلطة االقتصاد قطاعات مستوى على االستراتيجيات من عدد صياغة السابعة، الوطني، مثل االستراتيجية العمرانية الوطنية، واالستراتيجية الوطنية للصناعة، واخلطة الوطنية لالتصاالت وتقنية املعلومات، السياسة الوطنية للعلوم والتقنية، لوزارة االستراتيجية واخلطة «آفاق»، اجلامعي للتعليم املستقبلية واخلطة الوطنية واالستراتيجية اإلحصائية، للتنمية الوطنية واالستراتيجية الصحة، الوطنية العمل وخطة واالستراتيجية اليدوية، والصناعات احلرف لتنمية الوطنية واالستراتيجية اإلحيائي، للتنوع الوطنية واالستراتيجية للغابات، للصحة والبيئة، واخلطة الوطنية ملكافحة تلوث البيئة البحرية، واالستراتيجية الوطنية للنقل، واستراتيجية الرعاية الصحية، واالستراتيجية الوطنية لإلمناء االجتماعي، وغيرها من االستراتيجيات. وفيما يلي استعراض ألهم مالمح تلك

االستراتيجيات واخلطط القطاعية:

٤-١-٧-١- السمات األساسية لالستراتيجيات واخلطط القطاعية:أخذت تلك االستراتيجيات يف االعتبار التوجهات التنموية للمملكة والرؤية املستقبلية لالقتصاد السعودي حتى عام (١٤٤٦/١٤٤٥هـ) (٢٠٢٤م)، يف حتديد إلى القطاعية واخلطط االستراتيجيات تلك وسعت االستراتيجية. أولوياتها إبراز طبيعة املشكالت والتحديات التـي حتول دون انطالقة القطاع املستهدف إلى ذلك فقد بلورت تلك االستراتيجيات وتعظيم إسهاماته التنموية، واستنادا بتحسني تتعلق فرضيات على تقوم املستهدف القطاع لتنمية بديلة مسارات السياسات احلكومية وتطوير البنية املؤسسية للقطاع وأساليب اإلنتاج والتقنيات

املستخدمة فيه.

162

أوضح قد بعضها أن جند القطاعية، واخلطط االستراتيجيات ومبراجعة بالفعل إمكانية إحداث نقالت ملموسة يف مستويات اإلنتاج من سلع أو خدمات حتقيق إمكانية اتضحت كذلك للمستفيدين. توفرها وزيادة نوعيتها وحتسني حتسن يف عدد الفرص الوظيفية املتاحة للعمالة الوطنية، ويف مستويات األجور بعض تضمنت وقد األعمال. منشآت دخول التحسن شمل كما لهم، املقدمة لبعض املتوقع املستقبلي بالتطور تعلقت كمية اسقاطات االستراتيجيات تلك املتغيرات االقتصادية املهمة: كاإلنتاج، والقيمة املضافة، واالستثمار، والتوظيف، واالستهالك احمللي ملنتجات القطاع. وفيما يتعلق بالتوافق بني االستراتيجيات القطاعية وخطط التنمية اخلمسية نشير إلى أن بعض الفصول القطاعية خلطة القطاعية االستراتيجيات بعض من مأخوذة أجزاء تضمنت التاسعة التنمية ومنها استراتيجيات: الرعاية الصحية، والنقل، واالتصاالت وتقنية املعلومات. األساسية، السمات من عدد يف القطاعية واخلطط االستراتيجيات وتشترك

أهمها، ما يلي:- حتديد أهمية ومبررات احلاجة إلعداد تلك االستراتيجيات، استنادا إلى تشخيص الوضع الراهن للقطاع املستهدف، وحتليل الفرص والتحديات. ينبغي التي الرئيسية واألهداف والرسالة، الرؤية، االستراتيجيات - تبني

السعي لتحقيقها. العمل وإجراءات التنفيذ، وآليات السياسات االستراتيجيات - حتدد وحتديد الرئيسية، األهداف لتحقيق اتخاذها يجب التي االستراتيجي

األولويات.مكوناتها، مختلف تنفيذ عن املسؤولة اجلهات االستراتيجيات - حتدد واملوارد املالية والبشرية الالزمة لتنفيذها، واملدى الزمني لها، وحتويلها

إلى برامج وخطط تنفيذية.- تبني االستراتيجيات كيفية رصد مسار تنفيذها، والتقدم احملرز يف سبيل مددا وحتدد احملددة/املؤشرات، واألهداف الرئيسية األهداف حتقيق

زمنية ومعالم قياسية بخصوص تنفيذها، وتقومي آثارها.

163

٤-١-٧-٢- دوافع اجلهات احلكومية إلصدار استراتيجيات قطاعية:هناك العديد من الدوافع التي حدت ببعض اجلهات احلكومية لتبني إصدار استراتيجيات قطاعية، أهمها تلك التي متثلت يف التعريف مبا يزخر به القطاع من إمكانات ميكن حشدها وتوظيفها لتحقيق مستويات أعلى من اإلنتاج واإلنتاجية وحتسني جودة منتجات القطاع وإتاحتها لنطاق واسع من املستفيدين، وتوضيح طبيعة املشكالت والتحديات التـي حتول دون انطالقة القطاع وتعظيم اسهاماته فرضيات على تقوم القطاع لتنمية بديلة مسارات بلورة إلى إضافة التنموية، تتعلق بتحسني السياسات احلكومية وتطوير البنية املؤسسية للقطاع وأساليب التطوير انعكاسات لتوضيح وذلك فيه...إلخ، املستخدمة والتقنيات اإلنتاج مساهمة وزيادة الوطنية، العمالة وتوظيف اإلنتاج مستويات على والتحسني

املنشآت الصغيرة واملتوسطة العاملة يف القطاع.إلى قطاعية استراتيجيات إصدار لتبني احلكومية اجلهات دوافع وتستند االستراتيجيات تلك مثل إعداد تتطلب التي باململكة، املتبعة التنمية منهجية لرسم السياسات اإلمنائية، وتنسيق وتنظيم أنشطة األجهزة احلكومية والقطاع اخلاص يف كل قطاع، وفق منظور بعيد املدى. ولهذا فقد انتهجت العديد من اجلهات احلكومية يف اململكة إعداد استراتيجيات وخطط قطاعية ذات أفق زمني بعيد املدى، حتدد اإلطار العام الذي تتواصل بداخله خطط التنمية اخلمسية املتعاقبة، لتحقيق توجهات التنمية االستراتيجية بعيدة املدى، وقد صدرت بذلك

العديد من القرارات واألوامر القاضية بإعداد تلك االستراتيجيات.

٤-١-٧-٣- االستراتيجيات القطاعية وخطط التنمية واالستراتيجية بعيدة املدى:بعيدة االستراتيجية والتوجهات القطاعية، واخلطط االستراتيجيات متثل املدى للمملكة، رؤية تنموية شاملة وإطار عمل، تتواصل بداخله خطط التنمية اخلمسية املتعاقبة، لتحقيق اهداف التنمية االستراتيجية بعيدة املدى. ويتركز وبرامج اإلمنائية، والسياسات االستراتيجية التوجهات انعكاس يف التوافق، ومشروعات حتقيق تلك االستراتيجيات، وتنفيذها، عبر خطة التنمية اخلمسية، واخلطة التشغيلية، وامليزانية العامة للدولة. وقد راعت خطط التنمية اخلمسية

164

أهداف وتوجهات االستراتيجيات واخلطط القطاعية، وتقوم اجلهات احلكومية املعنية، بإدراج برامج ومشروعات حتقيق تلك االستراتيجيات وخططها التنفيذية،

وفق أولوياتها والبرامج الزمنية لتنفيذها عبر اخلطة التشغيلية.

٤-١-٧-٤- انعكاس االستراتيجيات القطاعية على أداء القطاع املستهدف:كان لتلك االستراتيجيات واخلطط القطاعية املقرة من مجلس الوزراء، دور بارز يف رسم السياسات اإلمنائية، وحتقيق األداء اجليد للجهات والقطاعات، وتسريع النمو، وتوحيد وتنسيق الرؤى وأنشطة اجلهات التنفيذية يف القطاعات تلك أهمية برزت وقد والتحديات. القضايا مختلف ومعاجلة املستهدفة، التنمية خطط يف اإلمنائية والسياسات األهداف رسم عند االستراتيجيات، قطاع، كل يف التنفيذية اجلهات وأنشطة أداء تنظيم ويف املتعاقبة، اخلمسية وكذلك يف معاجلة القضايا والتحديات مبختلف قطاعات التنمية، وتظهر تقارير الكبير الدور حتققت، التي واإلجنازات اخلمسية، التنمية خطة تنفيذ متابعة

لتلك االستراتيجيات.

٤-١-٧-٥- االستراتيجيات واخلطط القطاعية يف ظل رؤية اململكة (٢٠٣٠م):تبنت اململكة رؤيتها حتى عام (٢٠٣٠م)، لتكون منهجا وخارطة طريق للعمل التنموي يف اململكة. وقد رسمت الرؤية التوجهات والسياسات العامة للمملكة، كافة على رائدا منوذجا اململكة لتكون بها، اخلاصة وااللتزامات واألهداف املستويات، ولتعزيز قوتها االقتصادية مبشاركة فاعلة من القطاع اخلاص، ويتم حتقيق الرؤية من خالل البرامج التنفيذية املتصلة بها. ومنها برنامج التحول

الوطني.قة لها، وقد أكدت رؤية اململكة (٢٠٣٠م)، على إعداد االستراتيجيات احملقوأنشأت لهذا الغرض اللجنة االستراتيجية، ومكتب اإلدارة االستراتيجية، مبجلس االستراتيجيات صياغة اقتراح مهامها من التي والتنمية، االقتصادية الشؤون أيضا ومنها تنفيذها، ومتابعة تنفيذية، برامج إلى وترجمتها للرؤية، قة احملقإنشاء مكاتب حتقيق الرؤية يف اجلهات احلكومية. كما تضمنت وثيقة برنامج ة من مجلس الوزراء بالقرار رقم (٣٦٢) وتاريخ التحول الوطني (٢٠٢٠م)، املقر

165

بإعداد املتعلقة اجلهات مبادرات من العديد (١٤٣٧/٩/١هـ) (٢٠١٦/٧/٦م)، االستراتيجيات واخلطط التنفيذية، وحتديث وتطوير عدد من االستراتيجيات. وتكمن أهمية االستراتيجيات الوطنية والقطاعية، يف كونها تساهم يف رسم السياسات اإلمنائية بعيدة املدى الهادفة لتحقيق رؤية اململكة (٢٠٣٠م)، سواء على الصعيد الوطني، أو يف القطاعات املستهدفة، وفق منظور تتكامل فيه تلك ز من كفاءة أداء االستراتيجيات مع البرامج التنفيذية، لتحقيق الرؤية، مبا يعزاألجهزة احلكومية، والقطاع اخلاص، ويف معاجلة القضايا والتحديات، ومواكبة

املستجدات واملتغيرات على كافة األصعدة احمللية واإلقليمية والعاملية.ويف ظل صدور إطار حوكمة رؤية اململكة (٢٠٣٠م)، وما تضمنه من حتديد حتقيق ملنظومة الداعمة األجهزة من العديد وإنشاء واملسؤوليات، لألدوار لنجاح مثلى بيئة هناك تكون أن يتوقع لتحقيقها، التنفيذية والبرامج الرؤية،

االستراتيجيات واخلطط القطاعية.

167

املبحث الثانيمالمح من تطور منهجية التخطيط التنموي السعودي

(رؤية اململكة ٢٠٣٠ وبرامجها التنفيذية)

يف السعودية العربية اململكة تشهدها التي الهيكلية اإلصالحات ظل يف الوقت الراهن، تبنت قيادة اململكة تأسيس مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية يف ربيع االخر (١٤٣٦هـ) املوافق يناير (٢٠١٥م)، الستكمال مسيرة التنمية التي تشهدها البالد، ولكي يرسم مالمح النهج التنموي واالقتصادي اجلديد، الذي االقتصادية. التحديات ومواجهة االقتصادي النمو معدالت تسريع يستهدف فضال عن، تنسيق السياسات االقتصادية والتنموية يف اململكة لتحقيق أهدافها اململكة يف للتنمية التخطيط جتربة إلثراء املجلس هذا إنشاء وجاء التنموية. جميع على املنجزات من العديد وحققت ونصف عقود ألربعة امتدت التي األصعدة واملستويات، ولتحقيق رؤية قيادة اململكة وتطلعاتها إلى االنتقال ملرحلة جديدة - من اإلدارة ووضع السياسات - ملعاجلة التحديات التي تواجهها اململكة مثل: التغيرات الدميوغرافية وما قد يترتب عليها من نتائج اقتصادية كارتفاع البطالة وزيادة األعباء املالية على الدولة يف قطاعات التعليم والصحة، وتذبذب أسعار النفط، وتنويع القاعدة االقتصادية، فضال عن احلاجة إلى إعادة النظر

يف الهياكل التنظيمية لعديد من األجهزة احلكومية.

٤-٢-١- تطور منهجية التخطيط التنموي باململكة:

برزت احلاجة لتطوير منهجية التخطيط التنموي باململكة، ملواجهة املتطلبات التي متليها املستجدات واملتغيرات الكبيرة واملتسارعة محليا وعامليا. فقد شهدت االوضاع العاملية تغييرات كبيرة مما يتطلب التواؤم مع الظروف املرحلية اخلاصة بكل خطة، والتعامل بكفاءة ومرونة وسرعة مع متغيراتها ومستجداتها. وتختلف املرحلة احلالية من حيث حجم ونوعية التحديات واملتغيرات واملستجدات على األصعدة احمللية واإلقليمية والدولية وسرعة وتيرتها، مما يتطلب تغيير منهجية

168

التخطيط حيث أن خطط التنمية اخلمسية لم تعد تناسب هذه املرحلة خاصة بعد انضمام اململكة ملجموعة العشرين.

وعالج سريعة، نوعية نقلة إلحداث السعودية القيادة لطموح ونظرا االختالالت الهيكلية التي شهدها االقتصاد السعودي بسبب الظروف اخلارجية هبوط وبالتالي كبيرة، بصورة العاملية األسواق يف النفط أسعار انخفاض من إيرادات اململكة، واحلاجة إليجاد بدائل سريعة ملواجهة العجز يف املوازنة العامة لالقتصاد نوعية نقلة إحداث يف السعودي املواطن احتياجات وتلبية للدولة، غير القطاعات يف االستثمار طريق عن للشباب عمل فرص وتوفير الوطني،

النفطية. استدعى األمر إعادة النظر يف منهجية التخطيط التنموي للمملكة. ويف هذا اإلطار، تبنـى مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية، الذي أمر بتشكيله يف إدارة جديدا خادم احلرمني الشريفني امللك سلمان بن عبد العزيز، منهجا التنمية وحتقيق أولوياتها، ويف حتقيق نقلة نوعية يف االقتصاد الوطني، وتسريع معدالت النمو االقتصادي. وقد استدعى ذلك إعادة النظر يف خطط التنمية اخلمسية ومنهجية التخطيط التنموي التي كانت تتبعها اململكة يف السابق، التي لم تعد تواكب التحول االقتصادي الذي تشهده اململكة حاليا. ومن هذا املنطلق متت صياغة رؤية اململكة (٢٠٣٠م)، وصدرت موافقة مجلس الوزراء عليها يف العام (١٤٣٧هـ) (٢٠١٦م). ومتثل هذه الرؤية التوجه التنموي للمملكة بأهداف على النفط أسعار تقلبات تأثير من احلد أهمها: من املدى، طويل اقتصادية االقتصاد يف نوعية وإحداث نقلة الدخل، مصادر السعودي، وتنويع االقتصاد اخلاص القطاع دور وتعزيز النمو، على قدرته وزيادة كفاءته ورفع السعودي الوطني التحول برنامج إعداد جرى كما التنمية. جهود يف أساسي كشريك (٢٠٢٠م)، وصدرت موافقة مجلس الوزراء عليه يف العام (١٤٣٧هـ) (٢٠١٦م)، الذي يعد أحد البرامج التنفيذية لتحقيق هذه الرؤية خالل السنوات اخلمس األول منها. كما صدرت النسخة الثانية املطورة واملوسعة لهذا البرنامج يف العام

(١٤٣٩هـ) (٢٠١٨م).

169

٤-٢-٢- انطالق رؤية اململكة ٢٠٣٠م كبديل خلطط التنمية اخلمسية:

تقليدي غير واضح تصور برسم والتنمية االقتصادية الشؤون مجلس بدأ حتكم التي املبادئ وفق وحتدياتها التنموية القضايا مع التعامل الستراتيجية التخطيطي دورها مع يتماشى ومبا االقتصادي، النشاط يف الدولة دور والتنفيذي، والتنظيمي والتشريعي والرقابي، مع إتاحة املجال للقطاع اخلاص جاءت السياق، هذا ويف واإلدارة. التنفيذ عملية يف به املنوط بالدور للقيام رؤية اململكة (٢٠٣٠م) وبرامجها التنفيذية(٧٦)، باعتبارها تطوير ملنهجية خطط التنمية اخلمسية، لتغطي معظم اجلوانب التي كانت تغطيها اخلطط اخلمسية، إضافة إلى جمعها بني التخطيط بعيد املدى واخلطط التشغيلية قصيرة املدى، وهو ما تنتهجه الغالبية العظمى من الدول يف الوقت الراهن. وبناء عليه توقف احلثيثة للجهود وتوحيدا لالزدواجية تفاديا اخلمسية، التنمية بخطط العمل (٢٠٣٠م)، اململكة رؤية جاءت وقد الرؤية. لتحقيق احلكومية اجلهات جلميع مبسارات واضحة ومحددة، وهي بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن يتم تنفيذيا برنامجا عشر أثني تاريخه - حتى – الرؤية تضمنت كما طموح. بها تتمتع التي القوة نقاط تسخير إلى الرؤية وتسعى حتقيقها. خاللها من اململكة يف حتقيق أهدافها، حيث تركز على ثالث مرتكزات أساسية هي العمق العربي واإلسالمي، والقوة االستثمارية، وأهمية املوقع اجلغرايف واالستراتيجي

للمملكة.

ويف هذا السياق، ترسم رؤية اململكة (٢٠٣٠م) التوجهات والسياسات العامة التحول برنامج ويعد (٢٠٣٠م). عام حتى للمملكة واالجتماعية االقتصادية الوطني (٢٠٢٠م) (٧٧) من أبرز البرامج التنفيذية للرؤية حيث اشتمل يف مرحلته األولى على (٢٤) وزارة وجهة حكومية، وسوف يتم يف مرحلته الثانية إشراك اجلهات احلكومية الالزمة. ويستلزم تنفيذ األمر السامي الكرمي رقم (٤٥٤٣٨) http://vision2030. :التالي اململكة رؤية رابط على االطالع التفاصيل من للمزبد (٧٦)

gov.sa/برنامج إطالق مت كما تاريخ (٢٠١٥م)، يف الوطني (١٫٠) التحول برنامج إطالق مت (٧٧)

التحول الوطني (٢٫٠) يف تاريخ (٢٠١٨م).

170

قيام اخلامس بنده يف القاضي (٢٠١٦/٦/٢٥م)، (١٤٣٧/٩/١٩هـ) وتاريخ وزارة املالية بوضع خطة لتنفيذ إطار النفقات متوسط املدى بالتعاون مع وزارة االقتصاد والتخطيط، أن يكون لدى جميع الوزارات واجلهات احلكومية خطط تتضمن تقديرات نفقاتها ومشاريعها خالل السنوات القادمة. ويف هذا اإلطار، فقد شرعت اجلهات احلكومية يف تنفيذ رؤية اململكة وبرنامج التحول الوطني املالية، وتكاليفها الزمني إلطارها وفقا ومبادرات أهداف من يتضمنه مبا ويجري تنفيذها خالل السنوات اخلمس األولى من مدة الرؤية، يف إطار حوكمة برامج تنفيذ عن املسؤولة واجلهات واملسؤوليات األدوار حتدد التي التنفيذ

حتقيق الرؤية ومتابعتها.

نقلة حتقيقها، ومكاتب التنفيذية وبرامجها ٢٠٣٠م»، اململكة «رؤية وتعد يف طريقة التعاطي مع إيجابيا نوعية يف صورة ومنط العمل احلكومي وتغيرا جملة من املشكالت املتعلقة ببنية وهيكلية الدولة وأسلوب عملها. وهي كذلك باقتصاد للنهوض والتنمية، االقتصادي لإلصالح وطموحة عريضة رؤية تعد يف حتول نقطة متثل خطوة وهي النفط، على االعتماد من وحتريره اململكة متطورة مراحل إلى اململكة اقتصاد نقل شأنها من االقتصادي، اململكة تاريخ أكثر نضجا. ولتحقيق هذا الهدف شملت الرؤية حزمة من البرامج االقتصادية وهي النفط. بعد ما ملرحلة اململكة جتهيز تستهدف والتنموية واالجتماعية بذلك تضع مالمح واضحة للمرحلة القادمة يف هذه اجلوانب، من خالل تقدمي برنامج واضح يف عدد كبير من املجاالت ميكن قياسها واحملاسبة عليها، عبر

برامج التحول الوطني والبرامج التنفيذية اإلحدى عشرة األخرى.

منذ اخلمسي التنموي التخطيط منهج اتبعت اململكة أن من الرغم وعلى متتلك فإنها ثم، ومن عقود، أربعة من أكثر أي (١٩٧٠م)، (١٣٩٠هـ) العام خبرات متراكمة وطويلة يف إدارة اخلطط االستراتيجية. إال أن مضامني اخلطة محددة وسياسات ألهداف تعرضت ٢٠٣٠م“، اململكة ”لرؤية االستراتيجية من والتحرر دوالر، تريليوني بقيمة السيادي الصندوق تأسيس مثل جديدة الصادرات غير النفطية إلى (٥٠ ٪) من قبضة النفط من خالل زيادة حصة

171

الناجت احمللي، وطرح أقل من (٥ ٪) من أسهم أرامكو يف البورصة، وتطبيق نظام التوظيف، وزيادة مليونا، (٣٠) إلى املعتمرين عدد وزيادة اخلضراء، البطاقة العسكرية، الصناعة وإقامة احمللي، الناجت يف اخلاص القطاع مساهمة ورفع

ومشروعات اإلسكان، ومكافحة الفساد.. ونحوها.

٤-٢-٣- ركائز رؤية اململكة (٢٠٣٠م):حيوي، ومجتمع مزدهر، اقتصاد هي: رئيسية ركائز ثالث الرؤية تضمنت ووطن طموح. ويتطلع أن تسهم الرؤية وآليات تنفيذها يف إحداث عملية حتويل على تأثيره ومدى النفط أسعار تدني ومواجهة السعودي، لالقتصاد مفصلية االقتصاد وعلى األوضاع االجتماعية والسياسية تباعا. وتتبنى الرؤية حزمة من

الغايات املستهدفة يف كل من تلك الركائز. شكل توضيحي (١١ –٤).

شكل توضيحي (١١ -٤) منظومة رؤية اململكة العربية السعودية (٢٠٣٠م)

172

فمثال، تستهدف الرؤية يف إطار حتقيق اقتصاد مزدهر، رفع نسبة الصادرات احمللي الناجت إجمالي من األقل على (٪ ٥٠) إلى (٪١٦) من النفطية غير من اللوجستية اخلدمات أداء مؤشر يف اململكة ترتيب وتقدم النفطي، غير املرتبة (٤٩) إلى (٢٥) عامليا، ورقم (١) إقليميا. كما تستهدف الرؤية رفع نسبة إلى (٪ ٣٫٨) من احمللي الناجت إجمالي من املباشرة األجنبية االستثمارات املعدل العاملي (٥٫٧ ٪)، واالنتقال من املركز (٢٥) يف مؤشر التنافسية العاملي إلى أحد املراكز العشرة األولى. وفيما يتعلق باالستثمار فإن املستهدف هو رفع على يزيد ما إلى مليار (٦٠٠) من العامة االستثمارات صندوق أصول قيمة احمللي احملتوى نسبة رفع الرؤية تضمنت كما سعودي، ريال تريليونات (٧)حجم زيادة املستهدف ومن .(٪ ٧٥) إلى (٪ ٤٠) من والغاز النفط قطاع يف االقتصاد السعودي وانتقاله من املرتبة (١٩) إلى املراتب اخلمسة العشر األولى على مستوى العالم. كما تستهدف الرؤية رفع نسبة متلك السعوديني للمنازل من (٤٧ ٪) إلى نحو (٥٢ ٪) بحلول عام (٢٠٢٠م)، وكذلك رفع نسبة مشاركة املرأة يف سوق العمل من (٢٢ ٪) إلى (٣٠ ٪)، وزيادة مساهمة املنشآت الصغيرة واملتوسطة يف إجمالي الناجت احمللي من (٢٠ ٪) إلى (٣٥ ٪)، وتخفيض معدل

البطالة من (١١٫٦ ٪) إلى (٧ ٪).

وفيما يتعلق باملجتمع تستهدف ”رؤية اململكة م٢٠٣٠“ مجتمعا حيويا بنيانه متني، عبر زيادة متوسط العمر املتوقع من (٧٤) إلى (٨٠) عاما، واالرتقاء مبؤشر رأس ارتفاع أيضا املستهدف ومن املرتبة (١٠). إلى املرتبة (٢٦) من االجتماعي املال من (١٣ ٪) إلى (٤٠ ٪)، وزيادة نسبة ممارسي الرياضة مرة على األقل أسبوعيا إنفاق األسر على الثقافة والترفيه داخل اململكة من (٢٫٩ ٪) إلى (٦ ٪)، ورفع عدد املواقع األثرية املسجلة يف اليونسكو إلى الضعف على األقل. كما تستهدف ”الرؤية“ زيادة الطاقة االستيعابية الستقبال ضيوف الرحمن املعتمرين من (٨) ماليني إلى

(٣٠) مليون معتمر سنويا.أما فيما يتعلق باحملور الثالث من محاور الرؤية، وهو ”وطن طموح»، فيتضمن إجمالي يف الربحي غير القطاع مساهمة رفع بينها من األهداف من العديد

173

من األسر مدخرات نسبة ورفع ،(٪ إلى (٥ (٪ من (١ أقل من احمللي الناجت إجمالي دخلها من (٦ ٪) إلى (١٠ ٪).

والطويل. املتوسط املدى على االقتصادي للتنويع خطة الرؤية وتتضمن السعودية عليها ستسير التي الطموحة االستراتيجية الرؤية اخلطة وحتدد والتي تعتمد على بندين أساسيني هما: املقبلة، عاما األربعة عشر مدى على اإليرادات طريق إنعاش عن النفط على للمملكة احلالي االعتماد وقف األول املصروفات ضبط خالل من املالية االستدامة حتقيق والثاني النفطية، غير ومستوياتها. كما تقدم الرؤية عددا من اإلصالحات التي من شأنها زيادة فاعلية من إصالحات وما يشمله اخلاص احلكومي وتطوير القطاع وشفافية القطاع يف النظام التعليمي جلعله أكثر مواءمة مع تلبية احتياجات القطاع. كما ستولي ملا قد تثيره سياسة التقشف املالي من آثار سلبية على اهتماما لإلنفاق جتنبا

االنتاج االقتصادي.

٤-٢-٤- برامج حتقيق الرؤية:حدد مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية – حتى تاريخه - اثني عشر برنامجا ذا أهمية استراتيجية مبا يدعم حتقيق ”رؤية اململكة ٢٠٣٠م“، ويجعل اقتصاد اململكة أكثر ازدهارا، واملجتمع أكثر حيوية، متمسكا بالقيم اإلسالمية، وبالهوية سيعمل التي الرؤية حتقيق منظومة البرامج هذه ومتثل الراسخة. الوطنية من تتضمنه مبا احلوكمة باتباع (٢٠٢٠م)، العام حتى تنفيذها على املجلس مساءلة وشفافية ورقابة مستمرة، وتفعيل أساليب متابعة املبادرات وتنفيذها. الشؤون مجلس وداخل احلكومة، مستوى على متخصصة أجهزة أنشئت وقد االقتصادية والتنمية لرسم االستراتيجيات وحتديد األهداف، وتكوين البرامج

ومتابعة اإلجناز وإدارة املشروعات. شكل توضيحي (١٢ – ٤).

174

شكل توضيحي (١٢ - ٤ ): برامج تنفيذ رؤية اململكة العربية السعودية (٢٠٣٠م)

٤-٢-٤- إطار حوكمة حتقيق الرؤية:متكامل حوكمة منظومة بتطوير والتنمية االقتصادية الشؤون مجلس قام تنسيق وتسهيل كفاءته، ورفع العمل، مأسسة لضمان اململكة (٢٠٣٠م)؛ لرؤية اجلهود بني اجلهات ذات العالقة؛ مبا ميكن املجلس من املتابعة الفاعلة، عبر حل وسرعة اإلجناز، كفاءة لرفع آلية ووضع واملسؤوليات، األدوار حتديد

املشكالت (آلية التصعيد)، وذلك على النحو اآلتي، شكل توضيحي (١٣ - ٤):

٤-٢-٤-١- األدوار واملسؤوليات:٤-٢-٤-١-١- على مستوى رسم التوجهات واعتمادها:

مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية: يتولى املجلس وضع اآلليات والترتيبات الالزمة لتحقيق ”رؤية اململكة ٢٠٣٠م“، ويشمل ذلك رسم الرؤى والتوجهات والبرامج، والبت فيما يطرأ عليها من تعديل أو حتديث، كما يتولى املجلس البت فيما من شأنه إعاقة حتقيق

175

البرامج التنفيذية ألهدافها فيما يقع ضمن اختصاصاته.البرامج متويل اعتماد آليات وضع اللجنة تتولى املالية: اللجنة واملبادرات وحتديثها مبا يف ذلك تطوير إطار النفقات متوسطة املدى، كما تتولى إعداد وحتديث اآلليات التفصيلية التي يتم من خاللها اعتماد املتطلبات املالية للبرامج واملبادرات ويشمل ذلك التدفقات وتخطيط واملبادرات للبرامج املالية املتطلبات دراسة

النقدية لها.يتولى والتنمية: االقتصادية الشؤون مبجلس اإلعالمي الفريق الفريق اإلعالمي يف مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية ترسيخ توحيد ذلك ويشمل ٢٠٣٠م“، اململكة لـ“رؤية الذهنية الصورة الرسائل املوجهة للرأي العام وتصحيح ما قد يكون خاطئا منها املرتبطة التنفيذية والبرامج للرؤية اإلعالمية اخلطط وتطوير

بها إلطالقها للجمهور تعزيزا ملبدأ الشفافية.

شكل توضيحي (١٣ - ٤): إطار حوكمة رؤية اململكة العربية السعودية ٢٠٣٠م

176

٤-٢-٤-١-٢- على مستوى تطوير االستراتيجيات:والتنمية: االقتصادية الشؤون مبجلس االستراتيجية • اللجنة االقتصادية الشؤون مجلس يف االستراتيجية اللجنة تتولى االستراتيجية الشؤون يف الدعم تقدمي مسؤولية والتنمية احملققة االستراتيجيات صياغة اقتراح ذلك يف مبا للمجلس، لـ ”رؤية اململكة ٢٠٣٠م“، وترجمتها إلى برامج تنفيذية، ومتابعة يف حل العوائق واملشكالت التي هاما تنفيذها. كما تتولى دورا احملققة واملشروعات والبرامج االستراتيجيات تنفيذ تواجه

لتوجهات املجلس. االقتصادية الشؤون مجلس يف االستراتيجية اإلدارة • مكتب الشؤون مجلس يف االستراتيجية للجنة املكتب يتبع والتنمية: دراسة ويتولى التنفيذية، ذراعها وميثل والتنمية االقتصادية وبرامج خطط إلى ٢٠٣٠م“ اململكة ”رؤية ترجمة سبل وحتليل تلك تقدم على املستمرة واملتابعة اإلشراف ثم ومن تنفيذية ملستهدفاتها، حتقيقها ومدى التنفيذية، والبرامج اخلطط وحتديد الفجوات والرفع إلى اللجنة االستراتيجية بشكل دوري مبا يرى مالءمته من توصيات. كما يتولى املكتب دورا هاما يف تذليل العقبات واملشكالت التي تصعد إليه ودراسة أسباب تأخر نحو أو تعثر املبادرات (إن وجدت) وإعداد ملف متكامل سعيا إيضاح احلقائق وتقريب وجهات النظر والبت فيها أو رفعها إلى والتنمية االقتصادية الشؤون مجلس يف االستراتيجية اللجنة

للنظر يف شأنها.• مكتب إدارة املشروعات يف مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية: التي والقرارات املشروعات متابعة مسؤولية املكتب يتولى يصدرها املجلس، ويشمل ذلك مدى حتقيق أهداف والتزامات ”رؤية اململكة ٢٠٣٠م“، وما يراه املجلس من أولويات أو مبادرات والتأكد لتحقيقها. الساعية التنفيذية البرامج ضمن نوعية

177

محافظ إلى وتقسيمها املشروعات إدارة منهجيات تطبيق من وحتليل االعتمادات واملخاطر املرتبطة بذلك مبا يدعم حتقيق النتائج املرجوة. كما يتولى املكتب مسؤولية متابعة سير املعامالت من املجلس وإليه، ويتواصل مع اجلهات يف هذا الصدد جلمع وإدارة التنفيذ متابعة من نه متك التي بذلك اخلاصة التقارير ومتابعة وتصعيدها التحديات تعريف ذلك ويشمل املخاطر مدى التزام اجلهات ذات العالقة بالتعاون وقيامها مبسؤولياتها االستراتيجية اإلدارة ملكتب والرفع البرامج، تنفيذ وتسهيل

بشكل دوري.الداعمة اجلهة الوزارة متثل والتخطيط: االقتصاد • وزارة التخطيط يف احلكومية واألجهزة العالقة ذات للجهات مجلس من توجيه على بناء وذلك والتنفيذي، االستراتيجي الشؤون االقتصادية والتنمية أو يف حال طلب اجلهات ذلك. كما توفر الوزارة املعلومات الالزمة من بيانات وإحصاءات ودراسات إلى اجلهات ذات العالقة، وتعمل على مواءمة اخلطط القطاعية

واملناطقية.الداعمة الذراع املركز ميثل السريع: والتدخل اإلجناز • مركز اجلهات مع عمله يف والتنمية االقتصادية الشؤون ملجلس التنفيذية بغرض حتقيق ”رؤية اململكة ٢٠٣٠م“، وذلك من خالل كما وتنفيذها. وإجنازها املبادرات تصميم يف الدعم تقدمي االقتصادية الشؤون مجلس من توجيه على بناء املركز يتدخل والتنمية يف حال التعثر يف تنفيذ املبادرات املشمولة يف البرامج

التنفيذية احملققة لـ ”رؤية اململكة ٢٠٣٠م“.

178

٤-٢-٤-١-٣- على مستوى اإلجناز:من ٢٠٣٠م“ • اململكة ”لرؤية التنفيذية اجلهات التنفيذية: اجلهات وزارات وهيئات وأجهزة حكومية هي املعنية يف املقام األول بتطوير وتنفيذ البرامج واملشاريع واملبادرات، وتنسيق اجلهود والتعاون مع اجلهات احلكومية األخرى يف سبيل حتقيق النتائج املرجوة. ويكون اإلشكاالت وحل اإلجناز عن األول املسؤول هو جهة كل رئيس والتحديات الداخلية التي تعيق حتقيق األهداف وإجناز املبادرات ويشمل ذلك رفع التقارير وتوفير املعلومات للجهات ذات العالقة. • املركز الوطني لقياس أداء األجهزة العامة: يناط باملركز تعزيز التقدم متابعة عبر العالقة ذات األطراف جلميع الشفافية املستهدفات، وحتقيق واملبادرات البرامج تنفيذ يف احلاصل من التحقق ذلك يف مبا دوري، التقدم بشكل مستوى وقياس مدى التزام اجلهات بتحقيق األهداف الوطنية املشتركة وإبراز إلى بذلك والرفع املبادرات تنفيذ تقدم يف تأخير أو تعثر أي إشراك العالقة بشكل مستمر. كما يتولى املركز ذات اجلهات املجتمع يف متابعة أداء البرنامج واألجهزة املعنية من خالل نشر ة - بحسب نظامه لوحات مؤشرات األداء وتقارير دورية مدققالداخلي وبالتنسيق مع الفريق اإلعالمي - حول مختلف البرامج التنفيذية احملققة لـ“رؤية اململكة ٢٠٣٠م“. كما يعمل املركز كذلك على بناء وتفعيل آليات متابعة وقياس أداء األجهزة العامة ضمن

ذة للبرامج واملبادرات. اجلهات املنف

٤-٢-٤-٢- آلية رفع كفاءة اإلجناز وسرعة حل املشكالت (آلية التصعيد):اعتمدت آلية تهدف إلى رفع كفاءة اإلجناز وسرعة حل املشكالت التي قد ٢٠٣٠م». اململكة «رؤية حوكمة منظومة ضمن املرجوة األهداف حتقيق تعوق وتضع هذه اآللية مسؤولية حل العوائق على األجهزة التنفيذية يف املقام األول، وحتيط اجلهات املعنية بأسباب تأخر أو تعثر تنفيذ املبادرات، وتفعل دور املساءلة

179

واحملاسبة يف حال تطلب األمر ذلك. ويجري ذلك وفق مستويات متعددة بحسب عمق وتعقيد العوائق والفترة الزمنية الالزمة حللها، حيث تقع املسؤولية على كل جهة بناء على ما يتطلبه حل العوائق، على أال تتجاوز مدة حلها وتفاديها يف أي جهة أسبوعني ومبتابعة من مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية، شكل توضيحي

(١٤ –٤)، وفقا لآلتي:للبرامج املنفذة اجلهة داخل معها والتعامل العوائق حل يتم األول: املستوى الوزير (مثال: اجلهة رئيس من مباشر وبإشراف واملبادرات هذا يف التنفيذية العوائق معظم حل عليه يعول الذي املختص)، تقع ال كانت إذا أعلى مستوى إلى تصعيدها قبل وذلك املستوى

ضمن إطار صالحياته.

الشؤون ملجلس التابع االستراتيجية اإلدارة مكتب من يطلب الثاني: املستوى االقتصادية والتنمية املشاركة يف دراسة املوضوع وإعداد ملف متكامل على واحلصول النظر وجهات وتقريب احلقائق إيضاح نحو سعيا املعلومات الالزمة لذلك من جميع اجلهات ذات العالقة سعيا نحو حل العوائق املرفوعة له. وال يتم الرفع إلى اللجنة االستراتيجية إال عند

تعذر معاجلة ما يعيق تقدم اإلجناز على هذا املستوى.

شكل توضيحي (١٤ –٤): مستويات رفع كفاءة اإلجناز وسرعة حل املشكالت (آلية التصعيد)

180

املستوى الثالث: تقوم اللجنة االستراتيجية بالبت فيما يرفع لها من مكتب ذلك، تعذر حال ويف اختصاصاتها، ضمن االستراتيجية اإلدارة

يرفع املوضوع إلى املجلس للبت فيه.

