1

2

د عــــــوة

إلــــى الــتــوبـــــــة

أذن بطبعه

سيادة المطران فرنسيس البيسري

www.jounoudmariam.com www.saintamaria.com

www.facebook.com/jounoud.mariam www.facebook.com/groups/jounoudmariam

www.facebook.com/groups/kalbmariam "جنود مريم"تعنى بطبعه ونشره جمعية

أد/١٦٧علم وخبر ناوزع مجاي

3

عالمنا اليوم اجتماعيا يشهد العالم اليوم، ومنذ سنوات عديدة، إنحطاطا

تجلى بظهور واسع لتيارات فكرية وروحية ي؛ اوأخالقيا خطيرمنحرفة، تبلبل النفوس وتضرب اإليمان وتزعزع بقوة أرآان

إضافة إلى انتشار . المجتمعات البشرية، خصوصا المسيحيةواسع للكثير من البدع والهرطقات التي تجرف معها ضعفاء

.ن واالتجاهات والطبقات واألعمارالنفوس من مختلف األديايرافق هذه التيارات المنحرفة، إنفالت أخالقي يضرب العالم،

ويتسلل إلى مجتمعاتنا ورعايانا، عبر مختلف الوسائل والسينما ) الدش(اإلعالمية؛ وما أآثرها اليوم ومنها التلفزيون

فهي تبث سمومها . وبعض المجالت باإلضافة إلى االنترنيتفي آل مكان، وتهدد بسقوط ما بقي من قيم روحية

بعدما مهد لذلك، الفتور في اإليمان واجتماعية وأخالقية؛وعدم الوعي وقلة الثقافة الروحية، واالستهتار بعيش وصايا اهللا وتعاليم الكنيسة، والممارسة المشوهة والسطحية

.لألسرار المقدسة، والقتل الرحيم ، )نينقتل الج(وما تشريع اإلجهاض

، )رجل من رجل وامرأة من امرأة(وتشريع الزواج المثلي إال دليل ساطع على المستوى الروحي ... وغيرها

واالجتماعي واالخالقي ، الذي وصلت إليه أنظمة بعض الدول الكبرى التي تتدعي المسيحية والحضارة؛ وذلك رغم رفض

فأية حضارة تقتل . رمةالكنيسة ومعارضتها الشديدة والصا !... الجنين وتخالف الطبيعة البشرية؟

4

فقدان المحبة أضف إلى ذلك، االضطرابات األمنية التي تلف العالم، بسبب

فبدل . إفتقاد السالم والمحبة في نفوس معظم زعماء العالم أن يهتموا بأولويات شعوبهم، من معالجة األزمات االقتصادية

جتماعية والمعيشية واالخالقية، التي أدت إلى الفقر واالوالجوع الذي يقضي على الكثيرين في الدول النامية، حيث الماليين من البشر يموتون سنويا من الجوع، والبطالة تتفاقم سنة بعد سنة؛ يتسابقون إلى التسلح وامتالك أسلحة

ما استعملت ال الدمار واألسلحة النووية الفتاآة، التي إذا والجدير . أمكنها القضاء على العالم بأسرهسمح اهللا،

بالذآر، هو االنتشار الواسع للمجموعات األصولية واإلرهابية المنتشرة في آثير من دول العالم، والتي تثير االضطرابات

إن " .وتهدد بكل لحظة السالم والطمأنينة والحياة الطبيعيةعلى حد " رحلة من تاريخه على اإلطالقالعالم يمر بأسوأ م

قول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني؛ من حيث تعاظم الشر والفساد، وحيث لم يعد للمحبة مكان في النفوس؛ بعدما حلت روح المادة واألنانية وعبادة المال والسلطة محل روح

عصر انحطاط إننا نعيش، ومنذ زمن بعيد، في. األخوة ، في عصر تمارس فيه اجتماعي وأخالقيروحي و

لقد اتسعت . الخطيئة والفساد بكل بساطة ودون رادعفبدل التسابق إلى بناء . وعمقت جدا الهوة بين اهللا وشعبه

حضارة المحبة والسالم، أي حضارة السماء واإلنجيل والبشارة، وجهت الطاقات لفعل المعصية واالتجاه بها نحو

