66

bfla.journals.ekb.egbfla.journals.ekb.eg/article_12678_85c2fb24c09b622756559bf8aa25504f.pdf١٧١٩ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻪﻠـﺴﺭ

  • Upload
    others

  • View
    11

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

١٧١٨

١٧١٩

سم اهللا الرمحن الرحيمب املقدمة

أحمد اهللا تعالى، وأستعينه، وأصلي وأسلم على صـفوة رسـله

. ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرينمحمد

؛ فتعد الصورة البيانية ركيزة من ركائز النص، ومعيـارا أما بعد

عنـايتهم؛ فدرسـوا مهما في دراسته وتحليله، وقد أوالها البالغيون

ألوانها المختلفة، وأقسامها المتعددة، وخصائصها العامة، وكانت لهم

في مسائل اإلفراد والتركيب نظرات فاحصة، وآراء متباينـة تعكـس

. أهمية هذا الجانب في تذوق الصورة ، وتفسيرها، والحكم عليها

هذه دراسة في أصول البحث البالغي للصورة البيانيـة بـين و

قـديما ،اد والتركيب من وجهة نظر أساطين البالغة وأعالمهـا اإلفر

، تهدف إلى توضيح طبيعة كل منهما، وإبراز الفروق الدقيقـة وحديثا

بينهما، حتى يكون الدارس على بينة في فهمه، وتذوقه لهذا اللـون

من الصور، السيما بعض الصور المركبة التي تشتبه أحيانا بالصـور

ذلك، وتحلل على هذا األسـاس، فـي حـين أن المفردة؛ فيظن أنها ك

النظر إليها على هذا النحو يعني أحيانا تفسـيرها تفسـيرا خاطئـا،

ويعني أحيانا أخرى االنتقاص في قيمتها وجمالها؛ كما يقـول بعـض

.)١(الدارسين

– إضافة إلى أهمية موضوعها –وكان من دواعي هذه الدراسة

. ٥٠، ٤٩: التعبري البياين: ينظر) ١(

١٧٢٠

مسائل اإلفراد والتركيـب فـي أنها لم تسبق بدراسة مستقلة، تجمع

الصورة البيانية، وتفردها بالبحث والتحليل؛ وإذا كان البالغيون قـد

خصوا تلك المسائل في بعض الصور بشيء من التفصـيل إال أنهـم

أجملوا ذلك أو أغفلوه في صور أخرى، وجاء حديث المتأخرين منهم

لفـروق في مجمله عاما ال يكشف عن طبيعة اإلفـراد والتركيـب، وا

الدقيقة بينهما، وال يسير على نسق واحد في كـل ألـوان الصـورة

البيانية، وغالبا ما كان يقف عند حدود ذكر األقسام، وضرب الشواهد

واألمثلة؛ كما أن الدراسات الحديثة، على كثرتها؛ تأصيال وتطبيقا؛ لم

تول هذا الجانب القدر الكافي من الدراسة؛ على الرغم من أهميتـه؛

ي فهم الصورة وتشكيلها، وهذا ما يظهر مـدى الحاجـة لدراسـة ف

اإلفراد والتركيب في الصورة البيانية في ضـوء األصـول العلميـة

. المقررة في الدرس البالغي

وثالثـة ، توطئـة مقدمـة ، و فـي هذه الدراسة جاءتومن ثم

: على النحو اآلتيمباحث؛

ره، فيها أهمية الموضـوع، وأسـباب اختيـا : المقدمة

. وخطة الدراسة ومنهجها

موجزة عن مفهوم الصورة البيانية: توطئة .

بين اإلفراد والتركيبالتشبيه: المبحث األول .

المجاز بين اإلفراد والتركيب: المبحث الثاني .

والتعـريض بـين اإلفـراد الكنايـة : المبحث الثالـث

.والتركيب

١٧٢١

وفيها خالصة البحث، ونتيجته: الخاتمة.

وجهة تطبيقية مقارنـة التأصيلية الدراسةهذه اتجهت هذا وقد

، لكشف النقاب عن مسائل اإلفراد والتركيب فـي الصـورة البيانيـة

ومناقشة آراء القدامى والمحدثين؛ لمحاولة تحديد الفروق الدقيقة بين

. الصور المفردة والمركبة، وإيراد التطبيقات الموضحة لتلك الصور

قول، وإخالصا في العمل، وهيئ لنا من ربنا هب لنا صدقا في ال

.أمرنا رشدا

المدينة النبوية

. هـ٢٨/٢/١٤٣٢

١٧٢٢

توطئة، وأقبلوا عنى القدماء بالصورة البيانية، وتتبعوها في بليغ الكالم

على دراستها والتصنيف فيها، وقسـموها إلـى التشـبيه والمجـاز

. والكناية، وأفردوها بعلم من علوم البالغة هو علم البيان

كما عنى بها الدارسون والنقاد في هذا العصر، وجعلوهـا فـي

مقدمة أنواع الصور الفنية بمعناها النقدي الشـامل لكـل الوسـائل

نية في النص اإلبداعي، ولم يخالفوا المتقدمين التعبيرية عن القيم الف

،ذلـك أن )١(في مفهومها، بل قصروها على التشبيه والمجاز والكناية

، )٢(الصورة تمثيل وقياس لما نعلمه بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا

أو هي الشكل الفني الذي تتخذه األلفاظ والعبارات بعد أن تـنظم فـي

ات اللغة، وإمكاناتهـا فـي الداللـة، سياق بياني خاص يستخدم طاق

والتركيب، واإليقاع، والحقيقـة، والمجـاز، والتـرادف، والتضـاد،

.)٣(والمقابلة، والتجانس، وغيرها من وسائل التعبير الفني

وتقييدها بالبيانية يفسر مفهومها لدى القدماء، ويحدد نوعها في

. دراسات المحدثين من النقاد والبالغيين على حد سواء

. ١/٥١:الصورة الفنية يف املفضليات: ينظر) ١(. ٥٠٨:دالئل اإلعجاز) ٢(.١/٤٨: الصورة الفنية يف املفضليات: ينظر)٣(

١٧٢٣

المبحث األول

بين اإلفراد والتركيبالتشبيه

مثلتـه بـه، : شبهت هذا بهذا؛ أي : التمثيل، يقال : التشبيه لغة

ل مثل وال المث: يهه والشب ه والشب ماثله، والشب : وأشبه الشيء الشيء

.)١(يل، وزنا ومعنى مثوال

ألمر فـي الداللة على مشاركة أمر : وهو في اصطالح البالغيين

.)٢(معنى بأداة ملفوظة أو ملحوظة

المشـبه ، : ويشير هذا التعريف إلى أركـان التشـبيه، وهـي

. والمشبه به، ووجه الشبه، واألداة

وليس شرطا أن تظهر هذه األركان األربعة في الكالم حتى يـتم

التشبيه، فكثيرا ما يحذف وجه الشبه، أو تحـذف األداة، أو يحـذفان

حذف المشبه، ويكون مقدرا في الكالم، أما المشبه به معا؛ كما يجوز

.)٣(فال يتأتى حذفه؛ ألن في حذفه تفويت الغرض المقصود من الكالم

وقد وزع البالغيون مباحث التشبيه على أركانه، فجعلـوا لكـل

ركن منها مباحثه ومسائله التي تتناولـه مـن مختلـف الجوانـب،

تشبيه ووجه الشبه، وبينوا أن ودرسوا اإلفراد والتركيب في طرفي ال

. شبه – ٥٠٣: لسان العرب) ١( .١٨: أفنان البيان) ٢(.٢٤: اإلفصاح: رينظ) ٣(

١٧٢٤

المراد بالمفرد ما كان شيئا واحدا متميزا بذاته؛ كـالعلم والشـجاعة

والشمس والقمر والجبال والسفن ومـوج البحـر ونجـوم السـماء

وغيرها، والمراد بالمركب ما كان هيئة مؤلفة من شـيئين أو عـدة

غبار أشياء امتزجت امتزاجا يجعلها في حكم الشيء الواحد؛ كصورة

المعركة والسيوف تلمع من خالله، وصورة الليل المظلم الذي تتهاوى

كواكبه، وصورة الشمس تختفي وتظهر من خـالل السـحب، وغيـر

.)١(ذلك

: التشبيه باعتبار اإلفراد والتركيب في الطرفين: أوال

يقسم البالغيون التشبيه باعتبار إفراد الطرفين وتركيبهما إلـى

: أربعة أقسام، هي

k l: تشبيه مفرد بمفرد؛ كما في قولـه تعـالى -١

m n o p L ) شبه الموج في ارتفاعـه )٢

. بالجبال، والطرفان مفردان

: )٣(ومنه قوله الشاعر

.٣٤٧-٢/٣٤٣: اإليضاح: ينظر) ١(٤٢: سورة هود من اآلية) ٢(زيادات الديوان، وهو من شواهد أسرار البيت للعباس بن األحنف يف ) ٣(

.٢٥٥: البالغة

١٧٢٥

شبه النعمة بالشمس في عموم االنتشار، والطرفان مفردان، وقد

لشمس لمناسبتها للنعمة في إحداث السرور واألنـس اختار الشاعر ا

.وإبهاج النفوس

: والقزويني وشراح التلخيص يقسمون المفرد إلى مطلـق

: وهو ما لم يقيد بشيء؛ كما في اآلية والبيت السابقين، وإلى مقيـد

وهو ما كان مرتبطا بوصف، أو حال، أو مفعول، أو إضافة، أو جار

.)١(لغ به حد التركيبومجرور، ونحو ذلك مما ال يب

هو كالقابض على المـاء، وكـالراقم فـي : ويمثلون له بقولهم

: )٢(الماء، وبقول الشاعر

:)٣(وبقوله

وقد أجهد الشراح أنفسـهم فـي تلمـس الفـروق بـين هـذه

روالتشبيه المركب، ومع هذا لم يتفقوا على حد فاصل بينهمـا؛ الصو

.٣/٤١٨: ، وشروح التلخيص٢/٣٥٤: اإليضاح: ينظر) ١(أسـرار ، وهو من شواهد يف ديوانه ، وليس البن الرومي ينسب البيت) ٢(

.٢/٣٥٤:، واإليضاح٢٥٥: البالغة. ؛ البن أخيه جبار بن جزء ١٠٩: البيت يف ديوان الشماخ) ٣(

١٧٢٦

، وذكـروا أن الفـرق بـين )١(فأرجعوا األمر في النهاية إلى الـذوق

، وفسروا ذلك بأن المقصود )٢(المركب والمقيد أحوج شيء إلى التأمل

في المركب هو الهيئة الحاصلة من مجموع أمرين أو أمـور؛ فكـل

ا لذاته، أما المقيد فإن المقصـود أحـد جزء من أجزائه ليس مقصود

، والقيـود معتبـرة )٣(أجزائه فقط، لكن بقيد فيه، والقيد شرط ال جزء

في كل من األمرين، وال حاكم في تمييز أحـدهما عـن اآلخـر عنـد

االلتباس سوى ذكاء الطبع، وصفاء القريحة، والحامـل علـى أحـد

الحسـن القصدين وجود الحسن فيه دون اآلخـر؛ فـإدراك وجـود

المقتضي ألحد األمرين إنما المحكم فيـه الـذوق السـليم وصـفاء

القريحة، وهذه التفرقة بينهما باعتبار المتكلم، أما السـامع فيفـرق

بينهما باعتبار القرائن الدالة على أن المتكلم قصد الهيئة، أو قصـد

جزءا مرتبطا بغيره، أو باعتبار أنه لو استعمل ذلك التشبيه لم يطابق

وقه وطبعه إال ذلك الوجه المقتضي للتقييـد أو عدمـه المقتضـي ذ

للتركيب، ومعلوم أن األذواق ال تجـري علـى نسـق واحـد لعـدم

إن التفرقة بين المركب والمقيد أحـوج شـيء : انضباطها؛ فلذا قالوا

.)٤(إلى التأمل

وهذا كله ال يغني في التفريق بين المركـب والمقيـد؛ ألن ذوق

. ٤٢٢:حاشية عبد احلكيم: ينظر) ١(. ٣/٤٢٢: ، وشروح التلخيص٣٣٧: املطول: ينظر) ٢(.٤٢٤، ٣/٤٢٣: ضمن شروح التلخيص-عروس األفراح : ينظر) ٣( .٣/٤٢٢: قي على خمتصر السعد امش شروح التلخيصحاشية الدسو: ينظر: ينظر) ٤(