املستوى الرابع: يعرض املوضوع على مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية للبت فيه.

٤-٢-٦- املشاريع التنموية العمالقة:أطلقت اململكة حزمة مشاريع تنموية ضخمة إلحداث نقلة نوعية يف االقتصاد السعودي كأحد أهداف رؤية اململكة (٢٠٣٠م)، وحتقق تنمية إقليمية متوازنة بني املناطق الريفية واحلضرية على السواء يف جميع أنحاء البالد. وقد أسندت مهام تدشني وتضمنت العامة، االستثمارات لصندوق ومتابعتها املشاريع تلك تنفيذ مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية مبنطقة ”القدية“ جنوب غرب الرياض، ومشروع الفيصلية السكني الذي يعتبر امتدادا ملدينة مكة املكرمة، عالوة على مشروع ”البحر األحمر“ الذي يهدف إلى إنشاء منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من (٥٠) جزيرة طبيعية بني محافظتي أملج والوجه. إضافة إلى مشروع ”نيوم“، الذي يعدد وجهة حيوية جديدة تقع شمال غرب اململكة، ومن املؤمل أن يكون مكانا يجمع أفضل العقول والشركات معا لتخطي حدود االبتكار إلى أعلى املستويات، وقد مت تصميمها لتتفوق على املدن العاملية الكبرى من حيث القدرة

التنافسية ومنط املعيشة إلى جانب الفرص االقتصادية املتميزة.

181

الفصل اخلامسالتحديات املستجدة ودورها يف تطور منهجية التخطيط التنموي

يعد اقتصاد السوق من أبرز التوجهات التي تتبناها معظم الدول. وأصبح نشوء بداية يف سائدا كان عما متاما مختلفا احلالي الوقت يف الدولة دور الرأسمالية وحتى الكساد العظيم يف الثالثينيات من القرن العشرين. ومع ذلك الزالت مسؤولية التنمية يف الدول النامية تقع على عاتق احلكومة، التي يتعني االجتماعية اخلدمات وتقدمي العامة، واملرافق األساسية السلع توفير عليها اخلاص والقطاع األفراد وحتفيز االجتماعي، والضمان والصحة كالتعليم وضبط سلوكه، ووضع األطر القانونية والتشريعية التي تنظم األعمال، ورسم

اخلطط واالستراتيجيات.ويف هذا السياق، تستطيع الدولة، مبا تتمتع به من قدرات اقتصادية كبيرة متاحة من خالل املوازنة العامة وغيرها، التأثير على سلوك وحدات املجتمع من الشركات أو األفراد أو املؤسسات عن طريق السياسات االقتصادية والتجارية واملالية والزراعية والسياحية وغيرها. ويتطلب ذلك استخدام هذه السياسات التضارب حدوث وعدم التنموية، األهداف حتقيق لضمان منسقة بصورة استراتيجيات بوضع الدول تقوم هنا ومن تأثيرها، اجتاهات يف والتناقض ق للسياسات للوصول وخطط تنموية محددة من أجل ضمان االستخدام املنس

لألهداف املرجوة.ويناقش هذا الفصل توجه بعض الدول يف السنوات األخيرة نحو التخلي عن مناهج التخطيط التنموي التقليدي، وحتولها إلى منحى حتديثي استجابة لتحديات اقتصادية واجتماعية مستجدة، تتعلق بضرورة تسريع التحول نحو مستويات عليا من التنمية يف أبعادها املتعددة الكمية والنوعية، وبإرساء نظام اقتصادي مستدام قادر على تنويع مصادر النمو والتعامل مع التقلبات املتزايدة يف االقتصاد العاملي. األول املبحث يستعرض مبحثني، عبر الفصل هذا موضوع مناقشة يتم وسوف التحديات التي تواجهها عملية التخطيط التنموي، يف حني يتناول املبحث الثاني

بالتحليل إشكاليات التحول يف منهجية التخطيط التنموي.

183

املبحث األولالتحديات التي تواجهها عملية التخطيط التنموي

إلى التجارب الدولية واإلقليمية يف مجال التخطيط التنموي، وما استنادا جاء يف جتربة دول مجلس التعاون لدول اخلليج العربية، والتجربة السعودية يف هذا اخلصوص، ميكن استخالص العديد من الصعوبات والتعقيدات التي تواجه عملية التخطيط التنموي، والتي ليست على درجة واحدة من األهمية والتأثير يف عملية التخطيط التنموي، ولها انعكاسات متفاوتة فيما يتعلق بدرجة هذا التأثير، الذي قد يصل تأثير بعضها إلى حد التقليل من دور عملية التخطيط التنموي، وقد يكون لبعضها اآلخر مجرد املساهمة يف مثل هذا التأثير. وبناء عليه، فإنه من الصعوبة مبكان تعميم تلك الصعوبات والتعقيدات، نظرا العتماد الدول أشكاال ومحتويات مختلفة من منهجيات التخطيط التنموي، إضافة إلى القدرات واإلمكانات املختلفة لكل دولة، فضال عن صعوبة عملية تنفيذ اخلطة

وتعقيدها.

٥-١-١- تعدد اآلراء بني اجلهات االقتصادية:لتعدد نتيجة السوق اقتصادات يف التنمية خطط يف عامة مشكلة تبرز معظم وتتميز اخلطط. محتويات حيال املعنية االقتصادية اجلهات تصورات الدول النامية بعدم قدرتها على حتمل امتداد مرحلة اإلعداد لفترة كافية، نظرا موظفني بواسطة الدول هذه يف اخلطط إعداد يتم وقد مواردها. حملدودية ذوي معارف وخبرات محدودة أو بواسطة جهة استشارية خارجية قد ال يكون لديها إملام كاف باألوضاع االقتصادية للدولة، األمر الذي قد يؤدي إلى انخفاض مستوى اجلودة واالتقان والكفاءات. ويف كلتا احلالتني، ال يتحقق إجماع كاف بني العوامل االقتصادية املختلفة أو بني اجلهات احلكومية فيما يتعلق بإعداد اخلطة، مما يؤدي يف كثير من األحيان إلى صعوبة حتقيق تفاهم وتعاون بني

اجلهات الفاعلة، ومن ثم عدم فعالية تنفيذ اخلطة.

184

٥-١-٢- التباين يف اآلراء داخل احلكومة:قد تتباين اآلراء بني بعض اجلهات احلكومية حيال محتويات اخلطة، وقد تواجه هذه اجلهات صعوبة يف فهم استراتيجيات التنمية أو سياساتها املدرجة جهة بواسطة إعدادها مت وإن حتى مركزية آلية بصورة املعدة اخلطط يف حكومية مختصة بالتخطيط، ويعود ذلك إلى أن االعتبارات واملقاصد األساسية املتضمنة يف وثائق اخلطة تكون عادة معقدة، وهو ما يستلزم مشاركة اجلهات مستهدفاتها استيعاب يتم حتى التنموية اخلطط إعداد عملية يف احلكومية

بشكل كاف.

٥-١-٣- ابتعاد املخططني عن املشاكل اجلارية اليومية:التي واملستجدات التغيرات عن بعيدة املركزي التخطيط سلطة تكون قد تواجه اإلدارة والعاملني يف مجال التنفيذ، وخاصة على املستوى املكاني (املناطق/

األقاليم) للعملية التنموية.

٥-١-٤- احلد من اإلبداع والتعلم:

بالعمل التنظيمي الهيكل يف األدنى املستويات يف التنفيذية اإلدارة قيام طبقا خلطة موضوعة من جهة أخرى يؤدي إلى تدني مستوى حتفيزها للتفكير إلى مع املشاكل وتوجيه النشاط للتعامل أساليب خالقة وعدم ابتكار الذاتي،

املسار الصحيح، وهو ما يؤدي إلى االفتقار للحركة والعزمية الكافية.

٥-١-٥- احلد من املرونة:املركزية اإلدارة أو العليا التنفيذية اإلدارة قبل من األهداف إعداد يتم للتخطيط، يف حني تكون اإلدارة يف املستويات األدنى مرتبطة بتنفيذ خطة قد ال جتاري الظروف املغايرة يف بيئتها. وبناء على ذلك فاخلطة ونظام التخطيط، الذي ال يسمح باملرونة الكافية، ميكن أن يتجه بأي مؤسسة إلى مشاكل كبيرة

يف بيئة سريعة التغير.

185

٥-١-٦- وضوح الرؤية:يعد حتديد األهداف التنموية بدقة أحد أهم متطلبات خطط التنمية وأول منطلقاتها، ويأتي يف مقدمة ذلك حتديد اإلطار الزمني املوضوع لتحقيق هذ األهداف، إذ إن بعض من التجارب التنموية واجهت بعض اإلخفاقات، بالرغم من مقومات النجاح العديدة التي متلكها، بسبب عدم وضوح الرؤية واألهداف أو استعجال حتقيقها، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان احلكومة السيطرة على العملية

التنموية يف البالد.

٥-١-٧- واقعية الطموحات وجدوى األهداف:لعل من أهم مقومات جناح اخلطط التنموية هو أن تكون واقعية من حيث الطموحات ومجدية من حيث األهداف، لذا وجب على أي خطة تنمية اقتصادية وممكنه الطموحات معقولة تكون أن - والنجاح للتطبيق قابلة تكون كي -األهداف، كما يجب أن تكون األهداف مجدية من ناحية التكلفة سواء التكلفة

االقتصادية املباشرة أو التكلفة االجتماعية غير املباشرة.

٥-١-٨- حساب التكلفة احلقيقية:بعد حتديد األهداف واإلطار الزمني - حتديد يقتضي التسلسل املنطقي – واألمنية البيئية التكلفة تشمل (التي االجتماعية والتكلفة االقتصادية التكلفة حساب عدم إن إذ لها. املكونة وللمشاريع التنمية خلطة وغيرها) والثقافية التكلفة احلقيقية بأبعادها املختلفة قد يؤدي إلى ارتفاع التكلفة الكلية للعملية التنموية، نظرا إلقرار الكثير من السياسات واملشاريع عدمية اجلدوى لالقتصاد

الوطني.

٥-١-٩- اختيار اإلطار الزمني املناسب:أحد أكبر املشكالت التي تواجه أي خطة تنموية هي إشكالية حتديد اإلطار أخذ عن يعجز بحيث الالزم من أطول يكون أال يجب الذي املناسب الزمني بعيد االستراتيجي البعد يفتقد بحيث الالزم من أقصر وال االنية املتغيرات املدى. وميكن التغلب على هذه اإلشكالية من خالل بناء خطة استراتيجية طويلة

186

األمد، تنقسم إلى خطط خمسية متوسطة األمد، وخطط سنوية قصيرة األمد، ما يضمن حتقيق األهداف بعيدة األمد من خالل التطبيق التدريجي من جانب ولعل اخر، جانب من متغيرات من يطرأ ما حسب والتعديل املتابعة وسهولة التجربة الهندية اجلديدة يف هذا اإلطار خير مثال، إذ أفردت ثالث مستويات عدم يجب كما املدى). وقصيرة املدى، ومتوسطة املدى، (طويلة اخلطط من استعجال النتائج ألن أي عملية تنموية حقيقيه حتتاج إلى سنوات طويلة كي تبدأ

نتائجها بالظهور بحيث يلمسها أفراد املجتمع.

٥-١-١٠- احلجم والكفاءة:يجب أن تراعي أي خطة تنموية اإلمكانيات املادية والبشرية للدولة، ولعل مجلس دول يف والكيف الكم حيث من احملدودة الوطنية البشرية اإلمكانيات التعاون اخلليجي، هي ما أدى إلى رفع التكلفة الكلية لنماذج التنمية فيها، التي كانت أهدافها أكبر بكثير من إمكانياتها البشرية، لذا يجب عند وضع اخلطة التنموية يف تلك الدول االعتماد على إمكانيات ذاتية عالية التنافسية والكفاءة،

مع ترشيد االعتماد على القوى العاملة الوافدة.

٥-١-١١- اإلدارة والشفافية:التنفيذ مرحلة يف التركيز الوطنية التنموية اخلطة يف مبكان األهمية من على حسن اإلدارة واحلكم الرشيد من ناحية، والشفافية من ناحية أخرى، مبا الوطني االقتصاد إدارة بني التفريق يجب كما النجاح، درجات أقصى يضمن يجري ما أن على التأكيد يجب وكذلك التجارية، والشركات املشاريع وإدارة احلكم يتم شركة أو جتاريا مشروعا وليس وطني اقتصاد هو معه التعامل على أدائها مبقدار ما حتققه من أرباح مالية مباشرة، حيث تستهدف احلكومة حتقيق الكثير من األهداف االجتماعية التي قد ال تتفق مع أهداف املشروعات

التجارية التي تستهدف حتقيق األرباح يف املقام األول.

187

٥-١-١٢- بناء اإلمكانات الذاتية:تركز عملية التنمية االقتصادية على بناء رأس املال البشري الوطني وحسن استغالل املوارد الوطنية، يف حني يقوم النمو االقتصادي على حتقيق زيادة فيما ينتج من سلع وخدمات دون النظر فيما إذا مت ذلك من خالل التنمية واالعتماد على اإلمكانيات اإلنتاجية الوطنية، أو أنه مت استيراد اإلمكانيات اجلاهزة من موارد بشرية وأولية من اخلارج، لذا يجب أن تركز اخلطة التنموية على تنمية

اإلمكانات الوطنية املختلفة لضمان حتقيق منو اقتصادي ذاتي ومستدام.

٥-١-١٣- املشاركة اجلماعية:يقتضي استراتيجي وطني مشروع مبثابة االقتصادية التنمية عملية تعد مشاركة اجلميع، ويحتاج مساهمة كافة طوائف املجتمع، مبعنى أنها عملية تركز اإلمكانيات كل استغالل خالل من اجلميع لدى اإلمكانيات جميع تنمية على االستراتيجية وضع عند األطراف جميع مشاركة مراعاة يجب لذا املتاحة، التنموية سواء يف وضع األهداف أو صياغة اخلطط أو حتديد التكلفة وذلك من خالل طرحها للمناقشة واملداولة العامة لتحقيق أقصى درجات التوافق الوطني، ولضمان املساهمة الفعالة من جميع األطراف يف مرحلة التخطيط، وكذلك يف مرحلة التنفيذ، إذ ال ميكن تصور مشاركة أي شخص بصورة فعالة يف تنفيذ

مشروع ما، دون أن يكون مساهما أو على األقل مقتنعا به من حيث املبدأ.

٥-١-١٤- التباين بني اخلطط على املستوى الكلي والقطاعي:أولها: النامية. الدول من العديد يف التنمية خلطط سمتان أحيانا تتكرر عدم الشمولية، إذ تتضمن قائمة استراتيجيات يف مجاالت محددة وال تشتمل على مشروعات ملموسة أو أدوات سياسات واقعية؛ أي أنها يف بعض احلاالت أقرب ما تكون إلى البرامج أو االلتزامات العامة للحكومة من كونها خطة تنمية. وتنطوي هذه اخلطط على أهداف ووعود فقط دون إعطاء اهتمام كبير للتنفيذ. ثانيها: عدم االتساق والتكامل بني هذه اخلطط واخلطط القطاعية، مما يؤدي

غالبا إلى تدني مستوى اإلجناز أو الفعالية يف مرحلة التنفيذ.

188

٥-١-١٥- التنمية غير املتوازنة بني القطاعات واملناطق اإلدارية:القطاعات حساب على معني قطاع تنمية على املتوازنة غير التنمية تركز نصيب على محددة محافظات) (أقاليم/ إدارية مناطق استحواذ أو األخرى، عال من التنمية على حساب مناطق أخرى من الدولة. إذ إن التركيز على قطاع إلى يؤدي قد الرائدة، غير القطاعات من القطاع هذا كان إذا خاصة بعينه ما يؤدي هشاشة االقتصاد الوطني، كما أن التركيز على منطقة محددة غالبا إلى اتساع الفجوة يف مستوى املعيشة بني مناطق البلد املختلفة ما قد يؤدي إلى العديد من املشاكل االقتصادية واالجتماعية وعلى رأسها حدوث موجة هجرة داخلية، من املناطق األقل منوا إلى املناطق األكثر منوا، وبالتالي حدوث ضغط كبير على اخلدمات واملرافق العامة يف تلك املناطق، من أجل ذلك يجب مراعاة دعم واستغالل املوازنة يف التنمية بني القطاعات واملناطق املختلفة من خالل

املزايا النسبية التي تتمتع بها كل منطقة.

٥-١-١٦- انحراف اخلطة عن أهدافها:عامة ظاهرة تنفيذها مرحلة يف مستهدفاتها عن اخلطة انحراف ميثل وواسعة االنتشار. وهذا االنحراف ال يحدث بسبب عوامل تتصل بجودة اخلطة أو قدرة احلكومة فحسب، بل أيضا نتيجة املتغيرات التي حتدث يف البيئة احمللية والعاملية. ويف الواقع، يعد انحراف اخلطة عن مستهدفاتها نتيجة طبيعة، وال يقلل ذلك من أهمية خطط التنمية طاملا أنها قادرة على اإلسهام يف تعزيز كفاءة تخصيص املوارد وزيادة معدالت النمو االقتصادية، لذلك ما تزال العديد من الدول النامية مهتمة بالتخطيط للتنمية. عالوة على ذلك، فإن انحراف اخلطة عن مستهدفاتها ال يبرر عدم املسؤولية يف مرحلة التنفيذ، حيث يتوقف جناح اخلطط االقتصادية إلى حد كبير على مدى مرونة عملية التخطيط التنموي قد التي واخلارجية الداخلية املتغيرات استيعاب على والقدرة الدولة، داخل

تطرأ أثناء عملية التنفيذ.

189

املبحث الثانيإشكاليات تطور منهجية التخطيط التنموي

تزايد االجتاه يف أوروبا خالل فترة الكساد العاملي الكبير (١٩٢٩ - ١٩٣٢م) نحو اتباع التخطيط كأسلوب إلدارة االقتصاد الوطني، وشجع على ذلك وضع النظرية االقتصادية الكلية احلديثة على يد «جون ماينارد كينز» التي دعت إلى ضرورة تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي بشكل مباشر عن طريق اإلنفاق احلكومي، وبشكل غير مباشر عن طريق السياسة املالية بغرض حتريك الطلب االحتاد وبدأ الدورية». للتقلبات املقاوم «بالتخطيط يسمى ما وظهر الكلي، على ملكية السوفيتي يف أواخر عام (١٩٢٨م) اتباع التخطيط املركزي معتمدا الدولة الكاملة للموارد االقتصادية والوحدات اإلنتاجية املختلفة. وقد تبعته يف

ذلك دول أوروبا الشرقية آنذاك(٧٨).وتأصل التخطيط يف زمن احلرب مرة أخرى خالل احلرب العاملية الثانية (١٩٣٩ - ١٩٤٥م)، وبانتهائها ازدادت أهمية التخطيط االقتصادي يف دول أوروبا من أجل إعادة إعمار ما دمرته احلرب، وبرز ما يسمى بالتخطيط العمراني. ما تعمير وإعادة األوروبي لإلنعاش «مارشال» مشروع يف بوضوح ذلك وظهر

دمرته احلرب(٧٩) (٨٠). وبدأ االستعمار العسكري املباشر لدول العالم الثالث يف تراجعه مع مطلع على الدول تلك من العديد وحصلت العشرين، القرن من الثاني النصف استقاللها، مما دفعها لتتبنى برامج طموحة للتنمية االقتصادية، وتبلور مفهوم

(٧٨) د. الدمرداش «التخطيط االقتصاد يف إطار آليات السوق»، مكتبة القدس، الزقازيق – دار النهضة العربية، القاهرة، مصر، الطبعة الثالثة – ٢٠٠٨م.

م بها وزير خارجية الواليات املتحدة األمريكية جورج مارشال (٧٩) هي عبارة عن مبادرة تقديف أثناء محاضرة ألقاها يف جامعة هارفرد يف يونيو١٩٤٧م وعرفت فيما بعد باسم دمرته ما إعمار إعادة يف أوروبا مساعدة هو املعلن الهدف وكان مارشال، مشروع احلرب العاملية الثانية (١٩٣٩-١٩٤٥م)، واستعداد الواليات املتحدة للمساهمة املالية يف هذا البرنامج على أن تتقدم الدول األوربية أو عدد منها بطلب على شكل برنامج

للتعاون فيما بينها.(٨٠) https://history.state.gov/milestones/1945-1952/marshall-plan

190

«التخطيط للتنمية» وتبنته الدول النامية من أجل تسريع وتيرة النمو االقتصادي خالل النامية الدول بعض طبقت كما املتقدمة. الدول بركب اللحاق بهدف تلك الفترة منوذج التخطيط االشتراكي الذي يعتمد على توسيع ملكية الدولة وتخصيص املوارد من خالل نظام لألوامر املباشرة وتقييد آليات نظام السوق. واجتهت معظم الدول النامية إلى تبني سياسات اإلصالح والتحرر االقتصادي السوفيتي باالحتاد يسمى كان ما وانهيار العشرين القرن نهاية ثمانينيات مع إدارة يف املركزي التخطيط نظام من الشرقية أوروبا دول ومجموعة وحتوله لم ذلك من الرغم وعلى احلر. للسوق التخطيط نظام إلى القومي االقتصاد ضروريا تتحول تلك الدول عن أسلوب التخطيط االقتصادي الذي ظل أسلوبا عليه يطلق ما وهو الوطني، االقتصاد إدارة يف احلر السوق لنظام ومكمال «التخطيط التأشيري»، وهو نوع من التخطيط تبلور وتأصل يف دول أوروبا الغربية وأمريكا واليابان، ويف الوقت احلاضر يتم التحول لهذا النوع من التخطيط يف

معظم الدول النامية التي تنتهج سياسات لإلصالح والتحرير االقتصادي. وتدرك العديد من الدول أهمية حتديث مناهج التخطيط، وهذا التوجه لم تنفرد به دول أوروبا الشرقية «االشتراكية سابقا» ذات التخطيط املركزي فقط وال االقتصادات املتوجهة نحو نظام السوق يف جنوب شرق آسيا وأروبا الغربية، بل الكثير من الدول األخرى، وتوجد العديد من األسباب وراء ذلك حتى وإن

تباينت من بلد إلى آخر. منها:

٥-٢-١- البحث عن نظام أسعار غير مشوه:مستويات إرساء تضمن السوق آليات أن احلديث االقتصاد نظريات تفيد أسعار تعكس توازن كل األسواق بحيث تؤدي هذه األسعار دور املؤشر املوثوق الذي يدلل مدى توافر أو ندرة السلع واخلدمات. فكلما كانت األسعار منخفضة يف نظام السوق احلر كلما كانت السلع متوافرة وتكلفتها منخفضة واإلنتاجية عالية (باعتبار أن تكلفة اإلنتاج عادة ما تتضاءل كلما ارتفعت اإلنتاجية). كما أن املسار الذي تأخذه األسعار تنطوي على معلومات توجه املنتجني نحو القطاعات ذات املردودية األعلى. فاألسعار احلرة تساعد على توجيه املقدرات والثروات

191

اإلنتاجية نحو القطاعات ذات اإلنتاجية األعلى وبالتالي األقل تكلفة وهذا ما يدفع املستثمرين إلى املنافسة واالستثمار يف القطاعات الواعدة التي لها ميزات على يساعد مما والتجاري، االقتصادي باالنفتاح األمر يتعلق عندما نسبية االستغالل األمثل للموارد على املستوى الوطني حيث يتم تفادي تبديد املوارد

وترشيد استخدامها. من ناحية أخرى، ميكن أن يعوق عمل آليات السوق االحتكار واملنافسة غير املثلى التي تؤدي إلى التوزيع غير العادل للثروات وتزيد الفقراء فقرا واالغنياء ثراء، ولذلك تتدخل الدولة من خالل مراقبة املنافسة ومحاربة االحتكار بسن قوانني درءا لهذه التداعيات السلبية. ومت إقرار أول قانون ملكافحة االحتكار يف الواليات االمريكية املتحدة يف عام (١٨٩٠م) هو قانون (شيرمان) الذي سمي هيئات عادة السلطات تنشئ كما األمريكي(٨١). الشيوخ مجلس عضو باسم

ومجالس ملراقبة املنافسة وسير األسواق لهذا الغرض.وجتدر اإلشارة إلى أن السلع واخلدمات التي يوفرها القطاع العام أو احلكومي ال تخضع بالضرورة إلى آليات السوق احلرة وذلك لعدة أسباب؛ منها: طبيعة الثروات، واخلدمات العامة، التي يف حد ذاتها تسمح لكل املواطنني باالنتفاع بها مجانا أو مقابل أسعار رمزية ال ترتقي إلى تكلفتها مثل التعليم العام والصحة العامة واحلماية واألمن والنقل العام والبنية التحتية وغيرها، ذلك ألن حتديد أسعارها يخضع يف العديد من احلاالت إلى اعتبارات اجتماعية غير ربحية. ويتوقف تأثير القطاع العام على األسعار على حجمه، حيث إنه كل ما كان حجمه كبيرا فإن تأثيراته على نظام األسعار تكون سلبية أو «تشويهية» مبعنى أنها ال تخضع إلى آليات السوق، وال تعكس التوجيه األمثل للموارد، وال تفيد كمؤشر، لتوافر أو ندرة املوارد. ولذلك تظل درجة استغالل املقدرات اإلنتاجية الوطنية غير موجهة نحو القطاعات ذات املردودية األعلى، وهذا ما يحدث عندما يكون طا بصفة مركزية من قبل الدولة التي تتدخل يف برامج اإلنتاج االقتصاد مخط

وبالتالي االستهالك سواء بتحديد الكميات املنتجة أو أسعارها.

(٨١) كتاب: بيتيتبير فرانسوا: ”تطبيق قانون مكافحة االحتكار يف الواليات املتحدة األمريكية على جتارتها اخلارجية“. إد. ديالشوكس و نياستلي، نيوشاتيل ١٩٥٦، ص ١٤٢

192

وقد تتدخل الدولة من خالل طرق التخطيط التقليدية يف حتديد «آليات التوزيع للقيمة املضافة» داخل الوحدات اإلنتاجية وخارجها على مبدأ االحتياج ال اإلنتاجية. ذلك أنه يف كل بلد توجد آليات تتوزع من خاللها الثروة املنتجة وهي: الضرائب، والتحويالت االجتماعية املباشرة وغير املباشرة، ومتويل البنى التي والنظم لألجراء، الرواتب وكذلك املواطنون، منها سينتفع التي التحتية القاعدة أي التوزيع، آليات كانت فكلما املال. رأس على األرباح نسب حتدد التي يتم على أساسها توزيع الثروة املنتجة، فيها تدخل من الدولة يف خطتها كلما ابتعد أجر العمالة على إنتاجيتها وابتعدت األرباح عن املردودية احلقيقية لرأس املال. وهذا وجه آخر من وجوه تشوهات نظام األسعار الذي ال ميكن من

االرتقاء بأداء االقتصاد يف مجمله.تدخل هو األسعار نظام يف التشوهات إلى يؤدي الذي اآلخر العامل وأما الدولة عبر التخطيط التقليدي يف حتديد القطاعات ذات األولوية، ألن التدخل يف برامج إنتاج القطاعات يقلل من روح التنافس بني املستثمرين وال يحفزهم على االبتكار وحتويل مواردهم نحو األنشطة التي حتقق لهم ربحية، ولذلك يفرز هذا التدخل تشويها لنظام األسعار بحيث تفقد هذه األخيرة دورها كمؤشر إلى

فقدان توافر أو ندرة السلع واخلدمات لالستهالك أو لإلنتاج.وتؤدي هذه الوضعية عادة إلى إهدار املقدرات الكامنة وعدم توجيهها التوجيه األمثل نحو القطاعات ذات اإلنتاجية العالية. وعلى الرغم من ضخامة اإلجنازات التصنيعية يف البلدان ذات التخطيط املركزي مثل: روسيا وكوريا الشمالية وأروبا الشرقية واجلزائر يف ستينيات وسبعينيات القرن املاضي كما يبينه احلائز على جائزة نوبل يف االقتصاد يف دراساته حول االقتصادات التي يهيمن فيها القطاع العام عبر التخطيط وكذلك الكاتب املعروف لوديغ فون ميسس(٨٢) ، إال أن هذه اإلجنازات ال ترقى ملستوى التكاليف الباهظة التي تكبدتها هذه الدول لتحقيقها مما جعلها نسبيا متخلفة يف مجال التقنية مقارنة بدول غرب أوروبا التي أسست

(82) Ludwig von Mises (١٩٢٠) «Economic Calculation in the Socialist Commonwealth» and Von Hayek (١٩٤٥): «The use of knowledge in society» published in The American economic review, .٥١٩-٥٣٠

193

القتصاد السوق وبفضله جنحت إلى حد كبير يف االستحواذ على حصة وافرة من األسواق العاملية، واستقرار أسعار صرف عمالتها، وتوسع شراكاتها التجارية العاملية. ويذهب تاماس فونيو وألكسندر كالين (٢٠١٦م)(٨٣)، إلى أن عدم كفاءة التخطيط املركزي مقارنة باقتصاد السوق واقع من الناحيتني النظرية والتجريبية. وعلى الرغم من النجاح النسبي للنظام االشتراكي يف تعبئة املوارد، إال أنه أفضى إلى عدم فتح املجال لالبتكار وللمبادرات الفردية وريادة األعمال. وهكذا حققت ط لها «أداء إنتاجيا مرضيا يف عصر اإلنتاج الضخم، ولكن لم االقتصادات املخطتستطع التكيف مع متطلبات تقنية اإلنتاج املرنة» (برودبيري أند كالين ٢٠١١م، ص ٣٧)(٨٤). وقد تباطأ االستثمار يف االقتصادات االشتراكية بشكل مفاجئ يف

مرحلة النمو املوسعة.

٥-٢-٢- البحث عن كفاءة اإلنفاق االستثماري العام:يف العالقات بني يحدث تدخل الدولة من خالل التخطيط املركزي تصلبا القطاعات اإلنتاجية ألن األهداف االستراتيجية القطاعية للدولة ذات األولويات (القطاع الصناعي يف روسيا، القطاع الزراعي يف الصني،) ال تخضع بالضرورة إلى متطلبات السوق وتعطى أولوية على حساب القطاعات احلياتية األخرى، سلطة عليها القائمني مينح أن ميكن الذي البيروقراطي الثقل على عالوة موازية تهدد ضوابط احلوكمة الرشيدة مما يجعلها تغطي عادة على عقالنية املؤسسات دور استغالل وعدم للتكلفة، وتقليص مرونة من ومتطلباته وق السإلى املؤسسات حوكمة حتسني ويؤدي االجتماعي. واالزدهار للتنمية كرافعة لني ييفو جوستني ويشير بأدائها. واالرتقاء واإلداري املالي الفساد من احلد (٢٠١١م)(٨٥) إلى أن فشل العديد من البلدان االشتراكية السابقة يف حتقيق منو (83) Tamás Vonyó and Alexander Klein Why Did Socialism Fail? The Role of

Factor Inputs Reconsidered. Mar 2016 No.276(84) Broadberry, Stephen N. “How Did the United States and Germany Overtake

Britain? A Sectoral Analysis of Comparative Productivity Levels, 1870-1990.” The Journal of Economic History 58, no. 2 (1998): 375407-.

(85) Justin Yifu Lin (2011): New Structural Economics: A Framework for Rethinking Development. The World Bank Research Observer

194

مرتفع يعود بصورة رئيسة إلى حتديها يف عملياتها االنتقالية امليزة النسبية التي حتددها هياكل األولوية لتنمية الصناعات الثقيلة تتمتع بكثافة رأس املال يف ظل اقتصاداتها التي كانت تتسم بندرة رأس املال، وخير مثال لذلك (بولندا وهنغاريا و تشيكوسلوفاكيا). ومن أجل تنفيذ هذه االستراتيجيات، تعني على حكومات هذه البلدان والعديد من بلدان أمريكا الالتينية تطبيق سياسة إحالل الواردات من خالل وسائل احلماية التقليدية لتحديد أسعار للواردات عند مستويات أعلى مما يتيحه السوق احمللي باعتماد ضريبة أو بإقرار سقف كمي، مما يزيد من التشوهات يف االقتصاد الوطني ويحد من التنافسية داخله. وتصبح الشركات محمية يف القطاعات ذات األولوية بدون االرتقاء بتنافسيتها (لني ٢٠٠٩م؛ لني و لي ٢٠٠٩م)(٨٦). ومن ناحية أخرى، فإن حتديد أجور القوى العاملة، ويف بعض قاعدة باعتماد العمل سوق يف املرونة فقدان إلى يفضي جتميدها، األحيان اليد ندرة أو توافر على تدل وال املهارة وال اإلنتاجية إلى تخضع ال توظيف العاملة، بل ال متكن من توجيه القوى العاملة وفق آليات السوق إلى القطاعات

ذات املردودية األوفر، مما يؤدي إلى ضعف األداء للقطاعات املعنية.

٥-٢-٣- املرونة يف االستراتيجيات جتنبا لتداعيات التقلبات يف األسواق العاملية:شهد العقد األخير تزايدا يف وتيرة تقلبات األسواق املالية العاملية والتجارة الدولية التي بدأت بأزمة الرهن العقاري التي تأثرت من جرائها االقتصادات األكثر انفتاحا بغض النظر عن تقدمها التقني. وجلأت الدول املتقدمة إلى اتخاذ حزمة من اإلجراءات للتخفيف من تداعيات هذه األزمة متخلية عن اختياراتها وبرامجها األصلية. فقد أعلن أكبر اقتصاد يف أوروبا، أي أملانيا، حزمة حتفيزية يف اإلجمالي احمللي الناجت خمس من يقرب ما وهو يورو، مليار بنحو (٤٧٠) أكبر ثاني املتحدة، اململكة أعلنت كما وقائي. كإجراء (٢٠٠٨م)، عام البالد اقتصاد يف أوروبا، يف يناير (٢٠٠٩م) عن حزمة التحفيز بنحو (٥٤٫٣) مليار يورو الستخدامها يف عامي (٢٠٠٩م و٢٠١٠م)، واتخذت تدابير لتفادي انزالق اقتصادها يف التباطؤ، وحماية البنوك من اخلسائر وضمان ديونها. وقد نفذت (86) Lin, J.Y. 2009. Economic Development and Transition: Thought, Strategy,

and Viability. Cambridge: Cambridge University Press

195

الذي املصريف نظامها استقرار لضمان مختلفة استراتيجيات املتحدة اململكة تأثر تأثرا عميقا باألزمة. كما قامت جل الدول األوربية باتخاذ تدابير ملواجهة تواجه التي للبنوك يورو مليار (360) بقيمة مساعدة فرنسا فوفرت األزمة. صعوبات. ويف عام (2009م)، أعلنت اجلمهورية التشيكية عن حزمة حتفيزية تبلغ (73) مليار كرون أو (3.3) مليار دوالر، وحفض يف الضرائب بلغ مقداره املصريف النظام دعم النمسا يف ومت دوالر. مليار (8.1) أو كرون مليار (40)بنحو (100) مليار يورو. فيما خصصت احلكومة اإليطالية حزمة إنقاذ بأكثر يورو مليار (400) نحو إيرلندا وقدمت البنوك. لدعم يورو مليار (20) من منحا سويسرا وقدمت بنوك. ستة يف املطلوبات من وغيرها الودائع لتأمني ذات األوربية غير الدول يف وأما املالي(87). النظام لتعزيز للبنوك رأسمالية االقتصاد املنفتح على التجارة العاملية مثل دول أمريكا الالتينية ودول اخلليج، فإن التقارير السنوية لصندوق النقد الدولي تبني أن موازناتها تأثرت سلبا جراء السنوية التقارير أوضحت كما تليه. التي واألعوام (2008م) عام يف األزمة األزمة تداعيات عن منأى يف تكن لم السعودية العربية اململكة أن للصندوق

املالية العاملية(88).ومن ضمن تداعيات هذه األزمة املالية آثارها السلبية على املوازنات العامة ت من فعالية السياسات االقتصادية املبرمجة للخطط اخلمسية، وذلك التي حدلتأثير هذه األزمة يف العديد من الدول على االقتصاد احلقيقي وبخاصة على يف التقلبات وتيرة الرتفاع متوقعة، غير وبطريقة مراحل على العامة، املالية مردودية من أضعف مما واحد وقت يف املناطق جميع وتأثرت األسواق(٨٩). وأداء السياسات االقتصادية (املالية والنقدية)، مما جعل كبار علماء االقتصاد

(87) Erdar Kurt, Canan Güne and Verda Davaslig (2012): « The Effect of global financial crisis on budget deficits in European countries: panel data analysis ». Ekonometri statistik.

(88) Middle East and Central Asia Department Saudi Arabia: Tackling Emerging Economic Challenges to Sustain Growth (2015) https://www.imf.org/exter-nal/pubs/ft/dp/2015/1501mcd.pdf

(89) Karl Aiginger (2009) Strengthening the Resilience of an Economy. https://www.ceps.eu/system/files/article/2009/10/309-316-Aiginger.pdf

196

اليقني عدم زيادة إلى أدى الذي األمر السياسات(٩٠)، هذه يف النظر يعيدون حيال املستقبل متوسط وبعيد املدى، إذ إنه كلما زاد عدم اليقني، كلما انخفضت درجة دقة التقديرات املستقبلية وتراجعت فعالية السياسات الشاملة متوسطة املدى، وذلك الرتباطهما ببعضهما. حيث إن السياسة املالية الهادفة إلى تسريع وتيرة النمو يتحدد مداها بالعجز الذي يرتبط بالسياسة النقدية التي بدورها تتأثر سلبا بالتقلبات يف أسواق العملة. ومن جهة أخرى، يؤدي فقدان السياسة املالية فعاليتها يف دفع النمو إلى عدم حتقيق األهداف املتعلقة بالتوظيف يف املدى القصير واملتوسط. وبالتالي يتطلب تنسيب دور التخطيط التقليدي متعدد

األعوام يف حتقيق األهداف التنموية الشاملة بعيدة املدى.

