1جامعة الجزائر

آلية الحقوق

مصادر قوانين الميزانية و المالية في الجزائر مذآرة ماجستير في إطار مدرسة الدآتوراه

الدولة و المؤسسات العمومية: تخصص

:األستاذ إشراف تحت: من إعداد الطالبة الطاهر بوعارةآريمة حدوش محمد

:لجنة المناقشة .رئيسا بوسماح محمد أمين : األستاذ -1 .الطاهر بوعارة مشرفا و مقررا محمد: األستاذ -2

 .يانات عبد المجيد عضوا : األستاذ -3 .دخينيسة أحمد عضوا : األستاذ ـ4

2017-2016:السنة الجامعية

إهداءالى من ربتني وانارت دربي واعانتني بالصلوات والدعوات ،الى اغلى انسان في الوجود

امي الحبيبة

الى من عمل بكد في سبيلي وعلمني معنى الكفاح واوصلني الى ما انا عليه ابي الكريم

ادامه اهللا لي

الى جميع افراد العائلة و الزمالء

شكر وعرفان

الذي انار لنا درب العلم والمعرفة واعاننا على اداء هذا العمل ووفقنا في الحمد هللا

.ذلك الحمد هللا

على قبوله "محمد الطاهر بوعارة"المشرف ذواتوجه بالشكر واالمتنان الى األستا

االشراف على المذآرة و الذي لم يبخل علي بتوجيهاته ونصائحه القيمة التي

لكل من ساعدني من اث وتذليل الصعوبات، شكرآانت عونا لي في اتمام هذا البح

. قريب او من بعيد ولو بكلمة

والشكر موصول إلى آل أساتذتنا األآارم بمدرسة الدآتوراه على منحهم لنا

.فرصة االستفادة من علمهم

ي الوبالت، قتصادية جزء من الظاهرة اإلالمالية العامة هي أنقتصاديين من اإل الكثير يعتبر

.1قتصادروع المعرفة المندرجة ضمن علم اإلحد فأ فالدراسات في ميدان المالية العامة تعتبر

إال أن الحقيقة أن الدراسات في ميدان المالية العامة كان منشؤها قانوني ، وارتبطت بأحد أهم فروع

ر األنظمة السياسية في الدول و العالقة القانون العام و هو القانون الدستوري ، الذي يهتم بدراسة تطو

بين السلطات العمومية فيها، وبرغم توجه دراسات المالية العامة إلى الخروج من السيطرة المطلقة

للقانون العام لصالح الدراسات االقتصادية خاصة، إال أنه ال تزال هناك عالقة وثيقة وقوية بين المالية

ذلك أن تنظيم القواعد التقنية للمالية العامة بأحكام دستورية يؤثر على العامة و القانون العام،

تنظيم العالقات بين السلطات العمومية ، و يصبح من الضروري لفهم أي نظام دستوري أن نعرف

.2كيف تعمل المؤسسات المالية و كيف تؤدي وظائفها

فمعظم اإلصالحات ، كما أن هناك عالقة وطيدة بين جانب المالية العامة و الجانب السياسي في الدولة

و أكبر المشاكل المالية طرحت تحت السياسية و اإلجتماعية في الدولة كانت نتيجة ألسباب مالية ،

ات سياسية ليس هناك عن السياسة ، ألنه دون هيئبعيدا تأثير أسباب سياسية ، فال يمكن فهم المالية

إيراداتتوجد هدف المنفعة الجماعية ألنه في غياب نفقات عامة جماعية تضمن تنفيذ هذه المنفعة ال

عامة لتغطية هذه النفقات و بالتالي ال وجود لنشاط مالي ، إذن علم المالية العامة ذو طبيعة سياسية في

. 3األصل

نية ، يجد أن اإلعتراف لهذه المجالس بهذه السلطات ، كان فالمتتبع لتطور سلطات المجالس البرلما

انطالقا من اإلعتراف لها باختصاصات في الميدان المالي ، حيث أن الوظيفة المالية هي السبب

اختصاصاتهاالتاريخي لنشأة النظام النيابي ، و هي أقدم وظائف البرلمانات و أسبق من باقي                                                             

من بين هؤالء االقتصاديين نجد آدم سميث ، و ديفيد ريكاردو الذين لم يفرقوا بين ما هو مالي و ما هو اقتصادي 1

فجاءت أفكارهم أن المالية العامة هي جزء غير منفصل عن االقتصاد السياسي ، و هذا ما جاء في كتبهم بحيث خصص

و كتاب ريكاردو ، " طبيعة و أسباب ثروة األمم"ه عن آدم سميث موضوع موارد الدولة في القسم الخامس في بحث

طالع حول المزيد فيما يتعلق بعالقة لإل لدراسة نظريات الضرائب ،" أصول االقتصاد السياسي "الذي وضعه لدراسة

2006مصر، لجديدة ،علم المالية العامة باالقتصاد راجع عادل احمد حشيش ، أساسيات المالية العامة ، دار الجامعة ا

.وما يليها 34ص ، .41،42، ص 2008، د،م،ج ، الجزائر،3محمد عباس محرزي ، اقتصاديات المالية العامة ، ط 2

3 Michel Bouvier ,Marie- Christine Esclassan , Jean –Pierre Lassale ,finances publiques ,L,G,D,J ,France ,1993 p17  

التي نصت على مبدأ ،(1215) من خالل وثيقة الميثاق األعظما و كان ذلك في إنجلتر 1التشريعية

مبدأ االختصاص المالي للبرلمان في لتكريس األول األساسالرضا و القبول بالضريبة الذي شكل

.2لوضع أسس نظام سياسي برلماني صراعه مع الملك

هو إعالن حقوق اإلنسان أما في فرنسا، فقد تم تكريس هذا االختصاص في أسمى نص قانوني، و

أنلجميع المواطنين الحق في : "منه التي نصت على انه 14في المادة 1789المواطن لسنة و

متابعة الرضاء بها بحرية ، العامة ، ضرورة الضريبة يقرروا سواء بأنفسهم أم بواسطة ممثليهم ،

.3"ومدتها و تحصيلها ، ووعائها ، و تحديد مقدارها، استخدامها

من خالل محاولة ، إلى الحد من السلطة المطلقة للحاكم سعى البرلمان إذنشهدت هذه المرحلة

محاولة لتدعيم أسس نظام ديمقراطي ليبرالي إخضاعه لمبدأ الرخصة المالية و بشكل دوري، في

في الدفاع ، األمن ، على تقديم الخدمات األساسية المتمثلة فراد و يقصر دور الدولة يترك المبادرة لأل

ن ذلك يعني مزيدا من اإلنفاق و بالتالي مزيدا أل ،4قتصاد و يمنعها من التدخل في اإل العدالة، التعليم

من الضرائب مما قد يؤدي إلى حدوث عجز أو فائض في الميزانية ، إذا ال بد من أن يكون هناك

أخرى كمبدأ وحدة الميزانية و مبدأ ثم ظهرت مبادئ ،ات و نفقات الدولة توازن مالي بين إيراد

الشمولية و مبدأ تخصيص الميزانية شكلت هذه المبادئ مصدرا مهما و رئيسيا في تأطير العمليات

.5الميزانية و المالية في مراحل الحقة ، بدأت الكثير 1929وخاصة األزمة اإلقتصادية العالمية لسنة الحروب و األزمات االقتصادية إن آثار

من مسلمات الفكر التقليدي الكالسيكي في التراجع ، و خاصة بعد نشر اإلقتصادي اإلنجليزي كينز

ألفكار جديدة دعا فيها إلى التخلي عن الكثير من األفكار المالية التقليدية ومنها عدم االلتزام بمبدأ

حيث أصبح للدولة دور كبير من خالل السياسة المالية في معالجة ة ومبدأ حياديتها ،توازن الميزاني

                                                            

.174، ص 2006 ،مصر ، منشأة المعارف رأفت الدسوقي، هيمنة السلطة التنفيذية على أعمال البرلمان ، 1 2Luc Saïdj , Jean-Luc Albert ، finances publiques5émeédDalloz , France , 2007 ، p7 3 - « tous les citoyens ont le droit de constater, par eux-mêmes ou par leurs représentants ,la nécessitéé de la contribution publique, de la constenir librement , d'en suivre l'emploi et d'en déterminer la quotitéé, l'assiette, le recouvrement et la durée », Idem ,p7،8 . 

1ط إقتصاديات المالية العامة ، دي ،سعيد علي العبي، "دعه يعمل دعه يمر" حيث كان يسود مبدأ الحرية اإلقتصادية 4

.34ص ، 2011األردن ، دار دجلة ، .و ما يليها13ص ، 2001لبنان ، منشورات الحلبي الحقوقية ، االقتصاد المالي: المالية العامة فوزت فرحات ، 5

، و توفير األجواء المالئمة للنمو األزمات االقتصادية ، و المحافظة على اإلستقرار اإلقتصادي

. و هذا يعني إعطاء دور أساسي لمالية الدولة و أكثر طموحا 1اإلقتصادي

ا هذ، جتماعية و السياسيةقتصادية و اإلالسياسات اإل عامة األداة الرئيسية لتنفيذفأصبحت المالية ال

ستثناءات عديدة إعرفت إذ ، ثر على القواعد الذهبية للمالية العامة الكالسيكية أالدور الجديد للدولة

أكثر على ح فيه تركيزخاصة مع اعتماد الدولة على سياسة المخططات لتنفيذ برامجها التنموية ، وأصب

.2قتصادي للميزانية أكثر من التوازن المحاسبي لهاالتوازن اإل

كميزانية التجهيز و ، عرفت الدولة الحديثة إذا توسعا كبيرا في مجال المفاهيم المالية العمومية

ه هذا األمر تطلب إذا ضرورة مواكبة قانونية لهذ الحسابات الخاصة للخزينة ، الميزانيات الملحقة ،

مما يعني بالضرورة توسعا في مصادر القواعد القانونية التي المفاهيم المالية الجديدة ،و تالعمليا

و هذا يندرج في إطار محاولة السعي لتجسيد مبدأ الشرعية ، ماليات الدول الحديثة ،و تحكم ميزانيات

قانونية تنظمها و الذي من أهم مضامينه خضوع وإسناد تصرفات السلطات العمومية إلى نصوص

.مسبقا على األقل في الظروف العادية

قتصاديةف الظروف السياسية و اإلهي األخرى تأثرت قوانين الميزانية و المالية فيها بمختلر الجزائ

فراغ القانوني الذي أين طرحت مسألة القانون المطبق في ظل ال، فبدءا من السنوات األولى لالستقالل

ستقالل، و الذي حاول المجلس الوطني سده بإقراره العمل بالقوانين السارية المفعول ما عرفته بعد اإل

1962ديسمبر31الصادر بتاريخ 157-62عدا ما تعارض منها مع السيادة الوطنية طبقا للقانون رقم جزائر قوانين المالية في ال أنلة التي طرحت في دراسة هذه الفترة و خاصة عند العلم أالمس 3

ة ألتتعلق هذه المس ، 1963أي بداية من قانون المالية لسنة ، صدرت و في أول سنة لالستقالل

                                                            

.37 ،36، ص السابق المرجع، سعيد علي العبيدي 1

.24،23،22المرجع السابق، ص فوزت فرحات ، 2  3« Les circonstances n’ont pas encore permis de doter le pays d’une législation conforme a ses besoins et a ses aspirations et comme il n’est pas possible de laisser le pays sans loi, il y a lieu donc de reconduire la législation en vigueur au 31decembre1962,sauf dans ses dispositions contraires la souveraineté nationale algérienne jusqu'à ce que l’assemblée nationale puisse donner au pays une législation nouvelle » Yahia Denideni, la pratique du système budgétaire de l’Etat en Algérie ,office des publications universitaire , 2002 , p29

.1963جانفي11في مؤرخة 2عدد ،ج ر1962ديسمبر31المؤرخ في 157- 62القانون رقم

بالقانون الذي تم اعتماده في تأطير هذه القوانين وتطبيقا للنص أعاله تم االستناد إلى القوانين المنظمة

.و المالي لمستعمرة الجزائر للميدان الميزاني

التساؤل يشير األستاذ بوعارة إلى أن الميدان الميزاني والمالي يعتبر من الميادين في إجابته على هذا

و أشار ،1 السيادية، فمن الصعب إذا تقبل تطبيق قوانين ذات طبيعة استعمارية في الجزائر المستقلة

.2 ستمرارية تقنية لقوانين ميزانية الجزائر المستعمرةإإلى

ينبغي تصحيحه يتعلق بتوحيد التشريعات الميزانية لمنطقة الشمال كما طرح واقع قانوني مستعجل

.3و الجنوب فقد ألغي العمل بالقوانين الخاصة بمنطقة الصحراء

الميزانية مصطلح ال مصطلح قانون المالية و ال 1963لم يعرف أول دستور للجزائر الصادر سنة

ختصاصا عاما في التصويت إمنحه إنماو لية ،ولم يمنح للمجلس الوطني صراحة منح الرخصة الما

4.القوانين ىعل

عمليا شكلت الممارسات البرلمانية مصدرا مهما في تأطير قوانين المالية من خالل سعي نواب المجلس

محاولة أخرىومن جهة ، حترام الرخصة المالية للبرلمان من جهةإتكريس مبدأ إلىالوطني

.5ستحضار قواعد ميزانية ليبرالية إ

األمرعرفت هذه المرحلة بعض القواعد التي تنظم جانبا من جوانب المالية العمومية و يتعلق

.6المتضمن تنظيم وزارة المالية127-63بالمرسوم رقم

                                                            1 Mohamed Taher Bouara , Les finances publiques , les Pages bleues , Alger 2007 ، p 34,35et36. 2Bouara ، Idem, p39 .

.16ص ، 2007الجزائر ، ، ردار الفج منهجية الميزانية العامة في الجزائر ، جمال لعمارة ، 3 

ويتولى التصويت على يعبر المجلس الوطني عن اإلرادة الشعبية ،:"على انه1963من دستور 28حيث نصت المادة 4

."و يراقب النشاط الحكومي القوانين ،5 Bouara ,Ibid ،p 92

جامعة مذكرة ماجستير ، ، المركز القانوني لهيئات الرقابة العليا في مجال المالية العمومية ،عفاف دواعر 6

11ص ، 2013ــ 2012الجزائر،

قطيعة مع شرعية المؤسسات 1965-06- 19نقالب الثوري لـ اإل إحداثفي مرحلة الحقة شكلت

واعتبر مجلس الثورة صاحب السلطة المطلقة لحين وضع ، 1963دستور إلىالدستورية المستندة

.1دستور جديد للبالد

تتعلق بالميزانية العامة و بعض حكامأفي هذه المرحلة لعب قانون المالية للسنة دورا مهما في تقنين

الذي شكلت 1966المتضمن قانون المالية لسنة 320-65رقم األمريات المالية، انطالقا من العمل

. 2بعض مواده تقنينا جزئيا لقانون المالية

، تبنيه لمبدأ وحدة الميزانية ، فقد تم تقديم مشروع 1965كما يالحظ على قانون المالية التكميلي لسنة

، تم تقديم ميزانية 1964و 1963تجهيز ، في حين أنه في سنتي قانون المالية متضمنا ميزانية ال

التسيير و ميزانية التجهيز في وثيقتين منفصلتين أمام المجلس الوطني وتمت مناقشتهما و المصادقة

.3عليهما منفصلتين

المحتوى الليبرالي تجاوز إلى أدىالتوجه االشتراكي للدولة المبني على سياسة المخططات أنغير

قانون أصبحو ، وذلك ما يستنتج من خالل قوانين المالية للسنوات الالحقة 320- 65 رقم لألمر

.4المالية للسنة وسيلة لتنفيذ المخططات التنموية

هذا التجاوز للمحتوى الليبرالي الذي حملته المواد الدائمة في هذا القانون نتج عن أنه في اإلقتصاديات

اإلشتراكية تندمج السياسة المالية في السياسة اإلقتصادية عن طريق التخطيط ، فال تكتفي الدولة فيه

األنظمة الرأسمالية، بل تتعدى بالتدخل و التوجيه إلعادة التوازن االقتصادي و اإلجتماعي فقط كما في

                                                            

، 2013لسنة 2عدد عباس عمار ، محطات بارزة في تطور الدساتير الجزائرية ، مجلة المجلس الدستوري ، 1

.20صالمتضمن قانون المالية 320-65رقم األمرمن 3مكرر7مكرر،7، 7، 6مكرر6 ، 5مكرر 6، 4مكرر 6: المواد2

على سبيل المثال تعريفا 4مكرر6حيث تضمنت المادة ، 1965ديسمبر31مؤرخة في 108ر عدد ، ج1966لسنة

وع ومبلغ ن 1967يناير لسنة أولمن ابتدءايحدد قانون المالية : "نهأ ىلقانون المالية بمحتوى ليبرالي بنصها عل

" . مجموع التكاليف و الموارد الخاصة بالدولة و كذلك التوازن المالي الناتج

. 19جمال لعمارة ، المرجع السابق ، ص 3 .36ص ،2009جامعة الجزائر ، ،مذكرة ماجستير ، في القانون الجزائري برطال قانون المالية التكميلي حمزة 4

صاد اإلشتراكي يكونان وحدة واحدةذلك إلى اإلنتاج و التوزيع فالتخطيط اإلقتصادي و المالي في اإلقت

.1حيث تشتق أهداف التخطيط المالي من األهداف اإلقتصادية

عية مهمة مرج فيه، كخيار ال رجعة االشتراكيالمنهج والذي كرس 1976شكل الميثاق الوطني لسنة

األهدافكتطبيق ألحد 1976حيث جاء دستور على جميع المستويات بما فيها الجانب القانوني ،

في المجلس المسطرة في الميثاق الوطني، واعتبر المهمة األساسية للهيئة التشريعية و المتمثلة لعملية التشريعية ممارسته ل إطارو في ،هي الدفاع عن الثورة االشتراكية وتعزيزهاالشعبي الوطني

.و بهذا شكل الميثاق الوطني أسمى نص قانوني 2ن يطبقهاأمبادئ الميثاق و إلىستناد عليه اإل

الدستور المجالت التي يختص المجلس الشعبي الوطني بالتشريع فيها من خالل هذا وقد حصر

اختصاص و أشار ألول مرة لمسألة الرخصة المالية بمنحه بنص دستوري صريح 151المادة

التي أصبحت ترسم السياسات التصويت على الميزانية و كذلك إقرار المخطط الوطني، هذه األخيرة

لقوانين المالية للسنة التي أصبحت أداة لتنفيذها و االجتماعية واعتبرت مصدرا مهما االقتصادية

نصه على قانون إلى إضافة)149المادة(دوره في المبادرة في المجال المالي أخرىكما قيد من جهة ،

تعبر هذه ،)187المادة( لفرض الرقابة على استعمال األموال العموميةسعيه إطارضبط الميزانية في

.1958المضامين عن مفاهيم ليبرالية تظهر تأثرا بالدستور الفرنسي لسنة

شريعية رغم أن الممارسة التمالية قانون نصه علىهو عدم ، 1976على دستور ولكن المالحظ

ذلك رغم و ،قوانين الماليةب المتعلقلقانون ا م ينص علىولكرست صدوره بل تبنى نظرية الميزانية ،

هذا ،دستورهذا الفي ظل 3المتعلق بقوانين المالية 1984جويلية07بتاريخ 17- 84ر القانون رقم صد

األمرو هو ي فرنسال القانون المقارن عضوي في منظم بقانون ومحتوى جاء بمضمون القانون

أن إلىكذلك اإلشارةو يجب ،المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية1959جانفي02

ألولو أشاركما عكس الدستور الفرنسي ، العضوية ا الصنف من القوانينذلم يعرف ه 1976دستور

في أعباءهاقانون المالية يحدد موارد الدولة و أنى إلالمتعلق بقوانين المالية 17- 84مرة القانون رقم                                                            

47،48 السابق، صالمرجع ، عادل أحمد حشيش 1

.1976من دستور 127هذا ما ورد في نص المادة 2 مؤرخة ، 28عدد ر وانين المالية جالمتعلق بق 1984/07/07المؤرخ في 17ـــ 84رقم القانون 3

المعدل و المتمم 1984/07/10في

التوازنات العامة المسطرة في مخططات التنمية االقتصادية و االجتماعية المتعددة السنوات و إطار

.1السنوية

المتعلق بقوانين المالية جاء بمحتوى ليبرالي 17ـ84هذا القانون أي القانون أنما يستدعي المالحظة

حد كبير تلك إلىفي القانون الجزائري و تشبه أساسشمل مفاهيم ال يوجد لها كما انه ، كبير

.المتضمن القانون لعضوي المنظم لقوانين المالية 1959جانفي 02الفرنسي األمرالمتضمنة في

الكثير حتى اصطدم بواقع اقتصادي أدى إلى 1976لم يمضي على تبني المنهج االشتراكي في دستور

و بسبب األزمة المالية التي شهدتها الجزائر إذ ،غييرات التي ستشهدها المرحلة المقبلة العديد من الت

أنو باعتبار النفط و المديونية الخانقة التي عرفتها الجزائر، أسعارالناتجة عن تراجع 1986سنة

لتمويل المؤسسات العمومية االقتصادية في ظل النظام االشتراكي القائم على شكل أداةقانون المالية

، فان هذه المؤسسات ساهمت بقدر كبير في اإلنتاجالتخطيط المركزي و احتكار الدولة لجميع جوانب

2.للدولة العجز المالي

تصادية للدولة و تحت في نهاية سنوات الثمانينات بدأت بوادر التغيير في التوجهات السياسية و االق

قانونية ، و لجأت إصالحاتشروط المؤسسات المالية الدولية شرعت الدولة في تبني مجموعة تأثير

. خوصصة المؤسسات االقتصادية العمومية إلى

الفصل بين السلطات و مبدأذو التوجه الليبرالي الذي تبنى 1989بصدور دستور األمر اكلل هذ

، و فيها ، و عدد المجاالت التي يختص البرلمان بالتشريع فصل بين مجال القانون و مجال التنظيم

أخرىوقيد من جهة القوانين و التصويت عليها، إعدادللمجلس الشعبي الوطني السيادة في أعطى

اختصاص المصادقة على منحه كما) 114المادة (سلطة النواب من المبادرة في المجال المالي

ضرائب و الرسوم و منحه اختصاص الموافقة على المعاهدات إحداثالميزانية و المخطط الوطني و

                                                            

.المعدل و المتمم بقوانين الماليةالمتعلق 17ــــ 84رقم من القانون01المادة 1  ، 2012ـ2011جامعة الجزائر، ماجستير، رسالة ، دحماني ، تمويل نفقات االستثمار العمومي للدولة عبد الكريم 2

.3ص

تمادات المالية عاإل ذقابة على تنفيواختصاص الر التي يترتب عنها نفقات غير واردة في ميزانية الدولة

.عن طريق قانون ضبط الميزانية

حيث منح رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في التنفيذيةية السلطة كرس ثنائ أخرىمن جهة

تنفيذ القوانين و أماعن طريق مراسيم رئاسية )116المادة (المجاالت غير المخصصة للقانون

بروز صنف قانوني جديد و هي إلى أدىمن اختصاص رئيس الحكومة، و هذا فأصبحالتنظيمات

طير قوانين الميزانية و أفي ت أصبحت في الوقت الحالي دورا بارزاو التي التنفيذيةالمراسيم

.المالية

قوانين المالية تصدر أصبحتمع بدايات سنوات التسعينات دخلت الجزائر في فراغ مؤسساتي

غاية صدور إلىللدولة األعلىو هي المجلس األزمة،عن هيئة استحدثت لتسيير بأوامر

هيكلة للنظام القانوني إعادةالشرعية القانونية ، حيث عرف إلىودة الذي كرس الع1996دستور

دستورية بأهميةو هي القوانين العضوية من اجل حماية مجاالت تتسم باستحداث صنف قانوني جديد

كما ة ضمن هذا المعيار القانوني الجديد ،يالقانون المتعلق بقوانين المال وأدرج ،من تعسف السلطة

.في نفس الوقت على نظرية الميزانية أبقىنظرية قانون المالية لكنه ة على ص ألول مرن

تدفعنا إلى وضع فرضية أن المؤسس الدستوري الجزائري قد 1996هذه األمور التي استحدثها دستور

اهتم أخيرا بمسألة تنظيم الميدان الميزاني و المالي بنفس المعايير القانونية المعتمدة في القوانين

.مقارنةال

ها بالمؤسس الدستوري الجزائري إحتفاظإال أن النقائص التي حملها التنظيم الدستوري لهذا الميدان، و

.رغم التعديالت المتكررة التي عرفها هذا الدستور دون تصحيحها يوحي بعكس هذا األمر

مسألة قانونية أخرى تتعلق بالقيمة القانونية للقانون رقم كما أنه في ظل هذا الدستور تطرح

صدر في ظل فهذا القانون كما سبق و أشرنا ، المتعلق بقوانين المالية المعدل و المتمم 17ــــ84

حيث لم يتم النص في هذا األخير على صنف القوانين العضوية ، و بالتالي يعتبر 1976دستور

المعدل و المتمم ، و التي قضت باستمرار 1996من دستور 180ادة تشريع عادي ، إال أن نص الم

العمل بالقوانين التي تشكل موضوع قانون عضوي في هذا الدستور إلى غاية صدورها كمرحلة انتقالية

.

أنه تغيير للطبيعة القانونية لهذا القانون ليصبح قانون عضوي و خاصة مع ىفهل يفسر هذا األمر عل

.االنتقاليةه حتى الوقت الحالي أي لفترة تجاوزت ما يمكن وصفه بالمرحلة استمرار سريان

، قد حمل حكما هو اآلخر يتعلق بتحويل جميع القوانين 2016التعديل الدستوري األخير لسنة كما أن

قوانين عضوية ، يثير هذا األمر تساؤال يتمحور حول إلىالعادية التي تنظم مواضيع قوانين عضوية

.المتعلق بقوانين المالية المعدل و المتمم 17ـــ84كانية تطبيق هذا الحكم على القانون رقم مدى إم

و التعديل الدستوري األخير مسألة مهمة تتعلق بتوجهات المؤسس الدستوري 1996كما يثير دستور

.لجمهوريةبين البرلمان و السلطة التنفيذية وتحديدا رئيس االجزائري في توزيعه لالختصاص المالي

وبمقارنتها مع ،الميزانية و المالية في الجزائر هذه إشارة عامة حول تطور محتوى مصادر قوانين

فهي كبر ،أو المالية تحظى باهتمام قانوني مصادر قوانين الميزانية أنالقانون المقارن الفرنسي نجد

والتي تتشكل من نصوص قانونية ، bloc de constitutionnalité »1 »تشكل ما يعرف بالكتلة الدستورية

األحكامفي بعض أساساوتتمثل ،من أي تجاوز حمايتهاتعزيز ذات قيمة دستورية مما يساهم في

ثم القانون العضوي ،1958ثم دستور ، 1789 و المواطن لسنة إلنساناحقوق إعالنالمتضمنة في

المتضمن القانون 1959جانفي 2الذي حل محل األمر المتعلق بقوانين المالية ،2001اوت01

الذي يلعبه المجلس الدستوري الفرنسي الدور الكبير إلى إضافةالعضوي المتعلق بقوانين المالية ،

لها صلة التي األحكام إلى إضافة 2مبادئ جديدة إرساءفي أوسواء في حماية المبادئ الميزانية

. الذي تتمتع فرنسا بالعضوية فيه األوروبيد يقررها االتحابالميدان و التي

،حكام في الدستوراأل خالل بعض أساسا من أما في الجزائر فيتم تأطير قوانين الميزانية و المالية

الذي يحدد تنظيم 02ـــــ 99العضوي رقم رأسها القانون و على وبعض القوانين العضوية

، 3، و كذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة و عملهما

                                                            1 Louis Philip، Les fondements Constitutionnels des finances publiques, collection, poche- finances publiques, Economica, Paris, 1995p5 2"... cette jurisprudence est essentielle, non seulement parce qu’ elle permet de préciser la portée des règles et des principes de valeur constitutionnelle applicables aux finances publiques, mais encore parce qu’ elle influence de plus en plus fréquemment la jurisprudence financière des autres juridictions et, enfin, parce qu’ elle détermine souvent le contenu de la législation...."

Idem , p6

وعملهما األمةيحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس 1999مارس8المؤرخ في 02-99القانون العضوي رقم  3

وقد ألغي بموجب القانون العضوي 1999مارس9مؤرخة في 15وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة،ج ر عدد

المتعلق بقوانين المالية المعدل و 17ــــ84باقي التشريعات العادية و على رأسها القانون رقمثم

، ومن ثم التنظيمات و خاصة المراسيم التنفيذيةوقوانين المالية للسنة وقوانين المالية التكميلية تمم ،الم

مدى يمكن للنصوص القانونية الحالية المنظمة للميدان الميزاني إلى أي: اآلتية كاليةاإلشهنا نطرح

أن تجسد النظام القانوني للمادة وتسمح بتكييفه؟في الجزائر و المالي

مسألة إلىتطرق ن األولىفي الفكرة ، أساسيتينمن خالل فكرتين اإلشكاليةجابة على هذه سنحاول اإل

إتساع اإلطار التشريعي و التنظيمي لقوانين إلىالثانية في الفكرة و ،اإلطار الدستوري لقوانين المالية

.المالية

ونظرا لتعدد مواضيع المجال الميزاني و المالي فإننا سنقتصر في دراستنا على النصوص القانونية

التي تتعلق بإعداد و مناقشة و التصويت على قوانين الميزانية و المالية و كذا التعديالت التي تطرأ

تتطلب عليها فهيلرقابة و ا هاتنفيذمرحلة النصوص القانونية التي تؤطر و بالتالي سنستثني عليها

حتى نتمكن من فهم على المنهج الوصفي و التحليلي دراستنا هذه فصلة ، و سنعتمد فيندراسة م

.مقارنة مع القانون الفرنسي إجراءمع وتحليل هذه النصوص

                                                                                                                                                                                          

الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني ، ومجلس األمة ، وعملها ، 2016أوت 25المؤرخ في 12ــــ16رقم

. 2016أوت 28مؤرخة في 50والعالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة ،ج ر عدد

الفصل األول

المالية لقوانينالمنظم الدستوريإلطار ا مسألة: األولالفصل

ستناد ـــــ سواء باإلات القيمة الدستورية ذمجموعة النصوص في هذا الفصل سنخضع

المعيار العضوي أو المعيار الموضوعي لتحديد هذا النوع من القواعد القانونيةــــــ إلى

وال تخفى القيمة القانونية لهذه ،للتحليل القانوني الجزائرالمؤطرة لقوانين الميزانية و المالية في

يمة الدستورية كلما قالنص كلما اقترب من ال أنالمعلوم من إذالقواعد القانونية في أي نظام قانوني،

المتعلقة األحكام إخضاع أهميةاد دوتز ،له تجنبا لتصدي الرقابة الدستورية ،زادت نسبة الخضوع له

معايير دستورية كونها تتعلق بتنظيم العالقة بين السلطات العامة في إلى بالميدان الميزاني و المالي

.الدولة

مجموع األحكام المتضمنة في الدستور، و سيتم التركيز أساسا و تشمل هذه القواعد الدستورية أساسا

األحكام المتضمنة في إلىدون إهمال التطرق ، األخيرو التعديل الدستوري 1996دستور ىعل

انين العضوية ذات ثم األحكام المتضمنة في مختلف القو ذلك ، األمرساتير السابقة كلما تطلب الد

ودور القاضي ، وخاصة القانون العضوي المنظم للعالقات بين البرلمان و الحكومةالصلة بالمجال

.)المبحث األول(الدستوري الجزائري والمعاهدات الدولية في هذا المجال

وإن كان المتعلق بقوانين المالية ، 17ــــ84تحليل القانون رقم إلىسنتطرق )الثانيالمبحث ( في

التعديل في وحتى ،1996هذا القانون لم يفصل بعد في طبيعته القانونية بشكل نهائي ال في ظل دستور

عة القانون طبي بإضفائهالدستوري األخير الذي زاد من إشكالية تحديد الطبيعة القانونية لهذا القانون

.انون عضويالعضوي على جميع القوانين التي تشكل موضوع ق

باألحكامضمن هذا الفصل المتعلق بإدراجهالمضمون الدستوري لهذا القانون هو ما يلزمنا لكن

.الدستورية

.المحتوى الدستوري المؤطر لقوانين المالية تكييف:األولالمبحث

المنظمة للميدان الميزاني و المالي في كل من األحكامدراسة إلى بحث خاصةسنتطرق في هذا الم

المعدل و المتمم و نقارنها بما كانت عليه في الدساتير السابقة و ما جاء به التعديل 1996دستور

كذا قضاء المجلس و القانون العضوي المنظم للعالقات بين البرلمان و الحكومة و الدستوري األخير،

. و المعاهدات التي صادقت عليها الجزائر و المتعلقة بهذا المجال يالجزائرالدستوري

) المطلب األول(و سنصنفها إلى أحكام ذات طبيعة موضوعية و هي تلك المتعلقة اساسا باالختصاص

).المطلب الثاني( وأخرى ذات طبيعة اجرائية

.األحكام الدستورية ذات الطبيعة الموضوعية:األولالمطلب

م من ناحية تكريس المعدل و المتم 1996دستور حكامألدراسة شكلية إلىسنتطرق في هذا المطلب

توزيع ب أساساو المتعلقة األحكامالدراسة الموضوعية لهذه إلىثم ، )األولىالفقرة (المعايير القانونية

.)الثانية الفقرة(في المجال الماليبين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية االختصاص

.عودة لإلهتمام باألشكال القانونية :ولىالفقرة األ

تتعلق بتنظيم ألحكامشكل نقلة نوعية واضحة تجسدت في تكريسه ، المعدل و المتمم 1996دستور

ولكن ، لالستقالل األولىكانت مجاال لممارسة تشريعية منذ السنوات حكاماألهذه ، قوانين المالية

إهتم المؤسس الدستوري الجزائري أنهذا التحول يطرح فرضية ، )أوال(تجاهلتها الدساتير المتعاقبة

.)ثانيا(نشغال يتعلق بتنظيم الميدان الميزاني و الماليوألول مرة بحل إ

دسترة معايير قانونية :أوال

ور قانون على خالف ما سبقه من الدساتير و تدس بأنه ، المعدل و المتمم1996يوصف دستور

إلىوصف دستور قانون يشير بأنه دستور برنامج ، وإطالقالذي يوصف 1976خاصة دستور

، )ا(ما يهمنا في هذه الدراسة هو نصه على قوانين المالية ، المعايير القانونيةتكريس ب أكثرهتمامه إ

).ب(وعلى صنف القوانين العضوية

.أساس دستوري لقانون الماليةإعطاء -)ا

حيث اعتبرت ،ففي البداية كرست نظرية الميزانية ، عرف المحتوى القانوني للرخصة المالية تطورا

عمل

1.تقديري وترخيصي لإليرادات والنفقات العمومية

لصالح ،عن التخلي عن نظرية الميزانية ، 1958الدستور الفرنسي لسنة عبر ،في مرحلة الحقة

والتي حددت مجاالت التشريع بقانون على أن ،منه 34حيث نصت المادة ، نظرية قانون المالية

هو المعبر عن ،فأصبح بذلك قانون المالية ، قوانين المالية هي التي تحدد موارد وأعباء الدولة

رنسي الف من األمر 16طبقا لنص المادة انية فأصبحت ذات مضمون محاسبيلميزا الرخصة المالية أما

الميزانية تؤسس مجموع :" المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية بنصها 1959جانفي2

المادة الوحيدة التي ورد هي، و..." ة كل الموارد واألعباء الدائمة للدولةنيالحسابات التي ترسم لسنة مد

2.فيها مصطلح الميزانية في هذا األمر أما في الدستور فلم يتم ذكره

تعداده لمجاالت التشريع بقانون على بصدد 151في المادة 1976أما في الجزائر فقد نص دستور

يشرع المجلس الشعبي الوطني في المجاالت التي خولها له الدستور، تدخل كذلك في مجال :" مايلي

...:ونالقان

كرس المحتوى الكالسيكي الجزائري الدستوري ذن المؤسس إ ، "...ةالتصويت على ميزانية الدول16-

حيث أصبح قانون المالية، ، التطور القانوني لها واكبولم ي ، يةلرخصة المالية بتبنيه لنظرية الميزانل

.3، هو المعبر عن الرخصة المالية كما سبق ورأينا

                                                            1 L’Article 4 du règlement général sur la comptabilité publique du 29 /12/1962 ,: " le budget est l’acte par lequel sont prévue et autorisées les recettes et les dépenses publiques ", et l'article 1èr du décret loi du 19juin 1956 ;" le budget de l'Etat prévoit et autorise, en la forme législative, les charges et les ressources de l’Etat … » sur ce point voir Éric Devaux ,finances publiques ,éd, Bréal ,2002 p22,23,24. 2" Le budget est constitué par l’ ensemble des comptes qui décrivent ,pour une année civile, toutes les ressources et toutes les charges permanentes de l’Etat " ..Devaux ،Idem ,p 30.  3Mohamed Taher Bouara, op cité, p277.

بنظرية الميزانية المستوحاة من فكر الفترة الكالسيكية للمالية الجزائري إن أخذ المؤسس الدستوري

قتصادي الذي نشأ فيه بينما المحيط السياسي واال ، العامة والتي تقوم على مبدأي التوازن والحيادية

تعارض مع ي، جتماعيةقتصادية واإلعى إلى تدخل الدولة في الحياة اإلوالذي يس ، وأكده 1976دستور

األول بغياب اإلحتمال يتعلق ،حتمالين إالمؤسس الدستوري هذا ب اريختإفسر األستاذ بوعارة يو المبدأين

نظمةميزانية يستخدم كذلك في األالثاني أن مصطلح الاإلحتمال و ،متخصصين في المالية العامة

.1ليةالما شتراكية للتعبير عن الرخصةاإل

بمناسبة تعداده لمجاالت التشريع ،115المادة س نظرية الميزانية في هو اآلخر كر 1989دستور

.بقانون

ختصاص إعلى 122ذ نصت المادة تم تكريس النظريتين معا إحيث 1996دستور الجديد جاء به

ختصاصه بالمصادقة على قانون إعلى 120ونصت المادة ،البرلمان بالتصويت على الميزانية

.المالية

بقائه على نظرية إولكن ،الدستوري لنظرية قانون المالية يعد أمرا إيجابيا سسصحيح أن تكريس المؤ

يقوم بمنح رخصتين إلى الظن أن البرلمان ،لدستورمطلع على هذه األحكام في ادفع الي الميزانية

قانون المصادقة على مشروع والثانية ب ، الميزانيةبتصويته على تتعلق األولى ، ماليتين للحكومة

.يسمى قانون المالية للسنة ،ن الممارسة التشريعية كرست صدور قانون واحد وموحد أالمالية رغم

فقانون المالية هو الذي يعبر ،المتعلق بقوانين المالية 17- 84 رقم من القانون 3وطبقا لنص المادة

رقم من القانون 6المادة قا لنصبشكل جزءا من هذا القانون طأما الميزانية فت ،عن الرخصة المالية

تتشكل الميزانية العامة للدولة من اإليرادات والنفقات :" على أنهبنصهاالمالية المتعلق بقوانين 84-17

."النهائية للدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية

ليات مالية ذات أي أن الميزانية تتعلق فقط باإليرادات و النفقات النهائية أما قانون المالية فيتضمن عم

.طابع نهائي و أخرى ذات طابع مؤقت

:توسيع مصادر الشرعية الدستورية-)ب

                                                            1 Bouara , Idem 277,278.

و لهذا يأتي ،القواعد الدستورية يجب أن تكون مختصرة و هذا ما يكون أحيانا سببا في غموضها

لقواعد و تفسير ا يفيتكع من الغموض و اإلبهام عن طريق القانون العضوي إلزالة هذا النو

. 1الدستورية فهو يضمن الواقعية و المرونة دون إغفال القيم الدستورية الثابتة و المستقرة

وقد وسع التعديل الدستوري األخير لسنة ، ألول مرة فكرة القوانين العضوية 1996بني دستور ت

بناء تركيبة هرم النظام القانوني دوهو بذلك قد أعا ،2مجاالت التشريع بقوانين عضوية من 2016

بارتقاء بعض المواضيع في مجاالت محددة ، وأقر المعيار القانوني الجديد لهذا تهبإضاف ،الجزائري

بالحماية من خالل إحاطتهااألمر الذي يفرض عليه ، رتبة المواضيع ذات القيمة الدستوريةمإلى

.ها وتعديلهاضعاإلجراءات الصارمة المتبعة في و

إن نص المؤسس الدستوري على القانون المتعلق بقوانين المالية ضمن الميادين المنظمة بقانون

خاصة ،ألشكال القانونية بإعطائه مرجعية دستورية لهذا الموضوع ا تكريسهتمامه بإيترجم عضوي

-84 رقم بالقانون األمرأن الممارسة التشريعية كرست صدور القانون المتعلق بقوانين المالية ويتعلق

هذا القانون ىحتون مأ رغم عدم نص هذا األخير عليه، كما 1976الذي صدر في ظل دستور 17

1959جانفي 2 ألمرويتعلق األمر بايعكس محتوى منظم في الدستور الفرنسي بقانون عضوي

3.المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية

أن القوانين العضوية تتميز من الناحية المادية بكونها تتطرق إلى مواضيع ذات قيمة دستورية وكون

فقد أخضعها المؤسس الدستوري إلجراءات خاصة 4.تخص تنظيم العالقات بين السلطات العمومية

ألغلبية ذ تتم المصادقة عليها باإسمو بها على التشريعات العادية، ت 123ومتميزة من خالل نص المادة

                                                            نونية واإلقتصادية و الصياغة الخاصة للقوانين األساسية ، المجلة الجزائرية للعلوم القا ، محمد ناصر بوغزالة 1

اإلجتماعية

.66، ص 2013سبتمبر 3ددع جامعة الجزائر،د التالية على الموانصت 1996من دستور 123والتي تقابلها المادة 141المواضيع المحددة في المادة إلى فإضافة2

، 172، 133،138، 132، 129، 125، 120، 106، 87، 85، 53، 52يشرع فيها بقوانين عضوية أخرىمجاالت

176 177 ،194 . .70، ص2009، جامعة الجزائر، مذكرة ماجستير ،في القانون الجزائري قانون المالية التكميلي، حمزة برطال 3ستير، جامعة الجزائر مذكرة لنيل شهادة الماج، 1996فيفري28فكرة القانون العضوي في دستور سليمة غزالن ، 4

.68ص ،2001-2002

، كما أنها تخضع لمراقبة 1مةأعضاء مجلس األ¾ الوطني وبأغلبية المطلقة أمام المجلس الشعبي

2.وجوبية لمطابقتها للدستور من طرف المجلس الدستوري قبل صدورها

،وقد أقر المجلس الدستوري الجزائري الطابع المتميز لهذه القوانين العضوية عن التشريعات العادية

وعمله ،أيه المتعلق بمطابقة القانون العضوي المتعلق بتشكيل المجلس األعلى للقضاءمن خالل ر

ضوية عن القوانين المؤسس الدستوري ميز القوانين الع نا أعتبارإ:" بتصريحه ،وصالحياته للدستور

مجال للمصادقة لعداد واحترامها عند اإلإجراءات الواجب صطالح الدستوري واإلاإلث العادية من حي

" دون إضفاء صفة " هذا القانون" ستعمال مصطلح إبالنتيجة، فان اواعتبار امالمخصص لكل منه

3."تداركه ينيتع واعد سهيأعاله المواد المذكورةى عل" ويالعض

رأيه المتعلق في كما نص على مبدأ جديد هو مبدأ توزيع االختصاصات بين النصوص القانونية

وعملهما ، ومجلس األمة ، الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني بمراقبة مطابقة القانون العضوي

واعتبارا أن المشرع حين :"...أنه ىو العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة للدستور بتصريحه عل

يكون " القانون المتضمن القانون العضوي"استهل عنوان القانون العضوي ، موضوع اإلخطار ، بعبارة

القانون العادي ، وبذلك يكون قد أخل بالمبدأ الدستوري القاضي ىنقل مجال القانون العضوي إلقد

4".بتوزيع االختصاصات بين النصوص القانونية

.هتمام دستوري بتنظيم الميدان الماليإغياب : ثانيا

هتمام إفهي وإن عبرت عن ، من الدستور بعض المالحظات 123-122-120المواد نصوص يرثت

القانونية بنصها على قانون المالية وعلى القانون و المعايير األشكال تكريس المؤسس الدستوري ب

،ضع األحكام توحي بعكس ذلك تبعها في وإالمنهجية التي نإ، ف لعضوي المتعلق قوانين الماليةا

                                                            و التي عدلت من األغلبية المشترطة للمصادقة على 2016من التعديل الدستوري األخير لسنة 141وتقابلها نص المادة 1

.مشاريع القوانين العضوية أمام مجلس األمة وهي األغلبية المطلقة، بعد أن يخطره يبدي المجلس الدستوري:" على ذلك بنصها األخير الدستور عديلالت من 186/2كما تنص المادة 2

" يصادق عليها البرلمانأن ، رأيه وجوبا في دستورية القوانين العضوية بعد رئيس الجمهوريةالمجلس ، المتعلق مطابقة القانون العضوي المتعلق بتشكيل 2004اوت22المؤرخ في 03رأي المجلس الدستوري رقم 3

.08/09/2004بتاريخ 57عددج ر ،ضاء وعمله وصالحياته للدستوراألعلى للقالذي يحدد تنظيم المجلس ق بمراقبة مطابقة القانون العضوييتعل 2016أوت 11رخ في ؤالم16 -04رأي رقم 4

مؤرخة في ،50ر عدد ج، الوظيفية بينهما و بين الحكومة الشعبي الوطني، و مجلس األمة و عملهما، و كذا العالقات

.2016أوت 28

وما يؤكد هذا ،ماليالميدان الميزاني والإهتمامه بتنظيم أخرى على حساب هتمامه بأولوياتإم وتترج

.خيرالطرح هو إبقاؤه على نفس األمور في التعديل الدستوري األ

.دقة في المصطلحاتالعدم )أ

قيصاد:" هانصلية بروع قانون الماعلى مش إلى عملية المصادقة 9و8الفقرة120ت المادة تطرق

يداعه، طبقا للفقرات إيوما من تاريخ ) 75(خمسة وسبعون قصاهاأ البرلمان على قانون المالية في مدة

.السابقة

كومة الح ا، يصدر رئيس الجمهورية مشروع جل المحدد سابقفي حالة عدم المصادقة عليه في األو

".بأمر

.خيرمن التعديل الدستوري األ10و 9الفقرة138نفس الصياغة تم اعتمادها في نص المادة

ذلك أن قانون ، الدستوري لمصطلح قانون المالية في الفقرة األولى غير دقيقستعمال المؤسس إ

، المالية في هذه المرحلة يسمى مشروعا وال يتحول إلى قانون إال بعد إصداره من رئيس الجمهورية

رقم من القانون العضوي 4 كما أن المادة ،"مشروع الحكومة"بنصه وقد استدرك األمر في الفقرة الثانية

ا ، وكذا العالقات موعمله ، مةومجلس األ ، الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني 99-02

لكن من الدستور120قد أعادت صياغة نفس الفقرة السابقة من المادة ،الوظيفية بينهما وبين الحكومة

على البرلمان قيصاد:" شروع قانون المالية بنصهامع استبدال مصطلح قانون المالية بمصطلح م

مشروع قانون المالية في مدة

".من الدستور 120يداعه، طبقا ألحكام المادة إيوما من تاريخ ) 75(خمسة وسبعون أقصاها

أما المادة ،على مشروع قانون يسمى قانون المالية قإلى أن البرلمان يصاد 120المادة نص يشير

على أن البرلمان يقوم تنصفالمتعلقة بتحديد المجاالت التي يختص البرلمان بالتشريع فيها 122

