34
1 لق التجربتين الشعرية والصوفية لدى تعاح عبد الصبور ص د. علي مصطفى عش اداب كلية ا- بهاغة العربية وآدال قسم اللهاشميةمعة الجا الزرقاء ا- ردن ا

دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

  • Upload
    others

  • View
    18

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

1

تعالق التجربتين الشعرية والصوفية لدى صالح عبد الصبور

اعلي مصطفى عش. د

قسم اللغة العربية وآدابها -كلية اآلداب األردن -الزرقاء – الجامعة الهاشمية

Page 2: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

2

ملخصهذا البحث التجربة الشعرية لدى الشاعر العربي صالح عبد الصبور عبر محورين

ب: أساسيين ويكشف عن نظريته الشعرية في أبعادها . داعيتأصيلي نظري، وا .اإلنسان، ووالدة القصيدة، والتشكيل الفني، والذاتي والموضوعي، والتراث: الخمسة

تؤرخ التجربة الشعرية ن أفي نظريته، باعتبار األساسيالمحور اإلنسانواتخذ وارتبطت . المللحياة الوجدانية له، وهي تعبر عن جدله الداخلي، ورؤيته للحياة والع

التجربة الشعرية بالتجربة الصوفية في رصده النبثاق القصيدة عن الذات الشاعرة، لها، وتتخذ منظما وسيطا بوصفهافي هذه التجربة الشعرية مهما وتؤدي اللغة دورا

ويركز صالح عبد الصبور . عالية التنظيم عبر بنية مكثفة، متعددة الدالالت أشكاال .الحياةتجاه األخالقيةلية الشاعر ؤو بين الفكر والشعر، ويؤكد مسعلى التالحم

في نظرية صالح عبد الصبور الشعرية، باعتبار رئيسا وأخذ التراث الحي بعدا ن التجربة الشعرية ينصهر فيها الماضي بالحاضر، ويتجه وليد التاريخ، وأ اإلنسان أن

.وضميره الجمعيالتاريخي، الشاعر بدوره/ الفنان إحساسنحو المستقبل، عبر في حينوتجلت النزعة الصوفية في مظاهر من شعر صالح عبد الصبور،

في تحويل التجربة الشعرية مهما وأدى دورا . في بناء القصيدة عميقا اتخذ الحزن بعدا .والكوني اإلنساني إلىلديه من الشخصي

Page 3: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

3

Abstract The research paper looks at the Arabic poet, Salah Abdel-Sabour's

poetic experience in light of two basic points : the theoretical construction

and the creativeness. Moreover, it reveals his poetic theory in its five

dimensions : man, the creation of a poem, the esthetic formation, the

subjective and objective, heritage.

Man has been taken as the basic point in his theory, considering that

the poetic experience recounts man's emotional life, and expresses his

internal dialectic and his vision to life and the world.

In his investigation of the creation of the poem out of the poetic self,

Salah Abdel-sabour connected the poetic plays a key role as an organizing

medium for it and it takes forms of advanced coherence via condensed

structure of various denotations. In addition, Salah Abdel-Sabour focuses

on the integration of thought and poetry and he also stresses the moral

responsibility of the poet towards life.

The everlasting heritage takes the form of a main dimension in Salah

Abdel-Sabour's poetic theory, Considering man as the outcome of history,

and the past integrates with the present within the poetic experience and

moves towards the future via the conscious of the artist the poet of his

historical role, and his collective conscience.

The sufi tendency is obvious in aspects of the poetry of Salah Abdel-

Sabour. While sadness takes a profound dimension in the structure of the

poem and plays a significant role in transforming of Salah Abdel-Sabour's

poetic experience from a personal into a human and universal experience.

Page 4: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

4

مدخل أوالصورة الكاملة النفسية "التجربة الشعرية هي أنيرى محمد غنيمي هالل ينم عن عميق تفكيرا األمورمن أمريصورها الشاعر حين يفكر في التيالكونية حساسهشعوره خالصاقتناع ذاتي، إلىوفيها يرجع الشاعر . وا مجرد إلىفني، ال وا

. ( )"لينال رضاهم اآلخرينيجاري شعور أوق، مهارته في صياغة القول ليعبث بالحقائعلى حد والنقادفي كتابات الشعراء ا حديث" التجربة الشعرية "وشاع استعمال مصطلح

المختلفة، وأبعادها، ورصد جوانبها اإلنسانيةسواء، وذلك لمحاولة تفسير هذه الفعالية .ةوتطلع الشعراء الى الكشف عن خبرتهم الجمالية، وسيرتهم الفني

أنالفرادة الذاتية التي تتيح للشاعر "التجربة الشعرية في جوهرها على وتقومهذه التجربة وعناصرها في وتتناهى، ( )"لم يبدعه أحد غيري أبدع شيئا أن أريد: يقول

الذي يقف خارج دائرة -درجة يصعب فيها على الناقد إلىعملية الخلق الشعري، الفكر والعاطفة، الوعي :عملية من خالل ثنائياتهايحدد ماهية هذه ال أن -اإلبداعفالفنان بما يمتلك من موهبة وموروث . ، الخيال والواقع، الذاكرة والحريةوعيوغيرالعادة، األشياءباطن إلىوثقافي وحساسية تمنحه القدرة على النفاذ إنساني صياغتها وا

اة، يستطيع تجاوز الواقع والكون والحي لإلنسانوفق عالقات جديدة، على ضوء رؤيته الذي يتمثل في العدالة والمساواة، والتبشير بعالم أجمل، اإلنسانيدائما، نحو بناء الحلم

ويرتبط الحديث عن التجربة . بذاته، ويكسر قيود النمطية والمألوف اإلنسانيظفر فيه ، نسانيةاإليتفتح وعي الشاعر على األلم المركوز في الحياة إذالشعرية بالمعاناة،

بؤرة إلىاالغتراب، الذي يحول الشاعر إلى باإلضافةتعصف بها، التيوالصراعات إذوال يقصد بالمعاناة هنا المعاناة على المستوى الشخصي للشاعر، . والتوتر لأللم

.363، ص 891 النقد األدبي الحديث، بيروت، دار العودة، : محمد غنيمي هالل ( )، بيدروت، دار الحدرف العربدي، الحداثة في النقدد األدبدي المعاصدر، ط: عبدالمجيد زراقط ( )

. 5 ، ص 88

Page 5: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

5

داده الرسالي ، وامتاإلنسانيية للشعر، تقلل من بعده الشخصية رؤية جزئتمثل المعاناة لمحنا وراءه إذا إال يكون عظيما أنال يمكن " -دونيسأكما يرى -ر عبر الزمن، فالشع

تكشف عن رغبة مباشرة في أن أوتكون هذه الرؤيا منطقية، أن يجوز ال و رؤيا للعالم،الشعر الجديد متداخل مع أن ما، رغم أليديولوجية أن تكون عرضا أو، اإلصالحقيض الوصف، ن/ قائع الصغيرة، الشعرالو / ، الشعراألغنية/الشعرف ول الفكر؛جميع حق

.( )"اإلنسانيةنه ال يقوم على كلية التجربة إللشعر بمعناه الجديد من حيث أوالعبقرية أو اإللهام إلىوفسرت التجربة الشعرية تفسيرات ميتافيزيقية، باالستناد

اتصاال القديمة بالفكرة الحديثة عن العبقرية اإللهامشياطين الشعراء، واتصلت فكرة ، ( )"الخالقفي تعذر تفسير العمل األساسيتشاركان في االعتقاد ن كلتيهما أل" وثيقا

إلىكما أن الشاعر وصف بالجنون في محاولة لتفسير قدرته الخالقة، التي خيل .(3)تكون قدرة بشر سوي أنال يمكن نهاأكثيرين

اد، قد تعني الخلق الشعراء والنق أدبياتومن هنا فإن التجربة الشعرية في الشكل الذي تتحقق فيه "، ولكنها بصفة عامة تعني اإللهامالشعري، أو المعاناة، أو

قصيدة ما تمثل تجربة فنية طريفة، وحين يحدثنا إن وذلك حين يقال . القصيدة ذاتهاصالح عبد الصبور عن تجربته في الشعر، أو يحدثنا نزار قباني عن قصته مع

عن تجربته الشعرية، فإنهم في هذه الحالة إنما يقصدون بذلك لبياتيايحدثنا والشعر، أ .( )"جماع نشاطهم الشعري

. ، ص 896 ، بيروت، دار الفكر، 5زمن الشعر، ط( : على أحمد سعيد)أدونيس ( )فدة، عددد ، ترجمة محمد عبدالواحد محمدد، عدالم المعر (تاريخ الفكرة)العبقرية : بنيلوبي مري ( )

.53، ص 886 ، الكويت، نيسان، (09 ) .1 التفسير النفسي لألدب، بيروت، دار العودة، ص : عزالدين إسماعيل :ينظر (3)، ( )مفهوم الشعر في كتابات الشعراء المعاصدرين، فصدول، المجلدد : عز الدين إسماعيل ( )