بمختلف وجوهها البشعة؛ والتي ال تؤدي إال حضارة الموت

5

.إلى الدمار وموت النفس والهالك األبديفكيف السبيل إلى السالم والخير والعيش بحضور اهللا، وروح

اإللحاد والعلمنة واإلباحية واإلنفالت والفجور والخالعة ، والعبادات الملذات األرضية الدنيويةواإلنغماس في

أصبحت هدف الكثيرين، وحلت محل المحبة الشيطانية ، والتواضع والتجرد والتقشف وفعل اإلماتة والصالة وحمل الصليب وعيش األسرار، خاصة في أوساط الشبيبة الضائعة

وبالعنف والجنس المضطربة، والمنشغلة بأفكار ثوروية، هي الملقى على عاتقها مستقبل الوطن . والمخدرات .والكنيسة

مستقبل للوطن والكنيسة في هذه الحال؟ وأين دور فأي المدارس والجامعات في توعية تلك الشبيبة، خصوصا بعدما

! قلت فيها ساعات التعليم المسيحي إن لم نقل انعدمت

6

الكنيسة اليوم د القوي لبعض البدع وما يجب التوقف عنده أيضا، هو الوجو

داخل الكنيسة، التي يحاول أصحابها جاهدين بكل الوسائل المادية والترغيبية تضليل أآبر عدد من النفوس، عبر بث تعاليمهم المغلوطة وأفكارهم المنحرفة التي تناقض تعليم

، محاولين عن " الجامعة المقدسة والرسولية"الكنيسة بإيمانهم؛ إيمان اآلباء واألجداد معرفة او عن جهل تشكيكهم

الذي أثمر عبر األجيال قوافل من القديسين، وهم الكواآب الساطعة في سماء الكنيسة، والذين ثبتوا بوضوح صحة

.تعاليمهاتحدث هذه األمور آلها، رغم خطورتها على اإليمان

ال خالفات سياسية والنفوس، فيما نحن منشغلون في بل تمعن في شرذمة صفوفنا وتضرب وحدتنا جدوى منها ؛ ال

.وتماسكنا، وتؤدي إلى تفككنا وإضعافناإن الكنيسة اليوم ، تمر بمرحلة صعبة وخطيرة، وتشن

فكلنا يسمع ماذا يحصل . عليها حرب قوية من الداخل والخارجلمسيحيي بعض الدول، المهددين بوجودهم ومستقبلهم،

ا توقفنا عنده جيدا ؛ رغم أنه ليس جديدا وهذا أمر خطير إذا معلى الكنيسة، فمنذ نشأتها وهي تقريبا، تعيش حياة اضطهاد دائم، وأول المضطهدين هو معلمها يسوع المسيح،

ولن . سيضطهدونكم من أجل اسمي": وهو من قال ."وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" : يغيب عنا آالمه أيضا

7

لعائلةخطر تفكك ا أما العائلة، وهي أساس الكنيسة والمجتمع، فهي أيضا

تضطهد وتعاني في الصميم خطر التفكك واالنهيار، وقدآثرت في أيامنا العوامل التي تضرب أسسها ومكوناتها، ومنها على

) الزواج المدني وغيره(سبيل المثال الزواج غير الكنسي ه، ويعرضه للتفكك حسب الذي يحرم الزواج من قدسيت

والمساآنة وعدم االلتزام اللذان يحرران . المزاجية واألهواءوالخيانة . الرجال والنساء من واجباتهم والتزاماتهم العائلية

المتبادلة لألزواج، التي يهدد العائلة فيضيع األوالد ويترآون بيوتهم في عمر مبكر، خصوصا بسبب موجات التحرر التي

إضافة إلى االتجاه العام . ب الغرب والتي بدأنا نتلمسهاتضروآل هذه األمور بدأت مالمحها . إلى عدم اإلنجاب واإلجهاض

وما يزيد في انتشارها، بعض وسائل . تظهر في مجتمعاتنااإلعالم خصوصا المرئية، التي من خالل بعض البرامج يبيح

، مما لذلك من ...نةالزنى والخيانة والتحرر واالنفالت والمساآأصبحنا نقلد آل ما . تأثير سلبي آبير على تماسك العائلة