١٧٢٧

حيلة لنا فيه، والقرائن الدالة على قصده ال تعلم في معظـم المتكلم ال

األحيان، واإلحالة على ذوق السامع تترك الباب مفتوحا لكـل سـامع

.)١(يخرج التشبيه على ما يراه، ويقتضيه ذوقه

والحاصل أن التمييز بين المقيد والمركب مسألة غير محسـومة

ى ضبط مسائل العلم وال منضبطة، وقد علمنا حرص أولئك الشراح عل

في ضوابط جامعة مانعة قدر اإلمكان؛ غير أنهم تخلوا عن هذا النهج

هنا، وتابعوا الخطيب، وحاولوا الدفاع عن نهجه، لكن الوسـائل لـم

تسعفهم في التفريق بين التقييد والتركيب؛ فتركوا األمر مفتوحا أمام

فريق بينهما، بينما خلص الدارسون المحدثون إلى عدم الت . )٢(األذواق

وأنه ينبغي ضم المقيد إلى المركب؛ ألن القيد له اعتبار في التشـبيه،

وال يتحقق وجه الشبه إال به، والطرف المفرد مـع المقيـد يكونـان

صورة مختلفة عن المفرد وحده، وهذه الصورة قريبة من المركـب،

، وقد أرجعوا رأيهم هذا إلـى مـا ذكـره عبـد )٣(ويمكن دخولها فيه

من صور التقييد، وإشاراته إلى أن تلك الصور من أسـباب )٤(هرالقا

التركيب، ومن الوجوه التي يكون الشبه بها حاصال من جملـة مـن

، كما أن شواهد التشبيه المفـرد والمقيـد عنـد الخطيـب )٥(الكالم

. ٢٦٢: بيان التشبيه: ينظر) ١(. الصفحة ذاا : املصدر نفسه: ينظر) ٢( . ٢٦٧: بيان التشبيه: ينظر) ٣( .٦٨ -٣٦: التشبيه املقيد بني اإلفراد والتركيب: ينظر) ٤( .٢٠٠: أسرار البالغة: ينظر) ٥(

١٧٢٨

.)١(والشراح تحتل أهم مواقع التشبيه المركب عند عبد القاهر

حملـوا الـذين مثـل (: تعالى تشبيه مركب بمركب؛ كقوله -٢

فالمشبه حال )٢( L أسفارا يحمل الحمار كمثل يحملوها لم ثم التوراة

اليهود الذين حفظوا التوراة ولم ينتفعوا بما فيها، والمشبه به حـال

الحمار يحمل كتب العلم النافعة وال ينتفع بشيء منها، ووجه الشـبه

حرمان االنتفاع بأبلغ نافع مع تحمل التعب والمشقة، وظاهر أن كـال

الطرفين مركب من أجزاء تضامت وامتزجت وكونت صورة واحـدة،

ولو أننا حاولنا فصل أجزائها فشبهنا اليهـود بالحمـار، والتـوراة

باألسفار، وحفظ اليهود للتوراة بحمل الحمار لألسفار لتفككت الصورة

ود من التشبيه، وهو ذم اليهود بتحمل التعـب وضاع الغرض المقص

والمشقة في حفظ ما يتضمن المنافع العظيمة، والنعم الخطيرة؛ مـع

.)٣(عدم االنتفاع بشيء منها

:)٤( قول بشار– أيضا –ومما هو مركب الطرفين

ركة فوق الـرؤوس والسـيوف تبـرق فالمشبه هيئة غبار المع

.١٠٣: قيد بني اإلفراد والتركيبالتشبيه امل: ينظر) ١( . ٥: من اآلية : سورة اجلمعة) ٢( . ١٠٢، ١٠١: أسرار البالغة: ينظر) ٣(. ١/٣١٨: ديوانه) ٤(

١٧٢٩

وتتهاوى خالله، والمشبه به هيئة الليل الذي تتهاوى كواكبه، ووجـه

الشبه هيئة أجرام مستطيلة مشرقة تتهاوى في جوانب شيء مظلـم،

واألركان الثالثة عبارة عن صورة مركبة من أجزاء تضامت وتآلفـت

فشبهنا الغبـار على هذا النسق البديع، ولو أننا حاولنا فصل أجزائها

بالليل والسيوف المتحركة بالكواكب المتهاوية؛ فإن التشبيه يضـعف

وتقل قيمته، ويضيع المراد منه، فبشار يقصد أن يرينا هيئـة النقـع

المظلم والسيوف في أثنائه تبـرق وتـومض، وتعلـو وتـنخفض،

وتضطرب وتتحرك من جهات مختلفة؛ فأظهرهـا فـي هيئـة الليـل

الالمعة في جوانبه تتحرك وتتـداخل وتتهـاوى، المدلهم، والكواكب

.)١(وتفريق التشبيه ال يؤدي هذه الصورة الفنية البديعة

ويميز البالغيون بين هاتين الصورتين وأمثالهما من التشبيهات

المركبة التي يمكن فصل أجزائها وبين صـورة أخـرى مـن هـذه

كمثـل مثلهم(: التشبيهات ال يمكن فصل أجزائها؛ كما في قوله تعالى

في وتركهم بنورهم الله ذهب حوله ما أضاءت فلما نارا استوقد الذي

، فالمراد تشبيه قصة المنافقين الـذين سـبق )٢(Lيبصرون ال ظلمات

وصف أحوالهم ومواقفهم بقصة من استوقد نـارا يستضـيء بهـا،

يلة شاتية مظلمة، ثم انطفأت هذه النار فجأة، فبقي فـي ويستنير في ل

ظلمة وبرد وحيرة ال يدري ماذا يصنع، فالتشبيه في اآليـة صـورة

. ٢٩: ، وأفنان البيان١٩٤: أسرار البالغة: ينظر) ١( . ١٧: من اآلية: سورة البقرة) ٢(

١٧٣٠

مركبة الطرفين، ال يتأتى فيها تشبيه مفرد فـي مقابلـة مفـرد مـن

.)١(الطرف اآلخر

ومن ثم فرق البالغيون بين التشبيه المركب وبين نوع آخر من

، ويقسمونه إلى ملفـوف )٢(لى تسميته بالمتعدد التشبيه اصطلحوا ع

، ويتألف فيه الطرف من شيئين منفصـلين )٣(ومفروق وتسوية وجمع

أو أشياء منفصلة، كل منها قائم بنفسه، ليس ممتزجـا بـاآلخر وال

: )٤(مركبا معه في هيئة، ومن شواهده المشهورة قول امرئ القيس

شبه القلوب الرطبة والقلوب اليابسة بالعناب والحشف البـالي؛

جامعا المشبهين في طرف والمشبهين بهما في الطرف اآلخر، فهـو

تشبيه ملفوف، والتعدد فيه ظاهر؛ ألن الشاعر لم يقصد أن يجعل بين

في مكان فقط، ولو فرقت كل من الشيئين اتصاال، وإنما أراد اجتماعا

كأن الرطب من القلوب عناب، وكأن اليابس حشف بال : التشبيه فقلت

لم يكن أحد التشبيهين موقوفا في الفائدة على اآلخر، ولـيس كـذلك

.)٥(الحكم في التشبيه المركب الطرفين

ويعد اإلمام عبد القاهر الجرجاني هو المؤصل للفروق الدقيقـة

.٨١، ١/٨٠: الكشاف: ينظر) ١(.٢/٣٧٠: اإليضاح: ينظر) ٢(. ٣٧١، ١/٣٧٠: املصدر نفسه: ينظر) ٣(. ٣٣: ديوانه) ٤( .١٩٣، ١٩٢: أسرار البالغة: ينظر) ٥(

١٧٣١

التشبيه؛ ألن أمرهمـا كـان مضـطربا إلـى بين هذين النوعين من

عصره، فلم تكن الحدود بينهما واضحة المعـالم، وكـان المؤلفـون

يخلطون، ويدخلون أحدهما في اآلخر، ويغفلون عمـا بينهمـا مـن

فروق، وما لكل من خصائص، فبين الشيخ هذه الفروق، وأوضح تلك

صـد بـه ، وذكر أنهما يتفقان في أن كال منهما كـالم ق )١(الخصائص

، وأنهمـا )٢(تشبيه شيئين أو أكثر بشيئين أو أكثـر ضـربة واحـدة

:)٣(يختلفان في عدة أمور

أن التشبيه المركب قصد به إلـى امتـزاج األمـرين أو : األول

األمور، وبناء بعضهما أو بعضها على بعض حتى عادت شيئا واحدا،

المتعدد وهيئة ملتئمة خاصة، فهو تشبيه واحد وإن تعدد أجزاؤه، أما

فقد بقي كل جزء من أجزائه مستقال غير ممتزج بـاآلخر وال مبنـي

عليه، فهو تشبيهات كل منها مستقل عن غيره، ولذلك جعل العلمـاء

من أمارات التركيب أال يصح تشبيه أحد األجزاء بما يقابله على وجه

. االستقالل

أن التشبيه المركب له مغزى وغرض خاص ال يحصـل : الثاني

دراسات تفصيلية شاملة لبالغة عبد القاهر يف التشبيه والتمثيـل : ينظر) ١(

٢٨: والتقدمي والتأخري .١٩٢ :أسرار البالغة: ينظر) ٢(ة عبد القاهر يف التشبيه والتمثيل دراسات تفصيلية شاملة لبالغ و: ينظر) ٣(

. ٢٩، ٢٨: والتقدمي والتأخري

١٧٣٢

. بالتركيب كله، أما المتعدد فله أغراض بعدد تشبيهاتهإال

أن في التشبيه المتعدد يكون أحد األمرين أو األمور فـي : الثالث

األكثر قد عطف على اآلخر عطف المستقل على المستقل، بينما فـي

المركب فإن أحد األمرين أو األمور تجده في الغالب مذكورا على وجه

.التبع لآلخر

زمخشري أن العرب تأخذ أشياء فرادى معزوال بعضها وقد ذكر ال

من بعض، لم يأخذ هذا بحجزة ذاك، فتشبهها بنظائرها، كما فعل امرؤ

القيس، وتشبه كيفية حاصلة من مجموع أشياء قد تضامت وتالصقت

حتى عادت شيئا واحدا بأخرى مثلها، كما في اآليتين؛ فـإن التشـبيه

المفرقة، ال يتكلف الواحـد واحـد فيهما من التشبيهات المركبة دون

. )١(شيء يقدر شبهه به، وهو القول الفحل والمذهب الجزل

:)٢( تشبيه مفرد بمركب، كما في قول الخنساء-٣

فالمشبه صخر، وهو مفرد، والمشبه به جبل فوق قمتـه نـار،

. وهو مركب

:)٣(ب بمفرد؛ كما في قول شوقي تشبيه مرك-٤

.١/٢١١: الكشاف: ينظر) ١(. ٣٨٦: ديواا) ٢( .١/١٨٧:الشوقيات) ٣(

١٧٣٣

فالمشبه هيئة مركبة من شهد الحياة ونعيمها بمصاحبة الذل والـرق،

. والمشبه به مفرد، وهو الحنظل

وهو لون نادر الوجود لصعوبة تمثيل الصورة المركبة بشـيء

:)١(ل أبي تماممفرد، ومن شواهده المشهورة قو

ففي البيت الثاني شبه هيئة النهار المشرق الذي خالطته زهـور

الربا فتضاءل ضوءه ونقص بليل مقمر؛ فالمشبه مركب والمشبه بـه

.مفرد

مثيل بهذا لتشبيه المركب بالمفرد ال يخلو من تسامح؛ غير أن الت

ليل مقمر؛ ففي المشبه به شـائبة تركيـب، : ألن قوله مقمر، تقديره

ولو حكمنا عليه طبقا لما ذهبنا إليه من دخول المتعدد فـي المركـب

.لخرج المثال عما نحن فيه، وانضم إلى تشبيه المركب بالمركب

لطرفي التشبيه مفـردا أو مركبـا والمتتبع تحليالت عبد القاهر

يرى أنه كان ينظر إلى األشياء المصورة وإلى األشـياء المصـورة؛

ويذكر العالقات التي تحدث بين الشيئين أو األشياء في المركب، وأنها

كالخيط الممدود الذي يمزج األشياء ويضمها حتى تتحد وتخرج عـن

بـل تبطـل صـورها أن تعرف صورة كل واحدة منها على االنفراد،

. ٢/١٩٤ : بشرح التربيزيديوانه) ١(

١٧٣٤

المفردة التي كانت لها قبل المزج، وتتجدد صور خاصة متسقة غيـر

. )١(اللواتي عدت من قبل

بينما يرى الخطيب أن المركب ما كان كثرة مجتمعة من جـزأين

، فقد نظروا إلى الصـيغة )٣(، وتابعه على ذلك المتأخرون )٢(أو أجزاء

:)٤(اللفظية وسطح العبارة؛ فعدوا بيت ذي الرمة

.من قبيل المفرد؛ مع أنه عند التأمل نجده مركبا تركيبا اعتباريا

ولعل الفرق بين نظرة اإلمام عبـد القـاهر للمركـب، ونظـرة

الخطيب والمتأخرين له يكمن في اكتفاء المتـأخرين بـالنظرة إلـى

قتصار عليها، وهي بطبيعة الحال ال تكفي وحدها الصيغة اللفظية واال

للحكم على الطرفين باإلفراد أوالتركيب؛ فكثيرا ما تكـون خادعـة إذا

اكتفينا بظاهرها، دون تعمق في المراد منهـا، وربطهـا بسـياقها،

ومعنى ذلك أننا نرى التركيب إما أن يكون تركيبا حقيقيـا موجـودا

ة، كما في بيت بشار، وأما أن يكون بصيغته اللفظية، وداللته المعنوي

التركيب اعتباريا تذكر منه أهم أجزائه المشيرة إليه فـي الصـياغة

اللفظية اقتصارا على ذهن السـامع الفطـن، وإن كانـت الصـورة

.١٠٢ :أسرار البالغة: ينظر) ١( .٢/٣٦٧ :اإليضاح: ينظر) ٢( .٢/٤١٨ :شروح التلخيص: ينظر) ٣( .٢٣٦ :ديوانه) ٤(