٥-٢-٤- املرونة يف االستراتيجيات جتنبا لتداعيات عدم االستقرار يف التكتالت اإلقليمية والعاملية:

أضحى الترابط االقتصادي املباشر أو غير املباشر املتزايد بني الدول أبرز سمات عالم اليوم الذي أصبح كقرية صغيرة، حيث كل الدول تؤثر يف بعضها البعض، بل أحيانا، قد يفرض على إحدى الدول بعض اإلجراءات قصيرة األجل أهدافها وحتقق مصاحلها حماية شأنها من وبرامج أسواقها، تنظيم إلعادة التغيرات أمام حائال املسبق التخطيط يقف قد السياق، هذا ويف الوطنية. الوطنية البرامج اتباع يكون حيث والعاملية، اإلقليمية االقتصادية والتكتالت احملددة سلفا غير مالئم، أو قد يتم إلغاء بعضها استجابة إلى املتطلبات التي متليها املتغيرات واملستجدات. فعلى سبيل املثال أجبرت األزمة املالية واالقتصادية يف اليونان التي بدأت عام (٢٠٠٩م) على إلغاء كل برامجها ومخططاتها واإلذعان إلى شروط االحتاد األوربي وصندوق النقد الدولي التي من ضمنها إعادة هيكلة الديون اخلارجية كأولوية قصوى واتباع سياسات اقتصادية تقشفية وإجراءات

جديدة حتسن من احلوكمة وتوائم واقع انتماء اليونان الى منطقة اليورو. لتتأقلم التخطيط منهجية حتويل نحو الدول من العديد توجهت ومؤخرا

(90) Blanchard, Olivier J. and Dell>Ariccia, Giovanni and Mauro, Paolo, Re-thinking Macroeconomic Policy (January 2010). Available at SSRN: https://ssrn.com/abstract=1555117 or http://dx.doi.org/10.2139/ssrn.1555117

197

خياراتها االقتصادية مع التحديات اجليوسياسية املتغيرة. وشهدت العديد من املناطق واألقاليم يف العالم حتوالت يف التكتالت كخروج بريطانيا من االحتاد االوروبي وتوجهها نحو تكثيف عالقتها التجارية مع دول أمريكا الشمالية (كندا، الواليات املتحدة واملكسيك)، وتوجه دولة قطر نحو إبرام اتفاقات استراتيجية ه دول مجموعة العشرين يف إطار رئاسة أملانيا يف عام مع إيران وتركيا، وتوج(٢٠١٧م)، نحو شراكات جديدة مع الدول اإلفريقية التي يف حد ذاتها مرتبطة مع االقتصادية شراكاته تكثيف نحو املغرب اجته فمثال، إقليمية. بتكتالت التحوالت وهذه العربي. املغرب احتاد مع اتفاقاته حساب على إفريقية دول الصني سعي مثل للدول االستراتيجية املصالح متليها اإلقليمية التكتالت يف املتواصل ودعمها العالم يف جديدة استراتيجية شراكات مساحات الكتساح خلطط طريق احلرير، كما أثرت بعض التقلبات الديبلوماسية يف منطقة اخلليج بطريقة أو بأخرى على األداء االقتصادي يف املنطقة وعلى اخليارات االقتصادية املتعلقة اإلجراءات أن ذلك خمسية. خطة ضمن اتخاذها يتم أن ميكن التي بالتجارة اخلارجية مثال يف دول مجلس التعاون قد مت تضمينها يف السياسات الداخلية ويف اخلطط الوطنية السابقة لكل بلد عضو. ولكن قد تتطلب التحوالت مالئمة غير ستصبح ألنها بعضها عن التخلي الدول هذه من اجليوسياسية

للتوجه االستراتيجي املنفرد لكل دولة.

٥-٢-٥- فتح املجال للقطاع اخلاص للتنمية الصناعية:يف ظل ازدياد حالة عدم اليقني، والترابطات االقتصادية العاملية التي سبق محوريا يف اإلشارة إليها، يأتي دور القطاع اخلاص كجهة ميكن أن تؤدي دورا والتكيف التكاليف ترشيد على كبيرة بقدرة لتمتعه التنموية األهداف حتقيق مع محيط متقلب ومرونة يف اتخاذ القرار وعدم االكتراث باحلواجز التقليدية. فلدى هذا القطاع الذي يحدد نشاطه الربح وتقليص تكلفة اإلنتاج قدرة أكبر على التأقلم مع تقلبات األسواق، وبالتالي املخاطر مقارنة بالقطاع العام الذي عن حتسني الرفاه االجتماعي مما يجعله يعطي يتفادى املخاطر كونه مسؤوال

التحويالت املكلفة أولوية على حساب تقليص التكاليف واإلنفاق.

198

املال رأس واكتسح تنظيمية مناهج وابتكرت اإلنتاج وسائل تطورت وقد اخلاص مساحات عاملية تتجاوز احلدود الوطنية. وتراجعت حصة الدول التي تتبنى التخطيط التقليدي حيث القطاع العام هو املهيمن وأصبحت أقل بكثير من حصة الدول التي تتبنى نظام السوق واملبادرة الفردية. وتعتبر هذه احلجج أسبابا منطقية للتخلي عن التخطيط التقليدي. حيث إن التصنيع، الذي يعتبر محركا قويا للتحديث، ال يزال هاما للبلدان النامية التي متر اقتصاداتها مبرحلة انتقالية، مما يوفر لها الوسائل الرئيسية لزيادة إنتاجيتها، وهو شرط لتحسينها بصورة دائمة. كما أن التنمية الصناعية تدعم قطاعات االقتصاد األخرى، وذلك بتحسني اإلنتاجية الزراعية وتصنيع املنتجات الزراعية. إذن لم تعد الدولة التي تخطط مركزيا لكل القطاعات القوة الدافعة الرئيسية للتصنيع واالبتكار، حيث الفردية املبادرات انطالق تتيح التي السوق آليات خالل من ذلك بلوغ ميكن لتحقيق االبتكار إلى يحتاجون الذين املصانع أصحاب بني التنافسية وتنامى الربحية املستدمية والبقاء (شومبيتر، ١٩٥٤م) (٩١). ومينح بقاء التنمية الصناعية كأداة مفضلة للتحديث االقتصادي يف البلدان النامية (وهو حتد يف حد ذاته) ومتر املركزي. للتخطيط اخلاضع العام القطاع على اخلاص للقطاع األولوية البلدان النامية وتلك التي متر اقتصاداتها مبرحلة انتقالية بتحديات كبيرة يف جهودها الرامية إلى أن تكون أكثر قدرة على املنافسة واالندماج يف االقتصاد

العاملي الذي يسيطر عليه القطاع اخلاص خصوصا يف املجال التقني. ويالحظ أن دور الدولة لم يتقلص بل تطور، ولم يعد امتالك وسائل اإلنتاج والتوزيع ومراقبتها غاية، بل تهيئة بيئة مواتية للتنمية الصناعية املستدامة. حيث التجارة وحترير واإلنتاج، االتصاالت مجال يف األخيرة التقنية التطورات إن العاملية واإلقليمية، أسهمت يف إحداث زيادة كبيرة يف إنتاجية الشركات يف جميع أنحاء العالم. وبرزت فرص جديدة تتمثل يف أن حتذو حذو هذه الشركات أعداد كبيرة من املنتجني يف البلدان النامية التي لها احلد األدنى من مؤشر االستثمار يف رأس املال البشري أو املعريف مثل دول أمريكا الالتينية وشرق آسيا وبعض

(91) Schumpeter, J.A. (1954). History of Economic Analysis. Edited by. E. Boody New York: Oxford University Press. 1125–26.

199

العربية الدول وأما التحسن. طور يف تعليمية نظم لديها التي العربية الدول واألسيوية واألفريقية األخرى التي بحاجة إلى التطوير والتصنيع فإنها كذلك متنح فرصا هامة للمشاريع الصغيرة ومتوسطة احلجم، من خالل فتح أسواق جديدة، واالستعانة مبصادر خارجية، والتقنيات اجلديدة. ويتطلب تسارع وتيرة التنمية الصناعية املستدامة كما يف بعض الدول األفريقية التركيز على التصنيع

وفق استراتيجيات مبتكرة.ويتزامن توفر هذه الفرص مع بروز العديد من التحديات، حيث سيتزايد عدد الشركات الصغيرة واملتوسطة يف البلدان النامية التي سوف تضطر إلى املنافسة سابقا. احملمية األسواق ليشمل ذلك وميتد الدوليني، املنافسني مع والتعامل وسياسات استراتيجيات وضع مبكان األهمية من التحديات، هذه وملواجهة وبرامج دعم وطنية ومحلية لتمكني الشركات الصغيرة واملتوسطة من االستفادة الكاملة من إمكاناتها اإلنتاجية وذلك بتحديث املنهجية التقليدية للتخطيط التي

تولي األهمية األكثر للقطاع العام.

٥-٢-٦- مسايرة التطورات التقنية السريعة: يستوجب ما تشهده التقنيات اجلديدة من تطور غير مسبوق قيام الدول على بعيدة التنموية أهدافها لتحقيق إنتاجها يف واملساهمة واستعمالها استيعابها الغالب يف تأخذ ال تقديرات على قائم التقليدي التخطيط إن وحيث املدى. التغيرات يف تقنيات اإلنتاج العتمادها على جدول املدخالت واملخرجات املعروف، فإن التقديرات املستقبلية املتعلقة بالنمو تقوم على املعامالت التقنية التي حتدد املدخالت يف كل قطاع واملتأتية من القطاعات األخرى بحيث يتم اعتبارها ثابتة تقنيات يف التغييرات اعتبرت إذا ولكن اخلطة. خالل أي املقبلة األعوام يف تصبح التقديرات فإن التكلفة تقلص جديدة إنتاج طرق تتضمن التي اإلنتاج وال االعتبار يف املخطط عادة يأخذها ال التي التقنية التحوالت لهذه خاضعة ميكن التنبؤ بها بالدقة الكافية ألنها تخضع لعدة عوامل منها السوق، فال ميكن التنبؤ بها بدون أخطاء يف التقديرات. ويصبح التخطيط التقليدي يف هذه احلالة أداة محدودة الفعالية فيما يتعلق مبواكبة الدول املتقدمة تقنيا، فضال عن حتقيق

200

األهداف التنموية. وبالتالي عدم حتقيق أهداف التنمية القائمة عليها، ويف نفس التأكد دون الدقيقة غير التقديرات هذه إلى استنادا ميزانيات ترصد الوقت من إمكانية حتقيقها لألهداف املرسومة. ولكن ميكن أن تقتصر السلطة احمللية العامة على تسهيل وتوفير مناخ مناسب لألعمال واستثمار يف رأس املال البشري القطاع يكون أن بدون واملالية البنكية والنظم احلوكمة لنظم وتطوير الوطني

العام منتجا أو مبتكرا للتقنية التي يقوم بها القطاع اخلاص بطريقة أفضل.على تساعد جيدا تصميما مة املصم السياسات أن إلى اإلشارة وجتدر حتسني اإلنتاجية عن طريق حتفيز الشركات على استخدام التقنية املتقدمة، تعمل التي االحتكار ملظاهر والتصدي باملراقبة السوق بيئة وحتسني وتوسيع يصبح بحيث إنتاجية األكبر الشركات نحو بتوجيهها املوارد توزيع إعادة على القطاع اخلاص جهة تؤدي دورا هاما يف االرتقاء باألداء االقتصادي وبالتالي يف

حتقيق األهداف التنموية.

:(Market Friendly State) ٥-٢-٧- الدولة صديقة للسوقحتول دور الدولة يف بعده االقتصادي عبر الزمن وأضحى تأشيريا تنظيميا (regulation and indicative role)، يسعى حلماية ذوي الدخول املنخفضة من املواطنني، واحملافظة على القيم الوطنية. كذلك تعد الدولة شريكا استراتيجيا للقطاع اخلاص تسهر على تطبيق أفضل املمارسات للحوكمة الرشيدة من شفافية أسباب أحد ذلك وكان ومساءلة. الضريبي للتهرب ومكافحة ومراقبة وعدل ه نحو حتديث منهجية التخطيط. وقد صدرت يف هذا الشأن العديد من التوجالدراسات العلمية والتحليلية، منذ نهاية ثمانينيات القرن املاضي حول العوامل الكامنة وراء جناح دول جنوب شرق آسيا(٩٢). إذ تبنى «جون بايج» مفهوم «الدولة

(٩٢) للمزيد من املعلومات ميكن اإلطالع على ما يلي:Amsden, Alice - . 1991. «Diffusion of Development: The Late-Industrializing Model and Greater East Asia.> American Economic Review Pagers and Pro-ceedings, Vol. 81, No. 2, pp. 282-286.John - Page, 1994 the East Asian Miracle: Four Lessons for Development. Pol-icy. In NBER Macroeconomics Annual 1994, Volume 9. Eds. Stanley Fischer and Julio J. Rotenberg, Eds.

201

صديقة للسوق» – Market Friendly State، التي يقتصر دورها على السياسات زة لالرتقاء مبستوى اإلنتاجية ولترشيد املمارسات التنظيمية. الصناعية احملفإنشاء يؤيد بايج“ ”جون فإن اخلاص والقطاع احلكومة بني العالقة عن وأما ”مجالس اجلودة“ (Quality Boards ) التي تضم ممثلني عن احلكومة والقطاع ككل االقتصاد يواجهها التي القضايا وطرح املعلومات لتبادل وذلك اخلاص، وطرح احللول لتخطيها حتى يصبح املستثمر من القطاع اخلاص صاحب مشروع وطني يساهم يف حتقيق أهداف التنمية يف ظل حكومة ذات مصداقية وحامية حلقوق امللكية مانعة لكل أشكال الفساد املالي واالقتصادي. وهذا املفهوم يدعم

مسار التطور مبرونة ويدخل حتوالت على التخطيط التقليدي.

203

الفصل السادسالتخطيط التنموي يف البيئة االقتصادية العاملية اجلديدة

مير العالم يف الوقت الراهن بتحوالت سريعة يف جميع املجاالت االقتصادية واالجتماعية. ومن أبرزها: هيمنة منتجات بعض الدول على األسواق العاملية، العديد وباتت واخلدمات. السلع أسعار استقرار وعدم النفط، أسعار وتقلب من الدول تعاني من ارتفاع املديونية وعجز املوازنات احلكومية، نتيجة األزمة وتغير الصناعية الدول بعض تواجهها التي والصعوبات العاملية االقتصادية اخلريطة العاملية للتوجهات االستثمارية. وقد فرضت تلك التحوالت والتحديات اخلطوط رسم يف املستقبل استشراف أساليب تبني الدول من العديد على من الوعي الكامل باملتغيرات واملستجدات العريضة للمرحلة القادمة، انطالقا العاملية، واحلرص على تفعيل كافة عناصر القوة االقتصادية لتلك الدول لتحقيق

الطموحات التنموية على املدى البعيد.معاجلة يف التنموي التخطيط أهمية والتحديات التحوالت تلك وتؤكد تداعياتها، وأن تأخذ خطط التنمية، خالل املرحلة املقبلة للمسيرة التنموية، يف احلسبان سياسات تكييف االقتصاد الوطني مع املتغيرات واملستجدات وتوائم ويتطلب االستراتيجية. األهداف لتحقيق واخلاص العام القطاعني جهود بني ذلك إعادة النظر يف منهجية التخطيط وتعزيز فعاليته كوسيلة لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية. كما يستلزم استعداد الدول املسبق ومنها الدول العربية وخاصة اخلليجية للتغيرات املستقبلية التي حتدثها الطفرة الهائلة يف التقنية إلى حتديات من تولده ما حتويل إمكانية ودراسة واملجتمع، االقتصاد على فرص حتقق النمو االقتصادي، إضافة إلى دراسة إمكانية تطبيق هذه التقنية والتحديات والفوائد احلكومية، اخلدمات وقطاع واملالي املصريف القطاع يف املتوقعة من نقل هذه التقنية إلى تلك الدول مبشاركة أبرز اخلبراء على مستوى

العالم يف هذا املجال.

204

االقتصادية البيئة يف التنموي التخطيط مناقشة إلى الفصل هذا ويسعى اجلديدة، حيث يستعرض املبحث األول السمات األساسية للتخطيط التنموي مفاهيم الثاني املبحث يتناول فيما اجلديدة. العاملية االقتصادية البيئة يف وأساليب مستحدثة يف عملية التخطيط التنموي، وسيحدد هذا املبحث سمات تلك املفاهيم واألساليب والتحديات التي تواجه اعتمادها، واإلجراءات املناسبة

لتطبيقها.

205

املبحث األولالسمات األساسية للتخطيط التنموي يف البيئة االقتصادية العاملية اجلديدة

أثرت البيئة االقتصادية العاملية اجلديدة بدرجة كبيرة على أساليب وأمناط الصلة وثيقة أصبحت حيث والدولية، الوطنية والهيئات املنظمات يف اإلدارة باقتصادات الدول، مما تطلب إحداث تغيير يف األنشطة واملمارسات اإلدارية وأساليب القيادة والقيم واملواقف واجتاهات األفراد - للتوافق معها وما حتدثه من آثار كبيرة – وهو ما حتم معه ضرورة اإلملام والوعي بهذه املتغيرات والتوعية بها واإلعداد والتخطيط اجليد القائم على أسس علمية. كما أفرزت السياسات والسلع اإلنتاج مستلزمات وتوفير املركزي التخطيط يف املتمثلة االقتصادية واخلدمات بأسعار مدعومة، من خالل أمناط مركزية للتخطيط والتحكم املركزي، إدارية ثابته وقرارات وطرق عمل منطية ال تتفق وتتسق قيادية ونظما أمناطا مع طبيعة التحوالت االقتصادية العاملية اجلديدة، ومن هنا برزت أهمية إدارة التغيير والتنمية التنظيمية واحلاجة املاسة إليها(٩٣). وبدأت التحوالت اجلذرية

يف عملية التخطيط التنموي املذكور لتتماشى مع هذه البيئة اجلديدة.

الهيئات تواجهها التي (العوملة) اجلديدة االقتصادية البيئة -٦-١-١احلكومية والشركات(٩٤):

تتجه االقتصادات يف ظل العوملة إلى مزيد من االنفتاح واعتماد آليات السوق، كما الدول، بني املتبادل واالعتماد االقتصادي للتعاون جديدة آفاقا يفتح مما يطرح حتديات كبيرة أمام كثير من الدول النامية، التي عليها أن تواجه بحزم

اآلثار السلبية للعوملة االقتصادية.ويرى العديد من الكتاب واملفكرين أن جذور العوملة يف األساس اقتصادية،

(٩٣) أ. د. القاضـي، «استراتيجيات التنمية التنظيمية»، الطبعة اخلامسة – ٢٠٠٦م.(٩٤) د. عبداجلليل كاظم والي، «جدلية العوملة بني االختيار والرفض»، املستقبل العربي،

السنة ٢٤، العدد ٢٧٥، يناير ٢٠٠٢، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت

206

أي أن اجلانب االقتصادي من احلياة هو الذي تعولم. ويعد بعدها االقتصادي جعل مما الواقع أرض على واكتماال حتققا األكثر األخرى بأبعادها مقارنة الطابع االقتصادي يهيمن عليها، ويتضح ذلك من خالل: تنامي دور الشركات متعددة اجلنسيات، وتزايد أرباحها واتساع أسواقها وتعاظم نفوذها يف التجارة الدولية، وتزايد دور املؤسسات املالية الدولية بشكل مستمر خاصة يف تصميم الدول يف الهيكلي والتكيف التثبيت وسياسات االقتصادي اإلصالح برامج مثل االقتصادية القضايا بعض وتدويل السوق)، اقتصاد إلى النامية (التحول الفقر والتنمية البشرية؛ والتوجه العاملي لتنسيق عمليات معاجلة هذه القضايا العاملي؛ االقتصادي النظام على الليبرالي الفكر وسيادة حلها، يف والتعاون حيث أضحت الغلبة للفكر االقتصادي احلر يف مجال تقرير النظم االقتصادية وتعاظم العالم، عبر االقتصادية والبرامج السياسات توجيه يف وكذا العاملية؛ التقنية توظيف خالل من العاملي االقتصاد يف وتأثيرها الثالثة التقنية الثورة املتطورة يف مجال خدمة املصالح واملكاسب الرأسمالية، واجتاه االقتصاد العاملي نحو التمركز اإلقليمي، أي التكتل االقتصادي للدول ملواجهة ارتفاع حدة املنافسة ال االقتصادية العاملية، حيث أصبحت الدول عاجزة عن القيام مبفردها بدور فع

يف ظل هذه املنافسة.

٦-١-٢- تتطلب البيئة االقتصادية اجلديدة منهجا جديدا للتخطيط:يعتقد أن النظام االقتصادي املستند إلى السوق احلر يجب أن يكون قادرا على إيجاد مجموعة أسعار تنافسية توازن بني العرض والطلب على جميع السلع واخلدمات يف االقتصاد، فضال عن تخصيص املوارد على نحو يتسم بالكفاءة من الناحية الفنية (أي أنه ال ميكن إنتاج املزيد من سلعة ما دون تقليل اإلنتاج بكفاءة باريتو (أي أنه ال ميكن جعل شخص ما من سلعة أخرى) ويتسم أيضا أفضل حاال دون جعل آخر أسوأ حاال). لذلك، فإن املهمة الرئيسة للمخططني هي حتديد أسعار التوازن حلل تنافسي. ويرى املفكرون – ويف مقدمتهم (هايك، أن ١٩٣٨م) (الجن، أوضح ذلك ورغم .(٩٥) مستحيل التخطيط أن – ١٩٣٥م) (٩٥) Hayek, F. (ed). Collective Economic Planning, London: Routledge & Kegan

Paul, 1935.

207

املشروعات عملت إذا سوق نظام تشغيل محاكاة املخطط االقتصاد بإمكان احلكومية على تعظيم األرباح استجابة لألسعار املعلنة بواسطة الدولة. ومن ثم، ليس من الضروري مشاركة املخططني يف العدد الضخم من العمليات احلسابية

التي يتصورها هايك وغيره (٩٦).

٦-١-٣- االعتماد على منهج التخطيط التأشيري وليس املوجه:تتمثل املشكلة العملية التي تواجه العديد من الدول النامية يف نوع التخطيط الذي يالئم االقتصاد املختلط ومقدرة املخططني على القيام بذلك بفعالية. وقد واجهت عدة دول غير اشتراكية هذه املشكلة منذ احلرب العاملية الثانية، ومن منهجية طورت التي (١٩٤٧م) عام األولى خطتها أعدت التي فرنسا ضمنها

تخطيط تأشيري بدال عن أسلوب التحكم والسيطرة على التخطيط.الدول اعتادت الذي النوع ذلك بأنها املوجهة لويس: «اخلطة آرثر ويصف الوحدات لتوجيه تفويض وثيقة عن عبارة وكانت إعدادها على االشتراكية االقتصادية حول ما ينبغي عليها إنتاجه وحجم املوارد املالية املطلوب استثمارها وحجم العمالة املطلوب تشغيلها، ... ونحوها. ومن الناحية األخرى، فإن اخلطة بل إجبارية التزامات على حتتوي ال اخلاص القطاع إلى املوجهة التأشيرية تنطوي على توقعات وتطلعات، وميكن إدراج أهداف محددة يف اخلطة التأشيرية

ولكن القطاع اخلاص غير ملزم بتحقيقها.ومن جانبه وضع (ميد، 1970م) النظرية األساسية للتخطيط التأشيري (٩٧)، الذي يرى أنه نظرا لعدم وجود أسواق عقود آجلة للعديد من السلع واخلدمات، يضطر اخلبراء االقتصاديون إلى اتخاذ قرارات استنادا إلى معلومات ناقصة أو غير دقيقة، وهذا يؤدي إلى عدم تخصيص املوارد بصورة مثلى مما يؤثر سلبا على االدخار واالستثمار والنمو املستقبلي. ومن ناحية أخرى، فإن توفر توقعات املستقبلية، العمل سوق واجتاهات والواردات والصادرات اإلنتاج عن موثوقة،

(96) Lange, O. «On the Economic Theory of Socialism,» in B, Lippincott (ed), On the Economic Theory of Socialism, Minneapolis, Minnesota: University of Minnesota Press, 1938.

(97) Meade, J. The Theory of Indicative Planning, Manchester; Manchester Uni-versity Press, 1970.

208

كامل غير نظام بواسطة املولدة األسعار عن الناجتة ذاتها املعلومات يوفر لألسواق اآلجلة. وعليه فإن احلصول على املعلومات غير املتوفرة عن املستقبل رؤية تكوين من االقتصادية الفعاليات ميكن التأشيرية اخلطط خالل من مشتركة عن املستقبل، ومن ثم اتخاذ قرارات أكثر كفاءة، فضال عن التخصيص األمثل للموارد. وميكن احلكومة من تعزيز التأثيرات املعلوماتية والتحفيزية من خالل إجراءات مثل الضرائب واإلعانات وأسعار الفائدة لتوجيه قرارات القطاع

اخلاص نحو املسارات املثلى من الناحية االجتماعية.املخططني نظرة من الرغم على منه البد أمرا التقليدي التخطيط ويظل التخطيطية. املنهجية هذه مثل يف الكامن واليقني الدقة عدم إلى التقليديني حيث يتسم إعداد خطط القتصاد يستحوذ فيه القطاع اخلاص على نسبة كبيرة خطط إعداد مع باملقارنة والوضوح الثبات عدم من أكبر بقدر منه ومتزايدة القتصاد موجه. ومع تطور اقتصادات العديد من الدول العربية وخاصة اخلليجية بذل التخطيط هيئات على يتعني فيه، اخلاص القطاع مشاركة وتزايد منها، املزيد من اجلهود لتطوير األدوات وتوظيف العمالة التي تتمتع بخبرات تخطيط

مناسبة أو تدريب بعض العمالة احلالية لديها يف مجال التخطيط التأشيري.

٦-١-٤- التنسيق مع القطاع اخلاص:يف الدول من العديد القتصادات الرئيس احملرك اخلاص القطاع أصبح العالم ومنها الدول العربية وخاصة اخلليجية، التي استمرت يف تخفيف القيود ضرورة ذلك تطلب وقد اقتصاداتها. على تفرضها التي املباشرة والضوابط على املستقبل، يف أكبر، بصورة االعتماد إلى يؤدي مبا التخطيط دور تغيير من احلوافز والعقوبات لتوجيه أنشطة مالئما السياسات التي تتضمن مزيجا القطاع اخلاص نحو املسار املطلوب بدال عن االعتماد على الضوابط املفروضة أو األوامر الصادرة بواسطة احلكومة. ويعد ذلك ذا أهمية بالغة ألن حكومات تلك الدول تواجه يف تعاملها مع القطاع اخلاص قدرا كبيرا من عدم التناسق، وبإمكانها منع القطاع اخلاص من عمل شيء ما (مثال، من خالل مترير قانون

أو منعه) ولكنها ال تستطيع إلزامه بعمله.

209

التعاون مجلس دول يف (مثال: حاليا املقدمة احلوافز أن من الرغم وعلى لدول اخلليج العربية)، قد تبدو كبيرة إال أنها تعد غير كافية لتحقيق التحول املنشود. على سبيل، يفضل رجال األعمال يف دول املجلس بصفة عامة اإلنتاج حماية هيكل ألن العاملية لألسواق للتصدير وليس احمللي االستهالك بغرض التجارة يضمن مستوى عاليا من الربحية وفق شروط ميسرة يف السوق احمللية. يهتمون أي أخرى. العتبارات جدا كبيرة مالية حوافز منحهم حتى يتم وقد

بتحقيق األرباح دون إيالء األهداف الوطنية التنموية األهمية الالزمة. وبناء عليه، ينبغي على هيئات التخطيط يف مثل هذه البيئة األخذ يف احلسبان مرئيات القطاع اخلاص فيما يتعلق بسبل إزالة املعوقات الرئيسة التي حتد من زيادة االستثمار. كما يحتمل أن تكون العديد من اجلوانب التي يرغب القطاع قضايا حول ومتمحورة املالية، باحلوافز عالقة لها ليست إصالحها اخلاص ملعاجلة راسخة مؤسسية آلية إيجاد التخطيط لهيئات ينبغي كما احلوكمة. القطاع كونه املستقبلية، خططه تعرف وأن الرئيسة، اخلاص القطاع قضايا كوسيلة اآللية هذه استخدام ميكن كما الوطني. لالقتصاد الرئيس احملرك ذاتها القناة استخدام احلكومة بإمكان – اآلخر االجتاه يف املعلومات لتدفق مبررات لتوضيح ورمبا اخلاص القطاع يف الفاعلني لكبار سياساتها لتوضيح

تغيير بعضها.

٦-١-٥- التركيز على القطاعات الرئيسية لالقتصاد:يشكل التخطيط للقطاع اخلاص حتديا كبيرا يف كافة االقتصادات املختلطة. تخفيض يف التخطيط من النوع لهذا الرئيسة املنطقية األسس أحد ويتمثل درجة عدم اليقني يف االقتصاد. وينتج عدم اليقني عن التباين يف وجهات نظر متخذي القرار بشأن األسعار املستقبلية واملتغيرات االقتصادية األخرى، ومن ثم التباين يف تصوراتهم للحوافز، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير متجانسة بخصوص االستثمار واستحواذ تقنيات جديدة وتوظيف العمالة وغيرها. لذلك، من كبير عدد جعل يف التخطيط، من نوع أي يف األساسية، الصعوبة تكمن

صانعي القرار يتخذون قراراتهم بصورة جماعية تلبي متطلبات املجتمع.

210

عدد تقليل أهمية املختلط االقتصاد يف للتخطيط الناجحة النماذج وتبرز النماذج أحد الكوري التخطيط منوذج يعد السياق، هذا ويف القرار. متخذي للدول الصناعية خالل فترة ما بعد احلرب العاملية الثانية. وقد األكثر جناحا لديها كبيرة شركات تطوير بهدف االندماج عمليات اجلنوبية كوريا شجعت القدرة على االستفادة من اقتصادات احلجم، فضال عن تقليص عدد متخذي وسامسوجن، ودايوي، هيونداي، شركات تكتل هيمن حيث املستقلني، القرار والكي قولدستار، وهاجنني، وكيا، وإس كي، وساجنيوجن على الهيكل الصناعي الكوري. وهذا التكتل املعروف باسم شائبولس (Chaebols) مياثل التكتل الياباني (Zaibatsu). ويؤكد هذا تأثير اليابان الكبير على كوريا اجلنوبية نظرا الستعمار اليابان لها خالل الفترة (١٩١٠-١٩٤٥م). ولم يواجه املخططون صعوبة، خاصة يف ظل احلكومات العسكرية، يف إحداث التأثير الالزم لكي يتم تبني ما تعتبره

الدولة مصالح وطنية عليا، وذلك من خالل احلوافز والعقوبات.هيكل يف التغير مع التكيف على والقدرة باملرونة الكوريون حتلى وقد عن األدوات القسرية االقتصاد ومتطلباته، مما جعل احلكومة تتخلى تدريجيا ومعلومات فنية ومساعدات مالية حوافز تقدمي على متزايدة بصورة وتعتمد لقطاع األعمال لكي يسير يف االجتاه املرغوب. وتبني التجربة الكورية، من خالل املطلوبة املعلومات زيادة يف أسهم ”التخطيط أن اخلمسية، للتنمية خططها عن فضال اخلاص، بالقطاع اخلاصة االقتصادية القرارات التخاذ وحتسينها حدوث الكورية التجربة تبني كما احلكومية“. االقتصادية السياسات تنسيق تغيرات يف األدوار النسبية لوظائف التخطيط التأشيرية والتنسيقية والوصفية، التطور يف االقتصاد مواصلة مع التغيرات هذه تعمق استمرار املتوقع ومن

وترسيخ الدميقراطية يف البالد.بتحقيقها جناحات ويف مثال آخر، متيزت جتربة التخطيط يف الهند أيضا إدارة يف التخطيط دور تراجع وقد اإلخفاقات. بعض صاحبتها وإن كبيرة االقتصاد الهندي بصورة ملحوظة يف الوقت احلالي مقارنة بعقدي الستينيات والسبعينيات من القرن املاضي. ففي البداية، ركزت أهداف التخطيط يف الهند على خلق اقتصاد قادر على النمو الذاتي وإحداث حتول يف املجتمع مبا يساعد

211

من الرغم على أنه إلى املعاصرة الدراسات وتشير الفقر. على القضاء على أن االلتزام بهذه األهداف يؤدي إلى تقدمي توصيات تقليدية باستمرار من قبل املخططني، إال أن القليل من سياسات اخلطط وبرامجها تكون وثيق الصلة بهذه األهداف. ومن الواضح أن املخططني الهنود قللوا مؤخرا من توقعاتهم حول ما ميكن أن يحققه التخطيط وركزوا بصورة متزايدة على عدد قليل من األهداف احمللي الناجت منو وتيرة وتسريع الصناعية، القاعدة حتديث مثل: احملددة اإلجمالي. كما يعد حتديد كيفية توزيع فوائض احلكومة املركزية على الواليات أولويات تتصدر التي املهمة اجلوانب أحد العامة استثماراتها على إلنفاقها خطط التنمية يف الهند. ويتنب من ذلك أن منهجية التخطيط يف الهند أصبحت القطاع لدور وتعزيزا ترسخا أكثر تصبح قد التي أهدافها يف انتقائية أكثر اخلاص يف قيادة النمو االقتصادي املتسارع يف البالد مع ممارسة احلكومة قدر

أقل من الرقابة.

٦-١-٦- أساليب وضع اإلصالحات الهيكلية (املعاجلة بالصدمة/ مرحلية املعاجلة):استأثرت طريقة وضع اإلصالحات الهيكلية املتوجهة نحو إرساء نظام السوق يف تسعينيات القرن املاضي بأوجه االهتمام يف األدبيات االقتصادية التطبيقية. القرارات كل وضع أي بالصدمة»، «معاجلة تكون أن إما الطريقة وهذه واإلصالحات على أرض الواقع جملة واحدة، أو «تدريجيا» بحيث يجري وضعها حسب مراحل. ذلك أن التجارب برهنت على أن طريقة وضع اإلصالحات حتدد أسباب جناحها. وقد انخرط يف هذا الشأن كبار االقتصاديني املتخصصني يف اإلصالحات الهيكلية والتحوالت الوطنية طويلة األجل التي ترنو الى الوصول الى نظام أسعار غير مشوه بحيث تتوجه موارد اإلنتاج، عبر آليات السوق، نحو القطاعات األكثر مردودية وترتقي كل املنظومة اإلنتاجية الى أقصى مستويات فقدان أو توافر إلى اإلشارة يف احلقيقي دورها األسعار وتلعب إنتاجيتها، قراراتهم أخذ يف االقتصاديون املتعاملون إليها يحتاج التي واملعلومة املوارد العقالنية.(٩٨) فتتعقلن بالتالي طرق استعمال املوارد سواء يف االستهالك النهائي

(٩٨) انظر على سبيل املثال:Sachs, Jeffrey D. (1996), ‘The Transition at Mid-Decade’’. American Econom-- ic Review Papers Proc., 86:2, pp. 128-133

212

أو االستهالك اإلنتاجي أو االستثمار. وقد اعتمدت هذه اإلصالحات املتوجهة نحو نظام السوق يف العديد من البلدان الناشئة وكل الدول املعتبرة يف «مرحلة من وغيرت املركزي التخطيط نظام عن تخلت التي التحول» أو - االنتقال أدوار الدولة املركزية إلى دور توجيهي وتأشيري مع إيالء القطاع اخلاص أدوارا

استثمارية وتنموية جديدة.من والتقليص السوق آليات نحو املتوجهة اإلصالحات وضع بدأ وعندما واألكادمييون القرار صناع انتبه اخلصخصة، خالل من العام القطاع حجم عوامل من االقتصادي التحرر أهداف حتقيق دون حتول عديدة معوقات إلى احلوكمة، وتعبئة كل العمالء االقتصاديني وانخراطهم يف آليات السوق، وعدم جاهزية القطاع اخلاص آنذاك يف االضطالع بأدوار تنموية متقدمة. فأصبحت اخلشية من اآلثار العكسية، وضرورة اجتنابها، من أهم املواضيع التي استهلت بها األدبيات التطبيقية يف هذا املجال. ذلك أن اإلصالحات املتعلقة باقتصاد السوق تتمحور حول األبعاد الثالثة: العمق، والنطاق، والسرعة يف التنفيذ. وإذا ما اختل بعد من هذه األبعاد، أصبح وضع اإلصالحات مهددا. ولهذه األسباب ميكن التعرض إلى إيجابيات وسلبيات كل من الطريقتني، أي املعاجلة بالصدمة

من جهة، والتدرج يف وضع اإلصالحات الهيكلية من جهة أخرى، كاآلتي:

De Melo, Martha, Denizer, Cevdet, and Gelb, Alan, “Patterns of Transition - from Plan to Market.’’ World Bank Economic Review, 3: 397-424, 1996Fisher, Stanley, Sahay, Ratna, Vegh, Carlos, A. (1996), Stabilization and - Growth in the Transition Economies: The Early Experiences. Journal of Eco-nomic Perspectives, 10 (2), 1996, pp. 45-66mic Perspectives, 10 (2), 1996, pp. 45-66.Åslund, Anders, Boone, Peter, and Johnson, Simon, “How to Stabilize: Les-- sons from Post-Communist Countries”. Brookings Papers Economic Activity, 1: 217-313, 1996.Breton, Paul, Gros, Daniel and Vandille, Guy, “Output Decline and Recovery - in the Transition Economies: Causes and Social Consequences”. - Economics of Transition, Vol. 5 (1), pp. 113-130, 1997

213

٦-١-٦-١- املعاجلة بالصدمة يف وضع اإلصالحات الهيكلية:

التفكير حسب بالصدمة املعاجلة طريقة إيجابيات من اإليجابيات: -٦-١-٦-١-١االقتصادي والتجارب السابقة:

ار عدم إعطاء الفرصة للعمالء االقتصاديني من مستهلكني وجت )١ (ومستثمرين أن يستبقوا السياسات االقتصادية ويحدون بالتالي من فاعليتها وأدائها. فيتم بالتالي جتنب املضاربات يف األسواق التي تؤدي إلى ارتفاع األسعار والندرة املفتعلة، وجتنب االستثراء

الريعي غير التنافسي واالستثمار غير ذي اجلدوى املرجوة. دفعة االقتصادية اإلصالحات متطلبات كل تطبيق ضمان )٢ (إذا إال لطة، الس عنها تنفك ال بحيث سيادية بقرارات واحدة الوقت الوطنية املجموعة تربح الطريقة وهذه استكمالها. مت

وجتنبها التكاليف اإلضافية.

التفكير حسب بالصدمة املعاجلة سلبيات من السلبيات: -٦-١-٦-١-٢االقتصادي والتجارب السابقة:

اعتبار أن الهدف من االصالحات املتوجهة نحو نظام السوق هو )١ (إرساء نظام أسعار غير ذي تشوهات. وإذا مت التحرير االقتصادي يف اجلانب احلقيقي واجلانب املالي يف االقتصاد يف نفس الوقت فإن اجلانب املالي سيتكيف مع األسعار املثلى بطريقة أسرع من اجلانب احلقيقي الذي يحتاج إلى وقت. لكن هذا الوضع اجلديد النظامني باعتبار مشوه غير أسعار نظام يعتبر ال مجمله يف املالي واحلقيقي، إذ االختالف يف طبيعة األسعار بني اجلانبني

من االقتصاد يغذي بقاء التشوهات.

ميكن أن تؤدي املعاجلة بالصدمة يف وضع اإلصالحات التحررية )٢ (الوقت خالل (Costs Adjustment) التكيف تكلفة ارتفاع إلى الوضع مع التأقلم يف االقتصاديون العمالء يستغرقه الذي

214

غير حدا التكاليف هذه جتاوزت ما وإذا اجلديد. التنافسي محتمل، فإن الناس سيقل انخراطهم يف اإلصالحات وميكن أن

يؤدي األمر إلى التراجع عنها.