قانون قانونين، على تيشيران إلى أن البرلمان يصو اننصال نعلى ميزانية الدولة، هذا تبالتصوي

على تختصاص البرلمان بالتصويإية كرست الميزانية وقانون المالية في حين أن الممارسة التشريع

.تمثل جزءا من قانون الماليةفالميزانية أما ، قانون الماليةوحيد هو مشروع

1976كما كانت في دستور 1" التصويت على الميزانية " نفس الصياغة ب 122المادة حتفاظ نصإ

حيث كان غياب واضح لألشكال القانونية ، 1989في دستور 115منه والمادة 151في المادة

المكرس في الممارسة ،لعدم إعطائها أساس دستوري لقانون الماليةالمتعلقة بالميدان الميزاني و المالي

و التعديل 1996عدم نص دستور التشريعية والقانون العضوي المتعلق بقوانين المالية ، لكن

يها رغم كونه قد لتشريع فعلى قانون المالية ضمن المجاالت التي يختص البرلمان با خيرالدستوري األ

ته اهتماماته وأولويإلم يكن من أنهيدل على ، األشكال القانونية لةبمسأ ر من الدساتير السابقةثاهتم أك

ال إ دةطوة تحظى باإلشاقانون المالية كخ التطرق إلى تنظيم الميدان الميزاني والمالي ، فرغم نصه على

كان يسعى إلى التضييق والتقييد من اقدر مب، يكن هدفه إعطاء أساس دستوري له رى لمننه كما سأ

، وما يؤكد إنعدام اإلهتمام هذا هو التعديل الدستوري األخير سلطة البرلمان لصالح رئيس الجمهورية

.الذي احتفظ بنفس الصياغة2016لسنة

تشير إذستعمال المصطلحات إمن الدستور عدم الدقة في 123دة وكذلك يالحظ على نص الما

2رطاإتشير النسخة الفرنسية إلى قانون في حين " القانون المتعلق بقوانين المالية" خة العربية إلى النس

هذا األخير الذي لم يصدر بعد ،"La loi cadre relative aux lois de finances:" لقوانين المالية بنصها

.سنة20رغم النص عليه منذ

:األحكام طرحغياب التناسق في )ب

،ا ميستدعي الوقوف عنده ،من الدستور123والمادة 120المادة كل من محتوى عرضطريقة

ت ن كانإفهي وألن هذا العرض يكشف عن توجهات و اهتمامات المؤسس الدستوري الجزائري ،

، هتمام المؤسس الدستوري بإعطاء أساس دستوري لقانون الماليةإتبدوا في الظاهر أنها عبرت عن

                                                            التي حددت مجاالت التشريع 139وتم استعمال نفس الصياغة في التعديل الدستوري األخير من خالل نص المادة 1

.بقانون و ذكرت من بينها التصويت على الميزانية اإلطار هو المصدر الذي تستمد منهويتميز القانون اإلطار بالعالقة التبعية بينه و بين القوانين التي يؤطرها فالقانون 2

ية في النظام القانوني مبدأ تدرج المعايير القانون النصوص األخرى مرجعيتها و مدلولها و أهدافها ، احسن رابحي،

.209ص ، 2006ـ 2005الجزائر،رسالة دكتوراه ، جامعة الجزائري

عن ، بالقانون المتعلق بقوانين المالية ضمن النظام القانوني الجزائري بإعطائه مكانة دستوريةوالسمو

.بعض المالحظات ر ثييا مأحكامهفيه أدرجتاق الذي ين السفإ ، طريق تنظيمه بقانون عضوي

:مالحظتين مهمتينتثير طريقة عرض أحكامها 120أوال بالنسبة للمادة

األحكام فقرات الستة فقرات األولى تتطرق إلى ) 9(تتكون من تسعة 120أن المادة : األولى المالحظة

مة، وحالة ي ومجلس األقتراحات القوانين من طرف المجلس الشعبي الوطنإمناقشة مشاريع والمتعلقة ب

حدوث خالف بينهما، إذن السياق العام للنص يوحي بأن النص جاء من أجل مهمة محددة تتعلق بتنظيم

تشاركه في عملية دستورية جديدة العالقة بين المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة كمؤسسة

فهو موضوع دستوري يتعلق بتنظيم العالقة بين هيئتين ، هذا النص إدراجالتشريع لذا البد من

مدة يس الجمهورية بتحديدعالقة بين البرلمان ورئالدستوريتين ، ولكن وفجأة يتطرق النص إلى تنظيم

.لمصادقة على مشروع قانون الماليةبرلمان لللمحددة

الفرنسي خصص مادة منفصلة لعملية المصادقة على المقارن الدستورفي أن :ةثانيالمالحظة ال

،مهم ميزاني وتكريسه لهذا النص كان من أجل حماية مبدأ 47وهي المادة ،مشروع قانون المالية

الرابعة التي لممارسات البرلمانية وخاصة في ظل الجمهورية الثالثة واة نالسنوية ولهدف عقل مبدأوهو

وال ،تبقى الحكومة من دون موارد جانفي، وبذلك 1على الميزانية ألجل قكانت غالبا ال تصاد

وهو لم يصادق بعد على جانفي31البرلمان أحيانا وحتى بتاريخ ستخدام النفقات فكان إستطيع ت

فكان أحيانا ، "un second douzième provisoire" ةيقوم بالتصويت على ميزانية ثانية مؤقت ، الميزانية

لأجمن تحديد البد لميزانية لذا كان اسنوية أمبد يناقض ميزانيات متعاقبة وهذا 4يتم التصويت على

1.ميزانيةاللمناقشة للبرلمان

ه ال ، فيبدوا أنما تحديد أجل للبرلمان للمصادقة على مشروع قانون المالية في الدستور الجزائري أ

عزيز هتمامه بتبقدر ما يعبر عن إ ، سنويةدأ البحماية مبالجزائري هتمام المؤسس الدستوري عبر عن إي

" مع بعض التحفظيمكن القول إضعاف بل مقابل ،سلطة رئيس الجمهورية في العملية التشريعية هيمنة

" من الدستور تنص على أنه 120/08فنص المادة ، سلطة البرلمان في منح الرخصة المالية " لغاءإ

أن البرلمان مجبر على إلى تشير" adopte "عبارة يصادق ،" لمان على قانون الماليةريصادق الب

ليس لرفضه هذا أثر قانوني نه إف ، ألنه حتى وان رفض المصادقة ،المصادقة وليس له خيار آخر

                                                            1 Michel lascombe, Xavier vandendriessche, les finances publiques, 6éd éd, Dalloz, France, 2007,p114.115.

فراغ الرخصة المالية من إالجمهورية بأمر وبذلك تم سيصدره رئيس هذا ن مشروع القانونأطالما

.القانوني محتواها

ل البرلمان في أجل السبعين يوما يفص لم اإذ:" على أنه 47/3بينما في الدستور الفرنسي تنص المادة

ما قبول أو رفض إ حتملت، " prononcéيفصل " عبارة ، "بأمرحكام المشروع يمكن أن تسري أ

.2وسنفصل في هذه النقطة أكثر الحقا1،المصادقة

التي عددت مجاالت التشريع بقانون عضوي أوردت القانون المتعلق 123بالنسبة للمادة ثانيا

.في آخر الترتيبجعلها د يلجدا يالدستورالتعديل قبل األخير و بقوانين المالية في الترتيب ما

المؤسس الدستوري عند سن هذا الدستور، والتي التي شغلت وليات األترتيب الميادين في المادة يترجم

تخابات التي شكلت نونظام اإل ،بدأ الفصل بين السلطات تتعلق بتنظيم السلطات العمومية على أساس م

ه المؤسس الدستوري شكلت ضمانا قدمو ،الدستور هذاموضوعا حساسا في الفترة التي سبقت وضع

ستقرار األمني، وكذا المواضيع المتعلقة باالنفتاح على التعددية الحزبية وحرية التعبير وتنظيم لعودة اإل

برغم األهمية التي يكتسيها كونه يشكل ة ،المتعلق بقوانين المالي العضوي جهاز العدالة ثم يرد القانون

فأهميته تسبق ، يهتم بتنظيم العالقة بين السلطتين التشريعية و التنفيذيةموضوع دستوري بامتياز، ألنه

الدستور بواسطة المعيار ،ألننا عندما نعرف 123أهمية المواضيع األخرى التي عددتها المادة

نقول أنه يتضمن األحكام المتعلقة بتحديد السلطات وتنظيم العالقة بينها، والنص على ،الموضوعي

.و حرياتهمحقوق األفراد

هتمامه بتكريس إ عن وإن كان يعبر ،ن نص المؤسس الدستوري على صنف القوانين العضوية ذإ

و على رأسها الدستور الفرنسي، القانونية المتعارف عليها في الدساتير المقارنة أو المعايير شكالاأل

بتنظيم الميدان الميزاني والماليهتمامه إال يعكس لكن ترتيب القانون المتعلق بقوانين المالية في المادة ،

سنة على صدور هذا 20رغم مرور ب القانون العضوي هذا صدورويعزز هذا الرأي هو عدم

.الدستور

إال أنه أبقى على الذي حمل العديد من اإلصالحات لمختلف الميادين ،وحتى التعديل الدستوري األخير

وهذا األمر إن واحتفظ بنفس الترتيب لألحكام ،، 123و المادة 120نفس الصياغة المتضمنة في المادة

بالظروف التي صدر فيها و الضمانات التي سعى إلى تقديمها في تلك 1996كان له تفسير في دستور

                                                            1 Michel lascombe, Xavier vandendriessche , op, cité, p115.

.البرلمان بمنحها للحكومة من محتواها القانونيعند الحديث عن مسألة إفراغ الرخصة المالية التي يختص 2

المرحلة ، فإن التفسير الذي يحمله إبقاء التعديل الدستوري األخير على نفس الوضع ، هو تفادي

لميزاني و المالي ، و حتى المجلس الدستوري في رأيه حول هذا التعديل لم يشر السلطة تنظيم الميدان ا

.إلى المالحظات السابقة

يكشف عن غياب اهتمام لدى المؤسس الدستوري 1996غياب التناسق في وضع األحكام في دستور

موعة من الجزائري لتنظيم الميدان الميزاني و المالي ، فشكل صياغة الدستور يجب أن تستجيب لمج

.1المعايير من بينها أن تكون الصياغة قائمة على التناسق بين مختلف األجزاء و الربط بينها

.و السلطة التنفيذية لبرلمانبين اختصاص المالي اإلتوزيع :الفقرة الثانية

الدساتير مسألة توزيع االختصاص بين البرلمان و السلطة التشريعية في سنتطرق في هذه النقطة إلى

حيث نجد بداية إقرارا للبرلمان الجزائرية و مقارنتها مع ما هو عليه األمر في الدستور الفرنسي ،

، ثم توجها نحو تقييد ها االختصاص لصالح السلطة التنفيذية و خاصة في )أوال(باالختصاص المالي

).ثانيا(و التعديل الدستوري األخير1996ظل دستور

.في الجزائر صاص المالي للبرلماناالختتطور : أوال

تختلف ظروف و مبررات تطور فكرة االعتراف بسلطة البرلمان في منح الرخصة المالية للحكومة في

ولكنها تشترك في أنها بدأت بمطالبات و إلحاح عليه األمر في الجزائر، الديمقراطيات الغربية ،عما هو

).ب(دستوريلتنتهي بإقراره كمبدأ ) ا(من النواب

:ي تأسيسيداألشغال البرلمانية مصدر ما) 1

نظام سياسي عن في بحثهاخلفت األحداث التاريخية التي شهدتها الديمقراطيات الغربية،

أثرا عميقا على المؤسسات السياسية والمالية التي يكرس و يحمي حقوق وحريات األفراد ليبرالي

دخل النواب في صراع مع الملك من أجل مواجهة نجلترإ فيف ،2استلهمت من األفكار الليبرالية

فتم إقرار ،والتي تشكل نفقات غير عادية ،خاصة تلك الموجهة لتمويل الحروب المتزايدة الضرائب

.)مبدأ السنوية(دوري ثم مبدأ منح الرخصة المالية بشكل مبدأ الرضا بالضريبة

                                                             64ص المرجع السابق ، ، محمد ناصر بوغزالة 1

2 L Trotabas, J. M, cotteret. Droit budgétaire et comptabilité publique, 5e édition, Dalloz, 1995, France, P 15.

الثورة الفرنسية في إعالن حقوق اإلنسان والمواطن م إقرار مبدأ الرضا بالضريبة بعد تفي فرنسا

.17891لسنة

ريع في الميدان الميزاني والماليكل مبدأ الرضا بالضريبة أساسا إلقرار سلطة البرلمان بالتششذلك بو

واختصاصه المالي في ظل محيط ليبرالي ديمقراطي ، واتضحت العالقة بين السلطة السياسية للبرلمان

مثل في عدم السماح تل الديمقراطية نشغال الوحيد للبرلمان في معظم الدو، فاإل مثيلمبدأ الت يكرس

عتبار أن البرلمان هو إوهذا الصراع يرجع إلى ،للحكومة بزيادة النفقات لتفادي المزيد من الضرائب

لذلك فخضوع الحكومة للبرلمان فيه تدعيم ألسس النظام ، الممثل الشرعي الوحيد عن اإلرادة الوطنية

.2 ة البرلمانالحكومة لسلطخير وسيلة إلخضاع مومية الحد من النفقات العو، الديمقراطي

تميز ، هذا ال في الجزائر تاريخ المالية العامة يختلف عن تاريخ المالية العامة في الدول األخرى

، كرس نظام سياسي يقوم على وحدة السلطةصادي المختلف والذي قتناتج عن المحيط السياسي واإل

، ومن جهة أخرى غياب مبادئ في قتصاديا هذا من جهةإالدولة عن طريق سياسة المخططات وتدخل

ومن ناحية أخرى وجود إرادة سياسية قوية لدى ، ميزاني والماليالقانون الجزائري تنظم الميدان ال

يظهر ذلك من ،قوانين الماليةلمشاريع مبمناسبة مناقشته مالحكومي لرقابتهإلخضاع العمل النواب

3. لمنهجية األشغال البرلمانية المستعملة في الديمقراطيات الليبرالية مستعمالهإخالل

يا مهما في تأطير الميدان الميزاني والمالي في ظل غياب داألشغال البرلمانية هذه مصدرا مامثلت

ختصاصهم المالي إقة بين ممارسة سلطتهم السياسية وعبرت عن وعي النواب بالعال ، مرجعية قانونيةقانون المالية هو : " صرح النائب بوزيدا بما يلي 1963مناسبة مناقشة مشروع قانون المالية لسنة بف 4

استعمال الدخل الوطني قانون أساسي ومهم، التصويت على تحصيل الضريبة وخاصة التصويت على

". متيازات الجوهرية للبرلمانأحد اإلهما

والثاني يتعلق بمبدأ ،أشار النائب إلى مبدأين مهمين األول يتعلق بمنح الرخصة لتحصيل الضرائب

الكالسيكية الليبرالية معبر عنه ، هذا المبدأ له أساس في النظرية 5ستعمال اإلعتمادات الترخيص إل

.1لترخيص المسبقبا                                                            

1Eric Devaux, op, cité, P 8 9. .14 -13، ص 2001فوزت فرحات، المالية العامة، منشورات الحلبي الحقوقية، لبنان، 2

3Mohamed Taher Bouara, op ,cité, P 92. 4 Bouara ، Idem , P 91- 92. 5 Ibid P 94.

أما النفقات فرخصت لمدة ، 1963ترخيصا لإليرادات لكامل سنة 1963تضمن قانون المالية لسنة

فلجأت إلى ،يتضمن تقديرا لنفقات سنة كاملة ،ماليةة الحكومة تقديم مشروع قانون لعدم قدر أشهر 3

الرخصةختصاص المجلس الوطني التأسيسي بمنح حتراما إلإ ،ثة أشهرطلب رخصة خاصة لمدة ثال

كما تظهر مناقشات مشروع قانون ،2المالية من خالل محاولة تقديم توقعات صحيحة لمالية الدولة

، إصرار الحكومة الحصول على الرخصة المالية من البرلمان 1963المالية المعدل لقانون مالية سنة

فقط على المجلس أن أفريل، أشير 10نحن بتاريخ : "... حيث أشار وزير المالية إلى ذلك بتصريحه

تزامإلأفريل أي لأومارس األخير، وأنه مبدئيا، إبتداءا من 31اإلعتمادات صوت عليها إلى غاية

.بنفقة ال يمكن تفعيله

، أنا متخوف كثيرا من أنه حتى إعتمادات إذا أخرتم النقاش العام حتى وصول التقارير األخرى

3." ..أفريل 30، ال يمكن صرفها قبل األشخاص

هم ختصاصن خالل المطالبة بممارسة كاملة إلم ،إن سعي النواب إلى الحفاظ على سلطتهم السياسية

القانونية مبادئ حترام وتطبيق الإهتمام كبير بإيكشف عن ،المالي بواسطة مبادئ ميزانية ليبرالية

قانونية تحضير نصوص المطبقة في األنظمة السياسية المقارنة، والدفع بالحكومة في مراحل الحقة إلى

.4نعدام أساس دستوري لهاإتكرس هذه المبادئ رغم

.يإفراغ الرخصة المالية من محتواها القانون)2

قامت األنظمة السياسية الغربية على أساس مبدأ تركيز السلطة لدى سلطة واحدة، ونظرا للنتائج

مبدأ الفصل بين السلطات الذي يقتضي توزيع ، برز السلبية لهذا النظام وبظهور األفكار الديمقراطية

                                                                                                                                                                                          1 " Dans la conception classique des finances publiques, une dépense publique ne peut être exécutée par l’administration compétente que dans la mesure où elle a été préalablement autorisée par le parlement, ce caractère préalable de l’autorisation est fondamental." Cité par Éric Devaux. Op, cité. P 36. 2 Mohamed Taher Bouara, op ,cité, P 95. 3Bouara, Idem, P 96.

والذي تضمن أحكاما تنظم بعض العمليات 1965المتضمن قانون المالية لسنة 320-65وكمثال على ذلك األمر 4

لصالح 1976الذي شكل موضوعه تجاوزا في تفسير دستور المتعلق بقوانين المالية 17-84 رقم ، والقانون المالية

.68ص المرجع السابق، ، برطال حمزةالمعيار السياسي،

السلطة على هيئات دستورية منفصلة تمثلت في الهيئة التشريعية التي تتولى عملية سن القوانين والهيئة

.التنفيذية تتكفل بتنفيذها

ختصاصزدواجية ممارسة اإلإأي ،ظيفيزدواج الوتطبيق هذا المبدأ ظهرت نظرية اإلوفي تطور

ت السلطتين ختصاصاإ، فلجأت الدساتير للفصل بين 1 من طرف السلطة التنفيذية والتنفيذي يعيالتشر

عتماد معيار القائمة، الذي يقتضي تحديد قائمة المجاالت أو المواضيع التي إفي مجال التشريع إلى

. ختصاص السلطة التنفيذيةت تعود إليختص البرلمان بالتشريع فيها، وباقي المجاال

كما رأينا سابقا أدى إلى منح البرلمان سلطة التشريع في الميدان السياسية خ المؤسسات تطور تاري

2. الميزاني والمالي فهو حين يرخص النفقات واإليرادات يعبر عن اإلرادة العامة، إرادة المواطنين

ت منح اختصاص عام للمجلس الوطني بالتشريع دون التفرقة بين المجاال 1963في الجزائر دستور

.وهذا يرجع الهتمامه ببناء مؤسسات الدولة حديثة االستقالل

" السلطة وتنظيمها" الباب الثاني بـعنون اعتمد نظام سياسي قائم على وحدة السلطة إذ 1976دستور

واعتبر السلطات الثالث التشريعية والتنفيذية والقضائية وظائف، وتبنى االشتراكية كخيار ال رجعة

.فيه

تعلق بتوزيع االختصاص ت 1958ة في الدستور الفرنسي لسنة ل تقنية ليبرالية مستعملولكنه استعم

مجاالت التشريع بقانون ومنح 151التشريعي بين البرلمان ورئيس الجمهورية، حيث عددت المادة

رئيس

.153الجمهورية سلطة التشريع بأوامر في المادة

نصت على اختصاص البرلمان بالتصويت على الميزانية وإقرار المخطط الوطني وهما 151 المادة

اختصاصان مهمان في النظام السياسي واالقتصادي الجزائري تماشيا مع األهداف والمبادئ المحددة

3. في الدستور

لممارسة كرست رغم أن ا 151لم ينص الدستور على قانون المالية ضمن المجاالت المحددة في المادة

صدور قوانين المالية للسنة ومنذ أول سنة لالستقالل تكريس الدستور لنظرية الميزانية بدل نظرية

                                                            ن في األنظمة السياسية أيمن محمد شريف، االزدواج الوظيفي والعضوي بين السلطتين التشريعيتين والتنفيذيتي 1

40، مصر، ص2005، دار النهضة العربية المعاصرة2Louis Trotabas, J ,M,Cotteret , op cité,P 14. 3Mohamed Taher Bouara,op,cité, P 275-276.

المالية غير مفهوم فنظرية الميزانية تعبر عن مفهوم كالسيكي للمالية العامة ال يتماشى مع النهج

نما نظرية الميزانية ي، ب1تماعية االشتراكي الذي يقوم على تدخل الدولة في الحياة االقتصادية واالج

. تقوم على مبدأ الحيادية والتوازن وهذا ال يتماشى مع الفكر االشتراكي التدخلي

فإن 1989، ولكن دستور كرس اهتمام بفكر إيديولوجي أكثر من اهتمامه بالقانون 1976دستور

اإلتجاه اإليديولوجي واعتناق التعددية ىالنظام الدستوري قد تغير باعتماد أولوية الطابع القانوني عل

ومنع السلطة ،و الفصل بين السلطات العمومية باستعماله لمصطلح السلطة بدل الوظيفة الحزبية

التنفيذية من

نية عبر عن غياب اهتمام باألشكال القانو اآلخرهو ولكنه ،21976كما في دستور التشريع بأوامر

التشريع بقانون التي يختص لمجاالت هة إذ نص هو اآلخر في سياق تحديدلدوالمتعلقة بتنظيم مالية ال

.على التصويت على الميزانية وإقرار المخطط الوطني 115بها المجلس الشعبي الوطني في المادة

و التعديل الدستوري األخير 1996دستور النقاش حول االختصاص المالي للبرلمان يثيره كل من

المؤسس الدستوري قد أعطى أهمية لإلشكال والمعايير القانونية حيث أنحظ يالحيث ،2016لسنة

123ينها ما نصت عليه المادة نص على تنظيم مواضيع ذات محتوى دستوري بقوانين عضوية من ب

.منه على اختصاص البرلمان بالمصادقة على قوانين المالية 120، ونص في منه

يصادق البرلمان على قانون المالية في مدة "... : على أنه 1996دستورمن 9و 120/8تنص المادة

.من تاريخ إيداعه، طبقا للفقرات السابقة) 75(أقصاها خمسة وسبعون يوم

وفي حال عدم المصادقة عليه في األجل المحدد سابقا ، يصدر رئيس الجمهورية مشروع الحكومة

".بأمر

البرلمان لممارسة إختصاصه المالي فلم تحدد له أجال ،الدساتير السابقة تركت المجال مفتوحا أمام

ولكن تحديد أجل للبرلمان في المصادقة على قوانين المالية وإن كان يشكل تقييدا على حرية البرلمان

في ممارسة إختصاصه ،إال أنه في الحقيقة له مايبرره كون أن قانون المالية للسنة يمثل رخصة لمدة

لمصادقة على مشروع قانون المالية للسنة الموالية ستشل جميع نشاطات و في حال عدم ا سنة

.الدولة

                                                            1Bouara ، Idem, P 277.

مجلة المدرسة الوطنية لإلدارة ، و المغرب و تونس مجال القانون في دساتير كل من الجزائر سعيد بوالشعير، 2

.20ص 1991لسنة2عدد 1،المجلد

إذا : "... من الدستور الفرنسي بنصها على أنه 47/3المادة الفقرة التاسعة من نص المادة يقابلها نص

".لم يفصل البرلمان في أجل السبعين يوم، أحكام المشروع يمكن أن تسري بأمر

بين النصين يكمن في أن الدستور الجزائري يجبر رئيس الجمهورية على إصدار مشروع قانون الفرق

المالية بأمر إذا لم يصادق عليه البرلمان خالل األجل المحدد له وإن كان هذا اإللزام غير مجد طالما

.أنه لم يحدد له مدة إلصداره

ينفي عن البرلمان حريته في منح "قةعدم المصاد"لمصطلح المؤسس الدستوري الجزائري استعمال

هذا يعني أنه كسلطة دستورية ال تتمتع باستقاللية في ، الرخصة المالية للحكومة أو رفض منحها

، فالحكومة نظريا وحسب النص ال تحتاج ترخيص من البرلمان لتنفيذ مشروع ممارسة هذه السلطة

جميع الحاالت وهذا ال يتناسب مع مبدأ احترام بصفة شكلية طالما أنه سيصدر في قانون المالية إال

1، ويعزز من تفوق سلطة رئيس الجمهورية للبرلمان االختصاص المالي

الرخصة المحتوى القانوني من الدستور الفرنسي عبرت عن احترام 47/3في حين أن نص المادة

يوما يفقد حقه في 70فالبرلمان الفرنسي حين ال يفصل في مشروع قانون المالية في ميعاد الماليةاألولى أنه : هذا الشأن مالحظتينفي يسجل ، رئيس الجمهوريةالتصويت عليه وتنتقل هذه السلطة إلى

في هذه ألنه، المالية قانون مشروعالبرلمان رفض إذا)إصدار األمر(ال يمكن ممارسة هذه السلطة

الحلول ) 'peuvent'باستعماله لمصطلح (، والثانية أن الدستور منح الحكومة إمكانية الحالة قد فصل

2. يمر محل البرلمان كما يمكنه ترك الميعاد المحدد

فالمحتوى القانوني لممارسة البرلمان الختصاصه يشمل حريته في ذلك بقبول أو رفض المصادقة على

تقضي بأنه في حالة عدم الدستور الفرنسي التي منه 47/3نص المادة في ، مثلما جاء المشروع

يمكن لرئيس الجمهورية ) يعني سلبا بالرفض أو إيجابا بالمصادقة على مشروع قانون المالية(الفصل

.إصداره بأمر

فالبرلمان الفرنسي يفصل في مشروع قانون المالية المعروض عليه، في حين أن البرلمان الجزائري

خيار وحيد له و هو المصادقة ، فال أهمية لرأيه ألنه في كل الحاالت سيصدر وحتى وإن ىمجبر عل

.رفضه له أبدى

                                                            1Si le parlement ne s’est pas prononcé dans un délai de soixante dix - jours, les dispositions du projet peuvent être mise en vigueur par ordonnance. 2Pierre la lumière, les finances publiques, Armand colin, France, 1976, P 274.

كما يالحظ على التعديل الدستوري األخير توجهه نحو المزيد من تحديد سلطات البرلمان المالية لصالح

ن بالتشريع اختصاصه إذ ألغى من مجاالت اختصاص البرلما تعزيز سلطة رئيس الجمهورية ،

.بالتصويت على المخطط الوطني

هذه البرامج يصدرها رئيس وقد حلت البرامج الوطنية محل المخططات الوطنية في الوقت الحالي ،

، وهذا يفسر على أنه تقليص لسلطات البرلمان مقابل تعزيز سلطات رئيس الجمهورية الذي الجمهورية

ت التي ال تندرج ضمن المجاالت المحددة في الدستور للبرلمان للتشريع الى المجاال سلطته التنظيميةتمتد

فيها

اختصاص المصادقة على هذه البرامج يندرج ضمن نه في الدستور المقارن الفرنسي ،في حين أ

.اختصاصات البرلمان و تسمى قوانين البرامج

:دور السلطة التنفيذية في الميدان المالي: ثانيا

لقانوني لصالح السلطة البرلمان بمنح الرخصة المالية افرغا تدريجيا لمحتواه ايعرف اختصاص

أهمهافإن كان ترك المبادرة بتحضير مشاريع قوانين المالية للحكومة له مبرراته والتي من التنفيذية

إال أن منع النواب من التعبير عن موقفهم وخاصة في حال ،)ا(الحفاظ على مبدأ توازن الميزانية

حل وحيد و أماميجعل البرلمان ، إصدارهاومنح كامل السلطة لرئيس الجمهورية في رفضهم لها ،

.)ب(بهاهو القبول

:حتكار الحكومة المبادرة بقوانين الماليةإ ) أ

المبدأ الدستوري المتضمن تحديد سلطة النواب في المبادرة بالقوانين في الميدان الميزاني

والمالي يرتبط ارتباطا وثيقا بمبدأ توازن الميزانية الذي ظهر في ظل نظرية ليبرالية كالسيكية وشكل

حيث السياسي كما تطور مع تطور ممارسات المؤسسات الدستورية والنظام ،1أحد المبادئ الذهبية لها

الحكومة لسلطتهم خضاعفي إ ح بحرية كبيرة كرمز على قوتهمفي البداية عملية االقترا مارس النواب

                                                             .76، ص المرجع السابقمحمد محمد عبد اللطيف، ا 1

، وفي محاولة لتحديد سلطة البرلمان هذه الممارسات أدت إلى عدم حرصهم على توازن الميزانية

. 1 1958من الدستور 40تم منع النواب من االقتراح بموجب المادة ) عقلنة النظام البرلماني(

من الدستور ما زال قائما بموجب أحكام القانون 40ورغم أن عدم قبول االقتراح المالي الواردة المادة

منه 47صار يتم على مستوى المهمة طبقا لنص المادة ره ن تقديإف العضوي المتعلق بقوانين المالية

كما أن دراسة قبوله يجب أن تستند إلى تعليل التعديالت و بعبارة أخرى فإن باستطاعة عضو البرلمان

من اآلن فصاعدا المبادرة إلى طلب زيادة اعتمادات هذه البرامج أو تلك شريطة عدم زيادة اعتمادات

البرنامج بها، و عليه إذا توقع حدوث تعديل للزيادة التي يقترحها و ذلك ضمن المهمة التي يتعلق هذا

ميزانية المهمة نفسها وهكذا يجد أعضا البرلمان أنه من الجاز لهم القيام بموازنات حقيقية في

موضوع الميزانية العامة بدل االنحصار في تقديم تعديالت ذات أهمية إخبارية أورمزية كما في

.2السابق

سلطة المبادرة بالقوانين لكل من الوزير األول المعدل و المتمم 1996في الجزائر منح دستور

، ولكن سلطة البرلمان في اقتراح القوانين في الميدان الميزاني 3 وأعضاء مجلس األمةنواب الو

ال يقبل اقتراح أي قانون مضمونه أو : " بنصها على أنه 139والمالي حددت عن طريق نص المادة

نتيجته تخفيض الموارد العمومية، أو زيادة النفقات العمومية، إال إذا كان مرفوقا بتدابير تستهدف

، أو توفير مبالغ مالية في فصل آخر من النفقات تساوي على األقل المبالغ الزيادة في إيرادات الدولة

."المقترح إنفاقها

لهذا المبدأ غير مفهوم ألن هذا المبدأ مكرس في الدساتير الليبرالية التي تعتمد مبدأ 1976دستور يتبن

الفصل بين السلطات وتسعى إلى تحقيق مبدأ توازن الذي يرتبط بمبدأ حيادية الميزانية في حين أن

راكي يقوم اشت منهج قام على أساس وحدة السلطة من جهة، ومن جهة أخرى كرس 1976دستور

                                                            1L Trotabas, J ـM,Cotteret ,op,cité, P 176.

مجلة 2006بقوانين المالية دخل فعال حيز التنفيذ في عام ، القانون األساسي المتعلق ) Jean Arthuis (جان أرتوي  2

1405،1406،الجزائرية للكتاب ، ص 2006لسنة 5القانون العام ، عدد من التعديل الدستوري األخير من مجال المبادرة بالقوانين ليشمل اضافة الى رئيس 136حيث وسعت المادة 3

حق المبادرة كذلك العضاء مجلس االمة في مسائل محددة تتعلق الجمهورية ونواب المجلس الشعبي الوطني منحت

.بالتنظيم المحلي وتهيئة االقليم ، والتقسيم االقليمي

على تدخل الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية، وهذا ينفي اهتمامه بمبدأ توازن الميزانية فما

الداعي إلى تحديد سلطة النواب في االقتراح في الميدان الميزاني والمالي؟

نين المالية على احتكار السلطة التنفيذية مجال المبادرة بقوا 1996من دستور 120/8وقد أكدت المادة

رئيس الجمهورية صدر في األجل المحدد سابقا، ي وفي حالة عدم المصادقة عليه: "... بنصها على أنه

1...".مشروع الحكومة بأمر

الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني 02-99من القانون العضوي رقم 44كما نصت المادة

يصادق البرلمان على : " بينهما وبين الحكومة على أنهومجلس األمة، وعملها، وكذا العالقات الوظيفية

يوما من تاريخ إيداعه طبقا ألحكام المادة ) 75(مشروع قانون المالية في مدة أقصاها خمسة وسبعون

.من الدستور 120

يصوت المجلس الشعبي الوطني على مشروع قانون المالية في مدة أقصاها سبعة وأربعون

..."خ إيداعهيوماابتداء من تاري)47(

نشير إلى اختصاص النواب في المبادرة بقوانين المالية كمبدأ دستوري له مبرراته قييدإن تقرير مبدأ ت

:بعضها

فهو يتماشى مع مبدأ التمثيل 2يشكل حماية لمبدأ توازن الميزانية هذا المبدأ كون ىإضافة إل-

الديمقراطي

أن قوانين المالية تعتبر ترجمة رقمية لبرنامج عمل الحكومة الذي هو تنفيذ لبرنامج رئيس إذ

.الجمهورية المنتخب والشعب هو من صوت لصالح هذا البرنامج

.3فالميزانية هي اإلطار الذي تنعكس فيه اختيارات السلطة التنفيذية ألهدافها وأداتها في تحقيقها

لمبدأ الفصل بين السلطات إذ أن منع النواب من المبادرة في المجال الميزاني يشكل هذا المبدأ حماية -

انين المالية وجهان لعملة ، فالبرنامج السياسي وقو4يكرس عدم التداخل في االختصاصات والمالي

                                                             من التعديل الدستوري االخير نفس المحتوى10/ 139وتضمنت المادة  1

2Louis Philip ,op, cité P43-44. 271ص عادل أحمد حشيش ، المرجع السابق ، 3، مذكرة ماجستير، جامعة ، خصوصية قانون المالية والقانون العضوي في النظام القانوني الجزائري أمالونبيل 4

.97،98، ص 2007- 2006السنة الجامعية الجزائر

، وتدخل النواب في صاحب االختصاص في البرنامج السياسي هو األقدر على تحويله إلى أرقام واحدة

.شروع قانون المالية هو تدخل في وضع البرنامج السياسي بصفة غير مباشرةإعداد م

على مبدأ التوازن بين السلطتين التشريعيتين والتنفيذيتين في كما أن هذا المبدأ يساهم في الحفاظ -

منعت السلطة ، قوانين في هذا المجال اقتراحات الالمجال المالي فمقابل منع النواب من المبادرة ب

تنفيذيةال

103فقد تم إقرار استقالله بإعداد ميزانيته في نص المادة ، من التدخل في إعداد ميزانية البرلمان

تتمتع كل غرفة في البرلمان باالستقاللية المالية، تصوت : " من القانون العضوي أعاله بنصها على أنه

، ن كل سنةغرفة في البرلمان على ميزانيتها بناءا على اقتراح من مكتبها خالل دورة الخريف مكل

".تبلغ الميزانية الحكومة لدمجها في قانون المالية

مبدأ المسؤولية يقتضي كذلك أن تترك المبادرة للسلطة التنفيذية في الميدان الميزاني والمالي، -

ند تنفيذ قانون المالية ال يتحملها معها النواب، وكذلك مسؤوليتها عن فمسؤولية الحكومة أمام النواب ع

.سياستها المالية أمام الشعب

وفي األخير يجد المبدأ مبرره في كون أن السلطة التنفيذية هي األقدر على إعداد مشروع قانون -

المرافق العمومية هي على المالية كونها تملك اإلمكانيات الفنية والبشرية لذلك فباعتبارها تتولى تسيير

ألن قانون المالية يتميز بكونه ،1دراية باحتياجات هذه المرافق من نفقات وباإليرادات المتوقع تحصيلها

.2استشرافية إليرادات ونفقات سنة مقبلة نظرة يحمل

:تفوق سلطة رئيس الجمهورية في الميدان المالي ) ب

للبرلمان ولكن الدستور حدد له أجال للتصويت اختصاص منح الرخصة المالية كأصل يعود

على مشروع قانون المالية وفي حالة عدم المصادقة عليه في هذا األجل يتحول اختصاص منح

. 1996من دستور 120/9/8الرخصة المالية إلى رئيس الجمهورية فيصدره بأمر طبقا لنص المادة

الذي يصدره رئيس الجمهورية و المتضمن قانون المالية للسنة بالمقارنة مع األمروعن خصائص

والتي تقابلها المادة ، األخيرمن التعديل الدستوري 142نص المادة إلىالتي يصدرها استنادا األوامر

تخضع لضوابط و 142نص المادة إلىالتي تصدر استنادا األوامرنجد ان ،1996دستور من124

يأخذ رأي مجلس الدولة حولها ،أما بالنسبة لألمر الصادر استنادا إلى أنل في انه يجب شروط تتمث

وإن كان فإن رئيس الجمهورية ليس مجبرا على استشارة مجلس الدولة في إصداره ،138نص المادة

يخضع كمشروع حكومي لإلستشارة من قبل المجلس، ولكن قبل عرضه على مجلس الوزراء،استنادا

.فاألمر يختلف من التعديل الدستوري األخير،136/3المادة نص إلى

على كل غرفة 142الضابط الثاني يتمثل في ضرورة عرض األوامر الصادرة إستنادا إلى نص المادة

وبالنسبة ، م الموافقة عليها تعد الغيهوفي حالة عد من البرلمان للموافقة عليها في أول دورة له،

األمر الذي يصدره أما ، فيجب أن تتخذ في مجلس الوزراء الحالة االستثنائيةألوامر المتخذة في ل                                                            

.74محمد محمد عبد اللطيف، المرجع السابق، ص 1 .114فوزت فرحات، المرجع السابق، ص 2

وألن هذا األمر يتخذ أصال أثناء انعقاد البرلمان ونتيجة 138رئيس الجمهورية استنادا إلى نص المادة

:، هذا األمر له عدة خصائص لعدم مصادقته على مشروع قانون المالية في األجل المحدد له لذلك

، فمن أن سلطة رئيس الجمهورية في التشريع بأوامر هي سلطة مقيدة شكال وموضوعا وأداة ــــ

الناحية الشكلية رئيس الجمهورية يستطيع أن يمارس هذه السلطة دون إتباع أي إجراءات أو أشكال

فالمؤسس الدستوري لم يشترط اتخاذ هذه األوامر في مجلس الوزراء أو ضرورة استشارة دستورية

يئة معينة، أما من الناحية الموضوعية فهذه السلطة ال تمس إال مشروع الحكومة المتعلق بقانون ه

المالية وال يمتد إلى مسائل تشريعية أخرى فال يمكن لرئيس الجمهورية في حالة عدم المصادقة على

التي يفرغ ن الدستور حدد الصورةناحية األداة أل قانون آخر أن يصدره بأمر، وهي سلطة مقيدة من

.عمل رئيس الجمهورية هذا وهو أمر فيها

البرلمان بل يمارسها إن سلطة رئيس الجمهورية هذه ال يمارسها بمقتضى تفويض تشريعي من

من الدستور وبالتالي ال تملك أي سلطة منع رئيس 138نص المادةتطبيقا لنص دستوري صريح وهو

1. الجمهورية من ممارسة سلطته هذه إذا تحقق سبب اتخاذها

ال تعرض األوامر المتضمنة قانون المالية على الموافقة البرلمانية مثلما هو عليه الحال في ــــ

يوما 75التشريعي بمرور أجل ، فالبرلمان يفقد اختصاصه 142األوامر الصادرة طبقا لنص المادة

.المحددة له المصادقة على مشروع قانون المالية

كما أن رئيس الجمهورية يصدر مشروع قانون المالية بأمر كما هو وليس له سلطة إجراء ـــــ

.تعديالت عليه

ليس لرئيس الجمهورية سلطة تقديرية في إصدار مشروع قانون المالية بأمر بل هو التزام ــــ

.ستوري يقع عليهد

مدة التي يجب على رئيس الجمهورية أن يصدر خاللها األمر المتضمن اللم يحدد الدستور ــــ

قانون المالية ولكن بالرجوع إلى أنه قيد البرلمان في مدة المصادقة على مشروع القانون وألزم رئيس

وهذا سيؤدي ، للسنة القادمة الجمهورية بإصداره فإنه قرر ذلك قصد تفادي أثار غياب قانون سيطبق

.إلى شلل كلي للدولة في جميع الميادين، لذلك ال بد من إصداره قبل بداية السنة المالية

                                                            جمهورية في النظام الدستوري الجزائري، مذكرة لنيل شهادة محمد بركات، االختصاصات التشريعية لرئيس ال1

.14- 13ص 2008ــ2007جامعة أبو بكر بلقايد، تلمسان، الماجستير

من الدستور فله قوة 138أما عن القيمة القانونية ألمر رئيس الجمهورية المستند إلى نص المادة

.المشار إليها أعاله 02-99وي رقم من القانون العض 44/5، نصت على ذلك المادة قانونية المالية

اإلجرائيالدستورية ذات الطابع األحكام:المطلب الثاني

القوانين العضوية والمتضمنة في الدستور اإلجرائية األحكاممختلف إلى طلبسنتطرق في هذا الم

بين الحكومة المنظم للعالقات 02-99لعضوي رقمالقانون ا وخاصة تلك التي نص عليها

ودور األحكام،دور القاضي الدستوري الجزائري في حماية هذه إلىثم ، )األولىالفقرة (والبرلمان

.)الفقرة الثانية(في الجزائر يطير الميدان المالأالمعاهدات الدولية في ت

عرض والتصويت على قوانين المالية إجراءات:األولىالفقرة

يبسط المحتوى المعقد لمشاريع قوانين المالية ،الذي احترام الرخصة المالية للبرلمان يقتضي أن

تقييد البرلمان بأجل أنكما ، )ا(يتضمن حسابات و جداول تنبني على تقديرات الحكومة و خياراتها

التصويت على هذه المشاريع يفرض وضع إجراءات دستورية متميزة لتنظيم هذه العملية و لمناقشة

).ب(

.قانون الماليةعرض غير دقيق لمشروع : أوال

تشكل عملية عرض مشروع قانون المالية للسنة أداة مهمة في الدول الديمقراطية التي تحترم

كما يرفق هذا ،)ا(االختصاص المالي للبرلمان حيث يسمح له هذا العرض بفهم الخيارات الحكومية

الخيارات ومجموعة من فسيرية التي تشرح بشكل مفصل هذه تروع بمجموعة كبيرة من الوثائق الالمش

).ب(التقارير التي تسمح باطالع النواب على الوضع االقتصادي واالجتماعي والمالي للبلد

:غياب مادة التوازن في هيكل مشروع قانون المالية-أ

الهيكل الذي يعرض فيه مشروع قانون المالية كان نتيجة مطالبة النواب بعرض واضح لمجموع

.وحماية الختصاصهم المالي 1وثيقة موحدة احتراما لمبدأ وحدة الميزانيةاإليرادات والنفقات في

                                                            1 - Eric.Devaux.op.cite, P56.

المتعلق بقوانين 17-84رقم من القانون 67عرض مشروع قانون المالية نصت عليها المادة هيكل

يتضمن الجزء األول األحكام : "حيث نصت على عرضه في جزئين متباينين ،المعدل والمتمم المالية

الموارد العمومية وبالطرق والوسائل التي تضمن سير المصالح العمومية وتسمح المتعلقة بتحصيل

...".بضمان التوازنات المالية الداخلية والخارجية المنصوص عليها في المخطط السنوي للتنمية

مثال وقوانين المالية للسنوات السابقة نجد أن العرض ال 2016في عرض هيكل قانون المالية لسنة

أعاله بحيث ال تظهر مادة التوازن في 67اء دراسة مستفيضة كما تنص على ذلك المادة يسمح بإجر

.، كما نجد أن األحكام المتعلقة بالجباية البترولية دائما للبيان الجزء األول

.فصول 4يتضمن 1مثال نجد الجزء األول 2016ففي قانون المالية لسنة

).للبيان(أحكام تتعلق بتنفيذ الميزانية والعمليات المالية للخزينة : األول الفصل

.أحكام جبائية : الفصل الثاني

ى متعلقة بالموارد أحكام أخر: الفصل الثالث

                                                            

هذه ، ب بمختلف أنواعها ئالجزء األول من قانون المالية في الجزائر يتضمن أحكاما تتعلق بصفة عامة بالضرا 1

األخيرة تحكمها مجموعة من المبادئ يتعين على المشرع المالي مراعاتها و احترامها عند تقرير الضرائب ، وتعتبر

أساسا لمصلحة المكلفين مني تخضع له القاعدة القانونية الضريبية ، وقد تقررت ضهذه المبادئ بمثابة دستور عام

:ومن أهمها نذكر بالضريبة

اإللتزام بهذا عليها والذي يقتضي أن الدولة عند فرضها للضرائب على المكلفين بها : المساواة ــ مبدأ العدالة و1

.المبدأ تحقيقا للعدالة و المساواة في توزيع األعباء العامة بينهم

ويقصد به أن تكون الضريبة محددة دون غموض أو إبهام ، و هذا سيسمح للمكلف بها من أن : ــ مبدأ اليقين 2

مقدما وضعيته الضريبية من حيث الضرائب الملزم بأدائها و سعرها و كافة األحكام القانونية المتعلقة بها ، األمر يعرف

.الذي سيسمح له معرفة حقوقه إتجاه اإلدارة المكلفة بالضرائب و الدفاع عنها

صورة تتالءم مع ظروف و يقصد بهذه القاعدة ضرورة تنظيم أحكام الضريبة ب: ــ مبدأ المالءمة في الدفع 3

.المكلفين بها وتيسير دفعها و خاصة ما يتعلق بمواعيد و طرق و إجراءات التحصيل

و يقصد بهذا المبدأ أن يتم تحصيل الضريبة بأسهل الطرق التي ال تكلف اإلدارة : ــ مبدأ االقتصاد في النفقات 4

الضريبة فعاليتها أكثر كمورد هام تعتمد عليه الدولة دون المالية مبالغ كبيرة قد تتجاوز الضريبة ذاتها وبهذا ستضمن

.إنفاق جزء كبير منه من أجل تحصيله

، مصر ألكثر تفصيل حول هذه المبادئ انظر سوزي عدلي ناشد ، الوجيز في المالية العامة ، دار الجامعة الجديدة

.و ما بعدها 124ص ، 2000

1).للبيان(الرسوم شبه الجبائية : الفصل الرابع

: المعدل والمتمم على أنهالمتعلق بقوانين المالية 17- 84إذن برغم نص المادة األولى من القانون

تحدد قوانين المالية في إطار التوازنات العامة المسطرة في مخططات التنمية االقتصادية واالجتماعية "

أعاله على ضرورة عرض يسمح بضمان 67ورغم نص المادة ..." المتعددة السنوات والسنوية

على عكس ، ن مادة تتعلق بالتوازنالتوازنات المالية إال أن عرض مشاريع قوانين المالية ال يتضم

1959جانفي 2من األمر 31عرض هيكل مشروع قانون المالية في فرنسا حيث نضمته المادة

المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية، ففي الجزء األول ال نجد فقط اإليرادات بل كذلك

2.المبالغ الكبرى للنفقات

:فرنسا يعرض في الجزء األول على النحو التاليفمشروع قانون المالية في

.أحكام تتعلق بالموارد: العنوان األول

.أحكام تتعلق باألعباء: العنوان الثاني

أحكام تتعلق بتوازن الموارد واألعباء ويتضمن مادة وحيدة تقدم على شكل جدول : العنوان الثالث

كبرى للنفقات النهائية في الميزانية العامة يتضمن مقابل مجموع الموارد المقدرة، سقف األصناف ال

حسابات التخصيص الخاص، وكذلك الميزانيات الملحقة، العمليات المؤقتة المسطرة في الحسابات

3.الخاصة للخزينة، الرخصة العامة للقروض

المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم 17-84من القانون 67 أما الجزء الثاني فحسب نص المادة

:فهو يتضمن

المطبقة بصدد الميزانية العامة للدولة والموزعة حسب طبيعة النفقات لالعتماداتالمبلغ اإلجمالي -

.المخصصة للتسيير، وعلى كل قطاع بالنسبة للتجهيزات العمومية

.المبلغ اإلجمالي للنفقات برأسمال-                                                            

مؤرخة في 72، ج ر عدد 2015ديسمبر 30المؤرخ في 2016يتضمن قانون المالية لسنة 18-15رقم قانون- 1

.2015ديسمبر 312 Louis Phili ، op.cité.,p 10.11. 3 Eric Devaux, op,cité,,p 58.59.