. 5، ص 89 ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، يوليو، ( )عدد

Page 6: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

6

ويهدف هذا البحث إلى رصد تجربة صالح عبد الصبور الشعرية، بالكشف عن القيم الفكرية والجمالية فيها، وذلك بالوقوف على آرائه النظرية فيها أوال ، ثم استبطان

.الشعري ثانيا عهإبدابعض عناصرها في

:التجربة الشعرية والتأصيل: أولا ( )

في الجمال واإلبداع الفن ي -ومنها األفالطونية–اتصلت التأم الت اليوناينة

، وُعد ذلك مدخال المتداد هذا الجدل حول الصلة بين ( )باألبحاث الميتافيزيقيةمن حيث –يث تؤك د التداخل ة في مباحث فلسفة الجمال، حني التجربتين الصوفية والف

بين التكوين الذاتي الخاص للفنان والصوفي، وينتج عن ذلك التعالق بين -الجوهرا التجربتين يتم نقل الروح إلى قلب التجربة، وينطلق تالتجربتين الصوفية والفنية؛ ففي كل

النشوة بذروة -عبر التجربة–كل منهما من الزمان إلى األبدية، باإلضافة إلى الشعور .( )والجذب الروحي، واتصال كل منهما بالعاطفة الخالقة

وبناء على ذلك؛ فليس بعيدا أن يرتبط الشعر في أحد أزمانه، وعند بعض مبدعيه بالتجربة الصوفية؛ ألن الشاعر في لحظات إبداعه يكون في حال تشبه حال

آخر يكاد ال يحس الفناء لدى الصوفي؛ إذ هو في حال انسحاب عن عالمه إلى عالم فيه إال ذاته عبر اتحاده بها، وهذه األقنعة والمرايا واألصوات المتداخلة ما هي إال

مشكلة اإلبداع الفني، دار المعرفة الجامعية، اإلسكندرية، : علي عبد المعطي محمد :ينظر ( ) . ، ص 89 مصر،

أندور عبددالعزيز، دار نهضدة مصدر : بحث فدي علدم الجمدال، ترجمدة : جان برتليمي :ينظر ( )لي التفضيل الجمدا: شاكر عبدالحميد : ؛ وانظر 6- 60للطباعة والنشر، القاهرة، ص

، المجلددددس الددددوطني (61 )، عددددالم المعرفددددة، عدددددد (التددددذوق الفنددددي ةدراسددددة فددددي سدددديكولوجي) .وما بعدها 13، ص 00 للثقافة والفنون واآلداب، الكويت،

Page 7: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

7

بعض من حجب الداللة وأسباب الغموض في شعر الحداثة العربية المعاصرة؛ وذلك .( )لما فيه من أبعاد معرفية أحدها البعد الصوفي

نهاتمحور حول اإلنسان، يرى صالح عبد الصبور أن التجربة الشعرية تو تؤرخ وا من مشاعر، وأفكار ورؤى، وتحاول أعماقهللحياة الروحية له، وتعبر عما يتدفق في

ومن هنا، فالتجربة الشعرية هي . رصد انتصاراته وانكساراته، وعالقته بالكون والحياةوحديثها قديمها : في بعدها األعمق، وأن الفلسفة في تياراتها المختلفة إنسانيةتجربة

قلما حاولت مس العالم الداخلي لإلنسان، والتعبير عن همومه الداخلية، إذ ركزت جل مباحثها في الحديث عن العالم الخارجي، وتعب الفالسفة في دراسة الطبيعة والكون،

ظل البحث عن اإلنسان في حينفي توجيه اإلنسان نحو الكون، ةكبير وساهموامساهمةوكان الفالسفة قبل سقراط . عرفة اإلنسان بذاته بدائية في الغالبيراوح مكانه، وظلت م

أعمى، فهم يبحثون عن إصرارفي يمدون أعينهم ما وراء حدود الواقع، يتجاوزونه عرف نفسك، ا: الكون، وعندما قال سقراطالعنصر األول أو العناصر األولى في خلق

ن إلى الداخل، حيث سعى حدث صدمة في الوعي البشري، وتحول مسار اإلنساأفقد ما آحادهاإلى تفتيت الذرة الكونية الكبرى المسماة باإلنسان، التي يتكون من تناغم

نسميه بالمجتمع ومن حركتها ما نطلق عليه اسم التاريخ، ومن لحظات نشوتها، ما .( )نعرفه بالفن

هو المحور الذي يدور حوله اإلبداع ( اإلنسان)وبناء على ذلك، ندرك أن الشعري لدى صالح عبد الصبور، فهو يحاول أن يكتشف اإلنسان، أي أن يفتت هذه

اإلنسان العادي البسيط في حياة "ى، وفي رحلته الشعرية الهدف هو الذرة الكونية الكبر ليلى )رية األولى مبتدئا بزهران حتى وذلك في أعماله الشع –عادية، لكنها عادلة

، (18 )اإلبهددام فددي شددعر الحداثددة، عددالم المعرفددة، عدددد : عبدددالرحمن محمددد العقددود :ينظددر ( ) .39، ص 00 ويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب، الك

.5، ص 893 حياتي في الشعر، بيروت، دار اقرأ، : صالح عبدالصبور ( )

Page 8: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

8

مأساة ) لة اومجتمعة في ح ،صرههموم عحمل مثقف ي إنسان، ولكنه (والمجنون .( )" (الحالج، واألميرة تنتظر، وشجر الليل

الكبرى، وهو نقطة االرتكاز لإلدراك االنطالقووعي اإلنسان لذاته، هو نقطة ى فاتر إلالساكن اليحيل اإلدراك " إذ إدراك اإلنسان لذاته هو الذي ؛عموما البشري

ي باللغة البشرية إلى مرحلة الحوار مع النفس الذي هو ويرتق إدراك متحرك متجاوز،أكثر درجات الحوار صدقا ونزاهة وتواصال ، إذ تصبح فيه اللغة نقية صافية خالية من

.( )"سوء التفاهم وتشتت الدالالتأن يتقوقع داخل ذاته، ويحول الشعر إلى له وال يعني هذا أن الشاعر ينبغي

يقاعاتهويمات رومانسية، من مظاهر شخصية، يتحول فيها الشعر إلى مظهر توا الذات هنا تصبح محورا أو بؤرة لصور " النرجسية وعبادة الذات، ولكن يعني هذا أن

.(3)"الكون وأشيائهمن هنا فإن تأمل الذات أو استبطانها، يؤدي بالفنان إلى صياغة تجربة تنطلق

ل مع اآلخر، وبذلك تغدو القصيدة من الذات لكنها تهدف في نهاية األمر إلى التواص .جسرا بين الذات واآلخر، وهذا ما يجعلها ذاتية وموضوعية في الوقت ذاته

( ) إن والدة القصيدة لدى صالح عبد الصبور تبدأ بخاطرة، تبزغ في الذهن، تشبه

تسعى إلى أن تقيد وتقتنص، فإذا اقتنصت "بير لوامع البرق، وهذه الخاطرة إلى حد كوينفي صالح . ( )"، واكتسبت حق الميالديِّىءفي كلمات، وقيد وجودها المتشتشكلت

عبد الصبور أي بعد ميتافيزيقي في نشوء هذه الفكرة، فالخاطرة تولد في أعماق الذات،

الرؤيدددا اإلبداعيدددة فدددي شدددعر صدددالح عبدالصدددبور، الهيئدددة المصدددرية العامدددة : محمدددد الفدددارس ( ) .9 ، ص 896 للكتاب، مصر،

.1حياتي في الشعر، ص : صالح عبدالصبور ( ) .1السابق، ص المرجع (3) .8نفسه، ص المرجع ( )

Page 9: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

9

هذه الذات التي ضاقت بفتورها وسعت إلى أن تعي ذاتها، وهنا ال بد أن تعتزل، العظيم ال يمكن أن يولد إال في ظالل ألن الفن لك؛وتتوحد لتتمكن من تحقيق ذ

.( )التوحدنان في عملية فالشعرية والصوفية، فال: ويمزج صالح عبد الصبور بين التجربتين

تشبه رحلة الصوفي الذي إبداعهبالصوفي، ورحلته للوصول إلى أشبهالخلق الفني ود، يرتقي ضمن جدل حميمي بين المقامات واألحوال ليصل إلى غايته في الشه

الشعرية والصوفية، : النفس والجسد، فالتلقائية في التجربتين أغاللوالتحرر من واالستناد إلى المكابدة الداخلية والكفاح الذاتي للوصول إلى حالة الصفاء العقلي

غاية، ولكنهما تتوحدان في والقلبي، يجعل التجربتين متداخلتين مع اختالف الدافع واللذا يصبح كل لحفر في الذات للوصول إلى الغاية؛تستندان إلى ان كلتيهما إإذ المنبع؛

