ﺔﻣﺪﻘﻤﻟا - feqhup.com · 150 دﺪﻌﻟا - ﺔّﻴﻣﻼﺳﻹا ﺔﻌﻣﺎﺠﻟا ﺔّﻠﺠﻣ - 257 - ﻦﻣ ﻦﻴﻘﺑﺎﺴﻟا ءﺎﻤﻠﻌﻟا نأ

150العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 255 -

المقدمة أهمية الموضوع :

والسر ، في الليل والنهار، الحمد اهللا المتفضل باإلنعام على عموم خلقهوعلى ، والصالة والسالم األكمالن األتمان على المبعوث رحمة لألنام، واإلعالن

: وبعد، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المعاد، آله وصحبه األخيار األطهارالفقه ومدارسه وطرائق كل مدرسة في بناء قواعدها فإن معرفة علم أصول

وضبط ، ومسائلها األصولية لهي من األهمية بمكان لمن أراد التفقه في الدينواإلحاطة بالراجح من األقوال ، األحكام الجزئية والتفصيلية في المسائل الفقهية

في تلك الكليات والجزئبات.اعتنى بالقواعد والمسائل ، هلذا من اهتم بدراسة الفقه المقارن وتدريس

كي يكون على علم وبصيرة بالراجح من ، األصولية لكل مذهب ومدرسة أصولية .تلك المذاهب األصولية ليبني عليها المسائل الفقهية ومن ثم الراجح في نظره

وقد كثر من العلماء والباحثين االهتمام بالفقه المقارن اهتماما واضحا في نت بعض الجامعات وبعض أهل العلم بتدريسه في قاعات كما اعت، هذا العصر

بل ظهرت العناية به في المصنفات والمؤلفات ، المحاضرات وفي حلق العلم .والرسائل العلمية العصرية ظهورا ال ينكر

ولتعدد الطرق والوسائل لتوضيح ، والختالف الهمم عند العالم والمتعلمولتفاوت ، اتها على الفروع الفقهيةوتبيين أهمية القواعد األصولية وتطبيق

أحببت أن أتعرض بطريقة معينة ، القدرات في إبراز تأثيراتها على الفروع الفقيهةلبيان تأثير تلك القواعد والمسائل األصولية في أنموذح فرعي فقهي عظيم وهو

.حكم قراءة الفاتحة في الصالة

عان الدوسري –قواعد األصولية المؤثـرة في حكم قراءة الفاتحة في الصالة ال د.تـرحيب بن ربـيـ

- 256 -

بصحة الصالة وهذه المسألة الفرعية مسألة عظيمة وخطيرة لتعلقها .وقبولها وترتب آثارها الدينية عليها

فهي ، والصالة ال تخفى أهميتها ومكانتها في اإلسالم على كل مسلموهي التي إذا صلحت صلح العمل كله وإذا ، الركن الثاني بعد الشهادتين

.فسدت فسد العمل كله سبب اختيار الموضوع :

، هذا الموضوع وتنوعت لقد تعددت األسباب التي حفزتني للكتابة في : ويمكن إجمال أهمها في النقاط التالية

.عظم قدر الصالة ومكانتها في الشرع - 1 .فهي ركن عند جماهير أهل العلم، أهمية قراءة الفاتحة في الصالة - 2تنوع القواعد األصولية التي تتجاذب األدلة الجزئية الواردة في قراءة - 3

.الفاتحة وتعددهاقواعد األصولية التي أثرت في حكم قراءة الفاتحة في الصالة بيان ال - 4

.للمنفرد والمأموم في الصالة الجهرية والسريةإبراز ذلك األثر من خالل اإلشارة إلى مذاهب العلماء في قراءة - 5

وأن اختالفهم واقع بسبب االختالف والتباين في بعض ، الفاتحة في الصالة .الختالف لم يكن عبثا وال اتباعا لهوىوأن هذا ا، القواعد األصولية

إبراز أهمية علم أصول الفقه لطالب العلم الراغبين في التفقه في - 6دين اهللا على بصيرة وهدى واتباع للحق وعدم تعصب لآلراء واألقوال إال ما

.عضدها الدليل الراجحوضع أنموذج للناظرين في المسائل الفقهية ليحتذوا حذوه في سائر - 7

.المسائل الفقهية المقارنة


- 257 -

فتح آفاق وأذهان طالب العلم الشرعي إلى أن العلماء السابقين من - 8األئمة األربعة وأكابر أتباعهم وغيرهم من العلماء لم يكن همهم إال مرضاة اهللا

فالواجب علينا أن نحسن الظن بهم وأن نعتذر عنهم ، والبحث عن الحق بدليلهفيما فيه مخالفة لدليل شرعي لم يبلغهم أو بلغهم ولم فيما ورد عنهم أو نقل

أو لغير ، يصح في نظرهم أو صح وحمل على محمل معين لقاعدة كلية أصولية .ذلك من األسباب

ولذا يتعين على طلبة العلم البعد عن الظنون الفاسدة واآلراء الكاسدة أو .الشاذة أو المخالفة للحق والصواب

هللا تعالى في هذه المسألة مبنيا على الصحيح إن لبيان الراجح بإذن ا - 9 .شاء اهللا من القواعد األصولية واألدلة المعينة فيها

خطة البحث : .وخاتمة، وخمسة مباحث، مقدمة، يشتمل البحث على

، وخطة البحث، وسبب اختياره، أما المقدمة فتتضمن أهمية الموضوع ومنهجه.

:وأما المباحث فهي على النحو التالي .حكم القراءة في الصالة مطلقا : المبحث األول .حكم القراءة في الصلوات الخمس: المبحث الثانيحكم القراءة في كل ركعة من ركعات الصلوات : المبحث الثالث

.الخمس .تعين قراءة الفاتحة في الصالة: المبحث الرابع

.قراءة الفاتحة للمقتدي: المبحث الخامس : منهج البحث


- 258 -

نهج الذي سلكته في بحث هذه المسالة يتمثل في النقاط كان الم : التالية

.جمع األقوال في المسألة وتحريرها من مصادرها األصيلة - 1 .تحرير موطن النـزاع في المسألة - 2ذكر أدلة كل قول مع بيان وجهة الداللة من الدليل لكل معتمدا على - 3

المصادر المعتبرة. .العلمية التعريف بالمصطلحات - 4 .الترجمة لألعالم الوارد ذكرهم في صلب البحث - 5عزو اآليات الكريمة إلى موطنها في المصحف وذلك بذكر اسم - 6

السورة ورقم اآلية فيها.مع بيان درجتها من حيث ، تخريج األحاديث النبوية من مظانها - 7

.الصحة أو الضعف معتمدا على أقوال أهل الشأن واالختصاص في ذلك .فهرس الموضوعاتو وضع فهرس المصادر والمراجع - 8

.وأما خاتمة البحث ففيها أهم النتائج التي توصلت إليهافي حكم قراءة القواعد األصولية المؤثرةبـ(: هذا وقد سميت هذا البحث

.)الفاتحة في الصالةالمتفضل باإلنعام واإلحسان في البدء والختام أن ، سائال العلي األعلي

، ل منا صالح األعمال وأن يغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا من اآلثام و األوزاريتقبوصلى اهللا وسلم على نبينا محمد وآله ، وأن يستر عيوبنا في الدنيا واآلخرة