١٧٣٥

.)١(المقصودة مركبة كما في بيت ذي الرمة

: التشبيه باعتبار اإلفراد والتركيب في وجه الشبه: ثانيا

ن التشبيه باعتبار اإلفراد والتركيب في وجه الشبه يقسم البالغيو

: )٢(إلى مفرد ومركب

وهو ما كان شيئا واحدا، وقـد يكـون : وجه الشبه المفرد -١

حسيا؛ كاإلشراق في تشبيه الوجه بالبدر، والسواد في تشبيه الشـعر

ولـه (: بالليل، والضخامة في تشبيه السفن بالجبال في قوله تعـالى

، وقد يكون عقليـا؛ كـالنفع )٣(Lكالأعلام البحر في المنشآت الجوار

وعدمه في تشبيه العلم بالحياة، والجهل بالموت، والتأثير في تشـبيه

: البيان بالسحر، والقسوة في تشبيه القلوب بالحجارة في قوله تعالى

)ت ثمكم قسن قلوبد معب ذلك فهي ةكالحجار أو ة أشدوقسL)٤(

وهو ما كان هيئة مؤلفة من شيئين أو : وجه الشبه المركب -٢

، وقـد )٥(أشياء امتزجت وكونت صورة واحدة ال تنفصـل أجزاؤهـا

ينتزع من طرفين مفردين أو مركبين أو مختلفين، وهو إمـا حسـي،

. ٢٥٤: بيان التشبيه: ينظر) ١( . ٢/٣٤٣: اإليضاح: ينظر) ٢( . ٢٤: اآلية: سورة الرمحن) ٣( . ٧٤: من اآلية: سورة البقرة) ٤(.٥٥: أفنان البيان) ٥(

١٧٣٦

. وإما عقلي

.)١(فمن المركب الحسي قول أبي طالب الرقي

شبه هيئة النجوم المتاللئة في زرقة السماء بهيئة الدر المنثـور

على زجاج أزرق، ووجه الشبه هو الهيئة الحاصلة من تفرق أجـرام

.)٢(مشرقة صغيرة مستديرة على صفحة زرقاء، وهو وجه حسي

.)٣(ل الشاعرومن المركب العقلي قو

فوجه الشبه فيه الهيئة الحاصلة من االلتجاء من الضار إلى مـا

. هو أشد ضررا؛ طمعا في االنتفاع به، وهذه الهيئة مما يدرك بالعقل

التشبيه التمثيلي: ثالثا

إفراد وجـه الشـبه أو نظر جمهور العلماء إلى التشبيه باعتبار

تركيبه، وحسيته أو عقليته؛ فخصوا بعض صـوره باسـم التمثيـل،

لكنهم لم يتفقوا على صورة بعينها، وكان عبد القاهر أول من فـرق

ضـرب : بين هذه الصور، وفصل القول فيها، وبين أنها على ضربين

. ١٥٩: أسرار البالغة) ١(. ١/٣٤٦: يتيمة الدهر) ٢( .٢/١٨٢ :جممع األمثال) ٣(

١٧٣٧

يكون الشبه فيه من جهة أمر بين ال يحتاج إلى تـأول، وذلـك بـأن

وجه الشبه فيه محسوسا؛ كتشبيه الخد بالورد فـي الحمـرة، يكون

والشعر بالليل في السواد، والقامة بالرمح في االستقامة ، والشـيء

الناعم بالحرير في النعومة، أو يكون وجه الشـبه عقليـا حقيقيـا؛

تشبيه الرجل باألسد في الشجاعة، : كاألخالق والطباع والغرائز ؛ نحو

لغدر، والصديق بالبحر في الكرم، وغير ذلك مـن والعدو بالذئب في ا

.)١(الصفات الثابتة المتقررة في الموصوف

والضرب اآلخر يكون الشبه فيه محصال بتأول، وذلك بأن يكون

ليس وصفا ثابتـا متقـررا فـي : وجه الشبه عقليا غير حقيقي؛ أي

الموصوف؛ كتشبيه الحجة بالشمس في الظهور، فـالظهور وصـف

شمس، وليس حقيقيا في الحجة؛ إذ معنى الظهور فيهـا حقيقي في ال

عدم وجود مانع من إدراكها والعلم بها، وقـد اعتبـر هـذا بمثابـة

الظهور في األجسام المشاهدة، وبذلك لم يتم وجه الشبه بين الحجـة

ألفاظه كالماء في السالسـة، : ، ومن هذا قولهم )٢(والشمس إال بتأول

ـ ي الحـالوة؛ يريـدون أن اللفـظ ال وكالنسيم في الرقة، وكالعسل ف

يستغلق وال يشتبه معناه، وال يصعب الوقوف عليـه؛ فصـار لـذلك

كالماء الذي يسوغ في الحلق، والنسيم الذي يسري في البدن، ويتخلل

المسالك اللطيفة منه، ويهدي إلى القلب روحا، ويوجد فـي الصـدر

. ٩٢-٩٠: الغةأسرار الب: ينظر) ١( . ٩٣: املصدر نفسه: ينظر) ٢(

١٧٣٨

وتهش النفس انشراحا، ويفيد النفس نشاطا، وكالعسل الذي يلذ طعمه

له، ويميل الطبع إليه ، ويحب وروده عليه، فهـذا كلـه تـأول، ورد

.)١(شيء إلى شيء بضرب من التلطف

ويرتب عبد القاهر على هذه التفرقـة حقيقـة هامـة، هـي أن

التشبيه عام والتمثيل أخص منه، فكل تمثيل تشبيه وليس كل تشـبيه

:)٣(، فقول الشاعر)٢(تمثيال

تشبيه حسن، وليس تمثيال؛ ألن وجه الشبه فيه هيئة محسوسة

تجمع الهيئة والشكل واللون، ولـيس شـيئا متـأوال، وقـول ابـن

:)٤(المعتز

تمثيل؛ ألن وجه الشبه فيه هو سرعة الفناء لعدم المد بأسـباب

البقاء، وهو وجه عقلي ال يحصل إال بتأول، وهـو فـي ذات الوقـت

.تشبيه؛ ألن التشبيه وصف عام للتمثيل وغير التمثيل

. ٩٣: رار البالغةسأ: ينظر) ١( . ٩٥: املصدر نفسه: ينظر) ٢( . ١٧/١٣٠: هو أبو قيس بن األسلت؛ كما يف األغاين) ٣( . ٣٢٦: ديوانه) ٤(

١٧٣٩

والخالصة أن المثل الحقيقي والتشبيه الذي هو األولى عنده بأن

يسمى تمثيال لبعده عن التشبيه الظاهر الصريح ما ال يحصل إال مـن

جملة من الكالم أو جملتين أو أكثر، وكلما كان التشبيه أوغـل فـي

: كونه عقليا محضا كانت الحاجة إلى الجملة أكثر؛ كما في قوله تعالى

نبـات بـه فـاختلط اءالسم من أنزلناه كماء الدنيا الحياة مثل نما ]

زخرفهـا األرض أخـذت إذا حتـى واألنعام الناس يأكل مما األرض

نهـارا أو لـيال أمرنـا أتاها عليها قادرون أنهم أهلها وظن وازينت

لقـوم اآليـات نفصـل كـذلك باألمس تغن مل كأن حصيدا فجعلناها

ونتفكر؛ فقد كثرت الجمل فيـه حتـى بلغـت عشـر جمـل إذا )١( ي

.)٢(فصلت

ومن ثم ذهب السكاكي إلى أن التمثيل ما كان وجه الشـبه فيـه

؛ كمـا فـي قولـه )٣(وصفا غير حقيقي، وكان منتزعا من عدة أمور

الله ذهب حوله ما أضاءت فلما نارا استوقد الذي كمثل هممثل(: تعالى

بنورهم مكهترات في وال ظلم ونصربيL)فوجه تشبيه المنـافقين )٤

بالذين شبهوا بهم في اآلية، وهو رفع الطمع إلـى تمنـي مطلـوب،

تعقب الحرمان والخيبـة النقـالب بسبب مباشرة أسبابه القريبة، مع

.٢٤من اآلية : سورة يونس) ١( ١٠٩، ١٠٨:أسرار البالغة: ينظر) ٢( . ٤٥٥: املفتاح: ينظر) ٣( .١٧: اآلية: سورة البقرة)٤(

١٧٤٠

.)١(األسباب، وهو أمر توهمي منتزع من أمور جمة

بينما رأى الخطيب القزويني أن التمثيل ما كان وجه الشبه فيـه

.)٢(وصفا منتزعا من أمرين أو أمور، سواء أكان حسيا أم عقليا

وعلى هذا الرأي سار جمهور البالغيين، فالتمثيل عندهم ما كان

، وال يخفى )٣(ه فيه مركبا، دون نظر إلى الحسية أو العقلية وجه الشب

أن اعتبار اإلفراد والتركيب كاف في التفريق بـين التمثيـل وغيـر

التمثيل من صور التشبيه، كما أن في المركب الحسي مـن اإلبـداع

والحاجة إلى التأمل ما ال يكون في الوجه المفرد، سواء أكان حسـيا

ي الخطيب والجمهور أوضح اآلراء وأحراهـا أم عقليا، مما يجعل رأ

.بالقبول في هذا الباب

هذا وثمة لون آخر من التشبيه ال يصرح به في الكـالم، وإنمـا

يلمح في سياقه، ويستنبط من مضمونه، وهو مـا يسـمى بالتشـبيه

، وال يكون إال مركبا، ومن أمثلته المشـهورة قـول أبـي )٤(الضمني

: )٥(تمام

. ٤٥٦: املفتاح: ينظر) ١( . ٢/٣٧١: اإليضاح: ينظر) ٢( . ١١٣: أفنان البيان: ينظر) ٣( . ٢٥٢: أساليب البيان: ينظر) ٤(. ١/٣٤٨: بشرح التربيزي–ديوانه ) ٥(