ونتصل عبره ،الشعري طريقة حياة، وطريقة معرفة في آن/ من الحدس الصوفي يرفع اإلنسان إلى فوق إنه قادرون بال نهاية، أحراربالحقائق الجوهرية، وبه نشعر أننا

نتخطى الزمن ونصبح حركة إلى ما فوق اإلنسان حين باالرتفاعاإلنسان، ونشعر .( )خالصة

والوارد عند المتصوفة . (3)"القصيدة كوارد: "رحلة األولى في والدة القصيدةإن الموكذلك، ال . ما يرد على القلوب من الخواطر المحمودة، مما ال يكون بتعمد العبد"

لعلم، وارد، ثم قد يكون وارد من الحق ووارد من ا أيضا يكون من قبيل الخواطر فهو معناه، يتضمن، ألن الخواطر تختص بنوع الخطاب أو ما الخواطرفالواردات أعم من

والواردات تكون وارد سرور، ووارد حزن ووارد قبض، ووارد بسط إلى غير ذلك من

.8حياتي في الشعر، ص : صالح عبدالصبور :ينظر ( )، بيدددروت، دار الفكدددر، 5مقدمدددة للشدددعر العربدددي، ط( : علدددي أحمدددد سدددعيد)أدونددديس :ينظدددر ( )

. 3 - 3 ، ص 896 .0 حياتي في الشعر، ص : صالح عبدالصبور (3)

Page 10: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

11

يرد إلى الذهن من مطلع صالح عبد الصبور، فيتمثل فيما أما الوارد عند. ( )"المعاني، ال يكاد الشاعر نفسه ها، بغير ترتيب في ألفاظ منسقةن مقاطعالقصيدة، أو مقطع م

، وهنا تتداخل التجربتان الشعرية والصوفية، ففي التجربة الشعرية ( )يتبين معناهايشبه إخالصبذات النفس بالحقيقة كما هي في خواطر الشاعر وتفكيره، وفيها إفضاء

.(3) ي تجربتهالصوفي لوجده، ويتطلب هذا تركيز قواه، وانتباهه ف إخالصيلسوف ويميز صالح عبد الصبور بين الوارد والحدس الفلسفي كما يستعمله الف

ألن الحدس ال يستطيع ؛أدق داللة من كلمة الحدس" الوارد"، ويرى أن كلمة "برجسون"ن كانت طبيعته مخالفة لطبيعة التفكير العقلي، باإلضافة ا أن يعمل مستقال عن العقل و

يصلح لتفسير الوثبات العقلية، ولكنه يعجز عن تفسير الوثبات إلى أن الحدس قد .( )الوجدانية

، (5)بوصفها فعال عملية الخلق الشعري فتتمثل في القصيدة في أما المرحلة الثانية لة صالح عبد الصبور مرح عليهاوهذه المرحلة تلي مرحلة القصيدة كوارد، ويطلق

من حال إلى حال، في ان هنا كالصوفي يرتقي الفن/ ، والشاعر(6)"التلوين والتمكين"تى يصل إلى مرحلة التمكين، وهذه المرحلة مرحلة مكابدة، وكفاح ح حتىجدل حميمي

هي مرحلة القلق الذي يعانيه الشاعر وهو يحاول بلورة "تظهر القصيدة، وهذه المرحلة .(1)"القصيدة ويحاول تشكيلها من خالل اللغة

علم التصوف، بيروت، دار أسامة، الرسالة القشيرية في : القشيري، عبدالكريم بن هوزان ( ) . 1، ص 891

.3 حياتي في الشعر، ص : صالح عبدالصبور :ينظر ( ) . 36النقد األدبي الحديث، ص : محمد غنيمي هالل :ينظر (3) .3 حياتي في الشعر، ص : صالح عبدالصبور ( ) . السابق، ص المرجع (5) . نفسه، ص المرجع (6) . ، صالسابق المرجع (1)

Page 11: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

11

ق الشعري ال بد أن تهيأ لها العناصر الالزمة، من ومن هنا فإن عملية الخلخاطرة أو وارد يسبق ذلك حالة الصفاء العقلي والروحي، والقلق والمكابدة، والتلوين، والتدرج من حال إلى حال، وقد تخفق عملية الخلق الشعري إذا فقد عنصر من هذه

قوة العواطف قد يكون ل"ح عبد الصبور هذا اإلخفاق بأنه العناصر، ويعلل صالعن ذاته، بحيث االنسالخواحتدامها مع ضعف الشاعر، وقد يكون بسبب عجزه عن

.( )"بما ورد عليه من خاطر إحساسهيدع القصيدة تسيطر عليه، أو لضعف من مراحل انبثاق القصيدة فتتمثل في المرحلة النقدية، وهي : أما المرحلة الثالثة

لشاعر، عندما يعود إلى حالته العادية، قبل ورود بدعه اأمرحلة الوعي الكامل على ما الوارد عليه، وهنا يقطع الشاعر الحوار بين ذاته الناظرة، وذاته المنظور إليها، واألشياء

وفي هذه المرحلة قد يثبت الشاعر، وقد . ليبدأ المحاكمة، ويعيد الشاعر قراءة القصيدة .( )ك التشكيل النهائي للقصيدةيمحو، ويقدم ويؤخر، ويغير لفظا بلفظ، ليتم بذل

ويرى صالح عبد الصبور أن غاية العمل الفني تتمثل بالظفر بالنفس، وما آراء لفن، حول فكرة المحاكاة للمبدع والتطهير للمتلقي، إال وجهان للظفر اأرسطو في

.(3)بالنفسويأتي تفسير صالح عبد الصبور للوجدان الشعري من خالل الوجد الصوفي

الشاعر بالمسؤولية عن إحساس، يتمثل في أخالقيا على العمل الشعري بعدا ليضفي ، ووعي ونقد، ةكابدمو إبداعفالشعر ليس نظما ، وليس من وحي الجن، ولكنه إبداعه

عاد تتعلق باللغة، لية الخلق الشعري، وما فيها من أبباإلضافة إلى ذلك، فإن عمة، كل هذا يجعل عطي العمل قيمته المرجو والتشكيل الدقيق المحكم، والذروة التي ت

.6 حياتي في الشعر، : صالح عبدالصبور ( ) . السابق، ص المرجع ( ) .0 نفسه، ص المرجع (3)

Page 12: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

12

ي التراثية، التي كانت تعتمد ر الغنائمن قصائد الشع "لدراماا"إلى اإلبداع الشعري أقرب .( )على التلقائية واالرتجال

األفالطونيةوالربط بين التجربتين الشعرية والصوفية يعد ثمرة من ثمرات " ، وجاءت دراسة ( )الفن إلىالنظرة ، فهي التي عمدت إلى توطيد دعائم المحدثة

اقتادته في نهاية األمر إلى القول بضرب من " الفني، وهي التي لإلبداع" يونغالمشاركة الصوفية التي تمثل مستوى خاصا من الخبرة، يصبح فيه اإلنسان هو الذي

.(3)عامةبين الفن والوجود اإلنساني بصفة " يونغ"، ومن هنا فقد ربط الفردعيش ال يويحاول صالح عبد الصبور تفسير اإلبداع الفني على أساس ذاتي موضوعي

لذين يسندون اإلبداع الفني إلى ذي نزعة صوفية، ويلتقي في ذلك مع المحدثين ااجتماعية أبعادشخصية الفنان ككل، وكوحدة دينامية متفاعلة مع بيئة ذات "

المصدر الشعري فطري، وغير "ن ، الذي يؤكد أ"شيلي"وكذلك مع . ( )"وتاريخية .(5)"طوعي، ولكنه محتاج إلى عمل شاق في نموه وتطوره

(3) أقصى درجات في الشعر لغة في أقصى طاقة لها تدخلأن " " ونفرد نونتي"يرى

، (6)المختلفة التي تعطيها األشكال اللغوية في البنى الفنية اإلمكانياتالتفاعل، تلك

المسدددرح الشدددعري عندددد صدددالح عبدالصدددبور، مصدددر، الهيئدددة : نعيمدددة مدددراد محمدددد :ينظدددر ( ) . ، ص 880 المصرية العامة للكتاب،

.1 مصر، ص مشكلة الفن، دار مصر للطباعة، : زكريا إبراهيم :ينظر ( ) . 5 السابق، ص المرجع (3) . 9 مشكلة اإلبداع الفني، ص : علي عبدالمعطي محمد ( )، بغددداد، دار قضددايا فددي النقددد األدبددي، ترجمددة عبدددالجبار المطلبددي، ط( : ك.ك)روثفددن (5)

.3 ، ص 898 الشؤون الثقافية، ، بيدروت معهدد فدة الغرابدي، طلغة الشدعراء، ترجمدة عيسدى العداكوب وخلي: ونفرد نوتني (6)