.وصحبه


- 259 -

)1(حكم القراءة في الصالة مطلقا : المبحث األولإن الناظر في المصادر التي تطرقت لبحث هذه المسألة يجد بعض

، لماء قد حكى االتفاق واإلجماع على ضرورة القراءة في الصالة وتعينهاالعومع هذا تجده أو تجد غيره يحكى خالفا يوصف ، وأنها ال تصح إال بقراءة فيها

.بالشذوذ في عدم وجوب القراءة في الصالة .)3())أجمع العلماء على أن ال صالة إال بقراءة((: )2(قال القرطبي

: )5(رحمه اهللا تعالى في وجوبها فقال )4(ا عن مالكومع ذلك حكى خالف .))أن القراءة ال تجب في شيء من الصالة: روي عن مالك((

وعنه أن القراءة ال تجب في ((: )6(وفي موطن وصف ذلك بالشذوذ فقال

) وبدائع الصنائع 3/276) واجملموع (1/124انظر هذه املسألة يف: تفسري القرطيب () 1() وتفسري ابن 1/37) والغرة املنيفية (4/103) وشرح صحيح مسلم للنووي (1/110(

).1/358) والبحر الرائق (10/306)، (1/12كثري (أبو القرطيب املالكي، لسيندنصاري اخلزرجي األحممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األهو: ) 2(

تويف ، اإلمام املفسر العامل العالمة العابد الورع الزاهد، صاحب التصانيف النافعة. عبد اهللاالديباج املذهب يف معرفة و ) 5/322األعالم للزركلي (انظر ترمجته يف: ه. 671مبصر سنة

).2/308( أعيان علماء املذهب ).1/124انظر: تفسري القرطيب () 3(املدين، مالك بن أنس بن مالك بن أيب عامر بن عمرو بن احلارث األصبحي احلمرييهو: ) 4(

، أحد األئمة، وإمام دار اهلجرةو سالم مة، شيخ اإلمام احلافظ، فقيه األاإل، أبو عبد اهللاطبقات و ) 1/207تذكرة احلفاظ (انظر ترمجته يف: ه.179باملدينة سنة األئمة األربعة، تويف

).8/168معجم املؤلفني (و ) 1/16احلفاظ ( ).1/124انظر: تفسري القرطيب () 5( ).10/306( املرجع السابقانظر: ) 6(


- 260 -

.))شيء من الصالة وهو أشذ الروايات عنهوعند أبي .لماءالقراءة فرض في الصالة عند عامة الع((: )1(قال الكاساني

.)4())ليست بفرض: )3(وسفيان بن عيينة، )2(بكر بن األصمقراءة فاتحة الكتاب ال يتعين ركنا في : قوله: )6)(5(وقال الغزنوي الحنفي .))الصالة بل الركن مطلق القراءة

)1(لي بن أبي طالبـعن ع )9(اضي عياضـوحكى الق((: )8)(7(ال النوويـوق

تويف حبلب صويل.، أفقيهاحلنفي، عالء الدين، محد الكاساين أأبو بكر بن مسعود بن هو: ) 1( ).3/75معجم املؤلفني (انظر ترمجته يف: ه.587سنة

صاحب املقاالت ، فقيه معتزيل مفسر، أبو بكر األصم املعتزيل بد الرمحن بن كيسانهو: ع) 2(م، وقال: كان من أفصح الناس وأورعهم يف األصول ذكره عبد اجلبار اهلمداين يف طبقا

) 3/427لسان امليزان (انظر ترمجته يف: ه.225تويف سنة وأفقههم وله تفسري عجيب. ).3/323األعالم للزركلي (و

مام الكبري حافظ اإلاهلاليل الكويف أبو حممد، يينة بن أيب عمران ميمون سفيان بن عهو: ) 3(سري انظر ترمجته يف: ه.198. تويف مبكة سنة حمدث احلرم املكي، سالمالعصر، شيخ اإل

).4/235معجم املؤلفني (و ) 3/105األعالم للزركلي (و ) 8/454أعالم النبالء ( ).1/110انظر: بدائع الصنائع () 4(فقيه، ، أبو حفص، سراج الديناحلنفي، ق بن أمحد اهلندي الغزنوياعمر بن إسح: هو) 5(

وتويف ، ويل قضاء الديار املصرية، صويل، منطقي، حكيم، صويف، مشارك يف بعض العلومأ ).7/276معجم املؤلفني (و ) 5/42األعالم للزركلي (انظر ترمجته يف: ه.773سنة

).1/37انظر: الغرة املنيفة () 6(هو: حيىي بن شرف بن مري حميي الدين أبو زكريا النووي الشافعي، الفقيه احلافظ الزاهد ) 7(

).5/354انظر ترمجته يف: شذرات الذهب ( ه.676القدوة، تويف سنة ).4/103انظر: شرحه على صحيح مسلم () 8( =، الفضلأبو املالكي، القاضي عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصيب السبيتهو: ) 9(


- 261 -

أنه ال : من أصحاب مالك)3(ومحمد بن أبي صفرة، )2(وربيعة، رضي اهللا عنه .))يجب قراءة أصال. وهي رواية شاذة عن مالك

مذهبنا : فرع في مذاهبهم في أصل القراءة((: )4(-أيضا -وقال وال تصح الصالة إال بها.، ومذهب العلماء كافة وجوبها

ن الحسن ومتابعوه ع )5(وال خالف فيه إال ما حكاه القاضي أبو الطيب

م عامل املغرب وإمام أهل احلديث يف وقته. = كان من أعلم الناس بكالم العرب وأنساسنة يهوديعلى يد وتويف مبراكش مسموما مث قضاء غرناطة.، ويل قضاء سبتة وأيامهم.

).5/99األعالم للزركلي (و ) 2/357ذيب األمساء (انظر ترمجته يف: ه.544 ياملك ياهلامشي ن عبد املطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشعلى بن أىب طالب بهو: ) 1(

شهد مع رسول ، رابع اخللفاء الراشدين، ابن عم رسول اهللا ، أمري املؤمنني، الكويف املدينبدرا، وأحدا، واخلندق، وبيعة الرضوان، وخيرب، والفتح، وحنينا، والطائف، وسائر اهللا

ن قتله عبد أوأقام علي بالكوفة إىل ، استخلفه على املدينة املشاهد إال تبوك، فإن النيبذيب انظر ترمجته يف: ه. 40من سنة رمضان 17الرمحن بن ملجم املرادي غيلة يف

).7/112معجم املؤلفني (و ) 1/315األمساء (ة شيخ مالك، يقال له: ربيع، أبو عثماني، التيم يعبد الرمحن فروخ القرش ربيعة بن أيبهو: ) 2(

. تويف سنة حافظ فقيه جمتهد .جليل يوهو تابع، والقياس يألنه كان يعرف بالرأي، الرأذيب األمساء () 17/ 3األعالم للزركلي (انظر: ه.136 ).1/188و

انظر ترمجته يف: ه.420سنة تويف، فقيه مشهوربن أسري األسدي، حممد بن أيب صفرةهو: ) 3( ).8/234معجم املؤلفني (و ) 1/22س (جذوة املقتبس يف ذكر والة األندل

