المملكة العربية السعوديةوزارة التعليم العالي

جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالميةكلية أصول الدين

قسم السنة وعلومها

مادة

هـ1433

أ:نوف القحطاني

- ( 2 سلم )مصطلح الحديث - 316 توصيف مقرر سلم316رقم المقرر ورمزه :

-2اسم المقرر : مصطلح - ساعة2عدد الساعات:

سلم(.212- )1المتطلب السابق: مصطلح -

أهداف المقرر :

مصطلح2

تعريف الطالب بمنهج المحدثين في تصنيف الرواة وأثر ذلك في تصحيح األحاديث أو تضعيفها ، ثم التعرف على أهم كتب الرجال التي

تعين الطالب في هذا المجال .موضوعات المقرر :

مراتب الجرح والتعديل:-1ألفاظ التعديل واختالف العلماء فيها .أ-

ب- ألفاظ التجريح واختالف العلماء فيها .متى يصلح الحديث لالعتبار ومتى ال يصلح ؟ .-2دراسة أشهر كتب الرجال :-3

. كتب في تراجم الصحابة. كتب في تراجم رجال السنة. كتب في تراجم الضعفاء. كتب في تراجم الثقات. كتب عامة في الرجال. كتب الطبقات. كتب التواريخ. كتب المبهمات

التقويم والنشاطات المصاحبة : ( درجة .30امتحان تحريري للشهر األول ) -1( درجات .30بحوث وتقارير وتطبيقات عملية على ما تمت دراسته )-2 درجة لالمتحان النهائي .3-40

أهم المراجع :مقدمة كتاب الجرح والتعديل البن أبي حاتم.-1مقدمة تهذيب الكمال للمزي.-2التنكيل للمعلمي اليماني.-3ضوابط الجرح والتعديل للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف.-4

***********************************************************************

(4% أي بواقع غياب )25يكون بنسبة الحرمان في المادة محاضرات خالل الفصل الدراسي.

10الساعات المكتبية :يوم الثالثاء بعليشه ، من الساعه 12إلى الساعه

2

:المبحث األول ـ تعريف الجرح والتعديل تعريف الجرح: أ.

مصدر جرح يجرح، أي أثر فيه بالسالحالجرح لغة: قال بعض فقهاء اللغة: » الجرح ـ بالضم ـ يكون فيونحوه.

والجرح بالفتح ـ يكون باللسان في األبدان بالحديد ونحوه..(1(()المعاني واألعراض ونحوها

وصف الراوي في عدالته أو ضبطه بماواصطالحا: .(2)يقتضي تليين روايته أو تضعيفها أو ردها

*فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو )الصدوق سيئ الحفظ( تتقــوىروايته بوجود قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين.

مادة "جرح".2/130)(تاج العروس 1بيدي: "هذا هو المتداول بينهم وإن كانا في أصل اللغة بمعنى واحد". تاج العروس قال الز

2/130. )(قال ابن األثير: "الجرح: وصف متى التحق بالراوي والشاهد سقط االعتبار بقوله وبطل العمل2

.1/126به". جامع األصول 3

مدخل دراســة علم الجرحوالتعديل

*والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حــاالتهي:

أن يكون تضعيفا مطلقا فهذا ال تقبــل معــه روايــة الــراوي عنــداألولى:تفرده بها ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله فترتقي إلى حسن لغيره.

أن يكون تضعيفا مقيدا بالرواية عن بعض الشــيوخ أو في بعضالثانية: البلدان أو في بعض األوقات فيختص الضعف بما قيد به دون سواه.

أن يكون تضعيفا نسبيا وهــو الواقــع عنــد المفاضــلة بين راويينالثالثة: ــف الحكم فأكثر فهذا ال يلزم منه ثبوت الضعف المطلق في الراوي بل يختل

عليه بحسب قرينة الحال في تلك المفاضلة. *وأما الموصوف بما يقتضي رد روايتــه فهــو الضــعيف جــدا فمن دونــه ال

يقوي غيره وال يتقوى بغيره. تعريف التعديل ب.

أ ـ التعديل في اللغة:.(3)التسوية. وتقويم الشيء وموازنته بغيره

ب ـ التعديل في االصطالح:.(4)وصف الراوي في عدالته وضبطه بما يقتضي قبول روايته

والقبول هنا على إطالقه فيشمل: ـ من تقبل روايته وتعتبر في مرتبة الصحيح لذاته.1.(5) ـ من تقبل روايته وتعتبر في مرتبة الحسن لذاته2

وذلك ألن هؤالء يحتج بمروياتهم وإن تفاوتت مراتبها.

(استعمال كلمة )التعديل( في االصطالح بمعنى )التوثيقتعملت هنــا أصل كلمة )تعديل( يعني الحكم بعدالة الراوي، لكنها قــد اســ

بمعنى أشمل هو: أي: الحكم بعدالة الراوي وضبطه معا ألنهما أســاس قبــول)التوثيق(

خبر الراوي..(6)ملكة تحمل المرء على مالزمة التقوى والمروءةوالمراد بالعدالة:

مادة )عدل(.11/432. وانظر: لسان العرب 385)(الوسيط في علوم ومصطلح الحديث ص 3.43)(المختصر في علم رجال األثر ص 4.2/120)(انظر: توضيح األفكار 5.29)(نزهة النظر ص 6

.29والمراد بالتقوى: اجتناب األعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة. نزهة النظر ص وأما المروءة: فآداب نفسانية تحمل مراعاتها اإلنسان على الوقوف عند محاسن األخالق وجميل

العادات. ويرجع في معرفتها إلى العرف وذلك يختلف باختالف األشخاص والبلدان. انظر: المصباح.1/288 مادة )مرأ(، وفتح المغيث 2/234المنير

4

ــل الســالم من أســباب الفسقوالعــدل هــو: ــالغ العاق (7) المســلم الب

.(8)وخوارم المروءةحمل، فقـد تحمل فاإلســالم والبلـوغ شــرطان لألداء وليسـا بشــرطين للت بعض الصــحابة قبــل إســالمهم ثم أدوا بعــده وتحمــل صــغار الصــحابة حــال

.(9)صباهم وأدوا بعد بلوغهم لكن قــد يضــبط الصــبي(10)والبلوغ والعقل هما مناط التكليف الشــرعي

ز بعض ما سمعه أو شاهده ولذلك اعتبر أداؤه بعــد البلــوغ لمــا تحملــه الممي.(11)حال الصبا

والسالمة من أسباب الفسق وخوارم المروءة إنما تحقق في ظاهر حال.(12)الراوي. لكن يقل تضعيف الراوي بفعله ما يخرم المروءة

المـراد بالضبـط:الضبط نوعان هما: ضبط الصدر وضبط الكتاب.

أن يكون الراوي يقظا غير مغفل بل يحفظ مــا ســمعهفضبط الصدر: ويثبته بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء، مع علمــه بمــا يحيــل المعــاني

إن روى بالمعنى.ــؤديوضبط الكتاب: صــيانته لديــه منــذ ســمع فيــه وصــححه إلى أن ي

.(13)منه

:)للفائده (ما يخرج بتعريف العدل واشتراط الضبطأوال: ما يتعلق بجهالة الراوي:

ـ المبهم: من لم يسم اسمه.1ق.2 ـ مجهول العين: من لم يرو عنه غير واحد ولم يوثق.3 ـ مجهول الحال: من روى عنه راويان فأكثر ولم يوث

وذلك لعدم معرفة أحوالهم في العدالة والضبط.ثانيا: ما يخرج بتعريف العدل:

.1/287)(سبب الفسق ارتكاب كبيرة أو إصرار على صغيرة. انظر: فتح المغيث 7.218)(انظر: علوم الحديث ص 8.241)(انظر: المصدر السابق ص 9

.1/287، وفتح المغيث 1/137، وروضة الناظر 151 ـ 1/150)(انظر: اإلحكام في أصول األحكام 10.244 ـ 243)(انظر: علوم الحديث ص 11 )(من ذلك )ما ورد عن شعبة أنه ترك حديث رجل ألنه رآه يركض على برذون(. محاسن االصطالح ص12

218..1/286، وفتح المغيث 218)(انظر: علوم الحديث ص 13

وقال ابن األثير: "الضبط نوعان: ظاهر وباطن، فالظاهر: ضبط معنى الحديث من حيث اللغة، والباطن: ضبط معناه من حيث تعلق الحكم الشرعي به، وهو الفقه. ومطلق الضبط الذي هو

شرط في الراوي هو الضبط ظاهرا عند األكثر ألنه يجوز نقل الخبر بالمعنى فتلحقه تهمة تبديل.73 ـ 72/ 1المعنى بروايته قبل الحفظ أو قبل العلم حين سمع". جامع األصول

5

ـ الكافر.1 ـ الصبي.2 ـ المجنون.3 ممــا لم ـ المبتدع: من اعتقد مــا لم يكن معروفــا على عهــد النــبي 4

يكن عليه أمره وال أصحابه. ـ الفاسق: من عرف بارتكاب كبيرة أو بإصرار على صغيرة.5 ـ المتهم بالكذب: من يتعامل بالكذب ولم يعرف أنه كــذب على النــبي6

. متعمدا ولو مرة. ـ الكذاب: من كذب على النبي 7 ـ مخروم المروءة.8

ــا أو وقد خرج األول لكفره، والثاني لصباه، والثالث لجنونه إذا كان مطبق ، والخــامس والســادس(15)، والرابــع لبدعته(14)متقطعــا مــؤثرا في اإلفاقة

والسابع لظهور فسقهم، والثامن لنقصان مروءته.ثالثا: ما يخرج باشتراط الضبط:

ل1 وهم فيصــ ـ كثرة الوهم: أن تكثر من الراوي الروايــة على ســبيل الت.(16)اإلسناد المرسل، ويرفع األثر الموقوف ونحو ذلك

.(17) ـ كثرة مخالفة الراوي لمن هو أوثق منه أو لجمع من الثقات2 (18) ـ سوء الحفظ: أن ال يترجح جانب إصابة الــراوي على جــانب خطئه3

بل يتساوى االحتماالن. ـ شدة الغفلة: أن ال يكون لدى الراوي من اليقظة واإلتقان ما يميز به4

.(19)الصواب من الخطأ في مروياته.(20) ـ فحش الغلط: أن يزيد خطأ الراوي على صوابه زيادة فاحشة5ــل معانيهــا ـــ عنــد6 ـ جهل الراوي بمدلوالت األلفاظ ومقاصدها وما يحي

ــا لئال الرواية بالمعنى ـ حيث يتعين عند ذلك األداء باللفظ الذي ســمعه اتفاق.(21)يقع فيما يصرف الحديث عن المعنى المراد به

.(22) ـ تساهل الراوي في مقابلة كتابه وتصحيحه وصيانته7

.1/300، وتدريب الراوي 1/287)(انظر: فتح المغيث 14 )(أخرج أئمة من المحدثين مرويات بعض المبتدعة دون بعض العتبارات معينة تنبئ عن دقة15

.139مسلك أولئك األئمة في تقصي أحوال الرواة والحكم عليهم بمقتضاها. انظر: ص .45 ـ 44)(انظر: نزهة النظر ص 16.36 ـ 35)(انظر: المصدر السابق ص 17.51)(انظر: نزهة النظر ص 18.121)(انظر: شرح نخبة الفكر ص 19.121، وشرح نخبة الفكر ص 45 ـ 44)(انظر: نزهة النظر ص 20.331)(انظر: علوم الحديث ص 21.312 ـ 310)(انظر: المصدر السابق ص 22

6

:ما ينتقد على الرواة في غير العدالة والضبط أنه يشــترط))حكى ابن الصالح إجماع جماهير أئمة الحديث والفقه على

فـكل أـمر يـنافي أـحد(23(()فيمن يحتج بروايته أن يكون عدال ضابطا لما يرويه هذين الشرطين فهو جرح في الراوي سواء ورد مطلقا أو مقيدا.

ــبطهم ــدالتهم وض ــير ع ــرواة في غ ــدة على ال ــرى منتق ــور أخ ــة أم وثموعدم انتقاء الشيوخ. ،(24)كالتدليس، وكثرة اإلرسال

مشروعيتهما:

األصل الشرعي العتبار العدالة والضبط في الرواة:ــوا إن ﴿األصل في اعتبار عدالة الراوي قوله تعالى: يا أيها الذين آمن

اآلية.(25)﴾ جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا...ووجه الداللة:

ن والتثبت بي .(27) من حقيقة خبر الفاسق(26)أن اآلية نص في وجوب التر اللــه امــرءا: »(28)واألصــل في اعتبــار الضــبط الحــديث المتــواتر نض

سمع مقالتي فحفظها ووعاهــا وأداهــا، فــرب حامــل فقــه غــير.(29).« الحديثفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه..

غه كما سمع« .(30)وفي بعض رواياته »... سمع منا شيئا فبلووجه الداللة:

: »فحفظهــا« نص على الحفــظ وهــو يشــمل الحفــظ فيأ ـــ أن قولــه

.218)(علوم الحديث ص 23)(يقدح هذان في عدالة الراوي إذا تعمد إسقاط من يعتقد ضعفه من رجال اإلسناد.24(.6)(سورة الحجرات آية )25.16/312)(في قراءة حمزة والكسائي "فتثبتوا". انظر: الجامع ألحكام القرآن 26.4/208، وتفسير القرآن العظيم 16/312)(انظر: الجامع ألحكام القرآن 27

ويحتج بهذه اآلية أيضا من يقبل خبر مجهول الحال؛ ألن الله تعالى إنما أمرنا بالتثبت عند خبر.4/208الفاسق وليس مجهول الحال بمحقق الفسق. انظر: تفسير القرآن العظيم

)(انظر: طرق الحديث في: )دراسة حديث: »نضر الله امرءا سمع مقالتي...« رواية ودراية(.28وتلك الطرق تنتهي إلى أربعة وعشرين صحابيا.

.48)(انظر: المصدر السابق ص 29.33)(دراسة حديث »نضر الله امرءا سمع مقالتي...« ص 30

7

.(31)الصدر وفي الكتابغه كما سمع« نص على اعتبار الضبط عند األداء. ب ـ وقوله: »فبل

ــدل على أنــه قــد روي جـــ ـــ أن هــذا الحــديث قــد ورد بألفــاظ متنوعــة ت. وذلك أحد وجهي األداء.(32)بالمعنى

وجرح الرواة بقدر الحاجة ال يعد من الغيبة المحرمة فقــد ذكــر النــووي ـــه رحمه الله تعالى ـ أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعا ال يمكن الوصول إلي

، وأن من تلــك األغــراض تحــذير المســلمين من الشــر ونصــيحتهم(33)إال بهالتوقيه. وذلك من وجوه منها:

جرح المجروحين من الرواة والشهود فإنه جائز بإجمــاع المســلمين، بــل إذ يترتب عليه في شأن الرواة تمييز األحــاديث الثابتــة عن(34)واجب للحاجة

الــتي ال تثبت صــحتها لمــا في(35)الروايــات الضــعيفة والواهيــة والموضــوعة للعدالة أو الضبط.(36)أحوال رواتها من األمور المنافية

يلي: ومن األدلة على جواز الغيبة لغرض شرعي ما ما اتفق عليه الشيخان من حديث عائشــة -رضــي اللــه عنهــا-: »أن ـ1

فلمــا رآه قــال: بئس أخــو العشــيرة وبئس ابنرجال اســتأذن على النــبي في وجهــه وانبســط إليــه فلمــا انطلــقالعشيرة، فلما جلس تطلق النــبي

الرجل قالت عائشة: يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت لــه كــذا وكــذا ثم : يــا عائشــة مــتىتطلقت في وجهــه وانبســطت إليــه، فقــال رســول اللــه

عهدتني فاحشا؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه النــاس.(37)اتقاء شره«

.(38)وفي رواية: »اتقاء فحشه«ووجه داللة الحديث:

تكلم في ذلــك الرجــل على وجــه الــذم لمــا كــان في ذلــكأن النــبي مصلحة شــرعية، وهي التنبيــه إلى ســوء خلقــه ليحــذره الســامع كمــا يفيــده

.224)(انظر: المصدر السابق ص 31.212)(انظر: دراسة حديث »نضر الله امرءا سمع مقالتي...« ص 32.10/472، وفتح الباري 16/142، وشرح صحيح مسلم 575)(انظر: رياض الصالحين ص 33)(انظر: المصدرين األولين السابقين في المواضع المذكورة.34.24)(انظر: رفع الريبة عما يجوز وما ال يجوز من الغيبة ص 35 )(من الروايات ما ال تثبت صحتها بسبب االنقطاع أو المخالفة ونحو ذلك مما ال يستلزم ثبوت36

الطعن في الراوي بل يكون حصول ذلك الحتمال الضعف. فاحشا وال متفاحشا. )مع فتح)(الجامع الصحيح للبخاري، كتاب األدب، باب لم يكن النبي 37

(.10/452الباري يب )مع فتح38 )(الجامع الصحيح للبخاري، كتاب األدب، باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والر

(، وصحيح اإلمام مسلم،10/528(. وباب المداراة مع الناس )مع فتح الباري 10/471الباري قى فحشه )مع شرح النووي (.16/144كتاب البر والصلة واآلداب، باب مداراة من يت

8

قوله: »إن شــر النــاس عنــد اللــه منزلــة يــوم القيامــة من تركــه النــاس اتقــاء

فحشه«..(39)ولذلك تطلق في وجهه وانبسط إليه مداراة له ال مداهنة

ما أخرجه اإلمام مسلم من حــديث فاطمــة بنت قيس أن أبــا عمــرو ـ2 فــإذا حللت فــآذنيني«. قـــالت: : »...ابن حفص طلقها البتة، فقــال النــبي

فلما حللت ذكرت له أن معاوية ابن أبي سفيان وأبا جهم خطباني. : »أمــا أبــو جهم فال يضــع عصــاه عن عاتقــه، وأمــافقال رســول اللــه

.(40)معاوية فصعلوك ال مال له، انكحي أسامة بن زيد...«ــرب ال مــال لــه، وأمــا أبــو جهم فرجــل وفي رواية »أما معاويــة فرجــل ت

.(41)ضراب للنساء، ولكن أسامة بن زيد...«ووجه داللة الحديث:

ذكر معاوية وأبا جهم ـ رضي الله عنهما ـ بمــا فيهمــا لتحقــقأن النبي المصلحة وهي المشورة على المستشير باألصلح له، ولـذلك قــال لهـا عليـه

الصالة والسالم: »انكحي أسامة بن زيد«.

المبحث الثاني : الحاجة إلى علم الجرح والتعديل :

إن الحاجة ماسة جدا إلى علم الجرح والتعديل للحكم على رجال اإلسناد ، وبالتالي لمعرفة مرتبة الحديث

ألنه ال يمكن أبدا دراسة اإلسناد إال بعد معرفة قواعد الجرح والتعديل التي اعتمدها أئمة هذا الفن ، ومعرفة

شروط الراوي المقبول وكيفية ثبوت عدالته وضبطه وما إلى ذلك من األمور المتعلقة بهذه المباحث ، ألنه

ال يتصور أن يصل الباحث في اإلسناد إلى نتيجة ما مهما قرأ في كتب التراجم عن رواة هذا اإلسناد ، إذا

لم يكن عارفا من قبل قواعد الجرح والتعديل ، ومعنى ألفاظهما في اصطالح أهل هذا الفن ، ومراتب هذه

األلفاظ من أعلى مراتب التعديل إلى أدنى مراتبالجرح.