٦-١-٦-٢- الوضع التدريجي لإلصالحات الهيكلية:٦-١-٦-٢-١- اإليجابيات:

تفاديا إلمكانية استمرار التشوهات يف نظام األسعار الناجمة عن )١ (املعاجلة بالصدمة يف صورة عدم توفير شروطها، فإن التدرج أو املرحلية يف وضع اإلصالحات التحررية لالقتصاد ميكن أن تعتمد باملجال احلقيقي لالقتصاد حيث امتصاص التشوهات يف بدءا األسعار يحتاج إلى وقت أطول من املجال املالي، مع اإلبقاء على الرقابة يف املجال املالي أثناء هذه املرحلة األولى. ثم يتم حترير غير احلقيقي املجال يف أسعار نظام إرساء عند املالي املجال

مشوه.

ضمن الطريقة التدريجية يف وضع اإلصالحات، يتمكن املتعاملون )٢ (أكثر ويسيطرون اجلديد النظام على التدرب من االقتصاديون

على آليات السوق ومعانيه.

٦-١-٦-٢-٢- السلبيات:الوطنية املجموعة يكلف الذي اإلصالحات وضع يف البطء )١ (تكاليف جمه، خاصة عندما يتلقى االقتصاد صدمات سلبية من األسواق العاملية تؤثر سلبا على املوازنات املالية العامة وتفرض على السياسة االقتصادية العدول عن بعض القرارات التحررية

التي ميكن أن حتجب األهداف املرسومة يف البداية

عند اإلعالن عن الطريقة التدريجية، ميكن للمتعاملني االقتصاديني )٢ (أن يستبقوا املراحل املقبلة ويحدون بالتالي من أدائها.

215

عند األحيان بعض يف اإلصالحات تتأخر عنها، اإلعالن بعد )٣ (تشمل ال أنها أي نطاقها، يف سواء الواقع، أرض على وضعها كل القطاعات االقتصادية، وكل اجلهات املعنية بتطبيقها، أو يف ببرامج املناطق وكل القطاعات كل تفرد ال أنها أي «عمقها»،

تشغيلية وقرارات دقيقة، أو يف «السرعة املطلوبة يف التنفيذ.

ما بقدر أخرى على طريقة أفضلية على باحلكم الفصل ميكن ال أخيرا، يكمن املشكل يف توفير شروط جناح كل منهما من «عمق اإلصالحات»، «نطاقها» لذوي وتأطير مؤسسية قدرات يتطلب وهذا التنفيذ»، يف املثلى السرعة و»

العالقة والتنسيق بينهم.

٦-١-٧- تخصيص األصول واملرافق واخلدمات احلكومية (اخلصخصة): يستدعي تبني التوجه نحو حتكم آليات السوق يف عملية تخصيص املوارد يف االقتصاد الوطني (عملية اخلصخصة)، حتديد طبيعة العالقة أو الشراكة بني القطاعني العام واخلاص عبر املراحل االقتصادية املختلفة. وتستثمر تلك الشراكة بطبيعة احلال يف إنشاء كيانات اقتصادية وجتارية عمالقة ميكنها إيجاد فرص عمل، وحتفيز االقتصاد، وتنويع أدواته. وتؤدي عملية التخصيص بشكل عام إلى رفع مساهمة القطاع اخلاص يف الناجت احمللي اإلجمالي، وبالتالي تعزيز

حيوية االقتصاد، وتقليل اعتماده على النفط مثال كمصدر دخل رئيس للبالد.فقد السوق، وآليات االقتصادي االنفتاح وسياسات العوملة مع ومتاشيا األنشطة بعض تخصيص نحو والنامية املتقدمة الدول توجه وتيرة تسارعت احلكومية وإفساح املجال للقطاع اخلاص للمشاركة يف املشاريع التنموية، حيث املستدامة التنمية لتحقيق ضروريا أمرا احلكومية األنشطة تخصيص أصبح أولوية السعودية العربية اململكة أعطت فمثال الدول. لتلك املنشود والتقدم دور بتقليص وذلك السابعة، اخلطة من اعتبارا التخصيص، لسياسة قصوى الدولة يف النشاط االقتصادي الذي ميكن أن يؤديه القطاع اخلاص باإلضافة إلى االستفادة من قدراته وإمكانياته إلنتاج وتوفير العديد من اخلدمات وزيادة حصته يف االقتصاد الوطني. وتعد اخلصخصة إحدى احللول املتاحة للمملكة

216

ملواجهة تراجع أسعار النفط، املصدر الرئيس لدخلها، ووفقا لرؤية (٢٠٣٠م)، من بخصخصتها احلكومية القطاعات على اإلنفاق تقليل إلى اململكة تسعى

خالل جذب استثمارات أجنبية جديدة تدعم ميزان املدفوعات.اململكة يف والتنمية االقتصادية الشؤون مجلس اعتمد السياق، هذا ويف العربية السعودية بتاريخ (٨) شعبان (١٤٣٩هـ) املوافق (٢٤) أبريل (٢٠١٨م)، خطة تنفيذ «برنامج التخصيص»،(٩٩) الذي يعد أحد برامج حتقيق رؤية اململكة (٢٠٣٠م) االثني عشر. ومن شأنه تعزيز دور القطاع اخلاص يف تقدمي اخلدمات وإتاحة الفرصة أمامه المتالك األصول احلكومية، مما يحسن جودة اخلدمات بشكل عام ويقلل تكاليفها، فضال عن إسهامه يف تعزيز جذب املستثمر األجنبي. وتشمل القطاعات املستهدفة بالتخصيص يف اململكة قطاعات اإلسكان، والصحة، والصناعة والطاقة والنقل، االجتماعية، والتنمية والعمل والبلديات، والتعليم، والثروة املعدنية، والبيئة واملياه والزراعة، واالتصاالت وتقنية املعلومات، واحلج

والعمرة. - ١٤٢١/١٤٢٠) السابعة التنمية خطة فترة أن إلى هنا اإلشارة وجتدر رقم الوزراء مجلس قرار صدور شهدت ٢٠٠٤م)، - ٢٠٠٠) ١٤٢٥/١٤٢٤هـ) املرافق قائمة حدد الذي (٢٠٠٢/١١/١١م) (١٤٢٣/٩/٦هـ) وتاريخ (٢١٩)اإلجراءات من العديد تنفيذ مت كما بالتخصيص.(١٠٠) املستهدفة والنشاطات والنشاطات، القطاعات من عدد يف الصدد هذا يف مهمة تطورات وحتقيق التي شملت قطـاعات االتصاالت، والكهرباء، والثروة املعدنية، واملوانئ، والنقل واخلدمات البريد، وخدمات احلديدية، للخطوط العامة واملؤسسة اجلوي،

الصحية، والتأمني.

(٩٩) للمزيد من املعلومات االطالع على ما يلي:http://www.spa.gov.sa/viewfullstory.php?lang=ar&new وكالة األنباء السعودية، -

sid=1756032&lang=ar -http://vision2030.gov.sa/ar/node/348 ،2030 موقع رؤية اململكة

١٤٣٠/١٤٢٩هـ - ١٤٢٦/١٤٢٥ الثامنة التنمية خطة والتخطيط، االقتصاد وزارة (١٠٠)(٢٠٠٥ - ٢٠٠٩م)، الفصل السادس «القطاع اخلاص».

217

عام يف تأسيسه مت الذي السعودي، للتخصيص الوطني املركز ويعتبر (١٤٣٨هـ) (٢٠١٧م)، عنصرا فاعال ضمن منظومة متكاملة، تستهدف استكمال عمليات اخلصخصة يف اململكة وفق «رؤية اململكة ٢٠٣٠م»، وقد قام املركز بوضع منهجية عمل لعمليات التخصيص وتهيئة األجهزة احلكومية املراد تخصيصها، وذلك بهدف ضمان جودة مخرجاته ودعم عمليات تخصيص أصول وخدمات

حكومية يف عدد من القطاعات.تنمية يف املركز بها يقوم التي اخلصخصة عمليات تسهم أن املؤمل ومن االقتصاد الوطني، وزيادة مستوى تنافسية اململكة على املستوى الدولي، ورفع مواردها جميع تسخير من اململكة سيمكن مما داخليا، واإلنتاجية الفاعلية املادية والبشرية (إنتاجيا) مبا يعزز املزايا التنافسية العاملية لها. كما أن املركز ن القطاع اخلاص من التوسع يف املساهمة ملتزم بتنفيذ مهمته إليجاد بيئة متكالفاعلة املستدامة يف االقتصاد الوطني، بهدف حتسني جودة احلياة واخلدمات

املقدمة للمواطن.وتعد جتربة اخلصخصة يف اململكة العربية السعودية محدودة نسبيا، لذلك يفضل التمهل يف برامجه يف مراحله األولى حتى يتم اكتساب خبرة أوسع يف ملكيتها طرح ثم صحيحة بصورة وتقوميها العامة املؤسسات تأهيل عمليات للجمهور لتاليف ما قد ينجم من أخطاء يف هذه املراحل، وذلك لسببني، األول أن األخطاء يف خصخصة الشركات العمالقة، مثل شركة أرامكو، تصبح كبيرة مهما صغرت النسبة التي يتم خصخصتها من الشركة، وثانيا أن النتائج التي تترتب عن هذه األخطاء قد يستحيل معاجلتها، وتكون ذات أثر مالي ضخم. ويعتبر إشراك املواطن يف عملية اخلصخصة أمرا مهما جدا وضروريا لنجاح البرنامج. فقد كان من العوامل التي ساعدت على جناح برنامج اخلصخصة الضخم يف بريطانيا هو استهداف هذه العمليات رفع امللكية العامة لألصول، ومتليك عموم

املواطنني جانبا من األصول اإلنتاجية للمجتمع. وبناء على ما سبق، تبرز مجموعة من األسس اخلاصة ببرنامج التخصيص مضمونه يف يحمل البرنامج أن األسس هذه أولى الدولة. بدور يتعلق فيما فرضية تفوق نظام وآليات السوق على أدوات تدخل الدولة فيما يتعلق بالكفاءة

218

وحتقيق القطاعات من عدد يف احلكومية واخلدمات األصول تخصيص يف يف السوق آليات حتكم نحو للتحول وصفة البرنامج ويقدم املجتمع. أهداف عملية تخصيص أصول وخدمات حكومية يف عدد من القطاعات، ومن ثم فهو ينحاز لصالح آليات السوق. ثاني هذه األسس، فيما يتعلق بالبرنامج، هي أنه لم يتعرض لطبيعة العالقة بني مؤسسات الدولة والقطاع اخلاص للمرحلة التي

تلي عملية التخصيص. وتترجم خصائص هذا البرنامج (اخلصخصة)، ما يعرف «بإجماع واشنطن» االنضباط التالية(١٠١): العناصر يشمل الذي ،(Washington Consensus)من وذلك عائد ألعلى حتقيقه يضمن مبا العام اإلنفاق توزيع وإعادة املالي، خالل توجيه املوارد العامة نحو قطاعات مثل الرعاية الصحية األولية والتعليم االبتدائي والبنية األساسية، واإلصالح الضريبي واالجتاه نحو تخفيض معدالت سعر وحترير الفائدة، سعر وحترير الضريبية، القاعدة وتوسعة الضريبة تدفقات من حتد التي القيود ورفع واخلصخصة، التجارة، وحترير الصرف، رأس املال، وإيجاد سوق حرة من خالل إزالة معوقات اخلروج أو الدخول من

وإلى السوق، وحماية حقوق امللكية الفكرية.

٦-١-٨- متطلبات التخطيط الناجح يف االقتصادات املختلطة:يتطلب جناح التخطيط يف االقتصادات املختلطة حتقق عدد من الشروط، منها: وجود إجماع مجتمعي حول األهداف الكلية، وتقليل عدد متخذي القرارات املستقلني. ويعني ذلك حتديد القطاعات األساسية واألطراف الفاعلة الرئيسة أنه برغم املثال، سبيل فعلى عليها. التأثير يتوجب التي القطاعات هذه يف يعتقد بأن اقتصاد كوريا اجلنوبية قائم على نشاط الشركات اخلاصة، إال أن املؤسسات احلكومية تؤدي دورا كبيرا كما هو سائد يف الدول النامية التي تتبع منط مرحلة ما بعد االشتراكية. ومن الواضح أن ذلك ليس ناجتا عن أيديولوجية، بل عن سياسة واقعية تدعم املؤسسات العامة. حيث يخفق السوق أو املؤسسات اخلاصة يف القيام مبثل هذا النشاط. إذ وجهت خالل العقد املاضي (٣٠ ٪) من (101) John Williamson, “What Should the World Bank Think about the Washing-

ton Consensus?”, World Bank Research Observer Volume 15, Issue 2 Pub-lished: August 2000, Pages: 251 – 264.

219

االستثمارات الصناعية نحو الشركات العامة على الرغم من أنها توظف نسبة تتراوح ما بني (١٠ ٪) إلى (١٥ ٪) فقط من العمالة الصناعية.

األنشطة تتباين إذ احلكومة، أولويات وضوح التخطيط جناح يتطلب كما االقتصادية يف أهميتها. لقد دعم املخططون الكوريون صناعات أساسية مختارة لنجاح اجلهود االقتصادية الوطنية، ضروريا ظل إجناز أهدافها ميثل عنصرا فرضت حيث حيويا، عنصرا للصادرات احملددة األهداف حتقيق شكل كما عقوبات صارمة على الشركات التي تخفق يف القيام بذلك – وقد اعتبرت العديد

من األنشطة الهادفة إلى إحالل الصادرات ذات أهمية ثانوية.جناح متطلبات من احلكومية اجلهود بجدية اخلاص القطاع إقناع ويعد التخطيط، حيث يتمثل يف الثقة من قبل مجتمع األعمال بجدية نوايا احلكومة، وذلك ألن االعتقاد بأن السلطات العامة غير جادة يف أهدافها املتعلقة باإلنتاج يؤدى إلى التخلي عنها خاصة يف حال مواجهة صعوبات يف حتقيقها. كما أن رجال األعمال لن يساهموا يف األنشطة التي حتقق هذه األهداف. ففي كوريا مثال، ركز الرئيس الكوري تشونغ هي بارك، الذي قاد عملية التنمية املتسارعة يف كوريا، على تنفيذ السياسات املعلنة من خالل هيكل محكم ودقيق من احلوافز والعقوبات مبا يف ذلك اإللزام وحرية التصرف اإلداري. وأدت هذه اخلطوات إلى تنامي الوعي لدى العامة بجدية احلكومة وحرصها على حتقيق أهدافها. اتخاذ إلى حاجة دون سياساتها تنفيذ احلكومة على التوجه هذا سهل وقد إجراءات صارمة، مما أدى إلى تعزيز ثقة القطاع اخلاص يف حرص احلكومة

على االلتزام باخلطة باعتبار ذلك عنصرا حيويا لنجاح التخطيط التأشيري.الصالحيات مستوى على اجلديدة البيئة يف التخطيط جناح يتوقف كما املمنوحة للمخططني، ومدى الدعم املقدم لهم من مختلف املستويات احلكومية، ومدى القدرة على استقطاب الكفاءات العالية املتخصصة. وجتدر اإلشارة يف هذا اإلطار، إلى أن الهيئة الفرنسية للتخطيط تعد مؤسسة نخبوية متكنت من استقطاب بعض الكفاءات ذات املؤهالت والقدرات العالية، مما أسهم يف جناح أهمية النامية الدول بعض أدركت فقد اإلطار هذا ويف الفرنسي. التخطيط ترتبط فمثال السياسي. الهرم يف املستويات بأعلى التخطيط هيئات ارتباط

220

رئيس ويرأس الوزراء. رئاسة بأمانة ماليزيا يف االقتصادي التخطيط وحدة الوزراء الهندي هيئة التخطيط.

٦-١-٩- الهياكل املؤسسية للتخطيط التنموي يف جتارب دولية وعربية مختارة:تشير التجارب الدولية املختارة إلى وجود تباين واضح بني الدول يف إدارة كوريا يف واملالية االستراتيجية وزارة تلتزم فمثال، التنمية. عملية فعاليات الوزارة تعمل حيث النمو، محركات وبناء الوطني االقتصاد بتطوير اجلنوبية ال الفع والتنسيق الكلي، املستوى على االقتصادي االستقرار ضمان على للسياسات، والتخصيص األمثل للموارد الوطنية، والسالمة املالية، والسياسات الضريبية الرشيدة، وتعزيز التعاون الدولي وتوسيع نطاقه. يف حني، يوجد يف ماليزيا منظومة من األجهزة التي تعنى بالتخطيط التنموي، حيث تعتبر اللجنة االقتصادية التابعة ملجلس الوزراء «مجلس التخطيط الوطني»، أعلى جهاز يتخذ واالجتماعية. االقتصادية الشؤون مجال يف العامة السياسة بشأن القرارات وعلى مستوى أقل هناك جلنة التخطيط التنموي الوطني، ويقوم اجلهاز بصياغة مكتب تتبع – االقتصادي التخطيط وحدة وتؤدي املاليزية، التنموية اخلطط فتقوم املاليزي، التخطيط جهاز ضمن محوريا دورا - الوزراء مجلس رئيس باإلضافة إلى البنك املركزي واخلزانة بتقومي أداء االقتصاد الوطني وإمكانات إلعداد مركزا للتحول الوطنية املؤسسة تعتبر الهند، ويف املستقبل. يف النمو دراسات السياسات للحكومة، وتسعى إلى مشاركة الواليات يف رسم السياسة االقتصادية للهند، وتقوم بتقدمي املشورة االستراتيجية والفنية للحكومة املركزية الصني، ويف القمة». – «القاعدة أسلوب تبني خالل من الوالئية واحلكومات تتولى الهيئة الوطنية للتنمية واإلصالح مهمة وضع وتنفيذ استراتيجيات التنمية السنوية واخلطط املدى بعيدة واخلطط الوطنية واالجتماعية االقتصادية الوطني االقتصاد أداء ومتابعة األسعار، وسياسات الصناعية والسياسات الوضع وحتقيق االقتصادية املجاميع بني التوازن على واحملافظة وضبطه، هياكل عدة تقوم أفريقيا، جنوب ويف الرئيسة. االقتصادية للهياكل األمثل مؤسسية مبهام عمليات التخطيط، ومنها الهيئة الوطنية للتخطيط التي تختص

221

بتحليل التوجهات التنموية على املدى الطويل، وتقدمي التوصيات بشأن آليات من العالقة ذات اجلهات مع بالتعاون الهيئة تعدها التي التنمية خطة تنفيذ وزارات ومؤسسات. ويف جمهورية مصر العربية، تقوم «وزارة التخطيط واملتابعة واإلصالح اإلداري»، بالتنسيق بني الوزارات اإلنتاجية واخلدمية لتنفيذ خططها على املستويني الوطني واإلقليمي وتوحيد املفاهيم بني البرامج الوطنية، وصياغة اجلهات أداء وتطوير بتفعيل الكفيلة والبرامج واخلطط العامة السياسات احلكومية اخلدمية. ويف اجلزائر، تتولى «إدارة الدراسات والتخطيط - التابعة

لوزارة املالية»، مسؤولية شؤون التخطيط االستراتيجي التنموي.وفيما يتعلق بدول مجلس التعاون لدول اخلليج العربية فقد مت إنشاء هيئات تخطيطية يف وقت مبكر جدا. حيث أنشأت دولة الكويت مجلس التخطيط يف السبعينيات من القرن املاضي التي مت حتويلها الحقا إلى وزارة للتخطيط، فضال عن إنشاء دوائر أو مجالس مختصة بهذا الشأن يف بعض دول املجلس األخرى. وتشير جتربة دول املجلس أيضا إلى أن هناك اختالفا يف طريقة إدارة فعاليات عملية التخطيط، حيث تتولى وزارة االقتصاد يف دولة اإلمارات العربية املتحدة وأجزائـها مراحلـها وبيـان الدولـة يف للتنميـة العامـة اخلطـة مشروع إعداد السنويـة وجميع ما يتصل بذلك من مشروعـات وتشريعات واقتراحات، كما تقوم وزارة شؤون مجلس الوزراء واملستقبل بدور محوري وفاعل يف عمل احلكومة، احلكومي. واألداء الوطنية وأجندتها احلكومة رؤية تنفيذ متابعة ذلك ومن وإدارة وضع مسؤولية البحرين مملكة يف االقتصادية التنمية مجلس ويتولى البرنامج التطويري الذي يف ضوئه أعدت رؤية البحرين، ويؤدي املجلس بالتعاون واإلشراف التهيئة يف رئيسا دورا األخرى واملؤسسات األجهزة مع والتنسيق على برنامج اإلصالحات، وتوفير مناخ مالئم جلذب رؤوس األموال إلى مملكة البحرين، فضال عن تسهيل بيئة االعمال واالستثمار. ويقوم املجلس األعلى للتخطيط يف سلطنة عمان بوضع االستراتيجيات والسياسات الالزمة لتحقيق تلك تطبيق شأنها من التي اآلليات وإيجاد السلطنة، يف املستدامة التنمية االستراتيجيات والسياسات وصوال إلى حتقيق التنويع االقتصادي واالستغالل التنموي التخطيط وزارة وتقوم املتاحة. والبشرية الطبيعية للموارد األمثل

222

مع بالتعاون وتطويرها للدولة الشاملة الرؤية بوضع قطر دولة يف واإلحصاء اجلهات ذات العالقة، وإعداد استراتيجيات التنمية الوطنية، ومتابعة تنفيذها، بالتنسيق مع اجلهات املعنية. ويتولى املجلس األعلى للتخطيط والتنمية يف دولة الكويت اإلشراف على إعداد الرؤية املستقبلية وحتديد األهداف االستراتيجية للدولة ووضع استراتيجيات وخطط التنمية وبرامج عمل احلكومة، واملشاركة التنموية واملشروعات والنظم التشريعات واقتراح العامة السياسات رسم يف

الكبرى لتحقيق األهداف التنموية.

٦-١-١٠- اإلطار املؤسسي إلدارة فعاليات التخطيط التنموي يف اململكة العربية السعودية:باألسس أخذت التي الرائدة الدول إحدى السعودية العربية اململكة تعد التخطيطية والتنموية، حيث أنشأت الهيئة املركزية للتخطيط يف عام (١٣٨٤هـ) (١٩٦٤م) وحتويلها إلى وزارة التخطيط يف عام (١٣٩٥هـ) (١٩٧٥م)، ومت نقل مسماها وتعديل (٢٠٠٣م) (١٤٢٤هـ) عام يف الوزارة إلى االقتصاد نشاط الشاملة التنمية أسس وضع مهمة لتتولى والتخطيط االقتصاد وزارة إلى يف اململكة بجميع القطاعات. كما جاء إنشاء املجلس االقتصادي األعلى يف احلاضرة املراحل جلميع التنموية اجلهود لبلورة (١٩٩٩م) (١٤٢٠هـ) عام حتقيق عن الفترة، تلك طوال األجهزة، تلك جهود أثمرت وقد واملستقبلية. إجنازات تنموية كبيرة باململكة. ويف تطور الحق، مت تأسيس مجلس الشؤون حتديد مهامه أبرز ومن العام (١٤٣٧هـ) (٢٠١٦م)، يف والتنمية االقتصادية والتنمية، االقتصادية بالشؤون الصلة ذات واألهداف والرؤى التوجهات لذلك، الالزمة والتنموية االقتصادية واخلطط االستراتيجيات ومراجعة ومتابعة تنفيذها والتنسيق بينها. كما يتولى املجلس وضع اآلليات والترتيبات

الالزمة لتحقيق ”رؤية اململكة ٢٠٣٠م“. لتحقيق الالزمة والترتيبات اآلليات لوضع سعيه إطار يف املجلس وقام «رؤية اململكة ٢٠٣٠م»، بتطوير نظام حوكمة متكامل لتحقيق الرؤية واعتماده؛ لضمان مأسسة العمل ورفع كفاءته وتسهيل تنسيق اجلهود بني اجلهات ذات العالقة؛ مبا ميكن املجلس من املتابعة الفاعلة. واشتمل النظام تفصيال ألدوار

223

ومسؤوليات اجلهات احلكومية ذات العالقة بتحقيق الرؤية، وآليات التصعيد املتبعة لتذليل العقبات التي قد تعيق حتقيق برامجها التنفيذية. وشكل املجلس يف هذا الصدد جلنة استراتيجية تعنى مبتابعة حتقيق الرؤية وترجمتها إلى زمنية ومدد مبستهدفات مرتبطة تنفيذية وبرامج مفصلة استراتيجيات محددة، كما أقر املجلس إنشاء مكتب لإلدارة االستراتيجية يتبع للجنة ملتابعة حتقيق الرؤية، وحتديد الفجوات، واقتراح إطالق البرامج التنفيذية، والرفع حدد حني ألهدافها. يف التنفيذية البرامج حتقيق مدى عن دورية بتقارير إطار حوكمة حتقيق الرؤية مهام وزارة االقتصاد والتخطيط باعتبارها اجلهة الداعمة للجهات ذات العالقة واألجهزة احلكومية يف التخطيط االستراتيجي والتنفيذي. كما توفر الوزارة املعلومات الالزمة من بيانات وإحصاءات ودراسات إلى اجلهات ذات العالقة، وتعمل على مواءمة اخلطط القطاعية واملناطقية

فيما بينها.ويف هذا السياق، جتدر اإلشارة إلى أن منظومة التخطيط الوطنية احلالية ميثل مستويات؛ أربعة من تتكون الوطنية»، التخطيط «شبكة السعودية يف املستوى األول مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية وما يتبعه من جلان وفرق الالزمة والترتيبات اآلليات وضع منها: املهام، من العديد يتولى وهو عمل، لتحقيق «رؤية اململكة ٢٠٣٠م»، ووضع آليات اعتماد متويل البرامج واملبادرات وحتديثها، وترسيخ الصورة الذهنية لدى العامة عن الرؤية، ودراسة وحتليل سبل ترجمتها إلى خطط وبرامج تنفيذية ومن ثم اإلشراف واملتابعة عليها. وميثل للجهات الداعمة اجلهة تعد التي والتخطيط االقتصاد وزارة الثاني املستوى ذات العالقة واألجهزة احلكومية يف التخطيط االستراتيجي والتنفيذي، وتوفر ذات اجلهات إلى ودراسات وإحصاءات بيانات من الالزمة املعلومات الوزارة العالقة، ويدعمها يف اقتراح السياسات «املركز الوطني للدراسات االستراتيجية التنموية». وتعمل على مواءمة اخلطط القطاعية واملناطقية بني اجلهات ذات العالقة ذات واملؤسسات والهيئات الوزارات الثالث املستوى وميثل العالقة. القطاعية اخلطط مقترحات إعداد مهمة تتولى التي الكلية بالسياسات وسياساتها ومتابعة تنفيذها. وميثل املستوى الرابع مجالس التنمية يف املناطق

224

ومشاريع التنمية القطاعية برامج إعداد مقترحات مهمة التي تتولى اإلدارية واحمللية ومتابعة تنفيذها على مستوى البرامج واملشاريع، بالتنسيق مع اإلدارات احمللية يف املناطق اإلدارية. كما يجري العمل حاليا على وضع «اإلطار الوطني للتخطيط» الذي ينظم سير العمل بني هذه املستويات وفق مهام محددة لكل

منها.

٦-١-١١- مدى احلاجة إلى استمرار العمل باخلطط التنموية:االقتصادي للعمل طريق خارطة لتكون (٢٠٣٠م) اململكة رؤية أطلقت ومن التنفيذية، البرامج من عددا الرؤية تضمنت وقد اململكة. يف والتنموي ضمنها برامج التحول الوطني (٢٠٢٠م) الذي اشتمل يف مرحلته األولى على (٢٤) وزارة وجهة حكومية. ومت استكمال املرحلة الثانية للبرنامج إلشراك بعض اجلهات احلكومية األخرى. وقد أبرزت الرؤية احلاجة إلعادة النظر يف منهجية التخطيط التنموي وخطط التنمية اخلمسية كونها لم تعد تواكب مرحلة التحول االقتصادي الذي تشهده اململكة حاليا، خاصة وأن اجلهات احلكومية قد شرعت يف تنفيذ الرؤية وبرنامج التحول الوطني مبا يتضمنه من أهداف ومبادرات يتم عام (حتى سنوات خلمس متتد زمنية وجداول محددة تكاليف وفق تنفيذها ٢٠٢٠م)، إضافة إلى (١١) برنامجا آخر. وقد حدد إطار حوكمة تنفيذ الرؤية األدوار واملسؤوليات واجلهات املسؤولة عن تنفيذ ومتابعة برامجها التنفيذية. وتتميز منهجية التخطيط التي تتبناه اململكة حاليا واملتمثلة يف الرؤية وبرامجها املدى طويل التخطيط بني جتمع بانها اخلمسية التنمية خطط عن التنفيذ ومتوسط املدى. وتتبنى هذا التوجه الغالبية العظمى من الدول التي تخلت عن العمل مبنهجية خطط التنمية اخلمسية وحتولت إلى التخطيط االستراتيجي طويل املدى، مع صياغة خطط تشغيلية متوسط املدى، ومن هذه الدول كوريا بخطط العمل عن اململكة تتخلى ذلك، على وبناء والهند. وماليزيا اجلنوبية التنمية خطة بنهاية االستراتيجي للتخطيط هيكلي كإطار اخلمسية التنمية احلكومية اجلهات جميع جلهود وتوحيدا لالزدواجية تفاديا وذلك التاسعة،

لتحقيق الرؤية.

225

٦-١-١٢- مدى احلاجة لوجود جهاز و/أو كيان يعني بالتخطيط التنموي:استنادا إلى التجارب الدولية واإلقليمية الواردة يف الفصل الثاني، فإن هناك حاجة لتبني إنشاء مركز وطني أو هيئة مركزية تعني برسم السياسات التنموية واإلقليمي (املناطق/احمللي) الوطني املستويني على التنموية املشاريع واقتراح وضع يف العالقة ذوي واشراك الوطنية االقتصادية والرؤية التنمية وتعزيز قطاعية خطط إلعداد آليات واستحداث الوطنية. االقتصادية االستراتيجية ومكانية مع أهمية أن يضم مجلس إدارة املركز أو الهيئة املقترحة ممثلني من

املناطق اإلدارية لضمان أخذ البعد املكاني يف سياساته.ولعل من متطلبات متكني جهاز التخطيط التنموي ألداء مهامه، القيام برسم خارطة طريق تتضمن صالحيات محددة متكنه من رسم السياسات االقتصادية التوازن يحقق مبا واملالية النقدية السياسات مع وتنسيقها للدولة، والتنموية االقتصادي الكلي، وتعزيز دور القطاع العام يف الصناعات االستراتيجية والبنية البنية يف أساسيا دورا لتؤدي الرئيسية، القطاعات ويف األساسية الصناعية اإلنتاجية الوطنية. إضافة إلى تطويرها لبرامج تستهدف قطاعات استراتيجية محددة لدعم اإلنتاج احمللي وتنميته وحمايته يف مجال التجارة الدولية، وإرساء االقتصاد بنية تنويع يتيح مبا الوطني االقتصاد يف املعريف االقتصاد مفهوم الصغيرة املشروعات قطاع وتطوير تنظيم على واإلشراف الدخل، ومصادر واملتوسطة ووضع اخلطط االستراتيجية والبرامج التنفيذية واملبادرات الالزمة. غير االقتصادي القطاع إلدماج املناسبة والبرامج اآلليات وضع جانب إلى املنظم ضمن اخلطط االقتصادية الوطنية بالتنسيق مع اجلهات املعنية، وإعداد اآلليات ووضع والتجارية االقتصادية بالشؤون املتعلقة واألبحاث الدراسات واألدوات املناسبة لتشجيع واستقطاب اخلبرات احمللية والدولية. وتبرز يف هذا الصدد أهمية وجود جهاز استشاري يكون مبثابة مركزا رافدا من روافد أبحاث السياسات التنموية االجتماعية واالقتصادية والتجارية. مع أهمية وجود جهة عليا تعنى باتخاذ القرارات املتعلقة بالتخطيط التنموي، وتنضوي حتت مظلته جميع الفعاليات التي تستهدف حتقيق التنمية الشاملة مبا فيها مجالس تنمية مسؤولية املجالس هذه تتولى بحيث االعتبار. يف املكاني البعد ألخذ املناطق

226

رسم السياسات اخلاصة بالتنمية على مستوى املنطقة، مع أهمية ضمان تكامل واتساق هذه السياسات فيما بينها. كما يتطلب جناح العملية التخطيطية إقامة «شبكة الوطنية التخطيط ملنظومة املكونة اجلهات مع فعالة عمل عالقات

التخطيط الوطنية» ذات املهام احملددة يف مجاالت التخطيط والتنمية.

227

املبحث الثانيمفاهيم وأساليب مستحدثة تطور عملية التخطيط التنموي

االنعكاس ذات واألساليب املفاهيم من العديد بروز املاضي العقد شهد املباشر على عملية التخطيط التنموي. مما استلزم معه استعداد الدول املسبق، ومنها الدول العربية وخاصة اخلليجية، للتغيرات املستقبلية التي حتدثها هذه املفاهيم ومنها الطفرة الهائلة يف التقنية على االقتصاد واملجتمع. وتعمل العديد من الدول على دراسة إمكانية حتويل ما تولده هذه املفاهيم البازغة من حتديات ق النمو االقتصادي، إضافة إلى دراسة إمكانية تبني تلك املفاهيم إلى فرص حتقواألساليب كأحد العوامل املهمة يف عملية التخطيط التنموي. لذا يسعى هذا املبحث إلى تسليط الضوء على بعض تلك املفاهيم واألساليب املستحدثة وحتديد

مدى انعكاسها على عملية التخطيط التنموي، ومن ضمنها ما يلي:

:(١٠٢) Public-Private Partnerships - ٦-٢-١- الشراكات بني القطاعني العام واخلاص

تواجه العديد من االقتصادات العربية العديد من التحديات التنموية، خاصة فيما يتعلق بتشييد البنية التحتية، ويرجع ذلك إلى صعوبة احلصول على التمويل تكلفة يف الكبير واالرتفاع جهة، من الديون خدمة وبالتالي املديونية وارتفاع املشاريع وضخامة األموال املستثمرة من طرف الدولة من جهة أخرى. وبدأت الدول العربية وبصفة خاصة اخلليجية التوجه نحو اقتصاد السوق، وذلك بتبني

(١٠٢) للمزيد من املعلومات االطالع على املراجع التالية:)، « الشراكة بني القطاعني العام واخلاص -اإلطار د. ليث القهيوي، د. بالل الوادي (٢٠١٢-

النظري والتطبيق العملي»، الطبعة األولى، دار احلامد للنشر والتوزيع، عمان، األردن.دور الشراكة بني القطاعني العام واخلاص يف رفع عوائد أ/ محـمــد صــالح، (2015)، ”- االستثمار يف البنى التحتية لالقتصاد وفق نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية –حالة بعض اقتصاديات الدول العربية«-، أطروحة مقدمة للحصول على شهادة دكتوراه علوم يف العلوم

االقتصادية، جامعــة حسيبــة بــن بوعلــي، اجلزائر.SAUSSIER, Stéphane, de Brux, Julie (Eds.)- , “The Economics of Public-Private Partnerships”, Theoretical and Empirical Development”, Springer International Publishing AG 2018.

228

حزمة من اإلصالحات، منذ مطلع التسعينيات من القرن املاضي، من ضمنها إقامة شراكات بني القطاعني العام واخلاص يف مجاالت خدمات البنية التحتية. وينطوي مفهوم الشراكة بني القطاعني العام واخلاص على عمل تعاوني مشترك بني القطاعني وذلك من أجل توفير البنية التحتية وتأسيسها وتوفير اخلدمات. نطاق توسيع إلى التحتية البنية مجال يف القطاعني بني الشراكة أدت وقد النشاط االقتصادي بينهما، واحلد من متلك القطاع العام لعوامل اإلنتاج خاصة يف مجال البنية التحتية. وعلى الرغم من أن العديد من االقتصادات تبنت هذا املفهوم الذي طغى على اخلصخصة التي مت تبنيها يف الثمانينيات والتسعينيات املتعلقة جوانبه من كثيرا يكتنف يزال ال الغموض أن إال العشرين، القرن من

باألطر التشريعية والتنظيمية واالقتصادية واالجتماعية.

٦-٢-١-١- السمات الرئيسة للشراكة بني القطاعني العام واخلاص:

احلكومة دور تقليص إلى واخلاص العام القطاعني بني الشراكة تهدف السياسات وضع على تركز وأن العامة واخلدمات األساسية البنية توفير يف بهدف اخلدمات مقدمي ومراقبة األساسية البنية لقطاع واالستراتيجيات االرتقاء بها. كما تهدف إلى االستفادة من الكفاءات اإلدارية والتقنية والقدرات

التمويلية لدى القطاع اخلاص، وإشراكه يف حتمل املخاطر.البنية خدمات لتقدمي واخلاص أداة العام القطاعني بني وتعد الشراكات التحتية التي تشتد احلاجة إليها. وترمي هذه الشراكات إلى القضاء على الفقر املدقع وتعزيز الرخاء لكافة املواطنني، من خالل توسيع نطاق تقدمي خدمات البنية التحتية األساسية وحتسني جودتها. وميكن لهذه الشراكات، إذا أحسن أكبر واستدامة كفاءة حتقق أن متوازنة، تنظيمية بيئة يف وتنفيذها تصميمها لتقدمي اخلدمات العامة كاملياه، والصرف الصحي، والطاقة، والنقل، واالتصاالت السلكية والالسلكية، والرعاية الصحية، والتعليم. مع األخذ يف االعتبار أن لكل بلد حتدياته وأولوياته وقيوده املالية اخلاصة به. ويف بعض احلاالت، ميكن لهذه الشراكات أن حتقق منافع أكبر من خالل االستفادة من إمكانات القطاع اخلاص

وقدراته اإلدارية وما يتمتع به من روح االبتكار.

229

لتحقيق أساسية ركيزة اخلاص والقطاع احلكومة بني الشراكة باتت ولقد أهداف خطة التنمية املستدامة، كونها اإلطار الذي تنبثق منه األهداف واخلطط والشامل املطرد االقتصادي النمو تعزيز ضمنها من ويأتي الوطنية، التنموية بنى إقامة كذلك ، الالئق العمل وتوفير واملنتجة، الكاملة والعمالة واملستدام، حتتية قادرة على الصمود، وحتفيز التصنيع املستدام الشامل وتشجيع االبتكار، باإلضافة إلى التشجيع على إقامة مجتمعات مساملة ال يهمش فيها أحد، وإتاحة الة وخاضعة للمساءلة إمكانية وصول اجلميع الى العدالة، وبناء مؤسسات فع

وشاملة على جميع املستويات .من حتققه ملا االقتصادي النشاط يف كبرى أهمية التحتية البنية وتتبوأ وفرات اقتصادية سواء من خالل زيادة حجم اإلنتاج أو تقليل التكاليف وغيرها، ونتيجة لذلك تبرز أهمية تعزيز مشاركة القطاع اخلاص يف هذا املجال احليوي وذلك من خالل االستفادة من ميزاته ومزجها مع القطاع العام للحصول على على اإلنفاق من العائد حتسني وبالتالي اإلنتاج يف الكفاءة من أعلى مستوى البيئة توفر أهمية ذلك ويؤكد املشتركة. األنشطة من وغيرها التحتية البنية أن وضرورة جهة، من االجتماعية أو السياسية أو االقتصادية سواء املالئمة يكون قرار احلكومة بشأن الشراكة مع القطاع اخلاص صحيحا ومدروسا بعناية من جهة أخرى، حيث إن الشراكة مع القطاع اخلاص ليست دائما حال مناسبا

ولكن قد تكون أحد اخليارات االستراتيجية للحكومة.