).3/276انظر: اجملموع () 4(، كان ثقةي الشافعي، القاضي أبو الطيب، البغداد يطاهر بن عبد اهللا بن طاهر الطرب هو: ) 5(

سليم الصدر، حسن ، علومه حمققا يف، عارفا بأصول الفقه وفروعه، ورعا، دينا، صادقا ه.450توىف سنة .ن، يقول الشعر على طريقة الفقهاءجيد اللسا، صحيح املذهب، اخللق

).2/527ذيب األمساء (انظر ترمجته يف:


- 262 -

.))ال تجب القراءة بل هي مستحبة: وأبي بكر األصم أنهما قاال )1(بن صالحا : فتلخص من النقول السابقة أن المسألة فيها قوالن

وإليه : )2(تجب القراءة في الصالة مطلقا وال تصح الصالة إال بها: األول .حتى قارب اإلجماع، ذهب أكثر العلماء قديما وحديثا

، وهو مروي عن ربيعة: )3(ال تجب القراءة بل تستحب: انيالقول الثو الحسن بن ، ومحمد بن أبي صفرة، وسفيان بن عيينة ورواية شاذة عن مالك

وعلي ، )4(وهذا القول منسوب إلى عمر بن الخطاب، وأبي بكر األصم، صالح

، مام القدوة الفقيه العابدأبو عبد اهللا، اإل، اهلمداين الكويف ياحلسن بن صاحل بن حهو: ) 1(مغاىن و ) 1/216تذكرة احلفاظ (انظر ترمجته يف: ه.167. تويف سنة كان فيه خارجية

).1/195ر (األخيا) وشرح صحيح مسلم للنووي 3/276) اجملموع (1/124انظر: تفسري القرطيب () 2(

)، 1/12) وتفسري ابن كثري (1/37) والغرة املنيفية (1/110) وبدائع الصنائع (4/103( ).2/229) ونيل األوطار (10/306(

ووي ) وشرح صحيح مسلم للن3/276) اجملموع (1/124انظر: تفسري القرطيب () 3()، 1/12) وتفسري ابن كثري (1/37) والغرة املنيفية (1/110) وبدائع الصنائع (4/103()10/306.(

ثاين اخللفاء الراشدين، وأول ، أبو حفص، عمر بن اخلطاب بن نفيل القرشي العدويهو: ) 4(، بدرا، وأحدا، واخلندق شهد مع رسول اهللا، من لقب بأمري املؤمنني، الصحايب اجلليل

وبيعة الرضوان، وخيرب، والفتح، وحنينا، والطائف، وتبوك، وسائر املشاهد، وكان شديدا على ، ورفقه باملسلمني، وتواضعه، وزهده، ووفور فهمه، أمجعوا على كثرة علمه، الكفار واملنافقني

، هصلى اهللا عليه وسلم، وشدة متابعته ل وتعظيمه آثار رسول اهللا، ووقوفه مع احلق، وإنصافه وإكرامهم أهل الفضل واخلري، وحماسنه أكثر من أن تستقصى.، واهتمامه مبصاحل املسلمني

انظر ه.23، تويف شهيدا سنة قال ابن مسعود حني توىف عمر: ذهب بتسعة أعشار العلم ).5/45األعالم للزركلي (و ) 2/324ذيب األمساء (ترمجته يف:


- 263 -

وهذا القول أصبح في حكم .رضي اهللا عنهم )1(وزيد بن ثابت، بن أبي طالبا .ندثر والقول الشاذالم

: )2(استدل للقول القائل بعدم تعين القراءة في الصالة بما يأتي: أدلة المسألةألن الصالة عندهم اسم لألفعال ، القراءة في الصالة ليست بفرض(( - 1 يصح الشروع في الصالة من غير تكبير.: حتى قال بعضهم .ال لألذكار

مجمل بينه النبي ، )3(﴾لصالةأقيموا ا﴿: أن قوله تعالى: وجه قولهم .)4(»صلوا كما رأيتموني أصلي«: ثم قال، بفعله

ولهذا ، فكانت الصالة إسما لألفعال، والمرئي هو األفعال دون األقوالولو كان ، تسقط الصالة عن العاجز عن األفعال وإن كان قادرا على األذكار

.)5())على القلب ال يسقط وهو األخرس : )6(من ذلك، ل منقول عن بعض الصحابة رضي اهللا عنهمأن هذا القو - 2

أبو خارجة، يالفرض املدين يالنجار يألنصار زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد اهو: ) 1(

وشهد اخلندق وما بعدها من املشاهد، وكان ، واملصحف ياتب الوحالصحايب اجلليل، كوكان يكتب ألىب بكر، ، ، ويكتب له أيضا املراسالت إىل الناسلرسول اهللا ييكتب الوح

صحف، وكان عمر وعمر بن اخلطاب ىف خالفتهما، وكان أحد الثالثة الذين مجعوا املذيب األمساء وقيل غري ذلك. انظر ترمجته يف: ه.54توىف باملدينة سنة . يستخلفه إذا حج

).3/57األعالم للزركلي (و ) 1/190() وشرح صحيح مسلم للنووي 3/276) اجملموع (1/124انظر: تفسري القرطيب () 2(

)، 1/12تفسري ابن كثري () و 1/37) والغرة املنيفية (1/110) وبدائع الصنائع (4/103()10/306.(

.43سورة البقرة آية ) 3( ).1/226رواه البخاري يف صحيحه () 4( ).1/110انظر: بدائع الصنائع () 5( ).3/276انظر هذه النقول يف: اجملموع للنووي () 6(


- 264 -

: فقيل، صلى المغرب فلم يقرأ: )1(أن عمر بن الخطاب رضي اهللا عنه- أ .فال بأس: قال، حسنا : قالوا ؟كيف كان الركوع والسجود: فقال، له

: قال، إني صليت ولم أقرأ: )2(أن رجال قال لعلي رضي اهللا عنه- ب .تمت صالتك: قالت، نعم: قال، !؟أتممت الركوع والسجود

.القراءة سنة: )3(أن زيد بن ثابت رضي اهللا عنه قال-ج : )4(واستدل الجمهور بما يأتي

فاآلية دليل على أن ال صالة إال ، )5(﴾وقرآن الفجر﴿: بقوله تعالى - 1 .)6(بقراءة ألنه سمى الصالة قرآنا

، أمر: فاقرءوا، )7(﴾فاقرءوا ما تيسر من القرآن﴿: وبقوله تعالى - 2 .فتجب قراءة ما تيسر من القرآن في الصالة، واألمر المطلق للوجوب

إذا قمت إلى الصالة فاسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة ((: وبقوله - 3 .)8())ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن

وتوافق كل من نص الكتاب ، فقد أمر اهللا ورسوله بقراءة القرآن مطلقا

).7/237رواه الشافعي يف األم () 1( ).7/165رواه الشافعي يف األم () 2( ).2/385ي يف السنن الكربى (رواه البيهق) 3() وشرح صحيح مسلم للنووي 3/276) اجملموع (1/124انظر: تفسري القرطيب () 4(

)، 1/12) وتفسري ابن كثري (1/37) والغرة املنيفية (1/110) وبدائع الصنائع (4/103()10/306.(