)(المداراة: بذل الدنيا لصالح الدنيا أو الدين أو هما معا. والمداهنة: ترك الدين لصالح الدنيا.39 إنما بذل )لذلك الرجل( من دنياه حسن عشرتهووجه المداراة في الحديث: "أن النبي

والرفق في مكالمته، ومع ذلك فلم يمدحه بقول، فلم يناقض قوله فيه فعله، فإن قوله فيه قول.10/454حق وفعله معه حسن عشرة". فتح الباري

.10/97)(صحيح اإلمام مسلم، كتاب الطالق، باب المطلقة البائن ال نفقة لها 40.10/104)(صحيح اإلمام مسلم، كتاب الطالق، باب المطلقة البائن ال نفقة لها 41

9

ما يشترط في الجارح والمعدل:المبحث الثالث ـ

يجب أن يتوفر في الجارح والمعدل الخصال التيتجعل حكمه منصفا كاشفا عن حال الراوي، وهي:

ـ أن يتصف بالعلم والتقوى والورع والصدق ألنه إن1 لم يكن بهذه المثابة فهو محتاج إلى من يعدله فكيف يكون حاكما على غيره بالجرح والتعديل والحالة كما

ذكر.

ـ أن يكون عالما بأسباب الجرح والتعديل ألنه إن لم2 يكن بهذه الصفة ربما جرح الراوي بما ال يقتضي

جرحه، أو بأمر فيه خالف قوي، وربما عدل الرجل استدالال ببعض مظاهره دون خلطة ومعرفة وسير

ألحواله.

ـ أن يكون عالما بتصاريف كالم العرب ال يضع اللفظ3لغير معناه، وال يجرح بنقله لفظا هو غير جارح.

المبحث الرابع : شروط قبول الراوي :

شروط قبول الراوي باإلجماع هناك شرطان لقبولرواية الراوي واالحتجاج بها:

وهي أن يكون الراوي مســلما, بالغــا, عــاقال, ســليما منالعدالة:.1اسباب الفسق وخوارم المروءة.

ما تثبت به العدالة:ــراوي ــة ال ــدلين على عدال أي ينص علمــاء. (42)تنصــيص األئمــة المع

الجرح والتعديل أو أحدهم عليها في كتب الجرح والتعديل.

.218)(انظر: علوم الحديث ص 4210

قياسـا على قبـول خـبر(43)ويكفي تعديل اإلمام الواحـد على القـول الـراجح.(44)الراوي الثقة عند تفرده

. وذلك لما يلي:(45)وقيل: ال بد من تعديل اثنينشد والكفاءة .(46)أ ـ ألن التزكية صفة، فتحتاج في ثبوتها إلى عدلين كالر

.(47)ب - وقياسا على الشهادة في حقوق اآلدميينــرواة ــة الـ ــة عدالـ ــهرة, أي باستفاضـ ــة والشـ أو باالستفاضـ

واشتهارهم بالصدق واالستقامة والضبط, كمالك بن أنس. وهي أن يكون الراوي:الضبط,.2

- غير سيء الحفظ - غير فاحش الغلط- غير مخالفا للثقات - غير كثير األوهام

- غير مغفل : بموافقة الثقات المتقنين في الرواية, فمن كثرت

مخالفته لهم, اختل ضبطه ولم يحتج به, وال تضر المخالفة النادرةلهم.

المبحث الخامس ـ بم يثبت الجرح والتعديل :

يثبت الجرح والتعديل بواحد من طرق ثالثة:

فمن اشتهر بين أهل الحديثاالستفاضة والشهرة، األول: بعدالته، وشاع الثناء عليه استغنى عن بينة شاهدة بعدالته،

وهؤالء مثل مالك، وشعبة، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، و عبدالله بن المبارك، ووكيع، وأحمد بن حنبل، فمثل هؤالء ال

يسأل عن عدالتهم، ألن شهرتهم بالعدالة أقوى في النفس منشهادة الواحد واالثنين بعدالتهم.

)(إال في حالتين:43ق متساهال، كابن حبان فال يعتمد على قوله بإطالق. بل على التفصيل أ- إذا كان اإلمام الموث

.112الوارد في ص ب- إذا عارضه قول إمام آخر فعندئذ يطلب الترجيح بضوابط التعارض.

.97-65انظر: ص .161 ـ 160)(انظر: الكفاية في علم الرواية ص 44.160)(انظر: المصدر السابق ص 45.1/290)(انظر: فتح المغيث 46.160)(انظر: الكفاية في علم الرواية ص 47

11

ويعرف: بـالضبط

سئل اإلمام أحمد بن حنبل عن إسحاق بن راهويه، فقال: مثلإسحاق يسأل عنه؟! إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين.

وحكم الجرح فيما سبق كالتعديل.

أن ينص اثنان من أهل العلم على عدالته أو الثاني: وهذا باتفاق الجماهير من العلماء قياسا على الشهادةجرحه،

حيث يشترط في تزكية الشاهد اثنان. : أن ينص واحد من علماء الجرح والتعديل علىالثالث

عدالة ذلك الراوي أو جرحه على الصحيح المختار الذي رجحه الخطيب البغدادي وابن الصالح وغيرهما،

واستدلوا على ذلك بأن العدد لم يشترط في قبول الخبر، فقد تقدم أن الحديث الغريب قد يكون صحيحا، فإذا كان كذل فال

يشترط في جرح الراوي أو تعديله أكثر من معدل أو جارح واحد. وخالف بعض العلماء فقالوا: ال يثبت التعديل والجرح إال باثنين

قياسا على الجرح والتعديل في الشهادات. وقد أثبت بعض أهل العلم الجرح والتعديل بغير ما

ذكرناه من الطرق الثالثة، فمنها:

ومثال ذلك أن يقول المحدث: ـ التعديل على اإلبهام: 1 حدثني الثقة، أو من ال أتهم دون أن يذكر اسمه، والصحيح أنه ال

يكتفي بهذا التعديل المبهم، ألنه وإن كان ثقة عنده فربما لوسماه لعرفناه بجرح هو يجهله.

ـ إذا روى الراوي العدل عن راو وسماه لم تكن2 وهوروايته عنه تعديال له عند األكثرين من أهل الحديث،

الصحيح، ألن كبار األئمة كانوا يروون عن الثقة وغيره، كما جاء ذلك عن سفيان الثوري، ومعتمر بن سليمان، وغيرهما، وإنما

يروون عن الضعفاء ألن أحاديثهم ترتقي إلى درجة االحتجاج إذاكثرت طرقها.

قال سفيان الثوري: إني ألروي الحديث على ثالثة أوجه، أسمع الحديث من الرجل أتخذه دينا، وأسمع الحديث من الرجل أوقفحديثه، وأسمع الحديث من الرجل ال أعبأ بحديثه وأحب معرفته.

ـ إذا عمل العالم وأفتى على وفق حديث يرويه فال3 يعتبر ذلك تصحيحا منه لذلك الحديث، وال توثيقا

ألنه ربما عمل بذلك الحديث على سبيل االحتياط، أولرجاله، 12

لدليل آخر وافق هذا الخبر، أو نحو ذلك، إال إذا نص العالم على أن عمله وفتياه كان ألجل ذلك الخبر فإنه يعتبر تصحيحا منه

لذلك الخبر، وتوثيقا لرجاله. وكذا إذا عمل العالم وأفتى بخالف حديث لم يعتبر ذلك منه

تضعيفا لذلك الحديث وال قدحا في رجاله، ألنه ربما كان ذلك لمعارض قوي أو تأويل، وقد روى مالك عن نافع حديث ابن عمر: )البيعان بالخيار ما لم يتفرقا(، ولم يعمل بظاهره، ولم يكن ذلك

قدحا منه في شيخه نافع. ـ ذهب ابن حبان إلى أن الراوي العدل هو من لم4

وهذا مذهب مردود ألن شرط الرواية ثبوتيعرف منه الجرح، العدالة للراوي ال انتفاء الفسق فحسب، وقد قال الله تعالى في

شأن الشهادة: )وأشهدوا ذوي عدل منكم( فاشترط أن تثبت عدالتهم، ولم يكتف بأن يكونوا منا، أي مسلمين فقط، وقد جر

هذا المذهب ابن حبان إلى توثيق جماعات من المجهولينوإيداعهم في كتابه )الثقات(.

المبحث السادس ـ شروط قبول الجرح والتعديل:

يشترط لقبول الجرح والتعديل شرطان:

األول: أن يصدرا ممن استوفى شروط الجارح والمعدل ، فإن اختل بعض شروط الجارح والمعدل لم

يقبل جرحه وال تعديله، ولذلك صور منها:

ومثال ذلك ما قالهأ ـ أن يكون الجارح نفسه مجروحا: الحافظ ابن حجر في التهذيب في أحمد بن شبيب الحبطي

البصري ـ بعد أن نقل توثيقه عن أبي حاتم، وأهل العراق، وابن حبان: وقال أبو الفتح األزدي: منكر الحديث غير مرضي، قلت ـ

القائل ابن حجر ـ : لم يلتفت أحد إلى هذا القول، بل األزدي غيرمرضي.

ب ـ أن يكون الجارح من المتشددين الذين يجرحون ومثال ذلك قول اإلمام الذهبي فيالراوي بأدنى جرح:

الميزان في محمد بن الفضل السدوسي شيخ اإلمام البخاري، الملقب بعارم بعد أن ذكر توثيق الدارقطني له: قلت ـ أي

الذهبي ـ : فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله، فأين هذا القول من قول ابن حبان... في عازم: ))اختلط

13

في آخر عمره، وتغير حديثه حتى كان ال يدري ما يحدث به، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة، فيجب التنكيب عن حديثه فيما رواه

المتأخرون، فإذا لم يعرف هذا من هذا ترك الكل وال يحتج بشيء منها(( قلت: )القائل الذهبي( ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له

حديثا منكرا، فأين ما زعم؟. ج ـ أن يكون غير عارف بما يستدل به على العدالة،

فيعدل الرجل بما ال يقتضي تعديله.

الثاني: أن يكون الجرح مفسرا، وأما التعديل فال يشترط تفسيره، وسبب التفريق بينهما أن أسباب

فإن ذلك يحوج المعدل إلىالتعديل كثيرة يصعب حصرها، أن يقول: فعل كذا وكذا، فيذكر كل ما يجب عليه أن يفعله،

ويقول: لم يكن يفعل كذا وكذا، فيعد كل ما يجب عليه أن يجتنبه وهذا أمر شاق جدا، وأما الجرح فإنه يثبت في الراوي ولو بخصلة

واحدة مما يقتضي الجرح. وهناك سبب آخر للتفريق بينهما، وهو أن الناس اختلفوا في

أسباب الجرح، فربما جرح بعضهم الراوي بما ليس بجارح عند التحقيق، فكان ال بد من االستفسار عن سبب الجرح لينظر، هل

هو جرح أم ال، وليس األمر كذلك في التعديل. هذا هو مذهب الجمهور، واختار الخطيب البغدادي قبول الجرح المجمل ـ أي: الذي لم يفسر ـ إذا صدر من العالم بما يصير به

الراوي مجروحا، ألنا متى استفسرناه عن سبب الجرح فقد شككنا في علمه، فنقضنا ما بنينا عليه أمره من الرضى به

والرجوع إليه. هل يقبل الجرح والتعديل من غير بيان األسباب ؟المبحث السابع :

أما التعديل فيقبل من غير بيان سببه على المذهبأ – ،ألن أسبابه كثيرة يصعب ذكرها ، الصحيح والمشهور

إذ يحتاج المعدل أن يقول مثال : " لم يفعل كذا ، لم يرتكب كذا ، أو يقول : هو يفعل كذا ، ويفعل كذا ... " فيعدد جميع ما يفسق بفعله أو بتركه ، وذلك شاق جدا

وأما الجرح فال يقبل إال مفسرا مبين السبب ،ب – ألنه ال يصعب ذكر سببه ، وألن الناس يختلفون فيأسباب الجرح . فقد يجرح أحدهم بما ليس بجارح.

14

قال ابن الصالح : " وهذا ظاهر مقرر في الفقه وأصوله " وذكر الخطيب الحافظ أنه مذهب األئمة من حفاظ الحديث ونقاده ، مثل البخاري ومسلم وغيرهما ، ولذلك احتج البخاري بجماعة

سبق من غيره الجرح لهم ، كعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما . وكإسماعيل بن أبي أويس ، وعاصم بن علي ، وعمرو بن مرزوق وغيرهم . واحتج مسلم بسويد بن سعيد ، وجماعة اشتهر الطعن فيهم ، وهكذا فعل أبو داود السجستاني، وذلك دال على

أنهم ذهبوا إلى أن الجرح ال يثبت إال إذا فسر سببه"المبحث الثامن: هل يثبت الجرح والتعديل بقول واحد؟

الصحيح أنه يثبت الجرح والتعديل بقول واحد من أهل الجرح والتعديل ، ولو كان عبدا أو امرأة ، وقيل البد

من اثنين كالشهادة ، وهذا القول ضعيف غير معتمد.

15

لقد قسم أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي في مقدمة كتابه "الجرح والتعديل" كال من ألفاظ الجرح والتعديل إلى أربع

مراتب, وبين حكم كل مرتبة منها, ثم زاد الذهبي وبعده العراقي مرتبة على مراتب التعديل هي أعلى من المرتبة األولى عند ابن أبي حاتم, ثم زاد الحافظ ابن حجر مرتبة أعلى من المرتبة التي زادها الذهبي والعراقي فصارت مراتب التعديل ستا, وكذلك زاد العلماء على ابن أبي حاتم في مراتب التجريح مرتبتين أخريتين

فصارت مراتب الجرح ستا أيضا. وإليك ألفاظ الجرح والتعديل ومراتبهما وحكمهما فيما

يلي:

ماورد بلفظ يدل على المبالغة كأفعل التفضيل المرتبة األولى: نحو "أوثق الناس, وأثبت الناس""إليه المنتهى في التثبت،

ومن مثل فالن".ماكرر فيه لفظ التوثيق إما بتكرير الصفة : المرتبة الثانية

لفظا: "كثقة ثقة", أو معنى "كثقة حافظ", ثقة ثبت". مادل على التوثيق من غير تأكيد مثل:المرتبة الثالثة:

" ثقة, أو متقن, أو ثبت, أو عدل". مادل على التعديل دون إشعار بالضبط مثل " المرتبة الرابعة:

صدوق, أو ال بأس به, أو ليس به بأس, أو مأمون, أو خيار".

..................................................................ماليس فيه داللة على التوثيق أو التجريح مثل: المرتبة الخامسة:

" فالن شيخ, أو صدوق سيء الحفظ, أو صدوق يهم, أو له أوهام, أو محله الصدق".

ما أ شعر بالقرب من التجريح مثل: المرتبة السادسة: فالن صالح الحديث, أو يكتب حديثه, أو يعتبر به,

أو مقارب الحديث, أو صالح, أوصويلح.

16

أصحاب المراتب األربع األولى كلهم محتج

بهم: حديثهمالثالث األولى:

.صحيح حديثهموالرابعه:

المرتبة الخامسة والسادسة فال يحتج

بهم ولكن يكتب.حديثهم ويختبر

.وحديثهم ضعيف

مراتب التعديل الستة:

مراتب التجريح الستة

معرفة ألفاظ الجرح والتعديل ومراتبها ودرجةحديث كل راو منها:

مثل:مادل على التليين وهي أسهلها : المرتبة األولى" فالن لين الحديث, أوفيه لين, أو فيه مقال, أو ضعف,

أو ليس بذاك, أو ليس بحجة, أو طعنوا فيه, ونحو ذلك". مثل:ما صرح بعدم االحتجاج وشبهه : المرتبة الثانية

" فالن ال يحتج به, أو فالن ضعيف, أو منكر الحديث, أو مضطرب الحديث, أو له مناكير, أو واه ".

مثل:ما صرح بعدم كتابة حديثه ونحوهالمرتبة الثالثة: " فالن ال يكتب حديثه, أو ال تحل الرواية عنه, أو ضعيف جدا,

أو واه بمرة, أو طرحوا حديثه, أو ليس بشيء, أو ارم به ". مثل:ما دل على اتهامه بالكذب ونحوه المرتبة الرابعة:

" فالن متهم بالكذب, أو متهم بالوضع, أو يسرق الحديث, أو ساقط, أو هالك, أو متروك, أو سكتوا عنه".

مثل:مادل على وصفه بالكذب ونحوه المرتبة الخامسة:" فالن كذاب, أو وضاع, أو دجال, أو يكذب, أو يضع .

مثل:مادل على المبالغة في الكذب ونحوه المرتبة السادسة: " فالن أكذب الناس, أو إليه المنتهى في الكذب, أو هو ركن الكذب, أو إليه

المنتهى في الوضع".

************************

علم الجرح والتعديل قائم على أسس ثالثة: حاكم، وحكمه، ومن حكم

عيه: فالـ)حاكم(: يقصد به أئمة الجرح والتعديل ومناهجهم في ذلك. وهو محل

الدراسةوالـ)الحكم(: يقصد بذلك ألفاظ الجرح والتعديل ومراتبها.

17

أهل المرتبتين األولى والثانية ال يحتج

بحديثهم لكن يكتب لالعتبار فقط,

فحديثهم ضعيف

أهل المراتب األربعاألخيرة )من

الثالثة إال السادسة( فال يحتج بحديثهم و ال يكتب وال يعتبر به وال

يصلح ألن يتقوى أويقوي غيره.

مالحظه: هناك أقوال عدة في هذا التقسيم

من حيث اإلحتجاجواإلعتبار

ولكن هذا الراجح في تقسيم المراتب والذي

عليه العمل...

التعريف بكبار أئمة الجرح والتعديل

والـ)المحكوم عليه(: يقصد بهم رواة الحديث وأحوالهم

أئمة الجرح والتعديل، وفيه مباحث:

المبحث األول: أشهر أئمة الجرح والتعديل: ( وهــو أول من تجــرد160-83، أبو بســطام العتكي )شعبة بن الحجاج.1

لذلك وشدد فيه.(.161-97 )سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري.2 (، إمام دار الهجرة، وكان ال يروي إال179ـ- 93 )اإلمام مالك بن أنس.3

عن ثقة = )سنذكر لمن ال يروي إال عن ثقة مبحثا خاص فيما يأتي(.(.181- 118 )عبد الله بن المبارك.4 (، وهو تلميذ شعبة بن الحجــاج،198-ــ 120 )يحيى بن سعيد القطان.5

ومن المتشــددين جــدا في نقــد الرجــال.)ســنذكر فيمــا يلي مبحثــا خــاصلمناهج ائمة الجرح والتعديل(

(، وهو من أجــل مشــايخ اإلمــام198-ــ 133)عبدالرحمن بن المهدي .6أحمد، ويميل إلى التشدد في نقد الرجال.

ــ 158 ) يحــيى بن معين.7 ــثر األئمــة كالمــا في الجــرح233- (، وهــو أكوالتعديل.

(، ومن مؤلفاته كتاب الضعفاء، والعلل،234ـ- 161 )علي بن المديني.8والمدلسون.

(، يحكم كثيرا على الرجال، ويرويه241- 164)اإلمام أحمد بن حنبل .9عنه ابنه عبد الله وغيره من تالميذه، وله كتاب العلل.

