الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةزارة التعليم العالي و البحث العلميو

–تلمسان –جامعة أبي بكر بلقايد و اللغاتب اكلية اآلدالعربيو األدبقسم اللغة

اصرالمعالعربيالنقد األدبيدكتـــوراه علـــــوم في رســالــة

:رافـــــإش-:الطالبةإعداد ممحمد بلقاس: د.أ-غيتري كريمة-

:لجنة المناقشة-

م2017/ 2016-ـه1438/ 1437: لسنة الجامعيةا

رئيـــــــــــــــــــســــابلعباسسيديجامعةأستاذ التعليم العاليدمحمد بلوحي.أ

ا مقـــــــــــررافمشر جامعة تلمسانأستاذ التعليم العاليدمحمد بلقاسم.أعضـــوا مناقشــــاجامعة سيدي بلعباسأستاذ التعليم العاليد إدريس قرقوى.أعضـــوا مناقشــــاجامعة سيدي بلعباسأستاذالتعليم العاليدسعيد عكاشة.أ

عضـــوا مناقشــــاالملحقة الجامعية مغنية"أ"أستاذ محاضر بغداد عبد الرحمن. د

عضـــوا مناقشــــاالملحقة الجامعية مغنية"أ"أستاذ محاضر رصغيالزهراءفاطمة. د

تداخل األنواع األدبية في الرواية العربية المعاصرةقراءة في نماذج

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةزارة التعليم العالي و البحث العلميو

–تلمسان –جامعة أبي بكر بلقايد و اللغاتب اكلية اآلدالعربيو األدبقسم اللغة

اصرالمعالعربيالنقد األدبيدكتـــوراه علـــــوم في رســالــة

:رافـــــإش-:الطالبةإعداد ممحمد بلقاس: د.أ-غيتري كريمة-

:لجنة المناقشة-

م2017/ 2016-ـه1438/ 1437: لسنة الجامعيةا

رئيـــــــــــــــــــســــابلعباسسيديجامعةأستاذ التعليم العاليدمحمد بلوحي.أ

ا مقـــــــــــررافمشر جامعة تلمسانأستاذ التعليم العاليدمحمد بلقاسم.أعضـــوا مناقشــــاجامعة سيدي بلعباسأستاذ التعليم العاليد إدريس قرقوى.أعضـــوا مناقشــــاجامعة سيدي بلعباسأستاذالتعليم العاليدسعيد عكاشة.أ

عضـــوا مناقشــــاالملحقة الجامعية مغنية"أ"أستاذ محاضر بغداد عبد الرحمن. د

عضـــوا مناقشــــاالملحقة الجامعية مغنية"أ"أستاذ محاضر رصغيالزهراءفاطمة. د

تداخل األنواع األدبية في الرواية العربية المعاصرةقراءة في نماذج

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةزارة التعليم العالي و البحث العلميو

–تلمسان –جامعة أبي بكر بلقايد و اللغاتب اكلية اآلدالعربيو األدبقسم اللغة

اصرالمعالعربيالنقد األدبيدكتـــوراه علـــــوم في رســالــة

:رافـــــإش-:الطالبةإعداد ممحمد بلقاس: د.أ-غيتري كريمة-

:لجنة المناقشة-

م2017/ 2016-ـه1438/ 1437: لسنة الجامعيةا

رئيـــــــــــــــــــســــابلعباسسيديجامعةأستاذ التعليم العاليدمحمد بلوحي.أ

ا مقـــــــــــررافمشر جامعة تلمسانأستاذ التعليم العاليدمحمد بلقاسم.أعضـــوا مناقشــــاجامعة سيدي بلعباسأستاذ التعليم العاليد إدريس قرقوى.أعضـــوا مناقشــــاجامعة سيدي بلعباسأستاذالتعليم العاليدسعيد عكاشة.أ

عضـــوا مناقشــــاالملحقة الجامعية مغنية"أ"أستاذ محاضر بغداد عبد الرحمن. د

عضـــوا مناقشــــاالملحقة الجامعية مغنية"أ"أستاذ محاضر رصغيالزهراءفاطمة. د

تداخل األنواع األدبية في الرواية العربية المعاصرةقراءة في نماذج

﴾وإليه أنيب وما توفيقي إال بالله عليه توكلت ﴿

- سورة هود- 88اآلية -صدق اهللا العظيم-

﴿وقـل رب ارحمهما كما ربيـاني صغيرا﴾- سورة اإلسراء–24اآلية

رت لي كل أسباب الراحة التي وف إلى والدتي الغالية

.ألجل إتمام هذا البحث

.بالخير دائماالداعي لي إلى والدي العزيز

.أهدي هذا العمل إلى أمي و أبي فقط

.و عرفـانامتنانلهما و عربون و طاعةبهما برا

﴾الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ﴿الدكـتور : أتقدم بجزيل الشكر و التقدير إلى أستاذي الفـاضل

عونه و صدق الذي أغدق علي بكريم صبره و جميلاسم ـــــقــــد بلــــمـــمحفـلكم مني أسمى عبارات ....منذ مرحلة الماجستيرنصحه و تصويبه لي

.الشكر و العرفـان

ناقشة الذين و الشكر موصول إلى األساتذة األفـاضل أعضاء لجنة الم.البحث و تقييمهوافقوا على قراءة هذا

.إلى كل من تتلمذت على أيديهم

لي ينابيعفكانوا،الذين قدموا لي العلم عبر مراحل حياتيإلى .إلى كل أساتذتي...عطاء

.عظيم شكري و امتناني،و إلى كل من قدم لي مساعدة

كريمة

قدمةم

مقدمة

أ

بــــــسم اهللا الرحمن الرحيم

شاء ﴿: ه املبنيـــل يف كتابـــاملني القائـــد هللا رب العـمـــاحل من يؤتيھ ھ الل فضل و أصلي ، ﴾ذلك:على آله و صحبه أمجعني، أما بعدحممد املبعوث رمحة للعاملني، وو أسلم على سيدنا

يتغري نتيجة التنامي و الرتاكم النوعي و الكمي للكتابات إن اجلنس األديب معطى غري ثابت، .تفرض يف كل مرة طرحا جديدا بسمات و خصائص تنحو إىل بلورة مجاليات جديدةاألدبية، اليت

يف معينةو املقامة و غريها ألغرض و متطلباتأدبية كالشعر و اخلطبة قدميا، استجابت أنواعتعيش حالة األدبيةألن األجناس ، مل تعد تستجيب هلا يف الوقت الراهن، ذلكفرتات زمنية حمددة

قد عرب قدميا عن قضايا ، و الدليل على ذلك أن الشعر تتغريفتتطور و مستمرة من التكون الداخلي، بـــرعـــوا ، وةــاية فائقـــرب قد عنوا به عنـــا العـــدنــلذلك وجحىت مسي ديوان العرب، ا صادقا تعبري هعصر

على الرغم من بعد هاـــد إىل درجة خلود الكثري منائبالقـــصيف وضع بــحوره و أوزانــــه، و تفـــاخــروا الوفاء احلب والشجاعة و الكرم و ك؛ .انيةمن قيم فنية و إنسمحله الشعرسبب ذلك ما و لعل .الزمان

الشاعر العريب اإليقاع املوسيقي يهز كيان الشعر، فأوزانقيم التحمت ب، وهيو الدفاع عن الشرف.نظم القريضولوع جبمالية امل

ذه و احلال ه،؛ ال ميكن فصل أوهلا عن ثانيها)الشكل و املضمون(كالسيكيةإذن، هي ثنائية و بطرق أشكال و أنساق سردية جديدة ألجل فهو مغرم بالتجريببالنسبة للروائي العريب اليوم؛

.هــــذا العصر و قضاياهأفق توقعــــات قارئــــه، بغية التعبري عن قيم إحداث املفاجأة و كسر

يدنو صرحا ال قرونا طويلة على الشعر، الذي ظل تفوقاستطاعت الرواية العربية املعاصرة أن تا ديوان العرب تمرتبمن الذي يعرب عن ، احلديثه أي نوع آخر، و قد آن أن نقول عن الرواية إ

األشكال الكتابية، لذلك صار كل ملختلفستيعابا قضايا خمتلفة دون حصر، و هي اجلنس األقدر ا .حتت رايتهاكاتب يكتب ما يشاء، و صار كل "رواية"عمل سردي يسمى

مقدمة

ب

أصبـــحت الرواية العربية الراهنة تبحث باستمرار عمــا حيـــقق نوعيتــها، و جيســـدها كخطـــاب لقد حتوالت كتابية متعددة و قد شهدتة،منفتح و متجدد من خالل اعتماد أساليب و تقنيات جديد

ا حتوالت أجناسية، حطمت التقاليد و متردت على الشكل امل ما مل ، و ألغت كل عهودمحلت يف طياـروائيني، ـــر مــن الــــدى كثـيـــــا لـــــنتـــهاكراقـــا و ا ـتـــخة ا ــتستسغه ذائقتها الفنية، حىت غدت الكتابة الـــروائي

و ختومها، و حتولت إىل جنس مهجن حيوي ــنـــاس ــــــــدود األجـــب حـــــريـــعـــل التجــــقتحمت بفا و غياب للنظرية امـة و غريها من األنواع، يف ظل بداخــله الشعـــر و املســــرح و القصـــة و اخلطبة و املق

.األجناسية و قواعدها

م اجلدوى من التصنيف األجناسي؟ األنواع، فهل ميكن القول بعدغابت الضوابط الفاصلة بنيملعاصرة ذات اخلصوصية إذا كان البد من هذا التصنيف، ففي أي خانة تصنف الكتابات السردية او

أصبحتنفتحت على مصراعيها، و فا ميزت الرواية العربية املعاصرة،و إذا كانت هذه حرية التهجينية؟املبدع لقيود حيث خيضعفإن املالحظ هو عكس ذلك؛، كتاباتهإبداع الروائي املعاصر و أصلسر

، فكيف يكون حرا و مكبال يف "رواية"ىالذي جيربه على تصنيف عمله حتت مسمالروائي، النوع ؟الوقت نفسه

و هي السبب ،األنواعو التساؤالت، بدأ اهتمامي بقضية تداخل انطالقا من هذه املعطيات ه،ـــعــلة موضوع املاجستري و توسيرغــبيت يف مواصــ، باإلضافة إىلإىل تنــاول هذا املوضــوعالذي دفعين

.و قد كان حبثي مقتصرا على دراسة التعالق بني الرواية و السرية الذاتية

و يسعى هذا البحث إىل غاية أساسية تتمثل يف ضرورة استيعاب الكتاب لألشكال أو القوالب ا م، فال بد إذن من الـتأسيس لكتابة واعية بذا .الفنية اليت حتوي كتابا

من يوميات " رواية : أما املدونة السردية املعتمدة يف هذا البحث فتتمثل يف أربع روايات، هياألردين الفلسطيين للكاتب "شرفة الهذيان " رواية ، للكاتبة اجلزائرية زهور ونيسي"مدرسة حرة

مقدمة

ج

ةــــرواي، و يــيب إبراهيم الكــونـــب الليـــللكـــات"ر ـــنزيف الحــج" روايـــة ، ر اهللاـــراهيم نصـــــإباألصـــل .للكاتب املغريب عبد اإلله بن عرفة"الحواميم "

ة التخصصات ة املتعددـــها املقاربـو حتليل نصوصة ـــراءة هذه املدونــدت يف قـــاعتـم)L’approche pluridisciplinaire(دد ــــعــد التـــعتمــة تـــــة موسوعية منــفتحــاربــة مرنــ، و هي مقالواحد يف دراسة النصوص، السيما اليت تتقاطع فيها الصيغ ترفض النظرة األحادية و املنهجو

فهي تتماشى مع موضوع رساليت املوســــومة و لذلك،األشكال التعبرييةااخلطابية و تتداخل فيهاستعنت و قد ، »قراءة في نماذج–تداخل األنواع األدبية في الرواية العربية المعاصرة «:بعنوان

التفكيكية، مع االطمئنان إىل مجلة من ية واألسلويب، إضافة إىل الـتأويلباملنهج التيماتيكي، البنيوي و .األدوات اإلجرائية كالتحليل و الربهنة و االنتقال من النظرية إىل التطبيق

رية و التطبيق؛ أما مثانية فصول جتمع بني النظيان بابني يـحو رتأيت أن أقسم حبثي إىل مدخل و ا و عرضت فيه عرضا و،"التصنيف األجناسي لألدبية عنتاريخلمحة ": املدخل فكان بعنوان

ء البــــاب األول نظريا اـــو ج.ربـــالغعند عرب وــد الــنــعورهــــطـــــي وتــفهوم اجلنس األدبــموجزا مل:ة كاآليتـــمعنونأربعةةولــفص، و األنواع األدبيةتحوالت السرد المعاصر و انفتاحه علىباموسوم

ا الرواية عند : خصوصياتها السرديةا و ـــة مفهومهـــيالروا قدمت فيه مجلة من التعاريف اليت حظيت ا السرديةالعرب و عند الغرب، و :فصل الثاين بعنوانيليه ال.أردفت باحلديث عن أهم مكونا

أبرزت فيه النقلة النوعية اليت ؛التقليدية إلى الحساسية الجديدةالحساسيةالرواية العربية من ا الرواية العربية إشكالية التجنيس و انفتاح الرواية العربية ــو ومست الفصل الثالث ب.شهد

ابينت فيه وقد :المعاصرة آليات لعرض صت الفصل الرابع و خص ،السمة التعددية اليت اتسمت .األنواع في الرواية العربية المعاصرةتداخل

اصر ـــص الروائي العربي المعـــيل النــات تشكــبني: بعنواندراسة تطبيقيةالباب الثاينجعلتو تعالق أشكال فيهاأن أبنياليت حاولتطبيقية،التفصوليشتمل على الو ،ه النوعيةـــو تجاوزات

مقدمة

د

الكتابة ، و أبرزت يف رواية شرفة اهلذيان مدرسة حرةالكتابة عن الذات في رواية من يوميات تمثالت العجائبي في و تناولت يف الفصل الذي يلي . اليت قامت عليها الروايةعبر النوعية

بمقامات التجريب الفصل األخري عنونتو . ق الواقعخر قامت على اليت ،رواية نزيف الحجرا اخلطابية،في رواية الحواميم . اليت حققت زخرفة نصية عرب حواريتها الداخلية و انفتاح بنيا

.البحثايةاطمأننت إليها يف استخلصت فيها نتائج،هذه الفصول خبامتةذيلت أخريا،

رسائل و و مقاالت،مكتبة متنوعة من كتب عربية و مرتمجة و أجنبيةعلى يف دراسيت اعتمدت: ما يليملتقيات، و منهاو جرائد و

.رواية من يوميات مدرسة حرة: زهور ونيسي-.رواية شرفة اهلذيان: إبراهيم نصر اهللا-.نزيف احلجر: إبراهيم الكوين-.رواية احلواميم: عبد اإلله بن عرفة-).مقاالت يف الظاهرة القصصية(احلساسية اجلديدة : إدوار اخلراط-.النظرية و التطبيقتقنيات السرد يف : آمنة يوسف-ا(شعرية الرواية العربية : فوزي الزمريل- ).حبث يف أشكال تأصيل الرواية العربية و دالال.)اخلراط منوذجاروايات إدوار(ديدة يف الرواية العربية احلساسية اجل: عبد املالك أشهبون-.)مرايا السرد النرجسي(امليتاقص يف الرواية العربية : حممد محد-.مقال الرواية و التجريب: عليانحسن -.مقال قراءة يف إشكالية نظرية األجناس األدبية: رشيد ودجيي-.مقال الرواية و إشكالية التجنيس: صربي حافظ-.املذكرات و السري الذاتية الفلسطينية: قامسية خرييه-.التوصيل يف اخلطاب الروائي العريب املعاصرنظرية : أمساء معيكل-

مقدمة

ه

.تداخل األنواع األدبية يف القصة املصرية القصرية: خريي دومة-.جامعة الريموك، إربد، األردن-2008متوز 22/24-مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر-حبث مقدم -التجريب الروائي و تشكيل خطاب روائي عريب جديد: حممد عز الدين التازي-

.لندوة الرواية العربية، و غريها من الكتب اليت أفادت الروائي يف ضوء املنهج البنيويتقنيات السرد : ىن العيدمي-

.البحث

: و البد من اإلشارة يف هذا املقام إىل أهم اجلهود اليت سبقت إىل تناول هذا املوضوع، و منها

.2008جبامعة الريموك يف األردن سنة" تداخل األنواع األدبية"مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر -- األجناس األدبية يف كتاب الساق على الساق يف ما هو الفارياق ألمحد فارس الشدياق-

رسالة ماجستري للباحثة وفاء يوسف إبراهيم زبادي جبامعة النجاح الوطنية يف فلسطني سنة 2009.

اتين ـــملا فةــة أخرى، متممة و مستدركــدراسياث آفاقــأن يفتح هذا البحل أنآم ام، ـــو يف اخلت.أو غفلت عن دراسته

حممد / د: ي الفاضلجزيل الشكــر و العرفان ألستاذو ال يفوتين يف هذا املقام أن أقدم افية ـــة و العـأل اهللا له دوام الصحـــة بصدر رحـــب، فأســرف على هذه الرســـــالـــأشالذيبلقــاسم،

.و أن جيازيه عنا خري اجلزاء

و إن لــم يكن عون من اهللا للفتى فأول ما يجني عليه اجتهادههذا، و التوفيقالهديفاهللا أسأل كريـــــم

م2016أوت 31: ه الموافق ل1437ذي القعدة 27األربعاء .الجزائر/ تلمسانكريمة غيتري

:مدخللمحة تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدب

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

1

إرهاصاتذمنبالدراسة و التحليل لبحث من أقدم القضايا اليت تناوهلا اقضية األنواع األدبيةتعد احتل متصور اجلنس األديب على مر العصور مكانة ، و قد إىل الدراسات النقدية الراهنةالنقد اليوناين

مرموقة يف وصف الظواهر األدبية و تفسريها، و بعد إمهال نسيب له يف النصف األول من القرن .1العشرين، عاد االهتمام به من جديد، و تنوعت فيه املقاربات و التقسيمات و التصنيفات

: و هويته، جند يف الواقع النقدي طريقتنيحناول حتديد طبيعة اجلنس األديب أحني و

هوميروساذةـــإلي: ، مثلمل أديب شهريــدت يف عــات وجـــفـــمن مواصتنطلقأن :ىاألول ،، شكسبيرمسرحيات، أو لثربانتسكيخوتدونرواية، أو ألبوليوسالذهبيالحماررواية أو ، و غريهاجويسلجيمسيوليسيزرواية: ، أوتإليو س.ت: قصائد، أو بودليرقصائدأو

يف املركزية )وائعر ال(أي إن مثل هذه األعمال حتكم نظريات التجنيس، وفق منطق و هنا تكمن اإلشكالية، حيث أن . -أدب باقي قارات العامل–األوربية، مع استثناء

ا ال تأخذ باخلصائص املتعالية يف أعمال أدبية كثرية ) رائعة(نظرية النوع تصبح ناقصة، أل.أخرى يف باقي آداب العامل

دون الـتأكد من قبل )املتعايل النصي(، و)اجلوهر( ، و)املطلق(تنطلق من أن:الثانية ،ن النظرية قد اعتمدت فعال على قراءة نصية شاملة لألنواع األدبية، قبل استخراج القراء أ

اخلصائص املتعالية للنوع من نصوص فعلية، ألن التطبيق النصي يكشف صالبة النظرية 2.أو هشاشتها

كما تبلورت يف الثقافة الغربية –األنواع األدبيةو يكاد جيمع أغلب النقاد و الدارسني على أن نظرية : مبرحلتني أساسيتنيمرت –

.05/06: ص- 2001-1ط-دار حممد علي احلامي، تونس-جدلية احلضور و الغياب- س األدبية يف الرتاث النثرينظرية األجنا: عبد العزيز شبيل-1.44/45: ص- 2006/1427-1ط-دار جمدالوي للنشر و التوزيع- )حنو منهج عنكبويت تفاعلي(علم التناص املقارن: عز الدين املناصرة: ينظر- 2

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

2

ا بالكالسيكية اجلديدة اليت دعت إىل فصل األنواع :مرحلة قديمة-أ األدبية بلغت ذروحيث ينكفئ كل نوع ضمن ،بعضها عن بعض والبحث فيها بوصفها قارات منفصلة

.أسوار مغلقة ال يرتاسل فنيا مع غريهوال حتدد عدد األنواع األدبية ، ال تعىن حبكم القيمةت حديثاظهر :مرحلة وصفية-ب

ائية صارمة وتفرتض إمكانية املزج بني األنواع لتوليد ، حتديدا فاصال وال تقول بقواعد دف إىل البحث عن القاسم املشرتك العام للنوع بغية الوقوف على نوع جديد و

3.خصائصه األدبية

احلديثة إىل األجناس يف أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن ظهرت هذه النظرة و قد العشرين، إذ طرح مفهوم نقدي جديد يتمثل يف الرؤية الثورية إىل العمل األديب، اليت نشأ عنها

.4التحرر من كثري من الصفات الشكلية

:الجنس األدبي من منظور غربي :أوال-

هو و أرسطو، هو الــركيزة الثابتة لنظرية األجناس املنسوبة إىل منظرها األول " فن الشعر" اب ــتــإن كأول مؤلف إغريقي درس الشعر بطريقة مستمرة ضمن زاوية اجلنس، أو على األقل هو أول من يدعي

.5صراحة أن تعريف الفن الشعري جيد امتداده الطبيعي يف حتليل تركيبه النوعي

: المصطلح من الناحية اللغوية تحديد-1

يف اآلداب األوربية فتعود يف أصلها إىل مصطلح لغوي ألسين يشري إىل Genre((لمة كأما ) Genus(نية ــها مشتقة أصال من الكلمة الالتيــــغوي؛ إذ إنـــدي اللــــو القواعـــتقسيم ضمين يف النح

.52: ص-2003-1ط-املغرباملركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، -، تفكيك اخلطاب االستعماري و إعادة تفسري النشأةالسردية العربية احلديثة: عبد اهللا إبراهيم-3.30: ص- 1983-ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر- النص األديب من أين؟ و إىل أين؟: بد امللك مرتاضع: ينظر-4.15: ص- دت-دط-احتاد الكتاب العرب- غسان السيد: ترمجة - ما اجلنس األديب؟: جان ماري شيفري:ينظر-5(اليت تصنف الكائنات احلية إىل أجناس و أنواع ) البيولوجيا (نظرية األدب من العلوم مفهوم استعارته : اجلنسEspèces (و أصناف أو أمناط)Types.( و اجلنس من خالل املبدأ البيولوجي هو

املعيار البيئي -Morphologie(-2(املعيار املورفولوجي -1: ثة اآلتيةجتميع ألنواع هلا خاصية أو جمموعة من اخلصائص املشرتكة، أما النوع فهو فرع للجنس يتحدد من خالل املعايري الثال)Ecologie(-3- املعيــار التالقحي)Stérilité ou interfécondité .(2004- 1ط-املكتبة األدبية ، الدار البضاء- " الثوابت و املتغريات" اخلرب يف الســرد العريب: سعيد جبــار: ينظر -

20: ص- 2013منشورات خمرب املمارسة اللغوية يف اجلزائر، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، -انفتاح اجلنس األديب و حتوالت الكتابة عند إبراهيم السعدي: مازوين فريزة:، نقال عن48: ص

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

3

الفرنسي يف الكتابات النقدية األوربية بدءا باإلجنليزية ، و استعملت بذلك الشكل )Generi(أو )Kind( م، إىل جانب وجود مصطلحات مقاربة هلا يف باقي اللغات؛ 1816منذ عام)Genros (

اليت تعين ) Gendre(باألملانية، و هذه الكلمة مرادفة يف املعىن لكلمة ) Gatlungs(باإلسبانية، و األدبية األنواع، و من املفردة نفسها جاءت )Gender(الجنوسة منهاو الجنسأو النوعأيضا

6.املعروفةو املسرحية و الشعر و بقية التفريعات السالليةكالرواية الفنية؛األجناسأو

، وصنف )Type(ومنط , )Mode(، وصيغة )Genre(مصطلحات من قبيل نوعو لعل )Classe ( مسات نوعية متباينة يتكون منها مفهوم النوع األديب وكلها ميكن أن تستخدم تشري إىل

، بل إن كل ناقد قد يستخدم أحيانا ومتباينة أحيانا أخرىةعلى حنو جيعل منها مصطلحات مرتادفاملصطلح على حنو خاص به، و بالتايل حيتل مصطلح معني لدى ناقد معني ما كان حيتله مصطلح

نورثروبذي يستخدمه الناقد الكندي ال) Mode(مصطلح : ، و مثال ذلكآخر لدى ناقد آخرموضوع احملاكاة، بينما يشري املصطلح لدى معظم النقاد ليشري إىل،"النقدتشريح": يف كتابهفراي

7.إىل طريقة احملاكاة

Genres deالنصوصأجناس"كما ميكن أن نطلق أمساء من قبيل textes"أنماط "أو

ا، فيميل و هذا ، "Types de textesالنصوص يعود إىل تباين املدارس و النقاد و تنوع منطلقا"Adam.Michel.Jean" يقابل و النصوص،" أنماط"و" أجناس"احلديث عنإىل"Bronckart.Paul.Jean" أما، النصوص و أنماط النصوص أجناسبني"Maingueneau

Dominique" ،الجامعالجنس"، "النصمطــن:"الح ــفيميز بني ثالثة أصناف من االصط "8.، إىل غري ذلك من ضروب التصنيف و إجراء االصطالح"الخطابجنس"و

-4ط-املغرب- املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء-معاصراإضاءة ألكثر من سبعني تيارا و مصطلحا نقديا - دليل الناقد األديب: ميجان الرويلي و سعد البازعي: ينظر- 6.150: ص- 2004

.35:ص-1998- دط- اهليئة املصرية العامة للكتاب -(1990-1960)خل األنواع يف القصة املصرية القصرية تدا: خريي دومة:ينظر- 7–وحدة البحث يف حتليل اخلطاب - كلية اآلداب و الفنون و اإلنسانيات جبامعة منوبة-محادي صمود: تقدمي- مقاالت يف حتليل اخلطاب: نور اهلدى باديس و آخرون: ينظر- 8

.94: ص- 2008

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

4

):النشأة و التطور(نبذة عن المصطلح -2

، "وريةـــالجمه"ه ـــل متصل باجلنس األديب من خالل آراء كتابـــيعد أفالطون صاحب أقدم أصيف دراسته لألدب اقتصر على بعض الشعر اليوناين مركزا على نتاج هومريوس، حيث تناوله ال من و

على أساس "classes"، فصنفه إىل طبقات "création"زاوية اجلنس، إمنا من زاوية اإلبداعModalités"تصاريف اآلراء d’énonciations"خيرج عن ، فكان النتاج الشعري عنده ال

الذي يربط الغنائي: أي؛ 9و المشترك/ المحاكاة أو العرض/ السردي الخالص: ضروب ثالثةla(احملاكاة بصوت القناعيربطالذيالملحمي، السرد بصوت الشاعر persona( ،الدرامي

بني النوعنيأي قد حيدث االختالط و التداخلعلى الرتتيبفيه النوعان السابقانالذي يشرتك.املذكورين

يف كتابه بقسم األفقدضع األسس اليت تقوم عليها نظرية األنواع األدبية الذي و " أرسطو" أما ، 10و الديثرمبيالكوميديو التراجيديالشعر الملحمي، و : ، أساسهاأنواعإىل " الشعرفن"كما بني أن كل نوع . الوظيفةبني خصائص كل من الرتاجيديا و امللحمة يف املوضوع أو األداء و و

أديب خيتلف عن النوع اآلخر من حيث املاهية و القيمة، فعمل باملبدإ القائل إن كل نوع أديب يقدم . 11درجة إشباعه اخلاصة به، و يعمل حسب مستواه اخلاص به

.20: ص-انفتاح اجلنس األديب و حتوالت الكتابة عند إبراهيم السعدي: مازوين فريزة: ينظر-9 Le mot persona :vient du latin (du verbe personare, per-sonare : parler à travers) où il désignait le masque queportaient les acteurs du théâtre. Ce masque avait pour fonction à la fois de donner à l'acteur l'apparence dupersonnage qu'il interprétait, mais aussi de permettre à sa voix de porter suffisamment loin pour être audible desspectateurs. (Voir : Philippe Ramette : Le portique Espace d’art contemporain – Dossier pédagogie- 09 Novembreau 22 Décembre 2012 - p : 09.)

.24/25: ص-دت- دط-مكتبة األجنلو املصرية-إبراهيم محادة: ترمجة و تقدمي و تعليق-فن الشعر: أرسطو: ينظر- 10انفتاح اجلنس األديب : مازوين فريزة: ، نقال عن99: ص-1982- 1ط-دار احلداثة للطباعة و النشر و التوزيع، بريوت-يف نظرية األدب: شكري عزيز املاضي:ينظر- 11

.21: ص- وحتوالت الكتابة عند إبراهيم السعدي

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

5

، كما عد 12للشعراألساسيةاألجناسامللحمة و املسرح و الشعر الغنائي هي أرسطوو عد جسما ذا طبيعة داخلية فاعلة يف نشوء اآلثار املسرحية الفردية و يف ) املسرحي(اجلنس األديب

ما خيلف الفرد أباه، و األجناس األدبية تولد و تنمو و تنضج و تضعف تطورها، فاألثر خيلف األثر كلتابعني للمذهب التطوري ومتوت كاألحياء، و تفسر املؤلفات و تسبب وجودها ، و هذه نظرة النقاد ا

Ferdinand(رديناند برونتير ـكف Brunetière(13ذي التفسري البيولوجي.

و عموما قد ميز كل من أفالطون و أرسطو بني األجناس األدبية األساسية الثالثة، و ذلك األجناس ، و هذه )المماثلة(أو ما يسمى ) المحاكاة(حسب طريقتهما اخلاصة القائمة على مبدإ

:هي

.هو شخصية الشاعر نفسهاو : الشعر الغنائي-1يتحدث الشاعر بامسه اخلاص، بوصفه الراوي و لكنه يف الوقت و فيه : الشعر الملحمي-2

و هذا األسلوب يؤدي إىل وجود الرواية ( نفسه جيعل شخصياته تتحدث بأسلوب مباشر).املزدوجة

14.مسرحيتهتفي الشاعر وراء توزيع حيث خي: المسرح-3

تتميز حينا مبعايري المسرحيو الملحمي، الغنائي: و جتدر اإلشارة إىل أن األجناس األدبية الثالثة، و حينا )كصيغة فعل القول(و حينا مبعايري بالغية ) تمثيل، كطريقة األداء، إنشاد، قص(شكلية

أن األجناس الثالثة تقابل ثالثة أطوار من Hugo.V: مبعايري تارخيية، فمثال يرى الرومانسيون أمثال15.الحديثو القديم، البدائي: عمر البشرية

.18: ص- دت–دط –دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد و دار توبقال للنشر -عبد الرمحن أيوب: ترمجة-خل جلامع النصمد: جريار جنيت : ينظر- 12فرديناند برونتيريFerdinand Brunetière:كتب عدة مؤلفات يف النقد األديب وجمموعة من الدراسات النقدية .اشتهر بكتابة تاريخ األدب وتاريخ النقد،ناقد فرنسي

(1890)مسائل جديدة يف النقد"، وكتابQuestions de critique (1889)،"مسائل يف النقد"أمهها كتاب1925و1880صدرت يف تسع جملدات بني Nouvelles questions de critique ."

.67: ص-2002-1ط–مكتبة لبنان، ناشرون و دار النهار للنشر - عريب ، اجنليزي ، فرنسي- حات نقد الروايةمعجم مصطل: لطيف زيتوين : ينظر- 13.17: ص-مدخل جلامع النص: جريار جنيت -14.68: ص-معجم مصطلحات نقد الرواية: لطيف زيتوين -15

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

6

" األنواع"مصطلح األجناس، و وزع عليها حسب اجتهاده " وميدي د "أواخر القرن الرابع استعمل يف :كالتايل

): الدرامي(الجنس المحاكي -أاملمثل بالدراما ( املأساة و امللهاة و النقد : التاليةتتكلم الشخصيات وحدها، و يشمل األنواع حيث

ا الثالثيات ).اإلغريقية القدمية، و اليت مل يذكرها أفالطون و أرسطوالنقدية اليت احتو: الجنس السردي-ب

السردي باملعىن الدقيق للكلمة، والوعظي : يتكلم الشاعر مبفرده، و يشمل األنواع الثالثة التاليةحيث .التعليميو

: الجنس المزدوج-ج

) الذي ميثله امللحمة(البطويل: يتكلم الشاعر و الشخصيات بالتبادل، و يشمل النوعنيحيث . 16)الذي ميثله كل من أرشيلوك و هوراس(الغنائي و

فيحذف على غرار أرسطو اجلنس املزدوج، و جيعل كال من امللحمة "Proclusبروكلس"أما إىل )Jean de Garlande(جان دي غرالندو القصيدة الغنائية حتت اجلنس السردي، ليعود

اية القرن احلادي عشر و مطلع القرن الثاين عشر و يف القرن السادس عشر ميالدي .نظام ديوميد ل نظام، و اكتفت برتصيف األنواع الواحد جنب الثاين، و مثال ذلك رفضت الفنون الشعرية عامة ك

امللحمة ، : اآليتم1605سنة ) Vauquelin de la Fresnaye(فوكلي دي الفريناي تصنيف الرثاء، املقطوعة الشعرية، القصيدة اهلجائية، األغنية، القصيدة الغنائية، امللهاة، املأساة، النقد، الغزل

17).الرعوية(القصيدة ، )العذري(

الثالثية )Trilogie ( قائم بذاته، و إن كان شديد االرتباط باملؤلفني اآلخرين، فيكون معها موضوعا واحدا، و يرجع أصل هذه سلسلة من ثالثة مؤلفات أدبية، كل منهام، عندما كان الشعراء املسرحيون اإلغريق يتقدمون بثالث مأساوات للمسابقة، و أهم هذه الثالثيات اليونانية القدمية ثالثية أيسخلوس.الفكرة إىل القرن اخلامس ق

)Aeschylus ( املسماة األورستيا)Oresteia (4562ط- مكتبة لبنان، بريوت- معجم املصطلحات العربية يف اللغة و األدب: جمدي وهبة و كامل املهندس:ينظر. م.ق -.131:ص- 1984.37: ص-مدخل جلامع النص: جريار جنيت -16.37/38:ص- نفسهجع املر : ينظر-17

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

7

الذي مثلت قضية األجناس األدبية مشغال ،)itorëKarle v(فيتوركارلالناقد األملاين أما أنه ر اجلنس ليس موحد االستعمال، و و فيعتقد أن متصأساسيا يف أحباثه املتعلقة باألدب األملاين عامة،

أي امللحمة –إذ يراد به األجناس الثالثة الكربى هذا املصطلح، يوجد خلط كبري يف استعمال األقصوصة : ، مثلو يف الوقت ذاته يقصد به اآلثار األدبية املخصوصة-املأساة و الشعر الغنائيو من قصر التسمية على إحدى البد أنهفيتورو تبعا لذلك، يرى . القصيد الغنائيامللهاة و و

موعتني يف تلك األجناس استنادا إىل متييز العلوم الطبيعية بني اجلنس و النوع، يفضل أن يرى و . االثالثة الكربى مواقف جوهرية لعملية التشكيل، و منتهى ما ميكن الوصول إليه، بينما خيصص

األدبية نتاج فين من أشد األصول يرى أن األجناسو .مصطلح األنواع ملا اتفق على تسميته أجناساو يقر بأن اجلنس جمال يقع فيه ارتباط بني مضامني حمددة و عناصر شكلية خمصوصة، رغم غموضا،

، 18خضوع هذا االرتباط إىل التغري و التجاوز و التحوير بصورة دائمة، و إىل الشروط التارخيية لإلنتاجو كذلك . بل يتعاىل عنهايف التاريخ، مع اآلثار الفردية؛ لكنه ال يذوب فيها،،اجلنس يظهر بالفعلف

19.ماهية اجلنس تستخرج من املادة اليت مينحها إياها تاريخ اجلنس فحسب

ن التقليد اجلمايل الذي يشارك جمرد اسم، إذ إليس ويلكرنيهو وارينأوستنالنوع األديب عندا ضرورات نظامية تلزم و األنواع األدبية ميكن أن ينظر إليها على. فيه العمل األديب يشكل صفاته أ

20.الكاتب من جهة، و كذلك يلزمها الكاتب بدوره

نظرية حتتل ال":يقوليف موضع آخر بعدم جدوى التمييز بني األنواع؛ "ويليكرنيه"يصرح هو أن واضح لذلكالسببو.مكان الصدارة يف الدراسات األدبية يف هذا القرناألنواع األدبية

فاحلدود بينها تـعرب .التمييز بني األنواع األدبية مل يعد ذا أمهية يف كتابات معظم كتاب عصرناإىل حد أخرىباستمرار، واألنواع ختلط أو متزج، والقدمي منها يرتك أو حيور وختلق أنواع جديدة

21".صار معه املفهوم نفسه موضع شك

.19/20:ص- س األدبية يف الرتاث النثرياألجنانظرية: عبد العزيز شبيل: ينظر- 18.22/23: ص- نفسهاملرجع - 19

.313/314: ص-1992/ه1412- دط-دار املريخ للنشر، اململكة العربية السعودية-عادل سالمة: تعريب-نظرية األدب: رنيه وليك، أوسنت وآرن:ينظر- 20لس الوطين للثقافة و الفنون واآلداب، الكويت -حممد عصفور: رمجة مفاهيم نقدية، ت: رينيه ويليك - 21 .311:ص-1987–ا

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

8

؛22لنصوصافتصنتقسيماتألجناساأن تودوروفيرىو « Les genres sont des classes de texte. »23.

.24ليس الجنس األدبي أو غير ذلك إال هذا الترميز لخصائص خطابيةو

« Un genre littéraire ou non, n’est rien d’autre que cette codification de propriétédiscursives »25

كون اجلنس األديب يتبلور من خصائص خطابية حمددة حتكمها معايري متفق يف املقولة حكم حول و 26.عليها سلفا داخل جمتمع معني

و هو يرى أن النص األديب حيطم القواعد النوعية، و ال ميكن أن يتقلص إىل جمرد معادلة، و من ائيا يف فصيلة نوعية حمددة يار إىل مبدإ التوسع، فنظرية 27مث ال ميكن وضعه ، و يفسر هذا اال

الشعرية األنواع اندجمت يف نظرية أوسع هي نظرية اخلطاب و علم النص، بعد أن مهدت "la poétique "و أن نظرية اخلطاب األديب تسري حنو اإلندماج يف نظرية عامة ،28لذلكالسبيل

األدبية ليست من طبيعة لغوية و إمنا من طبيعة تارخيية ، و سبب ذلك أن اخلصوصية للخطابات29.وثقافية

ا؛ و ليس إال –يف نظره -و االهتمام بقضية األجناس األدبية يف لغرض دراسة النصوص و بنياإن االهتمام باألجناس األدبية قد يبدو، يف أيامنا هذه تزجية للوقت ال نفع فيه، : "هذا الشأن يقول

22 - voir : Maurice Delcroix et Fernand Hallyn : Introduction aux études littéraires (Méthodes du texte)-Département Duculot Paris, Bruxelles, 1995 - p : 149.23 - Tzetevan Todorov : les genres de discours, éd seuil, paris, 1978.P: 47.

مقال منشور - الشعرية من منظور غريب حداثي: حممد مصابيح: ، نقال عن 22: ص- دت-منشورات عيون املقاالت، الدار البيضاء- ودوروفشعرية ط: عثماين ميلود- 24http://www.nashiri.net: دار ناشري للنشر اإللكرتوين، املوقع اإللكرتوين- 2009يناير 25: بتاريخ

25 - Tzetevan Todorov : op. cit. P : 48..الشعرية من منظور غريب حداثي: حممد مصابيح: ينظر- 26دار شرقيات للنشر -1997-األوىلالطبعة العربية - خريي دومة/ د: ترمجة-، دراسة يف نظرية األنواع األدبية املعاصرة)القصة الرواية املؤلف: (و آخرونطزفيطان طودوروف - 27

.57: ص-التوزيعو لد الرابع -جملة عجمان للدراسات و البحوث-الفراشة و نارها، قراءة يف القصيدة اخلليجية احلديثة، لغتها، و انفتاحها على األجناس و الفنونمرايا : إبراهيم أبو طالب- 28 ا

.02: ص-2015/ه1437العدد الثاين، -عشر.16: ص-1990-2ط- توبقال للنشر ، الدار البيضاء، املغربدار -سالمةبن شكري املبخوت و رجاء : ترمجة- الشعرية: ودوروفطانيطفطز :ينظر- 29

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

9

نص أديب ال بد من أن يتم من خالل احلديث عن أي يكن مغلوطا تارخييا و لكن احلديث عنإن مل.30"جنسه؛ و ذلك بغرض الكشف عن القاعدة اليت ينبين النص حسبها

الكثري من) تطور األجناس في تاريخ األدب(يف كتابه فقد اعتمدبرونوتييرفارديناندأماو من مبدإ التطور أخذنا أدلتنا ": املفاهيم البيولوجية من نظرية داروين و طبقها على األدب، يقول

دون شك، يتم متييز األجناس يف التاريخ مثل األصناف يف الطبيعة، بالتدريج، من خالل حتول املفرد املبدإ الذي نسميه إىل جمموع، و من البسيط إىل املعقد، و من املتجانس إىل املختلف، بفضل

عن استمرار األجناس تارخييا، و تأمني وجود فردي هلا يشبه كما حتدث.31"اختالف اخلصائصهذا ما قاده إىل تأكيد أن املسائل األكثر أمهية تتعلق بتحديد شباب الكائن البيولوجي، و وجود

اجلنس و ضعفه، و أيضا نضجه بصورة خاصة، أي اللحظة اليت حيقق فيها كمال قواه احليوية، اللحظة اليت فيها يتطابق مع الفكرة الداخلية لتعريفه، من ذاته، و عندما يصل إىل الشعور بوضوعه،

افإنه يصل يف ا .32لوقت نفسه إىل كمال وسائله و إتقا

واع األدبية مبعناها التقليدي، ختطي نظرية األنإىل Robert Scholes"ز روبرت شول"و سعىاليت تقوم على درجة )1974(الصيغبنظريةما أورثته من خالفات بني الباحثني، و استبدهلا و كل اآلثارن أ، و فيها يقرر33يقدمه األدب السردي للعامل الذي يشكل مرجعا لهالذي " التمثيل"

فكرة العوامل التخييلية، اليت تتضمن مواقف يطرحو ، التخيلية قابلة لالختزال إىل ثالث نربات جوهريةإن كل اآلثار التخيلية قابلة لالختزال إىل ثالث : "عرفت بالرومانسية و اهلجائية و الواقعية؛ يقول

نربات جوهرية، هذه الصيغ التخيلية القاعدية تتأسس بدورها على ثالث عالقات ميكن أن توجد بني إن العامل التخيلي ميكن أن يكون أحسن من عامل . و عامل التجربة–مهما كان - عامل التخيل

.21: ص-شعرية طودوروف: عثماين ميلود- 30.40: ص-؟ما اجلنس األديب: جان ماري شيفري-31.40/41: ص- املرجع نفسه- 32ز ولرت شروب)Robert E. Scholes : (من أهم مؤلفاته. ناقد أديب أمريكي، اشتهر بأفكاره يف جمال القص و التخييل :The Fabulators (1967)-

Elements of Poetry (1969) ،)Structural Fabulation: An Essay on Fiction of the Future (1975..56: ص-السردية العربية احلديثة: عبد اهللا إبراهيم: ينظر-33

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

10

ه، و هذه العوامل التخيلية تتضمن مواقف عرفت بالرومانسية التجربة، أو أسوأ منه، أو مساويا لعامل األنشودة العاطفية أن يقدم عامل اهلجاء املنحط، أو إن التخيل ميكن . واهلجائية و الواقعية

ا حمملة البطويل، أو عامل احلكاية احملاكي، لكن العامل احلقيقي حمايد أخالقيا، أما العوامل املتخيلة فإنلتزم - وحنن حناول تبني موضعها–، و هي تقدم لنا وجهة نظر عن وضعنا ذاته بطريقة جتعلنا بالقيم

إن األنشودة العاطفية تعرض أمناطا من الناس املثاليني يف عامل مثايل، فيما . بالبحث يف وضعنا اخلاصا تقدم أبطاال تعرض األهجية أمناطا من الناس األدنياء األردياء الغارقني يف الفوضى، أما امل أساة، فإ

. 34"يف عامل يعطي لبطولتهم معىن

-Wolfستمبلديتروولف"ذلكومثال ، إىل النقد كغريها من النظرياتنظرية شولزتعرضت

Dieter Stempel" )1979( ، الذي قام بنقدها و تعديلها يف الوقت نفسه بغية تطويرها، و قدا وصف العالقة بني احتج على الغموض املوجود يف نظرية الصيغ، ألنه ال يرى الكيفية اليت يتم

35.عامل التخيل و عامل الواقع

إىل دمج كل احملاوالت السابقة من أجل صوغ مفهوم جديد و شامل، جيرار جينيتو دعاجامع النصمدخل إلى "الــجامع املشرتك للنصــــوص يف كتــابــهوع بذاته للبحث يفــاوز النــيتج

Introduction à l’Architexte"راســــأط"باـــتــيف ككـــذلكــو، 1979سنةPalimpsestes" 1982.36سنة

من أنواع النصوص؛ فهو كما يقول بأي نوعيط كل ما حيعلى " النصجامع"اسمجنيتأطلق ا بشبكة يوجد فوق النص و حتته و حوله و ال تنسج شبكة النص إال إذا ارتبط ت من مجيع جها

النادي األديب -محادي صمودي: مراجعة- عبد العزيز شبيل: ترمجة -"لتخييلصيغ ا: "مقال–نظرية األجناس األدبية : كارل فيتور، روبرت شولس و آخرون :ينظر-34.56/57: ص-السردية العربية احلديثة: عبد اهللا إبراهيم: نقال عن.97/99: ص- 1994-الثقايف، جدة

.58/59: ص- السردية العربية احلديثة: اهللا إبراهيمعبد : ينظر- 35الكتابةعليه أن تعادكنالكتاب املمحو الذي مي: ن هوليت حميت و كتبت، فالطرس إذالصحيفة، و يقال هي ا: الطرس ..53: ص- املرجع نفسه- 36

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

11

س ما نطلق عليه نظرية األجناس ، و لي"جامع النص"ل املرتبة الفوقية حيتالذي ، و"جامع النسج".37األجناسيةأو

اية املطاف إىل نتيجة مفادها أن النصوص األدبية تتولد و حتيا على الدوام جنيتو خلص يف ذا حيدث فيها عالقات نصية خمتلفة جتعلها متعالية يف ارتباطها التام مع مجيع األجناس األساسية، و ه

على نصها الظاهر، و قد جتعلها أكرب من نصها، فإذا مت تصنيف نص على أنه روائي، فهذا يعين ه شعري فذلك يعين أنه ن لسواء، و إذا ما قلنا عن نص إبضا أنه موصول بالشعر و الدراما على اأ

موصول بالبعد امللحمي و الدرامي، و األمر صحيح بالنسبة للدراما نفسها، فهي منغمسة يف الشعر ، أي 38تهو السرد على السواء، و حتديد نوعية النص إمنا يكون مبا هو غالب فيه ال مبجموع مكونا

.أن تصنيف النصوص يكون بأمناطها الغالبة ال اخلادمة

: الجنس األدبي من منظور عربي:ثانيا-

لعل مفهوم اجلنس األديب حديث نسبيا يف الكتابات النقدية العربية، و ذلك بعد اتصال األدباء الرتمجة من اللغات؛ إذ العرب بالكتابات النقدية األجنبية كالفرنسية و اإلجنليزية، و كذلك عن طريق

مل حتظ مسألة األجناس األدبية باهتمام كبري من قبل الدارسني و النقاد العرب، و قد يكون السبب يف هذا التقصري هو عدم أمهية هذا املوضوع يف األدب العريب القدمي، حيث كان االهتمام منصبا على

ثابة اجلنس األديب األول الذي عرفه ، حيث احتل هذا األخري الصدارة ، فكان مب39الشعر وحدهمكانته "إن للشعر العريب منذ العصر اجلاهلي :بدوي طبانةاألدب العريب، و يف هذا الصدد يقول

المرموقة بين المأثور من أدب العرب طوال حياتهم التاريخية منذ ذلك الزمن البعيد الذي ال لماما، إلى العصور التي انتشروا فيها عاشوا فيه في حدود جزيرتهم أو أطرافها ال يتجاوزها إ

حاملين أضواء اإلسالم الذي رفعوا مشاعله في مختلف البقاع، و تقاليد العروبة التي ربوا في .40"ظاللها، والتي ورثوها عن أسالفهم األمجاد

.92: ص- مدخل جلامع النص: جريار جنيت : ينظر - 37.46: ص-2007- 2ط- املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب- "تغيري عاداتنا يف قراءة النص األديب" القراءة و توليد الداللة : محيد حلمداين: ينظر- 38.مقدمة املرتجم: ص-ما اجلنس األديب؟: ماري شيفريجان : ينظر- 39.03: ص-1984-، لبناندار الثقافة، بريوت- تارخيية يف عيون الشعر اجلاهليدراسة نقدية العرب: بدوي طبانة- 40

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

12

و لكن هذا ال يعين انعدام التجنيس أو التصنيف األديب، فقد عرف األدب العريب على غرار جنده يستأثر و أكثر من ذلك فإننا اآلداب األخرى جل األجناس األدبية على امتداد تارخيه الطويل،

، خرىمن آداب األمم األببعض األجناس األدبية اليت ال توجد أو ال تكاد توجد بوضوح يف غريهاا بامتياز، كان له حضوره القوي ا أدبيا عربييت يعدها الكثري من الدارسني جنسال" المقامة : " مثل

41.املتميز يف تاريخ األدب العريبو

يف املقابل يعتقد عبد السالم املسدي أن مقولة األجناس األدبية دخيلة على قيم احلضارة العربية يف ا اإلبداعية، و أن الن قاد املعاصرين يسقطون على األدب العريب أمناطا من التصنيف غريبة على مكونا

روح الرتاث احلضاري حني يتحدثون عن األجناس األدبية، مبعىن أن ما يشاع عن وجود وعي نقدي قدمي بفكرة األجناس ما هو إال إسقاط معاصر مستعار من النقد الغريب يظلل مساحة ومهية من

سبب غياب فكرة أنصالح فضل . و يرى د. القدمي يستعريه النقاد املعاصرونخارطة النقد العريبا لروح التصنيف التمييز بني األجناس األدبية قدميا هو اختالط قضايا البالغة القدمية، و جمافا

42.فال فرق يف البالغة بني الشعر و النثر يف طبيعة اللغة و ال أشكاهلا الفنيةالعلمي،

و لعل األسباب احلقيقية اليت حالت دون أن تكون للنقد العريب القدمي حتديدات نظرية منهجية : لألجناس ما يلي

أي طبيعــة النقد نفـــسه الذي دار حول موضوعات كثرية، :سبب خاص بالنقد العربي-أســرقــــــات الشعــــرية،و الــذوق الطبـع و الصـنعــــة، و اللــفـــظ و املعىن، و ال: لعـــــل من أمههــا

.و الصدق و غريها من موضوعات النقد املعروفةمل يكن من امليسور على الناقد العريب أن يطلق القول يف جزئيات :األجناسبنيةتعقد- ب

األجناس األدبية يف القرون اهلجرية األوىل، و ذلك بسبب تعقيد تلك األجناس و بعدها النقدي الذي عرف به العرب؛ فالنقد العريب القدمي شأنه شأن عن اخلطاب البالغي و

كل خطاب مرهون بزمانه و مكانه، و من الطبيعي أن خيلو من بعض املوضوعات .الدقيقة املعروفة يف زماننا

.536: ص- 2004، ديسمرب1425شوال - 14لدا- 54ج –يف النقدجملة عالمات–األدب العريب و نظرية األجناس األدبية : عبد السالم صحراوي: ينظر- 41، جامعة )جملة فصلية حمكمة(جملة العميد - مقوالت اجلاحظ و ابن هب الكاتب مثاال–و الوعي بأمهية األجناس األدبية النقد العريب القدمي: فاضل عبود التميمي: ينظر- 42

لد الثاين-كلية الرتبية- ديايل .230/231: ص-2012تشرين الثاين / ه1433ذو احلجة -العدد الثالث و الرابع-ا

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

13

مؤداها أن الناقد الالحق غري معين بإكمال مقوالت و اليت : غياب التكاملية النقدية- ت.أدى إىل تشتت اخلطاب النقديالناقد السابق، و هذا ما

الشهري مل يفهم " الشعرفن" إن املرتجم السرياين لكتاب أرسطو :المترجم السرياني- ثبعض العبارات اليت توىل ترمجتها إىل العربية، و هلذا فاتت على الناقد العريب القدمي فرصة

و ترمجات " الشعرفن" االطالع على تقسيم أرسطو لألجناس، فاملقابلة بني كتاب ، )ه595(دــــرشنــاب، و )ه428(اـــينــسابن، )ه339(يــارابــالف: الفـــالســـــفـــة مــثل

م ، و هو 43تثبت خلوها متاما من فكرة األجناس األدبية اليت قاهلا أرسطوو تعليقاأما يف اللغة العربية، ":"الصوت اآلخر"فاضل ثامر في كتابه التعليل نفسه الذي أورده

و يف نقدنا املوروث بالذات فلم يشع استعمال مصطلحي األجناس و األنواع األدبية يعود إىل مقولة األجناس بالداللة النقدية اليت حنن بصددها، و يبدو أن سبب ذلك

مل تشغل النقد العريب بشكل جدي، على الرغم من استخدام مصطلحات األدبية اليت غراض الشعرية ، و قد يعود ذلك أيضا إىل عدم استيعاب الناقد العريب ملقولة أخرى كاأل

، و رمبا تتحمل الرتمجة غري " فن الشعر"األجناس األدبية اليت طرحها أرسطو يف كتابه ا بعض املرتمجني العرب القدامى مسؤولية ذلك، ففوتت بذلك على الدقيقة اليت قام

كالية األجناس األدبية و تطبيقها على واقع األدب العريب الناقد العريب فرصة مدارسة إش.44"آنذاك

: تحديد المصطلح من الناحية اللغوية-1

يف اللغة العربية بوضوح لغوي داليل، و قد ورد استعماهلا يف مواضع عديدة " جنس"تتمتع كلمة هو ، و اجلمع أجناس، و 45الشيءيقصد به الضرب من : أما اجلنس عند أئمة اللغة. بسياقات خمتلفة

نسبة إىل ما حتته كزيد احليوان جنس و اإلنسان نوع، و إن كان جنسا بال: أعم من النوع، يقالذا املعىن يقال: غريها، و يراد باجلنس كذلك عند أهل العربيةوفاطمة و تعريف اجلنس : املاهية، و

.233/234/235: ص- السابقاملرجع: ينظر-43.253: ص -1992–1ط- دار الشؤون الثقافية العامة، العراق–) اجلوهر احلواري للخطاب األديب(الصوت اآلخر : فاضل ثامر- 44).ج ن س(مادة -6ج - دت- دار املعارف، القاهرة-لسان العرب: ابن منطورأبو الفضل مجال الدين حممد - 45

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

14

نسل :باليونانية،و معناهجانوسمعرب "جنس"هناك من يذهب إىل القول بأن ، و 46و الم اجلنس 47.عشرية أو عائلة أو والدة، و اجلمع أجناس و جنوسأو

: و أما عن استعماالته لدى النقاد العرب القدامى، فقد ورد يف مواضع عديدة منها ما يلي

على الشعرو:"إذ قال) ه322/ م934ت("العلويطباطبابنال"عيار الشعر"يف كتاب مختلف كاختالف الناس في صورهم، ، متفاوت التفصيل، جنسه و معرفة اسمه متشابه الجملةتحصيل

أصواتهم، و عقولهم، و حظوظهم و شمائلهم، و أخالقهم، فهم متفاضلون في هذه المعاني، و كذلك و ، و مواقعها من اختيار الناس إياها كمواقع األشعار هي متفاضلة في الحسن على تساويها في الجنس

.48"الصور الحسنة عندهم، و اختيارهم لما يستحسنونه منها

و البد من أن نذكر فيه أقسام تأليف :" و ذكر اجلاحظ أن الكالم ينقسم إل منثور و منظوم؛ قائالجميع الكالم، و كيف خالف القرآن جميع الكالم الموزون و المنثور، و هو منثور غير مقفى على مخارج

.49"األسجاع، و كيف صار نظمه من أعظم البرهان، و تأليفه من أكبر الحججاألشعار و

و جتدر اإلشارة إىل أن اجلاحظ قد رأى صعوبة يف اجتماع الشعر و النثر يف لسان واحد رادا تلك الصعوبة إىل طبيعة كل مبدع و إبداعه، إال أنه مل ينكر أن يكون الشاعر خطيبا أو اخلطيب

.50هذه الرؤيا النقدية من قبل اجلاحظ متييز جلنس الشعر عن جنس النثرشاعرا، و يف

الذي يقع سائر أجناس الكالمعلىأحالواو": قالحني)ه388/ م998ت (الخطابي و أطلقه منه التفاضل، فتقع في نفوس العلماء به عند سماعه معرفة ذلك، و يتميز في أفهامهم قبيل الفاضل من

.51"المفضول منه

.129:ص-1987- طبعة جديدة–، بريوت مكتبة لبنان–)قاموس مطول للغة العربية(طحميط احملي: طرس البستاينباملعلم: ينظر- 46. 254: ص –) اجلوهر احلواري للخطاب األديب(الصوت اآلخر : فاضل ثامر-47

.13: ص-2005/ه1426-2ط- العلمية، بريوتدار الكتب -نعيم زرزور: مراجعة- عباس عبد الساتر: شرح و حتقيق-عيار الشعر: حممد أمحد بن طباطبا العلوي- 48.383: ص- 1ج-1998/ه1418- 7ط-مكتبة اخلاجني بالقاهرة- عبد السالم حممد هارون: حتقيق و شرح-البيان و التبيني: أبو عثمان عمرو بن حبر اجلاحظ- 49.238: ص-مقوالت اجلاحظ و ابن هب الكاتب مثاال–ة النقد العريب القدمي و الوعي بأمهية األجناس األدبي: فاضل عبود التميمي: ينظر-50-دار املعارف، مصر-حممد خلف اهللا و حممد زغلول سالم: ق عليهاقها و عل حق- بيان إعجاز القرآن- ثالث رسائل يف إعجاز القرآن: أبو سليمان محد بن حممد اخلطايب- 51

.24: ص- 1976- 3ط

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

15

فإن العادة كانت جارية: "يف كتابه حني قال النوعلفظة ) ه386/ م996ت (ماني الر و أورد . 52"الخطبومنها السجعومنها الشعر،: الكالم معروفةبضروب من أنواع

. اعلم أن لكل نوع من المعنى نوعا من اللفظ: "النوع قائال)ه471ت (الجرجانيالقاهرعبدوذكر 53."أخص و أولىهو به

يف كتابه و الجنسالنوعلفظيت ) ه456/ م1064ت (ابن رشيق القيرواني كما استعملمنظوم و منثور، و لكل منهما : العرب نوعانكالمو : "إذ قال" آدابهالعمدة في محاسن الشعر و "

تساوتا في القيمة، و لم يكن ، و ئة، فإذا اتفق الطبقتان في القدرجيدة، و متوسطة، و ردي: ثالث طبقاتإلحداهما فضل على األخرى، كان الحكم للشعر ظاهرا في التسمية؛ ألن كل منظوم أحسن من كل منثور

54".من جنسه في معترف العادة

م أن ــلع ا : " للداللة على اجلنس قائالالفنظة ــلف) م1406/ ه808ت(خلدونابنو وظفعلى فنين في الشعر المنظوم، و هو الكالم الموزون المقفى و معناه الذي تكون ان العرب و كالمهم ــلس

و في النثر و هو الكالم غير الموزون، و كل واحد من الفنين . أوزانه كلها على روي واحد و هو القافية55".يشتمل على فنون و مذاهب في الكالم

يف قضية األجناس األدبية يف كتابه ل تفصيال فقد فص ) ه335بعدتوفي(أما ابن وهب الكاتب اعلم أن سائر العبارة في لسان ": قال) العبارةتأليف(، ففي باب "البرهان في وجوه البيان"

العرب، إما أن يكون منظوما أو منثورا، و المنظوم هو الشعر و المنثور هو الكالم، و الشعر و هو : أحسنها و أشبهها بمذاهب الشعراء، و الرجزو هي: القصيد : ينقسم عنده أقساما منها

و هو أن يأتي الشاعر بخمسة : و منها المسمطلراجز الساقي الذي يسقي الماء، أخفها، و ا

.111: ص--ثالث رسائل يف إعجاز القرآنضمن كت يف إعجاز القرآن الكرميالن : عيسى الرماينعلي بنأبو احلسن - 52.117: ص--ثالث رسائل يف إعجاز القرآنضمنالرسالة الشافية: أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرمحن اجلرجاين- 53ر ــدار اجليل للنش-يدــحممد حمي الدين عبد احلم: هـــه و فصله و علق حواشيــحقق–، و نقده و آدابه،الشعرنـــلعمدة يف حماسا: األزديأبو علي احلسن بن رشيق القريواين- 54

.19: ص- 1ج-1981/ ه1401- 5ط-و التوزيع و الطباعة.644: ص- دط، دت- لنشر و التوزيع، اجلزائرشركة دار اهلدى للطباعة و ا-أمحد الزعيب: اعتناء و دراسة- املقدمة: مد بن خلدونعبد الرمحن بن حم-55 نقد النثر: " نسب الكتاب خطأ إىل قدامة بن جعفر حتت عنوان."

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

16

: زدوجـــــــا المــــأبيات على قافية ثم يأتي ببيت خالف القافية، و كذلك إلى آخر الشعر، و منه.56"آخر القصيدة، و أكثر ما يأتي وزنه على وزن الرجزو هو ما أتى على قافيتين قافيتين إلى

إىل الشكل النصي للشعر، كما ذكر أن للشعراء فنونا من الشعر كثرية جتمعها وهبابنيشري املديح و اهلجاء و احلكمة و اللهو، مث تتفرع عن كل صنف من : يف األصل أصناف أربعة، و هي

املراثي، و االفتخار، و الشكر، و اللطف يف املسألة، و غري : حتلك األصناف فنون، فيكون من املديذلك مما أشبهه و قارب معناه، و يكون من اهلجاء الذم و العتب و االستبطاء و التأنيب و ما أشبه

األمثال و التزهيد و املواعظ و ما شاكل ذلك و كان من : ذلك و جانسه، و يكون من احلكمةون و ما أشبه ذلك و قاربهنوعه، و يكون من اللهو ال أما املنثور . غزل و الطرد، و صفة اخلمر و ا

ما (أو حديثا ) اجلدل و املناظرات(عند ابن وهب فإما أن يكون خطابة أو ترسال أو احتجاجا م م و جمالسهم و مناقال ، و أضاف الوصايا و التوقيعات دون تفصيل )جيري بني الناس يف خماطبا

57.وصهايف طبيعة نص

الذي و اليت، : و األمساء املبهمة ": يف كتابه إذ قال" اجلنس و النوع"كما أورد ابن وهب لفظيت و ما و من ، إذا كانا مبعىن الذي و اليت ، و أي إذا كانت مبعىن الذي أيضا، فكل هذه نكرات

.58"مبهمة ال تقع على شخص بعينه، بل على كل نوع، و أنواع كل جنس

ستةفعثر فيه على،)ه403ت (للباقالنيالقرآنإعجازيف كتاب يحياويرشيدنظر يتميز عن أساليب الكالم "مصطلحات سيقت يف وصف أقسام الكالم؛ إذ أن القرآن عند الباقالين

عن سائر "و" عن أصناف الكالم املعدل املسجع"و " عن أنواع الكالم املوزون غري املقفى"و"املعتادمـا فنون"أو " أحد أقسام كالم العرب"، و ال وجود للشبه بينه و بني أي من "أجناس الكالم

59."ينقسم إليه الكالم من شعر و رسائل و خطب و غري ذلك

حفىن :تقدمي و حتقيق-)الذي نشره من قبل حتت اسم نقد النثر لقدامة بن جعفر(الربهان يف وجوه البيان : أبو احلسني إسحاق بن إبراهيم بن سليمان بن وهب الكاتب: ينظر-56.127: ص-1969-مكتبة الشباب-حممد شرف

.240/241/242: ص-مقوالت اجلاحظ و ابن هب الكاتب مثاال–النقد العريب القدمي و الوعي بأمهية األجناس األدبية : فاضل عبود التميمي: ينظر-57.262/263: ص- الربهان يف وجوه البيان: بن وهب الكاتبا-58.36:ص-م1998/ه1419- 1ط- منشورات كلية اآلداب منوبة و دار الغرب اإلسالمي بريوت-)دراسة يف السردية العربية(اخلرب يف األدب العريب: القاضيحممد : ينظر-59

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

17

كل ما أن يتضح جليا" نوع"و " جنس"من خالل هذه األمثلة الستعمال النقاد القدامى لكلمةشعر و نثر، و هلذين اجلنسني أغراض حددوها، مثل : على ضربنيعرفوه من تقسيم لألدب إمنا هو

وهي ،"اخلطابة و املقامة و الرسالة "و هي أغراض شعرية، و ،"املدح، الرثاء، الغزل، الفخر، اهلجاء".فنون نثرية، إىل أن ظهرت أنواع أخرى يف العصر احلديث

الحظ سطوة النظرية الغربية لألجناس على الناظر يف دراسات األدب عند العرب املعاصرين يإن .60تقسيم ألجناس الشعرمن أرسطو قسم منها كبري، فقلما خيرج هؤالء الباحثون عما نسب إىل

على سبيل التمثيـل ال - و من النقاد العرب احملدثني الذين اهتموا بقضية األجناس األدبية نذكر عبد الفتاح،يقطينسعيد، محمد مندور، اسماعيلعز الدين ، هاللغنيميمحمد: -احلصر

.و غيرهم، إبراهيماهللاعبد، كيليطو

لدراسة األجناس األدبية حيث " المقارناألدبدور "جزءا من كتابه هاللغنيميخصصنقصد باألجناس األدبية القوالب الفنية العامة التي تفرض على الشعراء و الكتاب ": عرفها كما يلي

، كما تعرض يف الفصل الثاين من كتابه 61"مجموعة من القواعد الفنية الخاصة بكل قالب على حدة. إىل األجناس الشعرية عند العرب و أهم األجناس النثرية" الحديثاألدبيالنقد"

الشعر إىل أن فنون األدب الشعري مرجعها إىل امللحمة و هاشمساميو بقاعيشفيقو يذهب فقد عمد إىل نقل ما يعثر عليه من تصنيفات اسماعيلالدينعزالغنائي و التمثيل و احلكمة، أما

62.الغربيني املعاصرين

جمموعة من الكلمات مرادفة " األدبيةاألنواعنظريةيف مقدمات"يف كتابه يحياويرشيدأورد . ن جمموعة من السمات األسلوبيةاملثال الذي خيتز النمط هو النموذج و: "للجنس، و ربط فيما بينها قائال

أما النص فهو املنجز أو املظهر امللموس للنمط .النوع هو املتصرف بطريقة أو بأخرى يف تلك السماتو

.41/42: ص-السابقاملرجع : ينظر-60.42: ص-دت-دط-ضة مصر للطباعة و النشر و التوزيع-دور األدب املقارن يف توجيه دراسات األدب العريب املعاصر: حممد غنيمي هالل: ينظر- 61.42: ص- اخلرب يف األدب العريب: حممد القاضي: ينظر-62

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

18

الشعر، اخلطابة، الرسالة، السرد، باعتبار أمهيتها : و يف النقد العريب ميكن أن نتكلم عن أمناط.النوعو 63"فيه

شأنه شأن العالمة - يف اعتباره أن اجلنس األديبكيليطوالفتاحعبديحياويرشيدو يوافق .64ال تربز خصائصه إال من خالل تعارضها مع خصائص أجناس أخرى-عند دي سوسرياللغوية

أن احلديث عن أي نوع أديب يستند بصفة صرحية أو ضمنية إىل نظرية يف األنواع، كيليطوصرح و أن خصائص النوع ال تربز إال بتعارضها مع خصائص أنواع أخرى، و تعريف النوع يقرتب من

النوع يتحدد قبل كل شيء مبا ليس واردا يف األنواع األخرى، إذا : تعريف العالمة اللغوية عند سوسريفإنك ستالحظ خصائص متعارضة و متبادلة االرتباط؛ حتديد ) املدح و اهلجاء مثال(ت نوعني تأمل

. النوع يقتضي منك أن تعترب الرتادف يف جمموعة من النصوص و التعارض بني النوع و أنواع أخرىاورة .65هلذا فإن دراسة نوع تكون يف الوقت نفسه دراسة لألنواع ا

إن كل نوع أدبي يفتح أفق انتظار : "حني قالياوسعند االنتظارو أفق عالنو بني كيليطوربط

، و إذا ما تكسر هذا األفق ، فإن القارئ سيشعر باالنتقال و اخلروج من نوع إىل نوع 66"خاصا به.آخر، و هنا إشارة منه إىل التفاعل بني األنواع و تالقحها

عامة ، النقدية خطوة عمالقة و ذات أثر بالغ يف النقد العريب املعاصريقطينسعيدو تعد جتربة على سبيل التمثيل ال -، وإصداراته املتالحقة خري دليل على ذلك، و نذكر وقضية األجناس خاصة

- )مفاهيم و تجليات(السرد العربي القديم -تحليل الخطاب الروائي-التجربةالقراءة و :" -احلصر".قال الراوي-الكالم و الخبر-ذخيرة العجائب العربية-الرواية و التراث السردي-الروائيانفتاح النص

مستفيدا من متييزات العرب القدماء، بعد أن الحظ أن النوعو الجنسبني سعيد يقطين ميزنواع األدبية، دبية و طورا األاحملدثني و املعاصرين ال يفرقون بينهما، فيستعملون تارة األجناس األ

ما شيء واحد، و أضاف مفهوم و الصنف : ارتضاه على مصطلحات قدمية، مثلالذي "النمط"كأ

.08:ص1991-1ط-إفريقيا الشرق، الدار البيضاء-مقدمات يف نظرية األنواع األدبية: رشيد حيياوي : ينظر- 63.41: ص- اخلرب يف األدب العريب: حممد القاضي- 64

.26/27: ص-2006- 3ط-دار توبقال للنشر، املغرب-"دراسات بنيوية يف األدب العريب"األدب و الغرابة : عبد الفتاح كيليطو- 65.25: ص-املرجع نفسه-66

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

19

هما، ألنه رأى أن النمط يتيح إقامة جسور مع االستعماالت اليت ) Type(و الضرب و ما شا:جندها له يف الفكر األديب احلديث، فكان التمييز كما يلي

.ألنه مبقتضاه حندد جنسية الكالم) املادة احلكائية(بالقصة و ربطه :الجنس-، و جتعلها ألنواع السرديةصلته باخلطاب ألن طريقة التقدمي هي اليت تعني او جعل: النوع-

.متميزة عن بعضها البعضبالنص ألنه يتيح لنا إمكانية معاينة موضوعات النص و تيماته و األبعاد و ربطه : النمط-

.67الداللية املختلفة

La(أن مفهوم اجلنسية يقطينو يرى généricité ( قائم على قاعدة االنطالق من التجلياتا املختلفة، اليت تقوم على أساس االشرتاك ات(النصية يف تفاعال أو االختالف، و سواء ) املتشا

ات ذات طبيعة شكلية أو تيماتيكية Le(الصيغةو ينطلق من مفهوم . كانت هذه التشا mode(كأساس للتمييز، علما أن مفهوم الصيغة خيتلف من باحث إىل آخر، و هو يوظفه بشكل خمتلف

فهي مقولة كلية " ؛ جنيتجيرارو يستعمله قريبـا من املعىن الذي يعطيه إياه ،تشولزعما جنده عند 68".متعالية تاريخيا و لسانياو

: هي–و قد سبق اإلشارة إليها –الثالثة اليت مت حتديدها يف األدبيات الغربية و الصيغ 69احملاكاة الدرامية -السرد املختلط ج-السرد اخلالص ب-أ

لى النظرية األرسطية ينتهي يقطني إىل نتيجة مفادها أن التصنيف األجناسي الغريب القائم عاليونانية ال يستطيع أن يستوعب النص العريب يف جتلياته و متظهراته املختلفة، و أن األجناس

، منطلقا يف هذه و الخبر و الشعر)و عوضه بالحديث(القول: األساسية يف الكالم العريب هيوضعوإىل ) نثر/شعر( األداةإلىالنظرومن ) اإلخبار/ القول(الكالمصيغتيمن الرؤيا النقدية

.142: ص-2012-1ط-املركز الثقايف العريب- )الشكل و الداللة(السرديات و التحليل السردي : سعيد يقطني- 67.158/188: ص- 1997- 1ط-، الدار البيضاءاملركز الثقايف العريب- "مقدمة للسرد العريب"الكالم و اخلرب: يقطنيسعيد :ينظر- 68.189: ص- نفسهاملرجع - 69

تاريخية عن التصنيف األجناسي لألدبلمحة:مدخل

20

:لتمييز ثالثة أجناس تستوعب كل كالم العرب وهي) الراوي/المتكلم(النصصاحبنخلص من هذا الطرح أننا بانطالقنا من " : يقول يف هذا الشأن.والخبروالحديثالشعر

، و إلى وضع صاحــب )نــثر–شــعر (، و بالنــظر إلى األداة )القـــول و اإلخبار(صيغتي الكــالم هذه . الشعر و الحديث و الخــبر: ، نميز بين ثالثة أجناس هي)الراوي- المتكلم(الكــالم

متعالية على الزمان و المكان، األجــناس الثالثة تستوعب كل كالم العرب، و تبعا لذلك تغدو.70"ال يكاد يخلو أي كالم من اندراجه ضمن إحداهاو

)Enonciation(مفهوم اجلنس و فعل الكالم أو التلفظيربط بني سعيد يقطينو يبدو أن )Acte locutoire( أو الخطاب)le discours(،ينطلق يف تصنيفه األجناسي من وصف و كأنه

ا املختلفة ).اللفظية، التركيبة، الداللية و التداولية(النصوص على مستويا

مهما اعرتى مفهوم األجناس األدبية من تداخل و تشابك، و توافق يف اآلراء خنلص مما تقدم أنهتارة و اختالف تارة أخرى، فهي ال تعد يف األخري إال حماولة جادة لتصنيف اإلبداعات األدبية اليت تنطوي على تفاعالت األنواع وتداخلها مع بعضها البعض، فبمقدور اجلنس األديب الواحد توليد

و لعل األجناس هي . فرعية أخرى، تكون تلبية ضرورية حلاجات التطور اخلاصة بكل عصرأصنافهنــــا تظهر إشكـــالية حــــيـــاة النـــوع ها، وــافظت على جوهرها و نقائـــا حــــا إذا مـــــودهـــيت تثبت وجـــال

نقراضه أو تغري بعض مالحمه مع االحتفاظ بامسه على الرغم من تبدل بنية النصوص الذي ينتمي ا أو إليها، السيما و أن كل نص أديب ميتلك شفرة خاصة به تفك من خالهلا رموزه يف إطار حتديد اجلنس

اهيم مرنة األنواع األدبية مف" :الدكتور خيري دومةاألديب الذي ينتمي إليه، و يف هذا الشأن يقول متطورة، بمعنى أنها تتطور من عصر إلى عصر، و من فترة إلى فترة، و من مدرسة إلى مدرسة،

يضيف إلى النوع ، و كل ) خاصة إذا كان عمال أصيال(ومن كاتب إلى كاتب، فكل عمل جديد .71"كاتب متميز يغير من طبيعة النوع

إما أن يقول شيئا أو خيرب عن : أحد اثننييتمثل يف إجناز الكالم بصدد مل وقع، فأي مرسل للكالم هو : اإلخبار. يربز القول يف إجناز الكالم بصدد ما هو قيد الوقوع: القول.شيء

.193/194: ص-الكالم و اخلرب: سعيد يقطني: ينظر- 70.33: ص–) 1990- 1960(خل األنواع يف القصة املصرية القصرية تدا: خريي دومة-71

النظريبـــابالنفتاحه على األنواع األدبيةالسرد المعاصر و ا التتحو

الفصل األولمفهومها و خصوصياتها السردية:الرواية

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

25

الذي مل ميض على ظهوره أكثر من ثالثة قرون يف العامل الغريب، الرواية هي الفن األديب إن و التمثل األديب القادر على اهلضمو الرواية هي اجلنس. وال أكثر من قرن و نصف يف العامل العريبالذي يوفق ما بني شغف اإلنسان بالفن نجيب محفوظو اإلفادة من فنون أخرى، و قد وصفه

.1حنينه الدائم إىل اخليال، و ما بني غىن احلقيقة و مجوح اخليالاحلديث باحلقائق و

لها اخلاص يف األدب الغريب ـــمل حتقق الرواية باعتبارها جنسا أدبيا استقالهلا متيزها بوجودها و شكو العريب إال يف العصر احلديث، حيث ارتبط مصطلح الرواية بظهور و سيطرة الطبقة الوسطى يف

، فحلت هذه الطبقة حمل اإلقطاع الذي متيز أفراده باحملافظة واملثالية، و على العكس األوريبتمع امن ذلك فقد اهتمت الطبقة الربجوازية بالواقع و املغامرات الفردية، وصور األدب هذه األمور

رواية غري املستحدثة بشكل حديث اصطلح األدباء على تسميته بالرواية الفنية يف حني أطلقوا اسم الا على الواقع، و عليه . الفنية على املراحل السابقة هلذا العصر فالسمة البارزة للرواية الفنية انكبا

فالرواية تبدأ يف أوربا منذ القرن الثامن حاملة رسالة جديدة هي التعبري عن روح العصر، و احلديث ا عن خصائص اإلنسان، و هناك من يعترب رواية دونكيشوت لسرفانتس أول رواية فنية يف أوربا كو

الربجوازية، و هي البديل عن امللحمة، و إذن، فالرواية وليدة الطبقة . تعتمد على املغامرة و الفردية.2ولذلك اعترب هيجل الرواية ملحمة العصر احلديث

:متغيرات تعريف الرواية:أوال

:عند العرب-1:لغة-أ

ظهوره حتت أي و جريان املاء أو وجوده بغزارة أواللغة العربية هيف " روى"إن األصل يف مادة شكل من األشكال ، أو نقله من حال إىل حال أخرى ؛ من أجل ذلك ألفيناهم يطلقون على

.102:ص-16العدد-1391شتاء -السنة الرابعة-األدب املعاصردراسات: جملة-حملة عن ظهور الرواية العربية و تطورها: حممد هادى مرادى و آخرون: ينظر- 1.08:ص-2009-2ط- دار الشروق للطباعة و النشر- املرأة يف الرواية اجلزائرية: صاحلمفقودة -2

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

26

الراوية ، ألن الناس كانوا يرتوون من مائها، مث على البعري الراوية أيضا ألنه كان ينقل املاء المـــــزادةذا املاء 3.كما أطلقوا على الشخص الذي يستقي املاء هو أيضا الراوية. فهو ذو عالقة

: كثري مرو؛ قال :و ماء روي و روى و رواء " :جاء يف لسان العرب

.تـبشري بالرفه و املاء الروى و فـرج منك قريب قد أتى

.ويسمى البعري راوية على تسمية الشيء باسم غريه لقربه منه . أي عذب: و ماء رواء

ا ) رضي اهللا عنها(يف حديث عائشة و و روى احلديث و الشعر يرويه رواية و تـرواه، أية بن املــــضرب فإنه يعني على الرب :"قالت ، و رويـته الشعر تـروية أي محلته على " تـرووا شعر حج4.روايته

ود عالقة راوية ؛ و ذلك لتومههم وج: مث جاءوا إىل هذا املعىن فأطلقوه على ناقل الشعر ، فقالوا ال، مث لتومههم وجود التشابه املعنوي بني الري الروحي الذي هو االرتواء املعنوي من التلذذ النقل أو

ذي بسماع الشعر أو استظهاره باإلنشاد، و االرتواء املادي الذي هو العب يف املاء العذب البارد اللـأن صحراءه كان الشعر،بني املاء و و قد الحظ العريب األول العالقة .يقطع الظمأ و يقمع الصدىيف العربية القدمية إمنا هو " الرواية " و واضح أن أصل معىن .الشعرأعز شيء فيها هو املاء مث

5.االستظهار

:صطالحاا -ب

ائي للرواية صعب، و قد يكون مستمفهوملعل تقدمي حيال، إذ مل يتمكن جل الدارسني دقيق و باستعراض لبعض التعاريف اليت أوردها بعض الدارسني، . من حتديدهاالنقاد الغرب و العربو

.سيتجلى هذا األمر

- مزاد و مزايد و مزادات : ج .هي وعاء كالقربة ، حيمل فيه املاء عند السفر..22: ص –1998–د ط -عامل املعرفة –" حبث يف تقنيات السرد " ية الرواية يف نظر : عبد امللك مرتاض -3لد ال-دت-دط-صادر، بريوتدار –لعربلسان ا:أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكرم:ينظر - 4 ).يرو (: مادة- رابع عشرا.22ص -الرواية يف نظرية: عبد امللك مرتاض - 5

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

27

ا إإذ أنه من العسري إعطاء تعريف جامع مانع للرواية،مرتاضالملكعبديرى الباحث ثا تسعى جاهدة إىل فهي تشرتك مع امللحمة حني تسرد أحداتشرتك مع األجناس األدبية األخرى؛

، مث إن الرواية ال تتناول األشياء و تستميز عنها بكون امللحمة شعرا واألخرى نثرا،متثيل احلقيقةعام، حيث تقوم بتصوير البطوالت اخلارقة للعادة عكس امللحمة اليت تتغذى منها يف بنائها ال

تم هلم اخلارقة ، مهملة باملقابل عامة الناس و األفراد البسطاء يف ااألعمال العظيمة و تمع، الذين أما من حيث الزمان.الرواية دون اإلحجام عن معاجلة الشق األول يف بعض أطوارها االستثنائية

،كما )ال تكاد تعاجل إال األزمنة البطولية( املكان فهما يتسمان بالعظمة و السمو بالنسبة للملحمة و ا طويلة احلجم ، لكن الرواية اليت حتاول حياة إنسانية أكثر حركة، ضيقة احلدود،مما جيعلها ةكسا عمأ

و ال تريد الرواية أن تتدىن لغتها إىل اللغة العادية الفجة املبتذلة ، فاستعانت .والسرعةتتسم باحلركيةارها جتسد اجلمال الفين الرفيع جبملة من الصور الشعرية الشفافة ساعية إىل تقمص لغة الشعر، باعتب

تشرتك مع املسرحية يف و. البديع، ما جيعلها مشرتكة مع الشعر يف هذه اخلصيصةاخليال الراقي و الشخصية، الزمان، احليز، اللغة و احلدث؛ فال مسرحية و ال رواية إال بشيء من : بعض عناصرها

ة ـــدبية جمتمعاس األــــنـــا من هذه األجــــا ليست فعال و حقا أيــــها ألـــة بذاتــــإذن، تنفرد الرواي.ذلك.6أو منجمة، ما جيعلها جنسا فذا يف سوح األدب

نبادر ،احلق بأننا بدون خجل وال ترددو : "وايةصعوبة تعريف الر يقول الدكتور مرتاض مشريا إىلو قدم هلا وصفا بدال من تعريفها إذ يوهو 7".إىل اإلجابة عن السؤال بعدم القدرة على اإلجابة

ا، الرواية ؛ هذه العجائبية ؛ هذا العامل السحري اجلميل؛ بلغتها، وشخ" :يقول، ا، و أزما صيا.8" ر كل ذلك من خصيب اخليال، و بديع اجلمالو و أحداثها، و ما يعتوأحيازها

الشهداء للكاتب الفرنسي شاتوبريون : مع استثناء بعض الكتابات الروائية اليت كتبت شعرا ، مثل..12ص :السابقاملرجع ينظر - 6.23:ص-ةاملرأة يف الرواية اجلزائري: صاحلمفقودة - 7.07:ص-يف نظرية الرواية: عبد امللك مرتاض -8

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

28

الرواية على القصة الطويلة، - صاحب املعجم األديبكما أشار -يطلق النقاد و مؤرخو األدب فتتساوى يف نظرهم اللفظتان من حيث املدلول، غري أنه يالحظ عادة أن لفظ الرواية مبعناها العصري

.9حديثة العهد، و هي سرد نثري أو شعري يف اللغة الرومانية العامة، ليس يف الالتينية الفصحى

ا سرد قصصي نثري يصو و ر شخصيات فردية من خالل سلسلة من يعرفها فتحي إبراهيم بأاألحداث و األفعال و املشاهد، و هي شكل أديب جديد مل تعرفه العصور الكالسيكية و الوسطى، نشأ مع البواكري األوىل لظهور الطبقة الربجوازية، و ما صحبها من حترر الفرد من ربقة التبعيات

.10"الشخصية

ثريا خياليا طويال عادة، جتتمع فيه عدة عناصر يف وقت فيعد الرواية سردا نمجدي وهبةأما احلدث، التحليل : و هذه العناصر هي. واحد، مع اختالفها يف األمهية النسبية باختالف نوع الرواية

تمع، تصوير العامل اخلارجي، األفكار، العنصر الشاعري .11النفسي، تصوير ا

و يرى الدكتور إبراهيم سعدي أن الرواية هي أقرب فن أديب إىل احلياة، و يتجلى ذلك على الصعيد اللغوي؛ فعلى الرغم من تعدد مستويات اللغة عند الروائيني و اختالفها من كاتب إىل آخر،

12.فهي أقرب إىل لغة احلياة اليومية إذا ما قيست بلغة الشعر

حكاية خيالية، .الرواية جنس سردي نثري فين:" التاليةتعريفية القاربة دم املفيقأمحد راكز أما ا شكال، خطابا، و يقصد منه التأثري :تستمد خياهلا من طبيعة تارخيية عميقة، وتستمد فنيتها من كو

ا مؤلف ختييلي نثري له طول معني، ويقدم . على متلقيه من خالل استعماله ألساليب مجالية إو يعمل على تعريــفنا بسيكولوجيتها، جيعلها تعيش يف وسط،ات معطاة كشخصيات واقعية،شخصي

ا 13."مبصريها، ومبغامرا

.481: ص- 1979ى-1ط-دار املاليني- األديباملعجم: د النور جبورعب:ينظر- 9.176: ص- 1988- 1ط- اجلمهورية التونسية-املؤسسة العربية للناشرين املتحدين- معجم املصطلحات األدبية: حي إبراهيمفت: ينظر- 10.183: ص- معجم املصطلحات العربية يف اللغة و األدب: جمدي وهبة و كامل املهندس: ينظر- 11.86: ص –2009–دط –منشورات السهل –دراسات و مقاالت يف الرواية : إبراهيم سعدي : ينظر - 12.13: ص -1995-1ط–دار احلوار للنشر و التوزيع - )املسلة(الرواية بني النظرية و التطبيق أو مغامرة نبيل سليمان يف : د راكز أمح: ينظر 13

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

29

تمع، و تفسح مكانا و الرواية هي كتابة كلية شاملة موضوعية أو ذاتية، تستعري معمارها من بنية اتمع اجلماعات .14و الطبقات املتعارضةلتتعايش فيه األنواع و األساليب، كما يتضمن ا

هي األحداث اليت نطلع أ":الروايةو يطرح أمحد سيد حممد سؤاال حياول من خالله حتديد مفهوم عليها و تنقل إلينا؟ أم هي سرد فين مجايل ملا يتخيله الكاتب من أحداث يتصورها وقعت أم مل تقع؟

ا األحداث اليت ترويها فقط، ففي:فإذا قلنا هذه احلالة ميكن القول بأن جذورها قدمية قدم بأا عملية إبداع فين بعيد عن األحداث الفعلية يف احلكايات لدى كل األمم والشعوب، و إذا قلنا بأ

ا تصبح حرفة و صناع ا املادية أو التارخيية، فإ االستفادة من ة فنية، ختضع يف بنائها للتأثر و صورفهوم جديد و حديث نسبيا يف فن الرواية العاملية ، فإطالق الرواية على ما و هذا املاآلداب األخرى،

15.قبل ذلك جتاوز يف املصطلحات أو إطالق جمازي

ا نسق من العالقات ، و النسق ال " ربط محيد حلمداين بني الرواية و اإليديولوجيا فعرفها على أا األساسية هي األفكار اإليديولوجية اجلاهزة سلفا يتأسس يف ذاته إال من خالل التناقضات، و ما د

إما أن تكون كل إيديولوجية على قدم املساواة :و هي تدخل إىل الرواية يف وضعني خمتلفنييف الواقع،ا يف مواجهة األسئلة اليت توجه إليها ا موجودة يف حقل اختبار ملعرفة صالبتها و قو مع غريها وكأ

و متويهية تلهي القارئ عن خر،و إما أن يتم إخضاع بعضها للبعض بوسائل فنية من طرف املوقع اآلوجي،ـــالــــتكون الرواية ذات طابع دي:يف احلالة األوىل.معرفة ما جيري من تواطؤ ضد ملكاته اإلدراكية

ين آراءاو قد تبىن حلمد16."و يف احلالة الثانية تكون الرواية ذات طابع مونولوجي ومظهر ديالوجيجهات تعدد األصوات و و تتبىناليت ، "dialogismele"فيما أمساه باحلوارية باختينميخائيل

.اتطاباخلتقاطعنظر وال

.275: ص- 1970-دار احلقيقة، بريوت- ترمجة عيتاين حممد-عربية املعاصرةاأليديولوجية ال: عبد اهللا العروي: ينظر- 14.25:ص- 1989- دط- املؤسسة الوطنية للكتاب-)حممد ديب،جنيب حمفوظ(الرواية االنسيابية وتأثريها عند الروائيني العرب : أمحد سيد حممد -15.42/43: ص - 1990- 1ط-املركز الثقايف العريب- ) يا الرواية إىل سوسيولوجيا النص الروائي من سوسيولوج(النقد الروائي و اإليديولوجيا : محيد حلمداين - 16

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

30

، 17ذهب الدكتور عز الدين إمساعيل إىل أن الرواية هي أكرب األنــواع القصــصية من حيث احلجمو ، وهو املفهوم الذي اعتمده بعض النقاد عندما تناولوا "قصة طويلة"ذا املفهوم تصبح الرواية و

الفن القصصي و املسرحي يف "الرواية، فقد عنون حممد الصادق عفيفي الفصل األول من كتابه من أحدث األجناس ) القصة الطويلة(تعترب الرواية : " ، و استهله بقولهبالقصة الطويلةاملغرب العريب

، فمحمد صادق عفيفي مثله مثل عز الدين إمساعيل يطابق بني 18"روءة األدبية يف عامل الكلمة املقالفرق بينهما يف احلجم ليس غري، كما أطلق أمحد رضا مفهوم الرواية و مفهوم القصة، و حيصران

دباء العرب كانوا و جتدر اإلشارة إىل أن األ، "قصة"مصطلح " غادة أم القرى"حوحو على أول روايته عبد العزيز و مثال هذا جلنس املسرحية، "رواية"من القرن املاضي يستعملون مصطلح اتإىل الثالثيني

.19نيبالروايت) كليوباترا و عنرتة(البشرى، الذي وصف مسرحييت أمحد شوقي

و قد أشار عبد امللك مرتاض إىل أن األدباء اجلزائريني كانوا يطلقون على كل مسرحية مصطلح ذا كيف أن اللغة النقدية العربية ظلت أمدا طويال حائرة يف العثور على املصطلح ، رواية" و نالحظ

.20دةللمفاهيم الغربية الوافاملالئم

ال مهيدات تقدم مفهوما خمالفا ملا سبق، إذ تقول الرواية هي امليثاق األنثوي الذي :" إال أن ، و هي هنا تربط حضور املرأة 21"من تسلط الثقافة الذكورية تسعى فيه املرأة حلماية وجودها األنثوي

.بفعل الكتابة ، الذي جتعل منه ميثاقا كفيال حبمايتها

تعريفه للرواية على العناصر األساسية املكونة للعمل الروائي و املتمثلة مود أمني العاملو يركز حم: فيما يلي

.20: ص-2015- دار األمل للطباعة و النشر و التوزيع-)دراسة بنيوية تطبيقية(تقنيات السرد يف رواية جنيب حمفوظ القاهرة اجلديدة : آسيا قرين: ينظر- 17.نفسهنقال عن املرجع- 1971-1ط- دار الفكر- )1965- 1900(صي و املسرحي يف املغرب العريب الفن القص:حممد الصادق عفيفي: ينظر- 18.21: ص- تقنيات السرد يف رواية جنيب حمفوظ القاهرة اجلديدة : آسيا قرين: ينظر- 19.23: ص-يف نظرية الرواية: و عبد امللك مرتاض.21/22ص -نفسهاملرجع : ينظر- 20.01:ص- 2008- 1ط–عامل الكتب احلديث و جدارا للكتاب العاملي –اآلخر يف الرواية النسوية العربية يف خطاب املرأة و اجلسد و الثقافة : دات ال مهي- 21

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

31

.مسات الشخصية و العوامل اليت توجهها-.الطابع التسجيلي كوصف األشياء و العادات و التقاليد-.الطابع التحليلي-.األسلوب-.املكان-.22التصميم الذي ختضع له الرواية-

أن مفهومها خيتلف باختالف املناهج النقدية اليت تنتمي إليها الرواية، فإننا سنجد و مهما قيل يف.23لسفية أو رمزيةرواية ما؛ تارخيية أو رومانسية أو واقعية، أو ف

:عند الغرب -2:)Roman(لكلمة صليةالداللة األ-أ

إال –كما هو معروف –روايةالفرنسي يف اللغة العربية بكلمة ) Roman(يقابل مصطلح قدمية جدا، و أطلقت يف القرن احلادي عشر على النصوص املكتوبة بلغة ) Roman(أن كلمة

الدارجة يقرؤها على الناس رجل مثقف ألن الكتابة مل تكن ميسرة يف ذلك الرومان ، و هي اللغة الوقت ، فاستخدمت الكلمة يف احلدث أي القراءة مث أطلقت على املادة اليت تـتلى و حتكى و هو التاريخ الذي كان جاريا يف ذلك الزمان ، ولكن هذا التاريخ سرعان ما تبدل و أصبح فرديا و أخذ

خيرتع من خياله الذي ميكن أن حيتوي على حقائق مادية عاملية، وظل اخليال مقرتنا بالرواية املؤلفاملذهب الرومانسي مأخوذ من هذا املعىن و.مث ظهرت الرواية احلديثةحىت أخذت تتجه إىل الواقع،

إىل ما ) الروايةأقصد (، لتصل هذه األخرية )Roman(اخليايل الذي ظل مرتبطا زمنا طويال بكلمة هي عليه اآلن؛ من تعدد يف األشكال و األنواع، حىت أضحى من الصعب اإلملام النهائي مبفهوم

24.واحد هلذا اللون املتجدد من األدب

.68/73: ص- 1970- اهليئة املصرية العامة للتأليف و النشر- تأمالت يف عامل جنيب حمفوظ: حممود أمني العالنم: ينظر- 22.28: ص-2015-2ط-بريوت،املؤسسة العربية للدراسات و النشر- تقنيات السرد يف النظرية و التطبيق: سفآمنة يو : ينظر- 23. 157/158ص : الرواية االنسيابية وتأثريها عند الروائيني العرب:حممدأمحد سيد :ينظر-24

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

32

ا كتب عجائبية تتضمن " و ورد معىن الرواية يف املعاجم الفرنسية و دوائر املعارف على أا" قصص احلب والفروسية املغامرات اخلارقة أو املمكنة يف حياة يات ختييلية ملختلفحكاو أ

25"الناس

: يصطالحالمفهوم اال -ب

لكثرة :األول، الرواية لسببنيبية املكتوبة عن إنه من الصعب إمكانية حصر مجيع الدراسات الغر ا مكتوبة بألسن خمتلفة:الثاين، وهذه الدراسات و تنوعها كاللسان الفرنسي، و اللسان :أل

ات متنوعة يف ـــو هي دراس. ي، و غري ذلكـــالروساللسانان اإلسباين وـــاللسوزي،ــاإلجنليا، و منها من اهتمت بضبط حثت يف ـــها؛ منها من بــها و مشاربـــجاهاتــات تارخيية الرواية و أصل نشأ

ا اجلمالية، و منها من اجتهت إىل تقصي خصائص األنواع األدبية كالرواية نظرية الرواية و مقوماle(البوليسية roman policier( الرواية الرتاسلية ،)le roman épistolaire(الرواية النهر ،

)le roman fleuve( الرواية اجلديدة ، و)le nouveau roman(26.و غريها

متغريات تعريف الرواية ؛ حيث يرى أن النقاد روجر آلن يناقش '' الرواية العربية '' يف كتابه ائي للرواية ، و يضرب على م مل يتمكنوا من وضع حد يفتقرون إىل تقاليد نقدية ثابتة ، لذلك فإ

، وـــبديفأو Cervantesانتســـبسيرفة بدأتــالرواين إ'' ون ـــاد يقولــأن النقال ؛ يبني فيه ـــك مثـــذلJaneأوستنأو جينRichardsonريتشاردسونأو Fieldingفيلدينغأو Austen أو رمبا ،

ا قتلت على يد ؟Homerهوميروس ، أو بظهور الرمزية ، Proustبروستأو Joyceجويسوأذه احلقائق ؟ ال، بل إن –أو بسبب فقدان االحرتام للحقائق الصعبة أو رمبا االنغماس املبالغ فيه

27''.كذاو هكالرواية ما تزال حية يف أعمال هذا الكاتب أو ذا

.62:ص- 2006- 1ط-األردن-عمان -دار جمدالوي للنشر و التوزيع-)حنو منهج عنكبويت تفاعلي(علم التناص املقارن : عز الدين املناصرة -25األمل للطباعة دار- تيزي وزو-يجامعة مولود معمر -دورية اخلطاب - )حملمود املسعدي...يف أدبية املكان يف رواية حدث أبو هريرة قال(:حامت الساملي :ينظر- 26

.25-24:ص-2009-جوان- العدد اخلامس- النشر و التوزيعو لس األعلى للثقافة -حصة إبراهيم املنيف :ترمجة -مقدمة تارخيية و نقدية - الرواية العربية :آلن روجر-27 .17:ص- 1997- دط- ا

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

33

على كثرة تعاريــف الدارسني و النقاد للرواية، فأضحت مفهوما مائعا غري حمدد، فهذا هذا يدل وميخائيل باختني يرى أن تعريف الرواية مل جيد جوابا بعد، بسبب تطورها الدائم، و عدم صفائها

تمع إاللغوي، إذ القارئ ، فيحاول تقدمي تعاريف تثري انتباه 28ا تستفيد من اللغات املتواجدة يف ا: القدمي، و أكد شليجل ذلك حني قالو قد قال أن احملاورات السقراطية هي روايات العصر الواعي،