.78سورة اإلسراء آية ) 5( ).10/306انظر: تفسري القرطيب () 6( .73زمل آية سورة امل) 7( ).1/298) ومسلم يف صحيحه (1/263رواه البخاري يف صحيحه () 8(


- 265 -

.السنة النبوية الثابتة على وجوب وتعين القراءة في الصالةونص ، القطعيمن صلى صالة لم يقرأ ((: أنه قال عن النبي )1(ما رواه أبو هريرة - 4

إنا نكون : فقيل ألبي هريرة، )2())غير تمام، ثالثا ، فيها بأم القرآن فهي خداجصلى اهللا عليه فإني سمعت رسول اهللا ،اقرأ بها في نفسك: فقال، وراء اإلمام

قسمت الصالة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي : قال اهللا تعالى((: يقول وسلمحمدني : قال اهللا تعالى، الحمد هللا رب العالمين: فإذا قال العبد، ما سأل: وإذا قال، أثنى علي عبدي: قال اهللا تعالى، الرحمن الرحيم: وإذا قال، عبدي

: فإذا قال، فوض إلي عبدي: وقال مرة ،مجدني عبدي: قال، مالك يوم الدين: فإذا قال، هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل: قال، إياك نعبد وإياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال .)3())هذا لعبدي ولعبدي ما سأل: قال، الضالين

: كقوله تعالى، والمراد القراءة، الةأطلق في لفظ الص((: )5)(4(قال ابن كثير

،ه 7أسلم سنة جليل، صحايب، عبد الرمحن بن صخر الدوسي، امللقب بأيب هريرةهو: ) 1(وكان رغبة يف العلم راضيا بشبع بطنه فكانت يده مع يد رسول اهللا ولزم صحبة النيب

رجل بني 800عن أيب هريرة أكثر من ة، روى صحابالظ يدور معه حيث دار وكان أحف، وملا صارت اخلالفة إىل عمر استعمله على البحرين املدينة مدة. ويل إمرة صحايب وتابعي.

اإلصابة يف معرفة انظر ترمجته يف: ه.58سنة وكان أكثر مقامه يف املدينة وتويف فيها ).3/308م للزركلي (األعالو ) 2/546ذيب األمساء (و ) 7/425( الصحابة

).1/296رواه مسلم يف صحيحه () 2( ).1/296رواه مسلم يف صحيحه () 3(الشافعي ، مساعيل بن عمر بن كثري بن ضوء بن كثري بن زرع البصروي الدمشقيهو: إ) 4(

تويف سنة حمدث، مؤرخ، مفسر، فقيه.، املعروف بابن كثري، عماد الدين، أبو الفداء ).2/283معجم املؤلفني (: انظر ترمجته يفه.774

).1/12انظر: تفسري ابن كثري () 5(


- 266 -

أي بقراءتك ، )1(﴾وال تجھر بصالتك وال تخافت بھا وابتغ بين ذلك سبيال ﴿ ....)2(كما جاء مصرحا به في الصحيح عن ابن عباس

فدل على عظمة القراءة في الصالة وأنها من أكبر أركانها إذ أطلقت كما أطلق لفظ القراءة والمراد به ، وهو القراءة، العبادة وأريد بها جزء واحد منها

والمراد ، )3(﴾وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشھودا ﴿: الصالة في قولهصالة الفجر كما جاء مصرحا به في الصحيحين أنه يشهدها مالئكة الليل

فدل ذلك كله على أنه البد من القراءة في الصالة وهو اتفاق من ، ومالئكة النهار .))العلماء

.فإنه كان يقرأ في جميع صلواته طيلة عمره وبفعله - 5رضي اهللا عنه في خطبته للناس من على )4(قال سعيد بن العاص - 6وإني كرهت أن أسكت ، فإن صالة النهار الخرس، في كل صالة قراءة: المنبر

.110سورة اإلسراء آية ) 1(، حرب ابن عم رسول اهللا ، هو: عبد اهللا بن عباس بن عبد املطلب بن هاشم أبو العباس) 2(

، األمة وترمجان القرآن وأحد املكثرين، كان يلقب بالبحر واحلرب لكثرة حفظه وسعة علمه ).4/141اإلصابة (انظر ترمجته يف: ه.68طائف سنة مات بال

.78سورة اإلسراء آية ) 3(أبو عثمان، ي، احلجاز ياألمو ي سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشهو: ) 4(

وهو أحد الذين ، مجع السخاء والفصاحة، وقيل: أبو عبد الرمحن، وكان من أشراف قريشوغزا طربستان ، على الكوفة، رضى اهللا عنه، مله عثمانواستع، كتبوا املصحف لعثمان

مث ، فلم يشهد اجلمل وال صفني، اعتزل الفنت .وافتتح جرجان ىف خالفة عثمان، وافتتحهاذيب األمساء انظر ترمجته يف: ه.59، تويف سنة على املدينة رضى اهللا عنه، استعمله معاوية

).3/96األعالم للزركلي (و ) 1/211(


- 267 -

.)1(فال ترون إني فعلت ذلك بدعة .)3(ال صالة إال بقراءة: أنه قال )2(عن سعيد بن جبير - 7له يا : فلما انصرف قالوا، صلى المغرب فلم يقرأ فيها أن عمر - 8

. )4(فأعاد الصالة والقراءة .أمير المؤمنين إنك لم تقرأ : وأجاب الجمهور عن ما ذكره أولئك من أدلة بقولهم

.صلوا كما رأيتموني أصلي: أما االحتجاج بقوله - 1فال يستقيم ألن الرؤية ((: )5(لفقد أجاب عن االستدالل به الكاساني فقا

بل هي شاملة .أضيفت إلى ذاته ال إلى الصالة فال يقتضي كون الصالة مرئيةعلى أنا نجمع بين الدالئل فننثبت .للمرئي كاألفعال وغير المرئي كاألقوال

.وفرضية األفعال بهذا الحديث وغيره، فرضية األقوال بما ذكرنا من األدلة، عاجز عن األفعال لكون األفعال أكثر من األقوالوسقوط الصالة عن ال

.))فمن عجز عنها فقد عجز عن األكثر ولألكثر حكم الكلوتوضيحه كما ، وأما ما حكي عن الصحابة رضي اهللا عنهم فال يصح - 2

: )6(يأتي

).1/318ر: مصنف ابن أيب شيبة (انظ) 1(أبو عبد : ويقال، موالهم الكويف، أبو حممد سدي الواليبسعيد بن جبري بن هشام األهو: ) 2(

صل، وهو حبشي األ .كان أعلمهم على االطالق، مام احلافظ املقرئ املفسر، تابعياإل، اهللاذيب و ) 4/321( سري أعالم النبالءانظر ترمجته يف: ه.94سنة بواسط احلجاجقتله

).3/93األعالم للزركلي (و ) 1/210األمساء ( ).1/349انظر: مصنف ابن أيب شيبة () 3( ).1/349انظر: مصنف ابن أيب شيبة () 4( ).1/110انظر: بدائع الصنائع () 5( ).3/276انظر: اجملموع للنووي () 6(


- 268 -

: )1(أوجه أما األثر عن عمر رضي اهللا عنه فجوابه من ثالثة- أ .لم يدركا عمر )3(ومحمد بن علي )2(ألن أبا سلمة: أنه ضعيف: أحدها .أنه محمول على أنه أسر بالقراءة: والثاني: رواه من طريقين موصولين عن عمر رضي اهللا عنه )1(أن البيهقي: والثالث

ديث منكر اللفظ منقطع وأما ما روي عن عمر فح((): 1/125قال القرطيب يف تفسريه () 1(

اإلسناد، ألنه يرويه إبراهيم بن احلارث التيمي عن عمر، ومرة يرويه إبراهيم عن أيب سلمة عن عبدالرمحن عن عمر، وكالمها منقطع ال حجة فيه.