نرى ونسمع دون وعي ودون انتقاء وتمييز، ونستورد آل ما .هو فاسد

8

وقفة تأمل إن الهدف من عرض هذا الواقع السلبي، والمستقبل

المظلم الذي ينتظر العالم، هو أن ندرك مدى ابتعادنا عن وهر وجودنا، أال وهو نشر المحبة والسالم وإظهار صورة ج

. المسيح الحقيقية، لنكون شهودا أمناء لمن خلقنا وافتداناوالهدف أيضا، هو معرفة مدى ضاللنا وانحرافنا عن الطريق الصحيح، الذي رسمه لنا الرب يسوع من خالل إنجيله، وأرادنا

يدفعنا مجددا على هذا الواقع المؤلم، ان . أن نسلكهفال سالم . اللتماس رحمة اهللا، الذي ينتظر عودتنا بفارغ الصبر

".الطريق والحق والحياة"وال خالص إال بيسوع المسيح ، تجاه مسؤولياتنا وقفة ضمير حي وواعفهال وقفنا ٠٠٠

أمام هذه التغيرات الخطيرة التي تعصف بالعالم، وهذا اإلنهيار ق؛ وهال فكرنا بموضوعية في مستقبل المريع في األخال

فكلنا ! أوالدنا، دون أن نلقي اللوم على بعضنا البعض؟مسؤولون، رجال دين ودولة وعلمانيون، فال يسمحن أحد

لنوحد جهودنا ونسر معا يدا . لنفسه بالتنصل من المسؤولية، "األم والمعلمة"بيد ملتزمين العيش في حياة الكنيسة

.اظبين على الصالة، واهللا يستجيب صالة الجماعةموو

9

صرخة ألم وانطالقا من هذا الواقع االليم، آان ال بد لنا من أن نطلق

صرخة صد وردع لكل هذه الميول . صرخة تهز الضمائر والقلوبالشريرة، التي تنخر بقوة جميع المجتمعات البشرية وخصوصا

ة ثورة وانتفاضة على الشر صرخ. مجتمعنا المسيحي . والفساد، وأخيرا صرخة تحسر على أنفسنا مما ينتظرها

هذه الصرخة نطلقها من أعماق قلوبنا، ونودها أن تدخل فلنتذآر . إلى أعماقكم أيضا بكل محبة وغيرة مسيحية صادقة

وصرخات ! ؟"ماذا فعلت بأخيك"معا صرخة الرب لقايين تي يطلقها يسوع المتألم المعلق على الحب والحزن ال

:الصليب أبدا بسبب معاصينا !ماذا فعلتم بمسيحيتكم ومعموديتكم؟ !وماذا فعلتم بوزناتكم؟! ماذا فعلتم بصورة اهللا فيكم؟ ولكن لألسف، هذه الصرخات ال يسمعها الكثيرون، ألن

ننا، الخطيئة التي أصبحنا عبيدا لها، صمت آذاننا، وغشت عيووإذا ما سمعناه، . فبتنا ال نسمع آالم اهللا وال نبصر نورهفنفسر آالم اهللا في . نعيشه بحسب أهوائنا وفلسفتنا

اإلنجيل وتعاليم الكنيسة بحسب ما يحلو لنا وبحسب ما ولكن هذا الفادي لم . يتوافق مع طريقة عيشنا ومبادئنا

تائبين ، ولنتذآر يترآنا، وهو حاضر دوما ليغفر لنا ان عدنا اليه اغفر لهم يا أبت ألنهم ": صرخته األآثر محبة على الصليب

."ال يدرون ماذا يفعلون

10

المسيحية بين األمس واليوم وفي مقارنة بسيطة بين مسيحيي األمس ومسيحيي

لقد عاش المسيحيون األوائل . اليوم، يظهر لنا الفرق الشاسعنت دماء الشهداء ثمن وجودنا حياة اضطهاد وعذاب دائم، وآا

حملوا الصليب بفرح طيلة أجيال واستشهدوا، لتبقى : اليومالمسيحية رمزا للشهادة والمحبة والعطاء والسالم وشاهدة