.الترخيصات اإلجمالية لإليرادات والنفقات بصدد كل ميزانية ملحقة-

.اإلجراءات ذات الطابع التشريعي المطبقة على الحسابات الخاصة للخزينة-

األحكام المختلفة المطبقة على العمليات المالية للدولة التي ال تنصب إال على المحتويات التي ينص -

.عليها هذا القانون

:، يتضمن أربعة فصول"الميزانية والعمليات المالية للدولة"زء ب يعنون هذا الج

:الميزانية العامة للدولة وتشمل قسمين: الفصل األول-

الموارد ويتضمن المبلغ اإلجمالي المطبق على النفقات النهائية للميزانية العامة للدولة : القسم األول

تظهر

).أ(في الجدول

تسيير توزع حسب كل دائرة االعتماد اإلجمالي المخصص لنفقات ال النفقات ويتضمن: القسم الثاني

).ب(تظهر في الجدول وزارية

االعتماد اإلجمالي المخصص لتغطية نفقات التجهيز ذات الطابع النهائي توزع حسب كل قطاع -

).ج(وتظهر في الجدول

).ج(سقف رخص البرامج يوزع حسب كل قطاع يظهر في الجدول -

:ميزانيات مختلفة، ويشمل قسمين: الفصل الثاني

.الميزانية الملحقة: القسم األول

.ميزانيات أخرى: القسم الثاني

.الحسابات الخاصة للخزينة: الفصل الثالث

1.أحكام مختلفة مطبقة على العمليات المالية للدولة: الفصل الرابع

                                                             .2016المتضمن قانون المالية لسنة 18- 15القانون رقم - 1

ذات الطابع الدائم وذات الطابع ال نجد في هذا الهيكل احتراما للتقسيم القائم على أساس العمليات

توزيعها على القطاعات بل يظهر المبلغ ) ج(كما أن العمليات برأسمال ال نجد في الجدول المؤقت

.لرخص البرامج المخصصة لها والعتمادات الدفع

أعاله يشير كذلك إلى التمييز بين األحكام ذات الطابع المؤقت واألحكام ذات 67كما أن نص المادة

.، فكل حكم لم تحدد مدة تطبيقه صراحة يعد حكما ذا طابع دائم الطابع الدائم

يظهر الجزء الثاني في مشروع قانون المالية الفرنسي أكثر منهجية ووضوح يساعد النواب في فهم

Moyens des services et"بوسائل المصالح وأحكام خاصة"لمشروع حيث يعنون هذا الجزء محتوى ا

disposition spéciales "ويشمل عنوانين:

.أحكام مطبقة خالل السنة: العنوان األول

:عمليات ذات طابع نهائي وتشمل- 1

.الميزانية العامة-أ

.الميزانية الملحقة-ب

.لحسابات التخصيص الخاصعمليات ذات طابع نهائي -ج

.عمليات ذات طابع مؤقت- 2

.أحكام مختلفة- 3

:أحكام دائمة، وتشمل: العنوان الثاني

.مقاييس ضريبية- 1

1.مقاييس أخرى- 2

                                                            

.105السابق، ص محمد محمد عبد اللطيف، المرجع- 1

:الوثائق المرفقة بمشروع قانون المالية-ب

ثائق التي تهدف إن أهم ما يميز التنظيم اإلجرائي لمشاريع قوانين المالية هو أن ترفق بعدد كبير من الو

إلى إعالم البرلمان باألوضاع االقتصادية والمالية للدولة، وكذا فهم أحسن للخيارات الميزانية

1.للحكومة

مجموع هذه الوثائق ويتعلق األمر المتعلق بقوانين المالية 17-84من القانون 68وقد حددت المادة

:بـ

تفسيري للتوازن االقتصادي والمالي والنتائج المحصل عليها وآفاق المستقبل مبرزا على تقرير- 1

الخصوص وضعية تقديرات اإليرادات بالعملة الصعبة المحررة بالدينار ومشروع توزيعها على

.النفقات

:ملحقات تفسيرية تبين خاصة ما يلي- 2

لك المتعلقة باإلجراءات الجديدة وبصفة التقييمات حسب كل صنف من أصناف الضرائب السيما ت- /أ

.، تقديرات الحواصل الناتجة عن موارد أخرى عامة

توزيع نفقات التسيير لمصالح الدولة حسب كل فصل ويكون مرفوقا عند االقتضاء بتقييم حول -/ب

.تطور تكاليف الخدمات

.توزيع النفقات ذات الطابع النهائي للمخطط السنوي حسب كل قطاع- /ج

قائمة الحسابات الخاصة للخزينة تبين مبلغ اإليرادات والنفقات والمكشوفات المقررة لهذه -/د

.الحسابات

.القائمة الكاملة للرسوم شبه الجبائية-/ه

3-تضمن ضبط الميزانية لسنة الماليةمشروع القانون الم- 3

                                                            1-Eric Devaux.op.cite.P59.

من األمر 32صت عليها المادة يعطى لهذه الوثائق أهمية كبيرة في القانون الميزاني والمالي الفرنسي ن

01عزز القانون العضوي المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية وقد 1959جانفي 2

على ضرورة إرفاق مشروع قانون 50حق البرلمان في اإلعالم أكثر بنصه في المادة 2001أوت

مالية لألمة، هذا التقرير سيسمح المالية بتقرير عن الوضع واألهداف االقتصادية واالجتماعية وال

للبرلمان باإلطالع على الظروف العامة التي تحيط بقانون المالية، وكذا ستسمح له بالتحقق من

1.مصداقية التقديرات المتضمنة في الوثائق الميزانية

.أما عن الوثائق التفسيرية فهي مقسمة إلى الوثائق الزرقاء، الصفراء، الخضراء، البيضاء

:وتتضمن ثالث أنواع من المعلومات Les bleus budgtaireثائق الزرقاء الو/أ

تحليل مفصل بواسطة عنوان، جزء، فرع، فصل، ومواد للمنح الميزانية لكل وزارة، عمليات - 1

.الميزانيات الملحقة والحسابات الخاصة للخزينة

.ء المشتركةفي العمليات برأسمال نجد تراخيص البرامج واعتمادات الدفع، األعبا- 2

عرض وظيفي لالعتمادات على أساس مهام، برامج، أو نشاطات الوزارة تتماشى مع المؤشرات- 3

.معنيةالرقمية على الوسائل، النشاطات، ونتائج كل وزارة

وتأخد شكل تقارير حول مختلف المسائل المطروحة ":Les jaunes budgetaires"الوثائق الصفراء /ب

.وتتضمن مؤشرات عامة إلعالم البرلمان قانون المالية او التشريعات العادية ، من النواب المدرجة في

، وتضمن وتتعلق بميزانية البرامج في مختلف الوزارات :les blancs budgetairesالوثائق البيضاء/ج

.من طرف كل وزارة لتصل إلى غاية الفقراتفذة وصف لمدونة الميزانية المن

:Les verts budgetairesالوثائق الخضراء /د

في السنة الماضية، ) المصوت عليها(المرخصة االعتمادات وتتميز بطابعها الخاص، حيث تتضمن

وهي ال تلحق بمشروع قانون المالية فهي تقدم في شهر ماي أثناء تنفيذ الميزانية بخالف الوثائق

                                                            1 Eric Devaux،op.cite.P63.

إلى مالحق أخرى تكشف محتوى األخرى التي تقدم للبرلمان أثناء مناقشة مشروع قانون المالية إضافة

1.قانون المالية

مناقشة و التصويت على قوانين المالية اجراءات :ثانيا

تحتكر السلطة التنفيذية مجال المبادرة بمشاريع قوانين المالية، إال أن عملية المناقشة والتصويت عليها

يبقى من االختصاص المالي للبرلمان، وكون أن اإلجراءات التي تنظم العالقة بين السلطتين في هذا

ة تقديم مشاريع قوانين المجال تخضع لتنظيم دستوري فإننا نالحظ أن المؤسس الدستوري قد نظم عملي

التصويت إال أن عملية ،)أ(المالية بنفس الكيفية واإلجراءات التي تخضع لها مشاريع القوانين األخرى

).ب(على مشاريع قوانين المالية ونظرا لطابعها االستعجالي فهي تخضع إلجراءات متميزة

:إجراءات عرض مشاريع قوانين المالية-أ

الجديد مبدأ إجرائي جديد يتعلق بجواز عرض مشاريع القوانين على مجلس تبنى التعديل الدستوري

تعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء بعد : "...بنصها 136/3األمة أوال حسب نص المادة

رأي مجلس الدولة، ثم يودعها الوزير األول، حسب الحالة، مكتب المجلس الشعبي الوطني أو مكتب

".مجلس األمة

أن مشاريع القوانين تودع مكتب المجلس الشعبي الوطني أوال وله األسبقية تقضي قاعدة العامة لكن ال

في

مناقشتها والتصويت عليها واالستثناء هو أن تعرض مشاريع القوانين على مجلس األمة أوال وذلك في

2.مجاالت محددة

باستثناء الحاالت المبينة في : "من التعديل الدستوري الجديد بنصها 137/2وقد أكدت هذا األمر المادة

".، تودع كل مشاريع القوانين األخرى مكتب المجلس الشعبي الوطني الفقرة أعاله

                                                            1Eric Devaux،op.cite,p 66.67et68.

تودع مشاريع القوانين المتعلقة بالتنظيم المحلي وتهيئة اإلقليم والتقسيم : "بنصها 137/1حددت هذه المجاالت المادة - 2

...".اإلقليمي مكتب مجلس األمة

اله أع 137مع مراعاة أحكام الفقرة األولى من المادة : "على أنه 138يف المادة ضوفي نفس السياق ت

يجب أن يكون كل مشروع أو اقتراح قانون موضوع مناقشة من طرف المجلس الشعبي الوطني

".ومجلس األمة على التوالي حتى تتم المصادقة عليه

الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني 02- 99من القانون العضوي 21نفس األمر أكدته المادة

.يفية بينهما وبين الحكومةومجلس األمة وعملهما، وكذا العالقات الوظ

قبل ذلك يجب أن يعرض مشروع القانون بما في ذلك مشروع قانون المالية على مجلس الدولة إلبداء

من التعديل 136/3رأيه حوله في إطار ممارسته لصالحياته كهيئة استشارية استنادا إلى نص المادة

المتعلق باختصاصات مجلس الدولة01-98رقم من القانون العضوي 4الدستوري الجديد وكذا المادة

1.وتنظيمه وعمله

البرلمان بأحكام خاصة أمامتنظم اجراءات تقديم مشروع قوانين المالية الفرنسي المقارن القانونفي

الجمعية العامة في نظر قوانين المالية تطبيقا لنص بأسبقية الذي يقضي الدستوري للمبدأ،حيث تخضع

لقوانين تقدم لمكتب أحد خالفا للقاعدة العامة التي تقضي بأن مشاريع ا ،1958من دستور 39المادة

.المجلسين

تكريس قاعدة أسبقية الجمعية العامة في نظر مشاريع القوانين المالية ترتبط بمبدأ الرضا بالضريبة

2.الغرفة األولى على الغرفة العليا األرستقراطية وبالتالي يضمن تمثيل الممولينالذي كرس تفوق

في نظر مشاريع قوانين المالية ليس هناك من داع األولىالغرفة أسبقيةفي القانون الجزائري قاعدة

، أوال األولىالغرفة أمامذلك أن القاعدة العامة أن جميع مشاريع القوانين تودع لتناقش لتكريسها ،

. األخيرمن التعديل الدستوري 137/2وهذا ما أكدته المادة

التنظيم أما االستثناء الذي أقرته الفقرة األولى من نص المادة فقد فرض أن تناقش المواضيع المتعلقة ب

. أوال األمةعلى مستوى مجلس ،اإلقليميو التقسيم اإلقليمالمحلي وتهيئة

                                                             ،المتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله 1998ماي 30لمؤرخ في 01-98العضوي رقم القانون  1

1998جوان1في ة، مؤرخ37المعدل والمتمم ، ج ر عدد 2 -Luc Saidj ، Jean-luc Albert, Op Cité , p 320-321.

األخذ بالرأي يتعلق ب آخرمن التعديل الدستوري األخير على إجراء دستوري 136/3نصت المادة

على نينالقوا مشاريع تعرض... ": بنصها على أنه اإلستشاري لمجلس الدولة في مشاريع القوانين

لسلمجا مكتب، الحالة حسب ، لاألو الوزير يودعها ثم ، الدولة مجلس رأي دبع ، الوزراء مجلس

الشّعبي كما أكد 1996من دستور 119نص المادة و تقابلها ". األمة مجلس مكتب أو الوطني

المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و 01-98من القانون العضوي رقم 4ذلك نص المادة

.عمله

الذي يحدد 261- 98من المرسوم التنفيذي رقم 2ومقارنته بنص المادة 136/3قراءة نص المادة

تثير بعض المالحظات ، ، أشكال اإلجراءات وكيفياتها في المجال االستشاري أمام مجلس الدولة

أن رأي مجلس الدولة يؤخذ قبل عرض مشاريع القوانين إلىتشير 136بحيث أن صياغة نص المادة

أن رأي مجلس الدولة يؤخذ بعد إلىمن المرسوم تشير 2في حين أن نص المادة أمام مجلس الوزراء ،

1.عرضها على مجلس الوزراء و مصادقته عليها

:الطابع االستعجالي للتصويت على مشاريع قوانين المالية - ب

بع عند تإجراءات متميزة تختلف عن تلك التي ت ،تحكم عملية التصويت على مشروع قانون المالية

، بحيث انونيود هذا إلى الطابع االستعجالي لهذا النص الق، ويع التصويت على مشايع القوانين األخرى

لضمان استمرارية الحياة ، وهذا ة المعنية بمشروع القانونل بداية السنة الماليبيجب أن يصادق عليه ق

la continuité de la vie nationale" .2"العامة آما عبر عن ذلك المجلس الدستوري الفرنسي

على أنه ال يجوز مناقشة الجزء الثاني المتعلق بوسائل المصالح وأحكام خاصة أولى هذه القواعد تنص

من األمر 40قبل التصويت على الجزء األول المتعلق أساسا بمادة التوازن وهذا طبقا لنص المادة

، وقد قضى المجلس المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية 1959جانفي 2الفرنسي

بسبب عدم التصويت على مادة التوازن 1980فرنسي بعدم دستورية قانون المالية لسنة الدستوري ال

                                                            الذي يحدد أشكال اإلجراءات 1998اوت 29المؤرخ في 261-98من المرسوم التنفيذي رقم 2حيث نصت المادة 1

يتم وجوبا إخطار :"على أنه1998اوت 30مؤرخة في 64وكيفياتها في المجال االستشاري أمام مجلس الدولةج ر عدد

نص هذه المادة " .مجلس الدولة بمشاريع القوانين من قبل األمين العام للحكومة و ذلك بعد مصادقة مجلس الحكومة

من التعديل الدستوري األخير المشار إليها أعاله ، ذلك 3الفقرة 136يتعارض مع نص المادة يعتبر غير دستوري ألنه

أن هذه األخيرة تنص على أن األخذ بالرأي اإلستشاري لمجلس الدولة حول مشاريع القوانين يكون قبل عرضها أمام

.مجلس الوزراء

2-Luc Saïdj ، Jean-Luc Albert ، Op Cité ، P 319.

أوال، في حين أن اإلجراءات التشريعية العادية تقتضي أن رفض التصويت على مادة ال يشكل عائقا

ا د لها أساسا في النصوص القانونية في الجزائر وهذجهذه القاعدة ال ن ،1لمواصلة مناقشة باقي النص

.يرجع إلى عدم الحرص على احترام قاعدة التوازن

وتتميز عملية التصويت على مشاريع قوانين المالية بطابعها الخاص إذ أنه وخالفا للقاعدة األصل أن

فإن التصويت على مشاريع قوانين المالية يتم بصفة ، التصويت يتم على النص بكامله أو مادة بمادة

تكون : "المتعلق بقوانين المالية بحيث تنص على أنه 17- 84من القانون 70إجمالية حسب نص المادة

".إيرادات الميزانية العامة للدولة موضع تصويت إجمالي

:يعلى مايل إجماليةوفضال عن ذلك يصوت بصفة

حسب كل دائرة وزاريةنفقات التسيير الموزعة -

.نفقات المخطط السنوي ذات الطابع النهائي الموزعة حسب كل قطاع -

.إيرادات ونفقات كل ميزانية ملحقة -

الحد األقصى للنفقات المرخص بها، حسب الشروط المحددة بموجب هذا القانون بالنسبة لكل صنف -

.من أصناف الحسابات الخاصة للخزينة

بأجل محدد كامل الوقت للمناقشة والتصويت على مشاريع القوانين فهو غير مقيد لبرلمانواألصل أن ل

، وهذا كما سبق اإلشارة مناقشة والتصويت على مشاريع قوانين الماليةإال أن األمر يختلف في مجال

من التعديل 9الفقرة 138بالنظر إلى الطابع االستعجالي لهذا النص القانوني حيث حددت المادة

7الفقرة 120يوما، وهو نفس األجل المنصوص عليه في المادة 75الدستوري الجديد هذا األجل بمدة

.من الدستور قبل التعديل

                                                            1Louis Philip, Op cité. P 47. 

الذي يحدد تنظيم المجلي الشعبي الوطني 02-99من القانون العضوي رقم 44المادة لت وقد فًص

حيث منحت أجل ، مة في هذا األجلوحكومجلس األمة، وعملها، وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين ال

يوما للمجلس الشعبي الوطني من تاريخ إيداع مشروع القانون المالية للتصويت عليه ومنحت أجل 47

.1 يوما لمجلس األمة 20

يصادق مجلس األمة على النص المصوت عليه : "أعاله في الفقرة الثالثة على أنه 44المادة تنص

النص "وخاصة عبارةما هسؤاال م هذا النص يثير 2".يوما) 20(خالل أجل أقصاه عشرون

"المصوت عليه

في مناقشة والتصويت على مشروع قانون المالية في حال رفض المجلس هقحجلس األمة هل يفقد م

يوما الممنوحة لمجلس األمة 20مع العلم أن أجل ، التصويت عليه في األجل المحدد لهالشعبي الوطني

لرئيس الجمهورية إصدار مشروع يحق حتى يوما الممنوحة للبرلمان 75لم تنقضي بعد، وال أجل

؟مرانون بأالق

ورغم عدم إصدار الغرفة األولى لقرارها حول إذ الحالة نجد لها حال في الدستور الفرنسي، هذه

مشروع قانون المالية في األجل المحدد لها، تقوم الحكومة بتبليغ مجلس الشيوخ الذي عليه أن يبث فيه

حكام المتعلقة ، ثم تطبق األ من الدستور الفرنسي 47يوما وهذا استنادا إلى نص المادة 15خالل أجل

.باللجنة المختلطة

                                                            1  تباشر المناقشة في مجلس األمة على النص المصوت عليه من : "من نفس القانون بنصها 39وقد أكدت على ذلك المادة 2

".قبل المجلس الشعبي الوطني

تعرض الحكومة على إحدى الفرقتين النص إلى : "من التعديل الدستوري األخير 138/03نصت على ذلك المادة كما

.صوتت عليه الغرفة األخرى، وتناقش كل غرفة النص الذي صوتت عليه الغرفة األخرى وتصادق عليه

...". نيوفي كل الحاالت يصادق مجلس األمة على النص الذي صوت عليه المجلس الشعبي الوط

ى النص ائر فاللجنة المتساوية األعضاء ال تنعقد إال في حالة عدم تصويت مجلس األمة علزأما في الج

من القانون العضوي رقم 94/02الشعبي الوطني حسب نص المادة سالمصوت عليه من طرف المجل

بينهما األمة، وعملها وكذا العالقات الوظيفيةالمحدد لتنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس 99-02

.وبين الحكومة

حق مجلس األمة في إدخال تعديالت على النص المعروض عليه للمناقشة فقد أقر أما بالنسبة إلى

المجلس الدستوري الجزائري أن إقرار النظام الداخلي لمجلس األمة ، لحقه في التعديل و نصه على

.1دستور، إذ ال يمكن إدخال التعديالت إال من خالل اللجنة المتساوية األعضاءإجراءاته يعد مخالفا لل

المتبعة في مناقشة مشاريع قوانين المالية يظهر كذلك من خالل كما أن الطابع االستعجالي لالجراءات

للجنة المتساوية األعضاء للبث في المسائل محل الخالف بين الغرفتين والتي حددتها مقلصةالمدة ال

س مة المجلوحكار الخطل استمرار الخالف وعدم إ، وفي حا2أيام 8من نفس القانون بمدة 44المادة

من 138/09فإن القاعدة حسب نص المادة ،الشعبي الوطني للفصل نهائيا في النص محل الخالف

.توري األخير تقضي بأن يسحب النصالدس التعديل

يوما 75إال أن األمر يختلف بالنسبة لمشاريع قوانين المالية إذ أن النص ال يسحب بل بانقضاء أجل

من التعديل 138/11المادة لنص المحدد للبرلمان للتصويت عليه يصدره رئيس الجمهورية بأمر طبقا

سابقا المحّدد األجل في عليه المصادقة عدم حالة وفي :"التي نصت على أنه الدستوري األخير

                                                            

، مجلس األمة 2بشير يلس شاوش ، مجلس األمة في تصور المجلس الدستوري ، مجلة الفكر البرلماني ،عدد 1

. 98، ص 2003مارس -99القانون العضوي رقم من 44وقد تم تعديل هذه المادة للتماشى مع التعديل الدستوري األخير حيث كانت المادة 2

بينهما وبين الحكومة ، الشعبي الوطني ومجلس األمة، وعملها وكذا العالقات الوظيفيةالمحدد لتنظيم المجلس 02

، على أن اللجنة المتساوية األخيرمن التعديل الدستوري 5\138المادة تنصأيام في حين 8الملغى تنص على مدة

. يوم15أجل محل الخالف خالل األحكامتفصل في األعضاء

من القانون 44المادة نص هو ماأكدته كذلك و، ..."مربأ الحكومة مشروع الجمهورّية يصدررئيس

المحدد لتنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة وعملها وكذا العالقات الوظيفية 99/02العضوي

.بينهما وبين الحكومة

دور محتشم للقاضي الدستوري و المعاهدات الدولية :ةالثاني قرةالف

دور كل من القاضي الدستوري ممثال في المجلس الدستوري والذي من إلىفي هذه النقطة سنتطرق

المؤطرة للميدان الميزاني خاصة مع توسيع األحكاميلعب دورا بارزا في حماية القواعد و أنالمنتظر

الدور الذي تلعبه المعاهدات في أهميةمدى إلىثم ،)اوال(لصالح نواب البرلمان اإلخطارصالحية

.)ثانيا(طير قوانين الماليةأت

التعديل الدستوري إطارتطلع لدور هام للقاضي الدستوري في :أوال

أهمية قضاء المجلس الدستوري تكمن أساسا في أنه يشكل أداة تضمن تسلسل قواعد النظام

.1القانوني في الدولة وحماية مبدأ سمو الدستور

فالرقابة السابقة التي يمارسها هي ،ك في عملية التشريع يكما يوصف المجلس الدستوري بأنه شر

إعداد القانون ، إذ أن القرارات و اآلراء التي رقابة إلزامية و تعبر عن مشاركة و لو سلبية في

يصدرها قبل نشر القانون تشكل تدخال في اإلجراءات التشريعية و بالتالي مساهمة في التشريع ، ألن

.2العمل التشريعي به متنشر القانون هو اإلجراء األخير الذي يخت

                                                            المؤسسات الدستورية وأجهزة الرقابة مكلفة : "على أنه 2016من التعديل الدستوري الجديد لسنة 181المادة تنص 1

بالتحقيق في تطابق العمل التشريعي والتنفيذي مع الدستور، وفي ظروف استخدام الوسائل المادية واألموال العمومية

"وتسييرها

...".وري هيئة مستقلة تكلف بالسهر على احترام الدستورالمجلس الدست:" بنصها 182وتؤكد ذلك المادة 2013ـ 1مكانة البرلمان الجزائري في اجتهاد المجلس الدستوري ، مجلة المجلس الدستوري ، عدد األمين شريط ،  2

.16صVoir sur cette point aussi ,Bachir Yelles Chaouche ,Le conseil constitutionnel en Algerie , O,P,U ,Alger,1999 p 115

و قد تأخذ طابع ايجابي ، فهي تأخذ مساهمة المجلس الدستوري في عملية التشريع قد تأخذ طابع سلبي

طابع سلبي عندما يفصل بعدم دستورية قاعدة قانونية هو بذلك يلغي هذه القاعدة و يطرح بكل آخر

.un législateur négatif رع سلبيشقاعدة أخرى في هذه الحالة يعتبر م

القانونية المراقبة ولكن من و تأخذ مساهمته في العملية التشريعية طابع ايجابي ليس بإلغائه للقاعدة

فيستعمل تقنية المطابقة مع التحفظ و هنا يعتبر كمشرع ،روالذي يتناسب مع الدست ءخالل تفسيره البنا

un législateur par substitution1بديل

يحيلنا الحديث عن دور القضاء الدستوري في تأطير الميدان الميزاني والمالي إلى الدور المهم الذي لعبه

المجلس الدستوري الفرنسي في هذا الميدان إذ شكلت قراراته التي اتخذها بمناسبة رقابته على

د الصفة الدستورية للمبادئ ي، أساسا لتأك دستورية قوانين المالية للسنة وقوانين المالية التكميلية

قوانين المالية المتعلق بالمتضمن القانون العضوي 1959جانفي 2الميزانية التي تضمنها األمر

أساسية مبادئكوصنفها

"Principe fondamental "ة الميزانية يقاكما ساهم في خلق مبادئ أخرى كمبدأ مصد"la sincérité

budgétaire"2 وأسس نظرية"les cavaliers budgétaire "مضمون قانون المالية من األحكام لحماية

.3األجنبية عنه

القانونية لقرارات المجلس الدستوري فهي تشكل جزءا من الكتلة الدستورية أما في ما يخص القيمة

"Bloc de constitutionnalité "ألن األسس الدستورية للمالية العامة ال تنحصر المنظمة لقوانين المالية ،

فقط في تلك النصوص ذات القيمة الدستورية ولكن تتسع لتشمل كذلك التفسيرات التي يعطيها القاضي

.4الدستوري لهذه النصوص والتي تسمح بمعرفة المضمون الدقيق لها

شرعية قوانين المالية في الجزائر ينتظر أن يلعب القاضي الدستوري الجزائري دورا مهما في حماية

وسع من أن، خاصة بعد المالية وهذا سيكون خاصة في حال صدور قانون عضوي يتعلق بقوانين

                                                             1 Bachir Yelles Chaouche ، op cité ، p116,117 2 Michel lascombe , Xavier vandendriessche , op, cité, p 25. ،

213محمد محمد عبد اللطيف، المرجع السابق، ص 34 « Mais les fondements constitutionnels des finances publique ne se limitent pas à ces seul textes de valeur constitutionnels, ils englobent aussi la manière dont ces normes sont interprétées par le juge constitutionnels, ce qui permet d’eu connaitre l’exacte portée » Louis Philip, op, cité , p 5.

صالحية اإلخطار لتشمل إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس األمة ورئيس المجلس الشعبي

الوطني، الوزير

.1عضوا في مجلس األمة) 30(نائبا أو ثالثين ) 50(األول وخمسين

إذا ارتأى المجلس الدستوري أن نصا : "ى أنهعلمن التعديل الدستوري األخير 191تنص المادة

..." ، ابتداء من يوم قرار المجلس ، يفقد هذا النص أثره يا أو تنظيميا غير دستوريتشريع

:يثير نص هذه المادة مالحظتين مهمتين

مع العلم أن هذا ،مالية للسنةالتثار في حالة فصل المجلس الدستوري بعدم دستورية قانون :األولى

حيث تنتهي صالحية الرخصة المالية الممنوحة للسنة ، جانفي لبدء سريانه اولالقانون محدد بأجل

الذي 1979ديسمبر 24الماضية هذا يذكرنا بقضاء المجلس الدستوري الفرنسي الصادر بتاريخ

مما اضطر الحكومة إلى دعوة البرلمان لالنعقاد في 1980صرح بعدم دستورية قانون المالية لسنة

.2دورة استثنائية

من 69لدستوري رأيه بعدم دستورية قانون المالية للسنة تطبق أحكام المادة في حال أصدر المجلس ا

.المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم 17- 84القانون العضوي رقم

فالنسبة لإليرادات يتم تحصيلها طبقا للشروط والنسب والكيفيات المحددة في قانون المالية للسنة -

.السابقة

من مبلغ اإلعتمادات المفتوحة في السنة المالية 1/12التسيير يتم تنفيذها في حدود بالنسبة لنفقات -

.أشهر 3للميزانية السابقة شهريا لمدة

اعتمادات االستثمار تنفذ في حدود ربع الحصة المالية المخصصة لكل قطاع ولكل مسير كما تنتج -

.عن اعتمادات الدفع المتعلق بالمخطط السنوي للسنة السابقة

يواصل تنفيذ مشاريع الميزانية الملحقة واألحكام ذات الطابع التشريعي والمطبقة على الحسابات -

الخاصة للخزينة طبقا لألحكام التشريعية والتنظيمية التي تسيرها قبل بداية السنة المالية الجديدة

.للميزانية

                                                             .2016من التعديل الدستوري األخير لسنة 187المادة 1

2 Louis Philip, op cité, p6.

، فبالرجوع إلى "ء من يوم قرار المجلسيفقد هذا النص أثره ابتدا"فتتعلق بعبارة :أما المالحظة الثانية

يفصل المجلس الدستوري برأي في دستورية المعاهدات : "... التي تنص على أنه 186نص المادة

...".والقوانين والتنظيمات

يفقد هذا"نجد أن المؤسس الدستوري لم يكن دقيقا في استعمال المصطلح المناسب عندما نص على أنه

وبالتالي ال أثر قانوني له ما دام أنه لم ، ألن النص في هذه الحالة لم يكن قد بدأ بالسريان " النص أثره

يستنتج ذلك من خالل ، تتم المصادقة عليه من قبل نواب البرلمان ولم يصدره رئيس الجمهورية

توري عندما والمعلوم أن المجلس الدس، " الرأي"الوسيلة الممنوحة للمجلس للفصل في هذه الحالة وهي

.يفصل برأي يكون قبل صدور النص القانوني وعندما يفصل بقرار فذلك يكون بعد صدور النص

إذا ارتأى المجلس : "نهأتوري ليكون أكثر دقة أن ينص على إذن كان على المؤسس الدس

ا مثلما نص على أنه إذ، " الدستوري أن نصا تشريعيا أو تنظيميا غير دستوري، فال يجوز إصداره

.ارتأى أن اتفاقية أو معاهدة غير دستورية فال يتم المصادقة عليها

.مطلقةوفي األخير نشير إلى أن آراء وقرارات المجلس الدستوري لها حجية

:في تأطير قوانين المالية المعاهدات دور: ثانيا

الدور الذي تلعبه المعاهدات أهميةمدى و، تفاصيل هذه النقطة إلىفي البداية و قبل التطرق

القيمة القانونية لهذه إلى أوال اإلشارةكمصدر لتأطير قوانين الميزانية و المالية في الجزائر يجب

.المعاهدات في النظام القانوني الجزائري

المعاهدات التي يصادق "ن إف 2016لسنة األخيرمن التعديل الدستوري 150فاستنادا الى نص المادة

." ا رئيس الجمهورية حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور تسموا على القانون عليه

لقوانين الميزانية و المالية الدور الذي تلعبه هذه المعاهدات كمصدر مؤطر أهميةفيما يتعلق بمدى أما

النظام في األمرما هو عليه عالجزائري في النظام القانوني هذا الدور يشكل فارقا كبيرا أننجد فإننا

.الفرنسي القانوني

تمس الميدان المالي بل إصالحاتتتضمن اتفاقياتففي القانون الجزائري بداية كان دخول الجزائر في

البترول و كان هذا بداية من أسعارمالية ارتبطت بانخفاض أزماتناتج عن ، النظام السياسي ككل

و اخضاعها لقواعد العمومية االقتصاديةحيث بدأ التخلي التدريجي عن المؤسسة ، 1988سنة

المبرمة مع صندوق السوق بهدف الحد من عجز الميزانية استنادا الى برامج التعديالت الهيكليةداقتصا

1 .النقد الدولي

و التعمير لتمويل لإلنشاءعقدت بين الجزائر و البنك الدولي وحيدة في الوقت الحالي نجد معاهدة

يتعين على الوزارة "ه أنمن االتفاق على 2جاء في نص المادة ، 2الميزانية أنظمةمشروع عصرنة

يتخذا ، كل فيما يخصه ، جميع التدابير الضرورية للحفاظ أنالمكلفة بالمالية و البنك الجزائري للتنمية

انين و على مصالح الدولة و تنفيذ عمليات انجاز المشروع و تنسيقها و متابعتها و مراقبتها طبقا للقو

" و الثاني بهذا المرسوم األولالتنظيمات المعمول بها ووفقا للملحقين

المتضمن تنظيم االدارة المركزية في وزارة 364-07تطبيقا لهذا االتفاق صدر المرسوم التنفيذي و

يزانية المالية و الذي تضمن اعادة هيكلة االدارة المركزية في وزارة المالية و اسند للمديرية العامة للم

: اآلتيةالميزانية التي تتولى المهام أنظمةمن خالل مديرية عصرنة اإلصالحو تنفيذ هذا متابعة

.الميزانية أنظمةمتابعة مشروع عصرنة -

.عملية الميزانية بإصالحاتاقتراح كل نص ذي طابع تشريعي و تنظيمي مرتبط -

.عصرنة عملية الميزانية تنفيذ و متابعة التوجيهات المنبثقة عن مشروع -

.الميزانية إصالحتعميم مضمون

: أساسيتينبتحليل قانوني بسيط لهذا االتفاق نالحظ نقطتين

.االتفاق جاء بمضمون عام و هو اتخاذ التدابير الضرورية النجاز مشروع العصرنة أن األولىالنقطة

                                                            الموقع في 7047م قيتضمن الموافقة على اتفاق القرض ر 2001جوان 6مؤرخ في 140-01مرسوم رئاسي رقم 1

الجزائرية الديمقراطية الشعبية و البنك الدولي لالنشاء و التعمير لتمويل ورية جمهبواشنطن بين ال 2001افريل 18

.2001جوان6في مؤرخة ، 31عددرج ، لميزانية با المنظوات الخاصة مشروع عصرنة . 3ص عبد الكريم دحماني ، المرجع السابق ، 2

هذا النص هو عبارة عن اتفاق و بالتالي كال أنهذا المضمون هو نتيجة منطقية لكون أنالنقطة الثانية

.إجباريالطرفين لهما حق التفاوض بشأن بنوده و ليس

الميدان الميزاني تأطيرللمعاهدات دور مهم و رئيسي في أنأما في القانون المقارن الفرنسي فنجد

تخضع للشروط أنها ، فهذا يفرض علي األوربياالتحاد إلىو المالي و ذلك بحكم انتماء فرنسا

.و القرارات التي يصدرها

التي أكدت على أن دول اإلتحاد تساهم في تمويل Maastrichtوقد أكدت على ذلك اتفاقية ماستريخت

و في المقابل يساهم اإلتحاد في تمويل الدول األعضاء ، هذا المبدأ يقضي اإلتحاد و تنمي موارده ،

.1اإلتحاد فالدول األكثر تطورا يتوجب عليها دعم تلك المتأخرة إقتصاديابالتضامن بين دول

الذي يقضي بتطبيق حظر على ، كما نصت المعاهدة على مبدأ جديد و هو مبدأ انتظام الميزانية العامة

الدول األعضاء يمنعها من الوقوع في حالة عجز عام مفرط و عليه تم استكمال هذه المعاهدة بنظامين

و أسسا ميثاق االستقرار و النمو ، 1467/97و 1466/97برقم 1997جويلية7ين صدرا في جماعي

الدول تعتبر في أن إلىالمعاهدة وأشارتالذي وضع الماليات الوطنية لدول االتحاد تحت المراقبة

ات الضمان االجتماعيئحالة عجز مفرط حين يتجاوز العجز المجمع للدولة و الجماعات المحلية و هي

.2اإلجماليمن الناتج المحلي الخام 3%

un acte" انيميثاق ميز 2011ديسمبر 9بتاريخ األوربياقترح المجلس وفي مرحلة الحقة

budgétair" مارس في شهر بعد التوقيع عليه ، ، والحوكمة التنسيق ،تحول الى اتفاقية حول االستقرار

                                                            1 Michel Bouvier ,Marie- Christine Esclassan , Jean –Pierre Lassale , op cité ، p56

هل يجب تعديل الدستور المالي الجديد من أجل المساهمة في إصالح المالية العامة ) Francis Querol ( فرنسيس آيرول  2

1414،الجزائرية للكتاب ، ص 2006لسنة 5؟، مجلة القانون العام عدد

قاعدة الحد من العجز العام في حدود بإدراجتضمن هذاالميثاق شرطا يلزم الدول األعضاء 2012

.1من االتفاقية 3حسب نص المادة الخام في دساتيرها اإلجماليمن الناتج 0.5%

تم التصويت في فرنسا على قانون عضوي يتعلق بالبرمجة 2012و بناءا على ذلك و في أكتوبر

loi organique relative à la programmation et à la gouvernance des"و حوكمة المالية العامة

finances publiques"ط، و قد نصت المادة األولى منه على أن قانون البرمجة يثبت الهدف المتوس

من المعاهدة مع احترام هدف توازن الحسابات لإلدارات 3لإلدارات العمومية المعلن عنه بالمادة

.2تورمن الدس 34العمومية المنصوص عليه في المادة

إن إقرار هذا القانون و إن كان ال يتطابق تماما مع ما نصت عليه المعاهدة من ضرورة إدراج مثل

هذه القاعدة ضمن أحكام الدستور ال ينفى عنه قيمته الدستورية بحيث سيشكل معيار في تحديد مدى

.دستورية النصوص القانونية

                                                            1 Catherine Mathieu ،Henri Sterdyniak ، Faut-il des règles de politique budgétaire ? Revue de L’OFCE ، N° 126 2012/7 ، p 335. 2 L’article 1 de la loi organique relative à la programmation et à la gouvernance des finances publiques : « Dans le respect de l’objectif d’équilibre des comptes des administrations publiques énoncés à l’article 34 de la constitution، La loi de programmation des finances publiques fixes à moyen terme des administrations publiques mentionné à l’article 3 du TSCG », Mathieu ، Sterdyniak , Idem p 337

و المحتوى الدستوريذمسألة التشريع العادي :ثانيالمبحث ال

المتعلق بقوانين المالية المعدل و 17ـــــ84دراسة القانون رقم إلىفي هذا المبحث سنتطرق

الذي لم يكن ينص على هذا الصنف من القوانين و ال و 1976المتمم ، الذي صدر في ظل دستور

ا القانون ظهرت في ظل ذتحديد الطبيعة القانونية له إشكاليةإال أن ، على تنظيمه بقانون عضوي

ا القانون بقانون ذتنظيم مثل ه ىبحيث تم النص فيهما عل ،والتعديل الدستوري األخير1996دستور

إلىفي حين نص التعديل الدستوري على تحويله ، استمرار سريانه ىال1996عضوي وأشار دستور

ا القانون محتوى منظم في القانون المقارن الفرنسي ذى هه محتوويشب ، )المطلب األول(قانون عضوي

).المطلب الثاني(بقانون عضوي

.المتعلق بقوانين المالية الطبيعة القانونية للقانون: المطلب األول

، محتوى منظم في القانون المقارن المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم 17-84تضمن القانون

الذي صدر في ظله 1976، برغم أن دستور قانوني متميز، وهو القانون العضويبمعيار الفرنسي

.هذا النص لم يشر إلى هذا المعيار

، ثم البحث عن الطبيعة )الفقرة األولى(لذا البد من البحث عن أسباب ودوافع صدور هذا القانون

انون المتعلق بقوانين المالية ، والذي كرس صنف الق المعدل والمتمم 1996القانونية له في ظل دستور

2016كما يجب البحث في التعديل الدستوري األخير لسنة ، ضمن المجاالت المنظمة بقانون عضوي

).الفقرة الثانية( و أثار بخصوصه مشكل قانوني آخرألنه جاء بالجديد في هذا الموضوع

. المتعلق بقوانين المالية 17-84أسس القانون : الفقرة األولى

، إلى مواد من دستور المتممالمتعلق بقوانين المالية المعدل و 17-84وجود تأشيرات في القانون

، في حين أن البحث عن الدوافع )أوال(توحي بأن هذا النص صدر تطبيقا لهذا الدستور ،1976

).ثانيا(نون الحقيقية له تقودنا إلى توضيح العالقة بين ممارسات السلطة السياسية وإصدار هذا القا

 

.األسس القانونية: أوال

المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم 17-84البحث عن أساس في النظام القانوني الجزائري للقانون

تحليل إلىثم ،) أ(مواد منه إلىالذي صدر هذا النص استنادا 1976،يقودنا إلى البحث في دستور

).ب(صدور نص خاص ينظم قوانين المالية إلىت إشارات مضمون بعض قوانين المالية التي تضمن

:1976من خالل أحكام دستور -أ

المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم، نفس موضوع األمر الفرنسي 17- 84يشكل موضوع القانون

.، فكالهما يتعلق بوضع إطار خاص لتنظيم قوانين المالية1959جانفي 2

منه والتي 47والمادة 34في المادة 1958أكتوبر 4أساس في دستور إال أن األمر الفرنسي له

46.1نصت على تنظيم قوانين المالية بقانون عضوي الذي حددت إجراءاته في المادة

1976إلى مواد من دستور ، المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم 17- 84تشير تأشيرات القانون

.154،151،111ويتعلق األمر بالمواد

تتعلق 111، فالمادة قراءة مضمون المواد الثالثة ال يشير إلى تنظيم قوانين المالية بقانون خاص

، االستناد إلى المادة يوحي بأنها تخص سلطة رئيس ببعض صالحيات وسلطات رئيس الجمهورية

ث عن عالقة المادة الجمهورية في المبادرة بمشاريع القوانين أو إصدارها لكن األمر ليس كذلك، فالبح

يسهر رئيس الجمهورية على تنفيذ : "...11تحيل إلى عبارة عامة تضمنها البند 17-84بالقانون

2..."القوانين والتنظيمات

فهي تتعلق بتعداد بعض مجاالت التشريع بقانون التي يعود االختصاص فيها الى 151أما المادة

تضمنتها المادة والتي لها صلة بمالية الدولة لم تدرج القانون المجلس الشعبي الوطني، لكن البنود التي

، بل نصت على بعض المواضيع التي تشكل جزءا من المتعلق بقوانين المالية ضمن مجاالت القانون

                                                             .46ق، صمحمد محمد عبد اللطيف، المرجع الساب-1 .68حمزة برطال، المرجع السابق، ص-2

قانون المالية كالتصويت على الميزانية وإقرار المخطط الوطني وإحداث الضرائب والرسوم والجبايات

1.وتحديد وعائها ونسبها ها ،والحقوق بجميع أنواع

.لم تتضمن االشارة إلى قانون المالية وال إلى القانون المتعلق بقوانين المالية 151فالمادة

إلى البند المتعلق ، المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم 17-84قد تشير عالقة المادة بالقانون

يملك االختصاص دام أن المجلس الشعبي الوطني،باختصاص البرلمان بالتصويت على الميزانية، فما

، فهو يملك اختصاص وضع القواعد التي تتعلق بمناقشة ومنح هذه الرخصة بمنح الرخصة المالية

.المالية وإجراءات الرقابة على تنفيذها

فهو يشكل حالة نوعية في 1976ليس له أساس في دستور 17-84لكن الحقيقة تشير إلى أن القانون

من الدستور تحول موضوع غير 151انون الجزائري ألنه أدى إلى االنحراف في تفسير المادة الق

2.تشريعي إلى تشريعي واستنادا إلى مادة متعلقة بتعداد مجاالت التشريع بقانون

.فهي تتعلق بآجال إصدار رئيس الجمهورية للقوانين 154أما بالنسبة للمادة

:قوانين المالية للسنة_ ب

س سعي النواب لتنظيم الميدان الميزاني والمالي بواسطة قانون إطار ينظم قوانين المالية انعك

، إذ تضمنت بعض قوانين المالية للسنة نظرة توقعية لصدور قانون على محتوى قوانين المالية للسنة

.3الماليةوإلى غاية صدوره تم إقرار تنظيم لبعض العمليات ، ر ينظم عملية عرض قوانين الماليةإطا

في 1966المتضمن قانون المالية لسنة 320-65ظهرت هذه النظرة التوقعية في األمر رقم

إن عمليات الحسابات الخاصة للخزينة يجري تقريرها واإلذن بها : "منه بنصها 6مكرر 6المادة

ون التنظيمي وتنفيذها ضمن نفس الكيفيات المطبقة على عمليات الميزانية العامة وذلك لحين صدور قان

الذي يحدد طريقة تقديم قوانين المالية شريطة التقيد بالقواعد الخصوصية المنصوص عليها في المواد

".مكرر فيما بعد 8إلى 7

"نص تشريعي"، بالفرنسية إلى 6مكرر 6يشير نص المادة

                                                             .68برطال، نفس المرجع، ص-1 .68، صنفس المرجع ، برطالحمزة -2

3Mohamed Taher Bouara, op,cité,p168.

 

« Jusqu’à la promulgation d’un texte législatif déterminant le mode de présentation des lois de finances… »

-82أعاد المشرع تبني نفس الوعود بإصدار قانون خاص ينظم قوانين المالية في القانون رقم

إلى غاية صدور نص : "منه على أنه 17، حيث نصت المادة 1983المتضمن قانون المالية لسنة 14

ترخص وتنفذ لخاصة للخزينة ستتوقع ،، عمليات الحسابات ا تشريعي يحدد عرض قوانين المالية

ضمن نفس الشروط المطبقة على عمليات الميزانية مع التقيد بالقواعد الخاصة المنصوص عليها في

...".23إلى 18المواد

، مستعملة في القانون المشرع في النصين وضع مرجعية لتنظيم عرض القوانين المالية بنص خاص

.1تهدف إلى تحديد نظام قانوني خاص لمالية الدولة" ين العضويةالقوان"، تسمى العام الفرنسي

320- 65إن نص المشرع الجزائري على قانون خاص لعرض قوانين المالية في األمر رقم

، ثم عودته إلى طرح نفس االهتمام بإصدار هذا بمناسبة تطرقه إلى تنظيم الحسابات الخاصة للخزينة

، يكشف كذلك بمناسبة تنظيمه للحسابات الخاصة للخزينة 1983سنة النص الخاص في قانون المالية ل

عن العالقة الوطيدة بين االهتمام بوضع قانون خاص ينظم قوانين المالية وبين انشغال النواب بإخضاع

عمليات الحسابات الخاصة للخزينة لنظام قانوني يكفل عرض أحسن لها في قوانين المالية وهذا يكشف

.2الحفاظ على اختصاصهم المالي في الرقابة والترخيص لهذه العملياتعن رغبتهم في

1983من قانون المالية لسنة 17الواردة في المادة " لى غاية صدور نص تشريعيإ"تثير عبارة

:مالحظتين مهمتين

بتوقع الثانية، و3إلى مجال التشريع بقانون" عرض قوانين المالية"تتعلق بإضافة موضوع األولى

.صدور نص خاص يشكل إطار قانوني لعرض قوانين المالية

منه 151حدد مجاالت القانون في المادة 1976، دستور فيما يتعلق بالنتيجة أو المالحظة األولى

، 152وأسند التشريع في المجاالت الباقية للسلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية طبقا لنص المادة

من قانون 17ون ومجال التنظيم هو اختصاص أصيل للدستور، لكن المادة فالفصل بين مجال القان

                                                            1Mohamed Taher Bouara,op,cité , p 168. 2 Bouara, Idem, p 318.