ــ 194 )محمد بن إسماعيل البخاري.10 ــه من التصــانيف في256- (، ولالرجال: التوارخ الثالثة، والكنى المجردة.

ــابوري.11 ــاج النيس ــلم بن الحج (، ولـــه من الكتب:261-ـــ 204 )مسالمفاريد والوحدان، والطبقات.

(، وله كتاب: الثقات.261-128 )أحمد بن عبد الله العجلي.12ــه كالم264-200 )أبو زرعة الرازي عبيد الله بن عبد الكــريم.13 ( ول

كثير غالبه في كتاب) الجرح والتعديل( البن أبي حاتم.(.275-202 )صاحب السنن()أبو داوود سليمان بن األشعث.14 (، لــه كالم كثــير في277-195)أبو حاتم الرازي محمــد بن إدريس .15

كتاب )الجرح والتعديل ( البنه. (، له كتــاب:303-215 )أحمد بن شعيب النسائي)صاحب السنن(.16

الضعفاء.هـ( له كتاب: الضعفاء.322 )توفي أبو جعفر العقيلي.17ــه327-240 )ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد بن إدريس.18 ( ل

كتاب: الجرح والتعديل.( له كتاب: الثقات، وكتاب: المجروحين.354-275)ابن حبان .19

18

( له كتاب: الكامل في الضعفاء.365- 277 )ابن عدي.20( له كتاب : العلل.385-306 )الدارقطني.21( له كتاب ) الثقات(.385- 298 )ابن شاهين.22(405- 321 )أبو عبد الله الحاكم.23

المبحث الثاني: مناهج األئمة في الجرح والتعديل:

مناهج األئمة النقاد في كالمهم على الرواة إجماال:الذين قبل الناس قولهم في الجرح والتعديل على ثالثة أقسام:

قسم تكلموا في أكثر الرواة, كابن معين, وأبي حاتم الرازي..1قسم تكلموا في كثير من الرواة: كمالك وشعبة..2قسم تكلموا في الرجل بعد الرجل, كابن عيينة والشافعي..3

والكل أيضا على ثالثة أقسام:

المتساهلوالمعتدلونالمتشددونن

التعريفبهم

وهو من أفرط في التثبت في أمر

التعديل، فتراه يؤاخذ الراوي على الغلطة

وهم من اعتدلوا في وصف حال

الراوي.

وهم من تساهلوا في

عدالة الراوي

19

وضبطه.والغلطتين والثالث أمثلة كل

قسمومن أمثلة هؤالء:

شعبة بن حجاج،ويحيى بن

سعيد القطان، وابن معين، وأبو حاتم

الرازي، والنسائي.

ومن أمثلةهؤالء:

أحمد بن حنبل،

والبخاري، وأبو زرعة

الرازي، والدارقطني،

وابن عدي.

ومن أمثلةهؤالء:

الترمذي، والعجلي،

وابن شاهين،

والحاكم، وابن حبان

وغيرهم. وهم متفاوتون فيدرجاتهم

مقدار التشدد، وبعضهم أشد من

بعض.

وهم ليسوا على رتبة

واحدة في اإلعتدال،

فمنهم من يميل للتشدد أحيانا كأحمد

بن حنبل، ومنهم من

يميل للتساهل

أحيانا كابنعدي.

وفائدة هذا التقسيم: النظر في

أقوال األئمة عند

إرادة الحكم على

الراوي

فهؤالء ومن وثقوه فال تتوقفي في

توثيقه، ومن ضعفوه فتأني في أمر ذلك

الراوي، وانظري هل وافقه غيره على

ذلك؟ فإن لم يوثق ذلك الراوي أحد من الجهابذة النقاد فهو

ضعيف، وإن وثقه أحد منهم

كان موضعا للنظروالبحث.

فــــإذا وثــــق ابن-

فهؤالء يرجح قولهم في الغالب عند

التعارض في الجرح

والتعديل على المتشدد

والمتساهل

مالم يعارض توثيقهم

بجرح مفسر خال من التعنت

والتشدد فإنه

وإذا جاء التوثيق من المتساهلين

فإنه ينظر هل وافقهم

أحد من األئمة

اآلخرين على ذلك

فإن وافقهم أحد أخذ بقولهم,

وإن انفرد أحدهم بذلك

20

مهـــــدي راويـــــا وضــــــــــعفه ابنــإن ــ ــان فـ ــ القطـ النسائي ال يتركــه لمــــا عــــرف منــان ــ ــدد القط ــ تش ومن نحـــا نحـــوه

في النقد.

يقدم علىالتوثيق.

التوثيق فإنه ال

يسلم له فإن من

عادة ابن حبان توثيقالمجاهيل. وأما الجرح

فليسوا فيه على منهج

واحد بل منهم من

يتساهل معالضعفاء"كا

لعجلي" , ومنهم من

يتعنت أحيانا" كابن

حبان".

والوقوف على هذا األمر وضبطهم وتحقيقه من أهم ما ينبغيلطالب العلم معرفته، والعناية به.

المبحث الثالث: األئمة الحفاظ الذين ال يحدثون إال عن ثقة.

:أهمية هذه المسألة في علم دراسة األسانيدتفيد هذه المسألة في كون الراوي قد يكون:

خاليا من الجرح والتعديل )أي مجهــول( فعنــدما نجــد أحـد األئمـة الثقــات.1 فعلى رأي بعض العلمــاء قــد يعتــبر هــذاالحفاظ رووا عن هــذا المجهــول

توثيقا له. -وأيضا يستفاد منها عند االختالف والــترجيح في حالــة الــراوي المختلــف.2

في أمره جرحا وتعديال.

هذه المسألة فرع من مسألة هل رواية العدل عن الراوي تعديال له؟؟اختلف العلماء في ذلك على ثالثة أقوال:

أنه يعتبر تعديال له )الحنفية(.1ليست تعديال بمجردها )قول طائفة كبيرة من أهل الحديث(.2

21

قالوا رواية الثقة الذي عرف أنه ال روي إال عن ثقة يعتــبر تعــديال، ومن.3ال يعرف عنه ذلك فليست تعديل.

مسألة: من عرف عنه أنه ال يروي إال عن ثقة على نوعين:ــرواة عن.1 من عرف من شأنه التثبت والتحري في انتخاب ال

الثقات عنده خاصة... كمالك وشعبة ويحــيى القطــان وابنمهدي وأحمد.

ــع.2 ــك بتتب ــروي إال عن ثقــة، وذل ــه ال ي ــالتتبع أن من عــرف ب شيوخه الذين روى عنهم فثبت أنهم ثقات، فهم ثقات عنــدــراوي من الحفــاظ. ــك ال ــارة في شــيوخ ذل ــق العب من أطل مثال: كقول أبي داود: " شــيوخ حريــز كلهم ثقــات"؛ فهــذا حكم بتعــديل جميــع شــيوخ حريــز بن عثمــان من قبــل أبيــير إمــام داود. وكقول أبي حاتم الرازي: " يحيى بن أبي كث

ال يحدث إال عن ثقة...".

فماذا لو وجدنا ببعض أولئك الشيوخ جرح؟ نقول : ذلك اختالف في جرح وتعديل الرواة ويرجع راجحه بحجته، وسيأتيناقرائن ترجيح –التعديل أو التجرح- عند التعديل، والتي هي أصل هذا الباب. فإذا قيل مثال أن مالك بن أنس ال يروي إال عن ثقة، فالمراد أنه ال يروي إال عن ثقة عنده على ما انتهى إليه اجتهاده في معرفة حال شيخه وقد يخالفه

غيره من الحفاظ في ذلك الشيخ. ومجمل القول أنه من كان ال يروي إال عن ثقة فإنه إذا روى عن أحد الرواة

مثال حيث أنه روى عنه. وثقه مالكفيقال: لكن ينبه على أنه حكم أغلبي يستأنس به، فقد روى مالك بن أنس عن

وهو متفق على تضعيفه، وقد يروي اإلمامعبدالكريم بن أبي مخارق الثقة عن الضعيف والمهتم لغرض معين...

فمن هم األئمة الذين ال يروون إال عن ثقة؟

أطلق جماعة من كبار األئمة الثقات الحكم بثقة شيوخ جماعة من الرواة (:316/ص1عرفوا بالتثبت والتحري قال الحافظ السخاوي في فتح المغيث)

: اإلمام أحمد، وبقي بن مخلد،من كان ال يروي إال عن ثقة إال في النادر" وحريز بن عثمان، وسليمان ابن حرب، وشعبة، والشعبي –عامر بن

شراحيل-، وعبد الرحمن بن مهدي، ومالك، ويحيى بن سعيد القطان ....."فمن أهم هؤالء كما ذكر السخاوي وغيره:

أحمد بن حنبل..1أيوب السختياني..2أبو داود السختياني..3بقي بن مخلد..4

22

حريز بن عثمان..5شعبة بن الحجاج..6الشعبي..7عبد الرحمن بن المهدي..8أبو زرعة الرازي..9علي بن المديني..10عبد الله بن المبارك..11مالك بن أنس..12محمد بن إسماعيل البخاري..13محمد بن سيرين.14يحيى بن سعيد القطان..15

الجرح والتعديلأقسام الرواة

: رواة متفق على توثيقهم، ليس فيهم أدنىالقسم األولخالف، فهؤالء ال إشكال فيهم.

: عكس هؤالء تماما، المتفق على تضعيفهم،القسم الثانيوليس فيهم أدنى خالف وال إشكال عليهم )ضعاف(.

: رواة مختلف فيهم، هؤالء المختلف فيهم همالقسم الثالث الذين يعين ذكر سبب الجرح فيهم وما لم يذكر سبب الجرح

فإن أمرهم يبقى مشكال.23

قد وجد عن بعض هؤالءتنبيه مهم: األئمة روايتهم عن بعض الضعفاء

وهذا يحمل المعروفين بالضعف،على أمرين:

أنه روى عنه الحديث والحديثين.1 قبل تبين حاله ثم ترك الرواية

عنه. أنه روى عنه من باب االعتبار.2

واالستشهاد. ما انتهى إليه آخر اجتهاد ذلك.3

وأسباب الجرح متعددة فمنها ما يجرح به في العدالة، ومنها ما يجرح في الضبط أسباب الجرح في العدالة مختلفة فمنها أشياء متفق على أنها تقدح في عدالة الراوي كأن يرتكب بعض األمور المتفق على تحريمها كالسرقة،

وشرب الخمر، والزنا.... ونحو ذلك. ومنها أمور مختلف فيها كشرب بعض األشربة المختلف فيها من العلماء كالنبيذ؛ فأهل الكوفة ال يرونه محرما ولذلك هم يشربونه أحيانا تدينا أي

لقناعتهم بحل هذا المشروب شرعا فنجدهم يشربونه ديانة أي إلثبات أنهحالل.

بينما الجمهور خالفوهم في هذه المسألة ورأوا أن شرب النبيذ محرم ولذلك فإذا وجد راوي من الرواة يشرب النبيذ وهو من أهل الكوفة فال

يجرح. : هذا عدالته مثل وكيع بن الجراح – رحمه الله – فإنه كان يحب شربمثال

النبيذ ومع ذلك أثبت العلماء إمامته ولم يجرحه هذا الفعل، وأما من عداهم األمر مختلف فأهل البصرة بينهم وبين الكوفة نزاع بسبب تقارب البلدين فهؤالء لهم رأي قالوا: إن الكوفي يشربه تدينا، والبصري يتركه تدينا وهذا

يجرحه بسبب شربه. الشاهد: بيان األمور التي يجرح به الراوي.البد من معرفة األمر المختلف فيه حتى يتوجه الجرح أو يرفع عنه.

: ومن األمثلة التي تؤكد على ضرورة معرفة األمور المختلف فيها مامثال ذكره ابن جرير بن عبدالحميد عن سماك بن حرب حينما جرحه فقيل ألي شيء جرحته؟ قال رأيته يبول قائما، هذا المثال لمن يجرحهم للناس بما

ليس بجارح، فنجد أن جريرا لما جرح ان سماكا وبين سبب الجرح أمكن أن يرفع هذا الجرح عن سماك ألن هذه المسألة من المسائل المختلف فيها

فمن يرى حرمة البول قائما يستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن البول قائما. وهناك طائفة ترى أنه ال بأس بالبول قائما. وهناك

طائفة ترى أنه ال بأس بالبول قائما ويستدلون بفعل النبي صلى الله عليهوسلم أنه أتى سباطة قوم فبال قائما.

فقد يكون سماكا ممن يرى هذا الرأي يلي ذلك ال يجوز الجرح بمثل هذا الفعل أحيانا قد تكون العبارات التي يجرح بها الراوي متجهة للحفظ، فإذا

عرف من العبارة أن المقصود بها حفظ الراوي أمكن أن يوجه الطعن إلىالحفظ أو الجرح إلى حفظه ويوجه التعديل والتوثيق إلى عدالته.

وليس هناك تالزم بين العدالة والضبط فقد يكون المرء عدال ولكنه غيرضابط وقد يكون ضابطا ولكنه غير عدل.

والراوي الذي يقبل حديثه هو من تتوفر فيه العدالة، والضبط. وقد نجد بعض العلماء ال يبين سبب جرحه للراوي ومع ذلك يعتد العلماء بجرحه وهذا إنما يكون بين العلماء الذين تصدوا للكالم في الرواة جرحا وتعديال وعرفوا بأنهم عارفون بأسباب الجرح وعرفوا أيضا باعتدالهم في

الجرح، وتوسطهم فيه كاإلمام أحمد، ويحيى بن معين، والبخاري وغيرهم.

24

وهذا يدفعنا إلى معرفة صفات أئمة الجرح والتعديل ألنها تعين في رفع اإلشكال الوارد في بعض الرواة المختلف فيهم فمثال: عرف اإلمام أحمد

ويحيى بن معين، والبخاري، وابن عدي باعتدالهم في الجرح والتعديل وعرف أبو حاتم الرازي، والنسائي، وابن حبان بتشددهم في الجرح وعرف

العجلي، وابن حبان، والحكم بتساهلهم في التوثيق. فإذا جاء في مثال راو من الرواة جرحه أبو حاتم الرازي، ووثقه ابن حبان

والحكم ووجدنا اإلمام أحمد وابن معين والبخاري وابن عدي أو وجدنا بعضهم يقول عن الراوي ال بأس به فإننا في هذه الحال ال نعتبر هناك

إشكاال في هذا الراوي ألن مجموع الكالم وترتيب هؤالء األئمة في سلمالجرح والتعديل يجعلنا نخرج بالنتيجة اآلتية:

أن كالم األئمة المعتدلين الذين قالوا عن هذا الراوي ال بأس به هو الكالم المقبول والذي تطمئن إليه النفس، ألنه توسط بين طرفي نقيض فأبو حاتم نظر إلى أن حفظ هذا الراوي ليس تحفظ وضبط األئمة المتقنين الضابطين

بل خف عنهم قليال ورأى ابن حبان والحاكم بناء على تساهلهما أن هذا الراوي ثقة وتوسط األئمة المعتدلين. فرأوا أنه لم يصل إلى درجة الثقة

الضابط ولم ينزل إلى درجة الضعيف بل هو راو خف ضبطه فحديثه حديثحسن.

: فهم الرواة المجهولون أو مجهولو الحال.القسم الرابع والفرق بين المجهول ومجهول الحال أن مجهول الحال عرفت عينه ولكن

مهلت حاله هل هو ثقة أو غير ثقة؟وأما المجهول فلم تعرف عينه.

ويجعل األئمة ميزانا للتميز بين المجهول ومجهول الحال في عدد الرواة عن كل واحد فإذا كان الراوي لم يرو عنه سوى راو واحد فهذا هو المجهول أو إذا روى عنه أكثر من واحد ولكن اإلسناد إليه لم يصح من طريقهم فهذا أيضا مجهول، وأما مجهول الحال فهو الذي روى عنه أكثر من واحد وليس

في الطرق إليه ما يدفع هذا العدد. فهذا القسم األخير حديثهم متوقف فيه ويحكم عليه بالضعف لعدم معرفتنا

بصحته.في نهاية هذا الكالم قاعدة مشهورة وهي قولهم:

))إن الجرح مقدم على التعديل ألن الجارح معه زيادة علم((. فهذا الكالم ليس على إطالقه، بل يوفق بينه وبين الكالم السابق بأن يقال

هذا الكالم غير صحيح بشرط أن يكون الجرح مفسرا ومبين السبب فالجرح مقدم على التعديل إذا كان الجرح مفسرا. بل البد من الشرط المذكور

وقال بعضهم ينظر إلى عدد المجرحين، وعدد المعدلين.فأيهم كان أكثر أخذ بقوله وهو قول مرجوح والصواب ما ذكرنا.

هل يثبت الجرح والتعديل بقول واحد؟ نعم يثبت الجرح والتعديل بقول واحد حتى ولو كان عبدا أو امرأة وهذا

النبي صلى الله عليه وسلم كان قد استشار بريرة رضي الله عنها وهي أمة

25

استشارها في عدالة عائشة – رضي الله عنها – في حادثة االفك وقبلقولها في تزكيتها.

وهناك من قال البد من إثبات الجرح والتعديل من قول اثنين كالشهادة وهذا قول مرجوح ألن الرواية وإن كانت تتفق مع الشهادة في بعض الوجوه

إال أنها تخالفها في بعض الوجوه وهذا منها.

تعارض الجرح والتعديل:

إذا تعارضت أقوال أهل العلم في الراوي فوثقه بعضهموجرحه بعضهم، فال يخلو األمر حينئذ من حالين:

أن يمكن الجمع بين كالم الموثق وكالم الجارح فيأوال: ذلك الراوي، وذلك بأن يحمل التوثيق على أمر خاص،

والتجريح على أمر خاص آخر، ولذلك صور:

أ ـ أن يكون التوثيق للراوي في روايته عن أهل بلده، وذلك مثلوالجرح له في روايته عن غير أهل بلده،

إسماعيل بن عياش الحمصي، فإنه إذا حدث عن الشاميينفحديثه عنهم جيد، وإذا حدث عن غيرهم فحديث مضطرب. ب ـ أن يكون التوثيق للراوي في وقت من عمره، والتجريح في وقت آخر من عمره، وذلك في حق

الرواة المختلطين فيؤخذ من حديث هؤالء ما روي عنهم قبل أن يختلطوا، ويضعف من حديثهم ما روي

ومن أمثلة هذا النوع عطاء بن السائب،عنهم بعد االختالط، وسعيد بن أبي عروبة، وصالح بن نبهان مولى التوأمة، هذا فيما

إذا استمر المختلط في التحديث بعد اختالطه، فأما إن توقف عن التحديث أو حجب عنه الناس كما في شأن جرير بن حازم،

وعبدالوهاب بن عبدالمجيد الثقفي فإن حديثه مقبول وال يضرهاختالطه.

ج ـ أن يكون التوثيق للراوي في روايته عن بعضشيوخه، والجرح في روايته عن شيوخ معينين.

ومثال ذلك حماد بن سلمة، فإنه ثقة وخاصة في روايته عن ثابت البناني، ولكن روايته عن قيس بن سعد ال يحتج بها، قال اإلمام أحمد: ضاع كتابه عنه، فكان يحدث من حفظه فيخطئ، ومثل

هشام بن حسان األزدي، فإنه ثقة مشهور، لكن تكلم في روايته

26

عن بعض شيوخه، قال يحيى بن معين: يتقى من حديث عنعكرمة، وعن عطاء وعن الحسن البصري.