: وما تميز به أجدادنا هو عمق إيمانهم وصالبته. على حب اهللاآانوا عائلة . جاهروا به دون خوف ألنهم مدرآون تماما أنه حق

واحدة متماسكة، يجمعهم إنجيل اهللا ووصاياه وتعاليم أنظروا آم ": آانوا رمزا للوحدة واإللفة. الكنيسة المقدسة

آانوا فعال شهود ). أعمال الرسل( "يحبون بعضهم البعضحق، حملوا الكلمة وآان عهدا عليهم أن يوصلوها بأمانة إلى

يغنوها أآثر أوالدهم وأحفادهم، ال بل آان واجب عليهم أن .بدورهم

!هل نعمل نحن على أن تصل أيضا إلى أوالدنا وأحفادنا؟ فبعدما فقدنا الحرارة في إيماننا، بدأت قيمنا المسيحية

الروحية واإلنسانية تضمحل أمام أعيننا يوما بعد يوم وآأن !شيئا لم يحصل

!؟فهل نحافظ على المسيحية بمخالفة وصايا اهللا والكنيسة هل نحافظ على المسيحية باستخفافنا بالقيم واألخالق،

!وبارتكابنا الخطيئة بكل استهتار وبساطة؟وهل نحافظ على المسيحية باستباحة القتل والزنى

والسرقة والبغض والحسد والغيرة، وآل ما هنالك من خطايا !شنيعة ومكروهة؟

11

األصنام هل نحافظ على المسيحية بعبادتنا مئات ومئات األرضية، وترآنا لخالقنا الذي أحبنا وضحى بابنه الوحيد

!لخالصنا؟هل نحافظ على المسيحية بهتك القدسيات، والكفر

المباشر والغير مباشر بالتعاليم اإللهية واالستخفاف باألسرار ! ...المقدسة؟

هل نعيش األسرار؟

ة وهي األسرار ولنتوقف عند هذه العطية الكبيرة المجاني ، الكهنوت، المعمودية، )اإلفخارستيا(القربان : المقدسة

هل نعلم أنها عالمة . التثبيت، الزواج، التوبة ومسحة المرضىوأنها استمرارية لحياة الكنيسة في آل . حضور اهللا الحي بيننا

وأنها تجسد محبة اهللا الكبيرة مرحلة من مراحل حياتنا،وهل ندرك ! وتضحية االبن وحضور الروح القدس الدائم ؟ !قيمتها وأهميتها في حياتنا الروحية اليومية ؟

!ال: الجواب هو فسر القربان، هو محور األسرار آلها، هو أرفع سر بين

األسرار، هو ذبيحة المسيح نفسها، أعظم من آل ذبائح رض وينبوع آل النعم الذي تتفجر منه المحبة الالمتناهية األ

ما من حب أعظم من أن يبذل ": والتضحية المطلقةهل ندرك عند تناولنا القربان . "اإلنسان نفسه عن أحبائه

المقدس، إنه فعال جسد المسيح يتجدد الذي فينا من ألفي ا؟ وهل نتقدم وهل ندرك قيمته وعمله فين! سنة حتى اليوم؟

12

منه بضمير نقي وبخشوع وتوبة حقيقية وبمظهر الئق !ومحتشم يليق بهذا السر العظيم؟

قليلون جدا الذين يفعلون، وآثيرون ال يدخلون بيت اهللا إال

هل يعقل أن نصل إلى هذا ). حزن أو فرح(في مناسبات نادرة عند نخجل أن نقول أن الذبيحة اإللهية أصبحت! الحد؟

لقد أصبحت ! الكثيرين احتفاال روتينيا يضجر وذآرى تتكررأعيادنا واحتفاالتنا الليتورجية، خصوصا األعراس والعمادات، مناسبات لألآل والشرب والمآدب والسكر وعرض األزياء

إضافة إلى مظاهر البذخ . الخالعية حيث يشتم اهللا ويهانفاالت، دون مشارآة والترف التي ترافق بعض هذه االحتفبدل أن تكون هذه . الفقراء والمعوزين وما أآثرهم اليوم

المناسبات مصدر برآة ونعمة من السماء، أصبحت مصدر نقمة علينا؛ نتعامل معها بسطحية مفرطة ونمارسها بجهل،