١٧٤١

ففي هذين البيتين تشبيه يفهم من مضـمون الكـالم وسـياقه،

انتشار بعض فضائل األخبار على ألسنة حاسديهم، والمشبه : والمشبه

العود الزكية عند اشتعال النار فيه، وهـو تشـبيه انتشار رائحة : به

مركب، جاء لبيان صحة دعوى أن يكون الحسود سببا فـي انتشـار

. فضائل المحسود

١٧٤٢

المبحث الثاني

المجاز بين اإلفراد والتركيب

مصدر ميمي على وزن مفعـل، مـن جـاز : المجاز في األصل

لمكـان يجـوزه إذا المكان يجوزه إذا تعداه، أو اسم مكان من جـاز ا

. عقلي ولغوي: ، وهو قسمان)١(سلكه

ويكون في اإلسناد، ونسبة الشيء إلى غير : المجاز العقلي : أوال

ما هو له، ويسمى المجاز الحكمي، واإلسناد المجازي، وال يكـون إال

في التركيب، وجمهور البالغيين يهتمون بدراسة هذا اللون في بـاب

، )٢(اني، ودرسه السكاكي في علم البيـان اإلسناد الخبري من علم المع

.)٣(ونظمه في سلك االستعارة بالكناية

وهو من طرق التعبير عن المعنى الواحد، وفيه من التصـوير،

وإسباغ الحياة على الجمادات مـا ال يخفـى؛ كمـا أنـه ال يخـتص

. باألساليب الخبرية، بل يرد في األساليب اإلنشائية كذلك

إسناد الفعل أو معناه إلى مالبـس لـه : هوقد عرفه الخطيب بأن

. ٣/٨٠: ، وبغية اإليضاح٢/٣٩٦: اإليضاح: ينظر) ١(.٥٠٩-٥٠٢: املفتاح: ينظر) ٢(. ٥١١: املصدر نفسه: ينظر) ٣(

١٧٤٣

.)١(غير ما هو له بتأول

وهو بهذا يشير إلى حتمية وجود عالقة تقوم على مالبس الفعل

أو ما في معناه لما أسند إليه مجازا من جهة وقوعه عليه، أو فيـه،

. أو بسببه؛ ونحو ذلك

بتأول؛ يشير إلى أنه ال بد من وجـود قرينـة تصـرف : وقوله

اد من الحقيقة إلى المجاز، فما لم توجد قرينـة تـدل علـى أن اإلسن

.اإلسناد مجازي مبني على التأول فالكالم حقيقة

)٢(أوزارهـا الحرب تضع حتى ]: ومن شواهده قوله تعالى

آالتها، وأثقالها من السالح وغيره، ففي إسناد وضع األوزار إلى : أي

القته السببية؛ فالحرب سبب لحمـل السـالح الحرب مجاز عقلي، ع

حتـى يضـع المحـاربون آالت الحـرب وتنتهـي : والعتاد، واألصل

المعركة، وفي اإلسناد المجازي إشعار بأصالة الحـرب فـي إعـداد

اآلالت، وتدبير السالح، وحمل ذلك لساحة الحرب، وفيه أيضا تصوير

ضـعه متـى للحرب بصورة القادر المتصرف الذي يحمل السالح، وي

شاء، وإيثار التعبير باألوزار لما فيه من إشارة إلـى آثـار الحـرب

. )٣(المدمرة، وشرورها القاتلة، وعواقبها الوخيمة

. ١/٩٨: اإليضاح) ١(. ٤: سورة حممد، من اآلية) ٢(. ١٥٤: دراسات حتليلية للفصاحة والبالغة واإلسناد: ينظر) ٣(

١٧٤٤

:)١( قول طرفة– أيضا –ومن شواهده

:)٢(وقول البحتري

:)٣(وقول أبي البقاء الرندي

فإسناد اإلبداء إلى األيام، والتنبيه إلى النيروز، والسـرور إلـى

ية، فهذه الزمن، واإلساءة إلى األزمان؛ مجازات عقلية عالقتها الزمان

األشياء غير فاعله، وإنما هي زمان لوقوع الفعل، وفي إسناد األفعال

إليها بيان ألهميتها في احتوائها لهذه األحداث، وإشـارة إلـى أنهـا

عنصر مؤثر فيها؛ بجانب ما تثيره من تخييـل يخرجهـا مـن حيـز

. )٤(الظرفية والزمانية إلى حيز الفاعلية المؤثرة

ويكون في نقل األلفاظ عن حقائقها اللغوية : لغويالمجاز ال : ثانيا

إلى معان أخرى بينها صلة ومناسبة، وهذا المجاز يكون في المفـرد

. كما يكون في التركيب المستعمل في غير ما وضع له

. ٤٨: ديوانه)١( . ٤/٢٠٩٠: ديوانه)٢( .٤/٤٨٧: البيت من قصيدته املشهورة يف نفح الطيب )٣(. ١٤٠: يلية للفصاحة والبالغة واإلسناددراسات حتل: ينظر) ٤(

١٧٤٥

وقد استأثر المجاز المفرد بجل دراسات البالغيين؛ نظرا لكثرتـه

مه ودراسـته في األساليب وتشعب مباحثه؛ فعنوا بضـبطه وتقسـي

دراسة موسعة تفصل كافة جوانبه، وعرفوه بأنه الكلمة المسـتعملة

في غير ما وضعت له، لعالقة وقرينـة مانعـة مـن إرادة المعنـى

.)١(األصلي

هي المناسبة بين المعنى األصلي الموضوع له اللفـظ : والعالقة

.وبين المعنى المجازي المقصود

ب وجـود نـوعين مـن وقد تبين للبالغيين من تتبـع األسـالي

عالقات تقوم على التشابه في صفة من الصفات، وعالقات : العالقات

تقوم على رابطة أخرى غير التشابه، وبناء علـى هـذين النـوعين

. استعارة، ومجاز مرسل: قسموا المجاز إلى قسمين

فإذا كانت العالقة في المجاز قائمة على التشابه بـين المعنـى

زي في صفة من الصفات كان هـذا المجـاز الحقيقي والمعنى المجا

استعارة، وإذا كانت العالقة في المجاز قائمة على رابطة أخرى غيـر

. )٢(التشابه فهو مجاز مرسل

ويرى بعض البالغيين أن االستعارة مجـاز عقلـي، بمعنـى أن

التصرف فيها يتم عن طريق أمر عقلي ال لغوي، وجمهور البالغيـين

االستعارة مجاز لغوي، ودليلهم على ذلـك أن يرون أن – كما تقدم –

. ١٥١: أفنان البيان) ١( .٢/٣٩٦: اإليضاح :ينظر) ٢(

١٧٤٦

اللفظ المستعار منقول من معناه اللغوي الحقيقي إلى معنى آخر، وهذا

. )١(التصرف مجاله اللغة، ويتعلق بالداللة اللغوية للفظ

االستعارة-أ

االستعارة مأخوذة من العارية؛ أي نقل الشيء من شخص إلـى

صائص المعـار إليـه، والعاريـة آخر حتى تصبح تلك العارية من خ

ما تداولوه بينهم، وقد أعاره الشيء ، وأعاره منه، وعاوره : والعارة

إياه، والمعاورة والتعاور شبه المداولة والتداول يكون بـين اثنـين،

طلـب : طلب العارية، واستعار الشيء واستعار منه : وتعور واستعار

.)٢(منه أن يعيره إياه

هي اللفظ المستعمل في غير ما وضـع :وفي اصطالح البالغيين

.)٣(له، لعالقة المشابهة؛ مع قرينة مانعة من إرادة المعنى األصلي

وبناء على هذا التعريف يكون مدلول االسـتعارة نفـس اللفـظ

المستعمل في غير ما وضع له، وقد يراد باالستعارة فعل المتكلم الذي

: ل فـي تعريفهـا نقل اللفظ من معناه إلى معنى آخر، وحينئـذ يقـا

: ، ويقال فـي تعريفهـا )٤(إلخ... استعمال اللفظ في غير ما وضع له

.٣٦ -٣١: التصوير اازي والكنائي:ينظر) ١( . )عور( ٦١٩، ٤/٦١٨ :لسان العرب) ٢( . ١٥٤: أفنان البيان) ٣(.١٤٥: املصدر نفسه) ٤(

١٧٤٧

، أو هي ما تضمن تشبيه معنـاه بمـا )١(هي مجاز عالقته المشابهة

، والتعريف األول أيسر وأسهل، لذا كان شائعا فـي كتـب )٢(وضع له

. المحدثين، دائرا على ألسنة الدارسين

مفـردة : لفظ المستعار إلى قسـمين وتنقسم االستعارة باعتبار ال

. ومركبة

فالمفردة ما كانت في لفظ مفرد مستعمل في غير ما وضع لـه،

حين حبسـه، كما في قول الحطيئة يستعطف أمير المؤمنين عمر

.)٣(ويذكر له حال أطفاله الصغار

شبه أطفاله باألفراخ بجامع الضعف والحاجة إلى الرعايـة فـي

كل، ثم حذف المشبه، وهو لفظ األطفال، وأقام لفظ المشبه به مكانه ،

وهو لفظ األفراخ، على سبيل االستعارة التصريحية األصـلية، وهـي

. جاءت في لفظ مفرداستعارة مفردة؛ ألنها

:)٤(وقول أبي ذؤيب الهذلي

. ٣٥٧: املطول : ينظر)١(. ٢/٤٠٩: اإليضاح) ٢( .١٦٤:ديوانه) ٣(. ١/٨: ديوان اهلذليني) ٤(

١٧٤٨

شبه المنية بالسبع بجامع الفتك واالفتراس فـي كـل، وحـذف

المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو األظفار، وأسند هـذا

يلية، وهي مفـردة؛ الالزم للمشبه على سبيل االستعارة المكنية التخي

. ألنها جاءت في لفظ مفرد

والمركبة ما كانت في تركيب، وتسمى المجاز المركب والتمثيـل

واالستعارة التمثيلية، وهي اللفظ المركب المستعمل في غير ما وضع

.)١(له لعالقة المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى األصلي

ويحـذف المشـبه، وفيه تشبيه صورة مركبة بصورة مركبـة،

. وتستعار صورة المشبه به له دون تغيير في ألفاظها

ومن ذلك ما كتب به الوليد بن اليزيد لما بويـع بالخالفـة إلـى

أما بعـد، فـإني : "مروان بن محمد، وقد بلغه أنه متردد في البيعة له

أراك تقدم رجال وتؤخر أخرى، فإذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيهما

شبه صورة تردده في المبايعة بصورة تردد مـن . )٢("سالمشئت، وال

قام ليذهب في أمر، فتارة يريد الذهاب فيقدم رجال، وتـارة ال يريـد

فيؤخر أخرى، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به للمشـبه علـى

. سبيل االستعارة التمثيلية

: ومنها قولهم للرجل يبذل جهدا كبيرا في عمل ال يثمـر شـيئا

. ١٩٥: أفنان البيان: ينظر) ١(. ٤٤٠: ، ودالئل اإلعجاز٣٠٢، ١/٣٠١: البيان والتبيني) ٢(