نفس المشكل على األقل من 1966المتضمن قانون المالية لسنة 320-65مكررة من األمر رقم 6قد ال تشير المادة 3

، كما أن هذا األخير لم يحدد مجال 1963إذ أن هذا النص صدر في ظل قطيعة دستورية مع دستور ، الناحية الشكلية

يعبر المجلس الوطني عم اإلرادة : "بنصها 28قا لنص المادة التشريع بل ترك المجال مفتوحا أمام المجلس الوطني طب

".، ويراقب النشاط الحكومي ، ويتولى التصويت على القوانين الشعبية

شكلت تجاوزا لهذا االختصاص بإدراجها لمجال لم ينص عليه الدستور ضمن 1983المالية لسنة

فهي قد وسعت من مجال القانون وقلصت بالتالي من سلطة رئيس الجمهورية التنظيمية، مجال القانون

النواب إلصدار قانون خاص ينظم قوانين المالية انعكس على محتوى قانون يفسر هذا األمر بسعي

.1المالية للسنة

:أساس سياسي: ثانيا

شكلت مطالبات النواب بقانون إطار لقوانين المالية والتي ظهرت بمناسبة مناقشة مشاريع قوانين

أدى تكرر هذا ) أ(بقوانين المالية المتعلق 17- 84رقم أساسا ماديا قويا في إصدار القانون المالية

).ب(الطلب إلى خضوع الحكومة له وموافقتها عليه

:الممارسة التشريعية للنواب . أ

المتعلق بقوانين المالية ترجع إلى اعتبارات 17-84 رقم يشير األستاذ دنيدني إلى أن نشأة القانون

.سياسية واقتصادية

اء مبدأ ضروري وحازم في تحضير ميزانية الدولة والذي فعلى المستوى السياسي الحكومة بصدد إنش

.يعتبر أن فعالية المشرع المالي تستند إلى قيم دستورية وخيارات اشتراكية

2.وعلى المستوى االقتصادي أهمية المخطط تستلزم وضع نص قانوني يسمح بتحقيق أهداف التنمية

ئي لجبهة التحرير الوطني المنعقد في جوان يضيف األستاذ أن األهداف التي سطرها المؤتمر االستثنا

، هي التي دفعت السلطات العمومية إلى البحث والذي حمل انشغال فعالية المسار االقتصادي 1980

لوضع اإلمكانيات الالزمة لتحقيق أهداف المؤتمر، فعلى المستوى المالي ظهرت ميزانية الدولة كوسيلة

جاء 17- 84 رقم فالقانون، 3ظمها يسمح بتأطير دقيق وفعال، فتوقع صدور قواعد تن لتنفيذ المخطط

. 4احتراما للرزنامة المسطرة لبناء الدولة

                                                             .69حمزة برطال، المرجع السابق، ص 1

2 Yahia Denideni , la genèse de la loi organique du 7 juillet 1984 relative aux lois de finances Algériennes, R.A.S.J.E.P, n02°, 1999, p8. 3 Denideni,Idem, , p, 9 , 10. 4 « depuis 1965, La conception de la construction de l’Etat, selon les autorités algériennes et notamment le chef de l’Etat doit se faire selon le principe du retour à la base c'est-à-dire, la construction de la commune, la wilaya et enfin l’Etat . Comme en 1967, on a promulgué le code communal (ordonnance du 18 janvier 1967), en 1969, le code de la wilaya (ordonnance du 23 mai 1976),en 1976,la constitution Algérienne(constitution du22 novombre1976), la loi du 7 juillet 1984 ne pourrait être qu’une loi ayant respecté le calendrier relatif à la construction de l’Etat » Idem, P, 20.

 

في حين يرى األستاذ بوعارة أن تحضير نص خاص بقوانين المالية كان نتيجة ممارسة تشريعية

، بضرورة طويلة تضمنت مطالبات نواب المجلس الشعبي الوطني ومنذ السنوات األولى لالستقالل

المتضمن القانون العضوي 1959جانفي 02وضع قانون يؤطر قوانين المالية يشبه األمر الفرنسي

فمثال ، بة مناقشة مشاريع قوانين الماليةالمتعلق بقوانين المالية، هذا ما تعكسه مداخالت النواب بمناس

نتمنى في المستقبل : " لك بقولهإلى ذ 1978يشير النائب بلعيات بمناسبة مناقشة مشروع المالية لسنة

إيداع مشاريع قوانين المالية مبكرا على مستوى مكتب المجلس الشعبي الوطني، ونتمنى إيداع مشروع

.1..."قانون إطار للمالية

كما أشار النائب محمد الصغير هاليلي إلى مناقشة قانون عضوي متعلق بقوانين المالية يحدد

أقترح في الدورة القادمة على سبيل المثال اعتماد قانون عضوي يتعلق : "يةالعالقة التشريعية والتنفيذ

. 2" بقوانين المالية من شأنه تثبيت قواعد اللعبة في الميدان على أساس المبادئ العامة للقانون الميزاني

أدت هذه المطالبات المتكررة من النواب بقانون خاص لقوانين المالية إلى استجابة الحكومة

المتعلق بقوانين المالية وتمت المصادقة عليه 17-84 رقم ذا األمر وتحضيرها لمشروع القانونله

.1984جويلية 07بتاريخ

:توافق سياسي إلصدار القانون-ب

شكل انشغال النواب بالحفاظ على اختصاصهم المالي في مجال الحسابات الخاصة للخزينة من

المالية وعرض واضح لها في قوانين المالية للسنة دافعا خالل سعيهم إلى إخضاعها لمبدأ الرخصة

.قويا في مطالبتهم بتحضير نص خاص يتكفل بتنظيم وتأطير قوانين المالية

اإللحاح المتكرر لنواب المجلس الشعبي الوطني على هذا المطلب ظهر منذ السنوات األولى لالستقالل

المتضمن 1959جانفي 2ارة إلى األمر الفرنسي بمناسبة مناقشتهم لمشاريع قوانين المالية في إش

.القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية

، فإن الحكومة أبدت رغبتها في 1976ورغم غياب أساس قانوني لهذا الصنف القانوني في دستور

ظهر ذلك من خالل وعودها التي ضمنتها قوانين المالية للسنة بتحضيرها ، االستجابة لهذا المطلب

1966ظهرت هذه الوعود في قانون المالية لسنة ، يتكفل بتنظيم عرض قوانين الماليةنص خاص

.1983وقانون المالية لسنة

                                                            1 Mohamed Taher Bouara ,op,cité, P 290. 2 Bouara ، Idem, P 289.

المتعلق بقوانين المالية الذي تمت المصادقة عليه 17- 84مشروع القانون بتحضيرتوجت هذه المساعي

.07/07/1984بتاريخ

تعبر هذه المبادرة عن حصول تسوية سياسية توصلت 1الماليةتم تحضير هذا النص من طرف وزارة

.2إليها الحكومة لالستجابة لمطالب النواب

تؤكد النصوص التحضيرية تأثير نشاط المجلس الشعبي الوطني على صدور هذا النص حيث ينص

تسجيل : "حهتقرير لجنة المخطط والمالية حول مشروع القانون المتعلق بقوانين المالية على ذلك بتصري

مشروع القانون المتعلق بقوانين المالية في جدول عمل الدورة الحالية يمثل مبادرة من المناسب تثمينها

، كما أنها تلبي الطلب المعبر عنه من ألنها تغطي فراغ قانوني في ميدان جد حساس للمالية العمومية

.3"مجلسنا

القيمة القانونية للقانون :الفقرة الثانية

المتعلق بقوانين المالية نقطة خالف بين أساتذة 17-84شكلت مسألة تحديد القيمة القانونية للقانون

1996من دستور 180هذا الخالف ناتج عن اختالفهم في تفسير نص المادة القانون في الجزائر،

)أوال(

هذه المسألة بحكم قد فصل في و إن بدا ظاهريا أنه 2016التعديل الدستوري األخير لسنة كما أن

).ثانيا(واضح إال أنه في الحقيقة زاد األمر تعقيدا دستوري

.1996ظل دستور في: أوال

المادة وأشارت من الدستور القانون المتعلق بقوانين المالية ضمن القوانين عضوية ،123صنفت المادة

.استمرار سريان القوانين التي تشكل موضوع قانون عضوي إلىمنه 180

المتعلق بقوانين 17-84نص المادتين ال يكفي إلضفاء طابع القانون العضوي على القانون حكم

.)ب(ويترتب عن ذلك مجموعة من النتائج )ا( المالية

:تشريع عادي 17-84القانون -أ

                                                            تقدم مشاريع القوانين من . لرئيس الجمهورية، كما أنها حق ألعضاء المجلس الشعبي الوطني المبادرة بالقوانين حق 1

".الحكومة إلى مكتب المجلس الشعبي الوطني2 Mohamed Taher Bouara,op,cité,p 320. 3 Bouara, Idem, P 320-321.

 

،هذا األخير الذي 1976المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم في ظل دستور 17-84صدر القانون

جانفي 2يعطي أساسا لصنف القوانين العضوية عكس الدستور الفرنسي الذي منح أساسا لألمر لم

1.منه 47والمادة 34المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية في المادة 1959

ن المعدل والمتمم تم تبني معيار القوانين العضوية وتم إدراج القانون المتعلق بقواني 1996في دستور

إضافة: "من الدستور التي نصت على أنه 123المالية ضمن هذا الصنف القانوني الجديد بنص المادة

إلى المجاالت المخصصة للقوانين العضوية بموجب الدستور يشرع البرلمان بقوانين عضوية في

..."القانون المتعلق بقوانين المالية -.....:المجاالت اآلتية

من الدستور التي وردت تحت عنوان أحكام انتقالية والتي نصت على 180إلى نص المادة واستنادا

:ريثما يتم تنصيب المؤسسات المنصوص عليها في هذا الدستور: "أنه

، إلى أن يستمر سريان مفعول القوانين التي تتعلق بالمواضيع التي تخضع لمجال القوانين العضوية -

..."اءات المنصوص عليها في الدستورتعدل أو تستبدل وفق اإلجر

، الشكلي وإلى المعيار تتم باالستناد إلى المعيار العضوي 17- 84تحديد القيمة القانونية للقانون

.المادي

عن مضمون دستوري منظم بقانون عضوي 17-84فاستنادا إلى المعيار المادي يعبر محتوى القانون

. في القانون المقارن الفرنسي

من الدستور إلى إجراءات 123باالستناد إلى المعيار العضوي فالقانون العضوي أخضعته المادةأما

متميزة عن إجراءات سن التشريعات العادية وكذا إلى مطابقة الدستورية من طرف المجلس الدستوري

.4و3 الفقرة123طبقا لنص المادة

قد اكتسب صفة 17-84ى أن القانون من الدستور تدل عل 123أن نص المادة 1يرى األستاذ دنيدني

وبذلك تغيرت الطبيعة القانونية لهذا النص وأصبح يحتل 2قانون عضوي بأثر رجعي لسد فراغ قانوني

3.مرتبة قانونية متميزة تسمو على التشريع العادي

                                                            1- Yahia Denideni,op,cité,P12.

في حين يشير األستاذ بوعارة إلى الحل القانوني المتمثل في أن المجلس الدستوري وحده المؤهل

ولكن 17-84ال ينظم مسألة الطبيعة القانونية للقانون 180لفصل في هذا األمر وأن محتوى المادة ل

4.إلى استمرار تطبيق النص الخاص تشير..." يستمر سريان مفعول القوانين"عبارة

:القانون العضوي طابعآثار تخلف -ب

وهذا 17-84التشريع العادي للقانون أبقى على طابع 5إن عدم صدور أي حكم عن المجلس الدستوري

:ينتج عنه عدة آثار قانونية نذكر من بينها

المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم وقوانين المالية 17-84انتفاء العالقة السلمية بين القانون -

دورها للسنة فرغم أن موضوع هذا القانون معرف على أنه قانون إطار لقوانين المالية مما يقتضي ص

إال أن انتفاء هذه العالقة يجعل لكال القانونين نفس القوة القانونية طالما وفقا ألحكامه والتزامها بها ،

، وهو ما كرسته الممارسة التشريعية إذ في كثير أنهما يصدران عن نفس السلطة وبنفس اإلجراءات

المتعلق 17-84 ألحكام القانون من األحيان يتضمن قانون مالية لسنة أو قانون مالية تكميلي تعديال

.بقوانين المالية المعدل والمتمم

فالمجلس 6، للكتلة الدستورية المتعلقة بقوانين المالية المعدل والمتمم 17-84عدم انتماء القانون -

الدستوري حين يمارس وظيفته الرقابية على دستورية القوانين ال يعتمد عليه كمعيار للفصل في

1.دستورية القوانين من عدمها

                                                                                                                                                                                           la genèse de la loi »  ، الجزائرية المتعلق بقوانين المالية 1984جويلية 7العضوي حيث عنون مقاله نشأة القانون -1

organique du 7 juillet 1984 relative aux lois de finances Algériennes, op,cité,p7 2-« cette disposition constitutionnelle indique clairement que la loi du 7 juillet 1984 qui est une loi carde relève du domaine de la loi organique elle a un effet rétroactif dans le but de combler un vide juridique… » Denideni, Idem, p13. 3-« cette innovation dans le droit Algérien modifier la nature juridique de la loi du 7 juillet 1984. Ce texte a désormais dans la hiérarchie des normes une place différente de celle de la loi ordinaire… » Denideni, Idem.p22. 4- Mohamed Taher Bouara,op,cité, p458. 5- Mohamed Taher Bouara, op,cité, p459.

هذا وإن كان مصطلح الكتلة الدستورية ال يمكن إطالقه على مجموع النصوص القانونية ذات الطبيعة الدستورية التي  6

ألن مصطلح ، تنظم و تحكم الميدان الميزاني و المالي في الجزائر مثلما هو عليه الحال في القانون المقارن الفرنسي

.مة قانونية من ناحية كمية و نوعية هذه النصوص الكتلة الدستورية يطلق على مجموعة نصوص لها قي

 

.التعديل الدستوري الجديدظل في : ثانيا

- 84رقملطبيعة القانونية للقانون يتعلق باحكما مهما ، 2016لسنة األخيرتضمن التعديل الدستوري

).ب(ونتيجة لذلك ستترتب مجموعة من النتائج القانونية، )ا(المتعلق بقوانين المالية 17

:مسألة تحويله إلى قانون عضوي -أ

رقم نقطة تحول مهمة في تحديد الطبيعة القانونية للقانون 2016يمثل التعديل الدستوري الجديد لسنة

مم وتبيان مكانته ضمن هرم تدرج قواعد النظام القانوني المتعلق بقوانين المالية المعدل والمت 84-17

.الجزائري

يستمر سريان مفعول : "تحت عنوان أحكام انتقالية والتي نصت على أنه 213فاستنادا إلى نص المادة

القوانين العادية التي حولها هذا الدستور إلى قوانين عضوية، إلى أن تعدل أو تستبدل وفق اإلجراءات

".الدستورية

أن هذا الدستور قد غير من الطبيعة القانونية لهذه إلى" التي حولها هذا الدستور"عبارة تشير

التي تتضمن ميادين منظمة بقانون عضوي في هذا الدستور، ،) قوانين عادية(التشريعات العادية

عليه في هرم وأضفى عليها طابع القوانين العضوية وبذلك قد ارتقى بها إلى معيار أسمى مما كانت

الذي لم يسن بإتباع 1959جانفي 2، وهذا يذكرنا باألمر الفرنسي النظام القانوني الجزائري

والتي حددت إجراءات سن القوانين العضوية بل 1958من دستور 46اإلجراءات المحددة في المادة

ولى لقيام الجمهورية أشهر األ 4من الدستور والتي سمحت للحكومة خالل 92صدر استنادا إلى المادة

ومع ذلك قرر المجلس الدستوري الفرنسي أن هذا األمر له ، الخامسة باتخاذ أوامر لها قوة القانون

                                                                                                                                                                                          

فمن ناحية الكمية تكون قواعد كثيرة تنظم كل جوانب المالية العامة في الدولة ، ومن ناحية النوعية تكون هذه النصوص

رية و في القانون الجزائري األحكام الدستو، ذات قيمة دستورية بمعنى إما أن تتضمن في الدستور أو قوانين عضوية

ر و أخرى في القانون العضوي المنظم للعالقات بين والمنظمة لقوانين المالية تقتصر على بعض األحكام في الدست

.البرلمان و الحكومة .104حمزة برطال، المرجع السابق، ص-1

بل منحه قيمة ،"bloc de constitutionnalité"ويندرج ضمن الكتلة الدستورية قيمة قانون عضوي

1.قانونية تسمو حتى على القوانين العضوية األخرى

المتعلق 17-84إضفاء طابع القانون العضوي على القانون مبدئيا كنتائج منطقية علىما يالحظ

له عدة نتائج تبعا لما تم النص عليه في التعديل الدستوري االخير بقوانين المالية المعدل و المتمم

:قانونية تتمثل أهمها فيمايلي

.المتعلق بقوانين المالية 17-84إلى القانون العضوي 17-84تغيير عنوان أو موضوع القانون -

المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم إلى قانون عضوي 17-84تحويل الطبيعة القانونية للقانون -

سيساهم في تناسق النظام القانوني في الميدان الميزاني والمالي وذلك بإخضاع مختلف القوانين وخاصة

.ام هذا القانونقوانين المالية إلى رقابة تطابقها مع أحك

، سيساهم المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم 17- 84إن إضفاء الطابع العضوي على القانون -

، وذلك بعد أن كرست الممارسات التشريعية في العودة إلى إطار قانوني موحد ينظم مالية الدولة

2.اتجاها نحو التخلي عن قانون إطار لقوانين المالية

المتعلق 17- 84التشريعات العادية بما فيها قوانين المالية للسنة من تعديل القانون العضوي منع -

بقوانين المالية المعدل والمتمم ذلك أنه حتى وإن لم تتبع إجراءات سن القوانين العضوية المتميزة في

تباع إجراءات تعديل إعداده إال أنه اكتسب هذه الصفة بحكم دستوري فال يجوز تعديله أو إلغاؤه إال بإ

.2016من التعديل الدستوري لسنة 213أو إلغاء القوانين العضوية طبقا لنص المادة

الدستورية، وبالتالي النصوصالمتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم ضمن 17-84إدراج القانون -

أن يلعب المجلس ومن المنتظر يشكل مصدرا مهما في تقدير دستورية القوانين والتنظيمات ،

المتعلق بقوانين المالية 17-84الدستوري الجزائري دورا مهما في حماية محتوى القانون العضوي

المعدل والمتمم وفي إثراء الميدان الميزاني والمالي بأحكام وقرارات مثلما فعل المجلس الدستوري

نائبا من المجلس 50ل و، وخاصة بعد توسيع مجال األخطار ليشمل كل من الوزير األو الفرنسي

                                                            1 -- François chouvel, Finances publiques, 11é édition, éd Gualino, France 2008, P 18-19. 2- Mohamed Taher Bouara,op,cité, p467. 

 

، رئيس مجلس األمة، عضوا من مجلس األمة إضافة إلى رئيس الجمهورية 30الشعبي الوطني و

1.رئيس المجلس الشعبي الوطني

:استحالة تحوله إلى قانون عضوي)ب

المتعلق بقوانين المالية الى قانون 17ــــ84هناك عدة عوامل وأسباب تحول دون تحول القانون

:كر من بينهاذعضوي ن

، منها ــــــ أن هذا القانون قد تم تعديله في العديد من المرات و عن طريق تشريعات عادية

إضافة إلى تعديله بواسطة قوانين المالية للسنة والتي ، 24-89، والقانون رقم 05-88القانون رقم

.حكام المعدلة ، وهنا تطرح مسألة تكييف هذه األ كان من المفروض أن تخضع هي لقواعده

، فهذا معناه أن هذا النص قانونية إلى قانون عضويأن هذا القانون إذا فرضنا تغير طبيعته ال ــــ

، و سيشكل أساسا قانونيا مهما للمجلس الدستوري في تصديه النعدام دستورية سيكتسب طبيعة دستورية

.النصوص القانونية

المتعلق بقوانين المالية ، تقوم أحكامه في األساس على 17-84إال أن الميدان الذي ينظمه القانون رقم

، هذه المبادئ هي من شكلت األساس ، و تسمى المبادئ الكبرى للميزانية مجموعة من المبادئ الميزانية

القانوني للمجلس الدستوري الفرنسي في إصدار أحكامه من خالل تفسيرها ،إال أن هذه المبادئ في

المتعلق بقوانين المالية لم تظهر بالوضوح الكافي كما رأينا ، وهذا سيشكل صعوبة 17-84القانون رقم

.للمجلس الدستوري الجزائري الستنطاقها من خالل نص القانون

                                                             .2016من التعديل الدستوري الجديد لسنة 187المادة -1

المتعلق بقوانين المالية قد تجاوزتها التطورات التي 17-84أن العديد من أحكام القانون رقم ـــ

، والتي تسير في إطار تحضير الميزانية على أساس المهام وليس على شهدها الميدان الميزاني والمالي

.أساس الوسائل

المتعلق بقوانين المالية، قد عرف العديد من التجاوزات التي تضمنتها 17-84أن القانون رقم ــــ

متكررة و أصبحت هذه التجاوزات تشكل ممارسة قوانين المالية للسنة و قوانين المالية التكميلية ،

للحكومة فكيف يمكن تكييف هذه الممارسات وخاصة أنها تمت بقوانين لها نفس القيمة المعيارية للقانون

.المتعلق بقوانين المالية من الناحية العضوية 17- 84رقم

عرض محتوى القانون المتعلق بقوانين المالية:المطلب الثاني

إلىنأتي اآلن ،المعدل و المتمم المتعلق بقوانين المالية 17-84بعد توضيح القيمة القانونية للقانون

جانفي 02الفرنسي األمرموضوعه يتشابه مع موضوع أنوالذي قلنا القانوني، هذا النص دراسة

دراسة مقارنة بينهما إجراءلذا سنحاول ،المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية 1959

الفقرة ( المضمنة فيهما األحكامثم من حيث المحتوى و ) األولىالفقرة ( بداية من الناحية الشكلية

.)الثانية

. العرض الشكلي للقانون: الفقرة األولى

الفرنسي فكالهما يتضمن 1959جانفي 2 األمرمع عنوان 17ـــ84القانون يتطابق عنوان

4من دستور 47و 34، لكن األمر الفرنسي ورد تطبيقا لنص المادة القانون المتعلق بقوانين المالية

.القانون المتعلق بقوانين المالية بمعيار قانوني متميز وهو القانون العضوي نظمالذي 1958أكتوبر

كما لم ينص 1976المتعلق بقوانين المالية ليس له أساس في دستور 17ــــ84رقم لكن القانون

.معيار القوانين العضويةعلى

 

2المتعلق بقوانين المالية واألمر 17ــــ84 رقم في دراسة مقارنة من حيث الشكل بين القانون

م يبدوا المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية نجد أنه من حيث الحج 1959جانفي

.أكبر مقارنة باألمر الفرنسي 17-84القانون

لكن هذا 1، مادة 46مادة بينما األمر الفرنسي قد احتوى على 81قد احتوى على 84/17فالقانون

كما يالحظ ، صفحة 19إلى 18صين يرد في حوالي التباين في عدد المواد ال يشكل فارقا ألن الن

، لميزانية العامة للدولةهيم قانونية لم تكن مقننة وال معرفة كااحتواه على مفا 84/17على القانون

، ، تحضير قوانين المالية النفقات، نفقات التسيير، نفقات االستثمار، الميزانية الملحقة الموارد

2.والتصويت عليها وتنفيذها

.الفرنسي مراألالمتعلق بقوانين المالية أكثر تفصيال من 84/17من حيث الهيكل يظهر القانون

قد وزع محتواه على سبعة أبواب في حين أن األمر الفرنسي احتوى 17ـــــ 84 رقم فالقانون

جانفي 2المتعلق بقوانين المالية ثم األمر 17ــــ84ثالثة أبواب وفيما يلي عرض لهيكل القانون

: مقارنة بين النصينالمتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية حتى نتمكن من إجراء 1959

.84/17عرض القانون

مواد 05األحكام العامة وشملت : الباب األول

.الميزانية العامة للدولة: الباب الثاني

مواد 05عموميات وتشمل : الفصل األول

مواد 09الموارد وتشمل : الفصل الثاني

.النفقات: الفصل الثالث

                                                             1المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية والقانون العضوي 1959جانفي 2وفي مقارنة شكلية بين األمر 1

مادة مقارنة 86القانون يتميز بكونه أكثر طوال إذ يشمل المتعلق بقوانين المالية الذي ألغى األمر نجد أن 2001أوت

مادة 46باألمر الذي احتوى .71، ص السابق حمزة برطال، المرجع2

مواد 04عموميات وتشمل : القسم األول

1مادة 11نفقات التسيير وشمل : سم الثانيالق

2.مواد 8نفقات االستثمار وشمل : القسم الثالث

).43المادة (الميزانيات األخرى، واحتوى مادة واحدة : الباب الثالث

.الميزانيات الملحقة وشمل مادتين: الفصل األول

.المجموعات ولمؤسسات العمومية وشمل مادتين: الفصل الثاني

عمليات الخزينة: رابعالباب ال

مادة 14الحسابات الخاصة للخزينة وشمل : الفصل األول

.مواد 05عمليات الخزينة وشمل : الفصل الثاني

.تحضير قوانين المالية والتصويت عليها وتنفيذها: الباب الخامس

).68و 67(التحضير وشمل مادتين : الفصل األول

).70-69المادة (التصويت وشمل مادتين : الثاني الفصل

).75إلى 71من المادة (مواد 05التنفيذ وشمل : الفصل الثالث

).78إلى 76المواد من (مواد 0(قانون ضبط الميزانية وشمل : الباب السادس

).81إلى 79المواد من (مواد 03األحكام المختلفة وشمل : الباب السابع

.الفرنسي المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية 1959في جان 02عرض األمر

.أحكام عامة وشمل مادتين: الباب األول

.أحكام قوانين المالية: الباب الثاني

مادة 12تحديد مواد وأعباء الدولة وشمل : الفصل األول

                                                             المتعلق بقوانين المالية 84/17 يعدل ويتمم القانون رقم 1988جانفي 12المؤرخ في 88/05هذا وقد أضاف القانون 1

.1988جانفي 13مؤرخة في 02منه، ج ر عدد 2رر وبمقتضى المادة مك 34مادة جديدة ويتعلق األمر بالمادة .68. 42. 41. 37منه المواد 30المذكور أعاله بموجب المادة 05 -88وقد ألغى القانون رقم 2

 

.مادة 15حسابات تخصيص وشمل : الفصل الثاني

.يت على مشروع قانون الماليةتحضير والتصو: الباب الثالث

.مواد 06طبيعة الوثائق المقدمة للبرلمان وشمل : الفصل األول

.مواد 10إجراءات تحضير قوانين المالية وشمل : الفصل الثاني

وضع نص شامل قدر رادأيظهر النص الجزائري اكثر تفصيال وهذا يدفع لالعتقاد المشرع الجزائري

1.نظام قوانين المالية اإلمكان ومفصل لمختلف جوانب

لكن المعايير المنهجية المتبعة في وضع هيكل النصين تثبت أن األمر الفرنسي قد كان أكثر توفيقا في

ذلك فقد قسم الباب الثاني والثالث إلى فصلين أما القانون الجزائري فقد تضمن مرة فصلين ومرة ثالث

.أقسام 3الثاني قسم إلى فصول ومرة دون فصل كما أن الفصل الثالث من الباب

يظهر القانون الجزائري انعكاس سعي المشرع الجزائري إلى تفصيله أكثر على حساب المعايير

هو نفس عنوان ،" عموميات: "المنهجية لوضع الهيكل إذ نجد أن عنوان الفصل األول من الباب الثاني

هو " عمليات الخزينة"عنوان الباب الرابع ، كما نجد أن القسم األول من الفصل الثالث من نفس الباب

.نفس عنوان الفصل الثاني من هذا الباب

المجموعات والمؤسسات " و" الميزانيات الملحقة "وشمل " ميزانيات أخرى"الباب الثالث حمل عنوان

يشير إلى ميزانيات " ميزانيات أخرى"، تشير األعمال التحضيرية لنص القانون أن عنوان "العمومية

.2" رى من الميزانية العامة للدولةأخ

، "الميزانيات المستقلة"مشروع القانون كرس هذا العنوان الحتواء األحكام المتعلقة بالميزانيات الملحقة،

".المجموعات والمؤسسات العمومية"

                                                            1Mohamed Taher Bouara,op,cité. P,329. 2 Les budgets autre que celui du budget général de l'état" 

مشروع القانون يثير مالحظات عديدة أولها أن الميزانيات الملحقة أدرجت مع الميزانيات المستقلة

غير أنه يمكن أن ينص صراحة على تخصيص موارد لتغطية بعض النفقات ... '':8/2لمادة في المادة ا

:وتكتسي هذه العمليات األشكال اآلتية حسب الحالة

.الميزانيات الملحقة -

.1الميزانيات المستقلة-

2..."الحسابات الخاصة للخزينة -

هذا يدل على أن معدي مشروع القانون ) 08المادة (كذلك ضمن األحكام حسابات التخصيص ووردت

.لم يتمكنوا من إيجاد عنوان خاص لتحديد تعريف الميزانيات الملحقة ونظامها

وبررت 08اللجنة المختصة في المجلس الشعبي الوطني حذفت الميزانيات المستقلة من نص المادة

هو قانون أساسي ال يتعامل مع هيئات خاصة كقطاع الصحة والضمان ذلك بأن هذا القانون

.االجتماعي

هذا الموضوع المجسد في نظرية 17 -84طرح المجلس الشعبي الوطني يترجم موضوع القانون

األمر العضوي الفرنسي، فالقانون الميزاني للدولة يحترم على األقل شكليا اإلطار الميزاني المستقل

مية واألشخاص الخاصة االقتصادي واالجتماعي، فال يجب الخلط بين األعباء المالية لألشخاص العمو

.للدولة والميزانيات المستقلة التي تتميز بطابع ميزاني مختلف عن ذلك المتعلق بالدولة

                                                            هي الميزانيات الخاصة بالمرافق العمومية التي تتمتع بشخصية إعتبارية : les budget autonomesالميزانيات المستقلة  1

إال أن الميزانيات المستقلة ال تخضع ، مستقلة وهي تشكل إستثناءا عن مبدأ وحدة الميزانية مثلها مثل الميزانيات الملحقة

ص مرفق هو من يختص باعتمادها ، سوزي عدلي ناشد ، المرجع السابق ،للرخصة البرلمانية بل مجلس إدارة ال

295،296 . 2 Mohamed Taher Bouara,op,cité. P334

 

محاولة الحكومة إلدراج هذه الميزانيات المستقلة يفسر بغيات نص للمحاسبة العمومية فالحكومة غالبا

1. جأ الى إدراج أحكام تمس المحاسبة العمومية في نص قانون الماليةما تل

2فلماذا اليتم النص عليها في نص خاص متعلق بقوانين المالية؟

ومع ذلك نظرية مالية الدولة الناشئة في النص ليست ثابتة تماما، تسرب األحكام المتعلقة بمالية

.كل نتائج طرحهالمؤسسات العمومية تدل على ان المشرع لم يتبع

مشروع القانون المتعلق بقوانين المالية استثنى مبدأ الرخصة لنفقات االستثمار المخططة للمؤسسات

من مشروع القانون 36المادة حيث نصت ها عن طريق القطاعات االقتصادية العمومية وطريقة توزيع

انات نهائية تحدد في ظل الشروط توزيع االعتمادات المفتوحة لنفقات التجهيز الممولة بإع: " على أنه

".المحددة عن طريق مرسوم

ومع ذلك المشروع الحكومي توقع األحكام المتعلقة بطرق تمويل االستثمارات المخططة وفقا للمبادئ

42و 41والتي تجسدت في المادة 40و 39و يتعلق األمر بالمادة ( 3 1971المكرسة في اصالح

األحكام الرخصة التشريعية التي تنمح كل سنة عن طريق قانون المالية ، تترجم هذه )من نص القانون

، تتعلق بالرجوع لتمويل االستثمارات المخططة للمؤسسات العمومية يتعلق األمر إذن برخصة خاصة

عمليات "الفصل الثاني " عمليات الخزينة"، هذه األحكام أدرجت في الباب الرابع إلى موارد الخزينة

المتعلق بقوانين المالية كان 84/17مان تناسق تقديم العمليات المالية المتضمنة في القانون لض" الخزينة

                                                            1Mohamed Taher Bouara,op,cité, P333 3Mohamed Taher Bouara,op,cité. P334 

لزاما أن يخصص عنوانا لمبدأ الترخيص العتمادات االستثمار المخططة، طريفة التحضير تعكس

1 التردد الحقيقي فالحكومة أرادت التمسك بنظرية دستورية الميزانية

وا مقاومة التعديالت البرلمانية التي أنتجت مبدأ الترخيص لنفقات االستثمارات لكن ممثليها لم يستطيع

.المخططة للمؤسسات العمومية ضمن قانون المالية

الحكومة قبلت بهذا التنازل ألن في الواقع المبدأ المتعلق بالرخصة والمتعلق بتوزيع االعتمادات

ن التعديالت خالل السنة أسندت إلى ، في حين أ االستثمارات يرتبط باالختصاص التشريعي

عن "، فالمجلس الشعبي الوطني أعطى حرية واسعة للحكومة من خالل عبارة االختصاص الحكومي

.إليجاد بعض المرونة" عن طريق تنظيم"طريق مرسوم

تسلسل العمليات المتعلقة باالستثمارات المخططة وردت في : الباب الثاني يتعلق بالميزانية العامة للدولة

في الواقع ،2المتعلق بقوانين المالية 17- 84ال يسهل توزيع العمليات المالية الواردة في القانون

، تجزأ التعديالت البرلمانية أدت إلى تجاوز األحكام المتعلقة بفئتين من العمليات المالية التي ال

فالعمليات المالية

متعلقة باالستثمارات المخططة للمؤسسات العمومية ال تتجزأ للميزانية العامة للدولة والعمليات المالية ال

3.مواردها وأعباؤها من ناحية العرض الشكلي

العرض المادي للقانون: الفقرة الثانية

المجاالت المحصورة لقانون المالية -أوال

                                                            1 Bouara ،Idem, P335

تساءل لماذا أدرجت في هذا العنوان الذي ال ن، ف يتعلق األمر بعمليات مالية التي تعتبر خارج الميزانية العامة للدولة2

نفقات "القسم الثالث " النفقات"، الفصل الثالث ، ورد ذلك خضوعا للتعديالت البرلمانية في الباب الثاني يتعلق بها

 ."االستثمار3Ibid, P336

 

تعلقة المتعلق بقوانين المالية أول نص قانوني، جمع مختلف األحكام الم 17- 84شكل القانون رقم

المتضمن القانون 1959جانفي 02بقوانين الميزانية و المالية في الجزائر، و هو يماثل األمر

.العضوي المتعلق بقوانين المالية في فرنسا

المادة األولى من القانون موضوع قوانين المالية على أنه يحدد طبيعة الموارد و األعباء المالية حددت

للدولة و مبلغها و تخصيصها، القانون يظهر موضوع قوانين المالية ضيقا بمقارنته بموضوع قانون

.المالية في القانون الفرنسي

القانون العضوي المتعلق بقانون المالية نجد المتضمن 1959جانفي 2ففي المادة األولى من األمر

أكثر إتساعا، فهو يتضمن كذلك األحكام التشريعية المتعلقة بتنظيم إعالم و رقابة البرلمان هموضوع

على تسيير األموال العمومية التي تفرض المسؤولية المالية ألعوان المرافق العمومية، إضافة إلى

1.، و نسبة و طرق تحصيل الضرائب يكل أصنافها حكام تتعلق بوعاءإمكانية احتواء قوانين المالية أل

.و أخيرا إنشاء الوظائف و تعديلها ال يمكن أن يتم إال بحكم في قانون المالية

المتعلق بقوانين المالية ال يقتصر عند 17-84البحث عن موضوع قوانين المالية في نص القانون رقم

كان من المفروض أن يتم فيها تحديد كامل المجاالت التي يمكن ، و التي نص المادة األولى منه

التي وردت تحت عنوان الباب 13، بل يوقفنا كذلك عند نص المادة لقوانين المالية أن تتدخل فيها

، بحيث نصت على "الموارد " ، في الفصل الثاني بعنوان "الميزانية العامة للدولة" الثاني

، النص على األحكام المتعلقة بوعاء و نسب و كيفيات قوانين المالية دون سواهايمكن ل:" ... أنه

".تحصيل مختلف أنواع الضرائب و كذا باإلعفاء الجبائي

وضع هذا الحكم في الباب المتعلق بالميزانية العامة للدولة برغم تعلقه بقوانين المالية يعكس عدم الدقة

.المتعلق بقوانين المالية 17-84قانون في تصنيف المواضيع التي تناولها ال

                                                            و هو النص القانوني الوحيد لحد الساعة الذي تضمن مجموع االحكام المؤطرة لقوانين الميزانية و المالية في ظل 1

.مشروع القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية إصدارالتأخر في

تطرقت إلى أصناف قوانين المالية و يتعلق األمر بقانون المالية للسنة، قانون 5، 4، 3، 2: المواد

نص القانون حمل إذا توضيحا قانونيا مهما بحيث كرس ، و قانون ضبط الميزانية 1التكميلي المالية

ممارسة تشريعية تتعلق بهذه األصناف القانونية و جعل قانون المالية هو المعبر عن الرخصة المالية

، بالنسبة لقانون ضبط الميزانية له 1976من دستور 151بدل نظرية الميزانية المتبناة في المادة

.1976من دستور 87 أساس دستوري في نص المادة

يقر " لقانون المالية للسنة فيه إطالة إذ كان يمكن للمشرع أن يكتفي بتعريفه على أنه 3تعريف المادة

فهذا يفي بالغرض لكنه أضاف ، "، بمجمل موارد الدولة و أعبائها و يرخص بالنسبة لكل سنة مدنية

."و كذا الوسائل المالية األخرى المخصصة لتسيير المرافق العمومية" عبارة

أنه مستوحى من الباب الثالث من مشروع القانون و ىإضافة هذه العبارة يفسره األستاذ بوعارة عل

" " الميزانيات المستقلة" و تضمن أحكام تتعلق بالميزانيات الملحقة" ميزانيات أخرى"الذي حمل عنوان

."الجماعات و المؤسسات العمومية

.2إضافة هذه العبارة يشير إلى خضوع مالية الميزانيات المستقلة ألحكام مالية الدولة حسب األستاذ

.الباب الثاني المعنون بالميزانية العامة للدولة تضمن أحكام و مبادئ ميزانية مهمة

1976من دستور 16مطة 151/2وى مفهوم دستوري ورد في المادة منه حددت محت 06أوال المادة

، بحيث تتشكل هذه األخيرة من اإليرادات و النفقات النهائية و يتعلق األمر بالميزانية العامة للدولة

، يعبر هذا المحتوى عن تأكيد المشرع الجزائري لموقفه للدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية

الرخصة المالية تعبر عنها قوانين المالية، أما الميزانية ت عنه الممارسة التشريعية على أنالذي عبر

.فهي جزء من هذا القانون

                                                            ات دون ترخيص برلماني قانون المالية التكميلي يعتبر استثناء عن مبدأ السنوية ، حتى ال تلجأ الحكومة الى فتح حساب  1

، فالرخصة المالية تندرج ضمن االختصاص التشريعي للبرلمان ، رضوان آيت حمو ،مجال القانون والتنظيم في

.35، ص 2016ـ 2015الميدان الميزاني ،مذكرة ماجستير ، جامعة الجزائر ، 2 Mohamed Taher Bouara,op,cité p 372-373

 

نص هذا الباب كذلك على مبدأ مهم و هو مبدأ عدم تخصيص موارد الدولة لتغطية نفقات معينة في

من عدم دقة في مادة أنها عانت يالحظ على نص ال 8الميزانية العامة للدولة من خالل نص المادة

1.الموارد ومرة اإليرادات فمرة استعمال المصطلحات

تضمن تعداد لموارد الميزانية العامة للدولة و نص " الموارد" الفصل الثاني من هذا الباب المعنون بـ

.على مبدأ سنوية الترخيص بتحصيل الضرائب و الرسوم

أنها كل " التي عرفت الرسوم شبه الجبائية على 15ة كما يسجل مالحظة حول محتوى نص الماد

الحقوق و الرسوم و األتاوى الواردة في الجدول الملحق بقانون المالية و المحصلة لفائدة شخص

".اعتباري غير الدولة و الواليات و البلديات

ئية ال تتعلق تواجد هذه المادة في هذا الباب يشكل تجاوزا لعنوان الباب، ألن الرسوم شبه الجبا

جانفي 02بالميزانية العامة للدولة بل بقوانين المالية، و هذا األمر يعكس التأثر باألمر الفرنسي

من ، لكن في هذا األخير تطرق إليها خالل عرض األحكام المتعلقة بالموارد الدائمة للدولة 1959

.أحكام قوانين المالية 2تحت عنون الباب 3الفقرة4 المادةخالل نص

و في األخير تم التطرق إلى تقادم الديون إذا لم تدفع في أجل أربع سنوات من أول يوم للسنة المالية

التي أصبحت مستحقة فيها، و هي الديون المستحقة للغير من طرف الدولة، أو الوالية أو البلدية أو

.مؤسسة عمومية مستفيدة من إعانات ميزانية التسيير

:أقسام 03تتضمن " النفقات" بـ الفصل الثالث المعنون

القسم األول بعنوان عموميات، تضمن هذا القسم النص على وضع االعتمادات المفتوحة تحت تصرف

.المتصرفين العموميين الذين يتحملون مسؤولية العمليات المخططة

تسجيل كما تطرق هذا القسم إلى طرق توزيع االعتمادات حسب الفصول أو القطاعات و إمكانية

.إعتمادات إجمالية توزع عن طريق التنظيم إضافة إلى إمكانية إلغاء إعتمادات بدون موضوع

                                                            ال يمكن تخصيص أي ايراد لتغطية نفقة خاصة تستعمل موارد الدولة لتغطية " من نص القانون على 8نصت المادة 1

. نفقات الميزانية العامة للدولة بال تمييز

..." صراحة على تخصيص الموارد لتغطية بعض النفقات غير انه ينص قانون المالية

في هذا القسم تطرقت إلى أصناف األعباء الدائمة للدولة، و هي نفقات التسيير، نفقات 23المادة

.االستثمار، القروض و التسبيقات

فالفصل الثالث من هذا الباب المعنون " العامة للدولة الميزانية" محتوى هذه المادة يتجاوز عنوان الباب

من 06كان من المفروض أن يتطرق إلى النفقات النهائية للدولة حسب تعريف المادة " النفقات " بـ

.نص القانون

تطرقت إلى األعباء الدائمة للدولة و هذا يظهر التأثر الكبير بمحتوى األمر الفرنسي 23لكن المادة

.من هذا األمر 6 إعادة صياغة للفقرة األولى من المادة 23إذ تمثل المادة 1959جانفي 02

إذا هناك نفقات دائمة للدولة و لكن ليست نهائية ألنها ال تدخل إلى الذمة المالية للدولة بصفة نهائية

1.و يتعلق األمر بالقروض و التسبيقات

يدا لمدونة نفقات التسيير و تحديد أصناف االعتمادات تضمن تحد" نفقات التسيير" القسم الثاني بعنوان

فهي إما أن تكون تقييمية أو حصرية أو وقتية كما نص على عدم العمل بقاعدة االعتمادات المصوت

.و في األخير تم التطرق إلى أحكام نقل و تحويل االعتمادات services votésعليها

:لى ثالثة أبوابقسمها إ" نفقات االستثمار: " القسم الثالث

.االستثمارات المنفذة من قبل الدولة -

.إعانات االستثمار الممنوحة من قبل الدولة -

. النفقات األخرى بالرأسمال -

.وحدد كيفيات توزيعها حسب القطاعات

إذ سمح للخزينة " الميزانية العامة للدولة" على هذا القسم كذلك تجاوز لعنوان الباب الثاني و يالحظ

العمومية في إطار قوانين المالية بعقد قروض و هذه العملية ال تدخل ضمن إيرادات الميزانية العامة

.للدولة

ة و التي تتضمن عمليات مالية تطرق إلى الميزانيات الملحق" الميزانيات األخرى" الباب الثالث بعنوان

                                                             . 75حمزة برطال المرجع السابق ،ص 1

 

لمصالح الدولة التي ال تتمتع بالشخصية االعتبارية و التي يهدف نشاطها إلى إنتاج مواد أو تأدية

.خدمات بمقابل

و في الفصل الثاني تطرق إلى إعانات التسيير المسجلة في ميزانية الدولة لصالح المجموعات

.و المؤسسات العمومية

، الفصل األول يتعلق بالحسابات الخاصة تضمن فصلين" بعمليات الخزينة" لرابع المعنون الباب ا

للخزينة ال يجوز فتح هذه الحسابات إال بموجب قانون المالية و حدد أصناف هذه الحسابات و طريقة

.عملها

إلى العمليات و تطرق" عمليات الخزينة" بالنسبة للفصل الثاني فالمالحظ أنه حمل نفس عنوان الباب

المؤقتة الني تنفذها الخزينة و يتعلق األمر باصدارات و تسديدات االقتراض المنفذة وفقا للتراخيص

.الممنوحة بمقتضى قوانين المالية و عمليات االيداع بأمر و لحساب الهيئات المكتتبة لدى الخزينة

."هاتحضير قوانين المالية و التصويت عليها و تنفيذ" الباب الخامس

الم تحدد فترة لتطبيقهم احكفاألو تضمن تبيان لمحتوى مشروع قانون المالية للسنة و ميز بين األحكام

عملية ما تطرق إلى كحدد أصناف الوثائق المرفقة بمشروع قانون المالية للسنة و، ما دائمااحكتشكل أ

، أما إيرادات الميزانية العامةتتم بشكل إجمالي على على مشروع قانون المالية التي التصويت

.بالنسبة للنفقات فهي األخرى يتم التصويت عليها بشكل إجمالي حسب طبيعة النفقة

النقطة األخيرة في هذا الباب تطرقت إلى أحكام تتعلق بتنفيذ االعتمادات و الباب السادس تطرق إلى

.القانون و إقرار النتائجحيث حدد الوثائق المرفقة بمشروع " قانون ضبط الميزانية"

.الباب األخير تضمن أحكاما عامة تتعلق بتجريم بعض السلوكيات الناتجة عن استغالل السلطة

عدم وضوح المبادئ الميزانية:ثانيا

المتعلق بقوانين المالية تفرض علينا البحث فيه عن مدى اهتمامه بالمبادىء 17-84إن دراسة القانون

التي طالما طالب النواب باحترامها و استندوا عليها لتأطير مناقشاتهم لقوانين المالية الكبرى للميزانية و

.المتعاقبة في ظل غياب قانون خاص يؤطر قوانين المالية

فبالنسبة لمبدأ سنوية الميزانية و يقصد به أن يتم اقرار الميزانية كل سنة و لهذا المبدأ أساس سياسي

1برلمان على النشاط الحكومي يتعلق برقابة دورية من ال

يقر " المتعلق بقوانين المالية على هذا المبدأ بنصها على انه 17-84من القانون 3نصت المادة

...." و يرخص قانون المالية للسنة بالنسبة لكل سنة مدنية

نفقات النهائية للدولة نشكل الميزانية العامة للدولة من االيرادات و ال"على ذلك بنصها 6و أكدت المادة

...." المحددة سنويا بموجب قانون المالية

كل هذا يعتبر غير كاف و أنتظهر المادتان تبني المشرع الواضح لمبدأ السنوية و لكن في الحقيقة

يؤكد الشك في فعاليته فالمشرع لم يحدد العالقة بدقة بين المخططات المتعددة للسنوات التي نصت

ألولى من نص القانون و بين قوانين المالية ، مثلما فعل المشرع في القانون المقارن عليها المادة ا

المتضمن قانون العضوي المتعلق بقوانين 1959جانفي 2 األمرمن 2/3الفرنسي بحيث حددت المادة

المالية على مستوى متعدد السنوات و بين قوانين أهدافالمالية ،العالقة بين قوانين البرامج التي تحمل

قوانين البرامج ال تلزم الدولة اتجاه الغير إال في حدود رخص البرامج المضمنة في أنبنصها على

.قانون المالية للسنة

الترخيص بتحصيل كل أنمنه على 12المتعلق بقوانين المالية في المادة 17-84كما نص القانون

مبدأ السنوية هو غياب الضرائب و لهذا السبب الضرائب و الرسوم يكون سنويا ، ذلك من نتائج أنواع

األخرىمجد المادة األولى من قوانين المالية للسنة ترخص للحكومة تحصيل كل الضرائب و الموارد

.