.فتصبح عديمة الثمار الروحية وفارغة الجوهر ه اهللا محبته وسر التوبة، وهو سر المصالحة، يجسد ب

هل نقدم عليه . وتسامحه وغفرانه ورحمته وحنانه للبشرونمارسه بكل إيمان مدرآين أهميته، وأنه باب الرجوع إلى ! اهللا؟ وهل نتقدم منه بتوبة صادقة لننال الغفران الكامل؟

لنذهب أبعد من ذلك إذ يوجد بيننا من يدعون المسيحية، ذ يقولون إنه ال حاجة لالعتراف وهم في الحقيقة أصحاب بدع إ

فالكاهن هو ! أليس هذا نقض فاضح لهذا السر؟. للكاهنممثل المسيح على األرض وله سلطان غفران الخطايا

ما تحله في األرض يكون محلوال في السماء "باسمه،

13

وما تربطه في األرض يكون مربوطا في يا إال وبالتالي ال تغفر الخطا. )١٦/١٩:متى"(.السماء

.بواسطة الكاهن وماذا عن سر الزواج والعماد ومسحة المرضى، تلك

األسرارالتي ال تقل بأهميتها وجوهرها عن سر القربان وسر نمارسها بدون تعمق في جوهرها وآأنها عادات . التوبة

نحملها مع األيام، غير مدرآين أنها " فولكلور"وتقاليد قديمة وة ننالها عندما نعيشها ونفهم مدى أهميتها؛ مصدر نعم غزير

ونفقدها عندما نفقد احترامنا وخضوعنا لها وعندما نفقد اإليمان بقدرتها على إعطائنا نعما روحية نسلك بها في

.الحياة الروحية الصحيحة

14

نتيجة اإلهمال لقد أهملنا آل الخيرات والنعم السماوية التي ننالها وبسبب غفوتنا . ألسرار، وتعاملنا معها بجهل مفرطبا

واستهتارنا، وعدم سهرنا على القيم، سمحنا دون أن ندري شهود يهوه، ومن يطعن (ألصحاب البدع واألفكار المشككة

من التغلغل بيننا بسهولة ورمي ...) ببتولية مريم وغيرهمسمومهم في رعايانا ومجتمعاتنا، مما أدى إلى تشكيك

وهذا ما يسبب لنا الحزن الشديد ال على الكنيسة، . كثيرينال، بل على )١٦/١٨متى"(بواب الجحيم لن تقوى عليهافأ

وآلنا مسؤولون، فالسبب . النفوس المنجرة وراء تلك األضاليلاألول هو مثلنا السيئ وآوننا حجر عثرة من خالل عدم

لنا عيشنا الصحيح إليماننا، وعدم شهادتنا لمحبة اهللاوال الملح ! الخميرة في العجين"فلم نعد . ولمسيحيتنا ..."وال نور العالم! وال السراج في الظلمة! في الطعام

بعد التأمل في آل هذه األمور، يظهر لنا بوضوح هول الخطأ واإلنجراف اللذين نعيش فيهما، ومدى خطورة ما أوصلنا

.إليه هذا المسلك الرديء

15

دقةدعوة صا نحن مدعوون إلى توبة حقيقية، وإلى مراجعة الذات بجدية

وهل هناك أهم من . مطلقة ألن خالص نفوسنا على المحكالخالص ليطمح إليه آل مسيحي؟ خالصنا بأيدينا فمن الغباء

لنرذل الخطيئة، . والجهل أن نتغاضى عن العمل من أجلهره وميوله الشريرة، ولنمنع الشيطان من أن ينتصر علينا بأفكا

. وخصوصا النفس البشرية. ألن هدفه تدمير آل ما هو من اهللاألسنا أهم مخلوقات اهللا وأعزها إلى قلبه؟ ألم يدفع دم ابنه الوحيد ثمنا لخالصنا؟ لذلك، أصبحنا نحن الشغل الشاغل

وعمله باختصار زرع الشر والفساد . إلبليس ومالئكتهإذن فلنقطع أسالآه، ولنسلك فقط . والحروب في العالم