.55 ، ص 886 اإلنماء العربي،

Page 13: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

13

للتعبير المنظم عن المعنى لذا تأخذ بوصفهاوسيطا فنيا ة اللغة داخل القصيدوتتشكل أن الشاعر "من " ديفد ديتش" عالية التنظيم تنبع كما يرى اللغة داخل القصيدة أشكاال

نه يبتكر أشياء إ: ال يحاكي أشياء موجودة فعال أو يمثلها، أو يعبر عنها، أو يعرفها .( )"جديدة

إطارمكثفة، ضمن إنسانيةخبرة جمالية وخبرة والشاعر في هذه الحالة يجسم لنامتعدد الدالالت مفتوح األفق والرؤى، يتجلى لإلنسان في كل مرحلة زمنية، حسب

لذا فالشاعر ؛شروط وعيه، وطبيعة األسئلة التي فرضها السياق التاريخي الذي يعيشهن ، ومن خاللها يكو نه يعتمد على قوة اإلبداع التي يمتلكهاإيأبى أن يكون مقيدا بقيد،

أو يأتي بها جديدة ،طبيعة أخرى، حيث يجعل األشياء خيرا مما هي عليه في الواقع .( )الجدة بالنسبة إلينا كل

أن المادة التي يتركب منها أي عمل "، الذي يرى "جون ديوي"ويؤكد هذا المعنى لك فإن فردية، ومع ذال نما تنتمي إلى العالم المشترك أكثر مما تنتمي إلى الذاتإفني

ألن الذات تتمثل المادة بطريقة خاصة متمايزة، لكي تعاود في الفن تعبيرا عن الذات؛ .(3)"في صورة يكون من شأنها بناء موضوع جديد المشتركخراجها إلى العالم إ

بأن القصيدة ليست مجرد اإلقراروينبع التشكيل لدى صالح عبد الصبور من الصور أو المعلومات، ولكنها بناء متدامج األجزاء ينظم مجموعة من الخواطر أو

.( )تنظيما صارما ، عبر تحليله للعالقة بين المادة والشكل "جيروم ستولنيتز"ويذهب إلى هذا المعنى

في العمل الفني، وتتجلى العالقة المتبادلة بينهما حين يأخذ الفنان على عاتقه عملية

منددداهج النقدددد األدبدددي بدددين النظريدددة والتطبيدددق، ترجمدددة محمدددد يوسدددف نجدددم، : ديفدددد ديدددتش ( ) .85، ص 861 بيروت، دار صادر،

.85المرجع السابق، ص ( ) . 9 لعربية، ص الفن خبرة، ترجمة زكريا إبراهيم، القاهرة، دار النهضة ا: جون ديوي (3) .6 -5 حياتي في الشعر، ص : صالح عبدالصبور :ينظر ( )

Page 14: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

14

ن إمن خليط من المناظر واألصوات مأخوذة اعتباطا بل الخلق، فال يغدو العلم مكونا مادة "هو الوسيط الفني –بناء العمل تكون قد نظمت بالفعل في نمط ثابت أحجارالفنية، التجربة الوعي دورا جوهريا في عملية تشكيل القصيدة خاللويؤدي .( )"التعبير

ال فلماذا نجد هذا النظام العالي في القصيدة؟ .وا تجلى الوعي في العمل الشعري بصورة ملحوظة، عبر البنية الزمانية والمكانية وي

ال بد أن "ية، ومعنى هذا أن العمل الفني، التي تمثل البعد األعمق في التجربة الشعر تركب الحركة ابتداء من الساكن، وتحقق الزمان ابتداء من إبداعيةيصدر عن مهارة

والتنظيم والتناسب، من أجل فرض ضرب اإليقاعيب بأسال الفنانالمكان وهنا يستعين ، لذا ( )"أو الحركات أو الصوراألشكال من الوحدة على ما في موضوعه من تعدد في

فالفنان بمثابة النقطة التي يتجلى فيها نمو العقل البشري، وتجاربه تمثل تنظيما للدوافع .(3)الناس أذهانظم هو مضطرب في مع وترتيبا لما ،التي نجدها في حالة فوضى

ذا كان الوعي هو الذي يخلق التوازن داخل القصيدة، بين العناصر المتعددة وا وتحقيق الذي يحقق الكمال الشكلي للقصيدة،التي تكون بنيتها، فإن التوازن هو

حكام بناء القصيدة إال يتم من خالل -من وجهة نظر صالح عبد الصبور -التوازن .( )االتوازن بين عناصر القصيدة، من صور وموسيقفحسب، بل يتم من خالل

وال ريب أن الحديث عن وجود الوعي في التجربة الشعرية، ال ينفي وجود الالشعور أو الالوعي في عملية الخلق الشعري، فعملية اإلبداع الفني تنطوي على

، ، ترجمدة فدؤاد زكريدا، ط(دراسدة جماليدة وفلسدفية)النقدد الفندي : جيدروم سدتولينيتز :ينظر ( ) .6 3، ص 89 مصر، الهيئة العامة للكتاب،

. 3مشكلة الفن، ص : زكريا إبراهيم ( )(3) Principles of Literary Criticism, I. A, Richards,

New Delhi, Universal Book Stall, 1996, p. 46.

.38حياتي في الشعر، ص : صالح عبدالصبور :ينظر ( )

Page 15: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

15

تى ليكاد كثير من العناصر الشعورية والالشعورية التي تتداخل وتتشابك فيما بينها، حيعسر على الفنان نفسه أن يحدد لنا بدقة دور كل من الشعور والالشعور في صميم

.( ) تلك العمليةعملية التشكيل الفني للقصيدة، يتحقق الكمال الفني للقصيدة بوجود إطاروفي

ذروة شعرية، تمثل لحظة الكشف في القصيدة، هذه الذروة يعدها صالح عبد الصبور وة بالمعنى الذي نجده في ذر ولكن هذه الذروة ليست ،ي بناء القصيدةالكمال ف محل

مفارقة أو حكمة أو صورة، الذروةالدراما، ولكنها تحتوي عنصرا دراميا ، وقد تكون هذه .( )بحيث يحس اإلنسان أنه يعلو مع القصيدة، حتى يصل إلى أعلى القمم

( ) عالقة الشعر بالفكر، فالشاعر انبثقت قضية الذاتية والموضوعية في الشعر عن

التاريخي، يحس بمسؤولية تجاه مجتمعة، وهذه المسؤولية تنبع من وعيه على دوره ومن ناحية أخرى، فالشعر يصدر عن رؤية الشاعر الشاملة وموقعه في حركة الحياة،، جوهرية وحيوية في آن لذا فالعالقة بين الشعر والفكر عالقة ؛لإلنسان والكون والحياة

ىالفكرية السائدة في الشرط المعطاألصول ينطلق اإلبداع األدبي والفني من "حيث بداعا مؤثرا ، يميز نفسه بطريقة إمن الزمان والمكان ويستند إليها، ولكنه لكي يكون .(3)"خاصة جدا ، وال سيما التمثل الملموس والتعبير المفتوح

كر، فالمفكر يدرك قضايا الحياة، ويعبر فرقا جوهريا بين الشاعر والمفثم ة بيد أن عنها تعبيرا منطقيا صارما ، بينما تنبع عالقة الشاعر بالفكر من كونه يتخذ من القضايا

، ( )الفكرية موقفا سلوكيا وحياتيا ، ويتمثل هذا الموقف بصورة عفوية وتلقائية فيما يكتبه

.5 مشكلة الفن، ص: زكريا إبراهيم :ينظر ( ) . 3-33حياتي في الشعر، : صالح عبدالصبور :ينظر ( )، ( )، عددددددد ( )األدب والفكدددددر ومدددددا بينهمدددددا، عدددددالم الفكدددددر، مجلدددددد : حسدددددام الخطيدددددب (3)

.11 ، ص 886 يونيو، /ابريل .9 حياتي في الشعر، ص : صالح عبدالصبور :ينظر ( )

Page 16: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

16

إذا استطعنا فصل اللون عن لكن ال يمكن فصل الذاتي عن الموضوعي في الفن، إال .( )الرائحة في أزهاره

في األسى الذاتي، اإلغراقتعني رفض فإنهاأما رفض الذاتية في الشعر الرؤية الشاملة للكون إلىإذ ال بد أن يتحول الشاعر ؛والعاطفة الرومانسية الساذجة

ميعا ، ومن هنا واإلنسان والحياة، يصهر فيها معاناته اإلنسانية، ضمن معاناة البشر جفي هذه الحياة ويعرف مسؤوال بوصفه وخلوده، فالشاعر يتألم، ألنه يحيا أمنيتهتتحقق

.( )أن هذا الكون قدرههو الذي يمنح الفن ديمومته وبقاءه، -من خالل الفن-والتواصل مع اإلنسانية