إننفقة حتى و أيأما بالنسبة للنفقات فهي ال تغطي إال سنة واحدة المرخصة و ال يمكن كمبدأ مباشرة

1لم تستعمل كل االعتمادات

                                                             . 166محمد عبد اللطيف ،المرجع السابق ،ص 1

 

و ال تحول االعتمادات "المتعلق بقوانين المالية انه 17-84من القانون 24/2المادة أكدتهو هذا ما

." المفتوحة لسنة مالية معينة ، الحق في تجديدها للسنة المالية التالية

بالنسبة لمبدأ الوحدة و يقصد به ان تظهر كل االيرادات و النفقات في وثيقة واحدة بهدف تسهيل فهم

17-84رقم من القانون 3و قد تم االشارة لهذا المبدأ في نص المادة ،2المعلومات و تسهيل الرقابة

و لكن بالنظر الى حجم العمليات المالية المقررة في نص القانون فان هذا ، المتعلق بقوانين المالية

.3المبدأ غير محدد بدقة

. التخصيص عدم قاعدة و الخام الناتج قاعدة أساسيتينبالنسبة لمبدأ الشمولية و يتضمن قاعدتين

مقاصة بين إجراءاالجمالية في الميزانية العامة دون األرقامتدرج أنمضمون قاعدة الناتج الخام

.4االيرادات و النفقات

و قاعدة عدم التخصيص يقصد بها كل الموارد تأتي لتغطية كل النفقات و ال يجوز تخصيص ايراد

.لنفقة معينة معين

خالل نص مبدأ عدم التخصيص من إلىفقط اإلشارةالمتعلق بقوانين المالية تم 17- 84في القانون

تستعمل موارد ، خاصةنفقة ايراد لتغطية أيال يمكن تخصيص " :نه أالتي نصت على 8المادة

".الدولة لتغطية نفقات الميزانية العامة للدولة بال تمييز

المتعلق بقوانين 17- 84من القانون األولىو فيما يخص قاعدة توازن الميزانية فان المادة أخيراو

التوازنات العامة "المالية قد استبعدت تلقائيا تحديد التوازن المالي لقوانين المالية بذكرها لعبارة

فمفهوم التوازن " ة المسطرة في مخططات التنمية االقتصادية و االجتماعية المتعددة السنوات و السنوي

                                                                                                                                                                                          1 Eric Devaux ، op,cité ,p90-91

. 174ص عبد اللطيف ، المرجع السابق ،محمدمحمد 2

3 Mohamed Taher Bouara,op,cité p384 . .178ص نفس المرجع محمد عبد اللطيف ، 4

بمفهومه الكالسيكي الذي 1العام في الحياة االقتصادية و االجتماعية يتجاوز بكثير مفهوم التوازن المالي

.2يقصد به المساواة الحسابية بين االيرادات و النفقات

                                                            

188،ص نفس المرجعمحمد عبد اللطيف ، 2

 

:خاتمة الفصل األول

لقوانين ةالذي نخلص إليه بعد دراسة األحكام ذات الطبيعة الدستورية المنظم إن الوصف

الميزانية

و المالية في الجزائر، أنها جد محدودة و ضيقة بمقارنتها مع نظيرتها في القانون المقارن الفرنسي ،

عالقة بين هذه المحدودية تظهر من خالل إقتصارها على بعض األحكام المعدودة المتعلقة بتنظيم ال

السلطة التشريعية و التنفيذية المنصوص عليها في الدستور، و الذي بدأ يتجه بداية من صدور

الى الحد من سلطات البرلمان في الميدان المالي لصالح تعزيز سلطات رئيس الجمهورية، 1996دستور

التعديل الدستوري عن طريق إفراغ الرخصة المالية التي يمنحها للحكومة من محتواها القانوني، إلى

األخير الذي ألغى اختصاص البرلمان بالمصادقة على المخطط الوطني لصالح السلطة التنظيمية لرئيس

.الجمهورية عن طريق البرامج

وتظهر هذه المحدودية كذلك من خالل افتقارها ألحكام القضاء الدستوري في هذا الميدان، وحتى مع

لدستوري األخير، فان هذا المجلس ال ينتظر منه أن يلعب الدور توسيع سلطة اإلخطار في التعديل ا

.الكبير الذي يمارسه نظيره الفرنسي في ظل غياب قانون عضوي ينظم و يؤطر قوانين المالية

و حتى المعاهدات محدودة جدا في هذا الميدان ، بمقارنتها مع الدور الذي تلعبه في القانون الفرنسي

. تحاد األوروبيالعتبار عضويتها في اال

المتعلق بقوانين المالية المعدل و المتمم، و الذي يحمل محتوى منظم 17ـــــــ84القانون رقم

بقانون عضوي في القانون المقارن الفرنسي، إال أنه يفتقر للطبيعة الدستورية برغم نص التعديل

. ةالدستوري األخير على تحويل هذا الصنف من القوانين إلى قوانين عضوي

.إال أنه يستحيل إكتسابه لهذه الصفة و هذا راجع لعدة أسباب كما أشرنا

مقارنة هذا الوضع القانوني بما هو عليه في القانون المقارن الفرنسي يدعم هذا الوصف إذ تتأطر

يتشكل ما يعرف بالكتلة الدستورية ، و قوانين المالية بمجموعة من األحكام ذات طبيعة دستورية

،1789وتتكون أساسا من أحكام في إعالن حقوق اإلنسان و المواطن لسنة ، للميدان المالي المنظمة

و الذي يطلق عليه مصطلح الدستور ثم الدستور الفرنسي و القانون العضوي المنظم لقوانين المالية

إضافة إلى الدور الكبير الذي يلعبه القضاء الدستوري ممثال في « constitution financière »المالي

.و األحكام التي تصاغ في إطار االتحاد األوروبي المجلس الدستوري الفرنسي

 

الفصل الثاني

.إتساع اإلطار التشريعي و التنظيمي لقوانين المالية:الفصل الثاني

األساسية األداةمن الناحية الموضوعية هي ،و قوانين المالية التكميلية ،قوانين المالية للسنة أصبحت

تؤثر فيه أصبحتوالدورية لتأطير الميدان الميزاني و المالي ومسايرة التغيرات و التطورات التي

المبحث (االخرى ات الصلة بالميدان، بعض التشريعات إلىاضافة ، باالعتماد على المواد الدائمة

)االول

المبحث (على هذا الميدان اإلصالحات إدخالالى الدور الكبير الذي تلعبه التنظيمات في إضافةهذا

).الثاني

 

الدور الواسع للتشريع في الميدان المالي:األولالمبحث

سنة و قوانين المالية التي تضمنها قوانين المالية لل األحكامدراسة إلىسنتطرق في هذا المبحث

باقي إلىثم ، )المطلب االول(ينظم ويضبط الميدان الميزاني والمالي إطاراو التي تشكل التكميلية

التي انتهجتها الدولة ولها صلة بالميدان الميزاني اإلصالحاتبعض إطارالتي جاءت في التشريعات و

).المطلب الثاني(،و المالي

ة للسنةقوانين المالي:األولالمطلب

طير الميدان الميزاني و المالي و لمالية التكميلية دورا مهما في تألعبت قوانين المالية للسنة و قوانين ا

رقم وحتى بعد صدور القانون، غياب قانون خاص ينظمه ظل في ، لالستقالل األولىمنذ السنوات

.الدورنين تلعب نفس االمتعلق بقوانين المالية بقيت هذه القو 84-17

األحكاممضمون هذه إلى،قبل التطرق )األولىالفقرة (لذا ال بد بداية من البحث في القيمة القانونية لها

).الفقرة الثانية(، التي جاءت بها

القيمة القانونية لقوانين المالية: الفقرة األولى

الى تأشيرات قوانين المالية ، ثم) أوال(سنتطرق في هذه الفقرة إلى الطبيعة القانونية لقوانين المالية

).ثانيا (و قوانين المالية التكميلية التي يالحظ عدم استقرار بشأن االستناد إليها للسنة

:الطبيعة القانونية لقوانين المالية: أوال

قانون المالية من الناحية العضوية هو تشريع عادي يصادق عليه من طرف البرلمان استنادا إلى نص

من التعديل الدستوري األخير، ويتضمن أحكاما عامة ومجردة، وإن كان يخضع 138/09المادة

لبعض

.اإلجراءات الدستورية المتميزة عن تلك المتبعة في باقي التشريعات بالنظر إلى طابعه االستعجالي

المعدل اليةالمتعلق بقوانين الم 84/17من القانون 2وتنقسم قوانين المالية حسب تصنيف المادة

.وقانون ضبط الميزانية، وقوانين المالية التكميلية أو المعدلة ، 1والمتمم إلى قوانين المالية للسنة

والتي نالحظ أنها أخذت ما يهمنا في هذه الدراسة هو قانون المالية للسنة وقانون المالية التكميلي،

.الذي أوجدت فيهطبيعة قانونية مختلفة متأثرة بشكل خاص بالمحيط السياسي

الستقالل صدر قانون المالية للسنة بموجب قانون ، يتضمن قانون المالية لسنة ففي السنة األولى ل

دستورية بما فيها المجلس أما في الفترة التي تلت حدوث االنقالب الثوري وحل المؤسسات ال 1963

انطالقا من قانون ، لية للسنة فأصبحت قوانين المالية تصدر بموجب أوامر تتضمن قانون الماالوطني

.1966المالية لسنة

                                                             :يكتسي طابع قانون المالية: قد نصت على أنه 2هذا وإن كانت المادة 1

).بكسر الدال(قانون المالية وقوانين المالية التكميلية أو المعدلة -1

.ضبط الميزانية قانون -2

تخلص من المواد التي تلي هذه المادة والتي تطرقت سشر صراحة إلى قانون المالية للسنة وإن كان األمر يفالمادة لم ت

".قانون المالية للسنةخص يقر وير: "على النوع األول بنصهامن نفس القانون 3فنصت المادة ،لكل نوع على حدى

 

أ الفصل بين وإقامة مؤسسات دستورية وإن كانت ال تقوم على مبد 1976بعد صدور دستور

وصنف ،1االشتراكي الذي يقوم على مبدأ وحدة السلطة المركزة في يد الحزب وتبني المنهجالسلطات

.أنها وظائف تمارس في ظل هذه السلطة االختصاصات الموكلة إلى تلك المؤسسات على

ا مستعمال في األنظمة الليبرالية، حيث نظم االختصاص ي تبنى كذلك مبدءولكن المؤسس الدستور

، وأوكل إلى هذا األخير سلطة بالتشريع ووزعه بين رئيس الجمهورية والمجلس الشعبي الوطني

صدور 1976لة التي طبق في ظلها دستور التشريع في المجال الميزاني، وبالتالي شهدت هذه المرح

.قوانين المالية عن طريق نصوص تشريعية صادرة عن هذا المجلس

من طرف المجلس ةعن طريق قوانين صادر 1989استمر صدور قوانين المالية في ظل دستور

مع استقالة رئيس الجمهورية ، إلى غاية حل المجلس الشعبي الوطني الذي تزامن الشعبي الوطني

استنادا إلى المداولة رقم ،المجلس األعلى للدولة مهمة التشريع عن طريق مراسيم تشريعية وتولي

فصدرت قوانين المالية ابتداء من قانون المالية ، 2ذات الطابع التشريعي بالمراسيم قة المتعل 92/02

.3عن طريق مرسوم تشريعي 1992التكميلي لسنة

                                                            تجسد قيادة البالد في وحدة القيادة السياسية للحزب والدولة : " بنصها 1976دستور من 98وقد عبرت عن ذلك المادة 1

".وفي إطار هذه الوحدة فإن قيادة الحزب هي التي توجه السياسة العامة للبالد

".السلطة وتنظيمها: "وقد كرس مبدأ وحدة السلطة من خالل عنوان الباب الثاني 134ج، الجزائر، ص . م. لجزائري ووسائل التعبير المؤسساتي دالنظام الدستوري ا: فوزي أو صديق 2

يطلق عليه المرسوم التشريعي و لكنه في الواقع يتمتع بنفس القيمة ي أنجبته أزمة التسعينات ،ذإن المعيار الجديد ال 3

المعايير ال يؤثر ه وتغيير مدلول هذية ، ئها رئيس الجمهورية خالل الحالة االستثناذالقانونية للألوامر التشريعية التي يتخ

les décretsعلى قوتها القانونية بدليل أن بعض الدول كتونس و المغرب تفضل تسميتها بالمراسيم التشريعية

législatives األوامربدال من les ordonnances يعكس ، لمصطلح المراسيم التشريعية األرضيةوتفضيل محرري

أحسن رابحي ، مبدأ تدرج .ه الظروف ذمثل هذه الحلول في مثل ه ذبعض اآلثار الجانبية عن اتخا إخفاءمحاولتهم

399، ص 2006ـ 2005المعايير القانونية في النظام القانوني الجزائري ،رسالة دكتوراه ، جامعة الجزائر،

صدرت بموجب أمر من 1996وقانون المالية التكميلي لسنة 1996و 1995المالية لسنة قوانين

طرف المجلس االنتقالي المنشأ بموجب المرسوم الرئاسي المتضمن أرضية الوفاق الوطني حيث نصت

يمارس المجلس الوطني االنتقالي الوظيفة التشريعية عن طريق األوامر في المواد : "منه 24المادة

".تعلقة بالقانونالم

وبالرجوع إلى الشرعية الدستورية نالحظ صدور جميع قوانين المالية للسنة 1996في ظل دستور

.منه بواسطة قانون مصادق عليه من طرف البرلمان 122تطبيقا لنص المادة

يانا ق عليها من طرف البرلمان أحأما بالنسبة لقوانين المالية التكميلية فصدرت بموجب قوانين مصاد

من الدستور فيما 124أخرى بموجب أوامر يتخذها رئيس الجمهورية استنادا إلى نص المادة وأحيانا

.بين دورتي البرلمان

اضطراب في تأشيرات قوانين المالية -ثانيا

تهدف التأشيرات في أي نص قانوني إلى توضيح األساس القانوني الذي يستمد منه هذا النص شرعيته

القانونية، وتزداد أهمية النص وقيمته القانونية في هرم تدرج القواعد القانونية كلما اقترب من الدستور

.والعكس صحيح إليهواستند

استقرار في استنادها إلى المواد الدستورية، فقوانين بالنسبة لقوانين المالية في الجزائر نالحظ عدم

، وقانون 2007 -2006 -2005 - 2004- 2003 – 2002 -2000 -1999لسنوات المالية

.180، 127، 126، 120، 119/03قد صدرت استنادا إلى المواد 2007المالية التكميلي لسنة

ى مجلس الوزراء بعد أخذ رأي مجلس تتعلق بإلزامية عرض مشاريع القوانين عل 119/03المادة

الدولة قبل إيداعها مكتب المجلس الشعبي الوطني، إال أن هذين اإلجراءين الدستوريين ال يظهران من

 

قد يؤدي ذلك إلى عدم دستورية قوانين 2005إلى 1999خالل تأشيرات قوانين المالية لسنوات

، فحتى وإن تم االستماع إلى مجلس الوزراء إلزامية المالية لهذه السنوات لمخالفتها إلجراءات استشارية

.في تأشيرات القانون إليهقبل إصدار هذه القوانين إال أنه يجب أن يشار

مجلس الوزراء كإجراء دستوري ال يظهر إال في قوانين المالية التكميلية التي صدرت إلىاالستماع

.2002عن طريق أوامر بداية من قانون المالية التكميلي لسنة

أما أخذ رأي مجلس الدولة فلم يظهر في تأشيرات قوانين المالية إال بداية من قانون المالية لسنة

2006.1

عامة تتعلق بإجراءات مناقشة مشاريع قوانين المالية وحكما خاصا بآجال تحمل أحكاما 120المادة

.مصادقة البرلمان على مشاريع قوانين المالية والنتائج المترتبة على عدم احترامه لهذه اآلجال

رغم احتوائها نص هذه المادة اإلشارة إلىيالحظ إغفال 2009لكن وبداية من قانون المالية لسنة

قة بالتصويت على قوانين المالية، ولم تظهر إال في قانون المالية التكميلي لسنة عال ألحكام لها

2007.3لسنة التكميلي واألمر المتضمن قانون المالية 2011،2

غير مفهوم ، 127والمادة 120لمادة لنص ا 2007لسنة التكميلي استناد األمر المتضمن قانون المالية

كم الفقرة الثامنة التي تنص على إصدار رئيس الجمهورية إلى ح 120يل استناده إلى المادة قد يح

لمشروع قانون المالية بأمر، لكن هذا األمر يكون في حالة عدم مصادقة البرلمان عليه في األجل

                                                             31مؤرخة في 85ج رعدد 2005ديسمبر 31مؤرخ في 2006المتضمن قانون المالية لسنة 16-05القانون رقم 1

 .2005ديسمبر مؤرخة 40ج ر عدد 2011جويلية 18المؤرخ في 2011المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 11-11القانون رقم 2

 .2011جويلية 20في مؤرخة 47، ج ر عدد 2007جويلية 24المؤرخ في 2007المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 03-07األمر رقم 3

 .2007جويلية 25في

فهو يستند إلى نص 2007، أما األمر الذي صدر في إطار قانون المالية التكميلي لسنة المحدد له

.ر والذي يكون بين دورتي البرلمانمن الدستو 124المادة

طلب إجراء في من الدستور فهي تتعلق بسلطة رئيس الجمهورية 127كذلك األمر بالنسبة للمادة

ستنادا ألمر صدر من طرف رئيس الجمهورية إفي حين أن ا ، مداولة ثانية لقانون تم التصويت عليه

ولم يتم التصويت عليه من طرف البرلمان في مرحلة صدوره ،من الدستور 124إلى نص المادة

1.هذه

فهي تتعلق بالمجاالت التي يشرع فيها البرلمان بقانون، ومنها تلك المتعلقة بقوانين 122بالنسبة للمادة

المالية ويتعلق األمر بالتصويت على الميزانية، إحداث الضرائب والرسوم والجبايات والحقوق المختلفة

.د أساسها ونسبها، النظام الجمركي، نظام إصدار النقود، ونظام البنوك والقرض والتأميناتوتحدي

يوما من 30فهي تتعلق بآجال إصدار رئيس الجمهورية للقانون وهي 126أما فيما يخص المادة

.تاريخ تسلمه إياه

انين التي تتعلق بمواضيع من بينها استمرار سريان القو تضمن أحكاما لفترة انتقالية ، 180نص المادة

، ويتعلق تخضع لمجال القوانين العضوية إلى غاية تعديلها أو استبدالها حسب اإلجراءات الدستورية

.المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم 17 - 84 رقم األمر في هذه الحالة بالقانون

، وكذا 2007ة قانون المالية لسنة غاي ىإل 1999إلى هذه المادة في قوانين المالية لسنة شارةتم اال

.2007، 2003، 2001 :قانون المالية التكميلي لسنوات

                                                             .من الدستور 124/02ة التي تلي صدوره استنادا إلى نص المادة التصويت عليه ال يتم إال في الدورف1

 

من الدستور في قوانين المالية بداية من قانون المالية 180عدم اإلشارة إلى نص المادة

تجاوز ذهنية األحكام يفسر على أن المشرع يحاول ،إلى غاية قانون المالية األخير 2008لسنة

ومن جهة ، كونها مرتبطة بإنشاء بعض المؤسسات الدستورية من جهة، وذلك لعدم منطقيتها الية االنتق

المتعلق بقوانين المالية قد تحول في ذهن المشرع من قانون يسري بحكم 17-84أخرى أن القانون

عدم نصها قوانين حتى في ظل الما اليزال يستند إليه في كل لانتقالي إلى قانون يسري بصفة دائمة طا

.الصفة الشرعية على استمرار سريان هذا القانون فيالذي يض) 180المادة (على السند الدستوري

والتي تتعلق أساس ، من الدستور 64استناده إلى نص المادة 2008يالحظ على قانون المالية لسنة

consentement de l'impôt1 بالضريبة ال بقانون هذا يذكرنا بمبدأ الرضابعدم جواز فرص الضرائب إ

.الذي شكل األساس األول الختصاص البرلمان بمنح الرخصة المالية

إلى قانون المالية األخير استنادها الى نص المادة 2008كما أنه يالحظ وبداية من قانون المالية لسنة

سها في المجاالت من الدستور، والتي تتعلق أساسا بسلطة رئيس الجمهورية التنظيمية التي يمار 125

.والتي لها نفس القيمة القانونية للقانون ،غير المخصصة للقانون عن طريق األوامر

النص على هذه المادة يوحي بأن قوانين المالية تدخل ضمن مجال السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية

على الميزانية أحد التي تجعل من التصويت 122يتم اإلشارة إلى نص المادة ،ولكن قبل هذه المادة

ن وهو ما كرسته الممارسة التشريعيةاختصاص البرلمان بالتشريع بقانو المجاالت التي تدخل ضمن

.ال مكان لها ضمن تأشيرات قوانين المالية 125فالمادة

يعكس العرض السابق للمالحظات المتعلقة بتأشيرات قوانين المالية غياب رؤية واضحة وغياب اهتمام

مشرع الجزائري بإعطاء أساس دستوري سليم وواضح لقوانين المالية يشكل شرعيتها من طرف ال

                                                            1Louis trotabos, Jean-Mary, cotteret, op, cité, p 16, 17.

مواد من الدستور في القانون إلى تأشيرات، وقد عبر المجلس الدستوري عن غياب الدستورية

.1أساسياالعضوي سهوا يجب تداركه النها تشكل حسبه سندا دستوريا

المتعلقة بحسابات التخصيص الخاص األحكام : الفقرة الثانية

تمثل حسابات التخصيص الخاص ميدانا مرنا للسلطة التنفيذية لتسيرها و تؤطرها بالطريقة التي تخدمها

المتعلق بقوانين 17-84 رقم التي وردت في القانون و ، المنظمة لها األحكامعدم دقة إلىو هذا يرجع

).ثانيا( نحو تعزيز سلطة وزير المالية األحكاموتوجه هذه )أوال(، المالية المعدل و المتمم

.المنظمة لحسابات التخصيص الخاص األحكامعدم استقرار :أوال

تنفذ من أصبحت أنو خاصة بعد ،الظهور المتصاعد للحسابات الخاصة للخزينة في قوانين المالية

بالبرامج التنموية اثر في هيكل قانون والتي تتضمن االستثمارات المتعلقة برأسمال،خاللها العمليات

غموض إلى أدى ،متعددة و مختلفة ال تخضع لمقاييس محددة ألحكامخضوعها أنكما ، )ا( المالية

)ب( التي تؤطرها األحكام

:تغيير تركيبة قانون المالية-أ

المالي ووسائله هيكل قانون المالية يتشكل من جزئين أساسيين، الجزء األول يتعلق بطرق التوازن

.ويتضمن ترخيصا لمختلف الموارد، أما الجزء الثاني فيتعلق بالميزانية والعمليات المالية للدولة

هذا األخير يشمل الميزانية العامة للدولة إلى جانب ميزانيات مختلفة، والتي تتمثل أساسا في الميزانيات

.الملحقة، إضافة إلى الحسابات الخاصة للخزينة

المالية المعدل والمتمم المتعلق بقوانين 17-84 رقم من القانون 08واستنادا إلى نص المادة مما سبق

الذي يقتضي أن مجموع اإليرادات ،فالحسابات الخاصة للخزينة هي استثناء عن مبدأ شمولية الميزانية

                                                            تنظيم المجلس الشعبي يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد 2016أوت 11مؤرخ في 04/16رأي رقم  1

، مؤرخة 50الوطني ، و مجلس األمة، وعملهما ، و كذا العالقات الوظيفية بينهما و بين الحكومة للدستور ، ج ر عدد

2016أوت 25في

 

رقابة فعالة تضمن تنفيذ مجموع النفقات، فهذا المبدأ يضمن وضوح حسابات الدولة، ويسمح بممارسة

1.من طرف البرلمان

اإلطالع على قوانين المالية في الجزائر وخاصة بالنسبة للفصل الثالث من الجزء الثاني المتعلق

لحسابات ه ا، يالحظ أن هذا الفصل يتركز أساسا على نوع محدد من هذ بالحسابات الخاصة للخزينة

وهي

، أصبحت 3واستبعاد الميزانيات الملحقة 2، ففي غياب باقي الحسابات حسابات التخصص الخاص

4.حسابات التخصيص الخاص تشغل الجزء األكبر من الجزء الثاني من قانون المالية

، فاللجوء وبالنظر إلى العدد الكبير لهذه الحسابات يالحظ تحول في عرض أو تركيبة قوانين المالية

5تخصيص خاص أو أكثر ي يسير حسابتقريبا كل قطاع وزارالمتزايد لهذه الحسابات بحيث أصبح

وهذا بالنظر إلى المرونة التي تتمتع بها هذه الحسابات من الناحية المحاسبية، فهي تسمح بنقل الفوارق

17-84 رقم من القانون 57بين الموارد والنفقات إلى السنة المالية الموالية، استنادا إلى نص المادة

لعامة للدولة في حين أن العمليات المنفذة في إطار الميزانية ا، متمم المتعلق بقوانين المالية المعدل وال

.ال تسمح بهذا األمر

فالحكومة كلما أرادت التكفل بمشكلة معينة كالسكن أو تدعيم اإلستثمار ،أو حماية البيئة وغير ذلك ،

فتح لها حسابا خاصا و تقوم بعزل هذه العملية عن مهامها األخرى المقيدة في الميزانية العامة للدولة فت

تسخر له الوسائل الضرورية لذلك ،و هذا راجع إل كون هذه الحسابات تستفيد من موارد مخصصة

                                                            1- François Chouvel , finances publiques ,11éd,Gualino,p33.

11- 11من القانون رقم 31إلى اآلن إال حساب قروض وحيد ورد في المادة 2000لم يظهر خالل الفترة من سنة -2

جويلية 20مؤرخة في 40ر عدد .، ج2011المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2011جويلية 18المؤرخ في

للموظفين القتناء أو بناء أو توسيع قروض"والذي عنوانه 304- 612ويتعلق األمر بحساب القروض رقم 2011

".سكنويتعلق األمر بالميزانية الملحقة للبريد والمواصالت، 2002آخر ظهور للميزانية الملحقة كان في قانون المالية لسنة -3

تلغى الميزانية الملحقة للبريد : :التي نصت على أنه 2000من قانون المالية لسنة 58وقد ألغيت بنص المادة

.2003ديسمبر 29مؤرخة في 83ج ر عدد ". 2003واصالت ابتداء من أول يناير والم4- Mohamed Taher Bouara,op,cité ,p471.

الماجستير، جامعة ، مذكرة لنيل شهادة فاتح أمزال، حسابات التخصيص الخاص في النظام الميزاني الجزائري-5

.72، ص2009الجزائر

بتحويل ناتج التسيير من سنة ألخرى إلى ) السنة(رخيصشرنا إللى إمكانية تجاوز مدة التإضافة كما ا

1غاية إتمام العملية

كون أن عملياتها ، اللجوء الكثيف لهذه العمليات يدفع إلى االعتقاد أنها تعتبر كآليات ميزانية مستقلة

، فيظهر الجزء الثاني من ، تتكون من عرض لإليرادات والنفقات المتعلقة بكل حساب هي األخرى

نية العامة للدولة والميزا ، قانون المالية في شكل ثنائية ميزانية حسابات التخصيص الخاص من جهة

2.من جهة أخرى

،الممارسة الميزانية ساهمت في تعزيز اللجوء إلى حسابات التخصيص الخاص بدل الميزانية العامة

، فهذه الحسابات وذلك بإخراج بعض العمليات من الميزانية العامة لتسير بحساب تخصيص خاص

، وأخرى تفتح لتنفيذ الميزانية العامة نجدها أحيانا تشمل عمليات ذات طابع نهائي من نفس عمليات

، هذا األمر أدى إلى عمليات االستثمارات العمومية المدرجة ضمن الميزانية العامة في الجدول ج

وذلك بتحويل اعتمادات من الجدول ج ، تداخل بين الميزانية العامة وحسابات التخصيص الخاص

باستثناء تلك : "بنصها 2015ن قانون المالية لسنة م 107لصالح هذه الحسابات وهذا ما أكدته المادة

الموجهة لتنفيذ عمليات االستثمارات العمومية والعمليات ذات الطابع الدائم أو المفاجئ يتم إقفال

3...".حسابات التخصيص الخاص

، وإتباع سياسة جديدة تقضي غير أن تدني أسعار النفط أدى إلى التخلي عن تلك الممارسة الميزانية

بالتخلي عن هذه الحسابات بالنظر إلى المبالغ الكبيرة التي ترصد لها والعودة إلى تنفيذ العمليات المالية

حسابات تخصيص 07تم إقفال 2015، ففي قانون المالية لسنة في إطار الميزانية العامة للدولة

.موحدمقابل فتح حساب تخصيص خاص وحيد، إضافة إلى جمع الحسابات في حساب ، 4خاص

                                                            حسابات التخصيص الخاص ،مجلة :البرلمان في مجال الحسابات الخاصة للخزينة بشير يلس شاوش ، صالحيات  1

.109،ص 2003الفكر البرلماني ، مجلس األمة ، عدد خاص ديسمبر .90فاتح أمزال، المرجع السابق، ص-2مؤرخة في 78ر عدد .، ج2015المتضمن قانون المالية لسنة 2014ديسمبر 30في المؤرخ 10-14القانون رقم -3

.2014ديسمبر 31صندوق دعم : "الذي عنوانه 203- 093يقفل حساب التخصيص الخاص رقم : "منه على أنه 14تنص المادة فمثال-4

هيئات الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية واإللكترونية وأعمال التكوين وتحسين مستوى الصحافيين والمتدخلين في

".مهن االتصال

 

:إضافة إلى ذلك يتم إقفال

جميع حسابات التخصيص الخاص الموجهة لتسيير أحداث ظرفية كالتظاهرات الثقافية والرياضية بعد -

.من نفس القانون 106سنتين من تاريخ اإلقفال النهائي لهذا الحدث حسب نص المادة

موارد الميزانية باستثناء إقفال حسابات التخصيص الخاص التي تمول عملياتها بشكل حصري من -

.الحسابات الموجهة لتنفيذ عمليات االستثمارات العمومية والعمليات ذات الطابع الدائم والمفاجئ

1.سنوات متتالية 3ع الحسابات التي لم تعمل خالل فترة يإقفال جم-

:تذبذب في احكام حسابات التخصيص الخاص-ب

المتعلق 17- 84رقم غياب تنظيم دقيق لعمليات حسابات التخصيص الخاص خاصة في القانون في

بقوانين المالية المعدل والمتمم، نجد أن الممارسات من خالل قوانين المالية تصنع العديد من األحكام

.المتعلقة بهذه الحسابات خاصة مع اللجوء الكبير إليها

المتعلق بقوانين المالية 17- 84 رقم يان تشكل تجاوز لمحتوى القانونهذه األحكام في العديد من األح

.وفي أحيان أخرى تصنع أحكاما جديدة، المعدل والمتمم

المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم نظمت حسابات 17-84من القانون 57والمادة 56المادة

.التخصيص الخاص

فاألصل أن خصيص الخاص والميزانية العامة للدولة ،نظمت العالقة بين حسابات الت 56المادة

حسابات

التخصيص الخاص تمول بموارد خاصة، ولكن حسب نص المادة يمكن أن تتمم هذه الموارد بحصة

.ضمن الحدود المبينة في قانون المالية ، مسجلة في الميزانية العامة للدولة

                                                                                                                                                                                          

203- 093نفقات الموكلة لهذا الحساب، غير أن هذا الحساب رقم ومن اآلن فصاعدا تتكفل الميزانية العامة للدولة لل

ديسمبر 31يستمر في العمل إلى غاية االنتهاء من إجراءات اإلدراج في الميزانية الذي يجب أن تكون في أجل أقصاه

...".وهو التاريخ الذي يقفل فيه هذا الحساب نهائيا، ويصب رصيده في حسابات نتائج الخزينة 2015سنة .2015المتضمن قانون المالية لسنة 10- 14من القانون رقم 107المادة -1

يدل على مقدار " الحصة"فمصطلح ، حسب نص المادة فإن هذه الحصة تكون محددة في قانون المالية

.معين يحدد في قانون المالية

بحيث توجد حسابات ، الممارسة من خالل قوانين المالية تضمن في أحيان كثيرة تجاوزا لهذا الحكم

بعنوان 302-132حساب رقم مثل ال، تخصيص خاص تمول بشكل كلي من الميزانية العامة

صندوق تخفيض نسب الفوائد على القروض الممنوحة على العائالت القتناء وبناء وتوسيع السكن وكذا "

، حيث قيد في باب اإليرادات 1"، في إطار البرامج المدعمة من طرف الدولة المرقيين العقاريين

.تخصيصات ميزانية الدولة

تشير 56يزانية في مقدمة إيرادات الحساب في حين أن المادة في حسابات أخرى تقيد تخصيصات الم

وهذا يقتضي أن يرد في آخر الترتيب بدل االعتماد الكبير على هذه ، إلى أنها مورد متمم

.التخصيصات إضافة إلى أن هذه التخصيصات في أحيان قليلة فقط يقدر نصابها

ية لتمويل عمليات حسابات التخصيص في أحيان أخرى ال يتم االعتماد على تخصيصات الميزان

2".صندوق التضامن للجالية الجزائرية: "بعنوان 302-144الخاص مثل الحساب رقم

مما سبق يظهر التذبذب في الممارسة الميزانية فيما يخص التقديم المالي إليرادات حسابات التخصيص

.الخاص

ات الميزانية لتمويل هذه الحسابات في مقارنة من القانون الفرنسي نجد أن حصة الدعم من مخصص

المتضمن القانون العضوي المتعلق 1959جانفي 2من األمر الفرنسي 25محددة بدقة في المادة

من تقديرات نفقات الحساب، أما عدم تحديد هذه النسبة في المادة %20بقوانين المالية بنسبة ال تتجاوز

ترك المجال واسعا لتقدير المتمم ف مالية المعدل والمتعلق بقوانين ال 17-84 رقم من القانون 56

السلطات

1.العمومية

                                                            المتضمن قانون المالية لسنة 2009ديسمبر 30المؤرخ في 09-09من القانون رقم 66أنشئ بموجب المادة -1

.2009ديسمبر 31مؤرخة في 78ر عدد .ج 2010 .2016ية لسنة المتضمن قانون المال 18-15من القانون رقم 92المادة -2

 

107حكم جديد فيما يخص التمويل الكلي لعمليات حسابات التخصيص الخاص ورد في نص المادة

يتم إقفال حسابات التخصيص الخاص التي : "....حيث نصت على أنه 2015من قانون المالية لسنة

...."ليا، عن طريق موارد الميزانيةتمول عملياتها، حصريا وك

:قراءة هذا النص يثير عدة مالحظات

أنه ال يجوز أن تفتح مستقبال حسابات تخصيص على هل يمكن أن يفسر النص بقراءة عكسية :أوال

؟ خاص تمول بشكل كلي من موارد الميزانية العامة للدولة

.الممارسات المتبعة في قوانين المالية الالحقةن اإلجابة على هذه النقطة ستكون من خالل أ الحقيقة

فهل يمكن أن يترجم ذلك انشغاال لدى المشرع ، إذا ما افترضنا أن التفسير السابق صحيح :ثانيا

المتعلق بقوانين 17- 84من القانون 56الجزائري بالعودة إلى القانون وبالتحديد لتطبيق نص المادة

تنص على أن األصل في حسابات التخصيص الخاص أنها تتضمن والتي ، المالية المعدل والمتمم

؟عمليات تمول بموارد خاصة

الحقيقة أن هذا التفسير غير صحيح ألن نص المادة تضمن استثناءا يقضي بعدم إقفال حسابات

التخصيص الخاص الممولة بشكل كلي من موارد الميزانية والتي توجه لتنفيذ عمليات الميزانية العامة

.برأسمالوهي العمليات لة،للدو

، والذي يسير نحو تحويل وظيفة هذه هذا االستثناء يعزز التوجه الجديد لحسابات التخصيص الخاص

الحسابات من حسابات تخصص لعمليات محددة بموارد خاصة إلى وسيلة لتنفيذ الميزانية العامة للدولة

2.والبرامج المسطرة في السياسات العامة

                                                                                                                                                                                           107الذي ورد فيه نص المادة 2015لحد اآلن يظهر أن هذا الحكم هو حكم دائم إذ لم يفتح في قانون المالية لسنة -1

أي حساب تخصيص خاص ممول بصفة كلية من موارد الخزينة عدا حساب وحيد 2016وال في قانون المالية لسنة

صندوق تسيير عمليات االستثمارات "بعنوان 302- 143لحساب رقم ويتعلق األمر با ، يتعلق باالستثناء المدرج

من القانون رقم 121أنشئ بموجب المادة " 2019- 2015العمومية المسجلة بعنوان برنامج توطيد النمو االقتصادي

. 2015المتضمن قانون المالية لسنة 10- 142Mohamed Taher،Bouara،op، cité. P472.

تطرقت إلى نقل االعتمادات المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم ، 17- 84القانون من 57المادة

.المالية الموالية في نفس الحساب على أن الفارق بين الموارد والنفقات تنقل إلى السنة

غير أنها لم تتطرق إلى تحويلها عند إقفال هذا الحساب نجد ممارسة ميزانية مختلفة فأحيانا يحول

حول 302-132مثال الحساب قم ، وأحيانا يصب في حساب آخر ، صيد المتبقي إلى الخزينةالر

بموجب المادة " تخفيض نسبة الفائدة"بعنوان 302- 062رصيده إلى حساب التخصيص الخاص رقم

إضافة إلى عملية دمج مجموعة من الحسابات في حساب موحد ، 20131من قانون المالية لسنة 53

.أرصدة تلك الحسابات فتحول إليه

، األصل أن كذلك على فتح الكشوف في حالة كانت اإليرادات أدنى من التقديرات 57نصت المادة

فهي تشكل حسابات اعتمادات يتم تقدير ، 2الخاص تمول باعتمادات حصرية صيصحسابات التخ

.إيراداتها ونفقاتها

برلمانية ال تتضمن تصويتا على إيراداتها فالرخصة ال" comptes a découvert"أما حسابات الكشف

3.ونفقاتها إنما على المبلغ األقصى المحدد لها الذي ال يجوز تجاوزه

في القانون الفرنسي فتح الكشوف مضبوط فال يسمح بفتحه إال في أجل الثالثة أشهر التي تلي إنشاء

في الجزائر فتح الكشوف لم ، أما الحساب وبشرط أن ال يتجاوز ربع النفقات المرخصة خالل السنة

والتي تشترط أن 1991من قانون المالية لسنة 147تحدد له شروط ما عدا ما ورد في نص المادة

.الخاص ممولة من موارد الخزينة صيصتكون حسابات التخ

من الصعب حسب األستاذ بوعارة تصنيف حسابات التخصيص الخاص على أنها حسابات اعتمادات

على 2015من قانون المالية لسنة 124وقد نصت المادة ،4كل حسابات بالمكشوففهي يمكن أن تش

.بالمكشوف" صندوق النفقة"والذي عنوانه 302-142إمكانية تسيير الحساب رقم

.تركيز السلطة في مجال حسابات التخصيص الخاص في يد وزير المالية: ثانيا

                                                             30بتاريخ 72ج ر عدد 2013قانون المالية لسنة نالمتضم 2012ديسمبر 26المؤرخ في 12-12القانون رقم -1

.2012ديسمبر .المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم 17- 84من القانون 55المادة -2

3- François Chouvel ، Op. cité. P45. 4- Mohamed Taher،Bouara، op، cite ، P473.

 

تكون حسابات التخصيص الخاص موضوع : "على أنه 2000من قانون المالية لسنة 89نصت المادة

، األهداف ، بالنسبة لكل حساب برنامج عمل معد من طرف اآلمرين بالصرف المعنيين تحدد فيه

.المسطرة وكذا آجال اإلنجاز

.يتم تحديد نفقات وإيرادات هذه الحسابات بموجب قائمة

جهاز لمتابعة وتقييم حسابات التخصيص الخاص، معد من طرف الوزير المكلف بالمالية كما يتم وضع

1. "باالشتراك مع اآلمرين بالصرف المعنيين

هذه المادة جاءت للحد من حرية الحكومة في مجال حسابات التخصيص الخاص بأن أوجبت على

لنسبة لكل حساب األهداف اآلمرين بصرف حسابات التخصيص الخاص إعداد برنامج تحدد فيه با

المسطرة و كذا آجال اإلنجاز ويتم تحديد نفقات و ايرادات هذه الحسابات بموجب قائمة ، كما أوجب

. 2وضع جهاز لمتابعة و تقييم حسابات التخصيص الخاص معدا من طرف امرين بالصرف المعنيين

جديدة، تجعل من حسابات أشار إلى توجه المشرع إلى تبني نظرية مالية 89نص المادة إذن

التخصيص الخاص موضوع برنامج تحدد فيه األهداف وآجال إنجاز هذا البرنامج، في حين لم ينص

على تعريف البرنامج، لكن نص المادة تضمن تعبيرا عن انشغال بموضوع الرقابة على هذه الحسابات

3.أكثر من تكريس نظرية مالية جديدة

من 89التي تضمنت تعديال لنص المادة 2015ن قانون المالية لسنة م 104هذا األمر تؤكده المادة

تكون حسابات التخصيص الخاص موضوع برنامج عمل يعده : "بنصها 2000قانون المالية لسنة

.اآلمرون بالصرف المعنيون، تحدد فيه، بالنسبة لكل حساب، األهداف المسطرة وكذا آجال اإلنجاز

يترتب على حسابات التخصيص الخاص وضع جهاز تنظيمي يعده الوزير المكلف بالمالية باالشتراك

:مع اآلمرين بالصرف المعنيين، يسمح بما يأتي

                                                            مؤرخة في 92ج ر عدد 2000المتضمن قانون المالية لسنة 1999ديسمبر 23المؤرخ في 11-99رقم القانون-1

.2015من قانون المالية لسنة 104بموجب المادة 89، وقد عدل نص المادة 1999ديسمبر 25، مجلة بشير يلس شاوش صالحيات البرلمان في مجال الحسابات الخاصة للخزينة،حسابات التخصيص الخاص 2

.118،ص 2003ديسمبر الفكر البرلماني ،مجلس األمة ، الجزائر ، عدد خاص ،3 Bouara ، Idem op cité. P489.

.وضع مدونة اإليرادات والنفقات -

.الموصى به تحديد كيفيات متابعة وتقييم هذه الحسابات عبر تحديد المتدخلين والنمط العملياتي -

، المقيد بعنوان ح تخصيص من ميزانية الدولة من طرف مصالح الوزير المكلف بالماليةيتم من

، على أقساط حسب تقديم الوثائق الثبوتية وتقارير إيرادات حسابات التخصيص الخاص المعنية

".استعمال االعتمادات الممنوحة سلفا

لمالية في مجال حسابات جاء لوضع حد لتشتت سلطة وزير ا ، المعدل والمتمم89نص المادة

، خاصة بعد تزايد عدد هذه الحسابات حيث أصبح كل قطاع وزاري تقريبا يسير التخصيص الخاص

حساب تخصيص خاص ويكون فيه الوزير المعني اآلمر بالصرف وهذا ما ينجر عنه اختالالت في

، فتوزع سلطته يجعله يفقد ؤول األول عن قطاع المالية العموميةسيير، وألن وزير االمالية هو المسالت

السيطرة على نوعية التسيير باعتبار أن هذه الحسابات تسير بصفة مرنة مقارنة مع الميزانية العامة

.للدولة

وألن وزير المالية هو المطالب بتقديم قانون ضبط الميزانية أمام البرلمان إليفائه بالكيفيات التي تم فيها

يصعب في ظل كثرة هذه الحسابات وانتشارها في مختلف القطاعات تنفيذ الترخيصات الميزانية وهذا

1.الوزارية

وزير المالية سعى إلخضاع حسابات التخصيص الخاص إلى سلطته ورقابته من خالل وضع جهاز

وتحديد ، 2تنظيمي لكل حساب باالشتراك مع اآلمر بالصرف المعني لوضع مدونة اإليرادات والنفقات

اشارت أيضا إلى حكم جديد فيما ، المعدلة والمتممة 89، المادة م هذه الحساباتكيفية متابعة وتقيي

يخص الرقابة على استعمال مخصصات الميزانية المقيدة لهذه الحسابات تشكل رقابة تقييم الستعمال

هذه المخصصات تقوم على تقديم وثائق تثبت استعمال المخصصات الممنوحة سابقا وكذا تقارير عن

.لها ومن ناحية أخرى تقويم الستعمال االعتمادات التي ستمنح الحقااستعما

                                                             .53فاتح أمزال، المرجع السابق، ص-1 .2000من قانون المالية لسنة 89بعد أن كانت موكلة إلى اآلمرين بالصرف المعنيين استنادا إلى نص المادة -2

 

هذه الرقابة ستسمح بضمان شفافية أكبر على تسيير هذه الحسابات ولكن نتائج هذه الرقابة تبقى محدودة

.وهذا قد يضعف من فعاليتها ، 1على استعمال من نوع إداري وحكومي

nomonclature."2"بنظرية ميزانية جديدة تعتمد على المدونة أحكام الرقابة التي تضمنتها المادة تنذر

نذكر من بينها القرار الوزاري المشترك المتعلق 89لقد صدرت قرارات عدة تطبيقا لنص المادة

الصندوق الوطني لترقية "بعنوان ،302-066بكيفيات متابعة وتقييم حساب التخصيص الخاص رقم

من 89تطبيقا ألحكام المادة : "حيث نصت المادة األولى منه على انه ،"نشاطات الصناعة التقليدية

والمتضمن 1999ديسمبر سنة 23الموافق 1420رمضان عام 15المؤرخ في 11-99القانون رقم

والمذكور أعاله، يهدف هذا القرار إلى تحديد كيفيات متابعة وتقييم حساب 2000قانون المالية لسنة

الصندوق الوطني لترقية نشاطات الصناعة "الذي عنوانه 302-066التخصيص الخاص رقم

.3"....التقليدية

من القانون 56قد أضاف حكما جديدا أغفلته المادة 89تجدر اإلشارة في األخير إلى أن نص المادة

المتعلق بقوانين المالية ويتعلق األمر بإسناد اختصاص وضع هذه الحسابات من طرف 84-17

المتضمن القانون 1959جانفي 2لة في الوزراء وهو األمر المكرس في األمر الفرنسي الحكومة ممث

.منه 15العضوي المتعلق بقوانين المالية في المادة

.المجال المحصور لقوانين المالية:ثالثا

تضمن أحكاما مهمة تهدف إلى توضيح وتدعيم سلطة وزير المالية في 2000قانون المالية لسنة

.الميزاني والمالي وتعزيز مكانته في الهيكل الحكومي الميدان

أو القوانين البرامج المحددة /ال تلزم القوانين التوجيهية و: "من هذا القانون على أنه 100تنص المادة

لألهداف على المدى المتوسط والطويل الدولة سنويا، على صعيد الميزانية إال في حدود رخص

".منة في قانون المالية السنويالبرامج واالعتمادات المتض

                                                            1- Mohamed Taher Bouara, Op,cité P490. 2- Bouara, Idem. P489.