الة بني القطاعني يف مجال البنية التحتية: ٦-٢-١-٢- محددات الشراكة الفع

البيئة بتوافر منوطا أمرا واخلاص العام القطاعني بني الشراكة قيام يعد الالزمة، وذلك من أجل حتقيق أهدافها املرجوة، وعليه فإن قيام الشراكة يتوقف واالقتصادية والسياسة املالية الظروف يف املتمثلة األساسية احملددات على

باإلضافة إلى محددات قانونية ومؤسساتية.احملدد األول: حجم العجز املالي للدولة:

أصبح العجز املالي للدولة يف الوقت الراهن يضاهي، من حيث انعكاساته، املشاكل االقتصادية التقليدية مثل التضخم والبطالة. وقد يكون من الصعوبة

230

مبكان الفصل بني مشكلة العجز املالي واملشاكل االقتصادية األخرى، ويرى البعض االصالحات إن حيث املشاكل، هذه من للعديد رئيسي سبب املالي العجز أن االقتصادية الهادفة لتقليص دور الدولة يف النشاط االقتصادي وإعادة التوازن بني القطاعني العام واخلاص تولي أهمية خاصة لعجز املوازنة باعتباره مؤشرا

هاما حلجم اإلنفاق العام ومن ثم دور الدولة يف النشاط االقتصادي.احملدد الثاني: العوامل االقتصادية وخبرات الدولة:

يجب توفر عدة عناصر لنجاح أسلوب الشراكة بني القطاعني العام واخلاص، لتشييد وتنفيذ مشروعات البنية التحتية وفق نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية أو أي صيغة أخرى، من أهمها: منو الطلب على خدمات البنية التحتية الذي يشكل ضغوطا متزايدة على احلكومات من أجل حتقيق الرفاهية ألفراد املجتمع، املخاطر حتديد أجل من للدولة الكلية االقتصادية السياسات يف واالستقرار االقتصادية واحلد منها، باإلضافة إلى اخلبرة اجليدة للدولة يف مجال تشييد هذه تكون ال حتى وذلك القطاعني بني بالشراكة التحتية البنية مشروعات

الشراكة عبئا إضافيا على احلكومة.احملدد الثالث: احملددات السياسية واملؤسسية والقانونية:

تتعلق احملددات السياسية مبدى تبني الدولة لسياسات ليبرالية تهيئ بيئة مناسبة للقطاع اخلاص، باإلضافة إلى االستقرار السياسي لتتمكن كل حكومة ق عليها. من تنفيذ املشروعات التي تعتمدها يف برامجها التنموية بالشروط املتفأما احملددات املؤسسية والقانونية، فإنها تتعلق بقوانني املنافسة وحقوق امللكية

وغيرها.

٦-٢-١-٣- متطلبات الشراكة الناجحة بني القطاعني العام واخلاص:

الشروط من مجموعة الشراكة مجال يف املتخصصة التجارب حددت بق الشراكة بشكل للشراكة الناجحة بني القطاعني العام واخلاص، حيث ال تطواالنتقاء الشراكة، محل للقطاعات اجليد االختيار خالل من وإمنا عشوائي اجليد للمشروعات داخل القطاعات املختارة. كما يتطلب حتفيز القطاع اخلاص ليدخل يف شراكة مع القطاع العام يف مجال البنية التحتية من أجل أن تتكاتف

231

جهود القطاعني إلدارة مخاطر االستثمار التي يتسم بها هذا املجال احليوي. ويرى كثير من االقتصاديني أن الشراكة الناجحة بني القطاعني العام واخلاص واالستمرارية والتعهد بااللتزام املتعلقة املبادئ من مجموعة على تنطوي

والشفافية. ويتطلب جناحها ما يلي:عملية من املرجوة التنموية واألهداف العريضة اخلطوط وضع ١ (أو االقتصادي املجال يف فقط ليس اخلاص، القطاع مع الشراكة حتسني أداء اخلدمات العامة، ولكن أيضا من حيث مردود ذلك على العمرانية البيئة حتسني يف الشراكة هذه ودور عام، بشكل التنمية

املالئمة للسكان.وضع األطر العامة التي حتدد دور كل من القطاعني العام واخلاص يف ٢ (

التنمية مبا يعزز التنسيق والتكامل بينهما.االطالع على التجارب الدولية الناجحة يف مجال الشراكة بني القطاعني ٣ (السلبيات وتاليف إيجابياتها، من واالستفادة وتقوميها واخلاص العام

الناجمة عنها.صياغة يف الدولية اخلبرات ذات للمحاماة الوطنية املكاتب إشراك ٤ (

العقود، وليس فقط االعتماد على املكاتب الدولية.الوطنية املدخرات جلذب وتهيئتها وتطويرها املالية األسواق حترير ٥ (

واألجنبية، وتوجيهها نحو مجاالت االستثمار يف مشروعات اخلدمات.وإنشاء الشراكة، إلجناح الالزمة واملؤسسية التشريعية األطر إعداد ٦ (األجهزة الالزمة لتنفيذ القواعد وااللتزامات الواردة يف تلك األطر بقدر

عال من الكفاءة والنزاهة، كاملجلس األعلى للخصخصة والشراكة.توفير منظومة رقابية مكونة من بعض األجهزة احلكومية واملجتمع املدني ٧ (تضمن االلتزام باالتفاقات املبرمة بني القطاعني العام واخلاص، وتوفير

اخلدمات للمواطنني باجلودة والسعر املناسبني.توفير قاعدة بيانات عن اخلدمات املطلوب توفيرها من خالل الشراكة، ٨ (ووضع برامج زمنية لها تتوافق مع خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية

الوطنية.

232

حجم تطور مع لتتوافق الشراكة لعملية ومكاني زمني تنظيم إجراء ٩ (الطلب على اخلدمات املقدمة الناجم عن الزيادة يف عدد السكان وتغير

منط توزيعهم املكاني.رفع مستوى الوعي بطبيعة الشراكة وحتليلها، من خالل التحديد والتحليل ١٠ (الدقيق ملصالح وتوجهات األطراف املعنية كافة وطريقة تعبيرها عن هذه املصالح، وخصوصا فيما يتعلق بالدولة التي متلك زمام املبادرة، وتتحكم

إلى حد كبير يف الشراكة وحتدد طبيعتها ونتائجها.ويف هذا السياق، يجدر اإلشارة إلى أن أهداف رؤية اململكة العربية السعودية ورد كما اخلاص، القطاع مع الشراكة تعزيز يف املساهمة تضمنت (٢٠٣٠م)، اخلاص القطاع مساهمة الوطني (٢٠٢٠م) التحول برنامج أهداف ضمن من بشكل كبير يف دعم ومتويل مبادرات هذا البرنامج، مما سيوفر نحو (٤٠٪) من «رؤية أهداف أحد حتقيق يف ويساهم املبادرات، هذه على احلكومي اإلنفاق اململكة ٢٠٣٠م» يف رفع مساهمة القطاع اخلاص يف الناجت احمللي اإلجمالي. ويعد إنشاء املركز الوطني للتخصيص يف مارس (٢٠١٧م)، كجهة مستقلة لتفعيل دور القطاع اخلاص يف دفع عجلة التنمية خطوة هامة يف هذا االجتاه، كما مت حتديد ستة عشر قطاعا مستهدفا بالتخصيص، تضم أكثر من خمس وثمانني

جهازا ومؤسسة عامة.جتدر اإلشارة إلى أن تقرير صنـدوق النقـد الدولـي، بشأن مشاورات املادة الرابعة لعام (٢٠١٧م) (١٠٣) مع السعودية، أكد أن اخلصخصة وعالقات الشراكة من اخلطة الهادفة إلى أساسيا بني القطاع العام والقطاع اخلاص متثل جزءا عمليات تنفيذ يف احلكومة وتنظر االقتصاد. يف العام القطاع دور تقليص منها املطارات واملرافق والرعاية الصحية خصخصة محتملة يف (١٦) قطاعا بني شراكة عالقات إنشاء جانب إلى الغالل، وصوامع الرياضية والنوادي القطاعني العام واخلاص يف قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية. ويعمل مكتب اخلصخصة – الذي أنشئ مؤخرا - على حتديث استراتيجية اخلصخصة

لعام (٢٠٠٤م) ووضع إطار لعالقات الشراكة بني القطاعني العام واخلاص.

العربية اململكة - ٢٠١٧ لعام الرابعة املادة مشاورات » الدولـي، النقـد صنـدوق (١٠٣)السعودية «، التقرير القطري رقم ١٧/٣١٦ الصادر عن صندوق النقد الدولي.

233

:(Digital Economy) ٦-٢-٢- االقتصاد الرقمي

أكدت أبحاث روبرت لوكاس (١٩٨٨م) (١٠٤)، وبول رومر (١٩٨٦، ١٩٩٠م) (١٠٥) ، على أن رأس املال البشري ثروة المادية، يتضمن املعارف والقدرات اإلنسانية يف االبتكار التي أصبحت ذات قيمة سلعية، أي تباع وتشترى وتستثمر فتساهم إذا االنتشار سريع أنه البشري املال رأس خصائص أهم ومن الثروة. خلق يف وأن وتدريبية، وتعليمية بحثية مؤسسات من لذلك الالزمة القنوات إرساء مت مردوده يتزايد كلما تزايد استعماله واستثماره. وقد تنبهت العديد من الدول ذات التجارب التنموية الناجحة يف جنوب شرق آسيا إلى أهمية رأس املال البشري يف رفع التحديات التنموية. ومن القطاعات ذات احملتوى املرتفع من رأس املال العقد يف يعرف أصبح ما ترسيخ من مكن الذي الرقمي القطاع هو البشري

املاضي باالقتصاد الرقمي، وهو جزء من أجزاء االقتصاد القائم على املعرفة.

٦-٢-٢-١- السمات األساسية لالقتصاد الرقمي:

االقتصادي للنمو األهمية متزايد محرك مبثابة الرقمي االقتصاد يعد يف تسريع التنمية االقتصادية، وتعزيز إنتاجية هاما الشامل، حيث يلعب دورا شامل مستدام منو وحتقيق جديدة وصناعات واألسواق القائمة، الصناعات االقتصاد عن سماته من كثير يف يختلف بذلك وهو التنمية. يف وكذلك الصناعي، حيث إنه يف ظل االقتصاد الرقمي تتحول املعرفة إلى شكل رقمي من يتطلب مما اإلنتاجية، املنظومة ويف السوق يف السلع أهم من وتصبح واالستثماري والتشريعي االقتصادي القرار وأصحاب االقتصاديني الفاعلني معرفة كيفية احلصول على هذه املعرفة وتوظيفها وجتديدها. ويشمل االقتصاد الرقمـي جميع الشبكات اإللكترونية والتقنية الرقمية وجميع السلع واخلدمات املقدمة أو املتبادلة على تلك الشبكات أو باستخدام هذه التقنيات. وبالتالي فهو (104) Robert Lucas, 1988. On the mechanics of economic development. Journal of Monetary

Economics, 1988, vol. 22, issue 1, 3-42(105) Romer, Paul M., “Endogenous Technological Change,” Journal of Political Economy, Octo-

ber 1990, 98 (5), S71–S102.Romer, Paul M, “Increasing Returns and Long-Run Growth,” Journal of Political Economy, Octo-

ber 1986, 94, 1002–1037

234

يشمل قطاعات االتصاالت، واملعلوماتية واإللكترونيات، وأيضا خدمات التجارة والوساطة اإللكترونية على شبكة اإلنترنت ووسائل اإلعالم الرقمية.

التي واملعرفية املعلوماتية الصناعة هو الرقمي، االقتصاد مييز ما ولعل تعتمد على العقول البشرية بشكل رئيسي وعلى التشريعات القانونية والتنظيمية املواكبة، سواء على مستوى التنظيم أو إدارة النزاعات التي قد تنجم عن معامالت

االقتصاد الرقمي والتجارة اإللكترونية. ويستفاد من التقنية الرقمية لتحقيق مكاسب يف اإلنتاجية عبر التخفيض من واإلنتاجية ،(Economies Scale) «الوفرة «واقتصاد اإلجناز، وسرعة الكلفة، احلديـة غير املتناقصة (non-decreasing marginal productivity) ، وإرساء

التنظيم اإلنتاجي املناسب واألجدى، والنمو بشكل أسرع. ولئن كان لهذه التقنيات الرقمية آثار سلبية يف املدى القصير (تدمير فرص العمل يف بعض القطاعات، وزيادة الضغط على العمال الذين يستخدمون هذه املدى يف اإليجابية انعكاساتها لها أن إال ونحوها)، مكثف، بشكل التقنيات البعيد، حيث تعيد بنية االقتصاد وتوجه موارده نحو القطاعات الواعدة وتدفع القوى العاملة نحو التسلح باملعارف اجلديدة، وما تدني نسب البطالة يف الدول الرقمية للتقنيات إن إذ ذلك. على دليل إال املتطور الرقمي االقتصاد ذات فوائد أعلى بكثير من تكاليفها املباشرة وغير املباشرة. مما يتطلب اغتنام فرص تقنية املعلومات واالتصاالت إلعادة تعريف منوذج أعمالها وحتسني االندماج يف االقتصاد العاملي، ومن ثم العمل على متلك هذه التقنيات اجلديدة، وأن يكون

للقطاع العام دور محوري يف هذا اإلطار.

٦-٢-٢-٢- التحديات التي تواجه االقتصاد الرقمي:

بطبيعته، والعوملة للسوق داعما يعد الرقمي االقتصاد أن من الرغم على إال أنه قد يحدث اختالالت كبيرة يف التوازن االقتصادي يف ظل غياب اإلدارة عالة، مما قد يساهم يف تعزيز عدم االستقرار السياسي واالجتماعي. األمر الفامللكية حقوق حتمي وشاملة عادلة اجتماعية مؤسسات بناء يستدعى الذي والسوق الدولة أدوار حتديد من البد كان هنا ومن األسواق. كفاءة وتضمن

235

بوضوح وبشكل مناسب وفعال. وهناك بعض التحديات التي قد تواجه االقتصاد الرقمي، ويتطلب األمر التعامل معها مبنهجية محددة ووفقا ألفضل املمارسات

الدولية، ومن أبرز تلك التحديات ما يلي:• سد الفجوة الرقمية على الصعيد االجتماعي، والتوزيع اجلغرايف.

• إيجاد بنية حتتية رقمية موثوقة وقوية لزيادة الترابط العاملي.

• تعزيز املعرفة الرقمية، ومهاراتها يف كل أنواع التعليم مدى احلياة.

وتوفير الناشئة، والشركات واملتوسطة الصغيرة املؤسسات • تعزيز

مواردها املالية وخدماتها.• تنفيذ سياسات التنظيم يف القطاع اخلاص الالزمة لتقوية املنافسة يف

االقتصاد الرقمي.• تبني املعايير الدولية للمنتجات الرقمية.

واحترام املستهلك، وحماية واالتصاالت، املعلومات أمن • تعزيز

خصوصيته.• ضمان حرية تدفق املعلومات مع احترام األطر املشروعة للخصوصية.

٦-٢-٢-٣- مجاالت تطبيق االقتصاد الرقمي:

تعزيز يف تتمثل مستدام، رقمي اقتصاد لبناء رئيسية محاور ثالثة هناك البنية التحتية، وبناء ميزة تنافسية، وإقامة شراكة مع الدول املتقدمة، وميكن

استعراض تلك احملاور على النحو اآلتي:احملور األول: تعزيز البنية التحتية:

املال لرأس املخصصة اإلجمالي احمللي الناجت حصة زيادة البشري االبتكاري بالتركيز على نظام التعليم ومراكز الدراسات والبحث، وربطها بالشبكات العاملية، حتى يتسنى االستفادة من Innovation and knowledge اآلثار اخلارجية للمعرفة واالبتكار

.externalities

حتديث التجهيزات والبرمجيات املستعملة بصفة دورية استجابة للتطور السريع يف التقنيات الرقمية العاملية.

236

إخضاع نوعية البنى التحتية للمقاييس العاملية من حيث األداء واختصاص القائمني عليها والعاملني فيها.

تقليص االعتماد على األمناط اجلاهزة واالعتماد أكثر على إنتاج متطلبات البنـى التحتية محليا، بغية امتالك التقنيات احلديثة، واملساهمة يف تطويرها، وتقليص تكلفتها، وكذلك تطويعها لإلطار

االجتماعي والثقايف احمللي. تعزيز الشراكة بني القطاعني العام واخلاص وحتفيز هذا األخير بحوافز ضريبية ودعم مباشر أو عبر األسعار لينخرط أكثر يف

االستثمار يف رأس املال البشري االبتكاري.احملور الثاني: بناء ميزة تنافسية:

وبرمجيات تطبيقات من الرقمية التقنيات استعمال تعميم وأجهزة محمولة مساهمة يف االنتقال إلى مجتمع املعرفة.

ترتقي حتى الرقمي، املجال يف للعمالة التدريب مراكز تخصيص إنتاجياتها ومهارتها وتقل بالتالي تكلفتها بالنسبة الى الدول األخرى.

نظم وتعزيز واإللكترونية، املعلوماتية للنظم املتواصل التحديث .Electronic Security System)) األمن اإللكتروني

إرساء بنى حتتية ومدن تقنية مرتبطة بالشبكات العاملية وخصوصا بسلسلة القيمة العاملية يف جانب مدخالتها ومخرجاتها.

) حتى تقل Basel) تطوير النظام البنكي وإخضاعه ملعايير بازلللعمالء الضمانات وتتعزز البنكية واألزمات الصرف مخاطر

األجانب واحملليني.احملور الثالث: إقامة شراكة مع الدول املتقدمة:

حتديد مناذج أعمال محددة تأخذ بعني االعتبار سلوك اإلنتاج واالستهالك يف البلدان الناشئة.

للشبكات املستخدمني وصول ووسائل املعدات بنوعية االرتقاء واخلدمات اإللكترونية.

237

االرتقاء بدرجة التحكم الذاتي يف استخدام التقنيات الرقمية. إيجاد على القدرة حيث من الفنية، املهارات مبستوى االرتقاء واستخدام املعلومات على اإلنترنت، واستخدام محركات البحث،

ومعاجلة املشاكل التقنية.

:(١٠٦)Circular Economy - ٦-٢-٣- االقتصاد الدائري

يف عالم محدود املوارد هناك حاجة ماسة إلى تطوير مناذج اقتصادية جديدة تعنى مبفهوم التنمية املستدامة، مبعنى أن النموذج الصناعي يف استهالك املنتج ثم التخلص منه يعتبر منوذجا اقتصاديا غير مستدام، وهنا يأتي مفهوم «االقتصاد املمارسات تغيير خالله من ليجري االستدامة، فرصة مينح الذي الدائري» إعادة مثل استخدامه إعادة إلى النفايات، يف املنتج من التخلص يف السائدة «االقتصاد فإن ثم ومن للمنتج. التدوير إعادة أو التصنيع إعادة أو إصالحه الدائري» يهدف إلى تغيير الطريقة التي نعيش بها من خالل اعتماد التطوير واالبتكار يف الصناعة واالستهالك. وقد بدأت العديد من الدول والشركات يف تبني نهج أكثر دائرية يف اإلنتاج واالستهالك والدفع باالبتكار كمكون أساسي

(١٠٦) للمزيد من املعلومات االطالع على املصادر التالية:- Circular Economy Denmark as a Circular Economy Solution Hub, Version 1.0, Novem-

ber, 2016 https://stateofgreen.com/files/download/10574 -Towards the Circular Economy Accelerating the Scale-Up across Global Supply Chains,

Prepared in collaboration with the Ellen MacArthur Foundation and McKinsey & Company, January 2014, World Economic Forum, and Switzerland.

http://www3.weforum.org/docs/WEF_ENV_TowardsCircularEconomy_Report_2014.pdf

- Towards a circular economy –Waste management in the EU, EPRS | European Parlia-mentary Research Service, September 2017.

http://www.europarl.europa.eu/RegData/etudes/STUD/2017/581913/EPRS_STU(2017)581913_EN.pdf

- Towards the Circular Economy Opportunities for the Consumer Goods Sector, the El-len MacArthur Foundation, 2013.

https://www.ellenmacarthurfoundation.org/assets/downloads/publications/TCE_Report-2013.pdf

- Indicators Circular Economy, German National Academy of Sciences Leopoldina 2016.https://www.easac.eu/fileadmin/PDF_s/reports_statements/Circular_Economy/EASAC_

Indicators_web_complete.pdf

238

«االقتصاد وسيكون العالم. حول والشركات واملنظمات الدول سياسات يف الدائري»، واحدا من أكثر القضايا االستراتيجية املثارة خالل السنوات املقبلة،

ويهيئ لالعتماد على االبتكار ونشر النماذج االقتصادية املرنة.ويعد االستمرار يف النهج اإلنتاجي واالستهالكي التقليدي، والتأثيرات الضارة للنظم الصناعية احلالية على البيئة، من األمور التي تهدد مستقبل البشرية. األمر الذي يستدعى تطوير بدائل والبحث عن رؤى أكثر توافقا مع الطبيعة وأقل االقتصاد ويعتبر استدامة. أكثر ثم ومن ملواردها، واستنزافا بالبيئة، إضرارا الدائري من بني تلك األفكار الكبرى البازغة يف العالم اآلن، الذي يتماشى مع التوجهات العاملية يف االستدامة، ومع القيم اإلنسانية والدينية، فاحلفاظ على البيئة واملقدرات الطبيعية واجب ديني وأخالقي وإنساني جتاه األجيال احلالية املخلفات، إدارة كفاءة ورفع احلياة، جلودة األساسية املقومات ومن والقادمة،

واحلد من التلوث مبختلف أنواعه .

٦-٢-٣-١- السمات األساسية لالقتصاد الدائري:

للمعماري وفقا (١٩٧٦م)، عام إلى الدائري» «االقتصاد مفهوم يعود النموذج، هذا مؤسسي أحد ،(Walter Stahel) ستاهيل» «والتر السويسري الذي تختلف أهدافه عن اقتصاد اإلنتاج التقليدي، حيث أنه يعمل على احلفاظ على قيمة املنتوجات وإدارة املخزون وإعادة بناء رأس املال سواء كان طبيعيا أو

تصنيعيا أو بشريا (١٠٧).لتقليل واخلدمات املنتجات استخدام إعادة إلى الدائري» ويهدف «االقتصاد النفايات والهدر، وحتسني كفاءة املوارد، على طول سلسلة القيمة من املواد اخلام ز إلى املنتجات ثم إعادة استخدام املوارد يف نهاية عمر املنتج. ومن ثم فهو يحف

االبتكار ويشجع على اإلنتاج الصديق للبيئة واالستهالك الرشيد وإعادة التدوير.وبناء عليه، ميكن تعريف ”االقتصاد الدائري“ بأنه: ذلك االقتصاد الصناعي الذي ال ينتج نفايات أو يحدث تلوثا، من بداية تصميمه. وهو يحتوي على نوعني

(107) https://www.ellenmacarthurfoundation.org/circular-economy/schools-of-thought/performance-economy

239

من املدخالت، هما: مدخالت بيولوجية مصممة لكي تعود للدخول يف املجال داخل عالية بجودة للتدوير مصممة تقنية مدخالت وأخرى بأمان، احليوي منظومة اإلنتاج دون أن تدخل املجال احليوي، وقابلة لإلصالح والتجديد منذ تصميمها. كما يعد من سمات ”االقتصاد الدائري“ التحول من الوقود األحفوري سمات من كسمة التنوع دور على والتأكيد املتجددة، الطاقة استخدام إلى

األنظمة املرنة واملنتجة.وقد استخدم مصطلح «االقتصاد الدائري» للمرة األولى من قبل اثنني من خبراء االقتصاد البيئي البريطانيني، هما: بيرس وتومر يف كتابهما: اقتصاديات املوارد الطبيعية والبيئة، حيث أشارا إلى أن االقتصاد الصناعي تطور دون أن يتضمن يف بنيته األساسية فكرة إعادة التدوير، األمر الذي انعكس يف التعامل مع البيئة باعتبارها مستودعا للنفايات. بينما االقتصاد الدائري يرتكز على دراسة األنظمة وردود األفعال، وبشكل خاص املنظومات احليوية، ومن النتائج الرئيسية لذلك االهتمام بالنظم يف االقتصاد الدائري بروز كل من مفهوم حتسني النظم

بدال من املكونات، ومفهوم التصميم للمالءمة.

٦-٢-٣-٢- التحديات التي تواجه االقتصاد الدائري:

على الرغم من أن هناك العديد من الفوائد العتماد «االقتصاد الدائري»، للدخل، جديدة مصادر وجذب التكاليف، تخفيض يف اإلسهام يف تتمثل التي حال األزمات بعض آثار من والتقليل املصالح، أصحاب مع العالقات وتعزيز إال التجارية. قدراتها وتعزيز الشركات استدامة ضمان إلى إضافة حدوثها، أن تبني هذا املفهوم الزال يواجه عدة حتديات، خاصة يف دول مجلس التعاون اخلليجي، حيث التعاطي مع هذا املفهوم ما زال دون املستوى، وهي مسألة بحاجة إلى معاجلة من قبل اجلهات املشرعة يف أكثر من جانب كتشجيع القطاع اخلاص على تبني هذا املفهوم، وسن قوانني جديدة تتماشى مع االستثمار يف «االقتصاد الدائري»، وتنفيذ املشاريع وفق أطر مناسبة، وتطوير مهارات األيدي العاملة يف هذا املجال، إضافة إلى توجيه منط االستهالك إلى املنتجات املعاد تدويرها. التحديات حتويل يف حاسما أمرا واخلاص العام القطاعني بني التعاون ويعد

240

االقتصادات وأن خاصة والعاملي، واإلقليمي الوطني املستوى على فرص إلى الدائرية ذات مستقبل جتاري واعد.

٦-٢-٣-٣- مجاالت تطبيق االقتصاد الدائري:

املوارد واستغالل الدائري» «االقتصاد مفهوم لتطبيق كبيرة فرص هناك االقتصاد تنمية يف اإلسهام بهدف املجتمع يف املوجودة النفايات من الهائلة الوطني وتطوير هذا القطاع احليوي وتطبيقات «االقتصاد الدائري» الذي سوف هذا سيكون إذ الوقت مرور مع العاملي االقتصاد يف متزايدة أهمية له يكون القطاع من أهم القطاعات ذات القيمة املضافة والربحية املرتفعة، خاصة وهو ميثل القطاع اإلنتاجي الوحيد الذي توجد وفرة يف املواد التي يحتاجها وبأسعار

زهيدة، مما يسهم يف منوه وتطويره كرافد مهم من روافد التنمية املستدامة.ويقدم «االقتصاد الدائري» منوذجا اقتصاديا جديدا يهتم بتغيير كل أساليب اإلنتاج وأمناط االستهالك غير املستدامة. ويهدف حلفظ قيمة املنتجات واملواد واملوارد يف االقتصاد ألطول فترة ممكنة من عمر االستخدام وتقليل النفايات بشكل كبير، وهو يساهم يف تعزيز الكفاءة وخفض استهالك الطاقة الكهربائية االقتصادي النظام حتديث إلى إضافة الكربون، أكسيد ثاني غاز وانبعاثات تنظيم وإعادة بتغيير الدائري االقتصاد ويعني مستدامة. عمل فرص وخلق اإلنتاج واالستهالك من خالل أربعة عناصر رئيسية، هي: إعادة تصميم سالسل والسياسات املستهلكني سلوك يف والتغيير التقنية، وتطوير واالبتكار التوريد،

والتنظيمات التي متكن لهذه التغييرات.ومن شأن تبنى مفاهيم «االقتصاد الدائري» التشجيع على استخدام التقنية تدويرها وإعادة املواد استخدام إعادة فيها يتم وأنظمة منتجات خلق لدعم معدالت خفض يف معاييره تطبيق يساهم أن املتوقع ومن تصنيعها. إعادة أو النفايات املتراكمة يف مرادم النفايات وخفض نسب تلوث الهواء وإيجاد حلول هذه تطبيق إسهام خالل من وذلك املناخ، تغير مشكلة ملجابهة استراتيجية املعايير يف تخفيض كمية الطاقة التي حتتاجها عمليات اإلنتاج الصناعي لتحويل املواد اخلام األولية إلى منتجات صاحلة لالستعمال، إضافة إلى ذلك فإن فكرة

241

شراء اخلدمة بدال من املنتج ستساهم بقدر ملموس يف احلد من النفايات التي تتراكم وتتسبب مبرور السنوات يف مشكالت بيئية خطيرة.

وبناء عليه، فإن هناك حاجة متزايدة لتبني وضع استراتيجية وطنية يف مجال الطبيعية املوارد حملدودية نتيجة ،(Circular Economy) الدائري االقتصاد تلك تعتمد أن ويجب السكاني، النمو لتسارع عليها املتزايد الطلب وضغوط تتميز الذي الشامل، مبعناها اإلنتاج يف االستدامة مفاهيم على االستراتيجية عمليات التصنيع فيه باستخدام املوارد بكفاءة وبكميات أقل، تتغير فيه املمارسات السائدة يف التخلص من املنتج، بعد استهالكه، بإعادة إصالحه أو إعادة تصنيعه مناذج تطوير على العمل إلى إضافة استهالكه، إلعادة تهيئة تدويره إعادة أو بنهجه يتسم الذي الراهن االقتصادي النموذج محل حتل جديدة اقتصادية اإلنتاجي واالستهالكي املفرط يف استخدام املوارد الطبيعية، مبا يترتب على ذلك

من استنزاف لتلك املوارد وإحلاق أضرار بالبيئة تهدد مستقبل البشرية جمعاء. الصناعة يف واالبتكار التطوير اعتماد االستراتيجية تلك أهداف ومن أكثر منهجيات تبني يف والشركات الدول من العديد بدأت وقد واالستهالك. دائرية يف اإلنتاج واالستهالك، وذلك من خالل اعتماد االبتكار باعتباره قوة الدفع للمهددات التصدي بهدف وذلك املنهجيات، تلك وتنفيذ بلورة وراء األساسية التي تواجه مستقبل البشرية التي تستدعي تطوير بدائل، والبحث عن رؤى أكثر

توافقا مع الطبيعة وأقل إضرارا بالبيئة واستنزافا ملواردها.

:(١٠٨) «Sharing Economy» - ٦-٢-٤- االقتصاد التشاركي

تتجه كثير من الدول لدعم منوذج االقتصاد التشاركي يف العديد من املجاالت واخلدمات األساسية مثل مجاالت النقل واخلدمات اللوجستية وتبادل املهارات

(١٠٨) للمزيد من املعلومات االطالع على ما يلي:http- ://alqabas.com/453454/http- ://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2016-02-08-1.2568324Yaraghi- , Niam; Ravi, Shamika (2017). “The Current and Future State of the Sharing Economy,” Brookings India IMPACT Series No. 032017. March 2017.European- Union, “The sharing economy: accessibility based business models for peer-to-peer markets”, Luxembourg, September 2013.

242

يف التوجه هذا ويأتي وغيرها. واإلسكان والتجارة واإلنتاج الفكرية وامللكية إطار تعزيز توجه هذه الدول نحو اإلدارة الالمركزية لبعض اخلدمات األساسية غير واملنظمات والشركات لألفراد أكبر فرصة وإتاحة للمواطنني مة املقد

الربحية الستثمار مواردها الفائضة عن احتياجها سواء البشرية أو املادية.وقد أوجد االقتصاد التشاركي أسواقا جديدة لالستثمار يف مجاالت لم تكن ذات خصائص استثماريه يف املاضي مثل ظهور العديد من املنصات اإللكترونية التي توفر وسائل جديدة لألفراد جلني دخل مادي من خالل مشاركة ممتلكاتهم جنح فقد اإلطار، هذا ويف آخرين. أفراد مع استهالكية وخدمات سلع من عدد ال يستهان به من املواقع اإللكترونية والتطبيقات بالدول العربية يف توفير

منظومة واسعة من اخلدمات بأسعار تنافسية للمستخدمني.

٦-٢-٤-١- السمات األساسية لالقتصاد التشاركي:

يعرف االقتصاد التشاركي بأنه نظام اجتماعي اقتصادي يقوم على مشاركة املوارد واألصول البشرية واملادية بني األفراد واملؤسسات اخلاصة والعامة. كما يعرف بأنه نظام تبادل للسلع واخلدمات بشكل مباشر بني األشخاص من خالل منصات رقمية، وهو لذلك يعتمد بشكل أساسي على تقنية املعلومات كمنصة ومنافسه ”أوبر“ تطبيق ويعتبر والعمالء، األعمال صاحب بني للربط أساسية

العربي تطبيق ”كرمي“ أمثلة ناجحة لتطبيق هذا النظام االقتصادي اجلديد.ويرى العديد من املتخصصني أن االقتصاد التشاركي ينطوي على مميزات إيجابية ميكن تطبيقها يف مجال الرعاية الصحية مثل االعتماد أكثر على تقنية للممارس الصحي أو املعلومات يف عرض املوارد الفائضة واالنتفاع منها سواء املنظمات الصحية (ربحية وغير ربحية)، وتقليل املركزية يف إدارة وتقدمي اخلدمات الصحية. ويتطلب تطبيق هذا النظام استخدام وسائل جديدة للرقابة والضبط،

واملعايير الالزمة للجودة وتسعير اخلدمات وحماية خصوصية البيانات.ويف هذا السياق، تعد الشركات الناشئة يف دول اخلليج العربية، مثل شركة بارزا كرمي (تقدر قيمتها بأكثر من مليار دوالر)، وواش مني، وبي هايف، مثاال لالقتصاد التشاركي، ويزداد عمالء تلك الشركات يف جميع أنحاء املنطقة بوتيرة

243

سريعة. وقد برزت العديد من اآلثار اإليجابية لالقتصاد التشاركي على اقتصادات دول اخلليج العربية يف عدة أصعدة. حيث ساهمت منصات االقتصاد التشاركي يف استخدام األصول غير املستغلة من خالل تطبيقات منخفضة التكلفة على األجهزة اخلليوية، إضافة إلى اطفاء مرونة أكثر على إدارة األعمال مما أدى إلى توفير فرص عمل جديدة، السيما جليل الشباب، والفئات األخرى غير الناشطة

بشكل كبير يف سوق العمل، مثل النساء وسكان املناطق الريفية.

٦-٢-٤-٢- التحديات التي تواجه «االقتصاد التشاركي»:

أحد التحديات الرئيسة التي تواجه هذه النوعية من «اخلدمات التشاركية» عدم خضوعها لألطر التنظيمية التي حتكم املجاالت التقليدية، رغم أنها تلقى تأييدا من العاملني وتنظم شؤونها. وعلى الرغم من أن االقتصاد سيكون أكثر تشاركيا يف املستقبل، وستستمر التقنيات الرقمية ومنصات التقنية احلديثة يف تغير وجه املجتمعات واالقتصادات يف العالم، إال أنه توجد بعض التحديات قد

تبطئ من وتيرة منو منصات االقتصاد التشاركي، من أبرزها:سلطة امتالك عدم أي التنظيمية: الهياكل وضوح أو مالءمة عدم ١ (تنظيمية ونظام قانوني واضحني لالقتصاد التشاركي، مما يعني أن هذه

املنصات تعمل وفق أسس قانونية غير واضحة.مخاوف وإبداؤهم املنصات، تلك يف املنطقة يف املستهلكني ثقة تدني ٢ (

جتاه قضايا حماية البيانات واجلودة.كونهم سيما ال التشاركي، االقتصاد إلى للدخول املنافسني معارضة ٣ (

يستثمرون بكثافة للحصول على تراخيص عمل.صرامة سياسات العمل، وعدم تغطيتها أحيانا سياسة الدوام اجلزئي، ٤ (أو ال جتيز للوافدين العمل ملصلحة طرف آخر، مما يحد من إمكانيات

االقتصاد التشاركي.محدودية حاجة مواطني دول اخلليج إلى اخلدمات التي يوفرها االقتصاد ٥ (التشاركي، بسبب سهولة الوصول إلى العمالة منخفضة التكاليف، وعند

احلاجة غالبا ما يستعان بأشخاص من ضمن دائرة العائلة نفسها.

244

٦-٢-٤-٣- مجاالت تطبيق االقتصاد التشاركي:

تستطيع الدول العربية وخاصة اخلليجية االستفادة من منصات االقتصاد التشاركي من خالل االستثمار يف األصول واملوارد البشرية غير املستغلة. وقد صة خمسة قطاعات واعدة يتوقع أن يكون لها تأثير دت الدراسات املتخص حدوالنقل، واإلقامة، (السكن مثل واالقتصادي، االجتماعي الصعيد على كبير

واخلدمات املالية، وخدمات األعمال، واخلدمات املنزلية). يتطلب استغالل اإلمكانيات الكاملة لالقتصاد التشاركي، وجتنب آثاره السلبية احتياجاتها يلبي مبتكر نهج تبني العربية الدول يف احلكومات من احملتملة، االجتماعية واالقتصادية وأهدافها اإلمنائية. وسيعتمد ذلك على إمكانية خلق فرص عمل أو مواجهة خطر فقدان الوظائف، ومنو االقتصاد الرقمي، وتقبل مفهوم االقتصاد التشاركي، ومعايير اجلودة وغيرها. وبناء عليه، فيتوجب على الدول العربية حتديد أولوياتها يف هذا املجال، ومن ثم اعتماد الركائز األساسية

التالية:الركيزة األولى: اعتماد منوذج حوكمة واضح: مراقبة كل جهة حكومية تأثيرات ومعاجلة بنشاطها، الصلة ذات التشاركي االقتصاد فعاليات منصاتها فيها. وإنشاء جلنة مشتركة بني القطاعات تتولى مهمة التنسيق بينها، وهيئات تنظيم اإلنترنت بشأن اآلثار الواسعة لالقتصاد التشاركي.ولوائح أنظمة وضع واللوائح: األنظمة مواءمة الثانية: الركيزة واضحة حلماية املستهلكني ومقدمي اخلدمات، لضمان املنافسة العادلة السوق، دخول متطلبات أساسية: محاور ثالثة تشمل التي السوق، يف

واملسؤولية القانونية، وحماية كل من املستهلك ومقدم اخلدمة.هياكل حتديد ينبغي العمل: سياسات هيكلة إعادة الثالثة: الركيزة

العمل اجلديدة وتعزيزها.الركيزة الرابعة: الضرائب: دمج جميع اجلهات الفاعلة يف االقتصاد

التشاركي، يف األنظمة الضريبية التي يجري تطبيقها يف تلك الدول.ذات التشاركي االقتصاد منصات جعل التوطني: اخلامسة: الركيزة

245

نهج اتباع خالل من الدول ملشاكل محلية حلول فإيجاد محلي. طابع للتوسع يف هذا املجال أساسيا يعطي أولوية للقاعدة الشعبية، يعد أمرا

باملنطقة.