وقد ذكره مالك يف املوطأ، وهو عند بعض الرواة، وليس عند حيىي وطائفة معه ألنه رماه قال: كل صالة ال يقرأ فيها بأم ل: ليس عليه العمل، ألن النيب مالك يف كتابه بآخرة. وقا

وقد روي عن عمر أنه أعاد تلك الصالة. وهو الصحيح عنه روى حيىي القرآن فهي خداج.بن حيىي النيسابوري قال حدثنا أبو معاوية عن األعمش عن إبراهيم النخعي عن مهام بن

م الصالة.احلارث أن عمر نسي القراءة يف املغرب فأع اد قال ابن عبدالرب: وهذا متصل شهده مهام من عمر روي ذلك من وجوه وروى أشهب عن مالك قال: سئل مالك عن الذي نسي القراءة أيعجبك ما قال عمر. فقال: أنا أنكر أن

اس عمر يصنع هذا يف املغرب وال يسبحون لنوقال يرى ا يكون عمر فعله. و أنكر احلديث. .))د الصالة من فعل هذابه أرى أن يعي

وهو مدين، أبو سلمةي الزهر يالقرش بن عبد الرمحن بن عوف: عبد اهللا، وقيل: إمساعيل هو) 2(ته، من كبار التابعني، وهو أحد فقهاء املدينة السبعة على أحد األقوال، واتفقوا على جالل

ذيب ترمجته يف: انظر ه.94وارتفاع منزلته. توىف باملدينة سنة ، وعظم قدره، وإمامته ).1/106مشاهري علماء األمصار (و ) 2/522األمساء (

حممد بن على بن أىب طالب، يقال له: حممد بن احلنفية، كنيته أبو القاسم، كان من هو: ) 3(أفاضل أهل البيت وكانت الشيعة تسميه املهدى، ولد لثالث سنني بقيت من خالفة عمر

ذيب األمساء . انظر ترمجته يف: دفن بالبقيعو ه 73بن اخلطاب، ومات برضوى سنة غاية النهاية يف طبقات القراء و ) 1/103( مشاهري علماء األمصارو ) 1/104()1/366.(


- 269 -

.أنه صلى المغرب ولم يقرأ فأعاد، وهذه الرواية موصولة موافقة للسنة في وجوب القراءة: )2(قال البيهقي .كان ال تسقط بالنسيانوللقياس في أن األر

ألن الحارث : -أيضا -وأما األثر عن علي رضي اهللا عنه فضعيف - ب .متفق على ضعفه وترك اإلحتجاج به )3(األعور

مراده أن القراءة ال تجوز : وغيره )4(فقال البيهقي .وأما األثر عن زيد-جإال على حسب ما في المصحف فال تجوز مخالفته وإن كان على مقاييس

.بل حروف القراءة سنة متبعة أي طريق يتبع وال يغير، عربيةالومحمد بن ، وسفيان بن عيينة، مالك وربيعة: وما حكي عن األئمة - 3فروايات شاذة ال تصح كما هو معلوم عند أئمة ، والحسن بن صالح، أبي صفرة .أتباعهم

، احلافظ أبو بكرالبيهقي الشافعي، بن عبد اهللا بن موسى أمحد بن احلسني بن عليهو: ) 1( =

اونقل تابوته إىل ،ه458سنة تويف بنيسابورالفقيه احملدث، . انظر ترمجته يف: بيهق ودفن ).1/116للزركلي ( األعالمو ) 1/206معجم املؤلفني (

).2/382انظر: السنن الكربى للبيهقي () 2(مسع على بن أىب طالب، ، أبو زهري الكويف ياخلارق اهلمداين احلارث بن عبد اهللا األعورهو: ) 3(

والشعىب، ، وأبو إسحاق السبيعى، ارقىوعبد اهللا بن مسعود، روى عنه عبد اهللا بن مرة اخلوكذا قال أبو ، قال ابن أىب خيثمة: مسعت أىب يقول: احلارث األعور كذاب .وآخرون .وال ممن حيتج حبديثه، ليس بقوى: وقال أبو حامت .ال حيتج حبديثه: وقال أبو زرعة .إسحاق

مغاىن و ) 2/126(ذيب التهذيب . انظر ترمجته يف: احلارث كذاب: وقال ابن املديىن ).1/160األخيار (

).2/385انظر: السنن الكربى للبيهقي () 4(


- 270 -

القواعد األصولية المؤثرة في المسألة : .)1(مجرد عن القرينة الصارفة يقتضي الوجوباألمر ال: القاعدة األولىواألمر ، أمر مطلق )2(﴾فاقرءوا ما تيسر من القرآن﴿: فقوله تعالىفتكون قراءة ما تيسر من القرآن في الصالة واجبة عند ، المطلق للوجوب

.الجمهور لهذه القاعدةما يقتضي ، وما في معناه .ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن: وفي قوله

وهنا أمر ، ألن األمر المطلق يقتضي الوجوب، لقول بوجوب القراءة في الصالةا .بقراءة ما تيسر منها فكانت القراءة واجبة

فإن كان ، بيان مجمل القرآن بالسنة يأخذ حكم المبـين: القاعدة الثانيةفجميع ما اشتمل عليه بيان السنة له قوال ، المجمل في القرآن يقتضي الوجوب

وإن كان األمر الوارد في القرآن ندبا فما اشتملت ، أو فعال فهو واجب كانإذ البيان بالسنة القولية أو العملية ، السنة على بيانه من قول أو فعل فندب أيضا

.)3(تابع في الحكم للمبـين

) 79) وإحكام الفصول (1/224وبه قال مجهور األمة واألئمة قدميا وحديثا. انظر: العدة () 1() وأصول 1/50) واملعتمد (216، 1/212) والربهان (3/275واإلحكام البن حزم (

) والردود والنقود للبابريت 143) ونشر البنود (2/365ط () والبحر احملي1/15السرخسي () ومعامل 1/145) والتمهيد للكلوذاين (1/107) وكشف األسرار للبخاري (2/35(

) وشرح 191) ومذكرة الشنقيطي (2/35) والتأسيس يف أصول الفقه (406أصول الفقه (تيسري التحرير ) و 2/79) وشرح العضد (83) وإرشاد الفحول (3/39الكوكب املنري (

).1/303) والتقرير والتحبري (1/341( .73سورة املزمل آية ) 2() وتيسري التحرير 2/87) وأصول السرخسي (567 - 22/566انظر: حمموع الفتاوى () 3(