أن يتعذر الجمع بين الجرح والتعديل، وهنا يقدم الجرحثانيا: على التعديل، ألن المعدل يخبر عما ظهر له من حال ذلك الراوي، والجارح يخبر عن باطن خفي عن المعدل، فمعه

، فيقدم قوله، ولكن ذلك بشروط ثالثة:زيادة علم

ـ أن يكون الجرح مفسرا.1

ـ أن ال يكون الجارح متعصبا على المجروح أو متعنتا2في جرحه.

ـ أن ال يبين المعدل أن الجرح قد انتفى عن ذلك3 الراوي بدليل صحيح، وذلك مثل أن يجرحه الجارح بأمر

مفسق فيبين المعدل أنه قد تاب من ذلك العمل.فالمعتمد أنه يقدم الجرح على التعديل إذا كان الجرح مفسرا،.

فألصل عند تعارض الجرح والتعديل تقديم الجرح المفسر إذا وإن كان الجرح مبهما غير مفسرصدر من إمام عارف بأسبابه ،

، مع مالحظة جملة من الضوابط فيقدم التعديل – كما تقدم-هذا الباب من أهمها :

ال عبرة بالجرح الذي لم يثبت إسناده إلى اإلمام المحكيأوال:عنه، فال يكون هناك تعارض أصال.

قال ابن ال يقبل الجرح الصادر من المجروح كاألزدي مثال ، ثانيا : حجر في هدى الساري : وال عبرة بقول األزدي ألنه هو ضعيف فكيف يعتمد

في تضعيف الثقات . وقال : واألزدي ال يعتمد إذا انفرد فكيف إذا خالف ، وقال : واألزدي قد

. قررنا أنه ال يعتد به

اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل ، فإنهم علىثالثا : ثالثة أقسام متشدد ومعتدل ومتساهل على ما تقدم ذكره في

األساس األول . وفائدة هذا التقسيم : النظر في أقوال األئمة عند إرادة الحكم

على الراوي .

27

الضوابط المستعملة عند تعارض الجرح والتعديل :

) ما اشتهر أن فالنا من األئمة مسهليقول الشوكاني – رحمه الله – وفالنا مشدد ليس على إطالقه فإن منهم من يسهل تارة ويشدد أخرى

بحسب أحوال مختلفة ومعرفة هذا وغيرها من صفات األئمة التي لها أثرفي أحكامهم ال تحصل إال باستقراء بالغ ألحكامهم مع التدبر التام ( .

ابن عدي واإلمام أحمد وصفا باالعتدال واإلنصاف مع أن األولفمثال متعنت مع الحنفية والثاني متشدد مع الذين تكلموا باللفظ في القرآن وقد

وصفوا الدار قطني باالعتدال والتساهل، ومع هذا تعنت في جرح بعضالرجال

: يتوقف في قبول الجرح إذا كان باعثه االختالف فيرابعا مثال : الجوزجاني معروف بالتشدد واإلنحراف على أهلاالعتقاد ،

الكوفة ، قال ابن حجر : وأما الجوزجاني فقد قلنا غير مرة إن جرحه ال يقبل في أهل الكوفة لشدة انحرافه ونصبه ، وقال : وممن ينبغي أن يتوقف

في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها االختالف في االعتقاد فإن الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني ألهل الكوفة رأي العجب وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها

بالتشبع.

ال يقبل الجرح في حق من استفاضة عدالته واشتهرت:خامسا إمامته .

كالم ابن ابي ذئب في حق اإلمام مالك بن أنس ، لم يلتف إليهمثاله العلماء ولم يعرجوا عليه ، بل عاد على ابن أبي كلب وضره .

: يتأنى في جرح المتأخر إذا عارض توثيق األئمةسادسا المتقدمين . حتى يتبين وجهه بما يجرح الراوي مطلقا مثاله :-

وثقه ابن معين والعجلي ويعقوبأبان بن صالح القرشي موالهم : بن شيبه وأبو زرعة وأبو حاتم

وقال فيه النسائي : ليس به بأس . وقال ابن عبد البر : ضعيف ، وقال ابن حزم : ليس بالمشهور .

قال الحافظ ابن حجر : وهذه غفلة منهما وخطأ تواردا عليه ، فلم يضعفأبانا هذا أحد قبلهما ويكفي فيه قول ابن معين ومن تقدم معه ( .

كقول ينبغي مراعاة اصطالحات األئمة الخاصة بهم. :سابعا البخاري ) فيه نظر ( يطلقه على المتهم بالكذب

وقول يحيى بن معين : ) فالن ال بأس به ( يعني ثقة وقوله : ) فالن ليسبشيء( يعني أن أحاديثه قليلة جدا .

وكذلك مصطلحات األئمة في كتبهم كاصطالح الذهبي في كتابه ) ميزان االعتدال( قال : ) إذا كتبت ) صح ( أول األسهم فهي إشارة إلى أن العمل

على توثيق ذلك الرجل ( .

28

قد يرد التوثيق والتضعيف مقيدا أو نسبيا، ومن صورثامنا :ذلك :

ومن صور المقيد ما يلي :من وثق أو ضعف في وقت دون وقت كالمختلط . .1ومن وثق أو ضعف في بلد دون بلد : كمعمر بن راشد . .2 ومن وثق أو ضعف إذا حدث عن إقليم دون إقليم : كإسماعيل ابن.3

عياش. ومن وثق أو ضعف إذا روى عنه أهل إقليم دون إقليم : كزهير بن.4

محمد التميمي.ومن وثق أو ضعف أو وثق في شيوخ معينين . .5ومن وثق أو ضعف إذا حدث من حفظه ، ووثق إذا حدث من كتابه . .6

وتفصيل ذلك:

توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت كالمختلط: .1 : لكون الراوي الثقة قد خلط في آخر عمره ، مثاله ، ممن سمع منه قبل االختالط سفيانسعيد بن إياس الجريري

الثوري، وابن عليه، وبشر بن المفضل، وممن سمع بعد االختالط يزيدبن هارون.

أو لكون الراوي أضر في آخر عمره ، وكان ال يحفظ جيدا فحدث من حظه ، أو كان يلقن فيتلقن : مثاله :

: قال اإلمام أحمد : ) عبدعبد الرازق بن همام الصنعاني الرازق ال يعبأ بحديث من سمع منه وقد ذهب بصره ، كان يلقن

أحاديث باطلة، وقد حدث عن الزهري أحاديث كتبناها من أصل كتابهوهو ينظر جاؤوا بخالفها( .

:قال النسائي : ) ال بأس إال أنه كانمحمد بن ميمون السكري ذهب بصره في آخر عمره ، فمن كتب عنه قبل ذلك حديثه جيد ( .

أو لكون الراوي ساء حفظه بعد ذهاب مسموعاته ، مثاله : عالم مصر وقاضيها ، وقد تلقى العلم علىعبد الله بن لهيعة ،

أيدي اثنين وسبعين تابعيا ، إال أن كتبه احترقت فمن سمع منه بعد ذهاب كتبه فأحاديثه غير صحيحة ، ومن سمع قبل ذلك فأحاديثه

مقبولة .

. توثيق الراوي فيما حدث به في بلد دون آخر : .2

29

وذلك لكون الراوي حدث في مكان لم تكن معه فيه كتبه فأخطأ ، وحدث في مكان آخر من كتبه فضبط أو لكونه سمع في مكان

من شيخ فلم يضبط عنه ، وسمع منه في موضع آخر فضبط ، :-مثاله

حديثه بالبصرة فيه اضطراب كثير ، ألنمعمر بن راشد األزدي: كتبه لم تكن معه ، وحديثه باليمن جيد ألنه من كتابه .

ضعف حديثه علي بن المديني فيعبد الرحمن بن أبي الزناد : العراق ، وصححه بالمدينة .

توثيق الراوي فيما حدث به عن أهل إقليم دون آخر ..3 وذلك لكون الراوي سمع من أهل مصر أو أهل إقليم فحظ حديثهم وسمع من أهل مصر آخر أو إقليم آخر فلم يحفظ

حديثهم ، مثاله :-إذا حدث عن الشاميين فحديثهإسماعيل بن عياش الحمصي

جيد ، وإذا حدث عن غيرهم فحديثه مضطرب . ضعيف ( قال اإلمام أحمد : ) ما روىفرج بن فضالة الحمصي (

عن الشاميين فصالح وأما ما روى عن يحيى بن سعيد األنصاريفمضطرب(.

تضعيف ما حدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه ..4 وذلك لكون الراوي ثقة في نفسه ، لكن في حديثه عن بعض

شيوخه ضعف بخالف حديثه عن بقية الشيوخ ، مثاله : . جرير بن حازم البصري ، يضعف في حديثه عن قتادةجعفر بن برقان الجزري . قال اإلمام أحمد : ) يؤخذ من حديثه ما كان

عن غير الزهري ، فأما عن الزهري فال ( ، وكذلك هشيم بن بشيروسفيان الواسطي .

تضعيف رواية الراوي من حفظة وتوثيق روايته من كتابه ،.5

مثاله :-قال أبو زرعة : كان صاحب كتاب ، فإذايونس بن يزيد األيلي :

حدث من حفظه لم يكن عنده شيء ( . قال أبو زرعة : أما كتبه فصحاح ، كنتسويد بن سعيد الحدثاني :

أتتبع أصوله وأكتب منها ، فأما إذا حدث من حفظه فال . قال أبو حاتم : إذا حدث من كتابه يصيب وإذا حدثأبوب بن عيينة :

من حفظه يخطئ ، قال عنه أبو داود : كان صحيح الكتاب .

تضعيف رواية الراوي وتوثيقها في أحاديث علم معين . .6

30

فقد يتخصص الراوي في فن من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد في تلقيه وأدائه ، فيكون حجة في ذلك الفن ،

وأما ما سواه من فنون الرواية فقد يحتج به فيه ، وقد تقصردرجته عن االحتجاج ، وربما قصرت عن درجة االعتبار ، مثاله :-

ضعيف الحديث ، واستثنى أحمد منإسماعيل بن مسلم المكي ذلك ما يرويه عن الحسن البصري في القراءات .

قال الذهبي : كانعاصم بن أبي النجود المقرئ المشهور ، عاصم ثبتا في القراءة صدوقا في الحديث وقد وثقه أبو زرعة وجماعة

، وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وقال الدار قطني :في حفظهشيء ، يعني : للحديث ال للحروف .

وقال الحافظ ابن حجر : ) صدوق له أوهام ، حجة في القراءة ،وحديثه ف الصحيحين مقرون ( .

قال الحافظ ابن حجر :محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي ، إمام المغازي صدوق يدلس ، ورمي بالتشيع والقدر أخرج له البخاري

تعليقا ، ومسلم في المتابعات ، فهو إمام في المغازي ، وأما في أحاديث األحكام فحديثه حسن متى صرح بالسماع ولم يخالف من هو

أوثق منه .

تضعيف الراوي في حفظه وتوثيقه في عدالته والعكس ،.7مثاله :-

قال ابن معين : كان مسلما صدوقا لمإبراهيم بن عيينة الهاللي : يكن من أصحاب الحديث .

: مشهور بالصالح والفضل والعبادة ،عبد الله بن عمر العمري سيء الحفظ .

وثقة األئمة وضعفه الثوري من جهة قولهجعفر بن عبد الرحمن : بالقدر .

ومن صور النسبي : تضعيف الراوي أو توثيقه بالنسبة لمن قرن به، مثاله:-

سئل ابن معين عن محمد بن إسحاق وموسى بن عبيدة الربذي أيها أحب إليك ؟ فقال : ابن إسحاق ثقة ، وسئل عن محمد بن إسحاق

بمفرده فقال : صدوق وليس بحجة . قيل ألبي حاتم : أيها أحب إليك يونس أو عقيل ؟ قال : عقيل ال بأس

به ، وهو يريد تفضيل عقيل على يونس ، وسئل وعن عقيل وزمعة بنصالح ، فقال : عقيل ثقة متقن .

سأل عثمان الدارمي يحيى بن معين عن العالء بن عبد الرحمن عن أبيه ، فقال : ليس به بأس . قال : قلت : هو أحب إليك أو سعيد

المقبري ؟ فقال : سعيد أوثق والعالء ضعيف .

31

وعلى هذا يحمل أكثر ما ورد من اختالف أئمة الجرح والتعديل ممن وثقرجال في وقت وجرحه في وقت آخر .

أما إذا كان الجرح مجمال غير مفسر ، فإن األصل تقديمه على التعديل ، ألنه إذا صدر من عارف بأسباب الجرح والعديل ،

فالغالب واألصل أنه لم يجرح إال بجارح وما دام أنه كذلك لزم تقديمه على التعديل ، ألن مع الجارح زيادة علم ، ) فمن عمل

يقول الجارح لم يتهم المزكي ، ولم يخرجه بذلك عن كون عدال ، ومتى لم تعلم بقول الجارح كان ذلك تكذيبا له ونقضا

لعدالته ) ولعلمه باسباب الجرح والتعديل ( ، وقد علم أن حالهفي األمانه .

مسألة إذا خال الراوي عن التعديل قبل الجرح مجمال: قال ابن حجر في نخبة الفكر: إذا خال الراوي عن التعديل قبل

الجرح مجمال. : إذا جرح أحد األئمة راويا جرحا مجمال كأن يقول ) فالن ضعيف (صورته

ولم يبين سبب الضعف ، ولم يوثقه أحد من األئمة ، ولم نجد فيه غير هذاالجرح المجمل.

فإن الجرح يقبل في هذه الحالة مجمال دون ذكر سببه ألننا، لو لم تقبلهلصار هذا الراوي مجهوال لم يذكر بجرح أو تعديل .

مسألة : ال يقبل المبهم ولو أيهم بلفظ التعديل : قال ابن حجر في نخبة الفكر : ال يقبل المبهم ولو أيهم بلفظ

التعديل . أن يقول الراوي : حدثني رجل ، وال يسميه هذا يسمى مبهم ،:صورته

واإلبهام مع التعديل أن يقول: حدثني الثقة ، أو حدثني رجل ثقة .

مسألة: الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما علىقسمين : من احتجابة في األصول . أحدهما : من خرجا له متابعة واستشهادا واعتبارا . الثاني :

فالقسم األول : الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج علىقسمين :-

من لم يتكلم فيه بجرح فذاك ثقة، حديثه قوي وإن لم ينص أحد.1 توثيقه حيث أكتسب التوثيق الضمني من إخراج الشيخين أو أحدهما

له على وجه االحتجاج ، وهما قد التزما بالصحة وشرط راوي الصحيحالعدالة وتمام الضبط .

من تكلم فيه بالجرح فله حالتان : .2تارة يكون الكالم فيه تعنتا والجمهور على توثيقه، فهذا حديثه قوي جدا.أ. وتارة يكون الكالم في تليينه وحفظه له اعتبار، فهذا ال ينحط حديثه عن مرتبةب.

الحسن لذاته.32

القسم الثاني : من خرجا له متابعة واستشهادا واعتبارا . فهؤالء تتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط، وغيره مع حصول

اسم الصدق لهم. فإذا وجد فيهم طعن فذلك الطعن مقابل لتعديل هذين اإلمامين أو

أحدهما، فال تنزل درجة حديث ذلك الراوي عن القبول .

متى يصلح الحديث لالعتبار االعتبار و المتابع و الشاهد

- تعريف كل منها : 1أ( االعتبار:

مصدر " اعتبر " بمعني االعتبار النظر في األمور ليعرف بها شيءلغة :آخر من جنسها .

هو تتبع طرق حديث انفرد بروايته راو ليعرف هل شاركه فياصطالحا :روايته غيره أو ال .

. ب(المتابع : و يسمي التابع هو اسم فاعل من " تابع " بمعني وافق . لغة :

هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواه الحديث الفرد لفظا واصطالحا : معنى فقط ، مع اإلتحاد في الصحابي .

و المتابعة نوعان أنواعها : : و هي أن تحصل المشاركة للراوي من أول اإلسناد .متابعة تامةأ-

و هي أن تحصل المشاركة للراوي أثناء اإلسناد . متابعة قاصرة :ب- مثال ذكره الحافظ بن حجر : ما رواه الشافعي في األم عن مالكأمثلة :

عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " الشهر تسع وعشرون ، فال تصوموا حتى تروا الهالل ، و ال تفطروا

حتى تروه فان غم عليكم فأكملوا العدة ثالثين " فهذا الحديث بهذا اللفظ ظن قوم أن الشافعي تفرد به عن مالك ، فعدوه في غرائبه أن أصحاب مالك رووه عنه بهذا اإلسناد ، و بلفظ : " فان غم "

عليكم فاقدروا له " لكن بعد االعتبار وجدنا الشافعي متابعة تامة ، و متابعةقاصرة ، و شاهدا .

33

-أما المتابعة التامة : فما رواه البخاري عن عبدالله بن مسلمة القعنبي عنمالك باإلسناد نفسه ، و فيه " فان غم عليكم فأكملوا العدة ثالثين "

-و أما المتابعة القاصرة : فما رواه ابن خزيمة من طريق عاصم بن محمدعن أبيه محمد بن زيد عن جده عبدالله ابن عمر بلفظ " فكملوا ثالثين "

جـ( الشاهد : : اسم فاعل من "الشهادة" و سمي بذلك ألنه يشهد أن للحديث الفردلغة

أصال ، و يقويه ، كما يقوي الشاهد قول المدعي و يدعمه . هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظا واصطالحا:

معنى ، أو معنى فقط ، مع االختالف في الصحابي .

مبحث : تقوية الحديث بالمتابعات و الشواهد : و لذلك كانالمتقرر لدى أئمة الحديث أن الحديث يتقوى بتعدد طرقه ؛من

األئمة يكتبون أحاديث الراوي لالعتبار بها . " إني ألكتب الحديث على : قال اإلمام سفيان الثوري - رحمه الله -

ما أكتبه ألعرفه "ثالثة وجوه ؛ فمنه ما أتدين به ، و منه ما أعتبر به ، و منه .