وانطالقا من أهمية االقتصاد التشاركي وملا له من تأثير كبير على الصعيد على تركز استراتيجية إعداد إلى احلاجة تبرز واالقتصادي، االجتماعي املالية، واخلدمات والنقل، واإلقامة، السكن منها: والتي الواعدة، القطاعات سن إلى بحاجة االستراتيجية تلك املنزلية. واخلدمات األعمال، وخدمات بيئة وإيجاد التشاركية، املنصات يف ثقتهم وزيادة املستهلكني حلماية سياسة آمنة وتشريعات وقوانني توفر لهم الثقة واحلماية يف االقتصاد التشاركي، وتدعم للقوى اجتماعية حماية وتوفير باالزدهار، له وتسمح االقتصاد هذا منصات

العاملة فيه.

:(١٠٩) The Fourth Industrial Revolution - ٦-٢-٥- الثورة الصناعية الرابعة

يستخدم مصطلح: «ثورة صناعية» للتعبير عن التحوالت والتغيرات النوعية التي طرأت على وسائل اإلنتاج يف الصناعات القطنية والتعدينية ويف صناعة اآلالت خالل النصف الثاني من القرن الثامن عشر. وقد أدت هذه الثورة إلى تغيير جذري يف تقنيات اإلنتاج من حيث االستعاضة عن العمل اليدوي بالعمل اآللي/امليكانيكي، ومن ثم، االنتقال من نظام اإلنتاج يف املشاغل إلى نظام اإلنتاج

(١٠٩) للمزيد من املعلومات االطالع على الروابط التالية:- الثورة الصناعية الرابعة: بناء املؤسسات الصناعية الرقمية، استطالع الثورة الصناعية

الرابعة ( 0.4Industry) يف الشرق األوسط لعام 2016https- ://www.pwc.com/m1/en/publications/documents/middle-east-indus-try-4-0-survey-ar.pdfhttps- ://www.weforum.org/agenda/2016/01/the-fourth-industrial-revolu-tion-what-it-means-and-how-to-respond/http- ://www.digitaljournal.com/tech-and-science/technology/review-new-book-outlines-the-fourth-industrial-revolution/article/503254https- ://www.almrsal.com/post/262428http- ://aitmag.ahram.org.eg/News/83427.aspx

246

اآللية الصناعة إلى اليدوية، اآلالت من أيضا االنتقال أو املعامل/املصانع يف الكبيرة القائمة على اآلالت املتطورة.

البشر حياة أمناط تغير يف كبير بشكل التقنية ساهمت التطورات وقد عبر التاريخ، سواء سياسيا أو عسكريا، أو اقتصاديا أو حتى مجتمعيا، فغيرت وشكلت احلروب، من مختلفة أجياال وطورت األفراد، بني التواصل طرق من قوة دافعة لالقتصاد، وأظهرت أمناطا مختلفة من السلوكات، وأوجدت أنواعا جديدة من الثقافات، وغيرت من أشكال احلكومات وهياكل املدن واملجتمعات،

وضاعفت التهديدات.

٦-٢-٥-١- السمات األساسية للثورة الصناعية الرابعة:

بالثورة البعض يسميها جديدة، صناعية ثورة أعتاب على العالم بات واإلنترنت، الذكية والتقنيات االصطناعي الذكاء يقودها الرابعة، الصناعية وقد جاءت هذه الثورة بعد الثورة الصناعية األولى يف القرن الثامن عشر التي استخدم فيها البشر قوة البخار يف إجنلترا ومن بعدها الواليات املتحدة، والثورة الصناعية الثانية يف القرن التاسع عشر التي متيزت باكتشاف الكهرباء مما أدى إلى طفرات يف النقل واملواصالت، والثورة الصناعية الثالثة التي قادتها تقنية احلاسب واملعلومات إلى احلد الذي جعلها توسم بالثورة الرقمية؛ التي بدأت يف ستينيات القرن العشرين وانتشرت بسرعة كبيرة لتغطي كافة الكرة األرضية

بنهاية القرن العشرين.على مثلها التاريخ يشهد لم ثورة بأنها الرابعة الصناعية الثورة وتتميز KLAUS اإلطالق من حيث تأثيرها على البشرية، على حد قول البروفيسور – SCHWAB املؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى االقتصادي الدولي وصاحب

كتاب: (الثورة الصناعية الرابعة). وجتمع هذه الثورة بني كل إجنازات الثورات السابقة يف الصناعة والطاقة واالتصاالت واملواصالت، وتضيف إليها إجنازات يف مجاالت جديدة تتداخل وتتكامل وتتبادل التأثير فيما بينها، يحكمها تقنيات الذكاء االصطناعي واإلنترنت، ومن ضمنها: تقنية النانو، والتقنية احليوية، وعلم الوراثة، والذكاء الصناعي والروبوتات، والطاقة. فتنتج عن ذلك قواعد معلومات

247

عمالقة وقدرات غير محدودة على حتليل البيانات واملعلومات، وعمالت وأسواق افتراضية، ومخازن هائلة للطاقة، وسيارات ذاتية القيادة وطائرات بدون طيار، وطابعات ثالثية األبعاد، وفاكهة بال بذور، ومتاجر افتراضية للسلع واخلدمات. ومن املؤكد أن الثورة الصناعية الرابعة سوف تؤثر وتشمل على جميع املجاالت

االقتصادية والصناعية.ومن إيجابيات ”الثورة الصناعية الرابعة“ أنها توفر فرصا واسعة للمجتمعات واالجتماعية االقتصادية التنمية من عالية معدالت حتقق كي البشرية واإلنسانية عموما، بتخفيضها لتكاليف اإلنتاج، وبالتالي تأمني خدمات ووسائل نقل واتصال جتمع بني الكفاءة العالية والتكلفة األقل. وكذلك املساهمة يف رعاية صحية أفضل لإلنسان، كما أنها تختصر الكثير من الوقت الالزم لعملية التطور، وتعميم منجزاتها على العالم… الخ. غير أنها تفرض يف الوقت ذاته حتديات غير

مسبوقة على املجتمعات البشرية.

٦-٢-٥-٢- التحديات التي تواجهها الثورة الصناعية الرابعة:

تستلزم أنها يف منها األول يتمثل التحديات، من العديد الثورة هذه تواجه وسياسية. اجتماعية هيكلة بالضرورة بها تلحق شاملة، اقتصادية هيكلة إعادة ويتلخص التحدي الثاني يف أن حتقيق أهداف «الثورة الصناعية الرابعة» يتطلب بنية اقتصادية واجتماعية وسياسية متطورة، مبا يتواءم مع املضمون اجلديد، الذي تفرضه هذه «الثورة»، ملفهوم التنمية الشاملة واملستدامة. ويكمن التحدي الثالث يف

مدى االستعداد لتقبل تغير القيم الثقافية واالجتماعية نتيجة لهذه «الثورة».باملقابل، يتمثل االنعكاس السلبي الرئيس للثورة الصناعية الرابعة األكثر تأثيرا املتوقع من حيث واسع، نطاق على البطالة انتشار يف البشرية املجتمعات على تقليص فرص العمل بنسبة (٥٠ ٪)، خاصة وظائف الفئات الوسطى والدنيا من األيدي العاملة أي ”الوظائف البسيطة“ التي ال حتتاج إلى خبرات علمية وتقنية عالية. كما يعد من سلبيات هذه ”الثورة“، عدم كفاية إجراءات حماية املؤسسات االقتصادية من الهجمات اإللكترونية. ويعتمد سد هذه الثغرة على أشكال جديدة

من التعاون بني كل دول العالم التي مازال الوصول إليها متعثرا.

248

٦-٢-٥-٣- املجاالت الالزم تهيئتها للتعامل مع الثورة الصناعية الرابعة:

تبرز حاجة ماسة لتهيئة البيئة املناسبة للتعامل مع الثورة الصناعية الرابعة. فإذا كانت املجتمعات املتقدمة تعد نفسها لسوق عمل مختلف من خالل مبدأ العاملني لتدريب أكبر حاجة لديها العربية الدول فإن احلياة»، مدى «التعلم العمل بيئة يف املتوقعة التغيرات مع التكيف على ومساعدتهم مستمر، بشكل للتعامل جذري بشكل التعليم هيكلة إعادة إلى إضافة القادمة. الفترة خالل يستطيع لكي قصيرة تدريبية دورات خالل من القادمة، الصناعية الثورة مع عصر يف والعلمية والثقافية التقنية للمتغيرات واالستعداد التعامل املواطن

الثورة الصناعية الرابعة. وهناك خمسة مجاالت رئيسية يجب التعامل معها:ذلك يف الرابعة، مبا الصناعية للثورة الوعي بالسمات الرئيسة تعزيز ١ (احمللي املستويني على تطبيقاتها، أهم وكذلك واملخاطر، الفرص من

والدولي.التغيرات يف الكبيرة املزايا من لالستفادة األساسية الهياكل إيجاد ٢ (التقنية، ومعاجلة مخاطر األمن السيبراني - سواء ذات الدوافع اجلنائية

أو السياسية.إدراك التأثير املستقبلي احملتمل لهذه الثورة على دور احلكومة، والعالقة ٣ (أن ينبغي التي والكيفية األخرى، واملنظمات والشركات، املواطنني بني

تبدو عليه احلكومة الرقمية يف العصر الرقمي.املنظومات على الرابعة الصناعية الثورة تقنية تطبيق آثار دراسة ٤ (االقتصادية واالجتماعية، وحتديد فرص تطبيق تقنية الثورة الصناعية الفرص من االستفادة يضمن مبا الرئيسية القطاعات ضمن الرابعة

االقتصادية واالستثمارية التي تقدمها.احملافظة على التماسك االجتماعي ملواجهة االنعكاسات السلبية للثورة ٥ (الصناعية الرابعة، مثل عدم االستقرار يف سوق العمل والتغيرات الكبيرة

يف توزيع الثروة، ونحوها.

وبناء عليه، فإن هناك حاجة ماسة إلعداد استراتيجية وطنية تضع األسس

249

واملبادئ لالستفادة من التطورات والتغيرات التي تنطوي عليها الثورة الصناعية الرابعة، وتهدف إلى حتقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على املعرفة واالبتكار والتطبيقات التقنية املستقبلية التي تدمج التقنيات املادية والرقمية واحليوية، وحتسني املجتمع خلدمة الثورة هذه توفرها التي واألدوات التقنيات وتطويع

املستوى املعيشي للمواطنني. ويف هذا السياق جتدر اإلشارة إلى أن دولة اإلمارات العربية أطلقت يف العام والتي تركز على للثورة الصناعية الرابعة(١١٠). اإلمارات (٢٠١٧م) استراتيجية عدد من احملاور األساسية، من أبرزها تطوير جتربة تعليم معززة ذكية تسهم يف حتسني مخرجات قطاع التعليم، مبا يتناسب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة عبر التركيز على التقنية والعلوم املتقدمة، منها الهندسة احليوية، وتقنية النانو، والذكاء االصطناعي. إضافة إلى حتقيق األمن املائي والغذائي عبر تطوير علوم توظيف على تقوم والغذائي، املائي لألمن ومستدامة متكاملة منظومة الهندسة احليوية والتقنية املتقدمة للطاقة املتجددة، وتعزيز األمن االقتصادي

عبر تبني االقتصاد الرقمي وتقنية التعامالت الرقمية.

:(١١١) “Block Chain – ٦-٢-٦- تقنية سلسلة الكتل «البلوك تشني

تعد سلسلة الكتل «البلوك تشني»، أو القاعدة الالمركزية للسجالت العامة، وال شفافة بطريقة البيانات وتبادل لتنظيم جديد أسلوب على تنطوي تقنية مركزية وتتسم بالدقة واألمان والتنظيم. وحتتوي هذه التقنية على سلسلة طويلة من البيانات املشفرة واملوزعة على عدد كبير من أجهزة الكومبيوتر واألشخاص، جهاز كل ميلك إذ منها، والتأكد املعلومات بإدخال عديدة ألطراف وتسمح (110) https://www.mocaf.gov.ae/docs/default-source/default-document-library/

book-online.pdf?sfvrsn=0(١١١) للمزيد من املعلومات االطالع على الروابط التالية:

http- ://www.atheer.om/archives/452777/-البلوكتشني-تقنية-ستغير-العالمأم-موضة/https- ://www.oreilly.com/ideas/understanding-the-blockchainhttps- ://www.argaam.com/ar/article/articledetail/id/497469

250

كومبيوتر أو جهة يف هذه السلسلة نفس املعلومات، وإذا تعطل جزء منها أو مت تنفيذ وقيمة تكلفة خفض تستطيع كما السلسلة. باقي على يؤثر ال اختراقه حاجة بعدم التقليدية األنظمة عن التقنية هذه وتتميز كبير. بشكل العمليات لوجود وسيط أو نظام تسجيل مركزي ملتابعة حركة تبادل املعلومات والتحكم بها، بل تقوم كل اجلهات املرتبطة يف الشبكة بالتعامل مباشرة مع بعضها البعض سجالت ويوفر أخطاء أي اكتشاف على يساعد مبا معوقات أو حواجز دون

دائمة للعمليات.

:Block Chain ٦-٢-٦-١- السمات الرئيسة للبلوك تشني

يتميز النظام التقليدي حلفظ املعامالت (العقارية أو البنكية وغيرها) بوجود جهة مركزية تتولى مسؤولية إدارة التغيرات التي حتدث يف سجالت املعامالت، مما يجعلها على دراية بامللكيات وميكنها من حتديد مدى مشروعية املعامالت. حيث إن املستخدمني يف النظام التقليدي يثقون يف اجلهة التي تتولى مسؤولية إدارة السجالت، ويتمون صفقاتهم التجارية دون احلاجة إلى عقد لقاءات بينهم. أما فيما يتعلق بتقنية «البلوك تشني»، فيتم من خاللها القيام بوظيفة التسجيل ذاتها دون احلاجة إلى وجود وسيط. وتعالج مسألة مركزية السجالت من خالل معاملة إضافة طلب بحق مستخدم كل ويتمتع نسخة. مستخدم كل إعطاء على املستخدمني جميع اتفق إذا إال قبولها يتم ال ولكن تشني»، «البلوك إلى مشروعيتها. ويتأكد من ذلك بطريقة آلية وموثوقة بالنيابة عن كل مستخدم، وبذلك يجرى إيجاد نظام سجالت يتسم بسرعة إجناز املعامالت وآمن ومحصن

ضد التالعب والغش.يؤدي «البلوك تشني» العديد من املهام كونه نظام يقوم بعدد من الوظائف مع توفير قدر أكبر من الوقت واجلهد وبتكلفة أقل، إضافة إلى ما يتسم به من قدرة على مراقبة جميع العمليات والتأكد من صحتها ومصدرها. وتتلخص أبرز

سمات ”البلوك تشني“ يف اآلتي:

251

الالمركزية:) ١ تعد عدم املركزية من أبرز سمات تقنية «البلوك تشني»، حيث املستخدمني، يف تتحكم مركزية جهات لدى تخزينها يتم ال البيانات إن يجعل مما املركزية اجلهات هذه تتحصلها التي الرسوم توفير وبذلك ميكن ذلك، على عالوة تكلفة. أقل تشني» «البلوك يف املعامالت إجناز بسبب بها التالعب املستحيل من إذ املسجلة البيانات صحة من التأكد

وجود نسخ متعددة تتطلب توافقا معقدا لتعديلها.يتسم كونه مرتفع أمان مبستوى تتسم تقنية تشني» «البلوك يعد األمان:) ٢ بدرجة تشفير عالية إلعطاء األفراد ملكية عنوان واألصل املرتبطة به، من خالل مزيج من مفاتيح التشفير العامة واخلاصة التي تتكون من مجموعة من األرقام واحلروف العشوائية، حيث إن العناوين ال ترتبط مباشرة بهوية املستخدمني، وتكون املفاتيح اخلاصة أكثر أمانا ألنها أطول إلى حد كبير. ويوفر «البلوك تشني» بهذه الطريقة مستوى أعلى من األمان للمستخدم. عدد على موزعا املعلومات سجل كون البيانات اختراق عدم يضمن كما من كبير عدد اختراق من «الهاكر» يتطلب حيث املستخدمني، أجهزة من

األجهزة يف وقت واحد جلمع القليل من املعلومات.مع عدد كبير من الروابط يتعامل مستخدمو اإلنترنت يوميا اخلصوصية: ) ٣معلوماتهم أكثر بعض ومينحون اإلنترنت، على نشاطاتهم تراقب التي حساسية إلى منصات وسائل التواصل االجتماعي، مع اإلدراك أن كل ما يتم عبر اإلنترنت يراقب عن كثب. وتستخدم هذه املعلومات عادة إلنشاء ملفات تعريف مفصلة عن كل مستخدم كوسيلة ملراقبة املنتجات واخلدمات باستخدام احلالة هذه يف املشكلة وتتمثل كفاءة. أكثر بشكل تسويقها أو املعلومات الشخصية دون املوافقة على القيام بذلك. وخالفا لهذه التقنيات التقليدية فإن تقنية «البلوك تشني» تتسم بعدم حاجتها إلى االسم أو البريد اإللكتروني أو العنوان أو أي معلومات أخرى الستخدامها، حيث ال يوجد خادم أو جهة مركزية تقوم بتخزين بيانات املستخدمني مما يجعلها أكثر أمانا من اخلادم املركزي الذي ميكن اختراقه وتعريض البيانات احلساسة

للمستخدمني للخطر.

252

والشفافية اخلصوصية بني املوازنة على تشني» «البلوك يعمل الشفافية:) ٤ من الشفافية هذه وتستمد املستخدمني. مصلحة يخدم مبا فعال بشكل أنه ميكن متابعة مقتنيات ومعامالت كل عنوان عام. وباستخدام املستكشف املستخدم، بها قام التي واملعامالت مقتنياته عرض ميكن العام، والعنوان حيث إن مستوى الشفافية هذا لم يكن موجودا يف األنظمة املالية من قبل خاصة فيما يتعلق باألعمال التجارية الكبيرة، كما يضفي «البلوك تشني» درجة من املساءلة لم تكن موجودة يف السابق، إذ كانت املؤسسات املالية الكبيرة قادرة على استخدام أموال عمالئها على النحو الذي تراه مناسبا يف أكثر األمور فعالية أو نزاهة، وتعد األزمة دون علم أحد، وليس دائما

املالية لعام (٢٠٠٨م) مثاال بارزا على ذلك.

٦-٢-٦-٢- تطبيقات «البلوك تشني»:

استخدمت ”البلوك تشني“ يف البداية لتحويل األصول املالية. وبدأت بعد ذلك تكتسب أهمية يف تطبيقات اخلدمات غير املالية. وقد أظهرت ”البلوك تشني“ جميع لنقل وآمنة فعالة وسيلة كونها أخرى تطبيقات يف استخدامها إمكانية

أنواع املعلومات، ومن أبرزها التالي:على تعتمد رقمية عملة أو أصول عن عبارة وهي اإللكترونية:) ١ النقود «البلوك تشني». وتوجد العديد من العمالت الرقمية من أشهرها «البتكوين». مادي وجود إلى احلاجة دون اإلنترنت عبر إال العمالت هذه تتوفر وال لها، وتستخدم التشفير للتحقق منها وتأمينها. وتؤدي هذه العمالت نفس وظائف العمالت التقليدية، غير أنها تتميز بأنها تتسم بالالمركزية، مبعنى أنه ال يتحكم فيها أحد غير مستخدميها، فهم من يقوم بإنتاجها (تعدينها) املصارف. أو احلكومة مثل مركزية جهة أي من رقيب دون واستخدامها للشبكة التي بنيت عليها والتي تتأثر وتتحدد قيمة العمالت الرقمية وفقا بعدة عوامل مثل العرض والطلب، الطاقة الكهربائية املستهلكة يف إنتاجها (تعدينها) - كونها تتطلب إجراء سلسلة من العمليات والقواعد الرياضية

املقعدة إلنتاجها، فضال عن نظرة احلكومات والعامة جتاه هذه العملة.

253

كبير بشكل تزيد التي اجلوانب أحد الذكية العقود تعد الذكية:) ٢ العقود يف مكتوبة عقود بأنها الذكية العقود وتتميز تشني». «البلوك استخدامات شفرة مضمنة يف بلوك تشني محدد. وحتتوي الشفرة على جميع القواعد الصلة ذات األخرى املعلومات وكل الصالحية انتهاء وتواريخ والشروط الالزمة لتنفيذها. ويتضمن العقد الذكي شروطا مكتوبة مسبقا بلغة برمجية عن تلك التي تعتمد على لغة البشر. كما أن شروط كبيرا تختلف اختالفا ومتطلبات جميع األطراف قابلة للتحديد الكمي مما يعني أن هناك إجراء رقميا معينا يجب أن يتم من أجل انفاذ العقد الذكي أو إنهائه. يتم االتفاق على العقد الذكي وتخزينه على دفتر أستاذ مشفر. وتسهم العقود الذكية يف حاالت استخدام «البلوك تشني» يف توفير الشركات ملواردها، حيث إن العقود وإنفاذ الورقية، األعمال مع التعامل يف الوقت من الكثير تهدر التقليدية العقود والتعامل مع الوسطاء. كما تساعد العقود الذكية على توفير الكثير

من ساعات العمل للشركات التي ميكن االستفادة منها يف أنشطة أخرى.العمليات حتسني أداء احلكومة: جتعل احللول القائمة على ”البلوك تشني“ ) ٣ن اخلدمات العامة املقدمة، وتزيد من الثقة يف احلكومية أكثر كفاءة وحتسالقطاع العام. كما يساعد ”البلوك تشني“ يف تشفير بطاقات التصويت يف االنتخابات وتسهيلها والتأكد منها، إضافة إلى ذلك فإن اإلدارة الالمركزية لسجالت الناخبني تعني أن النتائج ال يتم معاجلتها من قبل جهة مركزية، مما يزيل خطر التالعب بنتيجة التصويت. ويتوقع أن يحدث ”البلوك تشني“ مبا والوفاة امليالد مثل املواطنني حياة يف األحداث توثيق يف نوعية نقلة يف ذلك إصدار وثائق الهوية والشهادات اجلامعية، حيث إن كثيرا من هذه املقابل ويف لألخطاء، وعرضة معزولة سجالت يف مقيدة تكون األحداث نة على ”البلوك تشني“ جتعل هذه السجالت أكثر فإن البيانات املشفرة املخز

أمنا وال يسمح باالطالع عليها إال ألصحابها أو لألطراف املصرح لهم.تسجيل املمتلكات:) ٤ جتعل «البلوك تشني» عملية تسجيل املمتلكات كالعقارات واألراضي واملجوهرات واألحجار الكرمية أو حتى براءات االختراع وحقوق الثقة يزيد مما البيروقراطية، من وحتد شفافية، أكثر الفكرية امللكية

254

تنفيذ ذلك بعد ويتم املعامالت. إجناز من ويسرع التكاليف ويخفض تراضي مبجرد إنه حيث املمتلكات، هذه على وشراء بيع من املعامالت الطرفني على الشراء يقوم املالك احلالي بنقل امللكية إلى املالك اجلديد، قام الطرف هذا بأن تشني» «للبلوك املستخدمني جلميع يظهر ما وهو بعملية نقل ملكية للطرف اآلخر، مما يعني عدم احلاجة إلى جهة توثيق

املعامالت مثل تسجيالت األراضي.

٦-٢-٦-٣- آفاق ومستقبل تقنية ”البلوك تشني“:

تدعي الدراسات املتخصصة أن تقنية ”البلوك تشني“ ستغير وجه العالم كله، أسوة مبا أحدثه اكتشاف الكهرباء واإلنترنت، كونها قد تدخل يف تفاصيل كثيرة البعض يعدها بينما بالكامل. معها تعامله طريقة من وتغير اإلنسان حياة يف موجة تقنية صاعدة، وستهدأ وتتراجع قريبا، حيث إنها لم تكمل العشر سنوات

بعد، وهي غير ناضجة، كما أن شكل العالم احلالي من الصعب تغييره.ويتوقع أن تتوسع الفوائد التي جتنيها الدولة من تطبيق هذه التقنية وهي الذي األمر أكبر، وموثوقية وشفافية وبأمان سريع، بشكل باملعامالت القيام من شأنه أن يسهم يف تسهيل اخلدمات احلكومية، ألنها تلغي الطرف الثالث وتسمح بالقيام باملعامالت بني طرف وطرف مباشرة بطريقة آمنه، حيث يصعب

اختراقها والتالعب بها بسهولة، مما يدفع باالقتصاد إلى األمام.وتسعى العديد من الدول إلى تطبيق هذه التقنية واالستفادة منها، خاصة وأن هذه التقنية قد حتل محل السجالت املتراكمة يف توثيق األراضي واملمتلكات –مثال -، كما ميكن أن تكون حال لربط كل السجالت مع بعضها، خاصة السجالت التي تستخدمها القطاعات األمنية واملستشفيات والوزارات. وسوف تكون تقنية يف تتبع البضائع يف سالسل التوريد، وتسجيل كل ”البلوك تشني“ مجدية جدا تفاصيل البضائع واألماكن التي مرت بها. وستشهد األعوام القادمة حراكا أكبر

واهتماما أوسع بهذه التقنية.إن استخدام هذه التقنية سوف يحدث نقلة نوعية يف املعامالت احلكومية واملصرفية على حد سواء مما يتطلب ضرورة قيام املؤسسات احلكومية واخلاصة

255

مع لتتوافق أنظمتها ومراجعة كوادرها وتدريب التقنية، هذه يف باالستثمار تطبيقاتها والعمل على استيعابها واستكشاف استخداماتها يف مختلف األعمال،

ويف تعرف عميق لفوائدها ومخاطرها.من النوع هذا الستيعاب واملدروس التدريجي للتحول التخطيط إن كما مضافة قيمة وخلق االقتصادي التنويع تعزيز يف شك بال سيساهم التقنية لالقتصاد الوطني ويف خفض التكاليف وحتسني بيئة األعمال، فضال عن إيجاد أنظمة إدارية أكثر كفاءة وأمانا يف املؤسسات احلكومية واخلاصة من األنظمة اإللكترونية السائدة يف الوقت احلالي، إذ إن تقنية ”بلوك تشني“ من التقنيات واملالية املصرفية والنماذج النظم من الكثير تدريجيا ستغير التي الصاعدة

والتبادالت التجارية.

:(١١٢) Economic Diversification ٦-٢-٧- التنويع االقتصادي

برزت احلاجة امللحة للتنويع االقتصادي يف دول مجلس التعاون لدول اخلليج السياسية لألحداث نتيجة النفط أسعار عن الناشئ التذبذب نتيجة العربية واألمنية واالقتصادية التي تشهدها املنطقة والعالم. ويفسر اعتماد هذه الدول الكبير على النفط والغاز ما تتسم به اقتصاداتها من ضعف وهشاشة. ويالحظ أنه ال تخلو دراسة أو تقرير حول األوضاع االقتصادية يف املنطقة، من اإلشارة إلى ضرورة تبني استراتيجية للتنويع االقتصادي بهذه الدول، جتنبا ملخاطر تقلبات السوق الدولية، حيث تشهد أسواق النفط أزمات سعرية متكررة منذ الثمانينيات من القرن املاضي، وآخرها األزمة الراهنة التي بدأت يف منتصف عام (٢٠١٤م). وقد أدى ذلك إلى تسجيل املوازنة العامة يف بعض دول اخلليج عجزا وجلوئها

(١١٢) للمزيد من املعلومات االطالع على املصادر التالية:التاسعة التنمية السعودية، «خطة العربية اململكة والتخطيط، االقتصاد - وزارة

١٤٣٢/١٤٣١- ١٤٣٦/١٤٣٥هـ (٢٠١٠-٢٠١٤م)»، ٢٠١٤م.اململكة العربية السعودية: معاجلة التحديات االقتصادية صندوق النقد الدولي، ”-

الناشئة للحفاظ على النمو“، ٢٠١٥م.حماية اقتصاديات الدول مركز امللك عبد اهللا للدراسات والبحوث البترولية، ”-

املصدرة للنفط من صدمات أسعار الطاقة“،2017 م.يف اخلليجية االقتصادية املتانة -” املتحدة، العربية اإلمارات االقتصاد، وزارة

مواجهة األزمات العاملية“، الربع الرابع لعام ٢٠١٦م.

256

للتعامل مع هذا الوضع لالقتراض احمللي واخلارجي، والسحب من احتياطياتها، وتبني برامج تقشفية شملت خفض الدعم عن السلع واخلدمات.

ومن اجلدير ذكره أن لدى العديد من الدول الناشئة جتارب ناجحة يف مجال التنويع االقتصادي. فمثال، ماليزيا التي كان اقتصادها قائما على تصدير املطاط االقتصادية األنشطة من كبيرة منظومة ليشمل تطويره جنحت يف فقد واألرز، كالسياحة، والزراعة وصيد األسماك، واإلنتاج الصناعي، وجتارة اخلدمات، وتقنية املعلومات. إذ إن التنويع االقتصادي ال يعني تساوي القطاعات يف مساهمتها يف املوارد توظيف يف للفرص استغالل حسن يتطلب بل اإلجمالي، احمللي الناجت

احمللية أو األجنبية مبا يؤدي إلى فتح مجاالت جديدة تستوعب رؤوس أموال.

٦-٢-٧- ١- متطلبات تهيئة البيئة املناسبة لنجاح هدف التنويع االقتصادي:

رئيسا هدفا السعودية العربية اململكة يف االقتصادية القاعدة تنويع ظل خلطط التنمية االقتصادية واالجتماعية منذ بدايتها، لذا ركزت عملية التنمية على تعزيز دور القطاعات غير النفطية يف االقتصاد الوطني. ويتطلب تعزيز النجاحات التي حتققت يف هذا املجال إعداد استراتيجية شاملة بعيدة املدى للتنويع االقتصادي خاصة يف ضوء التطورات املتسارعة واألزمات العاملية التي تنطلق موسعة، استراتيجية إطار يف االقتصادي التنويع خطى تسريع حتتم املستهدف، االقتصادي للتنويع األساسية اخلصائص حول واضحة رؤية من إرساء يضمن ومبا منه، املرجوة والنتائج الرئيسة، ارتكازه ومحاور وخياراته، على ترتكز املعدالت، ومتسارعة مستدامة اقتصادية تنمية ومقومات دعائم هيكل اقتصادي متكامل ومترابط يتسم بتنوع كبير يف أنشطته، مع التركيز على

األولويات التالية: تعزيز القدرات على إنفاذ العقود وتسوية حاالت اإلعسار، كون القواعد املنظمة ١ (

للعمل والتعليم هي من أبرز القيود التي تعوق ممارسة أنشطة األعمال.زيادة االهتمام مبستوى جودة التعليم، والتركيز على التعليم الذي يضمن ٢ (تطوير املهارات املطلوبة يف القطاع اخلاص، ووضع النظم التي تضمن

أن يؤدي اإلنفاق على التعليم إلى حتسني النتائج التعليمية.

257

التوسع يف تنفيذ إصالحات سوق العمل، لزيادة معدل توظيف املواطنني ٣ (يف القطاع اخلاص.

ضمان كفاءة تنفيذ االستثمارات يف البنية التحتية التي يجري تنفيذها، ٤ (لزيادة حتسني اخلدمات اللوجستية اخلاصة بالنقل.

مواصلة العمل على تسهيل حصول املشروعات الصغيرة واملتوسطة على ٥ (التمويل وغيره من أشكال الدعم.

يف نوعية ونقالت ملموسة زيادات حتقيق التوجه هذا تنفيذ ويقتضي احمللي الناجت يف – واخلدمية اإلنتاجية – النفطية غير القطاعات إسهامات اإلجمالي والصادرات وتوفير الفرص الوظيفية لقوة العمل الوطنية. وينبغي أن يستند تنويع القاعدة االقتصادية إلى امليزات النسبية للمملكة، وأن يدعم قدراتها القطاعات إسهام زيادة على التنويع يقتصر أال أيضا املهم ومن التنافسية. غير النفطية يف مجاالت محدودة، بل ال بد أن يتجذر ويتعمق ليطال الهياكل اإلنتاجية للقطاعات غير النفطية نفسها فيتم تنويع األنشطة اإلنتاجية داخل هذه القطاعات ليتسنى لها أن تنتج طيفا واسعا من السلع واخلدمات التي يتجه إثر وتقوى الوطني. االقتصاد قطاعات داخل الوسيط لالستخدام منها جزء ويتجه ككل. لالقتصاد الداخلي التكامل ويتعزز القطاعات بني الروابط ذلك احمللي والسوق اخلارجية، األسواق إلى النفطي غير اإلنتاج من اآلخر اجلزء

لالستخدام يف مجاالت االستهالك النهائي (احلكومي واخلاص).

٦-٢-٧-٢- محاور تطبيق التنويع االقتصادي:

العمل االقتصادية القاعدة تنويع صعيد على ملموس تقدم حتقيق يتطلب امليزات استغالل على تعتمد التي الصناعات محور هي: محاور، عدة على البتروكيماويات مثل تنافسية ميزات إلى وحتويلها الوطني لالقتصاد النسبية والصناعات كثيفة االستخدام للطاقة، ومحور الصناعات عالية التقنية وكثيفة رأس املال ومنها الصناعات التعدينية والدوائية، ومحور صناعة السلع الرأسمالية مثل صناعة املنتجات املعدنية، واآلالت واملعدات واألجهزة الكهربائية، ومحور

258

تعزيز دور املنشآت الصغيرة واملتوسطة وتطويرها ألهميتها وإسهاماتها يف تنويع القاعدة االقتصادية، وتوفير فرص العمل، ومحور الصناعات التحويلية املتجهة على تركز التي العصرية الزراعة ومحور السياحة، نشاط ومحور للتصدير، احملاصيل ذات القيمة املضافة العالية، التي تستخدم تقنيات متقدمة لترشيـد استخدام املياه، ومحور أنشطة التعدين التي ميكن من خاللها بناء سلسلة من

الصناعات املتكاملة.

(١١٣) (Knowledge Mining) ٦-٢-٨- التعدين أو التنقيب املعريف

أدى التوجه نحو االقتصاد املعريف واالستخدام الواسع لتطبيقات التكنولوجيا البيانات حجم يف مسبوق غير توسع إلى سريعة بوتيرة االصطناعي والذكاء املتاحة يف شتى ضروب األنشطة البشرية. وقد برزت نتيجة لذلك حاجة ملحة وتطوير البيانات، تلك يف املضمنة املعلومات الستقاء جديدة أساليب إليجاد أدوات تتسم بالكفاءة والفاعلية يف حتليل البيانات واستنباط املعلومات واملعارف منها، إذ تتسم األساليب اإلحصائية التقليدية مبحدودية قدرتها على التعامل مع

(١١٣) للمزيد من املعلومات ميكن الرجوع إلى املصادر التالية:البحث البيانات، (تعدين) وتنقيب املتقدم «التحليل م)، -٢٠١٧) عبيد مصطفى دكتور/

العلمي»، الطبعة األولى، شركة أموازن العاملية.Big Data Knowledge Mining Huda Umar Banuqitah , Fathy - Eassa,Kamal Jambi, Maysoon Abulkhair Computer Science King AbdulAziz University Jeddah, Saudi Arabia, (IJACSA) International Journal of Advanced Computer Science and Applications, Vol. 7, No. 11, 2016,Data Mining and Its Applications for Knowledge Management: A - Literature Review from 2007 to 2012, International Journal of Data Mining & Knowledge Management Process (IJDKP) Vol.2, No.5, September 2012http- ://dm.finiqswd.com/http- ://www.journal.cybrarians.org/index.php?option=com_content&view=article&id=437:-data-mining-&catid=164:2009-05-20-10-02-29&Itemid=60https- ://thesai.org/Downloads/Volume7No11/Paper_23-Big_Data_Knowledge_Mining.pdfhttps- ://arxiv.org/ftp/arxiv/papers/1210/1210.2872.pdf

259

هذا الكم الهائل من البيانات وحتويلها إلى معلومات مفيدة، وهو ما يطلق عليه تعدين املعرفة أو التنقيب عنها الذي يعني باستنباط األمناط واملعرفة من كميات املعريف التعدين ويستخدم نفسها. البيانات تعدين وليس البيانات، من كبيرة واملؤسسات الدول مستوى على اخلطط عليها تبنى التي للمعرفة كمصدر الدول سياسات رسم آليات كإحدى املعريف التعدين مؤخرا ويتزايد اخلاصة.

األمنية واالقتصادية واالجتماعية والسياسية.

٦-٢-٨-١- السمات األساسية للتعدين املعريف:

حيث املاضي، القرن ثمانينيات إلى املعريف التعدين مصطلح جذور تعود مقاله: يف (Michael R. Lovell) لوفيل مايكل االقتصادي مرة ألول استخدمه ”مراجعة الدراسات االقتصادية“ املنشور عام (١٩٨٣م). وجتلى املصطلح بصورة القرن من التسعينيات يف البيانات قاعدة مبجتمع اخلاصة األدبيات يف أوضح املاضي. وقد بدأت البحوث يف مجال التعدين املعريف عندما تأسس املؤمتر الدولي األول لتعدين البيانات واكتشاف املعرفة يف مونتريال عام (١٩٩٥م). وصدرت يف العام التالي من انعقاد املؤمتر مجلة استخراج البيانات واكتشاف املعرفة (التعدين املعريف) التي أصبحت ذات صيت واسع يف هذا املجال. فقد تطورت تقنية التعدين املعريف وتوسع استخدامها لتشمل استنباط املعلومات املضمنة يف الكم الهائل من قواعد البيانات التي تساعد يف صناعة القرار والتنبؤ باالجتاهات املستقبلية يف التنافسية املزايا وتتمثل واالجتماعية. االقتصادية القضايا ويف املالية األسواق التي حققتها هذه التقنية يف مجال األعمال التجارية واملالية يف زيادة اإليرادات،

وانخفاض التكلفة، وحتسني السوق ورفع مستوى الوعي.وأسبغ النمو الهائل للبيانات على اإلنترنت احللول القائمة على تقنية التعدين املعريف أهمية بالغة لدى شركات اخلدمات واالستشارات، وبناء على ذلك، أصبح ومراقبة املعلومات تكنولوجيا نظام عن فضال األعمال، لذكاء املنهجي التطوير العمليات التجارية، نقطة محورية لإلحصاءات وبحوث الشركات الكبرى املتخصصة يف التعدين املعريف، فيتم استخدام بيانات الرصد التي مت جمعها مع مرور الوقت

جلعل العمليات أكثر كفاءة وفعالية وقابلية للتنبؤ ومربحة يف آن واحد.