و أن . و رأى باختني أن الرواية عملية إبداعية منفتحة29" .الروايات هي احملاورات السقراطية"ا نوعا ما من الشعرمييزها عن ها لتـعدد أسلويب صويت لغويطبيعتها املورفولوجية أهلت و يقر

هي التنوع االجتماعي :" إذ يقول30.التشخيص املسرحي، و خيلق منها عاملا مركبا عديد املكونات، مؤكدا بذلك على صفتني أساسيتني "أحيانا للغات و األصوات الفردية تنوعا منظما أدبيا للغات،و

وهذا املوقف النظري الباختيين .و التناص تعدد امللفوظات : مميزتني لنسيج اخلطاب الروائي، و مهادف إدماجها يف التحليل العام ملميزات يسعى إىل استعادة مكونات روائية متناثرة يف نصوص قدمية جنس الرواية وأسسها النظرية ، و قد حاول أن جيد هلا جذورا يف أحضان الثقافة الشعبية خاصة

le(الكرنفالطقوس carnaval(31من خالهلا وعي الفكر املعاصر حبقيقة الثقافة ، اليت أحياائدة ـــكار الســـا ، و من األفــهـــر من السلطة ورجالـــها الكرنفالية أن تسخــــة يف احتفاالتــــاجلماهريي

32.و من كل ما هو رمسي و مبجل، سواء كان دينيا أو دنيويا، و تشويهها

Le(ةاليـــفــــالكرنصـــــائــــصـــــن خـــمو carnavalesque(واتــــأصـة ذات الـــروايـــت الـــعـــبـــن)Le roman polyphonique ( يةو احلوار(Le dialogisme)و التعددية)La pluralité( ،و لعل الرواية هي خري ما ، اوي الطبقات اليت أضفت خصوصية وميزة على املفهوم الباختيين للروايةو

.33جيسد فضاء الكرنفال يف األدب

.39:ص–املرأة يف الرواية اجلزائرية : مفقودة صاحل- 28.241: ص- 2001- 1ط-املغرب-دار توبقال للنشر،الدار البيضاء-ترمجة عبد الكبري الشرقاوي–مدخل إىل نظريات الرواية : بيري شارتييه- 29.20ص : الرواية بني النظرية و التطبيق : أمحد راكز : ينظر - 30

. 15:ص –1987–1ط–اهرة الق–دار الفكر للدراسات –ترمجة حممد برادة –اخلطاب الروائي : ميخائيل باختني : ينظر - 31

. 215: ص –األديب اقددليل الن:الرويلي و سعد البازعي ميجان - 32

.216: ص-املرجع نفسه: ينظر- 33

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

34

ا املرونة ذا: " فيقول ؛ال ختضع ألي قانون-باختنيحسب -إن الرواية ا ، فهي تقوم على إو على مراجعة أشكاهلا السابقة باستمرار ، وال بد هلذا النمط األديب من أن يكون مالبحث الدائ

34."والدة الواقعكذلك ، ألنه إمنا ميد جذوره يف تلك األرضية اليت تتصل اتصاال مباشرا مبواقع

ا اجلنس األديب النموذجي للمجتمع إالرواية جورج لوكاتش ، حيث قال و قبل باختني عرف 35.جوازي البور

رأى لوكاتش أن التأليف الروائي انصهار متناقض لعناصر غري متجانسة و منفصلة مدعوة لتكون 36.وحدة عضوية توضع على الدوام موضع تساؤل

ل، ــييـــا للتخـــمرادف" رواية " و عمد فيليب لوجون على امتداد كتاب امليثاق إىل اعتبار مصطلح 37.الواقعية واملرجعية ول الالختيييف مقابل

النقاد ابعد سوق مجلة من املفاهيم و التعاريف اليت خص-خنلص إىل نتيجة مفادهامن هنا، أوال و قبل كل شيءختييليو هي عامل الرواية بناء سردي لغوي إىل أن -فن الروايةربالعالغرب و

ا أو صدقها،تسرد أحداثا ال ميكن للقارئ التأكد من و لعل ، أو إسنادها إىل مرجع واقعي حمددكذ: ، إذ يقول "من املتخيل الروائي يف ضحكة زرقاء"هذا ما أشار إليه حممد زهري يف مستهل دراسته

أشري يف البداية إىل أن كل األعمال الروائية هي أعمال ختييلية مبعىن عام، و أنا أقصد هنا حتديدا " .38..."ية اإلبداعية املؤطرة ضمن جنس أديب معني ، هو جنس الروايةاألعمال السرد

:بداية الرواية:ثانيا-

و على مت ظهورها، فالطبقة الوسطى برزتالرواية يف ظروف اجتماعية و تارخيية حت بدأتاوت صروح اإلقطاع، فكان البد من أدب خيدم هذه املرحلة اجلديدة، و ألن الطبقة الوسطى يديها

.19ص -مقدمة تارخيية و نقدية -: الرواية العربية :آلن روجر- 34.18: ص - يف املسلة الرواية بني النظرية و التطبيق أو مغامرة نبيل سليمان: أمحد راكز - 35.نفسهاو الصفحة نفسه املرجع- 36.11ص -1994-1ط–الدار البيضاء –املركز الثقايف العريب –عمر حلي : ترمجة و تقدمي –) امليثاق و التاريخ األديب ( السرية الذاتية :فيليب لوجون - 37مجاعة من النقاد - ربة الروائيةيف نقد التج-التخييل و العامل يف روايات حممد عز الدين التازي: " دراسة موجودة يف -"ضحكة زرقاء" من املتخيل الروائي يف : حممد زهري - 38

www.mohamedazeddinetazi.com:يناملوقع اإللكرتو . 142: ص –الباحثني و

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

35

النوع األديب املالئم -اليت تقوم على مفهوم البطل-فقد كانت الرواية ) البطل(تعلي من شأن الفرد القرن الثامن عشر حىت القرن هلذا الوضع االجتماعي و التارخيي اجلديد، و لقد كان تطور الرواية يف

تمـــبني ظههيجل، و قد ربط 39العشرين مطابقا لتطور البورجوازية ع البورجوازي ـــور الرواية و تطور اد ـــمي البائـــها بالشكل امللحــــل الروائي و عالقتـصائص النوعية للشكــحثه عن اخلــار بــك يف إطـــو ذل

تمع البورجوازي .40احلديثو با

و لذلك تردد عبارات كثرية و هي متطورة عن امللحمةغريب كباقي األنواعو الرواية نوع أديب فالرواية سليلة املالحم الكالسيكية، و هي . تؤكد صلة الرواية بامللحمة مع وجود بعض الفوارق بينهما

فراد و اجلماعات، إىل البطولة تعاجل الكثري من املواضيع اليت تغذي املالحم، من الصراع بني األم ـــكمن يف أن معظم املالحـــو لكن الفرق بني امللحمة و الرواية ي. الشهامة و اخليانة و غريهاو

هلذا ، و 41ال الرواية يكونون أناسا عادينيــن أن أبطــو املآسي كانت تدور حول امللوك و األمراء يف حيردة فعل ضد امللحمة و قصص اخلرافات اليت عرفتها القرون ميكن القول إن الرواية قد ظهرت ك

سطوري الوسطى يف أوربا، اليت كانت تنزع عن اإلنسان مقوماته و قدراته لتنسبها إىل غيبيات و بطل أ42.ومهي خرايف

ا و قد ظهرت الرواية باعتبارها أكثر نظم التمثيل اللغوية قدرة يف العامل احلديث من حيث إمكانايف إعادة تشكيل املرجعيات الواقعية و الثقافية و إدراجها يف السياقات النصية، و من حيث

ا نظرية العوامل احلقيقية، و لك ا يف خلق عوامل متخيلة توهم املتلقي بأ نها تقوم دائما إمكانياا الفنية، دون أن تتخلى عن وظيفتها -يف الوقت نفسه- بتمزيقها و إعادة تركيبها مبا يوافق حاجا

ذه امليزة تكون الرواية قد ختطت أزمة األنواع األدبية القدمية، اليت كانت تسعى إىل التمثيلية، و

.58: ص-2010/ه1431-1ط-الدار العربية للعلوم ناشرون و منشورات االختالف- )حبوث و قراءات(نظرية األدب و علم النص يف : إبراهيم خليل- 39.05: ص-2009-2ط-)املغرب(املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء- )الشخصية- الزمن- الفضاء(بنية الشكل الروائي : حسن حبراوي: ينظر- 40- 2011/ه1432- 1ط-األردن-عامل الكتب احلديث، اربد- )دراسة تطبيقية-روايات حيدر حيدر منوذجا(األصالة و التغريب يف الرواية العربية : معيكلأمساء أمحد - 41.30: ص.23: ص- تقنيات السرد يف النظرية و التطبيق: سفآمنة يو : ينظر- 42

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

36

التعبري عن قيمها الثقافية، مبا جيعلها تندرج يف تثبيت أركان العوامل اليت حتيل عليها، و تكون أمينة يف ما الرواية اليت مل ـــــعالقة حماك اة هلا، و قد يفسر هذا جانبا من احليوية و التجدد اللذين تتصف

ا على العالقات التفاعلية و التواصلية . تقرن نفسها حبقيقة مطلقة و على هذا فالرواية أقامت رهاناية و العوامل النصية، و ذلك على سبيل التمثيل السردي، األمر الذي جعلها نوعا بني العوامل اخلارج

االقدرة على إعادة النظر يف كل مامتجددا له .43يتصل بالوسائل اليت يستعني

: الرواية العربية المعاصرة ظهور :ثالثا-

إن الرواية ليست جمرد شكل أو تقنيات بقدر ما هي تصور و وجهة نظر حول الذات و العامل ذلك املرجع حدا فاصال احمليط من حوهلما، فهي إذن تتصل مبرجع اجتماعي تارخيي ما، و قد يكون

ستوي خلق و يشكل هذا املرجع اإلطار الزمين احملدد و اإلطار البشري و البيئي الذي ال ي. أو مرحلة. و الفلكلوريةو الالشعورية، الفردية و اجلمعية، الفكرية والسياسية الرواية دونه، بكل أبعاده الشعورية

44.فالعامل الروائي يولد من الرحم االجتماعي

مائة أزيد من هو الفن الذي حيدد النقاد عمره ب–اليوم - احلديث العربيو الشكل الروائي و مل تظهر الرواية العربية مبفهومها احلديث إال يف أوائل هذا القرن يف مصر حيث اختذت مع ،45عام

: شيء من التعميم، اجتاهات ثالثة

لمحمد حسين هيكل"زينب"متثله أول رواية مصرية، و هي : اتجاه رومانتيكي عاطفي-3.1931سنة المازنيالقادرإلبراهيم عبد"إبراهيم الكاتب"، و رواية 1913سنة

و علي باكثير و محمد فريد أبو لعلي الجارم ظهر يف الروايات التارخيية :اتجاه تاريخي-4.رجي زيدانلجاليت تأثرت كلها بالقصص التارخيية حديد

.50: ص- ثةالسردية العربية احلدي: عبد اهللا إبراهيم: ينظر- 43- 1ط- األردن-عامل الكتب احلديث، اربد- )دراسة تطبيقية-روايات حيدر حيدر منوذجا(األصالة و التغريب يف الرواية العربية : أمساء أمحد معيكل: ينظر- 44

.35/36: ص-2011/ه1432.24: ص- تقنيات السرد يف النظرية و التطبيق: سفآمنة يو : ينظر- 45

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

37

يوميات نائب في " يف الرواية العربية إىل اآلن، و يتمثل يف و هو الغالب :اتجاه واقعي-5اس محمود العقاد سنة ـــلعب" سارة"، و 1937سنة لتوفيق الحكيم"األرياف" سلوى في مهب الريح"، و1944لطه حسين " شجرة البؤس"، و 1938بين القصرين "لمحمود تيمور، و في ثالثية نجيب محفوظ الشهيرة 1944.46"1957السكرية سنة ، وقصر الشوق و 1956

تمع ال . عريب بالثقافة الغربية و التأثر بفن الرواية الغربيةو قد تشكلت الرواية العربية نتيجة احتكاك اتمع العريب تمعات و الثقافات األخرى نتيجة لتميز واقع ا . و تتميز الرواية العربية عن الرواية يف ا

بعد و قد ازداد تأثر الرواية العربية بالرواية الغربية مرتمجة و غري مرتمجة يف فرتة ما بني احلربني و فرتة ما مث سادت يف بالد الشام الرواية بالرتاث الشعيب و بالرواية اخليالية الغربية يف . احلرب العاملية الثانية.47أواخر القرن العشرين

اية القرن أو النصف الثاين من زمنياة و تعين املعاصر ما مت إنتاجه يف املرحلة املزامنة لنا، أي يف .48القرن العشرين

: حية الفكرية، فإن مفهومها يقرتن مبفهوم األصالة، و هي تنطوي على ثالثة عناصرأما من النا؛ يرى فيه وقوع أي االرتباط باحلاضر يف مقابل التعلق باملاضي، و عنصر يتعلق باملضمونينعنصر زما

تغريات نوعية كبرية تفصل احلاضر عن املاضي، و عنصر إقليمي يفرتض أن احلاضر أفضل من أو أن االرتباط به أكثر مشروعية و جدوى باعتباره منطويا على قدر من التقدم الذي ولدته املاضي،

.49حركة االكتشاف املستمر و التجربة التارخيية املرتاكمة

.184: ص- 2ط-1984-مكتبة لبنان، بريوت-معجم املصطلحات العربية يف اللغة و األدب: هبة كاملجمدي و- 46.36: ص- يف الرواية العربيةاألصالة و التغريب : أمساء أمحد معيكل: ينظر- 47.26: ص-2010-1ط- التوزيع، سوريادار احلوار للنشر و -نظرية التوصيل يف اخلطاب الروائي العريب املعاصر: أمساء أمحد معيكل- 48.16: ص-األصالة و التغريب يف الرواية العربية : أمساء أمحد معيكل- 49

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

38

ايات القرن العشرين و حىت الوقت احلاضر أما . و الرواية العربية املعاصرة هي اليت تنتمي زمنيا إىل ا أن األصالة ال تعين القوقعة و االنزواء، مثلما تعين املعاصرة فكريا فهي الروايات اليت يدرك أصحا

.50التفتح و التغريب، بل إن اهلوية ال تكون بعيدة عن روح العصر

: بنية الشكل الروائي:رابعا-: مفهوم البنية-أ

بنية : الـــبة، و يقشية و الركممثل ال يء، ــــا الشـــداللتها اللغوية اهليئة اليت يبىن عليهيف نية الب تعين .51.رشوةجزية و : مثلبنية و بىن،و بىن و

إىل املنهج البنيوي، الذي متثل أول خطوة فيه حتديد البنية أو النظر ملوضوع بنية و حتيل كلمة ا، ـــلف عناصــــــــرهـــالبحث كبنية، أي كموضوع مستقل، أما ثاين خطوة هي حتليل البنية و كشــــف خمت

و يف هذا السياق تقول ميىن العيد إننا إذا قلنا بنية النص فإننا نقصد مادته اللغوية، و عامله املتخيل، النمط، الزمن، الرؤية، من حيث هو عامل االنسجام، و عامل الرواية : الذي يتحقق مبجموع األمور

.52"بيةالواحدة، عامل القول، و اللغة، و الصيغة األد

: البنية السردية-ب

دراسة البنية السردية خالل القرن العشرين باهتمام الباحثني و النقاد، نذكر من أعالمهم حظيت جنيت، و Barthesرثبـــا، و Todorovتودوروف، و Greimasاســـغريم: نيـــــاألول

Genette بريموند، وBremondالنقدية حول بنية ، و غريهم ممن عملوا على تطوير النظريةالسرد و حول املوضوعات اليت ختصها، مستفيدين من تطور املناهج النقدية عموما، و من املنهجني

.53البنيوي و اللساين خصوصا

.28: ص-اخلطاب الروائي العريب املعاصرنظرية التوصيل يف: أمساء أمحد معيكل: ينظر- 50لد الرابع عشر-لسان العرب: ابن منظور- 51 ).ب ن ي(مادة -ا.35/36/87: ص-1983- 1ط- بريوت- منشورات دار اآلفاق اجلديدة-يف معرفة النص:ميىن العيد: ينظر- 52ا-السردي يف الروايةالبنية السردية و اخلطاب: سحر شبيب- 53 .112:ص-2013صيف –العدد الرابع عشر - فصلية حمكمة- جملة دراسات يف اللغة العربية و آدا

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

39

ة ـــليـــها الداخـــظمـكشف عن نــة، و يف الـــات السرديــطابـــها للخــليلـــة يف حتـــرديـــرية الســانتهجت النظ: و القواعد اليت حتكمها منهجني

باملضامني السردية، و يهتم بالعالقات الغيابية معتمدا على يعىن :منهج السردية الداللية-1املنطق الذي حيكم األفعال متجاوزا الوسيلة احلاملة هلا، موجها اهتمامه إىل املضامني

".برميون"و " غرمياس"، "بروب:"السردية و إىل البنية العميقة يف السرد، و ميثل هذا التيارعناصر (يف متظهر العالقات بني عناصر البناء الروائييبحث: منهج السردية اللسانية-2

، أي أنه يهتم بدراسة املظهر الرتكييب للسرد )املكان/الزمن/الشخصيات/ احلدث: املبىنالذي يتجسد يف اخلطاب معتمدا على حتليل مظاهره اللغوية و ما تنطوي عليه منا مبكونات اخلطاب و أطراف عالقات تربط عناصر املبىن احلكائي فيما بينها و عالقا

.54القناة السردية، و من أمهها عالقة الراوي بالروائي ، و تأثريها يف عملية السرد

األول يربط السرد بالداللة و يكشف عن الوظائف اليت تؤديها عناصر بنية النص، أما املنهجفيـــــة ــــــداللـــه الــــــاتــــــويــتـدا عن مســــيــــعــلحكي، بـــي لـــائــنـــام البـــظــيل النــلـــحـــفيهتم بتانــي ــــمنهج الثـال

55.الوظيفيةأو

و هي ،الضرورية لفهم أبعادها الفنية و اجلماليةالسرديةعناصرجمموعة من المنيةالرواو تتكون اعناصر املؤسسة لبنيتهال، وفق قانون تتبدى عربه شبكة العالقات بني اهئوبناامتثل لبنات تشكيله

م عن طبيعة اآلليات املشكلة للمنت احلكائي وطرائق اشتغاله يف ين، شكال فنيا ذا معمار خاصالكليةاكيفيات اأكثر األجناس األدبية كفاءة يف ابتكار الفالرواية "؛العمل الروائي عربهاوليت تتعدد

.56"من كونه مادة خاما إىل كونه فناوسائط نقل احملكي الروائي

.نيالسابقاملرجع و الصفحة - 54.29: ص-تقنيات السرد يف رواية جنيب حمفوظ القاهرة اجلديدة: آسيا قرين: ينظر- 55. 174:، ص2001، )دط(منشورات احتاد كتاب العرب، : ضال الصاحل، النزوع األسطوري يف الرواية العربية املعاصرة، دمشقن: ينظر- 56

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

40

دت على حتليل ميكانزمات احملكي و يعد املنهج اللساين يف طليعة املناهج النقدية اليت اعتمخارجية، هلا مبعزل عن أي مناهج مكوناته، أي حتليل البىن الداخلية يف السرد ملعرفة آليات اشتغاو أخذت دراسة البنية السردية تركز على العالقات الداخلية اليت تنظم بنيات السرد، و تنوعت يف و

النص (اجتاهات عدة تبدو متكاملة غري متناقضة، تسعى ملعرفة كيفية إنتاج الواقع يف صيغة شكل فين هذه و . 57لهرف ثان أنشئت الرسالة من أجالذي يوصل رسالة من طرف أول إىل ط) الروائي

: االجتاهات هي

.جتاه يرى أن البنية السردية هي احلبكة، معتمدين على نظام بناء األحداث يف الروايةا -أعتمد بعض الدارسني على تتبع النظام الزمين و متغرياته يف املبىن احلكائي، و على حتديد ا - ب

الشكالنيني الروس اليت دور الراوي يف مثل هذا التتبع الزمين، و هي من أهم دراسات الروائي و املبىن للمنت " Tomachevskiتوماتشفسكي"استندت إىل تعريف كتابه صنعة الرواية، اليت حتيل وعي الراوي على املبىن يف "لوبوك"الروائي، و إىل نظرية

.احلكائي، و تكشف عن العالقة املطلوبة بني الراوي و الروائيوم البنية السردية، ليشمل الرواية و املسرح و السينما، و ليشمل اه الثالث يوسع مفهجت اال - ت

ا، على اعتبار أن اخلطاب السردي أسلوب تقين أشكال التعبري اليت تعد متماثلة يف متو.موظف يف السرد لنقل عناصر املنت إىل القارئ

الراوي بوصفه شخصية روائية، (اه الرابع يقتصر على معاجلة عناصر السرد متفردة جت اال - ثو كذلك طرح قضية ). و الزمن الذي ال ميكن أن يتطابق مع زمن املنت أو مع احلقيقة

.58املروي له بوصفه املتلقي الذي يعيد تفسري النص و حتليله

- .113: ص-السردي يف الروايةالبنية السردية و اخلطاب: سحر شبيب: ينظر57احلكائي املنت)Fable :(أما املبىن احلكائي . هو جمموع األحداث املتصلة فيما بينها و اليت تكون مادة أولية للحكاية)Sujet :( فهو خاص بنظام ظهور هذه األحداث يف

ا جرت يف : ينظر(.الواقع، و املبىن احلكائي هو القصة نفسها، و لكن بالطريقة اليت تعرض علينا على املستوى الفيناحلكي ذاته، أي املنت احلكائي هو املتعلق بالقصة كما يفرتض أ).21: ص- 1991-1ط- املركز الثقايف العريب للطباعة و النشر و التوزيع- )من منظور النقد األديب(بنية النص السردي: محيد حلمداين

. 113: ص-السردي يف الروايةاخلطابالبنية السردية و: سحر شبيب:ينظر- 58

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

41

اقتضى لكشف عن العناصر املكونة هلذه البنية إن البحث املنهجي يف بنية العمل السردي بغرض االتمييز نظريا بني العمل السردي من حيث هو حكاية و بينه من حيث هو قول، فهو حكاية مبعىن انه يثري واقعة، أي حدثا وقع و أحداثا وقعت، و بالتايل يفرتض أشخاصا يفعلون األحداث،

، و ال قوال سرديا روائيا فال وجود للحكاية إال يف قول...اقعيةو خيتلطون بصورهم املروية مع احلياة الو . 59بدون حكاية

: مكونات السرد-ت

ا السرد األحداث يف حكاية ما من قبل هيئة نصية تسمى سلسلة من هو الكيفية اليت تروى ا الواقعية إىل صورة لغويةهانقلي، حيث 60السارد .61من صور

: البنية السردية من تضافر ثالثة مكوناتتتشكل و

: بكل ما حيتويه من عناصر) املروي (لديه ما يكفي من املعطيات عن الذي :الراوي-1ا و اإلملام بأسلوب احلدث و الشخصيات و الزمان و املكان، و القادر على استيعا

.العناصرحضورها و كيفية متظهرها يف اخلطاب السردي الذي خيتاره لبناء هذه الذي يكون دائما ضمن وعي مسبق لدى املؤلف مث يتوسل السارد األسلوب :المروي -2

.األمثل لعرضه بوصفه رسالة لغويةالسارد منذ اللحظة األوىل اليت وجهته /يكون حاضرا يف ذهن املؤلفالذي : المروي له-3

، علما أن 62)روي لهامل=املتلقي(الختيار املنت، ألن السارد ينطلق استجابة للمسرود له فاملبدأ يف عالقة الراوي بالقارئ هو مبدأ " العالقة بني املتلقي و الراوي هي عالقة متينة؛

.63"الثقة، ألن القارئ ينقاد مبدئيا حنو الثقة يف رواية الراوي

.41/42: ص-2010-3ط-دار الفارايب-تقنيات السرد الروائي يف ضوء املنهج البنيوي: ىن العيدمي: ينظر- 59.24: ص- تقنيات السرد يف رواية جنيب حمفوظ: آسيا قرين- 60.38: ص- تقنيات السرد يف النظرية و التطبيق: سفآمنة يو : ينظر- 61.114: ص-البنية السردية و اخلطاب السردي يف الرواية:سحر شبيب: ينظر- 62.45: ص-بنية النص السردي:محيد حلمداين- 63

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

42

:عناصر الرواية-ث.املكانزمن و ال،على مكونات خمتلفة، أبرزها الشخصياتالبنية الروائيةتقوم

: بنية الشخصية-1

مفهوم الشخصية الروائية باختالف االجتاه الروائي الذي يتناول احلديث عنها، فهي لدى خيتلف م )شخص من حلم و دم (الواقعيني التقليديني مثال شخصية حقيقة ا شخصية تنطلق من إميا ، أل

حماكاة تقوم على املطابقة التامة بني زمين ثنائية الواقع اإلنساين احمليط بكل ما فيه من العميق بضرورة مثل روالن بارث الذي ، 64الرواية احلديثةنقادالسرد و احلكاية، غري أن األمر خيتلف بالقياس إىل

ال ميكن أن خيتلط مع ) املادي(، و أن املؤلف "يةورقاتكائن"يف األساسيرى أن الشخصياتا شخصية متتزج 65يف أي شيء من األشياءراويه باخليال الفين للكاتب -وصفهايف–، ذلك أل

مبخزونه الثقايف، الذي يسمح له أن يضيف و حيذف و يبالغ و يضخم يف تكوينها و تصويرها، و بشكل يستحيل معه أن نعترب تلك الشخصية الورقية مرآة أو صورة حقيقية لشخصية معينة يف الواقع

ا شخص .66ية من اخرتاع الراوي فحسباإلنساين احمليط، أل

هي العصب احلي و املؤثر يف البناء الفين للرواية كلها، و من خالهلا تتكامل خمتلف الشخصية .67العناصر الروائية األخرى كاحلدث و الزمان و املكان

؛ )Personnage(و الشخصية ) Personne(بني الشخص )M.Zerafa(ميشيل زرافايفرق سد يف إدراكنا يف الواقع، أما أما األول فهو الذي ميتلك حدودا ندركها حبواسنا، و يرتسخ شكله ا

الشخصية فهي وجهة نظر عن اإلنسان حيملها الكاتب مدلوالت معينة واضعا إياها يف مرحلة زمنية .68تستوعب كيفية تطورها

.34:ص-تقنيات السرد يف النظرية و التطبيق: سفآمنة يو - 64.72/73: ص- 1993- 1ط-احلضاري للدراسة و الرتمجة و النشرمركز اإلمناء -منذر عياشي: ترمجة- مدخل إىل التحليل البنيوي للقصص: روالن بارث- 65.34/35:ص- تقنيات السرد يف النظرية و التطبيق: سفآمنة يو : ينظر- 66.07: ص- 1986-1ط-دار احلداثية، بريوت-بناء الشخصية الرئيسة يف الروايات لنجيب حمفوظ: عثمان بدري: ينظر- 67

.106ص- ة و اخلطاب السردي يف الروايةالبنية السردي:سحر شبيب: ينظر- 68

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

43

ذه الصورة ــهــري، و لـــغة و التعبـــاللوى ــايل و فين على مستــمــد جــة جتسيــية الروائيــصــو الشخسياق النصي و النوعي و الذهين، واعد و ضوابط مجالية تتمثل يف الطاقة البالغية و اللغوية و الــــقبالتايل فإن الصورة الروائية صورة جامعة لكل العناصر الفنية اليت جتعل من الرواية رواية، فالشخصية و

ن الرواية، و التخلي عنها معناه حمو الرواية رغم جتسيدها و حضورها حلقة الوصل بني زمان و مكاقضية الشخصية يف الرواية إنتودوروف و ديكرو من خالل لغة الكاتب، و يف هذا الشأن يقول

إال أن للشخصية الروائية أبعادا . هي قضية لسانية و ال توجد خارج الكلمات، فهي كائن ورقي.69أمراضهتمع جبميع مجالياته و عيوبه و ة الروائي كما تعكس شرائح اأخرى، فهي انعكاس لشخصي

و مبا أن الشخصية يف الرواية ختتلف عن الشخص الذي يوجد يف العادة خارج النصوص، فقد السمات نيفا يتواءم مع اخلصائص الفنية و دأب الدارسون و نقاد الرواية على تصنيف الشخصيات تص

فالشخصية يف الرواية شخصية ختييلية، . اليت تناط بكل شخصية من الشخصياتالذاتية، و الوظائفا و هي تبين عاملها الفين حتدد أسسه تبعا ،70لسانية، فهي من مادة اللغة ال من الواقع إال أ

للمقتضيات الفنية للمتخيل السردي، و القارئ ليس باستطاعته فهم رؤيا العامل إال تبعا ملالحظته وعي الشخصية يف جتسيدها لتلك الرؤية، فتكون الشخصية هي الرابطة بني رؤيا العامل من لتطورات

.71)املتلقي(الداخل و خارجيات النص

و للشخصية صوت تتحدث به، و تستعمله يف بث الرسائل الشفوية للشخصيات األخرى، و قد و مبا أن للشخصية . دور رئيستتمتع الشخصية بصفات البطولة أو ال تتمتع، و مع ذلك قد تنهض ب

يف السرد الروائي مثل هذا احلضور، فقد اكتسبت الكثري من األبعاد، على وفق الدور الذي ينتظر منها أن تقوم به، أو على وفق القناع الذي تتوارى خلفه أو ترتديه، و هي متثل أدوارها يف مسرح

ا شخصية نفسية أو اجتم .72اعية أو رمزيةاحلوادث، فهي جيوز أن توصف بأ

.90: ص-تقنيات السرد يف رواية جنيب حمفوظ: سيا قرينآ: ينظر- 69.194/195: ص- )دراسة(الروائي بنية النص: إبراهيم خليل: ينظر-70.494: ص- 2010/ه1431- 1ط- لبنان- عامل الكتب احلديث، إربد-)دراسة يف الفاعليات النصية و آليات القراءة(التجربة الروائية املغاربية: فتحي بوخالفة- 71.195/196: ص- )دراسة(بنية النص الروائي : إبراهيم خليل: ينظر- 72

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

44

: أبعاد الشخصية -

ا لنا بأبعادها الثالثة م يقدمو م فإ : عندما يرسم الروائيون شخصيات قصصهم و حكايا

ألجل توضيح مالمح املظهر العام و السلوك الظاهري، يشملو :البعد الخارجي-أمالشخصية و تقريبها من القار أشكاهلم و غري و ئ، كتقدمي أمساء الشخصيات و صفا

.ذلكيشمل األحوال الفكرية و النفسية و السلوك الناتج عنها، و : البعد الداخلي-با بغريها، يشمل ظروف الشخصية االجتماو :البعد االجتماعي-ت عية، من خالل عالقا

.73الصراع احلاصل بني الشخصيات بوجه عامو :عالقة الراوي بشخصيات الرواية-

بالشخصيات األخرى يف الرواية ، حتددها عالقة الروائي بالراوي الذي مينحه يف كثري عالقة الراوي راق ـــات و يف اختـــمن الروايات بعض سلطته، فيسمح له بالتدخل السافر يف سلوك الشخصي

داث الرواية و التعليق كارها، و كشف أسرارها، كما يسمح له بالتدخل يف سريورة أحــــــأفو الشخصيات األخرى الروايات الكالسيكية هذا النوع من العالقة بني شخصية الراوي جتسدو .عليها

حلديثة يف معظمها حترير قد تنبه الروائيون إىل هذا الشرك اخلطري و استطاعت الروايات او . يف الرواية.74عالقاته من سيطرة املؤلفنيالراوي و

ص يف الواقع جيب أن يبقى خارج العامل ألنه مؤلف احلكاية، هو شخ) السارد األصل(فالكاتب التخييلي يف الرواية، و عليه حني خيتار شخصية الراوي املفوضة بالسرد أن يعتقها و يبتعد عنها حممال ا مع إياها مسؤولية اختاذ الزاوية اليت تنظر منها إىل املشهد الروائي و أن ترسم أسلوب عالقا

.75شخصيات الرواية.127: ص-1991- 2ط- مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع، عمان - قضايا النقد العريب قدميها و حديثها: غطاشة داود، راضي حسني: ينظر- 73.110: ص–السردي يف الرواية البنية السردية و اخلطاب:شبيبسحر -74.نفسهاو الصفحة نفسه املرجع - 75

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

45

"Objectifموضوعيسرد": بني منطني من السرد) توماتشفكي(و قد ميز الشكالين الروسي ، ففي نظام السرد املوضوعي يكون الكاتب مطلعا على كل شيء، حىت "Subjectifذايتسرد "و

أو طرف (األفكار السرية لألبطال، أما يف نظام السرد الذايت فإننا نتتبع احلكي من خالل عيين الراوي.76مىت و كيف عرفه الراوي أو املستمع نفسه: ، متوفرين على تفسري لكل خرب)مستمع

السرد املوضوعي للقارئ حرية تفسري ما حيكى له و يؤوله، و منوذج هذا األسلوب الروايات يرتك و إمنا الواقعية، حيث يكون الكاتب مقابال للراوي احملايد الذي ال يتدخل يف تفسري األحداث،

أما السرد الذايت فال يقدم . ليصفها وصفا حمايدا كما يراها، أو كما يستنبطها يف أذهان األبطالا و يعطيها تأويال معينا يفرضه على القارئ، و يدعوه األحداث إال من زاوية نظر الراوي، فهو خيرب

.77إىل االعتقاد به، و منوذج هذا األسلوب هو الروايات الرومانسية

: بنية الزمن-2

-زمن القراءة-زمن الكتابة ): خارج النص(أزمنة خارجية : توجد عدة أزمنة تتعلق بفن القصو أزمنة. وضع الكتاب بالنسبة للفرتة اليت يكتب عنها، وضع القارئ بالنسبة للفرتة اليت يقرأ عنها

أحداث الرواية، مدة الرواية، ترتيب جتري فيهاالفرتة التارخيية اليت ): داخل النص(ختييلية/ داخلية.78األحداث، وضع الراوي بالنسبة لوقوع األحداث، تزامن األحداث، تتابع الفصول و غري ذلك

الشكالنيون الروس من األوائل الذين أدرجوا مبحث الزمن يف نظرية األدب و مارسوا بعضا يعد من حتديداته على األعمال السردية املختلفة، و قد مت هلم ذلك حني جعلوا نقطة ارتكازهم ليس

ا، و إمنا العالقات اليت تــجمع بني تلك األحداث و تربط أجــــــزاءه هم و.اطبيعة األحداث يف ذا

- بعة العربية األوىلطال-، بريوتمؤسسة األحباث العربيةالشركة املغربية للناشرين املتحدين و - إبراهيم اخلطيب: تر-نصوص الشكالنيني الروس: رية املنهج الشكلينظ: ينظر- 76.180:ص- 1982

.47: ص- بنية النص السردي: يد حلمداينمح: ينظر- 77.37: ص- 1984-اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة-)دراسة مقارنة لثالثية جنيب حمفوظ(بناء الرواية : سيزا قاسم:ينظر- 78

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

46

فإما أن خيضع السرد ملبدإ السببية : ميكنه أن يقوم بطريقتنييرون أن عرض األحداث يف العمل األديبفتأيت الوقائع مسلسلة وفق منطق خاص، و إما أن يتخلى عن االعتبارات الزمنية حبيث تتابع

.79األحداث دون منطق داخلي

املبىن احلكائي، و باملقابل فهم مييزون بني نوعني من الشكالنيون الروس بني املنت احلكائي وزمي زمن املنت احلكائي، و زمن احلكي، فاألول هو الذي يفرتض أن : الزمن يف العمل السردي؛ مها

أما زمن احلكي، فهو الوقت الضروري لقراءة العمل، و بالتايل . األحداث املعروضة قد وقعت فيهو لنأخذ مثاال على . ، و يسمى كذلك زمن امللفوظ أو املكتوب80يصبح الزمن األخري متعلقا بالقارئ

املئة عام، و ال يقارب الحرب و السالم لتولستويذلك، الزمن الذي استغرقته احلوادث يف رواية يعقل أن يقضي القارئ مئة عام ليقرأ تلك احلوادث، أو أن جيلس تولستوي مئة عام يف مكتبه يروي

وقع يف تلك املدة، هلذا يلجأ كل من الكاتب و القارئ على السواء الختزال لنا بالدقة احلرفية ما الوقت، و التالعب بالزمن، و حذف غري الضروري لسرد احلوادث سردا قابال لالستيعاب يف مدة

.81قصرية من الزمن

: يقسم جريار جينيت الزمن إىل ثالثة أقسامو

.الترتيب/ النظام-:المدة-82.رالتوات-

حيدد الزمن طبيعة الرواية، مثلما حيدد : )temporelL’ordre: (الترتيب الزمني-أشكلها الفين إىل حد بعيد، ذلك ألن السرد مرتبط ارتباطا وثيقا بطرائق الكاتب يف

.107: ص-2009-2ط-املغرب- الثقايف العريب، الدار البيضاءاملركز - )الزمن الشخصية-الفضاء(بنية الشكل الروائي : سن حبراويح: ينظر- 79.180: ص-1988-1ط-لبنان-مؤسسة األحباث العربية- خلطيبإبراهيم ا: تر-نظرية املنهج ااشكلي: الشكالنيون الروس: ينظر- 80.100/101: ص- 2010- 1431- 1ط- لبنات-نشورات االختالفالدار العربية للعلوم ناشرون و م- )دراسة(بنية النص الروائي : إبراهيم خليل: ينظر-81.32: ص-تقنيات السرد يف النظرية و التطبيق: سفآمنة يو - 82

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

47

معاجلته و توظيفه لعامل الزمن، و تلك الطرائق هي اليت متيز مدرسة أدبية عن أخرى، و .83كاتبا عن كاتب

الزمين أو الرتتيب الزمين حلكاية ما مقارنة نظام ترتيب األحداث أو املقاطع الزمنية النظام بيقصدو.84يف اخلطاب السردي بنظام تتابع هذه األحداث أو املقاطع الزمنية نفسها يف القصة

اخلرب و يأيت السرد يف الرواية متضمنا الرجعات و التوقعات، و ذلك بشرط أن يبقى حمافظا على هويةRécit(األساسي premier( و يضاف الكالم إىل صورة اخلرب األساسية ، ليؤلفا معا اخلرب يف ،

قيد سيقودنا إىل دراسة الرجعات القصة و لكن بشكل جيعل اخلرب أكثر تعقيدا، و هذا التعاخللف، و هذا مبعىن آخر، إن خط السرد سيقطع و يلتوي و يرجع إىل األمام أو ميط إىل . التوقعاتو

.85االختالف يف ترتيب األحداث يؤدي إىل تشكيل ما يعرف باملفارقات السردية

يرى بعض نقاد الرواية البنائيني أنه عندما ال يتطابق نظام السرد مع نظام القصة، فإننا نقول إن و Anachronies(الراوي يولد مفارقات سردية narratives.(ها التالعب إن اإلمكانات اليت يتيح

بالنظام الزمين ال حدود هلا، ذلك أن الراوي قد يبتدئ يف بعض األحيان بشكل يطابق زمن القصة، ا الطبيعي و لكنه يقطع بعد ذلك السرد ليعود إىل وقائع تأيت سابقة يف ترتيب زمن السرد عن مكا

: فإذا كانت الوقائع يف زمن القصة على الرتتيب التايل. يف زمن القصة

جب أ: زمن السرد قد يأيت على الشكل التايلفإن

86بج أ

.97: ص- بنية النص الروائي: إبراهيم خليل:ينظر- 83لس األعلى للثقافة- حممد معتصم و آخرون: تر-)حبث يف املنهج(خطاب احلكاية : جريار جينيت- 84 .47: ص-1997-2ط- ا.39: ص-تقنيات السرد يف رواية جنيب حمفوظ: سيا قرينآ: ينظر- 85.74: ص- بنية النص السردي: محيد حلمداين:ينظر- 86

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

48

العودة إىل ما قبل نقطة احلكي، أي اسرتجاع حدث و هو ):)Analepseاالسترجاع -قبل أوان حدوثها الطبيعي يف ، حبيث يتعرف القارئ إىل وقائع 87كان قد وقع قبل الذي حيكي اآلن

.Rétrospection(88(زمن القصة، و بالتايل تكون املفارقة هنا اسرتجاعا ألحداث ماضية

راف ـــــوقع و استشـــوعه، فهو تـــــحديث قبل وقـــي الـــو هو حك): prolepse(اقـــاالستب-

تقدمي األحداث الالحقة و املتحققة حتما " أي و شكل من أشكال االنتظارو انتظار ملا سيقع؛.89"يف امتداد بنية السرد الروائي، على العكس من التوقع الذي قد يتحقق و قد ال يتحقق

و االستشرافات الزمنية عصب الســــرد االستشرايف ووسيلته إىل ) Anticipations(تعد التطلعات التطلعات و ميكن أن منيز بني نوعني من التطلعات؛ . تأدية وظيفته يف النسق الزمين للرواية ككل

Anticipations(: المؤكدة certaines( اليت ستتحقق فعال يف مستقبل الشخصيات، أي تلكAnticipations(التطلعات غير المؤكدةو incertaines( ،افرتاضات مشاريع و مثل

.90الشخصيات اليت يكون حتققها مستقبال أمرا مشكوكا فيه

:)La durée(91أو االستغراق الزمنيالمدة-ب

فقد ترتاوح سرعة النص الروائي من مقطع آلخر بني حلظات قد يغطي قياس السرعة، " و القصد عددا كبريا من الصفحات، و بني عدة أيام قد تذكر يف بضعة أسطر؛ األمر الذي ينشأ استعراضها

و رأى أنه من األليق البحث عن مصطلحات يف البالغة )االستباق و االسرتجاع(الناقد املغريب حممد سويريت يف كتابه النقد البنيوي و النص الروائي مثل هذه املصطلحات أعاب ،لـ القبليةو ) Prolepse(لـ البعديةالعربيني، و مها العربية تطابقها، لتناسب األهداف الكربى هلذا الطرح، و قد اقرتح مصطلحني ربطهما بالعرف النحوي و البالغي

)Analepse.(جانفي - 01العدد-مطبوعات جامعة منتوري، قسنطينة و خمرب السرد العريب- جملة السرديات- زمنية جريار جينيت يف النقد العريب: منصوري مصطفى: ينظر.190: ص- 2004

.250: ص-دط- 1977- ، دمشق- منشورات وزارة الثقافة و اإلرشاد القومي-صياح اجلهيم: تر- احلديثةقضايا الرواية : جان ريكاردو: ينظر- 87. 74: ص- نية النص السرديب: يد حلمداينمح-88.119: ص-يات السرد يف النظرية و التطبيقتقن: فآمنة يوس- 89)للتفصيل أكثر يف تقنيات الزمن، يرجع إىل كتاب بنية الشكل الروائي و بنية النص السردي. ( 132/133: ص- بنية الشكل الروائي: حسن حبراوي: ينظر- 90.75: ص- نية النص السرديب: يد حلمداينمح: ينظر- 91

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

49

التلخيص و احلذف فيما يسمى بتسريع : عنه ظهور ما يسمى حركات السرد أو تقنياته األربع، و هي.92"حركات السرد، و املشهد و الوصف فيما يسمى بإبطاء حركة السرد

)La fréquence( : التواتر-ت

:يرتبط مبسألة تكرار بعض األحداث من املنت احلكائي على مستوى السرد، و هو ثالثة أنواعو

.واحد حدثا واحدا بعينهيستحضر خطاب حيث : القص المفرد-.تستحضر عدة خطابات حدثا واحدا بعينهحيث :القص المكرر-ةيستحضر حيث:الخطاب المؤلف- .93خطاب واحد مجعا من األحداث املتشا

)L’espace: (بنية المكان-3

املكان الروائي، مثل املكونات األخرى للسرد، ال يوجد إال من خالل اللغة، فهو فضاء إن espace(لفظي verbal (و خيتلف عن الفضاءات اخلاصة بالسينما و املسرح أي عن . بامتياز

من خالل الكلمات كل األماكن اليت ندركها بالبصر أو السمع، إنه فضاء ال يوجد سوىي خيلقه الروائي جبميع أجزائه، املطبوعة يف الكتاب، و لذلك فهو يتشكل كموضوع للفكر الذ

.94حيمله طابعا مطابقا لطبيعة الفنون اجلميلة و ملبدإ املكان نفسهو

، مثل محيد حلمداين "المكان"بدل " الفضاء"يفضل الكثري من النقاد استعمال مصطلح ول أوسع و أمشل من الثاين، إذ إن الفضاء هو جمموع األمكنة اليت تقوم عليها الذي يرى األ

احلركة الروائية املتمثلة يف سريورة احلكي، سواء تلك اليت مت تصويرها بشكل مباشر أم تلك اليت .95تدرك بالضرورة ، و بطريقة ضمنية مع كل حركة حكائية

.102ص- يات السرد يف النظرية و التطبيقتقن: فآمنة يوس-92.102/103: ص-املرجع نفسه-93.27ص -بنية الشكل الروائي: حسن حبراوي- 94.64: ص- بنية النص السردي: مداينيد حلمح: ينظر- 95

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

50

: أهمية المكان الروائي-

إذا كانت الرواية يف املقام األول فنا زمنيا يضاهي املوسيقى يف بعض تكويناته و خيضع ملقاييس مثل ا من جانب آخر تشبه الفنون التشكلية من رسم و حنت يف تشكيلها اإليقاع و درجة السرعة، فإ

البعض و إن املساحة اليت تقع فيها األحداث و اليت تفصل الشخصيات بعضها عن. للمكانباإلضافة إىل املساحة اليت تفصل بني القارئ و عامل الرواية هلا دور أساسي يف تشكيل النص

.96الروائي

يعد املكان يف مقدمة العناصر و األركان األولية اليت يقوم عليها البناء السردي، سواء أكان هذا و حبك ثري يف تصوير األشخاص لى التأو له قدرة ع. السرد قصة قصرية أم قصة طويلة أم رواية

فالتفاعل بني األمكنة و الشخوص . احلوادث، مثلما للشخصيات أثر يف صياغة املبىن احلكائي للروايةفاملكان يتخذ داللته التارخيية ، 97شيء دائم و مستمر يف الرواية، مثلما هو دائم و مستمر يف احلياة

عالقته بالشخصية، و بالتايل فهو قطعة شعورية السياسية و االجتماعية و قيمته الكربى من خاللو .98و حسية من ذات الشخصية نفسها

و للمكان دور فعال يف النص الروائي، إذ قد يتحول من جمرد خلفية تقع عليها أحداث الرواية إىل ، الروايةر الزمان يف حتديد داللة فاملكان له دور مكمل لدو . عنصر تشكيلي من عناصر العمل الروائي

كما أنه له أمهية كربى يف تأطري املادة احلكائية و تنظيم األحداث، إذ يرتبط خبطية األحداث السردية التالزم يف العالقة بني املكان و هذا . حبيث ميكن القول إنه يشكل املسار الذي يسلكه اجتاه السرد

اه الذي يأخذه السرد لتشيد احلدث هو الذي يعطي للرواية متاسكها و انسجامها، و يقرر االجتو .99خطابه، و من مث يصبح التنظيم الدرامي للحدث هو إحدى املهام الرئيسة للمكان

.103: ص- 1984بناء الرواية : سيزا قاسم- 96.131: ص- بنية النص الروائي: إبراهيم خليل-97.232: ص-1993-1ط-سوريا- دار احلوار للنشر و التوزيع، الالذقية-الرواية احلديثة: حممد الباردي: ينظر- 98.74:ص- تقنيات السرد يف رواية جنيب حمفوظ: قرينسيا آ-99

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

51

و لعل تشخيص املكان يف الرواية من شأنه أن جيعل أحداثها حمتملة الوقوع بالنسبة إىل القارئ، .100الديكور و اخلشبة يف املسرحمبعىن أنه يوهم بواقعيتها، أي أنه يقوم بالدور نفسه الذي يقوم به

إن الروائي حباجة دائمة إىل التأطري املكاين، و غالبا ما يأيت وصف األمكنة يف الروايات مهيمنا، و قد يكون وصف األمكنة من الدوافع اليت جتعلنا نفهم األسرار العميقة . حبيث نراه يتصدر احلكي

وهم القارئ بأنه قادر على أن يسكنها أو أن يستقر فيها للشخصية الروائية، و ارتياد أماكن جمهولة تإذا شاء؛ فهو وصف ال يقتصر على اإلطار اجلغرايف الذي تقع فيه احلوادث، وإمنا يؤدي دورا حيويا

.101يف مستوى الفهم ، و التفسري و القراءة النقدية

ن عنصرا تابعا للزمن الروائي، و نظرا الرتباط املكان بتقنية الوصف الزمنية ميكن أن جييء املكاعلى أن ذلك ال يقلل من أمهيته يف شيء، خاصة إذا ما توطدت العالقة بينه و بني عنصر الزمن إىل

ل الزمن يف دراسة تحيل تناو مني الزمن، كما يسحيل فيه تناول املكان مبعزل عن تضاحلد الذي يستاملكان، يف أي مظهر من مظاهره، و هو أن ال ينشأ عن ذلك مفهوم على عمل سردي، دونتنصب

، الذي يعين العالقة املتبادلة اجلوهرية بني )chronotopeالزمكان الروائي(ما يطلق عليه باختني .102الزمن و املكان

: أنواع المكان-

تصنيفات كثرية للمكان الروائي، و من بني هذه التقسيمات افرتاض ثالثة أنواع من األمكنة، مثة : و هياملكان الذي ال يتمتع بوجود حقيقي، بل هو أقرب إىل و هو: المكان المجازي-1

االفرتاض، و هو جمرد فضاء تقع أو تدور فيه احلوادث، مثل خشبة مسرح يتحرك فوقها .املمثلون

.65:ص-نية النص السرديب: يد حلمداينمح: ينظر-100.65ص -بنية النص السردي: محيد حلمداينو. 131ص -بنية النص : إبراهيم خليل: ينظر- 101.32/33: ص-تقنيات السرد يف النظرية و التطبيق: آمنة يوسف- 102

خصوصياتها السرديةمفهومها و :الرواية: الفصل األول

52

الذي يظهر يف الرواية من خالل وصف املؤلف لألمكنة و هو املكان :المكان الهندسي-2احلكاية، و استقصاء التفاصيل دون أن يكون هلا دور يف جدلية عناصر اليت جتري فيها

.العمل الروائي األخرىكان األليف، و هو الذي يستطيع أن يثري لدى القارئ ذاكرة مكانه امل: مكان العيش-3

103.هو، هو مكان عاش الروائي فيه، مث انتقل منه ليعيش فيه خبياله بعد أن ابتعد عنه

األنواع األدبية اليت مل يستطع النقاد إخضاعها و تقنينها باعتبارها نوعا يظل كثر و تبقى الرواية أيف حالة تشكل، إال أن مكوناتــها اجلوهــرية تتحــول و تتــشكل حسب معطيــات الـــرؤى الــفكرية

كبرية مع و االجتماعية و االقتصادية و السياسية، فهي من الفنون األدبية اليت تتجاوب حبساسية الروائي يسعى و . 104ضغوط العصر و متغرياته، و ما يطرأ من تغيري يف سلوك الناس و تفكريهم

دوما إىل إيهام قارئه مبا يقدمه من عوامل متخيلة، مستعينا يف ذلك بعناصر واقعية ألجل توضيح نها يبدأ االستمتاع و مبأجزائها و مكوناتـهــــا،قلة معامل روايته من خالل بنية حمكمة الرتكيب مست

.باللعبة الروائية

.133ص - بنية النص الروائي:ليلإبراهيم خ-103ر- نظرية األنواع األدبية نظرية الرواية منوذجا: مها حسن القصراوي:ينظر- 104 22/24- مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر- واع األدبيةتكامل العلوم اللغوية و تداخل األن: هادي . 741: ص- جامعة الريموك، إربد، األردن- 2008متوز

الفصل الثانيالجديدةالرواية العربية من الحساسية التقليدية إلى الحساسية

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

55

رؤى ـــري الــذي أدى إىل تغــرية، و الـــة األخــــم يف اآلونــالــده العـــذي شهــي الــافـــول الثقــالتحل ــلعاملفاهيم قد انعكست آثاره على األدب عامة و الرواية خاصة، و من ضمن هذه اآلثار تغيري و

.األدبية، اليت أنتجت أشكاال كتابية جديدة مل تكن معروفة لدى كتابنا و نقادنا من قبلاحلساسيات

و تتوقف أي دراسة مستقصية لألدب العريب احلديث و تطوره على حقيقة مفادها، أن احلساسية عشر األدبية قد تغريت مرتني يف تاريخ أدبنا العريب احلديث، كانت أوالمها يف بدايات القرن التاسع

ة ــــــــديدة من روايـــجـــال السردية الـــكـــنية األوىل لألشــاوالت اجلنيـــد احملـــذي شهـــاء الــــــر اإلحيـــصـــمع عو أقصوصة و مسرحية، و أما الثانية فهي احلساسية اجلديدة اليت تبنت نوعا من التقاليد اإلبداعية

. 1ن تقاليد روائية باليةاجلديدة رافضة بشدة ملا كان سائدا م

: الحساسية التقليدية :أوال

اية القرن التاسع عشر و بداية القرن و ميكن حتديد مظاهر تغري هذه احلساسية األدبية يف العشرين املاضيني، يف حماولة األدب العريب التخلص من إسار مواضعات األشكال األدبية التقليدية

جديدة، اليت سادت عصر االحنطاط العثماين و ما تاله، مقابل السعي إىل تأسيس كتابة إبداعيةتشكلت يف بوثقة البحث اجلماعي عن هوية عربية، و عن أمناط أدبية جديدة، قادرة على أن تستوعب مستجدات املرحلة، و تعكس مطامح و رؤى الزمن اجلديد، و من رحم هذه التفاعالت

تمعية ختلقت األشكال األدبية اجلديدة من رواية و أقصوصة و مسرحية و قد ساهم يف تشكل. اهذه احلساسية األدبية كوكبة من الكتاب الرواد و املخضرمني الذين شهدوا مولد الرواية العربية،

.2ورصدوا بواكري الضوء من فجرها

لمحمد " زينب"المنفلوطي و جبران و كانت نقلة حامسة يف الكتابة النثرية العربية منذ لقد ، اليت ولحافظ إبراهيم و جماعة أبولشوقي و أحمدعلى مستوى الشعر منو، حسين هيكل

- 1ط-الدار العربية للعلوم، ناشرون و منشورات االختالف و دار األمان، الرباط-)روايات إدواراخلراط منوذجا(احلساسية اجلديدة يف الرواية العربية : املالك أشهبونعبد : ينظر- 1.11: ص-ه1431/ 2010

.املرجع نفسه و الصفحة نفسها: ينظر- 2

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

56

علت القارئ ظلت سائدة حىت أواخر اخلمسينيات، و عدت الفن تصويرا و انعكاسا للواقع، و جمث يبكيان معا، مث استنفدت احلساسية القدمية عطاءها يف تلك املرحلة على يستند إىل كتف الكاتب

.3الرغم مما قدمته من فضائل

سواء أكان هذا الواقع من صنع خيال " محاكاة الواقع"على مبدإ " ة التقليديةالحساسي"تعتمد ، الذي يراد من خالل تصوير هذا الواقع "الحقيقي"الكاتب، أم كتابة روائية تعتمد مبدأ نقل الواقع

.4...)سري ذاتية أو رحالت(تصويرا دقيقا

:و قد برز يف هذه احلساسية أفقان رئيسيان مهيمنان على أفق انتظار القارئ يف تلك املرحلة

جرجي زيدان : األوىل كرواياتالروائية األعمالهذا األفق يفجتسد:أفق انتظار رومانسي-أ.جلربان خليل جربان و غريها" األجنحة المتكسرة"هليكل، و " زينب"التارخيية، و

.متثل هذا األفق يف روايات جنيب حمفوظ الواقعية على وجه اخلصوص:واقعيأفق انتظار -ب

أوج نضجها يف الثالثينيات و األربعينيات من القرن " الحساسية التقليدية"و لقد بلغت هذه .5.املاضي، مع ازدهار تيار الواقعية يف الرواية العربية

هي األقرب إىل الرواية مبفهومها األوريب، ) زينب(واية فالواقع أن ر : "ةا مينحن يف هذا الصدد يقول امتلكت لرواية العربية شوطـــا كبريا، و و منذ اخلمسينيات إىل اآلن، قطعت ا. و هي بداية الرواية العربية

ا الفنية العربية، و صارت تعبريا عن البيئة و الوجود و مهوم و مشاكل اإلنسان العريب، مقومانقلة ابتكارية رائعة، و يف املضمون نقلة تقدمية رائعة أيضا، و هي بذلك تنسجم حققت يف الشكل و

.6"مع نفسها، و مع شرطها التارخيي

.05: ص-29/12/2012: ه املوافق ل1434صفر 16- 1325العدد - ديب- جريدة األسبوع األديب- و الروايةالقصةاحلساسية اجلديدة يف : أمين احلسن: ينظر- 3.12: ص -)اخلراط منوذجاروايات إدوار(احلساسية اجلديدة يف الرواية العربية : عبد املالك أشهبون- 4.12/13ص :نفسهملرجع ا: ينظر- 5.167: ص- 1982-1ط- منشورات دار اآلداب، بريوت-التجربة الروائيةواجس يف ه: مينةحنا - 6

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

57

: الحساسية الجديدة:ثانيا

، م1967هزيمة يونيوو بدأت بذورها األوىل يف التشكل يف أعقاب احلرب العاملية الثانية، بعد إن هذه الفرتة شكلت انقالبا ضد ما . الرواية العربية و حتديثهانزع الكتاب العرب إىل جتديد حيث

ل ــرائيــام بني إســـت ذلك العــي حدثــاب بأن املواجهة التـــور الكت ـــيسمى الكتابة التقليدية، نتيجة شعة و اجليوش العربية بني إسرائيل و اجليوش العربية مل تكن هزمية عسكرية بالقدر الذي كانت هزمي

ة و القصة ـــــــروايــا الـــا، و منهـــناصرهــــع عــــا يف مجيـــدهــد من جتديــال بــدة، فـــة الراكـــة التقليديـــــللثقاف7...الشعرو

-الفكرة العامة-الشكل–المحتوى : لقد تناولت حماوالت التجديد و التغيري الرواية جبوانبها كافةسرت القواعد ، حيث كو حتى القارئالراوي-اللغة و األسلوب-الزمان و المكان-البنية

بتجاوز التنميط و النمذجة، يف قفزة نوعية للرواية من خالل ك جسد الكتابة ألوفة، و انتهالفنية املتحرر ذلك بتشكيل صيغ جديدة للنقلها من أفق اليقني اهلادئ القار إىل أفق الشك املضطرب، و

و هكذا يبدع املبدع و ينقده الناقد، ليحصل القارئ على الغذاء الثقايف .من قيود الرواية التقليدية.8الذي حيتاج إليه

:مصطلح الحساسية الجديدة-1

كتاب إلدوار خراط هو حماولة لوضع نصوص ما قبل احلساسية اجلديدة الحساسية الجديدةي درج اخلراط ــات للكتابة التــري و مســالص معايــدة الستخــة اجلديــحساسيــوجها لوجه مع نصوص ال

و النقاد الذين حذوا حذوه، على تسميتها بكتابات احلساسية اجلديدة أو البالغة اجلديدة أو غريها

.05ص - و الروايةالقصةاحلساسية اجلديدة يف : احلسنأمين: ينظر-7.نفسهاو الصفحة نفسه املرجع : ينظر- 8 -للتدقيق أكثر يف مفهوم احلساسية اجلديدة، يعد صربي حافظ أن احلساسية ليست مستقاة من كلمة)Sensitivité ( اليت تشري إىل اجلوانب احلسية أو إىل كل ما له عالقة

اليت تدل فيه ) Sensibilité(من كلمة باملشاعر الرقيقة أو االنفعاالت املتقلبة، أو بعبارة أخرى كل ما يتصل باجلوانب املادية أو االستعارية حلاسة اللمس، و لكنها مستمدةالقدرة ملتقلبة، و إمنا على الوعي و اإلدراك؛ سواء أكان هذا عن طريق العقل أو احلس أو عن طريقهما معا، و اليت تنطوي لربطها بني اإلحساس واحلساسية ال على االنفعاالت ا

)18: ص–لعربيةاحلساسية اجلديدة يف الرواية ا: عبد املالك أشهبون: ينظر. (على املقدرة احلسية املتصلة بكل من الوعي و اإلدراك يف جمال املعرفة

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

58

تسميات اليت حتاول التفريق بني كتابة الستينيات و السبعينيات عن األجيال األدبية، اليت سبقت من ال.9هذين اجليلني يف الكتابة القصصية و الروائية و كذلك الشعرية

:مفهوم الحساسية الجديدة-2

تعين كيفية تلقي صطالح يراد منه أن يشري ال أن حيصر و يقصر، إىل نقلة يف التطور اإلبداعي،ا املؤثرات اخلارجية و االستجابة هلا بشكل جديد، و هي توحي مبرونة متجددة و تدفق مستمر

على استعداد الستبدال هذا االصطالح باصطالحات أخرى إذا ، لذلك فإن اخلراط 10كالتذوق مثالن العريب، و هو كان هلذه االصطالحات أن تعرب بصورة أدق عن الكتابات اجلديدة يف مصر و الوط

، و هي اصطالحات شائعة يف الكتابة "الجديدةالكتابة"و " الجديدةالبالغة: "يورد تعبريات مثل الحساسية"يقصد منها وصف الكتابات نفسها اليت يطلق عليها اخلراط وصف لنقدية العربية،ا

ا متغريا، فهو اصطالح، بعد" الجديدةالحساسية"، و من مث فإن اخلراط يسبغ على تعبري "الجديدةو كل اصطالح قابل للتغري إذا كان بإمكاننا أن حنل حمله اصطالحا يسد مسده أو يساهم يف كشف

. 11الظاهرة اليت يصفها بصورة أفضل

:تقنيات الحساسية الجديدة-3

ترتبط احلساسية اجلديدة بالبحث املفضي إىل التجريب بأشكال أدبية غري مطروقة سابقا، ولعل الكاتب يقصد من وراء هذا أن يرتك بصمة إذا جرب طريقا مل جيربه غريه، و هي ليست فكرة

.12شكلية؛ بل ترتبط بالتطور االجتماعي و التارخيي

ا ـــقارئ(ه، مع اآلخرــــلعب مع الفكرة، مع اللغة ، مع داخلالة دـــاتب احلساسية اجلديــــيعتمد كو، مع تضمني العمل اإلبداعي شطحات قد توصل إىل اجلنون، بدءا من العنوان الذي هو )ناقداو

.189/190: ص- 2009/ه1430- 1ط-الدار العربية للعلوم، ناشرون و منشورات االخنالف-لعربية اجلديدةيف الرواية ا: فخري صاحل-9.05: ص- و الروايةالقصةاحلساسية اجلديدة يف : أمين احلسن- 10.195/196: ص-لعربية اجلديدةيف الرواية ا: فخري صاحل: ينظر-11.05: ص- و الروايةالقصةاحلساسية اجلديدة يف : أمين احلسن: ينظر- 12

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

59

ائج اليت تربط عتبة الولوج إىل املنت بشوق، نتيجة غموض يكتنف الرواية، و على القارئ أن جيد الوشع و مل يعد له رغبة ــــيف رواية احلساسية اجلديدة يقيم تصويرا للواقيعد الراوي مل إذاملضمون بالعنوان؛

يف عكسه، بل حنا منحى جديدا، له قوانينه و منطقه اخلاص يبين من خالله واقعا فنيا جديدا، كما قدمية، بل أنه قد غابت العقدة و احلبكة اليت كانت تفرش يف البداية، و تتعقد متأزمة يف احلساسية ال

.13استبدلت ببؤر عدة، تتناول حبكات متعددة، كما أنه من املمكن أال توجد حبكة على اإلطالق

بنية ثقافية متعددة املعارف، و بانوراما حقيقية متدنا حبقول ابستيمولوجية معرفية أصبحت الرواية يف االقتصاد و السياسة و االجتماع و الفلسفة و الفن و املباح و احملرم، لذا بات الكاتب ينظر إىل

ا ا سفسطة، و إىل اإليديولوجيا على أ هلوسة، التاريخ على أنه وقائع سردية، و إىل الفلسفة عل أفهي مل تعد تسعى إىل أن تكون عالجا ملشكلة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية ، بل اندمج هم

تمع، فضال عن اهتمام الكاتب بصناعة الدهشة و اإلغراق يف التفاصيل، واملتعة البطل مع مهوم ا.14غريهاو كتابية ة، و اللعب باألساليب الاللجوء إىل انفتاح النص، و حتطيم القواعد اجلاهز و

و يــمكن أن نلخـــــص أهم تقنيـــــات احلســــاســـيـــة اجلديـــدة عمــــــومـــــا يف كــــسر التــــرتـــــيب الســـردي واالطرادي، فك العقدة التقليدية، الغوص إىل الداخل ال التعلق بالظاهر، حتطيم سلسلة الزمن السائر

ديد بنية اللغة املكرسة ،)ــارع و املاضي و احملتمل معااملضــ(ألفعــــال يف خط مستقيم، تراكب الكي يعود إليها احللم واألسطورة " الواقع"خارج متاحف القواميس، توسيع داللة - ائيا- ورميها

ــغة السائـــد الشــكــل االجتماعـــي القائـــم، تــدمــري سيـــــاق اللـ-إن مل تكن مدامهة–والشعر، مساءلة ال للتعبري عن العاطفة والشجن، بل " األنا"املــقبــول، اقــتحام مغــاور ما حتـــت الوعي، واستخدام صيغة

اليت -بسرعتها و بطئها–حركة التصوير السينمائي الدائرية إضافة إىل اعتماد . 15لتعرية أغوار الذاتإذ مل تعد لديهم عناية بالتسلسل ا يف كافة األزمنة، تسهم يف تدوير حركة القصة الدينامية، و لفه

. املرجع و الصفحة السابقني: ينظر-13.92: ص- 2007-جامعة بغداد- جملة األكادميي-حتوالت السرد يف روايات ما بعد احلداثة: فاطمة بدر حسني: ينظر- 14.11ص - احلساسية اجلديدة: إدوار اخلراط:ينظر-15

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

60

وت البطل، ـــراج األزمة أو مــع يف نفس الشخصية احملورية حىت انفـــالزمين، الذي يتمشى مع أزمنة تندل، و حني يريد القاص أن يعرب عن رؤيته إزاء جدلية العالقات االجتماعية اليت حتكم ع معقدـــــفالواق

أما .16ع، جيد نفسه حباجة إىل تطوير أدواته، مبا يتسق وحركة الواقع و عالقاته املعقدةحركة الواقوى، ــستـــــأصبح للصوت الواحد أكثر من مو يا سواء كتب بالفصحى أم العامية،احلوار فلم يعد تقليد

ــكـــابـــــــوس الـم و مــع اســــتــــــخــــدام احللـــــال ــــــع و اخلــيــــالــــواقو لم و الصوت،ـــواجــز بني الــحــــو ال حــ17.هذا يعطي صدقا فنيا أعلى مما كان يف احلساسية القدميةواهلذيانات،و

بل هي و ليست جمرد انقالب شكلي يف قواعد اإلحالة على الواقع التقنيات شكلية،ليست هذه و. 18رؤية و موقف

يهدف أنصار احلساسية اجلديدة إىل إبداع نص مفتوح، يستثري املتلقي من خالل تضليله وتشكيكه م من أحالم كابوسية وهواجس داخلية، أسهمت يف تداعي مبا حيدث، و لعل هذا سبب ما يف جتار

سر أفق احلبكة، و أسهمت يف اختفاء احلدث باملفهوم التقليدي، حيث يندمج الواقعي و الغرائيب لكالتوقع لدى القارئ، الذي يتوقع االمتثال لنسق سردي أو واقعي اعتاد عليه، جاعال من نصه أفقا

اعتدال عثمان ، و ترى الناقدة املصرية 19مفتوحا الحتماالت داللية ثرية، حمرضة للتفكري و املشاركةائية، بل نسبية، ال تأن تسم بالثبات بقدر اتسامها احلقيقة لدى كتاب احلساسية اجلديدة مل تعد

ائية قاطعة، بل أصبحت هلجة تتسع لكثري من بالديناميكية، ومل تعد هلجتهم وثوقية .20االحتماالت

أن الروائي، و علىقدرة يف التجديد و اإلضافة فيهاعن التعرب احلساسية اجلديدة ساحة مغامرةقوة السرد إلحداث املفاجأة لدى القارئ و كسر أفق توقعه، و ترك مساحة يف النص له كي ميتلك

.30:ص- 2008- 1ط- األردن- املكتبة الوطنية، جامعة البرتا-)قراءات يف القصة القصرية(ة اجلديدةاحلساسي: أمحد موسى اخلطيب:ينظر- 16. 05: ص- و الروايةالقصةاحلساسية اجلديدة يف : أمين احلسن: ينظر-17. 11ص -احلساسية اجلديدة: إدوار اخلراط:ينظر- 18.23/24/25: ص--)قراءات يف القصة القصرية(ة اجلديدةاحلساسي: أمحد موسى اخلطيب: ينظر- 19.25ص : نفسهاملرجع: ينظر- 20

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

61

أي أن يكون الذايت بضرورة احلساسية اجلديدة،الوعيبه أن يتمتعينبغي لكما .ميألها بنفسهعه التغريات اليت حتصل يف شخصا مالحظا لبيئته و ما يطرأ فيها من تغريات، حىت يواكب بإبدا

مل تعد ألن احلساسية القدمية نضبت منابعها و، القابلية للنضج و املغامرةون له تكو أن ع، الواقال حلساسية جتدي و ا أدت دورها التارخيي و عليها أن تفسح ا ليس من مزيد فيها، مبعىن أ.21جديدة

: تيارات الحساسية الجديدة-4

حيدد إدوار اخلراط يف سياق احلساسية اجلديدة تيارات متباينة، بل متواجهة، و تبني يف داخل سياق كل تيار منها فروقا يف الدرجة و احلدة، و تفاوتا يف النقاء االنتمائي للتيار نفسه، و هذه التيارات

: هي

و هي تسميات تفصح عن خصائص :أو التبعيد أو التحييدأو التغريبتيار التشيؤ-أواضحة ملشهد قصصي، تقف فيه األشياء و األشخاص الذين أوشكوا أن يصبحوا

ا ال تعين و بدورهم كاألشياء، مقررة و موضوعة، شاخصة، ماثلة، ا، و كأ ا لذا ال كأا للحياة و العامل، ألن العامل رفضاجيسد تيارالو هذا. تدل على شيء آخر غري ذا

: هذا التيار أعمالمن بالنسبة هلم مليء بالقهر و اإلحباط و القسوة و القمع، و حيث يكاد يكون القمع هو قانون احلياة، ، "الخطوبة"خاصة يف بهاء طاهركأعمال

جميل عطية، و يـــاطــمحمد البس، و"اءـــيرة المســبح" يف النـــراهيم أصــإبو .و غريهمزكريا تامرو إلياس خوري، و إبراهيم

نقيض التيار هو وأو تيار التورط على الطرف اآلخر، :أو العضويالتيار الداخلي-بالسابق، فاللغة متفجرة و حسية، و كتلة متحركة فوارة، و احلوار منطي قليل أو منفي

.05: ص- احلساسية اجلديدة يف القصة و الرواية: ن احلسنأمي: ينظر- 21و هو من إفرازات النظام الرأمسايل . خالية من املعىن، و حتميله مضامني ال تؤهله أن يكون إنساناإفراغ لإلنسان من مضامينه احلقيقية اجلوهرية، و إلباسه هوية زائفة : التشيؤ

-مذكرة ماجستري- إشكالية تشيؤ اإلنسان يف احلداثة الغربية من منظور عبد الوهاب املسريي: صباح قارة: ينظر.(أواحلداثة املادية اجلارفة اليت قتلت اإلله و اإلنسان و غيبت القيم.201: ص- )ه 1433/م2012- اجلزائر- جامعة فرحات عباس سطيف

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

62

و يف هذا . غري ضروريةمتاما لكي حتل حمله النجوى و الشطح، و احلبكة هشة جدا أولم، و بني الشيء ــو و احلـــن، و بني الصحــر و الباطــدود بني الظاهــــــار سقطت احلـــيــالت

محمد : و احلس، وقليل من كتاب الستينيات من أخلص نفسه متاما هلذا التيار، مثلهذا و . و غريهم جب، محمد حافظ ر إبراهيم مبروك، أحمد المديني، حيدر حيدر.التيار مركب صعب و ينقلب أحيانا على نفسه

التارخيي أو الشعيب ، حيث يضفر الكاتب :التقليديتيار استيحاء التراث العربي-تمن رصيد -على احلالني- عمله بشرايني الفولكلور أو يبتعث احلكاية الشعبية، و ميتح

الطاهر عبد اهللا، جمال يحيى : غين يف الذاكرة اجلماعية للناس، و ميثل هذا التيار.، سحر توفيق و غريهمالغيطاني، نبيل نعوم

تسقط احلدود بني ظاهرية حيثأو تيار الفانتازيا و التهاويل، : تيار الواقعية السحرية-ثأحيانا الواقع العيين املرئي احملسوس، و بني شطحات اخليال و االستيهامات املضفورة

ابنسيج الواقع، برانيا أو جوانيا عل إبراهيم عبد المجيد، سعيد : ى السواء، و من كتا.و غريهمالكفراوي و حيدر حيدر، إبراهيم عيسى، إدوار الخراط،

التيار يبدو التكنيك التقليدي هو السائد، و قد و يف هذا : تيار الواقعية الجديدة-جيكشف أن يكون النأي عن املغامرات احلداثية الشكلية ملموسا، و لكن التأمل اليسري

رؤية هي ــة، و الـــليديــة التقــطــــض السلـــف رفـــف هنا هو موقـــ، فاملوقحـــحيــري صـــذا غــــهنوعا من تقنية الشكل التقليدي، مساءلة نظام القيم السائد، أي جند هنا -أساسا-

را، ـــا مباشــــأدبا أن تكونــفسه، اليت تريد لنيوسف القعيدنضع كتاباتالتيارهذا و يف خيري : و من أقطاب هذا التيار.و ميارس يف داخل هذه اإلرادة تقنيات حداثية متنوعة

اض ــم، سليمان فيـــراهيــنع اهللا إبــر، صــوى بكــل، سلــمنسي قنديـمد الــبي، محــشل.22غيرهمو

.20إىل ص 15من : ص- 1993- 1ط-دار اآلداب، بريوت-)مقاالت يف الظاهرة القصصية(احلساسية اجلديدة : إدوار اخلراط: ينظر- 22

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

63

د، هو افرتاض ــتقنني، هو تصور، ال تقعيل، الــــذا التصنيف ليس إال جمرد تأمــــاخلراط بأن هيقر و جمرد من التفصيالت و التنويعات، و الكاتب الواحد قد يفيد من إجنازات أكثر من تيار، و إن

.23درجة نقاء تيار ما، حىت يف التجربة الواحدة لكاتب بعينه، مرتاوحة و نسبية

:الحساسية الجديدة و الحداثة-5

يف التناقض مع الواقع، املوقف الرفضي للثوابت، التجريب اخلالق، احلداثة يف الرواية تتجلى

ورة على ــائم و الثــتجاوز ملا هو قــي، فهي إذن الــالبحث املستمر عن آفاق و صيغ جديدة للعمل الفن

.24ود و التقاليدـــالقي

يرى اخلراط أن احلساسية اجلديدة ختتلف عن احلداثة، و إن كانت تتقاطع معها يف مساحات كبرية تعبري عن القيمي ال عن - أساسا-هي احلداثة ليست قرينا للجدة و ليست تارخيية فحسب، فمنها؛ ف

، ها سؤال مفتوحــأنة، أيــــون بنية ثابتـــوينه ما يتيح له أن يكــالزمين، و هي نفي مستمر، ليس يف تكيف احلساسية اجلديدة هي ختتلف عن و .تحيل، و التجاوز املستمر لألشكالو سعي مستمر حنو املس

قر، و تصبح نتاجا تارخييا ــــدة ميكن أن تستـــة اجلديـــة يف احلساسيـــق الفنيــــرؤى أو الطرائــوع الــــأن جمم، أما احلداثة فهي قيمة يف العمل حساسية جديدة أخرىو زمنيا و تتجاوزها، و تقوم على أثرها و إذا كانت احلساسية التقليدية متثل رافدا من روافد .25الفين، تتجاوز الزمن و ختلد عرب التاريخ

النظام القيمي السائد، فإن احلساسية اجلديدة حتــمل استشــرافــا لنظـــام قيمــي جديـــد، ال يف الفــن ل ــــلية، بـــرة شكــليست فك، فهي إذن 26ى املــستــوى الثــقــــافــي و االجـــتماعــي و التارخييفــقط بــل عل

.27ي و التارخييــاعـــور االجتمـــــة بالتطـــهي مرتبط

.20: ص- املرجع السابق: ينظر- 23.53: ص- 2006- 3ط- احلوار، الالذقية، سوريادار -فتنة السرد و النقد- نبيل سليمان: ينظر- 24.21/22: ص- احلساسية اجلديدة: إدوار اخلراط: ينظر-25

.23: ص- املرجع نفسه- 26.07: ص-ع نفسهاملرج: ينظر- 27

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

64

:الجديدةالغربيةالرواية:ثالثا-

رى، ـــاملصطلح من بيئة ثقافية أخصطالحية تتعلق باستعارة هذا اجلديدة إشكالية ا يثري تعبري الروايةا ها و ـــاتـــيزت بانتهاكـدة اليت متــــها الرواية الفرنسية اجلديــــهي البيئة الفرنسية اليت نشأت يف وسط جتاوزا.28آال نروب غرييه و ناتالي ساروت و كلود سيمونلألمناط الكتابية املعهودة، ممثلة بروايات

Le(فالرواية اجلديدة nouveau roman (وان الجتاه جديد يف الرواية ظهر بفرنسا يف أوائل عن، يقصد به الثورة على أسلوب الرواية )م1955يف حدود سنة (اخلمسينيات من هذا القرن

ا، و بالتعليق الفلسفي املطول على مواقفها تم بالتحليل النفسي لشخصيا . الكالسيكية اليت و تتميز هذه النزعة مبحاولة تسجيل بعض املعطيات احلسية مثل وصف جدار من الطوب مثال

فات من األحاديث املألوفة بني الناس من غري أي و صفا دقيقا أو رائحة حساء البصل أو مقتطو قد ظهر . هة تكوين انطباعه الشخصي عما يقرأتوجيه أو تعليق من قبل املؤلف، تاركة للقارئ حري

Les éditions"هذا املصطلح أول ما ظهر كعنوان لسلسلة جديدة من الروايات يف دار نشر امسها

de minuit" .لميشيل بوتور روايات جديدة تضمو كانتMichel Butor آالن روب جرييه ، و

Alain Robbe Grilletناتالي ساروت ، وNathalie Sarraute . هذه النزعة غالبة يف و ال تزالا تأثرت بالنظرية البنيوية اجلديدة اليت يتزعمها )Structuralisme(الرواية الفرنسية احلديثة، إال أ

موعة، و اليت Roland Barthesروالن بارث منظمة من ترمي إىل حتديد واقعة إنسانية بالنسبة موعة ذه ا . 29الناس مع التعريف

اية "Emile Henriotإميل هونريو"و جتدر اإلشارة إىل أن الصحايف هو من اجتهد يف حدود اإلنتاج الروائي اجلديد، حيث يقوم هذه التسمية اليت ستؤسس هذا يف إنشاء م1957شهر مايو سنة

. 30هذا الرتاكم النصي بتحطيم العديد من احملرمات و الطابوهات اليت ترسخت يف األذهان

.11:ص-يف الرواية العربية اجلديدة: احلفخري ص: ينظر- 28.185: ص- يف اللغة و األدبمعجم املصطلحات العربية : جمدي وهبة و كامل املهندس-29ا: دحممد داو : ينظر- 30 ا و حتوال .40/41: ص- 2013-1ط-دار ابن الندمي للنشر و التوزيع و دار الروافد الثقافية، ناشرون-)مقاربة سوسيو نقدية(الرواية اجلديدة بنيا

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

65

لعل التسميات اليت تشري هلذا اإلنتاج اخلارق للعادة قد تعدد و تنوعت، لكن التسمية الوحيدة اليت ، و يف هذا الصدد قد "الرواية اجلديدة"صمدت بضراوة يف وجه باقي التسميات هي بال شك تسمية

: جند و بصفة تأشريية أو إعراضية وجها حادا لغليان ثقايف مضطرب بفعل شذوذ هذه الواقعة األدبيةالرواية احلديثة، الرواية احلداثوية، رواية ما بعد احلداثة، الرواية املعاصرة، الرواية اجلديدة، احلساسية (

، الروايات البيضاء، الروايات "Allitérature"ألدب احلريف، الالأدب اجلديدة، األدب البصري، ااخلالية من الكتابة، رواية املخرب، رواية بدون ختييل روائي، الواقعية اجلديدة، مدرسة النظر، مدرسة

أطلق فعلى سبيل املثال، 31، و غريها من التسمياتالرفض، مدرسة منتصف الليل، الرواية املضادة)Jean-Paul Sartre ( الضد- الروايةاسم)Anti-roman (جديدة ، ـة الفرنسية الــــعلى الرواي

واحدة من املالمح املتفردة ملرحلتنا : ") صورة لمجهول لناتالي ساروت(و يقول قي مقدمة رواية –ات ــــاألدبية هي الظهور، هنا و هناك، ألعمال مقاومة و سلبية متاما ميكن للمرء تسميتها بالرواي

هر ــالضد على مظ- اتــــروايـــإذ حتتفظ الاوالت ضد النوع الروائــي،ــــر أبدا مبحـــق األمـــ ال يتعل. دـــــالضا تقوم و نطاق الرواية؛ فهي أعمال متخيلة تقدم لنا شخوصا خيالية و حتكي لنا قصصا، بيد أ

على نفسها، حتطيمها أمام أعيننا يف املقصود هو اعرتاض الرواية : بذلك لكي جتعل خيبتنا أكربإن . ، و ال ميكن كتابتهابـــة اليت ال تكتـــة الروايــالوقت الذي يتم فيه التظاهر ببنائها، عرب كتابة رواي

هذه األعمال الغريبة تؤكد أننا نعيش مرحلة تأمل و بأن الرواية هي أيضا جتد نفسها على صعيد تأمل ا .32"ذا

، من "من أجل رواية جديدة"يف كتابه الشهري مالمح الرواية اجلديدة جرييه روبآالنو حيدد روالن و خباصة قراءة هذه الرواية خالل اعتماده على خمتلف القراءات النقدية اليت عاجلت نصوص

عن طيبة خاطر، يف العديد من الصفحات مصطلح الرواية اجلديدة، إذ أستعمل :" ، إذ يقولبارثشارة إىل مدرسة أو جمموعة حمددة متكونة من كتاب ينتجون يف االجتاه نفسه، و إمنا فهذا ال يعين اإل

.41: ص- املرجع السابق: ينظر- 3112: ص- 2015- دط-دار األمان، الرباط-)الرهان على منجزات الرواية العاملية(التجريب يف الرواية املغاربية : عمري بن هاشم-32

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

66

هي عبارة عن تسمية تشمل كل من يبحثون عن أشكال روائية جديدة، تعرب بقدرة عن عالقات هم . جديدة بني اإلنسان و العامل، و تشمل كذلك كل من قرروا ابتكار الرواية ، أي ابتكار اإلنسان

إن ،د فقط، بل قد يصبح مضراأن التكرار اآليل ألشكال املاضي ليس من العبث و غري جم يعرفون اية املطاف من إغالق عيوننا عن وضعنا احلايل يف الوقت بناء عامل و إنسان الراهن، مينعنا يف

.33"الغد

رب باحلقيقة من ذلك البناء املتصنع العذوبة، املفتعل تستخدم الرواية اجلديدة كل الوسائل لكي ا تسعى لتحطيم الضجة الرتيبة املستمرة، و سبك أحشاء الواقع، يةالذي كانت متثله القصة الواقع ، إ

.34ظالم املطلقبسحنة خالية من العطف حيث يضيع اإلنسان يف ممرات ال حتصى، مبقاطع يف ال

: الرواية العربية الجديدة:رابعا-

ا األوربية، و لكنه يقيم " الرواية العربية اجلديدة" تسميةالتقاطع يف التسمية ال يلحق لعل بنظريتشابكا على صعيد الرغبة يف انتهاك الشكل و التعبري بصورة جديدة عن العامل، أي بصورة خمتلفة عن

ا عن العامل، و إذا كانت الرواية األوربية قد انتهكت شكل " الرواية الواقعية"تلك الطريقة اليت عربت ا الواقعية و الوجودية و صيغتها الكالسيكية أيضا، عرب إلغاء حضور الشخصية الرواية الغربية، بتنويعا

ة الفاعلة يف النص الروائي، فإن الرواية الروائية أو إلغاء احلركة يف الزمان أو جعل املكان هو الشخصيا النتهاك شكل قار ثابت متثل، يف أوج تشالعربية اجلديدة ابكه و تعقده، يف عمل محلت الرغبة ذا

و لقد حتققت هذه الرغبة الكامنة يف عمل جنيب حمفوظ .جنيب حمفوظ، و بصورة خاصة يف ثالثيتهالذي استطاع متثل التجارب الروائية يف العامل و كتابة ،نفسه، يف كتابات جيل منتصف الستينيات

ا تنتهك الصيغة احملفو ،نصوص روائية .35ظية يف الكتابة الروائيةكان واضحا منذ البداية أ

ا: دحممد داو - 33 ا و حتوال .43/44: ص- الرواية اجلديدة بنيا.439/442: ص-1967- 1ط-لبنانبريوت، - منشورات عويدات- جورج سامل: ترمجة - تاريخ الرواية احلديثة: ألبرييس,م.ر:ينظر- 34.11/12: ص- يف الرواية العربية اجلديدة: فخري صاحل- 35

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

67

إن جنيب حمفوظ نفسه قد عمل على جتاوز الشكل احملفوظي نفسه، و ذلك يف أعمال روائية تالية له صدرت يف الستينيات أيضا، و قد عمل على جتاوز البنية السردية الواقعية اليت أصبحت مسة مالزمة

مها حماولتان للخروج من أسر الشكل اخلطي ميرامارو لعل ثرثرة فوق النيلألعماله السابقة، و و قدرة جنيب حمفوظ على جتاوز عمارته الكالسيكية جتعل تناول عمله إشكاليا، و اجليل . للسرد

اجلديد من كتاب الرواية العربية جيد نفسه منتسبا لنص حمفوظ ال باألسبقية فقط، أو مبغايرة النصوص رؤيتها للعامل، بل باالنتماء إىل األفق نفسه من قلق وصف الروائية اجلديدة لشكل روايات حمفوظ و و لعله السبب الذي دفع إدوار اخلراط إىل القول بأن .36العامل و حماولة البحث عن معىن حلركته

.37احلساسية اجلديدة تعين أوال و أساسا تلك النقلة يف تطور األدب املصري

شكلة النوع األديب بصورة مستمرة، اليت أصبحت هاجسا تثري الكتابة الروائية العربية اجلديدة ممالزما لإلبداع الروائي خالل ربع القرن األخري، إذ يتضح من متابعة ما صدر من روايات عربية بعد

أن هاجس إجناز كتابة ختتفي فيها احلدود الفاصلة بني األنواع األدبية يالزم الروائيني العرب م1967الذي تنعدم فيه "رامة و التنين"خذ مثاال على ذلك نص إدوارد اخلراط و نأ. يف الوقت الراهن

احلدود الفاصلة بني األنواع حبيث متارس الكتابة حريتها يف القول و التعبري دون التزام بالتصنيفات .38"احملددة للنوع،

لقد اهتمت الرواية التقليدية بتحليل السرد و الوصف القائم على احلبكة املتماسكة، واالهتمام بالشخصية و الرتكيز على إيهام القارئ بتارخيية هذه الشخصية، إال أن هذه السمات قد اندثرت مع

تم اليوم بنفي اإليهام ، الذي يعين عطب الذاكرة ظهور روايات احلساسية اجلديدة اليت أصبحت رف، ـــدم اليقني، إذ يشعرنا الراوي بأنه يعرف مث ما يلبث أن يعلن أنه ال يعــوااللتباس و التصدع و ع

، و يعمل هذا على التشكيك يف قدرة الكالم، أو يف "اإليهام اليقني: "ـو يطلق على هذا النفي ب

.و الصفحة السابقنياملرجع : ينظر- 36.20: ص-احلساسية اجلديدة: إدوار اخلراط: ينظر- 37.57ص - معجم املصطلحات العربية يف اللغة و األدب: جمدي وهبة و كامل املهندس- 38

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

68

قته مع الواقعي، أو مع معىن واحد ليس قدرة املتخيل احلكائي على أن يكون حقيقيا بذاته، أو بعالكما أن هدم العالقات و كسر التماسك و استبداله مبنطق . يف حكايته سوى وجه قابل للتعددهو

التفكيك و التشتيت، فضال عن ذوبان احلدود الفاصلة بني الضمائر، و انتقال الراوي من ضمري 39.دةمري املتكلم من أهم مسات الرواية اجلديالغائب إىل ض

": التجريب في الرواية العربية المعاصرة:خامسا-

أصال بالعلوم الطبيعية، و يعيد النقاد فضل إدخاهلا L’expérimentation"تجريب"كلمة ترتبط طبق أول طريقة ـــدة نصـــــوص نظــــرية و عم 1880ع سنة ـــمـــ، فهو الذي جإميل زواليف األدب إىل

أن )Claude Bernard(لكلود برنارد اليت سبق –املفتاح -يف التجريب، و استخدم الكلمة الرواية ":استخدمها، و لكنها مطبقة هذه املرة على ظواهر ليست طبيعية بل فنية، و ذلك يف كتابه

.40"التجريبية

على الشروط االجتماعية، اليت بالتوثيق املعريف و طبق معطيات املعرفةإميل زوالانبهر ي ــة التــارمـــلمية الصـــ، إذ إنه آمن بانتصارات العقل و ضرورة اعتماد املناهج الع41تسجلها الرواية

حليل و التجريب ــة و التـــظـــاصة مناهج املالحـــمعرفية ، و خــات الــجالــمارها يف شىت املــأعطت ثيعــــد بذلك رائد الواقعيــة الطبيعيـــة يف الغرب، و إليه يعود الفضل يف و التوثيق و املقارنة ، و هو

بلورة مفهومها و حقيقتها من خالل كتاباته التنظريية العديدة اليت نشرها على امتداد سنوات اللفظية غاهلم يف البالغة ـــــانسيني و انتقد إيـــــاجم الرومــــ، و قد ه42م1866ة، بداية من سنة ــطويل

غافال عن هدم ،، و العزوف عن مادية الواقع"اخللق األديب"و اخليال و تقديس الفرد و أسطرة 43.فكرة املوهبة و اإلهلام و اإلبداعية اليت كانت من أبرز مسات املدرسة الرومانسية

.91: ص- 2007-جامعة بغداد- جملة األكادميي-حتوالت السرد يف روايات ما بعد احلداثة: فاطمة بدر حسني: ينظر- 39املوقع - 14/04/2015: بتاريخ- 1167: العدد- احلوار املتمدن- )أدب جنال علي منوذجا(الرواية التجريبية و اخلطاب القصصي النسوي : شاهر أمحد نصر: ينظر- 40

aid=35401؟www.ahewar.org/debat/show.art.asp:اإللكرتوين.17: ص- 2004- 1ط- املغرب-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء-)نظرية الرواية و الرواية العربية(الرواية و تأويل التاريخ : صل دراجفي: ينظر- 41.249: ص- 1983- 3ط- باريس-منشورات عويدات، بريوت-أنطونيوسترمجة فريد- املذاهب األدبية الكربى يف فرنسا: فليب فان تيغم: ينظر- 42.08: ص-2015فيفريي -07العدد-جملة العلوم اإلنسانية، جامعة حممد خيضر، بسكرة- الواقعية يف األدب: الطيب بودربالة و جاب اهللا السعيد: ينظر- 43

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

69

إنه يرى فيهم فنانني يتبعون بغري . أن يضع مفهومه خصوصا اجتاه الرومانسينيزواللقد أراد حتتفظ بالنماذج، و التجريدات املعممة للطريقة تطبيق اجلمالية الكالسيكية اليت تفكري إن املثالية الرومانسية هي متاما عكس الواقعية العلمية . يكية، و يكتفون بإلباسها زيا آخرالكالس

انقضت دولتهم، فضال عن أن الرومانسية " علماء بيان"الرومانسيني هم ، و إن زوالها اليت يقرتحنفسه للرواية الرومانسية، " سانت بيف"و الدليل على ذلك تنكر . جتد نفسها يف طريق مسدود

تمع احلديث، و على و لعل أحد أسباب هذا الفشل أن املفاهيم الرومانسية مل تطبق على المي العام، فالقرن التاسع عشر هو عصر العلم قبل كل شيء، و ال غرو يف أن خيلق ذوقه الع

الكاتب عمال أوفر غىن باملعارف من أعمال الذين سبقوه، و أكثر صوابية، و أشد قربا من .44الواقعية

أنه مدين بصفة خاصة لعلم الوراثة، و علم األحياء، و علم البيئة و الطب التجرييب، زوالرأى مبثابة إجنيل تيار الواقعية الطبيعية نظرا ملا "مدخل إلى الطب التجريبي"كلود برناردو عد كتاب

: قائالفان تيغمفليبو هذا ما صرح به . 45أودع صاحبه يف ثناياه من نظريات علمية ثوريةاخلام جيب أن تطبق على لقد أثبت كلود برنارد أن الطريقة العاملية الصارمة املطبقة على األجسام "

ية ـــاطفـــاة العـــحيـقة على الـــق هذه الطريـــأن تطب-سب زوالح-ام احلية، و جيب كذلك ــــاألجسفإن الطريقة التجريبية تقوم بتحريك األشخاص يف تاريخ خاص لتدل على أن تتابع ... و الفكرية

إن الرواية الطبيعية هي .روضة للدرسلظواهر الطبيعية املعاألحداث يكون كما تفرضه حتمية االرواية احلديثة هي عمل و إن ، جتربة حقيقية جيريها الروائي على اإلنسان مستعينا باملالحظة

.46"جتماعي كما هي عمل علميا

حمل ثنائيــة التجربة/المالحظةعهدا جديدا للواقعية تقوم على ثنائية زواللقد فتح غلب احلتمية االجتمــاعيــــــة على شــــطحـــات الفــــرد املوغــلـــة يف املثـــاليــــــة ا ــــــكم، الــــالخي/هامـــاإلل

.250/251: ص–املذاهب األدبية الكربى يف فرنسا : فليب فان تيغم: ينظر-44.08: ص- الواقعية يف األدب: جاب اهللا السعيدالطيب بودربالة و: ينظر- 45. 251/252/253:ص-ة الكربى يف فرنسااملذاهب األدبي: فليب فان تيغم- 46

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

70

و الطوباوية ، و آمن بالعلم لقهر الطبيعة و تنمية قدرات اإلنسان و تفتيق املوهبة و بعث إنسانية اليت مست به إىل ذروة العاملية، و قد استطاع جتسيد هذا الرتاكم املعريف يف روائعه . جديدة واعدة

اليت تعد حبق ملحمة الربوليتاريا يف " Germinalجيرمينال"و رواية" الفالحون"مثل رواية ، كما أنه قام يف خضم هذه الوقائع العلمية و الفكرية بتأليف للسلسلة 47القرن التاسع عشر

Lesماكارالروقون: "الروائية املعروفة حتت اسم عائلة كربى و هي Rougon-Macquart" ،العامل، إىل جمال للظواهر و إىل –اليت حققت قفزة نوعية يف نقل العمل األديب على يد الروائي

فرضياتهيجربخمرب حيث يتم تطبيق هذه األفكار جبدية مبالغ فيها من قبل هذا الكاتب الذي .48، كما كان يقول كلود برنار"يرى و ينظر"لكي

أفق كتابة يصدر عن هاجس يف األدب شعره و نثره فهو شيء معروف، و هو التجريبأما التجديد الذي ال يتحقق إال عرب التحرر من إسار السائد، مما جيعله ميثل شكال من أشكال تكريس حرية

يف نظر –، و هو يقتضي 49ال النمطية يف الكتابة الروائيةـــــالل ثورته على األشكــــاملبدع الروائي من خ. 50استكناه الوجود احلضاري و الرجوع إىل الرتاث، و لكن بتصور إبداعي جديد–بوشوشة بن مجعة

أحد مظاهر احلداثة من خالل البحث عن أساليب بنائية جديدة، يتجاوز فيها التجريبفأخرى الكاتب األشكال السائدة إىل اخرتاع أشكال جديدة، أو التوليف بني أشكال قدمية و

La(المحاكاة الساخرةوقد يعمد الروائي إىل استخدام . مستحدثة؛ و هو ما يعرف بالتناص

parodie (على النحو الذي جنده يف نبوءة فرعون مليسلون هادي.51

و احملاكاة الساخرة لغة تدمج اللغات و امللفوظات املستدعاة من مصادر متعددة، و من امي، و الساميـــصيح و العــحقول معرفية خمتلفة، فتشتغل ككرنفالية معجمية، تستضمر الف

.09: ص- الواقعية يف األدب: الطيب بودربالة و جاب اهللا السعيد:ينظر- 47االرواية : حممد داود: ينظر- 48 ا و حتوال .17: ص-اجلديدة بنيا.10: ،ص2003، 1بوشوشة بن مجعة، التجريب و ارحتاالت السرد الروائي املغاريب ، املغاربية للطباعة و النشر و اإلشهار، تونس، ط: ينظر- 49

.30: ص-املرجع نفسه:ينظر- 50ا برومانسية . ميسلون هادي روائية وقاصة عراقية اعاليةتتميز كتابا ال تنظر إىل "جمموعة قصصية : وتركيز شديد على البيت العراقي بكل تفاصيله وعاداته وحكاياته، من مؤلفا

.2008سنة " نبوءة فرعون"و رواية -2001سنة " العيون السود"، رواية 1997سنة " الساعة.289/290: ص-1431-2010-1ط-)بريوت(و الدار العربية للعلوم منشورات االختالف - )دراسة(بنية النص الروائي : إبراهيم خليل: ينظر- 51

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

71

، حيث يتم التقليد يف صورته القصوى للغة فئة 52و الوضيع، و تتصيد اليومي يف أدىن مستوياتهجتماعية، لدرجة أن يعتقد القارئ أن املتحدث هو فعال شخص موجود يف الواقع و يستحيل أن ا

وات ـــعدد يف األصـــهي لغة متتح من املعجم الشفوي، و تستحضر املت، ف53يكون من تأليف كاتبتعمد إىل اقتناص الشائه يف العالقات كما ،54و األساليب و أمناط الوعي و األيديولوجيات

كما تفصح يف النص عن األصوات . اإلنسانية، و تعمل على تعريته و كشف مناوراته و أالعيبهاملرذولة اليت تضج حتت قشرة وعي الفئات االجتماعية الواسعة، و اليت سعى الصوت املهيمن من