طريق يسوع باتباع وصايا اهللا وتعاليم الكنيسة ، ولنبتعد عن آل إغراءات الخطيئة، فننال بذلك الحياة األبدية والسعادة

أليس هذا أسمى رجاء في . التي ال نهاية لها بقرب خالقناوالكل يعرف نهاية من يسلك طريق الشر، ! المسيحية؟

. في الملذات والميول الطائشة والشهوات الدنيئةوينغمس فهل نخسر السعادة االبدية بسبب لذة عابرة وسعادة مزيفة ، ونلقى في جهنم حيث نارها ال تنطفئ ونبقى فيها إلى

اغربوا عني يا ": وهل نحتمل سماع هذه العبارة! األبد؟الحقائق فماذا نختار وآل هذه ! ؟"مالعين إلى النار المؤبدة

ونسال اهللا اال يصل احد إلى . واضحة أمامنا وضوح الشمس .هذا اإلجحاف بحق نفسه فيقدم على إهالآها

إذن لنتب توبة آاملة ولنقصد عدم الرجوع إلى الخطيئة اليوم اذا سمعتم :"ثانية، واليوم قبل الغد واهللا رحوم غفور

16

قبل األب وآما است) . سفرالمزامير"(صوته فال تقسوا قلوبكمابنه الضال العائد إليه بفرح آبير، هكذا اآلب السماوي ينتظر آل خاطئ يرتد، وآل ضال يعود ليستقبله بفرح عظيم مع

.مالئكته وقديسيه شفعائنا . ال نعرف متى يأتي رب البيت"فلنسرع في توبتنا ألننا

". يجب أن نكون مستعدين لئال يأتي ويجدنا نياما. "في النور ما دام لنا النور لئال يدرآنا الظالم ولنمش"

أليست هذه أقوال يسوع؟ لماذا نصم آذاننا عن سماعها وال : نتأمل بها؟ مهما تكن خطايانا آثيرة، المهم توبتنا الصادقة

ومثلنا في هذا ). العهد القديم( "توبوا إلي فأتوب إليكم"ت على الغفران توبة مريم المجدلية الصادقة، التي حصل

الكامل لجميع خطاياها ألنها أحبت آثيرا، ولكن يسوع طلب .منها أال تعود إلى الخطيئة ثانية

17

الرب ينتظرتوبتنا لنتب بحق فنحصل . وال نظنن اننا تأخرنا أو أنه فات األوان

ومثلنا في هذا توبة لص اليمين الذي نال . على الغفرانوأيضا . خر لحظة من حياته، ألن توبته آانت صادقةالغفران بآ

آل هذا . مثل األجير الذي أتى متأخرا للعمل ونال أجرا آاماليقوي رجاءنا، فلنقم بيننا وبين اهللا عهدا بأننا لن نعود إلى

أرسل وحيده فقد . واهللا رحوم ال يريد هالآنا. الخطيئةوخلقنا على ! بناءهأفلسنا أ. ليخلص العالم، ال ليدينه

صورته ومثاله؟ أليست فينا روحه؟ لنحافظ على آل نعمه هذه وعطاياه المجانية، ولنتذآر عهده مع البشر منذ بدء

ففي البدء أرسل األنبياء ليهدوا شعبه . الزمان إلى اليومويمهدوا الطريق أمامه، ثم في ملء الزمان أرسل ابنه الوحيد

عن الخطيئة والموت األبدي الى ذبيحة لخالصهم، ليرفعهموالقديسون . الملكوت الذي أعده لهم منذ إنشاء العالم

شفعاؤنا لدى اهللا هم من ثمار هذه الذبيحة، يحملون رسالته مريم وفي طليعتهم أمنا العذراء. ذاتها لبني البشر

الحنونة والغيورة على خالصنا، فهي شفيعتنا األولى لدى قوة في سر الفداء مع ابنها يسوع المسيح اهللا، والمشارآة ب

.فادينا

18

رسالة مريم وما ظهوراتها في مختلف بقاع األرض، إال استمرارلهذه

الرسالة التي تدعو للمحبة والتوبة والصالة وفعل اإلماتة ونبذ فلنتقدم منها بكل ثقة وبدون تردد، . الخطيئة بكل أشكالهاة لدى اهللا، ملتمسين منها العون والنعم، ألنها الشفيعة القدير