والمتضمن قانون المالية 1999ديسمبر سنة 23الموافق 1420رمضان عام 15المؤرخ في 11-99القانون رقم 3

.2010فيفري 3مؤرخة في 09ج ر عدد لسنة

:يثير نص المادة بعض المالحظات

1.نصت المادة على مبدأ مهم هو مبدأ سنوية الميزانية وكذا مبدأ الترخيص المسبق في قانون المالية-

المتضمن القانون العضوي المتعلق 1959جانفي 02من األمر الفرنسي 2المادة تذكرنا بنص المادة -

جاء هذا النص إللغاء الصفة اإللزامية لقوانين البرامج التي أنشئت كوسيلة ) 04الفقرة (لمالية بقوانين ا

لتنفيذ المخططات فهي تضمن التسجيل ولعدة سنوات وبشكل تلقائي في قوانين المالية التراخيص

رفض ضمان ، لكن وزير المالية البرامج الملزمة لتحقيق نتائج التجهيز العمومي المسطرة في المخطط

تنفيذ المخطط بواسطة مجموعة من قوانين البرامج ألن هذا األمر يلغي حرية نشاطه في ميدان

وبذلك ،االستثمارات كما أن هذا التسجيل التلقائي في قوانين المالية يشكل خطرا على التوازن الميزاني

البرامج المحددة في قانون أصبحت قوانين البرامج خالية من أي قوة إلزامية ما عدا في حدود تراخيص

2.كامل الحرية لتطبيق أو عدم تطبيق قوانين البرامج اليةسنة وبذلك أصبح لوزير الملالميزانية ل

إذن تضمن محتوى مكرس بقانون عضوي في القانون المقارن الفرنسي ونتج عن 100نص المادة

النص عليه فهو يتعلق بالمجال ،المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم 17- 84إغفال القانون

.المحصور فقط لقوانين المالية التشريع فيه دون القوانين األخرى بما فيها قوانين البرامج

على 3لكن قوانين التوجيه وقوانين البرامج ال تشكل أدوات قانونية ذات تقاليد في القانون الجزائري،

.عكس المخططات

4يه مثل القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصاديةومع ذلك فقد صدرت بعض قوانين التوج

1992.1-1991والقانون المتضمن المصادقة على البرنامج العسكري لسنوات

                                                            المتضمن قانون المالية لسنة 10- 14من قانون رقم 104والتي عدلت بموجب المادة 89األمر بنص المادة ويتعلق-1

.101والمادة 100، والمادة 20152-Pierre Lalumière , op cité. P ، 78.79. 3 Bouara ،Idem,Op cité. P493.

، ج التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية المتضمن القانون 1988جانفي 12المؤرخ في 01-88القانون رقم -4

.1988جانفي 13مؤرخة في 02ر عدد

 

عدم إشارة نص المادة إلى المخططات رغم أن لها قيمة قانونية فتتم المصادقة عليها من قبل البرلمان

لتخلي عن هذه األداة، وهذا التوجه نحو التخلي ، يرجع إلى ا1996من دستور 122حسب نص المادة

إذ أسقط من مجاالت التشريع بقانون 2016عن المخططات كرسه التعديل الدستوري األخير لسنة

.140التي يختص بها البرلمان المصادقة على المخططات الوطنية في المادة

بعض الغرابة إذ لم تكن قوانين 2000في قانون المالية لسنة 100مما سبق يشير إدراج نص المادة

لكن في الواقع نص المادة كان نتيجة للتحديات التي . البرامج وال قوانين التوجيه تطرح بقوة آنذاك

حيث أثيرت القيمة القانونية للقانون 2000واجهت وزير المالية بمناسبة تحضير قانون المالية لسنة

، والذي نصت المادة 2002-1998تطوير التكنولوجي التوجيهي والبرنامج الخماسي للبحث العلمي وال

- 1998من أجل تحقيق أهداف البحث العلمي والتطوير التكنولوجي المحدد للفترة الخماسية "منه 02

حصة من اإلنتاج الداخلي الصافي كرست وسيتم رفع نفقات البحث العلمي والتطوير 2002

2000.2في %1إلى 1997في سنة %0,2التكنولوجي من

إذن نص المادة أسس باالستناد إلى بعض المبادئ الكالسيكية لقوانين الميزانية التي تقضي بأن قوانين

المالية وحدها من يمكنها إلزام الدولة ،والذي يرتبط بمبدأ الرخصة المالية من أجل تأكيد المكانة

3.المتميزة لوزير المالية في الهيكل الحكومي مقارنة بباقي الوزراء

التشريعات األخرى المؤطرة لقوانين المالية:مطلب الثانيال

إلىتنظيم هذه المجاالت يؤدي إعادةن فإ نظرا الرتباط قوانين المالية بمجاالت عديدة في الدولة ،

عليها قوانين أطلقومن هذه القوانين نجد القوانين التي تنظيم الميدان الميزاني و المالي في الدولة ،

.)ىاألول لفقرةا(السياسي و االقتصادي في الدولةوالتي صاحبت التحول في النظام األولى اإلصالح

                                                                                                                                                                                          -1991المتضمن المصادقة على البرنامج العسكري لسنوات 1991سبتمبر 14المؤرخ في 15-91القانون رقم -1

.43ج ر 1997والبرنامج الخماسي للبحث العلمي المتضمن القانون التوجيهي 1998أوت 22المؤرخ في 11- 98القانون رقم -2

.62ج ر عدد 2002-1998والتطوير التكنولوجي 3- Mohamed Taher ، Bouara.op cité P495.

.)ةالثاني فقرةال(عرفتها الفترة الحالية أخرى إصالحوقوانين

.االقتصاديقوانين اإلصالح :الفقرة األولى

و ظهرت في الفترة التي كانت تتجه فيها الجزائر نحو تكريس سياسة إقتصاد السوق ، هذه القوانين

ثم القانون ، )أوال( 05-88وتتمثل في القانون رقم ، يل المؤسسات اإلقتصادية العموميةالتخلي عن تمو

.المتعلق بقوانين المالية17-84الذين تضمنا تعديال للقانون )ثانيا(24- 89رقم

سسات العمومية اإلقتصاديةؤبين مالية الدولة و مالية المالفصل : أوال

المتعلق بقوانين المالية، كان أول قانون تضمن 17-84المعدل والمتمم للقانون 05-88القانون رقم

، هذا األمر ال يطرح على األقل من المتعلق بقوانين المالية 17-84تعديالت مباشرة على القانون

الذي لم يكن يكرس ، 1976لية مدى دستوريته، ألنه صدر في ظل دستور الناحية العضوية ،إشكا

.صنف القوانين العضوية

ظهر إلى جانب مجموعة المتعلق بقوانين المالية ، 17- 84المعدل والمتمم للقانون 05-88القانون

سميت قوانين اإلصالح اإلقتصادي تضمنت هذه القوانين كمحور أساسي 1، من القوانين األخرى

أحكاما

.تتعلق بالمؤسسات العمومية االقتصادية

                                                             :ويتعلق األمر بالقوانين اآلتية- 1

.قتصاديةاإلالمتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية 01-88القانون رقم -

.يتعلق بالتخطيط 02-88القانون رقم -

.يتعلق بصناديق المساهمة 03-88القانون رقم -

، المتضمن القانون التجاري 1975سبتمبر 26المؤرخ في 59- 75يعدل ويتمم األمر رقم 04-88القانون رقم -

.قتصاديةلمطبقة على المؤسسات العمومية اإلويحدد القواعد الخاصة ا

.المتعلق بنظام البنوك والقرض 1986أوت 19المؤرخ في 12-86يعدل ويتمم القانون رقم 05-88القانون رقم -

.1988جانفي 13مؤرخة في ، 02عدد ،ج ر ،1988جانفي 12قوانين مؤرخة في

 

، يكشف عن غياب إنشغال بتوضيح وتنظيم ترتيب النص ضمن مجموعة قوانين اإلصالح اإلقتصادي

اإلصالحات والتي تميل إلى الميدان الميزاني والمالي، ويعكس ظهوره هذا كنتيجة منطقية لتنفيذ هذه

1.الفصل بين مالية الدولة ومالية المؤسسات العمومية اإلقتصادية

المتعلق 17ـــــ 84تضمن نص القانون تعديالت مباشرة أشارت إلى مواد محددة من القانون رقم

ق إضافة إلى تعديل عام يتعل 76-67-40-38- 20-11/8- 3: بقوانين المالية ويتعلق األمر بالمواد

.بإلغاء جميع األحكام المخالفة للقانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية

إضافة إلى محتوى المواد 05-88من القانون رقم 03هذه الصياغة التي وردت في نص المادة

فهو يترجم الهدف أو اإلنشغال ،2، تعكس طابع السلبية الذي إتصف به هذا القانون المعدلة والملغاة

.يد لهذا النص والذي يتجه نحو الفصل بين مالية الدولة ومالية المؤسسات العموميةالوح

، ويتعلق األمر بالمواد نصت على تعديل مجموعة من المواد 05- 88المادة األولى من نص القانون

.المتعلق بقوانين المالية 17-84من القانون 76- 67-40-38-20- 8الفقرة 11- 3

، مجمل يقر ويرخص قانون المالية للسنة بالنسبة لكل سنة مدنية: "على أنهالمعدلة 3نصت المادة

، كما يقر موارد الدولة وأعبائها وكذا الوسائل المالية األخرى المخصصة لتسيير المرافق العمومية

3".ويرخص عالوة على ذلك المصاريف المخصصة للتجهيزات العمومية وكذا النفقات بالرأسمال

، هذا األمر مخططات التنمية السنوية لمعدلة جسد القطيعة بين قانون المالية للسنة وا 3نص المادة

، وبذلك تحرر من أن تشاركه قوانين أخرى في جاء لصالح الرخصة المالية المجسدة بقانون المالية

.وضع أو الترخيص بموارد الدولة وأعبائها

، هذا "وكذا الوسائل المالية األخرى"تعلق بعبارة قبل وبعد التعديل وخاصة فيما ي 3صياغة نص المادة

، فحص قوانين المالية ال يسمح ، ال نعرف أية وسائل مالية أخرى يقصدها النص التعبير غير مفهوم

                                                            1 Mohamed Taher ،Bouara.op. cité.p390. 2 Bouara Idem ،p397.

يقر ويرخص قانون المالية للسنة : "المتعلق بقوانين المالية تنص على أنه 17- 84من القانون 3أن المادة حين في- 3

خرى المخصصة لتسيير المرافق العمومية بالنسبة لكل سنة مدنية، بمجمل موارد الدولة وأعبائها وكذا الوسائل المالية األ

".وتنفيذ المخطط اإلنمائي السنوي

المتضمن القانون العضوي المتعلق 1959جانفي 2بمعرفة هذه الوسائل المالية، في مقارنة مع األمر

، بحيث تنص على منه، أخذ بتعريف بسيط لقانون المالية للسنة 02ادة في نص الم بقوانين المالية ،

إذن " ، مجمل موارد وأعباء الدولة يقر ويرخص قانون المالية للسنة، بالنسبة لكل سنة مدنية: "أنه

1.يظهر النص الجزائري أكثر غموض

:هذه يثير عدة مالحظات03صياغة نص المادة

األولى من نص المادة ،تشير إلى أن قانون المالية يتضمن ترخيص أولى هذه المالحظات أن الفقرة

، في حين تشير الفقرة الثانية إلى أنه بمجمل موارد وأعباء الدولة وباقي الوسائل المالية األخرى

.يرخص كذلك نفقات التجهيز والنفقات بالرأسمال ولكن موارد هذه األخيرة لم تحدد

، األولى تتعلق بميزانية عادية والثانية تقاد أن هناك إزدواجية ميزانيةصياغة نص المادة يدفع إلى اإلع

بميزانية التجهيز، في حين أن الميزانية العامة للدولة تتضمن الطرق والوسائل التي تشكل موارد نهائية

2.لتغطية النفقات العادية، أي نفقات التسيير ونفقات التجهيز

التي تطرقت إلى نفقات اإلستثمار المعدلة ، 03الثانية من نص المادة تتعلق بالفقرة المالحظة الثانية ،

، ولم تفرق المادة بين األصناف األخرى وفرقت بين نفقات التجهيز العمومي ،والنفقات بالرأسمال

هذه لم ، 3المتعلق بقوانين المالية 17-84من القانون 35لإلستثمار، خاصة تلك الواردة في نص المادة

4.لتتماشى مع السياق العام لنص القانون المعدل 05-88لها في القانون رقم يتم تعدي

، هو بهدف إلغاء أن إستبعاد اإلستثمارات المخططة لمؤسسات القطاع اإلشتراكي المالحظة األخيرة ،

الرخصة التشريعية للمساعدات المؤقتة الموجهة للمؤسسات العمومية ،والتي توزع حسب القطاعات في

                                                            1 Yahia Denideni.op. cité. p 31.32. 2 Mohamed Taher ,Bouara.op. cité.p393.

عتمادات المفتوحة بالنسبة إلى الميزانية العامة ووفقا للمخطط اإلنمائي السنوي لتغطية نفقات االستثمار تجمع اإل- 3

:الواقعة على عاتق الدولة، في ثالثة أبواب هي

.الدولةستثمارات المنفذة من قبل اإل-1

.ستثمار الممنوحة من قبل الدولةاإلإعانات -2

.النفقات األخرى بالرأسمال-34 - Bouara Idem.p393.

 

في قوانين المالية، ومن ناحية أخرى إدراج النفقات بالرأسمال محلها، فيه توسيع لصالح ) د( الجدول

1.عمليات الميزانية العامة ذات الطابع النهائي

المتعلق بقوانين المالية 17- 84من القانون 11/8عدلت المادة 05-88المادة األولى من القانون رقم

الحصة : "حيث ألغيت ية الدولة ومالية مؤسسات القطاع العمومي ،وهذا كنتيجة منطقية للفصل بين مال

المستحقة للدولة من أرباح مؤسسات القطاع العمومي، المحسوبة والمحصلة وفق الشروط المحددة في

المدفوعات التي تقوم بها صناديق المساهمة بصدد تسيير حافظة : "وعوضت بــ" التشريع المعمول به

".ها الدولةاألسهم التي تسندها ل

نون هذه الصناديق هي عبارة عن مؤسسات عمومية اقتصادية، في شكل شركات تخضع لقواعد القا

تولى القيام باستثمارات إقتصادية لصالح الدولة بهدف ، ت ي للدولة، تلعب دور عون إئتمان التجاري

2.تحقيق أرباح مالية

تتجه نحو إلغاء األحكام المتعلقة 05-88ن رقم من القانو 01باقي أحكام المواد المعدلة بموجب المادة

.المعدلة 3باإلستثمارات المخططة وتكريس محتوى المادة

عدلت للتماشي مع إلغاء العمليات المخططة لصالح نفقات االستثمار المتضمنة نفقات 20فالمادة -

.التجهيز ونفقات بالرأسمال

اإلعتمادات المفتوحة لتغطية نفقات االستثمار ذات تتعلق بتحديد شروط توزيع وتعديل 38المادة -

.الطابع النهائي وألغت ما يتعلق برخص تمويل االستثمارات المخططة

.هي األخرى في نفس هذا السياق أصبحت تتعلق فقط بنفقات التجهيز والنفقات بالرأسمال 40المادة -

:قسمينتتعلق بهيكل مشروع قانون المالية الذي يتكون من 67المادة -

يتعلق باقتراحات تحصيل الموارد العمومية وطرق ووسائل ضمان التوازنات المالية : القسم األول- 1

.المقررة في المخطط اإلنمائي السنوي

                                                            1Ibid.p394.

.المتعلق بصناديق المساهمة 03- 88من القانون رقم 2و 1المادة - 2

تقترح فيه المبالغ اإلجمالية لإلعتمادات المخصصة لنفقات التسيير ونفقات التجهيز :القسم الثاني- 2

.ي اقتراح المبلغ اإلجمالي لالستثمارات المخططةالعمومي والنفقات بالرأسمال وألغ

ت رخص تمويل االستثمارات مرفقة بقانون ضبط الميزانية وألغتتعلق بالوثائق ال 76المادة -

.المخططة

المتعلقة بالوثائق المرفقة بمشروع قانون 68تطرقت إلى المادة 05-88من القانون رقم 3 المادة-

المتعلقة بتوزيع رخص تمويل االستثمارات المخططة للمؤسسات العمومية ) د(المالية ألغت النقطة

.حسب كل قطاع

الية كذلك لتعلقها المتعلقة بالتصويت على مشروع قانون الم 70وألغت المطة الثالثة من المادة

.برخص تمويل االستثمارات المخططة

.لتعلقها هي األخرى باالستثمارات المخططة للمؤسسات العمومية 42-41-37ألغيت كذلك المواد

المتعلق بقوانين 17-84المعدل والمتمم للقانون 05-88يظهر العرض السابق لمحتوى القانون رقم

هذا النص وهو عملية بحث عن العبارات المتعلقة باالستثمارات الهدف الذي وضع من أجله المالية ،

المتعلق بقوانين المالية إلستبعادها 17-84المخططة للمؤسسات العمومية االقتصادية في القانون

تماشيا مع اإلصالحات االقتصادية التي تضمنتها القوانين المرافقة لهذا القانون وخاصة القانون رقم

.قانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصاديةالمتضمن ال 88-01

لعبارة اإلستثمارات المخططة 05ـــــ88عملية التطهير التي تضمنها نص القانون رقم

المتعلق بقوانين المالية ، تعكس 17ـــــ84للمؤسسات العمومية االقتصادية، من القانون رقم

1.لسلبيةعملية إعداد هذا النص وطبعته با ميزتالعجلة التي

.تجاوز التشريع لمجال دستوري:ثانيا

                                                            1 -« …Cette différence dans l’énoncé des dispositions qui ont subi une modification dans le sens de toilettage valide l’hypothèse de la loi 88-05. En effet, celle-ci apparaît comme un texte passif puisqu’elle subit directement l’impact des textes législatifs relatif à la réforme de l’entreprise publique »… Mohamed Taher ,Bouara.op cité.p397.

 

المتعلق بقوانين المالية إلى تعديل ثاني في ظل نظام دستوري جديد وتوجه 17-84أخضع القانون

31المؤرخ في 24-89بموجب القانون رقم ليبيرالي ويقوم علي مبدأ الفصل بين السلطات ،

68والمادة) أ(المتعلقة بعرض مشروع قانون المالية67، شمل هذا التعديل نص المادة 19891ديسمبر

المتعلق بقوانين المالية المعدل 17-84من القانون رقم المتعلقة بالوثائق الرفقة بها المشروع ،

.2والمتمم

.تحسين عرض مشروع قانون المالية) أ

إليداع أجل أقصى، حيث تم تحديد 24-89رقم بموجب المادة االولى من القانون :67عدلت المادة

سبتمبر من 30مشروع قانون المالية للسنة أمام المجلس الشعبي الوطني، وحدد هذا األجل بتاريخ

.السنة التي تسبق السنة المالية المعنية بمشروع القانون

.المتعلق بقوانين المالية في هذا المجال 17-84جاء هذا التعديل لتغطية النقص الذي عرفه القانون

ذا الحكم يتعلق بتنظيم العالقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وهو موضوع دستوري منظم لكن ه

المتضمن القانون العضوي المتعلق 1995جانفي 02في القانون المقارن الفرنسي بموجب االمر

بر من أجل لتقديمه بأول يوم ثالثاء من شهر أكتو حيث حدد أقصى منه ، 38بقوانين المالية في المادة

3السنة التي تسبق تنفيذ القانون

المجلس الشعبي الوطني فيه إلزام أمامألجل محدد لتقديم مشروع القانون 24- 89تحديد القانون رقم

لم يضع أجال 1989في حين أن دستور حقيقي وغير مباشر لهذا األخير لممارسة إختصاصه المالي ،

صه المالي وهنا يبدو الدستور أكثر احتراما لهذا محددا لممارسة المجلس الشعبي الوطني إلختصا

4.اإلختصاص

                                                            

ج ر المتعلق بقوانين المالية 17-84يعدل ويتمم القانون رقم 1989ديسمبر 31المؤرخ في 24-89القانون رقم - 1

.1990جانفي 30المؤرخة في 01عدد

1989التثير أي مالحظات ذلك ان دستور 24-89المتعلق بقوانين المالية بموجب القانون 17-84تعديل القانون - 2

أين أثيرت 1996صدر في ظله هذا التعديل لم ينص علي تنظيم قوانين المالية بقانون عضوي مثلما فعل دستور الذي

.بتشريع عادي 17-84إشكالية تعديل القانون 3 - Eric Devaux ,Op cité,P173. 4Mohamed Taher Bouara ,Op, cité,P418.

من خالل ركزت كذلك على إصالح االحكام المتعلقة بعرض مشروع قانون المالية للسنة ، 67المادة

سبتمبر من السنة التي تسبق 30يضم مشروع قانون المالية المودع في أقصي تاريخ يوم:"نصها على أنه

"المعدلة أومواد تتناول من جديد وفي صيغة واضحة االحكام القانونية الجديدة ،السنة المالية المعنية

تتألف الوثيقة المتضمنة مشروع قانون المالية :"الوحدة من خالل نصها كما أكدت المادة علي مبدأ

..."المقدمة بشكل كامل والتي يسمح محتواها بإجراء دراسة مستفيضة من جزئين متباينين

كما يقترح في :"أضافت حكما مهما إذ تنص على أنه 67من نص المادة "ة من الفقرة الثالثة المطة الثالث

االحكام المختلفة المطبقة على العمليات المالية للدولة التي ال تنصب إال على ....الجزء الثاني

..."المحتويات التي ينص عليها القانون

حكما مهما " يات التي ينص عليها هذا القانونحتوالتي ال تنصب إال على الم...االحكام " تشير عبارة

في ، 1 يعكس محاولة وضع قطيعة مع ممارسة ميزانية كرست إقحام مواضيع أجنبية في قوانين المالية

المتعلق بقوانين المالية 17-84القانون أحكامظل عدم تحديد واضح لمحتوي هذه القوانين ضمن

.المعدل والمتمم

المتضمن 1995جانفي 02تذكرنا بنص المادة األول من األمر 67تضمنتها المادة هذه اإلضافة التي

كما أن المجلس ، والتي ضبطت وبدقة محتوى قانون المالية ، القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية

الدستوري الفرنسي قد ساهم في حماية محتوي قانون المالية تطبيقا لنص المادة المذكورة من خالل

مسألة  في الجزائر2العديد من االحكام ويطلق عليها تعبير األحكام األجنبية عن موضوع قوانين المالية

 االحكام

 وذلك راجع الي غياب رقابة المجلس بنفس القوة ، إليهعن موضوع قوانين المالية، غير مشار األجنبية

في دستور اإلخطارعملية انحصاراألول يرجع إلى : أساسيينالدستوري علي قوانين المالية لسببين

1996.3ودستور 1989

                                                            1 Mohamed Taher Bouara ,Op, cité,p420 2 -Louis Philip ,Op , cité, P17.

يتولى عملية اإلخطار كل من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الشعبي الوطني طبقا لنص 1989ففي دستور - 1

.166طبقا لنص المادة 1996في دستور األمةرئيس مجلس و إلى إضافة ، 156المادة

 

 المتعلقة بقوانين المالية من 17- 84عدم الفصل في الطبيعة القانونية للقانون إلىوالسبب الثاني يرجع

لكن وفي ظل التعديل الدستوري  ، 1996حيث اكتسابه لطابع القانون العضوي أم ال في ظل دستور

للمجلس الدستوري تتعلق بحماية محتوى موضوع قانون أحكاماقد نرى مستقبال ، 2016االخير لسنة

صدور قانون عضوي متعلق بقوانين ها مرتبط أثر بو اإلخطارالمالية وهذا بفضل توسيع عملية

1.المالية

بإدخال إرادتهاوفي انتظار ذلك ال يزال قانون المالية للسنة يشكل األداة المريحة للحكومة لتطبيق

، وكمثال عن ذلك نذكر نص االصالحات والتعديالت التي ترغب فيها ضمن أحكام قوانين المالية

القانون رقم ألغتوالتي 2001المتضمن قانون المالية لسنة 06- 2000من القانون رقم 40المادة

2المتعلق باألمالك الوطنية والنصوص التطبيقية له 01- 81

243- 89 رقم متمردة وسائدة على حساب التعديل المتضمن في القانون إذن الممارسة الميزانية ال تزال

.المتعلق بقوانين المالية 17‐84المعدل و المتمم للقانون رقم

أن بعض األحكام ال يمكن أن تضمن في قوانين المالية األول، تحديد مضمون قوانين المالية له معنيين

تضمن إال في قوانين المالية دون سواها من التشريعات أنأن بعض االحكام المالية ال يمكن والثاني

.وهذا ما يسمى بالمجال المحصور لقوانين المالية 4العادية

.تعزيز الوثائق المتعلقة بإعالم البرلمان )ب

المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم بأصناف الوثائق 17-84رقم من القانون 68المادة تتعلق

عدل نص هذه المادة ، هذه الوثائق مهمة في إعالم ورقابة البرلمان ، انون الماليةالمرفقة بمشروع ق

المتعلق بقوانين 17-84ن المعدل والمتمم للقانو 05-88بموجب القانون رقم 1976في ظل دستور

في جاء يقيم بشكل مختلف ألن هذا التعديل 24-89لكن التعديل الذي تم بموجب القانون رقم ،المالية

                                                            

.187نص المادة إلىاستنادا األمةعضو من مجلس 30 أونائبا 50تشمل اإلخطارحيث توسعت عملية - 1 الجريدة الرسمية رقم ،2001المتضمن قانون المالية لسنة 2000ديسمبر 23المؤرخ في 06-2000القانون رقم - 2

 2000ديسمبر 24المؤرخة في 083 Mohamed Taher Bouara,Op,Cite,P420 4-Louis Philip,Op Cite,P18

وبالتالي وعلى التعددية الحزبية ، نظام دستوري جديد يقوم علي مبدأ الفصل بين السلطات ، ظل

1سيصبح لهذه الوثائق فعالية وأهمية أكبر

مشروع القانون المتضمن " لى قائمة الوثائق المرفقة بمشروع قانون الماليةأضاف إ 68نص المادة

في نص المادة تفترض أن مشروع قانون ضبط الميزانية هذه اإلضافة ،" ضبط الميزانية للسنة المالية

هذا المشروع أنفي حين للسنة المالية لم يتم التصويت عليه بعد من قبل المجلس الشعبي الوطني ،

150فالمادة قانون وليس مجرد مشروع قانون ، وأصبحوتبعا للنص الدستوري قد تم التصويت عليه

فيما يخص المجلس الشعبي الوطني ، تختتم السنة المالية ، : "...نهتنص على أ 1989من دستور

" .قانون يتضمن تسوية ميزانية السنة المالية المعنيةبالتصويت على

فاحتراما لتناسق قواعد النظام القانوني فمشروع قانون ضبط الميزانية الذي يجب أن يرفق مع مشروع

ية السنة المالية التي يجري تنفيذها وإن كان هذا هو مشروع قانون ضبط ميزان قانون المالية للسنة ،

.غير ممكن ألن التنفيذ لم يكن قد تم بعد أخرىاألمر من وجهة نظر

في ظل النظام الدستوري الجديد فهي تبقي محصورة علي في الحقيقة بقيت دون تأثير حتى 68المادة

لنص في مشروع قانون المالية لسنة كما نالحظ تطبيق وحيد لهذا ا يتم نشرها ، وال اإلداريالمجال

:األلوانحيث حضر وزير المالية الوثائق المرفقة به صنفت حسب 1999

 "1999مشروع قانون المالية لسنة "ـ مجلدات زرقاء معنونة ب 2 -

 "1999مشروع ميزانية تجهيز الدولة لسنة"بـ مجلد اصفر معنون 1 -

 2"1995الميزانية لسنة مشروع قانون ضبط "ـ مجلد بنفسجي معنون ب 1 -

المتعلق بقوانين 17-84من القانون 68والمادة 67الحقيقة أن هذا التعديل الذي شمل نص المادة

أزمةقد عبر عن انشغال بتنظيم مالي، ولكن هذا اإلنشغال نتج في ظل  المالية المعدل والمتمم ،

الدولية ، فالتعديل تعلق أساسا إثرها لمجموعة من الشروط قتصادية ومالية أخضعت الجزائر علىا

.68المادة و 67 أكده تعديل نص المادة  هذا ما3، بوسائل الدفع الخارجي المرتبطة بالعملة الصعبة

                                                            1-,Bouara,Idem P422. 2- Mohamed Taher Bouara,Op Cité,P428 3 Bouara, Idem, P425

 

المتعلقة بتحصيل الموارد العمومية األحكام األوليتضمن الجزء :"...نصت على أنه 67فالمادة

وتسمح بضمان التوازنات المالية الداخلية ،وبالطرق والوسائل التي تضمن سير المصالح العمومية

".والخارجية المنصوص عليها في المخطط السنوي للتنمية

:يرفق قانون المالية للسنة بما يلي:"ذلك بنصها المعدلة كذلك على 68ونصت المادة

تقبل مبرزا علي سالم فاقوآ ، تفسيري للتوازن االقتصادي والمالي والنتائج المحصل عليها تقرير_

حررة بالدينار ومشروع توزيعها علىبالعملة الصعبة الم اإليراداتالخصوص وضعية تقديرات

1."النفقات

.باقي التشريعات المؤطرة لقوانين المالية : المطلب الثاني

المنظمة ، جعل العديد من النصوص التشريعية ارتباط المالية العامة في الدولة بميادين عديدة ومتنوعة

.لهذه األخيرة تتضمن أحكاما تشكل مصدرا مؤطرا لقوانين الميزانية والمالية

حضير قوانين المالية في إلى أحكام تتعلق بت ،حسب ما يهم دراستنا حكامويمكن تصنيف هذه األ

.)الفقرة الثانية(وأخرى تتعلق بتحديد مفاهيم ميزانية ومالية ، )األولىالفقرة (رالجزائ

.تحضير قوانين المالية في مجال:أوال

صدرت مجموعة من التشريعات تضمنت إصالحات مست مجاالت محددة 2001بداية من سنة

هذه التشريعات أحكام تسمح لها ، لهذا كان البد من تضمين تتأثر هذه المجاالت بمحتوى قوانين المالية

.المالية تجسيدا لإلصالحات التي تضمنتهاالتدخل في عملية إعداد قوانين ، 2ولو بشكل غير مباشر

:فعلى المستوى المركزي صدرت التشريعات اآلتية

                                                            المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2009جويلية 22المؤرخ في 01-09من القانون رقم 105نصت المادة 1

تكون حسابات الدولة للسنوات المالية السابقة التي :" على ما يلي 2009جويلية 26مؤرخة في 44، ج ر عدد 2009

بيعة وحسب سنة وضوع كشف إحصائي إجمالي حسب الطم ، لم تتم تسويتها بموجب القوانين المتضمنة ضبط الميزانية

".البرلمان عند التقديم األول لقانون ضبط الميزانية ىالميزانية يرسل إل .من خالل تقديم االقتراحات-2

هذا األمر وإن لم يتضمن بشكل مباشر 1.يتعلق بتطوير االستثمار 03-01األمر رقم - 1

اإلشارة إلى تقديم االقتراحات بشأن قوانين المالية إال أنه تضمن عبارات عامة تضمنتها المادة

: مايليـمنه والتي نصت على أن يكلف المجلس الوطني لالستثمار ب 19

.تطوير االستثمار وأولوياتها إستراتيجيةاقتراح -

.ستثماريقترح تدابير تحفيزية لال -

.يقترح على الحكومة كل القرارات والتدابير الضرورية لتنفيذ ترتيب دعم االستثمار وتشجيعه -

.يحث ويشجع على استحداث مؤسسات وأدوات مالية مالئمة لتمويل االستثمار وتطويرها -

هذه وبما أن المجلس يترأسه رئيس الحكومة وهو المشرف األول على إعداد مشروع قانون المالية فإن

2.االقتراحات والتدابير ستؤخذ بعين االعتبار

3يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها 04-01األمر رقم - 2

من 8الموارد المنصوص عليه في المادة عدم تخصيصمنه بمبدأ 32والتي تذكرنا المادة

يوضح توزيع وشروط : "والتي نصت على أنه ، المتعلق بقوانين المالية 17-84القانون رقم

".عمليات الخوصصة في أحكام قوانين المالية ناستعمال اإليرادات المتأتية م

.ولهذا نجد أن هذه اإليرادات تستعمل في حساب تخصيص خاص

العمليات التي تتم بموجبه من كل الحقوق ن نفس األمر على إمكانية إعفاءم 34كما نصت المادة

.في إطار أحكام قوانين المالية والرسوم

                                                            أوت 22مؤرخة في 47يتعلق بتطوير االستثمار، ج ر عدد 2001أوت 20المؤرخ في 03-01األمر رقم -1

2001. صندوق دعم "بعنوان 302-107فتح حساب تخصيص خاص رقم 2002قانون المالية لسنة ولذلك تم في -2

03-01وأسندت جانب من إدارة هذا الصندوق إلى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار المنشأة بموجب األمر " االستثمار

، ج 2002انون المالية لسنة يتضمن ق 2001ديسمبر 22المؤرخ في 21-01المتعلق بتطوير االستثمار، القانون رقم

.2001ديسمبر 23مؤرخة في 79ر عدد ية االقتصادية وتسييرها يتعلق بتنظيم المؤسسات العموم 2001أوت 20المؤرخ في 04-01األمر رقم -3

.2001أوت 22مؤرخة في 47ج ر عدد وخوصصتها

 

من أهم أهداف هذا القانون دعم . يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته 01-06القانون رقم - 3

.تدابير الوقاية من الفساد ومكافحته وتعزيز الشفافية في تسيير القطاع العام وحتى الخاص

الضرورية لتعزيز الشفافية والمسؤولية ، نص على اتخاذ التدابير فعلى مستوى تسيير األموال العمومية

1.وعقلنه األموال العمومية وخاصة على مستوى القواعد المتعلقة بإعداد ميزانية الدولة وتنفيذها

وبغرض تنفيذ االستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد أنشئت هيئة وطنية مكلفة بالوقاية من الفساد

:ريرا سنويا لرئيس الجمهورية من مهامها ما يليومكافحته وهي سلطة إدارية مستقلة ترفع تق

اقتراح سياسة شاملة للوقاية من الفساد تجسد مبادئ دولة القانون وتعكس النزاهة والشفافية -

.والمسؤولية في تسيير الشؤون واألموال العمومية

ر تقديم توجيهات تخص الوقاية من الفساد لكل شخص أو هيئة عمومية أو خاصة واقتراح تدابي -

خاصة منها ذات الطابع التشريعي والتنظيمي للوقاية من الفساد، وكذا التعاون مع القطاعات

.المعنية العمومية والخاصة في إعداد قواعد أخالقيات المهنة

10-11هذا على المستوى الوطني أما على المستوى الالمركزية اإلقليمية فقد تم إصدار قانون رقم

3.يتعلق بالوالية 07-12رقم والقانون 2يتعلق بالبلدية

.فيما يتعلق بقانون الوالية هناك أحكام تمنح اختصاصات للوالية في مجال إعداد مشاريع قوانين المالية

العالقة بين االختصاصات المسندة للوالية وبين قوانين المالية ناتجة محتوى المادة األولى من نص هذه

وهي أيضا الدائرة اإلدارية غير ... الوالية هي الجماعة اإلقليمية للدولة: "القانون التي جاء فيها ما يلي

لتضامنية والتشاورية بين الممركزة للدولة وتشكل بهذه الصفة فضاء لتنفيذ السياسات العمومية ا

...".الجماعات اإلقليمية والدولة

هذه السياسة التشاورية تتجسد من خالل إمكانية أن يقترح المجلس الشعبي الوالئي سنويا أي بمناسبة

، يقترح قائمة مشاريع قصد تسجيلها في البرامج القطاعية العمومية إعداد مشروع قانون المالية للسنة

                                                             .من هذا القانون 10وقد نصت على ذلك المادة -1 .2011جويلية 3مؤرخة في 37يتعلق بالبلدية، ج ر عدد 2001جوان 22المؤرخ في 10-11القانون رقم -2 .2012فيفري 29مؤرخة في 12يتعلق بالوالية، ج ر عدد 2012فيفري 21المؤرخ في 07-12القانون رقم -3

.من نص القانون 73ة حسب نص الماد

.كما يمكنه تقديم اقتراحات وإبداء مالحظات في كل ما يخص شؤون الوالية إلى الوزير المختص

وفي إطار المخطط الوالئي للتنمية يحدد المجلس الشعبي الوالئي المناطق الصناعية التي سيتم إنشاؤها

إطار البرامج الوطنية إلعادة التأهيل ويساهم في إعادة تأهيل المناطق الصناعية ومناطق النشاط في

.ويبدي رأيه في ذلك

.كما تضمن القانون أحكام تتعلق بموارد الوالية ولها عالقة بقوانين المالية

:تتمثل هذه األحكام في

أن موارد الوالية تخصصها لها الدولة للتكفل باألعباء والصالحيات المسندة إليها في حين أنه -

تسيير مواردها المالية الخاصة إضافة إلى أنها تتلقى إعانات ومخصصات بالنسبة للبلدية لها

.من نص القانون 172طبقا لنص المادة

رفق بالموارد الالزمة للتكفل بها بصفة تيجب أن كل تحويل لمهمة من الدولة إلى الوالية -

.دائمة

.يجب تعويض كل تخفيض لموارد الوالية ناتج عن إجراء تتخذه الدولة -

.بة للبلدية نفس األحكام تطبق فيما يتعلق بتحويل مهام جديدة إليها وتعويض تخفيض المواردبالنس

أو تجهيز على إقليم البلدية أو أي مشروع /على أن إقامة أي مشروع استثمار و 109كما تنص المادة

دما يتعلق يندرج ضمن البرامج القطاعية للتنمية، إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي خاصة عن

.األمر بحماية األراضي الفالحية وحماية البيئة

.تحديد مفاهيم ميزانية ومالية: الفقرة الثانية

-90هذه النقطة سنتطرق إلى دراسة األحكام المتعلقة بقوانين المالية والتي وردت في القانون رقم في

ثم إلى تحديد القيمة القانونية للبرامج التنموية التي تضمنتها قوانين ) أ(المتعلق بالمحاسبة العمومية 21

).ب(المالية والتي حلت محل المخططات

 

.محاسبة العموميةال إطارفي ميزانيةأحكام ) أ، في ظل ظروف تميزت بتبني 1المتعلق بالمحاسبة العمومية 21ـــ 90صدر القانون رقم

اصالحات على النظام ككل في الدولة ، هذه االصالحات قدمت كضمانات من أجل قبول صندوق النقد

الدولي تقديم إعانات لتسيير األزمة المالية التي عرفها البلد ، فجاء هذا القانون ليمأل الفراغ القانوني

.سبة العموميةالمتعلق بغياب المبادئ العامة المتعلقة بالمحا

إال أن هذا القانون شكل فرصة إلدراج أحكام تتعلق بمالية الدولة ، هذه األحكام بطبيعتها تخرج من

17ـــــ 84وكان من المفروض أن يتضمنها القانون رقم مجال اختصاص التشريع المحاسبي

.2المتعلق بقوانين المالية و النصوص المعدلة له

إلى تعريف الميزانية على ، المتعلق بالمحاسبة العمومية 21-90القانون رقم من 3تطرقت المادة

الميزانية هي الوثيقة التي تقدر للسنة المدنية مجموع اإليرادات والنفقات الخاصة بالتسيير ": أنها

".واالستثمار ومنها نفقات التجهيز العمومي والنفقات بالرأسمال وترخص بها

للميزانية و يتعلق األمر بمبدأ السنوية و ذلك من تضمن نص المادة إشارة إلى بعض المبادئ الكبرى

، العالقة بين نص القانون و المبدأ تظهر من ..." التي تقدر للسنة المدنية :"...خالل إستعماله لعبارة

ية ، و مبدأ السنوية يضمن خالل أن قانون المحاسبة العمومية هدفه مراقبة إستعمال األموال العموم

. 3دورية رقابة السلطة التشريعية على أنشطة السلطة التنفيذية

وحدة الميزانية وذلك ما يستنتج من خالل عبارة اني الذي أشار إليه نص المادة هو مبدأ ثالمبدأ ال

. ..."و النفقات اإليراداتالميزانية هي الوثيقة التي تقدر للسنة المدنية مجموع :"...

عالقة هذا المبدأ بمسألة الرقابة أنه يسهل معرفة المركز المالي للدولة ، كما يمكن أجهزة الرقابة

المختلفة من مراقبة التصرفات المالية للدولة و مطابقتها لألهداف المحددة و اإلعتمادات المحددة كما

.4صادقت عليها السلطة التشريعية

                                                            

ي المعدل المتعلق بالمحاسبة العمومية، ج ر عدد مؤرخة ف 1990أوت 15المؤرخ في 21- 90القانون رقم -1

.والمتمم

.27، ص 2013مذكرة ماجستير ، ، ريزانية متعددة السنوات في الجزائفلة حوامرية ، اإلطار القانوني للم 2 

96ص 2012ر ، جامعة الجزائر ، مذكرة ماجستي ، 1989سعيد قاوي ، النظام القانوني للمحاسبة العمومية بعد سنة

.3

. 97، نفس المرجع ، ص قاوي 4 

:"...إلى مبدأ مهم آخر هو مبدأ الرخصة المالية للبرلمان من خالل عبارة أيضا نص المادة أشار

تعريف نص المادة للميزانية يذكرنا بنظرية الميزانية حيث كانت الميزانية هي المعبر ،" و ترخص بها

هو و ، ولكن التطور كرس اعتبار قوانين المالية هي المعبر عن الرخصة المالية صة الماليةعن الرخ

المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم وأكدته الممارسة 17-84من القانون رقم 3ما كرسته المادة

، فطابع التقدير التشريعية من خالل إصدار قوانين تسمى قوانين المالية وليس قوانين الميزانية

.والترخيص مرتبط بقوانين المالية

يقتصر على موارد وأعباء الميزانية العامة كما أشار نص وإذا كانت الميزانية عمل تقديري وترخيصي

المتعلق بالمحاسبة العمومية فهي ال تخاطب مجموع العمليات 21-90من القانون رقم 4المادة

17-84من القانون رقم 6استنادا إلى تعريف المادة ، بل فقط اإليرادات والنفقات النهائية 1الدائمة

التي تنص على أن الميزانية تتشكل من اإليرادات والنفقات النهائية وليست ، المتعلق بقوانين المالية

يقصد باإليرادات والنفقات بمفهوم هذا القانون، مجموع موارد وأعباء : "تنص على أنه 4دائمة، فالمادة

المتعلق 1984يوليو سنة 07المؤرخ في 17-84الميزانية العامة للدولة كما يحددها القانون رقم

".قوانين المالية المعدلب

والتي ، تتعلق بالميزانية المتعددة السنوات سجل هذا القانون كذلك اإلشارة إلى أدوات قانونية مهمة

جانفي 02عكس األمر الفرنسي ،المتعلق بقوانين المالية اإلشارة إليها 17-84أهمل القانون رقم

ويتعلق األمر برخص . منه 12المتضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية في المادة 1959

البرامج واعتمادات الدفع التي تم إقرارها حفاظا على مبدأ سنوية الميزانية لمواجهة النفقات المتعددة

.3ني أنه يحدد كل سنة مالية، ألن المبدأ العام في الترخيص الميزا2السنوات

تسجل نفقات التجهيزات العمومية ونفقات اإلستثمارات:"من نص القانون على أنه 06نصت المادة

.و النفقات بالرأسمال في الميزانية العامة للدولة على شكل رخص البرامج و تنفذ باعتمادات الدفع

                                                            1 Mohamed Taher Bouara ,Op cité. P454. 2-Louis Trotabat , Jean - Mary Cotteret ,op cité , P56.

غير أن خصوصية العمليات التي تتعلق بالميزانية المتعددة السنوات و التي قد تتطلب فترة إنجاز تتجاوز مدة السنة 3

الواحدة وخاصة في المشاريع الكبرى كانجاز الطرقات مثال ، هذا األمر يجعل الترخيص الميزاني يتجاوز فترة السنة

مفهوم رخصة البرنامج والذي يحدد الحد األعلى للنفقة الملتزم بها و الذي ليشمل كل الفترة الالزمة لإلنجاز ولهذا ظهر

.4يتوجب عدم تجاوزه ، في تفصيل أكثر حول هذه النقطة انظر فلة حوامرية ، المرجع السابق ، ص

 

صرف استعمالها في تنفيذ االستثمارات الن لألمرين باألعلى للنفقات التي يؤذتمثل رخص البرامج الحد

.، وتبقى صالحة دون أي تحديد لمدتها حتى يتم إلغاؤها المخططة

اعتمادات الدفع التخصيصات السنوية التي يمكن األمر بصرفها أو تحويلها أو دفعها لتغطية و تمثل

".المطبقة االلتزامات المبرمة في إطار رخص البرامج

يثبت ما تم اإلشارة إليه سابقا على أن هذا القانون شكل فرصة إلدراج أحكام مالية في 06نص المادة

، فالفقرة األولى أشارت إلى ضرورة تسجيل النفقات المتعددة السنوات في طار المحاسبة العمومية إ

انين المالية السنوية الميزانية العامة للدولة عن طريق رخص البرامج هذه األخيرة كانت تحدد خارج قو

.1بل في إطار المخططات متعددة السنوات و المخططات السنوية

و تعتبر رخص البرامج و اعتمادات الدفع أدوات قانونية استعملت من أجل إدراج الميزانية المتعددة

التي تتضمن آفاق مستقبلية لتحقيق وهي تختلف عن قوانين البرامج ،السنوات في الرخصة المالية

يصادق عليها البرلمان و لكنها غير ملزمة وانينأهداف على المدى الطويل و التي تصدر في شكل ق

.2لقانون المالية للسنة إال في حدود رخص البرامج و اعتمادات الدفع التي يرخص بها

بالمحاسبة العمومية ، أنه وإن جاء المتعلق 21ــــ 90ما يمكن استنتاجه حول نص القانون رقم

لتنظيم مجال المحاسبة العمومية إال أن تضمنه ألحكام مالية يجعلنا باإلستناد إلى المعيار الموضوعي

. المتعلق بقوانين المالية 17ــ 84نطلق عليه وصف نص مكمل للقانون رقم

:مدى إلزامية القوانين المتعددة السنوات لقوانين المالية-ب

تجتمع هذه المفاهيم الثالثة في كونها تتضمن مجموعة من المخططات، قوانين التوجيه، البرامج

.األهداف تسطر إلنجازها خالل فترة متعددة السنوات

وبالتالي البد من تحديد العالقة بينها وبين قانون المالية للسنة بالنسبة للمخططات، عرفت خالل مرحلة

1996إلى دستور 1976قا من دستور قانونية وضحتها الدساتير انطالاالقتصاد الموجه لها طبيعة

بحيث تعتبر عمل تشريعي يندرج ضمن االختصاصات الموكل للبرلمان التصويت عليها استنادا إلى

                                                            

. 28المرجع السابق ، صفلة حوامرية 1 

.4،5صنفس المرجع ، ، حوامرية 2

يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها : "بنصها على أنه 1996من دستور 11-122نص المادة

:اآلتيةاالت له الدستور، وكذلك في المج

."المصادقة على المخطط الوطني"-

وقد شكلت المخططات مصدرا مهما لقوانين المالية وظهر ذلك خاصة بداية من قانون المالية لسنة

بحيث أدرجت تطبيقا لهذه المخططات في أحكام قوانين المالية عناصر تعتبر خارجة عن 1971

القطاع االشتراكي عنونت برخصة تمويل االستثمارات الميزانية بحيث شملت جزء من مالية مؤسسات

1.تمول من الميزانية العامة للدولة) D(المخططة وتوزع حسب القطاعات في الجدول الملحق

في الوقت الحالي تم التخلي عن سياسة المخططات لصالح سياسة جديدة تسمى البرامج ظهرت في

الجمهورية في خطاباته، هذه البرامج تنفذ عن طريق عنها رئيس نكام قوانين المالية وقبل ذلك أعلأح

302-108فتح حساب تخصيص خاص رقم 2002ففي قانون المالية لسنة ، حساب تخصيص خاص

تهتبع" حساب تسيير عمليات االستثمارات العمومية المسجلة بعنوان برنامج دعم اإلنعاش"بعنوان

في قانون المالية 302- 143الخاص رقم مجموعة من البرامج األخرى آخرها حساب التخصيص

تسيير عمليات االستثمارات العمومية المسجلة بعنوان برنامج توطيد النمو "بعنوان 2015لسنة

".2019-2015االقتصادي

تطرح بالنسبة لهذه البرامج مسألة القيمة المعيارية لها، هل تعتبر ذات طبيعة قانونية؟

يقصد بالبرنامج : "المتعلق بنفقات الدولة للتجهيز على أنه 277- 98م من المرسوم التنفيذي رق 4المادة

".مجموع المشاريع أو النشاطات المحددة والتي تصب في نفس الهدف

يرى األستاذ بوعارة أن هذه البرامج تعبر عن شكل من أشكال التخطيط أو البرمجة يتطور خارج

.اإلطار القانوني

، فمن الناحية الشكلية هي برامج تصدر عن ة المعيارية لهذه البرامجيمكننا أن نطرح رؤية أخرى للقيم

.رئيس الجمهورية الذي يتمتع باختصاص التشريع إلى جانب البرلمان

                                                            1- Mohamed Taher Bouara,Op, cité, p252.