.55أجل كبتها، و إرغامها على ترك الركح، و االنسحاب إىل خلفية املسرح

يف الروايــــة العربية املعاصــــرة يتجلى له قدرتـــها على التجريب و االستيــــعاب ميــعن النظرمن ا جتـسيدا للواقــو الرتاسل مع األنواع األخ ســاين ــع اإلنـــــرى، و قد يكـــون عدم اكــتماهلا متأتيا من كو

لذا سيظل التحــول السردي الروائــي بني و تشخيصا و تعبريا؛ تعكس هــموم اإلنســــان و آالمـــــه، ومطرقة الرؤيـــا و سنديانة التشكيل، فاختالف الرؤيا و املضامني تنصهر يف تشكيالت جديدة يف بناء الرواية، و هذا ما جيعل مكونات بناء النص الروائي يف حالة حتول، ألن اإلنسان يف عالقته الزمانية

لتغريات و حتوالت تستـــوعب التناقضات التــي يعيشـــها اإلنـــسان يف واملكانية بالكون و احلياة ختضع 56.عالـميه الداخلــي و اخلارجي

عندما نفكر يف زمن حتول الرواية العربية جند إرهاصات ابتداء من أليس بطرس البستاين الكاتبة و مث دعا حممد . األوىل، مرورا بزينب فواز العاملية اليت سبقت قاسم أمني يف الدعوة إىل حترير املرأة

واية يف مقابل الر إىل الرواية الواقعية 1905سنة " يف وادي اهلموم"لطفي مجعة يف مقدمة روايته مناط التمييز عنده هو جتول املؤلف يف الطرق و األزقة و دخول و الرومانتيكية أو اخليالية ،

. 74: ص- 2015- دط- أفريقيا الشرق-)سؤال املرجع يف روايات أمحد التوفيق(الكتابة و النص الغائب : اسيميقجلول - 52.91:ص- 2014سبتمرب - 3العدد-جملة جيل الدراسات األدبية و الفكرية-املبدأ احلواري عند ميخائيل باختني: شرقيمنرية - 53.43: ص-1989-الدار البيضاء–منشورات دراسات سال -أسلوبية الرواية مدخل نظري: محيد حلميداين- 54.74: ص-الكتابة و النص الغائب: قاسيميجلول - 55دولة اإلمارات العربية -جامعة العني للعلوم و التكنولوجيا- )اهيم نصر اهللا منوذجارواية براري احلمى إلبر (النص األديب بني مصطلحي التداخل و الرتاسل : مها القصراوي: ينظر- 56

لد الثامن عشر-)سلسلة الدراسات اإلنسانية(جملة اجلامعة اإلسالمية-املتحدة .1018: ص-2010العدد الثاين، يونيو -ا

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

72

تمعات و مراقبة حركات الناس ليكتب قصته اليت تدرس األخالق و الطباع و العادات، و كذلك ائق املعاصرة اجلديدة، ، و مقدمتها يف الدفاع عن احلقا1922سنة " ثريا"عيسى عبيد يف روايته ؛ فالتجريب "حواء بال آدم"، و طاهر الشني يف 1928سنة " رجب أفندي"وكذلك حممود تيمور يف

ال ــكان منصبا على تصوير الشخصية املستقلة للبيئة و االرتباط بالواقع، و رفض تيمات و أشك.57قرد التقليدية و البناء من جديد على أساس منهج الوقائع و احلقائــالس

الرواية املغربية قد مارست التجريب على أصوله، حيث أوجد التجريب الرواية الواقعية، إال أن فعربت الرواية من رواية الذات إىل رواية العامل، إال أن ذلك أغرق بعضها يف التسجيل، فلجأ الكتاب

.58العامل إىل رواية الذاتإىل العودة إىل الذات مرة أخرى، فعربت الرواية مرة أخرى من رواية

اختذ التجريب الروائي يف منطقة املغرب العريب منحني اثنني؛ أوهلما راهن على الرتاث السردي لتحقيق خصوصية و تأصيل للرواية، و ثانيهما قد راهن على املنجز الروائي العاملي و على النصوص

ا، و أيضا على مستوى و ا باللغة عرب االشتغال املكثف على الروائية احلداثية اليت يزخر عي كتاا التعبريية و الداللية بتحويلها إىل فضاء لإلبداع، و ذلك من أجل اخرتاق السائد اللغة مبستويا

و يف هذا السياق اطلع الروائيون على مناذج عديدة و نصوص . السردي و البحث عن أفق حداثي. 59لآلداب الفرنسية و اإلجنليزية و اإلسبانيةمتنوعة و متباينة خصوصا تلك اليت تنتمي

مبدينة فاس إىل نتيجة مفادها أن 1980و لقد خلص امللتقى القومي األول للرواية العربية سنة حتوالت الرواية العربية من السرية إىل الواقعية يعد مسة من مسات التجريب، و هو ليس وليد الفراغ،

و لقد شاع مصطلح الواقعية يف منتصف الستينيات . اإلشكاالتبقدر ما هو حتول و سريورة يفاية السبعينيات يف ظل الفكر االشرتاكي، فعمد الكاتب املغريب إىل خلق الرواية و إىل املشاركة و

إال أن هذا التجريب سيغيب عندما صرة التقدم، فشاعت بعض املفاهيم، السياسية كعنصر فعال ملنا

.21/12/2010: بتاريخ- www.masress.com: مقال نشر على املوقع اإللكرتوين-آفاق التجريب منذ بدايته و ازدهار الرواية العربية: إبراهيم فتحي: ينظر- 57دورية ) رة املوشومة لعبد الكبري اخلطييب و حصان نيتشه لعبد الفتاح كيليطو أمنوذجنيالذاك(التجريب يف اخلطاب الروائي املغريب : العباس عبدوش و راوية حيياوي: ينظر- 58

.221: ص-2009جانفي - العدد الرابع-دار األمل للطباعة و النشر و التوزيع- تيزي وزو-جامعة مولود معمري-بمنشورات خمرب حتليل اخلطا-اخلطاب.12: ص-املغاربيةالتجريب يف الرواية : عمري بن هاشم- 59

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

73

. الروائي إىل نضال إيديولوجي، فتغيب عنه مركزية العملية اإلبداعية، بوظيفتها اجلماليةيتحول العمل ففي ظل الواقعية كان التجريب فاعلية، كما أنه يف ظل الواقعية غاب التجريب و حتول اإلبداع إىل

هرة إال يف بداية إال أن بعض النقاد رأوا أن التجريب يف الرواية املغربية مل يصبح ظا.... نسخ مكررةالثمانينات، من بينهم سعيد يقطني، الذي رأى أن التجريب عند التازي و املديين و غريمها يشكل

. 60جهود فردية، مث حتول إىل ظاهرة و ممارسة يف الرواية العربية

:مفهوم التجريب-1

ائية ملفهوم لعل كل حماولة لتعريف و ، التجريب الروائيمل يتفق النقاد على وضع حتديدات التجريب الروائي هي مغامرة تقابلها مغامـــرة التجريب الروائي نفسه، من حيث كونه ذو مظهر إبداعي

و قد يكون افتقار التـــراث النقــدي إىل حتقـــــيق خطـــــاب يتميــــز بالنضج . خــــــالق، متجدد و متحولة و حضارية متصلة بالواقع اجلديد، سببا يف بعث هاجس و مساير للعصر و معاجل لقضايا إنساني

البحث و جتاوز السائد الذي ينتجه فعل املغامرة الذي ينقض املسلمات اجلامـدة و التــقاليــــد الثابتــــة و األعراف اخلانقة، و صياغة السؤال الذي يولد السؤال، و ممارسة حرية اإلبداع يف أصفى

ا .61حاال

ائية حمددة للتجريب الروائي، و يقدم مجلة من التازيالدينعزد ينفي الناق وجود تعريفات التجريب الروائي يكمن :" املفاهيم اليت قد حتد من زئبقية هذا املفهوم املتملص من أي حتديد، و منها

يف مغامرة لكتابة نص روائي مستعص و متمنع، حياول أن يستنجد باحلكاية أو باحملكيات، ليصوغ تمع متحوال، فالنص الروائي عاملا روائيا ح تمع و عالقة اإلنسان مبجتمعه، و مادام ا افال مبظاهر ا

التجرييب يعي هذا التحول، لكنه مع ذلك، حىت و هو ال يكتب وثيقة جمتمعية، يواكب هذا التحول عرب طموح الكاتب التجرييب يف اخرتاق مظاهر هذا التحول، ولذلك فهو يوسع من مساحة اشتغاله

.219/220:ص- التجريب يف اخلطاب الروائي املغريب: العباس عبدوش و راوية حيياوي: ينظر- 60غة و األدب أحباث يف الل"جملة املخرب- احلوات و القصر للطاهر وطار أمنوذجا) البنية السردية يف الرواية التجريبية(التجريب و النص الروائي: فهيمة زيادي شيبان: ينظر- 61

.01: ص- 2010- العدد السادس-اجلزائر-جامعة حممد خيضر، بسكرة-"اجلزائري

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

74

لذلك فمهمة الروائي التجرييب ال تكمن يف . لى جمتمع متحول، له تارخيه الذي أوصله إىل حاضرهعا متتد إىل قراءة الوجه اإلنساين املتبدل و حتـــــوالت الذات توصيف معاناة اإلنسان يف حاضره، بل إ

تمع و التــــاريــــخ، يف نص أو نصـــوص روائية، تستوع ب اجلوهـــــــري يف حتـــــوالت املــجتمع و األنــــا و ا. 62"و اإلنسان، من خالل التشخيص الروائي

يتجه حنو كتابة نص متعدد األبعاد، متعدد اللغات و األصوات، متعدد -حسبه-و التجريب الروائي باللغة مداخل القراءة، متعدد يف اشتغاله على إسرتاتيجية األشكال و اللعب السردي، و هو ال حيفل

ا متعددة يف اللغات اليت تعرب من خالهلا املسكوكة الفصيحة العبارة، و ال حيفل بأحادية اللغة، ألالشخصيات عن ثقافتها و وعيها بالعامل، لذلك فلغات الرواية تتظاهر مبظاهر لسانية متعددة التعابري

63".و أنواع البالغة

جاوز عن طريق البحث عن أشكال جديدة و طرائق فيسمي اإلفراط يف الت"أما سعيد يقطني نية مسية الشوابكة التجريب ترى الباحثة األرد، يف حني64"تجريبا"جديدة يف الكتابة الروائية

و رفض النمذجـــة و االنزياح عنه بكســر أفق التوقع، فنية تسعى إىل خرق املألوف إسرتاتيجية"و إعادة النظر يف اإلبــــــداع رؤيـــة و تشكيال، وصوال إىل منجز االنفالت من أسر التقليد، التنــميط، و و

65."روائي مغاير قوامه التجـاوز و التجديد

ذا فالتجريب الروائي يسعى إىل خلق أشكال جديدة، و هو يقدم على مغامرة حتطيم ثبوتية و ممكن، مفارق و متجدد األشكال اجلاهزة، إذ يقيم و جوده على الالمنوذج أو على البحث عن منوذج

باستمرار، بطاقة التجدد اليت متنحها مغامرة البحث عن أشكال تعبريية جديدة، و لعل الروائي ذه الطاقة؛ فهوال حيب لنفسه أن يكرر التقنيات الروائية نفسها اليت سبق أن التجرييب مهووس

لس األعلى للثقافة، الدورة اخلامسة مللتقى القاهرة لإلبداع -حبث مقدم لندوة الرواية العربية- روائي و تشكيل خطاب روائي عريب جديدالتجريب ال: الدين التازيحممد عز -62 ا.06: ص.2010ديسمرب12/15- "الرواية العربية إىل أين؟"العريبالروائي

.05/06ص - نفسهاملرجع - 63.287: ص- 1985- 1ط- دار الثقافة، املغرب-)حول التجربة يف اخلطاب الروائي اجلديد باملغرب(القراءة و التجربة : سعيد يقطني: ينظر- 64جملة - "شكاوى املصري الفصيح" و ثالثية" حيدث يف مصر اآلن"و "احلرب يف بر مصر"قراءة يف أعمال الروائي املصري يوسف القعيد–امليتاقص جتريبا روائيا : مسية الشوابكة- 65

لد -)العلوم اإلنسانية(جامعة النجاح لألحباث .640: ص- 2013-)3(27ا

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

75

وائي التجرييب ال يكتب رواية واحدة استعملها يف رواية سابقة، و إال فهو مقلد لنفسه، و بالتايل فالر أو روايتيــن، و هو يسعــى دائما إىل توسيع عواملــــه الروائية، من خــــالل التنـــويــــع و جتديد األشـــــكال،

66.و جتديد العوامل

: السمات الفنية للتجريب-2

ص مفتوح، ينفتح على كل تقتحم الرواية بفعل التجريب حدود الكتابة و ختومها، فتتحول إىل ناملوضوعات و النصوص و املظاهر الكتابية املختلفة، و من هنا نلفي الرواية نصا بالغ الرتكيب متعدد

التجريب الروائي كتابة تشتغل على بنيات احلكي من سرد و وصف و فضاء و زمان فالطبقات، يقصد هذا النوع من الكتابة، ي خالق، و لعل الروائي يعي بل بوعي مجايل جديد إبداعوشخصيات

ارس الكتابة من خالل ما يعرب عنه السارد ـا و هي متـــر يف نفسهــة تفكيــــالــــته يف حــجعل روايــحيث يأو الكاتب الضمين من مواقف و حلظات و تأمالت، مما ينتج عنه خطاب نقدي حيضر يف صلب

تخلل األوضاع السردية و كل مظاهر تشكل اخلطاب النسيج الروائي و داخل بنيته العامة، و فيما ي.67الروائي

ص الروائي، و اليت مهما تغريت ــات اجلوهرية يف بنية النـــان و الشخصية املكونــــان و الزمـــيعد املكو حتولت و تشكلت و خضعت للتجريب فستظل دائما أساس و جوهر أي عمل روائي، إذ ال ميكن

.68اية بدون زمان و مكان و شخصية و لغة سردللقارئ أن يتخيل رو

لقد طبع التحديث و ختطي النمطية الرواية العربية خبصائص و مسات فنية مل تكن معهودة يف الرواية التقليدية، من خالل استخدام تقانات جديدة حققت قفزة نوعية يف جمال الكتابة، حىت غدا

ك بعدما انصب اهتمام كتاب رواية احلداثة على بنية النص الروائي مائع احلدود و التشكيل، و ذلالنص دون وحدة املوضوع، و كان مههم هو التفكيك و التفتيت، و تشظي النص، و التهشيم يف

.06/09:ص- يب جديدروائي و تشكيل خطاب روائي عر التجريب ال: الدين التازيحممد عز :ينظر- 66.03: ص-املرجع نفسه:ينظر- 67.1019:ص- ي التداخل و الرتاسلالنص األديب بني مصطلح: مها القصراوي: ينظر-68

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

76

تشكيل بنية النص الروائي، و إعادة بناء املوروث وفق أنساق جديدة ، و يف موضوعات تتصل ببنية ا و رمو .69زها و أبعادهافكر األمة، و دوافعها بدالال

مل تعد تعىن بقضية الزمن و الرتتيب املنطقي العقلي الذي - يف ظل التجريب -إن الرواية العربية كان حمورها و عمودها الفقري، و حمور سرد األحداث فيها وحياكة نسيجها، بل ثارت على القوالب

ا حىت لقد اختذت البناء التتابعي للزمن شكال اعتمدت . القدمية ، و سعت إىل إلغائها ه يف بداية نشأأواخر اخلمسينيات، حيث تتواىل األحـداث و تتعاقب يف الرواية دون انـحرافــات بارزة يف سري الزمن، تمع يف النصف األول من القرن العشرين الذي كان مير بتغريات بطيئة، إذا ما و هذا يعكس حالة ا

و قد كان خاضعا . النصف الثاين من القرن ذاتهقورنت بالتغريات السريعة اليت يعيشها اإلنسان يف بناء احلدث الروائي ملنطق السببية، فالسابق يكون سببا لالحق، و يظل الروائي ينسج حبكة النص اية صاعدا إىل األمام بشكل أفقي خطي، فيتأزم املنت احلكائي يف حلظة ما هي الذروة، مث تنفرج يف

.70يغلق فيها الراوي النص

أن الرواية إبداع مفتوح يظل يرتاسل مع غريه من األنواع األدبية األخرى، فإن البناء املتشظي و مبا للزمن يف النص الروائي يظل أكثر األشكال انفتاحا على األنواع األدبية نتيجة لكسر التتابع

لسرد من والتسلسل، فيتحول النص الروائي إىل شيء ما أشبه باحللم أو الكابوس، و لذلك خترج لغة ا.71نطاق السبب و النتيجة و التسلسل و التحليل إىل لغة تشبه لغة الشعر يف كثافتها و رموزها

تعدد اللغات و األصوات و املرجعيات الثقافية داخل املنت كذلكمن مسات التجريب الروائيا ـــا على قضايـــأدبيا منفتحها و جيعل منها جنساـاتــابـــمكنات خطــد، و هذا يوسع مـــواحـــــالروائي ال

هما االجتماعية ـــالفــــردية و اجلمــاعيـــة و محوالتــل الذات مث اته، يت ــــان و أسئلته و قلـــقه و تطــلعــــاإلنس

لد -جملة جامعة دمشق-الرواية و التجريب:حسن عليان: ينظر- 69 .82: ص-2007العدد الثاين - 23ا. 1019:ص- ي التداخل و الرتاسلمصطلحالنص األديب بني : مها القصراوي-70.1020: ص- نفسهاملرجع : ينظر-71

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

77

واقف ــــاملرؤى و ـــــية و الــــة لتزخر باألحاسيس اإلنسانــــق الروايــــذلك يتسع أفــافية، بـــــو النفســية و الثق72.و التجارب

إىل صور و لوحات مستقلة الصيغة املكانيةتقطيــــعتقنية البىن و كما تعتمد هذه الكتابة احلداثية 73.تـمـاما حتمل أرقاما، تشكل جمتمعــة رؤيـة فنيـــة موحدة، وتعطي انطباعا، أو موقفا موحدا

اليت متثل قدرة اإلنسان على جتاوز واقعه اليومي، زياو الفانتاترتاد رواية التجريب عوامل احللمو ع، بني ــــورة الواقـــع وأسطــواقــم، و بني الــن احللــواقع و بيــن الــفرق بيـروائي ال يــب الـريــجــباعتبار الت

و التوقعات، ألنه يعي بذاته ككتابة عن الواقع، تستلهمه و ال تستنسخه، تعيد تشكيلع ــــالوقائطرــليم مــسالكاتب العراقي يف رواية، و هذا ما جنده مثال 74مالحمه و ال تسعى إىل بثه كما هو

75.و روايات إبراهيم الكوين و غريها، "امرأة القارورة"

إن استحضار تقنية التعجيب داخل الكتابة الروائية يأيت لتقدمي أحداث غري :" يقول تودوروفشخص هو يف األصل البطل و الســارد يف اآلن نفسه، إنه إنســان كبــاقي الناس قابلة للتفسري، حيكيها

و بتعبري آخر، إن األحداث تبدو فوق طبيعية بينما السارد ...وكالمه يستحق ثقة مضاعفة.76"طبيعي

ذا املعىن إىل أن يكون ترفا فنيا أو لعبة عقلية عبثية، بقدر ما ينزع عرب و ال يرمي العجائيب تقنياتــه و لغاتــــه و شخصياته و فضاءاته إىل صياغته مالمح كتابة مــغايرة، كتابة تنحت من القســـاوة و املفارقة املؤملة حقها يف القول و الرفض، فعكس العجائبــــي الكالسيـــــكي الذي حياول بناء عـــــامل

دود دوما إىل حلظة ماضية و املروي طبيعي إىل جانب عامل طبيعي، و العجائيب القدمي املش-فوقدف املتعة و الرتبية و تفعيل الروح اجلماعية و تطهريها، فإن العجائيب احلديث ينبع من الواقع

.03:ص- التجريب الروائي و تشكيل خطاب روائي عريب جديد: الدين التازيحممد عز : ينظر-72.84/85: ص- الرواية و التجريب:حسن عليان: ينظر-73.05:ص- تشكيل خطاب روائي عريب جديدالتجريب الروائي و : الدين التازيحممد عز : ينظر-74.85: ص-الرواية و التجريب:حسن عليان-75.10: ص-1993- 1ط- دار الكالم، الرباط-ترمجة الصديق بوعالم- مدخل إىل األدب العجائيب: طزفيطان طودوروف- 76

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

78

ليجسد ملحمة الضياع و القسوة، اليت تعيش على إيقاعها الذات اإلنسانية وسط جمتمع نسفت قيمه ستثمر للبنيات العجائبية، ال يتأسس داخل الواقع و النص احلديث العجائيب أو امل. و ضعفت عالقاته

دف جتسيد ملحمة الضياع الوجودي لإلنسان فقط، و إمنا أيضا من أجل توظيف آليات فنية جديدة خلوض كافة أشكال املواجهة و الفضح و االحتجاج، عرب صيغ األسطرة و االلتباس

.77ي و اهلامشيو السخرية و التهكم و البوح و استدعاء املنس

ا تتعارض مع مفهوم الوثيقة و من هذا املنطلق فلن تكون الرواية وثيقة اجتماعية أو تارخيية، بل إو هو ما ميثل الواقع يف نتج خطابا إن كان حياكي الواقع فهو يبين واقعا آخر، عرب التخييل الروائي، لت

وقوعه يف االحتمال ألنه حيفل بالكذب انيةإمكو له خصوصيته التخييلية،واقعالرواية، إال أنهالروائي، فهو يؤسس خلصوصية النص الروائي و فرادته و خصائصه النوعية، من حيث اشتغاله على التجاوز و التخطي و جتديد العوامل الروائية من رواية ألخرى، فهو يقف ضد التقليد، ويرفض التنميط

.78لكتابة، تتمرد على كل ما هو جاهز ومنجز سابقاو النمذجة، ألنه كتابة متناسلة من مداد ا

يف تطوير الشكل الروائي خبلو الرواية من رائدة نبيل سليمان الكاتب السوريجند حماولةكمامواقف ـــرؤية، و الــــد الــــان على توالــــان الدالتــــقطتـــــالن: ات هيـــــالث عالمــــات الرتقيم إال من ثــــعالم

، باإلضافة إىل تطعيم سرده )أحيانا(و استمرارية السرد الروائي، و كذلك عالمة االستفهام و النقطة و باالستغناء عن الوصالت بني الفصول، و األخذ من املوسيقى أو احلركات باألساطري و املوسيقى،

79.أو النقرات

هو آخر قد يكون نقيضا هلم متاما، أال ومل يقف دعاة التجريب عند هذا احلد، بل وجلوا بابام على حتويل تلك التراث ، الذي اعتمدوه كخلفية و هم يقومون بتشكيل أعماهم الفنية، مع قدر

.21: ص-التجريب يف الرواية املغاربية: عمري بن هاشم-77.04:ص- التجريب الروائي و تشكيل خطاب روائي عريب جديد: الدين التازيحممد عز : ينظر-78.87: ص-الرواية و التجريب:حسن عليان-:ينظر-79

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

79

اخللفية إىل جتربة جديدة قابلة ألن تسهم يف الرتاكم النصي القابل للتحويل، و االستمرار بشكل .80دائم

يرى سعيد يقطني أن كثريا من النصوص السردية العربية احلديثة تتشكل على قاعدة إحدى العالقات اليت تقيمها مع الرتاث السردي العريب القدمي، و يضبط هذه العالقات من خالل الشكلني

: التاليني

و اعتماده منطلقا إلجناز مادة روائية، : االنطالق من نوع سردي قديم كشكل-1و تتدخل بعض قواعد النوع القدمي يف اخلطاب، فتربز من خالل أشكال السرد أو أمناطه

قامة ـمـو ميكن التدليل على ذلك حبضور أنواع ذات أسلوب قدمي كال. أو لغاته أو طرائقهو حضور النوع . و الرسالة و الرحلة و كتابة املشاهدات و حكي الوقائع و ما شابه هذا

ية كما ميكن أن يتجسد على صعيد كلي، ميكن أن يأخذ شكل بنيات القدمي يف الرواو كثرية هي النصوص الروائية العربية اليت حتضر فيها . سردية صغرى، على صعيد جزئي

هذه البنيات النوعية القدمية على شكل مناصات تارخيية أم دينية أو سردية متضمنة يف .منالرواية، و يالحظ كون هذا الشكل هو املهي

و يكون هذا النص حمدد الكاتب و اهلوية، و عرب :االنطالق من نص سردي قديم-2، و إنتاج داللة )الرواية(احلوار أو التفاعل النصي معه، يتم تقدمي نص سردي جديد

.81جديدة هلا صلة بالزمن اجلديد الذي ظهر فيه النص

و قد يكون االحتماء بالرتاث شكال من أشكال اهلروب من احلاضر و مشكالته، و وجه من وجوه العجز عن االعرتاف بأن الرواية شكل أوريب نشأ يف ظروف تارخيية بعينها تعبريا عن فئات اجتماعية صاعدة، وجدت يف الشكل الروائي وسطا تعبرييا قادرا على جتسيد و عيها و آماهلا

ا ليايل سطيح حلافظ (و لعل فشل الروايات العربية األوىل، اليت حاولت استلهام الرتاث .و طموحا.112: ص- السابقاملرجع :ينظر-80.07/08: ص-2006-1ط-رؤية للنشر و التوزيع- )ن أجل وعي جديد بالرتاثم(الرواية و الرتاث السردي: سعيد يقطني: ينظر- 81

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

80

يعود بصورة أساسية إىل إرغامات الشكل الروائي ) إبراهيم و حديث عيسى بن هشام حملمد املويلحيقد و . روائي األورويبيف تلك الفرتة و عدم قدرة الروائيني العرب األول على انتهاك بنية الشكل ال

كان الروائي العريب يف البدايات حمكوما بتصور مفاده أن يف الرتاث العريب أشكاال شبيهة بالرواية األوربية كاملقامة، و لذلك حاول كتابة مقامات عصرية دون أن يأخذ يف احلسبان أن النوع الروائي

قدة، و عن حريته أمام العامل و شكه يف نشأ و تطور للتعبري عن مشكالت إنسان العصر احلديث املعو ظلت االستفادة من األشكال السردية حمدودة انتقائية و غري قادرة على بلورة تيار . كل ما حييط به

عام يف الرواية العربية، إىل أن اهتدى عدد من الروائيني العرب اجلدد إىل تكوين تيار أساسي يف الرواية . خمتلفة مأخوذة من احلياة املعاصرة، و منها انطلق التجريب الروائيالعربية و ذلك باستخدام مواد

و جتدر اإلشارة إىل أن ما جيعل نصا روائيا ما قابال لالندراج يف إطار الرواية العربية اجلديدة ليس جتريبه لتقنيات سردية جديدة فقط، بل رؤيته للعامل اليت حتدد طريقة استخدامه هلذه التقنيات

. 82و إمكانية اإلفادة منها

دف -على حد تعبري سعيد يقطني–و قد آن األوان للوعي النقدي أن يتفاعل مع الرتاث األديب جتديد السؤال و البحث يف املسكوت عنه و املغيب يف الذاكرة و املخيلة، و ألجل اإلسهام يف فهم

ا التفاعلية بالنص و الوا .83قع الذايت و العصر احلديثجديد للذات يف عالقا

لقد خرجت الرواية العربية عن مواضعات السرد التقليدي من خالل أشكال عديدة، اعتمدت التجريب الفين أساسا هلا، سواء كان ذلك بالعودة إىل الرتاث و حماورة املاضي، أو بتداخل األلوان

ا، حيث تتبىن منها أيضا استخدام و. األدبية أو بالدخول إىل العجائيب تقنيات الكتابة الواعية لذاو حدد الدكتور صالح فضل معايري . 84عن قصد التجريب الفين مبحاوالت كتابية واعية بنفسها

: تصنف من خالهلا التجارب الروائية العربية، و هي

. 177/178/179/ 19: ص-يف الرواية العربية اجلديدة:فخري صاحل: ينظر-82.270: ص-الرواية و الرتاث السردي: سعيد يقطني: ينظر- 83ا، أكادميية القامسي- )مرايا السرد النرجسي(امليتاقص يف الرواية العربية : حممد محد:ينظر-84 .61: ص-2011- 1ط- ، باقة الغربية)ج م(جممع القامسي للغة العربية و آدا

ليدية إلى الحساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التق:الفصل الثاني

81

ابتكار عوامل متخيلة غري العوامل اليت جتري فيها أحداث الروايات املتداولة، خلقت منطقها-.الداخلي و بلورت مجاليتها اخلاصة

.توظيف تقنيات فنية جديدة تتصل بطريقة تقدمي العامل املتخيل و حتديد منظوره-ا املختلفة، مع جتاوز ما هو مألوف و معهود يف اإلبداع السائد، - استعمال اللغة مبستويا

عــري ـــراث الســردي أو الشـــتيف لغة الــابكـــة و مرتاسلــة، مع توظـــية متشــات نصـــعرب تعليق.85أو إدراج اللهجة و أنواع اخلطاب األخرى

اية ملغامرة الكتابة و ال كتابة خارج التجربة و املمارسة؛ فالنص ال يبدأ ا،ختام ال بداية و ال ، ال انفتاحهلينتهي و لكنه ينتهي ليبدأ، و من مث يتجلى النص فعال خالقا دائم البحث عن سؤاله و

ضرورة إعادة النظر من الو . 86إن كل ما يبدأ لينتهي مناف لإلبداع.خيضع و ال يستسلم و ال يقمعاملنجز الروائي و استنطاقه يف كل مرة، ألجل تفادي الوقوع يف شرك التقليد، و ال بد للروائي أن يف

القراء باختالف رؤاهم الفكرية، و من السرد تستجيب ملتطلبات العصر جيرب و يصوغ أمناطا خمتلفةا، الرواية يف توصيل رؤياها للقارئ و الغرض من هذا كله أن تنجح أن إذن بد فالو أن تقنعه

هذا ما أشار ئما، و ترتبط الرغبة يف تكسري القوالب الروائية بتقدمي البديل الناضج و النوع األفضل داالنزوع التجرييب قد يصبح أحيانا عائقا أمام التطور و أمام إن : " ليه عبد احلميد عقار حينما قالإ

مما احلكاية و بالشخصية و بالبناء، التلقي عندما يصبح االشتغال باللغة يساوي التضحية بالقصة أو.87"يؤدي أحيانا إىل غياب املعىن أو تالشيه

املوقع -14/04/2015: بتاريخ- 1167: العدد- احلوار املتمدن-)أدب جنال علي منوذجا(الرواية التجريبية و اخلطاب القصصي النسوي : شاهر أمحد نصر: ينظر- 85aid=35401؟www.ahewar.org/debat/show.art.asp:اإللكرتوين

.18/20: ص-1998-2ط-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب- )خبصوص احلداثة العربية يف الشعر و الثقافة(السؤال حداثة :حممد بنيس: ينظر- 86.254:ص-2008-1ط- )املغرب(املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء -السرد الروائي و جتربة املعىن: كرادسعيد بن - 87

ثالثالفصل الئيالرواالنص نفتاحا التجنيس وإشكالية

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

83

مغــــلقة ي ــاشرة فهـــا و مبـــــــثر وضوحــها أكـــت معانيــانـــكية األوىل و إن كـــــالسيـــالنصوص الكإن و لكن مع انفتاح النصوص الروائية املعاصرة و تالقحها مع خمتلف منصاعـــة للتـــصنيــــف و التجنيس،

بـــاللغــة و هـــذا اــ العبــتب متــروائي يكــغدا الاجلنس، ولطة ــسمنفلتة منتأصبح، األجناس األدبيةو كأن الكاتب و هذا فتح بابا لفوضى الكتابة،،لعرف و القانوناو متجاوزا أحيانا فــتح بابــا للتــأويـــــــــل،

. كتاباته إىل مجهوره بأي طريقة شاء؛ فكل الطرق عنده تؤدي إىل املعىنتوصيل يسعى إىل

:إشكالية التجنيس:أوال-

يف كونه اتفاقا يعقده املؤلف مع القارئ، و مبوجب هذا االتفاق ) le pacte(ة امليثاق يتتمثل أمهو إن غياب االتفاق جيعل القارئ يعيش مع جتربة خيالية يصنعها .القارئ وحتدد طبيعة قراءتهيـوجه

، عن مدى واقعية النصجيعله يبحث قد الكاتب ، فيوقعه يف مأزق التجنيس، و ضبط هوية النص ، و و قد يكون هذا الغياب أمرا قصده الكاتب ليوحي باالنفصال ..ارتباطه حبياة كاتبه، أو ارتباطه باخليالو

1.بينه و بني نصه

شك يف أن وضع صفة جتنيسية معينة على غالف الكتاب أمر ينطوي على قدر عال من ال تفحص أن يتجاوز هذا امليثاق و أن يتفادى فحصه على حنو القصدية و التعيني، و ال ميكن للقارئ امل

.2دقيق، استنادا إىل معطيات املنت بني دفيت الكتاب و قد وصفه الكاتب بصفة أجناسية معينة

يعلل حممد عبد املطلب حرص املبدعني على غرس املصطلح يف الغالف اخلارجي أو الداخلي على مبا فيه -أن النص األديبإىل Hillis Millerو يشري . هر الذوبان تلكأنه نوع من املقاومة اخلفية لظوا

ليس شيئا موحدا و عضويا يف حد ذاته، و إمنا هو عالقة بنصوص أخرى تشكل -النص الروائي بدورها عالقات؛ إذ إن كثريا من النصوص الروائية تعتمد التعدد الداخلي، فالنص الواحد يولد يف متنه

ا –دراسة نقدية حتليلية –رواية السرية الذاتية يف أدب توفيق احلكيم : سامر صدقي حممد موسى : ينظر - 1 كلية -ة جامعة النجاح الوطني–رسالة ماجستري يف اللغة العربية و آدا.58:ص -2010–فلسطني –نابلس –الدراسات العليا

.23: ص-2007-1ط-دار احلوار للنشر و التوزيع، سوريا -)يف متظهرات الشكل السردي(تأويل متاهة احلكي : حممد صابر عبيد- 2

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

84

وبالتايل، فإن احلدود بني النصوص . قد تتباعد و قد تتقارب و لكنها متعددة بالضرورةنصوص متعددة، .3األدبية و األنواع األخرى من النصوص، هي أيضا حدود خمرتقة و مفككة

ثالثة نقوش (يف أعلى غالف كتابه " نصوص"كلمة فايز محمود الكاتب األردين و حني وضع قرائية كثرية ميكن أن توضع يف مواجهة هذا التوصيف التجنيسي ملنح ، فإن مثة احرتازات )محجوبة

الكتاب هوية أجناسية ما، فهو ليس بشعر و ال قصة و ال رواية و ال مسرحية و ال سرية و ال نقد و ال مقالة، ألن لكل جنس أو نوع من هذه األجناس و األنواع أوصافا جتنيسية تعينها، و يتعني على أساس

ضباط بقوانني و أعراف اجلنس أو النوع و ما تتيحه من منافذ إبداع تتألق فيها خصوصية املبدع ذلك االنأفق أجناسي مفتوح نسبيا، يعطي الكاتب قدرا ممن ذات "نصوص"فكلمة . و تتجه إليها قراءة القارئ

.4احلرية و التصرف خارج ضغط القوانني اليت تفرضها األجناس املعروفة

و ترى أمساء معيكل أن ذوبان النوعية قد أسهم يف كسر انغالق النص على ذاته، حيث انفتح الباب على تعدد القراءة، أي إن إنتاجية النص مل تعد رهينة املبدع ذاته، و إمنا رهينة القارئ و خمزونه

ا إىل النص، و زاوية تلك الرؤيا ا .5ليت ينظر منهاالثقايف و النفسي، و رؤياه اليت يتوجه

ا ــنــإمكانــعندما يتعلق األمر بالروايات، و لكن ب" رواية"بأنه مل نعد نضع كلمة روالن بارثيقولر و النص؛ ــرة التجنيس عندما يفرق بني األثــغي فكـــو هو يل. ا ال يتعلق األمر بالروايةــها عندمــأن نضع

كتابه مطبوع، موضوع على رف من رفوف الكتب، والنص هو فاألثر هو ذلك العمل الذي جنده يف . ذلك األثر للقراءة املنجزةخيضع حني)املتلقي( ذلك الذي يتخلق على حنو تدرجيي يف وعي القارئ

. ر من حيث النوع أو اجلنســـــه ذلك األثــــف فيــــي القارئ حتققا خيالـــص يف و عــق النــــد يتحقـــو قوع أو اجلنس، ـــد النـــواعـــــر، ال املؤلف، و ال قــــارئ على األثــــس، و فقا لذلك، شيء يضيفه القفالتجني

تناقضا واضحا يف آرائه املتعلقة مبسـألة يلفي بارث و املتتبع لكتب . اليت تتحدث عنها النظرية األدبية

.361: ص- رالروائي العريب املعاصنظرية التوصيل يف اخلطاب: أمساء معيكل: ينظر-3.24: ص-)يف متظهرات الشكل السردي(تأويل متاهة احلكي : حممد صابر عبيد- 4.361: ص- الروائي العريب املعاصرنظرية التوصيل يف اخلطاب: أمساء معيكل: ينظر- 5

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

85

Raymond(ريمون بيكار التجنيس؛ ففي كتابه الذي يرد فيه على Picard ()النقد و الحقيقة

critique et vérité1966( مواربة أمهية التجنيس، و كذلك يف كتابه ، يؤكد بال) الدرجة الصفر

Leللكتابة degré Zéro de l’écriture .6يتحدث عن قواعد السرد يف الروايةجنده )1953

Mauriceأما Nadeau ة ــضع كلمة رواية على غالف روايمل يعد من الضروري و نهإفيقولو ـــالنم: اــني، مهـــن اثنـــعا ألمريــــذا التحول تبــــ، و يتم ه7ورــــطـــول و يتــــــي يتحـــجنس األدبــالألنة،ــمعين

النوع املعني، مما يؤدي إىل ظهور أجيال ضجرة، فتلجأ إىل األمر الثاين، و هو يف المتزايد و التعقيد يؤدي إىل حتدر منط جديد من أمناط ذلك اجلنس، و هذا اجلديد يتمتع ببعض الذي التعديل التدريجي

.8صفات اجلنس إىل جانب صفاته اجلديدة

أمام خلخلة األجناس، فمنها ما حياول شق طريق جديدة، و اجلديد يتميز أننا نادو و هنا يصرح نه يرفض تقليدا مل يعد إال اجرتارا و اخنراطا يف التقليد بقدرته على إحداث نوع من الصدمة، من حيث إ

األديب، و حنن جند أنفسنا اليوم أمام هزة و تبعثر و رفض لكل اإلكراهات على مجيع املستويات، حىت ليست من الرواية أو من الشعر، و غالبا ما تكون " نصوصا"إننا نضع . على مستوى الرتكيب اللغوي

.9ارئ غري احملرتس يغرت و يضيعمنهما معا، فتجعل الق

تقوم فلسفة املاضي على الوحدة و االنسجام و النقاء، يف حني تقوم فلسفة احلاضر على اخللخلة شم كل بناء تصنيفأن روالن بارثو التفكيك و التدمري و الفوضى، و هلذا يرى ي، ــــالكتابة خلخلة

، و مبجرد أن خنوض 10حضوره يلغي األنواع األدبيةو النص ال يصنف و. و ال تنتج سوى النصوصى نصا، ــــلمة، هذا ما يسمـــىن الربجوازي للكـــارج األدب باملعـــون خـــان ما نكــة فإننا سرعـــة الكتابـــممارس

دف إىل خلخلة األجناس األدبية ففي النص ال نتعرف على شكل الرواية أو شكل : و يعين ممارسة

.262: ص- 1993- 1ط- دار سعاد الصباح-عصفورجابر : ترمجة-عصر البنيوية: إديث كريزويل: و ينظر. 26: ص-يف نظرية األدب و علم النص: إبراهيم خليل: ينظر-6.43: ص- 1986- 1ط-دار توبقال للنشر، الدار البيضاء،املغرب-عبد السالم بن عبد العايل: ترمجة-درس السيميولوجيا: روالن بارث: ينظر-7.32: ص-يف نظرية األدب و علم النص: إبراهيم خليل- 8.43: ص- السيميولوجيادرس : روالن بارث: ينظر- 9

.1011: ص-النص األديب بني مصطلح التداخل و الرتاسل: مها حسن يوسف القصراوي: ينظر- 10

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

86

النص حيتوي دوما على معاين إال أنه حيتوي على عودة املعىن، فاملعىن . شكل احملاولة النقديةالشعر أو .11يأيت مث ينصرف، مث ينتقل إىل مستوى آخر و هكذا دواليك

توخى شيئا من ورائها، فعل الكتابة فعل الزم و ليس متعديا، على الكتابة ال ي: " روالن بارثيقول ا، و إن أبسط األقل باملعىن الذي نستخدمه حنن، ألن الكتابة عندنا خلخلة، و اخللخلة ال تتعدى ذا

ا ال . صورة عن اخللخلة هي العملية اجلنسية اليت ال تنجب ذا املعىن ال تتعدى الكتابة نفسها، إا تتحدد كمتعة. تنجب و ال تولد منتوجا .12"الكتابة خلخلة أل

:حني قالécrivanceو ما أطلق عليه écritureو مييز بارث بني الكتابة

« L’écrivain serait au fond le style de celui qui écrit en croyant que le langage n’estqu’un instrument, et qu' il n’a pas à débattre avec sa propre énonciation ;l’écrivance c’est le style de celui qui refuse de poser le problème del’énonciation , et qui croit qu’écrire, c’est simplement enchaîner des énoncés,l’écrivance se trouve dans beaucoup de styles : le style scientifique, le stylesociologique. Il y a toutes sortes de styles qui se définissent toujours par le refusdu scripteur de se placer comme sujet dans l’énonciation, et cela, c’estl’écrivance ; là ; il n’y a pas de textes, évidement ».13

ذلك األسلوب الذي يكتب معتقدا أن اللغة " l’écrivance"و لعله يقصد باملعىن الثاين للكتابة ا جمرد ربط بني العبارات، و هذا ما نليست إال وسيلة و مي ــــجده يف عدة أساليب، كاألسلوب العلــأ

.و لسنا هنا أمام نصوصو األسلوب السوسيولوجي،

يؤدي مبدأ خلخلة األنواع األدبية الذي ينطلق منه بارث إىل سلب النوع األديب هويته و خصوصيته، ر األدب خبلخلة أجناسه، ـــداخل اليت تسعى إىل تدميـــــتو هذا مطلب من مطالب فلسفة التفكيك و ال

.48: ص-يميولوجيادرس الس: روالن بارث: ينظر-11.50ص : نفسه املرجع - 12

13 - Roland Barthes et Maurice Nadeau : sur la littérature- presses universitaires de Grenoble, 1980-p : 39/40.

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

87

ائية الداللة و متييعها، بعد قتل منتجها و هذه نظرة رافضي التفكيك، هذا األخري الذي يدعو إىل ال.14)موت املؤلف(

و شاطر الرومانسيون التفكيكيني فكرة رفض اجلنس، لكن ليس من جانب تدمريي ناسف للحدود بني ع و األجناس ، إمنا من جانب فين يدعو إىل إلغاء فكرة نقاء النوع ، انطالقا من مبدإ التمازج بني األنوا

فاألثر األديب الفائق يتأىب بطبيعته على التجنيس، و أي توجه لتجنيس األدب و احلفاظ على . الفنونو الدليل على صحة هذا الرأي نقاء النوع، معناه تقييد حرية املبدع و احلد من قدرة األدب على التطور،

أن املسرح مل يتطور إال بعد أن انفلت من عقال النظرية الكالسيكية املرتبطة بأرسطو، فتقسيم -لديهم-. 15األدب إىل أجناس و أنواع تقسيم مدرسي ال خيدم األدب و نقده يف شيء

هكروتش:الرومانسيون صراحة لنبذ فكرة التجنيس، و إمنا الذين تصدوا هلذه الدعوة هممل يدع

.-و قد أشرنا إليه سابقا–روالن بارث من فرنسا، و بالنشوالفيلسوف اإليطايل، و

Croce(هكروتشنفى 1866- الفن و األدب كل تقسيم نوعي، مؤكدا أن األدب عن ) 1952.16غنائيان، و أي تقسيمات هلما إمنا هي تقسيمات مدرسية ال أقل و ال أكثرعموما و الفن خاصة

دعا إىل حترير األدب من كل قانون مبا يف ذلك قانون فقد )M.Blonchot(موريس بالنشو أما التجنيس لفكرة بالنشوو رفض . التجنيس، مؤكدا أن األدب يكمن جوهره يف جتنبه لكل حتديد جوهري

الفن : ")Hegel(هيغل دب، فهو يتبىن القول املنسوب إىل الفيلسوف األملاين خيالطه رفض لأل17".بالنسبة لنا شيء قد مضى

ي ــــامـــــــحواجز و التســـاليت تطالب بنسف األنواع و القفز فوق ال-و قد يكون هلذه الفلسفة احلديثة فضل يف نشوء -و التعايل على الفروق بني األنواع األدبية تارة ، و الدمج و املزج بينها تارة أخرى

.و ما بعدها1012: ص-ديب بني مصطلح التداخل و الرتاسلالنص األ: مها حسن يوسف القصراوي: ينظر-14.23/24: ص-يف نظرية األدب و علم النص: إبراهيم خليل: ينظر- 15.24/25: ص: املرجع نفسه: ينظر- 16.املرجع نفسه و الصفحة نفسها- 17

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

88

) جامع النص(مصطلحات جديدة، قادت إىل مصطلح جديد شغل األوساط النقدية، و هو مصطلح النص عالقة التداخل اليت تقرن " التعالي النصي"أضع ضمن : " ؛ يقولجيرار جينيتكما أمساه

ا .18"مبختلف أمناط اخلطاب اليت ينتمي النص إليها، و يف هذا اإلطار تدخل األجناس و حتديدا

لقد تعددت املصطلحات اليت تشري إىل التمازج و التداخل الذي حصل بني األنواع األدبية يف ، يةــالنوعرــعبةـــكتابــال، واعـــاألنلـتداخ، واصـالخددـــتع: اتــي، و من هذه املصطلحــقافــع الثـالواق

النص ، و غريها من املصطلحات اليت أدرجت فيما بعد يف نطاق األنواعتفاعلو، الفنونوحدةو.المفتوح

مصطلح مأخوذ عن الناقد الراحل عبد القادر القط رمحه اهللا، فهو : النص متعدد الخواص-و ، و هو يعرب عن ظاهرة التمازج و التداخل و التفاعل بني األنواع.أول من استخدمه شفويا

الذي قفز إىل املقدمة أمام " النص"اجلزء األول عبارة عن مصطلح : من جزأينهو مركب تراجع النوعية و انكسارها، أما اجلزء الثاين فهو متمم و مؤكد للجزء األول، إذ يشري إىل متتع

تتداخل و تتفاعل داخل نسيجه، مما جيعله نصا غري قابل ذلك النص خبواص متعددة للحصر يف نوع واحد، و قد كان ظهوره نتيجة طبيعية النفتاح النص، و كسره للمقاربات

ا أدى ــف، مم ـــرة التصنيـــضي على فكـــ، و كاد يق)النوعية(ار ـــره يف إطـــحاصــاليت حاولت أن ت19.ل اخلواصان النوعية، و تداخـــإىل ذوب

الكتابة اليت تشتمل على : هي) اإلجناسيةالتعددية(أو ما يسمى :الكتابة عبر النوعية-األنواع التقليدية، حتتويها يف داخلها و تتجاوزها لتخرج عنها، حبيث تصبح الكتابة اجلديدة

مستفيدة أيضا أحيانا من منجزات ،على سبيل املثال" شعرا- مسرحا-قصة"يف الوقت نفسههو هنا ال يلغي و. فنون األخرى من تصوير و موسيقى، وحنت، و سينما، و معمارال

.91: ص- مدخل جلامع النص: جريار جينيت- 18.359: ص- اخلطاب الروائي العريب املعاصرنظرية التوصيل يف: أمساء معيكل: ينظر- 19

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

89

األجناس األدبية بل يقر بوجود اإلطار الذي حيدد النوع و لكنه يثريه مبا يتداخل معه من 20."أجناس

توليفة على أمهية انفتاحها على بعضها، بو هذا يعين عدم جدوى حماولة تذويب األجناس ، و يؤكد21.متناغمة، دون إلغاء خصوصية اجلنس األديب الواحد

إذا ما " قراءة يف إشكالية نظرية األجناس األدبية :"رشيد ودجيي يف مقال له بعنوان/ يتساءل أBertoltاأللماني و Eugene O’neillالكاتب األمريكيكانت مسرحيات Brechtاإليرلندي و

Samuel BeckettالفرنسيوEugene Lonescoنصوص تراجيدية أو كوميدية؟ و هل نصAndréالكاتب الفرنسي Béton "Nadja "ح ــــحمكي سريذايت أو قصيدة نثر طويلة؟ أي هل تصل

وص و عن غريها، اليت بدأت تظهر ابتداء ـــات األجناسية الكالسيكية للحديث عن هذه النصــــالتصنيفمن الثلث األول للقرن العشرين؟

Andréا ـــأم Bétonاليت تنبــين عـــلى الصــدفـــة " الكتابة األوتوماتيكية"وص ــية نصــمــرفض تســفييعد و. و على كل ما هو عرضي و متحرر من سلطة الرقابة بقصائد، مفضال تسميتها بنصوص سريالية

Louis Aragon التمييز إجراء تافها إذ ال حدود بني الشعر و الرواية و الفلسفة و األمثال؛ فكل هذا22.بالنسبة إليه وبالتساوي كالم

ا التخييلية، فقد مسى أضف إىل ذلك، إن السرية الذاتية املعاصرة جتهر منذ عناوينها األوىل بعقيدAndré Malrauxةــيـــذاتـــــــه الــــرتـــسي"Anti-mémoires"ى ــــ رات، كما مســــــذكــــالمــأي ال

Alain Robbe Grillet األجزاء الثالثة لسريته الذاتية ب" :Romanesque" فهذه النصوص ،األوتوبيوغرافية و سواها حيلو هلا خلط الواقع و اخليال أي سرد أحداث حقيقية وقعت للمؤلف،

.13: ص-1994ط - دار شرقيات-)مقاالت يف الظاهرة القصصية(الكتابة عرب النوعية : خراطإدوارد - 20اجلامعة اإلسالمية، - نبيل خالد أبو علي/د: رسالة ماجستري بإشراف- 2006-1994اخلطاب الروائي العريب يف فلسطني من عام تقانات السرد يف : وئام رشيد عبد احلميد ديب- 21.08:ص- ه2010/1431-كلية اآلداب، قسم اللغة العربية- غزةجامعة - 2014أكتوبر 04العدد-دورية علمية أكادميية حمكمة-داب و اللغاتحوليات اآل-)مالحظات أساسية(قراءة يف إشكالية نظرية األجناس األدبية: رشيد ودجيي: ينظر- 22

.281: ص- املسيلة

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

90

ا تتعمد التشويش على فكرة صفاء األجناس، و من مث إرباك املقروئية و أخرى من افرتاء خم يلته، و كأ.23السهلة

Sergeالكاتب الفرنسيو مسى Doubrovsky ختييال ذاتيا "سريته)Autofiction( حني، و منذ ذلك احلني عرف املصطلح جناحا متزايدا سواء " fils" استخدمه على الغالف الرابع لكتابه

24.عند الكتاب أو يف النقد

:دوبروفسكي يقول

" Autobiographie ? Non, c’est un privilège réservé aux importants de ce monde, au soir

de leur vie et dans un beau style. Fiction d’événements et de faits strictement réels ; sil’on veut autofiction d’avoir confié le langage d’une aventure à l’aventure du langage,hors sagesse et hors syntaxe du roman, du traditionnel ou nouveau. "25

رية تقتصر على األشخاص املهمني نفى دوبروفسكي أن يكون كتابه سرية ذاتية ،ألن كتابة الس"م العظماء ، الذين غالبا ما يتفننون يف الكتابة و م يف أواخر حيا و كتاب .بأسلوب مجيل ، عن ذواا مغامرة " ابن" ختييل حلوادث حقيقية و واقعية، بلغة ختتلف عن اللغة السابقة اليت اعتاد عليها القراء؛ إ

l’aventure(اللغة أو الكتابة du langage ( ال يراعي القواعد ؛ قواعد لغويالعبا، اليت تقتضي.26"عرفتها الرواية التقليدية وحىت اجلديدةليتاللغة و الرتكيب ا

لعب لغوي ، ضروريا كان ؛ حتتمه إمكانات اللغة ) شعرا و نثرا(إذ إن األدب ،و ال غرو يف هذاMichael(ميشال ريفاتري الباحث الفرنسي و هذا ما ذهب إليه ...لعبا اختياريااحملدودة أو

Rifatterre(و ليس هنالك مجلة ، يب هو قبل كل شيء لعب بالكلمات، حني قال بأن اخلطاب األد

.282ص : السابقاملرجع : ينظر- 23.06: ص-1285:العدد -2012فيفري -احتاد الكتاب العرب، دمشق-جريدة األسبوع األديب-عدنان حممد: ترمجة-اخليال الذايت: لوران جيين :ينظر - 24

25 - Régine Robin : l’auto-théorisation du romancier Serge Doubrovsky-étude française, vol 33, n 01.1997.p :47.(www.érudit.org).

- جامعة أيب بكر بلقايد، كلية اآلداب و اللغات-بإشراف الدكتور حممد بلقاسممذكرة ماجستري-)أمنوذجارواية السمك ال يبايل إلنعام بيوض(مجالية الرواية السريية : غيرتيكرمية-26.58: ص- 2012/2013- ه 1434/ ه1433: السنة اجلامعية - تلمسان

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

91

للمؤلفني،وحيدة من العمل األديب تستطيع يف نفسها أن تكون تعبريا مباشرا عن العواطف الشخصية 27.لكنها بناء و لعب دائماو

الكتابة التخييلية ضرب " : و أورد حسن سرحان عبارة أكد فيها ما ذهب إليه أغلب النقاد حني قال .28..."من اللعب، و هي لعب حقا

مصطلح اخليال الذايت ينطبق على الكثري من الكتابات الروائية املعاصرة ، فقد أضحى و قد أضحى غراض ختتلف من كاتب الروائيون اليوم يسعون جاهدين إىل التخفي و التسرت عربه ، إن مل نقل التقنع أل

أدى بالضرورة إىل التشكيك بإمكانية احلقيقة أو الصدق يف السرية الذاتية ، فبدل أن هذا ما إىل آخر ، و م الشخصية يكتب الكتاب سريا ذاتية بكل صراحة ، كتبوا ختييالت ذاتية ، يشريون من خالهلا إىل جتار

.29إشارات ضمنية غري صرحية

: يقول جاك لوكارم

" Le terme d’autofiction forgé par Doubrovsky pour présenter Fils peut s’appliquer à

plusieurs ouvrages , tel : Roland Barthes par Roland Barthes , le W ou le souvenir

d’enfance de Georges Perec , Enfance de Nathalie Sarraute , Le miroir qui revient

d’Alain Robbe – Grillet , L’amant de Marguerite Duras…etc30

غة ، فروالن بارث مثال يف ستعمل التخييل الذايت من قبل هؤالء الروائيني ألجل إيهامنا و املراو االذي هو يف احلقيقة سرية ذاتية ، قد اختلف شكل كتابتها عن ) بارث بقلمه( كتابة املذكور أعاله

.40/41: ص - 1992- 3ط-ءاملركز الثقايف العريب،الدار البيضا–) إسرتاتيجية التناص(حتليل اخلطاب الشعري : حممد مفتاح : ينظر - 27مجاعة من النقاد - ربة الروائيةيف نقد التج-التخييل و العامل يف روايات حممد عز الدين التازي: " دراسة موجودة يف - بنية االنعكاس الذايت يف رواية أيام الرماد : حسن سرحان - 28

. 84: ص –الباحثني و .59: ص-)رواية السمك ال يبايل إلنعام بيوض أمنوذجا(مجالية الرواية السريية : غيرتيكرمية-29

30 -voir: Jacques Lecarme et Eliane Lecarme Tabone : L’autobiographie – édition 2- Armand Colin Paris,1999- p :267.

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

92

كل هذا جيب أن ) : "م1975باريس (ويقول يف الغالف الداخلي للكتاب ، السرية الذاتية التقليدية31" يعترب كأنه من قبل شخصية روائية

32"Tout ceci doit être considéré comme dit par un personnage du roman"

التخييل الذايت ، هذا اجلنس احملرف عن السرية الذاتية، املهجن،: "...و يقول الناقد املغريب أمحد املديينا و ميوهها يف آن، لغاية يف نفس مؤلفها وإما ، فضلة أو زينةو التخييل إما أن يكون نافال.يستخدم أدوا

عمدة وعندئذ فهو مربر كإعادة جتنيس باعتبار أن اللعب الفين ليس زخرفة و الترفا بقدر ما هو 33."غرض

فاخرتاقات اهلوى و "عن تسمية بعض نصوصه روايات بأمساء غري اعتيادية؛ إدوار اخلراط يستعيض "هي " تباريح الوقائع و اجلنون"، و روائيكوالج هي " إسكندرييت"، و نزوات روائيةهي " التهلكة

ا روايات من غري أن تكون روايات مبا أن مقصدية صاحبها هي ختريب تنويعات روائية ، أو لنقل إ.34"روائيتها بالذات

الطارئة بغواية اللعب أي السرد بصيغة التوثبات الفجائية، و االنفجارات )caprice(النزوةتوحي"يوحي بتشكل النص من عناصر و آثار سيميوطيقية collage((الكوالجو وقعة، والتبدالت غري املت

. 35"التشكيلياإللصاقبتقنيةجاهزة متنافرة، و هذا يذكرنا

" الكامريا"آلة التصوير الضوئي الذي ظهر بظهور -الكوالجأو التلصيقفنو يتلخص مفهوم يف جتميع عدد من الصور الضوئية غالبا، مث يتم توليفها فيما بينها لتشكل يف آخر - التصوير السينمائيو

.221: ص –فضاء املتخيل –حسني مخري : ينظر - 3132 -Roland Barthes : Roland Barthes par Roland Barthes –édition du seuil, 1975, p123.

- 6303العدد -السنة احلادية و العشرون-ه1430رمضان / سبتمرب-جريدة القدس العريب-كتابة روائية يف مرآة التخييل الذايت- )حلسونة املصباحي(رماد احلياة : أمحد املديين - 33.10:ص.283ص ): مالحظات أساسية(قراءة يف إشكالية نظرية األجناس األدبية : يد ودجييرش-34 ر: ينظر.(، و هو عبارة عن رسوم و قصاصات جرائد و خرائط تشكيلية) يولييس(جيمس جريس هو أول من أطلق مصطلح الكوالج الذي ضمنه روايته تكامل العلوم اللغوية : هادي

.)795: ص- جامعة الريموك، إربد، األردن-2008متوز 22/24- مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر- واع األدبيةو تداخل األن. 283ص ): مالحظات أساسية(قراءة يف إشكالية نظرية األجناس األدبية : يد ودجييرش- 35

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

93

املطاف لوحة تضم عددا كبريا من املواد و الصور و املوضوعات اليت ال يشرتط فيها أن تشكل وحدة رات تتجاوز فيما متجانسة، بل ميكن أن يكون اجلمال اخلالص بفن التلصيق عرب ما يقدمه من متناف

نا ــــوانب كثرية من شخصياتـــه جلـــبينها، و تشري بشكل غري مباشر إىل حجم التنافر و مدى اشتمالذه التطورات . حياتنا يف هذا العصر املتخم بالتناقضو و الرواية املعاصرة اليت أنتجها هذا العصر املكتظ

الوصفية ق املواد اإلخبارية و احلكائية و التجميع و لصاملذهلة، عمدت إىل جتريب االستفادة من عمليات بغض النظر عن تثمني هذه متاما ، »الكوالج«فن التلصيق قرب بعضها على غرار ما يتم فعله يف

36.العمليات، و إدانتها و حماكمتها يف ضوء اإلخفاق و النجاح

هو جنس الرواية خبطابات فيوحي بتهجني اجلنس اجلمعي للنص، ):Variation(التنويعو أما أما السمة الكربى اليت : "، و يف هذا الصدد يقول حممد عبد اهللا 37و لغات و أشكال متناغمة

أحسب أن الدراسات مبجملها قد أثبتتها للكتابة الروائية بعامة، فتتمثل يف مبدأ يقوض أسطورة صفاء ا تتسع بطبيعتها )التناص(اعة النوع الروائي، فالرواية هي ملتقى للنصوص بتعبري مج ، و لذلك فإ

ملختلف األجناس و الفنون اعتمادا على امتالكها لفعاليات الدمج و الكوالج، كأن الرواية تسيطر على اري ـــي ، و اإلخبـــحداثــر الرتاثي و الــة، فتستحضـاألجناس و األنواع األخرى، و تستطيع أن تعرب األزمن

ز، ـــاجــــر نــفالرواية شكل غي... العناصر املتباينة لتشكل منها نسيجا جديدا خمتلفاو التصويري و تدمج ائيةج على أية قوانني صارمة و خار 38."أو

: الميتاقص في الرواية العربية الحديثة:ثانيا-

فإن ال مثيل له،اإلبداع مرتبط يف جزء كبري منه باإلتيان باجلديد النادر الذي سلمنا بالقول إن اإذنصوص ما بعد اتنفردو،اليت فتحت النص الروائيمن مظاهر التجريب مظهرةقصيالميتااخلاصية .خاصةالعربية اجلديدةة الروايو عامةاحلداثة

لس األعلى للثقافة-اية العربية املعاصرةسرديات الرو : صالح صاحل: ينظر- 36 .121/122:ص-2003-دط-ا.283ص ): ساسيةمالحظات أ(قراءة يف إشكالية نظرية األجناس األدبية: رشيد ودجيي: ينظر- 37دالوي-حركة السرد و مناخاته: كمال الرياحي- 38 .13: ص- 2005طبعة -للنشر و التوزيع، عمان، األردنمطبعة ا غاسوليام" يرتبط ظهور هذا املصطلح بالقاص و الروائي األمريكيWilliam Gass " وصف فيها الروايات اليت تتوفر فيها مسة انعكاس الذات مقالة م1970يف عام ، إذ كتب)Autoréflexion (ا روايات ميتاقص .بأ

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

94

: Métafiction((مصطلح الميتاقص -1

مل تكن نشأة هذا املصطلح من فراغ، و إمنا امليتاقص انعكاس لفلسفة عاملية ارتبطت باحلداثة و ما بعد فتصبح أمناط . احلداثة، فاألدب تعبري ثقايف و فين تنصهر فيه رؤية اإلنسان املبدع للوجود، و تتماهى معه

هذا حال الرواية احلداثية ذات النزعة التعبري، و يصبح األدب سجال للثورة على الواقع، والتفكري أمناطالتفكيكية الغريبة، فمثال إن الرواية امليتاقصية التارخيية ختتلف جذريا عن الرواية التارخيية التقليدية؛ فاألوىل دف الوصول إىل أمثولة درامية، تقول بأن ما حيدث ليس هو ما جيب أن تتخذ من التاريخ ذريعة

. نه ال خيرب أبدا مبا جيب أن خيرب، و ال يكشف عما جيب أن يكشفو ما حيدث وهم، أل. حيدث39.فالرواية ها هنا تصبح كتابة التاريخ الذي ال يكتب

يراد بالنص احلداثي حمو مرجعية الواقع و إحالة الذات و الواقع إىل متخيل، و ذلك ألن احلقائق و و من هذا املنطلق، فال قيمة للشخصية . فقطهي الشيء غري املوجود على وجه الدقة، فهناك تأويالت

يف العمل الروائي، فالرواية اجلديدة رفضت املذهب التقليدي الذي يكمن يف بناء الشخصية أو بناء تمع، و لعل من أبرز أسباب ذلك احلرب العاملية الثانية اليت لعبت دورا يف طمس الشكل مناذج من ا

ا حقيقيا، و سحقت بوجه عام موضوع العامل، فهي ال تقدم املعىن املألوف للشخصية، باعتبارها كائنبقدر ما حتاول زعزعته، فتلجأ إىل تقنيات أسلوبية كاالستعارة و املفارقة و احملاكاة الساخرة لتجعل

.40القارئ أمام أكثر من مستوى للداللة، و بالتايل فهي تزعزع اإلحالة إىل مرجعيات الواقع الذي نعيشه

هي جزء من )Méta-narration(نزعة ما وراء السرد أو امليتاسرد أن فاضل ثامر يرى الناقد العراقي و إذا كانت . اسلها الذي مشل مجيع العلوم و املعارف االجتماعية و الفكريةو تن»الميتا«انفجار

) Méta-langage(الميتا لغةمن خالل مقولة هذه»الميتا«اللسانيات سباقة يف اجرتاع مصطلح فإن هذا ، اللغة الواصفة أو اللسانيات الواصفة، أي )Meta-linguistique(أو امليتا لسانيات

مصطلح يرتكب)Métafiction (من جزأين :)méta( ،و "ما وراء" و يعين ،"Fiction"بادئةو اجلزء األول هو عبارة عن . الذي يعين التخييل أو الرواية)Préfix (ا عن مدلوهلا املعجمي إىل دالالت اصطالحية جديدة؛ مثل ، "Méta-théâtre"ما وراء المسرحو«Méta-Drama»ما وراء الدراما:تلحق فبل بعض الكلمات لتخرج

.و غريها" Métamorphose"التحول ، و "Métaphore"االستعارة ، و "Métaphysique"ما وراء الطبيعة أو الميتافيزيقياو .14/18: ص- )مرايا السرد النرجسي(امليتاقص يف الرواية العربية : مد محدحم: ينظر- 39.18/19/21: ص-نفسهاملرجع: ينظر- 40

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

95

التناسل سرعان ما انتشر أفقيا و عموديا، و هو تعبري عن الوعي املقصود باستكناه اجلوهر الداخلي 41.للمفاهيم و القيم و اخلطابات

و قد قاد هذا النزوع يف املعارف اإلنسانية إىل توليد سلسلة من املفاهيم و املصطلحات اجلديدة اليت ، كما هو )Auto-phénomèneالظاهرة الذاتية(راحت تنضوي حتت الفتة مصطلح شامل هو مصطلح أشــمل يعبــر عن ذلــك، ســـتعمالافاضل ثامرمعروف حديثا يف الدراسات النقدية، و يفضل

Auto-référence".42المرجعية الذاتية ": و هو مصطلح

:مفهوم الميتاقص-2

ذلك اخلطاب املتعايل الذي يصف العملية اإلبداعية Métafiction((الميتاقصأو ميتاسردباليقصد باإلحالة إىل مكانتها و هو نوع من الكتابة اإلبداعية يقوم الوعي الذايت بشكل منتظم نظرية ونقدا،

كصنعة أدبية، و هو انعكاس ذايت للكاتب املتقمص دور الناقد، يف نصوص روائية أو قصصية حتيل إىل ا التعبريية؛ فهو نص نقدي داخل سياق قصصي) القصية(وضعيتها السردية .43و إجراءا

La(و هو تقنية نصية سردية تتذرع بالتخييل fiction(تشكيل حني يرتد السرد و التجريب و الفيها على ذاته، و حييل عليها بوصفه موضوعا من موضوعاته، فما هو إال منط من الكتابة الروائية يعي ا سارده؛ ليقدم مادة قصصية ، يغلفها اشتغال ذاته قصصيا، و تقوم ركائزه على انعكاسات ذاتية يقوم

الرواية الواقعية عامة، و هو يعرب يف ذلك عن حالة نقدي يفتضح اإليهام أو اإلقناع كما نلمسها يف44.اليت حلت بالرواية، ال سيما بعد مخسينات القرن العشريناإلنهاك النوعي

:و قد أطلق على اخلطاب امليتاسردي جمموعة من املصطلحات عربيا و غربيا، و من بينها، )L’enchâssement(و التضمني ، )Métafiction(تخييلالميتا، و )Métarécit(الميتاقص

.63: ص-2013شتاء -02العدد-01السنة - الكوفة، العراقجامعة - لة الكوفةجم- ميتا سرد ما بعد احلداثة:فاضل ثامر- 41.64: ص-نفسهاملرجع : ينظر- 42

Métafiction désigne le texte qui fait référence à lui-même, donc c’est une forme d'écriture autoréférentielle quidévoile ses propres mécanismes par des références explicites.

.09: ص- مرايا السرد النرجسي(ية العربية امليتاقص يف الروا: حممد محد: ينظر- 43.641:ص- "شكاوى املصري الفصيح" و ثالثية" حيدث يف مصر اآلن"و "احلرب يف بر مصر"قراءة يف أعمال الروائي املصري يوسف القعيد–امليتاقص جتريبا روائيا : مسية الشوابكة-44

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

96

Histoires(و احلكايات املتضمنة intercalées( أو احلكايات املؤطرة أو املتخللة أو احلكي املؤطر ،)Le récit encadré( القصة داخل القصة ،)Le récit dans le récit( أو احلكايات امللحقة ،

السرد أو األدب النرجسي ، )Métadiscours(، و ميتا خطاب )Hors-texte(خارج النص )Narcissisme littéraire( و امليتا شرح ،)Métarécit ( و اخلطاب امليتا لغوي ، و فوق الرواية)Surfiction( و ختريفات ،)Fabulations( الرواية الفائقية ،)Super fiction( الرواية ،

roman(االنعكاسية réflexif (45.من املصطلحاتو غريها

يقطني املصطلح إىل ما رواية، و نبيل سليمان يسميه نقد النقد و أحيانا امليتارواية، أما يرتجم سعيدزكي جنيب حممود فيطلق تسمية امليتالغة، يف حني يرى إدوار اخلراط مصطلح الرواية الشارحة أو ما وراء

و هو مأخوذ من تسمية الرواية الرتمجة املناسبة هلذا اللفظ، و يسميه كمال الرياحي بالسرد النارسيسي46للظاهرة بقص القص أو السرد النرجسيHutcheonLinda((ليندا هتشيون

ائي للميتاقص، نظرا حلداثته و عدم شهرته الواسعة يف يصعب إن مل نقل يستحيل تقدمي تعريف تعريفا شامال يصف قدمت ) Patricia Waugh(باتريشا دوه الساحة النقدية، لكن الناقدة الكندية

ا صنعة، ا على أ امليتاقص بأنه تلك الكتابة القصصية اليت تقصد بشكل منتظم إىل إثارة االنتباه إىل ذاو لكي تطرح تساؤالت عن العالقة بني القص و الواقع، و هي ترى بأن األعمال امليتاقصية هي تلك

47.كتابة القصةاألعمال اليت تكتشف نظرية كتابة القصة من خالل ممارسة

:الرواية الميتاقصية-3

تعد الكتابة امليتاقصية من أبرز مالمح رواية ما بعد احلداثة الذي جاء ردة فعل على أحادية الوعي ا، ا بذا ا أشبه الروائي الواقعي، فهي تقرأ نفسها بنفسها، و تفكر يف ذا و قد أضحت هي و حبكا

http://www.alukah.net:وقع امل-06: ص–شبكة األلوكة - أشكال اخلطاب امليتاسردي يف القصة القصرية باملغرب: مجيل محداوي:ينظر- 45 انا إياها معشوقا له، و عندما هتشيون السرد النارسيسي لشرح الظاهرة امليتاقصية كانعكاس ذايت يعي نفسه، من خالل أسطورة نارسيس الذي رأى صورته يف املاء فعشقها، ظاستعارت

اعجز عن نيل من حيب مات كمدا، فنبت مكانه زهرة نرجس، و أخذ يأيت .إىل النهر بعد موته متأمال صورته من جديد، و لكنه واعيا هذه املرة أستاذة األدب اإلجنليزي واملقارن يف جامعة تورنتو، )م1947(تعد ليندا هتشيون(Toronto)احلداثة حدة من أهم وأشهر املنظرات يف حقول ما بعد، واكنداب

الني .السرد النرجسي: من أهم كتبها.اجلمالياتاملفارقة ووحول الباروديا مهمةنظرياتقدمت.والنسوية والعالقات املتشابكة بني ا.12:ص-مرايا السرد النرجسي(الرواية العربية امليتاقص يف : حممد محد: ينظر- 46جامعة باجي -جملة التواصل يف اللغات و الثقافة و اآلداب-)مكان آخر مليالن كونديرادراسة تطبيقية يف رواية احلياة هي يف (امليتاقص و سرد ما بعد احلداثة : حممد حممود اخلزعلي- 47

.91: ص-29:العدد-2011ديسمرب -جلزائرخمتار بعنابة، ا

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

97

حيكمها منطق احللم، و هو املنطق نفسه الذي حيكم على املفاهيم بتداعيات ال يربط بينها رابط، ار الزمن و تالش ت حدود املكان ــالزمكانية باالنقالب؛ إذ تفككت احلبكة و احنلت الشخصيات و ا

و يف مقابل هذا التقويض املنهجي لألبنية التقليدية كانت الرواية اجلديدة ترسي . و فقدت اهلوية مكانتهو لعل الوعي بالذات يف الرواية . فا، قوامه اختبار الكتابة نفسها، و هي هنا كتابة واعيةبناء خمتل

سعوا إىل اخرتاق النص السردي و تبيان اامليتاقصية يعود إىل كون العديد من الكتاب احلداثيني نقاد، و يف إيكوإمبيرتواإليطايل و بارثجونو غاسويليامنيالكاتبني األمريكي: ، مثلهو كيفياتهآليات

48.و كثري غريهمالخراطإدوارو األعرجواسينيو برادةمحمداألدب العريب مثل

:أمناط من امليتاقص املعاصر، و هيثالثة باتريشا دوهحددت و

.اخلروج على أحد التقاليد الروائية مثل إبطال دور الراوي العليم بكل شيء-أأو احملاكاة الساخرة لعمل قصصي معني و لنمط ) Parodie(استخدام أسلوب الباروديا -ب

.قصصي معنيو الثالث منط خفي من امليتاقص يظهر يف أعمال حتاول خلق بىن لغوية بديلة أو ببساطة -ت

تستخدم أشكاال قدمية من خالل حث القارئ على االعتماد على معرفته بالتقاليد 49.األدبية

أشكال التجريب و التجديد و اخلروج عن السائد املعهود يف و املالحظ أن امليتاقص شكل من جممله، و بالتايل فهو يفرتض القبول بالعقد االفرتاضي بني املؤلف و القارئ على عد النص

، )narrativecompétence(كفاية سرديةقارئه أن ميتلك بة كتابية، و يفرتض امليتاسردي لعبامالطبيعة البنيوية االفرتاضيةإلدراك 50.هلذا النص السردي أو ذاك، و جتنب اللبس أو اإل

احلرب يف بر "قراءة يف أعمال الروائي املصري يوسف القعيد–امليتاقص جتريبا روائيا : مسية الشوابكةو 20: ص-مرايا السرد النرجسي(الرواية العربية امليتاقص يف : حممد محد: ينظر- 48.642:ص- "ى املصري الفصيحشكاو " و ثالثية" حيدث يف مصر اآلن"و "مصر

.92: ص-)دراسة تطبيقية يف رواية احلياة هي يف مكان آخر مليالن كونديرا(امليتاقص و سرد ما بعد احلداثة : مد حممود اخلزعليحم: ينظر- 49.64: ص-ميتا سرد ما بعد احلداثة:فاضل ثامر:رينظ- 50

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

98

، و الذي يكتب بشكل أي كتابة املرأة عن كتابة املرأةالميتاقص النسويكما جتدر اإلشارة إىل ، كمظهر من مظاهر الكتابة الروائية يف خاص كرد فعل لتقاليد الرواية احملكومة باألدب الذكوري القائم

من الروائيات )Virginia Woolf(فرجينيا وولف قص ما بعد احلداثة، و قد كانت األديبة اإلجنليزية و قد عدت أن . الطالئعيات اللوايت أشرن عرب فعل الكتابة الروائية و النقدية إىل هذا النمط من الكتابة

ال بد من ابتكار لون أديب جديد يكون للنساء فيه جمال للتعبري عن الرواية كفن مت استهالكها، ون، و يكون األمسى على مستوى املصلحة و املعىن و بالتايل فهي ترى يف امليتاقص شكال من . أصوا

51.أشكال التعبري مقابل سلطة الكتابة الذكورية

حرف النص عن مساره، منخرطا يف مسار جيسد امليتاقص موقف الروائي من الرواية و املروي، فين"قصي خمتلف يتأرجح بني التنظري و التعليـق و النقــد، معـــريا أدوات الكتابــة، كاشــفا موقفــه من اإلبــــــداع و النقد، معلنا عن وعيه باختياراته، و أدواته اجلمالية التشكيلية، مؤكدا حرصه على تشكيل أفق ختيلي

La(ص نفسه، مستفزا القارئ للتنبيه و االنتباه إىل أمهية دوره يف إعادة إنتاج النص آخر يف أثناء الن

reproduction(".52

إذا كانت الرواية الواقعية تشعرنا بأننا موجودون داخل دائرة هي الواقع، فإن رواية امليتاقص تذكرنا إن وظيفة امليتاقص إنعاش العالقة بني بأننا نتعامل مع قص ينتمي إىل واقع، و من هنا ميكن القول

األدب و الواقع عاطفيا، من خالل امتحان هذه العالقة فكريا عرب العزل و الفصل بينهما و التأكيد 53.على التناقض القائم بينهما

حاولت الرواية العربية ممارسة امليتاقص و استثمار إمكاناته املختلفة و االشتغال عليها يف و قد ، و املراوحة يف تطبيقها بني األصالة و احلداثة سعيا إىل خلق شكل روائي مغاير الرؤية و الرتكيب، مرويها

موم الكتاب راءة ـــة و القــو قد تفاوت كتاب امليتاقص العرب يف تشكيل نصوصهم و اخرتاق مسرودهم

جايل غرين و هو للناقدة و الروائية األمريكية ( طرح هذا التعريفGayle Greene ( ا كتابة روائية إشكالية فيما يتعلق بالكتابة الذكورية الين تعىن بالقضايا النسوية كو.بأيدي النساءعن الكتابة " نسويتها"ميتاقصية ال تقل يف

.22: ص-مرايا السرد النرجسي(الرواية العربية امليتاقص يف : محدحممد : ينظر- 51.641:ص- "شكاوى املصري الفصيح" و ثالثية" حيدث يف مصر اآلن"و "احلرب يف بر مصر"قراءة يف أعمال الروائي املصري يوسف القعيد–امليتاقص جتريبا روائيا : وابكةمسية الش-52.21: ص-مرايا السرد النرجسي(الرواية العربية امليتاقص يف : محدحممد : ينظر- 53

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

99

ات اخلطاب ــــال على فضح مكونـــاالشتغع، و ــــيل عن الواقـــري باملتخــل و التعبــو النقد و التعليق، و النقلتوفيق احلكيم "القصر المسحور: " من بني هذه النصوص الروائية ، نذكروو كشف لعبة اإلبداع،

ثرثرة " طيب صاحل، وللروائي السوداين ال" موسم الهجرة إلى الشمال" ، و)م1936(وطه حسني زاويــــاضل العـــفألديب العراقي ل" رــــالديناصور األخي" وظ، وــــجنيب حمفلروائي املصري ل" لـــفوق الني

، و يعيد كتابته "مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة"الذي ينسخ فيه نصه الروائي األول ،)م1970(من جديد و فق شروط إبداعية جديدة، كما أنه مع نصه السابق معربا عن موقفه منه، بعده كتابة

الروائي و جعل . للكاتب املصري يوسف القعيد ) م1978(لحرب في بر مصراو كذلك .تقليدية54).م1993"(النجوم تحاكم القمر"تقنية امليتاقص حمور السرد و أساسه يف روايته ةحنا مينالسوري

إلياس خوري حتت لكاتب اللبناين ل) م1993(الغرباءمملكةأمحد خريس رواية الناقد األرديندرسو ا(عنوان ، و توجد الكثري من النصوص امليتاقصية اليت تستوجب الدراسة و تستدعي 55)الرواية حتكي ذا

.التقصي و البحث، ال جمال لذكرها بأكملها

:انفتاح النص الروائي: ثالثا-

جند يف الكتابة الفنية العربية املعاصرة نوعا من تداخل األجناس األدبية فيما بينها، ينجم غالبا عن إحساس الكاتب، أو عن ثقته و وعيه بعجز اجلنس الواحد عن استيعاب ما يريد طرحه، أو عكسه من

ي الســوي، و النقـــاش و التنــظيـــر، فيختلط الشعر بالــحوار، و احلــوار باحلك. جتربته الشعورية أو اإلبداعية، و هي اختيار أجناسي جديد، يكسر مفتوحةكتابة الكتابة ، تسمى هذه 56و التفلسف و ما إىل ذلك

.57غيب احلواجز الفاصلة بينه و بني أي جنس آخرمفهوم نقاء اجلنس الكتايب و ي

قرائية؛ فالقارئ سيتساءل عن كيفية كتابة رواية القصر املسحور أول عمل روائي مشرتك، و هو جتربة رائدة يف األدب العريب، و هذا حبد ذاته يفتح جماال إلشكالية كتابية و أخرىتعدليها، و هل ميكن أن حتيل اللغة إىل ثنائي قبل أن يقوم بفعل القراءة، مث سيطرح أسئلة حول أي الفصول كتب توفيق احلكيم و أيها كتب طه حسني، و كيف مت صياغة حبكة متفق ععمل

).52/53: ص- مرايا السرد النرجسي(امليتاقص يف الرواية العربية : حممد محد: ينظر(كاتبها؟ - "شكاوى املصري الفصيح" و ثالثية" حيدث يف مصر اآلن"و "احلرب يف بر مصر"قراءة يف أعمال الروائي املصري يوسف القعيد–امليتاقص جتريبا روائيا : وابكةمسية الش: ينظر- 54.642/643:صلس الوطين للثقافة و الفنون- أمناط الرواية العربية اجلديدة: شكري عزيز املاضي:ينظر- 55 . 71: ص- 2008-سلسلة عامل املعرفة- الكويت- ا.225: ص-اية العربية املعاصرةسرديات الرو : صالح صاحل- 56. 65/66: ص- 2004-1ط- دار الثقافة للنشر و التوزيع- املرأة و السرد: حممد معتصم: ينظر- 57

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

100

:يلجأ الكتاب إىل هذا النوع من النصوص ألمرين

م الثقافية، بضيق األجناس األدبية املنجزة عن تربم :األول- الكتاب، و خاصة يف بداية حياا على درجة كبرية من االتساع و االنسياح خارج هذه م اإلبداعية اليت يرو استيعاب جتار

.األجناسال بعض املبدعني جيربون ابتداع أمناط جديدة للكتابة، تؤدي إىل إنتاج نصوص، أن :الثاني-

ذا االت ة، ــــا اسم الروايـــل معظمهـــجاه، محــتنتسب إىل جنس بذاته، و النصوص اليت مت إنتاجها التزمت غالبية أنساقها منهج الشعر، من حيث التكثيف و التوتر، و االنفعال، و خضوع اإليقاع و

ق التقطيع الشعري الداخلي إىل شيء من التنظيم، و تقطيع النص إىل فقرات و أسطر شبيهة بطرائ.58و غري ذلك

؛ الذي "االنفتاح"ما استعمل النقاد و دارسو األدب مفهوما بدا غريبا عن النقد العريب أال و هو كثريا أثر : " غالبا ما تتم إضافته إىل مفاهيم أخرى كاألثر أو النص أو العمل أو اخلطاب أو األدب، فنقول

املفهوم يطلق مبناسبة و بغري مناسبة على نصوص أدبية و قد أصبح هذا ، "نص مفتوح "أو " مفتوحكثرية، و مل يكن الغرض من استعمال هذا املفهوم يف معظم األحيان إفادة قارئ األدب و تنويره حىت يتمكن من إضافة مفهوم جديد إىل قاموسه النقدي، و إمنا كان الغرض يف أغلب األحيان من استعماله

.59هو جمرد االستعمال

و إذا كان الرومانسيون و الشكليون قد . هو نص متعدد املستويات و املعاينالنص املفتوح و باختينميخائيلنظروا إىل النصوص األدبية بوصفها وحدات عضوية، أو أبنية متكاملة، فإن كشف

)M. Bakhtine( ةالكرنالفيعن اخلاصية يف األدب خيفف من حدة هذه النزعة العضوية يف

.225/226: ص- اية العربية املعاصرةسرديات الرو : صالح صاحل: ينظر- 58.05: ص-2001-2ط-دار احلوار للنشر و التوزيع، الالذقية، سوريا-عبد الرمحن بوعلي: ترمجة-األثر املفتوح: أمربطو إيكو: ينظر- 59 ،يف . فال وجود هلا يف املعاجم الغربية، أما مفردة الكرنفال فموجودة، و تعين عموما موسم االحتفال أو تظاهرة مجاعية مفرطة الفوضىتكاد تكون هذه املفردة من اخرتاع باختني نفسه

ا باختني تشري إىل وصف حليوية الرواية و ما تنطوي عليه من تعددية أسلوبية و اختالف و تباين يف األصو ات النظر، مما جيعلها تشبه يف األدب ات و ووجهحني إن الكرنفالية اليت أتى ثقافة العليا بالثقافة الدنيا، و الثقافة الرمسية مواسم االحتفاالت اجلماهريية الثقافية، خاصة ما يصاحبها من هجاء و عبث و سخرية و جتاوز احلواجز الطبقية الرتاتبية ، حيث ختتلط ال

.ضد املعتمد األديببالثقافة الشعبية، إذن فكرنفالية الرواية هي ثورة

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

101

األدب، و يدعم الفكرة القائلة بأن األعمال األدبية األساسية ميكن أن تكون متعددة املستويات و لعل بعض النقاد يفضل أن . و هذا ما خيفف من هيمنة املؤلف على كتاباته. مستعصية على االحتاد

لتعبري عن حقيقة يتناول النص املتعدد األصوات بوصفه القاعدة و ليس النص االستثناء، ألنه أقرب إىل ابكشفه خلاصية تعدد األصوات، قد باختينو احلقيقة أن . األدب من أنواع النصوص األحادية املعىن

ا إن النوع األديب اجلميل .60استهل خطا مثمرا من التطور بتأكيده انفتاح النصوص األدبية و عدم ثباكتابه يف باختينا نادى به م، و هو )Le dialogisme(الذي يتأسس على احلوار هو احلوارية

و تطلق احلوارية يف الرواية على تلك الرواية اليت تشتمل على أصوات . 61"دوستويفسكيشعرية": األدب الروائي اجلاد الساخر ثالث خصائص رئيسة، و جيسد هذا)Polyphonie(متعددة

".اللحظة الراهنة "أن فهمه و تقييمه و واقعه التكويين أمور تتأسس على -1.أنه يستبعد األسطورة و اخلرافة و يعتمد بشكل واع على التجربة و اإلبداع احلر-2، فهي إذن مناقضة للرواية املونولوجية 62أنه يتسم بتعدد األساليب و تباين األصوات-3

)Monologisme(63.يوجد فيها حــــوارات حممد سويريت أنه ال وجود لـحوار فعــلي يف الرواية العربية، و أن مــاالناقديرى

حوارات منقولة من قبل الراوي للمروي له، من احملتمل أن تكون قد دارت بني الشخصيات بالقوة، و الروائية يف زمن سابق على زمن احلكاية و السرد و الروي، أي حينما كانت أشخاصا يتحركون يف احلياة

يف الرواية يفرتض الراوي أقوال توزيعها؛ و ساعني ملطاحمهم، طالبني حلقوقهم، راجني تطبيق العدالة يفردود املروي له، أسئلته و أجوبته، إثباتاته و نفياته، و ينقلها، فيتصدى لكل جمموعة منها مبا يناسبها و

. و ال يقرأ املتلقي على األرجح سوى ما كتبه امللقي. من تأييد أو تفنيد، دعم و إبطال، هدم و ترجيحقبل أن تتحول من أشخاص يقولون له حىت ما تلفظت به شخصيات الروايةو الراوي ينقل للمروي

.64يفعلون إىل شخوص يروى عنهمو

.323: ص- نظرية التوصيل يف اخلطاب الروائي العريب املعاصر: محد معيكلأمساء أ- 60.59: ص-2015-دط- أفريقيا الشرق -الرواية العربية أو أزمة احلوار يف الثقافة العربية: مد سويريتحم: ينظر-61

-2005-4ط- املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب- )إضاءة ألكثر من سبعني تيارا و مصطلحا نقديا معاصرا(األديبدليل الناقد : ميجان الرويلي و سعد البازعي: ينظر- 62.217: صعدد املنعقدة بتونس أيام ندوة سؤال الرواية سؤال الت-)هل هي تفاعل يف مستوى النص أم تفاعل يف مستوى اخلطاب؟: احلوارية يف الرواية(مقال : أمحد الناوي بدري: ينظر- 63.04/05/2014: تاريخ النشر-2014أفريل 11/12/13.21/22: ص–الرواية العربية أو أزمة احلوار يف الثقافة العربية: مد سويريتحم:ينظر- 64

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

102

ا السارد من طرف النقد احلديث و الشعرية املعاصرة، حافلتان بالسخرية إن الصفتني اللتني وصف العالم/ العليم(السارد و يروي . ، صفتان من أوصاف اهللاعلم بكل شيء و الوجود يف كل مكانإذ ال، الرواية التقليدية من بدايتها هالمتأل أو اإللهالسارد، )مكانكلفيالموجود(و )شيءبكل

ايتها مرورا بوسطها فهو ينقل حوارات الشخصيات املنصرم زمنها، ال يدع يف زمن الرواية هلا جماال . إىل ا و مواقفها، و رؤيتها لتمارس يف احلوار حريتها يف التعبري عن رغ ا و آرائها و عواطفها و اجتاها با

.65للعامل

من خالل التقابل بني الراوي و الفاعل أو العامل و من هذا املنطلق يتم حتديد شكلني سرديني: ، و مها)الشخصية(

و هنا جند الراوي جزءا داخليا يف القصة ): Homodiégétique(السرد اجلواين احلكي -أ.حيكيها مادام مشاركا فيها كفاعلاليت

عندما ال يتجسد الراوي يف القصة ):Hétérodiegétique(السرد الرباين احلكي - بالقصة اليت حيكيها مادام ليس عن "براني"كفاعل، أي كشخصية من الشخصيات؛ إنه

.66إنه بكلمة أخرى غري مشارك يف أحداث القصة كفاعل. جزءا داخليا فيها

اية له إذ يظل مفتوحا الستقبال النهاية ) احلواري(و لعل النص الروائي هو نص مفتوح ، ألنه ال اليت يقرتحها املتلقي، أما النص املغلق فكان يرتبط بنصوص النهايات احملددة، و إن رأى النقاد أن

اية بهناك ندرة يف مثل هذه النصوص، حبيث تكون مغلقة إغ ينظرون يف عينها، والقا حمكما على اية صاحلة ألن تكون بداية جديدة .67هذه النهايات بوصفها إغالقا مؤقتا، ألن كل

ا متخيل . املتكلم يف الرواية العربية بالراوي أو السارد، و هو ليس الكاتب الروائي كما هو معلوم يف اجتاه النقد احلديث و الشعرية املعاصرةيعرف إن السارد شخصية افرتاضية كوا السارد و الشعرية احلديثة من بنية لغة النص الروائي، فالسارد جمموع اللغة املستعملة يف نسيج العمل الروا أو تتحدث هي عن نفسها من خالل / ئي، و هي لغة اجتماعية يتحدث

.نصه، الذي تشكل نسيجه منهااملطروح يفي أو ال يعي حديثها يعالكاتب الذي ميكن أن و هو السارد كلي املعرفة :Omniscient.و هو السارد كلي احلضور :Omniprésent.

.26/27ص : السابقاملرجع: ينظر- 65ومها مأخوذان من مصطلحات جريار جينيت.

.87/88: ص-2012-1ط-املغرب- املركز الثقايف العريب، الدار البضاء-)الشكل و الداللة(السرديات و التحليل السردي : سعيد يقطني: ينظر- 66.20/11/2010: تاريخ- t=26160967؟www.startimes.com/f.aspx: مقال منشور باملوقع اإللكرتوين- لنص املفتوح و النص املغلقا: حممد عبد املطلب: ينظر-67

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

103

Leالنص المغلق"و قد بدأ احلديث يدور يف العقود األخرية بني كبار النقاد عن مفهومي

texte closو النص المفتوحLe texte ouvert"،املفهومني قد يكونان عتقد النقاد أن هذين و يما يف احلقيقة يتمحضان للنص السردي أكثر مما يتمحضان للنص شعرا كما قد يكونان سردا؛ فإ

ائها، و هذا ما : الشعري، إذ كان األمر ينصرف إىل كيفية السرد أي كيفية بدء احلكاية و كيفية إLa(يسمى باصطناع الدائرية circularité(لسردي إىل درجة أن بعض الكتاب يف التعامل مع النص ا

عوضا عن حرف البداية ) minuscule(الفرنسيني يبدؤون نصوصهم الروائية باحلرف الصغري Jacques(، كما جاء ذلك الروائي الفرنسي )majuscule(الكبري Henric( يف روايته املنشورة حتت.68)مبدأ الحياة(عنوان

القابل ألن يقع االبتداء مبثل ما يقع االنتهاء به؛ فيكون دائريا، أن حندد النص املفتوح على أنه هو ميكن ذه البساطة من التمثل؛ و إال غري أن هذا التحديد جمرد تقدمي فكرة عن هذا املفهوم؛ إذ ليس األمر

.69فإن النص املفتوح قد ال يقع االنتهاء به مبثل ما كان وقع به االبتداء

دد املصدر و احملدد املستقبل و احملدد املعىن، لكن حتديد املعىن ال و النص املفتوح هو ذلك النص احمل؛ الذي يطلق على النصوص "النص المفتوح": يوقف جمموعة التفسريات اليت تالحقه، و لذا قيل عنه

اية حمددة، إذ يظل النص مفتوحا الستقبال النهاية اليت يقرتحها السردية و احلوارية اليت ال يكون هلا تلقي، أما النص املغلق فكان يرتبط بنصوص النهايات احملددة، و إن رأى النقاد ندرة يف مثل هذه امل

اية بعينها، و ينظرون يف هذه النهايات بوصفها النصوص، حبيث تكون مغلقة إغالقا حمكما على اية صاحلة ألن تكون بداية جديدة لك النص الغائم أما النص املغلق فهو ذ. 70إغالقا مؤقتا، ألن كل

الداللة، و بالرغم من ذلك فهو ال حيتمل إال تفسريا واحدا، و هو ما يالحظ بوضوح يف النصوص ا من روايات القانونية و العلمية، و على مستوى األدبية نالحظه يف النصوص البوليسية و ما يتصل

71.اجلاسوسية

.2005فرباير24: ه املوافق ل1426حمرم 15:اخلميس: تاريخ النشر-13394العدد - جريدة الرياض-إشكالية النص املفتوح و املغلق: عبد امللك مرتاض: ينظر-68.املرجع نفسه و الصفحة نفسها: ينظر- 69.النص املفتوح و النص املغلق: حممد عبد املطلب: ينظر-70.املرجع نفسه: ينظر- 71

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

104

نظرية ة و ــحاولة نقديــيف أول م" أمبرتو إيكو"هوة هذا املصطلحـــصاحب الفضل يف إشاعأما هدف منها إىل إرساء قواعد هذا املصطلح، من خالل املداخلة اليت قدمها يف املؤمتر العلمي الثامن عضو

كانت هذه املداخلة مبثابة و قد ، مشكلة األثر المفتوحكانت حول و اليت ، 1958للفلسفة عام Opera"البذرة اليت ستشكل كتابه Aperta"أمبرتو إيكوو الواقع أن تطبيق . أي األثر المفتوح

هلذا املصطلح مل يقتصر على العمل األديب، ذلك أنه طبقه على جماالت متعددة مثل األعمال املوسيقية االت اليت ترتبط باحلياة االجتماعية املعاصرة .72و التشكيلية و التلفزيون و غري ذلك من ا

جهة موضوع ميكن أن جند له شكله األصيل كما هو من أمبرتو إيكو كما يقول إن العمل الفينتصوره املؤلف ، و ذلك من خالل مظهر اآلثار اليت حيدثها على عقل املستهلك و إحساسه، و هكذا دف تذوقه و فهمه مثلما أراد هو، لكن من وجهة أخرى، فإن كل خيلق املؤلف شكال مكتمال

ا، ميارس إحساسا مستهلك و هو يتفاعل مع جمموع املثريات، و هو حياول أن يرى و أن يفهم عالقا.شخصيا و ثقافة معينة و أذواقا و اجتاهات و أحكاما قبلية، توجــــه متعــته يف إطار نظري خـــاص بـــــه

ثلة اليت يعطيها و من األم. و بالتايل فلالنفتاح عالقة باملؤول الذي يستهلك األثر أو النص أو اخلطابلكارلينز ستوك هوسن، و لوتشيانو بيريو، و هنري (القطع الموسيقية في :اآلثار املفتوحةعن إيكو

،و في األعمال األدبية كما تجلت من خالل االستعارة األدبية أو من خالل )بيير بوليتزوبوسور،.73الخ...بريختالنصوص الشعرية لماالرمي و النصوص الروائية لجويس و المسرحية ل

و يذهب أمربتو إيكو إىل أن بعض النصوص هي نصوص مفتوحة، تتطلب مشاركة القراء يف إنتاج ، الذي يصنع لكي نعيد scriptible"نص الكتابة"هذا النوع من النصوص بارثاملعىن، و يسمي

. 74"لعبة القراءات على جسدهفهو نص يراود القارئ عن نفسه، مغريا إياه مبباشرة "كتابته أو إنتاجه،

و مل يتناول هذا املفهوم إال قلة من املنظرين الفرنسيني، منهم :Julia Kristeva ،Michel Arrivé، م، يف حوايل ثالثني 1967: سنة" النص املغلق"و قد كتبت كريستيفاو يف املقابل جيعل.)Problématique du texte ouvert ou clos(فقد كتب مقالته بعد كريستيفا بزهاء مخسة عشر عاما أريفي أما . صفحة عن مفهوم التناص و اإلنتاجية

اية، ذلك أن النقاد يتتابعون و لكل منهم قراءته، و لكل منهم " مفتوح"صفةدوروف طو . رؤياه و حتليالتهعن النص اإلبداعي و جيعلها من لوازم نص النقد، ألن نص النقد ليس له ) 327:ص- نظرية التوصيل يف اخلطاب الروائي العريب املعاصر: أمساء أمحد معيكل:ينظر(

.06/07: ص-ألثر املفتوحا: أمربتو إيكو: ينظر- 72.08: ص-نفسهاملرجع : ينظر- 73 املكتوب أو املـــكتنب النص)Scriptible( :هو نص مفتوح ما بعد حداثي، خيتلف جوهريا عن النص الكالسيكي، فقد كتب حىت يستطيع القارئ يف كل قراءة أن يكتبه و ينتجه .