260

٦-٢-٨-٢- التحديات التي تواجه التعدين املعريف:

تنطوي عملية التعدين املعريف على عدة صعوبات تتمثل يف التعامل مع الكم إيجاد ويف املتنوعة، اخلصائص ذات الوقت على املعتمدة البيانات من الكبير أساليب دقيقة وعملية للتنبؤ، ويف إجراء حتليالت ذات صلة بصنع القرار يف مجال األعمال. وكما يف أي مجال علمي وبحثي، يواجه التعدين املعريف حتديات

أبرزت احلاجة إلى التالي:توفر القدرة على التعامل مع كم كبير وضخم من البيانات.) ١

تعامل تقنيات التعدين املعريف مع العديد من التطبيقات التي ينتج عنها كم ٢ (كبير من البيانات ذات اخلصائص املتنوعة.

من جديدة وأنواع نصية غير ومتباينة مختلفة بيانات مع التعامل ٣ (البيانات.

البيانات وأن خاصة البيانات، جودة ملعاجلة خاصة تطبيقات تطوير ٤ (الواقعية واحلقيقية دائما ما حتتوي على قيم غير منطقية أو شاذة.

تطوير تقنيات تنقيب تتعامل مع بيانات مشتتة وموجودة يف أماكن ال حصر لها. ٥ (اخلاصة يف املعلومات نشر بعدم البيانات خصوصية على احملافظة ٦ (

البيانات، بينما هدف تنقيب البيانات هو استخراج املعرفة.

٦-٢-٨-٣- مجاالت تطبيق التعدين املعريف:

هناك العديد من األمثلة على تطبيقات التعدين املعريف:اإلدارة واتخاذ القرار: تعتمد الشركات واملؤسسات االقتصادية والصناعية ١ (واالستثمارية على تقنيات تنقيب البيانات يف معظم أنشطتها، سواء يف مستوى اإلدارة التنفيذية يف األقسام واإلدارات املتخصصة أو مستوى القرار متخذي قدرة تعزيز حيث من أو العليا، االستراتيجية اإلدارة ملا وواضعي السياسات واالستراتيجيات يف الشركة أو املؤسسة، نظرا توفره من معرفة مفيدة لصناع القرار بطرق جديدة تتطور يوميا وتتنوع

بتنوع مجاالت األعمال املختلفة.

261

األعمال واملال: يستخدم تنقيب البيانات يف رسم بعض السياسات يف ٢ (املؤسسات املالية، فمثال يف توقع قدرة العمالء على سداد القروض من خالل تطبيق خوارزميات تنقيب البيانات على سجالت تاريخية لعمالء سابقني، لينتج عنها منوذج أو مجموعة قواعد حتدد مدى قدرة العميل على سداد القرض. كما تعد تقنيات التحليل املتقدمة وتنقيب البيانات وشركات والبنوك عام بشكل املالية املؤسسات ملعظم الفقري العمود االستثمار والتأمني واالتصاالت بشكل خاص، وذلك نظرا ملا توفره من قدرة على االستكشاف والتنبؤ الذي يعتبر من أهم االحتياجات املعرفية لهذا النوع من املؤسسات، سواء من أجل تقدير وحتليل املخاطر واتخاذ ما يلزم لتجنبها أو من أجل استكشاف الفرص االستثمارية واقتناصها قبل فوات األوان، إضافة ملا توفره من قدرة معرفية تساهم يف إدارة هذه املؤسسات بطرق حديثة تعتمد بشكل أساسي على املعرفة املستكشفة التي يتم التنبؤ بها من خالل دراسة وحتليل وتنقيب ما يتوفر من بيانات

تاريخية يف مجال العمل أو حتى يف مجاالت أخرى.البيانات وتنقيب املتقدمة التحليل تقنيات تعتبر والصيدلة: الطب ٣ (الطبية املجاالت يف تستخدم التي األدوات أهم من املعريف) (التعدين الصحية األوضاع وتقومي استكشاف مجال يف بخاصة والصيدالنية، السائدة وبحث أسباب اإلصابة باإلمراض واستكشاف السلوك املرضي والسياسات اخلطط وضع يف املساهمة أجل من وذلك املجتمع، يف

الطبية والصحية املناسبة واحلد من انتشار األمراض. مهمة يف مجال مكافحة اجلرمية: تقدم تقنيات التعدين املعريف حلوال ٤ (حتليل بيانات املجرمني وسجلهم اإلجرامي وتقوم بالتنبؤ بإمكانية ارتكاب

أشخاص بجرائم معينة، والعمل على حتييدهم.والعلماء الباحثني مبقدور أصبح والطبيعة: والفلك الفضاء بحوث ٥ (املتخصصني يف مجال الفضاء والفلك والطبيعة احلصول على املزيد من البيانات، ما جعل من أدوات تنقيب البيانات (التعدين املعريف) الوسيلة املثلى لالستفادة من تلك النقلة وحتويل الكم الهائل من البيانات اجلديدة

262

إلى معرفة تساهم يف فهم الطبيعة وتعزز من قدرة اإلنسان على مواجهة وأسرار خفايا واستكشاف واملناخية، الطبيعية والتقلبات التغيرات

الطبيعة واالستفادة من هذه املعرفة لصالح البشرية يف كل مكان.التعليم والتدريب: ميكن استخدام تقنيات التحليل املتقدم وتنقيب البيانات ٦ (من أجل تطوير منظومة التعليم العام والعالي ومنظومة التدريب والتنمية املتخصصة البحوث بإجراء وذلك مجتمع، أي يف عام بشكل البشرية التي تستهدف تطوير املناهج والتخصصات العلمية والتدريبية وربطها

باحتياجات املجتمع

:(١١٤) “THE CHARTER CITY » ٦-٢-٩- مدينة امليثاق

يعتبر بول رومر (Paul Romer)، اخلبير االقتصادي، صاحب فكرة مفهوم ”مدينة حتاول التي (Endogenous Growth Theory) الداخلي النمو ونظرية امليثاق“. مفهوما امليثاق مدن وتعد االقتصادي. النمو دفع يف واالبتكار املعرفة دور تفسير هي لرومر امليثاق ملدن البارزة األمثلة وتعتبر والتنمية. التحضر يف جريئا جديدا هوجن كوجن وسنغافورة وشنتشن، املدينة الصينية التي أنشأها دنغ شياو بينغ حملاكاة شديدة النتقادات تعرضت رومر فكرة أن إلى اإلشارة وجتدر كونغ. هونغ منوذج

واتهم بأنه يدعو لشكل جديد من االستعمار عندما طرح فكرته ألول مرة.

٦-٢-٩-١- السمات الرئيسية ملدن امليثاق:

يستند مفهوم مدن امليثاق «THE CHARTER CITY“على إنشاء مدن جديدة يف مناطق غير مأهولة وتزويدها بجميع العناصر الرئيسة للحياة وذلك ضمن ميثاق شامل. وميكن أن يتخذ امليثاق أشكاال عديدة، ويحدد جميع متطلبات تلك

(١١٤) للمزيد من املعلومات االطالع على الروابط التالية:https- ://umexpert.um.edu.my/file/publication/00008859_98479.pdfhttps- ://www.ted.com/talks/paul_romerhttps- ://paulromer.net/tag/charter-cities/http- ://www.thedialogue.co/paul-romers-charter-cities-bold-vision-neo-colonial-nightmare/

263

املدن من موارد بشرية ومادية ومالية الزمة لبنائها، وتساعد على توفير فرص العمل والترويج للفرص االستثمارية الواعدة.

اقتصادية مناطق مبثابة “THE CHARTER CITY” امليثاق مدن تعتبر خاصة كبيرة احلجم، حتتوي على مدينة بأكملها. مقارنة باملنطقة االقتصادية اخلاصة املخصصة لعدد قليل من الصناعات أو القطاعات. يتم تطوير قطعة أرض غير مؤهلة يف بلد نام كمدينة من الصفر، مبوجب «ميثاق» أو مجموعة من القواعد التي يتم حتديدها مسبقا. خاصة وأن املناطق االقتصادية اخلاصة ال تقدم تسهيالت كبيرة للشركات مقارنة بـ «مدن امليثاق»، وعليه فإن الدافع مليثاق

املدينة مختلف عن الدافع وراء معظم املناطق اخلاصة.زة إلنشاء «مدينة امليثاق»: (١) بطء ويعد من أهم األفكار واملدعمات احملفالنمو املتحقق باتباع املناهج التقليدية وضعف آثار املساعدات التنموية املقدمة من الدول املتقدمة، (٢) السعي لتجاوز أبرز املعوقات املؤسسية للتنمية والنمو، ن من حتويل املعارف والتقنيات احلديثة (٣) احلاجة إليجاد إطار محمي ميك (٤) العاملة، القوى وهجرة األجل طويلة االستثمارات خالل من البلدان عبر احلاجة لالستفادة من العوامل اخلارجية وآثارها على سائر املناطق األخرى، و (٥) السعي لتحقيق النمو السريع دون أن يكون ذلك على حساب ذوي الدخول

املنخفضة.

٦-٢-٩-٢- اإلطار العام إلنشاء «مدينة امليثاق»:

القدرة لديها يكون الدولية التنمية مجال يف «جديدة» فكرة ظهور يندر يف امليثاق» «مدينة إنشاء فكرة جاءت السبب لذلك هائل، تغيير إحداث على هندوراس التي قدمها بول رومر وبراندون فولر. وتعد فكرة رومر مبثابة محاولة إعادة توليد العناصر الرئيسة ملنظومة منوذج مدينة هونغ كونغ بجمهورية الصني الشعبية التي ساعدت على حتفيز النمو االقتصادي الهائل واحلد من الفقر. وحتدد هذه املنظومة (أي القواعد والهياكل «مدينة امليثاق») كيفية التعايش بني قدمها كما امليثاق» «مدينة إنشاء فكرة وتعتبر واالزدهار، واألفراد املنظمات

رومر وفولر حاسمة بالنسبة للتنمية كونها تقدم مسارا تنمويا جديدا.

264

«مدينة جديد موقع لتطوير املعتمدة واملعايير الرسمية القواعد وتختلف مؤخرا هندوراس قررت فمثال، أخرى. إلى دولة من ملحوظ بشكل امليثاق»، اتباع مسار يقوم جزئيا على مفهوم «مدن امليثاق». وحدد الكونغرس هناك كيانا إلنشاء احلكومة وتستخدمه اخلاص». القانوني «التنظيم هو جديدا قانونيا «منطقة إصالح» ميكن للعاملني فيها أن يتحركوا فيها بأمان وبصورة قانونية. وتكون احلكومة احمللية مستقلة إلى حد كبير عن احلكومة املركزية. وسيكون للقيادة يف املنطقة القدرة على إقامة شراكات مع احلكومات األجنبية يف مجاالت حيوية مثل الشرطة واحملاكم واجلمارك ومكافحة الفساد. ومن خالل املشاركة مكانا اجلديدة املدينة جعل املصداقية ذات الشريكة للحكومات وميكن فيها، أكثر جاذبية للمقيمني واملستثمرين. مع احلماية بنظام قانوني وإداري حديث، تلك منو دعم من ميكن مبا التحتية، البنية يف املباشر األجنبي واالستثمار

املدينة.والتنمية النمو أمام عقبة أكبر لتخطي فرصة امليثاق» «مدينة نظام يتيح تعوق التي واإلنفاذ للقواعد املختلفة النظم يف املتمثلة العالم أنحاء جميع يف اإلنسان من الوصول إلى إمكاناته احلقيقية. وجتدر اإلشارة إلى أن كندا تقوم طيبة، سمعة ذات أخرى دول مع جنب إلى جنبا وراسية، الهند احلكومة مع باملساعدة يف إنشاء مصداقية مؤسسية يف منطقة غير متطورة يف هندوراس ميكن للماليني االنتقال إليها. وتستطيع الشراكة أن تفعل ما ال ميكن للمساعدة التقليدية التنموية أن تقدمه. ويتمثل هذا يف إيجاد مدينة آمنة للعيش والعمل وهندوراس لكندا اقتصادية فرصا وتوفر جيد، بشكل إدارتها وجتري فيها على حد سواء. وقد متتد االنعكاسات اإليجابية لهذه املدينة لكافة املناطق يف

هندوراس وجميع أنحاء األميركيتني.

٦-٢-٩-٣- هيكل «مدينة امليثاق»:

جميع ولكن إنشائها، ملكان تبعا امليثاق“ ”مدينة يف احلوكمة هيكل يختلف املدن تشترك يف أربعة عناصر، هي: (١) توفر قطعة أرض كبيرة غير مطورة وهي مربع، عن (١٠٠٠) كيلومتر ال تقل تكفي إلقامة مدينة بأكملها مبساحة

265

تعادل تقريبا مساحة كل من هونغ كونغ وسنغافورة، و(٢) صياغة ميثاق يحدد مسبقا القواعد العامة التي سيتم تطبيقها، و(٣) االلتزام باالختيار، املدعوم من الدخول الطوعي واخلروج احلر جلميع املقيمني وأصحاب العمل واملستثمرين،

و (٤) االلتزام باملساواة يف معاملة جميع املقيمني مبوجب القانون.ويعني االلتزام الواسع باالختيار أن البلد الذي يريد إنشاء ”مدينة ميثاق“ فقط هو الذي سيقدم األرض. وهذا يعني أيضا أن األشخاص والشركات الذين يتخذون لذلك – قوانينها ظل يف سيعيشون اجلديدة املدينة إلى باالنتقال إيجابيا قرارا يجب أن تكون مماثلة ملا تقدمها املدن املنافسة األخرى. كما يجب أن يحدد امليثاق القواعد وضع مبوجبها سيتم التي العملية ويصف العامة املبادئ الدستور أو لنظام قانوني من واألنظمة املفصلة وإنفاذها يف املدينة. وينبغي أن توفر أساسا شأنه أن يتيح للمدينة النمو واالزدهار. ومن شأن هذا النظام القانوني، الذي ميكن أن مينح مصداقية فورية لإلنفاذ من جانب بلد شريك، أن يكون ذا أهمية خاصة

جلذب االستثمار األجنبي املباشر يف الهياكل األساسية احلضرية طويلة األجل.وقواعد مركزية، اقتصادية خطة امليثاق يحدد أال ينبغي احلال، وبطبيعة خلطة مكانية مفصلة للمدينة. وتتيح القواعد التي تشجع الفرص االقتصادية واالختيار للمنافسة وتسمح للتجارب واسعا مجاال متتلك مدينة يف والعيش بتحديد التجارب التي ال تزال قائمة. وعالوة على ذلك، فإنه يف مدينة يزداد فيها عدد السكان ونصيب الفرد من الدخل بسرعة، ينبغي أن تسمح القواعد بقدر أكبر من املرونة والتغيير مقارنة ببيئة أقل دينامية. وهناك أدوار محددة املضيف البلد يوفر والشريك): واملصدر (املضيف املشاركة الثالثة للجهات األرض، وسماح البلد املصدر ملواطنيه االنتقال إلى املدينة اجلديدة، ومساعدة

البلد الشريك يف ضمان احترام امليثاق وإنفاذه للعقود يف املستقبل.

إقامة لذلك مثال وخير األدوار مبفردها، بهذه واحدة دولة تقوم أن وميكن شنتشن“، حيث ”مدينة داخلها أنشئت التي اخلاصة“ االقتصادية ”املنطقة الصني تعمل احلكومة املركزية ”كشريك“ للسلطات احمللية. وتدرس الهند تبني هذا التوجه، باستخدام هياكل حوكمة مبتكرة وشراكات بني القطاعني العام واخلاص إلنشاء مدن يف مواقع جديدة. ويعد العامل الرئيس لنجاح هذه املدن مدى التزام احلكومة املركزية

واملقيمني واملستثمرين احملتملني بالقواعد اخلاصة يف منطقة ”إصالح جديدة“.

266

٦-٢-٩-٤- مجاالت تطبيق فكرة ”ميثاق املدينة“:

كونغ هونغ مدينتي امليثاق مدن تطبيق مجال يف التجارب أبرز من يعد وشنتشن الصينينت، حيث أدتا دورا كبيرا يف تعزيز إصالح االقتصاد الصيني. وميكن ألي بلد آخر يسعى لتنفيذ اإلصالحات محاكاة التجربة الصينية، خاصة وأن فكرة إيجاد مدينة جديدة، بدال من توسعة مدينة قائمة، يساعد على تطبيق مقترح جديد دون احلاجة إلى الدخول يف عملية طويلة من املشاورة واالتفاقات. ويتجسد ذلك يف ميثاقها، أي يف الوثيقة التي حتدد مبادئها التأسيسية، مع أهمية أن تعمل احلكومة املركزية «كشريك» للسلطات احمللية، يف «مدينة امليثاق»، وأن تكون منطقة إصالح، وليس منطقة امتيازات يتم تقدميها للشركات. أي مبعنى،

أن الدافع مليثاق مدينة يختلف متاما عن الدافع وراء معظم املناطق اخلاصة.ويتوافق مشروع «نيوم» الذي مت اإلعالن عنه يف اململكة العربية السعودية يف ٢٤ أكتوبر ٢٠١٧م إلى حد ما، مع فكرة رومر «مدينة امليثاق». وقد صمم مشروع ومنط التنافسية القدرة حيث من الكبرى العاملية املدن على ليتفوق «نيوم»، املعيشة إلى جانب الفرص االقتصادية املتميزة. وسوف يستثمر يف هذا املشروع احملليني املستثمرين إلى باإلضافة السعودي، العامة االستثمارات صندوق والعامليني. ويقوم املشروع على تسعة قطاعات استثمارية واعدة. وتبرز حاجة

لتبني مثل هذا املشروع يف مناطق أخرى من اململكة، وفقا للنموذج الصيني. :(١١٥) Social Cohesion - ٦-٢-١٠- التالحم والتماسك االجتماعي

يعزز التالحم والبناء املجتمعي، وترسيخ العدالة االجتماعية، وعدم التمييز العرقي واالثني والديني والثقايف بني أبناء الوطن الواحد، أمن وسالمة املجتمع

(١١٥) للمزيد من املعلومات االطالع على ما يلي:New Strategy and Council of Europe Action Plan for Social Cohesion, the Committee of Ministers of the Council of Europe, on 7 July 2010https://www.coe.int/t/dg3/socialpolicies/socialcohesiondev/source/RevisedStrat-

egy_en.pdfhttps://www.coe.int/t/dg3/socialpolicies/socialcohesiondev/source/2010Strategy_

ActionPlan_SocialCohesion.pdfhttps://www.kdi.re.kr/common/report_download.jsp?list_no=13638&member_

pub=2&type=pub&cacheclear=59

267

على االجتماعية اجلهود كافة حلشد الهادفة األنشطة يدعم كما ووحدته. املستويني األهلي واحلكومي، بهدف إطالق مبادرات تعمل على حتقيق مفهوم الترابط االجتماعي، مبا يؤدي إلى ترسيخ االنتماء واحلفاظ على الهوية الوطنية (االنسجام االجتماعي، العيش املشترك، الوحدة الوطنية، التقارب االجتماعي،

االندماج االجتماعي، السلم األهلي). وللتالحم االجتماعي أبعادا متعددة، ويجب التعامل معها وفقا خلطة محكمة، تشمل األبعاد السياسية واأليديولوجية والدينية والطائفية والقبلية واملناطقية والرياضية وغيرها. وبناء عليه فإن هناك حاجة ماسة إلعداد استراتيجية تضمن وتصون وحتافظ على النسيج الوطني، وتضع السياسات والبرامج واملشروعات الوطني، وإيجاد التالحم تواجه التي مع القضايا والتحديات للتعامل املناسبة

ال على املستويني احلكومي واألهلي. خطط ومبادرات وآليات للتنسيق الفعوتهدف االستراتيجية املشار إليها إلى تدعيم أسس دولة القانون واملؤسسات وسد األساسية، اخلدمات إلى الولوج من املواطنني ومتكني املواطنة وتكريس هذه إن إذ العليا. القيادة لتوجيهات طبقا الوطنية الوحدة وتعزيز الفوارق اللحمة وتوطيد النزاعات من الوقاية برنامج إطار يف تدخل االستراتيجية االجتماعي للتماسك الوطنية االستراتيجية إعداد يتم أن ويجب االجتماعية. وفقا ملقاربة تشاركية من خالل تنظيم ورشات عمل على املستوى احمللي والوطني. وتتمثل مرتكزات هذه االستراتيجية يف العدالة وحقوق اإلنسان، والدميقراطية، االجتماعية، واحلماية األساسية، اخلدمات إلى والنفاذ واملواطنة، املشاركة

والتسامح والسلم، والولوج إلى امللكية العقارية واملصادر الطبيعية.ويأتي من أهم القضايا التي يجب أن تعاجلها االستراتيجية ما يلي: إيجاد األطر املؤسسية والقانونية الالزمة للتعامل مع قضايا التالحم الوطني، ووضع سياسات تضمن حتقيق العدالة االجتماعية، وصيانة التالحم الوطني، وحتقيق املقدمة االجتماعية اخلدمات جودة من والتحقق الدخول، توزيع يف العدالة البطالة مثل احملورية القضايا مع والتعامل الدولية. للمعايير وفقا للمواطنني ومشاكل الشباب وعمل املرأة وغيرها. واستشراف املستقبل يف قضايا التالحم االجتماعي من خالل دعم مؤسسات ومراكز البحث والعمل االجتماعي والتنسيق

268

فيما بينها. ومتابعة التطورات العاملية وجتارب الدول األخرى يف مجال سياسات التالحم االجتماعي. والتوعية والتنوير يف قضايا االندماج املجتمعي.

االستراتيجية لهذه املنطقة دول من العديد إهمال أن إلى اإلشارة وجتدر وخطط تنفيذها ومتويلها أدى إلى أوضاع كارثية، ولذلك ال ميكن ترك البعد وبرامج ومتويل سياسات دون االجتماعي التالحم رأسه وعلى االجتماعي ومشاريع هادفة تعمل على تقوية اللحمة الوطنية، وتعالج القضايا واملستجدات

املتعلقة بتقوية النسيج الوطني.استراتيجية ومنها االستراتيجية، هذه مثل ت أعد قد الدول بعض وهناك العام يف االجتماعي التماسك أجل من أوروبا مجلس عمل وخطة جديدة (٢٠١٠م). وقد حدد مجلس أوروبا التماسك االجتماعي باعتباره قدرة املجتمع على ضمان رفاه جميع أعضائه - والتقليل من الفوارق وجتنب التهميش – إلدارة األعضاء. جلميع الرفاهية حتقيق وسائل وضمان واالنقسامات، االختالفات وهو يعد مفهوما سياسيا ضروريا لتحقيق القيم األساسية الثالث ملجلس أوروبا: من حزمة كوريا أطلقت كما القانون. وسيادة والدميقراطية، اإلنسان، حقوق السياسات يف مجال التماسك االجتماعي يف العام (٢٠١٤م)، حتمل العديد من

املضامني املشجعة إليجاد بيئة مناسبة للتالحم والتماسك املجتمع يف كوريا.كما أطلقت دولة اإلمارات العربية املتحدة استراتيجية ”التالحم املجتمعي“ للسنوات من (٢٠١٣م) وحتـى (٢٠١٦م)، والتي تركز على تعزيز الهوية الوطنية بالقيم معززة عقلية وبناء املكتسبات، على واحلفاظ العمل، قيمة وتعزيز وتضع الدولة. أرض على واملقيم املواطن لدى الوطني احلس وتنمية الذاتية، تلك االستراتيجية التماسك األسري واملجتمعي يف صدارة أولوياتها، وأن تكون يف تذوب أن يجب الفرد مصلحة وأن األسمى، الهدف هي الوطنية املصالح

مصلحة اجلماعة، مما يحقق أهداف التنمية املستدامة املطلوبة.

269

:Participatory Development Communication - ٦-٢-١١- التواصل التنموي التشاركي

يعرف البنك الدولي(١١٦) التخطيط التشاركي بأنه: “ العملية التي من خاللها والقرارات التنمية مبادرات يف التحكم يف املصلحة أصحاب ويتشارك يؤثر مختلف إلى املصلحة» «أصحاب مصطلح: ويشير عليها. تؤثر التي واملوارد واملنظمات املواطنني ذلك يف مبا املقترحة، باملشاريع العالقة ذات األطراف احمللية واملجتمع املدني والشركات اخلاصة احمللية. ويعني ذلك أكثر من مجرد السماح للسكان بالتعبير عن آرائهم بالنسبة للخطط اجلاري تنفيذها، بل يعني التعلم من السكان والتعامل مع آرائهم على أنها معلومات من خبراء منذ بدء

عملية التخطيط.وتعد مشاركة املجتمع احمللي الفاعلة ضمانة أساسية لنجاح أي مبادرة تنموية كون أن التنمية ليست شيئا ميكن استيراده من اخلارج، بل هي عملية تنبع من صميم املجتمع وتخضع لظروفه اخلاصة وثقافته وموارده وقيمه، وجناحها رهني باندماج أفراده وجماعاته فيها. وتتطلب هذه املشاركة تلبية أربعة شروط حيوية املستدامة، للتنمية محلي ودعم قوية محلية منظمات وجود هي: مترابطة، وضمان الوصول إلى املوارد وترشيد استخدامها، وتنمية التقنية تشاركيا (دمج

املعرفة احمللية ونظم اإلدارة)، ووجود نظم محلية لتوزيع املنافع توزيعا عادال.ويستلزم جناح هذه املشاركة وجود استراتيجية للتواصل ينظر إليها، يف آن واحد، باعتبارها املدخل األساسي لتحقيق التنمية وإحدى أهم الغايات الكبرى لها. هذه االستراتيجية هي ما اصطلحنا عليه باستراتيجية التواصل التنموي

التشاركي.

(١١٦) للمزيد من املعلومات االطالع على املرجع التالي:The World Bank, «Participation and the World Bank Success, Con-- straints, and Responses”, Paper Number 29 November 1998

271

خامتة الكتاب

بالتنمية للتعجيل العالم يف واسع نطاق على التنموي التخطيط يستخدم املستدامة والشاملة، وال يقتصر تطبيقه على دول معينة أو مرحلة محددة من تاريخ البشرية، فقد استطاعت العديد من الدول ذات األنظمة املختلفة حتقيق املؤسسات قدرة مع طرديا فاعليته وتتناسب خالله، من التنموية طموحاتها والهياكل التنظيمية يف الدولة على توزيع املوارد االقتصادية بني االستخدامات املختلفة مبرونة وكفاءة، مع التحسني املستمر لكفاءة أداء القطاعني احلكومي واخلاص. وهو يساعد على وضع األهداف الواضحة والسياسات واإلجراءات

الالزمة لبلوغها، واملؤشرات التي تقيس التقدم احملرز يف حتقيقها. وينطوي التخطيط التنموي على العديد من املزايا، من أبرزها: أنه يضمن حتديد يف ويساعد األهداف، بني والتناسق القرارات بني املنطقي الترابط يف يساعد كما املطلوبة. املهام تنفيذ يف تتبع التي واخلطوات العمل مراحل تعرف القضايا املستقبلية ودراستها وإيجاد حلول مناسبة لها. وهو بذلك يعد وتوجهاتها املستقبلية رؤاها حتديد يف الدول تساعد التي املهمة الوسائل من العامة، وحتويل الغايات إلى خطط واقعية ومشاريع ملموسة تعمل من خاللها

على حتقيق أهدافها على املديني املتوسط والبعيد. وللتخطيط التنموي مراحل وظروف اقتصادية واجتماعية وإقليمية حددت يف االقتصادات الليبرالية املتوجهة نحو آليات السوق أو تطوره ومفهومه سواء التنموي التخطيط يبرز احلالتني كلتا ويف الدولة. مركزية على القائمة تلك بركب وااللتحاق والتقدم االزدهار حتقق لكي النامية للدول أساسية كحاجة الدول املتقدمة علميا وتقنيا. كما أن تطويع مناهج التخطيط مبا يتناسب مع واقع الدول النامية يدعم استراتيجياتها التنموية من خالل االستغالل األمثل

ملقدراتها الطبيعية والبشرية.محفزا أمرا االقتصادي النشاط يف الدولة تدخل يعد آخر، جانب ومن قا للتنمية االقتصادية. وال يزال اجلدال حول دور الدولة يف النشاط وليس معواالقتصادي من املواضيع االقتصادية املطروحة لدى اخلبراء حتى اآلن. وهناك االقتصادية التنمية لدعم الدولة لتدخل ال فع دور لضمان محددة شروطا

272

خاصة يف الدول النامية. وقد تزايدت القناعة بأهمية أال يكون تدخل الدولة يف القطاعات واألنشطة االقتصادية مبالغا فيه والعكس صحيح، أي مبعنى أن التنمية عملية يف األسواق دور وبني احلكومي التدخل بني توزان هناك يكون

االقتصادية.وبناء عليه، فإن تدخل الدولة مرغوب فيه لتفعيل السوق والقطاع اخلاص، وتظل النقطة الهامة يف هذا املوضوع هي كيفية التدخل وماهي طبيعته؟ إذ تلعب حيويا يف جناح عملية التنمية االقتصادية، حيث ال توجد مؤسسة الدولة دورا متتلك القدرة أو املوارد لقيادة مثل هذا التغيير القوي، ويف أقصر مدة ممكنة. ويتطلب هذا الدور املزج بني السياسات التنموية وبني تخطيط الدولة املركزي ونظام السوق، وتتدخل الدولة بشكل مباشر يف توجيه مسار التنمية االقتصادية، وعدم االعتماد على آليات السوق وحدها، لتحقيق التنمية االقتصادية املنشودة. مع إمكانية أن يلعب القطاع اخلاص، مع وجود سياسات االنفتاح واخلصخصة،

دورا مشاركا للدولة، وبالتالي املساهمة يف حتقيق التنمية االقتصادية.واستنادا إلى التجارب الدولية، فإن التحدي احلقيقي يتمثل يف صياغة دور جديد للدولة وليس انسحابها من املجال االجتماعي واالقتصادي، مما يتطلب وجود أسواق وشركات متطورة، وتوفر معلومات شاملة، واحلصول على تقنية القروض وتقدمي التدريب، فرص وتأمني عالية، كفاءة ذات وأجهزة متقدمة واإلعانات، مع األخذ يف االعتبار ضرورة عدم االعتماد على آليات السوق وحدها لتوجيه التنمية االقتصادية أو حتى حتفيزها. ويعد دور الدولة مهما وضروريا، وترتبط املسألة األساسية هنا بطبيعة دورها وليس ما إذا كان ضروريا أو غير قاطعة إجابات تقدم ال االقتصادية النظرية أن إلى الدالئل وتشير ضروري. د خطوطا حول ما ينبغي على الدولة فعله ألداء الدور املنوط بها، ولكنها حتدعريضة لتدخلها يف ظل توليفة مثلى جتمع بني قدرات نظام السوق وكفاءته يف

اإلنتاج وعدالة توزيع ثمار التنمية والثروة.عانت التي التنموي، التخطيط تبنت التي للدول الناجحة التجارب وتشير من أزمات مالية واقتصادية بعد احلرب العاملية الثانية، إلى أنها اتبعت توجهات متباينة بخصوص استراتيجية التنمية املناسبة، وذلك من خالل تنمية القطاع

273

الدولية، التجارب تشير كما معا. القطاعني أو الصناعي القطاع أو الزراعي اال يف رفع معدالت وخاصة يف دول شرق آسيا، إلى أن الدولة أدت دورا إيجابيا وفعاالدخار واالستثمار يف رأس املال املادي والبشري، والتوزيع العادل للدخل والثروة، واالستقرار االقتصادي الكلي. كما استطاعت هذه الدول تنظيم أسواقها وتوجيه استثماراتها نحو القطاعات ذات معدالت النمو العالية والقطاعات التصديرية ذات األداء املتميز. باإلضافة إلى إيجاد بيئة مواتية لالستثمار اخلاص، ونظام خدمة مدنية يستند إلى الكفاءة، ومحاربة الفساد، وإيجاد نظام وهيكل مكافأة يرتبط باألداء، مع التركيز بشكل خاص على اإلنسان والتنمية البشرية كمحور د الكثير من النجاحات، يف جناحها يف املجاالت االقتصادية. األمر الذي جس

التي جعلها تتبوأ مركزا مرموقا بني االقتصادات العاملية. أي جناح أن البحث مدار واإلقليمية الدولية التجارب من يستخلص كما املنهج على يعتمد التنمية استراتيجيات من وغيرها مستقبلية استراتيجية العلمي يف التطوير واالنطالق من حيث انتهى األخرون باعتباره أفضل السبل لتحقيق هذه الغاية، إلى جانب أن توفير الدعم الالزم لتنفيذ هذه االستراتيجية من برامج وسياسات ومؤسسات حكومية كفؤة، يعد مبثابة عامل جناح يف غاية

األهمية باعتباره حاضنة لتحقيق التنمية املستدامة.وسياساتها مؤسساتها بني التنسيق بتحقيق الدولة تكتفي أال املهم ومن من العالقة ذوي الشركاء جميع بإشراك تقوم أن منها يفترض بل املختلفة، عملية ويف السياسات، صياغة عملية يف اخلاص والقطاع املدني املجتمع قدرة تتجلى وهنا لتنفيذها. واآلليات والبرامج اخلطط وضع يف أو تنسيقها األولويات لتحقيق التنمية وعناصر موارد وتوحيد تعبئة يف وكفاءتها الدولة املقبولة بني جميع شركاء التنمية يف مختلف القطاعات يف االجتاه الذي يقود

ق عليها. االقتصاد نحو حتقيق الرؤية التنموية املتفوأخيرا، إذا ما جرى الوصول إلى رؤية حتظى بقبول شركاء التنمية الثالثة: الرؤية تلك كانت وإذا املدني، املجتمع ومنظمات اخلاص والقطاع احلكومة، تتصف بالواقعية من حيث إمكانية بلوغها، فإنها لن تتحقق من تلقاء ذاتها، بل إن حتقيقها يحتاج إلى فعل واع. ومن املعروف أن الفعل املطلوب للتأثير على سلوك

274

املتغيرات يف البنية االقتصادية للوصول إلى احلالة املستهدفة يجب أن يتم يف إطار مؤسسي وقانوني، ويستحسن أن يتحقق باستخدام الوسائل االقتصادية، ويتضح من ذلك أهمية دور الدولة باعتبارها اجلهة املنظمة واحملددة واملوجهة

للفعاليات والبرامج االقتصادية التي تتضمنها هذه الرؤية التنموية .كما تشير جتارب دول مجلس التعاون لدول اخلليج العربية يف هذا املجال ظلت الذي العاملية النفط أسعار بتقلبات التنموية خططها تنفيذ تأثر إلى تعتمد عليه بصورة شبه كلية كمصدر أحادي للدخل، مما يعني أن قدرتها على على العاملي والطلب العرض باجتاهات مباشر بشكل يرتبط التنمية حتقيق النفط. وقد ساهمت البنية االقتصادية والسياسات املالية واالقتصادية املرنة املاليـة األزمـات تـداعيات حـدة مـن التخفيـف يف املجلـس دول انتهجتهـا التي واالقتصادية العاملية، ووفرت فرصـا اسـتثمارية مجديـة اسـتغلتها فـي تخفـيض االسـتحواذ إلى إضافة داخليـا، تنفيـذها مت التي التنمويـة املشـاريع تكـاليف علـى مؤسسات مهمة ومربحة خارجيا، ومن املأمول أن يعطي ذلك دفعا جديدا القتصاداتها فـي السنوات القادمة. ويبرز ذلك ضـرورة تكثيف اجلهود الرامية إلى إحداث مزيد من التنويع االقتصادي يف هذه الدول، مبـا يزيـد من مناعتها وقدرتها على مواجهة األزمات املستقبلية، خاصة يف ظل تراجع أسعار النفط بشكل كبير منذ عام (٢٠١٤م)، وما جنم عنها من تراجع يف اإليرادات النفطية على ترتب وقد للدولة. العامة اإليرادات إجمالي من عالية نسبة تشكل التي من العجز هذا متويل منهجية واعتماد للدولة، العامة امليزانية يف عجز ذلك التي احمللية املالية السوق من االقتراض أو االحتياطيات من السحب خالل

تتسم بتوافر السيولة وانخفاض معدل تكلفة اإلقراض.وقد جاء الهدف الرئيسي لتبني دول املجلس للرؤى واخلطط التنموية، يف إلى النفط وهو واحد رئيسي مورد على معتمد اقتصاد من التحول حتقيق تداعيات من للتقليل وذلك أخرى، واعدة قطاعات فيه تسهم متنوع اقتصاد الصدمات اخلارجية التي تترتب على تقلبات األسعار يف أسواق النفط العاملية. أساليب املجلس دول يف التنموي التخطيط عمليات تضمنت الغرض ولهذا وأدوات تعتبر الضامن األساسي لتحقيق أهداف الرؤى واخلطط مبا يف ذلك

275

تطوير وحتديث تشريعي ومؤسسي وتوفير نظام معلومات دقيق وشامل يعتمد على مؤشرات تنموية محددة بدقة قابلة للقياس ملتابعة وتقومي كفاءة وفاعلية والدولية، اإلقليمية يرات املتغ من مجموعة العمليات تلك واكبت كما التنفيذ. التي يأتي يف مقدمتها التقلبات احلادة يف أسعار النفط العاملية، وعدم استقرار األوضاع السياسية يف املنطقة، ودخول االقتصاد العاملي يف موجة من الركود إثر تراجع معدالت النمو يف االقتصادات املتقدمة والناشئة على حد سواء، وهو ما تطلب أن يكون لفعاليات التخطيط التنموي خصوصية يف منهجية إعدادها وحتديد أهدافها، مبا ميكنها من البناء على ما مت حتقيقه يف اخلطط السابقة، بهدف إحداث نقلة نوعية وكمية يف قطاعات التنويع االقتصادي، وإنشاء مشاريع النفطية، غير مواردها لتعزيز مصادر وإيجاد العمل، لفرص مولدة إنتاجية

وتعزيز دور القطاع اخلاص يف االقتصاد الوطني.التصدي املجلس دول يف التنموي استهدف التخطيط السياق، هذا ويف يف األول املسار يتمثل رئيسة. مسارات أربعة عبر تواجهها التي للتحديات أساسي بشكل النفط على يعتمد الذي االقتصادي هيكلها يف تغيير إحداث التي الواعدة القطاعات لتشمل اإلنتاجية قاعدته بتوسيع متنوع اقتصاد إلى تتمتع مبيزة نسبية واضحة. يف حني يسعى املسار الثاني إلى متكني االستثمار القطاعني بني الشراكة تعزيز مع رائد دور أداء من واألجنبي احمللي اخلاص قدرته وحتسني االقتصاد لنمو ومواتية داعمة بيئة وتوفير واخلاص، العام العامة املالية بإدارة االرتقاء إلى فيهدف الثالث للمسار وبالنسبة التنافسية. لتكون أكثر فاعلية وانضباطا بترشيد اإلنفاق وزيادة اإليرادات غير النفطية. أما املسار الرابع فيركز على إعادة هيكلة سوق العمل من خالل إحداث نقلة نوعية العمل من بالتحول رئيسيا دورا ليؤدوا الشباب وخاصة املواطنني تأهيل يف

احلكومي إلى العمل احلر املنتج.ويف هذا اإلطار، متيزت عملية التخطيط التنموي يف اململكة العربية السعودية باستنادها إلى خبرات تراكمية امتدت ملا يزيد عن أربعة عقود. وشهدت خالل مطردا، تطورا اململكة يف اخلطط ومحتويات التخطيط منهجية الفترة هذه حيث جرى استخدام أساليب اإلحصاء واالقتصاد القياسـي املتقدمة والنماذج

االقتصادية الشاملة واملتطورة.