=) وأفعال 2/486) والردود والنقود للبابريت (2/186) وشرح الكوكب املنري (3/121(


- 271 -

فيه إجمال من حيث أوقات ، )1(﴾وأقيموا الصالة﴿: وقوله تعالىواألمر المطلق ، أمر: أقيموا: ولفظة، التي تقال فيهاالصالة وأفعالها واألقوال

لذلك األمر من قول أو يقتضي الوجوب فكل ما اشتمل عليه بيان النبي ، وها هنا ال صارف، فهو واجب إال ما صرفه الدليل إلى حكم آخر، فعل

ثم «: ولقول رسوله ، فكانت القراءة واجبة لقول اهللا تعالى في اآلية السابقة »صلوا كما رأيتموني أصلي«: ولقوله ، »ما تيسر معك من القرآناقرأ

.وصالته اشتملت على قراءة من غير ترك لها مطلقا فكانت واجبةوإذا كان اهللا عز وجل قد ((: رحمه اهللا )2(قال شيخ اإلسالم ابن تيميةفالنبى هو المبين ، كما فرض أصل الصالة، فرض الركوع والسجود هللا فى كتابه

وفعله ، وتعبر عنه، وتدل عليه، وسنته تفسر الكتاب وتبينه، ناس ما نزل إليهملل )3())إذا خرج إمتثاال ألمر أو تفسيرا لمجمل كان حكمه حكم ما امتثله وفسره

.انتهى كالمه

) 288) وشرح تنقيح الفصول (164على األحكام ( الرسول صلى اهللا عليه وسلم وداللتها =

).2/180) وفواتح الرمحوت (3/200وكشف األسرار للبخاري ( .43سورة البقرة آية ) 1( هو: أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم أبو العباس تقي الدين الشهري بابن تيمية، الشيخ) 2(

وذعي، ناصر السنن وقامع البدع، الذي ذاعاجملاهد الرباين األملعي الل اإلمام العلم اجملتهد حمتسبا سجينا تويفبلغت مؤلفاته ثالمثائة جملد، صيته وعم نفعه واشتهر يف اآلفاق ذكره

) والفتح املبني 6/80انظر ترمجته يف: شذرات الذهب ( ه.728بقلعة دمشق سنة )2/130.(

).567 - 22/566انظر: حمموع الفتاوى () 3(


- 272 -

يجب العمل به حتى يرد ما يصرف )1(قطعي الداللة: القاعدة الثالثة .)2(داللته أو يبطلها

هنا قطعية في )3(﴾فاقرءوا ما تيسر من القرآن﴿: لىوداللة قوله تعا .فكانت القراءة ركنا في الصالة، تعين قراءة ما تيسر من القرآن

)5(من الكتاب أو السنة إلى المحكم )4(رد المتشابه: القاعدة الرابعةألن داللة المحكم إما قطعية أو ظاهرة واضحة ، ليكون الجميع محكما ، منهما

بخالف المتشابه فإن داللته غامضة مبهمة غير واضحة ، وال لبس ال خفاء فيها .)1(مترددة بين معان مختلفة )6(أو مجملة

تمل إال وجها واحدا، ال خيتلف فيه.أي ما ال حي) 1(، 1/336) واملستصفى (1/412) والربهان (580كداللة النص والظاهر. انظر: الرسالة () 2(

) 3/478) وشرح الكوكب املنري (1/137) والعدة (1/164) وأصول السرخسي (384يب ) والتمهيد أل2/560) وروضة الناظر بتحقيق النملة (94 - 1/93وأضواء البيان (

).393 - 392) ومعامل أصول الفقه (3/108) وإعالم املوقعني (1/7اخلطاب ( .73سورة املزمل آية ) 3(املتشابه لغة: املتماثل وامللتبس، يقال: أشبه الشيء ماثله، واشتبه عليه األمر، إذا التبس، ) 4(

) 1610انظر: القاموس احمليط ( واصطالحا: هو ما مل تتضح داللته. وقيل: غري ذلك.) وشرح الكوكب املنري 17/418) وجمموع فتاوى ابن تيمية (1/471واملعجم الوسيط (

) 1/169) وأصول السرخسي (63) ومذكرة أصول الفقه للشنقيطي (143 - 2/142( ).151واللمع (

احملكم لغة: املتقن، واصطالحا: ما اتضحت داللته، وقيل: ما احتمل وجها واحدا. انظر: ) 5() وبيان املختصر 1/151) والعدة (1/165) وأصول السرخسي (1415حمليط (القاموس ا

).1/479) والردود والنقود للبابريت (1/113) وفتح الغفار (1/474() 11/127اجململ لغة: اجملموع، واصطالحا: ما مل تتضح داللته. انظر: لسان العرب () 6(

=) 1/345) واملستصفى (1/419) والربهان (195) وإحكام الفصول (1/142والعدة (


- 273 -

وما ذكره اآلخرون من ، وما استدل به الجمهور داللته من قبيل المحكمأدلة فداللتها ليست من قبيل المحكم وال من قبيل الظاهر فوجب الرجوع بها

سنة وما تواتر العمل به من فعل النبي صلى اهللا إلى ما أحكم من الكتاب وال .عليه وسلم وقوله

.القواعد األصولية قال الجمهور بركنية القراءة في الصالة مطلقا ولهذه . )2(حجية قول الصحابي وفعله: القاعدة الخامسة

لكن ، إن قول الصحابي وفعله حجة عند جماهير األئمة وأهل العلمدم معارضتها ألدلة شرعية أو ألقوال الصحابة حجية قوله موقوفة على ع

وليس ، ألنه ال قول ألحد مع قول اهللا ورسوله صلى اهللا عليه وسلم، اآلخرين

).2/295) والردود والنقود للبابريت (3/413وشرح الكوكب املنري ( =) والتمهيد أليب 688، 2/684)، (1/152) والعدة (1/277انظر: روضة الناظر () 1(

) وشرح الكوكب املنري 1/452) والبحر احمليط (1/106) واملستصفى (2/276اخلطاب (، 2/224) ونور األنوار يف شرح املنار (2/17( ) وفواتح الرمحوت157 - 2/140(

263.( - 2/562) واحملصول (60، 55/ 6البحر احمليط (و ) 7/265انظر: كتاب األم () 2(

) 2/1358) والربهان (4/130لآلمدي ( ) واإلحكام3/289) وقواطع األدلة (564 فى) واملستص3/361) وأصول اجلصاص (2/105) وأصول السرخسي (2/71املعتمد (و ) وروضة 333 - 3/330( أليب اخلطاب ) والتمهيد475 - 474) واملنخول (1/260(

) وبيان 2/287( ) وحاشية العضد2/319) والتحصيل (2/525الناظر بتحقيق النملة () وتيسري التحرير 229، 3/217) وكشف األسرار للبخاري (3/275( املختصر

اج (445نقيح الفصول ( ) وشرح2/771املنهاج ( ) وشرح3/133( ) 3/192) واإل) وختريج الفروع على األصول 4/422) وشرح الكوكب املنري (301 - 300واملسودة (

).339) وأثر األدلة املختلف فيها (2/186) وفواتح الرمحوت (179(


- 274 -

.قول بعض الصحابة بحجة على البعض اآلخروما احتج به أصحاب القول الثاني بما رووه عن بعض الصحابة رضي اهللا