و خالفه . الكاتب يف إنتاج النص) إن مل يتجاوز(قراءة، و هلذا يتحول دور القارئ إىل دور إجيايب نشط، دور منتج و بان، حيث يشارك و هو يقتضي تأويال مستمرا و متغريا عند كل الرسالة؛ فهذا القارئ كتب بقصد توصيل رسالة حمددة و دقيقة، كما أنه يفرتض وجود قارئ سليب تقتصر مهمته على استقبال و إدراك فهو نص مغلق ،)Lisible(النص املقروء .، و ال يسمح له إال أن يكون كذلكمستهلك فقط

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

105

إن نصوص القراءة هي نصوص تقليدية، عادة ما تقرأ نفسها بنفسها، ): "Howkes(هوكسيقول ، فهي تعتمد على فرضيات جاهزة، على حنو يدعم النظرة اجلامدة إىل الواقع، و اهليكل الثابت للقيم

الكتابة فهي نصوص تفرض علينا أن ننظر إىل أما نصوص . تقوم على عالقة ثابتة بني الدال و املدلولو ا نصوص ترفض االنتقال اليسري من الدال إىل طبيعة اللغة نفسها، ال أن ننظر من خالل اللغة ، كما أاملدلول، فتظل منفتحة، و إذا كانت الدوال متشي يف نصوص القراءة، فهي ترقص يف نصوص

.75"الكتابة

النص باعتباره كتابة، ينتظر و يستدعي قراءة ما، و إذا نأ)Paul Ricœur(بول ريكورو يرىكانت القراءة حمتملة، فذلك ألن النص غري منغلق على نفسه، بل منفتح على شيء آخر، و القراءة تعين ربط خطاب جديد خبطاب النص، و هذا الربط الذي يصل خطابا خبطاب يشي يف صياغة النص

ا بقدرة أصيلة على االستئناف اليت هي ميسمه املفتوح، و التأويل هو -أي استئناف اإلنتاج-ذا.76النتيجة امللموسة هلذا التسلسل و االستئناف

.و النص املفتوح عموما مينح متلقيه حرية متكنه من التموقع وسط شبكة من العالقات النصية

نقاد فيما مضى، و ذلك بربط فهو إسرتاتيجية حترص على جتاوز البعد التصنيفي الذي كان يتقصده الالنصوص اإلبداعية خبانات جنسية حمددة، حيث التجنيس هنا نسيب، إذا أخذنا بعني االعتبار حدود

.77التداخل و التقاطع بني األجناس األدبية، خصوصا يف عامل الرواية

دمة للنص، فهناك و الظاهر أن انفتاح النص و انغالقه يتعلق بأفق االحتماالت و طبيعة القراءة املققراءة صحيحة و أخرى غري صحيحة، و األخرية ينبغي إقصاؤها من أفق االحتماالت، أما األوىل فإن

: يشري إىل وجود ثالث قراءات هي إذ بول هيرنادي صحتها رهن بالتحرك يف ثالث دوائر، كما يقول

.34:ص-ة اجلديدة يف الرواية العربيةاحلساسي: نقال عن عبد املالك أشهبون. 26: ص- 1984- 11العدد -جملة الكرمل- ترمجة إبراهيم اخلطيب–النقد و احلقيقة : روالن بارث- 74.20: ص-1997- دط- مطابع اهليئة املصرية العامة للكتاب- )حبث يف مناذج خمتارة(يف الرواية العربية تداخل النصوص: حسن حممد محاد-75.117: ص-2001–1ط-عني للدراسات و البحوث اإلنسانية و االجتماعية –حسان بورقية -حممد برادة: ترمجة- )أحباث التأويل(ص إىل الفعلمن الن: بول ريكور:ينظر- 76.229: ص- احلساسية اجلديدة يف الرواية العربية: عبد املالك أشهبون- 77

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

106

قراءة هي أفق للقراءة التالية، و جمرد حصر القراءة اجلمالية، و االسرتجاعية التفسريية، و التارخيية، و كل القراءة يف البنية النصية وحدها يؤدي إىل إغالق النص كما هو عند البنيويني، سواء أكان احلصر خالصا للبناء الشكلي أم للناتج الداليل، و من مث تكون القراءة الصحيحة هي القراءة املفتوحة اليت تسمح بتدفق

ا ال تسمح مبثل همالحظات املتلقي املوجه ق، ــــذا التدفــة إىل النص، و ذلك عكس القراءة املغلقة، ألأن النص ال يفصح عن نفسه إال مع إعادة القراءة و إمعان -من تلقاء نفسه-و يدرك كل قارئ

.78النظر، و من مث كانت كل قراءة أفقا ملا يليها من قراءات

غري أننا إذا ما رغبنا يف ربط فهم نص ما، رغم املسافة ":بول هيرناديو يف هذا الشأن يقول الزمنية الفاصلة بني املؤلف و القارئ، بعملية التلقي اجلمايل له، فمن األفضل أن يتم الفصل بني أفق

اليت القراءة اجلمالية األوىل و أفق القراءة االسرتجاعية التفسريية احلرفية الثانية، بل و القراءة التارخيية الثالثةذه القراءة التارخيية أن تبدأ ميكن هل. تضع النص ضمن أفق طبيعته املتغرية و اختالفه بالنسبة لتجربتنا

.79"بإعادة تركيب أفق التوقعات اليت دخل فيها النص لدى ظهوره أمام القارئ املعاصر له

Laالدائرية (فعالمة النص األديب املفتوح هي لنقد العريبأما يف ا circularité ( فيه قبل أي شيءو مع ذلك يظل هذا الشكل من النسيج األسلويب غري واضح بطبيعة األمر، بل حيتاج إىل قراءة . آخر

ايته بدايته و ال متاثل : فالنص املغلق.نقدية متأنية للكشف عنه كأنه النص املكتمل الذي ال تشبه ايته، و لعل هذا النص أن يكون أنزع و لذلك فإن قضية االنفتاح .إىل التقليدية منه إىل اجلدةبدايته

رد و االنغالق ختلص للنصوص السردية و كل ما هو قابل للحكي أكثر مما ختلص للنص التأملي أو االذي يتناول شريطا حكائيا، فال خيضع ملبدإ االنفتاح أو االنغالق، يف حني أن النص السردي حبكم

80.بدأ، فهو إما مغلق و إما مفتوح، و ال يكون غري ذلك شأناالضرورة خاضع هلذا امل

.328: ص- نظرية التوصيل يف اخلطاب الروائي العريب املعاصر: أمساء أمحد معيكل: ينظر- 78.143: ص-1989- 1ط-بغداددار الشؤون الثقافية العامة، -عبد الوهاب الوكيل: مراجعة- سالفة حجاوي: ترمجة- ما هو النقد؟: بول هرينادي- 79.إشكالية النص املفتوح و املغلق: عبد امللك مرتاض: ينظر-80

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

107

على الرواية التقليدية و على مواضعات السرد املأنوس، و نادى بعدم فاضل العزاويالروائيثار التحديد الروائي؛ فبالنسبة له أن ال تقول شيئا معينا بالذات من أجل أن تقول كل شيء، و قد أشار إىل

لرواية قصيدة و مسرحية و فيلما املفتوحة أو املنفتحة على كل األلوان الكتابية و الفنية، لتصبح االرواية 81.لوحة و موسيقى يف الوقت ذاته، و هذه هي الغاية من كتابة الروايةو

ا، فإذا كأنك تقرأ و إن كثريا من النصوص الشعرية املعاصرة أمست توظف السرد يف تقدمي موضوعاهو نص مفتوح على الرغم من أنه "محمد العيد آل خليفة أين ليالي أينها؟"رية، و نص قصة شع

أين ليالي ؟ أينها ؟:هوابتدأ مبثل ما انتهى به، حيث إن مطلع القصيدة ألنه ،م1938كتب عام

.حيل بيني و بينها

: األخري من القصيدةو حيث البيت

:لم يجبني سوى الصدى

"ها؟ـــــــــــــــالي؟ أينــن ليـــأي"

ظاهر الشاعر على كتابة هذا النص املفتوح أنه عرض موضوعه يف صورة حكاية شخصية و لعل الذي .82"ليلى"شعرية، تبحث عن سيدة تسمى

يتعمد أغلب الروائيني ترك أعماهلم الروائية مفتوحة على كل التأويالت، بل و يرفضون وضع نقطة االنتهاء من الكتابة، و يتحقق انفتاح النص الروائي عندما تعمد الرواية إىل تأسيس عاملها الداخلي

ا أو ترحيله، إذ ال تعمل على نق ا، بعيدا عن إلغاء العامل احمليط ل املتلقي إىل عاملها كليا بل اخلاص .83تضعه يف حالة ترددية بني اخلارج و الداخل، مثل الرواية التارخيية، و رواية الفكر و املوقف

م، و هي رواية مارس صاحبها من خالهلا جتريبا فنيا يكسر احلدود التقليدية للرواية، و متزج كل األمناط األدبية يف 1969سنة " خملوقات فاضل العزاوي اجلميلة"العزاوي رواية أصدر.واحدشكل

.62: ص- )مرايا السرد النرجسي(امليتاقص يف الرواية العربية : حممد محد:ينظر- 81.إشكالية النص املفتوح و املغلق: عبد امللك مرتاض: ينظر- 82.326: ص- نظرية التوصيل يف اخلطاب الروائي العريب املعاصر: أمساء أمحد معيكل- 83

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

108

ان، ـــص مغلق يف بعض األحيــول إىل نـــص املفتوح قد يتحـــام إىل أن النــارة يف هذا املقـــو جتدر اإلشالذي يساوي النص يف طاقته اإلنتاجية و لوازمها املعرفية، و قد و ذلك عندما يغيب املتلقي املؤهل

، "مل ال تقول ما يفهم؟:" يكون هذا تفسريا صحيحا العرتاض أحد متلقي شعرية أيب متام عندما سأله، مطالبا إياه بأن يرتفع بوعيه إىل أفق النص، و مبعىن آخر، كان "مل ال تفهم ما يقال؟:"و قد رد بسؤال

ه إىل أن يؤهل نفسه الستقبال النص، و أن يبذل جهدا يف االستقبال يوازي جهد املبدع يف يدعو و نلفي هنا دعوة صرحية كي يؤهل املتلقي نفسه المتالك الكفاءة اليت تتيح له أن يفتح . اإلنتاج.84املغلق

فنحن نفكر في قارئ : "، يقولالقارئبناءإىل عملية أمبرتو إيكوو يف هذا السياق بالتحديد يشري فبعد لطخة . ما أثناء الكتابة، تماما كما هو حال الرسام الذي يفكر في المشاهد أثناء رسمه للوحةإنه ينظر إلى . من لطخات الفرشاة يتراجع إلى الخلف خطوتين أو ثالث خطوات ليدرس الواقع

تأملها و هي معلقة اللوحة كما يجب أن ينظر إليها مشاهد ما، ضمن شروط إضاءة مناسبة، و ي، )المؤلف مستعبدا من هذا الحوار(فعندما يتم العمل، يبدأ حوار بين النص و قارئه. على الحائط

حوار بين هذا النص و بين جميع النصوص : أما أثناء صياغة هذا العمل فيكون هناك حوار مزدوجآخر بين المؤلف و قارئه ، و)إننا ال تكتب كتبا إال انطالقا من من كتب أخرى حولها(السابقة

.85"النموذجي

ماذا يعين التفكري : الكتابة تعىن ببناء قارئ منوذجي من خالل النص، و يتساءل جميباأن إيكويرى يف قارئ منوذجي قادر على جتاوز العوائق اليت ختلقها املائة صفحة األوىل؟ إنه يعين كتابة مائة صفحة

ء؟ دف بناء قارئ مناسب للصفحات اليت ستأيت بعد ذلك؟ و هل هناك كاتب يكتب لقلة من القرانعم، إذا كان ذلك يعين أن القارئ النموذجي الذي يتصوره، ليس له حظوظ كبرية يف أن يتجسد يف

.327: ص: السابقاملرجع : ينظر- 84.50/51: ص-2009-1ط-سوريا-دار احلوار للنشر و التوزيع، الالذقية- سعيد بنكراد: ترمجة و تقدمي- )نصوص حول جتربة خاصة(آليات الكتابة السردية : أمربتو إيكو- 85

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

109

مجهور عريض، و رغم ذلك ، و حىت يف هذه احلالة، فإن املؤلف يكتب و له أمل يف أن يستجيب 86.لكتابته أكرب عدد من النماذج املمثلة هلذا القارئ املنشود بإحلاح

ليسد فراغا كبريا كانت تعاين جاء أمبرتو إيكو فهوم األثر املفتوح الذي وضعه و من دون شك فإن ممنه الدراسات النقدية، إذ بظهور هذا املفهوم تغري التقليد النقدي السائد الذي اعتاد على التفسري

يب األحادي و الضيق، كما ازدادت قابلية األعمال األدبية للتأويل جبميع أشكاله، مث إن القارئ األدجتاوز عتبات الشروح و التفسري لريتقي بالعملية النقدية إىل مستوى آخر، حبيث أصبح من املفروض أن

. يقدم القارئ و هو يف مواجهة النص كل ما خيتزنه من ترسانة تشمل الفكري و الثقايف و االجتماعيد مس اجلانب الفلسفي، بات و تبعا هلذا التحول الكبري الذي مس الفاعلية النقدية ، و كان قبل ذلك ق

ملفهوم األثر املفتوح أكثر من عالقة مع األعمال األدبية املعاصرة، و من ضمنها األعمال األدبية العربية، ذا املعىن مفهوم إجرائي يساعد كثريا يف مقاربة هذه األعمال و دراستها و استنطاق غموضها، و هو

.87جيمس جويسالكاتب اإليرلندي استنطاق غموض أعمال يف إيكومثلما تألق

فن أوريب النشأة من بتقنياته السردية اجلديدة، احلديث بأسلوبه الفين والعريبلشكل الروائيإن االذين ال يرون عيبا يف أن تكون الرواية العربية مدينة للرواية العاملية، بفضلها ، ن النقادوجهة نظر كثري م

. 88النثرييف السبق الفين إىل هذا النتاج

ةــاذجـــراءة الســـق القـــال من أفـــل يف االنتقـــلقد أضحى الرهان األساس يف الرواية العربية احلداثية يتمث)La lecture naïve ( اليت تركز على املضمون إىل أفق انتظار أكثر رحابة و انفتاحا على حبث

La(القراءة الفطنة مجاليات تقدمي األحداث، و هذا ما يتحقق يف أفق lecture avertie .( هذا النوعيستدعي بالضرورة منوذج القارئ الذي تتعدد قراءته للرواية العربية عامة، و مبقدوره أن اءةاألخري من القر

يوظف معرفته القبلية، و كذا اضطالعه الواسع على التجارب الروائية العربية و العاملية، و قدرته على ية التحول الثقايف اليت أدت إىل تغيري رؤية العامل لدى هذا الروائي أو ذاك، و تبديل استكناه عمل

.52ص : السابقاملرجع : ينظر- 86.11/12: ص-األثر املفتوح: أمربتو إيكو: ينظر- 87.23: ص- تقنيات السرد يف النظرية و التطبيق: آمنة يوسف: ينظر-88

نص الروائيالانفتاح والتجنيسإشكالية:ثالثالفصل ال

110

احلساسية األدبية، و بالتايل إنتاج أمناط ثقافية و معرفية، و أشكال للكتابة األدبية، مل تألفها الرواية .89العربية من قبل

و من هنا ميكن القول إن الرواية املعاصرة أصبحت تفرتض قارئا جديدا، له مؤهالت قرائية معينة توجه فعل القراءة لديه، و هذه املؤهالت هي نتيجة جلملة من املعطيات القرائية اليت ال يتم تعديلها إال

قارئ رواية ما أو أي نص ختييلي، فحينما يقرأ أي. يف التواصل مع النص ذاته، تواصال فعاال و خالقافإنه يؤسس عالقة تفاعلية بينه و بني النص احلاضر و جتاربه السابقة، و هذه العالقة التفاعلية تستحضر

خلخلة نظام التجربة القدمية، و تشكيل جتربة قرائية : إجراءين متالزمني خالل كل عملية قراءة؛ احلساسية التقليدية اليت تعد أرضية تنطلق منها أي ، أي وضع العمل الروائي بني متالزمتني90جديدة

كتابة روائية واحلساسية اجلديدة اليت تعد ميسم اجلدة و اإلبداع املميز هلذه الكتابة عن غريها من ، ينخرط فيه، مهما كان النوع الذي يردالس إن النص بول ريكورالكتابات، و يف هذا الصدد يقول

تجربة، و هو أفق يتجه نحو الماضي، و أفق التوقع، و هو األفق أفق ال: ينطوي على أفقينه، ــــه و تصوراتـــه، أحالمـــوع نفســــيد النـــردي، بمقتضى تقالــــالمستقبلي الذي يهرب به النص الس

.91قي أو القارئ مهمة تأويلهاـــو يوكل للمتل

.33: ص-احلساسية اجلديدة يف الرواية العربية:عبد املالك أشهبون- 89.23: ص- املرجع السابق:ينظر-90.31: ص-1999-1ط-البيضاءالدار -املركز الثقايف العريب-سعيد الغامني: ترمجة و تقدمي- فلسفة بول ريكور: الوجود و الزمان و السرد: ينظر- 91

الفصل الرابعفي الرواية نواعاألتداخلاتآلي

العربية المعاصرة

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

112

الناقد الروسي يف حتقق النوع األديب أن يتكون من أنساق جوهرية غالبة، أطلق عليهايشرتط املهيمنة و أخرى عرضية ميكن أن تشكل أنساقا جوهرية يف أنواع أدبية األنساق اسم جاكبسون

أخرى يف إطار تبادل الوظائف بني األنواع األدبية، و متارس تلك األنساق الغالبة أو املهيمنة باعتبارها .1ستقالليته و متيزهعنصرا بؤريا يف األثر األديب سلطة معينة تضمن للنوع األديب ا

يف نص واحد، علما أن املساحة أو أكثر نوعانيتنازعهل ميكن أن : يطرح نفسهو السؤال الذي ا تقع يف النصية املتمردة على النوع حتتل جزءا مهما من املساحة النصية للنوع اآلخر، مبعىن مغاير أ

حدود النوع اآلخر؟

خترج الكتابة من املركز إىل اهلامش، و يف هذه املساحات امللغمة ترمي بذرة اخللق و االبتكار، و تعود مقولة النص لتحوي خمتلف األعمال السردية اجلديدة اليت تتخذ من التجريب الفين مسارا يف

.2رين ملقولة اجلنس و النوعاجتاه التحديث، إن مل نقل عنه قناعا ختفي وراءه االنتهاك و اخلرق املستم

ترمي أغلب الكتابات السردية اليوم إىل خمالفة السائد و اخرتاق القاعدة و كسر املألوف و انتهاك العادات و كل ما هو متعارف عليه من املقوالت األجناسية التقليدية، و يف السياق نفسه أطلق

دا لألشكال بل خالقا و خائنا لها في ليس عبالكاتب: " قوال هز أركان الكتابة حدادقاسمجئنا لنلهو باألشكال، نبتكر آن، كل شكل يصير قفصا في اللحظة التي يثبت فيها و يستقر،

هكذا نبارك حرية الكاتب الداخلية، و نمجد سطوته على : شكال لنحطمه في اليوم التالينسعى إلى . و ترسيخهنسعى إلى شكل يكون بديال، أو عدوا، لما سبق ابتكاره. مخلوقاته

.3"التحرر من القوانين و المفاهيم التي تؤطر و تحدد كل كتابة

.535:ص- جامعة الريموك، إربد األردن- مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر- )شعرية حازم القرطاجين منوذجا(تداخل الشعر و اخلطابة يف الشعرية العربية : حممد القامسي:ينظر- 1.254: ص- عشرمؤمتر النقد الدويل الثاين-ة على التخومش السامل و الكتابفوزية شوي: حممد الباردي: ينظر- 2واحدا من أبرز األصوات الشعرية اليت ظهرت على الساحة الثقافية يف البحرين خالل الربع األخري من هذا القرن، وقد .....) - م 1948(الشاعر البحريين قاسم حداد ديع

التجريب الشعري املتجاوز لكل أشكال املوروث واملكرس أن يؤسس لنفسه قاعدة شعرية تكرست جذورها من خالل توايل أتاحت له موهبته الشعرية املتكئة على املغامرة اإلبداعية يف .عناصر املوهبة واملعرفةاقتحام آفاق التجربة، والتجريب ب"اليت تعترب من أهدافها الرئيسية "جملة كلمات"إنتاجه الشعري بصورة متصلة، واتصاله جبماعة

.131/132: ص-1995-تونس- حممد لطفي السيد، سراس للنشر: تقدمي- موت الكورس ضمن البيانات:و أمني صاحلقاسم حداد- 3

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

113

: لقد نادى قاسم حداد و أمني صاحل مبجموعة من األفكار التحررية، منهاليس النص األول منوذجا و ال سطوة له على املخيلة، علينا أن نكسر صوت اجلوقة يف مدح -

.النص األول.البحث على سطح النص فقط بل جيب أن نقتحم باطنهال ينبغي -التجريب بذرة اإلبداع، و الكاتب ليس عبدا لألشكال بل خالقا هلا، يسعى إىل شكل يكون -

.4بديال أو عدوا ملا يتحقق ابتكاره و ترسيخه: تداخل النصوص و التناص:أوال-

ا ميخائيل باختــين املنظر الروسي وصف وع ـــــ، فهو الننوع غير منتهالروايــة بعدة أوصاف منها أـــــذا النـــــوع األدبــــي األديب املعبـــر عن الصريورة، وليس مثة ما يــمكن أن يضـــع حــــــدا فاصـــــال بني ه

.5األنـــــواع األخرىو

من فكرة مفادها، أن اخلطاب بتوجهه ملوضوعه، يدخل يف اللحظة نفسها إىل عامل ينطلقهو وا املعقدة، فينصهر تلك الكلمات األجنبية عنه، وهي كلمات متفاعلة فيما بينها يتسلل بني عالقامع البعض، وينفصل عن البعض، ويتقاطع مع البعض اآلخر فتتعلق جدلية املوضوع مع احلوار

دائر حوله، ويصبح املوضوع بالنسبة للروائي الناثر حمطة تلتقي عندها أصوات متعددة، االجتماعي ال.6يرتدد صوت الروائي بينها هو أيضا، يف فهم هذا التفاعل احلي، يتحدد اخلطاب، وينفرد أسلوبيا

أول من استخدم مصطلح التناص باملفهوم السابق للحوارية عند باختني هي الباحثة إن و عالقته ن خطاب متعدد، و هو إنتاجية أي إ؛ إذ ترى أن النص هو "جوليا كريستيفا"بلغارية ال

حندد النص كجهاز عرب : " تقول الناقدة. 7باللسان الذي يتموقع داخله هي عالقة إعادة و توزيع

www.qhaddad.com: موقع قاسم حداد: املوقع اإللكرتوين-مقال اخلطاب النقدي قاسم حداد و صلته بتجربته الشعرية: عبد اهللا أمحد املهنا : ينظر- 4.41ص -1993- 2ج-جملة فصول-الرواية و إشكالية التجنيس: ربي حافظص: ينظر- 5.69:ص-2001أفريل - 15العدد اجلزائر،عند باختني، جملة اللغة واألدب ، جامعة فلسفة اللغة واملبدأ احلواري: عبد القادر بوزيدة: ينظر- 6- 2010ديسمرب - 34العدد- جامعة منتوري، قسنطينة-جملة العلوم اإلنسانية-القارئ بني النص احلاضر و النص الغائبالسرقة األدبية و فاعلية : رزيقة طاوطاو: ينظر- 7.256:ص

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

114

لساين يعيد توزيع نظام اللسان بواسطة الربط بني كالم تواصلي يهدف إىل اإلخبار املباشر و بني أن فالنص إذن إنتاجية، و هو ما يعين أمناط عديدة من امللفوظات السابقة عليه و املتزامنة معه،

داخل نصي، و أنه ترحال للنصوص و توقع داخله هي عالقة إعادة توزيع، عالقته باللسان الذي يتم.8"ففي فضاء نص معني تتقاطع و تتناىف ملفوظات عديدة مقتطفة من نصوص أخرى

أو تحويل لوفرة من كل نص هو امتصاص : "و تعرف الناقدة البلغارية التناص مبقولتها الشهرية كل نص هو إعادة كتابة و إعادة قراءة، و كل إعادة حتيل إىل نص مبعىن أن ، 9"النصوص األخرى

.سابق

مل تنقطع عالقات النصوص األدبية بعضها ببعض أبدا و يف أي وقت من األوقات، فهي تعيش Harold bloomهارولد بلوم، و يرى 10حياة خاصة فيما بينها، تتصارع من خالهلا و تتصاحل

أن طبيعة العالقة بني النصوص أوديبية أساسية مرتبطة بنص رئيسي هو مبثابة األب بالنسبة له؛ نص .11يريد أن يدمره، و أن حيل حمله

و النص الروائي احلديث يتميز بكثرة عالقاته و تعقيدها، إذ إن آليات التناص قد تطورت إىل نصوص ، أدت يف كثري من األحيان إىل إنتاج )Productivité(حد الوصول إىل إنتاجية وافرة

جاه ــة االتـــاديـــراءة األحـــل خاصية القـــحاولة تعطيــم" ايل ــر، و بالتــمتعددة األصوات و وجهات النظاليد ، أي فتح األفق لقراءة جديدة، من منطلقات مغايرة، غري حمكومة بالتق12"و حتريك فعالية التوليد

ة خيلقها القارئ، كل قارئكل تفسري يصبح إعـــــادة تشكيــــل للنص داخـــــل هو ن أي إ" السابقــــــــــــة؛

.21: ص-1997- 2ط- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، املغرب-مراجعة عبد اجلليل ناظم-فريد الزاهي: ترمجة- علم النص: كريستيفاجوليا - 8.156: ص- )حنو منهج عنكبويت تفاعلي(علم التناص املقارن : مناصرةعز الدين -9

.07: ص- )حبث يف مناذج خمتارة(ص يف الرواية العربيةتداخل النصو : حسن حممد محاد: ينظر- 10الغنوصية تيار ديين و فلسفي (غنوصيةرؤيةذوحلويلهوو.م1955ام عمنذييلجامعةيفاإلجنليزياألدبيدرسي،يهودأمريكيناقد) م1930(: هارولد بلومالربوفيسور

اجلماعةو،)م1959(األسطورةوصياغةشيلليهي،اإلجنليزيالرومانتيكيالشعرحولتدوردراساتثالثالستينياتيفنشر.وعدميتهابغنوصيتهامتاما واعية،)مسيحي.اهلروب من الذات يكون عن طريق فتح النصو هو يرى أن). م1963(و رؤى أبوكاليبس) م1961(الرؤياوية

.74: ص-نفسهاملرجع : ينظر- 11.21: ص-2007- 2ط- املغرب/ املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء- )تغيري عاداتنا يف قراءة النص األديب(القراءة و توليد الداللة : محيد حلمداين: ظرين- 12

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

115

)mise en abyme(. و هكذا يتحول النص إىل كيان يتفجر إىل ما وراء املعىن الثابت و احلقيقة الثابتةائية املنتشرة عرب السطوح النصية ائي، و اجلذري للمعاين الال .13"حنو اللعب احلر الال

و تداخل النصوص ))Intertexteيقع كثري من الباحثني يف خطإ التفرقة بني التناص)Intertextualité( ريفاتير، و قد وضعM.Riffaterreإن التناص هو : "حدا هلذا اخللط بقوله

جمموعة النصوص اليت جند بينها و بني النص الذي حنن بصدد قراءته قرابة، و هو جمموع النصوص أما تداخل النصوص، فهو ظاهرة توجه قراءة . اليت نستحضرها من ذاكرتنا عند قراءة مقطع معني

. "ة مناقضة للقراءة اخلطيةالنص و ميكن أن حتدد تأويله، و هو قراءة عمودي

: فيما يأيت-انطالقا من هذا التعريف–و يكمن الفرق إذن

إن التناص هو حضور النصوص الغائبة اليت تتناص مع النص املقروء، و هذا أمر حيدث -1أثناء القراءة بتلقائية غري مقصودة، و قد ال حيدث، فهذه النصوص متر عفويا بذاكرة

صد منه الستحضارها، بعكس تداخل النصوص الذي يتصف القارئ العادي دون ق.بالقصدية اليت متكنه من ممارسة وظيفة نقدية لـتأويل التناص املوجود يف النص

إن النصوص املشكلة للتناص، اليت تتوافد على ذاكرة القارئ العادي عند القراءة، من -2املؤكد أنه حتقق له نوع من اللذة، لكن هذا القارئ ال يهتم بالسبب الذي حدث من

La mise en abyme : effet de miroir, spécularité (االنعكاسية), récit au second degré — également orthographiée miseen abysme ou plus rarement mise en abîme — est un procédé consistant à représenter une œuvre dans une œuvresimilaire, par exemple en incrustant dans une image cette image elle-même. Elle désigne aussi l’enchâssement d’unrécit dans un autre récit, d’une scène de théâtre dans une autre scène de théâtre (théâtre dans le théâtre).L'expression utilisée dans le sens sémiologique remonte à André Gide, lequel note dans son Journal en 1893 :« J'aime assez qu'en une œuvre d'art on retrouve ainsi transposé, à l'échelle des personnages, le sujet même de cetteœuvre par comparaison avec ce procédé du blason qui consiste, dans le premier, à mettre le second en abyme. »(Voir : http://www.etudes-litteraires.com/figures-de-style/mise-en-abyme.php).

).La mise en abyme(كمقابل ل " اإلرصاد"م مصطلح بالغيا قدميا كما يقرتح صياح اجلهيلس الوطين للثقافة و الفنون و اآلداب، الكويت-عامل املعرفة- )من البنيوية إىل التفكيك(املرايا احملدبة : العزيز محودةعبد- 13 - دط- سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها ا

.390: ص-1998ه، أبريل 1418ذواحلجة فسيفاء من نصوص أخرى أدجمت فيه بتقنيات خمتلفة: "يصغ تعريف جامع مانع للتناص على الرغم من اجتهادات الدارسني و الباحثني، و من بني التعاريف املوجودة كذلكمل" ،

املركز الثقايف العريب، الدار - )إسرتاتيجية التناص(خلطاب الشعري حتليل ا: حممد مفتاح: ينظر.(، و غريمها من التعريفات"تعالق نصوص مع نص حديث بكيفيات خمتلفة "و هو .121: ص-1992-3ط- اء ، املغربالبيض ريفاتري بني هذين املصطلحني يف مقاله فرق"L’intertexte inconnu" 1981الصادرة سنة ) 41العدد (، يف جملة أدب .

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

116

أجله التناص، كما ال يهتم بتأويله، و لكن يستهلكه فحسب، دون أن يدخله يف ذلك املنهج " تداخل النصوص"و هذا خيتلف عن إنتاجيته؛ أي إنتاج معان جديدة له؛

النقدي الذي يهتم بالبحث و التنقيب و إعادة إنتاجية التناص املوجودة يف النص؛ فهو .14قراءة توجه لتأويل التناص

حيدث التناص بني النصوص كما حيدث بني األجناس األدبية املختلفة، و هو ما أشار إليهأو التنقل النصيبالتعالي النصيحتت ما أمساه جيرار جينيتالفرنسي

)Transtextualité( و قد تطور النقاش عن التناص و احلوارية عندما تبلور مبحث خاص يف ،، حدث )Intertextologique(جمال الدراسات النقدية أطلقت عليه صفة التفاعلية النصية

ث يف اجتاه وضع قانون عام للنصوص ذلك يف حقل الشعرية اليت كانت غايتها األساسية أن تبحذلك القانون و يشمل ، )L’architexte(بجامع النص جينيتاألدبية ينضوي حتت ما مساه

العام ضبط صيغ التلفظ املمكن استخدامها يف مجيع النصوص األدبية و كذلك حتديد األنواع .15اليت ميكنها أن تتداخل فيما يعتقد على الدوام بأنه نوع واحد

كامال و خريطة شاملة لعالقات تداخل النصوص، أقر من خالله األدب توضيحا جينيتدم قمصنوع من " بناء درجة ثانية "على أساس أنه تناول ثان للنصوص اليت خيرتق بعضها البعض، و

هو الطريقة اليت من خالهلا -يف رأيه -أجزاء لنصوص أخرى سابقة، و أصبح التنقل النصي.16ذاته يف اجتاه يبحث فيه عن شيء آخر من املمكن أن يكون أحد النصوصيهرب نص من

أنماط الخطابات، –جامع النص أو معمار النص يعين جمموع املقوالت العامة بأن جينيتيقرر نصي ـــي الـــالـتعــفرد، و إن الـــص مـــا أي نــيهـــينتسب إليت ـــال–ية ـاس األدبــغ األداء، األجنــصي

أو االستعالء النصي هو مسو النص عن نفسه ، هو كل ما يضع النص يف عالقة ظاهرة أو خفية

.16: ص–عربية التداخل النصوص يف الرواية : حسن حممد محاد-14 النصإىل جامع مدخل: "هذا املوضوع يف كتابيهيفينيت الكالم جفصلL’architexte " أطراس"و م1979سنةPalimpsestes" م1892سنة.

.43: ص-القراءة و توليد الداللة: يد حلمداينمح: ينظرى- 15.29: ص–عربية تداخل النصوص يف الرواية ال: حسن حممد محاد: ينظر- 16

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

117

، و الواقع أن العالقات اخلفية، و خاصة يف أشكال الكتابة األدبية املعاصرة، 17مع نصوص أخرىهي أهم من العالقات الظاهرة، و اعتبار كل نص هو دائما صنيعة التعايل النصي، يعين أن

تابة األدبية ال ميكن أن تنتقل لدى صاحبها إىل مستوى الفعل إال من خالل ربط عالقة ما الك.18مع نصوص و أنواع أدبية سابقة

مخسة أمناط من التعاليات النصية، جينيتإذن، فالتعايل النصي يتجاوز معمار النص، و حيدد : و هي

سواء أكان نسبيا أم كامال أم و هو احلضور اللغوي، ): Intertextualité(التناص-1ناقصا، لنص يف نص آخر، و يعد االستشهاد، أي اإليراد الواضح لنص مقدم و حمدد يف

.آن واحد بني هاللني، أوضح مثال على هذا النوع من الوظائفLe(المناص -2 paratexte ( أو المصاحبة النصية)La paratextualité:( و تشري

و حميطه الفضائي؛ يشمل ذلك العالقة مع العنوان، العناوين إىل العالقة القائمة بني النص .الفرعية، التنبيه، املقدمة، اخلامتة، و كلمت يوضع من إشارات حول النص

أي أن يكون التناص متعلقا بوصف ):La métatextualité(النصية الواصفة -3ال كما يعد أو دراســـة نص آخر، و يدخل الن قد األديب باعتباره نصا واصفا يف هذا ا

.مثاال منوذجياو يكمن يف العالقة اليت جتمع النص ): L’hypertextualité(:النصيةالمالبسة -4

، )Hypotexte(ق ـــص سابـــكن" أ"ص ــبالن) hypertexte(ق ـــنص الحــك" ب".و هي عالقة حتويل أو حماكاة

النمط األكثر جتريدا إنه ): L’architextualité(النصية الجامعة معمارية النص أو -5و تضمنا، إنه عالقة صماء، تأخذ بعدا مناصيا و تتصل بالنوع، و العالقات املتشابكة

.19)و غريهارواية، قصة، مسرح(بني األجناس

.148: ص- )حنو منهج عنكبويت تفاعلي(علم التناص املقارن : عز الدين مناصرة: ينظر- 17. 43: ص- القراءة و توليد الداللة: يد حلمداينمح: ينظر-18.44: ص- القراءة و توليد الداللة: و محيد حلمداين.97: ص-2001-2ط-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب-انفتاح النص الروائي: سعيد يقطني: ينظر- 19

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

118

: و قد أضاف بعد ذلك النقاد و الدارسون عالقات تفاعلية أخرى، مثل

و هو نص غري مكتوب، لكنه يفرض حضوره، حييل إىل ):المسكوت عنه(الغائبالنص -العالقة املقموعة، أو الدال املسكوت عنه، و ميكن استكشافه عن طريق قراءة أنظمة

.اخلطاب، و قوانني تشكيله ملستوياته الصوتية و الرتكيبية و املورفولوجية و املعجمية و الدالليةاملوزع يف الثقوب و الثغرات و الفجوات النصية و النقاط املنتشرة النصهو : النص الكامن-

فالقارئ هو املنتج لطاقة املعىن الكامنة يف النص، و يصبح النص شراكة . على بياض الصفحة.بني املؤلف و القارئ

.20فالنص املرتجم هو قراءة و إنتاج آخر. النص املنقول من لغة إىل أخرى:الترجمة-

فحسب، ة باستقبال الوافد و الرتحيب به ناص بوصفه فاعلية خالقة، ال حيقق هذه الفاعليإن التبأي كيفية كانت، فقد يقيم معه ق النص احلاضر و يوظفه يف أثنائهو إمنا يستحضره ليخضعه لسيا

عالقات تناقض و تضاد على الرغم من استحضاره، فاملهم أن يتشرب النص احلاضر ما استحضره ينهض بتجربة جديدة يف غائبة عنه، فتندمج مكونات النصني و تصبح نصا واحدا،وص المن النص

.21تناغم و انسجام

: ل النصيـــــــات التفاعـــــــآلي:ثانيا-

ا، فيما يلي لة فيصل األمحد آليات التفاعل النصي و كيفيا : 22تلخص الباحثة

و ينطبق على . الكتايب ملا ليس كتابيا باألصليعين التحرير ): Verbalisation(التحرير-صياغة : (حالة التفاعل النصي بني األنواع و األجناس املختلفة، األديب و التشكيلي، مثال

هنا متنح الكتابة بعدا لفظيا أو ترمجة ). لوحة كتابيا، الشعارات املرسومة اليت ترمز إىل شيء ما.حتريرية ملرجع صوري

كمعادل ملفهوم التناص) النص الغائب(إىل حنت مصطلحه اخلاص جلأ حممد بنيس..172: ص- )عنكبويت تفاعليحنو منهج(علم التناص املقارن : عز الدين مناصرة-20.258: ص-السرقة األدبية و فاعلية القارئ بني النص احلاضر و النص الغائب: رزيقة طاوطاو: ينظر- 21.172/173: ص- )حنو منهج عنكبويت تفاعلي(ارن علم التناص املق: عز الدين مناصرة: ينظر- 22

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

119

فالكتابة ظاهرة خطية حمكومة باستمرارية السطور أفقيا كما يف ):Linéarisation(الخطية -يعمد الكاتب إىل ما يشبه تسوية . أغلب اللغات أو عموديا كما يف الصينية و اليابانية

اصر نصه اجلديد يف فضاء الصفحة ه و عنص اص و ين ألعناصر النص األصلي الذي يتناصه اطع تشويش تراتب املق: سوية يفيد من بدائل أخرىو بعد هذه الت. داخل حدودها املاديةو .التوكيد على بعض األسطر، بطبعها حبروف خمتلفة مائلة أو غليظةأو

.أي ترصيع عناصر النص القدمي يف نص جديد:الترصيع-يعمد املؤلف هنا إىل أخذ فقرة من نص مكرس، يتدخل هو فيه و يتالعب به، :التشويش-

.حتويل النص من الفصحى إىل العامية احملكية: أو دعابة، مثلمدخال عليه إفسادا مقصودا و يف هذه احلالة ميارس الكاتب االقتباس املبتور أو إنقاص الكالم على :اإلضمار أو القطع-

حنو حيدث حرفا للنص عن وجهته األصلية، و مينحه وجهة أخرى، مل يكن القارئ ليتوقعها، الة ﴿: مثال ٱلص وا تقر .﴾ال

الصيغة الشائعة يف احملاكاة الساخرة، أو يف املناقضة و املعارضة، و له :القلب أو العكس-.أشكال متنوعة

ها، ــمها و تواليــفالتكثيف للداللة و تراك"عكس املبالغة و التفخيم، :التخفيف و التكثيف-.23"نة بينهماو التخفيف منها بإظهار حدة التنافر أو التقارب بني الشيئني، أو املقار

يطلق يف السينما والتلفزيون على عملية فنية جيري فيها ترتيب و هو:القطع و المونتاج-ا ليست جمرد انتقال على أي حنو اللقطات واملشاهد وتتابعها بطريقة مع من لقطة ينة، كما أ

اليت " اللغة املصورة"إىل لقطة ومن مشهد إىل مشهد، لكنها أسلوب فين يعرض عمال، أو تعرب عن األسلوب الفين الذي اختاره املخرج ليعرض من خالله وبواسطته عمال فنيا على

ال تقربوا الصالة ( ، ففيه فساد املعىن، ألنه يوهم بغري املعىن املراد؛ يتم يف ذاتهملتعلق مبا بعده لفظا ومعىن وما يف هذه اآلية، ألنه وقف على الوقف قبيح مرتوكفح، جملة جامعة النجا - أثر اختالف القراءات القرآنية يف الوقف و االبتداء يف كتاب اهللا عز و جل : عبد الرمحن اجلمل:ينظر(، )وأنتم سكارى]هنا الوقف قبيح[

لد - العلوم اإلنسانية، غزة،فلسطني )295:ص- 2004، )1(18ا43اآلية : سورة النساء..101: ص- 2006- دط- اهليئة املصرية العامة للكتاب- سلسلة كتابات نقدية-)الرضى أمنوذجاالشريف(اخلطاب الشعري األسلوبية و: حممود أمحد طويل-23

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

120

، إذ ميكن تصوير الفعل المونتاجيفالحرفيات الرئيسية أحد فهولقطع أما ا. الشاشةفسه يف لقطة عامة أو لقطة متوسطة أو قريبة، و ميكن للممثل استخدام الثالث الدرامي ن

لقطات لتكوين الفعل الدرامي الذي يريده، و ذلك بأن يقطع على املشهد و حركاته من .لقطة إىل أخرى

قع ـو ميكن القول إن التداخل ي. بني التناص و تداخل األنواع مساحات تبدو غري فاصلة حبسمجيمع لغات ــرب الــــلها عــواصـــها و تــقــعالــــي تـوص فــاص يقع بني النصـواع، و التنـــون و األنــــالفنبني

العصور، و هو يعتمد على بنية منتجة تنتمي لصاحبها، فهو حتريك خلط مستقيم حنو منطقة شبه و ، )Hypotexte(ابق ــــــثل يف نص ســـق يتمـــب سابـــقط: نيــــة فيها بني قطبـــون احلركــة، تكـــمركزي

التناص يكون مبثابة التشبيه يف استدعائه . يتمثل يف نص الحق)hypertexte(قطب الحق و للمشبه به إىل سياق النص اجلديد، و التداخل يكون مبثابة االستعارة، فنحن يف االستعارة نستعري

. 24به به بذاتهصفة من صفات املستعار منه، و يف التشبيه نستدعي املش

موعة من األنواع الفنية باملفهوم األوسع للفن أن تتواجد على أرضها، تسمح مساحة الرواية ا، و مقرة هلا باستمداد بعض خصائصها النص و ،25متداخلة مع قوانني إنشائها أو مستمدة تقنيا

ة، ـــحدود اللغويـــة مجيع الــــة و مالمســــالتعبرييات ـــوغ كل املستويــــاب يف بلــــالروائي اجلديد طموح، رغ 26.و استشراف اآلفاق الفكرية، متعديا بذلك على نظرية األجناس األدبية و متجاوزا تصنيف األنواع

: العربية ةـــتداخل األنواع في الرواي:ثالثا-

: مصطفى الضبع منطني أساسيني للتداخل بني األنواع و الروايةالناقد يرصد

.قبل المتن-أ.المتن-ب

جامعة الريموك، - 2008متوز 22/24) تداخل األنواع األدبية(للمشاركة يف مؤمتر النقد الدويل الثاين عشردراسة -يف الرواية العربيةاألنواعتداخل : صطفى الضبعم: ينظر- 24لد-مؤسسة عبد احلميد شومان، عمان-األردن،إربد .647: ص- 2ا

.فسه و الصفحة نفسهااملرجع ن- 25.837:ص-دراسة للمشاركة يف مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر-)إنتاجية النصوص املتقاطعة(الرواية صورة تشكيلية : سعدوينهند - 26

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

121

قبل المتن: أوال:

اق ــثـالمي"ه ـيف كتابPhilippe Lejeuneون ــب لوجــليــفيالناقد الفرنسيرضــعــتالوحيد بالقراءة واشي أو أهداب النص ، و هو يرى أن هذه األهداب هي املتحكم ــحل" يرذاتيـــالس

من اسم الكاتب، العنوان، اسم السلسلة، اسم الناشر، و هو يرى أن النص املطبوع هو الذي 27.يتطلب كل قراءة

ا العتبات النصية السابقــــة على املــــنت و تضمو لوحة الغــــــالف، و عبارات التصديـــــر، : يقصد و اإلهداء، و غريها مما دون املنت، و هي عناصر تشي بالتداخل، و تكون مؤشرا له قيمته الداللية يف

: تتبلور يفاإلشارة املبكرة للتداخل و الكشف عنه منذ الوهلة األوىل للتلقي، و

: لوحة الغالف-أ

و يراد هنا لوحة الغالف و ليس التصميم، و تشكل يف وضعيتيها العالمة األوىل للتداخل، حيث يقدم النص نفسه ملتلقيه عرب طرح بصري يتمثل يف لوحة الغالف اليت تنتمي باألساس إىل الفن

تجة خصيصا للغالف و اليت تنتج بفعل الوضعية األوىل املن: و يقصد بوضعييت اللوحة. التشكيلي؛ ذلك الذي يستوحي من الرواية غالفها، و يصدر متنها ببعض ما )الفنان التشكيلي(القارئ األول

عية ـوضات تلقيه العمل، و ـــهو كامن فيها من دالالت جنح يف اقتناصها أو جنحت يف الـتأثري يف مساحاشر ـــق الذي يراه النـــواع التوافـــق نوع من أنـــها وفـمكانة السابقة على النص؛ تلك اليت حتتلـــاللوح

املؤلف، و منها الكثري من اللوحات العاملية أو اإلقليمية العربية اليت تتصدر كلها أو جزء منها أغلفة أو : بعض الروايات، و منها على سبيل املثال ال احلصر

دار اخليال للطبع و النشر، –الفقيهأمحد إبراهيملكاتب اللييب ل:رواية خرائط الروح-.و اللوحة للفنان الفرنسي ماتيس-2007- بريوت

: ص- 1429/2008- 1ط-الدار العربية للعلوم و منشورات االختالف-سعيد يقطني: تقدمي- )جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : عبد احلق بلعابد:ينظر- 2729/30.

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

122

القاهـرة - عربـــيةمــركز احلضارة ال–الد األنشــاصي للكاتب املصري خ:رواية رفيف الترائـب-.اللوحة جلوهانا بيرتمانو -2005

املؤسسة العربية للدراسات و النشر، –للروائية الكويتية بثينة العيسى:رواية عروس المطر-.و لوحة الغالف للفنان املصري جمدي جنيب- 2006- بريوت

مطبعة النجاح -لطاهر وطارألديب اجلزائري ال:الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي-28.و الغالف من ختطيطات الفنان العراقي خالد اجلادر-2000-اجلديدة، الدار البيضاء

: العنوان-ب

العنوان عتبة من عتبات النص فهو ممتلك لبنية و لداللة ال تنفصل عن خصوصية العمل مادام األديب، فحينما يتم اعتبار النص جمموعة من العناصر املنظمة، فإن العنوان الذي يعد جزءا من تلك

تتبع هذا العناصر، ال ميظهر فقط خاصية بالتسمية، فالعنوان يتضمن العمل األديب بأكمله مثلما يساألخري و يتضمن العنوان أيضا، و العنوان يعلن و يرتكب من عدة عناصر حني يتقدم كجملة مكثفة

29.تساهم كل مركبات اخلطاب يف صنعها

، 30و العنوان للكتاب كاالسم للشيء، به يعرف و بفضله يتداول، يشار به إليه، و يدل به عليهق ــــحدد أفـــأوىل عتبات النص اليت ت، إنه 31و أخرى رمزيةفهو نظام سيميائي ذو أبعاد داللية

د تتعد نـــــوع يف سياق الروايــــة، و ل و استحضار آليات الــداخــــه بالتــــائــحـرح بالنـــوع يف إيــلقي و تصــــاملت:أشكال هذا التداخل النوعي، و منها

:الحكاية-1و يطرح العنوان اللفظ صراحة يف إحيائه بالتداخل الذي قد ال يتحقق على مستوى املنت، و إمنا هو

:يطرح نفسه على مستوى العنوان بوصفه عتبة أساسية، و منها

.648: ص- تداخل األنواع يف الرواية العربية: صطفى الضبعم: ينظر- 28.17/18: ص-1996-1ط-منشورات الرابطة، الدار البيضاء-)البنية و الداللة(عتبات النص : د الفتاح احلجمريعب: ينظر- 29.15: ص- 1991- دط-اهليئة املصرية العامة للكتاب-العنوان و سيميوطيقا االتصال األديب: مد فكري اجلزارحم: ينظر- 30.33: ص- 2001- 1ط- وزارة الثقافة، إربد، األردن-سيمياء العنوان: بسام قطوس: ينظر- 31

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

123

رة ــاهــالق-اللــــدار اهل(دش ــمدنـات الـــايـــيف حك: خـد الشيــمــأحالكاتب المصري -بالطريقة اليت سيكون عليها السرد الروائي الذي يأيت متضمنا ، و العنوان يشي )م1996

أحكي لكم حكاية الست النسافة النسافة و زمانها، سوف": استهالال حكائيا بطبعهعيالها قبل أن يحين األجل المحتوم و ينتهي العمر فينساها الناس أو يغيروا ترتيب و

.32"أحداثها

وهم، و تقوم على عدد من احلكايات املتصلة حكاية : أحمد المدينياألديب المغربي -ا ختتفي يف ثنايا جمموعة من املنفصلة، فهي رواية كما يعلن الغالف عن ذلك، إال أ

.احلكايات املستقلة عن بعضها البعضمواويل الليلة "لروائي املصري خريى شليب، ول" موال البيات و النوم"و مثاله : الموال-2

.شكريغايل لمصري ل" الكبريةأغنية ألف صاد "أمني صاحل روايته بالكاتب البحريين قد عنون و : األغنية-3

".أغنية األطفال الدائرية: "نوال السعداوي الروائية املصرية ، و "األوىل.هاشم غرايبةألديب األردين مثل املقامة الرملية ل: المقامة-4.دالل خليفةلكاتبة القطرية ل" أسطورة اإلنسان و البحرية "مثل: األسطورة-5كتب يوسف ، و "قصة حب عصرية"شريف حتاتة املصري كتب قد و:القصة-6

33".قصة حب"إدريس

علي أمحد باكثري، و تعتمد على ألديب اليمين ل" سرية شجاع"مثل :السيرة-7ا يف مسرحية سابقة زمنيا على شخصية كان املؤلف نفسه قد عاجل جانبا من سري

هي شخصية شجاع بن شاور، و كان شاور وزيرا للخليفة الفاطمي الرواية، و .العاضد باهللا

.ال الغيطاينلألديب املصري مج" رسالة يف الصبابة و الوجد"مثل : الرسالة-834.لنجيب حمفوظ" رحلة ابن فطومة"مثل: الرحلة-9

.05: ص-1996-دط-دار اهلالل، القاهرة- شحكايات املدند : أمحد الشيخ- 32.650/651:ص- يف الرواية العربيةتداخل األنواع : صطفى الضبعم: ينظر- 33.652ص - املرجع نفسه:ينظر-34

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

124

":Epigraphe"عبارات التصدير -ت

عامة على رأس الكتاب )ينقش(يتموضع العمل كاقتباس / تصدير الكتابجينيت . جيعرفاب، ــتـــى الكــلـــمة تتموضع يف أعـــرة أو حكــكــون فــكــيف جزء منه، و تصدير الكتاب بإمكانه أن يأو

، و قد عرف )فهو ذو وظيفة تلخيصية(تاب أو الفصل، ملخصا معناه ــــــــلى رأس الكـــة عـــثر دقـــو بأكعلى رأس كل ) استشهادا(مانسي، حىت وجدنا أن بعض الكتاب جيعل تصديرا تطورا يف العصر الرو

35.يف رواياته" والرت سكوت"يف األمحر و األسود، و " ستاندال"فصل مثلما فعل

ةـــحــفاتــــل، و الــــمدخـــد و الــــ، كالتمهيرىــات أخــــحـــمع مصطل" رـــديـالتص"مة ــل كلـــداخـــتـــــتو هي تطرح تداخال نوعيا جيمع ، 36و غريها من املصطلحات األخرى...ع و االستهاللــمطلــو ال

ر ــعر و النثــــالش: منت الذي يتنوع بنيـبات إىل الــر من العتــها معابــــة، بوصفــعددا من األنواع املطروحا أن تثري حفيظة املتلقي بداية ملا كان و احلكم و األمثال و املواويل و املقوالت الفلسفية و من شأ

ميثل نتائج قبلية، و لطرح أسئلة ذات طابع حتفيزي عرب اشتغال صوت حمدد سلفا يف كثري من ، 37هاــليــائـــن قــها عر ــواتـــورة يف تــهـــك املشــلـــبها، أو تــى صاحـوالت املنتمية إلــمقـك الــان نعين تلـــاألحي

38."، مقولة إنجليزية لكاتب مجهوليمكن هزيمة الواقع بالكثير من الخيال:"و منها

: هذه املقوالت التصديرية إىل جانبنيحتيل

ها املؤلف دزاوية التداخل دون اإلحالة إىل نص معني، فاملقوالت اليت يور من :تداخل األنواع-على ألسنة أشخاص بعينهم دون حتديد نص مرجعي هي يف األغلب تشري إىل تقنية نوع

التصديرات يف األصل تنقش على جزء من القالدة، مث انسحبت على الكتاب، لتدل حرفيا على خارجه، لتموضعها يف حاشيته كانت)bord(قريبا من النص و بعد اإلهداء..107: ص- )جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : عبد احلق بلعابد:ينظر-35 المقدمة : ترتجم هذه املصطلحات ترمجات خمتلفة ، منها و)Introduction( ، التمهيد)Avant-propos( الديباجة ،)Prologue( توطئة ،)Avis( ،

/ ، فاتحة)Prélude(، مطلع)Avant-dire(بدء القول) ال(، قبل )Présentation(تقديم /، عرض)Notice(إعالن للكتاب/، خالصة)Note(حاشية ، )Postface(، و هناك ما يعرف باالستهالل البعدي )Exorde(، خطبة الكتاب)Préambule(ديباجة / ، فاتحة )Discours préliminaire(ديباجة

الكتابة )/ Après-dire(بعد القول / ، أما بعد)Après-propos(، و الذيول )Annexe(و الذي يتمثل غالبا في الخاتمة، و يضم أيضا كال من المالحق ).112/113: ص: املرجع نفسه: ينظر(.و لكل هذه االستهالالت و التذييالت خصائصها و وظائفها. )Post-scriptum(ما بعد الكتابة / البعدية

.36: ص-2000- دط- أفريقيا الشرق- إدريس نقوري: تقدمي-)مقدمات النقد العريب القدميدراسة يف(مدخل إىل عتبات النص : عبد الرزاق بالل: ينظر- 36.655ص - تداخل األنواع يف الرواية العربية: مصطفى الضبع-37ضة مصر للنشر- داليا حممد إبراهيم: إشراف عام-)رواية(بائع الفستق: رمي بسيوين- 38 .03ص- 2015طبعة أغسطس - دار

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

125

عن سياقه، هنا تتحول املقولة إىل نص طرح على متلقيها نصا ضمنيا استقل مغاير، و إن .قائم بذاته، منسلخ مؤقتا عن سياقه النوعي السابق، داخال يف سياق و نوع جديدين

.39ة إحالة املقولة إىل نص معنيزاويمن :التناص-المتن الروائي: ثانيا:

الرواية فن يتسع ملفهوم التداخل بني خمتلف األنواع، فليس مثة تعريف جامع خلصائص هذا رصد مساحات ميكن و ". 40النوع الذي مل يعرف التحديد على كثرة احملاوالت اليت اهتمت بتحديده

وعي ــــورها النـــــا على حضـــع حفاظهـــــة، مـــها الروايــواع اليت متتصـــة من األنـــرب جمموعــل عــــداخــن التــما يف النص : ، و من بني األنواع اليت تتداخل مع الرواية41"أو حفاظها على مالحمها رغم ذوبا

: السيرة الذاتية-1

بينهما من طبيعة سردية، و هي السرية الذاتية و الرواية مساحة تالق تتأسس على ما بني " مساحة مرجعيتها الواقع أو هي النقطة اليت يلتقي عندها النص الروائي و السرية الذاتية ، حبيث يكون الواقــــع أو هي النقطـــة اليت يلتقـــي عندهـــا النص الروائــــي و السرية الذاتـيــة حبيث يكون الواقـــع معيــــارا

.42" لى واقعية الرواية و مصداقية السرية الذاتيةو مرجعية للحكم ع

إن التمازج بني الرواية و السرية الذاتية يولد جنسا أدبيا مهجنا يسمى السرية الروائية )Le roman autobiographique(السرية ":عبد اهللا إبراهيمالباحث املغريب، و يف هذا الصدد يقول

يقصد بالتهجني و ال . الروائية ممارسة إبداعية مهجنة من فنني سرديني معروفني؛ السرية و الروايةمعىن سلبيا، إمنا املقصود به الرتكيب الذي يستمد عناصره من مرجعيات معروفة، و إعادة صوغها

لراوي، فهما مكونان يف السرية الروائية يدمج اخلطاب بني الروائي و ا. على وفق قواعد مغايرةكر له، إمنا ـــه، و ال يتنـــه و ال جيافيـــراوي مرويــــمتالزمان لعالمة جديدة هي السرية الروائية، ال يفارق ال

شعرية إىل سياق الرواية السردي أو سياق املوال الشعري أو األغنية الشعرية إىل السياق السردي أيضاديرعبارات تصنقل ذلك و مثال..2008مارس 29/31جامعة قناة السويس - كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية-حبث مقدم إىل مؤمتر السرديات األول- التناص يف الرواية العربية: مصطفى الضبع: ينظر- 39.425: ص-)تداخل األنواع األدبية(للمشاركة يف مؤمتر النقد الدويل الثاين عشردراسة –واع األدبية يف الرواية األردنيةتداخل األن: حممد صاحل الشنطي- 40.656ص - خل األنواع يف الرواية العربيةتدا: مصطفى الضبع-41.املرجع نفسه و الصفحة نفسها- 42

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

126

و السرية . وغه و يعيد إنتاجه طبقا لشروط خمتلفة عن شروط الرواية و السريةــــعه، يصـــى مـــاهـــيتميتقابل فيه الراوي و الروائي، و يندرجان معا يف تداخل مستمر و ال الروائية هي نوع من السرد الذي

.43"ائي

ما بني الرواية والسرية الذاتية - من الناحية التجنيسية –يرى الدكتور حسني املناصرة أنه قد امتزج تلق ك كم شعر ت ، وهي تلك الروايات اليت "الرواية السريية"ليشكل الكتابة التجنيسية الثالثة اليت مسيت

ة ، ـــــة املعروفـــي أو فكري حلياة كاتبها، و لكن ليس بشروط السرية الذاتيـــثقافأوأريخ حيايتـــــها تـــبأنو إمنا بشروط الكتابة الشكلية الروائية، مبعىن أن يكون شكل الرواية جسرا للتمويه أثناء الكشف عن

44.مثال" األيام"لى الطريقة اليت استنها طه حسني يف دون أن يكون هذا الكشف مباشرا ع، الذات

لقضية الرواية )الميثاق و التاريخ األدبي(السيرة الذاتية (يف كتابهفيليب لوجونو قد تعرض املمنوح لشخصية ) أي املختلف عن اسم املؤلف(، حني حتدث عن حالة االسم التخييلي السريية

ا ، إذ ميكن أن تكون للقارئ دوافع جتعله يظن أن احلكاية املعيشة من طرف الشخصية حتكي حيانصوص أخرى ، وإما باالستناد إىل معلومات مع هي حياة املؤلف بالذات ، إما عن طريق املقارنة

رة ــــة السيــرواي"نف ـــي صوص إذن فــــذه النصـــل هــــدخـــسن:"ونــــلوجول ــيق، 45...ةــخارجيو سأطلق هذا االسم على كل النصوص التخييلية التي يمكن أن تكون للقارئ فيها ،"ة ــــالذاتي

ؤلف ـــقا بين المــدوافع ليعتقد ، انطالقا من التشابهات التي يعتقد أنه اكتشفها ، أن هناك تطابو الشخصية في حين أن المؤلف اختار أن ينكر هذا التطابق ، أو على األقل ، اختار أن ال

ارد ـــق الســـتطاب(ة ـــات شخصيـــحسب هذا التحديد، تشمل رواية السيرة الذاتية روايو.ؤكدهي46.") "شخصيات مشار إليها بضمير الغائب(مثلما تشمل روايات ال شخصية ،)و الشخصية

.20: ص-1998أبريل - جملة نزوى-إشكالية النوع و التهجني السردي- السرية الروائية: عبد اهللا إبراهيم- 43.16:ص - 2008-دط-)قراءات يف نقد النقد(مقاربة الرواية : حسني املناصرة : ينظر - 44.36: ص -1994- 1ط- املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء-عمر حلي: تقدميترمجة و –) امليثاق و التاريخ األديب(السرية الذاتية : فيليب لوجون : ينظر - 45.37ص- نفسهاملرجع : ينظر - 46

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

127

le(الميثاقأما عن pacte( باستقبال يكشف عادة عن قصدية سريذاتية تلزم املتلقي الذي، إن مل فقد أصبح يف يد القارئ يتالعب به كيفما يشاء، 47ديباألنس هذا اجلالكتابة ضمن إطار

الة التخييل حياول عقد و يتخذ املوقف الذي يقتنع به إزاءه أثناء قراءته ، ففي حنقل يتحكم فيهات إىل حماولة البحث ، و لو مل يكن يرغب املؤلف يف ذلك ، أما إذا تأكد له التطابق فسيميل املشا

، و يف الغالب ما يكون للقارئ أمام حكي ذي ) اخل ...األخطاء ، التشويهات(عن االختالفات 48.أو امليثاقطبيعة سري ذاتية ميل ألن يعترب نفسه جاسوسا أي ألن يبحث عن إبطاالت العقد

املوضوع نفسهإىل تناول لع على هذه املسائل اليت أثارها لوجون دارس و ناقد، يسعى فيما بعديط فبعد سنتني فقط من .وجهة نظر جديدةمصطلح جديد و و و لكن بطرح جديد "الرواية السريية"

Serge(كيــدوبروفسسيرج هرـــ، يظ"le pacte autobiographique"اب لوجون ـــدور كتـــص

Doubrovsky (حه ـــصطلــمب)L’autofiction (ة األدب، و ينقل ـــــيف ساحة ــجــار ضــذي أثـــال. 49الكتابة األدبية من التخييل إىل التخييل الذايت

م الذاتية أثناء الكتابة يرى حممد معتصم أن الكتاب املعاصرين الذين صعب عليهم جتاوز جتارحترجا رمبا ابتدعوا مصطلحا جديدا يضم بني الذايت و التخييلي اخلارجي، ) القصةوةالرواي(التخييلية

.أو تنقيصا من أمهية الكتابة السريية أو حتاشيا للدخول يف صراعات مع القارئ حول احملتوى املنقولم ، أو الرواية السريية ، أو الرواية السري " الرواية السرية "أو "السرية الرواية"فأطلقوا على كتابا

مثل صيف لن "وايته السري ذاتية األخرية يف ر » حمكيات«ذاتية ، و ابتدع حممد برادة مصطلح 50".يتكرر

تتجلى رواية السرية الذاتية من خالل االعتماد على شواهد أو معرفة مسبقة باملؤلف، تشري إىل أن ما كتبه يعد سرية ذاتية أو على األقل به جزئيات من سرية الكاتب، و هذا يوجد يف مؤلفات عديدة

.69ص -2008- 1ط-األردن- إربد- ، عامل الكتب احلديث) عبد الرمحان الربيعي و النص املتعدد(أسرار الكتابة اإلبداعية : حممد صابر عبيد و آخرون - 47.39ص -)امليثاق و التاريخ األديب(السرية الذاتية :فيليب لوجون :ينظر- 48.47: ص-مجالية الرواية السريية: كرمية غيرتي - 49.157/158:ص-املرأة و السرد: حممد معتصم: رينظ- 50

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

128

فالقارئ ال .سارة للعقادم الكاتب للمازين،الروح لتوفيق احلكيم ، إبراهيمثل عودة من أدبنا العريبيستطيع أن يتأكد من جزئية التطابق، و ذلك ألن هذه األعمال مل تتضمن عنوانا فرعيا يبني نوعه؛

51هل هو سرية ذاتية أم يدور يف فلك الفن الروائي؟

السرية الذاتية ال ينبغي الوقوف عند املضمون، فهو قاصر و للتمييز بني السرية الذاتية و رواية " ا إلظهار الواقعية و إقناع عن إظهار الفوارق بينهما، فكالمها تسعى من خالل توظيف العناصر ذااملتلقي بصدق األحداث، لذلك كان الربط بني هذا املضمون و الغالف أمرا حتميا للفصل بني

) غربة الراعي(علي اخلليلي أو ألديب الفلسطيين ل) الناربيت(اجلنسني، فبالنظر إىل غالف و هذا عقد جيعلهما ،)سرية ذاتية (إحسان عباس نلحظ أن غالفيهما يتضمنان عبارة لفلسطيين ل

لتوفيق احلكيم ) املقدسالرباط (ية دون مواربة أو مراوغة ، أما منضويني حتت لواء السرية الذاتا يدلل على عالقة بني املؤلف و الشخصية ا سرية ذاتيةيتضمن تصرحيا لكوملفغالفها ، لكن مضمو

للمازين أول رواية من باب السرية الذاتية ، ) إبراهيم الكاتب(أمحد هيكل نص احملورية، و قد عد 52."حيث قدم من خالهلا جتربته الشخصية يف إطار روائي

عمل فين متخيل ، قوامه أحداث إذا كانت السرية الذاتية قص دون ختييل فإن الرواية السريية ف53.وقائع مستقاة من حياة صاحبهو

تداخل األجناس األدبية يعد مأزقا ن إالصكر له رأي حمايد؛ و يف نظره إال أن الناقد حامتحقيقيا، و إن تعقب النقاد لألعمال الروائية للكتاب و الكاتبات ، و وصفها بالسري املهربة أو غري

ا خطأ وقع فيه أغلب النقاد و الدارسني ؛ ما يعرف بالسرية الذاتية خطأ ال و يقول أن املصرح وتعبري العمل الروائي عن حياة صاحبه بالضرورة، بإغراء،)االنعكاس(يعيد مقولة و هونوافق عليه ،

أو استنتاجات غري نصية، تذكرنا باملنهج أو استحضار معلومات) ضمري املتكلم(ضمري السرد األول البيوغرايف و إسقاط حياة الكاتب الفعلية على املتخيل السردي، و هو ما حاولت املناهج النقدية

-2008ماي - 17مج-65ج - ألديب الثقايف جدة، السعوديةالنادي ا–جملة عالمات -السرية الذاتية منوذجا–إشكالية النوع و التجنيس : عادل الدرغامي زايد - 51.181:ص. 20: ص-رواية السرية الذاتية يف أدب توفيق احلكيم: سامر صدقي حممد موسى- 52.51: ص- مجالية الرواية السريية: غيرتيكرمية- 53

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

129

لصاحل قراءات تستند إىل النص، وتنطلق منه بعيدا عن املعلومات اخلارجية احلديثة مقاومته و إقصاءهو كانت ـــد، حىت لــــوص من جديــــة على النصــــريات اخلارجيـــأو التارخيية، و ال نريد أن تزحف التفس

الكاتبو االجتماعية، اليت تدفع حبجة خصوصية اإلبداع العريب، و قوة املوانع أو الكوابح السياسية54.حتت مسميات أجناسية أخرى" سريته الذاتية "إىل كتابة

و لعل حامت الصكر ينطلق يف رأيه هذا من تأثره باملناهج النقدية املعاصرة اليت تدرس النص .55دون مراعاة السياق اليت ترد فيه) النسق(

:األسطورة-2

األسطورة تفسري شعري سحري للوجود، فما عجز العقل عن إدراكه فسره خبياله، و هي تتميز و من أبرز مسات التحديث يف الرواية النزوع إىل . ببكارة لغتها و طابعها التخييلي و مستها السردية

ها ــعـــل مـــداخـــروائي و يتــالها ـــتح منـخرافة و امللحمة ؛ ميـورة و الـــيف األسطــالل توظــــاألسطرة من خو يوظفها، و عملية التداخل هنا تأخذ منحى خمتلفا عن التوظيف، حيث تتحول الرواية إىل أسطورة

تستثمر لتساعد يف تشكيل الرؤية أو املوقف، -و ليس كما هو مألوف يف الرواية الواقعية–أو حلم ا ا هي الرؤية ذا )م2002-م1951(مؤنس الرزاز الكاتب األردني أعمال :و مثال ذلك. إ

حيث تتبدى ظاهرة التماهي مع األسطورة و احللم و اخلرافة من حيث مفارقة الواقع و حماولة تفسريه، رواية يف )م2005-م1933(أمني شنار و كما فعل األديب الفلسطيين ،56بل و جتاوزه أيضا

57.الفانتازيا ألجل احلديث عن الواقع الفلسطيينالكابوس اليت محلت الرمز و أخذت شكل

: المقامة-3

ة تداخل على مستوى الشكل بني املقامة كفن من الفنون األدبية القدمية و الرواية كفن مث و إمنا تعداه إىل اإلفادة من تقنية املقامة -كما أشرنا سابقا–مل يتوقف التداخل عند العنوان حديث،

ا، و تلبس الن ا يف الطرح، و هي تكشف طبيعة التداخل بني ذا ص طريقتها يف العرض و أسلو

.210: ص -2003- 15العدد- اهليئة املصرية العامة للكتاب–ة فصول املصرية جمل –البوح و الرتميز القهري –السرية الذاتية النسوية : حامت الصكر : ينظر- 54.52: ص-مجالية الرواية السريية: غيرتيرميةك- 55.451/452: ص-تداخل األنواع األدبية يف الرواية األردنية: مد صاحل الشنطيحم: ينظر- 56/http://www.ahewar.org: املوقع اإللكرتوين-11/12/2014: تاريخ- 4659العدد-موقع احلوار املتمدن- أمني شنار- رواية الكابوس- رائد احلواري: ينظر- 57

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

130

، حيث جلأ بعض الروائيني إىل 58املقامة بوصفها فنا عربيا مبكرا و الرواية بوصفها فنا له صفة الراهنيةاملزج بني الرواية و املقامة، أو توظيف شكل املقامة أو بعض عناصرها داخل العمل الروائي، إميانا

على األحدث ) المقامة(دمـــون األقـــمنيا بالعالقة احلميمة اليت تربط اجلنسني و تأثري اللضة، ـــمــــديـــرية قـال تعبيـــكــارة أشــحيث تتم استعـيا، بـماضي أدبـل مع الــ، و تعبريا عن التواص)ةــروايـــال(

مقامات ريان : المقامة- لروايةامن أمثلة و ، 59و توظيفها يف مضامني معاصرة، و لعله هوس التجريبو األحوال جمعة الالمي، ومقامات التفرد لعراقي أمين ريان، والمقامة الالمية للمصري ل.60ممدوح عبد الستارلكاتب المصري ل

:القصة القصيرة-4

الرواية و القصة ينتميان إىل فن السرد، و لكن مثة تباينا شديدا يف السمات النوعية لكل منهما، فالقصة تنتهي إىل انطباع موحد ممثال يف حلظة التنوير اليت تضيء املوقف برمته، يف حني تتشكل الرؤية

التأزم يف حني أتت على مهل فيما يتعلق بالرواية، و هلذا كانت القصة استجابة للحظات التوتر و الرواية لتعرب عن رؤية ذات بعد مشويل يعرب عن موقف شرحية اجتماعية، و يعيد إنتاج واقع مرحلة ر احلياة من منبعه إىل مصبه لدى شرحية أو فئة أو منوذج اجتماعي، بينما متكاملة؛ فالرواية تعرب عن

: ات اليت تداخلت مع القصة القصريةالنهر، و من بني الروايتشكل القصة دوامة من دوامات هذا قصة قصرية يف األساس، كاتبو هو، محمد سناجلةألردني ل" دمعتان على خد القمر"رواية

، و تقع روايته يف أحد و تسعني "وجوه العروس السبعة":ــفقد بدا متميزا يف جمموعاته املرسومة باويــــن ــنــذف الصفــحـــات البيضـــاء و صفحـــات العـــحـــــهـــا بعــــد ــة غري أنــمتوسطـصفحة من القطع ال

ا جمموعة قصصيةـمـى ثــهــــي إلــتـــتن 61.ــــان و مخسني صفحة، فهذه الرواية تبدو كما لو أ

:الشعر-5ساسية، أوهلا حييل إىل التداخل يأخذ التداخل بني الشعري و الروائي ثالث طرائق أ

: ثالثها يستقر يف حضن التناص، و هي و .652:ص-ربيةيف الرواية العتداخل األنواع : صطفى الضبعم: ينظر- 58.130: ص- )مرايا السرد النرجسي(امليتاقص يف الرواية العربية : دحممد مح- 59.652: ص- يف الرواية العربيةتداخل األنواع : صطفى الضبعم: ينظر- 60.433/434:ص-تداخل األنواع األدبية يف الرواية األردنية: حممد صاحل الشنطي- 61

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

131

:شعرية األسلوب-أحدث ـل الــجرد نقــوب الشعري، و ال يكون دورها مــو فيها متيل اللغة الروائية إىل األخذ باألسل

از و خلق مساحات من الصور أو اإلسهام يف تشكيل صورة روائية، و إمنا متيل إىل التكثيف و اا أن تفسح جمال الرؤية إزاء املتلقي، و ميكن رصد مساحات من اللغة الشعرية اإليقاعية، من شأ

آخذة مواضعها يف تفاصيل العمل الروائي، متنقلة ما بني االستهالل و املنت، موسعة من فضاء 62.النص

اخلطاب الرواية النسائية إىل اللغة الشاعرية يف حماولة منها لتأنيث الرواية، فهناك من يرى متيز متيل ذه اللغة، و ذلك من باب التأكيد على احلضور األنثوي يف الرواية، و هي لغة متتاز بكثرة النسوي ازية، كما نلمس فيها النعوت و التشابيه و اختفاء أدوات الربط، و شيوع التكرار اللغوي و التعابري ا

نقرأ نصا أقرب " فوضى احلواس"اية ففي رو . البعد الرومانسي الذي يؤكد حضور املرأة و النص األنثوي: 63إىل الشعر منه إىل النثر

يضرم . هو رجل الوقت ليال، يأتي في ساعة متأخرة من الذكرى، يباغتها بين نسيان و آخر".و يرحل...الرغبة في ليلها

فتشهق، و خيول الشوق . للرغبة صهيل داخلي ال يعترضه منطق: تمتطي إليه جنونها، و تدري.تأخذها إليهالوحشية

هو رجل الوقت سهوا، حبه خالة ضوئية، في عتمة الحواس يأتي.. هاــيء في داخلــل كل شــيشع.تترةــها المسـاتــظ رغبـوقــي. اــز نفسهـاء إلى دهاليــل الكهربــيدخ

... و يمضيماذا تراها تفعل بكل تلك الصباحات دونه ؟ و ثمة هدنة مع . رجل الوقت عطرا... هو

ة ــواربـــواب مـــو أب. دهــعـــرا بــاغـــزال شو مـــقـــعــد للذاكـــرة، مــا. ، خـــرقـــهــا حبهبـــحــال64."كي يجيء. ريثما يأتي، تحبه كما لو أنه لن يأتي...امرأةو .ــبرقــللت

.664ص - تداخل األنواع يف الرواية العربية: صطفى الضبعم: ينظر- 62.138:ص- )مرايا السرد النرجسي(امليتاقص يف الرواية العربية : دحممد مح: ينظر- 63.10: ص-1998-5ط-دار اآلداب، بريوت–فوضى احلواس : أحالم مستغامني- 64

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

132

:نصوص شعرية للروائي-ب

و هي نصوص خاصة بالنص الذي ال حيمل دليال على حضورها خارجه، وجودها مرتبط بوجود األشخاص يف عامل الرواية، إنتاجها ليس سابقا عليه، متثل ملكية للشخصيات املتحركة يف عامل النص

ا على التضفري بني نوعني السرد، و خالفا للطريقة املعهودة اليت الشعر و : نفسه، و تعد عالمة هلا قوتعمد فيها الرواية على نصوص منسوبة لشعراء آخرين أو سابقني أو تعتمد من األبيات ما يدور على

65.األلسنة

و يعد تضمني الشعر داخل الرواية شكال من أشكال التحاور بني األلوان األدبية، و هو يف الوقت اليت تكسر رتابة السرد، كما ميكنها أن تشكل ملمحا ميتاقصيا نفسه وسيلة من الوسائل املتعددة

سواء كانت منسوبة إىل شاعر آخر كشكل من أشكال التناص، أو شاعر له حضوره الداخلي 66.كشخصية من شخصيات الرواية

ا قصائد جاءت على لسان" ذاكرة الجسد"جند يف :الروايةأحد أبطال زيادأشعارا مكتوبة على أ

يبق من العمر الكثيرلم "أيتها الواقفة في مفترق األضداد

...أدريستكونين خطيئتي األخيرة

.أسالكحتى متى سأبقى خطيئتك األولى

لك متسع ألكثر من بدايةو قصيرة كل النهاياتإنني أنتهي اآلن فيك

67."فمن يعطي للعمر عمرا يصلح ألكثر من نهاية

.666ص - تداخل األنواع يف الرواية العربية: الضبعصطفىم- 65.140:ص- )مرايا السرد النرجسي(امليتاقص يف الرواية العربية : دحممد مح: ينظر- 66.260/261: ص-2000-15ط-دار اآلداب، بريوت- ذاكرة اجلسد: أحالم مستغامني- 67

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

133

:نصوص شعرية آلخرين-ت

ون ــــتيمة منطقية يف احلكي من زاوية فن الرواية، ميكنها استيعاب الكثري من مظاهر الكمتثل و تكاد و الوجود و اكتناز الكثري من مالمح احلياة يف تغريها و تطورها، و هي طبيعية روائية جتعلها من أكثر

م املختــل البشر يف حالـــدرة على متثـــرها قـــة، و أكثــرونـون مــنـــالف تها بني البشر ــــلفة، و هي يف حركام تكتنز الكثري من هذه النوعيات اليت جتمع بني املثقف حمب الشعر و الشاعر املتخذ من و نوعياا عددا الكلمة الشاعرة وسيلته لرؤية العامل، و هناك عدد ال بأس به من الروايات اليت تضم شخصيا

و لعل العالقة بني الشعر و السرد . بطريقة أو بأخرىمن الشعراء، و هو ما يعين تداخال مع الشعرعالقة قدمية ميكن رصدها بوضوح يف ألف ليلة و ليلة، كما ميكن استكشافها يف التشكالت الروائية

. 68األوىل للرواية العربية للتأكيد على العالقة القارة بني الرواية و الشعر

ائية، و قد تغدو أحيانا فضاء ملناقشة ا الال و قد حتتفل الرواية بالشعر و الشعراء كعامل يف فضاءا، و قد جيري الشاعر على لسان البطل جمرى لغة التواصل، فيكاد كل رأي يعضد 69الشعر نقديا

كراف "بالشعر سواء كان فصيحا أو مواال أو أغنية و غريها، و لنأخذ مثاال على ذلك روايةيرتدد فيها الشعر كاشفا عن ثقافة الذي عبد اهللا عيسى لحيلح، لكاتب الجزائري ل" الخطايا

و ما بني العمودي منه و التفعيلي، الشخصية و هو يقيم رحلة باتساع الشعر العريب قدميه و حديثه،يتغىن به البطل مستدعيا عددا من الشعراء كبشار بن برد و أيب نواس و اخليام، و من ذلك ما كان

.70من شعر بشار بن برد على سبيل املثال

تداخل الشعر مع الرواية يأيت يف سياق سردي و يف خدمته، و ليس خروجا عليه أو متردا نوعيا و إن إذا صح التعبري، فهو يوظف توظيفا مجاليا يسرب أغوار اللحظة و يبحر يف نسغ التكوين الوجداين

املوقف و يستشرف آفاقه اآلتية، و هو جزء من البناء احليوي للرواية أي أنه للشخصية مبا يضيء 71.متداخل مع النسيج اإلبداعي هلا

.668ص- تداخل األنواع يف الرواية العربية: الضبعصطفىم:ينظر- 68.137ص - )مرايا السرد النرجسي(العربية امليتاقص يف الرواية: مد محدحم: ينظر-69.669ص- تداخل األنواع يف الرواية العربية: الضبعصطفىم: ينظر- 70.440: ص–تداخل األنواع األدبية يف الرواية األردنية : حممد صاحل الشنطي: ينظر- 71

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

134

:المسرح-6

املسرح و الرواية نوعان أدبيان، أوهلما من أقدم األنواع و أرسخها و ثانيهما من أحدث إن لحــات الــمـسرح و استخــــدمتها فـي و قد استعارت الرواية بعض مصط. األنواع و أوسعها انتشــارا

72.املشهد و الديكور و احلوار و املونولوج و مناجاة الذات و الشخصية و غريها: بنائــهـــا، و منها

متتاز الرواية بالسرد و املسرحية باحلوار، و اجلمع بينهما يف عمل واحد هو جتاوز لألجناس األدبية الستفادة من خصائص كل جنس و من قدراته التعبريية، و قد كان توفيق و حماولة للتوفيق بينهما، و ا

كتب رواية مسرحية بناها من عشرة فصول حينما ،م1967سنة " بنك القلق"اقا يف احلكيم سب غلبة : لكن الرواية املعاصرة تتبىن أساليب جديدة، منها. روائية و عشرة مناظر مسرحية على التناوب

رواية : احلوار على السرد، و منها الرواية اليت تتحدث عن املسرحية كموضوع هلا، و من أمثلتها، يقول الكاتب يف استهالل 73از بتغليب احلوار على السرد، اليت متتحلنا مينه" النجوم حتاكم القمر"

هذه رواية و مسرحية معا، فمن شاء أن يقرأها رواية ففي وسعه ذلك، و من شاء أن يقرأها ":للروايةإن التجريب مع االبتكار ليس صرعة . ، و هو مشكور على احلالنيمسرحية ففي ميسوره أن يفعل

و هذا يدل على وعي الكاتب بقضية ،74".أسعى إليه جمتهداقصدية بالنسبة إيل، بل هو هدف .، و العالقة القائمة بينهما أصالالتعالق بني اجلنسني األدبيني

يضيف الشكل املمسرح للسرد بعدا جديدا، إذ إن السرد الذي يقرتب من النص املسرحي يعين ة للغة املسرح، و حسب حتليل إخينباوم الشكالين فإننا يف السرد شيئا أكثر من كونه يولد لغة مشا

شبة، و يف هذه املشهدي ال نتلقى األفعال كأفعال حمكية، و إمنا كما لو كانت تتخلق أمامنا على اخلاحلالة تقطع صلتها بالشكل احلكائي و تغدو مزجيا من احلوارات املشهدية و اإلشارات التفصيلية اليت

و يشري إخينباوم إىل أن قراء هذا النوع من الروايات يبحثون عن وهم احلدث . تقوم بالتعليق75.املشهدي، حيث تكون األحداث أساسية و مهمة للغاية

.591: ص-)تداخل األنواع األدبية(مؤمتر النقد الدويل الثاين عشردراسة للمشاركة يف - يف عالقة الرواية باملسرح: مد جنيب العماميحم: ينظر- 72.128: ص- )مرايا السرد النرجسي(امليتاقص يف الرواية العربية : محدد حمم: ينظر- 73.05: ص- 1997- 2ط-تريو دار اآلداب، ب- )رواية(النجوم حتاكم القمر: حنا مينه- 74.121: ص-العربية اجلديدةيف الرواية : فخري صاحل: ينظر- 75

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

135

:التراثيةاألنواع -7

العالقة التداخلية بني الرواية و الرتاث ملمحا قارا يف سياق الرواية العربية، و هي عالقة متثل ، إذ إن املوروث البشري يقدم مادة 76ميثل الرتاث فيها مرجعية للنص و خلفية حوارية بني النصوص

و فوق الطبيعي و جتعله دعامتها جذابة حتتفي باخلارق و املعجز و املدهش و الالمعقول و الغييباألساسيــة، و ذلك من خالل العديد من جتلياتـــــــــــــــه األسطوريـــــة و القصصيـــــة و الدينيـــــة و الصوفيـــــة

77.و التارخيية و الطقوسية و الفولكلورية و غريها

:تأخذ الرواية يف عالقتها مع الرتاث شكلني أساسني

بالتداخلعلى تقنيات الرتاث و طرائق سرده، و هو ما ميكن ومسه االعتماد :أولهما.التناصعلى نصوص تراثية بعينها، و هو ما يدخل يف باب االتكاء :ثانيهما.

بوصفها األشهر بني أشكال الرتاث السردي العريب، " ألف ليلة و ليلة"و لنأخذ مثاال على ذلك .78لنجيب حمفوظ" ليالي ألف ليلة"التداخل و آلياته بينها و بني و قد رصد سعيد يقطني عناصر

: و قد يأخذ الرتاث أشكاال أخرى للتداخل ، منها على سبيل املثال

بوابة العتماد لغة هلا طبيعتها اخلاصة، فالراوي ذلك الصوت الناطق و ميثل حضوره :الراويالشفوية للسرد، تلك اللغة اليت تعتمد عناصر يف سياق السرد يعتمد لغة مغايرة أقرب للطبيعة

حرية ــة الســلطبيعــرب إىل لـــوز األقــوط و الرمـــا املخطــرد، منهــة الســا عمليـــها تقوم عليهــعينــبو األسطورية، و يكون الراوي قادرا على احلركة يف نطاق عامل النص، و يلجأ الكاتب إىل

راوية شبيب طاهر الغياث واية نص ينتمي إىل زمنه؛ كما جند خلق هذا الراوي املناسب لر و من ذلك . 79،الذي ميد السارد بفيض حكاياته و من مث يتجدد ذكره"سابع أيام الخلق"

.670ص- تداخل األنواع يف الرواية العربية: صطفى الضبعم: ينظر- 76.34: ص-التجريب يف الرواية املغاربية: مري بن هاشمع: ينظر- 77.671: ص- يف الرواية العربيةتداخل األنواع: صطفى الضبعم: ينظر- 78.نفسهاو الصفحة نفسه املرجع - 79

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

136

ذاكر (وجدت بخط : فيما كتب به إلي)شبيب طاهر الغياث(أخبرني ": ما ورد يف الرواية عذيب(سمعت : قال)نورالسيد(المزار عن عن بعض المقيمين على )القيم

80"....قال) مدلول اليتيم(سمعت ، قال )العاشق

الكاتب التونسياليت يتم استحضارها أثناء السرد، مثلما فعلأي : الشخصيات التراثية81".أسرار صاحب الستر"يف رواية إبراهيم درغوثي

أن الرواية مل تتداخل مع األنواع األدبية فحسب بل راحت تستثمر تقنيات و امللفت لالنتباه: فنون أخرى غري أدبية كالسينما و الرسم

:السينما-8

روائيا يف طريقه إىل –حوايل ثالثة أرباع القرن بأن فنا هجينا سينيمائيا قبل ألبيريس تكهن حمقا، فاالشتباك اجلميل ألبرييس و من ينظر يف واقع الرواية اآلن يدرك إىل أي مدى كان . التحقق

، حيث يتمتع السرد الروائي مبزايا مشرتكة مع السرد السينمائي؛ 82بني الفنني أوضح من أن ينوه عنهآلخر لبناء املشهد، و كالمها يركز على فكالمها يتكون من أجزاء صغرية يلتحم بعضها مع بعضها ا

) Flash back(يـنـــزمــاع الـــرجــتــوء إىل االســــما ميكنه اللجــالهـــله، و كـــشكـــــورة يف تـــة الصـــاسيـــأسو بصفة عامة، إن األسلوب السينمائي أشبه باألسلوب الـــروائي؛ بيد أن االختــــــالف . أو االستباق

يكمن يف طريقـــــة عرض كل منهمـــــا؛ إذ الروايـــــــة تقـــــدم إمــــا كتابــــة أو شفاها، يف حني إن السينما 83.تعرض بالصورة و احلركة و الصوت عرب كثري من املؤثرات التقنية

، ال تتوقف إن العالقة بني الفيلم السينمائي الذي هو نص مبصر و الرواية اليت هي فيلم مقروءعند حدود اعتماد السينما على النص املكتوب و إمنا هي مرحلة ذات بعد منطقي ، حيث يتجاوز النص املكتوب طبيعته التخييلية غلى طبيعة تصويرية، يعاد فيها تشكيل اللغة السردية إىل لغة وصفية

.نقال عن املرحع نفسه. 175: ص-بريوت- بيسان للنشر و التوزيع و اإلعالم-)رواية(سابع أيام اخللق: عبد اخلالق الركايب- 80.671: ص- يف الرواية العربيةتداخل األنواع: صطفى الضبعم- 81.779: ص-)تداخل األنواع األدبية(الثاين عشردراسة للمشاركة يف مؤمتر النقد الدويل- لغة السيناريو يف الرواية: نبيل حداد: ينظر- 82.867:ص-)تداخل األنواع األدبية(دراسة للمشاركة يف مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر- تقنيات السرد السينمائي يف النص الروائي بني الظاهرة و املصطلح: جيه فانوسو : ينظر- 83

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

137

، 84ة من الداللة اجلديدةــــجتسيد املوصوفات النصية يف جمسدات عيانية ماحنا إياها مساحو حوارية و .85اليت ألفها عالء األسواين و كتبها سينيمائيا وحيد حامد"عمارة يعقوبيان"و مثاهلا رواية

: تعتمد اللغة الروائية طرائق السينما عرب منطني

الروائي يعتمد طريقة السيناريو مستثمرا مصطلحاته، و من ذلك رواية يكاد النص : األولى-يف بنائها السردي اعتمدت على اليت محمد الهادي بن صالح، لتونسي ل"السبخةكلب"

ـــــداث مثانيـــة أيـــــام، األسلوب السينمائي، فجاءت يف مثانية أقسام زمنيــة الطابع، ترسم أحهذه األيام تطرح على حنو ما شكل املشهد السينمائي، إضافة إىل العناوين الفرعية اليت و

نوعني من املصطلحات؛ نوع خاص بالرواية و إن مل يبتعد عن النطاق السينيمائي جتمع بني، و نوع لصيق الصلة بلغة )البداية-بيان، اخلرب، السبات العميق و اليقظة املتأخرة: (من مثل

.86)وسط، لقطة خارجية، فالش باك و غريهاإضاءة، منظر مت: (السيناريو السينيمائيل بصورة غري مباشرة، تتسلل فيها تقنيات السينما فارضة وجودها يتحقق التداخ:الثانية-

: الدال املفتت من خالل النص، خاضعا ملبدأين أساسنيو يتحقق يف األغلب يف االستهالل النصي حيث متيل :مبدأ التجميع و التصريح-1

امية، بعض الروايات إىل العمل وفق كامريا سينيمائية واصفة تقدم ما يشبه الرؤية البانور اليت تعمل على منح أكرب قدر من التفاصيل الدالة للمتلقي ليكون قادرا على الدخول يف طقس العمل مما يؤهله إلنتاج دالالت النص، و هو ما ميكن رصده عند مقاربة

هذا يف خانة لبثينة العيسى " عروس المطر"عدد من الروايات، و ميكن إدراج رواية .النوع من الروايات

هو يعتمد طريقة توزيع املشاهد ذات الطابع السينيمائي و : ـعـيــــحاء و التوزيمبدأ اإل-2على مدار النص، مما جيعلها تتسم بقدر من اخلفاء وراء زحام األحداث، و هي يف

.673: ص- العربيةتداخل األنواع يف الرواية: صطفى الضبعم: ينظر- 84.785: ص- لغة السيناريو يف الرواية: نبيل حداد: ينظر- 85.673/674: ص- تداخل األنواع يف الرواية العربية: صطفى الضبعم: ينظر-86

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

138

خفائها تأخذ جانب اإلحياء ال التصريح مما جيعل للمشهد السينيمائي حضوره املتواتر أسلوب السرد بصيغته التقليدية : التضفري بني أسلوبنييف سياق النص، و يكون مبثابة

87.و أسلوب السرد بصيغته السينيمائية

لقد اكتسح األسلوب السينيمائي يف اآلونة األخرية أغلب الروايات العربية و شرع أغلب و .الروائيون يسعون إىل جتريب خمتلف تقنياته

: الرسم-9

تقنية موظفة خلدمته تتمثل يف -متجاوزا لوحة الغالف و الرسوم الداخلية–يطرح النص الروائي لوحات إشارية داخلة يف سياق السرد خالفا للرسوم التوضيحية اليت قد ال حيتاجها املتلقي يف رحلته مع النص، تلك الرسوم الداخلة بقوة يف جمال إنتاج الداللة، و هي رسوم ختتزل الكالم امللفوظ لتقدم

فالصورة تقطع طريقا خمالفا للكالم؛ فهذا األخري حيرك . ا من التميز امللحوظ، بغية إنتاج الداللةنوعالذهن لتشكيل صورة تقوم بدور الوسيط إلنتاج الداللة، و الصورة تنتج داللتها عرب ترمجتها إىل

ذي ضمنها لصنع اهللا إبراهيم، ال" بريوت بريوت"ميكن أن منثل على هذا الطرح برواية . كالمالذي حيب أن يرحتل إىل ) املرحتل(خريطتني متثالن نوعا من املفتاح الذي يضعه بني يدي املتلقي

88.بريوت

و بناء على ما سبق، ميكن القول إنه مل تعد بني األنواع األدبية حدود فاصلة بيقني، و قد فقد النوع بعدما طالب احلداثيون بالتسامي على ،األديب الكثري من جوهره و وظيفته إذ انصهر يف غريه و ذاب

.الفروق بني األنواع األدبية، و دمج الصيغ اخلطابية مبختلف أنواعها

:بين القبول و الرفضاألنواعتداخل :رابعا-

الكالسيكي يف حفاظـــه على نقاء اجلنس األديب ردود فعل تتناقض مع هذا أفرز التشدد اس ـــــاد بني األجنــون للفصل احلـــإىل القفز عن احلدود اليت وضعها الكالسيكيو ــــــقـــاء، و تدعــــالن

.674/675: ص- املرجع السابق: ينظر- 87.677: ص-نفسهجع املر : ينظر- 88

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

139

واع، و إرهاصات هذا القفز جاءت نتيجة لتغري اجتماعي و ثقايف و سياسي يف القرنني ـــو األنتمعات الغربية،ــــالث تمعات فئات محلت حيثامن عشر و التاسع عشر يف ا ضت يف هذه ا

.89قد املاضينلتغيري و أفكار ا، إدوار روالن بارث،أمثال موريس بالنشو-ذوي التوجه احلداثيو الدارسنيبعض النقاديرى

صعوبة يف حتديد مفهوم متكامل ألي جنس أو نوع أديب، ألن - و غريهمقاسم حداد اخلراط، خصائصه كل جنس هو جزء من نوع آخر، و ال وجود حلدود فاصلة بني مكونات كل واحد و

كما أن هناك أنواعا من األجناس األدبية يصعب تصنيفها حتت أي نوع معني على . و عناصرها من غرض أديب يف املتعة و املنفعة معا 90.الرغم مما تؤديه يف ذا

استثمار ما هو واقعي و متخيل يف تناظر مجايل بني -يف نظرهم-و من إجيابيات التداخل 91.لتشكيلي، ما جيعل النص صرحا معماريا أساسه التنوع و االختالفالسردي و اإليقاعي و ا

ألسرت فاولر، ريتشاردز، حممد :أمثال- أنصار الفكر األرسطييرى بعض الدارسنييف املقابلن القول بتداخل األنواع األدبية على أ-92غنيمي هالل، عبد الفتاح كيليطو، رشيد حيياوي و غريهم

شيم أية الكامنة يف كل نوع من ) املفاصلة(حدود فاصلة بينها قول يصب بالضد من مبدإ أساس عر﴿: ن الرحيمــبـــــــسم اهللا الرمح: ىــه تعالــهذه األنواع، و على هذا ميكن تأويل قول ٱلش ھ من عل وما

لھۥ ب ي و بالنسبة إليهم إن األدب ظاهرة ذات جوانب شديدة التعدد و التشعب مما .﴾ومامن و. الكامنة بينها، و لو كانت ضئيلةيتعذر معه أن نتصور إمكانية تداخل أنواعه بإزالة الفوارق

إلغاء أوجه التفرد يف املتغريات األسلوبية و قيمها بني النصوص، ما -يف ظنهم-سلبيات التداخلاءهايفقده 93.ا نبضها و

.21: ص-األنواع األدبيةمقدمات يف نظرية : رشيد حيياوي: ينظر- 89ره: ينظر- 90 .796: ص-)تداخل األنواع األدبية (دراسة للمشاركة يف مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر -تكامل العلوم اللغوية و تداخل األنواع األدبية: ادي .797: ص-املرجع نفسه: ينظر- 91.الرسالةمدخل: ينظر- 92 68اآلية - رة يسسو.