١٧٤٩

اك تنفخ في رماد، وتضرب في حديد بارد، وتكتـب علـى المـاء، أر

يمثلون حاله بحال من ينفخ في الرماد فال يخرج نارا، ومن يضـرب

في حديد بارد فال يتحول إلى الشكل المراد، ومن يكتب على الماء فال

.)١(يبقى أثر لكتابته، وكل هذا من قبيل االستعارة التمثيلية

لـا آمنـوا الذين أيها اي:)٢(م قوله تعالىومنها في القرآن الكري

شبه حال من يتعجل بالحكم في أمر L ورسوله الله يدي بين تقدموا

، بحال مـن من أمور الدين قبل أن يحكم اهللا فيه، ويتلقاه الرسول

يتقدم بين يدي متبوعه عند المشي في الطريق، بجامع عدم المتابعـة

في كل، وحذف المشبه، وجيء بالمشـبه بـه مكانـه علـى سـبيل

.االستعارة التمثيلية

:)٣(ومن هذا قول أبي فراس

فالشطر الثاني استعارة تمثيلية، شبه افتقاد قومه وقـت الشـدة

مظلمة، بجامع فقدان شـيء تشـتد والكرب بافتقاد البدر في الليلة ال

.الحاجة إليه، واستعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه

ومن هذا قول أبي البقاء الرندي في مطلع قصيدته فـي رثـاء

.١١٣: أسرار البالغة: ينظر)١( . ١: سورة احلجرات من اآلية) ٢( .١/٢٠١ :ديوانه) ٣(

١٧٥٠

:)١(األندلس

ي مبنيـة علـى فالشطر األول من قبيل االستعارة التمثيلية، وه

تشبيه حال دولة األندلس في زوالها بعد كمالها وازدهارهـا، بحـال

األشياء يعتريها النقص والفناء بعد التمام والكمال، واستعارة التركيب

. الدال على المشبه به للمشبه

واألمثال العربية كلها عند ما تستعمل في حاالت مشابهة للوقائع

عارات تمثيلية مبنية على تشبيه الحالة التي قيلت فيها أوال تكون است

الحاضرة بالحالة التي قيلت فيها، وحذف المشبه واستعارة التركيـب

. الدال على المشبه به له

مـورد المثـل، : والحالة التي قيل فيها المثل أول مرة تسـمى

مضرب المثل، واألمثـال : والحاالت التي يستعمل فيها بعد ذلك تسمى

أنها إذا وردت بصيغة ما فال تغير عن هذه الصيغة؛ ، بمعنى )٢(ال تغير

فإذا وردت بصيغة المفرد مثال استعملت كذلك، ولو قيلت في مثنى أو

جمع، وإذا وردت بوجه معين من اإلعراب ظلت عليه في كل استعمال

. لها، وهكذا

وهو يضرب لكل شـيء " ما يوم حليمة بسر : "ومن أمثال العرب

وأصله أن الحارث بن أبي شمر الغسـاني مشهور ال يخفى على أحد،

.٤/٤٨٧: نفح الطيب) ١(.٢/٤٤١: ضاحاإلي: ينظر)٢(

١٧٥١

وجه جيشا إلى المنذر بن ماء السماء فهزمه، فلما جاء جند الحـارث

. )١(منصورين أسرعت حليمة ابنته وعطرت الجند بالطيب؛ فقيل المثل

يضرب لمن عاد من مهمـة دون أن " رجع بخفي حنين : "ومنها

ضرب لمـا يعـاب وي" أحشفا وسوء كيلة : "، ومنها )٢(يصل إلى المراد

ويضـرب لمـن " مواعيد عرقوب : "، ومنها )٣(من جهتين، ونحو ذلك

.)٤(يخلف الوعد وال يفي به

كمبتغـي "وقولهم لمن يحاول شيئا ال يستطيعه لعدم قدرته عليه

: )٦(، وقول المتنبي)٥("الصيد في عريسة األسد

فإنه يضرب فيمن يستعين بمن هو أقوى منه على غير بصيرة؛

فإن ذلك يعود في النهاية بالضرر على المستعين؛ فقد شبه حال مـن

يستعين بمن هو أقوى منه على غير بصيرة فيصيبه ضرر بذلك بحال

من يجعل األسد بازا يصيد به، فيصيده ويغتاله األسـد فـي النهايـة

فيما يستخدم وانتظار الخير مما طبع على الشر، ثم بجامع سوء البعد

.٢/٢٧٢: جممع األمثال: ينظر)١(.١/٢٩٦: املصدر نفسه: ينظر)٢(.١/٢٠٧: املصدر نفسه: ينظر)٣(.٢/٣١١: املصدر نفسه: ينظر)٤(.١٠٨: أسرار البالغة)٥(. ٢/١٠: بشرح الربقوقي - ديوانه )٦(

١٧٥٢

تنوسي التشبيه وادعي أن المشبه من جنس المشبه به، ثم اسـتعير

تركيـب "لهيئة المشبه " تركيب المورد "التركيب الدال على المشبه به

.على سبيل االستعارة التمثيلية" المضرب

فظ المركـب الل: هذا وقد عرف الخطيب االستعارة التمثيلية بأنها

المستعمل فيما شبه بمعناه األصلي تشـبيه التمثيـل، للمبالغـة فـي

التشبيه؛ أي تشبيه إحدى صورتين منتزعتين من أمـرين أو أمـور

باألخرى، ثم تدخل المشبهة في جنس المشبه بها مبالغة في التشبيه،

.)١(فتذكر بلفظها من غير تغيير بوجه من الوجوه

دفع ما توهمه عبارة تشـبيه التمثيـل وإنما فسر التعريف بهذا ل

من أن طرفي االستعارة التمثيلية قد يكونـان مفـردين؛ ألن تشـبيه

التمثيل ما كان وجهه منتزعا من متعدد، ولو كان طرفـاه مفـردين؛

: كقول الشاعر

رأيت عنقود مالحيـة فـي : تعارةفإذا قيل فيه على طريقة االس

السماء كان هذا مجازا مفـردا المركبـا، وإن كـان أصـله تشـبيه

.)٢(التمثيل

وسبق أن أوضحنا أن التركيب إما أن يكـون تركيبـا حقيقيـا

موجودا بصيغته اللفظية وداللته المعنوية، وإما أن يكـون التركيـب

. ٢/٤٣٨: اإليضاح)١(. ٣/١٣١: بغية اإليضاح: ينظر)٢(

١٧٥٣

ـ ياغة اللفظيـة اعتباريا تذكر منه أهم أجزائه المشيرة إليه فـي الص

اقتصارا على ذهن السامع الفطن، وإن كانـت الصـورة المقصـودة

.)١(مركبة، فال وجه للتفريق في هذا بين التشبيه واالستعارة

C ]: وقد ذكر الزمخشري أن معنى االستعالء في قوله تعالى

D E F G مثل لتمكنهم من الهـدى واسـتقرارهم عليـه

.)٢( بحال من اعتلى الشيء وركبهوتمسكهم به، شبهت حالهم

يعني أن هذه االستعارة تبعية تمثيـل، أمـا التبعيـة : قال السعد

فلجريانها أوال في متعلق معنى الحرف، وتبعيتها في الحـرف، وأمـا

.)٣(التمثيل فلكون كل من طرفي التشبيه حالة منتزعة من عدة أمور

ا في اإلفـراد وأنكر السيد الشريف اجتماع االستعارتين لتنافيهم

: ، وأبدى في اآلية وجوها ثالثة)٤(والتركيب

أن يشبه الهدى بالمركب الموصل إلى القصد، فيثبت لـه : أحدها

. بعض لوازمه، وهو االستعالء، على طريق االستعارة بالكناية

أن يشبه تمسك المتقين بالهدى بـاعتالء الراكـب فـي : ثانيها

. ة على استعارة تبعيةالتمكن واالستقرار، وحينئذ تكون كلم

. من هذا البحث) ١٤(ص : ينظر)١(. ١/١٤٢: الكشاف: ينظر)٢(.٣٩٤: حاشية السيد الشريف على املطول امشه: ينظر)٣(.الصفحة ذاا: املصدر نفسه: ينظر )٤(

١٧٥٤

أن تشبه هيئة مركبة من المتقي والهدى، وتمسـكه بـه : الثالث

راكبا مستقرا عليه بهيئة مركبة من الركوب والمركب واعتالئه عليه

. متمكنا

وعلى هذا ينبغي أن يذكر جميع األلفـاظ الدالـة علـى الهيئـة

اظ اسـتعارة الثانية، ويراد به الهيئة األولى؛ فيكون مجموع تلك األلف

تمثيلية، كل واحد من طرفيها منتزع من أمور متعددة، وال يكون فـي

شيء من مفردات تلك األلفاظ تصرف بحسب االستعارة، بل هي على

حالها قبل االستعارة، فال يكون حينئذ استعارة تبعية في كلمـة علـى

) تقدم رجال وتؤخر أخـرى : (كما ال استعارة تبعية في الفعل في قوله

أنه اقتصر في الذكر من تلك األلفاظ على كلمة على؛ ألن االعتالء إال

هو العمدة في تلك الهيئة؛ إذ بعد مالحظته يقرب الذهن إلى مالحظـة

.)١(الهيئة واعتبارها

ورجح أن تحمل عبارة الكشاف على الوجه الثاني؛ ألنـه جعـل

هدى، المشبه اعتالء الراكب، ويعلم من ذلك أن المشبه هو التمسك بال

فمعنـاه " مثل: "، وأما قوله )٢(وأن وجه الشبه هو التمكن واالستقرار

تصوير؛ فإن المقصود من االستعارة تصـوير المشـبهة : تمثيل؛ أي

.)٣(بصورة المشبه به، بل تصوير وصف المشبه بصورة المشبه به

٣٩٥: املصدر نفسه: ينظر)١(.الصفحة ذاا: املصدر نفسه: ينظر)٢(. ٣٩٥: حاشية السيد الشريف على املطول امشه: ينظر)٣(

١٧٥٥

وأجيب بأن انتزاع شيء من أمور متعددة يكـون علـى وجـوه

لك األمور كالوحدة االعتباريـة، وقـد شتى، فقد يكون من مجموع ت

يكون من أمر بالقياس إلى آخر كاإلضافات، وقد يكون بعضه من أمر

وبعضه من آخر، وعلى األولين ال يقتضي تركيبه، بل تعـدد مأخـذه؛

فيجوز حينئذ أن يكون المدلول الحرفي لكونه أمرا إضافيا كاالستعالء

في الحرف تكـون تبعيـة، حالة منتزعة من أمور متعددة؛ فلجريانها

ولكون كل من الطرفين حالة إضافية منتزعـة مـن أمـور متعـددة

.)١(تمثيلية

وإذا ما تجاوزنا مسألة اجتماع االستعارة التبعية والتمثيلية فإن

للداللـة علـى الهيئـة ) على(ما ذهب إليه السعد من االكتفاء بكلمة

المثل، وذكاء اللغة، المركبة؛ هو األحرى بالقبول، واألقرب إلى طبيعة

وجوهر التركيب، الذي يمكن االكتفاء فيه بأهم عناصره الدالة علـى

.)٢(باقي صورته؛ كما هو المشهور في تطبيقات العلماء قديما وحديثا

ولعل اختيارهم في شرح معنى االستعارة التمثيلية لفظ االنتـزاع

هـر لفـظ يشير إلى عدم اشتراط التركيب في طرفيها، وإال لكان األظ

. )٣(التركيب

.١/١٦٨: روح املعاين: ينظر)١(، والرسـالة ٢٤٨، ٢٤٧: ، والتصوير البياين ٢/٣١٦: األطول: ينظر )٢(

. ٣٢٣ -٣٢٠: البيانية وحاشية عليش عليها.١/١٦٨: روح املعاين: ينظر)٣(

١٧٥٦

المجاز المرسل-ب

سبقت اإلشارة إلى أن البالغيين يقسمون المجاز باعتبار العالقة

إلى استعارة ومجاز مرسل، فإذا كانت العالقة قائمة علـى المشـابهة

كان استعارة، وإن كانت قائمة على غيـر المشـابهة فهـو مجـاز

.)١(مرسل

التقييد بعالقة واحـدة، إذ وسمي مرسال إلرساله؛ أي إطالقه عن

له عالقات متنوعة بتنوع األساليب، أما االستعارة فهي مجـاز مقيـد

.)٢(حيث قيدت بعالقة واحدة ، هي المشابهة

؛ على )٣(وينقسم المجاز المرسل باعتبار لفظه إلى مفرد ومركب

.خالف بين البالغيين

ـ ه، فالمفرد هو الكلمة المفردة المستعملة في غير ما وضعت ل

.)٤(لعالقة غير المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي

ومن هذا إطالق لفظ االعتداء على الجزاء والعقوبـة المترتبـة

الحـرام بالشـهر الحـرام الشهر :على االعتداء؛ كما في قوله تعالى

اعتـدى ما بمثل عليه دوافاعت عليكم اعتدى فمن قصاص والحرمات

. من هذا البحث٢٠ص : ينظر)١(.٣/٢٨٠: املنهاج الواضح: ينظر)٢(.٣٨٠: املطول: ينظر) ٣(.٣/٢٨١: املنهاج الواضح: ينظر)٤(

١٧٥٧

كمليع L)مجاز مرسل عالقتـه السـببية، إذ سـمي ) اعتدوا( ففي )١

الجزاء والعقاب باسم سببه، وهو االعتداء، وفـي تسـميته اعتـداء

ترغيب في العفو والصفح، وإشارة إلى الحيطة في المجـازاة بعـدم

كانـت فهـي مـن جـنس الزيادة، وتزهيد في المعاقبة؛ ألنها مهما

.)٢(االعتداء

| : وشبيه بهذا تسمية المجازاة سيئة في قولـه تعـالى

} ~ � L)الثاني مجاز مرسل عالقتـه ) سيئة( ففي لفظ )٣

السببية، حيث استعمل اللفظ في المجازاة والعقوبة، وهو سببها، وإذا

. أطلق مصطلح المجاز المرسل انصرف إلى هذا اللون من المجاز

وهو اللفظ المركب المستعمل في غير ما وضـع لـه : مركبوال

.)٤(لعالقة غير المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى األصلي

: ويوجد هذا المجاز في شيئين

األساليب الخبرية التي قصد بها فائدة الخبر، إذا استعملت : األول

عـن في اإلنشاء لغرض بالغي، فاستعمالها في هذا الغرض نقل لها

. ١٩٤: سورة البقرة من اآلية) ١( . ٢١٦: أفنان البيان: ينظر) ٢( . ٤٠: سورة الشورى من اآلية) ٣( . ٢٣٠: أفنان البيان: ينظر) ٤(