ى، نحو معطال، يستشرف آفاق المستقبل، ويتجاوز الواقع "رائيا "يصبح الفنان حيثال يخلق مشكلة "س فاولي فالفنان كما يقول واال عالم قادم، فيه األمل والحب والعدالة،

نما يخلق ، أعني الصيغة التي تمكن عصره والعصور التالية من أسطورتهاعصره، وا .(3)"فهم تلك المشكلة واإلحساس بها

اعر وهذا التحول من الشخصي إلى اإلنساني في الشعر، هو الذي يجعل الشالتي يبلغ فيها محور ذاته، وبالتالي محور المصير البشري، وأن " يصل اللحظة

يتناهييوجد نقطة التماس بين ذاته والعالم، وفي هذه اللحظة و يشارك في وعي العالم، إنسانيتهفيها الذاتي في الموضوعي داخل التجربة الشعرية، ويحقق فيها الشاعر

يظلون يقرعون األجراس، ويصرخون بملء الفم، حتى ينقذوا الفنانين "لذا فإن ؛( )ووجوده .(5)"السفينة، أو يغرقوا فيها

.50السابق، ص المرجع ( ) .06 نفسه، ص المرجع ( )، ص 89 عصر السريالية، ترجمدة خالددة سدعيد، بيدروت، دار العدودة، : واالس فاولي (3)

5 . المرجع السابق، ص ( ) .16حياتي في الشعر، ص : صالح عبدالصبور (5)

Page 17: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

17

(5) إشكالية في الفكر العربي المعاصر، واحتلت مساحة " التراث والتجديد"قضية تعد

واسعة في ميدان الفكر والنظر، ويعود السبب في ذلك إلى خطورة هذه القضية اإلشكاليةنظرية متكاملة تعالج هذه ىإلصول وحساسيتها من جهة، وصعوبة الو

.قرب إلى الحقيقة والنظرة الموضوعية من جهة أخرىأمعالجة فانبثقت عنها خصوصا ، والشعر عموما وأثرت هذه القضية الفكرية في الفن

قضية عالقة الشاعر بالتراث، هذه العالقة اتخذت أشكاال متعددة من الرفض والقبول ن كسر الردى ظهره إ"اد الذي واعتز به مثل توفيق زي م آمن بالتراث والتردد، فبعضه

، وهناك الذين يتوقون إلى التغيير الحضاري، ولكنهم "من صخر حطين ةانسنده بصو .( )"ال يدينون الماضي

االعتزازاألعمى للتراث يؤدي إلى التعصبويرى صالح عبد الصبور، أن ستغناء به عن كل أدب يختلف عنه، بل والتجسيم باألدب العربي وحده دون سواه، واال

عن عاطيؤدي االنقو ، ( ) من عظمته، بحيث تصبح عيوبه محاسنا ، وسوءاته ميزات .الهوية والضياع التراث إلى فقدان

متصل بين تراث حي وبناء على ذلك، ينبغي أن ننظر إلى الثقافة على أنهاست دراسة مواطن نشوئها إال لونا من والحاضر، متجهة نحو المستقبل، وليالماضي

ويحس الشاعر عبر موهبته . (3)واالستنارةإلقاء األضواء عليها، بغية مزيد من الفهم حساسا بموقعه التاريخي إزاء مجتمعه وأمته، وهو أكثر وعيا هذا ؛بضميره الجمعي وا

التاريخ والفنان الضمير الذي يشكل الماضي بعدا جوهريا فيه، إذ اإلنسان عموما وليد

، عمدددان، دار الشدددروق للنشدددر اتجاهدددات الشدددعر العربدددي المعاصدددر، ط: إحسدددان عبددداس ( ) . ، ص 88 والتوزيع،

.1 حياتي في الشعر، ص : عبدالصبور صالح:ينظر ( ) .53 السابق، ص المرجع (3)

Page 18: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

18

هالشاعر في تشكيليشعر أن خبرته الفنية والجمالية متصلة على نحو ما بتراثه، فنما يستقيها أيضا "لصورته الفنية ال يكتفي بما يستقيه من عالم األشياء المحيطة به وا

لذا ؛( )"من التراث بمصادره المتعددة، ومن الالوعي الجمعي حيث األساطير واألحالمإلى ينتقل من جيل "وينأى عن القصد والمباشرة، وهو لشعر فيه قدر من العفوية، فإن ا د رية الموروث األدبي التي يعإلى نظ إشارةبنوع من الكهانة الغامضة، وفي هذا جيل

به مستقل، شالشعرية عالم مستقل أو ف ؛أفضل من صاغها في العصر الحديث" ليوتإ"خصائص األسرة وتجاربها نة وتنتقل من خالل هذيفيه لون من األبوة والبنوة الشعري

.( )"وسماتهااألسطورة جانبا مهما من جوانب التراث، ولكن يرى صالح عبد الصبور وتعد

منسجما مع ذاته، ومالئمة يوظفها، وهو لألسطورةأن لكل شاعر فهمه الخاص " "Theme"القيمة التي يشعر بها عندما يستدعي األسطورة، باإلضافة إلى لإليحاءات

بعدها إكسابهابالتجربة الخاصة للشاعر، بغية االلتحامالكامنة فيها، وقدرتها على جديدة، فاقا آوالحوار مع التراث ضمن هذه الرؤية يمنح الشاعر .(3)"الموضوعي

.وفضاءات متعددة في التعبير عن تجربته الشعرية :التجربة الشعرية واإلبداع: ثانياا

صالح عبد الصبور، الشعرية متفردة بين الشعراء المعاصرين بمزجها تجربة تعد الفكر بالشعر، والتصوف بالفن، والوجد بالحدس، والواقع بالغيب، والذاتية

دون أن تفقد هذه التجربة الشعرية تلقائيتها وعفويتها وتدفقها ووهجها، من بالموضوعية،وأستحوذ على صالح عبد الصبور .دون أن تخسر بعدها الفني وموقفها الجماليمن و

، (دراسة في شعر صالح عبدالصبور)أثر التراث في الصورة الشعرية : عبدالسالم سالم ( ) . 5، ص 886 ، سبتمبر (66 )مجلة القاهرة، عدد

. 0 ، ص 810 وتبقى الكلمة، بيروت، دار اآلداب، : صالح عبدالصبور ( ) .5 حياتي في الشعر، ص : صالح عبدالصبور (3)

Page 19: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

19

ألن الشعر عنده مزاج ؛نموذج الشاعر الصوفي أو الشاعر القديس، والشاعر المفكرعلى -من الفكر والفن والتصوف، وتمحورت التجربة الشعرية لدى صالح عبد الصبور

، لديهحول محاور عدة تبين من خاللها شمولية التجربة الشعرية -النظري المستوىا على التحول من الشخصي إلى اإلنساني، تظللها روح المسؤولية باإلضافة إلى وقدرته

.قدرتها على تأصيل نموذج الشاعر المفكر، والشاعر الصوفيويحاول هذا المحور رصد مالمح هذه التجربة الشعرية من خالل تحليل نماذج

: محين أساسيا من شعره، وكشف القيم الروحية والجمالية واإلنسانية فيها، ويتخذ مل .الشعر والتصوف، الشعر والحزن

( ) نحو خطوهيرى صالح عبد الصبور أن كل إضافة إلى خبرة اإلنسانية هي

أما الحياة فهي صراع مرير بين الخير والشر، وأن غاية . الكمال، أي خطوة نحو اهللب الخير على الشر من خالل الصراع والكفاح، كي يعود الكون إلى الوجود هي تغل

، هنفس أما مسؤولية اإلنسان فتتمثل في تشكيل هذا الكون وتنقيته في الوقت .براءته ؛ومن هنا فإن غلغلة العقل في المادة هي مدار الحياة الدينية والفلسفية والفنية لإلنسان

والحياة من خالل . ( )ما يقول كير كجاردفالوجود البشري في جوهره عذاب ديني كئية وتأخذنا دوامتها نحو النظرة الجز ضروراتها تفرض علينا نوعا من النمطية واألسر،

ومع العالم من خالل أنفسنالذا نفقد الرؤية الكلية التي تمنحنا السالم مع ؛والسطحية .تحقيق السالم مع اهلل، واالنعتاق من قيد الضرورة

ح عبد الصبور إلى بناء النموذج اإلنساني يسعى في غايته الكلية ويسعى صالمذكرات "قر والطغيان والظلم، ففي قصيدة العبودية والف أغاللإلى اهلل متحررا تماما من

.6 حياتي في الشعر، ص : صالح عبد الصبور :ينظر ( )

Page 20: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

21

يطرح صالح عبد الصبور رؤيته الشعرية بصورة تتناهى فيها ( )"الصوفي بشر الحافيت )ري ددع الهجددرن الرابدن متصوفة القم" فيبشر الحا"و . وفية للحياةمع الرؤية الص