ر: ينظر- 93 .801/802: ص-تكامل العلوم اللغوية و تداخل األنواع األدبية: هادي

في الرواية العربية المعاصرةنواعاألتداخلاتآلي: الفصل الرابع

140

-اإلقرار مببدإ التداخل موجود و لعله حتمي، لكن اخلطر حيوم و يوشك أن يفقد الرواية و لعل ا الناقد و املبدع و القارئ معا، و لعله -بعدها نصا سرديا ذا بنية متعارف عليها هويتها اليت يعرتف

األدبية اليت ظــــلت لفرتة طويـــلة حتكم حبكمها و قوانينها أركــــان األجناسزعزعتيـار التجريب الـــذي.األرسطية، اليت أغلقت النصوص و أدخلتها دائرة اجلمود و االجرتار

البــاب الثـــانــيالسردية و تجاوزاتهبنيات تشكيل النص الروائي العربي المعاصر

-دراسة تطبيقية-

ولاألالفصلتعالق أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة

حرة لزهور ونيسي

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

143

دين ـــية عقـــة الفرنســث باللغـــي حديـر أول ما ظهرت، كجنس أدبـــالرواية يف اجلزائد ظهرت ــلقة ، و جنحت الرواية الفرنسية يف أن ختطو خطوات متقدمأو أكثر قبل أن تظهر باللغة العربية

ستطاع ا و .رعون، حممد ديب، و مولود معمري و غريهممولود ف: متميزة على يد كتاب، من بينهمو هؤالء الروائيون يف نظر الناقد املغريب حممد برادة أن يؤسسوا احلداثة الروائية بالفرنسية يف فرتة موازية لنفس التجربة اليت حتققت باللغة العربية يف أقطار الشام و مصر منذ الثالثينيات، و من خالل الكتابة

العربية أما الرواية باللغة. استوحوا ذاكرته و تارخيهباللغة الفرنسية تفاعلوا مع جتربة الشعب املستعمر وو عمرها قد ال يتعدى نصف قرن، و قد حققت تراكما نوعيا من السبعينيات فقد ظهرت متأخرة،

1.إىل اليوم

و يالحظ الدارسون غياب املرأة قبل الثورة سواء يف احلركة الثقافية أو يف أي نشاط سياسي، و يعود كثرية منها ما له عالقة بظروف االحتالل و منها ما له عالقة برواسب و تقاليد ذلك ألسباب

اجتماعية كانت تنظر إىل املرأة نظرة دونية تنطوي على كثري من االحتقار، حيث ترى أن تواجدها يف د احلركة االجتماعية يثري الفتنة و يشجع االحنالل، لذلك فـرضت عليها ظروف العزلة و التهميش جتمي

ا اإلبداعية و الفكرية، و من مث تأخر ظهور احلركة األدبية النسائية، و قلت الكاتبات قي طاقاأو تشري إىل زال تنشر حتت أمساء مستعارةل، بل إن كثريا من األمساء ما تاجلزائر بعد االستقال

2.هولةأمسائها برموز ترتك الدارس ال يعتمد عليها لكون األمساء احلقيقية جم

و لعل اإلرهاصات األوىل للكتابة النسائية يف اجلزائر بدأت يف الظهور مع جمموعة من النساء يف شكل خنبة تصدرت احلركة النسوية اإلصالحية خاصة بعد احلرب العاملية الثانية، و أصبح البعض

ه، و قد اكتشفه 1266، و املكتوب خمطوطا سنة )األمري مصطفى(أول رواية جزائرية، و هو ملؤلفه حممد بن إبراهيم ) حكاية العشاق يف احلب و االشتياق(يعد النص اجلزائري" رواية شعبية جزائرية:"، و جنسه ب"اية احلب يف احلب و االشتياقحك"م، حتت تسمية 1977الدكتور أبو القاسم سعد اهللا باملكتبة الوطنية اجلزائرية و حققه و طبعه كتابا سنة

).18: ص-م2012/ه1433-1ط-منشورات االختالف، اجلزائر و الدار العربية للعلوم، ناشرون،بريوت- الرواية العربية و زمن التكون من منظور سياقي: زهور كرام: ينظر- (- 1ط–الدار العربية للعلوم ناشرون و منشورات االختالف و دار األمان الرباط -)قراءات من منظور التحليل النفسي(ليل النصي الرواية و التح: حسن املودن:ينظر-1

101/102: ص-2009/ه1430 ا فاطمة الزهراء اميااليانمثال ذلكو فرباير 6- 1936جوان30(سيا جبارهو آستعار قبل أن تبلغ العشرين من عمرها حتت اسم" العطش"اليت نشرت أول روايا

ا)2015 .، الذي أصبح فيما بعد اسم شهرا : ميينة عجناك: ينظر-2 - 9العدد - جملة الواحات للبحوث و الدراسات املركز اجلامعي غرداية- )قضية املرأة يف كتابات زهور ونيسي منوذجا(الكتابة النسائية يف اجلزائر و إشكاليا

.28/29: ص- 2010

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

144

الت، و يؤلفن القصص و ينظمن األشع ار و يشاركن يف منهن يكتنب و ينشرن يف الصحف و االنشاط املسرحي و ميتهن التدريس و التمريض و يفكرن يف مصري البالد و العباد ، و كن مبثابة رائدات النساء اجلزائريات الالئي سيكون هلن دور فريد من نوعه خالل ثورة التحرير الكربى

هلا التاريخ؛ هذه برزت املرأة اجلزائرية ببطولة و شجاعة فائقة سجلهاحيث ،)1954-1962(ا ا الكتشاف قدرا ا من رواسب املاضي، أهلتها بعد ذلك لالنطالق حبثا عن ذا البطولة اليت حرر

، مجيلة الراحلة زليخة السعودي: و من األمساء البارزة بعد زهور ونيسي نذكر. الفكرية و األدبيةوجودهن يف الساحة األدبية من خالل ، أحالم مستغامني و غريها، و قد استطعن إثبات زنري

ن يف الصحف و الدوريات على الرغم من قلتها نظرا إىل الوضعية املزرية للمرأة يف انتشار كتاباتمع اجلزائري و الظروف الصعبة اليت كانت تعيشها 3.ا

: نبذة عن حياة الكاتبة:أوال-

ف بأنه قراءة للعمل األديب يـعر " الذي) البيوغرايف(السريي تدخل هذه الدراسة يف نطاق النقد، لذلك ال بد من اإلشارة إىل جزء من حياة الكاتبة زهور 4"من خالل معرفتنا باملؤلف معرفة شاملة

فاألدب يكتبه أناس حقيقيون، و فهم حياة املؤلف " ونيسي قبل أن نلج عامل نصها املستحضر؛ .5"إدراك العمل األديب بصورة أكثر مشوليةميكن أن يعني القارئ على

االت كالقصة،ابنة مدينة خنشلة) 22/11/1972ت / 20/12/1943( زليخة السعودياألديبة القصرية واملسرح واملقال تركت رصيدا من األعمال األدبية يف خمتلف االت واجلرائد ا بأمساء مستعارة مثل و الوطنية، إما خمطوطة أو منشورة يف ا ا العديدة لبعض األدباء اجلزائرينيكما."آمال"، "أمل"كانت توقع كتابا ع آثارها مج.عرف عنها مراسال

.2001مدرها احتاد الكتاب اجلزائريني عاوأصجامعة عنابةمنشريبط أمحد شريبطاألستاذالنثرية القصصية و الروائية بدأت بكتابة النصوص الشعرية مث تفرغت للكتابة) متفرغة للكتابة حاليا (أستاذة أدب عريب .دينة جيجلمب16/05/1949مجيلة زنري من مواليد

الت الوطنية و العربيةأغلب الصحفنشرت نصوصها يف ، اتيمند السبعين م، 1999)قصص(جنية البحر م ،1981)قصص(دائرة احللم و العواصف : من أعماهلا املطبوعة، و ا.انتزعت عدة جوائز وطنية و دولية م و غريها من األعمال، كما2001) رواية(قلبها غيمة امرأةتداعيات م، 2000) رواية(أوشام بربرية

تمع(لزهور ونيسي، تدعو فيه إىل ضرورة االهتمام باملرأة و تعليمها، و مقال ) إىل الشباب: (بعنوان مثل مقال لباية خليفة حيث تطرح موضوع املرأة و دورها يف ) قيمة املرأة يف اتمع و غريها من املقاالت .تثقيف ا

.30/31/32: ص- ا الكتابة النسائية يف اجلزائر و إشكاليا: ميينة عجناك: ينظر- 3.49: ص-2009-الطبعة العربية-دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع، عمان، األردن- مداخل يف النقد األديب: بيسيطراد الك-4.املرجع نفسه و الصفحة نفسها- 5

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

145

م ــلـــقة يف العـــحافظة و عريــة مـــلـــائــمبدينة قسنطينة، يف عم1936ديسمرب 13اتبة يف ـــولدت الكو اإلصالح، متشبعة بالثوابت الوطنية و باحلركة اإلصالحية للشيخ عبد احلميد بن باديس، حيث

حتصلت على الشهادة و قد درست يف أول مدرسة أسسها و هي مجعية الرتبية و التعليم للبنات، ف رة تلميذة مث طالبة و ناضلت يف صفو ، فانتسبت إىل املدرسة احلم1954االبتدائية بتفوق سنة

حتصلت على شهاديت الليسانس يف األدب و يف . جبهة التحرير الوطين، و يف احلالتني كانت جماهدة6.الفلسفة و هلا دراسة عليا يف علم االجتماع

، و هي أول وزيرة يف تاريخ اجلزائر م1977شغلت الكاتبة عدة مناصب منها، عضوية الربملان سنة الشؤون االجتماعية مث ( تولت حقيبة الشؤون االجتماعية حتت تسميتني حيث ،م1982سنة

7.م1986قبل أن تتوىل حقيبة الرتبية سنة ) احلماية االجتماعية

و تعد زهور ونيسي من أوائل األصوات النسائية البارزة الالئي استطعن أن ينطلقن يف الساحة ئهن و أفكارهن بكل شجاعة من خالل نضاهلا الثوري األدبية و يفرضن وجودهن، و يعربن عن آرا

ا القصصية 8و أعماهلا يف جمال القصة و الرواية سنة "الرصيف النائم"، و كانت أول إصداراا هلا للجزائر، مببادرة م،1967 من الناقدة املصرية الشهرية سهري القلماوي اليت مجعت خالل زيار

سنة " على الشاطئ اآلخر"جمموعة، لتصدر بعد ذلك جمموعةقصص الكاتبة لتنشرها يف أول ، و يف م1978سنة " من يوميات مدرسة حرة"أن تدشن جتربتها الروائية برواية ، قبلم1974سنة " عجائز القمر"، مث عادت إىل القصة مبجموعيت "لونجا و الغول"أصدرت رواية م1996ونيسي تؤكد أن أعماهلا كلها مستلهمة من ، و ظلت زهور م1999سنة" روسيكادا"و م1996

ا من بني الواقع، و أن أغلب شخوصها ينحدرون من حميطها املباشر، و صنفت نقديا على أ9.مؤسسي األدب اجلزائري املكتوب بالعربية

.24/06/2008: نشر يوم-صوت األحرارجريدة -مع الوزيرة السابقة والسيناتورة األديبة زهور ونيسيحوار : عدة فالحي: ينظر- 6.2015مارس -عدد افتتاحي–جملة مقام -الكاتبة زهور ونيسي أول وزيرة يف تاريخ اجلزائر: نساء من املدينة: ينظر- 7ا: ميينة عجناك: ينظر- 8 .30/31: ص-الكتابة النسائية يف اجلزائر و إشكاليا.زهور ونيسي أول وزيرة يف تاريخ اجلزائرالكاتبة : نساء من املدينة: ينظر-9

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

146

: مضمون الرواية:ثانيا-

، دونتها ربيةــــباللغة العمكتوبة هي أول رواية نسوية يف اجلزائر " يوميات مدرسة حرةمن "لعل ية و تارخيية حقيقية عاشتها ـــماعـــف اجتـــع و مواقـــوقائهاـــت فيــعرضو،10م1978صاحبتها عام

يف عهد االستدمار الفرنسي، و قد اختارت حيا من أحياء العاصمة ليكون مسرح أحداث روايتها ة اليت تبنتها االنتقائينفصلة عن بعضها البعض نظرا للطريقةاملشتملة على مثانية فصول تروي أحداثا م

: ا، اليت تبدو مفككةفصوهليظهر ذلك جليا من خالل عنونة و. هاسردالكاتبة يف

.مدرسة رغم أنفك: الفصل األول-.سقف المسجد: الفصل الثاني-.أعراس الدم:الفصل الثالث-.الحرةمدرسة واحدة للتعليم هي المدرسة :الفصل الرابع-.عندما يذوب األفراد في المجموعة: الفصل الخامس-.و نجح اإلضراب: الفصل السادس-.الفجر العنيد: الفصل السابع-.1960زغرودة الماليين ديسمبر : الفصل الثامن-

ا حني استالمها مهنة التدريس بصفة مؤقتة و تسرد الكاتبة يف هذه الرواية مرحلة مهمة من حيابقضية وطنها و مؤمنة بصدق احلرة و نضاهلا الثوري املخلص و حتديها، ملتزمةيف إحدى املدارس

.قضيته

و عي بالكتابة أم رؤيا نقدية ؟:ثالثا-

و للسيدة زهور ونيسي فضل ...: "قائالو قيمها قدم الدكتور أمحد طالب إبراهيمي الروايةه ـــاطتــث بســن حيـخصال مــاب عديد الــو كتـــو ه" ة حرةـات معلمـــوميـــي"ابة ــي كتـير فــبــك

.07: ص-2007-دط-موفم للنشر، اجلزائر-من يوميات مدرسة حرة: زهور ونيسي: ينظر- 10

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

147

فهذه اليوميات هي أوال و قبل كل شيء . إخالصه كما يمتاز بأصالته التي أريد أن أقف عندهاو و األصالة الثانية التي تمتاز بها هذه اليوميات هي أنها تتناول حياة حي ...يوميات امرأة جزائرية

ت كانت تجري حوادثها في األريافلكتابات التي نشر شعبي بالعاصمة، في حين أن معظم ا11"...الجبالو

كخطاب مواز يسبق العمل األديب يعكس حاجة الكاتبة إىل لفت ) Préface(و هذه املقدمة النظر حول طبيعة عملها، و لعل الدكتور إبراهيمي وسيط تريد أن تؤثر الكاتبة من خالل كالمه

كأنه اقع اجلزائري و معاناته آنذاك، و هذا الكتاب يف ارتباطه بالو يف فكر القارئ ، فهو حيدد أصالةا من خالل تقدميها جزءا من سرية ه ذا الشعب الذي يعزز صدق الكاتبة اليت تديل بشهاد

. مر بكل صرب و ثباتناضل و قاوم املستد

ثالث، يقوم ثمة منطلقات و حقائق : " أما الكاتبة فاستفتحت روايتها بثالث لزوميات؛ تقولهذه المذكرات : و لنبدأ باللزومية األولى: عليها جوابنا على سبب لزومية هذه المذكرات

و ليست بأية حال من األحوال تاريخا للثورة أو لكاتبتها، و ال ...حوار متصل مع النفساة الثورة،ــــأحب أن تقرأ على أنها استعراض تاريخي لفترة طويلة و قصيرة من حياتي أو حي

و من المفيد التنصيص هنا، و القول بأن ما أعرضه في هذه ..و ال حتى من حياتنا جميعا»لقطات سريعة«المذكرات الموجزة جدا و الصادقة جدا و المباشرة جدا، ما هو إال ــيانا، أح) مناضلة(لزاوية تاريخية هامة عشتها بنفسي، و ساهمت في بعض جوانبها بجهد

هذه هي معاني اللزومية الثانية، ...ى، أو بهما معا في غالب األحيانأحيانا أخر ) معلمةو (لبروز دور و موضع المرأة في هذه المذكرات فإن الواجبات قبل الحقوق، و هذا جوهر

و إضافة إلثراء الفكر الثوري في خصوصية ثورة أول . أساسي قدمته المرأة أثناء الثورة: مية الثالثة و األخيرة إلى طرح تساؤل آخر هويقودنا الحديث في هذه اللزو ...نوفمبر

؟ في اليقين، ليس لهذه الكلمة في )الرواية في غالف هذه المذكرات(لماذا أوردت لفظة استعمالي لها، أية غاية غموضية أو التباس، و إنما هو تعبير عن نزوع نحو قول حق، كما

.08: ص-املصدر السابق- 11

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

148

ن فنيا، إذ إأو صيغة، أو عمالأتصوره أنا، و نزوع العملية ككلل، سواء كانت أسلوبا، 12".االنسجام مع النفس و العمل المطروح هو الغاية، و هو المقصود و ليس غيره

، و هي من قبيل مرافقة النقد لإلبداعإن هذه الكلمات هي خطاب ميتاقصي واضح و صريح.نفسها بنفسهاالرواية هنا تقرأ من خالله أن حتيل على جنس عملها، أي إن الكاتبة حتاول

ا ميكن أن نعترب هذه املقدمة من النصوص اليت تؤسس لوعي نقدي، حيث صرحت الكاتبة بأا متسكت مبقومات الفن الروائي، لذلك ميكن أن نعد هذه قدمت هذا النص بصيغة الرواية، و أ

يها املؤلف ن نصوص التكوين الروائي، فأغلب هذه النصوص حتتوي على مقدمات، يوضح فالرواية م.13عالقته بكتابة العمل، و مفهومه للرواية

:أشكال الكتابة عن الذات في الرواية:رابعا-

يكتب عن نفسه يف إطار ما يسمى األدب تابة عن الذات، فاألديبتتعدد أشكال الكLittérature(الشخصي personnelle ( أو الكتابة عن األنا)Ecriture du moi(غريها من و

Les(األشكال السريية formes biographiques(رتافـــــات ــ، كاالع)Les confessions (Les(واملذكرات mémoires(و اليوميات،)Le journal(، و التخييل الذايت)L’autofiction ( غريهاو.

مثة إشكال جلي يعيق تصنيف هذا الكتاب؛ فقد عنونته الكاتبة بيوميات مث تصرح يف املنت بأنه رة ـــانة السيـــرات أم يف خــــاملذكأمات ـــة؟ أيف خانة اليوميـــمذكرات، ففي أي خانة تصنف هذه الكتاب

؟ أم يف خانة وسط جتمع بني هذه األنواع يف شكل جنس هجني؟الروايةأم: تمثالت السيرة في الرواية-1

:ضمير السرد-أغالبا ما يتحدد تطابق السارد و الشخصية الرئيسية الذي تفرتضه السرية الذاتية من خالل

أثناء " السرد القصصي الذايت " جيرار جينيت و هو ما يطلق عليه ، ضمير المتكلماستعمال

.21/22/23/24: ص- س.م- 12.97: ص- الرواية العربية و زمن التكون من منظور سياقي: زهور كرام: ينظر- 13 أو الكاتب املعلن صراحة وفق : أنا المؤلف الحقيقي- 1:ندرج يف املنت السري ذايت هيإذن عند التدقيق يف موضع املتلفظ احملدد بضمري املتكلم ثالثة أنواع من األنا تسيكون لدينا

ا سردا ذاتيا و احتكاما إىل التبئري الذي سينفرد بهاملتموضع يف منت السرية: أنا السارد- 2امليثاق أو التعاقد السري ذايت بأنه صاحب التلفظ املندرج يف املنت أنا -3.الذاتية بكو. الذي سوف يتعني بأبعاد حمددة نسبة إىل األفعال و الوصف و احملددات السردية داخل العمل نفسه:السيريالكائن

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

149

يطلق جنيت حيث،14انطالقا من أعمال ختييليةاحلكي ، و هو تصنيف أقامه " أصوات " تصنيفه 15.كون فيه السارد هو البطل يف حكيه السرد القصصي الذايت على احلكي الذي ي

تسرد األحداث ، فالكاتبة"أنا املؤلف احلقيقي" إن ضمري احلكي املستعمل يف الرواية هو ضمري: من أمثلة ذلكات، و خالل بعض احلوار من الذين مل يظهروا إال هاشخوصو تروي على لسانكلها

: قالت و هي تحاول أن تحرك شفتيها المشلولتين مثل سائر جسدها"

و لعلني لن أراه ...إنني لم أره منذ ثالث سنوات...و ينصر ابني معكم... اهللا ينصركم-...أبدا

...»أعتقد ذلك«-الذي كانت تتضاءل قيمته، الكثير ...أما بلساني فقد قلت الكثير...قلتها في نفسي-

... و ضاع البيت...ضاع االبن...قمة العذاب البشري...أمام شموخ المنظر الذي أراهلم يبق سوى شيء ...و ضاعت الصحة...و ضاع الخبز...و ضاعت األرض

16"...كان اإليمان...أحس به، و ال أراه...واحد

إن ضمري املتكلم ملفوظ يؤشر يف النصوص السريية على ارتباط األحداث املعيشة ، و يف كلتا 18، و يف النصوص الروائية يعين حكما أن الراوي هو هذه الشخصية17بالسارد

مبثابة زهور كانتالكاتبةو يدل على ارتباط العمل حبياته، و احلالتني حييل على الكاتب نفسهو هي على علم ، تروي األحداث وترتصد حركات الشخصيات)omnisciente(السارد العليم

ائية،بالشخوص فأما معرفتهاورواية، الأحداثشرف علىو تيطحت؛ ا اأو قل إغري األفكار السرية، بل غري الشعوريةم قادر على أن يقدم للقارئ بكل شيء، فالسارد العليةالعامل

.24/25: ص-)امليثاق و التاريخ األديب ( ة السرية الذاتي:فيليب لوجون -14لس األعلى للثقافة- حممد معتصم وآخرون: ترمجة -)حبث يف املنهج(اب احلكاية خط: جريار جينيت : ينظر- 15 .256:ص-1997-2ط-ا.141: ص–الرواية - 16لس األعلى للثقافة، الق-أمحد درويش: ترمجة- فن الرتاجم و السري الذاتية: دريه مورواأن: ينظر- 17 .79: ص-1999- دط- اهرةاملشروع القومي للرتمجة، ا.32: ص-2000-دط-أفريقيا الشرق، الدار البيضاء-)السرية الذاتية يف املغرب(الكتابة و الوجود : عبد القادر الشاوي: ينظر- 18

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

150

إال أنه . 19أن يدفع بالتحليل إىل أبعد مما لدى البطل نفسه من إمكاناتالشخوص، ويستطيع و : ما ورد يف احلوار اآليتيتساوى علم الكاتبة و الشخصيات أحيانا يف بعض املقاطع احلوارية، مثل

لكن حفيدتها جاءت و جلست بجانبي ...كنت أجذب منها الحديث جذبا، دون فائدة ": و سألتها برفق...و هي تحرك رجليها متأرجحة صاحكة

ما اسمك يا جميلة؟-و في ...أما أمي و أبي، فإنهما في الجبل مع المجاهدين...هذه جدتي...اسمي جهيدة-

...و..البيت صورة ألمي بلباس العسكررت في مكاني، كانت البنية ال تريد أن تصمت أبدا، رغم نظرات جدتها و تسم

:لكنني أوقفت الصغيرة بقبلة في خدها، ألقول للجدة و أنا أتهيأ لالنصراف...المحذرةا20"...ربي معاك يا أمي- .، و مل تضف الساردة أي معلومات أخرى عن جهيدة و جد

الصمتالكاتبة يف هذه الرواية ال تبوح و ال تفضح بعض حقائق الشخصيات، و كأن فا اخلفية تبدىيف حميطهعاشتهالذي ا و لغتها؛ ا الثوري و عالقا إنها مسؤولية "يف أسلو

تجاوزت حتى ...و الفعل المعروفين في المحيط الذي أعيشه و أحياهجاوزت الكلمةت، سريةالصمت و الكتمان و الألنه ال يحق لنفسي التفكير فيها إال في إطار هذا ...نفسي

حتى الذي سأسلمه إحدى وريقات هذا الدفتر، يجب أن ال يعرفها أكثر من وريقة و تخرج من عالم السرية و الكتمان، لتنزوي ...يتسلمها منفصلة عن كل بعد زماني أو مكاني

.21"... في عالم جديد من السرية و الكتمان

.83/84:ص-دت-دط-الغرب للنشر و التوزيعدار -)لن يكون الربيع إال أمجل(البنية السردية يف اإلبداع الروائي، رشيد ميموين منوذجا -ضعبد اجلليل مرتا:ينظر- 19.78: ص-الرواية- 20.67/68: ص–ن.م- 21

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

151

:العقد األوتوبيوغرافي/ الميثاق -ب

أحداث ما عاشته و واضحا بنيتطابقافإننا سنجد السيدة زهور ونيسيفإذا ما عدنا إىل حياة ا لن جنانب بعض هو سرية ذاتية، فإنن"من يوميات مدرسة حرة" ، و إذا ما قلنا بأن الرواية

Le pacte(الميثاق السيريىــــم ـــابق أو ما يســـــود ذلك التطــــلوجو ذلك، وابـــــالص

autobiographique (فـــق بني املؤلـــيكشف عادة عن قصدية سري ذاتية حتقق التطاب، الذي.الذاتية، مما يضع النص ضمن جنس السرية و الشخصيةالساردو

يف "روائي"و هذا يدل على أن امليثاق ،"رواية"على غالف الكتاب كلمة الكاتبة وضعت ، و إذا كان املرجع الذي حتيل إليه السرية هو الواقع، فإن املرجع الذي لكن هذا غري صحيح ، نظرها

الذي عاشه الشعب اجلزائري الواقع يف روايتها هذه حتيل إىل زهورحتيل إليه الرواية هو التخيل ، لكن إبان ثورة التحرير، بل إن القارئ يشعر بأنه نقل توثيقي جلزء من سرية هذا الشعب و الكاتبة معا، إال

و ليست بأية حال من األحوال : "أن الكاتبة تؤكد هذا تارة و تنفيه تارة أخرى، إذ تقول يف موضع أو لكاتبتها، و ال أحب أن تقرأ على أنها استعراض تاريخي لفترة طويلة و قصيرة تاريخا للثورة

.22"من حياتي أو حياة الثورةت مؤكدة، إما ألني إن كل الوقائع التي وردت في هذه المذكرا: " و تقول يف موضع آخر

الزاوية التي ركزت و . و إما ألني عشتها حقيقة، أو شربت من كأسها المرة حقاساهمت فيها، عليها في هذه المذكرات بصفة عامة، هي نزاهة الكلمة، و حرية التعبير، و فاعليتهما في

23".و للكلمة ذه القيمة للتاريخ، و الثورة، إعطاء ه

:الصدق-ت

الثقة لدى القارئ حني يلتزم الكاتب بالصدق و الصراحة، فهذان األخريان عنصران تولد سرية، حيث يكتسب النص قيمته التارخيية تكتابة عن الذات ال سيما إذا كانمهمان يف أي

.17: ص-الرواية- 22.18: ص- ن.م- 23

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

152

المذكرات و هذه : " و االجتماعية، و هذا ما يتجلى يف هذه الرواية، تقول زهور ونيسي يف روايتهاتكملة الجوانب، و قد تكون هذه المحاولة غير مس) حقائق جدية(محاولة مني لتقديم

على أية حال، من المحاوالت التي ندعو إلى السعي وراءها، لنستكمل بها دراسة كنهاو لقاعدته ماض صادق و نظيف، ال غش في تسجيله و ال . واجبة تقودنا إلى مستقبل مأمول

، و لعل االنتقاء أو االجتزاء يف مثل هذه املواقع أمر مسوغ و معروف، إذ 24"و ال تزييف...إدعاء25.الوقائع بكل ما فيها من ثقل و ركاكة ال مسوغ هلا يف عامل الفنيستحيل نقل

: "يوميات مدرسة حرةمن"دافع كتابة-ث

بعض الكتاب عن احلوافز اليت تبعثهم على تدوين سريهم، و البعض اآلخر ال يفصح عن يفصح ا اإلمجالية إال بعد غايته من كتابتها بل تظل الغاية حملقة يف أجواء سريته كلها، و ال نقف على صور

ا :قائلة)من يوميات مدرسة حرة(، و قد صرحت زهور ونيسي بدافع كتابتها 26الفراغ من قراءو يقينا، فإنني كمواطنة عادية أو مناضلة متواضعة أو كاتبة صادقة الكلمة و النبرة، أردت بهذه "

المذكرات لفت أنظار القراء جميعا إلى أمر له شأنه و وزنه في تقدير ما يكتب أو يقال عن ق الوطن الفترة الزمنية التي عاينتها من خالل حرب التحرير، و في حي واحد من أحياء و مناط

27...".الواسعة

إن التأريخ لبعض األحداث الثورية اليت عاشها الشعب اجلزائري هو الغاية من كتابة هذه املذكرات، و قد أعادت األديبة كتابة بعض األحداث التارخيية ضمن سياق مجايل واع بتشكيل التاريخ، إذ

ا بؤرة الكتابة السشكلت الثورة اجلزائرية" ردية و مرجع احلكي و تشكالته عرب الفعل مبختلف جمرياة ــة اجلزائريـــل الذي يسكن الروايـــها، فهي الشاغــة و فضاءاتـــة الروايـــرة اليت تؤسس أزمنـــالتخيلي للذاك

28".و يؤثث الفضاء الروائي عرب فعل التذكر و نزف الذاكرة

.18: ص-س.م - 24.201: ص- سرديات الرواية العربية املعاصرة: صالح صاحل: ينظر- 25.32: ص- 1996-1ط-عماندار صادر، بريوت و دار الشرق - فن السرية: إحسان عباس: ينظر- 26.18: ص-الرواية- 27أوت 20جامعة -2015-10العدد-جملة البحوث و الدراسات اإلنسانية-)جدلية املركز و اهلامش(صورة الثورة التحريرية يف الرواية اجلزائرية باللغة الفرنسية : إميان العامري- 28

.172: ص- ، سكيكدة1955

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

153

: مغالطة الرواية-2

ا اختذت زهور ونيسي من البساطة و املباشرة أسلوبا لكتابتها، و لكنه أسلوب خاص حيث جند أسلوب املذكرات غالبا على صفحات كثرية من الرواية، مث جندها تستعري تقنيات

إن كانت تعي ذلك –الرواية يف كتابتها، و لعله شكل من أشكال التجريب كانت حتاوله الكاتبة : كان حيدث آنذاك، و هذا ما صرحت به الكاتبة يف شكل ميتاقصيبغية تفسري ما-حقا

تحت ـــيث تفــاألرض حــران بــد و االقتــــوالــاق التــنفسي في سين ـــععبرتدـــقـــلذلك ف"بحتة، و هي منطلق كل شيء عندي، ي، و اكتسبت صفحاتها حدة روائية صافية ـــاتــحيو على مفهومي الجمالي كامال للنص . تدلل على ذلكقصصي السابقة مثال تبرز و و

ا ــدائم–ر ــيا، ألنني أنظــات الميتافيزيقــارئ في غيبيـــفلم أتعمد أبدا أن أطرح بالق. الروائيفلكل عطاء فكري أو ثقافي . و بين المواطنيو أقول ليس هناك تعارض بين- يــإلى نفسحسنا، فقد ...و كالهما مصدر العطاء...رئهكاتب ذلك العطاء، و قا: مؤلفانأو فني

الحبكة، و البطل و العقدة، و : و قد أكون لم أستند على. قدمت هذا النص بصيغة الروايةقد تمسكت بمقومات الفن الروائي، و لم أمسه بسوء و -و أشدد هنا–الموضوع إال أنني

أبرزت الثورة هي الشعب و الناس هما البطل، و: أن أكون قد غيرت كل شيء و جعلتو تمسكت بمبادئ الرواية، و بالشكل الروائي، بمقدار ما كنت صادقة في . الموضوع

تقديم اإلنسان في معبده الحق، حيث هو في النهاية الثورة و حيث هو الموضوع الخالق 29".و عندئذ تأتي الصيغة

الوثائقية، سعيا منها إىل ربط الواقع حتاول الكاتبة إقامة التوازن بني املادة الروائية و املادة ا و حياة شعبها، فكتبت باخليال، حيث تدعي توظيفها التقنيات الروائية يف سرد جزء من حياا بداية من ذلك اليوم عن الفرتة اليت ناضلت فيها كمدرسة حرة و نقلت بعض تفاصيل حيا

.ة و االنتفاض ألجل احلريةالذي زاولت فيه مهنة التدريس كمعلمة واعية بضرورة الثور

.26/27: ص-الرواية- 29

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

154

:غياب الحبكة-أ

حدث يقود إىل حدث " لروائية اليت هي يف أبسط معانيهاالروائية بغياب احلبكة اصرحت ، فتطور كل حدث من األحداث قائم على أحداث سابقة مما ينتج عنه تنظيم داخلي 30"آخر

ا جاءت يف شكل نصوص جمتزأة منفصلة عن بعضها للنص، و هذا ما تفتقر إليه هذا املذكرات إذ إذي تفتقد ، مفككا للمسار العام للرواية ال)Discontinu(البعض مما يضفي عليها طابعا انفصاليا

.إىل الكثري من االنسجام و االتساق الفين، و لعل افتقادها إىل هذا الشرط ينفي عنها صفتها الروائية

: الشخصيات-ب

يتمحور حوله اخلطاب السردي، و هي عموده الفقري الذي هي القطب الذي الشخصية .32، و هي املؤشر الدال على املرحلة التارخيية اليت يعرب عنها الكاتب31يرتكز عليه

ا استغنت الكاتبة عن الشخصية الرئيسة، و جعلت الشعب و الناس بطل الرواية، و هذا يعين أ: و منحتها دورا ثانويا، و من بني هذه الشخصياتقد أمهلتها كمكون أساسي مساهم يف بنائها

مل تصفها من الشخصيات اليتو غريها، عائشة، باية، صفية، مصطفى، إبراهيم، بايةمدير املدرسة، و الصفة ،لبعضهاوصفا دقيقا و مل تركز على أي منها، وإمنا أملت على قارئها مالمح متناثرة

. املشرتكة بينها هي انتماؤها الثوري

وهي :عائشةو املالحظ أن أغلب شخصيات الرواية نسوية و هن زميالت الكاتبة يف املدرسة، مثل مناضلة من : صفية، و 33و احلب و املرحامرأة طويلة هيفاء حساسة رقيقة، تعيش على العاطفة

باملقابل ، و هي شخصيات مستغلة، مقهورة اجتماعيا و 34النساء اللوايت ال ميكن أن يعشن بال مبدإ.مندفعة ألجل الدفاع عن الوطن

.216: ص-الروائيبنية النص: خليلبراهيمإ- 30.195: ص- 2000- 13العدد- جامعة منتوري، قسنطينة، اجلزائر-قسم األدب العريب- جملد العلوم اإلنسانية- الشخصية يف القصة: يسمونقمجيلة - 31.33: ص- 2005- 1ط-العربية للدراسات و النشر، بريوتاملؤسسة -البنية و الداللة يف روايات إبراهيم نصر اهللا: شد أمحدمر :ينظر- 32.63/64/96: ص- وايةالر : ينظر- 33.115/116: ص-ن.م: ينظر- 34

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

155

:الزمن و المكان-ت

و ذلك لرتكيزها على األحداث اخلارجية يف سرد أحداث روايتها، املاضيزمناتبعت زهور ونيسي ا، و إمنا ا مل تعتمد التسلسل التارخيي للوقائع اليت رو بعض األحداث اختارتاليت عاشتها إال أ

إضراب : مثلمعينةسنواتصرت أحداث روايتها يف اليت عاشتها أثناء فرتة االستدمار، حيث ح.و غريها1960، و مظاهرات ديسمرب 1957جانفي

ا و نبشهاكما وظفت الكا : يف ذاكرة املاضي ما يعرف باالسرتجاع، مثلتبة من خالل بعض تذكراوجدت ...تقهقرت إلى الوراء إلى سنوات طفولتي...الزمنو خرجت من ...خرجت من الفصل"

كان...وجدت نفسي تنتقل إلى ذكريات مرحلة أخرى من حياة ماضية...نفسي تذكر نفسيألنها ) دار الجيران(عمري وقتها ثماني سنوات، عندما كنا نسكن في دار كبيرة يطلق على مثلها

ا هي صغيرة ـــدر مـــبر بقـــر و يكــا يصغـــناحـــتحوي جيرانا كثيرين، عائالت، كل عائلة تحتل ج35"...أو كبيرة ماديات تلك األسرة

تالقت نظراتنا في تفاهم و ": االستشراف و هي تتنبأ حبدوث أمر ما يف املستقبل؛ قالتو وظفتينتهي هو اآلخر، دون أن نعرف سوف((: و عندما غادرته كنت أقول في نفسي...مستسلم

36"))...لماذا عاش؟ و لماذا انتهى؟ إال بعد حين

و مل حتدد الكاتبة األمكنة اليت جرت فيها األحداث بدقة و لكنها قدمت أوصافا متناثرة عنها، فإن االعتبار األول لهذه ...: "بداية من املدرسة اليت هي منطلق األحداث و النضال معا، تقول

لبديهية و النظرة هي لتواجدي أنا شخصيا كمعلمة حرة في مدرسة للبنات، و في حي ضيق، ا37"...محدود الجغرافية، و بيئة منغلقة على المرأة، و كأنها محارة ال يمسها إال المطهرون

.101: ص- س.م- 35.75: ص- ن.م- 36.21: ص- ن.م- 37

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

156

أسى و لعل هذا ما يعكسه اللوح معاناة وحمدودا غامض املعامل، يعرب عن و هنا يبدو املكان منغلقا اللوح قديما و مشققا و طالؤه باهت حتى أن الرسم الذي كان عليه أضحى كان" املشقق؛

و كأنني ألوم ...كنت أنظر إليه بإعجاب و إلى نفسي بشفقة...رغم جماله غير جميلبه في القدرة شيء كبير في نفسي يريد أن يتفجر، أن الرسم شيء ضئيل أمام ما أشعر ...الزمن

متى تعلمت الرسم؟ ال أذكر أبدا أني درسته كما ندرس أي مادة، و رغم ...على صنع أي شيءغير متحرك فوق اللوح ...و لونت أجنحته فأصبح ذهبيا...رسمت طيرا...تذلك فقد رسم

38"..الخشبي المشقق

ــواد جامدة حمايدة شــعوريــا هذا الوصف من قبيل شعرنــة املكان الذي يتكون أساســا من مو لعل الوعي الستشعار و حمايدة مجاليا إذا مل يتدخل الوعي و الذائقة اليت تعد بدورها أحد إفرازات

) انــكـلمـا(ادة اجلميلة ــل العمل البشري على حتسني املكان و جتميله، فاستقاللية املاجلمال، أو تدخ ا أيضا و انعزاهلا عن عالقتها بالوعي و الذائقة أ ا ليس من خانة الشعرية فقط، بل خيرجا مران خيرجا

من خانة اجلميل، فاألشياء مجيلة ألن اإلنسان يراها كذلك، و استشعار اجلمال أيا كان مصدره هو 39.درجة ما يف سلم الشعرية

: الحوار- ث: الحوار الخارجي-1

أو أكثر يف إطار املشهد داخل شخصيتانتتناوب فيه "ناء الرواية؛ احلوار أهم مكون يف بيعد ، و هو يعكس حيويتها و جيسد رؤيتها للعامل و يعكس إحساسها باحلياة، إال 40"العمل الفين مباشرة

يلفيها أحادية الصوت تنفي استقاللية الشخصيات و ال تربز ) يوميات مدرسة حرة(أن القارئ لـ ايل فهي حباجة إىل كثري من احلوار الذي لو كان بعدها الفكري خاصة، فالرواية هادئة جدا و بالت

السمات أكثر، فالكاتبة تقوم بنقل كالم ووجد فعال لتجلت األفكار و برزت النوايا و جتلت الطبائع

.31: ص–س.م- 38.250: ص-سرديات الرواية العربية املعاصرة: صالح صاحل: ينظر- 39.41: ص-1999-1ط-املؤسسة العربية للدراسات و النشر، بريوت- )تقنياته و عالقاته السردية( ار القصصياحلو : فاتح عبد السالم- 40

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

157

ا السردية، و من –اليت قلما تتحاور -الشخصيات يمنتها و وطأ دون أن ختتفي، مشعرة القارئ : أمثلة ذلك يف الرواية

: إلي أختي، ثم أدرت مؤشر الراديو إلى موجة أخرى ألسمعنظرت " »أنا أعرف أقصر طريق بين نقطتين «»ستجد في النهاية أن يدك اليمنى تضرب اليسرى «

».... إننا ال نتردد عن بتر اليد أو الساق عند الضرورة« أن نمسك بخيوط الموجة و صعب جدا اآلن...الحوار مثير لكنه من إذاعة الجزائر المستعمرة

41"...الموجهة لنداء جبهة التحرير الوطني

: مثالتتدخل الكاتبة يف عرضها، ، أن احلوارات الواردة يف الرواية غري مباشرةلالنتباهو امللفت

:قالت خالتي ربيحة، بعد مدة من أخذ زوجها للسجن"

ين؟ و أنا بقيت لست أدري أ...هو ذهب و غطى على رأسه...بصراحة لست بخير-مصطفى يهدد بترك المدرسة، فريدة ال تكف عن البكاء، و الصغار، أحدهم ...للمحن

و أنا بينهم كالمجنونة، فكرة الخروج للعمل ال ... يبكي الجوع و اآلخر يبكي المرضتكاد تفارقني، و لكن عندما أفكر قليال، أتذكر أنني ال معرفة لي بشيء، سوى خدمة

42"...ما لم أستطع هضمهو هذا...األجانب

ا أخفقت يف و الظاهر أن الكاتبة حاولت كسر رتابة احلكي من خالل هذه املقاطع احلوارية إال أروائية ــذات الــاع صوت موحد بني الـــالل ارتفــذلك، فقد طغى السرد الكالسيكي على الرواية من خ

ا ذات املصري املشرتك مع شعبها، و هذا الصوت املتعايل هو تمع، فالكاتبة تروي جزءا من حيا و اصوت هم موحد عاشه اجلزائرية إبان االستدمار الفرنسي، و لعل هذا ما أشار إليه الدكتور أمحد

.48: ص-الرواية- 41.87: ص–ن.م- 42

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

158

...ي العاصمةفهي تتناول حياة حي شعبي ف" :طالب إبراهيمي يف األصالة الثانية للكتاب.43"و الحال أن ميزة الحرب الثورية هي أن تكون حرب الشعب بأكمله

: المونولوج/ الحوار الداخلي-2

يعرف املونولوج بأنه أحد أنواع احلوار غري املباشر، و هو عنصر من عناصر إجراءات بنية نص اخلبايا و التحدث عنها بصراحة دون ، و هو يستخدم لكشف 44ما، يعرب به عن أعماق الشخصية

و يعد املونولوج تعبريا عن الذات و بوحا وجدانيا، تكشف من خالله الشخصية ، 45مواربة أو تغطيةا و تعرض أمانيها وأحالما و هواجسها عن الناس و احلياة، و احلال هذه؛ فقد مهومها و تصورا

ا ضد أرادت زهور أن تفرغ ما بداخلها من قلق و حرية بس بب ظروف احلياة الصعبة و صراعاو جنوى الذات وسيلة رئيسة استمدت منها . االستدمار متطلعة إىل غد أمجل و لو من زوايا ضيقة

: الكاتبة طاقتها التعبريية يف الرواية، و مثال ذلك

مع مرور األيام، الوجوه، وجوه تلميذاتي، و هي تمتلئ باالبتسامة العذبة...و أسعدتني جدا"إنك األم، «: في كل همسة و في كل حركة...و لسان حالها يردد دون ملل أو توقف...المرحة

قودينا ...قودينا إلى النور...إنك مصباحنا في طريق ال نعرف عنه شيئا...و األخت، و المدرسة46."»...و تحمل كثيرا من السعادة...إلى الحياة ال بد أنها جميلة جدا...إلى النجاح

تدعو قارئها إىل أن يسمع أصوات الشخصيات من داخلها، و أن يكون أكثر قربا من كاتبة فالأفكارها احلميمة و من الوعيها، و يف هذا دليل على اعتناق الكاتبة هلموم الغري أو مهوم الوطن،

يف و هذا احلوار الداخلي مرتبط مبشكلة معرفة الذات؛ و مدى استطاعة اإلنسان أن يعرف نفسه و: هاـــاتـــو ما قصدته الكاتبة و صرحت به يف لزوميــ، و ه47ل إىل الغري هذه املعرفةـــه أن ينقــالوقت ذات

.08: ص- س.م- 43.222: ص- 2008صيف /ربيع-73العدد-اهليئة املصرية العامة للكتاب-جملة فصول- املونودراما و فصاحة اجلسد: بياتلي قاسم: ينظر- 44. 109: ص-)تقنياته و عالقاته السردية( ار القصصياحلو : فاتح عبد السالم: ينظر-45.41: ص-الرواية- 46.109: ص-)تقنياته و عالقاته السردية( احلوار القصصي :فاتح عبد السالم: ينظر- 47

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

159

، فإن هذا الحوار بيني و بين نفسي كان عنيفا و قاسيا، فقد وضعني بين و مجمل القول"و شدة على نارين، أو بعبارة أدق و أصح، بين غرامين متصارعين في الجمع بينهما قسوة

و في لحظة أليمة، و بعد حوار قاس، خرجت هذه المذكرات، و بهذا الشكل و بهذه ...النفس48."الصيغة، وبهذا القدر و المقدار، و الحوار مازال مفتوحا و متصال

: أنوثة الخطاب الروائي-ج

ا يف يلفي ا و من شأن األدوار اليت تقوم القارئ أن الرواية تتحيز لألنثى و تعلي من شأا، و تقدم صورة مثالية نزيهة عنها، فهي تسهم يف النضال و الكفاح إذا ما أتيحت هلا حيا

عندما فاجأتني أختي " الفرصة، فقد مارست زهور التعليم يف سن مبكرة، و عدته مهنة شاقة، :ا و السعادة تغمر وجههابسؤاله

هل حقا ستصبحين مدرسة؟-

شعرت أنها تسبني، تهينني، تحملني ما ال طاقة لي به، فهي سبب كل ذلك، ألنها هي 49".المدرسة المريضة التي استخلفتها بعد أن وضعن توأمين، عقبة و طارق

س هلا احلق يف اختيار نبذت تلك احلياة الرتيبة و حالة العجز اليت عاشتها املرأة، فمثال ليكما و هو من ...اختيار الشريك مثال...يا ترى يكون للمرأة مبدأ وقتهاموقفففي أي" الزوج؛

، إال 50"أهم المواقف التي لم يكن يمكن الحوار فيها و مناقشتها مع العائلة و رب العائلةم على الرغم مما كان سائدا من أفكار رجعية ترفض أنه ظهر وعي لآلباء بضرورة تعليم بنا

و أغلى مثلها ممثلة في تضحية أم لتعليم ابنها و صمود أب لتعليم " خروج املرأة للمدرسة؛ 51..."ابنته أمام ضغوط الفكر المتخلف

.19: ص–الرواية - 48.38: ص- ن.م- 49.115: ص- ن.م- 50.42: ص–ن.م- 51

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

160

بل الثورة ال جيد حضور املرأة و ال دور هلا يف أي يف اجلزائر قو املتتبع للنشاط األديب و السياسي ، و يف 52نشاط، فقد كانت تعيش يف وضع اجتماعي مغلق حماصرة بالتقاليد و اجلهل و التهميش

ظل هذا الواقع االجتماعي البائس و ما ينطوي عليه من مجود فكري و غطرسة استعمارية يربز ا املدر يالدور النضايل لزهور ونيس ا صاحبة قضية و زميال سات، فقد آمنت كل واحدة منهن أ

53.و حتمل فكرا و إميانا عميقني

الرواية، فنالحظ أن هذا املنت السردي ميتلئ يف مهيمنةو كفاحها إن تيمة نضال املرأة بصفـــة عــــامـــة ـمرأة منــــحت لــلــر و ـــزهـي، فــالــفعل النضـــية املتبنية للـــنسائــات الـــالشخصيـــبا يف املدرسة بصفة خاصةو ( ن خبصوصية واضحة، فهن مناضالت ال ) لزميال أمهية كبرية و أبرز

54.يهنب املوت، متحديات ألي قوة طاغية متجربة ميكن أن حتول دون مواصلتهن لعملهن الثوري

؟رواية التاريخ أم رواية تاريخية -ح

تمعات و الفرتات التارخيية نافذة ميكن االطاليشكل األدب ع من خالهلا على أحوال ااملختلفة، و لذلك يعد األدب وثيقة مثينة و من املصادر الرئيسة إلنشاء علم التاريخ و علم االجتماع، و إذا حققت السرية شرطها املتعلق باملصداقية تصبح من وجهة نظر الباحثني

متتلك كل املواصفات اليت تؤهلها للشهادة على االجتماعيني و التارخيانيني وثيقة هامة، موضوعها، و رمبا كانت أكثر أمهية من بعض الوثائق الرمسية اليت تتناول عادة جانبا واحدا سياسيا

55.أو اقتصاديا يف أغلب األحيان

و إن قرب هذا العمل من جنس السرية و تركيزه على سرد األحداث التارخيية دون االهتمام حبياة الشخصية لكاتبتها جيعله يقرتب من التاريخ، و إن كتابة هذه الرواية و كل أفكارها مرتبطة ارتباطا

: املوقع اإللكرتوين- 19/10/2013: بتاريخ-4250العدد - احلوار املتمدن-صورة املرأة بني الواقع اجلزائري و آفاق الكتابة النسائية هلا: مسراء جبايلي: ينظر- 52www.alhewar.org

العدد - العام الثالث–جملة جيل الدراسات األدبية و الفكرية - )يوميات مدرسة حرة و لوجنا و الغول أمنوذجا(الشخصية الثورية يف أدب زهور ونيسي : قياس لندة: ينظر- 53.65: ص-2016مايو -19.65: ص- الشخصية الثورية يف أدب زهور ونيسي: قياس لندة-54.200: ص-لرواية العربية املعاصرةديات اسر : صالح صاحل: ينظر- 55

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

161

ورا و مازلت أتشوق إلى أن أضع تصو كنت " : وثيقا بالثورة اجلزائرية، تقول صاحبتها : للعناصر التي تتكون منها هذه المذكرات، و قد توضح لي بأن ثالثة عناصر هي مرتكزها

.الجذور و األرضية التاريخية للحدث-األشخاص الذين تواجدوا في هذه األرضية التاريخية في غصون الحث ذاته بصفتهم -

.حقيقة و واقعا و ليس خياال أو أسطورة56".به هذا العمل للمجتمعالصيغة أو األسلوب الذي يقدم -

:يربز التاريخ يف انتقاء الكاتبة ألحداث معينة حددت من خالهلا فصول روايتها زمنيا كما يلي: ، الفصل الرابعم1955صيف عام : م، الفصل الثالث1955ربيع عام: الفصل الثاني

، م1957جانفي : م، الفصل السادس1957شتاء : ، الفصل الخامسم1956عامصيف .م1960ثم ديسمبر م1958فيفري 18: الفصل السابع

ا تقدم أحداثا و شخصيات تارخيية هلا و ميكن أن ا رواية تارخيية أل نقول عن هذه الرواية إ.وثيقة قد يستند إليها الباحث و يرجع إليهامبثابة فمن يوميات مدرسة حرةصلة بالواقع،

عندما تقدم تواريخ و أشخاصا و أحداثا ميكن -جوناثان فيلدحسب –تارخيية تصبح الرواية57.التعرض إليهم

أن وجهة الرواية تارخيية : و يرى نضال الشمايل أن الرواية التارخيية حيدها ثالثة حتديدات، أوهلاأما ماضوية، إذ املاضي هو صاحب احلكاية، و ثانيها أن آليتها إعادة بناء التصور عن املاضي،

ا حياة جمموعة من الناس ضمن فرتة زمنية معينة، ي: ثالثها ادات ــــجملة من العــتازون بـمـفهو أن ماد

.25: ص-الرواية- 56.113: ص-2006-1ط - عامل الكتب احلديث، األردن- )يف مستويات اخلطاب يف الرواية التارخيية العربيةحبث (الرواية و التاريخ : نضال الشمايل- 57

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

162

و التقاليد، مع ضرورة عدم العبث مبجريات املاضي األساسية، بل يكون عمل الروائي على ما هو 58.خيايل ال يتعارض مع الواقعي

م و قد عرضت زهور ونيسي يف شكل سردي مر حلة معينة عاشها اجلزائريون و وصفت حياا وسط حي شعيب و طريقة عيشهم، و إن مل )حي صالميب بالعاصمة(الفقرية اليت يعيشها سكا

ا و من خالل مدرسة صغيرة متواضعة البناء ": تفصل يف ذلك تفصيال؛ تقول يف إحدى صفحاو حياة محرومة جافة، لم أكن و تلميذات فقيرات في حي شعبي فقير و سكان بسطاء أميين

59..".أتصور أنني سأعرف من الحياة أسمى معانيها و أروع قيمها

) املادة التارخيية(األول يتمثل يف القضية املعاجلة : السردية التارخيية احلديثة لون يتنازعه هاجسانإن الرواية قدر اإلمكان و ذلك ، و قد سعت األديبة إىل اإلبقاء على فنية 60اإلخراج الفين: و الثاين

ا على تصنيف بعدم خوضها يف اجلانب السياسي أكثر من اجلانب الفين، و لذلك أكدت يف لزوميامسبق لروايتها يف خانة الرواية، رمبا تفاديا منها يف الوقوع يف شرك اخلطاب اإليديولوجي، و يف هذا

انب السياسي فيها ذي القيمة التارخيية حيول و لعل تغليب اجل: "السياق يقول الدكتور نضال الشمايلالرواية إىل خطاب إيديولوجي مباشر ينتقص من فنيتها، من هنا البد على الكاتب أن يضاعف من

61".الوسائل الفنية الكفيلة بإبقاء العمل ضمن أطره األدبية

يوميات أم مذكرات؟ -خ

رأة العربية وحفظت هلا مواقفها، وأبرزت كل ما أبرزت السرية الذاتية النسائية مسرية كفاح امليرتبط بالصراع السياسي واالجتماعي وفكرة احلرية إىل جانب الكتابات اإلبداعية، فكتبت املرأة عن

ا بأشكال خمتلفة ا ؛ حيا وأخريات اعتنني باملذكرات املهنية ، فمنهن من اهتمت بتسجيل يوميان التعليمية، وأخريات ركزن ن الشخصيةعلى التجارب القاسية ومسري من "و ، 62وحتدثن عن معانا

.114: ص- السابقاملرجع : ينظر- 58.42: ص–الرواية - 59طبعة - املؤسسة العربية للدراسات و النشر، لبنان-قضايا يف الرواية األردنية و دراسات يف خطاب األستاذ الدكتور نبيل حداد يف نقد الرواية: و آخرونالشمايلنضال - 60

.08: ص- 2012.نفسهاو الصفحة نفسه املرجع - 61.34/35: ص- 2005- 1ط- الدار البيضاء–املركز الثقايف العريب - )دراسة يف مناذج خمتارة(السرية الذاتية النسائية يف األدب العريب املعاصر :أمل التمييمي :ينظر -62

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

163

دفرت سجلت فيه صاحبته جزءا من أحداث عاشتها، و قد اعرتفت بذلك " يوميات مدرسة حرة هنا، و القول بأن ما أعرضه في هذه المذكرات، الموجزة جدا، و من المفيد التنصيص " : قائلة

لزاوية تاريخية »لقطات سريعة «و الصريحة جدا، و الصادقة جدا و المباشرة جدا، ما هو إال أحيانا ) معلمة(أحيانا، و ) مناضلة(هامة عشتها بنفسي، و ساهمت في بعض جوانبها بجهد

63".أخرى، أو بهما معا في غالب األحيان

يبدو هذه جليا يف العنوان الفرعي و ت اليومياوالمذكراتالكاتبة ختلط بني مفهومي و لعل ا عبارة عن مذكرات يف املنت، فال بد هنا من وضع ) من يوميات مدرسة حرة(للرواية مث تصرحيها بأ

. حد فاصل هلذا اإلشكال

ا تشبه السرية يف أما اليوميات فهي تشبه السرية من ناحية و ختتلف عنها يف نواح أخرى، إذ إا ال تتبع نظاما فنيا و ال تلتزم بالشروط الفنية سرد ما يتعلق حبياة شخص ما، و ختتلف عنها يف أ

ال تلتزم بتقنيات ؛ فهي أعمال جامدة 64للسرية، إذ ال يشرتط فيها أن تتمتع بأسلوب أديب مشوقا إىل درجة اإلبداع، فليس من الصعب كتابة األحداث اليو مية اليت جتد يف حياة الفرد، فنية ترقى

لكن القدرة على فلسفة هذه األحداث و حتليلها تبقى ميزة أساسية لصاحل السرية، تفتقر إليها و 65.و تضفي عليها مسحة مجاليةاليوميات اليت تركز على رصد األحداث فقط دون أن تسرب غورها،

ا سرد كتايب ألحداث جرت خالل حياة املؤلف، و كان له فيها دور، تعرف املذكرات على أا ختص العصر و شؤونه بعناية كربى، فتشري إىل مجع األحداث و ختتلف عن السرية الذاتية بأ

، 66هـــــرى حياتــــرت يف جمـــــه و أثــــمن معاصريالتارخيية اليت اشرتك فيها املؤلف أو شهدها أو مسع عنهاو املذكرات تويل اهتماما لألحداث حول الكاتب و خارجه أكثر مما تويل للكاتب نفسه، و منها

.18: ص-الرواية- 63.14/18: ص- 1974-1ط-مكتبة النهضة املصرية، القاهرة- الرتمجة الذاتية يف األدب العريب احلديث: حيىي عبد الدامي: ينظر- 64لد الثالث- بريوت - قسم الدراسات- املوسوعة الفلسطينية-املذكرات و السري الذاتية الفلسطينية: قامسية خرييه: ينظر- 65 .751/756: ص-1990- 1ط- ا

.246: ص- 1984- 2ط- بريوت-دار العلم للماليني- املعجم األديب: بد النورجبور ع- 66

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

164

تمع الذي يدور حوله موضوع املذكرات، و قليال عن الكاتب نفسه ، كما 67نعرف قدرا كبريا عن ا.68تعطي للعمل جانبا من واقعيتهأن الرتكيز على صفة املذكرات

ال تتحدث الكاتبة عن نفسها فقط، بل حتدثت عما كان يدور " من يوميات مدرسة حرة"و يف رخيية ، فهي رواية أو سرية أو مذكرات مولودة يف احوهلا من أحداث، قامت بتدوينها بطريقة رواية ت

قد تغني عن كتابات عديدة ) لمذكراتا(ال أستطيع أن أدعي أن هذه إنني" حضن التاريخ؛ عب ــمة الشــــحــدار ملـــع و إصــــاس، وضــــاح قــــحـــوب، و بــإلــــطلـــة ، فإن المــة، و الحقــمطلوب

و خصوصية ثورته في إطارها و مسارها المأمول و لكنني، فقط أردت أن يكون لي حظ م ـــخـــر الضـــمبـــداث أول نوفـــة عن أحـــيلــق القلـــالحقائادة ببعض ـــو ال أقول الري) اهمةــــالمس(

و أستطيع ). من يوميات مدرسة حرة(و المجيد في هذا العنوان الذي عنونت به هذا الكتاب وع الخطير، ـــذا الموضـــناول هـــاب يتـــق، و لعله أول كتــــاب بداية على طريــــالقول إن هذا الكت

ما يكشف عنه من أحداث تذاع ألول مرة، يجلب أقالما، تضيف الجوانب األخرى و لعله للصورة العامة و التاريخية لألحداث التي جرت فوق أرض الجزائر قبل انتصارها على

و هكذا يصب . االستعمار الذي انتزع منها شخصيتها، و عمل فيها تقطيعا و تشويها، و تدميرا69".النهر في المحيط، إنه فعل و إرادة الشعب الباطلاألمل في اليأس، كما يصب ماء

لواقع مر أليم عاشه الشعب اجلزائري خالل فرتة االستدمار، و هذا ما شهادةيعد هذا الكتاب جزء من إال و يمضي معهاكل سنة تمضي: " صرح به الدكتور أمحد طالب إبراهيمي يف تقدميه

، و يكون من المؤسف جدا أن يصيب هذا الزوال ذكريات تتعلق بالنضال ذكريات الماضيالطويل و المجيد الذي خاضه الشعب الجزائري من أجل استرجاع استقالله ، و تشكل هذه

هذا ...الشهادات في واقع األمر موادا بالغة األهمية من حيث كتابة تاريخ الجزائر المجيد

.42: ص- 1992-الشركة املصرية العاملية للنشر، لوجنمان، مصر-أدب السرية الذاتية: زالعزيشرف عبد : ينظر- 67.55: ص- الرواية العربية و زمن التكون من منظور سياقي: زهور كرام-68.28: ص-الرواية- 69

أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسيتعالق : ولاألالفصل

165

قاومتها اإلدارة االستعمارية على التي ))لمدارس الحرةمعلمة في إحدى ا((الكتاب هو كتاب الدوام، و هذا يعني أن هذه الشهادة آتية من معلمة كانت متفانية في تعليم تالميذها اللغة

و إبراز دورها فيما شاهدته الشهادة، حيث هدفت الكاتبة إىل سرد األحداث بدافع 70"الوطنيةوموقفها من ذلك ، و ركزت على سرد أحداث تارخيية و عامة متقطعة غري رتيبة تفتقر إىل املنظور االستعادي يف القص أكثر من تركيزها على شخصيتها، أضف إىل ذلك غياب تلك الدقة يف السرد

كما انتقت بعض أحداث ثورة اجلزائر اليت جندها يف اليوميات لقرب حلظة التدوين من حلظة التجربة،ا ا اخلاصة ا اليومية و مل تسرد كل أحداث حيا و قامت بتدوينها و تأرخيها، و مل تسجل جتار

ات، ـــة اليوميــــها يف خانـــوحدها، و هذا ما جيعل تصنيفها يف خانة املذكرات مسوغا أكثر من تصنيفا الفرعي مغالطة .أجناسية، مل تقصدها الكاتبة على أغلب الظنو بالتايل يكون عنوا

أشكال تعبريية خمتلفة داخل رواية زهور ونيسي هشم ذلك النظام املغلق الذي إن تعايش ، و أخرياا، و قد قدمت لنا الكاتبة جترب .جديداتها الكتابية متبنية منطا كتابياكان يبدو و كأنه ملمح خاص

.07/08: ص- س.م- 70

ثانيلفصل الاشرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في رواية

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

167

العريب مـحــورا أساســيــا ملوضــوعها،من الواقع إلبراهيم نصر اهللارواية شرفة الهذياناختذت ، فجاءت روايته حافلة الجمــالي بالمعـرفي و الـواقـــعي بالتخييلي و السردي بالشعريحيث يلتحم

يعكس حالة ، جمتمعة و مشكلة نصا أدبيا يتميز باجلدة و و غري األدبيةبأشكال التعبري األدبية.ن العريبالتغييب و التشظي اليت يعيشها اإلنسا

:مضمون الرواية:أوال-

تمعات العربية املفتتة اهلوية، حيث يسرد نصا حداثيا هذه الروايةتعد يعكس ما حيدث يف االذي ظل يبحث عن االنعتاق و احلرية ، رشيد النمرصاحبها بوعي و حرفية كبريين حالة البطل

ساعيا إىل التحرر من القيود اليت فرضت عليه، إال أنه سرعان ما يكتشف احلقيقة املرة و زيف ، فيبدأ باهلذيان و انتظار 1أحالمه، بعدما يصبح مسؤوال عن التعتيم و التواطؤ و التسرت على احلقيقة

ه الخضرة لم يقبل لنفسه أن يبدأ يوما مضاء بكل هذه الزرقة و بكل هذ"ما ال يعود، مع أنه.2"بلحظة هذيان

يبدأ الكاتب روايته حبديث مسهب عن حرية اإلنسان العريب الذي يعيش حتت ضغط و وطأة : احلاكم العريب املستبد قائال

باستطاعتك أن تغمض عينيك وأن تدير ظهرك؛ باستطاعتك أن تفقد صبرك وأنت تبحث عن "بها النار التي أشعلتها فجأة قطرة العرق التي تطفئالريموت كنترول باحثا عن محطة أخرى

نعم باستطاعتك أن تلعن .راحت تنحدر من أعلى رقبتك حتى آخر نقطة من عمودك الفقريوأن تتالشى بعد لحظات . الرعب والجحيم: اللغة، تلك التي لم تسعفك بأكثر من كلمتين هما

سهرة مضة والمحتملة لبرامجتماالت الغافي حديث أطفالك الموتى عن االح

را من أرضهما م من أبوين فلسطينيني1954عام ،األردن، عمانمواليد براهيم نصر اهللا ، كاتب و شاعر و أديب من إ اليوم واحدا من أكثر الكتاب د يع.م1948سنة، هج.والناقد أيضا العرب تأثريا وانتشارا، حيث تتواىل الطبعات اجلديدة من كتبه سنويا، حمققة حضورا بارزا لدى القارئ العريب

ا بشكل مباشر 2005ه الرواية سنة صدرت هذ ).سنة12(و ابنته مي نصر اهللا ) سنة14(ابن املؤلف علي نصر اهللا : و ساهم يف كتابة بعض صفحاإعداد - األدب الفلسطيين احلديثموسوعة أحباث و دراسات يف-جممع القامسي للغة العربية- "األدب تنقية للذاكرة و أنسنة للتاريخ" راهيم نصر اهللا إب- عبد اهللا برميي: ينظر- 1

.18:ص- 4ج- ياسني كتاين.07: ص-2010/ه1431- 3ط-منشورات االختالف و الدار العربية للعلوم، ناشرون-رواية- شرفة اهلذيان: إبراهيم نصر اهللا- 2

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

168

باستطاعتك أن تتابع الكذب على الهواء مباشرة المدة التي تحتاجها كي تطمئن على .الليلةبأس، فهم ال يريدون منك أكثر من ال.تواصل السهرة مع أي فيلم تختارالمستقبل و

أن تدخل في حديث معاد وأن تكتشف المصادفة الغريبة : باستطاعتك أن تذهب أبعد.ذلكباستطاعتك أن تـقبل أطفالك .، فهم ال يريدون منك أكثر من ذلكمثل اآلخرينفي كونك ميتا

فيها أحد؛ وأن تنام على جانبك األيمن ل ـــأو ال تقبلهم قبل النوم، تلك حريتك التي لن يتدخ بعيون األقمار الصناعية الساهرة، تلك حريتك عابئأو األيسر، وأن تحلم بأجمل ممثلة غير

رة وان تتناول باستطاعتك أن تتناول اإلفطار في السابعة أو العاش.التي لن يتدخل فيها أحدباستطاعتك أن .ي لن يتدخل فيها أحد، ال فرق هنا، تلك حريتك التخبزا أبيض أو أسمر

تمدح القمر دون أن يطلبوا منك بصماتك العشر وفصيلة دمك وخريطة الوراثة، تلك حريتك باستطاعتك أن تحب زوجتك أو تظل مخلصا لذكرى مارلين مونرو .التي لن يتدخل فيها أحد

علن انحيازك ألي مشروب غازي وأن ت ) فرايد تشكن(أو ) برغركنغ(أن تصطحب العائلة إلى .. باستطاعتك أن تفتح بيتا في الماضي وتأوي إليه، .تريد، تلك حريتك التي لن يتدخل فيها أحد

أو تفكر في سقف قرميدي أحمر، أن تتشبث بسطح بيتك الطيني أو تتطلع بلهفة إلى عتبات .. ولكن حين يأتون . .أنباستطاعتك . دالرخام الجديدة، تلك حريتك التي لن يتدخل فيها أح

لن تكون أكثر من كتلة العري تلك، فوق كتلة العري التي تحتها فوق كتلة العري التي : تذكرتحتها، ولعلهم سيتمتمون بخشوع وهم يرون قطرة العرق تلك التي تنساب من عنقك نحو

...ستهم، وهم يتضاحكونشرعون حماآخر نقطة خفية من عمودك الفقري إذ ي

عين لعتمة طل ت م

كهفك

3!الصغير

احلاكم العريب لشعبه و رعيته قتلمن ،حيدث يف الساحة العربيةكل مااهللانصرإبراهيم يرصدعصفورا ضعيفا،يفرتسصقر شرسويشبهه ب

.04/05:ص: السابقاملصدر - 3

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

169

عند الظهيرة"

صمت العصفور فجأة

..أشرع باب الشرفة بسرعة

م ه ت فاجأ الصقر متلبسا، ممسكا برأس العصفور، و هو يقف على سطح القفص و يل و هناك 4".دماغه بتلذذ بارد مجنون

إن ما يريده هذا احلاكم من شعبه هو أن يكون صورة ال أكثر، أي أن يكون يف عداد األحياء األموات، و هذا ما أشار إليه الكاتب إذ قتل زوجته و أوالده، و غدا بذلك املوت حياة جديدة هلم؛

ن لها التهم أوالده؛ و عندها أدركت زوجته أنها ستتعذب كثيرا، إذ من أيو بسرعة غير عادية " .أعضاء طرية كأعضائهم

!التهمها و هي تنظر إليه دهشة، إذ لم يسبق أن أكلها صقر من قبل

.طار

5".و هكذا بدأت حياتهم الجديدة

فاه مهمة خمالفة متاما ملا كان يطمح إليه، فهو يف املركز اإلعالمي الذي أل عمله نمر لرشيد او يستلم الكاذبة و ليس مسؤوال عن اإلعالم باملعىن الذي تدل عليه هذه مكلف بالتزوير و اخلداع و التغطية

الكلمة؛

مبقيا على أغطية بقية (صعد المصور إلى سطح الطاولة، نزع غطاء العدسة الطويلة، "صوبها المصور للشرق، التقط مجموعة من . ، نظر رشيد إليها، كانت المعة نظيفة)العدسات

.39: ص- س.م- 4.47: ص-ن. م- 5

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

170

ما !هذا ممنوع: استدار للغرب جاءته إشارة التحذير واضحةالصور، للشمال، للجنوب، و حين قال المصور ذلك و قد أنزل عين الكاميرا إلى األسفل، و هو ! الذي تعنيه بكلمة ممنوع؟

6."يواصل تحديقه في اتجاه الغرب

لتلك منفذا لرغبات املسؤولني عنه، و قاتال قد أصبح رشيد النمر يتفاجأ القارئ بأن و مبرور الوقت األحالم الطفولية الربيئة و مدمرا ملستقبلهم، فيشرتي القفص ليضع فيه العصافري ليسلمها للمسؤولني، و مل يعد مجال العصفور و صوته العذب يشده، و إمنا الرغبة يف إثبات اإلخالص و الوالء للسيد

و مهمتــه الـملقــاة عليــه بــمنع الزائريـــــن الـحاكـــم، و هكـــذا يتقابـــل و يتقاطــع عمله يف مركـــز اإلعــالم و الصــحفيني من تعدي الـحــدود املسموح بـــها مــع قيامــه بتجميع الــعصافيــر و املساعـــدة فـي قتــلها

ذا ختلى عن حلمه و أمله الذي ظل ينتظر حتقيقه طيلة عمره ؛ 7أو تسليمها إىل السلطات، و

العصفور نصف خطوة؛ و حين وصل باب الشرفة الزجاجي حرص أن يغدو كان يتقدم عن".نصف الخطوة خطوتين

فتح الباب الزجاجي، حشر جسمه، و حينما حاول العصفور أن يتبعه، أغلق الباب بسرعة !فأصبح رأس العصفور في الشرفة و جسده في الممر

) حركة بارعة(

مان، أدرك العصفور أنه وقع في الفخ، و أنه بخبرة العصافير التي توارثتها على مدى الز لكن يأسه لم يمنعه من أن يحلم بشمس تشرق فجأة ساطعة على غير عادتها، فيكبر . سيموت

أكثر و أكثر فال تغدو السكين، التي التمعت، أكثر من شوكة، مقارنة بحجم رقبته، و يكون 8!"مصير البيت مصير القفص

.157: ص–س.م- 6.19: ص- "األدب تنقية للذاكرة و أنسنة للتاريخ" راهيم نصر اهللا إب- عبد اهللا برميي: ينظر- 7.104: ص-الرواية- 8

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

171

سفح مع الصقر الذي كانت مهمته قتل العصافري اجلميلة، فأراد مهامجته خاض رشيد النمر جتربة العاد العصفور و لكن يف يوم املتمثل يف اقتناء عصفور، ا جعل البطل يتخلى عن حلمههو اآلخر، م

إىل أولئك األموات؛ فتفاءل بأن احلياة ستعود يوماعلى شرفته يغين، فجأة

بسرعة، اتجه للحمام؛ و قبل أن يدخل، خيل إليه أنه سمع أشرع الباب بسرعة، قطع الممر " غناء عصفور ما، على الشرفة، و لم تخنه أذناه، فما إن نظر إل هناك حتى رآه واقفا على ذلك

.القضيب الحديدي النابت من حافة الشرفة

راحتا تنظران زج جسده داخل الحمام، في حين بقي رأسه في الخارج بعينيه المشرعتين اللتين بفزع اللحظة التي سينفجر فيها العصفور، لكن ذلك لم يحدث، إذ فجأة طار مخلفا صدى

9!"أغنيته متماوجا على حافة الشرفة

، و الكشف رية املستحيلة يف عاملنا العريباحلهذيانأو بحلميسعى الكاتب يف هذه الرواية إىل البوحيأكل القوي منا "و " البقاء لألقوى"حيث العودة إىل مقولة ، األقفاصعن قبول العرب بالعيش داخل

ائيا و أن رشيد النمرإال الظامل، لحاكملتامع الضو اخلبعد "الضعيف يف داخله ال يزال مل ييأس حلمه، فاألقفاص اليت كانت تسجن فيها العصافري لتقتل، قد تزينت و غمرت كل هاجس حتقيق

.الشرفات بالبهجة نفسهاو فجأة امتألت "الشرفات؛ أقفاص طائرة راحت !! برفوف أقفاص ملونة لم يروا مثلها من قبلكانت السماء مغطاة تماما

تاف المارة ــتحط على الشرفات و سطوح البيوت و أرصفة الشوارع و ساحات المدارس و أك.حتى لم يعد هنالك أي مكان يتسع لها.. و حافالت النقل العام و

10!"فته حطت عدة أقفاص ال يخفى جمالهاو على شر

.173: ص–س. م- 9.183: ص- ن.م- 10

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

172

:شخصيات الرواية:ثانيا-

قدم إبراهيم نصر اهللا جمتمعا مرتبكا مزدمحا بأشخاص قلقني، حيث تتضارب األنباء و تتسارع قتلهم الصمت و الظلم أبطاهلا أمواتا يف هذه الدنيا، فقديسرد الرواية على أساس عد و األحداث،

لموا، في غفلة لم يحأو زوجتكهل أنت واثق من أن أبناءك : قال له الشرطي"و االستبداد؛ !!منك؟

.بالتأكيد: لقا

.ضبولماذا سأله الشرطي بغ

!!ألنني

وهل دفنتهم كما ينبغي؟

. دغير متأك : تلعثم

11."قال له الشرطي بلطف باغته.عد ألسرتهم وتأكد

ا و ما يالحظه قارئ ال ال تتحرك كثريا، و يف ،كثرية الصمت،تشبه آالت ناطقة رواية أن شخصياو يرى عبد اهللا برميي أن نصوص للسيطرة و القتل،و خضوعهصمتها داللة على استسالم العريب

، ارتكاز تسندهاتفتقد إىل نقطة إبراهيم نصر اهللا متثيل هلويات الشخصيات املفتتة، لذلك نلفيها ا فهيعلها تستشعر نوعا من اإلحساس باالنتماء يف واقعها، جتو تعيش ضياعا و انشطارا يؤكد أ

ميكن أن جنمل صفات هذه ، و 12تعيش قيم جمتمعات ما بعد احلداثة بعيدا عن كل ثبات هويايت:الشخصيات فيما يلي

.22/23: ص- س.م- 11.18: ص- "األدب تنقية للذاكرة و أنسنة للتاريخ" نصر اهللا راهيمإب- عبد اهللا برميي: ينظر- 12

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

173

هذه الشخصية ؛»الحديثجودو العصر «الذي ميكن أن نطلق عليه :رشيد النمر-1الغامضة اليت عاشت حياة مليئة باالنتظار؛ فقد انتظر رشيد فرصة احلصول على وظيفة طيلة

نتظار العصفور جره إىل املوت؛ حياته، إال أنه مل جين منها سوى املتاعب و اهلموم، و ا.وصل) جودو(كـأن "

قد ال يعرف رشيد النمر شيئا كثيرا عن جودو

.13"قد ال يتذكر اسمه بعد لحظات إذا ما سمعهو

املرأة اليت فقدت أنوثتها، تقضي جل وقتها نائمة حيث تعيش اكتئابا و إحباطا ولد :زوجته-2بينها و بني رشيد النمر فجوة واسعة؛ فهي تدخن السجائر و تنام يف الغرفة وسط السجائر

.أريد أن أدخن سيجارة: امرأته قالت له" مطفأة؛

و ما الجديد في األمر؟؟

كانت في صباها أشبه بمنفضة سجائر...

14".أما اآلن فإنها تشبه مدخنة

ا و المرأة أعني "متسلطة جائرة، ال تأبه بزوجها، بل فقدت اإلحساس بوجوده أصال؛ كما أ15".برائحته الكابوسيةزوجته، تشير بإصبعها لشيء في الفراغ و تواصل شخيرها

أباهم و ال كأن رشيد النمر يف عامل و أوالده يف عامل آخر، حيث جندهم يناقضون:أبناؤه-3فلم يلب ونه احللم، فهم حيلمون بكلب و هو حيلم بعصفور،يتعاطفون معه، و ال يقامس

.14: ص-الرواية- 13.16: ص- ن.م- 14.13: ص- ن.م- 15

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

174

معها ضد كما جند مساندة األبناء ألمهم و حتالفهم مطالبهم، و كان بذلك أبا صارما، حين عاد من المطبخ" أبيهم؛

ذهب إلى المطبخ ـــاعتك أن تـــو لذلك باستط) توم آند جيري(نريد أن نشاهد : قال له األوالد..و تنتظر هناك حتى يتنهي العرض

.سأشاهده معكم. ال بأس-

إلى ابن آخر، هذا يعني أن تتحول بالنسبة لها . أمنا قالت ال تدعوه يشاهد أفالما كهذه. ال-ثم راحوا يصرخون باسمها إلى أن أطلت من داخل سحابة . بدل أن تلعب دورك كزوج و أب

!ماذا؟-: الدخان السوداء

16"ال تدعوه يشاهد أفالما كهذه؟: ألم تقولي لنا-

أحيانا يبيع "أحيانا جوارب نسائية و غيارات داخلية؛ الذي كان يبيع:االبن األكبر-أنسائية و حماالت صدور و غيارات داخلية، و قبل يومين قال له أحدهم جوارب

: و حين سأله!! عليك أن تفهم أنك لن تستطيع بيع أي قطعة من هذه القطع(ا طوال الوقت ـــائيات لنـــها الفضـــ، في حين تبيع)عها فارغةــألنك تبي(ه ـــلماذا؟ أجاب

: ى بغرفته سبع ليال، و حين خرج، قال ليو حين عاد الولد للبيت اختل!! ممتلئة17!!"فعال، إنهم يبيعونها ممتلئة، و يعلمون الناس كيفية استعمالها أيضا

إشارة إىل التغطية اإلعالمية للفضائيات العربية اليت تنشر الثقافات البائسة العارية و ما و هنا بني املشاهد ة إىل حد أنه مل يعد يفرقأثرا بالشاشو يظهر هذا االبن مت. تعرضه من سفالة و زور

احلقيقية و اخليالية؛ كمشهد حدث ارتطام الطائرتني بربجي التجارة العامليني، الذي يلح على أنه جمرد

.16/17: ص- س.م- 16.67: ص- ن.م- 17

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

175

و قد اضطر رشيد النمر إىل إخبار ابنه بأن كل ما يشاهده يف . مشهد مأخوذ من فيلم سينمائيسبتمرب؛ 11مث يشاهد االبن حليته قد طالت مثل حلى املتهمني املنتمني يف أحداث . التلفزيون أفالم

نشرات األخبار؟ابنك يتابع-"

. نعم-!سبتمبر؟11و فجأة تقع أحداث -.نعم-بين محطات الغيارات الداخلية، غرفته أياما طويلة بلياليها، و هو يتنقل مايختفي في -

!في النهاية يغادر غرفته و يذهب للمرآة؟و .نعم-!و فيها يرى أن لحيته طالت كما لو أنه ليس هو؟-.نعم-تحين منه التفاتة نحو جهاز التلفزيون في غرفة الجلوس و يرى صور المتهمين بتنفيذ -

العملية الكبرى معروضة في نشر األخبار؟هذه .نعم-!يتأكد ، فيعود لشاشة التلفزيون من جديد؟-.نعم-!و بين صور المتهمين و المطلوبين يرى ابنك صورته؟-.نعم-!....؟الشك باليقينلحيته طالت بما فيه الكفاية بحيث حسمت -على من يأخذ على عاتقه ألنهم بحاجة إللقاء القبض على المتهمين الحقيقيين، ال-

واجب تنصيب نفسه متهما، لمجد أن لحيته طالت دون أن يدري و هو يتابع ذلك

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

176

الفيلم الذي ال ينتهي، الفيلم الذي تبثه محطات الغيارات الداخلية أيضا على مدار 18!"الساعة؟

إذا مل الذي ظل ملحا مصرا على اقتناء كلب، بل و هدد أباه باملوت: االبن األصغر-بمس االبن يف أذن أبيه مال ":حيصل عليه، و ظل حيلم به إىل اآلخر إذ ختتم الرواية

لقد قلت لك بوضوح، لماذا تضعنا ! لقد حذرتك: الصغير نحو إذن أبيه و همسلكنت ...تريت لنا كلبا ـــو اشـي، لــنــك لم تسمعــهذا، لكنـــف حرج كــوقـفي م

19!!!"و أرحتنا...ت ـحــارت

تعيش يف صمت و ال تتحدث كثريا، مما ينم عن حكمة و وعي، فالصمت قد :االبنة-تا.يعرب عما ال يقوله اللسان حنان و أنس رشيد النمر، فقد كان مصدر كما أ

ا يف املواقف الصعبة و خترجه من املآزق السيما ؛ إذا كان املشكل مع أمهايستنجد تتأخر عن مد يد العون له، بصمتها الغريب، كلما بحث عن ابنته، تلك التي ال "

.احتاج لذلك، لم تكن بينهمقال ابنه الصغير و قد أدرك ما ! لن تنفعك تلك التي ال تستطيع أن ترى أبعد من أنفها-

.يريد.ذهب للمطبخ

20".و حين لم تنته الحلقات، نام هناك

الذي خترج من حتت يديه آالف الطلبة، إال أنه شخصية األستاذ اجلامعي: الجار-4حمتالة خمادعة، فقد كان يتسلل ليال إىل خزانات املياه، و يغلق عدادات اجلريان ألجل

أن تقول لي إنني لم أزل أصحو ليال ألغلق أتريد " أن تصعد املياه إىل خزانه؛ .21"!ت الجيران؟العدادات، لتصعد المياه إلى خزاني الخاص دون خزانا

.109/110/111: ص-س.م: ينظر- 18.187: ص–ن .م- 19.17: ص- ن.م- 20.107: ص–ن .م- 21

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

177

كما أنه احتال على رشيد النمر حينما نصحه بعالج ابنه عند مشعوذ مدعيا ضمان شفائه، مثل حالة لن أطيل عليك؛ لدينا حاله "مقابل مبلغ مئة دوالر و سبعة أنواع من العصافري؛

!ربما أصعب بقليل. ابن زميلي-....للدكتورهمس رشيد النمر . اسأله عن األجر الذي يريده-.فأشاؤ له الدكتور بحركة من يده التزام الصمت-!هذه الولد يعز علي كثيرا، و أبوه صديقي-

,انفرجت أسارير رشيد النمر-....و لذلك نريد أن تراعيه قليال--...!التسعيرة ثابتة منذ ذلك اليوم المشهود؟--....كم يريد؟همش رشيد النمر-

:يده و همس بسرعةأغلق الدكتور الهاتف براحة ماذا أقول له؟. مئة دوالر-!!"...مئة دوالر-.اكتب-دوري و ببغا و زرزور -بلبل حسون و شحرور-كناري بيضوي كالنور-.رد رشيد النمر مستغربا!!! كناري بيضوي كالنور؟-22".زجره الدكتور. نعم، كناري بيضوي كالنور-

.116/117: ص-س.م: ينظر- 22

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

178

هي ، واالجتماعية و العاطفية و الفكريةحالة من الفوضى و املالحظ أن شخصيات الرواية تعيش توحدهم، ال أهداف ال آمال و، فال أحالم وو االنفصال مبختلف مستوياتهحالة من الالتواصل

.بطريقة أنانية، كما حيلو لهيعيش عامله اخلاصشخص منهم كل و: زمن الرواية:ثالثا-

للفرتة الزمنية اليت عاشها عاملنا العريب يف أسوء فرتات "شرفة الهذيان"تعرض إبراهيم نصر اهللا يف تارخيه املمتدة من يوم فوز الرئيس األمريكي جورج بوش االبن برئاسة الواليات املتحدة حىت يومنا

فباسم الدميقراطية و احلرية و العدالة اليت ادعى بوش إصراره على نشرها و تثبيتها يف عاملنا . هذاطرية ــاقمت الصراعات القومية و القـــيوش و تفـجـها الــان و احتلتــهكت األوطــتــالمي انـــلعريب و اإلسا

و الدينية و الطائفية و حىت العشائرية و تدمر االقتصاد الوطين، و زاد استغالل الرأمسال و أصحاب تمع و االت يف السلطة و كرب بشكل هائل عدد الفقراء، و توقف تطور ا اإلبداع يف خمتلف ا

معظم البلدان، و سادت الثقافة السطحية اهلشة املتمثلة بكثرة الفضائيات العربية و ما تقدمه من اازدادتورخص و ضحالة ، و يف اآلن نفسه عال صوت التيارات الدينية السلفية و قد . قو

و املواقف و األحداث اليت كان هلا أثرها تعرض إبراهيم نصر اهللا يف هذه الرواية لكثري من القضاياحدث تفجري برجي التجارة العاملية يف : مثل. على العامل ككل و على عاملنا العريب بشكل خاص

جــــون ـــسو مقتل الطفل الشهيد حممد درة و نيويورك و ما كان من نتائج ذلك، و أحداث العراق 23.نتينامو و أبو غريب و غريهاقــال األمريكي و التعذيب يف غواـــاالعت

":شرفة الهذيان"التجاوزات السردية في :رابعا-: الكتابة المتشظية-1

داخل جنس أديب، فيبدأ خبلخلة قيدزاج متمرد ال يريد أن يمصاحب لعل الروائي العريب املعاصر حمتلف للخروج بنمط أديب حر ينعم بلغة فارهة وأسلوب وفكر أديب جيمع بني ،األجناس وحتويلها

: املوقع اإللكرتوين- والبحث عن حرية اإلنسان العريب املفقودة يف هذا العامل العريب: شرفة اهلذيان"براهيم نصر اهللا يف إ: نبيه القاسمينظر- 23alkasem.com/nasrallah2.htm-http://www.nabih

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

179

جا كتابيا منفتحا حرا، وهو نابع عنجوقد .24األجناس ليس ، وللعاملتهرؤيإبراهيم نصر اهللا الشذريةة ـــالكتاب، و قد اعتمد اءـــكما يشب ــارسها الكاتـــمـون يـــة من املضمـــــترفا أو لعبة فارغ

شـه، و هي تـــقــوم أســـاســـا عــلى نيتد ــا عنــمـك(Aphorisme)ذةـوب النبـــلــأو أساسا، ــأساملنطقي و تفادي الكتابة االقتــضـــاب، التكثيف و التبئري و الرتكيز ، و النفور من التحليل العقالين

والتحليل فني مييلون إىل الكتابة النسقية كان أغلب املؤلن إو،)La linéarité(اخلطية النسقيةلتحليل املتماسك اتساقا املنطقي الصارم املبين على قوة احلجاج واالستدالل والربهان العقلي، وا

تعتمد على الكتابة الشذرية املقطعية القائمة على شعرية فقد بدأت الكتابات املعاصرة، وانسجاماوتتهرب من التحليالت العلمية واملنطقية العقلية اجلافة االنفصال، وتتكىء على بالغة التشظي،

يطفو وبذلك، حتضر الذاتو،وتأملية إما ذهنية وإما وجدانيةواملنفرة، لتعوضها بكتابات شاعريةنح، و تتقطع النصوص فوق صفحة البياض فراغا ويسمو االنزياح،اخليال اخلارق، ويعلو التخييل ا

األنواع ليتشكل منها نص شذري أو كتاب شذري، بعثرة، فتختلط األجناس وانفصاال وامتالء ووبني النطق تأرجحفواصل تفقرات ومقتبسات، بينها بياضات واصلة، ووذلك يف شكل مقطوعات و

.25والصمتا املرتبكة و تفككها من حيث املبىن، فهي ذات عناصر متشظية، يكتشف قارئ الشرفة صور

حبكتها الفنية و تناغمها يغيب فيها ذلك االتساق و التماسك و البناء احملكم، ما يفقدها .السردي

اعتمد و قدواصل و احلدود،تقوم الرواية على الواقع و املتخيل معا يف عمل مفتوح تذوب فيه الف، حيث أقام عالقات مباشرة بني شظايا نصية شكلت ما يسميه )Collage(اإللصاق صاحبها تقنية

L’écriture"كتابة مفتوقة البعض décousue"النص الفسيفساءأو"Le texte puzzle"26؛

ار مرمي اجلابر:ينظر-24 مجادى 08األربعاء : مقال نشر بتاريخ-احلدود بني األجناس األدبيةالكتابة الشذرية تأيت من صاحب املزاج املتمرد لتلغي : أ.15661العدد- جريدة الرياض-2011مايو11/ه1432اآلخرة.املرجع نفسه: ينظر- 25وم اإلنسانية، قسم األدب العريب، جامعة كلية اآلداب و العل-مذكرة لنيل شهادة املاجستري-حملمد ديب" سيمرغ"جدل احلداثة و ما بعد احلداثة يف نص : عزيز نعمان: ينظر

.155: ص-27/01/2009-تيزي وزو

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

180

" Le texte/puzzle ne ferait ainsi sens que considéré dans son ensemble; l'écrituredétailliste ou l'écriture fragmentée permet d'en douter.. "27

زأة تقدم الكتابة إن و النص "لتايل فهي تفتحه على عدة تأويالت، و بامشكوكا فيه، معىنا، و هو يفكك الواقع اليومي عرب نصوص -على حد تعبري بارث–الفسيفساء هو نص احلياة

.28"صغريةفالـــروايـــة ال تقـــول احلقيقـــة قـــدر مـــا تقــــول االحتمــــاالت كلهـــا، و املنفـــية و املغيبة منهــا باألخص، و تكشف عن خمبوءات ال ننتبه إليها يف حياتنا و وجودنا، و تدفعنا إىل القلق و الشك و الاليقني،

من بالذات كما الحظ الناقد الفرنسي املعاصر بيري بيار و أن قيمة الكتابة األدبية و الروائية، تك)Pierre Bayard (ذه الالبتية ـــي هـف)Indécidabilité( ،فاألدب ال يــبت يف األمـــــر و ال يـحســــم ،

و يـبقي األمر يف نوع من الغموض و االلتباس و الرتدد و احلرية، فاألمر ممكن و غري ممكن يف الوقت .29نفسهاالنفتاح يفضي إىل لعبة يبدعها الكاتب أوال و ميارسها القارئ ثانيا، و قد حتدث والتشظيو

، إذ جمد اللعب احلر الالمتناهي لكتابة ليست منقطعة متاما عن نظرية اللعبجاك دريدا عن و هذا اإلكراهات املغيبة للحقيقة، حيث حييل الدال إىل دال آخر مع تغييب متعمد للمدلول،

، حياول القارئ تثبيتها املدلول للدال حبيث تتحول العالمة اللغوية إىل عالمة عائمةمراوغةيقتضي30.للوصول إىل املعىن

الكتابة املتشظية يف الرواية من خالل هندستها و بنائها املضطرب، فقد خصص الكاتب و تتجلىلكل جمموعة من الصفحات عنوانا، كما أنه ال توازن يف عدد الصفحات، و ال يف أسطر نصوص كل

26-Claudine Potvin : L’esthétique du détail dans Nous parlerons comme on écrit - Voix et Images,Volume 14, numéro 1 (39), automne 1988 – p :42.27 -Loc.cit.

.155: ص-حملمد ديب" سيمرغ"بعد احلداثة يف نص جدل احلداثة و ما: عزيز نعمان-28.132: ص-الرواية و التحليل النصي: حسن املودن- 29: املوقع اإللكرتوين-06: ص-كلية اآلداب، جامعة املوصل-فلسفة التفكيك عند دريدا: حممد سامل سعد اهللا: ينظر- 30

www.mohamedrabeea.com/books/book

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

181

اتب من كل قيد ـــم عن حترر الكـــذا ينـــا جتد نفسك بإزاء تشكيلي شعري حر، و هــصفحة، فأحيانا :فاجأةبالمأو شرط كتايب؛ و من أمثلة ذلك صفحات عنو

نام طويال " و حينما استيقظ ذات صباح

لم يجد نفسه في السريروجد رجال آخر

ذهب إلى المرآةكما يمكن أن يفعل أي رجل عاقل يجد نفسه وجها لوجه

مع معضلة كهذهتأمله طويال

بأحدلم يذكره ...لم يكن يعرفه أبداو هكذا اعتبر األمر ال يعنيه

بعد قليل عاد به للسريرهيأ له المخدة

أفرحه أنه زوجته لم تستيقظ

:و فكر أن يترك لها هدية متوحشة تليق بهارصاصة في جبين هذا الرجل الغريب النائم بجانبها

لكنه لم يفعل، ألنه لم يكن يملك، ببساطة، أي أسلحة من ذوات الرصاصعاد خطوتين

تأمل الرجل النائم بجانبها

الرجل الذي ال يذكره حتى بشيء

31"و بصمت مضى للمرآة

.123: ص-الرواية- 31

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

182

ا من الشعر احلر، فالكاتب ال يتواىن يف كسر األسطر و ترصيعها تبدو هذه الكتابة املفتوقة و كأ.الزمين و املنطقيبكلمتني أو أكثر، مما جيعل شرفة اهلذيان متوالية سردية خالية من التسلسل

تات، حجارة أو غبار ، و كلمات ها بف تالكتابة املتشظية و شبهعنكلودين بوتفان حتدثت و قد: قولتخارج السياق، تنفلت من قارئها، مبعثرةخارج النص و حكايات

" Écrire par fragments : les fragments sont alors des pierres sur le pourtour du cercle :je m'étale en rond: tout mon petit univers en miettes; au centre, quoi ? Despoussières. Des miettes. Des détails. Des mots. Hors-texte. Des mots dont le sens fuit,glisse entre les doigts. Des histoires sans contexte: des histoires ordinaires, deshistoires à dormir debout .32"

عن وعي مما جيعلنا نضفي صفة)Fragment(الشظية/للشذرةلقد أعطى الكاتب األولوية Le(المتشظيالنص texte fragmental ( ،ا على الرواية أي أن هذه الكتابة واعية بذا

هي يف ذلك أقرب ما تكون من السينما ما بعد و "،)Discontinuité(انفصايل هاطابعبو.Zapping("33(لقنوات التلفزيونية التبديل احلر لتقنية احلداثية، يف جلوءها إىل

على حد تعبري كتابة مضطربة جمزأة، تعتمد تقنية اإللصاق، إن الكتابة الروائية ما بعد احلداثية": مارك غونتار"الباحث الفرنسي

" Si le collage peut apparaître comme un dispositif de discontinuité dans le récitpostmoderne, une autre forme, proche par certains aspects de ce mode de turbulence

est l’écriture en fragments ".34

Le(و هنا جتدر اإلشارة إىل الفرق بني النص املتشظي texte fragmental (النص املقطعو)Le texte fragmentaire( على عدم إمتام النص دل األخري يفهذا ؛)كالعمل املنشور بعد وفاة

32 -Claudine Potvin : L’esthétique du détail dans Nous parlerons comme on écrit-p : 39..16: ص-حملمد ديب" سيمرغ"جدل احلداثة و ما بعد احلداثة يف نص : عزيز نعمان- 33

34-Marc Gontard :Le roman français postmoderne- Une écriture turbulente-https//halshs.archivesouvertes.fr/halshs-00003870 Submitted on 16 Mar 2005-p : 82.

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

183

فهو قصدي، خبالف الثاين ، متشظية عن غري قصدأي أنه كتابة ) ةاملفقوداتأو املخطوطصاحبه": مارك غونتار"الفرنسي ، و هذا ما أشار إليه الباحث إحداث أثر مجايلمنهالغرض

" Une première chose est de différencier le texte fragmentaire du texte fragmental.Dans le premier cas, ce qui est en cause c’est soit l’inachèvement (œuvre posthume)soit l’incomplétude (manuscrit endommagé ou partiellement perdu). Dans le secondcas, l’adjectif fragmental désigne une écriture consciente d’elle-même, uneesthétique concertée." 35

الفضاء النصي هو أفق النص الكلي، و هو العامل الذي تعيش و تتحرك و تتفاعل عربه إن الشخصيات و األحداث، فهو العامل الذي حيتويهم و الذي ميثل الكون الذي يلف النص، و من

36.خالله و من خالل تفاعله مع الزمن ينتج املعىن و تنتج الداللة

عن حتوالت السرد الزمانية و املكانية أي تعرب اليت السرديةالنقلة مظاهر التشظي يف النص من ات معينة تتعلق باألحداث ــــالناجتة عن غياب أو تغييب السارد معلوم" الفجوة السردية"ما يسمى

الطباعي ما بني أجزاء أو أقسام الرواية /، و إن الفراغ الكتايب37أو الشخصيات أو الزمان أو املكانــا كان وجود البياض فعال ، إذ ملدليل على وجود فجوة سردية" البياض السردي": الذي يسمى

و من ، 38سرديا جاءت تسميته البياض السردي متييزا عن الفراغ الذي جنده يف بقية أنواع الكتب: الذي انتهت على الشكل التايل74الصفحة : أمثلته يف الرواية

، إن ذلك ء اصطياد عصفور بيديه العاريتينالصيد و أكثره إعجازا أن يستطيع المر أفضل -"!يشبه إلى حد بعيد أن تتمكن من قتل أسد بالعراك معه

35-loc.cit..165:ص- دت-دط-وزارة الثقافة و املؤسسة العامة للسينما - )مقاربة منهجية يف إنتاج املعىن و الداللة السينمائية(الفيلم بني اللغة و النص : عالء عبد العزيز السيد: ينظر- 36لس الوطين للثقافة و الفنون و اآلداب-حسن البنا عز الدين: تر- الشفاهية و الكتابية: أونج.ج.والرت: ينظر- 37 .232: ص- 1994- 182سلسلة عامل املعرفة -ا فإن تالزمهما غري حمتوم؛ إذ قد يتحول السرد مكانيا، وإن كانت املمارسة الغالبة هي مصاحبة البياض للنقلة السردية)البياض السردي(ترجح ظهور ) الفجوة السردية(إن كانت ،

: ينظر(.أو فقرتني ميكن وصلهما سياقياأو زمانيا أو منظوريا يف فقرتني متتابعتني، أي بال بياض سردي، وباملقابل قد يظهر البياض السردي مع اتصال السرد، كظهوره بني فصلني .318: ، ص2013/1423)2(كلية اآلداب،15مالرياضجملة جامعة امللك سعود،- عراف ودالالت العدولاأل(البياض السردي : حممد بن سليمان القويفلي

.318: ص- املرجع نفسه:ينظر- 38

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

184

هنا سنتوقف قليال

39!! "تنتظر.. لنعود إلى البدايات التي تركناها وراءنا هناك

يتوقف الكاتب يف هذه الصفحة عن سرد أحداث شراء عصفور لينتقل إىل سرد أحداث أخرى تدور يف مكان عمله، مث سرد أحداث انفجار برج التجارة العاملي يف نيويورك، تاركا خلفه بياضات

؛ من الرواية87كثرية مولدة عدة فجوات، ليعود إىل حدث شراء العصفور من جديد يف الصفحة .و لم تعد مسألة اقتناء العصافير أمرا عشوائيا"

و قد . العصفور الذي سيمثل أبناء جنسه. ذهب و اصطاد ذلك العصفور بنفسه داخل القفصاستــلم وثيــقة مــن البائــع، مثــل تلك الوثائــق التي يحصــل عليهــا المـــرء حينمــا يشتــري ثالجــة

40." كروويفأو سخانا شمسيا أو مي

، )Discontinu(تضفـــي عـلى الروايــة طابعــها االنفـــصــايل )Les failles(هــــذه الفجــوات إن ؛ التعددفتنفتح على التأويل و و تنفي أحادية املعىن،

« Cette faille empêche le texte de se continuer en un ensemble fermé, contrôlé,sémantiquement clôturé»41

: كتابة عبر النوعيةال-2

الدرجة األوىل، تداخل أشكال التعبري فيها، ما جيعلها نصا هجينا من " شرفة الهذيان"ما مييز على لعل مسة التشظي تدعم هذا النوع من الروايات، فهي أداة متدد من خالهلا الكتابة و تنفتح و

:آفاق قرائية خمتلفة، و تتداخل هذه الرواية مع

.74: ص–الرواية - 39.87: ص–ن.م-40

41 - Bruno Blanckman et autres : Le roman français au tournant du XXIe siècle - presses Sorbonne Nouvelle-Publié avec le concours du CNL, 2004- Paris III) p : 160.