" ما حديث ابن لهيعة بحجة ، و : و قال اإلمام أحمد - رحمه الله -. إني ألكتب كثيرا مما أعتبر به و يقوي بعضه بعضا "

و قال اإلمام الترمذي - رحمه الله - في تعريفه للحديث الحسن " كل حديث يروى ال يكون في إسناده من يتهم بالكذب ، و ال يكون:

. الحديث شاذا ، و يروى من غير وجه نحو ذلك " " فإن تعدد الطرق و كثرتها يقوي و قال شيخ اإلسالم ابن تيمية :

. بعضها بعضا ، حتى قد يحصل العلم بها " " إن كثرة الطرق إذا اختلفت المخارج تزيد و قال الحافظ ابن حجر :

. المتن قوة "

و اعتنى أئمة الحديث بمبحث المتابعات و الشواهد ، و قد عقد له ابن الصالح بابا سماه : " معرفة االعتبار و المتابعات و الشواهد " ، و بين األئمة

في هذا الباب ما يصلح لالعتضاد و التقوية ، و ما يصلح و ال يقبل . ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من " قال ابن الصالح :

وجوه ، بل ذلك يتفاوت ، فمنه ضعف يزيله ذلك ، بأن يكون ضعفه ناشئا من ضعف حفظ راويه مع كونه من أهل الصدق و الديانة ، فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه آخر ، عرفنا أنه مما قد حفظه و لم يختل فيه ضبطه له . و

كذلك إذا كان ضعفه من حيث اإلرسال زال بنحو ذلك ، كما في المرسل الذي يرسله إمام حافظ ، إذ فيه ضعف قليل يزول بروايته من وجه آخر ، و

من ذلك ضعف ال يزول بنحو ذلك لقوة الضعف و تقاعد هذا الجابر عن

34

جبره و مقاومته ، و ذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهما. بالكذب ، أو كون الحديث شاذا

" و متى توبع السيئ الحفظ بمعتبر ، كأن و قال الحافظ ابن حجر : يكون فوقه أو مثله ال دونه ، و كذا المختلط الذي لم يتميز ، و المستور و

اإلسناد المرسل ، و كذا المدلس إذا لم يعرف المحذوف منه : صار حديثهم حسنا ال لذاته ، بل وصفه بذلك باعتبار المجموع من المتابع و

المتابع ؛ ألن كل واحد منهم احتمال أن تكون روايته صوابا أو غير صواب على حد سواء ، فإذا جاءت من المعتبرين رواية موافقة ألحدهم ، رجح أحد الجانبين من االحتمالين المذكورين ، و دل ذلك على أن الحديث محفوظ ،

. فارتقى من درجة التوقف إلى درجة القبول " بعبارات موجزة ماو قد بين الحافظ ابن عبد الهادي - رحمه الله -

يصلح من الطرق للتقوية ، فقال و هو يضعف حديثا أورد له السبكي طرقا ضعيفة و واهية ال تصلح لتقويته قال : " و كم من حديث له طرق أضعاف هذه الطرق التي ذكرها المعترض و هو موضوع عند أهل هذا الباب ، فال

يعتبر بكثرة الطرق و تعددها ، و إنما االعتماد على ثبوتها و صحتها ، و الحاصل أن ما سلكه المعترض من جميع الطرق في هذا الشأن و تصحيح بعضها و اعتماده عليه ، و جعل بعضها شاهدا لبعض و متابعا له ، هو مما

تبين خطؤه فيه " . " و كم من حديث كثرت طرقه و هو حديث ضعيف ، بل قد و قال أيضا :

ال يزيد الحديث كثرة الطرق إال ضعفا . . . " . و يستفاد من كالم الحافظ ابن عبد الهادي أن العبرة ليست بكثرة الطرق و تعددها ، و لكن العبرة بكونها محفوظة سالمة من العلل القادحة و الوهم و الخطأ ، و على هذا فيتعين عند النظر في الطرق تمحيصها و التدقيق فيها ،

و التأكد من سالمتها من النكارة و العلل القادحة قبل االعتداد بها واالستفادة منها في تقوية األحاديث .

" الحديث عن الضعفاء قد يحتاج إليه في وقت ، و قال اإلمام أحمد : ، و مراد اإلمام أحمد – و الله و أعلم - أن المنكر الالمنكر أبدا منكر "

يعتبر به ، و ال يحتاج إليه في باب االعتضاد و شد الطرق ؛ لعدم صالحيته لذلك ، و ال يستأنس به في مجال االستدالل ، و قد عرف عن اإلمام أحمد

، قال - رحمه الله -األخذ بالحديث الضعيف إذا لم يوجد في الباب ما يدفعه " طريقتي : لست أخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب ما:

. يدفعه "

. . . " إال من طريق واحدة ، واألعمال بالنيات و لم يصحح األئمة حديث : حكموا على سائر طرقه بالخطأ و النكارة و لم يقووا الحديث بها ، مع أن

بعض األسانيد أخطأ فيها من هو صدوق في الحفظ ، و ليس ضعيفا .

35

" ال يصح عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - إال منقال البزار : حديث عمر ، و ال عن عمر إال من حديث علقمة ، و ال عن علقمة إال من

. حديث محمد ، و ال عن محمد إال من حديث يحيى " - بعد أن ذكر أن هذا الحديث مما تفرد به يحيى بنقال الحافظ ابن حجر

" و قد وردت لهم متابعات ال يعتبر بها ؛سعيد و كل من فوقه - قال : . لضعفها "

و الحاصل أن تقوية الحديث بالمتابعات و الشواهد لها ضوابطمن أبرزها :

؛ إذ إن تعددالتأكد من كونها محفوظة سالمة من الخطأ و الوهم الطرق من راو قد يكون بسبب اضطرابه أو اضطراب من يروي عنه ، و قد

تكون الطرق الكثيرة ترجع إلى طريق واحد ، و ما يظن أنه شاهد يكون خطأ من بعض الرواة ، و التساهل في هذا أدى إلى ضعف نقد السنة عند

بعض العلماء المتأخرين و الباحثين المعاصرين ، و حصل في أحكامهم على األحاديث مخالفة لألئمة المتقدمين ، و ربما اعترضوا على األئمة في

تضعيفهم لبعض األحاديث ، و نازعوهم بوجود شواهد و متابعات للحديث ، و كأن األئمة لم يطلعوا عليها ، و لم تطرق أسماعهم ، و قد ينفي بعض األئمة في باب من أبواب العلم وجود حديث فيه ، أو يقيد النفي بالصحة ، فتنهال عليهم اإليرادات و االستدراكات بوجود أحاديث صحيحة لها طرق متعددة أو

لها شواهد ، كأن األئمة لم يطلعوا عليها ، و كان األجدر قبل االستدراك النظر في هذه الطرق و الشواهد ، و هل هي صالحة لالعتبار بها أم ال ، ال

سيما و قد يكون االعتماد في جمع الطرق و الشواهد على كتب و مصنفات هي مجمع الغرائب و المناكير ، مثل : معاجم الطبراني ، ومسند البزار ، و "سنن الدارقطني ، و كتب الفوائد و األفراد و الغرائب ، قال اإلمام أحمد : إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون : هذا الحديث غريب أو فائدة ، فاعلم

أنه خطأ ، أو دخل حديث في حديث ، أو خطأ من المحدث ، أو حديث ليس له إسناد ، و إن كان قد روى شعبة و سفيان ، و إذا سمعتهم يقولون : ال

. شيء ، فاعلم أنه صحيح "

متى يصلح الحديث لالعتبار .. ؟! من المعلوم أن المتابعة تقوي اإلسناد و المتن و أن الشاهد يقوي المتن

وحده , فلو جاء الحديث من طريق صحابي أخر بلفظه أو بمعناه فإن ذلك يدل على أن هذا الحديث أصال وكذلك لو وجد جزء من المتن فإنه يقويه

ويبقى الجزء األخر على ضعفه , ففي هذه المرحلة تقوى الحديث بالمتابع والشاهد وذلك عن طريق تخريج الحديث وجمع طرقه فأن توبع الحديث

الحسن بمثله أو أعلى منه ارتقى الحديث بمجموع طرقه إلى الصحيحلغيره .

36

فإذا ورد الحديث من وجهتين من هذه األوجه عضد أحدهما األخر على منهجالمتأخرين وأما المتابعة فال تنفع في أسباب الضعف الشديد و هي :

-االعضال وهو سقوط راويين أو أكثر .1-التهمة أو الوصف بالكذب .2-الشذوذ أو النكاره .3

أنواع الضعيف الصالح للتقوية : وضح ابن الصالح والحافظ ابن حجر ذلك في كالم لهما حول الضعف الذي

ينجبر بالمتابعة أو بوجود شاهد , والضعف الذي ال ينجز . ) ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه يقول ابن الصالح

, بل ذلك يتفاوت : فمنه ضعف يزيله ذلك , بأن يكون ضعفه ناشئا من ضعف حفظ رواية مع كونه من اهل الصدق والديانة , فإذا رأينا ما رواه قد

جاء من وجه اخر عرفنا انه مما قد حفظه ولم يختل فيه ضبطه له , وكذلك اذا كان ضعفه من حيث االرسال , زال بنحو ذلك كما في المرسل الذي

يرسله إمام حافظ , اذ فيه ضعف قليل يزول بروايته من وجه اخر , ومن ذلك ضعف اليزول بنحو ذلك لقوة الضعف , وتقاعد هذا الجابر عن جبره ومقاومته , وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهما بالكذب أو

كون الحديث شاذا , وهذه جمله تفاصيلها تدرك بالمباشرة والبحث ,فاعلمذلك فأنه من النفائس العزيزه ( .

) ومتى توبع السيئ الحفظ بمعتبر كأنه : و يقول الحافظ ابن حجر يكون فوقه أو مثله ال دونه , وكذا المختلط الذي لم يتميز , و المستور اإلسناد , والمرسل وكذا المدلس اذا يعرف المحذوف منه صار حديثهم

حسنا ال لذاته بل وصفه بذلك باعتبار المجموع من المتابع والمتابع ( و يقول ايضا في كالمه على الحسن لغيره عند الترمذي ) و ليس هو في

التحقيق عند الترمذي مقصورا على رواية المستور بل يشترك معه الضعيف بسبب سوء الحفظ و الوصوف بالغلط و الخطأ و حديث المختلط بعد

اختالطه و المدلس اذا عنعن و ما في اسناده انقطاع خفيف .فكل ذلك عنده من قبيل الحسن بالشروط الثالثة هي :

أن ال يكون فيهم من يتهم بالكذب .-1وال يكون اإلسناد شاذا .-2 و ان يروى مثل ذلك الحديث أو نحوه من وجه اخر فصاعدا و وليس-3

كلها في المرتبة على حد سواء بل بعضها اقوى من بعض .

فحوى كالمهما رحمهما الله أن الحديث الضعيف الصالح للتقوية :

- مارواه المستور أو مجهول الحال ,ولم يذكرا مجهول العين وال1المبهم .

37

- الحديث المرسل ولم يقيداه بمرسل.التابعي الكبير كما فعل الشافعي2رحمه الله .

- عنعنة المدلس اذ لم يعرف المحذوف .3 - المنقطع ,ولم يفرقا بين انقطاع يقع من تابعي أو انقطاع يقع في4

القرن الثالث مثال . - مارواه سيئ الحفظ , وقد قيده ابن الصالح في موضع اخر بأن اليكون5

مغفال كثير الخطأ . - ما رواه المختلط ولم يذكرا من عرف بقبول التلقين .6:نلخص مما سبق أن الحديث الذي ال يصلح للتقويه و - مارواه المتهم بالكذب .1 - مارواه من كان متروكا لكثرة المناكير في رواياته أو لكثرة خطئه حتى2

يغلب صوابه . - الحديث الشاذ المخالف لما رواه الثقات .3

و أما األحاديث المشكوك أو المختلف في صالحيتها للتقويهفهي :

- مارواه المبهم وهو من جهل اسمه وعينه وحاله كأن يوصف بأنه )رجل(1 أو )شيخ( وال يذكر اسمه , قد يكون االستشهاد به محل شك عند بعض

المحدثين كما ذهب الى ذلك ابن عبد الهادي . أما اذا كان المبهم في السند جمع وكانوا في طبقة التابعين والراوي عنهم

ثقه, فمثل هذا مقبول عند بعض االئمه كالبخاري . و ينبغي ان ال نغفل عن كيفية اخراج البخاري للحديث فقد روى الحديث

من ضمن احاديث استدل بها على عالمات النبوة في كتاب المناقب , ولم يحتج به مثال على جواز بيع الفضولي ونحو ذلك من احكام , باالضافة الن

الحديث روي متصال عن عروة البارقي رضي الله عنه .

صالحية المبهم لالستشهاد تتأثر بأمرين :و - طبقته , فال شك أن التابعي المبهم أحسن حاال ممن بعده .1 - النظر فيما رواه , و هل هو في األحكام أم في الفضائل و الرقائق و2

المناقب و نحوها من أمور ال يشدد فيها كثير من أهل الحديث . و على أية حال فالواجب اإلحتياط البالغ فيه أي حديث للمبهم يراد

اإلستشهاد به النحطاط منزلته من منزلة مجهول العين فضال عن مجهولالحال .

و من األحاديث المشكوك أو المختلف في صالحيتها ايضا : - مجهول العين و هو الذي ليس له إال راويا واحدا ولم يوثق توثيقا2

معتبرا , يفهم من كالم ابن الصالح وابن حجر ان الجهالة الصالحه للتقويةهي جهالة الحاله فقط .

38

و قد ذكر الشيخ أحمد شاكر أنه ال يستشهد بالمجهول والمستور , أما المستور فقد خالف فيه من قبله , وأما مجهول العين وان لم يذكر في كالم

ابن الصالح وابن حجر وغيرهما اال أن مفهوم كالمهما في الضعيف الذي ال يصلح للتقوية يدل على أن مجهول العين صالح لالستشهاد به , ويجاب عن

عدم ذكرهما إال لمجهول الحال بأن سياق كالمهما كأن يراد به التمثيل الالحصر .

و ال شك أن مجهول العين أضعف من مجهول الحال , فصالحيته لإلنجبارتكون أقل بحسب الجابر ومدى قويته , والنظر في القرائن األخرى .

- مرسل صغار التابعين , و قد سبق أن الشافعي ال يراه صالحا للتقوية3بعكس ابن الصالح وابن حجر وغيرهما .

و ظاهر كالم ابن عبد الهادي أنه يوافق الشافعي في ذلك لألسباب التي ذكرها - رحمة الله – في كتابه " رساله " و قد قال بعد نقل كالمه : " وهذا

فصل النزاع في المرسل , و هو من أحسن ما يقال فيه " . و ال ريب في متانة كالم الشافعي ووجاهته و أنه األحوط للسنة , و ال بد من التنبه لما قال الشافعي في اعتضاد المرسل بمرسل آخر أن ال يكون

أحدهما أخذ عن مشايخ اآلخر كما يجب أن يتنبه للشروط اآلخرى التي ذكرها – رحمة الله - , و يذهب الشيخ األلباني – رحمه الله – إلى أن

المرسل ال يتقوى بالمرسل أبدا . - المعضل .4 - من يقبل التلقين , و التلقين : هو أن يلقن الراوي الشيء فيحدث به5

من غير أن يعلم أنه من حديثه أم ال . و يخشى على المتلقن أن يحدث بما ليس من حديثه , ولذا لم يقبل

المحقق العالمة الشيخ عبد الرحمن المعلمي حديث بعض من يقبل التلقينفي الشواهد , و هذا هو ظاهر كالم ابن حبان فيمن يقبل التلقين .

و اذا عرف أن المحدث يحدث بما ليس في حديثه أما بالتلقين أو باإلدخال عليه في كتابه أو اثناء القراءة عليه ولم يرجع عن ذلك , فالواجب أن

يحتاط في مروياته فال يقبل منها لإلستشهاد إال ما ثبت أنه من حديثه هو . و ال شك أن هذه األنواع من األحاديث الضعيفة ال ينطبق عليها كالم ابن

صالح في األحاديث التي ال تصلح للتقوية , إذ ليس فيها متهم بالكذب و اليتحقق الشذوذ في كل ما يروى من جهتها .

و لكن أحببت أن أفردها بالحديث ليعلم أن موجبات اإلحتياط تملي على من يريد اإلستشهاد بما أن يفهم بأنها أضعف من غيرها من حديث صالحيتها

لإلستشهاد . و ينبني على ذلك ان ال تعطى كل األحاديث الضعيفة حكما واحدا بل يفرق

بين ما ضعفه يسير وضعفه اقوى بالنسبة لألول . و قد مثل ابن الصالح للحديث الضعيف الذي ال يتقوى مع تعدد طريقه

وشواهده بحديث " الإلذنان من الرأس " , و لكن عددا من العلماء اعترضوا

39

عليه في ذلك بدعوى انه يصلح للتقوية بمجموع طرقه لسالمة كثير منطرقه من المتهمين .

و قال بعض العلماء أن األولى التمثيل بحديث " من حفظ على أمتيأربعين حديثا " التفاق الحديث على ضعفه مع كثرة طرقه .

و للوقوف على بعض األمثلة لتقوية األحاديث الضعيفة الصالحه للتقوية بمختلف أنواع ضعفها يرجع إلى رسالة الدكتوراه التي كتبها الدكتور

المرتضى الزين أحمد بعنوان ) مناهج المحدثين في تقوية األحاديث الحسنه والضعيفه ( وهي مخصصه في حقيقة األمر لبيان أنواع الضعف الصالح

للتقوية مع ذكر األمثلة كما نص المؤلف على ذلك . و يأخذ عليه أنه في بعض األمثله يجيء بحديث من طريق فيه على سبيل المثال رجل يقبل التلقين , ويكون أصل المتن محفوظا من طرق صحيحه

ثابته ويقوي السند الضعيف بها , فمتن الحديث ثابت سواء وقفنا على ذلك الطريق الضعيف أم لم نقف عليه !! وكان األولى به أن يأتي بشاهد ضعيف

لمتن ضعيف آخر لم يروه الحفاظ الثقات , و لعل آثر السالمة عندما فعلذلك .

مثال على التقوية بمتابعة محل الضعف : ما اخرجه وكـــيع في الزهد بسند صحيح عن علي بن الحسين مرفوع : ) و

إذا أحب أحدكم أخاه فليبين له،فإنه خير في األلفة وأبقى في المودة (التقوية بالمتابعات والشواهد الصحيحة .

تعرفنا فيما سبق على طريقة التقوية بالمتابعات والشواهد محتملة الضعف وبينا هناك أن هذا النوع من التقوية وإن استقر عليه االصطالح عند

المتأخرين أال أن الخالف فيه قائم بينهم وبين كثير من اهل العلم المتقدمين بل ذهب من المتأخرين إلى عدم التقوية بالطرق الضعيفة جماعة منهم:

ابن حزم وابن القطان المالكي . و أما التقوية بمتابعة الثقة للراوي الضعيف فال خالف بين أهل العلم في

قبولها والعمل بها و هذا ظاهر من طريقة سيرهم لضبط الراوي فإنمايعتمدون فيها على مقارنة روايته برواية الثقات ال برواية الضعفاء .

و لقائل أن يقول : لماذا خص أهل العلم هذه التقوية بمحتملالضعف دون الشديد الضعف؟

نقول : إن الضعف المحتمل اليوهن حال الراوي و ال حال حديثه و إنما يقع الشك فيه هل ضبط روايته هذه أم ال؟وهذا يوجب التوقف إال أن يرجح أحد

جانبي القبول والرد بخالف شديد الضعف فإن شدة ضعفه توهن أمره وحديثه السيما إن كان ضعفه من قبل عدالته كأن يكون متهما أو موصوفا

بالكذب أو بوضع الحديث فمثل هؤالء اليستبعد عنهم إنشاء االسانيد وسرقة االحاديث ووضع المتون واالسانيد فإذا تأيد ذلك بالتفرد أو بنكارة المتن

وسماجة ألفاظه كان هذا دليال قويا على سقوط الراوي و المروي جميعا .

40

41

العناصر المطلوبة في ترجمة الراوي: كتابة رموز من أخرج له من أصحاب الكتب الستة، وذلك/1

بوضعها بين قوسين قبل اسم الراوي مباشرة، ويستعان بذلكبكتاب تهذيب الكمال.

ذكر اسم الراوي، ونسبه، ونسبته، وكنيته، ولقبه، ويستعان بذلك/2بكتاب تهذيب الكمال، أو تهذيب التهذيب.