 

ولكن على اعتبار أن البرامج هي أحد أشكال التخطيط التي يعود في األصل االختصاص بالتشريع فيها

يمكن القول أنها تتطور خارج اإلطار 1996ر من دستو 11-122إلى البرلمان حسب نص المادة

.القانوني

تم إلغاءاختصاص البرلمان المصادقة على المخطط 2016إال أنه في التعديل الدستوري األخير لسنة

التي عددت مجاالت اختصاص البرلمان، وبالتالي أصبح التخطيط من 140الوطني في نص المادة

: من تعديل الدستور التي تنص على أنه 143لى نص المادة اختصاصات رئيس الجمهورية استنادا إ

...".يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون"

مبدئيا االختصاص في إتخاذ القرارات الكبرى في ميدان األعباء اسندفي القانون المقارن الفرنسي

تحدد 1958تور من دس 6الفقرة 34ادا إلى نص المادة استنالعمومية للبرلمان، فقوانين البرامج

فهي تصنف هذه البرامج لها طبيعة قانونية ، األهداف ذات الطبيعة االقتصادية و االجتماعية للدولة

.1كعمل تشريعي إلى جانب التشريعات العادية و قوانين المالية

جانفي 2المادة فحسب المادة األولى من األمر وعن مكانة هذه القوانين بالنسبة لقوانين المالية فحسب

تصنف كمجموعة توجيهات إلعطاء رؤية أكثر دقة حول السياسة ) قوانين البرامج(هذه القوانين 1959

2.، ولكنها ال تحمل أي قيمة ملزمة االستثمارية

التوجيهي حول المتضمن القانون 12-15بالنسبة لقوانين التوجيه نذكر على سبيل المثال القانون رقم

تنص المادة األولى منه على موضوع هذا القانون ويتمثل في ،3البحث العلمي والتطوير التكنولوجي

.تحديد المبادئ األساسية والقواعد العامة التي تحكم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي

دولة لبلوغ أهداف عتمادات التي تخصصها التتناسب اإل: "هذا القانون على أنهمن 53تنص المادة

عتمادات المحددة في مخططات التطوير المذكورة في المادة ولوجي مع اإلالبحث العلمي والتطوير التكن

.من هذا القانون 13

                                                            1 Jean –Luc Guièze ,le partage des compétences entre la loi t le règlement en matière financière , librairie générale de droit et de jurisprudence ,France ,1974,p85. 2-Louis Trotabat , JeanــMary Cotteret.op ، Cité ، P56.

يتضمن القانون التوجيهي حول البحث العلمي والتطوير 2015ديسمبر 30المؤرخ في 12-15رقم القانون-3

.2015ديسمبر 30مؤرخة في 71التكنولوجي ج ر عدد

".تعرف نفقات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي ارتفاعا متوازنا

؟ هل تشكل هذه المادة حكما ماليا ملزما

التي 2000من قانون المالية لسنة 100الحقيقة أنها غير ملزمة للدولة وهذا استنادا إلى نص المادة

تلزم القوانين التوجيهية ال: "أنهحددت القيمة اإللزامية لقوانين البرامج والقوانين التوجيهية بنصها على

الدولة سنويا على صعيد أو قوانين البرامج المحددة لألهداف على المدى المتوسط والطويل،/و

".عتمادات المتضمنة في قانون المالية السنويفي حدود رخص البرامج واإل الميزانية إال

.نحدار المعيار القانوني لإلصالحات، إالتنظيمات: المبحث الثاني

المرآزية في وبتنظيم االدارة ،)المطلب االول(تعلقت هذه التنظيمات أساسا باعادة تنظيم ميزانية التجهيز .)المطلب الثاني(وزارة المالية

 .إعادة تنظيم ميزانية التجهيز:األولالمطلب

عرف اختصاص وزير المالية المتعلق بإعداد وتحضير ميزانية الدولة تطورا كبيرا، في البداية كان

-98وبصدور المرسوم التنفيذي رقم ،دوره يقتصر على إعداد ميزانية التسيير دون ميزانية التجهيز

يتعلق بتحويل االختصاصات والمهام وتسيير الهياكل والوسائل والمستخدمين التابعة لتسيير 401

ومن خالل اعداد ميزانية التجهيز لمصلحة وزير المالية ،الذي قضى بضم ،ميزانية الدولة للتجهيز

على أساس المهام والبرامج فإن دور وزير المالية التوجه نحو سياسة إعداد الميزانية العامة للدولة

كما حمل ، )األولىالفقرة (عرف توسعا يعكس المكانة المتميزة والسامية له مقارنة بباقي الوزراء

المتعلق بنفقات الدولة للتجهيز اصالحات هامة مست الميدان الميزاني 227- 98المرسوم التنفيذي رقم

).الفقرة الثانية(و المالي

                                                            يتعلق بتحويل االختصاصات والمهام وتسيير الهياكل 1998فيفري 01المؤرخ في 40-98التنفيذي رقم المرسوم-1

.1998فيفري 04مؤرخة في 05والوسائل والمستخدمين التابعة لتسيير ميزانية الدولة للتجهيز، ج ر عدد

 

 .تعزيز مكانة وزير المالية: األولىلفقرة ا

ففي البداية اقتصر ، عرفت اختصاصات وزير المالية خاصة فيما يتعلق بميزانية التجهيز تطورا كبيرا

، وفي ) أوال ( آخرينوزرا إلى أسندتالتي ،ميزانية التسيير دون ميزانية التجهيز إعداددوره على

مجال تحضير الميزانية بيد ختصاص فيالنحو تجميع امرحلة الحقة عرفت اختصاصاته توجها جديدا

وإنهاء الصراع بين العديد من الوزراء بسبب تداخل اختصاصاتهم في هذا المجال وزير المالية

).ثانيا(

:مرحلة تداخل اإلختصاصات في إعداد الميزانية: أوال

لمرحلة تداخال وتنازعا في االختصاصات بين مجموعة من الوزراء بما فيهم وزير المالية عرفت هذه ا

.فيما يتعلق بإعداد الميزانية العامة للدولة والرقابة عليها

يتكون ،1المتضمن إحداث المجلس الوطني للتخطيط وتنظيمه 266-87فاستنادا إلى المرسوم رقم

.، وزير العمل برئاسة الوزير األول ، وزير التجارة المالية، وزير المجلس من وزير الداخلية

يتولى المجلس مهمة التخطيط واقترح القرارات ،2ويتولى الكتابة التقنية لهذا المجلس مندوب للتخطيط

، وكذا البت في مشاريع قرارات المتعلقة بالسياسة االقتصادية واالجتماعية المتوسطة والقصيرة األمد

.تصادية والمالية والتجارية العادية التي تتعلق بتنفيذ المخطط السنويالسياسة االق

بقي وزير المالية إذن محصور االختصاص في إعداد الميزانية العامة للدولة في ميزانية التسيير

.ومندوب التخطيط يتولى إعداد ميزانية التجهيز

ات أدت إلى تداخل مع تم إحداث مجموعة من الوزارات أسندت لها اختصاص ،1990في سنة

.اختصاصات وزير المالية من جهة ومندوب التخطيط من جهة أخرى

                                                            ي للتخطيط وتنظيمه، ج ر عدد يتضمن إحداث المجلس الوطن 1987ديسمبر 08المؤرخ في 266-87المرسوم رقم -1

.1987ديسمبر 09مؤرخة في 50

يتضمن اختصاصات المندوب للتخطيط ويحدد 1987ديسمبر 08المؤرخ في 267-87المرسوم التنفيذي رقم -2

.1987ديسمبر 09مؤرخة في 50الهياكل واألجهزة التابعة له، ج ر عدد

المتضمن تحديد صالحيات وزير الصناعة اسند لهذا األخير إعداد 120-90فالمرسوم التنفيذي رقم

1.واقتراح االستراتيجية والسياسات العمومية لتنمية قطاعه

أسند لهذا األخير مهمة ،2صالحيات وزير التجهيز الذي يحدد 122-90المرسوم التنفيذي رقم

منه 03، فمثال نصت المادة ، التعمير والبناء ، األشغال العمومية االقتراح والتخطيط في ميادين الري

، المتوسط على أن وزير التجهيز يختص في ميدان الري باقتراح مخططات التنمية في المدى البعيد

الجهوية لتوفير الموارد المائية وتخصيصها وتوزيعها طبقا الوطنية ووالقصير بحيث يعد المخططات

.لألهداف التي تسطرها الحكومة في مجال التهيئة العمرانية

منه كذلك على اختصاصه بتحديد األعمال المطلوب الشروع فيها في إطار البرامج 07وتنص المادة

ة والطرق الوطنية والمنشآت األساسية البحرية في مجال الطرق السريع، السنوية أو المتعددة السنوات

.والجوية

منه 02حددت المادة ، 3الذي يحدد صالحيات وزير االقتصاد 189-90المرسوم التنفيذي رقم

الميادين

حيث يتولى طبقا ، التي يمارس فيها وزير االقتصاد صالحياته وعددت من بينها مجال المالية العمومية

في مجال الميزانية تطبيق كافة التدابير واإلجراءات المتعلقة بتحضير ميزانية منه 06لنص المادة

.الدولة وتقديمها والتصويت عليها

كما له إبداء رأيه في كل تدبير تترتب عنه آثار مالية على ميزانية الدولة السيما العناصر المكونة آلثار

.الرواتب وأنظمة التعويضات والمعاشات

                                                            يحدد صالحيات وزير الصناعة، ج ر 1990أفريل 30لمؤرخ في ا 120-90من المرسوم التنفيذي رقم 04المادة -1

.1990ماي 09مؤرخة في 19عدد

مؤرخة 19يحدد صالحيات وزير التجهيز، ج ر عدد 1990أفريل 30مؤرخ في 122-90المرسوم التنفيذي رقم -2

.1990ماي 09في

26ات وزير االقتصاد ، ج ر عدد يحدد صالحي 1990جوان 23مؤرخ في 189-90المرسوم التنفيذي رقم -3

.1990جوان 27مؤرخة في

 

االقتصاد اختصاص في تحضير الميزانية العامة بفرعيها ميزانية التسيير وميزانية وبذلك أصبح لوزير

وهذا يؤدي إلى تنازع االختصاص مع وزير المالية من جهة ومندوب التخطيط ووزير ،التجهيز

ميزانية التجهيز، مما أدى إلى إلغاء مهام وزير إعداد التجهيز ووزير الصناعة من جهة أخرى بصدد

وحولت إليه الكثير ،المحدد لصالحيات وزير المالية 54-95بموجب المرسوم التنفيذي رقم االقتصاد

من اختصاصات وزير االقتصاد فيما يتعلق باختصاصاته في مجال الميزانية أعيد صياغة المادة

المحدد 189-90من المرسوم التنفيذي رقم 06وهي المادة ، المتعلقة باختصاصات وزير االقتصاد

.من المرسوم التنفيذي المحدد لصالحيات وزير المالية 06الحيات وزير االقتصاد في نص المادة لص

إن نقل اختصاصات وزير االقتصاد إلى وزير المالية يكشف عن التنازع الذي وقع بين الوزارتين في

.، وانتهى الصراع بتفوق وزارة المالية ممارسة هذه االختصاصات

أعاد تأكيد اختصاص المجلس ،1يتعلق بنفقات الدولة للتجهيز 57- 93ي رقم بصدور المرسوم التنفيذ

: التي نصت على أنه 04الوطني للتخطيط في مجال نفقات التجهيز العمومي من خالل نص المادة

:تصنف نفقات التجهيز العمومي للدولة على أساس فئتين هما"

...".لس الوطني للتخطيط مقررات بشأنها، التي يتخذ المج نفقات التجهيز العمومية الممركزة-أ

وطني للتخطيط الذي يملك لعلى أن مشاريع التجهيز العمومي ترسل إلى المجلس ا 07ونصت المادة

.سلطة قبول االنطالق في إنجاز المشروع أو تأجيله

من خالل ،أما وزير االقتصاد فقد منحه المرسوم دورا في مجال تنفيذ ميزانية التجهيز والرقابة عليها

رصد اعتمادات الدفع المتعلقة بالتجهيزات العمومية عن طريق مقرر مشترك بينه وبين مندوب

.التخطيط

أشهر إلى المجلس الوطني 03من المرسوم على أن ترسل الوزارات كل 12كما نصت المادة

.العتمادات الدفع هاللتخطيط ووزير االقتصاد كشفا عن استعمال

                                                            مؤرخة في 14يتعلق بنفقات تجهيز الدولة، ج ر عدد 1993فيفري 27مؤرخ في 57-93المرسوم التنفيذي رقم -1

.1993مارس 03

د على سلطة المجلس الوطني للتخطيط في ميدان ميزانية التجهيز العمومي على هذا المرسوم إذن أك

.حساب سلطة وزير االقتصاد

المحدد لصالحيات الوزير المنتدب لدى رئيس 257-96في مرحلة الحقة ألغى المرسوم التنفيذي رقم

التنفيذي رقم الصالحيات الموكلة لمندوب التخطيط بموجب المرسوم، 1الحكومة المكلف بالتخطيط

، وحولت إليه للتخطيط ويحدد الهياكل و االجهزة التابعة لهدوب المتضمن اختصاصات المن267- 87

.مهمات الكتابة التقنية التابعة للمجلس الوطني للتخطيط

شكلت االختصاصات الموكلة للوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالتخطيط تداخال مع

يقترح : "من المرسوم التي تنص على أنه 04ية إذ واستنادا إلى نص المادة اختصاصات وزير المال

، المكلف بالتخطيط عناصر على الحكومة في إطار تطبيق الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة

: ...استراتيجيات التنمية االقتصادية واالجتماعية وبعد تقييمها الدوري ما يأتي

.الكلي وعناصر الميزانية السنوية عناصر التأطير االقتصادي المالي -

األدوات المالية الواجب إدراجها في مشروع قانون المالية والتدابير المالية الرامية إلى تحقيق -

 ".التوازنات المسطرة سنويا

ونقلت 1997جويلية 21ثم أعيد إنشاء منصب مندوب التخطيط بموجب المرسوم التنفيذي المؤرخ في

والمهام والهياكل والوسائل والموظفين التابعة للوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة إليه الصالحيات

المتعلق بتطبيق النصوص المرتبطة في 265-97المكلف بالتخطيط بموجب المرسوم التنفيذي رقم

 .2، بممارسة الصالحيات والمهام وبتسيير الهياكل والوسائل والموظفين مجال التخطيط

تداخل بين اختصاصات كل من المجلس الوطني للتخطيط ثم الوزير للسابقة يتضح امن خالل المراسيم ا

مع وزير الصناعة، وزير االقتصاد ووزير ، المنتدب لدى رئيس الحكومة ثم مندوب التخطيط

                                                            الحكومة يحدد صالحيات الوزير المنتدب لدى رئيس 1996جويلية 29المؤرخ في 257-96المرسوم التنفيذي رقم -1

.1996جويلية 31مؤرخة في 46المكلف بالتخطيط ، ج ر عدد

المتعلق بتطبيق النصوص المرتبطة في مجال 1997جويلية 21المؤرخ في 265-97المرسوم التنفيذي رقم -2

ة جويلي 23مؤرخة في 48،ج ر عدد التخطيط، بممارسة الصالحيات والمهام وبتسيير الهياكل والوسائل والموظفين

1997.

 

التجهيز فيما يخص ميزانية التجهيز من حيث اإلعداد والرقابة وكذلك وزير المالية فيما يتعلق بميزانية

، فمن حيث التقديم فيه احترام لمبدأ وحدة ، إذ تميزت الميزانية العامة في الجزائر بطابع الثنائيةالتسيير

أصبحت تقدم ميزانية التسيير وميزانية التجهيز في وثيقة واحدة أمام البرلمان أما من حيث ف الميزانية

.بذلك مجموعة من الوزراءيتكفل إذ إلعداد فهي متعددة حسب النصوص السابقة الهياكل المكلفة با

:توسيع صالحيات وزير المالية:ثانيا

صالحيات وزير المالية هذا المرسوم شكل نقال لصالحيات وزير 54- 95يحدد المرسوم التنفيذي رقم

ما عدا ما المحدد لصالحيات وزير االقتصاد189-90االقتصاد المحدد بموجب المرسوم التنفيذي رقم

1.ضبط النشاط التجاري يتعلق بتدخل الدولة في

المتعلق بصالحيات وزير المالية أول تفوق لسلطة هذا 54- 95رقم إذن يمثل صدور المرسوم التنفيذي

.األخير في تنازع هذه االختصاصات مع وزير االقتصاد

المتعلق بتحويل االختصاصات والمهام 40- 98في مرحلة الحقة وبصدور المرسوم التنفيذي رقم

كل والوسائل والمستخدمين التابعة لتسيير ميزانية الدولة للتجهيز، تقرر اختصاص وزير وتسيير الهيا

.المالية بتحضير مشروع قانون المالية بما في ذلك ميزانية التجهيز

يشكل هذا المرسوم تفوقا آخر لوزير المالية على الوزارات المنافسة التي كانت تتولى تحضير ميزانية

.التجهيز

ادة األولى من المرسوم على تحويل مهام مندوب للتخطيط المتعلقة بإعداد ميزانية الدولة حيث نصت الم

، وألحقت للتجهيز وتطبيقها ومتابعتها وكل الهياكل المكلفة بهذه المهام والوسائل البشرية والمادية

.1998، ابتداء من أول جانفي بالمديرية العامة للميزانية تحت سلطة وزير المالية

الذي يحدد قواعد تنظيم 42-91علق األمر بالهياكل المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي رقم ويت

المتضمن 258- 96مصالح التخطيط والتهيئة العمرانية في الوالية وعملها، والمرسوم التنفيذي رقم

                                                            ، التنظيم التجاري وضبط ويتعلق األمر بمهام وزير االقتصاد في مجال المنافسة واألسعار، النوعية واالستهالك -1

.األسواق

ذه الهياكل ، المكلف بالتخطيط، وتتمثل ه تنظيم اإلدارة المركزية للوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة

:في

.قسم استراتيجية النمو االقتصادي -

 .قسم تطوير المنشآت القاعدية -

 .قسم تطوير التجهيزات المشتركة -

 .قسم تنظيم التخطيط والبرامج -

 .مديرية اإلدارة العامة والوسائل وتشكيلتها المتعلقة بالوسائل البشرية والمادية -

 .المصالح الالمركزية التابعة لمندوب التخطيط -

يذه خاصة من خالل المراقب انفراد وزير المالية بإعداد مشروع قانون المالية والرقابة على تنفإن

عدا طبعا الوزير اوإن كان من الناحية النظرية ينفي وجود تدرج بين الوزراء في الحكومة م المالي

حول االقتراحات األول الذي يتولى مهمة التحكيم في حال وقوع نزاع بين وزير المالية وباقي الوزراء

إال أنه عمليا تظهر المكانة ، المقدمة من طرفهم بشأن االعتمادات المالية الالزمة لهم لتسيير قطاعاتهم

المتميزة لوزير المالية في الحكومة مقارنة مع باقي الوزراء بحيث يظهر تدرج في السلطات داخل

 .قي الوزراءالحكومة، سلطة وزير األول ثم وزير المالية وفي األخير با

مشاريع المحضرة داخل كل قطاع وزاري والتي لها آثار الفوزير المالية يملك سلطة الموافقة على

.مالية قبل تقديمها للوزير األول ويفحص تطابق نشاطات هذه الوزارات مع السياسة المالية للحكومة

وزير له اختصاص وإطالع في قطاعه فقط أما وزير المالية فهو الوحيد إلى جانب الوزير األول كل

1.طبعا من له إطالع على سياسة كل الوزارات فهو يملك رؤية شاملة حول سياسة الحكومة ككل

س إضافة إلى التوجه الجديد لمالية الدولة الذي يقوم على تحضير وإعداد ميزانية الدولة على أسا

فيه بحيث أصبح البرامج واألهداف ال على أساس الوسائل وبذلك ينتفي تحضير كل وزارة لميزانيتها

قطاعات قد تشمل أكثر من وزارة ستكلف المديرية العامة للميزانية بتحضير البرامج التي تهدف إلى

.تحقيقها

 

                                                            1 Michel lascombe , Xavier vandendriessche, op cité ,P90‐91.

 

وحدة الميزانية تكريس مبدأ: الفقرة الثانية

األخير يعتبرهذا 1المتعلق بنفقات الدولة للتجهيز المعدل المتمم 227-98م المرسوم التنفيذي رق صدر

40- 98رقم كتكملة لإلصالحات التي مست الميزانية العامة للدولة والتي جاء بها المرسوم التنفيذي

الذي صدر في نفس السنة والمتعلق بتحويل االختصاصات والمهام وتسيير الهياكل والوسائل

بحيث نقل  ، 1998فيفري 01التابعة لتسيير ميزانية الدولة للتجهيز، الصادر بتاريخ والمستخدمين

.وزير المالية ىمخولة للمجلس الوطني للتخطيط ال الصالحيات التي كانت

التخلي عن التخطيط :أوال

ة تنفيذ الميزاني إطاريوضح هذا المرسوم في :"نهأمن نص المرسوم التنفيذي على األولىنصت المادة

".التسجيل والتمويل والمتابعة المتعلقة بنفقات التجهيز العمومي للدولة إجراءات العامة للدولة ،

من المرسوم التنفيذي السابق الذي كان ينظم نفقات الدولة األوليمقارنة نص هذه المادة مع نص المادة

تنفيذ المخطط إطارهذا المرسوم ينظم نفقات الدولة للتجهيز في أنكانت تنص علي يلتاو، 2للتجهيز

الوطني يكشف عن المسار الجديد لسياسة الميزانية في الجزائر الذي يكرس التخلي عن سياسة

.لصاح سياسة جديدة هي سياسة البرامج القطاعية 3المخططات الوطنية علي المستوي المركزي

وحدة مبدأتنفيذ الميزانية العامة للدولة يعزز إطارلدولة تتم في النص علي تنفيذ نفقات التجهيز ل

الميزانية ويحمي وحدة الرخصة المالية المعبر عنها من خالل قوانين المالية والذي كانت تنافسه فيه

.المخططات الوطنية

مجال ي جانب الميزانية العامة للدولة ازدواجية في التشريع ف إلىفلطالما شكلت هذه المخططات

المرسوم التنفيذي من نص03هناك مالحظة بشان نص المادة اإلطارفي هذا ، الميزانية العامة للدولة

                                                            

51عدد ج رالدولة للتجهيز ،المتعلق بنفقات 1998جويلية 13المؤرخ في 227-98المرسوم التنفيذي رقم 1

الجريدة ، 2009ماي 2المؤرخ في 148-09المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 1998جويلية 15المؤرخة في

.2009ماي 3المؤرخة في 26الرسمية عدد . دولةللالمتعلق بنفقات التجهيز 1993ي فيفر 27المؤرخ في 57-93المرسوم التنفيذي رقم  2 .مخططات التنمية البلدية ىعل أبقىالمحلي فقد ىالمستو ىعل أما 3

التنظيمية المعمول بها والمطبقة علي نفقات الدولة للتجهيز اإلجراءاتتخالف ال:"نهأالتي نصت علي

"المال برأسليات المنصوص عليها في قوانين المالية والميزانية العامة للدولة بعنوان عم

تكفي "قوانين المالية"كان يمكن االستغناء عنها الن عبارة "والميزانية العامة للدولة"عبارة إضافة

"فاألحكام المتضمنة في الميزانية العامة تنتمي لقوانين المالية

رجعناما ذاإلصالح الميزانية العامة للدولة لتأكيد التخلي عن المخططات اإلضافةر هذه لكن قد تفس

المتعلق بنفقات تجهيز الميزانية التي حملت نفس 57-93نص المادة من المرسوم التنفيذي رقم إلى

."قوانين المالية المتضمنة المخطط الوطني"إلى أشارتولكن أعالهمضمون المادة

.االستثمار العمومي نفقات محاولة عقلنة: ثانيا

مختلف إطاروخاصة في ، حجم الموارد التي خصصت لتغطية االستثمارات العمومية إلىبالنظر

فساد وتبذير لألموال قضاياوماعرفته العديد من هذه المشاريع والبرامج من ، البرامج التنموية

العمومية

المتعلق بنفقات 227- 98لمرسوم التنفيذي رقم لالمعدل والمتمم 1 148- 09نفيذي رقمجاء المرسوم الت

.جل عقلنة تسيير هذه البرامج االستثماريةأمن األحكامتجهيز الدولة بمجموعة من

المسطرة األهدافهذا يتطلب تجسيد :"بنصها 20102-955تعليمة وزير المالية رقم األمرهذا أكدوقد

تنفيذ إجراءتحكم كبير في لية المعتبرة المسخرة لها،الوسائل الما إلي إضافة برنامج التنمية ، إطارفي

.النفقات بتحديد كل فرص العقلنة والتنفيذ الفعال للحكم التنظيمي المنظم للنفقة العمومية

المعدل والمتمم 2009ماي02المؤرخ في 148-09المرسوم التنفيذي رقم أدرج أخريمن جهة

جديدة من أحكام المتعلق بنفقات التجهيز، 1998جويلية13المؤرخ في 227- 98للمرسوم التنفيذي رقم                                                             

المعدل 2009ماي 03مؤرخة في 26،ج ر عدد 2009ماي 02المؤرخ في 148-09المرسوم التنفيذي رقم 1

51، ج ر عدد المتعلق بنفقات تجهيز الدولة 1998جويلية 13المؤرخ في 227-98لمرسوم التنفيذي رقم لوالمتمم

. 1998جويلية13مؤرخة في المؤرخة في 002الصادرة عن وزير المالية تطبيقا للتعليمة رقم 2010سبتمبر 06المؤرخة في 955التعليمة رقم -2

الصادرة عن الوزير األول، المتعلقة بعقلنة تسيير البرنامج العمومي لالستثمار وقيادة االنفاق العمومي 2010جوان 22

.01،02ة المؤسسة الوطنية واالستثمارات األجنبية في شكل الشراكة ، ص،وترقي

 

تنظيم في منح أحسننفقات التجهيز للدولة ووضع اجل تحسين االجراءات المتعلقة بالتحضير وتسيير

الموارد وتنفيذ عمليات التجهيز مع تجنب اللجوء إلعادة التقييم لتكاليف االستثمارات التي تجاوزت مبلغ

الجديدة التي تضمنها المرسوم اإلجراءاتوتتمثل هذه االنجاز، أجالأخيرات في الت و تراخيص البرامج

:فيما يلي

فالمشاريع المسجلة في البرامج القطاعية تحويل المشاريع تصاعديا وال تنازليا ، إمكانيةعدم -1

، تحول الي مخططات التنمية البلدية أنالممركزة والبرامج القطاعية غير الممركزة ال يمكن

مخططات التنمية البلدية ال تستعمل استعماال مزدوجا مع البرامج إطاروالمشاريع المسجلة في

.القطاعية غير الممركزة

إلىتحويل رخصة برنامج من مشروع أصبحالسلطة الرقابية لوزير المالية تعزيز إطارفي -2

لمختص ماعدا مشروع في نفس مقرر البرنامج يتم من طرف وزير المالية بطلب من الوزير ا

بالنسبة للمشاريع الكبرى فبقيت من اختصاص الوزير المعني،قبل التعديل كان التحويل يتم من قبل

 .الوزير المختص دون الرجوع الى وزير المالية

 :تقييم المشاريع فنفرق بين إلعادةبالنسبة -3

لية التي يعدها الوالي في المشاريع ذات التمويل المشترك بين ميزانية الدولة وميزانية الجماعات المح-

التقييم من إلعادةغير قابلة ، البرامج القطاعية غير الممركزة تكون موضوع مساهمة وحيدة إطار

ميزانية الدولة وتتحمل الجماعات المحلية النفقات التي تتجاوز رخصة البرنامج المخصصة من ميزانية

 .الدولة

الوالي أويكون بطلب من الوزير المختص ، دبالنسبة للمشاريع التي كانت محل قرار تفري -

 .وزير المالية إلىبالتشاور مع وزير القطاع المعني مرفق بتقرير تبريري يقدم

سنوات والمراجعة السنوية للمشاريع 05التطهير الدوري لمدونة نفقات التجهيز العمومي كل -4

المشاريع التي لم يتم إقفالحيث يتم ، ية لمشاريع قوانين المال التحضيرية األشغالوالبرامج بمناسبة

.الشروع في انجازها خالل السنة المالية الخاصة بتفريدها بمقرر من وزير المالية بعد موافقة الحكومة

ن إف ،1المتعلقة بتطهير مدونة االستثمارات العمومية 2010- 002وتبعا لتعليمة وزير المالية رقم

:المحددة لهذه العملية تتمثل السيما فيما يلي األهداف

المتخلي العمليات التامة لإلنجاز، إغالقتخفيف مدونة االستثمارات العمومية عن طريق اقتراحات -

.لم يتم االنطالق فيها التي أوعنها

 .وسير االستثمارات العمومية إعدادالسماح برؤية اكبر في -

 .عمليات الحيةلالتحكم في منح الموارد الميزانية ل -

يمكن استعمال المتبقي من رخص البرنامج العمومي للعمليات المسجلة في مدونة االستثمارات ال -

 .العمومية لتسجيل مشاريع جديدة

-  

.دارة المركزية في وزارة الماليةتنظيم اإل: المطلب الثاني

،إصالحا 2وزارة الماليةالمتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في 364- 07حمل المرسوم التنفيذي رقم

، شمل هذا اإلصالح الهيكل التنظيمي لهذه اإلدارة وسع من عدد المديريات التابعة واسعا لهذه اإلدارة

.، وكل مديرية إشتملت على مجموعة من المديريات هي األخرى3لها

ت وحتى إختصاصات المديريا فقد حدد إختصاصات ومهام كل مديرية ، أما من حيث االختصاص ،

                                                            الصادرة عن وزير المالية والمتعلقة بتطهير مدونة 2010مارس 01المؤرخة في 002/2010التعليمة رقم -1

.01االستثمارات العمومية،صإلدارة المركزية في وزارة المالية، المتضمن تنظيم ا 2007نوفمبر 28المؤرخ في 364-07المرسوم التنفيذي رقم -2

.2007ديسمبر 02مؤرخة في 75ج ر عدد

مديرية بإضافته لقسم الصفقات العمومية، مديرية الصيانة والوسائل، مديرية نظام اإلعالم، مديرية 16حيث تضم -3

مديرية العامة للخزينة، المديرية االتصال إضافة إلى المديرية العامة للتقدير والسياسات، المديرية العامة للميزانية، ال

العامة للضرائب المديرية العامة للمحاسبة، المديرية العامة للعالقات االقتصادية والمالية الخارجية، المديرية العامة

لألمالك الوطنية، المديرية العامة للجمارك، مديرية عمليات الميزانية والمنشآت القاعدية مديرية الموارد البشرية،

المؤرخ 55-95ية الوكالة القضائية للخزينة، إضافة إلى المفتشية العامة للمالية، مقارنة مع المرسوم التنفيذي رقم مدير

.1995 مارس 19مؤرخة في 15المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة المالية ج ر عدد 1995فيفري 15في

 

، ما يهمنا في هذا الموضوع هو التطرق إلى 1وهذا األمر سيمنع مشكل تداخل االختصاصات الفرعية ،

ويتعلق األمر بالمديرية العامة للتقدير مديريتين لهما عالقة بتحضير قوانين الميزانية والمالية ،

).الفقرة الثانية(والمديرية العامة للميزانية ) الفقرة األولى(والسياسات

:المديرية العامة للتقدير والسياسات: ولىالفقرة األ

المتضمن 55- 95كانت تسمى المديرية العامة للدراسات والتقدير في ظل المرسوم التنفيذي رقم

عة لهذه المديرية إلى وسع عدد المديريات التابفي وزارة المالية من حيث الهيكل ، اإلدارة المركزية

مديريات 04

:على مديريات فرعية تتوزع كما يلي وكل مديرية تشتمل

:مديرية تقدير اإلقتصاد الكلي وتشتمل على -1

.المديرية الفرعية للتقدير -

 .المديرية الفرعية للتحليل الظرفي -

 .المديرية الفرعية لتحليل العمليات المالية -

 .المديرية الفرعية للنماذج والتصورات -

 :ن فرعيتينمديرية جمع المعلومات وتشتمل على مديريتي -2

.المديرية الفرعية إلحصائيات القطاع المالي -

.المديرية الفرعية إلحصائيات القطاع الحقيقي -

:مديرية السياسات الميزانية وتشتمل على مديريتين فرعيتين -3

.المديرية الفرعية لتوازنات الميزانية -

.المديرية الفرعية للنشاط اإلقتصادي واإلجتماعي للدولة -

                                                            اكتفى بالنص على التنظيم الهيكلي لإلدارة المركزية لوزارة المالية دون 55-95حين أن المرسوم التنفيذي رقم في-1

.تحديد مهام واختصاصات كل مديرية

:مديريات فرعية 03ديرية السياسة الجبائية وتشتمل على م -4

.المديرية الفرعية للسياسات الجبائية للمداخيل واالستهالك واإلدخار -

.المديرية الفرعية لألنظمة االجتماعية -

.المديرية الفرعية للجباية الخاصة -

55- 95مقارنة بالمرسوم التنفيذي رقم إن تعزيز الهياكل التابعة للمديرية العامة للتقدير والسياسات

حيث كانت هذه المديرية تشتمل على مديريتين المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة المالية ،

ومديرية تالخيص اإلقتصاد الكلي والتالخيص المالية، سيسمح فقط مديرية اإلحصائيات والتقدير ،

الذي يهدف إلى تحسين نوعية ، "La sincérité budgétaire"باإلقتراب أكثر من مبدأ مصداقية الميزانية

1.التوقعات وتطوير إعالم البرلمان حول التوقعات المسطرة من طرف الحكومة

فاعتماد مبدأ التخصص من خالل توزيع اختصاص التقدير والتقييم في مختلف الجوانب اإلقتصادية

على مجموعة من الفروع للتقدير والسياسات ، والمالية وحتى اإلجتماعية المسندة للمديرية العامة

.التابعة لها سيسمح ولو من الناحية النظرية بتقديم تقديرات وتوقعات تقترب من الدقة

:أما من حيث اإلختصاصات فنجد مايلي

دارة المركزية في وزارة المتضمن تنظيم اإل 364-07من المرسوم التنفيذي رقم 02نصت المادة

.على اإلختصاصات الموكلة للمديرية العامة للتقدير والسياسات المالية

، من خالل اإلختصاصات المسندة لكل مديرية مديريات 04تتكون هذه المديرية كما سبق اإلشارة من

، ويتعلق األمر بمديرية تقدير منها نجد مديريتين لهما عالقة مباشرة بتحضير قوانين الميزانية والمالية

.لكلي ومديرية السياسات الميزانيةاإلقتصاد ا

إختصاصاتها تتعلق أساسا بتقدير وتحليل الظروف اإلقتصادية بالنسبة لمديرية تقدير اإلقتصاد الكلي ،

المتعلق بقوانين المالية المعدل 17-84من القانون رقم 68والمالية للبالد، وهذا يحيلنا إلى نص المادة

تقرير تفسيري "المرفقة بمشروع قانون المالية للسنة والتي من بينها والتي تنص على الوثائق والمتمم ،

                                                            1-Eric Devaux ، op cité ، p121.

 

للتوازن اإلقتصادي والمالي والنتائج المحصلة عليها في المستقبل، مبررا على الخصوص وضعية

..."تقديرات اإليرادات بالعملة الصعبة المحررة بالدينار، ومشروع توزيعها على النفقات

.ية للتقدير إعداد تقرير تقديم قوانين الماليةحيث تتولى المديرية الفرع

 

:المديرية العامة للميزانية:الفقرة الثانية

كان تنظيم المديرية العامة للميزانية في نص المرسوم التنفيذي القديم المتضمن تنظيم اإلدارة

ومديرية ميزانية التسيير يشتمل على مديريتين، مديرية التقنين والرقابة ، ،1المركزية في وزارة المالية

والتي حولت إلى المديرية العامة للميزانية بموجب المرسوم إضافة إلى مديرية ميزانية التجهيز ،

المتعلق بتحويل اإلختصاصات والمهام وتسيير الهياكل والوسائل والمستخدمين 40- 98التنفيذي رقم

.2التابعة لتسيير ميزانية الدولة للتجهيز

ميزانية "مديرية كان يتم بما يتماشى مع تحضير مشروع الميزانية على أساس الوسائل، فتنظيم هذه ال

.وخاصة بالنسبة لميزانية التسيير التي تقرر حسب كل دائرة وزارية" budget de moyens"الوسائل

يترجم 364-07في حين أن التنظيم الجديد للمديرية العامة للميزانية المقرر في المرسوم التنفيذي رقم

بمعنى وحدة تتضمن سياسة عامة قد تتعدى ،" par missions "تحضير الميزانية على أساس المهام

دائرة

interministérielle."3"وزارية واحدة

:أقسام 5زانية تشتمل على بحيث أصبحت المديرية العامة للمي

:أقسام لها مهام مشتركة ويتعلق األمر بـ 04

                                                             .المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة المالية 55-95من المرسوم التنفيذي رقم 04المادة 1

يتعلق بتحويل االختصاصات والمهام وتسيير الهياكل 1998فيفري 01المؤرخ في 40-98المرسوم التنفيذي رقم -2

.1998فيفري 04مؤرخة في 05والوسائل والمستخدمين التابعة لتسيير ميزانية الدولة للتجهيز ج ر عدد

Luc Saïdj, Jean Luc Albert op cité.P310 3.

.قسم التنمية البشرية -1

 .قسم تطوير النشاط االقتصادي -2

 .قسم التطوير اإلداري -3

 .قسم تطوير المنشآت القاعدية األساسية -4

ه تخلي عن عبر هذا المرسوم عن المحتوى المتطور لتحضير الميزانية على أساس المهام ال الوسائل في

 .النظرية الكالسيكية

المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة المالية، إصالح 364-07أدخل المرسوم التنفيذي رقم

، هذا اإلصالح له إنعكاس مباشر على الميدان الميزاني  جذري على الهياكل التابعة لهذه المديرية

1.شروع الميزانيةوالمالي، كون أن هذه المديرية هي من تتولى إعداد م

:غير أن ما يجب التنبيه إليه أن هذا اإلصالح يعاب عليه أمرين أساسيين

أن هذا اإلصالح قد تم إدخاله في القانون المقارن الفرنسي بموجب قانون عضوي المؤرخ في : األول

المتعلق بقوانين المالية، وقد مثل هذا القانون حدثا مهما عبر عن إصالح شامل لمالية 2001أوت 01

. عموميالدولة ككل ، يقوم على أساس ترشيد إستعمال النفقات العمومية وعقلنة التسيير ال

في حين أن إدخال مثل هذا اإلصالح بموجب مرسوم تنفيذي يعبر عن إنحدار حقيقي في المعيار

التشريعي ، وعدم اإلهتمام بإصالح حقيقي لهذا الميدان يقوم على نصوص قانونية لها قيمة دستورية

 .تخضع للرقابة الدستورية

 المتعلق 17-84أن هذا اإلصالح بواسطة هذا المرسوم التنفيذي يشكل تجاوزا لنص القانون رقم : ثانيا

بقوانين المالية، الذي يقيم النفقات في الفصل الثاني من الباب الثاني الميزانية العامة للدولة على أساس

حين أن المرسوم التنفيذي ينظم نفقات التسيير ونفقات االستثمار، أي على أساس ميزانية الوسائل، في

".Missions"هيكل المديرية العامة للميزانية على أساس المهام

                                                            المتضمن تنظيم االدارة المركزية في وزارة 364‐07من المرسوم التنفيذي رقم 03تضمنته المادة هذا اإلصالح -1

 .المالية

 

أن هذا اإلصالح جاء تطبيقا إلتفاق القرض الموقع بين الجزائر والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير : ثالثا

لملحق األول لهذا ، إذ نصت المادة األولى من ا حول مشروع عصرنة المنظومات الخاصة بالميزانية

المذكور أعاله، إنجاز أهداف مشروع 7047يضمن تنفيذ إتفاق القرض رقم : "المشروع على أنه

:يتضمن هذا المشروع المكونات اآلتية...عصرنة المنظومات الخاصة بالميزانية

".إقامة منظومات جديدة لتسيير النفقات-

الميزانيات السنوية والمتعددة السنوات، وإقتراح تدابير تتكفل هذه األقسام بشكل أساسي بإعداد مشاريع

.لترشيد النفقات العمومية، إضافة إلى متابعة وتقييم تنفيذ الميزانية

إعداد مشاريع الميزانية على أساس متعدد السنوات يشكل تعديال مهما على مبدأ سنوية الميزانية فيما

ن قانون عضوي في القانون المقارن الفرنسي المؤرخ يتعلق بالتوقع والتقدير، هذا التعديل شكل مضمو

المتعلق بقوانين المالية، وهذا التعديل منطقي طالما أن الميزانية ستحضر باإلستناد 2001أوت 01في

إلى الهياكل المكونة للمديرية العامة للميزانية على أساس المهام والنشاط، فاإلعتمادات توزع على

وهذا يعني أن توقعات الميزانية سوف تكون لعدة سنوات، ألن البرنامج يمتد ، البرامج داخل كل نشاط

1.عموما لسنوات متعددة

المتعلق بقوانين 17-84من القانون 06إدراج الميزانية المتعددة السنوات فيه تجاوز لحكم المادة

من اإليرادات والنفقات تتشكل الميزانية العامة للدولة : "، التي تنص على أنه المالية المعدل والمتمم

النهائية للدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية والموزعة وفقا لألحكام التشريعية والتنظيمية

".المعمول بها

المتعلق بالمحاسبة العمومية المعدل 21- 90من القانون رقم 03كما أنه يشكل تجاوزا لنص المادة

الميزانية هي الوثيقة التي تقدر للسنة : "نية من حيث التقديروالمتمم التي تنص على مبدأ سنوية الميزا

...".المدنية مجموع اإليرادات والنفقات

إعادة هيكلة المديرية العامة للميزانية بما يتماشى مع تحضير الميزانية على أساس النشاط أو المهام

، فبعد أن كانت الميدان وتبعا لألهداف المسطرة يساهم في تعزيز ودعم سلطة وزير المالية في هذا

                                                             .171محمد محمد عبد اللطيف، مرجع سابق، ص-1

الميزانية تحدد على أساس الوسائل في كل دائرة وزارية، أصبح اآلن يتم تحضيرها على أساس النشاط

مما يعني أنه يمكن أن يشتمل نشاط واحد إختصاص أكثر من وزارة ،مثال مديرية قطاعات التربية

هذا أصبحت هذه المديريات تتولى المساهمة ، وب والتكوين والبحث العلمي التابعة لقسم التنمية البشرية

في تحديد السياسات الميزانية لمختلف القطاعات على حساب سلطة الوزراء، كما تتولى مهمة إقتراح

.مشاريع الميزانية بعد التحكيم

تشتمل المديرية العامة للميزانية على مصالح خارجية ،على مستوى الواليات تساعدها في عملية إعداد

1.الميزانية العامة والرقابة على تنفيذها وتحضير

وتتمثل هذه المصالح أساسا في المديريات الجهوية للميزانية وعددها سبعة مديريات ،تتكفل في مجال

الميزانية بالمشاركة في وضع وتسيير نظام جمع ومعالجة المعلومات تأطير تقديرات الميزانية التي

.تدخل في إطار إعداد ميزانية الدولة

ومديريات البرمجة ومتابعة الميزانية التي تتكفل باقتراح تسجيل البرامج والمشاريع المحلية الممولة من

طرف ميزانية الدولة والمشاركة في األشغال التحضيرية لهذه البرامج، ووضع حوصلة لتقديرات

ها لإلدارة المركزية الميزانية الضرورية إلنجاز البرامج المحلية الممولة من ميزانية الدولة وتبليغ

.للميزانية

:كل قسم يشتمل على مجموعة من المديريات

مديرية قطاعات التربية والتكوين والبحث العلمي، ومديرية : قسم التنمية البشرية يشتمل على-1

.القطاعات اإلجتماعية والثقافية

ت اإلجتماعية مديرية السكن، مديرية التحويال: قسم تطوير النشاط اإلقتصادي ويشتمل على-2

.والحماية اإلجتماعية، مديرية النشاط اإلقتصادي

مديرية قطاع السيادة ومديرية المؤسسات الوطنية : قسم التطوير اإلداري والضبط ويشتمل على-3

.وإدارات الضبط                                                            

يحدد صالحيات المصالح الخارجية للمديرية العامة 2011فيفري 16المؤرخ في 75-11المرسوم التنفيذي رقم -1

.2011فيفري 20مؤرخة في 11سيرها، ج ر عدد للميزانية وتنظيمها و

 

مديرية قطاعات النقل والمواصالت السلكية والالسلكية : قسم تطوير المنشآت القاعدية ويشتمل على-4

شغال العمومية، مديرية تنمية الموارد المائية، ومديرية تهيئة اإلقليم والبيئة والبرامج غير واأل

.الممركزة

من خالل ،تتمثل مهامه أساسا في إضفاء الشفافية على مشروع الميزانية  :قسم تلخيص الميزانية5‐

يرية إعداد الميزانية ، ويشمل على مد المرفقةالوثائق إعداد تلخيص لمعطيات الميزانية وصيانة نشر