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

185

: ))L’absurdeمسرح العبث-أ

، فالقارئ يشعر و كأنه يرتاد حلما ال يقرأ رواية، فقد و السرياليةالعبث بىن الكاتب روايته على حتديد غاب التسلسل املنطقي و طغت التحوالت الفجائية و النقالت املباغتة، فال وجود للزمان و ال

اع يف عامل متحجر تسوده الفوضى دقيقا للمكان، فكل ما يقرأ تصوير ألحاسيس القلق و الضي:تعمه األوهام، و من مظاهر العبثية يف الروايةو

الذي يدور بني الشخصيات، فهو يف احلقيقة جمرد ثرثرة ال فائدة و ال معىن :الحوار العقيم-هلا يف أغلب األحيان، فهي توصل فكرة عدم جدوى االتصال أو تبادل األفكار بني

: الشخصيات؛ و من أمثلة ذلك يف الروايةو لكنني أريد عصفورا؟: قال الصغير"

.صقرا يتجول في سماء المنطقةو لكنني أحذرك فلقد رأيت : قال الصغير!و ما الذي يمكن أن يأتي بصقر إلى هنا؟

.لقد رأيته، و علي أن أحذرك!تحذرني من ماذا؟

في انتظار جودوالعبث مسرحية مسرحو ميثل"En attendant Godot :" الكاتب اإليرلندي كتبهاSamuel Beckett يف شهر واحد عاماسترا جون(و)Vladimir Didierفال ديمير (يف املسرحية . ، واالنتظار الذي ال ينتهيأملالالالعزلة والقلق و ، يدور موضوعها حولم1952

(Estragonongoومها ينتظران شخصا يدعى )جودوGodot( ومها ال يستطيعان االنصراف، فهما يف حالة انتظار، ويتحدثان يف أي شيء وإن مل يكن ،خيتفيان، ويظهر فجأة غالم مثبوزو لكي حببل وهو حيمل املتاع،حيث جير ) Luckyلكي (و)Pozzoبوزو (له معىن حىت مير الوقت ، ويظهر يف املسرحية أيضا

ه لكلمة)جودو(اسم ).جودو(وتنتهي املسرحية دون ظهور، كنه ال يأيتول، اليوم التايليف )جودو(يبشر بقدوم ، لذلك )اهللا(باالجنليزية وهو )Godجود(مشاتحقق واإلحساس بوطأة الزمن، لعله أراد أن يؤكد عنصر الفراغ الروحي املهو الذي سيمنحهم االطمئنان، فهو منقذ البشرية، وكأنه يشري بانتظار جودو غري قدومهف)pulpit.alwatanvoice.comينظر املوقع اإللكرتوين(.غري املؤمن فهو بعيد عن الشريعة، لذلك فهو يف خوف وقلق دائم وضياع مستمرالغريب نيهذي يعاالالسريالية(Surréalisme)واألدب يهدف إىل التعبري عن العقل الباطن بصورة يعوزها النظام واملنطقحديث يف الفنهي مذهب فرنسي: "فوق الواقع"أي الفواقعيةأو ،

. طريقة أخرىالفكر إما شفويا أو كتابيا أو بأيخالهلا ميكن التعبري عن واقع اشتغالفهي آلية أو تلقائية نفسية خالصة، من(André Breton)هرها أندريه بريتونوحسب منظ ا إىل التمرد حىت على ،نطقوعدم االعتداد باملعات الالشعور، أو الالوعي الباطنعلى العقل الباطن، حيث تستمد إهلامها من األحالم ودفو هي تعتمد بل وصل احلال بأصحا

هذه النزعة املتطرف املتمردة و.باحتمال أن يكون جمموع اثنني واثنني ليس أربعة، فقد يكون مخسة أو ستة إىل آخر ما توحي به املخيلة بال حدودمثال رحواصفاألصول الرتيبة، )https://ar.wikipedia.org: املوقع اإللكرتوين: ينظر(.لالالمعقو العبث وتلتقي كثريا مع مسرح

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

186

ممكن نشتري عصفور و ممكن ما نشتري عصفور؛ إذا ما اشترينا عصفور ما : قال الصغيرنة، و ممكن ممكن نحطه في البلكو !! في مشكلة، و إذا اشترينا عصفور في مشكلتين

نحطه في جو البيت؛ إذا حطيناه جوه البيت ما في مشكلة، و إذا حطيناه في البلكونة في ممكن يكون في صقر في المنطقة، و ممكن ما يكون في صقر في المنطقة؛ !! مشكلتين

ممكن الصقر ما !! إذا ما كان في صقر ما في مشكلة، و إذا كان في صقر في مشكلتينممكن !! وفه، إذا ما شافه ما في مشكلة، و إذا شافه في مشكلتينيشوفه، و ممكن يش

يكون الصقر جوعان، و ممكن يكون شبعان؛ إذا ما كان جوعان ما في مشكلة، بس إذا ممكن يجي يوكله، و ممكن ما يجي يوكله، إذا ما أجا يوكله !! كان جوعان في مشكلتين

ممكن يقدر يقتله و ممكن !! شكلتينما في مشكلة ما في مشكلة، بس إذا أجا يوكله في مممكن !! ما يقدر يقتله؛إذا ما قدر يقتله ما في مشكلة، بس إذا قدر يقتله في مشكلتين

أكون ما بحبه، و ممكن أكون بحبه، إذا ما كنت بحبه، ما في مشكلة، بس إذا كنت بحبه ليه ما في ممكن ما أزعل عليه، و ممكن أزعل عليه، إذا ما زعلت ع!! في مشكلتين

ممكن يروح الزعل بسرعة، و ممكن ما يروح !! مشكلة، بس إذا زعلت عليه في مشكلتينممكن ما !! الزعل؛ إذا راح الزعل بسرعة ما في مشكلة، بس إذا ما راح في مشكلتين

أصاب بالكآبة، و ممكن أصاب بالكآبة؛ إذا ما أصبت بالكآبة ما في مشكلة، بس إذا ممكن تروح الكآبة بسرعة، و ممكن ما تروح الكآبة بسرعة؛ !! كلتينأصبت بالكآبة في مش

ي، ــاتـــممكن إتأثر على حي!! ت في مشكلتينـــة، بس إذا ما راحـــت ما في مشكلـإذا راح!! رت في مشكلتينــممكن ما اتأثر على حياتي؛ إذا ما أثرت ما في مشكلة، بس إذا أث و

نجن؛ إذا ما انجنيت ما في مشكلة، بس إذا إنجنيت في ممكن أنجن و ممكن ما أممكن ما تحطوني في مستشفى مجانين، و ممكن تحطوني في مستشفى !! مشكلتين

مجانين؛ إذا ما حطيتوني في مستشفى مجانين ما في مشكلة، بس إذا حطيتوني في ما أحب ممكن أحب مستشفى المجانين، و ممكن!! مستشفى مجانين في مشكلتين

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

187

مستشفى المجانين؛ إذا حبيت مستشفى المجانين ما في مشكلة، بس إذا ما حبيت ممكن ما أفكر أهرب، و ممكن أفكر أهرب؛ إذا ما !! مستشفى المجانين في مشكلتين

ممكن أحاول أهرب، !! فكرت أهرب ما في مشكلة، بس إذا فكرت أهرب في مشكلتينحاولت أهرب ما في مشكلة، بس إذا حاولت أهرب في وممكن ما أحاول أهرب، إذا ما

ممكن ما أقدر أهرب، و ممكن أقدر أهرب، إذا ما قدرت أهرب ما في !! مشكلتينممكن يحكوا مع الشرطة، و ممكن ما !! مشكلة، بس إذا قدرت أهرب في مشكلتين

!! ينيحكوا مع الشرطة؛ إذا حكوا مع الشرطة ما في مشكلة، بس إذا ما حكوا في مشكلتممكن أرجع ع البيت، و ممكن ما أرجع ع البيت؛ إذا رجعت ع البيت ما في مشكلة،

ممكن أقدر أتخبا منيح، و ممكن ما أقدر !! بس إذا ما رجعت ع البيت في مشكلتين..... أتخبا منيح؛ إذا اتخبيت منيح ما في مشكلة، بس إذا ما اتخبيت منيح في مشكلتين

: ال التقاط أنفاسه ثم قالو صمت الصغي اخيرا محاو 42!!!!"اشتري لنا كلبا و ريحنا!و ليش اتحطنا في هيك موقف؟

هي ال تتحدث كثريا، و حوارها مكثف يغلب الصمت على الشخصيات، ف: جمود المشهد-يسرتسل الكالم و تعاود احلياة، موجز، حيث يسود الصمت إىل أن جيمد املشهد فجأة، مث

و من املشاهد اجلامدة يف الرواية احلركات فاملشاهد خالية من العقدة، و تفتقر إىل الدوافع، ا الرجال يف الشرفات املقابلة لشرفة رشيد النمر؛ التمثيلية اليت كان يقوم

د قامته كعسكري ش! بات على هذه الدرجة من االحترافق أنه صد اعتدل و هو غير م "ال يحصى من الرجال المشدودي يمنح وساما؛ و في الشرفات المقابلة أبصر عددا

.القامات.تراجعوا أيضا. و حين تراجع خطوتين نحو عتمة الداخل

.أقفل باب الشرفة

.30/31/32: ص-وايةالر - 42

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

188

!أقفلوا أبواب الشرفة.أسدل الستارة!أسدلوا الستائر

.تركه في الشرفةأشرع الستارة و قد تذكر شيئا ال يجوز !أشرعوا الستائر و قد تذكروا أشياء ال يجوز تركها في الشرفة

.فتح الباب!فتحوا األبواب

.انحنى ليتناول العصفور و رأسه، و عيناه تنظران إليهم!انحنوا ليتناولوا العصافير و رؤوسها، و عيونهم تنظر إليه

.أمسك بالعصفور و ألقاه خارج الشرفة!بالعصافير و ألقوها خارج الشرفاتأمسكوا

.سمع ارتطاما هائال ال ليشير إلى أن الذي تم إلقاؤه مجرد عصفور!سمعوا ارتطامات هائلة ال تشير إلى أن ما تم إلقاؤه مجرد عصافير

.سار إلى حافة الشرفة!ساروا إلى حافة الشرفات

.حدق في الشارع! حدقوا في الشارع

.أى جثة آدمية على الرصيف تحت شرفتهصرخ من جديد حين ر !صرخوا من جديد حين رأوا جثثا آدمية تحت شرفاتهم

43"... تمالك نفسه

.161/162: ص- ن.م- 43

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

189

حيث بدأت يف شكل دائري، و انتهت يف دائرة مفرغة تدور شرفة اهلذيان :الشكل الدائري-بل اية،ال هدف واضح و ال قصة واضحة املعامل، فال بداية و ال ، اية مفتوحة اعتباطية

ةعن معاناالروائي عرب تتكرر وضعيات خيبة و انكسار، و سخف و الوعي، و قد غري معقولة شبيه باألحالم اململة الرتيبة بأساليب غري منطقية وموحياشخصيات روايته .اليت نراها يف املنام

، فعرب من أحدمها و ألف بني عاملي الواقع و الالواقعمن اهلذياناتإبراهيم نصر اهللافاغرت لقد األحداث اليت كان هلا بالغ األثر يف الوطن و يسجل بعضالذاتإىل اآلخر ليضيء أعماق

، و لذلك ميكن أن نقول إن شرفة اهلذيان تنتمي إىل أدب العبث، حيث يشعر الكاتب العريبارت العقيدة الدينية بعبث احلياة العصرية و قيامها على كثري من األوضاع غري املعقولة بعد أن ا

تمع 44.نتيجة احلروب و ألوان الصراع يف ا

شعرية الرواية أم رواية الشعر؟-ب

التداخل بني النثر و الشعر ميثل الشكل األول من أشكال تداخل األنواع الذي تفرضه طبيعة إن 45.األدب، و ليس ملنتج النص قصدية فيه

شعرية اإليقاع، الغرابة و املفارقة و التضاد، : مبختلف أنواعهاالشعرية "شرفة الهذيان"جند يف :، و من أمثلة ذلك يف الرواية46و الفكاهة السوداء الساخرة

قديم ألقت المدينة قدميها على حافة السيلمن "

و التهمت أشجارها أمام الشمس

.292:ص- 1978دار النهضة العربية، بريوت، - من فنون األدب املسرحية: عبدالقادر القط:ينظر- 44.167: ص- )تداخل األنواع األدبية(الدويل الثاين عشر مؤمتر النقد - )دراسة يف تداخل األنواع(نص السيولة و الصالبة : لؤي علي خليل: ينظر- 45.642: ص- )تداخل األنواع األدبية(مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر -أثر تداخل األنواع يف بنية النص الروائي لدى إبراهيم نصر اهللا: تامرمي جرب فرحي: ينظر- 46

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

190

كي ال تنهض الخضرة في الليل

.تفاجئهم نائمين بما تبقى فيها من ماءو

من قديم

أعد الرجال خزائن مضيئة

و حشروا فيها ظاللهم

و سمرة نسائهم

و شعر بناتهم األسود

و الضحك الذي لم يكن له ذات يوم سبب

.و خرجوا لمكاتبهم مطمئنين

من قديم لم يقعوا في خطيئة أن يكون هنالك شيء

أعلى من قاماتهم

حتى لوحات اإلعالنات

47"كي ال تسول لهم أنفسهم أن ينظروا لألعلى

ا عن تستمد الرواية شعريتها كذلك من حوار األشكال التعبريية اليت استعملها الكاتب مستعيضا .48احلبكة الفنية

.21: ص- الرواية - 47.20: ص- "األدب تنقية للذاكرة و أنسنة للتاريخ" نصر اهللا راهيمإب- عبد اهللا برميي: ينظر- 48

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

191

، التجريباخلرب الصحفي الرواية كشكل من أشكال قتحمي:الخبر الصحفيإقحام -جقد استقى و ،القارئ و احلد من خيالهانتباهتواصل مع الواقع، لشد رتباط و اكو

و من األحداث إبراهيم نصر اهللا الكثري من أحداث روايته من الواقع الذي عاشهالقصاصات الصحفية و ظهر ذلك جليا من خالل إلصاق تلك اليت جرت،

: تصريحات المسؤولين، و منهاو

49

50

.62: ص- س.م- 49.119: ص–ن.م- 50

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

192

51

:الفنون البصريةتداخل الرواية مع -د

ل أصبح حضور الكلمة يف كثري من النصوص األدبية احلديثة متداخال مع فنون التشكيلقد .بالكلمة ليدعمها، فهو إضافة حقيقية للمعىن يف كثري من األحيانالشكلالتجريدي، حبيث امتزج

Littérature(تنتمي إىل األدب البصري " شرفة اهلذيان"ميكن القول إن رواية و من هنا

visuelle( ، يعد استخداما خالقا للكلمة و الفراغ، و يتخذ أشكاال خمتلفة يتجلى من الذيو الصورة عنصر أساسي يف األدب البصري احلديث، و هي من قبيل التشبيهات اليت 52خالهلا،

لى استيعاب املفاهيم و األفكار، و يف هذا حتد واضح يف جعل الصورة نسقا إغوائيا تساعد القارئ ع53.و جزءا أساسيا من بنية النص و معناه

: و من بني األشكال الفنية الواردة يف الرواية

.133: ص- س.م- 51و من الطبيعي أن تعمل حاسة البصر على اإلطالع دائما على أي نص مكتوب، و لكن املقصود هو النصوص .و هو األدب الذي يعتمد على توظيف حاسة البصر و تفعيلها

.املعىن أو يضيف إليهظام أو شكل حمدد، يعزز املكتوبة وفق ن.18: ص-)تداخل األنواع األدبية(مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر -)تداخل األدب مع الفنون البصرية(من الشعر اهلندسي إىل الشعر البصري : فاطمة الربيكي: ينظر- 52.36: ص–نفسهاملرجع: ينظر- 53

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

193

خريطة للمكان الذي يعمل فيه رشيد النمر: الرسم و مثاله-

54

و هذا يدل ، أن الكاتب مل يستخدم خريطة أصلية و إمنا أضفى عليها بعدا خيالياالحظيو ما .على حرفية و موهبة الكاتب

"الصغيرة بالثوب األزرق"لوحة مودلياني: اللوحة الفنية و مثالها-

55

19: ص-الرواية- 54 أميديو موديليانيAmedeo Modigliani)1884فنان إيطايل بارز يف أوائل القرن العشرين امليالدي، كان الشكل املفرد موضوعه املفضل يف الرسم): م1920/م..37:ص-ن.م-55

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

194

: الكاريكاتورية للطفل حنظلةصورة علي الناجي-

رسم يهدف إىل النقد االجتماعي فن ساخر من فنون ال:)Caricature(و الكاريكاتيرالكاريكاتري ينشر احلياة دائما على احلبال و يف اهلواء : "يقول علي الناجي. السياسي و غريهأو

ا حيث ال الطلق، و يف الشوارع العامة، إنه يقبض على احلياة أينما وجدها لينقلها إىل أسطح الدنياجمال الرتميم فجوا 56".و ال جمال لتستري عور

زام والضعف يف األنظمة العربيةيعكس مرارة ا" شرفة اهلذيان"و الطفل حنظلة يف .ال

57

1937(ناجي سليم حسني العلي على االذين عملو الفلسطينينيالكاريكاتورية، ويعترب من أهم الفنانني، متيز بالنقد الالذع من خالل رسومهفلسطيينكاريكاتريرسام،)1987..م1987سنة لندنله أربعون ألف رسم كاريكاتوري، اغتاله شخص جمهول يف. ستخدام الفن كأحد أساليب التكثيفباالسياسيريادة التغري

ويتية،يف جريدة السياسة الكم1969عامالكويتظهر رسم حنظلة يف.يف كاريكاترياته، وميثل صبيا يف العاشرة من عمرهناجي العليهي أشهر الشخصيات اليت رمسهاحنظلةأن الصيب ذا العشرة ناجي العلييقول. كما أصبح رمزا للهوية الفلسطينيةناجي العليأصبح حنظلة مبثابة توقيع.م1973أدار حنظلة ظهره للقارئ وعقد يديه خلف ظهره عام

يرمزان لرفض الشخصية للحلول اخلارجية، لبسه ملالبس مرقعة إدارة الظهر وعقد اليدين.ولن يزيد عمره حىت يستطيع العودة إىل وطنهفلسطنيأعوام ميثل سنه حني أجرب على تركأصبح حنظلة .على احلائطكاتبا و، )االنتفاضة األوىلذجتسيدا ألطفال احلجارة من(احلجارة راميا ظهر حنظلة فيما بعد بعض املرات . القدمني يرمزان النتمائه للفقروظهوره حايف

)www.wikipedia.org: ينظر املوقعاإللكرتوين(. ىت بعد موت مؤلف الشخصيةإمضاء لناجي العلي، كما ظل رمزا للهوية الفلسطينية والتحدي ح.11: ص-1997-دط-دار الكرمل للنشر و التوزيع، عمان-اهلدية اليت مل تصل بعدناجي العلي : ناجي العلي و آخرون- 56.70: ص: الرواية- 57

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

195

: صورة تشكيلية لعصفور يغني-

58

ة النص ينص املكتوب من جهة، و إضافة إىل بالكاتب الصور يف روايته خلفيات للنجعلو قد أخرى، إال أنه أقحمها إقحاما فجا يف بعض األحيان، حيث قطع السرد و ألغى معناه من جهة و

.النصاليت كانت جمرد صورة، ال ختدم" توم آند جيري"املعىن، مثل صورة

يا ــــاألغنية يف الرواية، و يشري الكاتب إىل ذلك واعوردت :تطعيم السرد باألغنية-ه: ه، و من أمثلتهاــــبكتابت

)أغنية(عتمة مثل ظل قديم على وشك االنهيار

فال فرق بين وضوح الصواب و قعر الخطأ

أي هذا الظالم : أنت تعرفنافمن قبل من

59!!بين جدران هذا الظالم انطفأ؟

عندما ، من أقرب املطربات إىل قلبه؛ اليت كانت )جناة الصغرية(قد كتب بعض مقاطع املطربة و :جترأت و غنت

.179:ص-س. م- 58.96: ص- ن.م- 59

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

196

على المقاعد بعض من سجائره(

!)و في الزوايا بقايا من بقاياه

!!كيف لها أن تنام و في الغرفة سجائر مطفأة؟: و تساءل بسخط

يومها، وقف في الشرفة و نثر أشرطتها في الهواء حباال بنية المعة بما فيها من أغنيات يحبها؛ 60).بحبهساكن قصائدي و : (حتى تلك، أغنيته المفضلة

الكاتب الكثري من يومياته يف هذه الرواية، فعنون بعض أجزائها سرد : اليوميات- و.-2و يوميات1-يوميات:مثال، بيوميات

بدت جلية هذه اهليمنة اإلعالمية من خالل نقل : هيمنة وسائل اإلعالم و االتصال-زحادثة تزويد احلكومة و "الكثري من األحداث العربية و العاملية، مثل حرب العراق،

اري املائية بدال من املياه الصاحلة للشرب و املستحقة اإلسرائيلية لألردن مبياه او مت نقل هذه األحداث و غريها 61".لألردن كما نصت اتفاقية الصلح بني البلدين

و وصوال إلى ) العربية(مرورا ب ) الجزيرة(بدءا ب " ؛القنوات الفضائيةعرب فها هي تمتلك موقع .. التي ينظر إليها دائما بحزن بالغ) الفلسطينيةالفضائية (

62."جناح في الفضاء، دون أن تتمكن من امتالك موطئ قدم آمن على األرض

، و فيلم أشلي مشهد لورنسلعبت املشاهد السينمائية من أفالم و كرتون دورا مهما مثل سرد جتعل القارئ للروايةحركياو هذا يعطي بعدا وغيرها،" توم آند جيري"جوود، و رسوم متحركة

؛ مواصلة القراءةمتحفزا للقراءة

متزج هلجات خمتلفة . ا ال تزال تلهم اآلخرينإ. والستينات من القرن املاضيللخمسينات" العصر الذهيب"هي جزء من املوسيقى العربية يف و.مصريةمغنية وممثلة: جناة الصغرية.2002عتزلت الفن سنة ا.الغناءاللغة العربية يفوأشكال

.16: ص-الرواية- 60.والبحث عن حرية اإلنسان العريب املفقودة يف هذا العامل العريب: شرفة اهلذيان"اهللا يف براهيم نصرإ: نبيه القاسم- 61.166: ص-الرواية- 62

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

197

اء امرأةكلما ذهبوا للقالذين يرتدون الدروع الثقيلة "

و النظارات السوداء في صالة السينما إلخفاء الدمع

خشية النهايات السعيدة

المختـلسةو يخفون بدراية المتعبين مخلفات االبتسامات

):توم آند جيري(أمام

63

لورنس العرب: ببعض مشاهد الفيلم السينمائيو (Lawrence of Arabia) مزجالكاتب أحالمه؛

: على شكل سيناريو عجيب لفيلم قصير كان الحلم الذي عبر مخيلته"

في الخلف دخان معركة

فة بالغبارالمقدمة عربات عسكرية تتقدم ملتفي

.12: ص- س.م- 63حيكي قصة املالزم اإلجنليزي لورنس الذي يكلف و شارك يف بطولته املمثل املصري عمر الشريف، و هو م1962عام ديفيد لنيالعامليالربيطايناملخرججهخر أالذي : الفيلم

م لتحرير جزيرة العرب من حكم اخلالفة) األمري فيصل آنذاك(فيصل السلطات الربيطانية مبعاونة العرب بقيادة الشريف احلسني بن علي وابنه امللكمبهمة من قبل ية اإلسالميف حر)www.wikipedia.org: ينظر املوقع اإللكرتوين(. كانت مشبعة بروح القبلية والتفرقيلقي الفيلم حملة على حال العرب يف تلك الفرتة واليتو، العثمانية

شرفة الهذيان إلبراهيم نصر اهللالكتابة عبر النوعية في روايةثاني لفصل الا

198

األفق صيحات نصرفيلكن المشهد برمته ال تميزه العين

)لورنس العرب(ذكره ذلك بمشهد من (

الرجل الذي سيوجه إليه ..حين يعود لورنس من أقصى الصحراء، بعد أن أنقذ الرجل الذي تاه!)لورنس، نفسه، فوهة مسدسه و يقتله أمام الجميع، فيما بعد، كي يلجم الفتنة

تتقد بالوتيرة نفسهاالعربات

و لكن الشيء الذي يحيره

...أن الجهات اختفت جميعها، و لم تكن ثمة جهة هناك غير الغرب

)كان الحلم بالنسبة إليه ال يقل طوال عن أسبوع(

!و حيـره أن فيلما طويال إلى هذا الحد، يمكن أن يشاهده الناس دون أن تهترئ أقفيتهم

64.."ليست السبب فيما يتعلق بقفا)أشلي جوود(و حينها، خطر له أن

إغوائي آخر ميارسه الروائي على نسق إن اعتماد الكاتب على الصورة التلفزيونية و السينمائية قارئيه، و هو يعرب عن شكل من أشكال الكرنفالية يف الرواية، مما يضفي عليها حيويتها و تعددها

.األسلويب، و تباينها الصويتختاما، إن شرفة اهلذيان رواية حداثية تقوم على املزج بني أنواع أدبية و غري أدبية، أو ما يسمى

أكد يف أحد قدتنبذ النقاء األجناسي، و قصد كاتبها هذه الطريقة يف الكتابة، وكتابة عبر نوعيةلشكل هو وعي باملضمون، ضرورة وعي الكاتب للنوع الذي يكتبه، و أن الوعي با" حواراته على

.65"فمن ال يعي أشكاله ال يعي مضامينه

Ashley Judd :ممثلة أمريكية..53/54: ص-الرواية- 64.2005أيلول 23اجلمعة -جريدة الرأي األردنية-مسرية عوض: حاوره-شرفة اهلذيان: إبراهيم نصر اهللا- 65

ثالثاللفصلافي رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيتجليات العجائبي

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

200

خطابا جديدا ينأى عن املألوف و يقدم رؤى و تصورات أسست رواية الواقعية السحريةا جديدة مغايرة، و بعدما كان امليثاق القرائي قائما على مبدإ احملاكاة و املرجعية الواقعية و اإليهام

از باستعاراته و ترميزاته مفهوما بديال للميثاق القرائيأص .بح ا

يشكل املنجز الروائي اللييب خصوصيته باشتغال النصوص على الفضاء احمللي مستنريا يف ذلك ؛ 1مبا أجنز يف املدونة الروائية العربية، و الواقعية حتديدا، حيث اجلمع بني التجربة الذاتية و اخللق الفين

ورة ـــة و األسطـــيعة و اخلرافــم ما فوق الطبـالـــتزج فيها عــمـع باملتخيل و يـــل فيها الواقــــداخــوص يتـــنصي بغية خرق النمط و احلكي الشعيب، و تتخذ من الرتاث مبختلف أشكاله وسيلة للتجريب الروائ

.املتعارف عليهالسردي السائد

؛ استوعب خمتلف خارجا عن الصف بال ريبمبدعا هيم الكونيبراإيعد الروائي اللييب الطارقي هذا الكاتب الشارد الفذ بال مراء فائق، الذي سطر لقارئيه من القصص . أساليب األدب العاملي

العجاب أحداثه بني احلقيقة و السحر و العادي و اخلارق، و أبطاله الكائنات سائرها اإلنس و اجلن الزهر و الشجر واملاء و احلجر و الريح و السراب؛ كلهم حي فيه عاقل قائل و الطري و الدواب و

، و قد استطاع أن ميتح من معني الثقافة املوسوعية الكربى يف األنثروبولوجيا و الفلسفة 2فاعلو األدب، و أن خيطط على مهل ملشروعه اإلبداعي الطموح يف إعادة بناء الذاكرة و تشكيل وجدان قومه و اكتشاف كنوزهم املطمورة يف الوعي و املخيال اجلماعي يف اآلن ذاته، مبا جعله صوتا فريدا يف

3.اإلبداع العريب

الواقعية السحرية)Le réalisme magique( : شاع هذا املصطلح يف الثمانينيات من هذا القرن بشيوع أعمال عدد من كتاب القصة يف أمريكا الالتينية من أمثالعناصر فنتازية كقدرة توظيف هذه الواقعية على أساس و تقوم. م1925خورخي لويس بورخيس و الكومليب غارسيا ماكيز، و قد استعمله األملاين فرانز روه سنة األرجنتيين

ميجان الرويلي و سعد : ينظر(. و الكوابيسحالمو األساطري و عامل األاحلكايات الشعبيةمن اخلرافات وو تستمد هذه العناصر القيام بأفعال خارقة،الشخصية الواقعية على)348: ص-دليل الناقد األديب: البازعي

.601: ص-)تداخل األنواع األدبية(مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر-)ظالل السرية الذاتية يف الرواية الليبية (الزمن املستعاد : حممود حممد أملودة-1 ات، و كانت النظرية السائدة هي أن الرواية يدرس يف معهد غوركي لآلداب يف بدايات السبعين.م باحلمادة احلمراء يف الصحراء الكربى1948سنة بلكاينلد إبراهيم الكوين و

روح أمم يف نزيف -عدوس السرى: لكوينإبراهيم ا: ينظر.(يم الكوين من قلب هذه النظرية، وقد متكن إبراهلوكاتش، وهذه نظرية جورج و ابن شرعي لواقع عمراينعمل مديين)395/403: ص-3ج- 2014- 1ط- املؤسسة العربية للدراسات و النشر، بريوت و دار فارس للنشر و التوزيع، عمان-سرية ذاتية-ذاكرة

.07/08: ص- 2006-دط-دار اجلنوب للنشر، تونس- توفيق بكار: تقدمي–من أساطري الصحراء : إبراهيم الكوين: ينظر- 2الصفحة الرابعة -2007-1ط-للدراسات و النشر، بريوت و دار الفارس للنشر و التوزيع، األردناملؤسسة العربية -)رواية(أين أخوك هابيل؟.. قابيل: إبراهيم الكوين: ينظر- 3

.من الغالف

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

201

: مضمون الرواية:الأو -

م لوحة من لوحات التاسيلي اليت 1990الصادرة عام إلبراهيم الكوني " نزيف الحجر"إن رواية الصراع األبدي بني اإلنسان و الطبيعة يف شكل عجائيب؛ مل ينقشها روائي من قبل، و هي تعرض

، صراع بني الودان )مساك صطفت(و الصحراء اجلبلية ) مساك ملت(صراع بني الصحراء الرملية فصاحبها مولع بالعودة إىل أصول ، صراع بني اإلنسان و احليوان،و الغزال، صراع بني أسوف و قابيل

لشعبية داخل فضاءات العجيب اخلارق، و قد أبدع عاملا متخيال خاصا السرد و بدايات احلكايات ااجلماد حيوان و ـان و الـــرق بني اإلنســـيعج بكائنات تسحقها قوى الوجود و تعيش ظروفا مماثلة، فال ف

.بل ال فرق بني األحياء و األموات

ا احلكائية يتمثل يف تلك العالقة األزلي و احليوان ) أسوف(ة بني اإلنسان و جوهر الرواية و مادالذي يقول عنه شيوخ الصوفية إنه روح اجلبل و يف حلمه يكمن سر من ) التيس الجبلي/ الودان(

أسرار الوجود ، حيث يقدم لنا الكاتب هذه العالقة يف صورة غيبية صوفية تتلخص يف فكرة احللول، بحان شيئا واحدا، و يصبح الودان هو الطوطم حيث حيل األب يف الودان و حيل الودان فيه، فيص

. اخلاص بعائلة أسوف، فال جيوز قتله أو أكله أو التعرض إليه بأي طريقة

من ناحية أخرى، يفطم قابيل على دم الغزال فيعيش يف توق دائم إىل قتل احليوانات ألجل أكل الغزالة بنفسها من أجل إقامة اللحم من دون أي تردد، و يقدم لنا مثاال جريئا يتمثل يف تضحية

الصلح بني بين جنسها و اإلنسان الذي جتاوزت قساوته حدود املعقول؛

: تعالت صيحات االستحسان، فقالت األم الكبيرة و هي تلتفت إلى أمي"

سيحرم . القربان سيفتح عهدا بين نسلك و بين ابن آدم. هناك سر آخر في التضحية-هذا هو العهد، حصن القربان .عليه دم ابنتك و أبناء أبناء ابنتك إلى أبد اآلبدين

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

202

فال يوجد . و ميثاق الدم، و اللعنة سوف تالحق من تسول له نفسه أن يخون رباط الدم4".من رباط الدم و ليس هناك جريمة أبشع من خيانة هذا الرباطفي الدنيا كلها أقوى

هو منوذج لإلنسان اجلشع األناين املستنزف خلريات الصحراء مهما كان الثمن، يف حني "قابيل"و كيف "صورة اإلنسان العريب الصابر و املكابد يف صحراء القسوة و العجز و العزلة؛ " أسوف" ميثل

.5"بدون صبر؟ تستقيم الصحراء متقاطرا على ) أسوف(، حيث يسيل دم )قتل الودان(الرواية حبلول اللعنة نتيجة خلرق النذر و تنتهي

اللوح احلجري و يتوحد بالودان، و تتحول الرمال إىل لوح حمفوظ ، فتسود السماء و حتجب السحب 6.مشس الصحراء

: الشخصية الروائية بين الحقيقة و الخيال:ثانيا-

بالشخصيات العجائبية كل الشخصيات اليت تلعب دورا يف جمرى احلكي و املفارقة ملا هو يقصد ذا تتداخل مع الشخصيات موجود يف التجربة،وإن العديد منها قد يكون هلا مرجعية نصية معينة و

7.املرجعية و التخييلية

ليت منحها الكاتب للشخصيات أضفت عليها البعد العجائيب، حيث استدعى الصفات اإن و هذه .الكاتب شخصيات غري عادية تقدم على بعض األفعال اخلارقة اليت يعجز عن فعلها البشر

: الشخصيات هي

استقر يف الصحراء منذ فرتة بعيدة، الذي ، و هو الطارقي شخصية تخييلية:األب-أ، 8..."الصحراء و اختار أن يموت وحيدا في الجبال على أن يعود إليهمفر إلى "

.102:ص-2012- منشورات الشهاب، اجلزائر- )رواية(احلجر نزيف : إبراهيم الكوين- 4.59: ص- ن.م- 5.134: ص–ن.م: ينظر- 6.99: ص- 1997- 1ط- املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب- البنيات احلكائية يف السرية الشعبية( ال الراوي ق: سعيد يقطني: ينظر- 7 حمددا، و هي ذات مالمح واقعية أو مستقاة من واقع التجربة، خيتلقها الروائي لغايات حكائية حمضة، التخييلية خمتلف الشخصيات اليت ال جند هلا امسا تارخييا يقصد بالشخصيات

ا متثل بعض القيم املتعددة اليت يسعى الراوي إىل جتسيدهاو هي تقوم بدور أساسي لك .)97: ص-قال الراوي: سعيد يقطني: ينظر. ( و.65: ص-الرواية- 8

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

203

و يظهر حامال إلرث األجداد و متشبعا باألفكار األسطورية حريصا على تعليم ابنه أوه، .الصبر. لن يتهاون عن النتوء، و لن يرخي أصابعه" كيفية العيش يف الصحراء؛ضحك :" يف موضع آخريوصيهو9")أوصيك بالصبر(:كاد ينسى وصية الوالد

في : الرجل في الصحراء ال بد أن يقتصد في شيئين: (( يومها و تذكر ما قاله له مرة.10" الماء، و في الرصاص

كسر الحيوان لقد "جثته؛ " أسوف" األب بعد صراع مع الودان و اكتشف ابنه و قد مات و تكتسي هذه الشخصية .11"الودان الذي انتحرالمسكون رقبته كما كسر هو يوما رقبة ذلك

، 12"لقد حل األب في الودان، و الودان حل فيه" جانبها العجائيب من خالل فكرة احللول؛اة ـــحيــاوية بني الـــــا اهلــــى شفـو خيانته النذر مع الودان الذي أنقذه و هو علــــاة األب هــــوفبب ــــو س

.و املوت

، البدوي الوحيد الصديق " أسوف" راعي الغنم ، و هو شخصية عجائبية:االبن-باحلميم للجن، و الذي يتمتع بقدرة عجيبة و هي حتوله إىل تيس جبلي، و يتصارع مع

بالرأس فوق لوح من الحجر في واجهة ألقى القاتل " قابيل صراعا ينتهي بإراقة دمه؛ ال : متم الرأس المقطوع المفصول عن الرقبة، و ت))أسوف((الصخرة، فتحركت شفتا

13."يشبع ابن آدم إال التراب

قابيل/قصةيستحضر ضمنيا و هذا االسمرمزية، /شخصية مرجعية:قابيل-تا و مصادرها و رموزها اليت تؤسس بداية جمموعة من احلقائق مبختلف يلهابو روايا

.59: ص- س.م- 9.31: ص- ن.م- 10.33: ص- ن.م- 11.69: ص- ن.م- 1299: ص-قال الراوي: سعيد يقطني: ينظر(.املخالفة ملا هو مألوفومالحمها و تكمن عجائبية الشخصية يف قابليتها للتوهم و يف تكوينها الذايت و طريقة تشكيلها(

.133: ص-الرواية- 13 و وظفها حمافظا على بعض مالمــحها املرجعية ) شفاهية-كتابية (رج النص، و معىن ذلك أن الراوي استقـــاها من عوالـــم نصية أخرى إلمكان تكوين فكرة عنها خاو هي مرجعية

).95: ص- قال الراوي: سعيد يقطني: ينظر. (رنة أخرى، بغية التعبري عن قضية ماو ماحنا إياها

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

204

اجلنس و املوت و القتل و ظهور البشرية و املؤسسات اإلنسانية، منها اكتشاف ، ألسوفمضادة شخصية هويف الرواية قابيلو. ، و هنا تكمن مرجعيتها14الطقوس

ته بأسبوع مث كفلته دو تبدأ قصته منذ الرضاعة مع اللحم، حيث توفيت أمه بعد والفطم على دم من"خالته، يفطم على دم الغزال فيعيش متعطشا للدم طيلة حياته؛ 15."!الغزال في الصغر لن يستقيم حتى يشبع من لحم آدم في الكبر

، و يقوما معا بالصيد و القتل ألجل )هويلس(باألجنيب جون باركر كابنت قاعدة قابيل يلتقي مث ايته مأساوية حبلول اللعنة عليه .أكل اللحم، و تكون

)Le chronotope: ( الكرونوثوب:ثالثا-من خالل العودة (يف الرواية، وميتد عموما من بداية الوجود اإلنساين و هو غري حمدد:الزمن

من خالل غايته املتمثلة يف التعبري عن ( إىل الوقت احلاضر ) الضمنية إىل قصة القتل األوىل).قضايا راهنة

ا )اجلنوب اللييب(اختار الكوين فضاء الصحراء الليبية:المكان فضاء أسطوري دون غريها ألا تفتح الدالالت على التخييلأكثر مالءو . مة للداللة على العزلة و الكبت و االنغالق أي أ

يته و واقعيته و يبدو فضاء الصحراء يف الرواية عاديا يف البداية، حيث حتمل عالمات تدل على مرجعو حتول حقيقتها، و ذلك ما تتغري مالحمها ، ليبدهلا الراوي مبالمح أخرىاحملضة، لكن سرعان

ا إن املكان الذي : "غاستون باشالريقول .بإضفاء مسحة خيالية مجالية على كل ركن من أركاينجذب حنوه اخليال ال ميكن أن يبقى مكانا ال مباليا ذا أبعاد هندسية و حسب، فهو مكان قد

16".عاش فيه بشر ليس بشكل موضوعي فقط بكل ما يف اخليال من حتيز

فسية قابيل و هابيل يتنوع من رواية إىل أخرى حسب احلضارات اليت احتضنتها، و مل يزدها ذلك إال توسعا يف داللتها الرمزية؛ فكانت داللة نقصة الذي يتخلل إن الصراع. اجتماعية و ثقافية أنثروبولوجية

ا: حممد عجينة: ينظر-14 لد - 1994- 1ط-لتوزيع، تونس و دار الفارايب، بريوتالعربية حممد علي احلامي للنشر و ا- أساطري العرب عن اجلاهلية و دالال -2ا.103:ص.84: ص-الرواية- 15.31: ص- 1984-2ط-املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر-غالب هلسا: ترمجة- ات املكانمجالي: غاستون باشالر-16

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

205

إن الفضاء الضاغط مهيمن يف أغلب الروايات احلديثة، فهو يذكي احلقد أحيانا، كما يذكي الثورة هو .أمه معها حق: " ، و يظهر هذا يف معايرة األم البنها أسوف17أحيانا أخرى يف قلب الشخصية

ها، ــبالحقد لحظتأحس !خزي!اتفو...الحياء للبنات. من لقاء الرجالال يهرب جل الر .ةي ن ب لقد ربى فيه خوفا من الناس يكفي كل صبايا الدنيا كي يهربن . ألول مرة، على أبيه المرحومو

تستقبل بها هذه الصحراء هذه المالمح الصارمة " : ، و كذلك يف قوله18"من الرجال إلى األبدالحقد من ذلك الزمان و يبدو أنها و رثت هذا. الرملية: الرحل القادمين من الصحراء المعادية

السحيق الذي كان فيه المعارك بين الصحراوين القاسيتين ال تتوقف، و لم تفلح حتى اآللهة ها هي تنظر إلى الزوار القادمين من . في السمـــــوات العليا أن تخفف من جذوة هذا العداء

19"...غريمتها بالكراهية

خطاب وصفي تضع يف االعتبار األول فالرحلة" السفر؛ و ينفتح الفضاء يف الرواية أحيانا بفعل تفتح الفضاء يف وجوه البشر، كأنه وعد بالسعادة، و لرمبا كانت و 20البعد املكاين يف زمن معني

صادرة باملكان البعيد»خارق«الطريقة املستعملة، يف الغالب، من لدن الروائيني، يف التعبري عما هو ، أي جديد و حممس، )حيدث لنا شيء(ال ميكن أن أنه ، اريفبو إيما عن اعتقاد كالذي جنده لدى

، و لعل هذا هو السبب الذي جعل الكوين خيتار فضاء الصحراء الليبية و ما 21"إال يف مكان آخرفيه احلركة و احلياة، حتويه من أساطري موغلة يف أعماق التاريخ، و كــأنه أراد أن حيرك الساكن و يبث

من أمثلة ذلك أن الكاتب قد أورد أوصافا ألمكنة خمتلفة من الصحراء أثناء السفر؛مثل رحلة اجلندب في الفضاء الصافي و عبر سهول الحمادة »الجندب الخرافي«حلق": اخلرايف و هجرة الطيور

في متاهة العراء تتناثر أشجار سدر و طلح و رتم، تنمو متباعدة في السهول . الخالية الصامتةكما تظهر بعض األعشاب متشبثة .و قد تتزاحم في بعض األودية التي فازت بالسيول أخيرا

.120: ص-2002- دط- أفريقيا الشرق، املغرب-عبد الرحيم حزل: ترمجة-الفضاء الروائي: جنيت و آخرون: ينظر- 17.36: ص-ةايالرو - 18.80: ص- ن.م- 19.196: ص-2006-1ط-رؤية للنشر و التوزيع-)مفاهيم و جتليات(السرد العريب : سعيد يقطني: ينظر- 20.121/122: ص- الفضاء الروائي: جنيت و آخرون: ينظر- 21

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

206

طوال الرحلة لم . يور هاجرتالط" : و كذلك يف قوله22".بالشعب المنحدرة من المرتفعاتيطير على ارتفاع عال، و يندفع في الفضاء محركا جناحيه في إيقاع . يعترضها سوى طائر واحد

و يشبه الطائرة باجلندب ، 23"كان مهاجرا أيضا. طع مسافة طويلةمن عقد العزم على أن يقل لغة جمازية و استعارات و يصف منظر الصحراء الرائع عرب إطاللة قابيل من النافذة من خالالعظيم

أطل قابيل من نافذة الجندب ، و أشار إلى جرح يكاد ":تدعم عجائبية الرواية، يقول الكوين.هل رأيتم؟ هذا طريق الغزالن المهاجرة: و قالم في األرض الرمادية المعتمة،يلتئ

الخيط الرقيق في جسد األرض القاسية المفروشة بالحجارة السوداء قاد إلى جبل دار الجندب العظيم حول الجبل من حدوده الشرقية، و طار بمحاذاته جنوبا، . الحساونة

في عمق الرملة شاهدوا رؤوس النخيل . فبدت الصحراء الرملية الممتدة على مدى البصرهنا . و كأنها تتمتم لبعضها بالتعاويذ السحرية الخاصة بمقاومة العجاجو هي تتجمع و تتناطح

في هذه . هنا يبدأ بحر الرمل العظيم، الرافد األبدي للمتاهات المجهولة. تنتهي الحمادة.24"المفازة تختفي المخلوقات الفارة من مجازر الخلق

ذهلة و ترتجم ميال إىل اإلفالت من جند للسفر املتخيل حظا يف الرواية، فهي تشبع رغبة مكما دعاه الحيوان "اجلاذبية ، أي التخلص من الشرط البشري، و من هذا القبيل رحلة قابيل مع الودان؛

عطش، و جاع، . عبر به الحمادة و هو يمتطي ظهره. معا في الصحراءتاها. الخفي إلى رحلةبه عبر أمواج بحر الرملة، و دخل فالة و حطم رأسه الصداع، فوجد أن الودان العظيم قد طار

اشتد عطشه و جوعه و صداعه . أخرى يغمرها السراب، و تتدفق على كثبانها أشعة الشمسهده التعب، و لكن الجوع كان أكفر من كل ...حتى كاد يسقط من جسم الحيوان العظيم

. 25"لتهم قطعة لحمتململت الدودة الشيطانية في أسنانه، فنهش رقبة الودان، و ا. األمراض

.112: ص- الرواية-22.113: ص- ن.م- 23.113/114: ص–ن.م-24.127: ص- ن.م- 25

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

207

هذا التيهان لعنة ، كما هو احلال عند أوديب أو عند الشعب اليهودي يف التوراة، و من خالله لعل 26.تتحقق بعض األحالم حتقيقا حرا

و جود ضائع من البداية -و هي نفسها قارة معزولة ضائعة عن الكون-إن الوجود يف الصحراء تدي إىل األصل أبدا ا لن الضياع قدر . و إىل األبد، فالصحراء تائهة منذ األزل، و جيمع العرافون أ

27!الصحراء نفسها، فكيف ال يكون قدر من يدوس ثراها؟

: ي في الروايةعجائبتمثالت ال:رابعا-

نطواء جمموعة من النصوص األدبية احملتفلة بالعجائيب على مسات مميزة و خضوعها لقواعد إن ا ــاءها إلـى جنس أديب آخــر ـــــفي ذلــك انتمــــائبـي دون أن ينـــس األدب العجــانه يف جنـــة يدرجـــمشرتكارئ ـــــــقـــــردد الــرة تــتـــإال ف-ودوروفـــه تـيـــب إلــــا ذهــب مــــحس–غرق ــتــال يسيـــالعجائبثر، و ــــأو أك

؛ 28و الشخصية عند انفتاح العامل القصصي على اخلوارق

« Le fantastique (…) ne dure que le temps d’une hésitation : hésitation comme aulecteur et comme au personnage qui doivent décider si ce qu’ils perçoivent relèveou non de la « réalité », telle qu’elle existe pour l’opinion commune. À la fin del’histoire, le lecteur, sinon le personnage, prend toutefois une décision, il opte

pour l’une ou l’autre solution, et par là même sort du fantastique ».29

القارئ إزاء ما يستقبله من خوارق، و االقتناع بأن / إذن، فالعجائيب مرتبط بردة فعل املتلقي’L(الغريبهذه اخلوارق من قبيل الوهم يدرج النص السردي يف جنس étrange(،ا ـــو التسلي م بأ

Le(جيبـــالعس ـــنــه يف جــدرجــة يــق ثابتــائــقــــح merveilleux(ائبيــــجــالعإن ـــــن مث فــ، و م)Le fantastique (ن له، ـــوم جنسني أدبيني جماوريــخــم على تــليس جنسا أدبيا مستقال مبا أنه يقي

.122: ص-الفضاء الروائي: جنيت و آخرون: :ينظر- 26.294: ص-من أساطري الصحراء: إبراهيم الكوين: ينظر- 27ا( شعرية الرواية العربية: الزمريلفوزي- 28 - دط- 2007-سوريةمؤسسة القدموس الثقافية،التوزيع،خطوات للنشر و - )حبث يف أشكال تأصيل الرواية العربية و دالال.108:ص

29 - Tzvetan Todorov : Introduction à la littérature fantastique-éd, seuil, Paris, 1970 - p : 46.

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

208

رغم -و مها الغريب و العجيب، و تشرتك النصوص املنتمية إىل هذه األجناس الثالثة املتعاظلة 30.يف توظيف العناصر العجائبية-األجناسياختالفها

و ينبغي اإلشارة إىل أن تعريف مصطلح الفانتاستيكي ال يزال ناقصا غري مكتمل، و ال تزال حدوده غري معروفة، فتودوروف نفسه، و هو صاحب السبق يف التأصيل للمفهوم، مرتدد يف جتنيسه بشكل

تلقيه و تعيينه الرتدد و الريبة كحالتني تتلبسان قطعي، إذ يشرك القارئ يف حتديده، و يشرتط يف. 31إدراكه عاملا حقيقيا لكن غري قابل للفهمنه على اعتبار العامل الذي حيار يفباملتلقي؛ فتجربا

حمكومة و مبنية على العجيب و ذلك من خالل تعرضها لعامل فوق طبيعي " نزيف الحجر"إن تحول أشخاصها و يتبدلون و يتعرضون للحلول، مثل حلول روح الودان داخل عامل مألوف، حيث ي

.األول صويف و اآلخر عجائيب: يف والد أسوف و قابيل، و هذا التحول يرمز إىل بعدين

: الصوفيالرمز-أ

از، ــإلــى اإليــجميل ــالم، و يــإن أول مــا يلفت االنتــباه يف نــص النزيف أنـــه موجز و قــليـــل الكــفنصوص الصحراء تؤسس كتابة ال حتب " و حكاياته متيل إىل االقتصاد و التكثيف و احلال هذه،

الثرثرة قدر ما تــميل إىل التكثيف و االختــزال و ما قــل و دل، أي أنــها تفضــل لغــة الــرمــز و اإليــحاء سردي يبـــدو فقريا بــخيال مثــــل أرض الصحــــراء الطبيعيـــة، و االقتصاد، بالطريقة اليت جتعل الشكل ال

32".برمزيته و اقتصادياته كنزا بل سرا عظيما- يف الوقت نفسه–و لكنه يضمر

اجته الكوين اجتاها صوفيا يف كتابة روايته، و قد ابتدع ألفاظا خاصة شكلت معجمه اللغوي، حيث تكراره ملصطلح و منها املصطلحات الصوفية و شرحهاسهب يف عرض ، و قد أتشرق املعاين الروحية

- .108/114: ص-شعرية الرواية العربية: فوزي الزمريل: ينظر30.11: ص- م 2010/ه1431- 1ط- الدار العربية للعلوم، ناشرون و منشورات االختالف، بريوت- منظور شعرية السردالعجائيب يف األدب من : حسني عالم: ينظر-31ك املسائل و يستخدم الرمز عامة للتعبري عن تل. هو عبارة تطلق على شيء مرئي ميثل للذهن شيئا غري مرئي ملا بينهما من تشابه، و الرمز مبثابة الصورة اليت متثل الفكرة: الرمز

الرموز و التيجان املقدسة لآلهلة و امللوك يف : مهاب درويش: ينظر. ( و األمور اليت قد يصعب التعبري عنها حرفيا بوضوح، و يشرتط وجود عالقة خفية وثيقة بني الرمز و املرموز إليه.)04: ص-دت- دط-مكتبة اإلسكندرية، صفحة مصريات- مصر القدمية

.69: ص- )قراءات من منظور التحليل النفسي(التحليل النصي الرواية و: دنحسن املو - 32

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

209

تذكر كيف قاده الودان المجنون حتى ألقى به في الهاوية و تركه " : ، جاء يف الرواية"الهاوية". 34كما بني الكاتب يف روايتههي رمز صويف للتطهري و غسل الكفارةو ،33"هناك معلقا في فمها

حينما تعرتي شخصيات الرواية ، من خالل فكرة احللول أو االتصالخاصة النزعة هذه تتجلى ويقول حالة ذهنية و جدانية تشعر فيها بأن اإلنسان و احليوان كائن واحد، و يف هذا سر عظيم،

يــور فـــوا بالبخـــزوا رؤوسهم من الوجد، و ألقـــات هـــاء في الواحـــون الحكمــوفيــالص" : الكوينو في الليل، ذهبوا إلى الزاوية، و نظموا حفلة ذكر، . ذلك ولي من أولياء اهللا: ار، و أجمعواـــالن

جدبوا فيها حتى الفجر، إكراما للولي، و فرحا بحلول الذات اإللهية في المخلوق األرضي 35".هل كان دراويش الصوفية يقرأون الغيب في رؤياهم عن الوالية و الحلول؟...البائس

و قد فوجئ جون باركر ليلتها بآراء ذلك الدرويش عندما قال له : " يقول يف موضع آخرو .36."مواصال مسألة حلول اهللا في الكائنات األرضية

ه من فلسفة حمي الدين بن عريب الذي يرى أن اهللا حيل يف كل بعض آرائاستمد الكاتب املسيح، و إمنا يف حصر اهللا يف ذات إنسان املوجودات، و يعترب أن خطأ املسيحيني ليس يف تأليه

م خصوه بعيسى و بأمه و مل يعدوه ألحد37واحد .، أل

هو جتسيد اخلالق يف املخلوق حبلوله يف بعض بين اإلنسان، و امتزاجه به امتزاجا كامال و احللولحي االثنينية و التغاير يف الطبيعة و املشيئة، حبيث تتالشى الذات اإلنسانية يف الذات اإلهلية، و تنم38.يف وحدة غري منفصلة بني ذاتني كانتا متميزتني فصارتا متحدتني و متجانستني

.47: ص-الرواية- 33.129: ص-ن.م: ينظر- 34.77: ص- ن.م- 35.108: ص- ن.م- 36.108: ص–ن.م: ينظر- 37م املشهورةو أول و أول من قال يف اإلسالم . حل الالهوت يف الناسوت: من قال باحللول أو االحتاد قبل اإلسالم هم النصارى، حينما قالوا إ ن اهللا حل يف عيسى، فقالوا عبار

ذه العقيدة، . تعاىل قد يتحد مع اهللا تعاىلاملتصوفة و على رأسهم احلسني بن منصور احلالج، فكانوا يقولون للمنقطع عن الدنيا املتوجه إىل اهللا و لكن ليس كل املتصوفة يقولون .فمنهم من رفض ذلك و أثبت صفة العلو للرمحن

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

210

م قوم ال يتكلمون بلسان عموم اخللق، و ال خيوضون فيما خيوض املعروف عن الصوفية إطالقا أمن ليســــوا أهال له، و إما الناس ، و إمنا يتكلمون بلسان الرمز و اإلشارة، إما ضنا مبا يقولون على

.39ألن لغة العموم ال تفي بالتعبري عن معانيهم و ما حيسونه يف أذواقهم و مواجدهم

كما أشار الكاتب إىل بداية اخللق وأزليته من خالل حديثه عن اللوح احملفوظ، و هو الكتاب الذي ماء﴿: ، يقول اهللا تعاىلكتب اهللا فيه مقادير اخللق قبل أن خيلقهم الس ما علم ھ الل أن علم ألم

س ھ الل ع لك ذ إن كتاب لك ذ إن رض .40﴾وهل هذا أيضا كان مكتوبا يف اللوح منذ قدمي الزمان، قبل أن يتكون يف جوف أمه : " جاء يف الرواية

و قد اختلف املفسرون يف ضبط معىن اللوح احملفوظ و داللته يف .41"يولد يف الدنيا القاسية؟و التغيري و التبديــل تشــكيـــل الكـــون األبدي، فـــهو موجــود عن يــمني العـــرش، حمفــــوظ بعد التنزيـــل من

اإلهلية و تثبتها و ختلدها، و لذا و هو مبثابة ذاكرة مطلقة للعامل حتفظ الكلمة. النقصو الزيادة و فإعجاز الكالم اإلهلي يكمن، إضافة إىل إعجاز معناه، يف الزمنيته و يف جتاوزه لكل عامل دهري

إنه كالم موجود قبال، و يف حاضره كما يف امتداده املستقبلي، يسهر على خلوده لوح ليس . للنسيان42.ككل األلواح

من مرادفات اإلنسان األزيل، و هو من املراتب-اللة الصوفيةيف الد–و اللوح احملفوظ

ملة اليت ترجع إليها كل مرتبة وجودية مفصلة يف العامل، فهو احلاوي على احملو الوجودية الرئيسة او حركة . إال ليبـيضد و س ، فاللوح فضاء للكتابة و لالمنحاء، إنه ال ي 43ات و كل شيء فيهـــاإلثبو

44.االمنحاء هذه هي حركة اختزان الذاكرة للمعىن

: ص- 2ج- ه1418- 3ط-دار الندوة العاملية، الرياض-مانع بن محاد اجلهين: إشراف- املوسوعة امليسرة يف األديان و املذاهب و األحزاب املعاصرة: ينظر- 381059/1060.

.15: ص-1ج- دت-دط-دار الكتاب، بريوت، لبنان- أبو العالء عفيفي: تعليق- فصوص احلكم: عريبحمي الدبن بن : ينظر- 39.68ة اآلي-سورة احلج- 40.53: ص-الرواية- 41.74: ص-1991-دط-الشرقإفريقيا -)دراسات يف السرد الروائي و القصصي(احلكاية و املتخيل : فريد الزاهي: ينظر- 42اإلنسان الكلي، القلم األعلى، اللوح احملفوظ، اهلباء و اجلسم: و عدد هذه املراتب مخسة و هي..126/155: ص- 1981/ه1401-1ط- دندرة للطباعة و النشر، بريوت-)احلكمة يف حدود الكلمة( املعجم الصويف : سعاد احلكيم: ينظر- 43.74: ص-احلكاية و املتخيل:فريد الزاهي:ينظر- 44

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

211

:الرمز الميثولوجي في الرواية-ب

الكوين إىل توظيف األسطورة كرمز توظيفا واعيا من باب التجريب بغية االبتعاد عن التنميط جلأالوضوح الروائي و حماولة منه إلعادة تشكيل الواقع و صياغته وفق رؤيا جديدة، خترج نصه من بالغة

إىل بالغة الغموض، فللتعبري الرمزي قدرة فائقة على التغلب على أي ضعف أو قصور قد يصادف ا، و قد غدت األسطورة تليب حاجات املبدع أثناء كتابته، فيكون بالنسبة له مصدر طاقة يتزود

على تأويالت ت له الكثري من الصالحيات ألجل قراءة النص و فتحه املتلقي اجلديد بعدما منح .المتناهية

: الرمز الحيواني-1

للحيوان حضور أسطوري و سحري ميتد منذ أقدم احلضارات، و يشغل الشق األرحب من تشكالت الوعي و املخيلة اإلنسانيـني، اللذين التحما برباءة هذا النوع من املخلوقات و غموضه،

فاحليوان من أكثر . أسرارها و خوارقها العجيبةبالقدر نفسه الذي التحما فيه بغموض الطبيعة و املخلوقات اقرتابا من اإلنسان و مالزمة له، و يعد من أهم مصادر الفكر التعجييب، املمتدة جذوره

مي وجها حيوانيا ميثله، و يرمز منذ أزمنة جتسد األلوهة و انشطار أوجهها، فنلمس أن لكل بدائي قد45.و غريهم...كان نسرا، و اإلهلة أثينا كانت بومة، و هريا كانت بقرةيشري إليه؛ فاإلله زيوس مثالو

و قد أخذت عبادة احليوانات و تقديسها حيزا كبريا من املمارسات الدينية للعريب اجلاهلي، ففكرة حلول الروح العليا يف حيوان معني جعلت منه كائنا مقدسا عند اجلاهلي، و ما كانت فكرة الطوطم

ات، و من مث يكون لكل قبيلة أو جمتمع بدائي ـــممارســـادات و الــــك االعتقــا واضحا لتلإال تفسري و قد عرف الناس شيئا يسمى الروح، . طوطم خاص به، حيث يتمثل باحليوان الذي يقدس عندهم

46.حيل يف جسد احليوان أو يتلبس به قبل أن يعرفوا الطوطمية

جامعة احلاج خلضر - أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم يف األدب العريب احلديث- )مقاربة موضوعاتية حتليلية(العجائبية يف الرواية العربية املعاصرة : اء بن نوار: ينظر- 45.185:ص-2012/2013: السنة اجلامعية- آلداب و اللغاتكلية ا-باتنةا-)دراسة يف كتاب أخبار الزمن للمسعودي( سردية اخلرب العجائيب : أمحد قاسم محيد: ينظر- 46 -كلية الرتبية- جامعة البصرة- رسالة لنيل درجة املاجستري يف اللغة العربية و آدا

68.: ص-ه1432/م2011-قسم اللغة العربية

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

212

: أو الموفلونانالود -

منذ القرن السابع يف أوربا انقرض يف الصحراء الكربى، و هو تيس جبليحيوانأقدم و هو و هو األب ، الجد، كبير القوم، زعيم القبيلة و الشيخ " آمغار"و هو رمز اجلد األول.47عشر

و هو معروف كشخصية كونية، مطلع على السر، مرتد جلد ظيب ،48"التيفيناغ"بلغة الطوارق ، و يقول عنه 49مع ذقن طويلة ، يسافر من احمليط الشرقي إىل احمليط الشمايل و خيلق العاملأسود،

. مالك سماوي. إنه شاة سماوية. إنه ليس شاة أرضية" ) :التبر(يف روايته إبراهيم الكوني زال ــــو فيه يسكن سر كبري، ال يوجد مثله حىت يف الغ، 50"رسول»األبلق«رسول، الودان مثل

، "ونــالمسك"،"ورــــالصب"،" مـــالعظي": دة نعوت منهاــودان بــعــــاتب الـــ، و قد نعت الك51ورــــاملسحو غريها، و هي صفات متضادة مبالغ فيها، فالعظيم و الصبور من أوصاف اهللا سبحانه "ونـــالمجن"

عامله العجائيب إقحاما و يؤثر و تعاىل، و لعل الكاتب أراد أن يستفز قارئه فحسب حىت يقحمه يف رآه يرفع رأسه الضخم المتوج بالقرنين . ثم توقف الودان العظيم عن المشي" :فيه، يقولفجأة، في عتمة هذا البصيص الرباني، رأى أباه في عيني الودان الصبور، ...و...الخرافيين

ة الوالد، تذكر كالم و لما كسر الحيوان المسكون رقب" : ، و يف موضع آخر52..."العظيمو قد عظم الكاتب شأن الودان و جعل الروح .53"الوالدة عن الوعد، ثم عاد فنسيه مرة أخرى

العليا حتل فيه، و الودان بدوره حيل يف اإلنسان، و اإلنسان حيل فيه، حىت يتوحد الكل، فسعي اإلنسان للوصول إىل مرتبة اإلله لن يتحقق إال إذا مر اإلنسان حبالة احليوان، فيعتزل حىت يستوحش،

و اخلالق . ينسى طعم الطعامالنطق، و يقتات على العشب حىتو خيرس حىت يفقد القدرة على

.124/ 08: ص- الرواية: ينظر- 47.13: ص-من أساطري الصحراء: إبراهيم الكوين: ينظر- 48.177: ص–املرجع نفسه : ينظر- 49.152: ص-1992-3ط-دار التنوير للطباعة و النشر و تاسيلي للنشر و اإلعالم-)رواية(الترب :الكوينإبراهيم - 50.52: ص- نزيف احلجر: إبراهيم الكوين: ينظر- 51.65: ص- ن.م- 52.47: ص- ن.م- 53

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

213

أكثر ميال للحلول يف املخلوق املتوغل يف الربية، املقطوع يف اخلالء، املبتعد عن احليوانات املستأنسة 54.بالناس و ال ختتار منفى الربية

اجلبل اليت جتذب حكت األساطري يف الصحراء كثريا عن قوة الودان و ذكائه، فهو روح و قد وتضلل و تسلب العقل وجترد من اإلرادة، فيجد الصياد نفسه مسلوبا، منساقــا، مسكونــا، هلذا السبب يتشاءم أهايل تاسيلي من صيده، فيتمتم الصياد بالتعاويذ السحرية و يضع حجرا على رأسه،

55.و يتقافز على أربع قبل أن ينطلق يف رحلة الصيد

: الغزال-

، لما كانت تتمتع به "آمن من محام مكة و من غزالن مكة : " يقولون يف أمثاهلمن العربكامن حرمة، مرتبطة بقصة احتفار زمزم عند موضع الصنمني آساف و نائلة، و هو املكان الذي كانت قريش تذبح فيه آلهلتها، حيث استخرج عبد املطلب من الطوي فيما استخرج غزالني من ذهب كانا

، لذلك كان هلذا احليوان قيمة داللية يف ذاته و رمزية نامجة عن خصوصية شكله 56ا يف الكعبةقدميو مجاله و حركته، حىت جعلوه رمزا لألنوثة و اخلصوبة، و مل يغفل الكوين عن هذا يف روايته، فوصفه

ما : فسهلألب أن يبكي على الغزالن، يهمهم كأنه يحدث نيطيب": يف أكثر من موضع، منها أجمل مخلوق في . السحر يفيض من عينيها!ما أنعم جسمها!ما أرشق قامتها!أجمل تكوينها

هذا هو الغزال الذي "مث جيعله حلم أطفال الصحراء؛ ، 57..."روح الصحراء الرملية. الدنياحلمت، كما حلم كل أطفال الصحراء، أن تمسكه بين يديك، و تربت على رقبته الرشيقة،

. عره الذهبي، تتأمل عينيه الذكيتين الشقيتين، و تقبله في جبينه، و تضمه إلى صدركتالمس شخجل العذراء و شقاء . تصميم الرجل و نبل الفرسان. فيه سحر المرأة، و براءة الطفل

ال يلجأ . أخالقه في العدو ال تقارن بأي حيوان هارب...الصحراء، رشاقة الطير و سر الخالءو إنما . ية الوعرة كما يفعل الودان، ال يداور، و ال يناور في طريق السباقإلى المناطق الجبل

.69/105/106: ص-س.م: ينظر- 54.29/51/52/53:ص–ن.م:ينظر- 55اأسا: حممد عجينة: ينظر- 56 لد-طري العرب عن اجلاهلية و دالال .308: ص- 01ا.50: ص-الرواية- 57

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

214

ف النبل ـــــاق يخالـــيمضي في خط مستقيم، عبر العراء السمح، معتقدا أ اإلخالل بقواعد السبيرفض الحيلة و الخديعة و يفضل . يختار البطولة على الخبث و المداورة. و يجلب العار

58."لفرسانااللتزام بأسلوب ا

كما وصف الكاتب الغزال باحليوان األسطوري، و جعل يف تذوق حلمه الشفاء و القوة و سر في الغزالن حط اهللا السر . الحقيقة في األنعام" الكون، و هذا ما أشار إليه رحالة صويف مغمور؛

السوى لحم هذا المخلوق حطم في نفسه العجز و مزق حجاب فمن ذاق . و بذر المعنىذلك الصوفي المغمور في رؤياه، فوضع قائمة و قد ذهب...و وقف على رؤيته في المقام

أصبح الغزال رمزا ذا و هكذا ، 59".طويلة لألمراض الخفية التي لم يعرف لها عالج إال بالغزال. بعد عقائدي و نفسي و اجتماعي

: الطوطمية في الرواية-2

كائنات حترتمها بعض القبائل املتوحشة، و يعتقد كل فرد من أفراد القبيلة بالطوطميةيرادبعالقة نسب بينه و بني واحد منها يسميه طوطمه، و قد يكون الطوطم حيوانا أو نباتا، و هو حيمي صاحبه و يبعث إليه األحالم اللذيذة، و صاحبه حيرتمه و يقدسه، فإذا كان حيوانا فال يقدم على

نباتا فال يقطعه و ال يأكله إال يف األزمة الشديدة، و إذا مات حزن عليه صاحبه أو القبيلة قتله، أو حزنا شديدا، ومن يسيء إليه يصاب باملصائب و النكبات و جيازى باملوت بأن يقيم الطوطم يف

60.بدنه و ال يزال يأكل منه حىت ميوت

، و حترمي ) الودان(احللول بينه و بني احليوان و قد جسد الكاتب الطوطمية يف الرواية من خالل فكرةأبوك ال يريدك أن تسفك دماء الودان ألنه نذر نذرا من ": قتله بسبب النذر؛ كما ورد يف الرواية

.89: ص-س.م- 58.105/106: ص- ن.م- 59 كلمة أجبوية : الطوطمية )Objeway(سنة ألف و سبعمائة و إحدى و تسعني على يد األستاذ جي النج اإلجنليزيةيف اللغة من هنود أمريكا، دخلت)J.Lang ( الذي

.كان يقوم بوظيفة الرتمجان بني البيض و اهلنود احلمراء يف أمريكا الشمالية: ص-دط- 1937-مطبعة جلنة التأليف ة الرتمجة و النشر-ملصريةرسالة لنيل الدكتوراه باجلامعة ا- األساطري العربية قبل اإلسالم:حممد عبد املعيد خان: ينظر- 6055/57/58.

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

215

فزلقت رجله و وجد نفسه معلقا »آينسيس«كان يصطاد في سفوح جبال . قبل أن تولد. زمانفقد األمل في النجاة، . بين السماء و األرض، يمسك بصخرة و رجاله تتدليان في الهاوية

هل تفهم اآلن؟ لقد . فانتشله نفس الحيوان الذي كان يقاتله و ينوي قتله و أنقذه من الهالكجعنا معا سنوات . نه جاعو لك. نذر أال يقترب من الودان، و وعد أال يدرب نسله على صيده

بكى قبل أن ...فاضطر أن يخالف النذر و يصطاد. كنت حامال. الجفاف القاسية قبل أن تولدسلخناه .في الصباح ذهب و عاد بودان كبير. سمعته بنفسي يبكي في الليل. يفعل ذلك

61."ذلكقال إنه خان النذر و ستعاقبه روح الجبال على . و أكلناه بعد جوع طويل

أشد املعاناة السيما يف أسوفعاىن االبن ماتت األم أبشع ميتة بعد خيانة هذا النذر، وو قدالذي " حادثة صراعه مع الودان الذي استدرجه إىل اهلاوية و كاد أن ميوت لو مل ينقذه الطوطم

أصبح ميت له بصلة القرابة، و يعد له ربا يبسط له ظل احلماية، و ميلك القدرة على جندته يف ساعة هل هو حبل؟ ضغط . شيء خشن.دقفتح عينيه، و لم يص" :، كما جاء يف الرواية62"اخلطر

لم . حبل الليف الخشن. حبل)). الشيء((قبض على . على نفسه، و فتح أصابعه الميتة. سيتشبث به حتى لو أحرقوا يديه. لن يتركه إلى األبد. تعلق به. أمسك به بكلتا يديه. يصدق

سحبه الحبل، فأطل .سيتشبث به حتى لو أحرقوا يديه بالنار. لن يتركه إلى األبد. تعلق بههل هم الجن؟ . جسم يتحرك أمامه و يجره بقوة. لم يتبين شيئا في العتمة. برأسه فوق القمة

. ضحيته. الودان...إنه. يا ربي. رأى مالمح...يجره من فم الهاوية. استمر الجسم يتحركن منهما الحيوان؟ ثم من منهما الضحية؟ و من منهما الجالد؟ من منهما اإلنسان؟ و م. جالده

و فجأة، في عتمة هذا البصيص الرباني، رأى أباه في (...)توقف الودان العظيم عن المشيرأى عيني الوالد الحزينتين الطيبتين اللتين لم تفهما لماذا (...)عيني الودان الصبور، العظيمخ بصوت مخنوق في مكانه المكسو باألحجار الشرهة، صر (...) يؤذي اإلنسان أخاه اإلنسان

63."أغمي عليه...أريد أن أخبرك. انتظر. لقد عرفتك. أنت أبي: كـأنه يناجي ربه

.45: ص-الرواية- 61.139: ص-)نزيف احلجر(تعليق موجود يف آخر رواية - أين أخوك هابيل؟ : قابيليا : دميرتي ميكولسكي- 62.64/65: ص-الرواية- 63

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

216

أن قتل قابيل للغزال الذي تآخى معه بالرضاعة هو أيضا دميرتي ميكولسكيالدكتور و أضاف في تلك الليلة، لم يقتل قابيل ":، و قد جاء يف الرواية64خيانة للعهد الطوطمي، فعوقب باجلنون

65."ابن آدم أخته فقط، و لكنه أكل لحمها أيضا

": قابيل آدم"رمزية اسم -3

ا، و هي جممع تلتقي إىل قصة "قابيل آدم"يرمز قابيل و هابيل كما وصلتنا يف خمتلف رواياو لذا كانت هذه القصةأويالت ،فيه و تتقاطع خطابات متعددة املصادر، و حتتمل العديد من الـت

ا و مجيع أحداثها ، فهي ختتزل تاريخ البشرية 66يف عديد الثقافات قصة رمزية من حيث شخصيايا تمع بسبب الطمع اختزاال جمسدة الصراع األبدي بني بين البشر، و هي ترمز إىل ا ر القيم يف ا

.اجلشع ، و اهلدف إىل حتقيق املصاحل مهما كان الثمنو

كما وردت يف األصل، و لكن وظفها بطريقة فنية )قصة قابيل(مل يوظف الروائي النص الدييناستبطانية ألجل التعبري عن فكرته، نظرا للتشابه بني ما حدث يف املاضي و ما حيدث اآلن، فوحد

بطريقة " قابيل"اية الشخصية صاغ حكبني الواقعي و املتخيل و صهرمها يف بوثقة واحدة، و قدلة، و يواجه الواقع بقوى خارقة تقليدية، حيث يولد البطل والدة خارقة و يعيش يف غربة و عز

السكين عندما حبلت به مات األب مطعونا ب. مع اللحم بدأت منذ الرضاعةقصته " معجزات؛و لغزال ورثت تربيته خالته، فسقته دم ا. و ماتت األم متأثرة بلدغة أفعى بعد والدته بأسبوع. أمه

.67"...في إحدى الرحالت بالحمادة عمال بنصيحة أحد الفقهاء

إن اخلرق الذي مارسه إبراهيم الكوين من خالل استدعائه األسطورة يف روايته هو يف حقيقته خرق للنص و أعرافه و قيمه املعهودة يف الروايات احلديثة عموما، و إن مل تكن األساطري حكرا على

68.جمتمع ينحو باستمرار إىل أسطرة أشيائه اليوميةاملاضي، ألن أي

.139: ص- هابيل؟أين أخوك : يا قابيل: يدميرتي ميكولسك: ينظر- 64.119: ص-الرواية- 65اأ: حممد عجينة: ينظر- 66 لد -ساطري العرب عن اجلاهلية و دالال .100: ص-02ا.83: ص-الرواية- 67.06: ص- 2012/1433- دط- سوريادار نينوى للدراسات و النشر و التوزيع، - قاسم املقداد/ د: تر- )أساطري احلياة اليومية(أسطوريات : روالن بارث: ينظر- 68

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

217

:السحر والشعوذة-4

، 69إن السحر موجود منذ العصر احلجري القدمي ممثال بالرسوم و الطالسم و مرتبطا بالعقيدةنزيف (قد روى الكاتب روايته يف جو من السحر و وظفه كمكون بنائي مهم تقوم عليه أحداث و

األسرار أو التحكم يف مصائر األشخاص، و الغاية منه إدهاش القارئ من ، بغية معرفة )احلجرو من أمثلته يف خالل استحضار اجلن و األرواح و ذكر التمائم و التعاويذ و األحجبة و غريها،

أصبح يتهيب صيد الودان منذ تلك الحادثة، و ال يتحرك باتجاه القمم ":الرواية ما يليم السحرة و ــــرآن و يردد تمائــــا من القـــي يحفظهـــيقرأ كل اآليات التالمهيبة إال بعد أن

ا و يعلق على رقبته التعاويذ المحصنة في جلود الثعابين التي جلبها له ـــوج بلغة الهوســـالزنو كان يؤكد أن روح :" يف موضع آخريقول و ، 70"»كانو«تجار القوافل من العرافين في

تقوى و تشتد إذا زادت عن واحدة، ، تتغلب على حصن القرآن و أحجبة السحرة، الغزال األرواح بالنسبة إليه ليست لعبة، ينبغي و ، 71"و لن تفيد تمائم العرافين و ال تعاويذ الفقهاء

72.التعامل معها حبذر، فكل شيء جائز إال اللعب مع األرواح

: وظائف الفانتاستيكي في الرواية:خامسا-

توظيف العنـــاصـــر العجائبية يف الروايـــة ميثل أحد شروط اتصـــاهلا جبنس العجائبــي، و هي تفزع إن للعجائبي «املتلقي و تثري انفعالــه أو تذكي فضولــه، و هـــذه هــي الوظيفة األوىل

fantastique maléfique»المؤذي »« .

« Le fantastique maléfique propose un monde inversé [...] où les pulsions del'inconscient prennent leur revanche sur les codes du réel, où les débordements de laviolence sublimée éclipsent les normes contraignantes dictées par la société; il tend à

كلية - قسم التاريخ-جملة كلية اآلداب- )حملات حضارية من الناحية الفنية و األدبية( التوظيف احليواين يف حضاريت بالد الرافدين و مصر القدمية : عماد طارق توفيق: ينظر- 69.167: ص- 97العدد - جامعة بغداد- الرتبية للبنات

.30: ص-الرواية- 70.43: ص- ن.م- 71.121: ص- ن.م- 72

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

218

l'ordre établi un miroir grossissant qui offre à celui-ci le reflet de ses mythes et de sesfantasmes, de ses tabous et de ses interdit »73

و رغبته كس حقيقة اإلنسان و أصله البدائييعمقلوباعالما"النزيف"اقرتح الكوين يف و قد -الذي يعد امتداد للعامل الواقعي–حمظور، ففي العامل السحري املكبوتة يف ممارسة كل ما هو

ام ا رغبة دفينة يف نفس الكاتب ألجل ا تمع و أعرافه، و كأ تتجسد غرائز الالوعي منتهكة سنن الطرق املواضيع اليت حتجرها فالعجائيب ذريعة " الواقع و نقده، و هذه وظيفة أخرى يقصدها الكاتب؛

و قد احتال املفكرون بوسائل شىت خلرق احلدود اليت ...على املفكرين الرقابة الذاتية و الرقابة املقننةتضبطها هاتان الرقابتان، و كان توسلهم بالنصوص السردية املنفتحة على العناصر العجائبية وسيلة

74".من تلك الوسائل

ودوروف بأن الروائي يلجأ إىل األدب العجائيب رغبة يف تكسري القوالب يقول طو يف هذا الشأن 75.الواقعية الضيقة و البحث عن طرائق للرتميز، و مترير االنتقادات االجتماعية و السياسية و الدينية

ر كما اعتمد الكوين على هذه العناصر العجائبية يف تطوير أحداث روايته، و قد مكنته من تصويعامل جديد مليء باخليال و نبأت حبقيقة وجوده، مثال كوجود كائنات المرئية و بشر قادرين على

76.حتقيق املعجزات

: التفاعالت النصية في الرواية:سادسا-

ا، و طـــرفاها الرئيســان هـــما النص )paratextualité(إن املــناصة هي عملية التفاعل ذا)texte ( ناص الـمــو)paratexte .( و تتحدد العالقة بينهما من خالل جميء املناص كبنية نصية

ر، ـــا التفسيـــقطتــنهما نـــط بيـــد تربـــص كشاهـــي جماورة لبنية النــها، و هي تأتــة و متكاملة بذاتــمستقل

73 - Péan Stanley: Horreur et subversité en littérature fantastique dans « Les voies du fantastique québécois» sousla direction de Maurice Emond, Nuit Blanche éditeur, décembre 1990 -p : 166.

.119: ص- الرواية العربيةشعرية : فوزي الزمريل-74.05: ص- إىل األدب العجائيبمدخل: ودوروفطان طزفيط- 75.115/117: ص–شعرية الرواية العربية: فوزي الزمريل: ينظر- 76

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

219

النص األصل بنقطة و يكون أو شغلهما لفضاء واحد يف الصفحة عن طريق التجاورـ كأن تنتهي بنية حث ـــالل البـــالرجوع إىل السطر، لنجد أنفسنا أمام بنية نصية جديدة ال عالقة هلا باألوىل إال من خ

77.و التأمل

Le( : المصاحبات النصية-1 paratexte(

لــمـا كانت املصاحبات النصية جماال يضبط فيه املؤلفون املواثيق الـــــحكـــائيـــة الكاشـــفـــة عن »قصدياتــهــم األجناسيـــة Intentionnalités génériques ، و يلمحون يف بعض أقسامه «

مدخال أساسيا لتبني إىل النصوص اليت استندوا عليها، فإن دراسة العالقة النصية املصاحبة متثلعالقات التعايل النصي اليت تشد النصوص الالحقة إىل نصوصها السابقة و متيط اللثام عن بعض

78.القرائن الدالة على انتمائها األجناسي

)Le péritexte: (المصاحبة النصية الداخلية-أ

ا ال ا عتبات الداخلية أو النصوصو يقصد كل خطاب مادي يأخذ «احمليطة، و يقصد فضاء الكتاب، مثل العنوان أو التمهيد، و يكون أحيانا مدرجا بني فجوات النص موقعه داخل

.79»مثل عناوين الفصول أو بعض اإلشارات

: غالف الرواية-1

يف الصفحة األوىل للغالف اسم الكاتب و عنوان روايته مع املؤشر األجناسي، و صورة يوجد حقيقية ملنظر طبيعي صحراوي، و هو عبارة عن جبال صخرية يقف أسفلها رجالن يشاهدان ما عليها من نقوش و رسومات، كما تظهر يف الصورة مساء صافية زرقاء تبعث أشعة الشمس على رمال

.111ص-2001- 2ط- املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء ، املغرب-النص الروائيانفتاح : طنيسعيد يق- 77 Le paratexte= le péritexte+l’épitexte.

.30: ص- عرية الرواية العربيةش: فوزي الزمريل-78.27: ص-2007-1ط-دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، املغرب- اخلطاب املوازي للقصيدة العربية املعاصرة: منصر نبيل- 79

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

220

لصورة تنسجم مع الرواية كثريا و تكمل العنوان و معناه، أما الصفحة الرابعة للغالف و هذا ا. ذهبية)La quatrième de couverture ( فهي مهمة و مكان إسرتاتيجي للكتــــاب، و تــحوي القــــول

ة،ـم الروايــعالامه يفــعليها، ألجـــل استقطاب القــارئ و إقح) دار الشهـــاب(الــذي و ضــعــــه الناشر اية نستطيع أن نعايش عالم في هذه الرو : "و ذلك من خالل وصف الصحراء وصفا مغريا، يقول

80".جمالها الحافل بالغموض، سلطتها المعلنة، و أيضا خطرها المكتوم: الصحراء الكبرى

: الميثاق الروائي-2

العناصـــر العجائبية اليت ينفتح تشكل النزيفإن األحداث الغريبة و العجيبة اليت خترتق نص عليها، و هذا يثبــت انتماءه إلــى األدب الفــانتاستيكي، و لعل ظهور امليثاق الروائي الذي تضمنه

كسمة أجناسية للكتاب، و مصادقة القراء الضمنية على هذا امليثاق ) رواية(املصاحب النصي فالمواثيق الروائية التي تشتمل عليها "الرواية العجائبية؛يف خانة الحجر نزيفيصنف

و عمدوا شؤوا عوالم سردية خيالية ،تشهد بأن الروائيين أنالمصاحبات النصية الحافة بالروايات العتبة هي املفتاح ف81."إلى جعلها مشاكلة للواقع قصد اإليهام بحقيقة و جودها-مع ذلك -

و يعد التجنيس هو العتبة األوىل لدخول النص، فهو الذي ، 82يةالسحري لكل األعمال الروائيساعد القارئ على استحضار أفق انتظاره كما يهيئه لتقبل أفق النص، فغياب جتنيس النص من قبل

83.املؤلف مفيد لعملية التلقي و غيابه يصيب القارئ حبالة من احلرية أثناء هذا التلقي

ينفي أن تكون رواية الصحراء رواية باملفهوم يقع يف تناقض مع نفسه حنيإال أن الكوينرواية الصحراء ميكن أن تكون أي . إن رواية الصحراء ليست رواية: "، يقولهلذه الكلمةالكالسيكي

شيء، و لكنها لن تكون رواية باملفهوم الكالسيكي للرواية، و هلذا فإن رواية الصحراء ميكن أن

.الصفحة الرابعة للغالف-الرواية- 80.112: ص- العربيةعرية الرواية ش: فوزي الزمريل-81.187: ص-القراءة و توليد الداللة: يد حلمداينمح: ينظر- 82.57: ص- تداخل النصوص يف الرواية العربية: سن حممد محادح: ينظر- 83

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

221

ية وجدية، أو سرية وجدانية، أو وصية شعرية، أو أي نص يرتجم جتربة حلمية، ألن تسمى أغن.84"الصحراء ليست واقعا دنيويا، و لكنها روح

: داللة العنوان-3

.86، و هو عتبة هامة يوجل منه إىل العامل النصي85يعد العنوان نصا حافا بالنص األديب

La(إىل نوع أديب يسمى أدب الرعب " نزيف الحجر"يشري العنوان و littérature

d’horreur( حيث يندرج نوع فرعي ،)Sous-genre ( يف خانته يطلق عليه)Le gore( أي ،).نزيف الدم(

Le mot "gore ": genre cinématographique et littéraire dérivé de l’horreur.Le terme "gore" signifie (sang coagulé, sang versé)87…le refus de lasuggestion, la volonté délibérée de transgresser les tabous88.

اط الدم ــختلفة، مثل ربـدم مــاتب صورا للـــكــجج دموية و قدم الــداث الرواية يف لـــقد سبحت أحلالرضيع و هو حيشو رأسه يف جوف الغزال و يلعق الدماءاق الدم، و الصورة القاسية للطفل ــــميثو 89.غريها من األوصافو

األدب الذي يسرد حكايات تسيل فيها الدماء و تؤثر يف قارئها و تزرع فيه مشاعر تودوروفعد : ؛ و يف هذا الشأن يقولاخلوف و القلق نوعا فرعيا من األدب العجائيب

.395: ص-3ج-سرية ذاتية- روح أمم يف نزيف ذاكرة- عدوس السرى: إبراهيم الكوين:ينظر- 84العدد - ، جامعة بسكرةخمرب وحدة التكوين و البحث يف نظريات القراءة و مناهجها- جملة قراءات- )قراءة يف نص شعري(املسكوت عنه تبات النص وع: حافظ املغريب- 85.01: ص- 2011جانفي -03

- لد -جملة الواحات للبحوث و الدراسات-شعر هدى ميقايتسيمياء العنوان يف: عامر رضا86 .90: ص-104-89- 2014- 02العدد- 07ا87 - Juliette Raabe : Légitimités et tabous du roman du roman d’horreur dans Jacques La Mothe , éd, Actes ducolloque « les mauvais genre »- Liège , éd du CLPC ,1992, p : 97 .88 - Jean Philippe Mochon : le bel effet gore. Autopsie d’une collection, Paris, éd. Fleuve Noir, 1988, p : 27.

.83: ص-الرواية: ينظر- 89 حتدث الكاتب الكيبيكي )Péan Stanley (املؤذي عن األدب الفانتاستيكي)Le fantastique maléfique(أو ما يطلق عليه تسمية :

)histoire « d’épouvante » , de « terreur » , « d’horreur : ، و قسمه إىل أربعة أنواع هي) «

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

222

« La pure littérature d’horreur appartient à l’étrange ».90

: و يقول يف موضع آخر

« La peur est souvent liée au fantastique…elle n’en est pas unecondition nécessaire ».91

تشري إىل نزيف اإلنسان، فاحلجر هو الرتاب و يدل على أصل خلق " نزيف احلجر"عبارة إن تراب ﴿:تعاىلاإلنسان، يقول اهللا ن م خلقناكم ا فإن البعث ن م ب ر كنتم إن اس الن ا أ ، 92﴾يا

شرون ﴿: أيضاويقول تن شر أنتم إذا ثم تراب ن م خلقكم أن آياتھ : و يقول أيضا،93﴾ومنسان﴿ خلقنا ن ولقد ط ن م ساللة .94﴾من

يل ألسوف قتل للبشرية بأكملها، نزيف احلجر، إذن، هو نزيف اإلنسانية مجعاء، ففي قتل قابىل بني األخوين قابيل و هابيل، هذا ما أراد الكوين تبليغه، من خالل عودته إىل قصة القتل األو و أجلــم ﴿:عاىلـــول اهللا تــقــي. ئم يف العاملجعلها أداة للتعبري عن ما حيدث اليوم من سفح و جراو ن

ل كتب ـذ ب ــك ع إس ــنا أن ــ م ــرائيل ن ــھ قتل ــن ن ـفسا اســغ الن قتل ما فكأن رض فساد أو فسما فكأن ا أحيا ومن عدجميعا م م ا كث إن ثم نات بالب رسلنا م جاء ولقد جميعا اس الن أحيا

ملسرفون رض لك .95﴾ذ

’L( ": نزيف الحجر" فيتصدير البدئيال-4 épigraphe liminaire(

يشكل املطلع الروائي العتبة األوىل اليت ينطلق منها النص معلنا عن بنية النص بكامله بوصفه جسرا نصيا يشرع فيه القارئ باالنتقال ذهنيا من عامل األشياء إىل عامل الكلمات أو مبعىن آخر من

1- Le fantastique épique- 2- le magique – 3- l’insolite – 4 - le fantastique maléfique. Voir : (PéanStanley : Horreur et subversité en littérature fantastique dans « Les voies du fantastique québécois» -p : 166.)90 - Tzvetan Todorov : Introduction à la littérature fantastique, éd du seuil, 1970, Paris, p : 52.91 - Ibid: p 40.