إنها األم الحنون التي . سالكين بواسطتها طريق الخالصآلنا . تتألم ألجل أوالدها الذين يتقدمون بأنفسهم نحو الهاوية

أوالدها وهي تحملنا في قلبها وصالتها، فلنطلب شفاعتها لوردية، وخصوصا بتالوة المسبحة ا.بالتكرس لقلبها الطاهر

هذه الصالة العجائبية بشهادة آل من تالها بإيمان وتقوى وقد قال البابا بيوس . والتي أوصلت آثيرين إلى القداسة

اعطوني جيشا يصلي الوردية، فاحتل بواسطه :"التاسعوهي بدورها ترفع صلواتنا إلى الثالوث األقدس الذي ". العالم

والعذراء أيضا . لروحيةيعطينا ما يتوافق مع خالصنا وفائدتنا اهي أم الكنيسة، تقودنا إليها دائما، ألن الكنيسة هي الموآلة على توزيع آل النعم ، وألن اهللا يعمل فينا من خاللها

.وبواسطتها

19

سفينة الخالص "األم والمعلمة"فلنسرع إذن إلى أحضان الكنيسة، فهي

لوحيدة وملجأنا األمين وحصننا ولنحتم بكنفها ألنها ضمانتنا افهي التي أنبتت قوافل القديسين . المنيع ضد آل قوى الشر

والشهداء، وقد أعطت قداستهم عبر األجيال أدلة ساطعة ولنصعد جميعا على متنها فنبحر . على صحة إيمانها وعقائدها

فيها نحو األلفية الثالثة، فهي سفينة الخالص التي تقلنا لنسرع .إلى شاطئ المحبة والسالم، إلى ملكوت اهللا بأمان

مواظبين على قبل فوات األوان، ولندخل في حياة الكنيسة، ،لنستحق أن ندعى والوصايا الصالة وعيش األسرار

فهي تجسد محبة اهللا لنا وحضوره الحي والدائم . أبناءهانشعر ولكننا لم لنعد. بيننا، ولنثق بأن اهللا لم ولن يهملنا

بحضوره، عندما وقفت الخطيئة حاجزا بيننا وبينه حاجبة عنا ونطلب من اهللا أن نكون مخلصين . آل النعم وآل الحب

لكنيستنا، أمينين على تعاليمها، غيورين على عيش إيماننا بشكل صحيح، فنكون قدوة يحتذى بها ورسال نشهد إليماننا

مشيئة اهللا بكل محبة في العالم شهادة حقيقية، ولنقبل .وتسليم آامل إلرادته ومشروعه الخالصي لجميع البشر

ولنلتمس منه بشفاعة أمنا مريم، نعمة التوبة الصادقة ونعمة المحبة التي هي مختصر الالهوت آله ومفتاح باب

. فننعم بالسعادة األبدية مع المالئكة والقديسين. السماء . آمين

20

صـــالة

ها اآلب السماوي، يا من بمحبتك ورحمتك أي الالمتناهية للبشر، ارتضيت أن ترسل لنا ابنك الوحيد يسوع المسيح، ليتألم ويموت على الصليب ذبيحة عنا وآفارة عن خطايا البشرية جمعاء، فأعطى معنى آلالمنا وقوة لضعفنا

.ورجاء لحياتنايقي، هبنا باستحقاقاته نعمة اإليمان الحق

والتوبة الصادقة، فنكفر بالخطيئة بصدق وثبات، فال نخسر حبك وحنانك، بل ندعى أبناءك الشاهدين لك في العالم؛ هذا الذي عم فيه الفساد واإللحاد، وحجب عنه نورك ورحمتك،

.وتجاهل حضورك الحيإمنحنا يا رب نعمة، أن نشارك يسوع آالمه

هذا العالم فتتحول عندئذ بإحتمال آالمنا في الى آالم خالصية، تكون بلسما لجراحاته الطاهرة، وجسر عبور إلى الحياة األبدية المعدة لنا منذ إنشاء العالم، بنعمة الثالوث األقدس . وبشفاعة أمنا العذراء مريم وجميع القديسين

.آمين

"جنود مريم"جمعية

21

22