١٧٥٨

.)١(معناها الحقيقي إلى معنى آخر؛ فتكون مجازا مرسال

: ومن هذه األغراض

إظهار الضعف والتذلل، كما في قوله تعالى حكاية عن زكريا -١

: 0 1 2 3 4 5 6 7

L)فزكريا )٢ ، ال يريد بهذا اإلخبار عن حاله، وإنما يريد إظهـار

تعالى في مقام الدعاء والتضرع ضعفه وتذهللا وحاجته إلى معونة اهللا

. إلى اهللا تعالى، والجملة مجاز مرسل عالقته السببية

التحسر على فوات المطلوب؛ كما في قوله تعالى حكاية عن -٢

، فليس الغرض من الخبر )٣(© ª « ¬ L: امرأة عمران

إعالم اهللا تعالى بذلك، فهو سبحانه وتعالى عالم به، ولكنهـا تظهـر

ها على فوات المطلوب، حيث كانت تتمنى أن تلد ذكرا، والجملة تحسر

. مجاز مرسل عالقته السببية

األساليب اإلنشائية المستعملة في اإلخبار، فهذه األساليب : الثاني

تدخل في المجاز المرسل المركب، وتكون عالقتها السببية؛ ألن إنشاء

.٣/٢٨٩: املنهاج الواضح) ١( . ٤: سورة مرمي من اآلية) ٢( . ٣٦: سورة آل عمران من اآلية) ٣(

١٧٥٩

يكون هـذا لغـرض ، و)١(المتكلم العبارة سبب في إخباره بما تضمنته

: من األغراض البالغية، ومنها

: العظة واالعتبار، كقولك وأنت ترى قصورا مات أصـحابها -١

. أنهم ماتوا ولم ينفعهم ما شيدوا: أين من شيدوا هذه القصور؟ تريد

عـن فـادرؤوا : التحدي والتعجيز؛ كما في قوله تعـالى -٢

ت أنفسكموإن الم ا كنتمصدقينL)وقوله تعـالى )٢ ، : ¼ ½

¾ ¿ L )٣( .

´ ° ± ² ³: التعجب، كما في قوله تعالى -٣

µ ¶ ¸ ¹L )٤( .

وقد أهمل الخطيب والشراح هذا القسم، ولم يبحثوه، وحصـروا

. )٥(المجاز المركب في االستعارة التمثيلية

ارة عـدول وتعقبهم السعد بأن حصر المجاز المركب في االستع

.٢٣١: ن البيانأفنا: ينظر) ١( . ١٦٨: من اآلية: سورة آل عمران) ٢( . ٢٣: من اآلية: سورة البقرة ) ٣( . ٢٠: من اآلية: سورة النمل)٤(. ٤/١٤٦: ، وشروح التلخيص٢/٤٣٨: اإليضاح: ينظر) ٥(

١٧٦٠

؛ فالواضع كما وضـع المفـردات لمعانيهـا بحسـب )١(عن الصواب

الشخص وضع المركبات لمعانيها التركيبية بحسب النوع، وقد اتفقوا

على أن المفرد إذا استعمل في غير ما وضع له فال بد أن يكون ذلـك

االستعمال لعالقة؛ فإن كانت تلك العالقة غير المشابهة فهـو مجـاز

فاستعارة؛ فكذلك المركب إذا استعمل في غير ما وضـع مرسل، وإال

له فال بد أن يكون ذلك االستعمال لعالقة؛ فإن كانت هـي المشـابهة

فاستعارة تمثيلية، وإن كانت غير المشابهة كاللزومية كـان مجـازا

.)٢(تركيبيا

واعتذر بعضهم عن ذلك بقلة وروده، وبحمل ما ورد منه علـى

.)٣(تبعات التراكيبالكناية، أو أنه من مست

وأجيب بأنه كثير شائع في الكالم كالجمل الخبرية المستعملة في

وأن اللفظ الذي يراد به الالزم مـع صـحة إرادة الملـزوم . )٤(الخبر

كناية، وإذا عرضت لذلك اللفظ قرينة مانعة عن إرادة األصـل كـان

اعتبار ، و )٥(مجازا ال محالة، وما يكون مجازا ال يصح أن يكون كناية

.٣٨٠: املطول: ينظر) ١(.٤/١٤٦: ضمن شروح التلخيص–خمتصر السعد : ينظر) ٢(: ، وحاشية عبد احلكيم ٥٤٩: ن جليب على املطول حاشية حس : ينظر) ٣(

٦٣٤ .. ٤/١٣١: ، وبغية اإليضاح٣٨٠: املطول: ينظر) ٤(. ٤/١٤٦: ضمن شروح التلخيص–مواهب الفتاح : ينظر) ٥(

١٧٦١

أنها من مستتبعات التراكيب قول ال يسلم من ورود اعتراض عليـه؛

.، مع ميله إليه)١(كما يقول الدكتور محمد أبو موسى

، )٢(ومهما يكن فهذا القسم من المجـاز ممـا يعلـم بالمقايسـة

وإغفاله أو إنكاره وتسميته بغير اسمه ال يغير من حقيقـة وجـوده،

ثير من الدارسين على النحو الذي سبق وقد أثبته المحققون، وبحثه ك

. )٣(بيانه

.٢١٦: دالالت التراكيب: ينظر) ١(: درر العبارات وغرر اإلشارات يف حتقيق معـاين االسـتعارات : ينظر) ٢(

٧٢.، واملنـهاج ٧٥: ، والبالغـة العاليـة ٤/١٣١: بغية اإليضاح : ينظر) ٣(

، ٢/٣٨٢: ، والبالغة العربيـة ٢٣٠: ، وأفنان البيان ١/٣١٥: الواضح. ٢٨٨: والتصوير اازي والكنائي

١٧٦٢

المبحث الثالث

الكناية والتعريض بين اإلفراد والتركيب

الكناية: أوال

مصدر كنى يكني، وكنيت بكـذا عـن كـذا إذا : الكناية في اللغة

تركت التصريح به، وكنيت الشيء إذا سترته وأخفيته، والكنايـة أن

.)١(تتكلم بالشيء وتريد غيره

لفظ أطلق وأريد منه الزم معنـاه؛ مـع : والكناية عند البالغيين

.)٢(جواز إرادة المعنى الحقيقي معه

فالمراد بالكناية أن يريد المتكلم إثبات معنى من المعـاني، فـال

يذكره باللفظ الموضوع له في اللغة، ولكن يجيء إلى معنى هو تاليه

: يال عليه، مثل قـولهم وردفه في الوجود، فيومئ به إليه، ويجعله دل

كثيـر : طويل القامة، وكثير الرماد، يعنون : هو طويل النجاد يريدون

أنها مترفة مخدومة، لها : نؤوم الضحى، والمراد : القرى، وفي المرأة

.)٣(من يكفيها أمرها

معنـى لـم يـذكروه – كما هو معلوم –فقد أرادوا في هذا كله

ذكر معنى آخر من شـأنه أن بلفظه الخاص به، ولكنهم توصلوا إليه ب

. كىن: لسان العرب: ينظر) ١( . ٢/٤٥٦: اإليضاح: ينظر) ٢( . ٦٦: دالئل اإلعجاز: ينظر)٣(

١٧٦٣

يردفه في الوجود، وأن يكون إذا كان؛ ألن القامـة إذا طالـت طـال

النجاد، وإذا كثر القرى كثر الرماد، وإذا كانت المرأة مترفة لها مـن

.)١(يكفيها أمرها ردف أن تنام إلى الضحى

فالكناية تقوم على إطالق لفظ، وعدم إرادة معناه الظاهر، ولكـن

آخر الزم له، ومرتبط به، فطول النجاد يلزم منـه طـول إرادة معنى

. القامة، وكثرة الرماد يلزم منه كثرة الكرم، وهكذا

وقد أطبق العلماء على تقسيم الكناية إلى كناية عن موصـوف،

، وذكـروا أن الكنايـة عـن )٢(وكناية عن صفة، وكناية عن نسـبة

المضـياف :موصوف قد تكون بذكر صفة واحدة من صفاته؛ كقولهم

، وقـد ال تظهـر إال )٤(، وتسمى كناية مفردة بسيطة )٣(كناية عن زيد

؛ لحصـول )٦(، وتسـمى خاصـة مركبـة )٥(بذكر صـفتين أو أكثـر

الطائر الولود؛ فـإن : االختصاص بالتركيب؛ كقولهم في رسم الخفاش

. صفحة ذااال: املصدر نفسه: ينظر) ١( -٤/٢٤٧: ، وشروح التلخيص ٤٦٣ - ٤٥٧/ ٢: اإليضاح: ينظر )٢(

٢٦٥ .: مفهومها وقيمتـها البالغيـة : ، والكناية ٤٥٧/ ٢: اإليضاح: ينظر )٣(

١٩٧ .. ٣/٣٠٨: املنهاج الواضح: ينظر)٤(.١٩٧: مفهومها وقيمتها البالغية: الكناية: ينظر)٥(. ٦٣٠: تاحمفتاح تلخيص املف: ينظر)٦(

١٧٦٤

. )١(كال منهما أعم منه، والمجموع مساو له؛ إذ ال طائر ولود غيره

طويل النجاد، وكثير الرمـاد، : ية عن الصفة بقولهم ومثلوا للكنا

g h ]:)٢(وهما من األلفاظ المفردة؛ كما مثلوا لها بقوله تعالى

i j k وهو لفظ مركب ، .

وقد بينوا أن الكناية عن النسبة يكون المقصود بها إثبات صفة

لموصوف؛ يعني عن طريـق إثبـات تلـك الصـفة لشـيء يتصـل

رتبط به ارتباطا وثيقا؛ فيكون دلـيال علـى ثبوتهـا بالموصوف، وي

المجد في ثوبيه، والكرم بين برديـه؛ : ؛ كقولهم )٣(لموصوفها الحقيقي

: مما ال يتصور إال مركبا، كما هو ظاهر في أشهر أمثلتها

هذه المعاني واألوصاف خـالال أن يثبت – كما ال يخفى –أراد "

إن السـماحة : للممدوح وضرائب فيـه، فتـرك أن يصـرح فيقـول

والمروءة والندى لمجموعة في ابن الحشرج، أو مقصورة عليـه، أو

مختصة به وما شاكل ذلك ما هـو صـريح فـي إثبـات األوصـاف

للمذكورين بها، وعدل إلى ما ترى من الكناية والتلويح؛ فجعل كونها

. املصدر نفسه، الصفحة ذاا: ينظر)١(.٢٧: من اآلية: سورة الفرقان)٢(.٢٥٦: أفنان البيان: ينظر)٣(.٢/٤٦٢: ، واإليضاح٣٠٦: البيت لزياد األعجم يف دالئل اإلعجاز)٤(

١٧٦٥

.)١("ة عليه عبارة عن كونها فيه، وإشارة إليهفي القب

وقد ذكروا في الفروق بين الكناية والتعريض أن الكناية تشـمل

اللفظ المفرد والمركب معا، فتأتي على هذا تارة، وعلى هذا أخـرى،

وأما التعريض فإنه يختص باللفظ المركب، وال يأتي في اللفظ المفرد

.)٢(ألبتة

المفردة والمركبة وذكـروا أن الكنايـة إذا ووازنوا بين الكناية

وردت عن طريق اللفظ المركب كانـت شـديدة المناسـبة واضـحة

الشبهة، وإذا وردت عن طريق اللفظ المفرد لم تكن بتلك الدرجة فـي

.)٣(قوة المناسبة والمشابهة

اللمـس : فالن نقي الثوب، وقـولهم : أال ترى إلى قولهم : "قالوا

نقاء الثوب أشد مناسبة، وأوضح شبها؛ ألنـه كناية عن الجماع، فإن

نقاء الثوب من الدنس كنزاهة العرض من العيوب، اتضحت : إذا قلنا

المشابهة، ووجدت المناسبة بـين الكنايـة والمكنـي عنـه شـديدة

اللمس كالجماع لم يكن بتلك الدرجة فـي قـوة : المالءمة، وإذا قلنا

. )٤("المشابهة

ن الكناية باعتبار لفظها إلى مفـردة ومن ثم قسم بعض الدارسي

. ٣٠٧: دالئل اإلعجاز)١(. ٣/٦٧: املثل السائر: ينظر)٢(.١/٤٢٩، والطراز ٣/٦٩: املصدر نفسه: ينظر)٣(. ٣/٧٠: املثل السائر)٤(

١٧٦٦

. ومركبة

؛ كمـا )١(ما كانت الكناية فيها حاصلة في كلمة واحدة : فالمفردة

> ? @ A B C D E: فـي قولـه تعـالى

FL)فالغائط كناية عن قضاء الحاجة، واللمـس كنايـة عـن )٢ ،

، والكناية هنا في المفـردات، ومثـل هـذا )٣(الجماع على المشهور

نايتهم عن المرأة بالنعجة، وذهب جماعة مـن المفسـرين إلـى أن ك

g h i j k l m: )٤(النعجة فـي قولـه تعـالى

n o p L وهي كناية مفردة)٥( كناية عن المرأة ، .