276

احملطات من سلسلة عبر سريعة حتوالت السعودي االقتصاد شهد وقد خالل خطط التنمية املتعاقبة. اتسمت احملطة األولى منها بقيود مالية وأعداد مرتفع. رأسمالي تكوين الثانية احملطة وشهدت البداية. يف محدودة سكانية على والتركيز الرأسمالي اإلنفاق خلفض احلاجة ببروز الثالثة متيزت فيما املوارد تنمية على السخي اإلنفاق استمرار مع الرأسمالية األصول صيانة البشرية والبرامج االجتماعية. وشهدت احملطة الرابعة إعادة هيكلة االقتصاد التنمية. عملية يف أكبر دور أداء من اخلاص القطاع متكني بهدف الوطني االقتصادية األبعاد بني توازن حتقيق على التركيز اخلامسة احملطة يف ومت خالل من للتنمية املدى بعيدة متكاملة رؤى وتكوين والتنظيمية، واالجتماعية

التخطيط االستراتيجي.إلى التنمية خطط أهداف من واملتحقق بني املستهدف املقارنة وتشير الزيادة أتاحت فقد واالجتماعية. االقتصادية أهدافها حتقيق يف فاعليتها الكبيرة يف إيرادات البترول خالل خطتي التنمية الثانية والثالثة نتيجة الرتفاع أسعاره يف األسواق العاملية الفرصة للمملكة لالنخراط يف تنفيذ برامج تنموية طموحة يف مجاالت التجهيزات األساسية للنقل والكهرباء واملاء واإلسكان. وقد ركزت خطة التنمية الرابعة على تشغيل وصيانة املشاريع وتنويع قاعدة اإلنتاج وإعادة هيكلة االقتصاد الوطني بهدف متكني القطاع اخلاص من أداء دور أكبر يف عملية التنمية االقتصادية. ويف ظل التراجع النسبي يف اإليرادات النفطية الالحقة التنمية خطط ركزت العاملية، النفط سوق استقرار عدم عن الناجم على ترشيد النفقات العامة، ويف الوقت نفسه بذلت جهود مكثفة لتحسني أداء املؤسسات العامة، ولتنويع القاعدة االقتصادية، وتعزيز الدور التنموي للقطاع

اخلاص.ويف حتول مهم يف عملية التخطيط االستراتيجي باململكة شهدت خطة التنمية الثامنة (١٤٢٦/١٤٢٥- ١٤٣٠/١٤٢٩هـ) (٢٠٠٥ - ٢٠٠٩م)، بداية املرحلة األولى ٢٠٢٤م). إذ من تنفيذ االستراتيجية بعيدة املدى لالقتصاد السعودي (٢٠٠٥ – دت تلك االستراتيجية املسار التنموي املستقبلي للمملكة، يف جميع اجلوانب حداالقتصادي، والتنويع البشرية، التنمية يف واملتمثلة واالجتماعية، االقتصادية

277

والشراكة بني القطاعني العام واخلاص، والفعاليات املساندة للتحديث والتحول عام حتى السعودي لالقتصاد املستقبلية الرؤية استندت وقد االقتصادي. الكلي الصعيد على مستفيضة دراسات إلى (٢٠٢٤م)، (١٤٤٦/١٤٤٥هـ) إلى استندت كما واالجتماعية. االقتصادية اجلوانب جميع غطت والقطاعي التي املجاالت يف السعودي لالقتصاد املستقبلية الرؤية ندوة وتوصيات نتائج تناولتها الندوة، واملتمثلة يف التنمية البشرية، والتنويع االقتصادي، والشراكة بني القطاعني العام واخلاص، والفعاليات املساندة للتحديث والتحول االقتصادي. ويف نفس املسار سعت بعض اجلهات احلكومية إلى إعداد استراتيجيات وخطط انطالقة دون حتول التـي والتحديات املشكالت طبيعة إبراز بغية قطاعية بلورت فقد ذلك إلى واستنادا التنموية، إسهاماته وتعظيم املستهدف القطاع تلك االستراتيجيات مسارات بديلة لتنمية القطاع املستهدف تقوم على فرضيات تتعلق بتحسني السياسات احلكومية وتطوير البنية املؤسسية للقطاع وأساليب

اإلنتاج والتقنيات املستخدمة فيه. ويعد منوذج التخطيط التنموي السعودي سباقا يف التطور واحلداثة. ويعكس ذلك تبني رؤية اململكة (٢٠٣٠م) وبرامجها التنفيذية االثني عشر التي تسعى إلى حتقيق الهدف االستراتيجي يف بناء اقتصاد تنافسي بنيته متينة من أجل أن ينعم املجتمع بأفضل مستويات املعيشة. وتنسجم الرؤية مع طبيعة املجتمع السعودي وخصوصيته وتوجهاته وطموحاته املستقبلية، حيث ترتكز على القيم التي تؤكد ومشاركة إسهاما أكثر ليصبح الالزمة، القوة عناصر من املواطن متكني على يف مختلف األنشطة االجتماعية والسياسية واإلنتاجية واملعرفية، مبا يسهم يف تعزير االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي يف اململكة. ويتطلب حتقيق تلك الطموحات االستمرار يف توفير املوارد الالزمة من خالل امليزانية العامة

للدولة والقطاع اخلاص.يف ملحوظا تطورا شهدت التنموي التخطيط عملية أن من الرغم وعلى أدبيات من واسع طيف وتوفر املتراكمة، للخبرات نتيجة الدول من العديد التنمية املتخصصة يف هذا املجال، إال أنها واجهت بعض التحديات التي تنحصر عدم إلى معظمها وتعود ومتابعتها، اخلطط تنفيذ جانب يف أساسية بصورة

278

تضمني اخلطة أهدافا محددة بصورة كافية، وآفاقا زمنية محددة بدقة لتحقيق األمر املشروعات، بتنفيذ يتصل فيما للمسؤولية واضحا وحتديدا األهداف،

الذي ينعكس – يف حاالت كثيرة - على تعثر تنفيذ بعض املشروعات التنموية.ومن قضايا التخطيط التنموي يف العديد من الدول النامية، أيضا، عدم قدرة انحرافات حدوث ملنع املشروع تنفيذ مرحلة يف التدخل على التخطيط جهاز عن املسار املستهدف نتيجة حملدودية الصالحيات املمنوحة لهذا اجلهاز، وعدم امتالكه املوارد الالزمة لفحص جميع تقارير اإلجناز املقدمة بواسطة اجلهات احلكومية، والتأكد من دقتها. كما تتمثل نقاط الضعف املتصل بتنفيذ السياسات املضمنة يف اخلطة يف محدودية قدرة جهاز التخطيط على التأكد من أن تنفيذ إن حيث املرسومة، اخلطة وفق مت والقطاعية الكلية االقتصادية السياسات ص السياسات جلهات حكومية محددة، وإمنا اخلطة – يف حاالت عدة - ال تخص

تتيح لهذه اجلهات حرية اختيار السياسات التـي ترغب يف تنفيذها.وبناء عليه، فقد أدركت العديد من الدول أهمية حتديث مناهج التخطيط وال فقط، املركزي التخطيط ذات الدول به تنفرد لم التوجه هذا التنموي. االقتصادات املتوجهة نحو نظام السوق يف جنوب شرق آسيا وأروبا الغربية، بل الكثير من الدول األخرى، وتوجد العديد من األسباب التي كانت وراء ذلك حتى وإن تباينت من بلد الى آخر. حيث تشير التجارب الدولية واإلقليمية والدراسات إلى بروز العديد من اإلشكاليات نتيجة لتدخل – املشار إليها سلفا التنموية – ه العديد من الدول الدولة عبر التخطيط التقليدي واملركزي، مما أدى الى توجالتحديات مع االقتصادية خياراتها لتتأقلم التخطيط منهجية حتديث نحو املتغيرة. ومن أبرز تلك اإلشكاليات التشوهات يف نظام األسعار، وتدني كفاءة اإلنفاق االستثماري العام، وظاهرة تزايد وتيرة تقلبات األسواق املالية العاملية والتجارة الدولية، والتقلبات يف التكتالت اإلقليمية والعاملية، وازدياد عدم اليقني غير تطور من اجلديدة التقنيات تشهده وما العاملية، االقتصادية والترابطات إنتاجها يف واملساهمة واستعمالها استيعابها على الدول قيام يتطلب مسبوق بعده يف الدولة دور حتول عن فضال املدى، بعيدة التنموية أهدافها لتحقيق

االقتصادي عبر الزمن وأضحى تأشيريا تنظيميا.

279

وجتدر اإلشارة إلى أنه استحدثت مؤخرا العديد من املفاهيم واألساليب التي يتطلب أخذها يف احلسبان يف عمليات التحول يف منهجية التخطيط التنموي، لدورها احليوي يف تعزيز آليات تنفيذ أهداف وسياسات اخلطط التنموية، ومن ضمنها: الشراكة بني القطاعني العام واخلاص يف مجال البنية التحتية، واالقتصاد إنتاجية، وتعزيز االقتصادية التنمية تسريع يف هاما دورا يؤدي الذي الرقمي وحتقيق النمو املستدام. إضافة إلى االقتصاد الدائري الذي يهدف إلى اعتماد االستدامة مبفهومها الشامل، من خالل إعادة إصالح أو تصنيع أو تدوير املنتج. فضال عن االقتصاد التشاركي، الذي يهدف إلى تقدمي خيارات أوسع للمستخدم، وحتقيق تكلفة أقل مقارنة بالطرق التقليدية لتقدمي اخلدمة نفسها للمستهلكني، وتوفير فرص كسب أموال استنادا إلى أدوات وأساليب ال تستخدم بكامل طاقتها، مثل السيارة والشقة أو حتى أوقات الفراغ. كذلك يأتي من ضمن تلك األدوات واألساليب فكرة إنشاء مدينة امليثاق «THE CHARTER CITY“، التي تعد مبثابة

مناطق اقتصادية خاصة كبيرة احلجم، حتتوي على مدينة بأكملها. يف رابعة صناعية ثورة القادمة السنوات خالل العالم يشهد أن ويتوقع إطار التحول نحو االقتصاد القائم على املعرفة الذي يشمل االقتصاد الرقمي امتالك واستمرارها لبقائها الدول من ذلك ويستلزم (Digital Economy)استراتيجية اقتصادية مرنة، وتعزيز القدرة على التكيف مع املخاطر والتصنيع كما التعليم. لقطاع املوجهة املخصصات وزيادة البرمجيات، مجال يف بكفاءة يتوقع أن يزداد االعتماد على األدوات االقتصادية للتأثير على الدول األخرى مما سيترتب عليه تداعيات عديدة من شأنها التأثير على طرق التفكير، وأدوات يف الوفرة وتؤثر الدول. بني تربط التي والعالقات األفراد، وحاجات اإلنتاج، املعلومات وتدفقها بكميات كبيرة يف وقت قصير جدا على طريقة تفكير األفراد واملؤسسات. ويؤدي ذلك إلى زيادة يف حاجات األفراد مما يلقي بأعباء إضافية على الدول لتلبية طموحات مواطنيها. وتؤدي التطورات يف نهاية املطاف إلى إتاحة الفرص لدول صغيرة احلجم قليلة السكان ألداء دور يف السياسة الدولية ملمارسة التقليدية املفاهيم من تغير قد بصورة ومواردها، حجمها من أكبر

النفوذ يف العالقات الدولية.

280

ويتضح مما سبق احلاجة املاسة إلى وجود كيان مؤسسي يؤدي دور الداعم والسياسات واملشاريع املبادرات ومساندة املستقبل استشراف جلهود واملنسق املستقبلية للجهات ومتابعة تنفيذها، وإعداد الدراسات والتقارير االستراتيجية خطط ومتابعة ومواءمة بفعالية، املستقبل استشراف من اجلهات ن متك التي ينبغي كما املستقبلية. التوجهات مع وتشريعاتها وسياساتها وبرامجها الدولة العمل على ترسيخ ثقافة استشراف املستقبل كتوجه عام ونشر الوعي بأهميته، ووضع استراتيجية للتأكد من مواكبة كل القطاعات ملتغيراته من خالل توظيف كافة أدواته التي تساعد على توقع الفرص والتوجهات والتحديات والتداعيات املستقبلية؛ وحتليل آثارها؛ ووضع احللول املبتكرة وتوفير البدائل. ويساعد ذلك يف محصلته النهائية على التخطيط االستراتيجي السليم وضع اخلطط التنموية وينبغي األمثل. بالشكل األولويات وحتديد السياسات توجيه يف تسهم التي واالجتماعية والتعليمية الصحية التنموية للقطاعات مناذج بإعداد ذلك ردف والبيئية ومواءمتها مع السياسات احلكومية احلالية. باإلضافة إلى ذلك يجب بناء قدرات وطنية فاعلة يف مجاالت استشراف املستقبل، وعقد شراكات دولية، مستقبل حول مقة مع دراسات بإجراء تقوم متخصصة بحثية مراكز وتطوير

مختلف القطاعات يف الدولة.****

281

املراجع

أوال: املراجع العربية:للنشر تسنيم دار التخطيط، يف احلديثة االجتاهات م): (٢٠٠٨) ١ محمد عثمان غنيم، د.

والتوزيع. .( عزيز، محمد. التخطيط االقتصادي الشامل. بنغازي: جامعة قاريونس، ١٤٠٧هـ، ص (٢٣) ٢

املصرية، األجنلو مكتبة القاهرة: . العلمي) ٣ التخطيط سيد. (١٩٦٥م): محمد فهمي، ص (٧٥).

. القاهرة: دار النهضة العربية، قنديل، عبد الفتاح. (١٩٨٢م): اقتصاديات التخطيط) ٤ص (٢٣).

دار القاهرة: . وأساليب) ٥ االقتصادي التخطيط (١٩٧٧م): سلطان. محمد علي، أبو اجلامعات املصرية، ص (٣٣).

. عمان: دار حنني، خميس، موسى يوسف. (١٩٩٥م): دراسات يف التخطيط والتنمية) ٦ص ص (٥٦-٥٨).

. بيروت: دار النهضة العقاد، مدحت محمد. (١٩٨٠م): مقدمة يف التنمية والتخطيط) ٧العربية، ص ص(٢٠٩-٢١٠).

، يونس، عبد الغفور. (١٩٦٠م): دراسات يف اإلدارة العامة. الطبعة األولى. اإلسكندرية) ٨ص (١٦٧).

، د. الدمرداش، (٢٠٠٨م): «التخطيط االقتصاد يف إطار آليات السوق»، مكتبة القدس) ٩الزقازيق – دار النهضة العربية، القاهرة، مصر.

الكتاب ١٠ ( – طنطا جامعة مطبعة ،» االستراتيجي التخطيط » (٢٠٠٩م): حنفي، د. اجلامعي.

املتحدة الواليات يف االحتكار مكافحة قانون «تطبيق م): (١٩٥٦) ١١ فرانسوا بيتيتبير األمريكية على جتارتها اخلارجية». إد. ديالشوكس ونياستلي، نيوشاتيل، ص ١٤٢

سياسات يف قراءات - السوق واقتصاد «الدولة م): (٢٠١٦) ١٢ وآخرون، طاهر، د. اخلصخصة وجتاربها العاملية والعربية»، املركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات،

الطبعة األولى – بيروت.م. أ. د. القاضـي، ”استراتيجيات التنمية التنظيمية“، الطبعة اخلامسة – ٢٠٠٦) ١٣

م): «جدلية العوملة بني االختيار والرفض»، املستقبل د. عبد اجلليل كاظم والي، (٢٠٠٢) ١٤العربي، السنة ٢٤، العدد ٢٧٥، يناير ٢٠٠٢م، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.

م)، « الشراكة بني القطاعني العام واخلاص -اإلطار د. ليث القهيوي، د. بالل الوادي (٢٠١٢) ١٥النظري والتطبيق العملي»، الطبعة األولى، دار احلامد للنشر والتوزيع، عمان، األردن.

282

دور الشراكة بني القطاعني العام واخلاص يف رفع عوائد أ/ محـمــد صــالح، (2015م)، ”) ١٦االستثمار يف البنى التحتية لالقتصاد وفق نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية –حالة بعض اقتصاديات الدول العربية«-، أطروحة مقدمة للحصول على شهادة دكتوراه علوم

يف العلوم االقتصادية، جامعــة حسيبــة بــن بوعلــي، اجلزائر.الفرص والتحديات االقتصادية ملرحلة ما نضال أبوزكي، (٢٠١٧م): ”خليج املستقبل – ) ١٧

بعد النفط«، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت.م- ٢٠١٣) ١٨ ،٢٠١٢ لعام الرابعة املادة مشاورات ” الدولـي، النقـد صنـدوق بعثة تقرير

اململكة العربية السعودية ”، الصادر عن صندوق النقد الدولي.صنـدوق النقـد الدولـي، ” مشاورات املادة الرابعة لعام ٢٠١٧) ١٩ - اململكة العربية السعودية

”، التقرير القطري رقم ١٧/٣١٦ الصادر عن صندوق النقد الدولي.معاجلة السعودية: العربية «اململكة الـــدولـــــــــــي، الـــنـــــقـــــــــــــــد صـــــنـــــــــدوق ٢٠ (

التحديات االقتصادية الناشئة للحفاظ على النمو»، ٢٠١٥م.حماية اقتصاديات الدول املصدرة مركز امللك عبد اهللا للدراسات والبحوث البترولية، ”) ٢١

للنفط من صدمات أسعار الطاقة“،2017 م.مواجهة يف اخلليجية االقتصادية املتانة ٢٢ (” املتحدة، العربية اإلمارات االقتصاد، وزارة

األزمات العاملية“، الربع الرابع لعام ٢٠١٦م. ٢٣ (Roger A. Bowles and) إبراهيم، نعمة اهللا. (١٤١٤هـ.): االقتصاد اجلمعي. ترجمة

”David K. Whynes, “Macroeconomic Planning،). الرياض: دار املريخ للنشر.

العربية. الوحدة دراسات مركز العربية. والتنمية العوملة م): (١٩٩٩) ٢٤ جالل. أمني، الطبعة األولى، بيروت.

هـ.): التخطيط االقتصادي. تهامة للطباعة والنشر، الرياض. بلول، مختار محمد. (١٤٠٨) ٢٥هـ): مبادئ االقتصاد الكلي. الطبعة الرابعة. الرياض، احلبيب، فايز إبراهيم. (١٤٢١) ٢٦

ص ص (٤٧٨، ٤٨٠).األساليب. ٢٧ ( – النظرية – االقتصادي التخطيط (٢٠٠٠م). الرحيم عبد أحمد زردق،

الطبعة الثالثة. القاهرة: جامعة الزقازيق. ص ص (٤٥، ٤٩).كآلية املناطق نظام تفعيل نحو هـ.): (١٤٢١) ٢٨ وآخرون. اهللا عبد عدنان الشيحة، للتخطيط املكاني يف اململكة العربية السعودية. ندوة استراتيجيات التنمية احلضرية

يف املدن العربية. الرياض. ص ص (٤١٥-٤٢٧).هـ). التخطيط والتنمية يف اإلسالم. جدة: دار البيان عفر، محمد عبد املنعم (١٤٠٥) ٢٩

العربي. ص (٢٨٢). الرياض: السعودية. العربية باململكة االقتصادية التنمية هـ): (١٤٠٤) ٣٠ سيد. عيسى،

مطابع املجد التجارية، ص (٩٦).هـ): التخطيط واملتابعة بني النظرية واملمارسة. الرياض: الغرياني، طالل سراج. (١٤١٢) ٣١

شركة العبيكان للطباعة والنشر، ص ص (١١٢-١٣٥).

283

م): التخطيط العيني واملالي لالقتصاد القومي. الطبعة الثانية. كرمي، كرمية. (١٩٩٧) ٣٢القاهرة: دار النهضة العربية.

الكويت: االقتصادية. اخلطة إلعداد مدخل م): (١٩٨٧) ٣٣ الرحيم. عبد أحمد الكواز، املعهد العربي للتخطيط بالكويت.

اإلدارة ودعم اإلدارية املناطق تنمية هـ.): (١٤٢٢) ٣٤ وآخرون. علي، اهللا عبد املرواني، احمللية. وزارة التخطيط.

م): تخطيط العلوم والتقنية يف اململكة العربية السعودية املرواني، عبد اهللا علي. (٢٠٠٠) ٣٥ببناء املتعلقة العمل ورشة إلى مقدمة عمل ورقة وتقنية. علمية قاعدة بناء نحو –قاعدة علمية وتقنية ومعلوماتية ذاتية ومتطورة يف دول مجلس التعاون، دولة البحرين،

خالل الفترة (١٥-١٦) فبراير ٢٠٠٠م.واملنهج النظري -اإلطار التنموي التخطيط ٣٦ ( ” (٢٠٠٥م): علي. اهللا عبد املرواني،

التطبيقي ”، معهد اإلدارة العامة، الرياض ١٤٢٥هـ (٢٠٠٥م).مجلس التعاون لدول اخلليج العربية. أجهزة التخطيط بدول مجلس التعاون. الطبعة ٣٧ (

الثانية. الرياض، ١٤٢١هـ.النجار، سعيد. نحو استراتيجية قومية لإلصالح االقتصادي. الطبعة األولى. القاهرة: ٣٨ (

دار الشروق، ١٩٩١م. والثالثة والثانية (األولى التنمية خطط السعودية، العربية اململكة التخطيط وزارة ٣٩ (

والرابعة واخلامسة والسادسة والسابعة). (١٣٩٠-١٤٢٥هـ). الرياض. اخلمسية التنمية خطط ٤٠ ( ” السعودية، العربية اململكة والتخطيط، االقتصاد وزارة

(الثامنة، والتاسعة).وزارة االقتصاد والتخطيط. منجزات خطط التنمية - حقائق وأرقام. اإلصدار احلادي ٤١ (

والثالثـــــون ١٣٩٠-١٤٣٥هـ (١٩٧٠ – ٢٠١٤م)، الرياض.

285

ثانيا: املراجع األجنبية:Amin, S1) ., (1953): ‘’Delinking. Towards a Polycentric World’’. Traduction de Michael Wolfers. London: Zed Books.Amsden, Alice2) . 1991. “Diffusion of Development: The Late-Industrializing Model and Greater East Asia.’ American Economic Review Pagers and Proceedings, Vol. 81, No. 2, pp. 282-286.Blanchard, Olivier J3) . and Dell>Ariccia, Giovanni and Mauro, Paolo, Rethinking Macroeconomic Policy (January 2010). Available at SSRN: https://ssrn.com/abstract=1555117 or http://dx.doi.org/10.2139/ssrn.1555117Broadberry, Stephen N4) . “How Did the United States and Germany Overtake Britain? A Sectoral Analysis of Comparative Productivity Levels, 1870-1990.” The Journal of Economic History 58, no. 2 (1998):375-407 .Erdar Kurt, Canan Güne and Verda Davaslig 5) (2012): « The Effect of global financial crisis on budget deficits in european countries: panel data analysis ». Ekonometri statistik.European Union, 6) «The sharing economy: accessibility based business models for peer-to-peer markets», Luxembourg, September 2013.The Future of Productivity7) : Main Background Papers .Frontier Firms, Technology Diffusion and Public Policy: Micro Evidence from OECD Countries by Dan Andrews, Chiara Criscuolo and Peter N. Ga .OECD (2015)Prebisch, R8) . (1950): ‘’The development of Latin America and its main problems’’, New York, United NationsLucas, R 9) (1988): ‘’ On the mechanics of Economic Development’’. Journal of Monetary Economics. N.1, Romer, Paul M. (1986): “Increasing Returns and Long Run Growth,” Journal of Political Economy, 94, 1002–37Oscar Lange, 10) (1961): “Economic Development – Planning & International Cooperation”, National Bank of Egypt, Cairo, pp. (13-17). National11) Development Plan 2030 Our Future-make it work, South AfricaStiglitz, J12) . (1998). «Redefining the Role of the State: What should it do: How should it Do it and How should these decisions be made?”, Paper presented on the Tenth Anniversary of MITI Research Institute, Tokyo, the World Bank.John13) Williamson, (2000):”What Should the World Bank Think about the Washington Consensus?”, World Bank Research Observer Volume 15, Issue 2 Published: August 2000, Pages: 251 – 264.Ludwig von Mises 14) (1920) ”Economic Calculation in the Socialist

286

Commonwealth» and Von Hayek (1945) : (The use of knowledge in society) published in The American economic review, 519-530.Tamás Vonyó and Alexander Kleinm, 15) (2016): Why Did Socialism Fail? The Role of Factor Inputs Reconsidered. Mar 2016 No.276Krugman, Paul16) . “The Myth of the Asian Growth Miracle: A Cautionary Fable.” Foreign Affairs 73, no. 6 (1994): 62-78.Mankiw, N17) . Gregory. (1995): “The Growth of Nations.” Brookings Papers on Economic Activity, no. 1, 275-310Justin Yifu Lin 18) (2011): New Structural Economics: A Framework for Rethinking Development. The World Bank Research ObserverLin19) , J.Y. 2009. Economic Development and Transition: Thought, Strategy, and Viability. Cambridge: Cambridge University PressMiddle East and Central Asia Department Saudi Arabia20) : Tackling Emerging Economic Challenges to Sustain Growth (2015) https://www.imf.org/external/pubs/ft/dp/2015/1501mcd.pdfKarl Aiginger 21) (2009) Strengthening the Resilience of an Economy. https://www.ceps.eu/system/files/article/2009/10/309-316-Aiginger.pdfSchumpeter, J22) .A. (1954). History of Economic Analysis. Edited by. E. Boody New York: Oxford University Press. 1125–26.Robert J23) . Gordon, the rise and fall of American growth: The US standard of living since the Civil War, Princeton University Press, 2016. And Mckenzy Global Institute (2017): The Productivity Puzzle: A Closer Look at The United States March 2017. Discussion PaperJohn Page, 24) 1994 The East Asian Miracle: Four Lessons for Development. Policy. in NBER Macroeconomics Annual 1994, Volume 9. Eds. Stanley Fischer and Julio J. Rotenberg, eds.Hayek, F25) . (ed). Collective Economic Planning, London: Routledge & Kegan Paul, 1935.Lange, O26) . “On the Economic Theory of Socialism,” in B, Lippincott (ed), On the Economic Theory of Socialism, Minneapolis, Minnesota: University of Minnesota Press,1938.Meade, J27) . The Theory of Indicative Planning, Manchester; Manchester University Press, 1970.Yaraghi, Niam; Ravi, Shamika 28) (2017). “The Current and Future State of the Sharing Economy,” Brookings India IMPACT Series No. 032017. March 2017.

287

Young, Alwyn29) . “The Tyranny of Numbers: Confronting the Statistical Realities of the East Asian Growth Experience.” Quarterly Journal of Economics 110, no. 3 (1995): 641-80.The World Bank, 30) «Participation and the World Bank Success, Constraints, and Responses», Paper Number 29 November 1998.Walt W31) . Rostow (1959): ‘’The Stages of Economic Growth. In: Economic History Review 11.1959. S. 1-16.

ثالثا: مراجع يف روابط انترنت:http1) ://www.gcc-sg.org/ar-sa/Pages/default.aspx

) ٢ http://www.albankaldawli.org/ar/country/gcc/publication/economic-outlook-april-2017https3) ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/05/15/pr17168-imf-staff-completes-2017-article-iv-mission-to-the-united-arab-emirateshttps4) ://www.imf.org/external/arabic/np/sec/pr/2016/pr16186a.pdfhttps5) ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/05/17/pr17178-imf-staff-completes-2017-article-iv-mission-to-saudi-arabiahttps6) ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/05/18/PR17180-Oman-IMF-Staff-Completes-2017-Article-IV-Visithttps7) ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/04/10/pr17125-imf-executive-board-concludes-2016-article-iv-consultation-with-qatarhttps8) ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/01/17/pr1712-IMF-Executive-Board-Concludes-2016-Article-IV-Consultation-with-Kuwaithttps9) ://www.vision2021.ae/ar/our-visionhttp10) ://www.bahrain.bh/http11) ://bahrainedb.com/about-us/?lang=arhttps12) ://www.scp.gov.om/Page.aspx?I=14http13) ://www.mdps.gov.qa/ar/qnv1/pages/default.aspxhttp14) ://www.mop.gov.kw/KuwaitVision.aspxhttp15) ://english.mosf.go.kr/main.dohttp16) ://www.businesskorea.co.kr/english/news/ industry/17222-economic-outlook-2017-s-korean-economy-faces-more-challenges-home-and-abroadhttp17) ://www.korea.net/NewsFocus/policies/view?articleId=148013http18) ://www.koreaherald.com/view.php?ud=20170719000825

288

http19) ://www.epu.gov.my/enhttps20) ://www.pmo.gov.my/dokumenattached/NEM_Report_I.pdfhttp21) ://www.pmo.gov.my/dokumenattached/GTP_AR2010_ENG_FINAL.pdfhttps22) ://themalaysianreserve.com/2017/04/03/malaysia-facing-biggest-economic-challenge/https23) ://www.salaamgateway.com/en/story/challenging_2017_for_malaysian_economy_as_country_drops_in_global_rankings-salaam02112016115244/http24) ://niti.gov.in/http25) ://mrunal.org/2015/01/economy-niti-ayog-planning-commission-evolution-structure-members-function-criticism.htmlhttps26) ://www.ndtv.com/cheat-sheet/niti-aayog-replaces-planning-commission-10-points-on-what-you-need-to-know-721421http27) ://www.economicsdiscussion.net/indian-economy/problems-i nd ian- economy/8- majo r- prob lems- f aced- by- t he- i nd ian-economy/14140http28) ://en.ndrc.gov.cn/mfndrc/http29) ://planningcommission.gov.in/reports/genrep/rep_china1706.pdfhttp30) ://www.rtpi.org.uk/media/1566538/RTPI20ىResearch20ىReport20ى2012ىPlanning20ىChina27ىs20ىFuture20ىDecember20ى2015.pdfhttps31) ://www.chinabusinessreview.com/understanding-chinas-13th-five-year-plan/https32) ://www.uscc.gov/sites/default/files/Melton20ى-20ىWritten20ىTestimony.pdfhttps33) ://abeqtisad.com/reports/china-economic-history/https34) ://www.investopedia.com/articles/investing/011316/4-economic-challenges-china-faces-2016.asphttps35) ://www.bloomberg.com/graphics/2017-china-yearforward/https36) ://www.managementstudyguide.com/top-five-challenges-facing-the-chinese-economy.htmhttps37) ://nationalplanningcommission.wordpress.com/the-national-development-plan/http38) ://www.poa.gov.za/Pages/default.aspxhttp39) ://www.dpme.gov.za/Pages/default.aspx

289

http40) ://www.futuredirections.org.au/publication/south-africa-economic-challenges/https41) ://www.resbank.co.za/Lists/Speeches/Attachments/469/Speech20ىStanbic20ىseminar20ىJune202016ى.pdfhttps42) ://www.amad.ps/ar/Details/146949http43) ://sdsegypt2030.com/https44) ://www.egynews.net/838628/838628-2/https45) ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/11/10/pr17431-egypt-imf-staff-completes-2017-article-iv-and-extended-fund-facility-second-review-missionhttp46) ://www.mf.gov.dz/index.phphttp47) ://www.premier-ministre.gov.dz/ar/premier-ministre/activites/le-premier-ministre-presente-le-nouveau-modele-economique-ar.htmlh t t p48) : / / w w w . m f . g o v . d z / a r t i c l e _ p d f / u p l -be15d6d0e0ffa387bfb08d8f5d8698ab.pdfhttps49) ://www.kdi.re.kr/kdi_eng/publication/publication_view.jsp?pub_no=14526&pg=9&tema=F&pp=10https50) ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/03/20/pr1790-algeria-imf-staff-completes-2017-article-iv-missionhttps51) ://docs.wixstatic.com/ugd/176e64_4edbc3a33b6f451db401c2f10d55f172.pdfhttps52) ://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/05/16/pr17175-imf-concludes-the-2017-article-iv-consultation-mission-to-jordanhttps53) ://www8.gsb.columbia.edu/faculty/ jstiglitz/sites/ jstiglitz/files/2001_World_Economics.pdf ht tp54) ://www.pidegypt.org/download/mixed-economy/Dr.20ىAbdalla20ىshehata.pdfhttps55) ://history.state.gov/milestones/1945-1952/marshall-planhttps56) ://www.ceps.eu/system/files/article/2009/10/309-316-Aiginger.pdfhttps57) ://www.eia.gov/http58) ://www.imf.org/en/Publications/WEO/Issues/2016/12/31/Too-Slow-for-Too-Longhttps59) ://www.weforum.org/agenda/2016/04/which-are-africa-s-fastest-growing-economies/http60) ://alqabas.com/453454/

290

http61) ://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2016-02-08-1.2568324https62) ://www.weforum.org/agenda/2016/01/the-fourth-industrial-revolution-what-it-means-and-how-to-respond/http63) ://www.digitaljournal.com/tech-and-science/technology/review-new-book-outlines-the-fourth-industrial-revolution/article/503254https64) ://www.almrsal.com/post/262428http65) ://aitmag.ahram.org.eg/News/83427.aspxhttps66) ://umexpert.um.edu.my/file/publication/00008859_98479.pdfhttps67) ://www.ted.com/talks/paul_romerhttps68) ://paulromer.net/tag/charter-cities/http69) ://www.thedialogue.co/paul-romers-charter-cities-bold-vision-neo-colonial-nightmare/https70) ://www.mocaf.gov.ae/docs/default-source/default-document-library/book-online.pdf?sfvrsn=0

291

التعريف باملؤلف

عبد اهللا بن علي املرواني، يعمل مستشار تخطيط لدى وزارة االقتصاد والتخطيط يف مكلف وكيل منها: وظيفية، ومهام مناصب عدة فيها تولى التي السعودية العربية اململكة للتخطيط والسياسات الوطنية، ووكيل مساعد للشؤون االقتصادية، ووكيل مساعد لشؤون

التخطيط. تولى املؤلف مهمة تنسيق أعمال إعداد خطط التنمية اخلمسية للمملكة العربية السعودية «اخلامسة، والسادسة، والسابعة، والثامنة». وشارك يف عضوية جلان إعداد خطط التنمية الهيئة إدارة مجلس منها: وطنية، وجلان إدارة مجالس عدة وعضوية والعاشرة، التاسعة ومجلس االجتماعية، والبحوث للدراسات الوطني املركز إدارة ومجلس لالستثمار، العامة إدارة املركز الوطني ألبحاث قضايا الشباب، وجلنة التنوع اإلحيائي يف الهيئة السعودية للحياة الفطرية، واللجنة التنسيقية ملجلس إدارة الهيئة العامة لإلحصاء، واللجنة التحضيرية لتنفيذ

اخلطة االستراتيجية الوطنية للسالمة املرورية. عمل املؤلف منسقا ألعمال تعاون اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا «االسكوا» مع اململكة العربية السعودية، وأعمال خطة كولومبو. وشارك يف عدة فعاليات لدول مجلس التعاون اخلليجية، منها: اجتماعات وزارات وأجهزة التخطيط والتنمية، واجتماعات الفريق الفني املختص مبؤشرات التنمية، واجتماعات فريق عمل تفعيل استراتيجية التنمية الشاملة

بعيدة املدى.صدر عن معهد اإلدارة العامة باململكة العربية السعودية كتاب للمؤلف بعنوان: ”التخطيط

التنموي: اإلطار النظري واملنهج التطبيقي“ عام ٢٠٠٥م.

abdullahalmarwani@gmail.com

IQÉàfl ᫪«∏bEGh á«dhO ÜQÉŒ

∞«dCÉJÊGhôŸG »∏Y øH ˆGóÑY

`g 1440 ∫hC’G iOɪL 1Ω2019 ôjÉæj 7

IQÉàfl

᫪

«∏bEGh

á«dh

O ÜQÉ

Π-

¬JÉ°ù

°SDƒeh

…ƒª

æàdG §

«£îà

dG á«é

¡æe Q

ģJ

ÊGhô

ŸG »∏

Y øH

ˆGó

ÑY

§«£îàdG á«é¡æe Qƒ£J¬JÉ°ù°SDƒeh …ƒªæàdG

§«£îàdG á«é¡æe Qƒ£J¬JÉ°ù°SDƒeh …ƒªæàdG

هذا الكتاب

يهدف هذا الكتاب إلى بيان املستجدات يف الدور املهم الذي يؤديه التخطيط التنموي يف حتقيق التنمية املستدامة. فيتبنى هذا التخطيط تدابيرا وممارسات ذات أبعاد تكتيكية واستراتيجية، يستفيد فيها من التجارب الدولية الناجحة ويعتمد على التجارب الوطنية املتراكمة. ويف سبيل ذلك، يأخذ باحلسبان عدة اعتبارات، منها: أن تطور االقتصادات يستدعي وجود منظومة وطنية للتخطيط التنموي مدعومة مبؤسسات ذات مهنية عالية، وتتمتع بتجارب متراكمة ومتتلك أدوات وتقنيات حديثة ذلك حتقيق ويتطلب التنموية. التوجهات ورسم املستقبل استشراف من متكنها إعادة النظر الدائمة يف منهجية التخطيط التنموي وتطويرها يف جميع اجلوانب لتواكب املتغيرات واملستجدات والتحديات االقتصادية واالجتماعية، باالستفادة مما هو متبع يف الدول املتقدمة أو ذات االقتصادات الناشئة التي لديها جتارب ناجحة

يف التحول يف أطر التخطيط ومنهجياته وتقنياته. ويسعى هذا الكتاب إلى تكوين رؤى واضحة حول االجتاهات املستقبلية ملنهجية التخطيط التنموي ومؤسساته وتقنياته احلديثة، وذلك يف ظل التحول االستراتيجي السمات يستعرض كما الناشئة. وخاصة االقتصادات من العديد تشهده الذي وخاصة السمات ذات الصلة مدار الدراسة – الرئيسة للمسيرة التنموية للدول – الكتاب ويتطرق تواجهها. التي التحديات ملعاجلة واملؤسسية املنهجية باجلوانب أيضا إلى أهم األبعاد املتعلقة بالبيئة االقتصادية العاملية الراهنة التي تؤثر بدرجة بأسباب التعريف إلى يسعى كما التنموي. التخطيط وأمناط أساليب يف كبيرة تخلي بعض الدول كليا أو جزئيا عن خطط التنمية اخلمسية واتخاذ منحى حتديثي للتخطيط التنموي التقليدي القائم على التدخل املباشر للدولة يف حتقيق األهداف الذي املجال بهذا املهتمني لفائدة املعرفة من هذه الكتاب جانبا ويوثق التنموية.

يشهد حتوال عامليا جذريا ومتسارعا. املؤلف

abdullahalmarwani@gmail.com