ذكر شيختين وتلميذين للراوي، بينهما من ذكر في اإلسناد/3 المدروس، وذلك لرفع الجهالة عن الراوي، والتأكد من اتصال

السند. ذكر أبرز ثالثة أقوال قيلت في الراوي جرحا أو تعديال، وذلك/4

على الترتيب الوارد في الخطوة الثالثة، ويستعان بذلك بكتاب تهذيب الكمال، أو تهذيب التهذيب ألنه أوسع في سياق األقوال في

حال الراوي. ذكر األوصاف التي وصف بها من اختالط، أو تدليس./5 ذكر خالصة حال الراوي، وذلك من خالل نقل حكم الذهبي في/6

الكاشف، وابن حجر في التقريب. ذكر والدة الراوي، ووفاته بذكر األقوال الواردة في ذلك من/7

خالل تهذيب الكمال، وإن لم يوجد شيء من ذلك فتذكر الطبقةالتي عده ابن حجر فيها في تقريب التهذيب.

وضع حاشية يذكر فيها مصادر الترجمة مرتبة على حسب/8التقدم الزمني.

مالحظة: قد ال تجتمع هذه العناصر، أو جميع مشتمالت الواحد منها في كل ترجمة، فيكتفي بما يوجد منها،

وغالب ذلك في العنصرين األول، والسابع.

42

مثال تطبيقي لترجمة األعمش: قال أبو داود في سننه:)حدثنا عثمان بن أبي شيبه: ثنا جرير، عن

، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر: قال رسولاألعمش :))جعلت لي األرض طهورا، ومسجدا((.الله

)ع( سليمان بن مهران األسدي الكاهلي؛ موالهم، أبو محمدالكوفي، األعمش.

روى عن: مجاهد بن جبر، وأبي الزبير المكي.روى عنه: جرير بن عبدالحميد، وحماد بن أسامة.

قال عبدالله بن داود الخريي:)سمعت شعبة إذا ذكر األعمش قال:المصحف المصحف!(.

وقال العجلي:)كان ثقة ثبتا في الحديث(.وقال يحيى بن معين:)ثقة(.

موصوف بالتدليس، وذكره ابن حجر في أصحاب المرتبة الثانية منمراتب المدلسين.

وقال الذهبي:)الحافظ... أحد األعالم(.وقال ابن حجر:)ثقة حافظ - عارف بالقراءة، ورع – لكنه يدلس(. ولد أول سنه إحدى وستين، ومات سنة سبع، وقيل: ثمان وأربعين

.(48)ومئة

نماذج لدراسة اإلسناد

:( من حديث عبدالله بن المغفل.5/54/20567في )/ قال اإلمام أحمد حدثنا وكيع عن أبي سفيان بن العالء قال سمعت الحسن يحدث

ة من األمم ألمرتأن رسول الله قال: "لوال أن الكالب أم بقتلها، فاقتلوا منها كل أسود بهيم" قال: فقال له رجل: يا أبا

ن سمعت هذا؟ قال: فقال حدثنيه وحلف عبدالله بن سعيد ممل عن النبي صلى الله عليه وسلم منذ كذا وكذا ولقد حدثنا مغف

في ذلك المجلس.

بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة بنوكيع:-سفيان الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي.

،414، تقريب التهذيب ص1/464، الكاشف 12/76)( ينظر: تهذيب الكمال 48.67تعريف أهل التقديس ص

43

نموذج )

روى عن سفيان الثوري, واألوزاعي وغيرهما. وروى عنه:الحسين بن علي بن األسود العجلي, وأحمد وغيرهما.

قال أحمد:) ما رأيت أوعى للعلم من وكيع وال أحفظ منه((.وثقه ابن معين, وابن سعد, والعجلي, وابن حبان وغيرهم. قال ابن حجر: ))ثقة حافظ عابد((. مات سنة سبع وتسعين

ومائة هـ, وله سبعون سنة.(، الجرح والتعديل )8/179/2618 انظر: التاريخ الكبير )

(, الكاشف )30/426/6695(، تهذيب الكمال )9/37/168 (, تقريب11/109/211 (, تهذيب التهذيب )2/350/6056

(.581/7414التهذيب )

: وهو ابن عمار المازني قال ابن حجرأبو سفيان بن العالء-( هو "سنسن.1/379/1574في )نزهة األلباب في األلقاب )

وهو أخو أبي عمرو، وأبو عمرو هو : بن العالء بن عمار بن العريان التميمي المازني البصري المقرئ أحد األئمة القراء

السبعة. روى عن: الحسن البصري. وروى عنه: وكيع، وشعبة، وابن

علية. قال يحيى بن سعيد القطان: "كنت أشتهي أن اسمع من أبى

سفيان حديث الحسن عن عبدالله بن مغفل كان يقول فيهحدثني ابن مغفل سمعت أبى يقول ذلك"

وقال أبو زكريا: "ليس بهما بأس بصريون". قال الزبيدي والقفطي: "كان من النحويين وأصحاب القراءاتقائما بعلم النسب واسمه كنيته روى عنه شعبة ووثقه يحيى".

مات سنة خمس وستين ومائة. أنه ثقة لتوثيق يحيى له ولرواية شعبة وهو الخالصة حاله:

يروي إال عن ثقة.(، تهذيب التهذيب )9/381/1783انظر: الجرح والتعديل )

12/197/845.)

بن أبي الحسن, وهو يسار البصري, أبو سعيدالحسن: -األنصاري, موالهم.

روى عن األحنف بن قيس , وعمار بن يسار وغيرهما. وروىعنه: أيوب السختياني, وقتادة

وغيرهما. اشتهر بعلمه، وفقهه، وفضله. سيد التابعين في زمانه في البصرة وثقه ابن سعد، والعجلي

وغيرهم.قال عطاء بن أبي رباح: "ذاك إمام ضخم يقتدى به".

44

قال محمد بن سعد: "كان الحسن جامعا عالما رفيعا فقيها ثقةمأمونا عابدا ناسكا كثير العلم".

وما شافه بدريا قط إالرأى عشرين ومائة من أصحاب النبي عثمان، وعثمان لم يشهد بدرا. ولقد

ذكر عنه أنه كان يرسل كثيرا ويدلس. وقال ابن المديني: "مرسالت الحسن إذا رواها عنه الثقات

صحاح، ما أقل ما يسقط منها".وقال الدارقطني:"مراسيله فيها ضعف".

وقال اإلمام أحمد في مرسالته هو وعطاء: "ليس هي بذلك,هي أضعف المرسالت ألنهما كانا يأخذان

عن كل أحد". وقال يونس بن عبيد: "كان الرجل ليرى الحسن,ال يسمع كالمه وال يرى عمله,

فينتفع به".ووصفه النسائي وغيره بتدليس اإلسناد.

وقال أبو زرعة: "كل شي يقول الحسن قال رسول الله وجدت له أصال ثابتا ما خال أربعة أحاديث".

وقال الذهبي: كان ثقة في نفسه، حجة رأسا في العلم والعمل، عظيم القدر، وقد بدت منه هفوة في القدرلم يقصدها

لذاتها، فتكلموا فيه، فما التفت إلى كالمهم، ألنه لما حوقق عليها تبرأ منها. وكان الحسن كثير التدليس فإذا قال في

حديث: عن فالن ضعف احتجاجه، وال سيما عمن قيل إنه لم يسمع منهم،كأبي هريرة ونحوه فعدوا ما كان له عن أبي هريرة

في جملة المنقطع. قال البزار: "كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز

ويقول: حدثنا وخطبنا، يعني قومه الذين حدثوا وخطبوابالبصرة".

ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسلوهو كما قال الحافظ: ""كثيرا، ويدلس

وقد عده من الطبقة الثانية من طبقات المدلسين. أخرج له)الجماعة(، ولد قبل نهاية خالفة عمر بسنتين, مات سنة عشر

ومائة هـ. (,3/40/177(, الجرح والتعديل )2/289انظر: التاريخ الكبير )

(, تهذيب2/281(, ميزان االعتدال )6/95تهذيب الكمال )(, طبقات المدلسين )160(, تقريب التهذيب )2/231التهذيب )

29.)

: الحكم على الحديث الحديث بهذا اإلسناد صحيح، وقد صرح الحسن بسماعه من

45

.ابن المغفل

عن ابن جريج،t: من حديث جابر بن عبدالله/قال عبدالرزاق كل مال..tقال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبدالله

أديت زكاته فقد ذهبت أبلته.الحديث.

عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج األموي، موالهم، أصلهابن جريج:-رومي.

روى عن: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري, وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي وغيرهما. وروى عنه: عبدالرزاق بن همام, وابنه عبدالعزيز بن

عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج وغيرهما.وثقه ابن سعد, وابن معين, والعجلي وغيرهم.

وذكره بن حبان في الثقات وقال: ))كان من فقهاء أهل الحجاز, وقرائهم,ومتقنيهم, وكان يدلس((.

قال الدارقطني: ))تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس, ال يدلس إالفيما سمعه من مجروح((.

قال ابن حجر:)) ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل(( وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة فال تقبل روايته إال بالتصريح. مات سنة خمسين ومائة هـ

على خالف في ذلك. ثقة فقيه, وأما تدليسه فال يقبل إال مصرحا إال عن عطاء بنخالصة حاله:

أبي رباح, حيث يقول ابن جريج نفسه))إذا قلت قال عطاء فأنا سمعته منهوإن لم أقل سمعت((، وهو هنا صرح بالسماع.

(،18/338/3539الكمال ) تهذيب  (،5/356/1687والتعديل ) انظر: الجرح التهذيب (, تقريب6/357/758التهذيب ) (، تهذيب1/666/3461الكاشف )

(363/4193.)

هو محمد بن مسلم بن تدرس-بفتح المثناة وسكون الدال أبو الزبير:-46

نموذج )2):

المهملة وضم الراء- األسدي, موالهم أبو الزبير المكي. روى عن: جابر, وسعيد بن جبير، وغيرهما. روى عنه: ابن جريج, وعطاء

ومالك والثوري وغيرهم.وحديثه عند البخاري مقرونا، مات سنة ست وعشرون ومائةهـ.

وثقه ابن سعد, وابن معين, وابن المديني, والعجلي, والنسائي, ويعقوب بنشيبة, وابن حبان, وابن عدي, والذهبي. وقال أحمد: "ليس به بأس".

قال ابن حجر:"صدوق".وضعفه أيوب السختياني, وابن عيينة, وشعبة, وأبو زرعة, وأبو حاتم.

ولما سأل شعبة لما ترك حديثه قال: "رأيته يزن ويسترجح في الميزان", وقال مرة أخرى لسويد بن عبدالعزيز:" تأخذ عن أبي الزبير وهو ال يحسن

أن يصلي".لكن شعبة نفسه روى عنه، قال سويد بن عبدالعزيز كما في الكامل )

(:" قال لي شعبة ال تأخذ عن أبي الزبير فإنه ال يحسن يصلي, قال6/122 ثم ذهب ـ يعني شعبة ـ فكتب عنه", وهذا بدوره يؤكد أن انتقاده له ال عالقة له بالحفظ, ولذلك فإن ابن سعد يقول: "كان ثقة كثير الحديث, إال أن شعبة

تركه لشيء زعم أنه رآه فعله في المعاملة". وقال ابن حبان: "لم ينصف من قدح فيه؛ ألن من استرجح في الوزن

لنفسه لم يستحق الترك ألجله". قال الساجي: "صدوق حجة في األحكام, قد روى عنه أهل النقل وقبلوه

واحتجوا به". وقال ابن عدي:"روى مالك, عن أبي الزبير أحاديث؛ وكفى بأبي الزبير

صدقا أن يحدث عنه مالك, فإن مالكا ال يروي إال عن ثقة، وقال ال أعلم أحدا من الثقات تخلف عن أبي الزبير إال وقد كتب عنه وهو في نفسه ثقة,

إال أن يروي عنه بعض الضعفاء فيكون ذلك من جهتهم", ثم قال: "وهوصدوق وثقة ال بأس به".

كما روى عنه الثوري وهو ال يروي إال عن ثقة. وقد وصفه النسائي وغيره بالتدليس, وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة فال

تقبل روايته إال بالتصريح.قال ابن معين وأبو حاتم: "لم يسمع من عبدالله بن عمرو بن العاص".

أنه ثقة، مدلس لتوثيق كثير من األئمة له منهم ابن المدينيخالصة حاله: والنسائي وهما من المتشددين في الجرح والتعديل, وأما جرح من جرحه

فلعله متعلق ببعض مروياته التي قد يخطئ فيها، أو لشيء في معامالته التستحق الجرح .

(,26/402/5602الكمال ) (، تهذيب1/221/694انظر: التاريخ الكبير ) التهذيب (, تقريب9/390/729التهذيب ) (, تهذيب2/216/5149الكاشف )

(.269/711(, جامع التحصيل )45/101طبقات المدلسين ) (,506/6291)

: الحكم على الحديث

47

الحديث بهذا اإلسناد صحيح، أما تدليس ابن جريج وأبي الزبير فقد صرحابالتحديث في هذا السند.

انواع كتب الرجال :

تراجم الصحابة مثل: سيرة أعمال النبالء للذهبي , االصابة في.1طبقات الصحابة

كتب الطبقات مثل : تذكرة الحافظ البن عبدالله الذهبي ,.2الطبقات الكبرى البن سعد

كتب عامة في الرجال مثل: الجرح والتعديل البن ابي حاتم ,.3التاريخ الكبير لإلمام البخاري

المصنفات في رجال كتب مخصوصة مثل : تعجيل.4 المنفعة ،الجمع بين رجال الصحيحين البي الفضل المقدسي,

سلسة الكتب الستة ومنها تذهيب التهذيب وغيرها. تراجم الثقات مثل : كتاب الثقات البي الحسن العجلي, كتاب.5

الثقات لمحمد بن حبان. المصنفات في الضعفاء مثل : كتاب الضعفاء للعقيلي ,.6

الكامل في ضعفاء الرجال البن عدي كتب التواريخ مثل : تاريخ دمشق البن عساكر, تاريخ بغداد.7

للخطيب البغدادي48

دراسة لبعض كتب الرجال

تراجم الكتب السته :.8

اإلصابة في تمييز الصحابةهـ. 852 لحافظ ابن حجر العسقالني تالمؤلف:

كتابه هذا هو أجمع كتاب في أسماء الصحابة وأشمله وقد اطلع على كتب من تقدمه في هذا النوع من التصنيف واستفاد منها

فهذبها ورتبها وتجنب ما فيها من أوهام وزاد عليها زيادات رآها فيبعض طرق الحديث أو المصنفات األخرى.

ترجمة.12267عدد تراجمه: - مجموع تراجم الكتاب بلغت: ولكن ليس كل من ذكرهم ممن ثبت صحبتهم.

وقد رتبه ترتيبا دقيقا على حروف المعجم كما فعل ابن األثير ورتب االسماء ثم الكنى للرجال ثم أسماء النساء ثم كناهن إال أنه أتى بتقسيم جديد لكل حرف في االسم أو الكنية زيادة على الترتيب

فقسم كل حرف إلى أربعة أقسام وهي:-على حروف المعجم : فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه, أو عنالقسم األول

غيره, سواء كانت الطريق صحيحة, أو حسنة, أو ضعيفة, أو وقعذكره بما يدل على الصحبة.

: فيمن ذكر في الصحابة باعتبار الرؤية, وليسالقسم الثاني باعتبار الرواية, وروايتهم تعتبر مرسلة؛ إال أنها من مراسيل

الصحابة.

49

دراسة لبعض مصنفاتالصحابة

من ذكر في كتب الصحابة من المخضرمينالقسم الثالث: الذين أدركوا الجاهلية واإلسالم, ولم يرد في خبر صحيح, أو ضعيف

, وال رأوه سواء أسلموا في حياته أم ال,قط أنهم اجتمعوا بالنبي وهؤالء ليسوا صحابة باالتفاق, وإن كان بعض المؤلفين قد ذكر

بعضهم في كتب معرفة الصحابة لقربهم منهم. : فيمن ذكر في كتب الصحابة على سبيل الوهمالقسم الرابع

والغلط, وهذا من أفود أقسام الكتاب, ولم يجزم في كله بالوهم,وإنما يقول أحيانا: والله أعلم أي ذلك كان, وهذا يدل على تحريه.

- منهجه في الكتاب: منهج ابن حجر: نقول أن الحافظ قدم بمقدمة زيادة على بيان

منهجه ذكر فيها ثالثة فصول: أما الفصل األول ففي تعريفالصحابي وتطرق للخالف في ذلك ثم رجح أحد األقوال

* والفصل الثاني: في الطريق إلى معرفة كون أشخص صحابيا. * والفصل الثالث في بيان حال الصحابة من العدالة ثم ختمه بذكر

أكثر الصحابة فتوى. ثم شرع في ذكر الصحابة مرتين على األقسام: السابقة وفي كل قسم يرتب االسماء على حروف المعجم ترتيبا دقيقا مراعيا فيه الحرف األول والثاني والثالث إلى آخر اسم الراوي ثم اسم أبيه

وجده وقبيلته... الخ. فإن انتهى من القسم األول في الحرف ابتدأ بالقسم الثاني من

نفس الحرف ثم إن انتهى من كل األقسام األربعة انتقل إلىالحرف الذي يليه.

50

كتاب التاريخ الكبير

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاريمؤلفه:الجعفي. هـ . 256هـ . وتوفي سنة 194ولد سنة

: اإلمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوبة وابن أبيأشهر شيوخه شيبة والقعني والحميدي والفضل بن دكين وابن معين ومحمد بن

سالم وغيرهم. الترمذي، ابن خزيمة، وابن أبي الدنيا، وكذا أبو زرعةأشهر تالميذه:

وأبو حاتم الرازيان وغيرهم .

التعريف بالكتاب : تراجم رواة الحديث عــامة. موضوعه:أوال: كما في طبعة دار الكتب13، 983 عدد تراجم التاريخ الكبير: ثانيا:

العلمية وتوجد ثمان تراجم للنساء لم ترقم.

ثالثا: منهج البخاري في ترتيب الكتاب: رتب كتابه على حروف المعجم إال أنه قدم حرف الواو على-1

حرف الهاء. بدأ ممن اسمه محمد لشرف هذا االسم الكريم . -2 لم يراع الترتيب الحرفي بعد الحرف األول فمثال يقدم اسم-3

شهاب على من اسمه شريك. 51

دراسة لبعض مصنفات الرجالعامه

يقدم في كل اسم الصحابة وينص على ذلك بقوله )له صحبه(-4ثم التابعين ثم أتباعهم ثم بقية األسماء.

في األسماء الكثيرة يقدم الصحابة دون ترتيب ثم يبدأ بترتيب-5من بعدهم على أسماء آبائهم.

مثال: عبد الله بدأ بمن اسمه عبد الله من الصحابة دون ترتيب معين، ثم قال باب األلف من وافق أول أسم أبيه ألفا من

التابعين ومن بعدهم. يعقد بابا في نهاية كل اسم فيقول ) ومن أفناء الناس ( يذكر-6

فيه من يسمى بهذا االسم ولم يعرف بأبيه. يعقد بابا في نهاية كل حرف ) باب الواحد ( يذكر فيه كل-7

اسم يبدأ بالحرف ولم يعرف به إال رجل واحد فقط. عقد في نهاية األسماء) باب من ال يعرف له اسم ويعرفون-8

بآبائهم ( . ( تراجم للكنى8ختم كتابه بباب الكنى من الرجال ثم ذكر )-9

من النساء بينما لم يترجم ألسماء النساء، وهذا مما يبعثالتساؤل هل كتاب الكنى جزء من التاريخ أم كتاب مستقل .