ما كانت الكناية فيها حاصلة من كالم مركـب، وهـي : والمركبة

، كنايـة عـن اتصـافه المجد في برديه : كثيرة في األساليب؛ كقولهم

¬ » ¦ § ¨ © ª: بالمجد، ومنها قوله تعـالى

. ٢٤٥: أفنان البيان: ينظر) ١( . ٦: من اآلية: سورة املائدة) ٢(.٦/٨٢: اجلامع ألحكام القرآن: ينظر)٣( . ٢٣: من اآلية: سورة ص) ٤( .٣/٥٥: صفوة التفاسري: ينظر) ٥(

١٧٦٧

L )فتقليب الكفين كناية عن الندم والحسرة، وهي كناية مركبة)١ .

ومنها ما يسمى بالكناية التمثيلية، وذلك أن تكون الكناية واردة

عن طريق اإلتيان بمعان مماثلة ومشابهة للمكنـي عنـه، وإطالقهـا

. / 0 1 2 3: كما في قوله تعالى ؛)٢(عليه

L )فمثل البخل بغل اليد إلى العنق، وكنى به عنه، وذلـك لعـدم )٣ ،

تمكن البخيل من بسط اليد بالعطاء؛ كالمغلول، ولقبح صـورة الغـل

ونفرة النفوس منه، وكونه مؤلما مبالغة في تنفيره عنه وتنبيهه على

.)٤(ي الغلأن في البخل ضررا وألما كما ف

/ 0 1: ومن الكناية عن طريق التمثيل قوله تعالى

)٥( L ; ڤ 9 8 7 6 5 4 23

ففي هذه اآلية الكريمة كناية تمثيلية؛ إذ نهـى اهللا تعـالى أوال عـن

الغيبة ثم كنى عن المغتاب بمن يأكل لحم أخيه ميتـا، وهـذا تمثيـل

. ٤٢: من اآلية: سورة الكهف) ١(.٢٤٥: ان أفنان البي: ينظر) ٢( . ٢٩: من اآلية: سورة اإلسراء) ٣( . ١٢١: اإلكسري: ينظر) ٤( . ١٢: من اآلية: سورة احلجرات) ٥(

١٧٦٨

لها النفوس بأي وجـه مـن لعمله الشائن بصورة بشعة منفرة ال تقب

. )١(الوجوه

ومن الكنايات المركبة كناية يعمـد فيهـا إلـى أخـذ الزبـدة

: والخالصة من الكالم دون النظر إلى داللة مفرداتـه؛ كمـا يقولـون

.)٢(إيفاعه وبلوغه: أيفعت لداته، وبلغت أترابه، يريدون

: وفسر بها الزمخشري نفي المماثلة عن اهللا تعالى في قولـه

1 2 3 L واتخذها ذريعة للتأويل في قوله تعـالى ، :

Y علي [ \ L وقولـه ، : Á Â Ã L ،

أنهما كنايتان عن الملك، وعن وجوده عز وجـل مـن غيـر : وذكر

. )٣(تصور يد، وال بسط

والحق أن الكناية ال تمنع من ثبوت هذه الصفات هللا تعالى علـى

.الوجه الذي يليق بجالله وعظمته

. ١/٤٠٠: الطراز: ينظر) ١(. ٢/٤٦٤: اإليضاح: ينظر)٢(. ٣/٤٠: الكشاف: ينظر) ٣(

١٧٦٩

التعريض: ياثان

إمالة الكالم عـن : ، واصطالحا )١(خالف التصريح : التعريض لغة

.)٢(وجهه إلى وجه آخر يفهم من السياق، وقرائن األحوال

: وسمي هذا األسلوب تعريضا؛ ألن المعنى يفهم من عرضه، أي

.)٣(من جانبه، وعرض كل شيء جانبه

وال وهو باب واسع، يأتي مـع الحقيقـة والكنايـة والمجـاز،

.)٤(يتعارض مع شيء منها؛ ألنه يفهم من السياق والحال، دون اللفظ

وال يكون إال في المركب، وال يتأتى في لفظ مفرد؛ ألنه ال يفهـم

معناه إال من خالل السياق واإلشارة إليه، وهذا ال يستقل بـه اللفـظ

.)٥(المفرد، بل يحتاج إلى تركيب يشير إلى المعنى، ويلوح به

تعريض إبراهيم عليه السالم بعابدي األصنام فـي ومن شواهده

، فهـذا )٦( ينطقون كانوا إن فاسألوهم هذا كبيرهم فعله بل ]: قوله

تعريض بضعف عقول المخاطبين وجهلهم الفاضح لعبـادتهم مـا ال

. قدرة له على النطق

. عرض– ٨٣٤: القاموس احمليط) ١( .٣/١٦٨: بغية اإليضاح : ينظر) ٢(. ٣/٥٧: املثل السائر: ينظر) ٣(. ٢٧٣: أفنان البيان: ينظر) ٤(.٣/٥٧: املثل السائر: ينظر) ٥(. ٦٣: من اآلية: سورة األنبياء) ٦(

١٧٧٠

علـيكم وأتممـت ديـنكم لكم أكملت اليوم ]: ومنه قوله تعالى

، ، ففيه تعريض بوفاة النبـي )١( دينا اإلسالم لكم ورضيت نعمتي

بكى، وقال ما تم أمر اهللا إال بـدأ فـي ولذلك لما سمعها أبو بكر

. )٢( النقص، وال أرى نقص لهذه األمة إال بوفاة نبيها

: )٣(ومن التعريض قول الشاعر

فعرض بابن عمه الذي جاء عرضا رمحه، مدال بشجاعته، وكأنه

مهال، فلست وحدك الذي يسـتعرض الـرمح، ولكـن أبنـاء : يقول

.)٤(عمومتك معهم رماحهم التي يستعرضونها

وال يتوقف التعريض على قدر معين من الكالم، فقد يفهـم مـن

جملة واحدة، وقد يفهم من كالم طويل أو مجموعـة مـن األبيـات،

. )٥(والمدار على السياق، والحال الذي يشير إلى المعنى المقصود

:)٦(ومن بديع ذلك قول الحماسي

. ٣: من اآلية: سورة املائدة) ١(. ٣/٧: تفسري أيب السعود: ينظر) ٢(. ٣/٣٤٠: هو حجل بن نضلة؛ كما يف البيان والتبيني) ٣(. ٣٢٦: جازدالئل اإلع: ينظر) ٤(. ٢٧٦: أفنان البيان: ينظر) ٥(، واألبيات من أول مقطوعة ١/٥: هو قريط بن أنيف كما يف شرح احلماسة للتربيزي ) ٦(

.عسيالن.د: بتحقيق . ١/٩: يف محاسة أيب متام

١٧٧١

واألبيات يكنفها التعريض من كل جانب، وإدراك ذلك سهل علـى

قارئها، وهو تعريض طويل بقومه الذين خذلوه، وتركوه نهبـا لبنـي

شيبان؛ فسلبوا إبله وأوقعوا به، ولم ينقذه من طغيانهم سـوى بنـي

. مازن

ض أسـلوب القصـر ومن األساليب المشهورة في إفادة التعـري

، وذلك إذا كان ما بعدها من األمور المعلومة التي ال تجهـل، )إنما(بـ

وال يشك فيها؛ فال يراد به حينئذ نفس معناه، ولكن التعـريض بـأمر

Å Æ Ç È É ]: ، كما في اآليـات )١(هو مقتضاه

Ê )٢( ،[ " # $ % )٣( ،[ Ú Û

. ١/٢٢١: اإليضاح: ينظر) ١(. ١٨من اآلية : سورة فاطر) ٢(. ٣٦سورة األنعام من اآلية ) ٣(

١٧٧٢

Ü Ý Þ )اإلنذار على من يخشـونه، ، فإن وراء قصر )١

واالستجابة على من يسمعون؛ تعريض بأن الذين ال يخشون ربهـم،

وال يخافون الساعة ال يستحقون اإلنذار؛ ألن إنـذارهم ال يجـدي وال

يثمر، فهم قوم ال يسمعون، وإنما يستجيب من يسمع ويعقـل، ووراء

.)٢(ذلك من الذم والتوبيخ لهم ما ال يخفى

:)٣(شعر قول العباس بن أحنفومثال ذلك من ال

فالغرض إفهام المخاطب من طريق التعريض أنه قد صار ينصح

نفسه، ويعلم أنه ينبغي أن يقطع الطمع في وصلها، وييـأس مـن أن

. )٤(يكون منها إسعاف

. ٤٥سورة النازعات من اآلية ) ١(. ٣١٨: من بالغة النظم القرآين: ينظر) ٢( .٢١٧ :ديوانه) ٣(. ٣٥٥: دالئل اإلعجاز) ٤(