ولمخالفتهم ألقوال جماهير ، شرعيةعنهم في المسألة باطل لكونه معارضا ألدلة ال سيما وما استدل به من مخالفيهم ال يصح عمن ، الصحابة رضي اهللا عنهم

.حكوه عنه أو نقولهفالمحتج بأقوال الصحابة القائلين بتعين القراءة في الصالة في حكم

.اإلجماع المتيقن لعدم المخالف والمعارض في الواقع والحقيقة : ةالراجح في المسأل

ولسالمتها لصدق أدلتهم على المطلوب، ما ذهب إليه الجمهور هو الراجح .والستقامة قواعدهم األصولية، عن المعارض المعين المكافيئ الصحيح

: المبحث الثاني

: )1(حكم القراءة في الصلوات الخمس .حكى بعض العلماء االتفاق على أن القراءة في الصلوات الخمس فرض

وهو : ال قراءة في الظهر والعصر: فقيل، فا ضعيفا فيهاوذكر بعضهم خال .فإنه كان يفتي بذلك، مروي عن ابن عباس رضي اهللا عنه

أي )2(»صالة النهار عجماء«: بقوله صلى اهللا عليه وسلم: واستدل له

ا يف: تفسري القرطيب () 1( ) واجملموع 1/124انظر هذه املسألة بأقواهلا وأدلتها ومناقشا) والغرة 4/103) وشرح صحيح مسلم للنووي (1/110صنائع () وبدائع ال3/275(

).1/358) والبحر الرائق (10/306)، (1/12) وتفسري ابن كثري (1/37املنيفية () كالمها عن 2/493) وعبد الرزاق يف مصنفه (1/320رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه () 2(

=): 2/1يف نصب الراية (احلسن، وعن أيب عبيدة، وعبدالرزاق عن جماهد. قال الزيلعي


- 275 -

.)1(ليس فيها قراءة إذ األعجم اسم لمن ال ينطق : )2(بما يأتي رأيهموأما القائلون بالقراءة مطلقا فقد استدلوا ل

.بما سبق ذكره من أدلة في المسألة السابقة: أوال وهو ما روي عن جابر بن : )3(بنص خاص في المسألة من السنة: ثانيا أن رسول اهللا كان يقرأ في : األنصاريين رضي اهللا عنهما )5(وأبي قتادة )4(عبد اهللا

وفي األخريين ، كتاب وسورةصالة الظهر والعصر في الركعتين األوليين بفاتحة ال

(قلت: غريب ورواه عبد الرزاق يف مصنفه من قول جماهد وأيب عبيدة...... وقال النووي يف =اخلالصة حديث: صالة النهار عجماء باطل ال أصل له انتهى). وقال احلافظ ابن حجر يف

): حديث صالة النهار عجماء مل أجده وهو1/160الدراية يف ختريج أحاديث اهلداية ( عند عبدالرزاق من قول جماهد ومن قول أيب عبيدة بن عبداهللا بن مسعود موقوفا عليهما).

).1/110انظر: بدائع الصنائع () 1() والغرة 1/110) وبدائع الصنائع (3/275) واجملموع (1/124انظر: تفسري القرطيب () 2(

).10/306)، (1/12) وتفسري ابن كثري (1/37املنيفية ( ).1/110دائع الصنائع (انظر: ب) 3(، الصحايب بن يلمنصاري السجابر بن عبد اهللا بن عمرو بن حرام اخلزرجي األهو: ) 4(

من املكثرين يف الرواية عن النيب صلى اهللا عليه وسلم وروى عنه مجاعة من ، صحايبالنه غزا تسع عشرة غزوة.وكانت له يف أواخر أيامه حلقة يف املسجد النبوي يؤخذ ع الصحابة.

) 1/149ذيب األمساء (وقيل غري ذلك. انظر ترمجته يف: ه 78سنة توىف باملدينة .العلم ).2/104( األعالم للزركليو

اس بن عبيد بن غنم بن ن ربعي بن بلدمة بن خ بن عمرو: النعمان وقيلوقيل: احلارثهو: ) 5(، واتفقوا على أنه شهد اختلف يف شهوده بدرا ، أبو قتادة، سلمة األنصاري اخلزرجي السلمي

وكانت وفاة أيب قتادة .وكان يقال له فارس رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، أحدا وما بعدها. انظر ترمجته وله اثنتان وسبعون سنةه 54مات باملدينة سنة .وقيل: بالكوفة يف خالفة علي

).7/327اإلصابة يف معرفة الصحابة (يف:


- 276 -

.)1(بفاتحة الكتابفإنه : )2(فقد صح رجوعه عنه ماوأما ما روي عن ابن عباس رضي اهللا عنه

أما في صالة الظهر والعصر : فقال؟. أقرأ خلف إمامي: روي أن رجال سأله وقال .فنعم

).1/333رواه مسلم يف صحيحه () 1( ).1/110انظر: بدائع الصنائع () 2(


- 277 -

معناه ال : )2)(1(والحديث على فرض صحته فقد قال الحسن البصري .والجمهور يقولون بهذا راءة.تسمع فيها ق

القواعد األصولية المؤثرة في المسألة : إن القواعد األصولية المؤثرة في المسألة السابقة هي بعينها المؤثرة في

إال أن المخالف في هذه المسألة قد احتج بدليل جزئي معين فيها ، هذا المسألة .»النهار عجماءصالة «: وهو ما روي عنه عليه الصالة والسالم أنه قال

فيمكن ، وعلى فرض صحته فهو محتمل، وهو حديث ال يصح وال يثبت .تأويله بما يتوافق مع األدلة الشرعية القطعية المحكمة األخرى

.ولهذه القواعد قال األئمة بوجوب وفرضية القراءة في جميع الصلوات : الراجح في المسألة

سبق ذكره في المسألة لما، ما ذهب إليه عامة أهل العلم هو الراجحمحتمل ال يرقى إلى معارضة ، وما ذكره المخالف هنا من دليل جزئي، السابقة

القواعد الكلية األصولية واألدلة المعينة في المسألة التي استدل بها الجمهور .وبنوا عليها مذهبهم

إمام أهل البصرة، وحرب د، من سادات التابعني، أبو سعي، احلسن بن يسار البصريهو: ) 1(

وله مع احلجاج ابن وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك.. مة يف زمنهاألاألعالم للزركلي يف: انظر ترمجته ه. 110، تويف سنة وقد سلم من أذاه، يوسف مواقف

).1/165ذيب األمساء (و ) 2/226( ).1/110انظر: بدائع الصنائع () 2(


- 278 -

: المبحث الثالث

)1(حكم القراءة في كل ركعة من ركعات الصلوات الخمس : في هذه المسألة جانبان للخالفهل هو في ، واقع بين الجمهور والحنفية في حكم مطلق القراءة: األول

بعد اتفاقهم على تعين ، أو في بعضها، كل ركعة من ركعات الصلوات الخمس القراءة في كل صالة منها.