من الطبقة األولى، وكان كثير " طبقات الصوفية" ، وقد عده صاحب كتاب (هد 33 .( )، موثوقا بالعلمباألمانةالعبادة، معروفا بزهده موصوفا

العصر وسقوط ةقناعا للشاعر، وشاهدا على رداء" بشر الحافي" وتمثل شخصيته ، بصورة يتالقى فيها الماضي والحاضر، ضمن صوتين ممتزجين في رؤية اإلنسان فيه

بأبعادهالشاهد الواقع اإلنساني / فنية صوفية، يرصد فيها الشاعر من خالل القناع .المختلفة

ونزلنا نحو السوق أنا والشيخ" كان اإلنسان األفعى يجهد أن يلتف على اإلنسان الكركي

لبفمشى من بينهما اإلنسان الثع ..عجبا ،

زور اإلنسان الكركي في فك اإلنسان الثعلب الكلب اإلنسانالسوق نزل

نسان الثعلبكي يفقأ عين اإل األفعىويدوس دماغ اإلنسان

واهتز السوق بخطوات اإلنسان الفهد جاء ليبقر بطن اإلنسان الكلب ويمص نخاع اإلنسان الثعلب

، ص ، ج899 ديوان صالح عبدالصبور، بيروت، دار العودة، : صالح عبدالصبور ( ) 6 .

، القداهرة، دار 3طبقات الصوفية، تحقيق نور الدين شدريبة، ط: السلمي، أبو عبدالرحمن ( ) .38، ص 896 خانجي، ال

Page 21: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

21

يا شيخي بسام الدين "اإلنسان؟... اإلنسان أين" قل لي

:شيخي بسام الدين يقول سيجيء ...صبر ا

ركبه يوما سيهل على الدنيا !يا شخي الطيب

هل تدري في أي األيام نعيش؟ هذا اليوم الموبوء هو اليوم الثامن

مسام األسبوع الخامن أي في الشهر الثالث عشر

رب اإلنسان اإلنسان ع من أعوام

رش ومضى لم يعرفه ب امحفر الحصباء ون

.( ) ...باآلالموتغطى هذا المشهد من القصيدة الواقع اإلنساني تماما ، وما يمور في أعماقه من يرصد

قيم الشر والرذيلة والسقوط وغياب اإلنسان بكليته وجوهره عن هذا الوجود، فاإلنسان ل الحياة الكبيرة بأبعادها ومعانيها إلى السوق، وحسم بتخليه عن جوهره الديني، حو

له الداخلي من خالل صراعه مع أخيه اإلنسان وتظهر صور الصراع من خالل جدالشامل، ويظهر االنهيار هذا المشهد، وهي تكتظ بنماذج العنف غير المسوغ، وصور

". فهد"و "كلب"و " ثعلب"و " أفعى"حوالت اإلنسان داخل المشهد إلى ذلك من خالل تلى سقوطه تحت وطأة الشهوة والغريزة إ أدىوغياب وعي اإلنسان عن جوهره، هو الذي

.68 -61 ، ص ديوان صالح عبدالصبور، ج ( )

Page 22: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

22

اح، وهذا السقوط اإلنساني تالعمياء، وجعله يخوض هذا الصراع من أجل العيش المكابدته لشقائه مإلى انقطاعه عن سياقه التاريخي، ودورانه في الفراغ المطلق، و أدى

:الذي جلبه لنفسه، وغيابه تماما عن الفاعلية الحقيقية في هذا الوجود ".اإلنسان؟... اإلنسان أين: "قل لي

ويرصد المشهد نفسه الوجه المقابل لليأس، ويتمثل بالتفاؤل بوالدة اإلنسان من جديد :عبر االنتظار والصبر :شيخي بسام الدين يقول

سيجيء... صبرا سيهل على الدنيا يوما ركبه

القناع من جديد، حامال رؤيته من خالل وجد صوفي فني، / ويظهر الشاهدفاإلنسان قد ؛والصبر لن يجديا شيئا ، ولن يتمكنا من وقف االنهيار المحتوم فاالنتظار

والعنف، باأللمتجاوزه الزمن، وانقطع عن سياقه التاريخي، وأصبح كائنا ساديا يتلذذ :وصور الخراب والدمار، والفوضى والعبث

رب اإلنسان اإلنسان ع من أعوام

رش ومضى لم يعرفه ب اإلنسان الكون بريئا خالصا من الشر والظلم، ليحقق فيه ذاته، ح اهلل لقد من

ويرتقي في معارج الكمال من خالل بناء مجتمع إنساني، تتحقق فيه قيم العدالة والمساواة والحرية، بيد أن اإلنسان خرج عن حدود رسالته، وتناقض مع هذا الكون،

ضد أخيه اإلنسان من أجل السيطرة ومن فاستبدل السخط بالرضا وخاض صراعا مريرا :أجل أن يشبع نهمه المستعر، لقد فقد الطمأنينة، وخلق لذاته عدوا من نفسه

حين فقدنا الرضا" بما يريد القضا

Page 23: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

23

لم تنزل األمطار لم تورق األشجار لم تلمع األثمار

فقدنا الرضا نحي حين فقدنا الضحكا

بكا... تفجرت عيوننا ب لجن حين فقدنا هدأة ا

على فراش الرضا الرحب نام على الوسائد

فاسد بغض شيطانُ كأنمامعانقي، شريك مضجعي،

قرونه على يدي حين فقدنا جوهر اليقين

تشوهت أجنة الحبالى في البطون الشعر ينمو في مغاور العيون

والذقن معقود على الجبين جيل من الشياطين ( )"جيل من الشياطينالصوفية، ذلك أن نية في هذه القصيدة ملتحمة تماما مع الرؤيةتبدو الرؤية الف

ا في نظرة صالح عبد مالتجربتين الفنية الصوفية تتداخالن في كثير من أبعادهظهر جانبا أالصبور للشعر ورسالته، وليس يخفى أن البعد الفكري في هذه القصيدة قد

بعدا رئيسا من الفكرة التي أصبح من تطور بنية القصيدة العربية الحديثة، هذه القصيد

. 6 ، ص ديوان صالح عبدالصبور، ج ( )

Page 24: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

24

ذا كان العقاد ومدرسته قد خاضا نضاال نقديا كبيرا من أجل التحام الفكر . أبعادها وا ال يخسر شيئا من فنيته وجماله، فقد صار من المسلم به اآلن أن أبالشعر شريطة

ن الشعور متغلغال في جوهر الشعر، ذلك أن التالحم بي ا م همنصرا عالفكر يمثل والتفكير مسلمة أولى ألي عمل فني، فإذا كان الشعور يعبر عن الذات، فإن الفكر هو

.( )اإلطار الموضوعي الذي يضم هذا الشعورواكتمل البناء الدرامي في هذه القصيدة من خالل التفكير الموضوعي، حيث تنصهر

فهوم تناقض هذا مع مة والشعور، وال يع معا ، ليصنعا الموقف والرؤيو الذات والموضهذه التفصيالت الحية هي المادة "ألن ؛ةيقوم على الذاتية الصرفالشعر الذي

لدرامي أيضا عبر الحوار ها اوتحقق بناء. ( )"م خاللها الرؤيةس تتجالموضوعية التي إذ عبر صالح عبد الصبور عن رؤيته من خالل الحوار الذي تمثل في والصراع؛

الشاهد، وهو صوت الشاعر الذي يرى أن / صوت القناع: صوتين داخل القصيدة:" الواقع اإلنساني قد وصل حد النهاية في الظلم واالنحطاط وتمثل في صيحته المدوية

باالنتظاروصوت الناس السطحيين الذين ما زالوا يؤمنون " أين اإلنسان... أين اإلنسان .أزقلخروج من هذا الملدون أن يحركوا ساكنا ، منوالصبر،

وهذا البعد الجديد في التعبير، والذي يتمثل في وجود صوتين داخل القصيدة قد بالمشكلة أما الصراع فقد تجسم من خالل التناقض بين رؤيتين للحياة إحساسناق عم

الرؤية الصوفية التي تبحث عن اإلنسان، وتطمح في بنائه على : والواقع اإلنسانيير والعدالة والمساواة، وترفض الواقع اإلنساني بكل ، تتمثل في قيم الخإنسانيةأسس

.معطياته وشروطه، وبين الرؤية التي تقوم على عبادة المادة واللذة

، بيروت، (قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية)الشعر العربي المعاصر : عزالدين إسماعيل ( ) .90 دار الثقافة، ص

.393المرجع السابق، ص ( )

Page 25: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

25

الفنان مثل الصوفي تماما ، مغترب عن واقعه، يعيش حاضنا أسراره، / والشاعر/ ا الشاعرد التي يعيشهيمجد الوحدة واالنفراد ويعلي من شأن الوجد والقلق، وحالة التوح