ويظهر ذلكاالختصار- من أهم مالمح منهج البخاري في كتابه 11جليا فيما يلي :

- اإلعراض عن األخبار التي ال تمت إلى موضوع المتن أو1 اإلسناد بصلة، إذ ليس الكتاب كتاب أخبار بقدر ما هو كتاب تاريخ

مخصص لرواة الحديث فقط وقد قال البخاري: ) قل اسم فيالتاريخ األول وله عندي قصة إال أني كرهت تطويل الكتاب (.

- التعليق والذي دعاه إلى ذلك هو تخفيف الحمل عن هذا2الكتاب.

- اختصار المتون أو االكتفاء بأطرافها أحيانا وأحيانا أخرى3باإلشارة إليها أو االكتفاء بأسانيدها فحسب.

رابعا : منهج البخاري في التراجم: يذكر في الترجمة االسم والكنية واللقب والبلد والنسب-1

وقلما يطيل ذكر األنساب. يذكر بعض الشيوخ والتالميذ باقتضاب، بل في الغالب ال يذكر-2

إلى شيخا وتلميذا وقصده من ذلك تحديد طبقة الراوي لمزيد(. 2121التعريف به ) انظري ت:

52

يقتصر غالبا على االسم أو االسم والوفاة في تراجم-3(. 2385المشاهير ) ت:

يذكر أحيانا الصفات الجسمية والخلقية للرواة كما أنه قد-4 يشير إلى عقائدهم وإلى مشاركاتهم في الغزوات وموقفهم

من أحداث عصرهم مما له داللة على اتجاه الراوي )ت :994/250/2178/3518 . )

قد يذكر الوظائف التي يشغلها بعض المحدثين وخاصة-5(. 82/1013القضاء ) ت:

غالبا ما يحدد زمان ومكان الرواية للتحقيق من إمكان اللقاء-6بين الراوي وبين شيوخه الذين روى عنهم ومن ذلك مثال :

ذكر في تراجمه للصحابة اعتبارهم في األمصار ومن مكث منهم- في المدينة بعد وفاة النبي صلى اله عليه وسلم ) ت :

8/9/109 . ) تحديد المكان بقوله: كان ببغداد أو حديثه في الكوفيين أو عداده-

( . 141/202/2334في البصريين ) ت : أحيانا يذكر رحالت الشيوخ وتنقلهم في البالد والتقائهم في-

موسم الحج أو في زيارة بعضهم البعض ) ت :725/1907/166/807 . )

أحيانا يحدد زمن اللقاء وربما ذكر حادثة تدل على لقاء الشيخين-( . 1308) ت :

( . 40/44/806تنصيصه على سماع الراوي من شيوخه ) ت : -

في كثير من التراجم يذكر حديث أو أكثر وقد يتوسع في-7 طرقه وعلله تلويحا وتصريحا وربما أورد الرواية بإسناد ليس

فيه صاحب الترجمة ثم أعقب ذلك بإيرادها بإسناد فيه صاحب الترجمة فتكون روايته من المتابعات والشواهد ،

وهذه الروايات تشير إلى مكانة صاحب الترجمة في العلم( . 991) ت :

قد يقتصر في بعض األحيان على عنوان الرواية فقط وفي-8 أحيان أخرى يذكر عدة روايات فتطول الترجمة، كما في

ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك األسلمي ) صفحات.5( حيث بلغت الترجمة 5/182

53

يحاول تحديد سنة الوفاة وعندما ال يستطيع ذلك فإنه يربط-9 وقت الوفاة بحادث مشهور مما يعين على تصور وقتها ) ت :

1908/2979 . ) يورد في بعض التراجم أحكاما على الرواة من جرح وتعديل-10

وقد يفسر الجرح.

خامسا : منهج البخاري في الجرح والتعديل : عن حال أصحابها السكوت- من أبرز سمات البخاري في تراجمه

من حيث الجرح والتعديل - عدا بعض الرواة الذين أورد فيهم جرحا أو تعديال أو نقله عمن

سبقه، ومن جرحه من الرواة أكثر ممن عدله. يتورع أشد التورع في ألفاظ الجرح الحادة- كان رحمه الله

فيكتفي بمثل قوله : ) سكتوا عنه ( و ) فيه نظر ( و ) منكر الحديث ( وهي من أشدها .

بل يكتفي بقولهال يبالغ في ألفاظ التوثيق - كذلك في المقابل فهو ثقة أوحسن الحديث أو يسكت عن الرجل.

وال يسلم له ذلك وقد عد البعض سكوته عن الراوي توثيقا له، - ذهب الحافظ ابن حجر إلى عدم اعتبار بل قد على اإلطالق

فقال عند الكالم عن يزيد بن عبدسكوته عن الراوي توثيقا له الله بن مفضل وقد ذكره البخاري في تاريخه فسماه يزيد ولم

فهو مستور . يذكر فيه هو وال ابن أبي حاتم حرجا وقد ترد بعض ألفاظ الجرح الشديدة في كتابه ولكن ذلك ليس من

قوله وإنما قول من أخذ عنهم، وهو يقدم حكمه على الراوي ثمحكم النقاد وقد يكتفي بأحدهما.

ألفاظ الجرح الخاصة عند البخاري: وقد اختلف في معناها عند البخاري والمشهور عند أهل: / فيه نظر1

. تركوا حديثهأصول الحديث أن البخاري يطلقها فيمن أما إذاوقوله فيه نظر يقتضي الطعن في صدقه،قال السخاوي: "

قيدها بحديثه أو بحفظه فهو يشعر بأنه صالح في نفسه ولكنحديثه مطرح من أجل الجرح في ضبطه".

. تركوا حديثه وهي بمعنى : / سكتوا عنه:2

54

أما إنال تحل الرواية عنه،ويطلقها البخاري لمن / منكر الحديث : 3 كانت نقال عن غيره فعلى مراد قائها فمثال أحمد يطلقها على من

يغرب على أقرانه بالحديث .

كتاب الكامل في ضعفاء الرجال هو اإلمام عبد الله بن عدي بن عبد الله أبو أحمداسمه ونسبه:

هـ . 365هـ. وتوفي سنة: 277الجرجاني. ولد سنة: النسائي، وابن خزيمة، وأبو يعلي الموصلي، ومحمدمن أشهر شيوخه:

بن عثمان بن أبي شيبه، وغيرهم. التعريف بالكتاب :

.( ترجمة2209-عدد التراجم ) : أوال: موضوع كتابه

يعتبر كتاب الكامل من أهم الكتب المطولة في الجرح والتعديل،م فيه، وإن كان من رجال الصحيحين، وتفرد فذكر فيه كل من تكل عن كتب الضعفاء بذكر حديث أو أكثر من الغرائب والمناكير عند

ترجمة كل راو مسته يد الجرح، أو أشهر في وجهه سيف الذب عن بكذب أو افتراء أو وضع أو نسيان من أحد <عرض رسول الله

المغفلين أو ممن اختلط بآخره.

ثانيا: قيمة الكتاب :

55

دراسة لبعض مصنفات الضعفاء

قال السهمي في تاريخه: "سالت أبا الحسن الدار قطني أن يصنف كتابا في ضعفاء المحدثين؟ فقال: أليس عندك كتاب ابن عدي؟

قلت: نعم، قال فيه كفاية ال يزاد عليه". وقال الخليلي : "له تصنيف في الضعفاء، ما صنف أحد مثله" .

وقال الذهبي: "وألبي أحمد بن عدي كتاب الكامل هو أكمل الكتبوأجلها في

ذلك". وقال السبكي: "وكتاب الكامل طابق اسمه معناه ووافق لفظه

فحواه، من عينه انتجع المنتجعون وبشهادته حكم المحكمون، وإلىما يقول رجح المتقدمون والمتأخرون".

وقال حاجي خليفة: "هو أكمل كتب الجرح والتعديل وعليه اعتماداألئمة".

ثالثا: بعض مزايا كتاب ابن عدي : من أوسع الكتب المصنفة في الضعفاء ومن أكمل ما ألف-1

ابن عدي في هذا المجال. ذكره لمناكير الراوي وغرائبه. -2 موازنة ابن عدي بين أقوال الجرح والتعديل ثم ترجيحه-3

ألحدهما باألدلة. كون ابن عدي من المعتدلين ولذلك فإن أحكامه على الرجال-4

في كامله عمدة ألئمة الجرح والتعديل ممن جاء بعده. رابعا: منهجه في ترتيب الكتاب:

قسمه إلى ثالثة أقسام وهي:مقدمته: بدأ كتابه بمقدمة نفسية ومفيدة القسم األول: فصل في ذكر من استجاز لنفسه الكالم في الرجالالقسم الثاني:

وقبل الناس قولهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طبقة طبقة إلى زمانه رحمه الله، وذكر فضائلهم والمعنى الذي به يستحقون

الكالم في الرجال وتسليم األئمة لهم بذلك. سرد تراجم الرواة وكان ترتيبه لهذه التراجم علىالقسم الثالث:

حروف المعجم ولم يراع في هذا الترتيب إال الحرف األول منأسماء الرواة.

منهجه في التراجم : يذكر اسم الراوي ونسبه، وال يطيل في ذكر األسباب . (1

56

غالبا ما ينسب الرواة إلى األمصار أو القبائل أو المهن . (2يعرف بصفاتهم الخلقية مثل )حميد األعرج( . (3يبين أحيانا أحوال الرواة االجتماعية والعلمية. (4يذكر القرابة بين الرواة إن وجدت. (5ينص على بعض شيوخ الرواة وتالميذهم . (6قد يورد سنة الوفاة . (7 يذكر نماذج من روايات الراوي الضعيفة وفي الغالب حديث أو(8

حديثين ويذكر ما فيها من علة. يذكر أقوال األئمة في الجرح والتعديل في الراوي باألسانيد(9

ويسوق الحرج مفسرا. يرجح الجرح أو التعديل بكل دقة، وأمانة ال يحمله على ذلك(10

عصبية وال هوى بل تمحيصا للحق وإزهاقا للباطل. بل منهم ليس سائر من أوردهم في كتابه مقطوع يضعفهم(11

ثقات ولكنه أوردهم ألنه التزم إخراج كل من تكلم فيه بجرح فقد ترجم مثال لخليفة بن خياط أحد شيوخ البخاري وذكر ما

قيل فيه من الجرح ثم رد الجرح ووثقه . المآخذ على الكتاب :

رسول الله صلى الله عليه وسلم في إدخاله بعض صحابة-1 كتابه الذي خصصه للضعفاء من الرواة، وهم الذين عدلهم الله وعدلهم رسوله صلى الله عليه وسلم. مثل : يسر بن أرطاه،

وعامر بن واثله . وأما عذر ابن عدي في هذا الشأن فهو موافقته لإلمام البخاري فيه ، والبخاري إنما ذكرهم لضعف اإلسناد إليهم ، وألن الحديث

عنهم لم يصح.

وغيرهم مثال ذلك : ذكره بعض الثقات من رجال الصحيحين-2 عفان بن مسلم أبو عثمان الصفار، وثابت البناني، وعبد الله بن

وهب، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن ذكوان، أبو الزناد، وأبوالقاسم البغوي، وهو شيخه.

وعذره أنه اشترط على نفسه أن يدخل في كتابه كل من تكلم فيه ، كما أن صنيعه هذا نافع في توضيح ما قيل في الراوي الثقة

والرد عليه ، ونقد المقول والقائل وإنصاف الثقة.

57

ذكره أحاديث ضعيفة في تراجم بعض الرواة وطعنه في الرجل-3 بحديث مع أن آفته الراوي عن الرجل دون الرجل نفسه، وكان

األولى أن يجعلها في تراجم من جاء الضعف للحديث منجهتهم.

ذكر عددا من الرواة في ثنايا تراجمه، طعن فيهم ووصفهم-4 بالضعف، ولم يفرد لهم ترجمة مخالفا بذلك منهجه في

الكتاب. مثاله: ) محمد بن علي هذا عنده من هذا الضرب عجائب وهو

منكر الحديث والبالء عندي من محمد بن علي بن خلف( ثم نرىابن عدي لم يفرد له ترجمة.

فيهم مثل، فات ابن عدي ذكر كثير من الضعفاء والمتكلم-5 هارون بن زياد القشيري وصفوان بن هبيرة البصري وغيرهما . فقد اشترط في كتابه استيعاب الضعفاء والمتكلم فيهم بحيث أن من لم يذكره في الكتاب فهو إما ثقة أو صدوق، كما جاء

في مقدمته، ولكن هذا الكالم ليس على إطالقه. وعذره أنه قال ما قال بعد ان أفرغ وسعه وبذل جهده في تتبع الرواة من صدور الرجال، وبطون الكتب ثم رأى أنه استوعب

الرواة الضعفاء بحسب مقتضى علمه .

58

فائدتها: أنها اشتملت على تراجم جميع الرواة في ذلك الكتاب أو تلك.1

الكتب المعينة, فيستطيع الباحث العثور على ترجمة أي راويريده من رواة ذلك الكتاب.

حصر التراجم في رواة ذلك الكتاب بعينه..2 عدم التطويل بالتعرض لترجمة أي راو من رواة الحديث, وفي.3

هذا تسهيل على الباحث الي يريد رواة في كتب مخصوصة.

- من أقدم وأشهر ما ألف في تراجم رجال الكتب الستة.- يعتبر أصال لمن جاء بعده

- أطال فيه مما جعله بحاجة لالختصار والتهذيب.- أغفل بعض التراجم والمسائل مما جعله بحاجة لالستدراك.

- لقي من العلماء عناية لم يلقها غيره تهذيبا وتعليقا واختصارا. - قال عنه ابن حجر:" من أجل المصنفات في معرفة حملة اآلثار

وضعا, وأعظم المؤلفات في بصائر ذوي األلباب وقعا" أشهر العلماء الذين اختصروا هذا الكتاب وهذبوه أو

استدركوا عليه:المزي في تهذيب الكمال.1الذهبي في تذهيب التهذيب.2الذهبي في الكاشف.3عالء الدين مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال.4ابن حجر العسقالني في تهذيب التهذيب..5ابن حجر العسقالني في تقريب التهذيب..6الخزرجي في خالصة تذهيب التهذيب..7

سار المزي في كتابه على النحو التالي:59

)تالكمال في أسماء الرجال للحافظ عبدالغني بن عبدالواحد المقدسيهـ(:600

هـ(742تهذيب الكمال: للحجاج بن يوسف بن الزكي المزي )ت

دراسة لبعض مصنفات الرجال فيكتب مخصوصة

ترجم لرجال الكتب الستة ولرجال المصنفات التي صنفها.1 أصحاب الكتب الستة إال أنه ترك مصنفاتهم المتعلقة بالتواريخ

ألن األحاديث التي ترد فيها غير مقصودة باالحتجاج. رمز في كل ترجمة رموزا تدل على المصنفات التي روت.2

أحاديث من طريق صاحب الترجمة. ذكر في ترجمة كل راو شيوخه وتالميذه على االستيعاب قدر ما.3

.تيسر له رتب كال من شيوخ صاحب الترجمة وتالميذه على حروف.4

.المعجمذكر سنة وفاة الرجل وذكر الخالف وأقوال العلماء فيها تفصيال..5 ذكر عددا من التراجم ولم يعرف بأحوالهم, ولم يزد على.6

قوله:"روى عن فالن" وهو قلة, ويظهر أنه لم يعرف شيئا منأحوالهم.

أطال الكتاب بإيراده كثيرا من األحاديث التي يخرجها من.7مروياته العالية, وتقدر بثلث الكتاب.

رتب أسماء المتراجم على أحرف المعجم, بما فيها أسماء.8الصحابة مخلوطة مع أسماء غيرهم.

نسب بعض األقوال في الجرح والتعديل إلى قائليها من أئمة.9الجرح والتعديل بالسند, وبعضها بدون.

نبه على ترتيبات بعض األسماء المبهمة أو المكنية وما أشبه.10 ذلك, قال – المزي - :)) فإن كان في أصحاب الكنى من اسمه

معروف من غير خالف فيه ذكرناه في األسماء, ثم نبهنا عليه في الكنى, وإن كان فيهم من ال يعرف اسمه أو اختلف فيه ذكرناه في الكنى ونبهنا على ما في اسمه من االختالف, ثم النساء كذلك, وربما كان بعض األسماء يدخل في ترجمتين

فأكثر, فنذكره في أولى التراجم به ثم ننبه عليه في الترجمة األخرى, وبعد ذلك فصول فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه أو جده أو أمه أو عمه أو نحو ذلك, وفيمن اشتهر بالنسبة إلى قبيلة أو بلدة, أو صناعة, وفيمن اشتهر بلقب أو نحوه, وفيمن أبهم مثل فالن عن أبيه أو عن جده أو أمه أو عمه أو خاله أو عن رجل أو

امرأة ونحو ذلك, مع التنبيه على اسم من عرف اسمه منهم,والنساء كذلك((.

ذكر ثالثة فصول أحدها في شروط األئمة الستة, والثاني في.11الحث على الرواية عن الثقات, والثالث في الترجمة النبوية.

60

حذف عدة تراجم من أصل "الكمال" ممن ترجم لهم الكمال.12بناء على أن بعض الستة أخرج لهم.

( رمزا:27رموز الكتاب وعددها ).13 ( لألربعة أصحاب السنن, )خ( للبخاري, )م(4ع(للستة, ))

لمسلم, )د( ألبي داود, )ت( للترمذي, )س( للنسائي, )ق( البن , )خت( للبخاري في التعاليق, )بخ( للبخاري في األدبماجة

المفرد, )ي( في جزء رفع اليدين, )عخ( خلق أفعال العباد, )ز( جزء القراءة خلف اإلمام, )مق( لمسلم في مقدمة صحيحه,

)مد( ألبي داود في المراسيل, )قد( في القدر, )خد( في الناسخ والمنسوخ, )ف( في كتاب التفرد, )صد( في فضائل

األنصار, )ل( في المسائل, )كد( في مسند مالك, )تم( للترمذي في الشمائل, )سي( للنسائي في عمل اليوم والليلة,

)كن( في مسند مالك, )ص( في خصائص علي, )عس( فيمسند علي, )فق( البن ماجة في التفسير.

1. اقتصر فيه كل ترجمة على اسم الراوي واسم أبيه وجده أحيانا وكنيته ونسبته أشهر شيوخه, وأشهر تالميذه, اثنين أو ثالثة

غالبا في كل من الشيوخ والتالميذ. ذكر كلمة أو جملة لخص فيها حال الراوي من حيث التوثيق أو.2

التجريح ثم ذكر سنة وفاته. ذكر فوق اسم صاحب الترجمة الرموز إشارة إلى من روى له.3

من أصحاب الكتب الستة فقط.رتب األسماء على حروف المعجم..4رموزه هي:.5

)خ( البخاري, )م( مسلم, )د( أبو داود, )ت( الترمذي, )س(( أصحاب السنن األربعة.4النسائي, )ق( ابن ماجة, )ع( الستة, )

نموذج من الكتاب: د: أحمد بن إبراهيم الموصلي, أبو علي, عن شريك وحماد بن زيد

.236وطبقتهما, وعنه: د, والبغوي, وأبو يعلى, وخلق, وثق, مات

61

الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة كتابهـ( – أبو عبدالله محمد بن أحمد , 748للذهبي )ت

مختصر من كتاب تهذيب الكمال للمزي:

أيضا:تذهيب التهذيب للذهبي

اتبع في ترتيبه ترتيب المزي, وأضاف إليه أشياء, وعلق على كثير من تراجمه, وضبط األسماء والوفيات أطال فيه العبارة ولم يعد ما

في التهذيب غالبا, وقد زاد بعض التراجم التي استدركها علىشيخه المزي.