.من سورة احلج05اآلية - 92.من سورة الروم19اآلية - 93.ؤمنونمن سورة امل12اآلية- 94.من سورة املائدة32اآلية- 95

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

223

قا من بدايته اليت ، إذ إن الداللة داخل النص الروائي تتشكل انطال96عامل احلقيقة إىل عامل التخيلمتثل التحقق النصي األول ملنت الرواية، فهي منطلقها و املوجه لداللتها و الكاشف عن العنصر

.97املهيمن فيها

احلدث الفانتاستيكي لنزيف احلجر على اقتباسني دينيني هلما دور أساسي يف تشكيل يقوم هذه البداية القوية تثري القلق يف القارئ فهي و . الرواية و حتديد وجهتها النصية و تبيني هويتها

دف توريطه يف شرك الرواية بعدما سطرت له اخلطوط العريضة و هيأته لولوج أحداث تستدرجه .الرواية

رض﴿:بــــسم اهللا الرحمن الرحيم: استهل إبراهيم الكوين روايته باآلية الكرمية ة داب من وما

ر إ ثم ء من الكتاب طنا فر ا م أمثالكم أمم إال بجناحيھ يط طائر يحشرونوال م ﴾98 ،خيه و قتله، وحدث إذ كانا في الحقل أن قابيل قام على هابيل أ"بنص مأخوذ من العهد القدمي؛و

ماذا فعلت؟ : ال أعلم هل أنا حارس ألخي؟ فقال: أين هابيل أخوك؟ فقال: فقال الرب لقابيلفاآلن ملعون أنت من األرض التي فتحت فاها لتقبل . صوت دم أخيك صارخ إلي من األرض

تائها و هاربا تكون في . متى عملت األرض ال تعود تعطيك قوتها. دم أخيك من يدك.99"األرض

صيغة اخلطاب الديين تكثيفا دالليا، يقصد من خالله الكوين تعزيز و توطيد استدعاء يفإن العجائيب يف روايته، حيث يسرد حكاية الصراع األبدي احلاصل بني الطوارق و غريهم من سكان التل

انية و حب النفس مبا فيه من طبائع و صفات ذميمة كاألن" قابيل"و الشمال الذين ميثلهم يف الرواية متاما؛ الصحراوي الساذج ذو الطبع النقي و الفكر الصايف، و هذا ما جيسده هذا " أسوف" عكس

جملة مركز بابل للدراسات اإلنسانية، كلية الرتبية للعلوم اإلنسانية، جامعة - )قراءة يف رواية احلب حتت املطر(البنية احملتجبة و إنتاج الداللة املغايرة : أمحد رشيد وهاب الددة- 96لد-بابل .303: ص- 01العدد- 04ا-جامعة أم القرى، اململكة العربية السعودية-حيث مقدم لنيل درجة الدكتوراه يف األدب–بداية النص الروائي يف الرواية العربية املعاصرة : هراينبن سعيد العدواين الز أمحد - 97

.02: ص- ملخص البحث- م2008/ه1429.39اآلية : سورة األنعام-98).اإلصحاح الرابع/ سفر التكوين- لعهد القدميمأخوذ من ا( صفحة االستهالل -الرواية- 99

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

224

ماذا ينفع ابن الصحراء إذا أضاع قلبه؟ من يضيع قلبه يضيع . عليك بقلبك":املقطع من الرواية100".بين الناس، ألن الصحراوي ال يعرف مكائد الناس

األسطورية عن األخوين قابيل و هابيل عن بنية النص /االفتتاحية القصصية هذه و قد أعلنت املتمثل يف )الموتيف(و حددت هويته و وجهت داللته، كما كشفت عن العنصر املهيمن فيها

تعليقه على يف ديمتري ميكولسكيسفك الدم و قتل اإلنسان ألخيه، و هذا ما أشار إليه الدكتور إرضاع الدم للوليد الرضيع في الفلكور العربي المعاصر هو بمنزلة إشارة موتيفإن ((: الرواية

هنا يكمن السر الذي يبرر ظهور هذه الحادثة . تنبئ عن الشر و التعطش للدم في المستقبل101.))في رواية الكوني

؛ )أين أخوك هابيل؟...قابيل ( هذا املوتيف كذلك يف روايات أخرى للكاتب مثل رواية و جند قابيل ينحر هابيل بسبب الغيرة، ثم يكافئه الرب بختم على الجبين لئال يقتله كل من :"يقول.102"!وجده

ا أن تفك انغالقيته جلأ الروائي منذ البداية إىل تطعيم السرد بعمق الدالالت الروحية اليت من شأ.و حتقق فاعليته من خالل اشتغاله على املتخيل و الغييب

: االقتباسات-5

هذه االقتباسات بنيات نصية تفاعلت معها الرواية، و هي متفاعالت نصية تارخيية متتد ل تشك إىل التاريخ القدمي بداية من قصة اخللق، و دينية ممثلة يف تصدير الرواية بآية قرآنية و مقتطفات من

متناثرة آخر بعض الصفحات من العهد القدمي، و ال يقدمها لنا الكاتب كوقائع و لكن كنصوص : و من االقتباسات يف الرواية.ن القارئالرواية ألجل تعزيز مضمونه السردي و تقريبه إىل ذه

.24: ص- س.م- 100الموتيف)le motif ( : يف األدب يعين الفكرة الرئيسة أو املوضوع الذي يتكرر يف العمل األديب، أو املفردة املتكررة ، أو احلافز و الباعثو أصل الكلمة فرنسية، و ) .ينظر :

.)78: ص-)3(19ق، العدد-ه- ه1433/م2012–جملة العلوم اإلنسانية الدولية - موتيف االغرتاب يف شعر حيىي السماوي: رسول بالوي و آخرون.139: ص- أين أخوك هابيل؟: قابيليا : دميرتي ميكولسكي- 101.27: ص-)رواية(أين أخوك هابيل .. ابيلق: الكوينإبراهيم-102

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

225

فيتمتم الصياد بالتعاويذ ). الودان( و يتشاءم أهالي تاسيلي من صيد الموفلون "-لة السحرية و يضع حجرا على رأسه، و يتقافز على أربع قبل أن ينطلق في رح

.، و هو مقتبس من لوحات تاسيلي لهنري لوت103"الصيدمقتطف . 104"يا رب أصعدت في الهاوية نفسي، أحييتني من بين الهابطين في الجب "-

.المزامير أغنية تدشين البيت-من العهد القديم، و هو 105"خلص يا رب ألنه قد انقرض التقي، ألنه قد انقطع األمناء من بني البشر" -

المزامير-لعهد القديممأخوذ من ا

النصوص املستدعاة املختلفة زمنيا و خطابيا و نوعيا بنيات نصية أقحمها الكاتب هذه تعد .بشكل واع و أرادها أن تكون استشهادات مباشرة و تدعيما دالليا لروايته

)Les notes(: الهوامش و التعليقات-6

و اهلامش ملفوظ متغري الطول مرتبط جبزء منته تقريبا من النص، و هو إضافة توضح احلاشية النص و تفسره، و قد أسهب الكوين يف احلواشي اليت خدمت الرواية و أكسبتها بعــدا دالليــا هامــا،

الصفحة ، و يف الودانهامش يف الصفحة الثامنة ألجل التعريف حبيوان : و من أمثلة ذلك يف الرواية، و كذلك يف الصفحة السابعة و األربعني شرح ملصطلح صويف "الهوسا"الثالثني شرح لكلمة

.، و غريها من اهلوامش"الهاوية"

)L’épitexte: ( الخارجيةالمصاحبة النصية-ب

كذلك نصوصا موازية خارجية، و هي جمموع النصوص اليت تنتظم يف شكل استجوابات و تسمى . 106دوات و مناظرات و مذكرات و شهادات و نصوص منشورة يف اجلرائد و غريهاو مراسالت و ن

و الذي نشره مبجلة سفيت " نزيف احلجر"و يعد تعليق الدكتور دميرتي ميكولسكي حول .29: ص- الرواية- 103.46: ص- ن.م- 104.92: ص- ن.م- 105.22: ص-2000- دط-أفريقيا الشرق- إدريس نقوري: تقدمي-)دراسة يف مقدمات النقد العريب القدمي(مدخل إىل عتبات النص: عبد الرزاق بالل: ينظر- 106

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

226

، باإلضافة إىل القول املأخوذ من جريدة )épitexte éditorial(نصا فوقيا نشريااملوسكوفية .و الذي جعله الناشر على صفحة الغالف الرابع للروايةديربوند السويسرية،

:تقاطع األشكال التعبيرية في الرواية:سابعا-

مثل الشعيب و املوال، ــورة و القصة إىل الـــا ميتد من األسطـــبا نوعيــاتب إىل تركيب روايته تركيـــنزع الك:و من أمثلة ذلك يف الرواية

:الموال-1

ما سمعه في المراعي يردد مواال قال إنه سمعه من أفواه الصوفية في زوايا و كثيرا " مثلفيها الهناء، . مكافأة لمن أراد النجاة من استعباد العبد و أذى العباد. الصحراء كنز:العوينات

107".فيها الفناء، فيها المراد

: المثل الشعبي-2.108" !ودان...و اللحم ..التمر فزان. الزيت غريان" -109".اللي يبي الورد يتحمل شوكه" -

110".تأكل الغلة و تسب الملة" -

: الترجمة الشخصية-3

يخضع للقاعدة، أقيم على ، منتدب للعمل بمعسكر))هويلس((كابتن بقاعدة . جون باركر" شغف بفلسفات الشرق منذ أن كان طالبا بكلية االستشراق . جبل نفوسة في موقع استراتيجي

و عندمــــا الـــتحق بالبحريــــة . قرأ الزرادشتية و البوذية و الصوفيــة اإلسالميـــة. بجامعة كاليفورنياو عندما . تفرغ لدراسة الطرق الصوفية، انتهز الفرصة و 1957و جاء إلى شمال إفريقيا عام

.25: ص- الرواية- 107.108: ص- ن.م- 108.109: ص- ن.م- 109.110: ص- ن.م- 110

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

227

الذين لجأوا (اتخذوا من تونس محطة عبور و هم في طريقهم إلى طرابلس انفصل عن زمالئه111."و اختار أن يزور حلقة ذكر) إلى خمارة لقضاء السهرة

: األسطورة-4

لصحراء كانت ا. انتظر حتى هل القمر، و حكى له كيف أن الودان هو روح الجبال" و كانت آلهة السماء تنزل إلى . الجبلية في قديم الزمان في حرب أبدية مع الصحراء الرملية

و ما أن تغادر . األرض مع األمطار و تفصل بين الرفيقين و تهدئ من جذوة العداوة بينهما.اآللهة ساحة المعركة و تتوقف األمطار عن الهطول حتى تشتعل الحرب بين العدوين الخالدين

جمدت الجبال . و في يوم غضبت اآللهة في سمواتها العليا و أنزلت العقاب على المتحاربينفتحايل الرمل )). مساك ملت((، و أوقفت تقدم الرمل العنيد في حدود ))مساك صطفت((في

منذ ذلك اليوم . و دخل في روح الغزالن، و تحايلت الجبال من جهتها و دخلت في الودان112" .ن مسكونا بروح الجبالأصبح الودا

: القصة-5

. ثم يرفع رأسه إلى النجوم، و يغني مواال حزينا قبل أن يعود و يقص عليه قصته مع الودان":قال

أتعرف ماذا فعل . أدركت ودانا تائها في العراء الفسيح، فطاردته بالمهري حتى هده التعبوجه له نطحات قاسية بقرونه الشرسة . عندما خارت قواه؟ ولى على أثره و هاجم المهري

اضطررت أن أترجل عن المهري و أهجم على الحيوان . فأجفل المهري و عاد على عقبيهحاولت أن أخنقه بالحبل فوجه لي طعنة طرحتني . ي يدي سوى حبل الليفالمجنون و ليس ف

يا ربي ما . أمسكت بقرونه الطويلة، فماذا اكتشفت؟ لم أر أقوى من قرون الودان. على األرض

.104: ص–س.م- 111.28: ص- ن.م- 112

في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكونيثالث تجليات العجائبيالالفصل

228

ثم الحقني ليسحقني بسالحه . نزعني عن األرض و ألقى بي بعيدا بحركة واحدة!أقوى قرونههرس األحجار بوحشية ثم رفع رأسه نحوي فرأيت . في آخر فرصةالشيطاني فتالفيت سكاكينه

و الشقاء في عينيه، ورأيت العناد و الشراسة و أشياء كثيرة لم في تلك اللحظة الصغيرة الحقدأدركت أني ال أستطيع أن . الزبد يعلو شفتيه، و شعره أشيب و ملوث بالروث و الطين.أفهمها

و ركضت نحو المهري ألخطف البندقية المعلقة في أتمكن منه بيدين عاريتين، فقفزت 113".السرج

وعـــة، ـــــاال تعبرييـــة متنـــستعار الكوين صيغا خطابية متعـــددة ألجـــل ســرد النزيـــف، و وظـــف أشكـا الشعوذة، ر و ـــحـــاز الســـغـــة، و ألـــدات شعبيــــقـــعتـــاطري ومـــا و أســخية، قصصــة و تاريــات دينيـــو اقتباس

) la pluralité(ة على التعدد ــــفتحت الروايــــها، فانـحيث أخذت منحى التماهي و االنصهار فيما بين.مبختلف أنواعه و مستوياته

سابقكنصتأسست على مبدإ األسطورة ) hypertexte(كنص الحقإن الرواية )hypotexte( ا الفنية و الروائية، بغية إعادة إنتاج نص ، مث اختلفت عنها و متيزت خبصوصيا

.)reproduction(جديد حيث )Transgression du réel(قد قامت على خرق الواقعي " نزيف الحجر"إن ا، ختام

مجع صاحبها اإلنس باجلن و احليوان ومزج الواقع باخليال، و اتبع طريقة فنية ألجل التعبري عن ذلك، تتمثل يف النزوع إىل األسطرة و تزويد روايته بصيغ خطابية متنوعة ظهرت يف شكل تراكمات

نتاج نص سردي قولية استلفها من أجناس متباينة ، و قد اختذ من آلية التفاعالت النصية وسيلة إلإبراهيم قصد و قد جديد متميز و منفتح على الدالالت الدينية و التارخيية و االجتماعية و غريها،

ختلف مستوياته، بغية طرح قضية أزلية، التجريب عرب توظيفه العجائيب مب) نزيف الحجر(الكوين يف )قابيل(جود جالد أبدي مل تطرح هذه احلادثة املوجعة مسألة و :"و يف هذا الشأن يقول الكوين

لكنها أيقضت قضية أعظم شأنا، يف مسرح التجربة البشرية و حسب، و) هابيل(ضحية أبدية و هي مسألة االنقسام الرتاجيدي للجنس البشري منذ التكوين إىل فريقني من طينتني خمتلفتني متاما، و

.114"إىل اليومليكون هذا االنقسام هو احللقة املفقودة يف تاريخ اجلنس البشري

.26: ص- س.م- 113.391/392: ص-3ج- سرية ذاتية-روح أمم يف نزيف ذاكرة-عدوس السرى: إبراهيم الكوين- 114

رابعلفصل الامقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفة

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

230

، و هي مرحلة "مرحلة التجريب"النقاد و الدارسون اليوم املرحلة األدبية الراهنة باسم يسمي احلديث ألجل التجديد و خمالفة السائد يسعى فيها املبدعون شعراء و كتابا إىل األخذ من القدمي و

.و املعهود

يشكل املوروث التارخيي و الديين مرجعية مجالية و فكرية لدى كثري من الكتاب حيث يستثمر العديد من كتاب القصة و الرواية الرتاث الصويف و العرفاين و يدجمون خطاب اللغة الصوفية يف شق

األسفار :التجليات"يف كتاب بالروائي مجال الغيطاينمنثل على ذلك واسع من الكتابات السردية، ويف يـــالمـــمجعة الو،)م1995(" سابع أيام اخللق"يف رواية عبد اخلالق الركايب،)م1990(" الثالثة

1.غريهمو) م1997"(وسىـــي مـارات أبـــج"يـفقـــوفيــمد التــأح، و )م1997" (بـنـيجمــنون ز "

الرواية :مثل هذه الكتابات جمتمعة تشكل نوعا سرديا جديدا أمجع الدارسون على تسميتهلعل و ذي العرفاينمشروعه السرديعبد اإلله بن عرفةأطلق الباحث و الروائي املغريب و قد . العرفانية

املرجعية القرآنية، و اليت يرى فيها مفهوما خمتلفا لألدب تكمن غاياته املعرفية يف إنتاج أديب معريف 2.حيقق حتوال يف وجدان القارئ و معرفته و سلوكه

": الحواميم"مضمون رواية :أوال-

، و حني يتشكالن يف الميمو الحاء: على حرفني مهاالحواميمأسس عبد اإلله بن عرفة رواية ذا امليسم العجيب﴾حم﴿هذا الـــزوج فشخـــوص الروايـــة و أمســـاءها "؛ 3يطبعـــــان كل شـــيء ملساه

ا ترتجم الصراع املستمر بني .4"لبناء احلضور و املعىناملوت و احلياةو حوارا

العدد -مؤسسة مؤمنون بال حدود للدراسات و األحباث، الرباط، املغرب- )جملة ثقافية إلكرتونية( جملة ذوات - قضايا النوع، الكتابة و املتخيل: الرواية العرفانية: عبد اللطيف الوراري: ينظر-1.10: ص-2015-)10( ميوراه يف اللسانيات من جامعة السوربون بباريس، و هو خبــري يف منظمة االسيسكو و بــاحث يف اللسانيـــات و التصـــوف و الفكر اإلسالمبدينة سال املغربية، حائز على الدكتم1962من مواليد.ياســني قلب )2012(، ابن اخلطيب يف روضة طه )2011(، طواسني الغزايل )2010(، احلواميـم)2009(، بالد صــاد)2007(، حبر نـــون )2002(جبل قاف: و للروائي سبع روايات و هي ،

).2015(سرية العشق عند ابن حزم : ، و طوق سر احملبة)2013(اخلالفة .53: ص-جملة ذوات-رائد الرواية العرفانية عبد اإلله بن عرفةحوار مع : عبد اللطيف الوراري-2

.09: ص-2010-1ط-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب-)رواية(احلواميم : اإلله بن عرفةعبد : ينظر-3.14: ص- ن.م- 4

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

231

من مائتني و تسع و ثالثني صفحة، يتصدرها إهداء إىل أمة األندلس الحواميمتتكون رواية ناه يف روايته، بالشهيدة، و يليها بيان أديب يوضح الكاتب من خالله مفهوم الكتابة اجلديدة الذي يت

، نسبة إىل ألوية املراكب اليت محلها الناجون "اللواء"مث سبعة فصول، أطلق على كل واحد منها اسم 5.ندلس الطريدة كما ورد يف آخر الروايةمن أمة األ

، م1614سنة إىل غايةم 1492يسرد الكاتب أحداثا تارخيية تبدأ مع مأساة سقوط غرناطة سنة

جريهم اليت أصدر فيها امللك فيليب الثالث قرار الطرد النهائي للموريسكينيو هي السنة و م و أجمادهم، رغبة يف سنة117قسريا من بلدهم الذي بقوا فيه أزيد من و هو . احملافظة على حضار

حيكي تارخيا إجراميا و وصمة عار إلسبانيا اليت قدمت للعامل أبشع صور التعذيب و اإلهانة لإلنسان و يف خضم هذه األحداث . من خالل حماكم التفتيش ضد املسلمني و اليهود و الربوتستانت

فيبدع الكاتب جامعا بني احلقيقي و التخييلي، و يسرد قصصا التارخيية تتحرك شخوص الرواية، اهد ول الدين ـــأص" معنينو"الذي حرص على تربية و تعليم حفيده معنابن متعلقة بأسرة الشيخ ا

ريبه إىل عدوة املغرب خوفا عليه من التنصري، فقد انتزع مجيع األطفال دون و اللغة العربية، مث م، و وزعوا على بيوت القشتاليني حتت إشراف الكنيسة الكاثوليكية لرتبية هؤالء العاشرة من أمها

و بعد مرور السنني يصبح الشاب معنينو أحد أهم قادة اجلهاد البحري ضد . 6األطفال تربية مسيحيةا مث ، يتعرف عليه"حياة"و يف إحدى السفن القشتالية ينقذ أسرية فقدت والديها امسها . اإلسبان

و إثر . يتزوجان و يكونان أسرة ويستقران يف سال باملغرب، كما يتعرف معنينو على أهله بفاسيمة ـحل"اة ــيـــدي حــــوالــــو بــينـنـقي معــتـرب يلـلمغـى اـا إلــيــانـبــوريسكيني من إســمتوالية للمـهجرات الـال

.، فيجتمع مشل العائلة من اجلهتني"و مصطفى

لل هذا كله مشاهد مأساوية و قصص مؤثرة و حوارات فكرية راقية من بداية نشوء الفكر و يتخ.اإلصالحي و األنوار يف أوربا عند مارتن لوثر و كالفني أو ميغال دي سريفانتيس و فيالسكيز

.226: ص- س.م- 5 املوريسكيون)Moriscos(وا بني اعتناق املسيحية أو ترك إسبانيايف بقوا هم املسلمون الذين .إسبانيا حتت احلكم املسيحي بعد سقوط اململكة اإلسالمية، و خري.61: ص-ن.م: ينظر- 6

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

232

: شخصيات الرواية:ثانيا-

باملفهوم الشائع، إال ) ة(بطل/ فال وجود لشخصية رئيسةشخصيات الرواية تنوعا واضحا،تتنوع أنه يوجد تكامل بينها تكملة احلاء للميم؛ إذ املالحظ أن أمساء الشخوص الفاعلة يف الرواية تبدأ

كل زوج من الشخصيات، فنجد حياة ينعكس على ﴾حم﴿ثنائيحبريف امليم و احلاء، فهذا الزوجها معنينو و حليمة و زوجها مصطفى، و قد بىن الكاتب أحداث الرواية على أساس قصة و

هذين الزوجني، حيث تضيع حليمة و زوجها ابنتهما و يعيشان مأساة صمت مطبق، و يهيم معنينو . يف البحار إىل أن يلتقي حبياة و يتزوجها، مث تكون اخلامتة باجتماع مشل هاتني العائلتني

ال - على حد تعبري الدكتور عبد اإلله الربيكي–كأن احلرف هو الشخصية الرئيسة يف الرواية و كداللة اصطالحية و لكن املقصود احلرف الوجودي الذي يستمد داللته من مرتبته الوجودية يف

و الشخصية فاحلرف استنادا إىل هذا التصور العرفاين، ه":يقول عبد اإلله بن عرفة. 7اخليال العرفايناليت تتلون يف كل رواية بلون معني و بطل معني استنادا إىل أن القول ينتج الوجود الثاين يف مقابل

فيكون﴿الوجود احلق، مصداقا لقوله تعاىل كن لھ قول ن أن أردناه إذا ء ل قولنا ما بينما ال ﴾إنذا .8"املوجودينتج الكالم إال العلم

التارخيية و األدبية، و هي حتيل إىل بعضها : شخصيات ذات مرجعيات خمتلفة منهاالرواية تضمنت و واردة على لسان بصورة واضحة بينما تكتفي باإلشارة إىل البعض اآلخر إما إشارات مباشرة أ

: و من أهم الشخصيات الواردة يف الرواية.الشخصيات نفسها

:لةتخي الشخصيات الم -أقال عليه باالسم، و و دلني ":جاء يف الرواية. املاء املعني: ، و تعين معنمن آل معن:معنينو-

حفيد و هو .9"لي ستشرب من العين الماء المعين، يشير إلى اسم أسرتنا معن و معنينو

.40: ص- جملة ذوات-ماهيتها، إشكاالت تلقيها و خواصها السردية: الرواية العرفانية: عبد اإلله الربيكي: ينظر- 7نقال عن - 18: ص-2014-1ط-دار اآلداب، بريوت- كتاب مجاعي- مفاتيح مجالية للسرد العرفاين ضمن مجالية السرد يف الرواية العرفانية: بن عرفةعبد اإلله: ينظر- 8

.املرجع نفسه.179: ص-الرواية- 9

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

233

الشيخ ابن معن الذي حرص على تربيته تربية أسالفه بعدما استشهد والده يف إحدى ا الثوار املوريسكيون ضد جيش القشتاليني اسم عليهواــقــو أطل. احلمالت اليت كان يقوم

10.لدى املوريسكيني"معنينو"ني و حتول االسم إىل ــالقشتاليان ـــبلس" وـــمورين"

وضيئة كالقمر، موريسكية ذات أصول عربية مسلمة من عائلة أندلسية عريقة، صبية:حياة-، "حنة"أخذها قساوسة حماكم التفتيش من والديها و هي طفلة صغرية و أطلقوا عليها اسم

و وضعوها يف أسرة قشتالية طيبة، و قد ساعدها رجل موريسكي يف اهلروب، مث أسرت يف ا و عاشا إحدى السفن القشتالية، و 11.سال باملغربيف أنقذها معنينو مث تزوج

والدا حياة، عاشا حياة تعيسة و حزينة بسبب فقدان ابنتهما، إىل أن مها :حليمةومصطفى-.اجتمع مشلهما بعد صدور مرسوم الطرد من إسبانيا

:الشخصيات التاريخية-باملسلمني و إرغامهم على لة اليت عملت على طردملكة قشتا: الملكة الكاثوليكية إيزابيال-

.12التنصر و قشتلتهمو قد كان هو وزوجته وراء سقوط .زوج امللكة إيزابيال، و هو ملك أراغون و البابوية:فرناندو-

13.بعدما تنكرا للعهود اليت تضمنتها معاهدة تسليم غرناطةه1492مملكة غرناطة سنة

مللكة إيزابيال و فرديناند، و قد ، حفيد ا)بالقشتالية(كارلوس :اإلمبراطور شارل الخامس-و البالد املنخفضة ضم إىل حكم مملكته قشتالة و أراغون و صقلية و سردينيا و النمسا

فيليب الثاين و الدون : و غريها من البالد، فكون إمرباطورية عظيمة، و له ابنانوهنغاريا14.خوان النمساوي الذي أجنبه من حمظية هولندية

.178/179/ 51/176: ص–س.م: ينظر- 10.139/140/151/152/153: ص-ن.م: ينظر- 11.19: ص-ن .م:ينظر- 12.20: ص- ن .م: ينظر- 13.35: ص-ن.م: ينظر- 14

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

234

الذي أصدر مرسوم تنصري مجيع املسلمني ابن امللك فيليب الثاين: الملك فيليب الثالث-األندلسيني الذين مل يتمسحـــوا ، بالعفو عن أمرإال أن ابنه ، م1567مكن سنة ـأقصى ما يـــب

15.رجال ضعيفا عاكفا على اللهو و ترك أمر إدارة البالد لغريهكان قد و

:الشخصيات التراثية-ته إىل أن ـــا على دينـــتــبل ثاــــل و ظـــاضـــالفقيه الذي نهو جد معنينو، و:الشيخ ابن معن-

16.يعقوب املنصور املوحديو قد نفذ وصية جدهدم و أحرق،ــــأع

و ويل من أولياء اهللا الصاحلني، ولد من أب و هو شخصية صوفية : الشيخ رضوان الجنوي-نصراين من مدينة جنوة يف إيطاليا، و أمه من اليهود الذين فروا إىل املغرب بعد سقوط غرناطة

17.و قد التقى به معنينو يف مدينة مراكش. ه1492سنة

: شخصيات فكرية-ثعمل على تطهري الدين املسيحي، و نشر مذهبه يف مصلح مسيحي:المصلح جان كالفين-

18.سويسرا و فرنسا

. و هو العامل الالهويت الكاثوليكي الكبري الذي أنشأ األناجيل اللوثرية:المصلح مارتن لوثر-قد مهما فعلوا من جرائم و شنائع، و رفض صكوك الغفران اليت مينحها الرهبان ألبناء الكنيسة

حظي بتأييد شعيب كبري ألن . دعة أساءت إىل نقاء الدين املسيحيطالب بإلغائها و عدها بم الصغرية الناس كانوا يعيشون يف ضيق كبري و الكنيسة تلزمهم ب أداء الصكوك عن ذنو

كما قام برتمجة . الكبرية، بل قد مولت مجيع احلمالت الصليبية من مداخيل هذه الصكوكو ة، فكان هلذا احلدث تأثري كبري داخل املسيحية يف أملانيا اإلجنيل أو العهد اجلديد إىل األملاني

19.بعدما أصبح يف متناوهلم قراءة الكتاب املقدس الذي كان بالالتينية

.14/187: ص-س.م: ينظر- 15.28: ص-ن.م: ينظر- 16.170/179-ن.م: ينظر- 17.66/71: ص- ن.م:ينظر- 18.66/67/68: ص-ن.م:ينظر- 19

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

235

أندلسي موريسكي األصل، ولد يف غرناطة و عمد و رباه : الراهب كاسيودورو دو الرينا-التقى به الشيخ ابن معن يف . كاثوليكياقس قشتايل، علمه املسيحية و أصوهلا، فأصبح راهبا

20.السجن و دار بينهما حوار فكري طويل

إعداد (شارل اخلامس، و هو صاحب كتاب مستشار أمري اإلنسانيات و هو:إيراسموس-و قد . ملكيافيل) األمير(خمالفا بذلك ما كان سائدا يف أوربا بعد كتاب ) األمير المسيحي

ل أن يؤثر يف سياسة امللوك، و قد كتب أربعة شروح لألناجيل كان قريبا من األمراء و حاو فرانسوا األول ملك فرنسا، هنري الثامن : األربعة و قدم كل واحد منها مللوك أوربا الكبار

.21ملك إجنلرتا، فرديناند إمرباطور أملانيا و كارلوس اخلامس إمرباطور إسبانيا و هولندا: الشخصيات األدبية و الفنية-جإيرامسوس، و هو حمارب من تلميذ و هو أبو األدب اإلسباني، : ميغال دي سارفانتس-

ا إسبانيا قلعة النهر قرب مدريد، شارك يف احلرب من أجل إحياء القيم األخالقية اليت فقد22.و قد كانت له حماوالت يف الشعر و النثر كما ورد يف الرواية. معها أورباو

إسباين، الذي كان يكره األسلوب و الذوق اإليطايل املهيمن على رسام : فرانسيسكو هيريرا-23.الفن اإلسباين آنذاك

، و يف الرواية ال تلميذ فرانسيسكو هرييرابرتغايل األصل، و هو :الرسام دييغو فيالسكيز-أراد أن يرسم إسبانيا يف صورة امرأة لكنه مل يفعل خمافة أن . يتجاوز عمره عشر سنوات

24.أستاذه هرييرا الذي كان يتضايق منه كثريايسيء فهمه

س الذين ـــالم األندلــــض أعـــر بعـــختم الكاتب روايته بذك:سيبعض أعالم األدب األندل-نشأوا و عاشوا يف األندلس قبل قرون، و حل حملهم قوم قدموا للعامل أكرب صورة عن

.66: ص- س.م:ينظر- 20.144:ص-ن.م: ينظر- 21.139/149/150: ص-ن.م: بنظر- 22.234/235: ص-ن.م: ينظر- 23.205/235: ص-ن.م: ينظر- 24

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

236

انيا و نسي دييغو فيالسكيز أو لم يلقن تبدلت إسب": ورد يف الرواية. املعامالت الإلنسانيةأن هؤالء الذين يحاول توثيق طردهم و تشريدهم هم أبناء قمم إنسانية شاهقة ال يجود

ابن رشد و ابن طفيل و ابن حزم بمثلها الزمان كابن العربي الحاتمي و الششتري و.25"ابن الخطيب و أبو مدين و أبو العباس المرسيو

يف انتقاهلا و حتوهلا من سياق إىل سياق، السردية مبختلف أنواعهاالشخصياتهذه و تكمن قيمة ا تستغين عن دورها احليادي التقليدي يف التعبري فهي حني تتفاعل مع الشخصيات املتخيلة فإ

ية هوية سرد-على يد الروائي-الصريح عن الواقع، تنسى أو تتناسى هويتها التارخيية، لتكون لنفسهاة هلوية الشخصيات الروائية و متداخلة معها فضائيا و سياقيا .26مشا

جتري أحداث الرواية على أرض األندلس و بالد املغرب خالل الفرتة الزمنية : المكان:ثالثا-.م1614إىل غاية م1492املمتدة بني سنوات

:الزمن السردي:رابعا-سياق الرواية املسار الزمين من حيث يشكل الرتتيب الزمين يف :الترتيب الزمني-1

االستحضار أي استحضار املاضي يف زمن احلضور، و االستباق أي تداعي املستقبل .27يف زمن احلضور

و يربز االسرتجاع يف الرواية حني يعود الراوي إىل املاضي عارضا أحداثا : االسترجاع-أكنت أعيش في ": منهاتعج الرواية باالسرتجاعات، و .سابقة، معتمدا على الذاكرة

غرناطة و قتل والدي فقرر جدي الهروب بي إلى المغرب لكن كتيبة من أمرني جدي بالهروب إلى السفينة و تركته خلفي . الفرسان اعترضت طريقنا

.236: ص- س.م- 25- دار احلوار للنشر و التوزيع، الالذقية، سوريا-)دراسة يف امللحمة الروائية مدارات الشرق( مجاليات التشكيل الروائي : حممد صابر عبيد و سوسن هادي جعفر البيايت:ينظر-26.24: ص- 2008- 1ط

.207: ص-املرجع نفسه:ينظر- 27

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

237

و قد علمت قبل أشهر أنهم قتلوه شنقا ثم . وحيدا ألنه لم يكن بمثل خفتي.28"أحرقوا جثته، رحمة اهللا عليه

حالة استشراف و مفارقة تتجه حنو املستقبل بالنسبة إىل اللحظة و هو : قاالستبا-باع، و نــجــده يف بعـــض الــتنبؤات ـــارنــة باالسرتجـــيل فــي الرواية مقـــ، و هو قـــل29الراهـــنة

فقد كثرت شؤون الحدثان أيضا عند أهل ":و التطلعات الواردة يف الرواية، مثلفيهم نبوءات كثيرة منها ما هو مروغ و منها ما هو مبشر من ظهرتو األندلس

و سيمشي ...سوف تفتح إسبانيا من جديد((قبيل فتح البالد مرة أخرى و في . الفاتحون في خطى طارق، و سينفتح الطريق أمامهم في صورة خارقة

ه، ـــفوق د، و سوف يعبر العرب ــــارق سوف يظهر جسر من حديـــق جبل طـــمضي.30"))و سوف يفتحون إسبانيا و سوف يصلون إلى جـــليقية

: اإليقاع الزمني-2: تسريع السرد-أ

، و هي ذات طابع اختزايل حيث تكون وحدة من زمن )Résumé(أو اخلالصة :التلخيص-القصة تقابل وحدة أصغر من زمن الكتابة، تلخص لنا فيها الرواية مرحلة طويلة من احلياة

. وام في رباط سال تزوجت فيها بحياة و أنجبت لي ذريةـــمرت أع": ، مثل31املعروضة32..."تعلمت حياة لغة أهلها و ديانتهم، و حرصت على تعليم أوالدها حرصا بالغا

، و هو تقنية زمنية تقضي بإسقاط فرتة طويلة )L’ellipse(أو اإلسقاط أو الثغرة : الحذف-و مما ورد يف . 33القصة، و عدم التطرق ملا جرى فيها من وقائع و أحداثأو قصرية من زمن

.152/153: ص-الرواية- 28.215: ص-مجاليات التشكيل الروائي: و سوسن هادي جعفر البيايتصابر عبيد حممد - 29.192: ص-الرواية- 30.145: ص-)الشخصية- الزمن-الفضاء(ل الروائيبنية الشك: حسن حبراوي: ينظر- 31.173/174: ص-الرواية- 32.156: ص-)الشخصية- الزمن-الفضاء(ة الشكل الروائيبني: حسن حبراوي: ينظر- 33

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

238

قد و ، 34"... ثمان سنوات على نهاية الثورة األندلسية في الجنوبمرت" : الرواية.سنوات دون أي سرد لألحداث اليت وقعت خالل هذه الفرتةعدة السارد جتاوز

: تعطيل السرد-بLe(املشهدي غلب السرد : المشهد- récit scénique( املقاطع يف هذه الرواية من خالل

و هو حيتل موقعا متميزا ضمن احلركة "نسبة كبرية من مساحة الرواية، احلوارية اليت شغلت . 35"الزمنية بفضل وظيفته الدرامية و قدرته على تكسري رتابة احلكي بضمري الغائب املهيمن

ا عرض مسرحي من املشاهد املؤثرة اليت جاءت و :)Spectacle(يف الرواية و كأ

لقد زدت إصرارا على جرائمك الشنيعة بحق الكنيسة المقدسة، و هزأت أبناءها - "المخلصين الساهرين على حرمتها من أساقفة و علماء الالهوت و الكهنة و القضاة القانونيين

تركناك تتكلم لتفرغ ما في جعبتك و قد. و القساوسة و خدام الكنيسة و حاملي الصولجانحتى نقيم عليك الحق و العدل

ليست إنسانية و اكم مشكلة أخالقية و ـــعن أي حق و أي عدل تتكلم؟ إن أمر هذه المح-فمحاكمكم ال تقر بالعدل الطبيعي الذي أراده اهللا من االجتماع . فقط مشكلة قانونية

....اإلنسانيعن تطاول هذا المتهم على أصل عملنا و شكك في لقد سمعتم ياغبطة المحققين-

و أنا أدعوكم إلى تعجيل تنفيذ حكم . نزاهتنا فأضاف ذلك إلى سجل جرائمه المتعددةاإلعدام بحقه قبل أن يفسد مزيدا من أبناء الكنيسة المقدسة المحقق معهم في البيت

.المقدسعة ـــم البشــوهكـــة وجــذاب رؤيـــن عـــي مذي سيصفي روحـــذا الحكم الـــمرحى مرحى به-

...و سماع قاذوراتكم النجسة

.130: ص-الرواية- 34.166: ص-)الشخصية- الزمن-الفضاء(بنية الشكل الروائي: سن حبراويح: ينظر- 35

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

239

وب من هل تت. و روحك من العذاب األليمأقولها لك للمرة األخيرة لكي تنقذ نفسك -ردتك و إلحادك؟

أال . سأردد على أسماعكم نص إلحادي و شهادة ردتي. في عين ردتي يظهر سر درتــي-أنا فالن بن فالن أشهد أن اهللا . و ليسمع كل واحد منكم بل فليسمع الثقالنفاسمعوا

كما أشهد على نفسي . تعالى إله واحد، ال ثاني في ألوهيته، منزه عن الصاحبة و الولدأرسله إلى جميع الذي )ملسو هيلع هللا ىلص(باإليمان بمن اصطفاه و اختاره و اجتباه، سيدنا محمد

...اعيا إلى اهللا بإذنه و سراجا منيراالناس كافة بشيرا و نذيرا و دلقد حكمت على نفسك بنفسك، و ستلتهم النار المقدسة هذه الشيبة الملعونة و هذا -

: التفت ابن معن إلى الجالدين و قال لهم...الجسد اآلثم و ذاك القلب النجسمرحى بالموت، مرحى بالقتل، خذوا جسدي لكنكم لن تأخذوا روحي، بل لن تأخذوا -

.36..."شعرة واحدة مني، تمأل األرض تسبيحا بجالل ربيو تتمثل يف مساحة االسرتاحة اليت يتوقف فيها السرد )La pause: (الوقفة الوصفية-

ال آللية الوصف بالعمل و التصوير و التدقيق، حني يصل السرد إىل منعطف فاسحا اا يساعد يف تلقي حيوات حكائي يتوجب التوقف من مسح املوجودات السردية مسحا وصفي

. أصبحت تبنا، قابل لالشتعال. لقد يبست فعال إسبانيا":مثل. 37السرد على حنو أفضلـــمن و العســــل، أرض الثــــمار و األطايب، أرض السنبلة الخضراء لـــم تعـــد أرض الس

.38"بعضظلمات بعضها فوق. عادت لونا واحدا. الفراشة البيضاء و النحلة السوداءو يشبــه الوقفة من حيث أنـــه يعيـــق حركــــة الســـرد، و يقلل و هو ): La fréquence(التواتر -

أما ": قصة حياة، اليت قصتها ملعنينو كاآليت، و من أمثلته يف الرواية تكرار 39من سرعة اإليقاع

.127إىل 121من ص - الرواية: ينظر- 36.223: ص-مجاليات التشكيل الروائي: هادي جعفر البيايتصابر عبيد و سوسنحممد - 37.205: ص–الرواية - 38.113: ص- بنية النص الروائي: خليل إبراهيم: ينظر- 39

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

240

أخذني قساوسة . عن طفولتي سوى أنني من عائلة أندلسية عريقةأنا فال أعلم شيئاثم . محاكم التفتيش من أمي و أنا طفلى صغيرة و وضعوني في أسرة قشتالية طيبة

ا ، مث 40"علمت من خادم موريسكي مسن تاريخ المسلمين في هذه البالد قصتها لوالدلقد نشأت في أسرة نصرانية قشتالية، ثم لما كبرت بعض الشيء، أخبرني ": كما يلي

خادم موريسكي كان يعمل عند هذه األسرة أني من أصول موريسكية اختطفت منذ و لعل أسرتي كانت تقطن في حي البيازين من . صغري و وضعت عند هذه األسرة

.41"غرناطة:تعدد الرؤى السردية:خامسا-

إذ إنه بصدد تقدمي وقائع تارخيية، لذلك فهو )objective(الراوي أحداثه بطريقة موضوعية يرصد ال يتدخل و ال يقحم ذاته لتفسري األحداث و إمنا يصفها وصفا حمايدا حماوال إضفاء مصداقية على

.هو لكن دومنا أي تدخل مباشر منةكل معلومة تارخيية يقدمها، وقد يشري إليها إشارات تفسريي

، و على الرغم من حماذرته الوقوع يف فخ )هو(ضمري الغائب يستعمل يف سرد أحداث الروايةو هو متتبع ملسار احلكي و متنقل أيضا سارد السقوط يف األنا،و عدم مشاركته يف أحداث الرواية إال أنه

عالــمايف بعض األحيان عرب األمكنة و مراقب لشخوصها و أفعاهلم و أقواهلم، كما يظهـــر .Le narrateur omniscient((بالسارد العليمأن نسميهمبجريات احملكي، لذلك حـــق

Point(وجهات النظركذلك يف خانة رواية تصنف هذه الرواية de vues( و هذا دليل على ،و قد جتسدت هذه الرؤى . حواريتها و على اشتغاهلا على التنوع و التعدد األديب و الفكري و الفين

. بدرجات متفاوتة يف الرواية.153: ص-الرواية- 40.230: ص–ن .م- 41 الناقد يعدJean Pouillon أول من فصل القول يف زوايا الرؤية و قد اعتربهاTodorov مظاهر للحكيجمرد. أو مبظهر الوسيط الذي ينقل الراوي الذي يعرف كل شيء راويا سيئا يف نظر البعض ألن الراوي الذي يعرف كل شيء يشري إىل كاتب فشل يف أن يظهر مبظهر عدم املتدخليعد

م و حقيقتهم، و أن يتحركوا بالتايل يف عامل روايته حبرية، أو يروي عن اآلخرين، أو الذي يفسح هلم، إذ يروي عنهم، أن يرووا هم عن أنفسهم، فيرتك هل م بذلك إمكانية أن يبدوا ذوا.)139: ص-تقنيات السرد الروائي يف ضوء املنهج البنيوي: ميىن العيد: ينظر. (متمتعني بوجودهم الشخصي املستقل عن ذاته ككاتب، أو عن أفكاره و رؤاه كمثقف

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

241

)Visionالرؤية من الخلف-1 par derrière:(

هذه الرؤية يف معرفة الكاتب الكلية باألحداث و الشخصيات و األسرار الداخلية، حيث و تتجلى يتكئ على ضمري الغائب و حيركه يف الزوايا الظاهرة و اخلفية، فكأنه كامريا تلتقط من منظور خلفي

ابن معن كان ": و من أمثلة ذلك يف الرواية. ثابت أو متحرك على حد تعبري الناقد مجيل محداوييرفض رفضا قاطعا أن يردد كل تلك الصلوات بل كان يختار منها بحسب نقاء عقيدتها من الشرك، فإن كانت تمجيدا للرب ردد خلف الكاهن بيسر و دون تلعثم، و إن كان غير ذلك

ثم ـــه ذلك، فإنه يتلعـــحاد و التثليث و ما شابــول و االت ـــمما قد يفصح صراحة عن عقائد الحلو في ختام الجلسة، يأمرونه برسم (...) ل و يتظاهر بالتعب الشديد و العي و الحصرو يسع

عالمة الصليب، فكان يمسح على جبهته و يمرر كفه على قلبه و هو يتعوذ من ذلك، مصانعا لهم فيما يتوهمون، مداريا لهم عما يعتقد في قرارة قلبه من اإليمان الراسخ الذي ال يزلزله

أخذ ابن يجيل نظره في . ثم نزع الكيس عن وجه الشيخ: " و كذلك يف قوله. 42"شيءرأى وجــوها يعرفها، و وجـــوها لم يعرفها، و وجــوها أخرى غريبـــة احتلت مدينتــه . الحـــاضريــــن

و غري هذه املواضع ، 43"ثم رأى وجوها يعرفها بالرحمة، و وجوها ينكرها بالرهبة. و بلده و أرضه.ثرية، فالرؤيا من اخللف هي األكثر هيمنة يف الروايةك

Vision(المصاحبةالرؤية-2 avec :(

أن يتساوى الراوي و الشخصية يف درجة القصد منها وو تسمى كذلك الرؤية الداخلية، الدال على إخضاع السرد لرؤية ذاتية 45، و غالبا ما يستخدم يف هذا الشكل ضمري املتكلم44املعرفة

خالل تلك األيام كنت أتردد على الفتاة ": و من مواضعها يف الرواية. 46أكثر منها موضوعية

غري املمركز سمى هذه الرؤية القص و ت)Non focalisé ( أو الرتكيز عند درجة الصفر..96/97: ص-الرواية- 42.126: ص- ن.م- 43.95: ص- 2005- دط-منشورات احتاد كتاب العرب، دمشق- )دراسة(شعرية اخلطاب الروائي: حممد عزام : ينظر- 44.47: ص-بنية النص السردي: مداينمحيد حل- 45.75: ص- 2016- 1ط-صحيفة املثقف- مقاربة أسلوبية لرواية جبل العلم ألمحد املخلويف: روايةأسلوبية ال: محداويمجيل : ينظر- 46

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

242

كنت أعطيها بعض الفاكهة و أسقيها ماء باردا و أسهر على خدمتها . فأحاول أن أسري عنهالم كنت أتكلم معها بالقشتالية إذ . مورثم بدأنا نتذاكر في كثير في كثير من األ. فأنست إلي

.47"ةتكن تعرف العربي

Vision(الرؤية من الخارج -3 du dehors:(

، و تعتـمــد هــذه الرؤيـــة عـلى الـمالحظـــة 48الراوي فيهـا أقـــل مــعرفــة من الشخــــصيةو يكون ارجي، و استعمال ضمريي املخاطب اخلالــحسيــــة و املشاهدة البصرية و اإلدراك الذهين و الرصد

و من أمثلة . 49الغائب دون ضمري املتكلم الذي ميكن أن يسقط الرؤية يف شرك املنظور املصاحبو و مع كرور األيام و توالي المحن و الخطوب، ضعفت ممارسة الشعائر ":هذه الرؤية يف الرواية

و بدل أن تكون . اإلسالمية و عز من يرشد الناس إلى قضايا دينهم فيما يعرض لهم من شؤونالحياة الدينية متجددة و حية في نفوس الناس، أصبحت شيئا موروثا يتناقله الخلف عن

. توارثة ال يحيد عنها الالحقونارت عادات و طقوسا ملم يعد الدين دينا حيا بل ص. السلفتحولت أوضاع فقهية جزئية إلى عقائد مقدسة، و اكتسبت من القداسة بقدر ما كانت ممارسة و

و كان من بين ": يف قولهو كذلك .50".شؤون العبادة أمرا مستحيال في الفضاء العامره يرتدي عمامــة أنيقــة و ســرواال فضفاضا المهاجمين شاب قوي البنية في العقد الثاني من عم

.51"ثم قميصا أبيضــا و سلهاما قصيرا

: أنماط السرد في الرواية:سادسا-

ا السارد املــحكي و يقدمها للقــ و يوجد منطان . ارئتتعــلق أمناط السرد بالكيفية اليت يعرض La(التمثيل و العرض : رئيسيان من أمناط السرد représentation( و احلكي ،)La

narration.(52

.151/152: ص-الرواية- 47.95: ص-شعرية اخلطاب الروائي: حممد عزام-48.75: ص-أسلوبية الرواية: مجيل محداوي: ينظر- 49.35: ص-الرواية- 50.133: ص- ن.م- 51موعة من املؤلفني: ضمن كتاب-احلسني سحبان و فؤاد صفا: ترمجة–مقوالت السرد األديب : طزفيطان طودوروف: ينظر- 52 منشورات احتاد كتاب - طرائق التحليل السردي

.61: ص- 1992-1ط- املغرب، الرباط

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

243

، و ميكن تـحـديد ثالثة أنـماط أسلوبـيــة، 53تعين مقولة منط النص بشكل أساسي مسألة األسلوب: و هي

)Style direct: (نمط أسلوبي يتصف بالمباشرة-أ

ا ال مبعىن أن . و الراوي هنا يرتك، و يف سياق سرده بصوته، الكالم للشخصية أو لصو، بل مبعىن أن ))أنا((الــالشخصية هنا متارس دور الراوي، أو أن الراوي هو شخصية تروي بضمري

ا، و يف سياق روايته عنها و يدعها تنطق الراوي الذي يروي بصوته عن هذه الشخصية يتقدم ا و يضع الراوي هذا الكالم عادة بني مزدوجني، كما أن هلذا الكالم، و من حيث هو . مباشرة بصو

، 54احلوار، استعمال ضمري املتكلم، استعمال صيغة الفعل املضارع: نطق شفهي املؤشرات الـتاليةخرجت من بين «:اهللا عنه يقولكان رضي و":و هذا النمط هو الغالب يف الرواية، و من أمثلته

إن «أما أسقف بلنسية فقد صرح لفيليب الثالث بالقول":، و أيضا يف قوله55"»فرث و دمهم مع الترك ــو كل. جميع الموريسكيين يعتبرون كفارا، ال فرق بين موريسكيي مملكة و أخرى

يعلمون أنهم يرجعون في الحال فالقسس يعمدونهم تحت الضغط و هم . و البربر أعداء إسبانيايسرقون الرجال و األطفال و النساء و يحملونهم إلى إفريقيا ليكثروا هنالك من . مسلمين

.56"»الكفار و أعداء الدولة

Style(:نمط أسلوبي يتصف بالالمباشرة-ب indirect(

: مثل. 57الشخصياتبصوت الراوي، و إن بدا لنا و بوضوح أنه لشخصية من هنا يبقى و الكالميرا ـــا كبـــهم رأوا جمعـــه أنــــروا لـــدوا على أن ذكـــأمر األستاذ طلبته أن يخبروه بما رأوا، فلم يزي"

.163: ص-تقنيات السرد الروائي يف ضوء املنهج البنيوي: ميىن العيد:ينظر-53.164/165: ص-املرجع نفسه: ينظر-54.171: ص-الرواية-55.188: ص–ن.م-56.166:ص- تقنيات السرد الروائي يف ضوء املنهج البنيوي: ميىن العيد-57

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

244

ثم أوصى رجاله بحملها مع زوجها :"، و كذلك يف قوله58"و جلبة و مناديا يقرأ مرسوما ملكيا.و غير ذلك60"...أمر الريس بعد جميع الناجين": و يف قوله،59"إلى السفينة

Style(: مباشر حرط أسلوبي النم-ت indirect libre(هو منط يتداخل بني صوت الراوي و صوت نطق الشخصية فيبدو الكالم ملتبسا، فهو بني أن و

األمثلة ، و من 61يكون منقوال بصوت الراوي و بني أن يكون منطوقا بصوت الشخصية مباشرةكما كان المتهم ينطق بكلمة غريبة كلما عطس تتضمن اسم اإلله عندهم كما ":الواردة يف الرواية

و وجدت لدى المتهم كتب ألفها علماء مسيحيون إلبطال دين محمد . سمع ذلك مرارا منهو هي حيلة كان يلجأ إليها الموريسكيون لتعلم أصول دينهم من خالل هذه الكتب . الملعون

فكانوا يطلعون على أسس دينهم بشكل واضح من قبل . بهمنظرا للمنع المضروب على كت. علماء الالهوت، و يغفلون نقض عراها واحدة تلو األخرى بسطوة دين المسيح العظيم

ة، ــائيــمواد القضــا للـقـا نحكم ونقر و نعلن، طبــق المتهم، فإننــابتة في حــاء على التهم الثــو بنثبات الذي قام به النائب العام سواء من خالل الشهود أو باعتراف و بناء على محضر اإل

هذا في ف.62"...المتهم، بأن خوان الموريسكي ملحد و مرتد إلى اإلسالم و مساعد على الشراملقطع يتداخل صوت املدعي يف احملكمة مع صوت الراوي، و يبدو أن الكالم قد كان على لسان

.اويالشخصية مث صار على لسان الر تعدد األصوات و تنوع اخلطابات يطبع الرواية بطابع بوليفوين، حيث تتحقق الداللة و تنفتح إن

La( بفعل العالقات احلوارية الداخلية dialogisation intérieure ( اليت تولد من خالل63.يتمم املعىناصطدام العالمة بالعالمة و الفكرة بالفكرة، و بالتايل فإن استحضار صوت اآلخر

.207: ص-الرواية-58.222: ص-ن.م-59.225: ص- ن.م- 60.166: ص- البنيويتقنيات السرد الروائي يف ضوء املنهج : ميىن العيد- 61.115: ص-الرواية- 62.129/ 09:ص- 1996-2الطبعة العربية - املؤسسة العربية للدراسات و النشر، بريوت- فخري صاحل: ترمجة- ميخائيل باختني املبدأ احلواري: ودوروفطان يطزفط: ينظر- 63

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

245

: البرازخ النصية:سابعا-

ملـــا كان الربزخ أمرا فاصال بني معلوم و غري معلوم، و بني :" مصطلح صويف، يقول ابن عريبالربزخمعدوم و موجود، و بني منفي و مثبت، و بني معقول و غري معقول، مسي برزخا اصطالحا، فما من

ل و ال حضرة منزلة من املنازل و ال منازلة من املنازالت و ال مقام من املقامات و ال حال من األحوان﴿): عز وجل (، يقول اهللا 64"من احلضرات و ال جنس من األجناس إال و بينهما برزخ البحر مرج

يبغيان* يلتقيان ال برزخ ما بان * بي تكذ كما ر آالء مرج﴿: و يقول أيضا. 65﴾فبأي ذي ال و و

ورا م را و برزخا ما بي وجعل أجاج م ذا و فرات عذب ذا ن جعل أي ، 66﴾البحر، و ال يبغي واحد منهما ماء البحر العذب مباء البحر امللح األجاجحاجزا بني البحرين، فال خيتلط

.67على اآلخر فيختلط به

، )Seuils(أو ما يسمى العتبات )Le paratexte(احمليط النصيو يقصد بالربازخ النصيةا منطقة بني الداخل و اخلارج، بدون فاصل ال حنو الداخل و ال إىل :"و يعرفها جريار جينيت بقوله إ

.68"اخلارج

:الغالف-1

الصفحة األوىل من الغالف حرفا احلاء و امليم يف شكل سبع دوائر، و قد كتب يف م على س ر وسطها أشكال صغرية هلذين احلرفني، و يتوسطها قلب بداخله عني دامعة تعلوها محامة، و كأن هذه

جيسد هذا الرسم امللغز ما ورد يف الرواية على لسان الشيخ. احلمامة فزعة تنعي هذه األمة الطريدة

- 2ط-مطبعة نضر-حممود حممود الغراب: مجع و تأليف-األكرب حمي الدين بن العريباخليال عامل الربزخ و املثال من كالم الشيخ : الدين بن عريبحمي - 64.07: ص- م1984/ه1404

.من سورة الرمحان18/19:اآلية- 65.من سورة الفرقان53اآلية - 66مؤسسة - موفق الشيخ و موفق منصور: اعتىن به-أسبــــاب النـــزول و فضائل القرآنتفسري اجلالليــن و معـــه خمتصر يف : جالل الدين املــحلي و جــالل الدين السيوطـــــي: ينظر- 67

.532: ص-م2013/ه1434-1ط-سوريا-الرسالة ناشرون، دمشق ا و قد استخدمت الدكتورة آمنة بلعلى هذا املصطلح .متشيا مع اخلطاب الصويف) حتليل اخلطاب الصويف(يف كتا

68 -Gérard Genette : Seuils – coll. Poétique, éd. Seuil, Paris, 1987- p : 8. )265: ص-ل اخلطاب الصويفحتلي: نقال عن آمنة بلعلى(

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

246

إنه حمام الحواميم الحائمة حول عين حمئة تغرب فيها شمس ذو ":رضوان الجنويالصويف أال . قرن حاء الحياة و قرن ميم الموت، مقدمة الحياة أم هي ميم الجمعية المحمدية: القرنين

.69"الحمام بعد؟تر تبحر في البحر المحيط؟ ألم تر الحمام بعد؟ ألم تر الحمام بعد؟ ألم

ا الصفحة الرابعة للغالف فتتضمن تلخيصا للرواية، و أسفل منه العنوان الربيدي لدار النشر أم ".املركز الثقايف العريب"

: جهاز العنونة-2

جهاز العنونة عنصر مهم و جمموع معقد أحيــانا و مربك، و هذا التعقيد ليس لطوله أو قصره، الروائي يف عنونة روايته إىل القرآن استند، و قد 70و تأويلهو لكن مرده مدى قدرتنا على حتليله

اءت يف صيغة اجلمع ــــ، و ج﴾حم﴿مقطعةــحروف الــالكرمي، و هو عبارة عن حرف من السر ها ــأننــــاعة من املفسريــن مجــع-رمحه اهللا–القرطيب كما ذكر املقطعة و احلروف. )يمــوامــــالح(

.71، و هي من املتشابه الذي انفرد اهللا بعلمهالقـــرآناهللا يف

الكاتب يف بيانه قصده بني و ألن هذا العنوان ينفتح على عدة تأويالت خاصة الدينية منها ، أحدمها من عامل الغيب و اهلمس، و الثاين من عامل عنوانا لروايته؛ ﴾حم﴿من اختاذ هذا الزوج

عىن، و النور و امليم حرف امل. احلاء حرف احلضور، و النور يقتضي احلضورفحرف . الشهادة و اجلهرو هذه الرواية النور الساري من هذه احلروف ينعكس على هذه الكتابة بالنور، يقتضي املعىن، و

72.تنتمي إىل أدب احلضور و أدب املعىن

.172:ص-الرواية- 69.65: ص- )جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : عبد احلق بلعابد: ينظر- 70 و قد وردت على حرف مثل )كالم حق نصره يسطع(احلروف من غري تكرار أربعة عشر حرفا، جمموعة يف عبارة بأحرف مقطعة، و جمموع هذه سورة تسع و عشرونتبدأ ،

أطروحة -احلروف املقطعة يف أوائل السور: فضل عباس صاحل عبد اللطيف أبو عيسى: ينظر). (حم عسق(، و مخسة )المر(، و أربعة )طسم(، و ثالثة )طه(، و حرفني مثل )ق(.)19: ص-2003-جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطني–ماجستري

مؤسسة الرسالة -موفق الشيخ و موفق منصور: اعتىن به-تفسري اجلاللني و معه خمتصر يف أسباب النزول و فضائل القرآن: جالل الدين احمللي و جالل الدين السيوطي: ينظر- 71.02: ص- م2013/ه1434-1ط- سوريا-ناشرون، دمشق

.10: ص-الرواية- 72

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

247

فيــه الفضول، و يـــوجــه و يشد انتباهه و يبث ) Séduction(و هذا العنوان يغري املـــتلقي Indication(يباإلضافــة إىل املــؤشـــر األجـــــناســــ.الــممارســة الــنصية لديــه و يــــعزز أفــق انتـــظــــاره

générique( يف خانة الرواية" الحواميم"، فقد صنف الكاتب.

إن وو هي العناوين املرافقة للرواية،،)Les intertitres(كما جعل الكاتب سبعة عناوين داخلية ، فهي تساهم يف توضيح الرواية و توجيه )اخلارجي(كانت أقل مقروئية من العنوان األصلي

، إذ مسى الكاتب كل فصل بلواء، ألويةو هذه العناوين يف حقيقة األمر هي عبارة عن . 73القارئو قد نسب هذه الفصول إىل ألوية . للواء السابعا، يليه اللواء الثاين، إىل غاية اللواء األولفجعل

نزلت كل سفينة يتقدمها حامل ":السفن السبعة اليت محلت املطرودين من األندلس، جاء يف الرواية.و تبع كل لواء الناجون من األمة الطريدة، أمة الحمد و سيد الحمد. لوائها الخاص بها

﴿تقدم معنينو بلواء كتب عليه إ مور أال تص ھ :ثم قال للناجين﴾الل

فال . نجوتم من القوم الظالمين. مرحبا بكم في جنة سال، فادخلوها بسالم آمنين-أنتم أمة الحمد، فاحمدوا اهللا بجميع المحامد، و بجميع . تخافوا و ال تحزنوا بعد اليوم

.األسماءافرون ﴿ة كتب عليه فهذا لواء المغفر . ثم تبعته األلوية األخرى- ال نالك ثم ،﴾وخسر

حيط ﴿لواء التفصيل مكتوب عليه م ء ل ب ھ إن لواء آخر مزخرف كتب ، ثم ﴾أالعلمون ﴿عليه فسوف سالم و لواء عليه غبرة و دخان يتوعد األعداء بشعاره ،﴾وقل

رتقبون﴿ م م إ و﴿ولواء عليه صورة جماعة جاثية كتب على طوله، ﴾فارتقب و

كيم ا ز الفاسقون ﴿ثم آخر لواء لونه رملي كتب عليه﴾العز القوم إال لك ل . ﴾فلمن أبصرها من كانت هذه األلوية تزرع الرهبة في قلوب األعداء و تمنح األمل

.74"المغربين واألندلسيين

.124/125: ص- )جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : عبد احلق بلعابد: ينظر- 73.226: ص–الرواية - 74

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

248

) Le dédicace: (اإلهداء-3

البنـيات األسلوبيــة اليت يلجأ إليها الــروائي يف حماولة جـادة منه يف تقدير اآلخرينمن ــة اإلهداء بنيعانوا من و قد وجه الروائي اإلهداء إىل أمة األندلس و شهدائها الذين . و خصهم بالشكر و العرفان

و يعد هذا اإلهداء مفتاحا من مفاتيح هذه الرواية، إذ بني فيه صاحبه أن أمة . الطرد و التشرد.األندلس قد عاشت صراعا بني احلياة و املوت، و شهداء األندلس األبرار أوىل بالعرفان و اإلهداء

:البيان األدبيمحتوى -4

البيان السياسي، البيان (يرتبط مصطلح البيان بعامل السياسة و االقتصاد و احلروب فنجد مثال . ، مث انتقل إىل عامل األدب)العسكري و غريمها

نص نقدي نظري، فردي أو مجاعي ينجزه )Le manifeste littéraire(و البيان األديب، يف مفصل تارخيي ثقايف معني، يدفعهم )أو نقاد(أو ناقد ) أو كتاب(أو كاتب ) أو شعراء(شاعر

إىل ذلك نزوع إىل التجديد و احلداثة و الثورة على املألــوف و جتــاوز الواقع األديب السائد، حبجة دة، و توقفـــه عن تآكله و ترهله و عجزه عن مسايرة احلاضر و التعبري عن التجارب اإلنسانية املستجـــ

و هو إعالن عن ميالد فعل . تقدمي األشكال األدبية اليت تستجيب لتطـــور الذوق الفين و حتوالتـــهأديب جديد أو مدرسة أدبية جديدة و إرهاص بتجربة جديدة يف الكتابة األدبية، قد تنجح و قد ال

75.تنجح

الكتابة بأحرف النور ": بن عرفة يف بيانه عن تأسيس مفهوم جديد للكتابة، يقولاو قد حتدث إن .في الكتابة األدبية و الروائيةمفهوم جديد نحتته من اشتغالي على هذه التجربة الجديدة

بعنوانم1549يف عام جواكيم دي بيليهالفرنسيالذي وضعه األديب ) الثريا(الپلياديرجع ظهور أوائل البيانات األدبية يف أوربة إىل القرن السادس عشر، مثل بيان مجاعة.األدب الفرنسيمكان الالتينية من أجل تطويرهاطالب فيه بضرورة إحاللو،"اللغة الفرنسيةيف الدفاع عن"

Un manifeste est une déclaration écrite et publique par laquelle un courant artistique expose un programme d'action ou uneposition, le plus souvent politique ou esthétique. Toutefois, il est difficile de déterminer quel mouvement littéraire a produit lepremier manifeste. En effet, Défense et illustration de la langue française, un texte de théorie littéraire de la Renaissance écrit en1549 par le poète français Joachim Du Bellay, pourrait apparaître comme le premier manifeste. Voir :http://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k2723555/f2.image.lang.FR

.12/13: ص- 2005- دار األمل للطباعة و النشر و التوزيع، املدينة اجلديدة، تيزي وزو-زحام اخلطابات: عبد اهللا العشي: ينظر- 75

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

249

هذه الكتابة النورانية من حيث مصدرها و غاياتها تتوخى إخراج القارئ من ظلمة التيه و الجهل .76"ة إلى نور الوجد و العلم و الكياسةو الفهاه

و هي كتابة ، فواتح السور يف تستمد هذه الكتابة نورانيتها أساسا من احلروف النورانية املقطعة تطمح إىل إخراج اللغة من ظلمة اإلمهال إىل نور االستعمال، فليس مستساغا بالنسبة إليه أن حيسب

أوليات اللغة ، فكل لغات العامل و آدابه تقرر هذه على األدب من ليس منه ممن ال يتقن حىت77.احلقيقة و هي أن األديب جيب أن يكون مالكا لناصية الكتابة اللغوية الرفيعة

و احلضور مشتق من احلضارة خبالف البادية، بن عرفة احلضور مفهوما مركزيا و أساسا لروايته، ااختد الرقي، و هي مرحلة سامية من مراحل التطور اإلنساين، فهو تأكيد على أنه نزوع حنو السمو و

﴾حم﴿، و هو يرى 78لتكون خالصا من اهلمجية و الوحشية، و هي أيضا نزوع حنو تزكية اإلنسانالرواية، و الثاين حيققه / عقدا شرعيا بينه وبني نفسه و بينه و بني القارئ، فهو ينتج مشروع األدب

رواية خمصصة حلدث تارخيي مضى لكن فالحواميم ، 79ل يف الروايةالكامالحضوربإنتاج املعىن عرب نتائجه مازالت مستمرة يف عصرنا هذا، و بذلك فحصول املعىن ال يكون إال باحلضور، فالقارئ مل يشهد حادثة طرد املوريسكيني، و لذلك فردة فعله اجتاه هذه القضية جمهولة و تتحقق مبجرد

.حصول املعىن يف ذهنه/حضور

، ألجل فهم هذا النوع األديب )الهرمينوطيقا(بفلسفة التأويلدعا الكاتب إىل االستئناس كماعن املعاين اليت تنور دواخلنا و أفهامنا، و قد هيمنت فكرة ) dévoilement(، للكشف )العرفاني(

املرء أن يؤول -يف معناها التقليدي–و كانت التأويلية " احلضور على التفكري الفلسفي الغريب،بن عرفة باحلضور ا، و يقصد 80"أو يرتجم إىل لغته اخلاصة أمرا ما يستوضحه و جيعله قابال للفهم

.07/09: ص-الرواية- 76.08ص -ن.م: ينظر- 77.13: ص-2002- 1ط- دار البشائر للنشر و االتصال، اجلزائر-النص الشعري العريب املعاصر من حضور الوهم إىل بالغة الشهود: - بوردمياحلفيظعبد - 78.10: ص- روايةال: ينظر- 79تداخل األنواع (ر النقد الدويل الثاين عشرمؤمت-)حكاية الوليد بن يزيد و يزيد بن الوليد بن عبد امللك قراءة تأويلية(احلكاية التارخيية يف املوروث األديب : يوسفمي أمحد-80

.762: ص- )األدبية

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

250

دازاين (مارتن هايدغر حضور ذات القارئ يف حضرة من حضرات الفهم املمكنة، و هو ما يسميه Dasein=ا ما اشرتطه يعين أن تديل بشهادة حضور، و هذاآلن أي أن تكون هنا ، )هنا اآلن

.احلواميم و كفىهنا اآلنيف حاضراالكاتب أي أن تكون

تتضمن معىن الكينونة هنا أي أن الذات موجودة دائما ضمن وضعية األلمانية ) الدازاين(فمقولة وجودية تارخيية معينة، و هذه الذات يف حال قذف متواصل لألمام و يف حالة مراجعة و إعادة بناء

، فالفهم احلقيقي لألدب و النصوص اإلنسانية األخرى يتأسس على استعادة 81للمعىنمستمرة اليت يعرب عنها النص، و اهلدف هو حتديد املعىن، و هو معىن يقتضي ) احلياة الداخلية(القارئ للتجربة

.82إبرازه التأويل

عن االختالفرح فكرة دائما، و هنا يطمرجأةو يشري الكاتب وفقا هلذه الرؤيا إىل أن املعاين جيعل الكتابة غري قابلة للتحكم فيها، جيعلها فاالختالف املرجئ. ا جاك دريدااليت جاءاآلخر

مراوغة غري حاضرة متاما، تفضي بالنص إىل حالة دائمة من عدم االستقرار، فيختلف عن نفسه 83.و يؤجل نفسه

، و يقال إن هذا )Déconstruction(و ال يستبعد تأثر عبد اإلله بن عرفة بالتفكيكية لوثر ، و هذا األخري مصطلح أطلقه )Destruktion(املصطلح مأخوذ من كلمة هيدجر

)Destructo( يعين تفنيد نظريات الالهوت اليت حتتل الصدارة و حتجب الرسالة اإلجنيلية ، وذا االجتاه يف كتابتهلوثر دث الروائي يف روايته عن ، و قد حت84األصيلة . و هذا دليل على استئناسه

فقد ارتبطت اهلرمينوطيقا بنشأة دينية تتمثل يف قراءة النصوص املقدسة قدميا، و قد مارسها 85.اإلصالحيون اللوثريون، الذين دعوا إىل قراءة اإلجنيل و فهم حمتوياته

.107: ص-2007-1ط-ار العربية للعلوم، بريوتمنشورات االختالف، و الد-من فلسفات التأويل إىل نظريات القراءة: د الكرميعبشريف - 81.91: ص- دليل الناقد األديب: ميجان الرويلي و سعد البازعي: ينظر- 82-1ط-القاهرةاملركز القومي للرتمجة، -جابر عصفور: إشراف-حسام نايل: ترمجة و تقدمي-التصوف و التفكيك درس مقارن بني ابن عريب و دريدا: أيان أملوند: ينظر- 83

.69: ص- 2011.96ص-املرجع نفسه:ينظر- 84.762: ص- احلكاية التارخيية يف املوروث األديب: يوسفمي أمحد: ينظر- 85

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

251

الصوت، / للحرفائه قيمة كربىـــبن عرفة نزوعا صوتيا من خالل إعطو نلمس عند عبد اإللهفقد جعل الــحاء حرف احليـــاة و احلضور و الــميم حــرف املعنـــى ، و حــملـــه بشحنــــات داللــية عميقة

و نحن نبتدئ في هذه الكتابة بالنور من أصغر جزء في اللغة " : يقول يف هذا الصدد. و املوت: ولــويف البن عريب إذ يقـــور صـــذا تصـــو ه،86"لة و النصــمة و الجمــرف، لنشيد الكلـــهو الحو فالعالم حروف مخطوطة مرقومة في رق الوجود المنشور و ال تزال الكتابة فيه دائمة أبدا ال "

87."تنتهي

ان التفكيك يعزو إلى إن ك" مفهوم النور و الظلمة الذي قدمه الروائي هو طرح دريدي؛إنالنص سرا، فهو سر شائع أي ليس سرا على أحد، و إذا كان التفكيك يعمي النص و يلغزه من جديد ثم يحرره من مؤشرات المعنى الثابتة فليس ذلك باإلصرار على السر و تفسير النص

التعتيم الذي ال إن ...تفسيرا خفيا متعاليا، بل على األصح بإعادة عتمة أصلية إلى وهم الوضوح88".يصل إليه نور أو تنوير ال ينجلي قط

، و هو بول ريكورالذي طرحه ) Le pardon(العفوكما قدم عبد اإلله بن عرفة يف بيانه مفهوم يتعلق بإشكالية مقتضيات املسؤولية عن اخلطأ و مقتضيات التصاحل مع املاضي، إذ توجد عالقة

و يف هذا الشأن . 89التارخيية للماضي و التوقعات املتطلبة يف املستقبلتداخل و ترابط بني القراءة إن إسبانيا اليت قدمت للعامل أعظم صورة للتعايش و أبرز مثال للسماحة بني أتباع الديانات يقول

الثالث هي نفسها إسبانيا اليت قدمت أبشع صورة على إخفاق هذا التعايش و السماحة، و قد مرت ى التهجري القسري لألندلسيني، فهل ستعتذر إسبانيا عن نتائج الطرد الكارثية؟ مث إن سنة عل400

مبادرة حتالف احلضارات ، لكنها مازالت مصرة على عدم احلضور م 2004إسبانيا أطلقت يف سبتمرب

.08: ص-الرواية- 86.05: ص- 2005- 1ط- العريب، الدار البيضاء، املغرباملركز الثقايف - فتحي إنقزو: تر- الصوت و الظاهرة مدخل إىل مسألة العالمة يف فينومينولوجيا هوسرل: جاك دريدا- 87.176: ص-التصوف و التفكيك درس مقارن بني ابن عريب و دريدا: أيان أملوند- 88

- العدد -مؤمنون بال حدود- )احلقيقةالتاريخ و (ملف حبثي : جملة مفكرون-)اهلوية السردية و الذاكرة احلية(التاريخ و احلقيقة لدى بول ريكور: عبد اهللا السيد ولد أباه: ينظر89.12: ص- 17/12/2014- الثالث

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

252

-م1609و االعتذار التارخيي و حتمل املسؤولية القانونية و األخالقية و الثقافية عن قرار الطرد سنوات

90.و من هنا فإن ذاكرة املوريسكيني ستالحق إسبانيا كاللعنة األبدية.م1614

النسيان (الصورة السلبية الذي هو مصدر القلق : و من هنا ضرورة أن منيز بني نوعني من النسيانهو خبالف األول، ) نسيان االحتياط(، و الصورة اإلجيابية وهو الضياع القطعي للذكرى)مبحو األثر

ا حمققة مبثابة الكنز الذي تس لكل وجه أو حدث أو شيء تفلح يف ، تقي منه الذاكرة مادالغلو «و العفو يسمح بالتوسط يف تدبري الذاكرة بني . ،فهو إذن مصدر الرغبة و الطمأنينةاستعادته

91.»املبالغة يف النسيان«و»يف الذاكرة

: الشعريالتصدير-5حم﴿: ـأضــاف الـــــروائــي تصديرا شعريا مقتبسا من كتـــاب الفتوحــــات املكية البن عربــي، عنونه ب

نو املب : ، يقول ابن عريب﴾الكتاب

حــاء الحواميم ســــر اهللا فــي الســــــــــــور أخـــــفى حقيقته عن رؤيـــــة البـــــــــــشــــر

فارحل إلى عالــم األرواح و الــــــصــور فإن ترحلت عن كـــون و عــن شبـــح

إلى حــقــــــائقها جـــــــاءت على قـــــــــدر وانظر إلى حامالت العرش قد نظرت

92أن ال يدانى و ال يــخـشى من الــغيــــــر تــــجد لحائــــك سلطانــا، و عــــــــزتـــــــــــــه

ابن عريب إن احلاء من عامل الغيب يف حني امليم فمن عامل امللك و الشهادة و القهر، و طبع و يقول ودة و اليبوسة، و إن عنصر احلاء املاء، و عنصر امليم هو احلاء الربودة و الرطوبة أما امليم فطبعه الرب

و قد استند ابن عرفة إىل هذه الصفات و غريها اليت ذكرها ابن عريب يف الفتوحات يف . 93الرتاب.كتابة روايته، و جعل هلا منطقا صوفيا خاصا، عماده ثنائية احلياة و املوت ، و احلضور و املعىن

.14: ص- ينظر الرواية- 90-21/03/2015: بتاريخ- النسيان: أمحد بيضون: و مقال12ص- )اهلوية السردية و الذاكرة احلية(التاريخ و احلقيقة لدى بول ريكور : عبد اهللا السيد ولد أباه: :ينظر- 91.http://www.alquds.co.uk: املوقع اإللكرتوين- دة القدس العريبجريالسفر - م1988/ه1405-2ط-اهليئة املصرية العامة للكتاب- إبراهيم مدكور: تصدير و مراجعة-عثمان حيىي: حتقيق و تقدمي- حمي الدين بن عريب الفتوحات املكية- 92

.299: ص- األول.299/322:ص-املرجع نفسه: ينظر- 93

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

253

: ملحق حساب الجمل-6عبد اإلله بن عرفة رواية احلواميم جبدول حساب اجلمل الكبري و ملحوظة حول كيفية ذيل

و حساب اجلمل هو حساب من وضع العرب قبل امليالد . ﴾حم﴿احلصول على القيمة العددية ل أ، ب، ج، د، ه، و، ز، (: بقرون، فعندما وضعوا األجبدية جعلوا ترتيب حروفها على الصورة اآلتية

مث ، )ط، ي، ك، ل، م، ن، س، ع، ف، ص، ق، ر، ش، ت، ث، خ، ذ، ض، ظ، غح، 94.لكل حرف من هذه احلروف قيمة عدديةجعلوا

و قد ذهب بعضهم إىل القول بوجود عالقة بني احلروف املقطعة و حساب اجلمل، مثل األستاذ بسام جرار الذي يقول إنه ميكن لنا باالستقراء أن نثبت أن القرآن الكرمي ادخر بعض األسرار يف

احلروف ماء أن، و قد استخلص اإلمام الشيخ ابن عاشور بعد مراجعة آراء العل95كلمات أو مجلا رموز اقتضبت من كلم أو مجل، فكانت أسرارا يفتح غلقها مفاتيح أهل املعرفةاملقطعة .96"إ

، ميكن القــول إن عبد اإللــه بن عرفة يســعى من خالل حساب اجلمل إىل و على هذا األساسللغوي، أداته أصغر جزء يف وضــع قارئه يف حالــة من التــردد و احلرية، و لعله ميارس نوعا من اللعب ا

).حرفلا(اللغة

:النصيةزخرفةال:ثامنا-عالـــــق ــتــيـــث تــيـــها، حـية فــابـــات اخلطــيــاح البنـــفتــليــة و انـــواريــة داخـــحـب" الحواميم"تتسم روايــــة

un(نصية زخرفةو تتداخل مشكلة texte mosaïque .( تستفيـــد من أجنـــــــاس كتابية فـــهي.و تتخذ من التاريخ و الدين مرجعية هلاةخمتلف: الرواية التاريخية-أ

يف كتابته األشكال السردية املألوفة يف »حياكي«مانعا من قول إن التاريخ ريكور ال يرى التقليد األديب، حيث تتداخل أحيانا بقوة األعمال الروائية اإلبداعية و الكتابات التارخيية الرصينة، إال

.69: ص- م2015/ه1436- 3ط- نون لألحباث و الدراسات القرآنية، البرية، فلسطني-املقتطف من بينات اإلعجاز العددي: اد جراربسام- 94.39: ص-2003-ابلس، فلسطنيجامعة النجاح الوطنية، ن–أطروحة ماجستري - احلروف املقطعة يف أوائل السور: فضل عباس صاحل عبد اللطيف أبو عيسى: ينظر- 95.207: ص- 1984- دط-الدار التونسية للنشر، تونس- الكتاب األول-اجلزء األول- تفسري التحرير و التنوير: حممد الطاهر بن عاشور- 96

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

254

خيتلف النصان . أن ريكور ال ينفي مقولة احلقيقة التارخيية اليت متيز السردية التارخيية عن العمل األديبي يف طبيعة العقد القائم بني املؤلف و القارئ؛ ففي العمل األديب يقبل القارئ مسبقا األديب و التارخي

أحداث تمتيف حني يتوقع القارئ من املؤرخ سرد الواقع المتخيل تصرف املؤلف يف تشكيل97.يف املاضيبالفعل

اوز التوثيق املرجعي ـــممكنة، مع جتة ــاليـــم خيــيعين التخييل ختطي العقل و املنطق و الواقع حنو عوالو التسجيل التارخيي احلريف، و االبتعاد عن كتابة السرية الذاتية أو الرتمجة البيوغرافية النصية حنو ممارسة فعل اخليال و التخييل، و حتويل املادة املرجعية إىل متخيالت خمتلفة و متنوعة، و ذلك باإلجابة عن

و املتواري، و البحث عن اإلجابات املمكنة للفراغات و البياضات، املسكوت و املضمر و املخفي.98و افرتاض املمكن و احملتمل لسد كل النواقص اليت تشوب املنت احلدثي

ارنتها ــا أدبية ال ينبغي مقـــاتب أحداثــرد الكــما ســيا و إنــخية نقال حرفــمل ينقل الكاتب الوقائع التاريبن اخارج عن األدب أو التحقق من مدى مطابقتها للواقع، و هذا ما سعى إليه أو قياسها مبا هو

.99عرفة، أي حترير الرواية من االحتمال الواقعي، و قياسها مبا هو خارج األدبلقاء معنينو بالشيخ رضوان اجلنوي، و مشاهدة الرسام دييغو و من بني التخييالت الواردة يف الرواية

لقاء الشاب معنينو مبيغيل دو سريفانتس، ن العاشرة حلادثة طرد املسلمني، وفيالسكيز و هو يف سفهذا اللقاء مل حيصل فعال، و ليست هناك وثيقة تثبت هذه احلدث، و لكننا نعلم على األقل أن هذا األديب مبيغيل دو سريفانتس قد عاش يف تلك الفرتة، و أما احلوارات اليت دارت بينهما و بني باقي

ا ال ا مأخوذة من قيم معرفية و أفكار عرفت شخصيات فهي من صنع خيال الكاتب، إال أن ماد، هذه الشخصيات، فيسمو الكاتب بالتخييل إىل حدود الواقعية اليت حتري املؤرخني و القراء حياهلا

:و فيما يلي جزء من احلوار الذي دار بينهماإذن فأنت تقر بأن النهضة ستأتي من دول الشمال األوروبي و ليس من إسبانيا رغم أنها –"

.10:ص-)اهلوية السردية و الذاكرة احلية(التاريخ و احلقيقة لدى بول ريكور: عبد اهللا السيد ولد أباه-97.12: ص-أسلوبية الرواية: مجيل محداوي: ينظر- 98.09/10: ص-2013- 1ط-دار اآلداب، بريوت- قلب اخلالفياسني: عبد اإلله بن عرفة:ينظر- 99

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

255

و ماذا عن أفكاره التي استفدت منها؟. اآلن أكبر إمبراطورية في أورباو أعتقد أن التزامه بمبادئ المدرسة الشهيرة . لقد استفدت منه ربط العلم بالسلوك-

فهؤالء يرون أن الـتأمل ال يتناقض مع . قد أثرت فيه))إخوان الحياة المشتركة((كما كانوا يرون أن تعاليم الكتاب . االنخراط التام في نشاط الحياة اليومية العامة

إن هذه . المقدس ال تتناقض مع أفكار المفكرين األقدمين من اليونان و غيرهمقبساته يمكن لهذه المدرسة هي مصدر هذا اإلشعاع الذي روج له إيراسموس، و من

. البالد أن تخرج من سباتها و جهلهاو ما هو موقف أستاذك من علم الالهوت المسيحي؟-إنه يدعو إلى تخليصه من كل الشروح و الحواشي و القضايا الالمتناهية و المعقدة -

إلى دعوة ))دليل الجندي المسيحي((و في كتابه . التي دأب الشراح على وضعهاالكاثوليكية من زاوية متحررة مستندة إلى اإلحسان و الرأفة، أي بمحاكاة إصالح

فهو يدعو إلى أولية اإليمان الداخلي على الطقوس و الشعائر . سلوك المسيحإنه مؤسس اإلنسية . و في هذه النقطة يظهر تأثير هذا الرجل علي بالذات. الخارجية

100...".المسيحية بامتياز

ا زاخرة بالتخييل أو ما يسمى ميكن أن نصنف ه بالقصد ذه الرواية يف خانة الرواية التارخيية لكوو يف هذا التخييل جانب كبري من الصدق، و ليس - على حد تعبري الناقد سعيد يقطني–التخييلي

نسانية، القصد املطابقـــة احلرفـــية لكل األحــــداث و لكن املقصود بالصــدق هو التعبري عن احلقيقة اإلو إن كانت الرواية التارخيية تقوم على مبدإ املطابقة بني الرواية و الواقع، ألجل اإليهام بتارخيية الرواية

و قدميا عد أرسطو القصص اخليايل أشرف من التاريخ و أقرب . 101اليت تقدم الواقع كما جرى فعال) Marc Angé(مارك أنجيخ مثل من الفلسفة، و جند حديثا من رأى أن الرواية أصدق من التاري

.141/142: ص-الرواية- 100: ص- م2012/ه1433- 1ط- منشورات االختالف، اجلزائر و الدار العربية للعلوم، ناشرون-)الوجود و احلدود(قضايا الرواية العربية اجلديدة : سعيد يقطني: ينظر-101

163 /165/166 .

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

256

فليس التاريخ حملال للحقيقة التارخيية كما حصلت بل هو عملية ، Stendhal(102(ستندالو بناء لألحداث وفق رؤيا و زوايا و منطلقات متعددة، ألن التاريخ يصنعه األقوياء و املتغلبون، أي

يبني الماضي بناء على النصوص ه إن المؤرخ يدعي أن":، جاء يف البيان103يكتبه املنتصرالمعطيات المتوفرة لديه، لكنه يصرح في الوقت نفسه بأنه غير مسؤول عن هذا الماضي، بل و

و ال حتى عن الدالالت و المعاني التي يعطيها له، على الرغم من أنه هو الذي يخلع على هذا األديب الحق هو من يشهد بحضوره على أحداث ":و يقول كذلك.104"الماضي رداء المعنى

ة و ليدلي بشهادة حضوره حولها، التاريخ بحيث يخرجها من ماضويتها لينفخ فيها روح الحيا.105"يؤكد على استمرار نتائجهاو

عبد اإلله بن عرفة أحداثا تارخيية خالل املرحلة املأساوية املمتدة من تاريخ سقوط قدم قد و اريخ طرد املوريسكيني من األندلس، و يقود هذه األحداث شخصيات متخيلة و أخرى غرناطة إىل ت

تارخيية باعتماد تقنيات روائية، و هذا ما يسوغ تصنيفها كرواية تارخيية، و يف هذا الصدد حيدد الناقد ا عمل سردي يرمي إىل إعادة بناء حقبة من املاضي بطريقة سعيد يقطني مالمح هذه الرواية بأختييلية حيث تتداخل شخصيات تارخيية مع شخصيات متخيلة، كما جند حضورا للمادة التارخيية

.106مقدما بطريقة إبداعية و ختييلية، فالتخييل هو الذي جيعلها خمتلفة عن اخلطاب التارخييامللكة إيزابيال إصدار: ه1492بعد سقوط غرناطة سنة و من األحداث التارخيية الواردة يف الرواية

أعداء «املرسوم اللعني الذي رجع باإلنسانية إىل الوراء قرونا عدة، و هو ينص على وجوب تنصري تيش ـــاكم التفــم حمـــاتب عن جرائـــدث الكــحـــو ت. وا يطردون و يرحلونـــنعـــ، و إن امت»الدين املسيحي

كل اللحم يوم اجلمعة، الزواج على الطريقة اإلسالمية، أ: و التهم اليت كانت توجهها للمسلمني مثل

.98: ص- جملة مفكرون-التصديق و التخييل يف القول التارخيي: توفيق فائز:ينظر- 102.59: ص-جملة ذوات-حوار مع رائد الرواية العرفانية عبد اإلله بن عرفة: اللطيف الوراريعبد : ينظر-103.12/13: ص-الرواية- 104مدخل (العرفانية الرواية : إبراهيم احلجري: نقال عن. 15: ص- 2014-1ط- دار اآلداب، بريوت، لبنان-مجالية السرد يف الرواية العرفانية: عبد اإلله بن عرفة و آخرون- 105.18: ص- )ة قضايا النوعملعرف

.159: ص- ) الوجود و احلدود(قضايا الرواية العربية اجلديدة : عيد يقطنيس: ينظر- 106

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

257

ني ــــهم الباطلة، و إهانات املسلمـــــا من التـــــام و غريهـــوء و االستحمـــاء، الوضـــفال بعقيقة األبنـــاالحت.و الدين اإلسالمي و حتويل املساجد إىل كنائس مثل مسجد غرناطة و البيازين

كما أشار إىل أحوال بالد املغرب يف مراحل خمتلفة، مثل االستقرار و اهلناء الذي ساد البالد يف عهد و عموما قد تعرض ألحداث كثرية خمتلفة كاكتساح اجلراد إلحدى مناطق األندلس . املنصور السعدي

.م17/ه11و انتشار وباء الطاعون الذي أودى مباليني البشر يف بداية القرن

تسعى إىل أن تصحح بعض أخطاء التاريخ، و لكي يتحقق السرد الروائي و يعطي الرواية هذه إن مصداقيته السردية، فإن الكاتب صاغ األحداث يف قالب سردي يعتمد التخييل، فتقاطعت الرواية مع

اعل، احلدث التارخيي، و هذا التقاطع هو تقاطع فين و أسلويب ال يتوقف عند حدود االستلهام و التف–أي الذاكرة –ذلك أن الرواية لصيقة بالذاكرة، و مثة حتالف و ميثاق منتج يف صريورة بينهما، فهي

حاضرة يف النص كمنطلق، حيث هي خزانة ملادة الرواية املسرودة، و خزان أبدي ثابت حيتفظ بكل .107ما مجعناه من الذاكرة الشعبية يف ذاكرة النص

: الرواية العرفانية-بيف خانة الرواية، و هذا ما يظهر على الغالف األول، إال )الحواميم(صنف عبد اإلله بن عرفة

،الرواية العرفانيةضمن خانة أجناسية مستحدثة هيأنه قد صرح يف إحدى حواراته بتصنيفهاا -من مجلة ما تعنيه–تعينو الرواية اليت تتفاعل مع جمال التصوف العاملي أو العريب و تنهل ماد

ة إىل التاريخ العام أو اخلاص منه، و هي تتداخل مع الرواية التارخيية و تتقاطع معها من حيث العودقراءة جديدة متأل فراغاته موده بل من أجل حتيينه و قراءته ـــو احلفر يف ثناياه ال بقصد استعادته يف ج

و ترمم ثقوبه، حيث ال يتم الرتكيز على الوقائع و األحداث التارخيية بل تسعى إىل متثيل املشاعر 108.الكــامنة و العالقات اليت تربط الناس و العوامل يف جدلية السريورة احلياتية

.33: ص- مجاليات التشكيل الروائي: هادي جعفر البيايتصابر عبيد و سوسنحممد : ينظر- 107الرواية الرواية العرفانية، و األستاذة السورية أماين العاقل تسميها رواية معرفية، أما الكاتبة اإلماراتية سارة اجلروان فتطلق عليها اسمفابن عرفة يسميها : سميات هذا النوعختتلف ت

.النورانية، و هناك من يسميها الرواية الصوفية.17: ص-جملة ذوات- )مدخل ملعرفة قضايا النوع (الرواية العرفانية: احلجريإبراهيم - 108

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

258

بدل نورانية أو إشراقية أو صوفية بوسم الرواية بسمة العرفانية حتديدا كذلك بن عرفة او قد صرح على الرغم من طرحه املفهوم اجلديد للكتابة بالنور، ألن اهلدف من السفر أو السلوك إىل حضرة القرب هو طلب املعرفة، و أن طالب املعرفة يسمى عارفا، فكان لزاما أن تكون هذه الرواية عرفانية،

انب من العرفان تدخل فيما يسميه العارفون بعلوم و النور ال يستوعب كل حقيقة العرفان، فهناك جو ا تقوم . األسرار و ال شك أن يف الرواية العرفانية من هذا، فتسميتها بالرواية النورانية ال يقوم حبقيقة أ

ان ــان يتضمن اإلميــــمان الذي هو نور، لكن العرفــهذا عالقة باإليـمث إن ل. على األنوار و األسرار معاالعلم باإلميان؛ أي إنه ينشئ خطابا علميا عن اإلميان و ال يكتفي بالتصديق دون العلم و يتضمن

ا . ذا التصديق ا ليست كذلك، و ليس معىن هذا أ و أما عن عدم تسميتها برواية التصوف فأله ـفقـــها من الـــيــــا فـــدر مـــقــــوف بــصـــيها من التـفـــعكس من ذلك، فــــصوف، بل على الــالية من التــــخ

و الفلسفة و العرفان، لكن التصوف جتربة روحية قد ال تعي نفسها و ال تستطيع أن خترب عن جتربتها، يمها ــة و تقيــذه التجربــار عن هــبــومات اإلخـــك مقــتلـمـان الذي هو جتربة روحية تــلى عكس العرفـــع

ال ميلك القدرة على التعبري فالصويف. و قياسها و النظر فيها مبدارك اإلنسان املختلفة، و منها العقلعن جتربته إال مع كثري من التعسف، بله نقلها، بله تعليمها، بينما ميكن للعارف أن ينشئ خطابا

109.عن جتربته و يعلم الناس به و ينقله إليهم

عنصر مهم لبناء اجلمالية العرفانية يف احلواميم، و يتمثل يف تلك التأويالت اليت و التخييل العرفاينيقرتحها الكاتب ألجل قراءة و فهم روايته، وقد بىن عبد اإلله بن عرفة روايته على أساس البعد

يتجاوز فيها فاملعرفة العرفانية معرفة ذاتية،"الذي أعطاه حلريف احلاء وامليم، الداليل التخييلي العرفاينهذا باإلضافة إىل االحتماالت . 110"العارف حدود املنطق و العقل، و هي مرادفة لالتصال الروحي

يف التخييل العرفاين أكثر واقعية من الواقع، و تظهر هذه االحتماالت من خالل التخييلية، و هي : نتقام جلده و لكل املوريكسينياملبشرات و التنبؤات املبثوثة يف الرواية، مثل قسم معنينو الطفل باال

ينة بسرعة ـــابتعدت السف. واتـــسني انــــأخذ المجاهدون معهم الحفيد الذي لم يكن يجاوز ثم".55/56: ص-جملة ذوات-حوار مع رائد الرواية العرفانية عبد اإلله بن عرفة: بد اللطيف الوراريع: ينظر- 109.47: ص-2015- 22العدد-جملة اآلداب و اللغات، جامعة تلمسان-قراءة يف طللية الشاب الظريف التلمساين-من املكانية إىل العرفانية: بلحسنيحممد - 110

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

259

اطئ ـــظر إلى الشــى ينــف الفتــو وق. احـــاة الريـــواتـــيها، و مــدفـــادا على أذرع مجـــيرة اعتمــكبثم أخذته شبه . لجده بيديه و الدموع تنزل من عينيه في صمتوح ـــيغيب عن عينيه و هو يل

سأعود، : رعدة و تشنج فانتفض من حزنه، و لمع وميض الشرر في عينيه ثم صاح بأعلى صوتهقد حتققت هذه النبوءة؛ شب الطفل و أصبح قائدا عسكريــا و فعال ، 111"أقسم أني سأعود يوما ما

.اإلسبان، و عاد منقذا ألهل بلدهمشاركـــا يف اجلهاد البحــري ضـــد

إن هذه الرواية تستوجب قراءة عرفانية، تفك أسرار النص باالستئناس بعبقرية التجليات القلبية أثناء و ال يكون احلضور إال إذا أشرقت الكلمة باملعىن و أشار الدال إىل . 112الغياب و أثناء احلضور

ل الروائي مادته اللغوية ، 113رعشة العقل الذاكراملدلول يف سعة من خفقة القلب املؤمن و و قد لقد ورد في ": من املعجم الصويف، و من أمثلة ذلك يف الرواية حديث عن الشطح الروحاين، يقول

الجنون ال يليق إال مع المولى ألنك تقر أن . »اذكر اهللا حتى يقولوا مجنون«أحد اآلثار عندنا عندها تمنح قوة نورانية . د، فال تستطيع أن تدرك بهذا القيد الالزمعقلك يتعطل في تلك البال

تدفع بعقلك إلى بالد أخـــرى لم تكن لتصل إليهـــا لو بقيت بين ليل عقلك و نهارك، أو بيــن عما تشعر به النفس املتصوفة حينما تصبح ألول مرة يف و الشطح تعبري ، 114"أرضـــه و سمائه

نتيجة وجد عنيف فتدرك أن اهللا هي و هي هو، فهو يقوم على عتبة االحتاد، و يأيتحضرة األلوهيةا عند اكتمال التجربة الصوفية، ، يف حلظات الفناء اليت يصل إليه115كتمانهال يستطيع صاحبه

، و من مل يبلغ 116يتجسد يف بعض الصفات كالوجل و األنني و الصياح و احلركة بعد السكونو ، و قد وجد له املتصوفة مربرا 117الشطح ال يصح أن يسلك يف عداد العارفني باملعىن الصحيحمرتبة

م ا﴿:يف قوله تعاىل قلو وجلت ھ الل ذكر إذا ذين .118﴾ال

.55/56: ص- الرواية- 111.08:ص-النص الشعري العريب املعاصر: عبد احلفيظ بوردمي: ينظر-112.19: ص-املرجع نفسه: ينظر -113

.162/163: ص-الرواية- 114.10: ص-اجلزء األول- دت-دط-وكالة املطبوعات، الكويت- )أبو يزيد البسطامي(شطحات الصوفية : عبد الرمحن بدوي: ينظر- 115.180:ص-ل اخلطاب الصويفحتلي: آمنة بلعلى- 116.21/22: ص-شطحات الصوفية: عبد الرمحن بدوي: ينظر- 117 -33: اآلية-جسورة احل.