الشعري، إذ تمكنه من اإلبحار في عالم ذاته، إبداعهالصوفي ضمن تجربته هي سر العميق اصوته عسمت ار الذات، وتجعلهتجربة العزلة التي تفج نهاإر فيض وجده، وتفج

:الذي يأتي من األبد أبحرت وحدي في عيون الناس واألفكار والمدن "

ونوتهت وحدي في صحاري الوجد والظن غفوت وحدي، مشرع القبضة، مشدود البدن

على آرائك السعف طارق نصف الليل في فنادق المشردين

أو في حوانيت الجنون سريت وحدي في شوارع لغاتها، سماتها، عماء

أسمع أصداء خطاي ( )"ترن في النوافذ العمياء

تجسم حالة ن الوحدة، والليل، والصحاري، والوجد، والظنون، والجنون، والشوارع إالذي هو ثمرة االغترابعن الواقع اإلنساني التي يعيشها الشاعر، ذلك االغتراب

.التأمالت العميقةة في تجربة صالح عبد الصبور الشعرية، مما م همالحزن من المالمح ال يعد و

وربما كان الشاعر صالح عبد الصبور أكثر :" أن يقولإسماعيل إلى دفع عز الدين ومع ما يتخلل قصائده عن الحزن من مشاهد اصرين حديثا عن الحزن،رائنا المعشع

، فالفن العظيم ينبثق عن ( )"يتجسم فيها الباعث على الحزن إنسانيةحية، ومن مواقف

.50 -8 ، ص 3ديوان صالح عبدالصبور، ج ( ) .359الشعر العربي المعاصر، ص : عزالدين اسماعيل ( )

Page 26: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

26

حساسالعظيم، األلم الشاعر بدوره التاريخي، ومسؤوليته أمام ضميره، وأمام العالم، وا حزن عموم البشر ن إإذ ؛ائز التجربة الشعريةيجعل األلم ومعايشة المعاناة من أهم رك

لذا فإن ؛ينبع من رؤيتهم الجزئية للحياة، وهمومهم الصغيرة التي تطفو على السطحالشاعر وينتهي إليها، أما إحساس واتهمذبالحزن يعد أحساسا دائريا يبدأ من إحساسهمضافة إلى ما سماه باإلفينبع من تطلعه إلى البناء واإلصالح وتغيير العالم، باأللم

.( ) الشعور بالتعاسة" جان فال"يعرض لنا صالح عبد الصبور الحزن بصورته المتكاملة " الحزن" ففي قصيدته بعنوان

:يقول صالح عبد الصبور يا صاحبي، إني حزين"

طلع الصباح، فما ابتسمت، ولم ينر وجهي الصباح طلب الرزق المتاحأوخرجت من جوف المدينة

ست في ماء القناعة خبز أيامي الكفافوغم ورجعت بعد الظهر في جيبي قروش فشربت شايا في الطريق

ورتقت نعلي ولعبت بالنرد الموزع بين كفي والصديق

قل ساعة أو ساعتين ينتقل عشرة أو عشر

حمقاء رددها الصديقوضحكت من أسطورة .( )"ودموع شحاذ صفيق

، ص 890 مددع الفيلسددوف، بيددروت، دار النهضددة العربيددة، : محمددد ثابددت الفندددي :ينظددر ( )65.

.31، ص ديوان صالح عبدالصبور، ج ( )

Page 27: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

27

عالن عن حزنه عبر النداء، وما يشيعه يبدأ صالح عبد الصبور قصيدته باإل. بالحاجة إلى المشاركة بهذا الحزن واإلحساس بالمسؤولية إحساسهذا النداء من

تفتح وعي الشاعر على طبقات الكادحين الذين يطلبون الرزق وعندما طلع الصباح ، ويشربون الشاي في الطريق،"خبز أيامهم"المتاح، والذين يغمسون في ماء القناعة

ويرتقون نعالهم، ويلتحم الشاعر هنا التحاما كامال مع فئة المحرومين من البشر، من ،"قل ساعة أو ساعتين"الزمن بالتي يمزح فيها الواقعي بالشعري، والذاتي هخالل صور

".قل عشرة أو عشرتين" :والحزن يولد في أحضان الليل، ويمتد امتدادا مأساويا ليشمل الزمان بكل أبعاده

وأتى المساء" في غرفتي دلف المساء

والحزن يولد في المساء ألنه حزن ضرير حيم إلى الجحيمجحزن طويل كالطريق من ال

حزن صموت والصمت ال يعني الرضاء بأن أمنية تموت

وبأن أياما تفوت ن ه و وبأن مرفقنا

ن ف وبأن ريحا من ع .( )"الحياة، فأصبحت وجميع ما فيها مقيت مس

نها تعكس إالحالة السكوت التي يعيشها الشاعر ال تعني الرضا بما يحدث، فهذه الحياة فأصبحت بالقهر والعجز أمام غلبة القوة، وثمة شيء ما مس اإلحساس

حساسا إاإلنسان، إن الحزن هنا ليس ألخيهويتمثل ذلك بظلم اإلنسان ،حقيقة ال تطاق

.31، ص ديوان صالح عبدالصبور، ج ( )

Page 28: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

28

فسدوا أة الكاملة أمام الحكام الطغاة الذين بالهزيم اإلحساسولكنه نابع من ،سلبيا :عوا حياته بالبحث عن الرزق المتاحوجهده، وضي عرقهضمير اإلنسان وامتصوا

الحزن قد قهر القالع جميعها وسبى الكنوز" وأقام حكاما طغاة

العيونسمل الحزن قد الحزن قد عقد الجباه

".( )ليقيم حكاما طغاةبمسؤوليته التاريخية، ال يستسلم للحزن، رغم حالة بيد أن الشاعر الذي يحس

االكتئاب الجماعي، والمشاعر الكابية التي يشعر بها الناس جميعا ، فالحزن يولد التمرد .والرفض

سنعيش رغم الحزن، نقهره، ونصنع في الصباح" .( )"أفراحنا البيضاء، أفراح الذين لهم صباح

:يمزج الحزن بالحنين واألسى والندم" زينالشيء الح" وفي قصيدة أخرى بعنوان هناك شيء في نفوسنا حزين"

قد يختفي وال يبين لكنه مكنون حنون... غامض... شيء غريب

ه التذكارلعل تذكار يوم تافه بال قرار

ها النسيان في إزار أو ليلة قد ضم في دفائن البحار لو غصت

.39، ص ديوان صالح عبدالصبور، ج ( ) (. أفراحناالبيض)ووقع الشاعر في الخطأ والصحيح .38المصدر السابق، ص ( )

Page 29: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

29

...اك من محارهالجمعت كف .( )"تذكار

لنا هذا المقطع من القصيدة مشهدا رومانسيا للحزن، ويحاول الشاعر من يرسم تبدو صورة الحزن في هذا المقطع و خالله سبر ظاهرة الحزن عبر سبر أغوار الذات،

أما الذكرى . مكنونة، ال يستطيع المرء تعليها، وترتبط صورة الحزن بالحنينغامضة، .مشرعة على الحزن نافذةفهي

يتخذ الحزن مظهرا أكثر نضجا ، حيث يصبح " أغنية إلى اهلل" خرىوفي قصيدة أنه االنعتاق من إالحزن شكال من أشكال الرفض والتمرد، ولم يعد الشاعر مستسلما ،

:الحزن العادي العابر، إلى الحزن اإلنساني الشامل والعميق لينتشر فتات لحمنا على جناح عيشنا الغريب "

والسهوب ولنتغرب في قفار العمر يوم مرتين ولننكسر في كل

فمرة حين نقابل الضياء ومرة حين تذوب الشمس في الغروب فقد أردنا أن نرى أوسع من أحداقنا األصابعوأن نطول باليد القصيرة المجذوذة

.( )"سماء أمنياتنان نا، تجسم محنة الفالمقطع ارها هذصو يواإلنسانية التي االجتماعيةن المحنة إحساسهزمان ومكان، فالفنان شاهد على عصره، ل في ك بالمسؤولية التاريخية تجاه وا

التي ينتمي إليها، هو الذي يدفعه إلى النضال المستمر عبر الكلمة، يةواإلنسان مجتمعه .وهو ال يملك سوى الكلمة

.08 المصدر نفسه، ص ( ) . 0 ، ص ديوان صالح عبدالصبور، ج ( )

Page 30: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

31

ويصور صالح عبد الصبور في هذا المقطع أشد حاالت الذات تصدعا ، عبر / لتنكسر/لينتشر)تحت وطأة الحزن الثقيل كس حالة انشقاق الذات األفعال التي تع (.تذوب الشمس

وتتعانق الرؤية الفنية والرؤية الصوفية، عندما يلجأ الشاعر إلى اهلل في جدل صاعد، يصور أشواق الروح، وتوقها إليه، حيث تذوب أحزانها، في حالة من الوجد الصوفي