ترجم للرواة المخرج لهم في الكتب الستة وأشهر مصنفات.1 أصحابها التي ترجم الذهبي في تذهيبه لرجالها, ومجموعها

خمسة وعشرون مصنفا. ذكر نفس رموز المزي والذهبي للمصنفات في المقدمة وزاد.2

عليها رمزا وهو كلمة:"تمييز", وتذكر مع الراوي الذي ليس لهرواية في المصنفات المترجم لرواتها في هذا الكتاب.

قسم الكتاب إلى قسمين: األول وخصصه لتراجم الرجال,.3 والثاني خصصه لتراجم النساء, وقسم كتاب الرجال إلى قسمين

وخاتمة, فالقسم األول جعله في ترتيبهم على األسماء, والثانيفي ترتيبهم على الكنى, والخاتمة جعلها ثمانية فصول:

نماذج على الكتاب: أخزم بمعجمتين الطائي أبو طالب البصريزيد بن)خ عم(

الحافظ, عن يحيى القطان وسلم بن قتيبة ومعاذ بن هشام, وعنه )خ عم( وثقه أبو حاتم, قتله الزنج بالبصرة سنة سبع

.وخمسين ومائتين )ت س( زيد بن ظبيان الكوفي, عن أبي ذر, وعنه ربعي بن

حراش. )عم( عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي, عن علي وعنه حبيب

بن أبي ثابت والحكم بن عتيبة, وثقه ابن المديني وابن معين,وتكلم فيه غيرهما, قال خليفة: مات سنة أربع وسبعين ومائة.

)د( عبد الرحمن بن قيس العتكي بمثناة, أبو روح البصري, عنيحيى بن يعمر, وعنه يحيى القطان.

62

صفي الدين أحمد بنهـ(– 924خالصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي )تعبدالله –

هـ(:852تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني )ت

اختصار لكتاب تهذيب الكمال للمزي, اقتصر على ما يفيد من.1الجرح والتعديل.

حذف ماأطال الكتاب من األحاديث التي يخرجها الذهبي من.2مروياته العاليه, وهو حوالي ثلث الكتاب.

حذف كثيرا من شيوخ صاحب الترجمة وتالميذه الذين قصد.3المزي استيعابهم واقتصر على األشهر واألحفظ.

لم يحذف شيئا من التراجم القصيرة غالبا..4 رتب شيوخ وتالميذ صاحب الترجمة على التقدم في السن.5

والحفظ واإلسناد والقرابة وليس على حروف المعجم.حذف كالما كثيرا ألنه ال يدل على توثيق وال تجريح..6 زاد في الترجمة ما ظفر به من أقوال األئمة في التجريح.7

والتوثيق من خارج الكتاب.حذف كثيرا من الخالف في وفاة الرجل إال لمصلحة..89. لم يحذف من تراجم رجال تهذيب الكمال أحدا زاد بعض التراجم التي على شرطه, وميزها بكتابة اسم صاحب.10

الترجمة واسم أبيه باألحمر.زاد أثناء بعض التراجم كالما ليس في األصل صدره بقوله:.11

))قلت((. التزم طريقة المزي في ترتيب التراجم, وفي الرموز, لكنه حذف.12

ثالثة هي:مق – سي – ص.

مختصر جدا, ذكر كل تراجم تهذيب التهذيب, بنفس الترتيب,.1 ولم يقتصر على تراجم رواة الكتب الستة كالذهبي في

الكاشف. استخدم رموز تهذيب التهيب إال رمز السنن األربعة إذا اجتمعت,.2

, وزاد رمزا لم يكن في التهذيب هو4فجعله: عم, بدال من كلمة: تمييز, لمن ليس له رواية في المصنفات التي هو موضوع

الكتاب. ذكر مراتب الرواة في المقدمة, وجعلهم اثنتي عشرة مرتبة,.3

وذكر ألفاظ الجرح والتعديل لكل مرتبة. ذكر في المقدمة طبقات الرواة المترجمين وجعلهم اثنتي.4

عشرة طبقة.63

تقريب التهذيب البن حجر العسقالني:

زاد على التهذيب فصال في آخر الكتاب يتعلق بالمبهمات من.5النسوة على ترتيب من روى عنهن رجاال ونساء.

الكتاب يعطي خالصة األقوال في موضوع الحكم على.6الشخص من حيث الجرح والتعديل.

نموذج من التراجم: - عبد الله بن عاصم الحماني, بكسر المهملة وتشديد الميم, أبو

سعيد البصري, صدوق من التاسعة/ ق. - القاسم بن الليث بن مسرور الرسعني, أبو صالح, نزيل تنيس,

ثقة, من الثانية عشرة, مات سنة أربع وثالثمائة/ س.

وأكثرها فائدة,تراجم المجروحينمن أجمع وأجود الكتب في .1ومنهجه يشبه منهج ابن عدي.

ترجمة.11053اشتمل على .2 ذكر الذهبي كل من تكلم فيه, وإن كان ثقة, حتى يدافع عنه.3

.ويرد الكالم الموجه إليهم قدم للكتاب بمقدمة بين فيها منهجه, وأنه صنفه بعد كتابه.4

المغني في الضعفاء, وأنه طول فيه العبارة, وزاد فيه عدةأسماء على المغني.

ذكر أنواع الرجال المتكلم فيهم ممن احتواهم هذا الكتاب..5 بالنسبة لالسم واسم األب.رتب كتابه على الحروف.6 رمز على اسم الرجل من أخرج له في كتابه من األئمة الستة.7

برموزهم المشهورة, فإن اجتمعوا على إخراج رجل فالرمز له)ع(.وإن اتفق عليه أرباب السنن األربعة فالرمز )عو(.

سرد أسماء الرجال والنساء على حروف العجم، ثم كنى.8 الرجال، ثم من عرف بأبيه ثم من عرف بالنسبة أو اللقب، ثم

مجاهيل االسم، ثم في النسوة المجهوالت، ثم كنى النسوة، ثمفيمن لم تسم.

64

ميزان االعتدال في نقد الرجال للذهبي.

أخذ المصنف من كتاب ميزان االعتدال التراجم التي ليست.1 في كتاب تهذيب الكمال وزاد عليها جملة كثيرة من التراجم

.المتكلم فيها ما زاده من التراجم رمز له بـ)ز( وما زاده من ذيل الحافظ.2

العراقي على الميزان رمز له بـ)ذ(. ما زاده من التنبيهات والتحريرات في أثناء بعض التراجم.3

التي أخذها من ميزان االعتدال للذهبي، ختم كالم الذهبي بقوله)انتهى( وما بعدها فهو كالمه.

جرد األسماء التي حذفها من الميزان ثم سردها في فصل.4ألحقه في آخر الكتاب.

رتب التراجم على حروف المعجم، وبعد انتهاء األسماء ذكر.5 والكنى ورتبها على الحروف، ثم المبهمات وقد قسمهم إلى ثالثة

فصول:المنسوب.أ-من اشتهر بقبيلة أو صنعة.ب-من ذكر باإلضافة.ت-

65

لسان الميزان البن حجر.

كتاب تاريخ بغداد أبو بكر أحمد علي الخطيب البغدادي.اسمه ونسبه:

هـ . 463هـ . توفي : سنة 392ولد : ولد سنة أبي بكر أحمد بن محمد البرقاني، أبو القاسم عبد اللهمن شيوخه:األزهري. عبد العزيز الكناني، علي بن هبة الله بن ماكوال، عبد اللهمن تالمذته:

بن أحمد السمرقندي. أوال : اسم الكتاب:

تاريخ مدينة السالم وأخيار محدثيها وذكر قضاتها العلماء من غيرأهلها ووارديها .

: ثانيا: موضوعههو أوسع كتاب لتراجم المشهورين ومن خالل كالم الخطيب

يترجم ألهل تلك البلدة ووارديهانفسه في مقدمة كتاب ذكر أنه .من الخلفاء واألشراف والقضاة والمحدثين والزهاد والشعراء

خالل القرون األربعة التي تمتد بين بناء بغداد وفراغ الخطيب منهـ.430تصنيف كتابه سنة

8731 ويضم مجلد مع ذيول عليه وزيادات 12ويقع الكتاب في ، منها خمس آالف ترجمة للمحدثين وبقيتها للفقاءترجمة

مما يدلوالقراء والخلفاء وأرباب الحكم والقضاة واإلخباريين .على أن تاريخ بغداد هو قبل كل شئ تاريخ محدثيها

ثالثا : منهجه في كتابه : بدأ بمقدمة بين فيها ما سيضمنه الكتاب من التراجم وصنوف-1

أصحابها وما بلغه عن كل واحد منهم من قدح أو مدح أو كنية أو لقب أو نسب ومآثرهم ومحاسن أخيارهم وتواريخ وفاتهم وأنه سيترجم لعلمائها ووارديها ومن هم في النواحي القريبة

منها واشتملت – المقدمة – أيضا على وصف بغداد وتخطيطهاوتعداد مساحتها وحماماتها وسككها .

. رتب كتابه على حروف المعجم في االسم األول فقط-266

دراسة لبعض مصنفات التواريخ

إذا كان في االسم الواحد أسماء كثيرة رتبهم بحسب أسماء-3 آبائهم على حروف المعجم مثل ) ذكر من اسم محمد وابتداء

اسم أبيه حرف األلف( فيما عدا ذلك رتب كل باب أو عنوان من هذه األبواب-4

والعناوين حسب قدم الوفاة بصرف النظر عن منزلته العلمية ومن غير اعتبار لكبر سنه أو علة روايته أما المترجمون الذين

لم يقف على تواريخ وفياتهم فقد أدرجهم في أثناء أهلطبقتهم ممن عاصروهم .

بدأ بتراجم المحمدين إكراما لهذا االسم . -5بعد انتهاء األسماء أفرد بابا للكنى ورتبهم على الوفيات . -6 ثم أتبع الكنى بمن لم يعرف اسمه وال كنيته من نحو أخي فالن-7

وعم فالن. ثم ترجم للنساء المذكورات بالفضل والرواية ورتبهم على-8

الوفيات أيضا.رابعا : منهجه في التراجم :

يذكر االسم والنسب والكنية وما يعرف به المترجم. ويذكر-1والدته ووفاته ومكان دفنه.

يذكر شيوخه الذين سمع منهم أو حدث عنهم وكذلك من روى-2عنه من العلماء.

يذكر أقوال أئمة الجرح والتعديل بالنسبة للمحدثين والفقهاء. -3 كذلك يذكر حديث أو حكاية أو خبر أو شعر نظمه أو رواه-4

صاحب الترجمة. . يبين عقائد الرواة كالمعتزلة واألشاعرة والشيعة وغيرهم-5 يذكر صفات الرواة الجسمية كأن يكون ضرير أو جميل الشكل-6

أو أعمى، كما يذكر بعض عاداته وأخالقه. تتفاوت التراجم طوال وقصرا بحسب ما يذكر فيها من-7

الخصائص السابقة وبحسب ما يقتضي المقام من التطويلواالختصار .

يبين روايات في أي المواطن شيوعا وقد يعلل عدم انتشار-8 روايات بعضهم لموته أو ميل الناس لخصومه أو تجنبهم له

لسوء أخالقه وعاداته وهكذا .. الدقة في النقل الحرفي والمحافظة التامة على السند . -9

67 مالحظه: األحاديث التي أوردها الخطيب في تاريخه ال يكمن

اإلطمأنان إليها جميعا فمعظمها من: معاجم الشيوخ، ومنتخبات، وأجزاء حديثيه، يختلط فيها الصحيح

بالضعيف. وانتقد الخطيب بعضها ولكن لم يفعل ذلكدائما.

تعجيل المنفعة بزوائد رجال األئمة األربعةلرجال كتب مخصوصه

إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمداسمه ونسبه: العسقالني المصري الشافعي المعروف بأبن حجر. ولد سنة :

هـ . 852هـ . توفي سنة : 773

عمر بن علي بن أحمد بن الملقن، وعمر بن رسالن أشهر شيوخه:البلقيني، وعبد الرحمن بن الحسين العراقي .

شهاب الدين أحمد البوصيري، وشمس الدين محمد : أشهر تالميذهبن عبد الرحمن السخاوي..

التعريف بالكتاب : أوال : شرح عنوان الكتاب :

أي التعجيل بالقارئ إلى الترجمة التي في هذا الكتاب.:تعجيل المنفعة : أي أئمة المذاهب المتبوعة ويخرج أصحاببزوائد رجال األئمة األربعة

السنن األربعة . وأختار هذا العنوان ألنه ليس كل األئمة ألفوا كتب.

وقوله رجال: تغليبا وإال فإنه ذكر تراجم للنساء . وقوله زوائد : أي الرجال أو الرواة الزائدون على رجال الكتب

السته )في تهذيب الكمال(. فإذا ضممنا تعجيل المنفعة مع تهذيب الكمال: يخرج لنا عشرةكتب،وفيها رواة الحديث من بدايته إلى رأس السنة الثالثمائة.

ثانيا : موضوعه : زوائد رجال األئمة األربعة ) أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد (

في كتبهم على رجال الكتب الستة . ثالثا : أصل الكتاب :

أخذ الحافظ بن حجر تراجم كتابه من كتابي التذكرة في رجال العشرة للحسيني الذي اختصر فيه كتاب تهذيب الكمال لشيخه

المري وحذف منه ما ليس في الكتب الستة من رجال مصنفاتهم68

مالحظه: األحاديث التي أوردها الخطيب في تاريخه ال يكمن

اإلطمأنان إليها جميعا فمعظمها من: معاجم الشيوخ، ومنتخبات، وأجزاء حديثيه، يختلط فيها الصحيح

بالضعيف. وانتقد الخطيب بعضها ولكن لم يفعل ذلكدائما.

دراسة لبعض مصنفات رجال كتبمخصوصه

األخرى ، وأضاف إليهم رجال أربعة كتب من كتب األئمة األربعة أصحاب المذاهب المتبوعة، وكذلك كتاب اإلكمال لمن في مسند أحمد من الرجال أيضا للحسيني، فجاء بزوائد أحمد على تهذيب

الكمال. ولم يكتف بالرجال الذين في موطأ مالك ومسند الشافعي ومسند

أحمد والمسند الذي خرجه الحسن بن خسرو من حديث اإلمام أبي حنيفة، بل إنه زاد رجال بتتبع ما في كتاب الغرائب عن مالك الذي جمعه الدارقطني، وفيه أحاديث ليست في الموطأ ، ورواة كذلك ،

ثم تتبع معرفة السنن واآلثار للبيهقي وقد وقع فيه رجال في روايات الشافعي ليست في المسند ، وكذلك تتبع كتاب الزهد

ألحمد فالتقط ما فيه من الرجال مما ليس في المسند وذكر أنهم يقاربون قدر ثلث المسند ، وذكر فيه أحاديث وآثار ليست في

المسند ، ثم تتبع كتاب اآلثار لمحمد بن الحسن واستوعب األسماءالتي فيه .

يقول الحافظ ) و بانضمام هذه المذكورات يصير تعجيل المنفعة إذا أنضم إلى رجال التهذيب حاويا – إن شاء الله تعالى – لغالب رواة

الحديث في القرون الفاضلة إلى رأس الثالثمائة (. فأصل تعجيل المنفعه:

2-التذكرة للحسيني. 1 -واإلكمال للحسيني أيضا-ذيل الكاشف ألبي زرعة العراقي.4- استدراكات الهيثمي. 3

رابعا : قيمة الكتاب العلمية: أنه عني بمعرفة أصول رواة األئمة األربعة وقلما ألف في-1

تراجم رجالهم. اشتماله على بيان أوهام الحسيني في اإلكمال، وأبي زرعه-2

في ذيل الكاشف، والهيثمي فيما استدرك على الحسيني. مكانة المؤلف العلمية وتفوقه في علوم الحديث وتقدمه-3

فيه . الزيادات واإلضافات التي أضافها سواء في الترجمة ذاتها أو-4

بزيادة ترجمة مستقلة. اعتمد في تأليفه لهذا الكتاب على كتب كثيرة زادت على-5

مصنف. 300خامسا : منهجه في ترتيب الكتاب:

بدأه بمقدمة مهمة أورد فيها شئ من منهجه . -169

ذكر أسماء الرجال مرتبا لها على حروف المعجم ويتوسع في-2الترتيب إلى اسم الجد.

في حرف العين قدم من أسمه عبدالله وكذلك حرف الميم-3قدم من اسمه محمد لشرف هذين االسمين .

ذكر المشهورين بالكنى بعد نهاية األسماء . -4 ذكر بعد ذلك فصال فيمن أبهم من الرجال ولكن ذكر اسم أبيه-5

أو جده أو نحو ذلك . ثم ذكر فصال فيمن أنهم ولكن ذكر نسبه. -6 ثم فصل فيمن لم يسمى ولم ينسب على ترتيب الرواة عنهم-7

بأسمائهم. ثم فصل أدرج فيه تتمة المبهمين على ترتيب الرواة عنهم-8

المشهورين بالكنى . بعده باب النساء ونهج فيه ما سبق ذكره في باب الرجال إال-9

أنه يالحظ أن المبهمات رتبهم حسب الرواة عنهم فكانوارجاال عن نساء مهمات.

سادسا : رموز الكتاب : أ- اإلمام أحمد في المسند.

ك – اإلمام مالك في الموطأ . ف – أبو حنيفة في مسنده .

فع – اإلمام الشافعي في مسنده . عب – عبد الله بن أحمد في زيادته على مسند أبيه.

هـ - فيما استدركه الهيثمي على الحسيني . ز – فيما زاده من تراجم سقطت من التذكرة للحسيني.

تمييز – أي أن صاحب الترجمة ذكر لتمييزه عن غيره من الرواة الذين هم من رجال األئمة االربعة، وليس منهم بل إسمه يشبه

اسم واحد منهم . سابعا : منهجه في التراجم :

يذكر اسم الراوي ونسبه وإن كان قد ورد في التهذيب يذكر-1االسم فقط ويحيل على التهذيب.

2- وزياداته بصورها بقوله يذكر حال الراوي جرحا وتعديال ملخصاقلت : ...

تتفاوت تراجمه بحسب طبيعة المترجم له وشهرته . -3

70

بالتكرار . 1727بلغت تراجمه -4

ولك في ختام هذا المقرر المبارك أقول كما فال الشاعر: يا طالب العلم ال تركن إلى الكسل..... واعجل فقد خلق اإلنسان

من عجل واستعمل الصبر في كسب العلوم وقل... أعوذ بالله من علــم بال

عمـلتمنياتي للجميع التوفيق، ومستقبل زاهر مكلل بالنجاح.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين.

نوف بنت فهد ال سليمان القحطانيأ.ه1434 لعام

71