مديرية اإلحصائيات و التوازن الجهوي و مديرية عصرنة أنظمة الميزانية ،هذه األخيرة أنشأت تطبيقا

المتضمن الموافقة على إتفاق القرض الموقع بين 140‐01سي رقم من المرسوم الرئا02لنص المادة

الجزائر و البنك الدولي لإلنشاء و التعمير لتمويل مشروع عصرنة المنظومات الخاصة بالميزانية، التي

تسند المسؤولية الكاملة عن تنفيذ المشروع للوزارة المكلفة بالمالية من خالل خلية :"تنص على أنه

.1"المشروعتابعته تحت مسؤولية لجنة قيادة التوجيه العام في تنفيذ و م تنسيق المشروع

 

 

                                                             70- 47يتضمن الموافقة علي اتفاق القرض رقم 2001جوان 06المؤرخ في 140-01المرسوم الرئاسي رقم - 1

بواشنطن بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير 2001افريل 18الموقع في

 صرنة المنظومات الخاصة بالميزانية لتمويل مشروع ع

تؤسس لغرض انجاز المشروع :"من الملحق الثاني للمشروع التي نص على انه 02واستنادا كذلك الي نص المادة

موضوع هذا المرسوم ولمدة المشروع الي حين االنتهاء منه،خلية لتنسيق المشروع ومتابعة لدى الوزارة المكلفة

"...بالمالية

 

 

 

:خاتمة الفصل الثاني

هو اتساع الوصف الذي يمكننا إبدؤه فيما يتعلق بالنصوص ذات الطبيعة التشريعية و التنظيمية ،

و المالية في الجزائر عند المساحة التي تشغلها هذه النصوص القانونية في تأطير قوانين الميزانية

، كما أنها تكرس إنحدارا في المعيار القانوني المعتمد مقارنتها بالنصوص ذات الطبيعة الدستورية

فإصالح هذا الميدان هو إصالح للدولة و بالتالي إلدخال اإلصالحات على الميدان الميزاني و المالي ،

.جاءت بهذه اإلصالحات ال بد من مراعاة القيمة القانونية للقواعد التي

هذا االتساع ناتج عن مجموعة كبيرة من التشريعات و التنظيمات و على رأسها قوانين المالية للسنة

وقوانين المالية التكميلية ، و التي تشكل أداة مرنة في يد السلطة التنفيذية لوضع مختلف األحكام

المتعلق 17ـــــ84عن القانون رقم ومسايرة مختلف الظروف ، و مع غياب الطبيعة العضوية

بقوانين المالية المعدل و المتمم، تنامى دور هذه القوانين في تأطير الميدان الميزاني و المالي عن

طريق المواد الدائمة األمر الذي نتج عن عدم استقرار و وضوح لألحكام المنظمة له خاصة ما يتعلق

.بحسابات التخصيص الخاص

التي عرفها هذا المجال والمتعلقة بإعداد الميزانية على أساس المهام و ليس كما أن اإلصالحات

الوسائل تم إدخالها بواسطة مرسوم تنفيذي في حين انه في القانون المقارن الفرنسي تم إدخالها بواسطة

يار المتعلق بقوانين المالية ، و هذا ما يشكل انحدارا في المع 2001وت القانون العضوي المؤرخ في ا

.القانوني لهذه االصالحات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إن دراسة موضوع مصادر القانون بصفة عامة، يتم باإلستناد إلى مجموعة من المبادئ القانونية

ومبدأ تدرج القواعد القانونية ، فبحثنا مبدأ سمو الدستور، و على رأسها مبدأ الشرعية ، المهمة

مكننا من أخذ ستناد إلى هذه المبادئ ،يزانية و المالية في الجزائر باإلقوانين الم لموضوع مصادر

.نظرة عن مدى إهتمام المؤسس الدستوري و السلطات العمومية في الجزائر بتكريسها و احترامها

السياسيهذه النظرة لم تكتمل إال بالتعرض إلى مختلف الظروف السياسية بما في ذلك طبيعة النظام

، إلى الظروف االقتصادية و االجتماعية و حتى الدولية التي أثرت و تنظيم السلطات العمومية فيهو

قوانين المالية ، و التي مكنتنا من فهم خيارات و توجهات اهتمامات السلطات العمومية في تؤثر في

.الدولة بمناسبة تنظيمها للموضوع

مقارن ، و خاصة القانون كما توجب علينا عدم إغفال إجراء دراسة مقارنة للموضوع مع القانون ال

ن الدراسة المقارنة سمحت لنا بمعرفة ظروف ظهور و تطور مختلف المبادئ و النظريات الفرنسي أل

ائري لهذه و مدى مسايرة النظام القانوني الجز و تنظم قوانين الميزانية و المالية، التي تحكم

.التطورات

تطرقنا لهذه الجوانب الثالثة لدراسة موضوع مصادر قوانين الميزانية و المالية في الجزائر مكننا من

:إبداء مجموعة من المالحظات نذكرها فيما يلي

 

، فمجموعة األحكام ذات الطبيعة الدستورية غياب ما يعرف بالكتلة الدستورية: المالحظة األولى

وانين الميزانية و المالية و التي تتعلق أساسا بعملية تحضير و التصويت على هذه القوانين، المنظمة لق

تقتصر على بعض األحكام المتضمنة في الدستور و القانون العضوي المنظم للعالقات بين البرلمان و

و التهرب تتعلق بعصرنة أنظمة الميزانية و معاهدات تتعلق باالزدواج أو معاهدة الحكومة

ن نطلق عليه مصطلح الكتلة دستورية القليلة من غير المنطقي أالضريبي ، فمجموعة هذه األحكام ال

.الدستورية

أما في القانون المقارن الفرنسي ، فنجد أن مصادر قوانين الميزانية و المالية، تشكل ما يعرف بالكتلة

إعالن حقوق االنسان و المنصوص عليها فيالدستورية و هي تتكون أساسا من مجموعة األحكام

المتضمن القانون 1959جانفي 02، و األمر المؤرخ في 1958دستور ثم 1789المواطن لسنة

2001و الذي ألغي و حل محله القانون العضوي المؤرخ في أوت العضوي المتعلق بقوانين المالية ،

إلى أهمية األحكام التي تضمنها و التي لها عالقة المتعلق بقوانين المالية، و الذي يطلق عليه بالنظر

إضافة ، الدستور الماليبتنظيم العالقة بين السلطتين التشريعية و التنفيذية في الميدان المالي مصطلح

إلى مجموعة من القرارات و اآلراء التي أدلى بها المجلس الدستوري الفرنسي بمناسبة رقابته على مدى

،هذا إضافة إلى مختلف االتفاقيات المتضمنة أحكاما تتعلق بالميدان الميزاني و ليةدستورية قوانين الما

.المالي ، و التي تصاغ في إطار االتحاد األوروبي الذي تتمتع فرنسا بالعضوية فيه

نظيم الميدان الميزاني و المالي هتمام لدى المؤسس الدستوري الجزائري بتياب إغ: المالحظة الثانية

، و إن كان المعدل والمتمم مقارنة مع الدساتير السابقة له1996فتوجه المؤسس الدستوري في دستور

و إدراجه يعبر عن اهتمام أكثر باألشكال و المعايير القانونية بنصه على صنف القوانين العضوية ،

لى قانون المالية منه،إضافة إلى نصه ع 123للقانون المؤطر لقوانين المالية ضمنها في نص المادة

منه ، فهو بذلك قد ساير التطور القانوني لهذه الرخصة 120كمعبر عن الرخصة المالية في نص المادة

.و الذي عرفته القوانين المقارنة و على رأسها القانون الفرنسي

كمعبر عن إال أن تنظيم الدستور هذا عرف عدم دقة في تحديد المفاهيم، إذ احتفظ بنظرية الميزانية

، وهو ما كرسته 122البرلمان بالتشريع في نص المادة صالرخصة المالية عند تحديده لمجاالت اختصا

، في حين أن البرلمان يصادق على قانون الدساتير السابقة، وفي نفس الوقت كرس نظرية قانون المالية

.يسمى قانون المالية للسنة واحد ووحيد

2002صياغة في التعديالت الدستورية التي عرفها هذا الدستور سنة تكرر نفس األحكام و بنفس ال

، يدل على أن التنظيم الدقيق للميدان 2016، و حتى في التعديل الدستوري األخير لسنة1 2008و سنة

.الميزاني و المالي ال يشكل أولوية في انشغاالت المؤسس الدستوري الجزائري رغم أهميته

االتجاه نحو تقليص سلطات البرلمان المالية لصالح تعزيز سلطات رئيس الجمهورية :المالحظة الثالثة

عرفنا من خالل دراستنا أن االختصاص المالي للبرلمان هو أولى االختصاصات التي انتزعها البرلمان

ت في و التي على أساسها تقررت له باقي االختصاصا و تقررت له في مواجهة السلطة المطلقة للحاكم ،

.باقي المجاالت

نجد أن ممارسة البرلمان الختصاصه 1989و دستور 1976في الدساتير الجزائرية و خاصة دستور

لم يكن مقيدا من ناحية النص فكان يختص بالتصويت على بمنح الرخصة المالية كان اختصاصا مطلقا ،

.جل له للممارسة ذلكتحديد أ الميزانية دون                                                            

من 03و المتعلق بتعديل نص المادة ، 2002زمة فمثال التعديل الدستوري لسنة هذه التعديالت جاءت كنتيجة أل 1

هذا اإلجراء جاء بعد اعتبار األمازيغية كلغة وطنية ثانية إلى جانب اللغة العربية ، إلىو الذي أدى 1996دستور

، وهكذا تستعمل المراجعة االعتراف بالهوية اللغوية في هذه المنطقةاألزمة التي عرفتها منطقة القبائل بسبب المطالبة ب

، الدستور كوسيلة ادريس بوكرا، الدستورية من خالل موضوعها إلى تقديم حل لألزمة و إنهاء حالة المأزق السياسي

.150،ص 2004،ديسمبر 07لحل األزمة مجلة الفكر البرلماني ، مجلس األمة،ع

 

من سلطة البرلمان في منح الرخصة و التقييد مر اختلف و اتجه نحو الحدفاأل 1996أما في دستور

، هذا التوجه له في الحقيقة مبرراته المالية من خالل تحديد أجل له للمصادقة على مشروع قانون المالية

.و التي من أهمها عدم تعطل الحياة العامة ألن قانون المالية المرخص يكون لمدة سنة فقط

جه الذي نقصده و الذي تضمن عدم احترام االختصاص المالي للبرلمان، يتعلق بما تضمنه ولكن التو

من أحكام ، و التي وإن نصت على اختصاص البرلمان بالمصادقة على قوانين المالية 120نص المادة

، إذ وألول مرة ،إال أنها في الحقيقة تضمنت حكما أدى إلى إفراغ هذا االختصاص من محتواه القانوني

منحت البرلمان أجال للمصادقة على مشروع قانون المالية و في حال عدم المصادقة يصدره رئيس

الجمهورية بأمر هذا الحكم إذن يصادر حق البرلمان في رفض المصادقة على مشروع القانون ، هذا في

ا بالمصادقة أو حين أن للبرلمان في ممارسته الختصاصه بالتشريع في باقي المجاالت مطلق الحرية إم

رفض المصادقة،

نجد أنه يحترم المحتوى القانوني وفي مقارنة لهذا الحكم بما هو موجود في الدستور المقارن الفرنسي ،

فهو يعطي البرلمان حق رفض المصادقة ، و ال يمكن لرئيس الجمهورية إصدار للرخصة المالية ،

أما في حال ومرور األجل الممنوح له لذلك ،ان بأمر إال في حال سكوت البرلم مشروع قانون المالية

رفضه للمشروع فال يحق لرئيس الجمهورية إصداره بأمر ألن البرلمان يكون قد عبر و صرح عن

.موقفه منه

كما يالحظ على التعديل الدستوري األخير توجهه نحو المزيد من تحديد سلطات البرلمان المالية لصالح

إذ ألغى من مجاالت اختصاص البرلمان بالتشريع اختصاصه ، تعزيز سلطة رئيس الجمهورية

.بالتصويت على المخطط الوطني

، تمتد إلى كافة 1من الدستور 125و نحن نعلم أن السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية حسب نص المادة

المجاالت التي ال تندرج ضمن االختصاصات المحددة للبرلمان في الدستور، و هذا يطرح مسألة الطبيعة

خذ الطبيعة القانونية و تدرج القانونية للبرامج التي يعلن عنها رئيس الجمهورية ، ويضع إحتمال أن تأ

. ختصاصاته التنظيمية ضمن إ

اختصاص المصادقة على هذه البرامج يندرج ضمن قارن الفرنسي ،نه في الدستور المفي حين أ

و التي تعتبر مصدرا لقوانين المالية و إن تقرر عدم اختصاصات البرلمان و تسمى قوانين البرامج ،

.إلزاميتها له إال في حدود رخص البرامج

صات المالية بين تضمن إعادة هيكلة أو توزيع لالختصا 2016إذن التعديل الدستوري األخير لسنة

ه وتوا لصالح هذا التعديل ، برغم أنالبرلمان و رئيس الجمهورية ، و الغريب أن نواب البرلمان قد ص

كان عليهم أن ، في الوقت الذي قد قلص من اختصاصاتهم لصالح تعزيز سلطة رئيس الجمهورية

.القانونيختصاصهم في ممارسة الرخصة المالية بكامل محتواها يطالبوا باسترجاع إ

عن تنظيم الميدان تجنب و تغاضي السلطة العامة و تحديدا السلطة التنفيذية ،: المالحظة الرابعة

الميزاني و المالي ، هذه المالحظة يدفعنا إلى القول بها عدم إصدار القانون العضوي المتعلق بقوانين

، المعدل و المتمم 1996ستور د من 123نص المادة سنة على النص عليه في 20المالية برغم مرور

.و صدور كل القوانين العضوية األخرى التي تم النص عليها إلى جانب هذا القانون

ويجد هذا الموقف تفسيرا له، يعود أساسا إلى سبب سياسي ، ناتج عن العالقة الوطيدة بين ميدان المالية

ألساس في محاولة السلطة التنفيذية العمومية و الجانب السياسي في الدولة، وهذا السبب يتمثل في ا

                                                            

رئيس يمارس :" و التي نصت على أنه 2016من التعديل الدستوري األخير لسنة 143وتقابلها نص المادة 1

..."للقانون ّصصةلمخا غير المسائل في التّنظيمّية الّسلطة الجمهورّية

 

التهرب من تقييدها بقانون ذو طبيعة دستورية، وهو ما سيفرض عليها رقابة الدستورية ،إلى جانب

الرقابة السياسية التي يمارسها البرلمان، فهي تريد االحتفاظ بحريتها في هذا الميدان وهذا سيسمح لها

كيف مع مختلف الظروف التي تواجهها و التي تؤثر و تتأثر يود، و التبتنفيذ برامجها السياسية دون ق

.بهذا الميدان

:يإن عدم صدور هذا النص القانوني ، له عدة نتائج تتركز أساسا فيما يل

أن هذا األمر يمس بمبدأ الشرعية، وخاصة في تفسيره المتعلق بخضوع السلطات في الدولة للقانون، -

بل صدور التصرف القانوني من السلطة ، وليس إصدار القاعدة وهذا يقتضي وجود النص القانوني ق

.القانونية في نفس النص القانوني أي بواسطة قوانين المالية للسنة وقوانين المالية التكميلية

فيه خرق ،و قوانين المالية التكميلية تأطير قوانين المالية من خالل أحكام في قوانين المالية للسنة -

.يقضي بتنظيمها بواسطة قانون عضوي ألنه للدستور ،

المتعلق بقوانين المالية المعدل و المتمم 17-84هذه المالحظة يثيرها القانون رقم : المالحظة الخامسة

، الذي لم يكن ينص على القانون المتعلق بقوانين المالية وال على 1976الذي صدر في ظل دستور

وخاصة في ظل تتعلق بالقيمة القانونية لهذا النص القانوني ،هذه المالحظة صنف القوانين العضوية ،

.2016خيرلسنةالتعديل الدستوري األ

123، باالستناد إلى نص المادة 180كان قد أثار الخالف حول تفسير نص المادة 1996إذ أن دستور

.ضويالتي صنفت القانون المؤطر لقوانين المالية ضمن المواضيع المنظمة بقانون ع منه ،

أشار كحكم مؤقت إلى استمرار سريان مفعول القوانين التي تتعلق بمواضيع نظمها 180ونص المادة

. الدستور بقوانين عضوية إلى غاية استبدالها أوتعديلها

، في المتعلق بقوانين المالية المعدل و المتمم 17-84لة القيمة القانونية للقانون رقم هذا النص أثار مسأ

نه تحويل للطبيعة القانونية للقانون ، ال يمكن تفسيره على أ ،"استمرار سريان"مصطلح الحقيقة أن

والمجلس الدستوري هو وحده له أن يفصل في مسألة طابع القانون العضوي لهذا النص كما أشار

ي االستاذ بوعارة وهو ما تم اعتماده في القانون المقارن الفرنسي، حيث قرر المجلس الدستوري الفرنس

، ولكن التعديل الدستوري األخير هو ما يثير 1959جانفي02إضفاء طابع القانون العضوي على األمر

180منه و التي تضمنت محتوى مشابه لنص المادة 213ذلك أن نص المادة اإلشكال وبأكثر حدة

إلى قوانين يستمر سريان القوانين العادية التي حولها هذا الدستور:"نه ذكر، نصت على أالسابقة ال

.يشير إلى تحويل الطبيعة القانونية لهذا النص إلى قانون عضوي " حولها" ،مصطلح..."عضوية

من المتعلق بقوانين المالية المعدل و المتمم ، 17-84لكن في المنطق القانوني، نص القانون رقم

:يلي الصعب أن تتغير طبيعته القانونية إلى قانون عضوي و ذلك يرجع أساسا إلى ما

أن هذا القانون قد تم تعديله في العديد من المرات و عن طريق تشريعات عادية، منها القانون رقم : أوال

،إضافة إلى تعديله بواسطة قوانين المالية للسنة والتي كان من 24-89، والقانون رقم 88-05

لة ، فإضفاء طابع سألة تكييف هذه األحكام المعد، وهنا تطرح م المفروض أن تخضع هي لقواعده

المتعلق بقوانين المالية يقتضي إضفاء طابع 17ـــ 84القانون العضوي على نص القانون رقم

القانون العضوي على التشريعات المعدلة له بما فيها قوانين المالية للسنة ، و هذا األمر يعتبر غير

.نفسه ام الدستوردستوري ألن هذه األخيرة يتم التشريع فيها بقوانين عادية حسب أحك

أن هذا القانون إذا فرضنا تغير طبيعته القانونية إلى قانون عضوي، فهذا معناه أن هذا النص : ثانيا

سيكتسب طبيعة دستورية، و سيشكل أساسا قانونيا مهما للمجلس الدستوري في تصديه النعدام دستورية

.النصوص القانونية

 

المتعلق بقوانين المالية ، تقوم أحكامه في األساس على 17-84 إال أن الميدان الذي ينظمه القانون رقم

مجموعة من المبادئ الميزانية، و تسمى المبادئ الكبرى للميزانية، هذه المبادئ هي من شكلت األساس

إال أن هذه المبادئ في القانوني للمجلس الدستوري الفرنسي في إصدار أحكامه من خالل تفسيرها ،

المتعلق بقوانين المالية لم تظهر بالوضوح الكافي كما رأينا ، وهذا سيشكل صعوبة 17-84القانون رقم

.للمجلس الدستوري الجزائري الستنطاقها من خالل نص القانون

المتعلق بقوانين المالية قد تجاوزتها التطورات التي شهدها 17- 84أن العديد من أحكام القانون رقم : ثالثا

والمالي، والتي تسير في إطار تحضير الميزانية على أساس المهام وليس على أساس الميدان الميزاني

.الوسائل

، قد عرف العديد من التجاوزات التي تضمنتها المتعلق بقوانين المالية 17-84أن القانون رقم : رابعا

مارسة متكررة و أصبحت هذه التجاوزات تشكل م قوانين المالية للسنة و قوانين المالية التكميلية ،

للحكومة فكيف يمكن تكييف هذه الممارسات وخاصة أنها تمت بقوانين لها نفس القيمة المعيارية للقانون

.المتعلق بقوانين المالية من الناحية العضوية 17- 84رقم

تميز األحكام المنظمة لقوانين الميزانية و المالية في الجزائر بالمرونة و عدم : المالحظة السادسة

17ـــــ84االستقرار و هذا ناتج أساسا عن النقائص التي طبعت األحكام التي تضمنها القانون رقم

، إضافة إلى إفتقاره لطابع القانون العضوي سمح لقوانين المالية المتعلق بقوانين المالية المعدل و المتمم

باعتبار هذه القوانين ترخص لمدة سنة ، ف للسنة و قوانين المالية التكميلية أن تتحكم في تنظيم هذا المجال

فال مانع من تعديلها كل سنة حتى بالنسبة لألحكام التي تتميز بطابع الديمومة أو ما يسمى بالمواد الدائمة

.فهي دائمة طالما لم تحدد فترة لتنفيذها ، و لكن ال مانع من تعديلها كلما رأت ضرورة لذلك

معيار التشريعي في إدخال اإلصالحات على الميدان الميزاني تتعلق بانحدار ال: المالحظة السابعة

، فإصالح المجال المالي يشكل إصالحا للدولة، و بالتالي يجب مراعاة القيمة القانونية للمعيار و المالي

.القانوني الذي ستصاغ من خالله

حكام تتضمنها قوانين المالية هذه اإلصالحات في الجزائر نجدها تتم من خالل مجموعة من المراسيم و أ

، مع تجنب إدخالها في النصوص القانونية األساسية انطالقا من الدستور للسنة وقوانين المالية التكميلية

، فإصالح المالية العامة في فرنسا تم إدخاله بواسطة القانون إلى القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية

، و هذا سيضمن تطبيق و الخضوع لهذا تعلق بقوانين الماليةالم2001العضوي المؤرخ في أوت

.اإلصالح تحت الرقابة الدستورية

تتعلق بدور المجلس الدستوري الجزائري ، و خاصة في ظل التعديل الدستوري : المالحظة األخيرة

.األخير حيث توسعت عملية اإلخطار لتشمل أعضاء البرلمان بغرفتيه

ض أن يشكل نقطة تحول ايجابية في رقابة الدستورية التي ستخضع لها مختلف هذا التعديل من المفرو

القوانين بما فيها قوانين المالية ، إال أن هذه األخيرة ال يتوقع من المجلس الدستوري الجزائري أن يلعب

ي نفس الدور الذي يلعبه نظيره الفرنسي في هذا الميدان و ذلك راجع أساسا إلى غياب القانون العضو

، فالمجلس الدستوري الفرنسي يستند في تقديره لمدى دستورية قوانين المالية إلى المتعلق بقوانين المالية

باعتباره يشتمل على مجموعة من المبادئ الميزانية فهو يعتبر القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية ،

.كدستور مالي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قائمة المراجع

 

 

 

 

 

 

(Iالنصوص القانونية:

: الدساتیر) 1

جريدة ، 1963سبتمبر 08المؤرخ في الديمقراطية الشعبية ، الجمهورية الجزائرية دستور -1

.1963سبتمبر10رسمية مؤرخة في

المتضمن دستور الجمهورية الجزائرية 1976نوفمبر 22المؤرخ في 97- 76رقم األمر – 2

.المعدل و المتمم ، 1976نوفمبر 24 مؤرخة في 94عددج ر ، الديمقراطية الشعبية

09عددج ر ، 1989فيفري 28المؤرخ في دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،3-

.1989مارس01المؤرخة في

 

ج رعدد، 1996، المؤرخ في نوفمبر دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية4 -

المؤرخة7

.المعدل و المتمم 1996 ديسمبر 8 في

مؤرخة ، 14ج ر عدد،يتضمن التعديل الدستوري 2016مارس6المؤرخ في 01-16القانون رقم - 5

.2016مارس07في

:القوانين العضوية) 2

مجلس يتعلق باختصاصات 30/05/1998المؤرخ في 98/01القانون العضوي رقم -1

1998 يونيو 1 بتاريخ 37 العدد وعمله ج ر وتنظيمه الدولة

يحدد تنظيم المجلس الشعبي 1999مارس8المؤرخ في 02-99القانون العضوي رقم -2

وعملهما ، وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة،ج ر األمةالوطني ومجلس

. 1999مارس9مؤرخة في 15عدد

جلس الذي يحدد تنظيم الم2016أوت 25المؤرخ في 12-16القانون العضوي رقم -3

ج ، وعملهما ، وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة األمةومجلس الشعبي الوطني

.2016أوت 28المؤرخ في 50عدد ر

:و األوامر التشريعات العادية) 3

القاضي باستمرار العمل بالقوانين 1962ديسمبر31المؤرخ في 157- 62القانون رقم -1

.الفرنسية ما عدا ما تعارض منها مع السيادة الوطنية

مؤرخة ، 28عددر المتعلق بقوانين المالية ج1984ة جويلي 07المؤرخ في84-17القانون رقم -2

.المعدل و المتمم1984جويلية10في

02ج ر عدد المتعلق بصناديق المساهمة ، 1988جانفي 12المؤرخ في 03-88القانون رقم -3

.1988جانفي 13مؤرخة في

المتعلق 17-84يعدل ويتمم القانون رقم 1988جانفي 12المؤرخ في 05-88القانون -4

.1988جانفي 13مؤرخة في 02، ج ر عدد بقوانين المالية

المتعلق 17-84يعدل ويتمم القانون رقم 1989ديسمبر 31المؤرخ في 24-89القانون رقم -5

1990.جانفي 30مؤرخة في 01بقوانين المالية ،ج ر عدد

، ج ر مؤرخة المتعلق بالمحاسبة العمومية 1990أوت 15المؤرخ في 21-90القانون رقم -6

.في المعدل والمتمم

،ج 2001المتضمن قانون المالية لسنة 2000ديسمبر 23ي المؤرخ ف 06-2000القانون رقم -7

.2000ديسمبر 24المؤرخة في 08ر رقم

47يتعلق بتطوير االستثمار، ج ر عدد 2001أوت 20المؤرخ في 03- 01األمر رقم -8

.2001أوت 22مؤرخة في

االقتصادية يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية 2001أوت 20المؤرخ في 04- 01األمر رقم -9

2001أوت 22مؤرخة في 47وتسييرها وخوصصتها، ج ر عدد

، ج 2002يتضمن قانون المالية لسنة 2001ديسمبر 22المؤرخ في 21-01القانون رقم - 10

.2001ديسمبر 23مؤرخة في 79ر عدد

المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2009جويلية 22المؤرخ في 01-09القانون رقم - 11

2009جويلية 26مؤرخة في 44الجريدة الرسمية عدد ،2009

مؤرخة في 37يتعلق بالبلدية، ج رعدد 2011جوان22المؤرخ في11-10القانون رقم - 12

.2011جويلية03

 

بالوالية ،ج ر عدد يتعلق 2012 فبراير 21 في المؤرخ 12-07القانون رقم - 13

.2012فيفري29مؤرخة في12

يتضمن القانون التوجيهي حول البحث 2015ديسمبر 30المؤرخ في 12-15القانون رقم - 14

.2015ديسمبر 30مؤرخة في 71ج ر عدد ، العلمي والتطوير التكنولوجي

، ج 2015ديسمبر 30المؤرخ في 2016يتضمن قانون المالية لسنة 18- 15قانون رقم - 15

.2015ديسمبر 31مؤرخة في ، 72ر عدد

:المراسيم) 4

يتضمن الموافقة على اتفاق القرض 2001جوان 6مؤرخ في 140- 01مرسوم رئاسي رقم - 1

بواشنطن بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية 2001افريل 18الموقع في 7047رقم

ات الخاصة مو البنك الدولي لالنشاء و التعمير لتمويل مشروع عصرنة المنظو الشعبية

.2001انوج6مؤرخة في 31بالميزانية ج رعدد

يتضمن إحداث المجلس الوطني 1987ديسمبر 08المؤرخ في 266-87المرسوم رقم - 2

.1987ديسمبر 09مؤرخة في 50للتخطيط وتنظيمه، ج ر عدد

يتضمن اختصاصات 1987ديسمبر 08المؤرخ في 267- 87المرسوم التنفيذي رقم - 3

ديسمبر 09مؤرخة في 50ياكل واألجهزة التابعة له، ج ر عدد المندوب للتخطيط ويحدد اله

1987

يحدد صالحيات وزير 1990أفريل 30المؤرخ في 120- 90المرسوم التنفيذي رقم - 4

.1990ماي 09مؤرخة في 19ج ر عدد الصناعة

يحدد صالحيات وزير التجهيز، 1990أفريل 30مؤرخ في 122-90المرسوم التنفيذي رقم - 5

.1990ماي 09مؤرخة في 19د ج ر عد

يحدد صالحيات وزير 1990جوان 23مؤرخ في 189- 90المرسوم التنفيذي رقم -6

1990جوان 27مؤرخة في 26االقتصاد، ج ر عدد

ج يتعلق بنفقات تجهيز الدولة ،1993فيفري 27المؤرخ في 93-57المرسوم التنفيذي رقم - 7

.1993مارس03مؤرخة في 14رعدد

يحدد صالحيات وزير المالية ج ر 1995فيفري 15المؤرخ في95-54التنفيذي رقم المرسوم - 8

.1995مارس19مؤرخة في 15عدد

يتضمن تنظيم االدارة المركزية في 1995فيفري 15المؤرخ في95-55المرسوم التنفيذي رقم - 9

.1995مارس19مؤرخة في 15وزارة المالية ،ج ر عدد

يحدد صالحيات الوزير 1996جويلية 29المؤرخ في 257-96المرسوم التنفيذي رقم -10

.1996جويلية 31مؤرخة في 46المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالتخطيط، ج ر عدد

المتعلق بتطبيق النصوص 1997جويلية 21المؤرخ في 265-97المرسوم التنفيذي رقم -11

والوسائل المرتبطة في مجال التخطيط، بممارسة الصالحيات والمهام وبتسيير الهياكل

.1997جويلية23مؤرخة في48والموظفين،ج رعدد

يتعلق بتحويل االختصاصات 1998فيفري 01المؤرخ في 40-98المرسوم التنفيذي رقم -12

والمهام وتسيير الهياكل والوسائل والمستخدمين التابعة لتسيير ميزانية الدولة للتجهيز، ج ر

.1998فيفري 04مؤرخة في 05عدد

 

المتعلق بنفقات الدولة 1998جويلية 13المؤرخ في 227- 98ذي رقم المرسوم التنفي -13

المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 1998جويلية 15المؤرخة في 51للتجهيز ،ج ر عدد

2009ماي 3المؤرخة في 26الجريدة الرسمية عدد ، 2009ماي 2المؤرخ في 09-148

حدد اشكال االجراءات و كيفياتها ي1998اوت29المؤرخ في 98-261المرسوم التنفيذي رقم -14

.1998اوت30مؤرخة في64ر عدد في المجال االستشاري أمام مجلس الدولة ،ج

المرسوم التنفيذي يعدل و يتمم 1998ديسمبر13المؤرخ في 98-420المرسوم التنفيذي رقم -15

المتعلق بتحويل االختصاصات و المهام وتسيير 1998فيفري01المؤرخ في 98-40رقم

، مؤرخة 94الهياكل و الوسائل و المستخدمين التابعة لتسيير ميزانية الدولة للتجهيزج ر عدد

.1998ديسمبر16في

تنظيم يتضمن 2007 نوفمبر 28 في مؤرخ 07 - 364 رقم التنفيذي مرسومال -16

.2007ديسمبر02مؤرخة في 75المالية ج ر عدد وزارة في اإلدارة المركزية

يحدد صالحيات المصالح 2011فيفري 16المؤرخ في 75-11المرسوم التنفيذي رقم -17

فيفري 20مؤرخة في 11الخارجية للمديرية العامة للميزانية وتنظيمها وسيرها، ج ر عدد

2011

:األنظمة الداخلية) 6

2012ماي03 ،مؤرخة في 26الدستوري ،ج ر،عدد المجلسا عمل لقواعد المحدد ــــ النظام1

الصادرة عن وزير المالية تطبيقا 2010سبتمبر 06المؤرخة في 955ـــــ التعليمة رقم 2

الصادرة عن الوزير االول،المتعلقة بعقلنة تسيير 2010جوان 22المؤرخة في 002للتعليمة رقم

عمومي وترقية المؤسسة الوطنية واالستثمارات االجنبية البرنامج العمومي لالستثمار وقيادة االنفاق ال

.في شكل الشراكة

الصادرة عن وزير المالية والمتعلقة 2010مارس 01المؤرخة في 002/2010التعليمة رقم - 3

.بتطهير مدونة االستثمارات العمومية

:آراء المجلس الدستوري) 7

، المتعلق مطابقة القانون 2004اوت22المؤرخ في 03رأي المجلس الدستوري رقم ــــــ1

08بتاريخ 57العضوي المتعلق بتشكيل المجلس األعلى للقضاء وعمله وصالحياته للدستور ج ر، عدد

.2004سبتمبر

يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد 2016أوت 11مؤرخ في 04/16ــ رأي رقم 2

يم المجلس الشعبي الوطني ، و مجلس األمة، وعملهما ، و كذا العالقات الوظيفية بينهما و بين تنظ

2016أوت 25، مؤرخة في 50الحكومة للدستور ، ج ر عدد

II (العربیة باللغة المراجع :

:المؤلفات-أ

تين التشريعيتين والتنفيذيتين في أيمن محمد شريف، االزدواج الوظيفي والعضوي بين السلط - 1

.2005األنظمة السياسية المعاصرة، دار النهضة العربية، ، مصر،

.2007، جمال ، منهجية الميزانية العامة في الجزائر ، دار الفجر ، الجزائرلعمارة - 2

.2001فوزت فرحات ،المالية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية،لبنان - 3

ة ،الطبعة األولى ،جامعة الكويت محمد محمد عبد اللطيف، األسس الدستورية لقوانين الميزاني - 4

.2007مجلس النشر العلمي، الكويت ،

 

.2008، د م ج ، الجزائر ، 3محرزي محمد عباس ، اقتصاديات المالية العامة ، ط - 5

.2011دن ،، دار دجلة ،األر1سعيد علي العبيدي ،إقتصاديات المالية العامة ،ط ـ - 6

. 2000سوزي عدلي ناشد ، الوجيز في المالية العامة ، دار الجامعة الجديدة ، مصر - 7

.2006مصر، عادل احمد حشيش ، اساسيات المالية العامة ، دار الجامعة الجديدة ، - 8

.2006، هيمنة السلطة التنفيذية على أعمال البرلمان ،منشأة المعارف،مصر ، رأفت الدسوقي - 9

: و الدكتوراه الماجستیر رسائل -ب

أمالو نبيل، خصوصية قانون المالية والقانون العضوي في النظام القانوني الجزائري، مذكرة - 1

2007-2006ماجستير، جامعة الجزائر، السنة الجامعية

مذكرة ماجستير، جامعة حسابات التخصيص الخاص في النظام الميزاني الجزائري، فاتح ، أمزال - 2

.2009الجزائر،

آيت حمو رضوان ،مجال القانون والتنظيم في الميدان الميزاني ،مذكرة ماجستير ، جامعة الجزائر - 3

.2016ـــ 2015

، بركات محمد ، االختصاصات التشريعية لرئيس الجمهورية في النظام الدستوري الجزائري - 4

.2008ــــ 2007 تلمسان ، جامعة أبو بكر بلقايد مذكرة لنيل شهادة الماجستير

ي،مذكرة ماجستير، جامعة الجزائر برطال حمزة ،قانون المالية التكميلي في القانون الجزائر - 5

2009 .

. 2013حوامرية فلة، اإلطار القانوني للميزانية متعددة السنوات في الجزائر ،مذكرة ماجستير ، - 6

مبدأ تدرج المعايير القانونية في النظام القانوني الجزائري ،رسالة دكتوراه ، أحسن ، رابحي - 7

2006ـ 2005جامعة الجزائر،

، مذكرة ماجستير ،جامعة 1989قاوي سعيد ، النظام القانوني للمحاسبة العمومية بعد سنة - 8

. 2012ر ،ئالجزا

المالية العمومية ، مذكرة ماجستير دواعر عفاف، المركز القانوني لهيات الرقابة العليا في مجال - 9

. 2013ـــــ 2012جامعة الجزائر ،

،مذكرة ماجستير ، 1996فكرة القانون العضوي في الدستور الجزائري لسنة ، غزالن سليمة -10

2001-2002.جامعة الجزائر،

،مذكرة ماجستير ، جامعة للدولة العمومي االستثمار نفقات تمويل،الكريم عبد دحماني -11

2011-2012.الجزائر،

: ـ المقاالت د

األمين شريط ،مكانة البرلمان الجزائري في اجتهاد المجلس الدستوري ، مجلة المجلس -1

.2013ـ 1الدستوري ، عدد

07ادريس بوكرا، الدستور كوسيلة لحل األزمة مجلة الفكر البرلماني ، مجلس األمة،ع -2

2004،ديسمبر

و المغرب و تونس،مجلة المدرسة مجال القانون في دساتير كل من الجزائر سعيد بوالشعير، -3

1991لسنة2عدد 1الوطنية لإلدارة ،المجلد

محمد ناصر بوغزالة الصياغة الخاصة للقوانين األساسية ، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية -4

.2013سبتمبر 3واإلقتصادية و اإلجتماعية، جامعة الجزائر،ع

2عباس عمار ، محطات بارزة في تطور الدساتير الجزائرية ، مجلة المجلس الدستوري ،عدد -5

.2013ـ

 

بقوانين المالية دخل فعال حيز ، القانون األساسي المتعلق ) Jean Arthuis (جان أرتوي -6

،الجزائرية للكتاب2006لسنة 5مجلة القانون العام ، عدد 2006التنفيذ في عام

هل يجب تعديل الدستور المالي الجديد من أجل المساهمة )Francis Querol( فرنسيسكيرول -7

.،الجزائرية للكتاب 2006لسنة 5في إصالح المالية العامة ؟، مجلة القانون العام عدد

بشير ، مجلس األمة في تصور المجلس الدستوري ، مجلة الفكر البرلماني ،عدد يلس شاوش -8

. 2003س مجلس األمة ، مار 2

حسابات :بشير ، صالحيات البرلمان في مجال الحسابات الخاصة للخزينة يلس شاوش -9

. 2003التخصيص الخاص ،مجلة الفكر البرلماني ، مجلس األمة ، عدد خاص ديسمبر

 

II) Bibliographie en Français  

a. Ouvrages: 

1ـ Bouara (M-T.) ,les finances publiques, page bleues, alger,2007

2‐ Bouvier (M) , Esclassan (M-C), Lassale(J-P) ,finances publiques ,L,G,D,J

France ,1993

3‐ Chouvel(F), finances publiques11éd,éd Gualino,france,2008.

4‐ Denideni (Y), la pratique du système budgétaire de l’Etat en Algérie

office des publications universitaire .2002

5‐ Devaux،(E).finances publiques,éd Breal,france,2002

6‐ Guièze (J-L) ,le partage des compétences entre la loi t le règlement en

matière financière , librairie générale de droit et de jurisprudence ,France

1974

7‐ Lalumière(L),les finances publiques, Librairie Armand colin, france,1976

8‐ Lascombe(M) ,vandendriessche(x), lesfinancespubliques , 6èmeéd , Dalloz

france, 2007

9‐ Philip (L) Les fondements Constitutionnels des finances publiques,

Economica, Paris, 1995.

Saidj(L),Albert(J-L) finances publiques5émeédDalloz,france,2007 9ــ

10ــ Trotabas(L),Cotteret(J-M), droit budgétaire et comptabilité

publique,5ème éd,Dalloz,france,1995.

11 - Yelles Chaouche (B) ,Le conseil constitutionnel en Algérie , O,P,U

Alger,1999

 

       B)Articles : 1- Denideni ( Y.) ,la genèse de la loi du 7 juillet 1984 relative aux lois de

finances Algeriennes ,Revue Algérienne des sciences juridiques

économiques et politiques.n°02 .1999.

2- Mathieu(C) ,Sterdyniak(H), Faut-il des règles de politique budgétaire ?

Revue de L’OFCE. n° 126.2012/7

 

 

 

الفـهـرس

01...........................................................................................:مقدمة

 

لقوانين المنظم مسألة اإلطار الدستوري: الفصل األول

.…………………………….……11المالية

…………..….…….…………المحتوى الدستوري المؤطر لقوانين المالية تكييف:المبحث األول

12

األحكام الدستورية ذات الطبيعة :األول المطلب

12.………………....…………………الموضوعية

عودة لإلهتمام باألشكال : الفقرة األولى

12..……………………….……..………………القانونية

دسترة معايير : أوال

إعطاء أساس -)ا 12..………………………………….........…………..…………قانونية

12.……………........…………...……………………دستوري لقانون المالية

توسيع مصادر الشرعية -)ب

14………………………………………….......………الدستورية

غياب إهتمام دستوري بتنظيم الميدان : ثانيا

16.…............………………………………المالي

16.…………………………..................……………………عدم الدقة في المصطلحات)أ

18.……………………………............…………………غياب التناسق في طرح األحكام)ب

.....……………………توزيع اإلختصاص المالي بين البرلمان و السلطة التنفيذية: الفقرة الثانية

20

تطور االختصاص المالي للبرلمان في : أوال

20.……….......……………………………الجزائر

20..………………………………………….........األشغال البرلمانية مصدر مادي تأسيسي) أ

إفراغ الرخصة المالية من محتواها )ب

22..…….…………………………………………القانوني

26…………….……………………………….....لطة التنفيذية في الميدان الماليدور الس: ثانيا

لحكومة المبادرة بقوانين احتكار ا) ا

26.….…..….........…………………………………المالية

تفوق سلطة رئيس الجمهورية في الميدان ) ب

29.……......………………………………المالي

المطلب الثاني األحكام الدستورية ذات الطابع

30……………………………........……اإلجرائي

إجراءات عرض والتصويت على قوانين :الفقرة األولى

31..……….....………………………المالية

عرض غير دقيق لمشروع قانون : أوال

31...…………………………………….......……المالية

ازن في هيكل مشروع قانون مادة التوغياب -أ

31..….........………………………………المالية

 

انون الوثائق المرفقة بمشروع ق-ب

35.………………………………………………….…المالية

37.............................................اجراءات مناقشة و التصويت على قوانين المالية: ثانيا

راءات عرض مشاريع قوانين إج-أ

37……..………………………………………………المالية

39.…......…………………………تصويت على مشاريع قوانين الماليةالطابع االستعجالي لل -ب

دور محتشم للقاضي الدستوري و المعاهدات الدولية :الفقرة الثانية

………………………..........43

تطلع لدور هام للقاضي الدستوري في اطار التعديل :أوال

43………...............…………الدستوري

46...........………………………………………المعاهدات في تأطير قوانين المالية دور: ثانيا

مسألة التشريع العادي ذو المحتوى:المبحث الثاني

50......………………………………الدستوري

50……....………………………الطبيعة القانونية للقانون المتعلق بقوانين المالية: المطلب األول

المتعلق بقوانين المالية 17-84أسس القانون : الفقرة األولى

………………………...........…50

األسس : أوال

51…………………………….....................………………………القانونية

51………………………………................……………1976من خالل أحكام دستور -أ

52……………………………………...............…………………قوانين المالية للسنة_ ب

54..………………………………….…………………………………أساس سياسي: ثانيا

54.………….............………………………………………الممارسة التشريعية للنواب) ا

55…………………………….......………….....………توافق سياسي إلصدار القانون-ب

56.………....……………………………………………القيمة القانونية للقانون: ثانيةالفقرة ال

56.………………………………………………………......…1996ظل دستور في: أوال

56......…………………………………………....………تشريع عادي 17- 84القانون -أ

58........………………………………………………آثار تخلف طابع القانون العضوي -ب

58.………….............………………………………في ظل التعديل الدستوري الجديد: ثانيا

59………………………………………………......……تحويله إلى قانون عضويمسألة -أ

60……….….............…………………………………استحالة تحوله إلى قانون عضوي)ب

عرض محتوى القانون المتعلق بقوانين :المطلب الثاني

61.………………………..………المالية

العرض الشكلي للقانون : الفقرة األولى

………………………...………………………………62

 

العرض المادي : الفقرة الثانية

68.…………………………..............…………………للقانون

المجاالت المحصورة لقانون -أوال

68..………………………….....……………………المالية

عدم وضوح المبادئ :ثانيا

72..…………………………….….....……………………الميزانية

75.……………………………………….......…………………………خاتمة الفصل األول

إتساع اإلطار التشريعي و التنظيمي لقوانين :الفصل الثاني

77………...………..……………المالية

الدور الواسع للتشريع في الميدان :المبحث األول

78………….………………………..……المالي

قوانين المالية :المطلب األول

78…………………………....................………………للسنة

القيمة القانونية لقوانين : األولى الفقرة

78..………………………..................…………المالية

طبيعة القانونية لقوانين ال: أوال

78………………………………………....………………المالية

اضطراب في تأشيرات قوانين -ثانيا

81..……………....…………………………………المالية

صيص األحكام المتعلقة بحسابات التخ: الفقرة الثانية

84……………………...……………الخاص

عدم استقرار األحكام المنظمة لحسابات التخصيص : أوال

85..………………………………الخاص

بة قانون تغيير تركي-أ

85.……………………………………………..…………………المالية

88.……………………………………………ب في احكام حسابات التخصيص الخاصتذبذ-ب

التخصيص الخاص في يد وزير تركيز السلطة في مجال حسابات : ثانيا

91.…….……………المالية

المجال المحصور لقوانين :ثالثا

94..……………………………………………………...المالية

التشريعات األخرى المؤطرة لقوانين :المطلب الثاني

96..………………………………..……المالية

96.……………………………………………………قوانين اإلصالح اإلقتصادي:الفقرة األولى

97…………………..………الفصل بين مالية الدولة و مالية المؤسسات العمومية اإلقتصادية: أوال

 

101…………………………………….…………………تجاوز التشريع لمجال دستوري:ثانيا

102.…………….……………………………………تحسين عرض مشروع قانون المالية) أ

تعزيز الوثائق المتعلقة بإعالم ) ب

104.………………………….………........………البرلمان

باقي التشريعات المؤطرة لقوانين :المطلب الثاني

106.……………….........………………المالية

في مجال تحضير قوانين :الفقرة االولى

106..…………………………………….....……المالية

109…………………………………………………..تحديد مفاهيم ميزانية ومالية: الفقرة الثانية

109.………………………………………………في اطار المحاسبة العمومية يزانيةأحكام م) أ

لمتعددة السنوات لقوانين مدى إلزامية القوانين ا) ب

112.…………………………...………المالية

115…….....……………………التنظيمات، انحدار المعيار القانوني لإلصالحات: المبحث الثاني

إعادة تنظيم ميزانية :المطلب األول

115.......……………………………………………التجهيز

تعزيز مكانة وزير :الفقرة األولى

115...........……………………………………………المالية

ل اإلختصاصات في إعداد مرحلة تداخ: أوال

115….........………………………………الميزانية

119...........………………………………………………توسيع صالحيات وزير المالية:انياث

تكريس مبدأ وحدة : الفقرة الثانية

121….........…………………………………………الميزانية

121….....................……………………………………………التخلي عن التخطيط:اوال

122…....…………………………………………محاولة عقلنة نفقات االستثمار العمومي: ثانيا

تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة : المطلب الثاني

124......……………….…………………المالية

مديرية العامة للتقدير ال: الفقرة األولى

125.......………………………………………والسياسات

المديرية العامة :انية الفقرة الث

127.…......……...………………………………………للميزانية

132......…………………………………………………………………خاتمة الفصل الثاني

133.........................................................................................:.خاتمة

قائمة

142..........……………………………………………………………………المراجع

 

...………………………………………………………………………..………الفهرس

152