١٧٧٣

الخاتمة

ث والتحليل اإلفـراد والتركيـب فـي تناولت هذه الدراسة بالبح

الصور البيانية من تشبيه ومجاز وكناية، مفصلة القول في تقسيمات

البالغيين للتشبيه باعتبار اإلفراد والتركيب في الطرفين ووجه الشبه،

إضافة إلى التفريق بين المفرد والمقيد من جهة، والمركب والمتعـدد

ز وصـوره المفـردة من جهة أخرى، وعنيت ببيـان ألـوان المجـا

والمركبة وما بسط فيه القول من تلك الصور وما اختصره البالغيون

منها، ثم ختمت بصور اإلفراد والتركيب في الكناية، وكونهمـا مـن

. أظهر ما يفرق به بين الكناية والتعريض

وقد أظهرت الدراسة عناية العلماء باإلفراد والتركيب في الصور

وانها، واتفاقهم على مجيء صـور التشـبيه البيانية على اختالف أل

واالستعارة والكناية مفردة ومركبة، وعدم مجيء صور المجاز العقلي

والتعريض إال فيما كان مركبا، واختالفهم في مفهوم اإلفراد والتركيب

. في طرفي التشبيه واالستعارة، وحصول التركيب في المجاز المرسل

ي التشبيه واالستعارة كما ورجحت الدراسة أن التركيب في طرف

يكون حقيقيا موجودا بصيغته اللفظية وداللته المعنوية يكون اعتباريا

تذكر فيه أهم أجزائه المشيرة إليه اقتصارا على ذهن السامع الفطن،

وأن المجاز المرسل كما يكون مفردا قد يكون مركبا، كما في الجمـل

. الخبرية التي تستعمل في الخبر

١٧٧٤

سة ببيان القيمة البالغية لإلفراد والتركيـب فـي وتوصي الدرا

الصورة البيانية، وإبراز الفروق بينهما، وتحريـر مسـائل الخـالف

. فيهما؛ على ضوء األصول العلمية المقررة في هذا الفن

هذا وأسأل اهللا حسن الختام أوال وآخرا، وأن يغفر لنـا ذنوبنـا

ـ ى آلـه وصـحبه ويستر عيوبنا، وصلى اهللا على نبينا محمـد وعل

. أجمعين

١٧٧٥

ثبت المصادر والمراجع

. القرآن الكريم -١

أساليب البيان، فضل حسن عباس، الطبعة األولـى، األردن، -٢

. م٢٠٠٧هـ، ١٤٢٨دار النفائس، : عمان

: أسرار البالغة، عبد القاهر الجرجاني، قرأه وعلـق عليـه -٣

مـدني، دار ال : محمود محمد شاكر، الطبعـة األولـى، جـدة

. هـ١٤١٢

األطول، شرح تلخيص مفتاح العلـوم، عصـام الـدين ابـن -٤

عبد الحميـد هنـداوي، الطبعـة األولـى، : عربشاه، تحقيق

. م٢٠٠١هـ، ١٤٢٢دار الكتب العلمية، : بيروت

إبـراهيم األبيـاري، : األغاني، أبو الفرج األصفهاني، تحقيق -٥

. م١٩٦٩هـ، ١٣٨٩دار الشعب، : القاهرة

تضمنه اإليضاح من مباحث البيان، أحمد محمد اإلفصاح عما -٦

.م١٩٧٣دار االتحاد العربي للطباعة، : الحجار، القاهرة

التركـي : أفنان البيان، الشحات محمد أبـو سـتيت، طنطـا -٧

. م١٩٩٦هـ، ١٤١٧للكمبيوتر وطباعة األوفست،

عبـد القـادر : اإلكسير في علم التفسير، الطـوفي، تحقيـق -٨

. حسين

الخطيب القزويني، شرح وتعليـق : البالغةاإليضاح في علوم -٩

بيـروت، : وتنقيح محمد عبد المنعم خفاجي، الطبعة الخامسة

١٧٧٦

.م١٩٨٣هـ، ١٤٠٣دار الكتاب اللبناني

بغية اإليضاح لتلخيص المفتاح في علوم البالغة، عبد المتعال -١٠

. م١٩٩١هـ، ١٤١٢مكتبة اآلداب، : الصعيدي، القاهرة

عبد المتعال الصعيدي، الطبعة –يان علم الب –البالغة العالية -١١

. هـ١٤٢٠مكتبة اآلداب، : األولى، القاهرة

أسسها وعلومها وفنونها، عبـد الـرحمن –البالغة العربية -١٢

دار القلــم، : حســن الميــداني، الطبعــة األولــى، دمشــق

. م١٩٩٦هـ، ١٤١٦

: بيان التشبيه، عبد الحميد العيسوي، الطبعة األولى، القاهرة -١٣

.م١٩٨٨هـ ١٤٠٨هرة الجديدة، مطبعة القا

عبد السالم هارون، الطبعة : البيان والتبيين، الجاحظ، تحقيق -١٤

. م١٩٧٥مكتبة الخانجي، : الرابعة، القاهرة

عبد : التبيان في البيان، شرف الدين الطيبي، تحقيق ودراسة -١٥

دار الجيـل، : الستار حسين زموط، الطبعة األولى، بيـروت

. هـ١٤١٦

ين اإلفراد والتركيب، عبد المنعم سـيد عبـد التشبيه المقيد ب -١٦

مطبعـة األمانـة، : السالم األشقر، الطبعة األولى، القـاهرة

. م١٩٩٦هـ، ١٤١٦

التصوير البياني، محمد محمد أبو موسى، الطبعـة األولـى، -١٧

. م١٩٩٧هـ، ١٤١٨مكتبة وهبة، : القاهرة

التصوير المجازي والكنائي، صالح الدين محمد أحمد غراب، -١٨

١٧٧٧

. مكتبة سعيد رأفت: عة األولى، القاهرةالطب

شفيع السـيد، الطبعـة . رؤية بالغية نقدية –التعبير البياني -١٩

.م١٩٩٥هـ، ١٤١٥دار الفكر العربي، : الرابعة، القاهرة

القرطبي، مصـورة عـن طبعـة دار : الجامع ألحكام القرآن -٢٠

دار الكتـاب العربـي للطباعـة والنشـر، : الكتب، القـاهرة

. م١٩٦٧هـ، ١٣٨٧

حاشية الدسوقي على مختصر السـعد، محمـد بـن عرفـة -٢١

دار الكتـب – بيروت – بهامش شروح التلخيص –الدسوقي

.العلمية

حاشية السيد الشريف على المطول، السيد الشريف الجرجاني -٢٢

. هـ١٣٣٠ بهامش المطول، مطبعة أحمد كامل، –

حاشية حسن جلبي على المطول، حسن جلبي، إستانبول، دار -٢٣

. هـ١٢٧٠الطباعة العامرة،

. هـ١٢٤١: حاشية عبد الحكيم على المطول، إستانبول -٢٤

حاشية عليش على الرسالة البيانية للصبان، محمد بن أحمـد -٢٥

أحمد فريد المزيدي، الطبعة األولـى، : عليش المكي، تحقيق

. م٢٠٠١هـ، ١٤٢٢دار الكتب العلمية، : بيروت

إلسناد، الشحات محمد دراسات تحليلية للفصاحة والبالغة وا -٢٦

. م١٩٩٨هـ، ١٤١٨أبو ستيت، مصر

دراسة تفصيلية شاملة لبالغة عبـد القـاهر فـي التشـبيه -٢٧

دار : والتمثيل والتقديم والتأخير، عبدالهادي العـدل، مصـر

١٧٧٨

.م١٩٥٠هـ، ١٣٦٩الفكر الحديث للطبع والنشر،

درر العبارات وغرر اإلشارات في تحقيق معاني االستعارات، -٢٨

إبراهيم عبـد : محمد مكي الحموي، تحقيق ودراسة أحمد بن

.م١٩٨٧مطبعة السعادة، : الحميد اللب، القاهرة

عبد القاهر الجرجاني، قـرأه وعلـق عليـه : دالئل اإلعجاز -٢٩

. م١٩٨٤مكتبة الخانجي، : محمود محمد شاكر، القاهرة

محمد محمد أبو موسى، – دراسة بالغية –دالالت التراكيب -٣٠

. م١٩٨٧هـ، ١٤٠٨مكتبة وهبة، : القاهرةالطبعة الثانية،

مطبعـة : حسين نصار، القاهرة : ديوان ابن الرومي، تحقيق -٣١

. م١٩٧٣هـ، ١٣٩٣/ دار الكتب

الشـركة : ديوان ابن المعتز، شرح ميشيل نعمـان، بيـروت -٣٢

. م١٩٦٩اللبنانية للكتاب،

. ديوان أبي البقاء الرندي -٣٣

محمـد : تحقيـق . زيديوان أبي تمام، بشرح الخطيب التبري -٣٤

.م١٩٧٧دار المعارف، : عبده عزام، الطبعة الرابعة، القاهرة

ديوان أبي فراس، برواية أبي عبد اهللا الحسن بـن خالويـه، -٣٥

. هـ١٣٨٥دار صادر، : بيروت

حسـن كامـل الصـيرفي، الطبعـة : ديوان البحتري، تحقيق -٣٦

. م١٩٧٧: دار المعارف، دار المعارف: الثالثة، القاهرة

ــوان -٣٧ ــكري، دي ــكيت، والس ــن الس ــرح اب ــة، بش الحطيئ

نعمان أمين طـه، الطبعـة األولـى، : والسجستاني، تحقيق

١٧٧٩

. هـ١٣٧٨مطبعة الحلبي، : القاهرة

ديوان الخنساء، شرح ثعلب، حققه أنور أبو سويلم، الطبعـة -٣٨

دار عمان للنشر : األولى، نشر بدعم من جامعة مؤتة، عمان

. م١٩٨٨هـ، ١٤٠٩والتوزيع،

مطبعة : أحمد األمين الشنقيطي، القاهرة : شماخ،شرحديوان ال -٣٩

. هـ١٣٢٧السعادة،

مجيـد طـرار، الطبعـة : ديوان العباس بن األحنف، تحقيق -٤٠

. هـ١٤١٧دار الكتاب العربي، : الثانية، بيروت

دار : ديوان المتنبي، شرح عبد الرحمن البرقـوقي، بيـروت -٤١

. هـ١٤٠٧الكتاب العربي،

. محمد أبـو الفضـل إبـراهيم : ديوان امرئ القيس، تحقيق -٤٢

. م١٩٨٤دار المعارف، : القاهرة

محمـد الطـاهر بـن عاشـور، : جمع وتحقيق . ديوان بشار -٤٣

. هـ١٣٩٦الشركة التونسية للتوزيع، : الجزائر

عبد القدوس أبو صالح، مطبوعات : ديوان ذي الرمة، تحقيق -٤٤

. م١٩٧٣هـ، ١٣٩٣مجمع اللغة العربية بدمشق، دمشق،

في تفسير القرآن العظـيم والسـبع المثـاني، روح المعاني -٤٥

. دار الفكر: محمود شكري اآللوسي، بيروت

محيي الدين عبد : شرح الحماسة، الخطيب التبريزي، تحقيق -٤٦

.م١٩٣٨هـ، ١٣٥٧مطبعة حجازي، : الحميد، القاهرة

عبـد : شرح ديوان الهذليين، أبو سعيد السـكري، تحقيـق -٤٧

١٧٨٠

. مطبعة المدني: القاهرةأحمد شاكر،: الستار فراج، مراجعة

درية الخطيـب : شرح ديوان طرفة، األعلم الشنتمري، تحقيق -٤٨

ولطفي الصقال، مطبوعات مجمع اللغـة العربيـة بدمشـق،

. م١٩٧٥هـ، ١٣٩٥مطبعة دار الكتاب، : دمشق

مختصر السعد، ومواهب الفتاح، وعروس : (شروح التلخيص -٤٩

. العلميةدار الكتب: ، بيروت)األفراح، وحاشية الدسوقي

. دار الكتاب العربي: الشوقيات، أحمد شوقي، بيروت -٥٠

دار : صفوة التفاسير، محمد بن علـي الصـابوني، بيـروت -٥١

. م١٩٨١هـ، ١٤٠١القرآن الكريم،

أنماطهـا وموضـوعاتها : الصورة الفنية فـي المفضـليات -٥٢

الطبعة . زيد بن محمد الجهني . د. ومصادرها وسماتها الفنية

المنورة، الجامعة اإلسالمية، عمـادة البحـث المدينة : األولى

. هـ١٤٢٥العلمي،

عروس األفراح في شرح تلخـيص المفتـاح، بهـاء الـدين -٥٣

دار الكتـب : ضمن شـروح التلخـيص، بيـروت –السبكي

. العلمية

مكتبة التـراث فـي : القاموس المحيط، الفيرزآبادي، تحقيق -٥٤

ثانية، مؤسسة الرسالة، طبعة فنية مرقمة مصححة، الطبعة ال

. م١٩٨٧هـ، ١٤٠٧مؤسسة الرسالة، : بيروت

كتاب الطراز المتضمن ألسـرار البالغـة وعلـوم حقـائق -٥٥

دار الكتب العلمية، : اإلعجاز، يحيى بن حمزة العلوي، بيروت

١٧٨١

. م١٩٨٠هـ، ١٤٠٠

الكشاف عن حقائق التنزيل وعيـون األقاويـل فـي وجـوه -٥٦

ـ منه التأويل، الزمخشري، ومعه كتاب االنتصـاف فيمـا تض

. الكشاف من االعتزال، بيروت، دار المعرفة

: بيروت. جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور : لسان العرب -٥٧

. دار صادر

المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، ضـياء الـدين بـن -٥٨

أحمد الحـوفي، وبـدوي طبانـة، : األثير، قدمه وعلق عليه

. دار نهضة مصر: الطبعة الثانية، مصر

الدين التفتازاني، إستانبول، مطبعة أحمد كامل، المطول، سعد -٥٩

. هـ١٣٣٠

عبـد الحميـد : مفتاح العلوم، أبو يعقوب السكاكي، تحقيـق -٦٠

دار الكتـب العلميـة، : هنداوي، الطبعـة األولـى، بيـروت

. م٢٠٠٠هـ، ١٤٠٢

من بالغة النظم القرآني، بسيوني عبد الفتاح فيود، الطبعـة -٦١

. م٢٠١٠هــ ١٤٣١، مؤسسة المختار: األولى، القاهرة

مكتبـة : المنهاج الواضح للبالغة، حامد عـوني، القـاهرة -٦٢

. م١٩٧٢الجامعة األزهرية،

ضمن شروح التلخيص –مواهب الفتاح، ابن يعقوب المغربي -٦٣

.دار الكتب العلمية: بيروت–

١٧٨٢

يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، أبو منصور الثعـالبي، -٦٤

دار الكتـب : ولـى، بيـروت مفيد قميحة، الطبعة األ : تحقيق

.م١٩٨٣هـ، ١٤٠٣العلمية،