.180:ص-ل اخلطاب الصويفحتلي: آمنة بلعلى: ينظر- 118

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

260

و كذلك احلوار الذي دار بني الشيخ رضوان اجلنوي و معنينو، و قد كان كالما شديد اإللغاز مل يفهم معناه إال بعدما مرت فرتة زمنية على ذلك القول؛ جاء يف الرواية على لسان الشيخ عليه وأردت فقط أن لقد . استحضر الهمة و صـف عين القلب تبصر ما وراء قولي": الصويففأنا ذاهب إلى مراكش كما قلت لك أللتقي بالشيخ الغزواني، لكني سأعود إلى . أحييك

فاذهب إلى فاس يا أخي تجد عين الماء و . في فاس، و هناك مثواي و مرقديمسقط رأسي فاذهب إلى فاس يا أخي تجد عين الماء و تشرب من معينها . تشرب من معينها الفياض

.لقد فصل الغصن عن الشجرة و هناك تجدها بــإذن اهللا. الفياض

و ما هو دمك؟ إذا علمت فما هو فرثك؟. لقد خرجت أنت أيضا من بين فرث و دمثم . ثم همس في أذني، السر حيث ذكرت لك. الجواب هديت للفطرة و شربت الحليب

؟ سر حالي أم سر مآلي؟ .119"ودعني و ذهب مسرعا، و تركني أردد، أي سر

ن حين لقد تذكرت اليوم ما قاله لي أحد الصالحي":شرحا هلذا الكالم فيما يليالكاتبو يورد و دلني عليه باالسم و قال . لقد قال لي سيجتمع الفرع باألصل. التقيته في طريقه إلى مراكش

فأنت يا ابن عمي . لي ستشرب من العين الماء المعين، يشير على اسم أسرتنا معن و معنينومباركة فأنت يا ابن عمي ماء هذه األسرة ال. الماء المعين، يشير إلى اسم أسرتنا معن و معنينو

كما أخبرني ذلك الشيخ . و فقك اهللا لذلك. و لوائح الصالح كلها تشير إليك. المعين. د الحليب الذي انبثق من بين فرث و دمــــبرني بأن أجــــكما أخ. المبارك عن رضوان الجنوي

و ها قد طعمت من يدك المباركة كأس حليب و اجتمعت أسرتنا من جديد و خرجت من ذاك .120"فالحمد هللا الذي تفضل علينا بهذه األفضال. فرث الغربة و دم الكفر.و ذاك الدمالفرث

جتلى يف هذه الرواية النهل من القرآن الكرمي و احلديث الشريف على مستويات عديدة بداية كما:و منها،االقتباسات القرآنيةمن احلرف القرآين إىل اللفظة و العبارة، و من أمثلة ذلك

.173: ص-الرواية- 119.178/179: ص- ن.م- 120

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

261

.من سورة الدخان) 1،2(، و هو مقتبس من اآلية 121"و الكتاب المبينحم "-، و هو من مقتبس من اآلية 122"يـغفر الله لكم يا إخوة اإليمان ال تثريب عليكم "-

.من سورة يوسف) 92()85(، و هو مقتبس من اآلية 123"و بقيت األندلس للرعاع و خسر هنالك الكافرون"-

.من سورة غافرالماء هو إن من الحجر لما يشقق من. لعلهم في صورة البشر لكن قلوبهم من حجر"-

.من سورة البقرة)74(، و هو مقتبس من اآلية 124"فيجري بالحياة، 125"شأن الحياة ال تتقدم إال لتتأخرو سرعان ما يقول الشيخ لنفسه كل يوم هو في "-

.الرمحنمن سورة ) 29(مقتبس من اآلية هو وعبده ﴿أليس في وسع الجميع أن يتقبل الجميع؟" - اف ب ھ الل س و هو ،126"﴾أل

.من سورة الزمر) 35(مقتبس من اآلية ثم سقطت من عينيها الذابلتين دمعتان غسلت قلبي بصفاء طهرها و نبلها، فقلت " -

تخا: لها وال ي تحز خلوص أحاسيسك ، فقد كنت أريد فقط أن أتيقن منالي﴿القصص من سورة )06(و هو مقتبس من اآلية ، 127"تجاهي تحز وال تخا .﴾وال

و لــمــا استوى في مكانه و اعتدل في ": و من األحاديث النبوية النبوية الواردة يف الروايةثنى بالصالة و السالم جلسته قام الشاب الذي كان يخطر بين يديه ساردا فبسمل و حمدل ثم

على المصطفى خير األنام و سرد رواية اإلمام مالك من حديث أبي الزناد عن األعرج عن ، ثم أتى بحديث ثان »إذا قلت لصاحبك أنصت و اإلمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت «أبي

.17: ص- س.م- 121.25: ص- ن.م- 122.31:ص- ن.م- 123.80: ص–ن.م- 124.100: ص-ن.م- 125.127: ص–ن.م- 126.156/157: ص- ن.م- 127

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

262

الترمذي قال ففي سنن أبي داود و ":، و كذلك احلديث اآليت128"»و من لغا فال جمعة له «ما من عبد يقول في صباح كل يوم، و مساء كل ليلة باسم اهللا الذي ال «) ملسو هيلع هللا ىلص(رسول اهللا

يضر مع اسمه شيء في األرض و ال في السماء و هو السميع العليم، ثالث مرات لم يضره .129"»شيء

ا أن تسمو إن حضور امللمح الديين يف الرواية إ بقيمها و أن تثري رصيدها ضافة جديدة من شأاللغوي و أن تكسبها أثرا مجاليا خاصا ناجتا عن هذا االشتغال على التنوع و التميز، فاهلدف من هذه التجليات الدينية التوعية بضرورة جتديد فكر القارئ و االرتقاء به، ألن الفكر جبوهره ال يقبل

كما أن اهلدف الرئيسي للقرآن هو أن . الضيقالتقيد، و ال يستطيع البقاء حبيسا يف نطاق ذاتيته . 130يبعث يف نفس اإلنسان أمسى مراتب الشعور مبا بينه و بني اهللا و بينه و بني الكون من صالت

و مرة ": مثل مناظرة الشيخ ابن معن مع أحد الكهنة، جاء يف الرواية: المناظرة-تليجادلوه في دينه و ليردوه إلى استدعي ابن معن و قد حشدوا له خيرة كهنتهم

سمعنا أنكم معاشر المسلمين ال : فقال له أحدهم. الصواب كما كانوا يزعمونتشربون الخمر، فلماذا منع نبيكم من ذلك؟

هل تقرون . عن ربه لسبب وجيهمنعه اهللا تعالى في كتابه العزيز و منعه نبيه نقال-هو العقل؟اهللا على بني آدممعي أن أفضل ما تكرم به

.بلى-هل تقرون أن الخمر يذهب بالعقل؟-

.38ص - س.م- 128.41: ص- ن.م- 129.14/196: ص-م2000/ه1421- 2ط- دار اهلداية للطباعة و النشر و التوزيع-عباس حممود: ترمجة–جتديد التفكري الديين يف اإلسالم : حممد إقبال: ينظر- 130ع أطلقه العرب يف القرن الثاين للهجرة على شكل من أشكال اجلدل الفكري القدمي مث نضجت و تطورت و أصبحت جنسا من أجناس اخلطاب، و هي نو مصطلح :املناظرة

و جتدر اإلشارة . ذهب أو دين ما و بني خصومهمفكري الهويت يدور حول مواضيع ميتافيزيقية، أو باألحرى هي مناظرات بني أنصار اإلميان بالغيب و مناهضيهم أو بني أنصار ما أنواع أخرى مثل حتليل " من أجناس اخلطاب الفكري الشفوي القدمي : خمتار الفجاري: ينظر. (الشعر: إىل أن أصلها شفوي مث تشكلت كتابيا فيما بعد بالطريقة نفسها اليت دونت

)253/255/256: ص- )اخل األنواع األدبيةتد(مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر -"جنس املناظرة

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

263

فنحن ال نقر أن يشرب منه المرء . بلى، و هو كذلك عندنا معاشر أتباع المسيح-.حتى يسكر

يظهر لي أنه ممنوع عندكم أيضا كما ورد في اإلنجيل، لكنكم لم تنتبهوا لنص -.المنع

؟في أي موضع رأيت هذا المنع، و نحن أعرف بكتابنا منك-: ه السالم أن تدعـــوا به، و أولــــهإنه في الدعاء الذي أمركم به سيدنا عيسى علي-

قال فارفعوا . صالة ترضي رب العالمينللمسيح، علمناو إذ قال الحواريون «أبانا الذي في السماء ...: إلى العلياء قلوبكم و ال ترددوا كالمكم كالمنافقين

كما في السماء . ملكوتك، لتكن مشيئتك إلى أبد اآلبدينليتقدس اسمك ليأت و اغفر لنا ذنوبنا يا أرحم ... كذلك على األرض في كل مكان و في كل حينربنا و ال تدعنا نقع عند فتنة . الراحمين، كما نغفر نحن لمن كانوا بحقنا مخطئين

.»النفس، إنا بك نستعينلتم لفظة أبانا بسبب الترجمة و نحن معاشر المسلمين نعتقد أنكم استبد-

و هذا من تأثير الرومان و اليونان . المتكررة عن النص األول، و األصل ربناو قد نشأ دينكم في اإلمبراطورية . عليكم، إذ إنهم يعتبرون أنفسهم أبناء لآللهة

الرومانية و ترجمت كتبكم المقدسة إلى تلك اللغات فسرت تلك الدالالت من اشتكى منكم «: يعلم أصحابه فيقولكان )ملسو هيلع هللا ىلص(ي أن نبيناو قد رو . إليكم

ربنا اهللا الذي في السماء تقدس اسمك، و أمرك في : أو اشتكى أخ له فليقلالسماء و األرض، كما رحمتك في السماء، اغفر لنا حوبنا و خطايانا، أنت رب

»الطيبين، أنزل رحمة و شفاء من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ هل يجوز أن تأخذ الفتنة بيدك و تطلب من ربك أن ال : ثم أضاف ابن معن قائال-

قل، ــذهب العـــادة يـــال عن العـــأنت إذا زدت من الخمر قليـــيدعك تقع عندها؟ ف.و إذا ذهب وقعت في الفتن مع طلبك اهللا أن ال يدعك تقع فيها

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

264

.نحن نتحفظ في شربنا حتى ال يذهب بالعقل-إذا كنتم من أهل اإلنصاف، هل تقرون أنه لم يسبق لكم أن زدتم على القدر -

الذي يذهب بالعقل؟تكلم الكهنة فيما بينهم و تضاحكوا ألنهم علموا أنهم كثيرا ما عربدوا و اغتال -

ا ــــالسكر عقولهم و وقعوا في الفتن العظيمة فاستحلوا الفروج و اغتصبوا الصبايو علموا الحق من نفوسهم لكنهم لم يقرا به أمام ابن . بالفتيانو الطوا

.131"معنمثل خطبة صالة اجلمعة اليت خصص هلا الكاتب أكثر من سبع :الخطبة الدينية-ث

ة ـمـــي الرحـلى نبــام عـاة و السلـصلـة و الـــدلـــو بعد البسملة و الحم" :اتـــصفحابن سيدبونة الحفيد كعادته في خطبته موضوع كاشف الغمة و هادي األمة، تناولو

إخوة اإليمان، الحمد هللا بقدره الحزن : االبتالء الذي يتعرض له الموريسكيون فقالبسط و القبض، و الرفع و الخفض، و الفرح، و المساءة و السرور، و بيده ال

االبتالء، فة و ترجع األمور، و بقضائه المعاالغنى و الفقر، و الخلق و األمر، و إليه و ادة، و العزة و الذلة، و عن علمه ــاء و السعـــو السراء و الضراء، و بمشيئته الشق

اإليمان و الكفر، و التسليم و االعتراض، و من موعوده النعيم و الجحيم، د أن ــو نشه...دل ــسبحانه من حكيم عليم، حكم ع. والسلسبيل و الحميم

ذنــوب، و ولـــي الهدايــة الجالبة ــاحية للــه، نبي الشفاعة المــولـــمدا عبده و رســـمحصــلى اهللا و سلم عليه و على آله الطيبين الكرام شهب . لكل خــير و ســـؤددال، و على أزواجه أمهات المؤمنين، و أصحابه ليوث الشرى، ــالهداية و بذور الكم

.و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

.103/104/105: ص: الرواية- 131

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

265

أما بعد، عباد اهللا، فإن في حوادث األيام ألولي األفهام اعتبارا، و في طوارق الليالي . ألرباب الهمم العوالي اختبارا، و في مجال األقدار للذوات الشريفة األقدار استظهارا

فتعالى مالك الملك، و مقدر النجاة و الهلك، ال إله إال هو العزيز الحكيم، هدى م﴿، و أعز و أذل، و أضحك و أبكى، و أمات و أحياو أضل و يفعل ا عم سأل ال

سألون ترجعون ﴿﴾ وإليھ كم ا .132"....﴾لھ. أنا يا سيدي موريسكي، اسمي كاسيودور دو الرينا:" مثل: الترجمة الشخصية-ج

ولدت في . اإلسالم و ال تعلمت العربيةأجدادي كانوا مسلمين لكنني لم أعرف ده ــني مثل ولـــيرا و جعلــالي أحسن إلي كثـــس قشتــاطة و عمدت و رباني قـــغرن

لكنني لما كبرت التقيت ببعض أتباع . علمني المسيحية ثم جعلني راهبا كاثوليكياو و كانت . انشرح له صدريد و ــــذهب الجديــاإلصالحيين المسيحيين فأقنعني بالم

فسافرت إلى بازل في سويسرا ألدرس . أصولي األندلسية تدفعني إلى مثل هذاالمذهب الجديد و تعرفت هناك عن كثب على أستاذي المصلح الكبير جان

.133"كالفين و الزمته لزوم الظل للشخص حيث كنت أقطن معه في نفس البيتم تسمعوا بقصة يسوع مع مجنوني المقابر أل" مثلما جاء يف هذه القصة، :القصة-ح

و أمرهما المسيح بمغادرتهما فطلبا منه . اللذين كانا يمنعان الناس من عبور المقبرةفلما دخال في القطيع وثب الخنازير على .فأذن لهما. أن يخرجا إلى قطيع الخنازير

.134"جرف و وقعوا في البحر و ماتوا جميعا:يف الروايةو من أمثلتها:المسرحية-خ. ثم توقف فجأة بعدما هم سيفه لعنقه، ثم مسك حركته لما رأى مالمح خصمه العربية"

: استعطف الفارس معنينو قائال

.46إىل ص 39:من ص-س. م: ينظر- 132.66: ص- ن.م- 133.108: ص- ن.م- 134

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

266

.ال تقتلني يا سيدي، أنا عربي مثلك-تردد معنينو، لكن حليمة التي كانت ترقب المبارزة، صاحت عليه -

:من بعيد.الزعيم الطريقي ألعدائنااقتله ياسيدي، إنه الخائن الذي باع-: نظر معنينو إلى الخصم الخائن نظرة حنق و غضب ثم قال له-.135"خذ أيها اللعين، فلتذهب إلى الجحيم-

أما زوجها فكان يشير برأسه مظهرا لها امتنانه على حسن فهمها لما : " مثل: الحوار-دوار افتراضي بين أبكم ــــإنه ح. ينــــم القول و القائلــبداخله و ترجمته إلى عال

.ناطقةو ماذا جرى لك يا حليمة؟-و ماذا يمكن أن يجري مما لم يجر بعد؟-إني أرى ذبول عينيك و امتقاع لونك، فهل أصابك مكروه؟-.يوم أن فصلوا عني فلذة كبدي و أنا في هذا المكروه األبدي-.ال تفتحي هذا الموضوع مرة أخرى يا حليمة-و هل في الدنيا موضوع غيره يا مصطفى؟-.نعم، عجلة الحياة تجري بدون انقطاع-.بل، قل عجلة الموت تدوس كل حي-.أما يكفيك ما نحن فيه من النكد حتى ترددي كل لحظة و حين هذا الحديث المنغص-أتستكثر على أم نزع عنها فصيلها أن ترغي كالناقة الشاردة ؟-.136"بالصبر و الصالة على مصابنايا أم بنتها، استعيني -: مثل:األغنية-ذ

.223: ص- س.م- 135.195: ص- ن.م- 136

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

267

يقولون إن علينا الرحــــيلتباعا إلى أرضـــــنا الطـــيبـــــة

هنالك الجبال وراء الجبالمن التبر و الفضة الخالصة

لقــد ذل مـــن يبتـــغي طـــردنـــالنذهب معا إخوتيلنذهــب معا كـــلنـــا

إلى الخير و الوفــــــر يا إخـوتـي137ــــــــــــــــلنا إلى أمة العرب مثــــــ

: ، يقول فيهاحلالجمن شعر مثل مقتطف:الشعر-رإن في قتلي حيــــاتــــــــي))عداتــــــــــــــــــــي((اقتلوني يا

و ممــــاتي في حياتــــــــــــــي و حيــــــــــــاتي في مماتـــيحياتـــــــي في الرسوم الباليــــــــــــــاتسئمـــت روحــي

فاقتلوني و احـرقـــــــــونـي بعظامي الفانيــــــــــــــــــــــــاتثـــــم مــــــــــــروا بــــرفـــــــاتــي في القبــور الدارســــــــاتتــــــجـــــدوا سـر حـــبيبــــــــي في طـوايـا البـــــاقـــــــيـــــات138إنــنــــــي شيـــــخ كـــبيـــــــــــــــــر في علو الدارجـــــــــــــــات

:الخطاب االستعماري-زفكرة تفوق الطبائع، و هو ال بآخذا رتبة أدىن من رتبتهضعه يف يتملك اآلخر و يهو خطاب

يقر باملساواة و ال يؤمن بالشراكة اإلنسانية يف القيم العامة و تقوم فرضيته على ثنائية ضدية؛ ر ـودع للشــم، أما املستعمر، فمستد ــية و التقــعة األخالقــفاملقام و الر ل للخري و مسو ر ممث فاملستعم و يتجلــى اخلطــاب االستعمــاري فــي الروايــة يف تلــك . 139ة و التخلفـــطاط و الدونيــــو االحن

.193/194:ص- س.م- 137.127/128:ص- ن.م- 138.15: ص-جملة مفكرون-يل التارخيي و التمثيل االستعماري للعاملالتخ: عبد اهللا إبراهيم: ينظر- 139

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

268

، و نذكر منها ما بيانات سياسيةاملراسيم و القرارات اليت كانت تصدرها حماكم التفتيش يف صيغة و وجهت . عنجلسات التحذير الثالث، قام اإلدعاء بصياغة الدعوى ضد ابن مبعد" : يلي

: إليه التهم التالية التي تالها المدعي أمام المحكمةبسبب حبه ألمة محمد الضارة المدعو فالن بن فالن ينتمي لجنس المسلمين، و

الملعونة، شارك مع المسلمين الثوار بمملكة غرناطة، و مع من قدموا من البرابر في و ريض بل كان يقودهم و يؤلبهم على أمة و لم يكتف بالتح. الحرب ضد المسيحيين

و ضبط المتهم و هو يجتهد في إقناع الكثير من القرى الموريسكية كي تثور معه . المسيحكما أسدى المتهم صنيعا للمساعدة في أسر كثير من النصارى و رجال .و مع اآلخرين

و بذلك أسهم في . الدين المسيحي و سلمهم إلى المسلمين القراصنة من بر العدوةكما أن المتهم ...محاولة إبطال ديانتهم و تحويلهم عنها حيث تحولوا إلى دين المسلمين

و قد توضأ مــــرارا و صنــع له حماما خـــاصا في بيته . كان يعتقد في ملته الملعونة الخاطئةممتنعا عن و صلى على طريقة المسلمين و صام الصيام الذي يقولون عنه صيام رمضان،

الطعام و الشراب حتى دخول الليل و طلوع النجوم، و أنه صلى بصلواتهم و قام بشعائر .140"أخرى للملة المذكورة

: كح البراح ثالث كحات، و رفع صوته المنكر المزعج قائال":و كذلك يف قولهبـــاسم اآلب و االبن و الروح القدس، و وفق أوامر جاللة الملك فيليب الثالث صدر

: المرسوم الملكي التالي

على سائر الموريسكيين في المملكة رجاال و نساء و أطفاال أينما كانوا أن يسارعوا -1ض خالل ثالثة أيام من صدور هذا المرسوم إلى إخالء منازلهم و االتجاه بــإمرة مفو

الدولة المسؤول عنهم، و ذلك لإلبحار إلى المغرب على متن المراكب والسفن

.97/98: ص-الرواية- 140

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

269

التي استعارتها الدولة لهذا الغرض، و منصاعين ألوامر المفوض، آخذين معهم من و كل من يتخلف عن تنفيذ هذا ...مملكاتهم المنقولة ما يمكن حمله على ظهورهم

.المرسوم يعرض نفسه للهالك المحققيحق ألي إسباني صادف موريسكيا خارج منطقته في الطريق بعد األيام الثالثة -2

و إن أبدى الموريسكي أي مقاومة، لإلسباني أن . المحددة أن يستولي على ما معه.يقتله أو أن يسلمه إلى أقرب مركز حكومي لكي تأخذ العدالة مجراها

، البقاء حيث هم إلى أن على الموريسكيين بعد اإلطالع على نص هذا المرسوم-3يحضر مفوض الدولة الخاص بهم و ينقلهم إلى الموانئ المحددة لإلبحار إلى

.و من يخالف ذلك يعرض نفسه إلى الهالك. المغربموريسكي أخفى شيئا من أمواله أو ممتلكاته مما يعجز .141"يحكم بالموت على كل-4

رة أو أي ممتلكات، و تنزل عن حمله، أو أحرق أو أتلف بيتا أو مزرعة أو شجالعقوبة ذاتها بأي جار تكتم على مثل هذه األعمال ألن المرسوم يوجب على الموريسكيين إبقاء الممتلكات التي يعجزون عن حملها فتؤؤل إلى صاحب

.142..."اإلقطاعيةسبل المثاقفة في الرواية :، يطلق على دراسة مصطلح سوسيولوجي أنثروبولوجي:Acculturation(( المثاقفة

االستعمار، (التغيري الثقايف الذي حيصل و يتحقق نتيجة لشكل من أشكال االتصال بني الثقافات

.199/200: ص–س.م- 141.199/200/201: ص- ن.م- 142اإلجنـــليــز يستــعملـــون بدال عـــنــه مصطــلح التـــــداخـــــل الثــــقــــايف م، و كـــــان 1880مصــطلح املثـــاقــــفة يف األصــــل إىل أقالم األنثروبولـــــوجيني األمريكيني يف حـــدود ع ـرجـــي)Cultural exchanging( يف حني آثر اإلسبان مصطلح التحول الثقايف ، )Tranculturating( و فضل الفرنسيون مفهوم التداخل احلضاري، إال أن مصطلح املثاقفة ،

لد-)4- 3(العددان- جملة القادسية يف اآلداب و العلوم الرتبوية- )يف الفكر النقدي العريب(املثاقفة و املثاقفة النقدية : رواء نعاس حممد: ينظر.(راأصبح أكثر تداوال و انتشا ، 7ا.)172: ص- 2008

األنثروبولوجيا)Anthropologie(الدراسة العلمية لإلنسان، يف املاضي واحلاضر، الذي يرسم ويبىن على املعرفة من العلوم االجتماعية، وعلوم احلياة، يأ.هي علم اإلنسانهو ألنثروبولوجيااحصطلملوعليه فإن املعىن اللفظي ". علم"ومعناها Logieو" اإلنسان"معناها وAnthropo: وقد حنتت الكلمة من كلمتني يونانيتني مها. والعلوم اإلنسانية

.علم اإلنسان

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

270

، و تؤدي املثاقفة إىل اكتساب عناصر جديدة ...)الرحالت، األسفار، املبادالت التجارية، الرتمجةكما يدل املصطلح على ظاهرة تأثري و تأثر الثقافات البشرية . املتصلتنيبالنسبة لكلتا الثقافتني

143.بعضها ببعض بفعل اتصال واقع فيما بينها، أيا كانت طبيعته أو مدته

و قد اتكأ هذا اخلطاب الروائي على مجلة من اخلصائص الثقافية و الدينية و األدبية بني شخصيات و كما هو معلوم، ال وجود ملثاقفة مثالية متكافئة . يق حوار حضاريمسلمة و غري مسلمة، بغية حتق

األطراف، و إمنا يهيمن أحد األطراف على اآلخر يف أغلب األحوال، و من أشكال املثاقفة املمثلة : ما يلي" الحواميم"يف

L’acculturation symbiotique(المثاقفة الحوارية -أ :(ل ــيء من التقبـر بشـــش فيه األنا و اآلخـــقاء نقيا يف حوار يتعايــــاء الثقافات التـــم التقـــزعـــي تــالت

و هي . و الرتحيب بالرأي املختلف، يف جو مفعم بروح التسامح اإلنساين، و وازع االشرتاك يف املصريتلك ، و هذا ما جتسده 144ال وجود هلا على أرض الواقع) Utopique(حقيقة حوارية يوتوبية

اليت دارت بني بعض الشخصيات، منها احلديث الراقي الذي دار بني ) املتخيلة(احلوارات الفكرية :معنينو و ميغال دو سارفانتس

.أنت إذن رجل صاحب مبادئ، يحارب من أجل أشياء مثالية-.مكما أعتبر أن القلم لسان الروح، فما تفكر فيه الروح يعبر عنه القل. نعم، أنا كذلك-و أنا أفهم كالمك ألنني من أسرة عالمة، لكنكم فرقتم بيني و بينهم و لم . عبارة جميلة-

أما جدي فقد قتله قومك و أحرقوه، و مثلوا بحثته في . أعد أعرف عنهم أي شيء

جملة قراءات، خمرب وحدة التكوين و البحث يف نظريات القراءة و مناهجها، جامعة - )مناذج خمتارة(احملمول الثقايف الغريب يف الرواية العربية املعاصرة : مجال مباركي: ينظر-143.107: ص- 2013-العدد اخلامس- بسكرة

Multiculturalisme

باليونانيةيوتوبيا:)οὐ-τοπος( التأليف أو الفلسفات اليت يتخيل ضرب منهي ) هي مكان خيايل قصي جدا أو املدينة الفاضلة:املثاليةأوالطوباويةأواملدينة الفاضلةأواليت تقدم رؤيته مجهورية أفالطونيفولعل هذا النوع من التأليف يضرب جبذوره . والسعادة لكل بين البشرجمتمع يزخر بأسباب الراحة, لهفيها الكاتب احلياة يف جمتمع مثايل ال وجود

املدينة الفاضلةالعربيةومن هذا النوع يف . طابع سياسي حامل مبجتمع فاضل يسعد أهله بال استثناءةالطوباويومن مث يغلب على أعمال األدب ،واحلكمالسياسيةيف) https://arz.wikipedia.org: ينظر املوقع اإللكرتوين(.للفارايب

.137: ص- الرواية العربية املعاصرةاحملمول الثقايف الغريب يف: مجال مباركي- 144

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

271

فأنا أيضا رجل . ال لشيء سوى أنه قال ربي اهللا و لغتي العربية و ديني اإلسالم. غرناطةقد تسمي هذا انتقاما، لكني ال أعتبره كذلك، بل هو . أجل هذه المبادئأحارب من

.و الفرق بيننا أنك إنسان مثالي و أنا رجل واقعي. استرجاع لحقوق مهضومةانظر إلى هذه . المثال يقربنا من الجمال و الخير، و الواقع مليء بالبشاعة و الشر-

و الجمال في هذا الواقع؟أين ه. الطلقات عل صدري، أو إلى يدي المشلولةتزعت منك و الذاكرة التي - الجمال يا سيدي، هو حين تتذكر اللحظات الجميلة التي انـ

كيف ف كنت تخط بيمينك أجمل أشعارك، و الذكرى هي الجمال، تذكر كي. سلبت منها.إنه جمال مصحوب بجالل الذكرى . كنت تضعها على خد حبيبتك

. أقول لك إن المثال ليس هروبا من الواقع كما تلمح إلى ذلكاسمح لي أيها الشاب أن -فليس المقصود أن نخبر الناس عن . بل المثال هو البحث عن كل جميل في اإلنسان

إنني أنادي . الواقع الذي يعيشونه بل عن الواقع الذي كان من الممكن أن يعيشونهقائق واقعية لكنني أسعى لبناء قد أستعمل السخرية الالذعة لتوصيف ح. بواقعية مثالية

.فليست الواقعية بالنسبة لي سوى معبر لقول أشياء فوق واقعية. شيء آخر.أنت إنسان حالم بدون شك-ال ـــامي بالمثـــلقد بدأ اهتم. و األدب حلم كبير. يل لهاــظة حرية ال مثــلم لحــنعم، فالح-

.سمعت عنهو لعلك . و الواقع حينما تعرفت على فن المسرحنعم لقد سمعت عن هذا الفن الذي يشبه فن المقامات و الحكاية و األسمار عند -

العربفأنا أتحدث عن المسرح عند اليونان، لقد كان أستاذي . أظن أنه مختلف بعض الشيء-

و الواقعية منذ ذلك لقد تكلموا عن المثالية . ))بالد اليونان وطنه((إيراسموس يعتبر ...ديثنا اليوم امتداد لهذا الحديث الذي ال ينقطع منذ ذلك العهدو ح. العهد

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

272

أس ـــات اليــظـحــتاج في لـــا نحــنـد أنـــك أعتقــع ذلـكني مـا، لـــرك الرأي جزئيـــلي أشاطـــلع-و االنتكاسة و الجروح لكي نذكر الناس بالشرور التي تتهددهم و نصفها لهم حتى نولد

مقاومتها و التطهر منها فتنشأ في ذواتهم عوالم جميلة تقابل تلك فيهم بواعث:و كذلك يف قوله. 145"الشرور

اآلن من هذا، و قل ما هي الطقوس األخرى التي ترفضها حركتكم؟دعنا-".من بين الطقوس التي نعارضها التبتل و إكرام القديسين و القداس و تعميد األطفال-لكن هل تعتقدون أن الرب واحد أم أنه . مثلنا تماما في عقيدتكمفأنتم إذن مضطهدون -

ثالث ثالثة؟يا سيدي نحن نعتقد أن الرب واحد مثلكم معاشر المسلمين، و أن المسيح ليس إلها، -

و أمه ليست أم الرب، و التماثيل التي تمأل الكنائس مرفوضة عندنا ألنها استمرار .و العبادة و التوجه و الصالة هي هللا وحده. للوثنية الرومانية القديمة

.146"لقد أوقفني الحديث معك على أشياء كثيرة تجمع بيننا-L’acculturation: (المثاقفة الصدامية-ب antagoniste:(

هذا النوع من املثاقفة هو الصيغة القائمة بني احلضارتني الشرقية و الغربية، إذ أنه صدام فرضه الضعيف، و يظهر هذا الصراع جليا بني الثوابت اليت يعتنقها أبناء تلك احلضارات، القوي على

، و جتسده على سبيل التمثيل 147فتتصارع الذهنيات قبل أن تتصارع األصوات يف املنابر الرمسية:املناظرة اليت دارت بني الشيخ ابن معن و الكاهن خيمينيس، جاء يف الرواية

لكن أيا من هذه . اإلقناع أو التهديد أو الرشوة: ثالث طرق للتنصيرخيمينيس كان أمام " الطرق لم يفلح ألن التنصير تتبعه محاكم التفتيش أو التحقيق للتأكد من الخلوص في

.146/147/148: ص- الرواية: ينظر- 145.72/73: ص- ن.م- 146

L’assimilation.137ص-الرواية العربية املعاصرةاحملمول الثقايف الغريب يف: مجال مباركي-147

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

273

و قد أدرك الموريسكيون خطر إظهار التنصير لما يترتب عن ذلك من إجراءات . النصرانية.هودتصل إلى حد الحرق كما حصل مع الي

أمام هذا الوضع المتأزم، لجأ خيمينيس إلى مناورة مختلفة حيث دعا الفقهاء لمناظرته حول .و من بين من دعي شيخ بني معن لمناظرة خيمينيس. الدين الصحيح

و لما دخلوا . حد المساجد التي حولت إلى كنيسةيه ابن معن مع بقية الفقهاء إلى جاء الفق. مامه لتحيته، لكنهم امتنعوا إال ابن معن فإنه سجد باتجاه الكاهنأمرهم خيمينيس أن ينحنوا أ

فلما قتم من سجدته التي . نظر بعض الفقهاء إلى ابن معن مستغربين و بعضهم حدجه شزرالماذا امتنعتم عن االنحناء لي و تحيتي بما : طالت للحظات توجه خيمينيس إلى الفقهاء قائال

نفسكم ما زلتم في مملكة مسلمة؟يليق بمقامي؟ أتظنون أيا غبطة الكاهن، إن التحية : و قبل أن ينبس أحدهم بالجواب، أخذ ابن معن الكلمة قائال

و لقد رأيت . عندنا معاشر المسلمين فرض كفائي، إذا قام به البعض سقط عن البعض اآلخرلقد : فأجابه خيمينيس.ا البيت نيابة عن رفاقي الفقهاءكيف أني قمت بالتحية لما دخلت هذ

.رأيت صنيعك يا ابن معن و أعجبني تواضعك و أدبك. ثم تحول الكاهن إلى محاولة إيضاح تفوق المسيحية على اإلسالم بأدلة تافهة في معظمها

.148..."استمر األمر طول النهار و توقف مع إرخاء الليل لذيوله):Déculturation: (المثاقفة االستئصالية-ت

تتوسل اجتثاث وسائل احلوار مع اآلخر و سبل التواصل معه، و هي ال تريد حوارا أو صداما، ، و تتمثل يف إصدار 149إمنا تريد تصفية للثوابت القيمية الدينية، و تصفية للتاريخ و تصفية للرتاثو يرحلون، باإلضافة إىل املراسيم اليت تنص على وجوب تنصري أعداء الدين املسيحي و إال يطردون

حماولة طمس اهلوية األندلسية و ذلك بالقضاء على اللغة العربية و الدين اإلسالمي كتحويل املساجد

.23/24: ص-الرواية- 148 La contre-acculturation

.138: ص-احملمول الثقايف الغريب يف الرواية العربية املعاصرة: ال مباركيمج:نظري- 149

مقامات التجريب في رواية الحواميم لعبد اإلله بن عرفةرابع لفصل الا

274

إىل كنائس و قطع اآلذان و رفع الصليب يف كل مكان، و نشر ما خيالف الدين اإلسالمي كأكل . حلم اخلنزير و تعميد األطفال وغري ذلك

ى تصدير ثقافتها علاإلسالمي من ركود و فراغ حضاري، فعملت احلضارة الغربية لقد عاىن العامل إن العرب قد طرحوا و .150االستعالء و الغلبةهائلة، تضخ قيما ثقافية تكرسهجوميةعرب ترسانة

أو بعضهم قاعدة االنفتاح على اآلخرين، أما الغربيونإىلدائما حوار الثقافات من منظور مستند م األمسى ثقافيــىل قاعإفيطرحون حوار الثقافات من منظورهم املستند .151ارياــــا و األقوى حضـــدة أ

ااضارة العربيةاحلق إن احلو غري مكتفية إلسالمية على الرغم من امتالكها رؤيا شاملة للوجود، إال أا، و تدعو إىل التفاعل احلضاري نافية .املركزية و االنطواء الثقايف بذا

ا السردية اجلديدة املتمثلة أساسا يف معاجلتها " الحواميم"، إن رواية ختاما تتفـــرد خبصوصيا، و يف هذا تعميق للوعي موضوعا راهنيا من شأنه أن يفتح حوارا حضاريا بني العرب و الغرب

عطاءة، تواكب احلاضر و تعاجل قضايا ذات بضرورة البحث املستمر عن أشكال جديدة مثمرة و م.أمهية كقضية طرد املوريسكيني اليت ال تزال نتائجها مستمرة إىل اآلن

.176: ص-املثاقفة و املثاقفة النقدية: رواء نعاس حممد: ينظر- 150.19: ص- م 2005/ ه1426-2ط- دار قتيبة للطباعة و النشر و التوزيع-؟...بشريةصدام احلضارات حتمية قدرية أم لوثة : حسن الباش: ينظر- 151 على أساس النقاش احلضاري يني العرب و الغرب، و باخلصوص مع إسبانيا، و وضع هذه القضية يف "احلواميم"صرح عبد اإلله بن عرفة يف أحد حواراته بأنه أصدر رواية وقد ،

).https://www.youtube.com/watch?v=peUD7X8LPNI-رواية احلواميم: مرآة الكتب: فيديو: ينظر.(إطار حتالف احلضارات

خاتمة

خاتمة

276

محور هذا البحث من أوله إىل آخره حول فكرة التداخل بني األنواع األدبية يف الرواية العربية ـت: املعاصرة، و تدعونا هذه اخلامتة إىل استخالص أهم نتائجه، و هي كاآليت

تضيف إىل النوع مسات جديدة، كل كتابة جديدة تتطور األنواع األدبية من عصر إىل عصر، و -.و هذا ما جيعل احلساسيات األدبية تتغري و تتبدل

ه يف حالة تشكل مــستمر، يستطع النقاد وضع معايري حمددة له، ألننوع أديب مرن ملالرواية -جتماعية اال الــــفكريــــة و ــات الـــرؤى مكـــونــــاتــها الـجـوهــريـــــة تــتـحــول و تـتــشكــــل حــســــب مـــعــطيو

.متغرياتهبيــــرة مع ضغــــوط الـــعصر و قتصادية و السياسية، ألنـــها تتجــــاوب حبساسية كو اال شهدت احلساسية األدبية التغري مرتني يف تاريخ األدب العريب احلديث؛ أما األوىل فكانت يف -

شهد احملاوالت اجلنينية األوىل لألشكال بداية القرن التاسع عشر مع عصر اإلحياء، الذيو أما احلساسية األدبية الثانية فقد بدأت يف . السردية اجلديدة من رواية و أقصوصة و مسرحية

، حيث أخذت تتبلور يف أعمال كثرية م1967أعقاب احلرب العاملية الثانية و بعد هزمية فاصلة بني األنواع األدبية و ظهرت ألدباء جيل الستينيات، إذ بدأت ختتفي فيها احلدود ال

، السرد و الوصف القائم على التسلسل املنطقيكتابات تتجاوز النمذجة و التنميط، و .أصبحت مشكلة النوع األديب هاجسا مالزما لإلبداع الروائي خالل ربع القرن األخريو

مع انفتاح النصوص الروائية العربية املعاصرة و تالقحها مع خمتلف األجناس األدبية، أصبح -ارا ــــــة اختيـــــة املفتوحـــأصبحت الكتابة الروائـــي، و جائراحكما»يةروا«احلكم عليها و تسميتها

قصده د التصنيفي الذي غى ضمنيا البعدا، كسر مفهوم النقـــاء األجنـــاســـي و ألــا جديــأجناسي.النقاد فيما مضى

ا حنو - لقد استبدلت الكتابة اخلطية املستقيمة بكتابة مفتوقة حتكمها فجوات و شروخ، رمت زة مسبقا، ــة اجلاهـــميكن القول بتحرر السرد من قيود اجلمالية الصارميات جديدة، لذاحساس

، و قد ساعد فعل املثاقفة على سابقاو ذلك بتجريب تقنيات و أساليب مل تكن معهودة

خاتمة

277

تطوير الرؤية للفن الروائي و إخصابه، و ذلك نتيجة للتأثر و االنبهار بفلسفة ما بعد احلداثة، ا املختلفة .و االستفادة من تيارا

أشكال الكتابة عن زهــور ونيسياجلزائريةلـلكاتبة) رسة حرةمن يوميات مد(رواية تتداخل يف -صاحبتها و ال هي مذكرات مستهاوميات كما يهي رتدد القارئ إزاء تصنيفها؛ فال يالذات، إذ

اكما طو شر البعض يف خانة الرواية على الرغم من فقدها تها ، و قد وضعصرحت يف لزوميا.لكتابة الروائيةلالفنية

ختلط رواية ما بعد حداثية، فهي ردين إبراهيم نصر اهللا للكاتب األ) شرفة اهلذيان(رواية تعد -ية ـــفــنوحــة الـــورة و الــلــالص: املســـرح و الشعــر، و أخــرى غــري أدبيــة مثــل: لـــمثة،ــأنواع أدبيبني

وسائــل اإلعــالم و الصــور التلفزيــونية و املشاهـــد و اخلــبــر الصحــفي، باإلضافة إىل هيمنة.ذة من األفالم و الرسوم املتحركةملأخو السينمائيــة ا

، و استقى مادته )نزيف احلجر(أما الكاتب اللييب إبراهيم الكوين، فقد نزع إىل أسطرة روايته -من تراث الصحراء الليبية، حيث عرض موضوع الصراع األبدي بني اإلنسان و الطبيعة يف

و قد تأسست الرواية كنص الحق على األسطورة ،شكل فانتاستيكي يقوم على خرق الواقعيا الفنية، بغية إعادة إنتاج نص جديد،كنص سابق .مث اختلفت عنها و متيزت خبصوصيا

أصبح التجريب الروائي الغاية املنشودة لدى أغلب الكتاب بعدما أعلنوا رفضهم للكتابة -ه يوسع آفاق االنتظار و يتجاوز النمطية، و اختذوا االنزياح السردي أسلوبا جديدا، ألن

فق مضامني إنتاج هذه األشكال بصيغة جديدة، و األشكال املعهودة سلفا، بغية إعادة تتماشى و متغريات الواقع و العصر، و هذا ما سعى إليه الكاتب املغريب عبد اإلله بن عرفة يف

ــا الســر ) احلواميم(روايـــة موضوعــــا إنسانيا غيب ــجديـــدة ، وبتناوهلاديـــة الـاليت متيزت بتقنيــــاة ــبطريقثقافيا و معرفيا، من شأنه أن يفتح حوارا حضاريا بني العرب و الغرب، و قد صيغت

اشتغلت على ي و الفين، و ــارخيي و الدينــــاة، مجعت بني التـــعة من احليـــا قطــة و كأــفني

خاتمة

278

ا صاحبها تأسيس نوع جديد ذي مرجعية ، التنوع و التعدد الفكري و األديب و قد أراد .قرآنية، أال و هو الرواية العرفانية

املعاصرة، اليت تسعى يف حبث العربيةهذه هي الصورة التشكيلية اجلديدة للممارسة الروائية-يف كثري من وفق معايري حمددةتزيد من صعوبة تصنيفها،مستمر إىل خلق أشكال جديدة

.األحيان:بناء على ما تقدم، إن أهم ما تدعو إليه هذه الرسالة أمرانو -

يكون التجاوز السردي ألي نص سابق مبا س للتجريب كتقنية كتابية؛ أي أنــؤس ي إما أن-1يقوم على أسس حمددة تسعى إىل حتقيق جتاوزا واعيا، فنية حيمله من مجاليات و مسات

املختلفة، و بذلك ال ينبغي أن يكون همبستوياتآفاق مرتبطة بأشكال التطور احلاصل التجريب عشوائيا، بل ال بد من أن حتكمه ضوابط، بغية احلفاظ على اهلوية السردية

.مهما كان الشكل أو القالب الذي حيويهاعلى زخرفة نصية، تتصارع األنواع األدبية و غري األدبية على و إما أن نسلم باالشتغال -2

أن و هذا يعين، اسيةر األعمال األدبية من حماكاة النظرية األجنالتايل حنر مساحتها، و بدون تصنيفها يف خانة ى الكتابات األدبية علاحنكم ةجديدةينقدأدواتيف نفكر

ن يكتب املرء كتابا و جيعله ألفال حاجة جنيس جمحفا حبقها، التبعدما أصبحمعينة، املعاصر نصا مفتوحا ميتلكه قارئ له مؤهالت معينة، حتت مسمى رواية، مـــادام النص

راءات ـــــاحلكم عليه، و مبا أن القراء يتعددون و خيتلفون فإن القمن ميلك حق وحدههوو هذا مينح النص بعدا المتناهيا من األحكام أويالت بدورها تتعدد و ختتلف، و و الـت

.شكال و مضمونايكتب فال حقھ، البحث ذا وفيت قد ي أ أد ال فأنا غدهختاما، قال إال يومھ كتابا ان: أحد ل ذا غ لو

ذا و ، الع أعظم ذا و أجمل، ان ل ذا ترك لو و أفضل، ان ل ذا م قد لو و ستحسن، ان ل ذا د ز لو و أحسن،شر ال جملة ع النقص يالء اس ع .دليل

قد مائمو ا يك ع غنت و ســـائـــم ال بت ما محمد سيدنــا ع الســالم و الصــــالة و املحمود، نا ر و الكالم .تم

مكتبة البحث

مكتبة البحث

280

القرآن الكـــريــــــم :: المصادر-

لطباعة و النشر و تاسيلي للنشر دار التنوير ل-)رواية(الترب : إبراهيم الكوين-1.1992- 3ط-اإلعالمو

املؤسسة -سرية ذاتية- روح أمم يف نزيف ذاكرة-عدوس السرى: إبراهيم الكوين-2- 1ط-التوزيع، عمانالعربية للدراسات و النشر، بريوت و دار فارس للنشر و

3ج-2014للدراسات املؤسسة العربية - )رواية(أين أخوك هابيل؟.. قابيل: إبراهيم الكوين-3

.2007-1ط-النشر، بريوت و دار الفارس للنشر و التوزيع، األردنو دار اجلنوب للنشر، -توفيق بكار: تقدمي–من أساطري الصحراء : إبراهيم الكوين-4

.2006-دط-تونس.2012-منشورات الشهاب، اجلزائر-)رواية(احلجر نزيف : إبراهيم الكوين-5منشورات االختالف و الدار العربية - رواية-شرفة اهلذيان: إبراهيم نصر اهللا-6

.2010/ه1431-3ط- للعلوم، ناشرون.2000-15ط-دار اآلداب، بريوت- رواية-ذاكرة اجلسد: أحالم مستغامني-7.1998-5ط-دار اآلداب، بريوت-رواية–ى احلواس فوض: أحالم مستغامني-8.1996-دط-دار اهلالل، القاهرة-رواية-حكايات املدندش: أمحد الشيخ-9

.1997-2ط- تبريو اآلداب،دار-النجوم حتاكم القمر: حنا مينه-10ضة -داليا حممد إبراهيم: إشراف عام- رواية-بائع الفستق: رمي بسيوين-11 دار

.2015أغسطس طبعة - مصر للنشر-دط- موفم للنشر، اجلزائر-رواية- من يوميات مدرسة حرة: زهور ونيسي-12

2007.

مكتبة البحث

281

املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، -رواية- احلواميم: اإلله بن عرفةعبد -13.2010- 1ط-املغرب

-1ط-دار اآلداب، بريوت-رواية-قلب اخلالفياسني: عبد اإلله بن عرفة-142013.: العربيةبالمراجع-

منشورات االختالف و الدار العربية - )دراسة(بنية النص الروائي : إبراهيم خليل-1.1431-2010-1ط- بريوت، للعلوم

الدار العربية -)حبوث و قراءات(يف نظرية األدب و علم النص : إبراهيم خليل-2.2010/ه1431- 1ط-رون و منشورات االختالفــللعلوم ناش

–دط –منشورات السهل –دراسات و مقاالت يف الرواية : إبراهيم سعدي -32009.

الربهان يف وجوه : أبو احلسني إسحاق بن إبراهيم بن سليمان بن وهب الكاتب-4: حتقيقتقدمي و -)النثر لقدامة بن جعفرالذي نشره من قبل حتت اسم نقد(البيان

.1969-مكتبة الشباب-حفىن حممد شرف.د- دط-صادر، بريوتدار –لسان العرب:الفضل مجال الدين حممد بن مكرمأبو -5

لد ال-دت .رابع عشرااز ـــبيان إعج- ثالث رسائل يف إعجاز القرآن: أبو سليمان محد بن حممد اخلطايب-6

دار -حممد خلف اهللا و حممد زغلول سالم: الق عليهها و عـــــحقق- القرآن.1976-3ط-املعارف، مصر

عبد السالم : حتقيق و شرح-البيان و التبيني: بو عثمان عمرو بن حبر اجلاحظأ-7.1ج-1998/ه1418- 7ط-مكتبة اخلاجني بالقاهرة-حممد هارون

مكتبة البحث

282

عمدة يف حماسن الشعر، و آدابه، لا: سن بن رشيق القريواين األزديأبو علي احل-8دار اجليل -احلميدحممد حمي الدين عبد : حققه و فصله و علق حواشيه–نقده و

.1ج-1981/ ه1401-5ط-للنشر و التوزيع و الطباعة- 1ط-دار صادر، بريوت و دار الشرق عمان-فن السرية: إحسان عباس-9

1996.- )املسلة(يق أو مغامرة نبيل سليمان يف ــة بني النظرية و التطبــالرواي: ز ـــد راكــأمح-10

.1995-1ط–حوار للنشر و التوزيع ـــدار الحممد ديب،جنيب (الرواية االنسيابية وتأثريها عند الروائيني العرب : أمحد سيد حممد-11

.1989-دط-املؤسسة الوطنية للكتاب-)حمفوظاملكتبة -)قراءات يف القصة القصرية(احلساسية اجلديدة: أمحد موسى اخلطيب-12

.2008- 1ط-األردن- الوطنية، جامعة البرتادار اآلداب، -)مقاالت يف الظاهرة القصصية(ية اجلديدة احلساس: إدوار اخلراط-13

.1993- 1ط- بريوت- دار شرقيات- )مقاالت يف الظاهرة القصصية(الكتابة عرب النوعية : خراطإدوارد -14

.1994ط روايات حيدر حيدر (األصالة و التغريب يف الرواية العربية : أمساء أمحد معيكل-15

-1ط-األردن- احلديث، اربدعامل الكتب-)دراسة تطبيقية-منوذجا.2011/ه1432

دار احلوار -نظرية التوصيل يف اخلطاب الروائي العريب املعاصر: أمساء معيكل-16.2010-1ط- للنشر و التوزيع، سوريا

دراسة بنيوية (تقنيات السرد يف رواية جنيب حمفوظ القاهرة اجلديدة : آسيا قرين-17.2015-التوزيعدار األمل للطباعة و النشر و - )تطبيقية

مكتبة البحث

283

دراسة يف مناذج (السرية الذاتية النسائية يف األدب العريب املعاصر :أمل التمييمي -18.2005-1ط-الدار البيضاء–املركز الثقايف العريب -)خمتارة

ات ــــاملؤسسة العربية للدراس-ة و التطبيقـــــتقنيات السرد يف النظري: آمنة يوسف-19.2015-2ط- بريوت،و النشر

دار الثقافة، - دراسة نقدية تارخيية يف عيون الشعر اجلاهلي: العرب: بدوي طبانة-20.1984- بريوت

.2001- 1ط-وزارة الثقافة، إربد، األردن-سيمياء العنوان: بسام قطوس-21اث ــــحــألبـــون لــن-دديـــعــــاز الــــجـــــات اإلعـــينـــف من بــاملقتط: جرارنــهاد امـــبس -22

.م2015/ه1436-3ط- و الدراسات القرآنية، البرية، فلسطنيية ـاملغارب-اريبــاالت السرد الروائي املغـــارحتب وــــالتجري: بوشوشة بن مجعة-23

.2003، 1و اإلشهار، تونس، طرــة و النشــــاعــللطبعامة اهليئة املصرية ال- جملة فصول-املونودراما و فصاحة اجلسد: بياتلي قاسم-24

.2008صيف /ربيع-73العدد-للكتاب.1984-2ط-بريوت-دار العلم للماليني-املعجم األديب: جبور عبد النور-25تفسري اجلالليــن و معـــه خمتصر يف : جالل الدين املــحلي و جــالل الدين السيوطـــــي-26

-نصورموفق الشيخ و موفق م: اعتىن به-أسبــــاب النـــزول و فضائل القرآن.م2013/ه1434-1ط-سوريا- مؤسسة الرسالة ناشرون، دمشق

- )سؤال املرجع يف روايات أمحد التوفيق(الكتابة و النص الغائب : قاسيميجلول -27.2015-دط- أفريقيا الشرق

- مقاربة أسلوبية لرواية جبل العلم ألمحد املخلويف: أسلوبية الرواية: مجيل محداوي-28.2016-1ط-صحيفة املثقف

مكتبة البحث

284

بة ــدار قتي-؟...ريةـــدرية أم لوثة بشــية قــضارات حتمــدام احلـــص: اشـــحسن الب-29.م2005/ ه1426-2ط-ر و التوزيعـــنشــو الةــللطباع

-)قراءات من منظور التحليل النفسي(الرواية و التحليل النصي : حسن املودن-30- 1ط–األمان الرباط الدار العربية للعلوم ناشرون و منشورات االختالف و دار

.2009/ه1430املركز الثقايف - )الشخصية-الزمن-الفضاء(بنية الشكل الروائي : حسن حبراوي-31

.2009-2ط-)املغرب(العريب، الدار البيضاء-)حبث يف مناذج خمتارة(تداخل النصوص يف الرواية العربية : حسن حممد محاد-32

.1997-دط-ابع اهليئة املصرية العامة للكتابمط.2008-دط-)قراءات يف نقد النقد(مقاربة الرواية : حسني املناصرة -33الدار العربية للعلوم، -العجائيب يف األدب من منظور شعرية السرد: حسني عالم-34

.م2010/ه1431-1ط-ناشرون و منشورات االختالف، بريوتا: محد عجينة-35 حممد علي احلامي العربية -أساطري العرب عن اجلاهلية و دالال

لد -1994-1ط- للنشر و التوزيع، تونس و دار الفارايب ، بريوت .2و1ا- "تغيري عاداتنا يف قراءة النص األديب" القراءة و توليد الداللة : محيد حلمداين-36

.2007- 2ط-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرباملركز - )تغيري عاداتنا يف قراءة النص األديب(القراءة و توليد الداللة : محيد حلمداين-37

.2007-2ط-املغرب/ الثقايف العريب، الدار البيضاءمن سوسيولوجيا الرواية إىل (النقد الروائي و اإليديولوجيا : محيد حلمداين-38

.1990-1ط-املركز الثقايف العريب-) سوسيولوجيا النص الروائياملركز الثقايف العريب - )منظور النقد األديبمن (بنية النص السردي : محيد حلمداين-39

.1991-1ط-للطباعة و النشر و التوزيع

مكتبة البحث

285

الدار ، منشورات دراسات سال- أسلوبية الرواية مدخل نظري:محيد حلميداين-40.1989-البيضاء

-1ط-منشورات دار اآلداب، بريوت-هواجس يف التجربة الروائية: مينةحنا -411982.

اهليئة - (1990-1960)داخل األنواع يف القصة املصرية القصرية ت: خريي دومة-42.1998-دط-املصرية العامة للكتاب

-إفريقيا الشرق، الدار البيضاء-مقدمات يف نظرية األنواع األدبية: رشيد حيياوي -43.1991-1ط

منشورات االختالف، -الرواية العربية و زمن التكون من منظور سياقي: زهور كرام-44م 2012/ه1433-1ط-بريوتزائر و الدار العربية للعلوم، ناشرون،اجل

دندرة للطباعة -)احلكمة يف حدود الكلمة( املعجم الصويف : سعاد احلكيم-45.1981/ه1401-1ط- و النشر، بريوت

املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء -السرد الروائي و جتربة املعىن: سعيد بن كراد-46.2008-1ط-)املغرب(

املكتبة األدبية ، الدار -" الثوابت واملتغريات" اخلرب يف السرد العريب: سعيد جبار-47.2004- 1ط-ضاءيالب

- املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب-انفتاح النص الروائي: سعيد يقطني-48.2001-2ط

رؤية -)ثمن أجل وعي جديد بالرتا(الرواية و الرتاث السردي: سعيد يقطني-49.2006-1ط-للنشر و التوزيع

-1ط-رؤية للنشر و التوزيع-)مفاهيم و جتليات(السرد العريب : سعيد يقطني-502006.

مكتبة البحث

286

املركز الثقايف -)الشكل و الداللة(السرديات و التحليل السردي : سعيد يقطني-51.2012-1ط- العريب

املركز الثقايف - )الشكل و الداللة(السرديات و التحليل السردي : سعيد يقطني-52.2012-1ط- املغرب- العريب، الدار البضاء

حول التجربة يف اخلطاب الروائي اجلديد (القراءة و التجربة : سعيد يقطني-53.1985-1ط- دار الثقافة، املغرب-)باملغرب

املركز الثقايف العريب، الدار -"مقدمة للسرد العريب"الكالم و اخلرب: سعيد يقطني-54.1997-1ط -البيضاء

- املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء ، املغرب-انفتاح النص الروائي: سعيد يقطني-55.2001-2ط

املركز الثقايف -)البنيات احلكائية يف السرية الشعبية( ال الراوي ق: سعيد يقطني-56.1997-1ط- العريب، الدار البيضاء، املغرب

منشـــورات -)الوجـــود و احلـــدود(اجلديــدة قضايا الـــرواية العربية : سعيد يقطني-57.م2012/ه1433-1ط- االختـــالف، اجلـــزائر و الدار العربية للعلوم، ناشرون

اهليئة املصرية العامة - )حمفوظدراسة مقارنة لثالثية جنيب(بناء الرواية : سيزا قاسم-58.1984- للكتاب، القاهرة

الشركة املصرية العاملية للنشر، لوجنمان، -ةأدب السرية الذاتي: زشرف عبد العزي-59.1992-مصر

منشورات - من فلسفات التأويل إىل نظريات القراءة: د الكرميعبشريف -60.2007-1ط- االختالف، و الدار العربية للعلوم، بريوت

جلس الوطين للثقافة ــامل-جديدةــأمناط الرواية العربية ال: شكري عزيز املاضي-61. 2008- سلسلة عامل املعرفة- الكويت- ونو الفن

مكتبة البحث

287

دار احلداثة للطباعة و النشر و التوزيع، - يف نظرية األدب: شكري عزيز املاضي-62.1982-1ط- بريوت

لس األعلى للثقافة- اية العربية املعاصرةسرديات الرو : صالح صاحل-63 - دط-ا2003.

العلمية للنشر و التوزيع، دار اليازوري- مداخل يف النقد األديب: طراد الكبيسي-64.2009- الطبعة العربية- عمان، األردن

دار اآلداب، - مجالية السرد يف الرواية العرفانية: عبد اإلله بن عرفة و آخرون-65.2014-1ط-بريوت، لبنان

مفاتيح مجالية للسرد العرفاين ضمن مجالية السرد يف الرواية : بن عرفةعبد اإلله-66. 2014-1ط-دار اآلداب، بريوت-كتاب مجاعي-العرفانية

لن (رشيد ميموين منوذجا ة السردية يف اإلبداع الروائي،البني: عبد اجلليل مرتاض-67.دت-دط- دار الغرب للنشر و التوزيع-)يكون الربيع إال أمجل

النص الشعري العريب املعاصر من حضور الوهم إىل بالغة : - بوردمياحلفيظعبد -68.1ط- لنشر و االتصال، اجلزائردار البشائر ل- الشهود

سعيد : تقدمي-)جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : عبد احلق بلعابد-69.1429/2008-1ط-الدار العربية للعلوم و منشورات االختالف-يقطني

- بيسان للنشر و التوزيع و اإلعالم-)رواية(سابع أيام اخللق: عبد اخلالق الركايب-70.بريوت

وكالة املطبوعات، - )أبو يزيد البسطامي(شطحات الصوفية : ن بدويعبد الرمح-71.1ج- دت- دط- الكويت

شركة - أمحد الزعيب: اعتناء و دراسة-املقدمة: عبد الرمحن بن حممد بن خلدون-72.دط، دت-دار اهلدى للطباعة و النشر و التوزيع، اجلزائر

مكتبة البحث

288

مقدمات النقد العريب دراسة يف (مدخل إىل عتبات النص : عبد الرزاق بالل-73.2000-دط-أفريقيا الشرق-إدريس نقوري: تقدمي-)القدمي

سلسلة -عامل املعرفة-)من البنيوية إىل التفكيك(املرايا احملدبة : عبد العزيز محودة-74لس الوطين للثقافة و الفنون و اآلداب، الكويت - كتب ثقافية شهرية يصدرها ا

.1998ه، أبريل 1418ذو احلجة - دطمنشورات الرابطة، الدار -)البنية و الداللة(عتبات النص : د الفتاح احلجمريعب-75

.1996- 1ط-البيضاءدار -"دراسات بنيوية يف األدب العريب"األدب و الغرابة : عبد الفتاح كيليطو-76

.2006-3ط-توبقال للنشر، املغربأفريقيا الشرق، -)غربالسرية الذاتية يف امل(الكتابة و الوجود : عبد القادر الشاوي-77

.2000-دط- الدار البيضاءتفكيك اخلطاب االستعماري و إعادة (السردية العربية احلديثة: عبد اهللا إبراهيم-78

.2003- 1ط-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب-)تفسري النشأةالتوزيع، املدينة دار األمل للطباعة و النشر و -زحام اخلطابات: عبد اهللا العشي-79

.2005-اجلديدة، تيزي وزوجممع -"األدب تنقية للذاكرة و أنسنة للتاريخ" راهيم نصر اهللا إب-عبد اهللا برميي-80

- موسوعة أحباث و دراسات يف األدب الفلسطيين احلديث-القامسي للغة العربية.4ج-تاينــإعداد ياسني ك

روايات إدواراخلراط (الرواية العربية احلساسية اجلديدة يف: عبد املالك أشهبون-81الدار العربية للعلوم، ناشرون و منشورات االختالف و دار األمان، - )منوذجا.ه1431/ 2010-1ط-الرباط

مكتبة البحث

289

ديوان املطبوعات - النص األديب من أين؟ و إىل أين؟: عبد امللك مرتاض-82.1983-اجلامعية، اجلزائر

-عامل املعرفة –" حبث يف تقنيات السرد " ية يف نظرية الروا: عبد امللك مرتاض-83.1998–دط

.1979-1ط-دار املاليني-املعجم األديب: د النور جبورعب-841978دار النهضة العربية، بريوت، -من فنون األدب املسرحية: عبدالقادر القط-85دار احلداثية، - بناء الشخصية الرئيسة يف الروايات لنجيب حمفوظ: عثمان بدري-86

.1986-1ط- بريوت.دت-عيون املقاالت،الدار البيضاءمنشورات -شعرية تودوروف: يلودمعثماين-87دار -)اعليــــكبويت تفـــحنو منهج عن(اص املقارن ــعلم التن: رة ـــن املناصـــز الديـــع-88

.ه1427/م2006-1ط-األردن-عمان -ر و التوزيعــجدالوي للنشــمربة منهجية يف إنتاج املعىن مقا(الفيلم بني اللغة و النص :عالء عبد العزيز السيد-89

.دت-دط- وزارة الثقافة و املؤسسة العامة للسينما -)الداللة السينمائيةو الرهان على منجزات الرواية (التجريب يف الرواية املغاربية : عمري بن هاشم-90

.2015- دط-دار األمان، الرباط-)العامليةبة دار مكت-قضايا النقد العريب قدميها و حديثها: غطاشة داود، راضي حسني-91

.1991-2ط-و التوزيع، عمان الثقافة للنشر ة ـؤسســــامل- )ةـــالقاته السرديـــــتقنياته و ع( وار القصصيــــاحل: فاتح عبد السالم-92

.1999- 1ط-ات و النشر، بريوتـــــدراســـية للــــالعربؤون ـدار الش–) اجلوهر احلواري للخطاب األديب(الصوت اآلخر : فاضل ثامر-93

.1992–1ط-الثقافية العامة، العراق

مكتبة البحث

290

-املؤسسة العربية للناشرين املتحدين-معجم املصطلحات األدبية: حي إبراهيمفت-94.1988-1ط- اجلمهورية التونسية

ليات دراسة يف الفاعليات النصية و آ(التجربة الروائية املغاربية: فتحي بوخالفة-95.2010/ه1431-1ط- لبنان- عامل الكتب احلديث، إربد-)القراءة

الدار العربية للعلوم، ناشرون و منشورات - يف الرواية العربية اجلديدة: فخري صاحل-96.2009/ه1430-1ط- االختالف

إفريقيا -)دراسات يف السرد الروائي و القصصي(احلكاية و املتخيل : فريد الزاهي-97.1991-دط- الشرق

حبث يف أشكال تأصيل الرواية العربية ( شعرية الرواية العربية : زي الزمريلفو -98ا - دط-سوريةمؤسسة القدموس الثقافية، خطوات للنشر و التوزيع،- )و دالال

2007.املركز الثقايف -)نظرية الرواية و الرواية العربية(الرواية و تأويل التاريخ : فيصل دراج-99

.2004-1ط- املغرب-البيضاءالعريب، الدار حممد لطفي : تقدمي-ضمن البياناتموت الكورس، :و أمني صاحلقاسم حداد-100

.1995- تونس-السيد، سراس للنشرقسم -املوسوعة الفلسطينية-املذكرات و السري الذاتية الفلسطينية: قامسية خرييه-101

لد الثالث- بريوت -الدراسات .1990- 1ط-ادالوي- ركة السرد و مناخاتهح: كمال الرياحي-102 للنشر و التوزيع، مطبعة ا

.2005طبعة - عمان، األردنبة ــمكت-عريب، اجنليزي ، فرنسي- معجم مصطلحات نقد الرواية: لطيف زيتوين-103

.2002- 1ط–و دار النهار للنشر لبنان، ناشرون

مكتبة البحث

291

-األدبمعجم املصطلحات العربية يف اللغة و : دي وهبة و كامل املهندسجم-104.1984-2ط-مكتبة لبنان، بريوت

- عباس عبد الساتر: شرح و حتقيق-عيار الشعر: حممد أمحد بن طباطبا العلوي-105.2005/ه1426-2ط-دار الكتب العلمية، بريوت-نعيم زرزور: مراجعة

-سوريا-دار احلوار للنشر و التوزيع، الالذقية- الرواية احلديثة: حممد الباردي-106.1993-1ط

- 1900(الفن القصصي و املسرحي يف املغرب العريب : مد الصادق عفيفيحم-107.1971-1ط- دار الفكر-)1965

-الكتاب األول-اجلزء األول-تفسري التحرير و التنوير: حممد الطاهر بن عاشور-108.1984- دط- الدار التونسية للنشر، تونس

منشورات كلية -)العربيةدراسة يف السردية(اخلرب يف األدب العريب: حممد القاضي-109.م1998/ه1419- 1ط-اآلداب منوبة و دار الغرب اإلسالمي بريوت

املركز - )خبصوص احلداثة العربية يف الشعر و الثقافة(السؤال حداثة :حممد بنيس-110.1998-2ط-الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب

جممع القامسي للغة -)السرد النرجسيمرايا (امليتاقص يف الرواية العربية : حممد محد-111ا، أكادميية القاس .2011-1ط-، باقة الغربية)ج م(ميـالعربية و آدا

ا: دحممد داو -112 ا و حتوال دار ابن -)مقاربة سوسيو نقدية(الرواية اجلديدة بنيا.2013-1ط-الندمي للنشر و التوزيع و دار الروافد الثقافية، ناشرون

-أفريقيا الشرق - واية العربية أو أزمة احلوار يف الثقافة العربيةالر : حممد سويريت-113.2015- دط

عبد الرمحان الربيعي (ة ــرار الكتابة اإلبداعيـــأس: رون ـــيد و آخــر عبـــحمد صابــم-114.2008- 1ط-األردن-إربد- ، عامل الكتب احلديث)و النص املتعدد

مكتبة البحث

292

دراسة ( مجاليات التشكيل الروائي : البيايتسوسن هادي جعفر حممد صابر عبيد و -115- دار احلوار للنشر و التوزيع، الالذقية، سوريا-)يف امللحمة الروائية مدارات الشرق

.2008-1طدار احلوار -)يف متظهرات الشكل السردي(تأويل متاهة احلكي : حممد صابر عبيد-116

.2007-1ط-للنشر و التوزيع، سوريا منشورات احتاد كتاب العرب، - )دراسة(اخلطاب الروائيشعرية: حممد عزام -117

.2005-دط- دمشق-دور األدب املقارن يف توجيه دراسات األدب العريب املعاصر: حممد غنيمي هالل-118

.دت- دط- ضة مصر للطباعة و النشر و التوزيعامة اهليئة املصرية الع-العنوان و سيميوطيقا االتصال األديب: مد فكري اجلزارحم-119

.1991-دط-للكتاب. 2004- 1ط-دار الثقافة للنشر و التوزيع-املرأة و السرد: حممد معتصم-120املركز الثقايف العريب،–) إسرتاتيجية التناص(حتليل اخلطاب الشعري : حممد مفتاح -121

.1992- 3ط- الدار البيضاء- )االشريف الرضى أمنوذج(اخلطاب الشعري األسلوبية و: حممود أمحد طويل-122

.2006- دط-اهليئة املصرية العامة للكتاب-سلسلة كتابات نقديةاهليئة املصرية العامة للتأليف -تأمالت يف عامل جنيب حمفوظ: حممود أمني العامل-123

.1970-و النشرتصدير -عثمان حيىي: ميحتقيق و تقد-حمي الدين بن عريب الفتوحات املكية-124

- 2ط- اهليئة املصرية العامة للكتاب-مدكورإبراهيم : و مراجعة.السفر األول-م1988/ه1405

مكتبة البحث

293

اخليال عامل الربزخ و املثال من كالم الشيخ األكرب حمي الدين : الدين بن عريبحمي -125-2ط-مطبعة نضر- حممود حممود الغراب: مجع و تأليف-بن العريب

.م1984/ه1404دار الكتاب، - العالء عفيفيأبو : تعليق- فصوص احلكم: حمي الدين بن عريب-126

.1ج-دت-دط-بريوت، لبناناملؤسسة العربية -البنية و الداللة يف روايات إبراهيم نصر اهللا: مرشد أمحد-127

.2005-1ط-للدراسات و النشر، بريوتمكتبة لبنان، –) قاموس مطول للغة العربية(حميط احمليط : املعلم بطرس البستاين-128

.1987-طبعة جديدة–بريوت -2ط-دار الشروق للطباعة و النشر-املرأة يف الرواية اجلزائرية: مفقودة صاحل-129

2009.دار توبقال للنشر، الدار -اخلطاب املوازي للقصيدة العربية املعاصرة: منصر نبيل-130

.2007- 1ط-البيضاء، املغربة مكتب- الرموز و التيجان املقدسة لآلهلة و امللوك يف مصر القدمية: مهاب درويش-131

.دت-دط- اإلسكندرية، صفحة مصرياتمانع بن : إشراف-املوسوعة امليسرة يف األديان و املذاهب و األحزاب املعاصرة-132

.2ج-ه1418-3ط- دار الندوة العاملية، الرياض-محاد اجلهينإضاءة ألكثر من سبعني تيارا - دليل الناقد األديب: ميجان الرويلي و سعد البازعي-133

-4ط- املغرب-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء-عاصراو مصطلحا نقديا م2004.

دار الكرمل للنشر -اهلدية اليت مل تصل بعدناجي العلي : ناجي العلي و آخرون-134.1997-دط-و التوزيع، عمان

مكتبة البحث

294

. 2006- 3ط-دار احلوار، الالذقية، سوريا-فتنة السرد و النقد-نبيل سليمان-135قضايا يف الرواية األردنية و دراسات يف خطاب األستاذ :و آخروننضال الشمايل-136

-املؤسسة العربية للدراسات و النشر، لبنان- الدكتور نبيل حداد يف نقد الرواية.2012طبعة

يف مستويات اخلطاب يف الرواية التارخيية حبث (الرواية و التاريخ : نضال الشمايل-137.2006-1ط - عامل الكتب احلديث، األردن-)العربية

منشورات : نضال الصاحل، النزوع األسطوري يف الرواية العربية املعاصرة، دمشق-138.2001، )دط(احتاد كتاب العرب،

جسد ـــرأة و الــــاب املــــة النسوية العربية يف خطـــــر يف الروايــــــــاآلخ: دات ــــهال مهيـــن-139.2008-1ط–العاملي عامل الكتب احلديث و جدارا للكتاب–و الثقافة

مكتبة النهضة املصرية، - الرتمجة الذاتية يف األدب العريب احلديث: حيىي عبد الدامي-140.1974- 1ط-القاهرة

-3ط-دار الفارايب-تقنيات السرد الروائي يف ضوء املنهج البنيوي: ىن العيدمي-1412010.

- 1ط-تبريو - منشورات دار اآلفاق اجلديدة- يف معرفة النص: ىن العيدمي-1421983.:المترجمةالمراجع-

- 1ط- دار سعاد الصباح-جابر عصفور: ترمجة- عصر البنيوية: إديث كريزويل-11993.

-مكتبة األجنلو املصرية-إبراهيم محادة: ترمجة و تقدمي و تعليق-فن الشعر: أرسطو-2.دت- دط

مكتبة البحث

295

-إبراهيم املنيف حصة :ترمجة -مقدمة تارخيية و نقدية-الرواية العربية :آلن روجر-3لس األعلى للثقافة .1997-دط- ا

شر و ــوار للنــــدار احل- ليـــن بوعـــبد الرمحــع: ةـــمـــترج-وحــــمفتـاألثر ال: وـــأمربتو إيك-4.2001-2ط-التوزيع، الالذقية، سوريا

سعيد : ترمجة و تقدمي-)نصوص حول جتربة خاصة(آليات الكتابة السردية : أمربتو إيكو-5.2009-1ط-سوريا-دار احلوار للنشر و التوزيع، الالذقية-بنكراد

املشروع القومي للرتمجة، - أمحد درويش: ترمجة-فن الرتاجم و السري الذاتية: دريه مورواأن-6لس األعلى للثقافة، القاهرة .1999-دط- ا

و ترمجة -داالتصوف و التفكيك درس مقارن بني ابن عريب و دري: أيان أملوند-7-1ط-املركز القومي للرتمجة، القاهرة-جابر عصفور: إشراف-حسام نايل: تقدمي

2011.–حسان بورقية-حممد برادة: ترمجة-)أحباث التأويل(من النص إىل الفعل: بول ريكور-8

.2001–1ط-عني للدراسات و البحوث اإلنسانية و االجتماعية - عبد الوهاب الوكيل: مراجعة-سالفة حجاوي: ترمجة-النقد؟ما هو : بول هرينادي-9

.1989-1ط-دار الشؤون الثقافية العامة، بغداددار توبقال - ترمجة عبد الكبري الشرقاوي–مدخل إىل نظريات الرواية : بيري شارتييه -10

.2001- 1ط- املغرب-للنشر،الدار البيضاء-لعالمة يف فينومينولوجيا هوسرلالصوت و الظاهرة مدخل إىل مسألة ا: جاك دريدا-11

.2005-1ط-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب-فتحي إنقزو: ترمجةاإلرشاد منشورات وزارة الثقافة و -اجلهيمصياح :تر- قضايا الرواية احلديثة: جان ريكاردو-12

.دط-1977-القومي، دمشق

مكتبة البحث

296

- احتاد الكتاب العرب-غسان السيد:ترمجة - ما اجلنس األديب؟: جان ماري شيفري-13.دت- دط

-أفريقيا الشرق، املغرب- عبد الرحيم حزل: ترمجة- الفضاء الروائي: و آخروننيتج-14.2002- دط

دار توبقال -مراجعة عبد اجلليل ناظم-فريد الزاهي: ترمجة-علم النص: كريستيفاجوليا -15.1997-2ط- للنشر، الدار البيضاء، املغرب

دار الشؤون الثقافية -عبد الرمحن أيوب: ترمجة-مدخل جلامع النص: نيتجريار ج-16.دت–دط –العامة، بغداد و دار توبقال للنشر

لس -حممد معتصم وآخرون:ترمجة-)حبث يف املنهج(خطاب احلكاية : جريار جينيت-17 ا.1997-2ط- األعلى للثقافة

بريوت، -منشورات عويدات-ج ساملجور : ترمجة - تاريخ الرواية احلديثة: ألبرييس. م.ر-18.1967-1ط-لبنان

دار املريخ للنشر، - عادل سالمة: تعريب-نظرية األدب: رنيه وليك، أوسنت وآرن-19.1992/ه1412- دط-اململكة العربية السعودية

دار نينوى -قــــاسم املقــداد/ د: تــــر- )أساطري احليـــاة اليومية(أسطوريـــات : روالن بارث-20.2012/1433-دط- للدراسات و النشر و التوزيع، سوريا

دار توبقال للنشر، -عبد السالم بن عبد العايل: ترمجة-درس السيميولوجيا: روالن بارث-21.1986-1ط-الدار البيضاء،املغرب

مركز اإلمناء -منذر عياشي: ترمجة- مدخل إىل التحليل البنيوي للقصص: روالن بارث-22.1993- 1ط- الرتمجة و النشراحلضاري للدراسة و

لس الوطين للثقافة والفنون و -حممد عصفور: ترمجة مفاهيم نقدية، : رينيه ويليك -23 ا.1987- دط–، الكويتاآلداب

مكتبة البحث

297

الشركة املغربية -خلطيبإبراهيم ا: تر-نظرية املنهج الشكلي: الشكالنيون الروس-24.1982-بعة العربية األوىلطال-، بريوتمؤسسة األحباث العربيةلناشرين املتحدين و ل

دار -ترمجة الصديق بوعالم- مدخل إىل األدب العجائيب: ودوروفطانيطزفط-25.1993-1ط- الكالم، الرباط

، دراسة يف نظرية األنواع األدبية )القصة الرواية املؤلف: (و آخرونودوروفطانيطزفط-26-الطبعة العربية األوىل-دار شرقيات للنشر و التوزيع - خريي دومة: مةــترج-معاصرةـــال

1997.دار توبقال -سالمةبنو رجاءشكري املبخوت: ترمجة-الشعرية: ودوروفطانيطزفط-27

.1990-2ط- ، املغربالبيضاءللنشر،الدار- احلسني سحبان و فؤاد صفا: ترمجة–مقوالت السرد األديب : ودوروفطانيطزفط-28

موعة من املؤلفني: ضمن كتاب منشورات احتاد كتاب املغرب، -طرائق التحليل السردي .1992-1ط-الرباط

املؤسسة -فخري صاحل: ترمجة-ميخائيل باختني املبدأ احلواري: ودوروفطانيطزفط-29.1996-2الطبعة العربية -العربية للدراسات و النشر، بريوت

دار احلقيقة، -ترمجة عيتاين حممد-األيديولوجية العربية املعاصرة: عبد اهللا العروي-30.1970- بريوت

املؤسسة اجلامعية للدراسات و - غالب هلسا: ترمجة- مجاليات املكان: غاستون باشالر-31.1984-2ط- النشر

منشورات -ترمجة فريد أنطونيوس-املذاهب األدبية الكربى يف فرنسا: فليب فان تيغم-32.1983- 3ط-باريس- ريوتعويدات، ب

- عمر حلي: ترمجة و تقدمي–) امليثاق و التاريخ األديب(السرية الذاتية : فيليب لوجون -33.1994- 1ط-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء

مكتبة البحث

298

- ترمجة عبد العزيز شبيل-كارل فيتور، روبرت شولس و آخرون نظرية األجناس األدبية -34.1994-دي األديب الثقايف جبدة، املغربالنا- محادي محود: مراجعة

ة ــدار اهلداي-اس حممودــــعب: ترمجة–الم ــــجديد التفكري الديين يف اإلســت: الــحمد إقبـم-35.م2000/ه1421-2ط-النشر و التوزيعللطبـــــاعة و

–دار الفكر للدراسات –ترمجة حممد برادة –اخلطاب الروائي : ميخائيل باختني -36.1987–1ط–اهرة الق

مؤسسة -إبراهيم اخلطيب: تر-نصوص الشكالنيني الروس: رية املنهج الشكلينظ-37.1982-1ط- األحباث العربية

لس الوطين للثقاف- نا عز الدينــحسن الب: تر-الشفاهيــة و الكتابية: أونج.ج.والـــرت-38 ة ــــا.1994-182سلسلة عامل املعرفة - نون و اآلدابــو الف

املركز -سعيد الغامني: ترمجة و تقدمي- فلسفة بول ريكور: الوجود و الزمان و السرد-39.1999- 1ط-الدار البيضاء-الثقايف العريب

:الجامعيةالرسائل-ث حب–يف الرواية العربية املعاصرة بداية النص الروائي : هراينبن سعيد العدواين الز أمحد -1

-جامعة أم القرى، اململكة العربية السعودية-األدبمقدم لنيل درجة الدكتوراه يف .م2008/ه1429

-)دراسة يف كتاب أخبار الزمن للمسعودي( سردية اخلرب العجائيب : أمحد قاسم محيد-2ا قسم -كلية الرتبية-جامعة البصرة-رسالة لنيل درجة املاجستري يف اللغة العربية و آدا

.ه1432/م2011- اللغة العربيةأطروحة -)مقاربة موضوعاتية حتليلية(العجائبية يف الرواية العربية املعاصرة : بن نواراء -3

-جامعة احلاج خلضر باتنة-مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم يف األدب العريب احلديث.2012/2013: السنة اجلامعية-كلية اآلداب و اللغات

مكتبة البحث

299

دراسة نقدية (أدب توفيق احلكيمرواية السرية الذاتية يف : سامر صدقي حممد موسى-4ا-)حتليلية جامعة النجاح الوطنية، كلية -رسالة ماجستري يف اللغة العربية و آدا

. 2010- الدراسات العليا نابلس، فلسطني-إشكالية تشيؤ اإلنسان يف احلداثة الغربية من منظور عبد الوهاب املسريي: صباح قارة -5

.ه1433/م2012-اجلزائر-عباس سطيفجامعة فرحات -ماجستريمذكرة مذكرة لنيل -حملمد ديب" سيمرغ"جدل احلداثة و ما بعد احلداثة يف نص : عزيز نعمان-6

كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية، قسم األدب العريب، جامعة تيزي -شهادة املاجستري27/01/2009- وزو

أطروحة -أوائل السوراحلروف املقطعة يف : فضل عباس صاحل عبد اللطيف أبو عيسى-7.2003-جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطني–ماجستري

مذكرة -)أمنوذجارواية السمك ال يبايل إلنعام بيوض(مجالية الرواية السريية : غيرتيكرمية-8ة اآلداب ــــيــلـــــد، كـــقايـــــة أيب بكر بلـــــامعــج-بإشراف الدكتــــور حمــمد بلقــــاسماجستريــــم

.2012/2013-ه 1434/ ه1433: السنة اجلامعية -تلمسان- و اللغاترسالة لنيل الدكتوراه باجلامعة -األساطري العربية قبل اإلسالم: حممد عبد املعيد خان-9

.دط-1937-الرتمجة و النشرومطبعة جلنة التأليف -املصريةطاب الروائي العريب يف فلسطني من تقانات السرد يف اخل: وئام رشيد عبد احلميد ديب-10

كلية اآلداب، قسم -اجلامعة اإلسالمية، غزة- رسالة ماجستري - 2006-1994عام .ه2010/1431- اللغة العربية

: المقاالت-لغتها، مرايا الفراشة و نارها، قراءة يف القصيدة اخلليجية احلديثة،: إبراهيم أبو طالب-1

لد الرابع -جملة عجمان للدراسات و البحوث-الفنوننفتاحها على األجناس و ا و ا.م2015/ه1437العدد الثاين، -عشر

مكتبة البحث

300

اجلمعة -جريدة الرأي األردنية-مسرية عوض: حاوره- شرفة اهلذيان: إبراهيم نصر اهللا-2.2005أيلول 23

-يتكتابة روائية يف مرآة التخييل الذا-)حلسونة املصباحي(رماد احلياة : أمحد املديين -3العدد -السنة احلادية و العشرون- ه1430رمضان / سبتمرب-جريدة القدس العريب

6303.هل هي تفاعل يف مستوى النص أم تفاعل يف مستوى : احلوارية يف الرواية(مقال : أمحد الناوي بدري-4

-2014أفريل 11/12/13ندوة سؤال الرواية سؤال التعدد املنعقدة بتونس أيام - )اخلطاب؟04/05/2014: لنشرتاريخ ا

قراءة يف رواية احلب حتت (البنية احملتجبة و إنتاج الداللة املغايرة : أمحد رشيد وهاب الددة-5-جملة مركز بابل للدراسات اإلنسانية، كلية الرتبية للعلوم اإلنسانية، جامعة بابل-)املطرلد .01العدد- 04ا

ة املركز ــجدلي(ة ــــة يف الرواية اجلزائرية باللغة الفرنسيــــورة التحريريــصورة الث: ريـــان العامـــــإمي-620جامعة -2015-10العدد- جملة البحوث و الدراسات اإلنسانية-)و اهلامش

.، سكيكدة1955أوت العدد - ديب،جريدة األسبوع األديب- و الروايةالقصةاحلساسية اجلديدة يف : أمين احلسن-7

.29/12/2012: ه املوافق ل1434صفر 1325-16ملف حبثي : جملة مفكــــــــرون- التصديـــق و التخييــــل يف القول التارخيي: توفيق فائــز-8

.17/12/2014- العدد الثالث- مؤمنون بال حدود-)التاريــــخ و احلقيقة(جملة -)مناذج خمتارة(ة العربية املعاصرة احملمول الثقايف الغريب يف الرواي: مجال مباركي-9

العدد -قراءات، خمرب وحدة التكوين و البحث يف نظريات القراءة و مناهجها، .جامعة بسكرة-2013-اخلامس

مكتبة البحث

301

-قسم األدب العريب-جملد العلوم اإلنسانية-الشخصية يف القصة: يسمونقمجيلة -10.2000-13العدد- جامعة منتوري، قسنطينة، اجلزائر

دورية -حملمود املسعدي...يف أدبية املكان يف رواية حدث أبو هريرة قال: حامت الساملي-11العدد -دار األمل للطباعة والنشر و التوزيع-تيزي وزو-جامعة مولود معمري-اخلطاب .2009- جوان-اخلامس

–ملصرية جملة فصول ا–البوح و الرتميز القهري –السرية الذاتية النسوية : حامت الصكر -12.2003-15العدد- اهليئة املصرية العامة للكتاب

خمرب - جملة قراءات-)قراءة يف نص شعري(تبات النص و املسكوت عنه ع: حافظ املغريب-13-03العدد-، جامعة بسكرةوحدة التكوين و البحث يف نظريات القراءة و مناهجها

2011 .: ودة يف ـــــــــــدراسة موج-ام الرماد ـــــة أيـــــالذايت يف رواياس ــــعكـــة االنـــبني: ان ـــحسن سرح-14

مجاعة من -يف نقد التجربة الروائية-التخييل و العامل يف روايات حممد عز الدين التازي" .النقاد و الباحثني

لد - جملة جامعة دمشق-الرواية و التجريب:حسن عليان-15 العدد الثاين - 23ا2007.

جملة - السرقة األدبية و فاعلية القارئ بني النص احلاضر و النص الغائب: قة طاوطاورزي-162010ديسمرب -34العدد-جامعة منتوري، قسنطينة-العلوم اإلنسانية

جملة العلوم اإلنسانية -موتيف االغرتاب يف شعر حيىي السماوي: رسول بالوي و آخرون-17.19ق، العدد-ه-ه1433/م2012–الدولية

-)مالحظات أساسية(راءة يف إشكالية نظرية األجناس األدبيةـــق: جيـــد وديـــرشي-18-2014أكتوبر 04العدد-دورية علمية أكادميية حمكمة- ات اآلداب و اللغاتــــحولي

.جامعة املسيلة

مكتبة البحث

302

جملة القادسية يف-)يف الفكر النقدي العريب(املثاقفة و املثاقفة النقدية : رواء نعاس حممد-19لد-)4- 3(العددان- اآلداب و العلوم الرتبوية .2008، 7ا

- 11العدد - جملة الكرمل-ترمجة إبراهيم اخلطيب–النقد و احلقيقة : روالن بارث-201984.

جملة دراسات يف اللغة العربية -السردي يف الروايةالبنية السردية و اخلطاب: سحر شبيب-21ا .2013صيف –عشر العدد الرابع - فصلية حمكمة-و آدا

قراءة يف أعمال الروائي املصري يوسف –امليتاقص جتريبا روائيا : مسية الشوابكة-22شكاوى املصري " و ثالثية" حيدث يف مصر اآلن"و "احلرب يف بر مصر"القعيد

لد - )العلوم اإلنسانية(جملة جامعة النجاح لألحباث -"الفصيح .2013-)3(27ا.1993- 2ج- جملة فصول-إشكالية التجنيسالرواية و : ربي حافظص-23جملة العلوم اإلنسانية، جامعة -الواقعية يف األدب: الطيب بودربالة و جاب اهللا السعيد-24

.2015فيفري- 07العدد-حممد خيضر، بسكرةجملة عالمات -السرية الذاتية منوذجا–إشكالية النوع و التجنيس : عادل الدرغامي زايد -25

.2008ماي -17مج-65ج -النادي األديب الثقايف جدة، السعودية–- جملة الواحات للبحوث و الدراسات-شعر هدى ميقايتسيمياء العنوان يف:عامر رضا-26

لد .104-89-2014-02العدد- 07االذاكرة املوشومة (التجريب يف اخلطاب الروائي املغريب : العباس عبدوش و راوية حيياوي-27

- دورية اخلطاب) ري اخلطييب و حصان نيتشه لعبد الفتاح كيليطو أمنوذجنيلعبد الكباعة ــــل للطبـــدار األم-تيزي وزو-ود معمريـــجامعة مول- بمنشورات خمرب حتليل اخلطا

.2009جانفي -العدد الرابع-زيعو النشر و التو

مكتبة البحث

303

بتداء يف كتاب اهللا عز أثر اختالف القراءات القرآنية يف الوقف و اال: عبد الرمحن اجلمل-28لد -فلسطنيجملة جامعة النجاح، العلوم اإلنسانية، غزة،-و جل ، )1(18ا2004.

–جملة عالمات –األجناس األدبية األدب العريب و نظرية : عبد السالم صحراوي-29.2004، ديسمرب 1425شوال -14لدا-54ج

واملبدأ احلواري عند باختني، جملة اللغة واألدب، جامعة فلسفة اللغة : عبد القادر بوزيدة -30.2001أفريل - 15اجلزائر،العدد

جملة ( جملة ذوات - قضايا النوع، الكتابة و املتخيل: الرواية العرفانية: عبد اللطيف الوراري-31- مؤسسة مؤمنون بال حدود للدراسات و األحباث، الرباط، املغرب-)ثقافية إلكرتونية

.2015-)10(د العدأبريل -جملة نزوى-لنوع و التهجني السرديإشكالية ا- السرية الروائية: عبد اهللا إبراهيم-32

1998.اهلوية السردية و الذاكرة (التاريخ و احلقيقة لدى بول ريكور: عبد اهللا السيد ولد أباه-33

العدد -مؤمنون بال حدود-)التاريخ و احلقيقة(ملف حبثي : جملة مفكرون- )احلية.17/12/2014-الثالث

: التاريخ-13394العدد - جريدة الرياض- إشكالية النص املفتوح و املغلق: عبد امللك مرتاض-34.2005فرباير24: ـــله املوافق1426حمرم 15:اخلميس

- جريدة صوت األحرار- مع الوزيرة السابقة والسيناتورة األديبة زهور ونيسيحوار : عدة فالحي-35.24/06/2008: يومنشر

حملات (بالد الرافدين و مصر القدمية التوظيف احليواين يف حضاريت: عماد طارق توفيق-36كلية الرتبية - قسم التاريخ-جملة كلية اآلداب- )حضارية من الناحية الفنية و األدبية

.97العدد -جامعة بغداد- للبنات

مكتبة البحث

304

-01السنة - جامعة الكوفة، العراق-الكوفةلة جم-ميتا سرد ما بعد احلداثة:فاضل ثامر-37.2013شتاء -02العدد

مقوالت –النقد العريب القدمي و الوعي بأمهية األجناس األدبية : فاضل عبود التميمي-38-، جامعة ديايل)جملة فصلية حمكمة(جملة العميد -هب الكاتب مثاالو اجلاحظ و ابن

لد الثاين-كلية الرتبية تشرين الثاين / ه1433ذو احلجة - الرابعالعدد الثالث و-ا2012.

جامعة -جملة األكادميي- حتوالت السرد يف روايات ما بعد احلداثة: فاطمة بدر حسني-39.2007- بغداد

البنية السردية يف الرواية التجريبية احلوات (التجريب و النص الروائي: فهيمة زيادي شيبان-40- )أحباث يف اللغة و األدب اجلزائري(ملخربجملة ا- )و القصر للطاهر وطار أمنوذجا

.2010-العدد السادس-اجلزائر-جامعة حممد خيضر، بسكرةيوميات مدرسة حرة و لوجنا و الغول (الشخصية الثورية يف أدب زهور ونيسي : قياس لندة-41

مايو -19العدد -العام الثالث–جملة جيل الدراسات األدبية و الفكرية -)أمنوذجا2016.

احتاد الكتاب -جريدة األسبوع األديب-عدنان حممد: ترمجة-اخليال الذايت: لوران جيين -42.1285:العدد -2012فيفري -العرب، دمشق

منشورات - انفتاح اجلنس األديب و حتوالت الكتابة عند إبراهيم السعدي: مازوين فريزة-43.2013-تيزي وزوخمرب املمارسة اللغوية يف اجلزائر، جامعة مولود معمري،

-قراءة يف طللية الشاب الظريف التلمساين-من املكانية إىل العرفانية: بلحسنيحممد -44.2015-22العدد- جملة اآلداب و اللغات، جامعة تلمسان

جملة جامعة - ودالالت العدولاألعراف(البياض السردي : حممد بن سليمان القويفلي-45.2013/1423)2304(كلية اآلداب،15مالرياضامللك سعود،

مكتبة البحث

305

دراسة تطبيقية يف رواية احلياة هي (امليتاقص و سرد ما بعد احلداثة : حممد حممود اخلزعلي-46جامعة -جملة التواصل يف اللغات و الثقافة و اآلداب-)يف مكان آخر مليالن كونديرا

.29:العدد- 2011ديسمرب -جلزائرباجي خمتار بعنابة، ادراسات : جملة-ة عن ظهور الرواية العربية و تطورهاحمل: حممد هادى مرادى و آخرون-47

.16العدد-1391شتاء -السنة الرابعة-األدب املعاصركلية - حبث مقدم إىل مؤمتر السرديات األول-التناص يف الرواية العربية: مصطفى الضبع-48

.2008مارس 29/31جامعة قناة السويس -اآلداب و العلوم اإلنسانيةمطبوعات -جملة السرديات- زمنية جريار جينيت يف النقد العريب: منصوري مصطفى-49

.2004جانفي -01العدد-جامعة منتوري، قسنطينة و خمرب السرد العريب-الفكريةت األدبية و جملة جيل الدراسا- املبدأ احلواري عند ميخائيل باختني: شرقيمنرية -50

.2014سبتمرب - 3العددرواية براري -األديب بني مصطلح التداخل و الرتاسلالنص : مها حسن يوسف القصراوي-51

دولة اإلمارات -جامعة العني للعلوم و التكنولوجيا-احلمى إلبراهيم نصر اهللا منوذجالد الثامن -)سلسلة الدراسات اإلنسانية(جملة اجلامعة اإلسالمية -العربية املتحدة ا

.2010العدد الثاين، يونيو -عشرجامعة -2008متوز 22/24) تداخل األنواع األدبية(ويل الثاين عشرمؤمتر النقد الد-52

لد-مؤسسة عبد احلميد شومان، عمان-األردن،الريموك، إربد .2ا

مارس - عدد افتتاحي–جملة مقام - الكاتبة زهور ونيسي أول وزيرة يف تاريخ اجلزائر: نساء من املدينة-532015.

-ودـــمادي صم ــح: مــتقدي-حتليل اخلطابمقاالت يف: نور اهلدى باديس و آخرون-54–وحدة البحث يف حتليل اخلطاب - ة اآلداب و الفنون و اإلنسانيات جبامعة منوبةـــكلي

2008.

مكتبة البحث

306

ا : ميينة عجناك-55 قضية املرأة يف كتابات زهور (الكتابة النسائية يف اجلزائر و إشكاليا- 9العدد - املركز اجلامعي غردايةجملة الواحات للبحوث و الدراسات-)ونيسي منوذجا

2010.: المراجع األجنبية-40

1- Bruno Blanckman et autres : le roman français au tournant du XXIesiècle-presses Sorbonne Nouvelle, 2004 -publié avec le concours duCNL- Paris III).

2- Claudine Potvin: L’esthétique du détail dans Nous parlerons commeon écrit - Voix et Images, Volume 14, numéro 1 (39), automne 1988.

3- Genette Gérard : Seuils – coll. Poétique, éd. Seuil, Paris, 1987.4- Jacques Lecarme et Eliane Lecarme Tabone: L’autobiographie –

édition 2- Armand Colin Paris, 1999.5- Jean Philippe Mochon : le bel effet gore. Autopsie d’une collection,

Paris, éd. Fleuve Noir, 1988.6- Juliette Raabe : Légitimités et tabous du roman du roman d’horreur

dans Jacques La Mothe, éd, Actes du colloque « les mauvais genres »-Liège, éd du CLPC ,1992.

7- Marc Gontard : Le roman français postmoderne ( Une écritureturbulente) - https // halshs.archive souvertes.fr / halshs - 00003870Submitted on 16 Mar 2005.

8- Maurice Delcroix et Fernand Hallyn : Introduction aux étudeslittéraires (Méthodes du texte)- Département Duculot Paris,Bruxelles, 1995.

9- Péan Stanley : Horreur et subversité en littérature fantastique dans«Les voies du fantastique québécois» sous la direction de MauriceEmond, Nuit Blanche éditeur, décembre 1990.

10- Philippe Ramette : Le portique Espace d’art contemporain –Dossier pédagogie- 09 Novembre au 22 Décembre 2012.

مكتبة البحث

307

11-Régine Robin : l’auto-théorisation du romancier SergeDoubrovsky-étude française, vol 33, n°01.1997.

12-Roland Barthes et Nadeau Maurice : sur la littérature- pressesuniversitaires de Grenoble, 1980.

13-Roland Barthes : Roland Barthes par Roland Barthes édition duseuil, Paris, 1975.

14-Tzvetan Todorov : Introduction à la littérature fantastique, éd seuil,1970, Paris.

15-Tzvetan Todorov : les genres de discours, éd seuil, Paris, 1978.

: المواقع اإللكترونية-41مقال نشر على املوقع - آفاق التجريب منذ بدايته و ازدهار الرواية العربية: إبراهيم فتحي- 1

.21/12/2010: بتاريخ–www.masress.com:اإللكرتويناملوقع - دة القدس العريبجري-21/03/2015: بتاريخنشر - النسيانمقال : أمحد بيضون- 2

http://www.alquds.co.uk: اإللكرتوين

–شبكة األلوكة - أشكال اخلطاب امليتاسردي يف القصة القصرية باملغرب:مجيل محداوي-3http://www.alukah.net: املوقع اإللكرتوين

دار - 2009يناير 25: مقال منشور بتاريخ-الشعرية من منظور غريب حداثي: محد مصابيح- 4ri.nethttp://www.nashi:ناشري للنشر اإللكرتوين، املوقع اإللكرتوين

: تــــاريخ- 4659العـــــدد- دنـــموقع احلوار املتم-ني شنارــــأم- ة الكابوســــرواي-واريـــــرائد احل-5http://www.ahewar.org: اإللكرتويناملوقع- 11/12/2014

- احلوار املتمدنموقع-املرأة بني الواقع اجلزائري و آفاق الكتابة النسائية هلاصورة : مسراء جبايلي- 6www.alhewar.org: املوقع اإللكرتوين- 19/10/2013: بتاريخ-4250العدد

موقع- )أدب جنال علي منوذجا(الرواية التجريبية و اخلطاب القصصي النسوي : شاهر أمحد نصر-7.14/04/2015: بتاريخ- 1167: العدد- احلوار املتمدن

املوقع - مقال اخلطاب النقدي قاسم حداد و صلته بتجربته الشعرية: عبد اهللا أمحد املهنا - 8www.qhaddad.com:موقع قاسم حداد: اإللكرتوين

مكتبة البحث

308

التخييل و العامل يف : " دراسة موجودة يف - "ضحكة زرقاء" من املتخيل الروائي يف : حممد زهري - 9املوقع –مجاعة من النقاد والباحثني - يف نقد التجربة الروائية- روايات حممد عز الدين التازي

www.mohamedazeddinetazi.com:اإللكرتوين

-اآلداب، جامعة املوصلكلية -فلسفة التفكيك عند دريدا: حممد سامل سعد اهللا-10www.mohamedrabeea.com/books/book:املوقع اإللكرتوين

: مقال منشور باملوقع اإللكرتوين-النص املفتوح و النص املغلق: حممد عبد املطلب-11www.startimes.com/f.aspx؟t=26160967 -20/11/2010: تاريخ.

حبث مقدم لندوة - التجريب الروائي و تشكيل خطاب روائي عريب جديد: حممد عز الدين التازي-12لس األعلى للثقافة، الدورة اخلامسة -الرواية العربية الرواية (مللتقى القاهرة لإلبداع الروائي العريبا

.2010ديسمرب12/15-)العربية إىل أين؟والبحث عن حرية اإلنسان العريب املفقودة يف : شرفة اهلذيان"براهيم نصر اهللا يف إ: نبيه القاسم-13

: املوقع اإللكرتوين- هذا العامل العريب.http://www.nabihalkasem.com/nasrallah2

14- http://www.etudes-litteraires.com.

: رواية احلواميم: مرآة الكتب: فيديو-15

https://www.youtube.com/watch?v=peUD7X8LPNI

فهرس المحتويات

فهرس المحتويات

310

فهرس المحتوياتأ، ب،ج، د، ه:.................................................. مقدمة٭1...............................للألدبتاريخ التصنيف األجناسي : مدخل٭

تحوالت السرد المعاصر و انفتاحه على األنواع األدبية: بـــــاب النظريالـاتها السرديــــــةالرواية مفهــــــــومها و خصوصي: الفصل األول٭25.......................................الروايةمتغيرات تعريف -34.................................................الروايةبداية -36................................اصرةالرواية العربية المعظهور -38..........................................بنية الشكل الروائي-

حساسية الجديدةالرواية العربية من الحساسية التقليدية إلى ال: الفصل الثاني٭55..........................................الحساسية التقليدية-57..........................................الحساسية الجديدة-57.................................مصطلح الحساسية الجديدة-58...................................الجديدةمفهوم الحساسية -58...................................تقنيات الحساسية الجديدة-61...................................تيارات الحساسية الجديدة-63................................الحساسية الجديدة و الحداثة-64.......................................الغربية الجديدةالرواية-66.......................................الرواية العربية الجديدة-68..........................التجريب في الرواية العربية المعاصرة-73..............................................مفهوم التجريب-

فهرس المحتويات

311

75.....................................السمات الفنية للتجريب-فتاح النص الروائيإشكالية التجنيس و ان: الفصل الثالث٭83...........................................إشكالية التــجنيس-88..........................................الكتابة عبر النوعية-93..........................الحديثةالميتاقص في الرواية العربية -99.........................................انفتاح النص الروائي-

ة المعاصرةآليات تداخل األنواع في الرواية العربي: الفصل الرابع٭113..............................تداخل النصوص و التناص-118...................................آليات التفاعل النصي-120.........................تداخل األنواع في الرواية العربية-

121..........................................قبل المتن125.......................................المتن الروائي125..........................السيرة الذاتية-129................ .............األسطورة-129................................المقامة-130.........................القصة القصيرة-130.................................الشعر-134...............................المسرح-135.........................األنواع التراثية-136................................لسينماا-138.................................الرسم-

138...................بول و الرفضنواع بين الق داخل األت-

فهرس المحتويات

312

- دراسة تطبيقية–بنيات تشكيل النص الروائي العربي المعاصر و تجاوزاته النوعية : الــبــاب الثانيمدرسة تعالق أشكال الكتابة عن الذات في رواية من يوميات:الفصل األول٭

حرة لزهور ونيسي143..................................................تمهيد-144...........................نبذة مختصرة عن حياة الكاتبة-146..........................................مضمون الرواية-146.............................بالكتابة أم رؤيا نقدية ؟وعي -148.....................أشكال الكتابة عن الذات في الرواية-

148..................تمثالت السيرة في الرواية-153.............................مغالطة الرواية-162........................يوميات أم مذكرات-

ن اــــذيــــة الهــــة شرفــــة في روايــوعيـــر النــــة عبـــابـــالكت: الفصل الثــــانــي٭راهيم نصر اهللاــإلب

167......................................................تمهيد-167..............................................مضمون الرواية-172...........................................الروايةشخصيات -178.................................................زمن الرواية-178.........................التجاوزات السردية في شرفة الهذيان-

178................................الكتابة المتشظية-184..............................الكتابة عبر النوعية-

185.............................مسرح العبث~

فهرس المحتويات

313

189...............شعرية الرواية أم رواية الشعر~191.....................إقحام الخبر الصحفي~192...........تداخل الرواية مع الفنون البصرية~195......................تطعيم السرد باألغنية~196.................................اليوميات~196...........هيمنة وسائل اإلعالم و االتصال~

تجليات العجائبي في رواية نزيف الحجر إلبراهيم الكوني: الفصل الثالث٭200..................................................... تمهيد-202..............................................الروايةمضمون -201.....................الشخصية الروائية بين الحقيقة و الخيال-204................................................الكرونوثوب-207.................................تمثالت العجائبي في الرواية-

208..........................الرمز الصوفي-211.......................الرمز الميثولوجي-

211..................الرمز الحيواني~214............الطوطمية في الرواية~216............رمزية اسم قابيل آدم~217..............السحر و الشعوذة~

217...........................................الروايةوظائف الفانتاستيكي في -218..............................................التفاعالت النصية في الرواية-226........................................تقاطع األشكال التعبيرية في الرواية-

لعبد اإلله بن عرفةمقامات التجريب في رواية الحواميم : لفصل الرابعا٭

فهرس المحتويات

314

230....................................................................تمهيد-230.......................................................... مضمون الرواية-232.........................................................شخصيات الرواية-236..................................................الزمن السرديالمكان و -240......................................................تعدد الرؤى السردية-242...................................................أنماط السرد في الرواية-245............................................................النصيةالبرازخ -

245..........................الغالف-246.....................جهاز العنونة-248..........................اإلهداء-248....................محتوى البيان-252.................التصدير الشعري-253............حساب الجململحق -

253.............................. ................................الزخرفة النصية-253.................الرواية التاريخية-257................ الرواية العرفانية-262........................المناظرة-264..................الخطبة الدينية-265..............الترجمة الشخصية-265..........................القصة-265......................المسرحية-266.........................الحوار-

فهرس المحتويات

315

266.........................األغنية-267..........................الشعر-267...........الخطاب االستعماري-

269.......................................................الروايةسبل المثاقفة في -270................المثاقفة الحوارية-272...............المثاقفة الصدامية-273............المثاقفة االستئصالية-

276.............................................................خاتمة٭280......................................................البحثمكتبة ٭310..................................................فهرس المحتويات٭

Abstract :

This thesis attempts to answer a hotly debated topic in literature : thequestion of contemporary arabic writing novelist influenced by theexperimental current wich upset the theory of literary genders anddestroyed the boundaries between forms of literary expression. Thencharacterized by hybridization, the new Arabic novel create a question ofthe literary gender problem. So, how can we classify contemporarynarrative writings ? And how long will they be defined under the conceptof the novel ?

Key words : New Arabic novel, Literary kinds, Hybridization, Gender

Résumé:

Cette thèse tente de répondre à un sujet âprement débattu enlittérature ; celui de la question de l’écriture romanesque arabecontemporaine influencée par le courant expérimental qui a bouleversé lathéorie des genres littéraires et détruit les bornes entre les formesd’expressions littéraires .Alors en se caractérisant par l’hybridation, lenouveau roman arabe contribue à remettre en cause le problème degénéricité littéraire. Donc, comment peut-on classifier les écrituresnarratives contemporaines ? Et jusqu'à quand seront-elles définies sous lanotion du roman ?

Les mots clés: Nouveau roman arabe, Genre littéraire, Hybridation,Généricité.

: ملخص

الروائية العربية المعاصرة التي تأثرت بتيار التجريب، الذي هز تهتم هذه الرسالة بموضوع الكتابة و أسقط الحدود بين األنواع األدبية، فتفردت الرواية العربية الجديدة نظرية األجناس

بخصوصيتها التهجينية التي طرحت مشكلة التجنيس؛ ففي أي خانة تصنف الكتابـــات السرديــة ستظل مصنفة في خانة الرواية؟المعاصرة؟ و إلى متى

.الرواية العربية المعاصرة، األنواع األدبية، التجنيس، التهجين:الكلمات المفتاحية