:العميق اهلل لو منحتني الصفاء

.( )"اءاللف لو جلست في ظاللك الوارفة اهللي رها صالح عبد الصبور تمثل أحد مظاهر الحزن فحالة الحزن التي يصو و

تدور حول موقف الذات الواعية من الكون ومن "شعرنا العربي المعاصر، وكلها وهي في محاولتها التوازن تبحث عن كل وسيلة، تبحث عن . المجتمع ومن نفسها

.( )"كما تبحث عن الجنون نفسه،الموت ةدالخاتم

الشعرية لدى الشاعر صالح عبد الصبور ضمن عالج هذا البحث التجربة بداعيتأصيلي، : محورين الجوانب رصد إلى، ففي المحور النظري عمد البحث وا

في ال سي ماعبد الصبور النظرية والمواقف الفكرية النقدية التي تناولها الشاعر صالح، وكشف العناصر األساسية التي تقوم عليها تجربة الشعر "تي في الشعرحيا"كتابه

لدى صالح عبد الصبور، في ضوء النظرية العامة للشعر كما أرساها النقاد المحدثون، اإلنسان، والدة القصيدة، : وشمل هذا المحور أبعادا خمسة تمثل قوام هذه التجربة

.التشكيل، الذاتي والموضوعي، التراث

.05 - 0 ، ص ديوان صالح عبدالصبور، ج ( ) . 31، ص صرالشعر العربي المعا:عزالدين إسماعيل ( )

Page 31: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

31

هذا البحث عن مركزية اإلنسان في التجربة الشعرية، باعتبارها تؤرخ وكشفللحياة الروحية له، وترصد جدله الداخلي ورؤيته لنفسه وللعالم، ومزج صالح عبد الصبور بين التجربتين الشعرية والصوفية في محاولته تتبع والدة القصيدة من المنبع

الفني، فإن اللغة تأخذ أشكاال عالية التنظيم وفيما يتعلق بالتشكيل . إلى الوجود الشعريفي القصيدة، وتكون في أقصى طاقة لها، ويجسم الشاعر في هذه الحالة خبرة جمالية

نسانية مكثفة، عبر بنية متعددة الدالالت، مفتوحة األفق والرؤى وفي اإلطار الذاتي . وا حم بين الفكر والموضوعي للتجربة الشعرية، يركز صالح عبد الصبور على التال

وتتصل التجربة . الفنان تجاه الحياة والعالم/ والشعر، ويؤكد على مسؤولية الشاعرالشعرية بالتراث اتصاال جدليا ، باعتبار أن اإلنسان وليد التاريخ، وأن الثقافة ما هي إال

/ الفنان إحساسنحو المستقبل، عبر تراث حي يتصل فيها الماضي بالحاضر، ويتجه دوره التاريخي، وضميره الجمعي، وفي المحور اإلبداعي تناول البحث الشاعر ب

:ظاهرتين أساسيتين في شعر صالح عبد الصبور .التصوف، والحزن

الرؤية الصوفية في بعض قصائد صالح عبد الصبور، مما بالرؤية الفنية تهاموتشعر صالح وشاع الحزن في من جوانبه، الكثيرفن والتصوف، في يؤكد التالقي بين ال

عبد الصبور، ليعبر عن األسى الداخلي تجاه تردي صورة اإلنسان، ومعناه في هذا .العالم

Page 32: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

32

المصادر والمراجع

:العربية والمترجمة

، عمددددان، دار الشددددروق اتجاهددددات الشددددعر العربددددي المعاصددددر، ط: إحسددددان عبدددداس - . 88 للنشر والتوزيع،

.896 ، بيروت، دار الفكر، 5الشعر، طزمن ( : على أحمد سعيد)دونيس أ - .896 ، بيروت، دار الفكر، 5مقدمة للشعر العربي، ط: ددددد

، ترجمددددة محمددددد عبدالواحددددد محمددددد، عددددالم (تدددداريخ الفكددددرة)العبقريددددة : بنيلددددوبي مددددري - .886 ، الكويت، نيسان، (09 )المعرفة، عدد

أندور عبددالعزيز، دار نهضدة مصدر : مدة بحث فدي علدم الجمدال، ترج: جان برتليمي - .للطباعة والنشر، القاهرة

.الفن خبرة، ترجمة زكريا إبراهيم، القاهرة، دار النهضة العربية: جون ديوي -، ، ترجمددة فددؤاد زكريدددا، ط(دراسدددة جماليددة وفلسددفية)النقددد الفنددي : جيددروم سددتولينيتز -

، 89 مصر، الهيئة العامة للكتاب، ، ( )، عددددد ( )األدب والفكدددر ومدددا بينهمدددا، عدددالم الفكدددر، مجلدددد : ب حسدددام الخطيددد -

.886 يونيو، /ابريلمنداهج النقدد األدبدي بدين النظريدة والتطبيدق، ترجمدة محمدد يوسدف نجدم، : ديفد ديدتش -

.861 بيروت، دار صادر، ، بغددداد، قضددايا فددي النقددد األدبددي، ترجمددة عبدددالجبار المطلبددي، ط( : ك.ك)روثفددن -

.898 ر الشؤون الثقافية، دا . مشكلة الفن، دار مصر للطباعة، مصر: زكريا إبراهيم -، القداهرة، 3طبقات الصوفية، تحقيق ندور الددين شدريبة، ط: السلمي، أبو عبدالرحمن -

896 دار الخانجي،

Page 33: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

33

، عددالم (دراسددة فددي سدديكولوجية التددذوق الفنددي)التفضدديل الجمددالي : شدداكر عبدالحميددد -، المجلدددددس الدددددوطني للثقافدددددة والفندددددون واآلداب، الكويدددددت، (61 )عددددددد المعرفدددددة، 00 .

893 حياتي في الشعر، بيروت، دار اقرأ، : صالح عبدالصبور - .810 وتبقى الكلمة، بيروت، دار اآلداب، : ددددد

899 ديوان صالح عبدالصبور، بيروت، دار العودة، : ددددد ، (18 )اإلبهددام فددي شددعر الحداثددة، عددالم المعرفددة، عدددد : محمددد العقددود عبدددالرحمن -

. 00 المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، دراسدددددة فدددددي شدددددعر صدددددالح )أثدددددر التدددددراث فدددددي الصدددددورة الشدددددعرية : عبدالسدددددالم سدددددالم -

.886 ، سبتمبر (66 )، مجلة القاهرة، عدد (عبدالصبورالرسدددالة القشددديرية فدددي علدددم التصدددوف، بيدددروت، دار : القشددديري، عبددددالكريم بدددن هدددوزان -

.891 أسامة، ، بيددروت، دار الحددرف الحداثددة فددي النقددد األدبددي المعاصددر، ط: عبدالمجيددد زراقددط -

. 88 العربي، . التفسير النفسي لألدب، بيروت، دار العودة: عزالدين إسماعيل - ، (قضدددددددداياه وظددددددددواهره الفنيددددددددة والمعنويددددددددة)الشددددددددعر العربددددددددي المعاصددددددددر : ددددددددددددد

.بيروت، دار الثقافة، ( )مفهددوم الشددعر فددي كتابددات الشددعراء المعاصددرين، فصددول، المجلدددد : دددددد

. 89 ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، يوليو، ( )عدد جامعيدددددددة، مشدددددددكلة اإلبدددددددداع الفندددددددي، دار المعرفدددددددة ال: علدددددددي عبدددددددد المعطدددددددي محمدددددددد -

. 89 اإلسكندرية، مصر، .890 مع الفيلسوف، بيروت، دار النهضة العربية، : محمد ثابت الفندي - .891 النقد األدبي الحديث، بيروت، دار العودة، : محمد غنيمي هالل -الرؤيا اإلبداعية في شعر صالح عبدالصبور، الهيئة المصرية : محمد الفارس -

.896 العامة للكتاب، مصر،

Page 34: دك ةْفÃصكاÃ ةْرعشكا ْتبرجتكا كاعت رÃبصكا دبع حٚص اشع ىفطصم ... · 2 صخلم ْرÃحم ربع رÃبصكا دبع حٚص ّبرعكا

34

المسدددددرح الشددددعري عنددددد صدددددالح عبدالصددددبور، مصددددر، الهيئدددددة : نعيمددددة مددددراد محمددددد - .880 المصرية العامة للكتاب،

. 89 عصددر السددريالية، ترجمددة خالدددة سددعيد، بيددروت، دار العددودة، : واالس فدداولي -

، بيروت لغة الشعراء، ترجمة عيسى العاكوب وخليفة الغرابي، ط: ونفرد نوتني -

.886 اإلنماء العربي، معهد : اإلنجليزية - Principles of Literary Criticism, I. A, Richards, New

Delhi, Universal Book Stall, 1996, p.46