الخالف فيه واقع بين الجمهور أنفسهم القائلين بتعين : والجانب الثانيهل ذلك في كل ركعة من ركعات ، حة في الصالة ال مطلق القراءةقراءة الفات

.وإن كان في البعض ففي أي ركعة ؟الصالة أو في بعضهاولقد أشار السرخسي إلى هذه المسألة جاعال الخالف فيها في الجانب

.الخالف فيها في الجانب الثاني -كابن كثير - كما جعل غيره ، األول .لمسألتين هي هيعلما بأن األقوال في ا

ويمكن توجيه هذا االختالف في إجراء الخالف فيها إلى أن القراءة لما لم تتعين عند الحنفية في الفاتحة بل المتعين عندهم قراءة قرآن سواء كان

.فاتحة أو غيرها كان الجانبان عندهم شيئا واحدا أو مسألة واحدةقراءة بالفاتحة كان الجانبان ولما كانت القراءة المعينة عند الجمهور هي ال

.أيضا عندهم شيئا واحدا أو مسألة واحدةألن الجميع يرى تعين قراءة ، ولذا كان الخالف في جانبي المسألة واحدا

) ونيل األوطار 1/13) و تفسري ابن كثري (19 - 1/18انظر: املبسوط للسرخسي () 1(

)2/232.(


- 279 -

لكن هل القراءة في ركعة أو في ركعتين أو في ثالث أو في كل ، في كل صالة .أو قرآنا معينا سواء كان المتعين مطلق القرآن، ركعة

هل أضعها ، أين يكون، في وضع هذه المسألة -أيضا -وقد ترددت .هنا أو أجعلها بعد الكالم عن مسألة تعين قراءة الفاتحة في الصالة

ألنه إن كان النظر فيها إلى ، وللنظر في الجانبين السابقين وقع الترددان وإن ك، فهذا موطنها، أو ال تعين مطلق القراءة في كل ركعة في كل صالة .فهناك موطنها، صالة النظر فيها إلى ما هو المتعين من القرآن في كل

: وباهللا التوفيق -فأقول، ولعل من المناسب الحديث عنها في هذا الموضع : )1(لقد اختلفت مذاهب العلماء في هذه المسألة على أقوال

.وبه قال الحسن البصري .القراءة فرض في ركعة واحدة: أولهاوهو الصحيح .قراءة فرض في الركعتين األوليين من كل صالةال: ثانيها .وبه قال مالك .القراءة فرض في ثالث ركعات: ثالثها .عند الحنفيةوأكثر )1(وأحمد )2(افعيـال الشـوبه ق .عةـرض في كل ركــراءة فــالق: رابعها

ا يف: بدائع الصنائع () 1( ) واملبسوط للسرخسي 1/110انظر هذه األقوال وأدلتها ومناقشا

التمهيد البن ) و 119 - 1/117) وتفسري القرطيب (1/283) واملغين البن قدامة (1/18() وعون املعبود 1/41) والغرة املنيفة (3/272) واجملموع للنووي (20/198( عبد الرب

) وشرح النووي على صحيح مسلم 157 - 1/156) ومغين احملتاج (27 -3/24() والبحر الرائق 1/25للجصاص () وأحكام القرآن 2/229) ونيل األوطار (4/102( مطالب أويل النهى) و 1/55( النكت والفوائد السنية على مشكل احملرر) و 1/312( ).451، 449 /1االستذكار () و 1/178( الفواكه الدواين) و 1/429(

بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان: هو) 2(ي، أبو عبد املك ياحلجاز يالشافعيب املطل يالقرش يبن عبد مناف بن قصهاشم بن املطلب

=أحد األئمة األربعة. تويف رمحه اهللا تعاىل ، امللة مام، عامل العصر، ناصر احلديث، فقيهاألاهللا،


- 280 -

.العلماء: ه تعالىبقول -رحمه اهللا تعالى -)2(احتج الحسن البصري: أدلة المسألة

فإذا قرأ ، واألمر بالفعل ال يقتضي التكرار )3(﴾فاقرءوا ما تيسر من القرآن﴿ .في ركعة واحدة فقد امتثل أمر الشرع

وقد ، حيث أثبت الصالة بقراءة .)4(ال صالة إال بقراءة: وبقول النبي .فثبتت الصالة ضرورة، وجدت القراءة في ركعة

االكتفاء نه لم ينقل عن النبي أل، بإنه ضعيف: ورد هذا االستداللولو جاز ذلك لفعله مرة تعليما ، بالقراءة في ركعة واحدة في شيء من الصلوات

أي تقرأ ، وقد سمى اهللا تعالى الفاتحة مثاني ألنها تثنى في كل صالة .للجواز .مرتين

:بما يأتي: )5(واحتج الحنفيةوقائع حيث نقلت عنهم: على ذلك - رضي اهللا عنهم- إجماع الصحابة: أوال

: ومن ذلك، وفتاوى كثيرة تدل على إجماعهم وتؤيد ما ذهب إليه الحنفية

).1/67ذيب األمساء (و ) 10/5سري أعالم النبالء (انظر ترمجته يف: ه.204سنة =السنة نبل أبو عبد اهللا الشيباين الذهلي املروزي مث البغدادي، جبلهو: أمحد بن حممد بن ح) 1(

ا وأحد األئمة األربعة اجملمع على إمامتهم وعدالتهم، ولد يف بغداد. ه.241سنة ومات ).2/96معجم املؤلفني (و ) 1/1بقات احلنابلة (انظر ترمجته يف: ط

).19 - 1/18( ) واملبسوط للسرخسي1/110انظر: بدائع الصنائع () 2( .73سورة املزمل آية ) 3(. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي رواه مسلم يف صحيحه من حديث أيب هريرة ) 4(

)4/105.( ).1/110) وبدائع الصنائع (19 -1/18انظر هذه األدلة يف: املبسوط للسرخسي () 5(


- 281 -

كان يقرأ في الركعتين األخيرتين زمن النبي على جهة )1(أن أبا بكر - 1 .)2(على جهة الثناء .آمن الرسول: وروي أنه قرأ في األخيرتين .الثناء

في ركعة من صالة المغرب وعمر رضي اهللا تعالى عنه ترك القراءة - 2 .)3(فقضاها في الركعة الثالثة وجهر

رضي اهللا تعالى عنه ترك القراءة في األوليين من صالة )4(وعثمان - 3 .)5(العشاء فقضاها في األخيرتين وجهر

أبو بكر، القرشيكعب التيمي عمري بن عبد اهللا بن أيب قحافة عثمان بن عامرهو: ) 1(

وأحد أعاظم ، من الرجال اهللا وأول من آمن برسول، أول اخللفاء الراشدينالصديق، وكانت العرب ، عاملا بأنساب القبائل وأخبارها وسياستهاكان من سادات قريش، ، العرب

الزكاة. ومانعي ، فحارب املرتدين وبويع باخلالفة يوم وفاة النيب . تلقبه بعامل قريشذيب األمساء . انظر ترمجته يف: وله ثالث وستون سنة كرسول اهللا ،ه13 سنة تويف

).4/102األعالم للزركلي (و ) 2/472( ).252 -10/251انظر: مشكل اآلثار () 2( ).2/123انظر: مصنف عبد الرزاق () 3(قرشي بن أيب العاص بن أمية بن عبد مشس بن عبد مناف ابن قصي ال عثمان بن عفانهو: ) 4(

وأحد العشرة املبشرين ثالث اخللفاء الراشدين. ذو النورين، عمرو، وأبو عبد اهللا ، أبواألمويهاجر إىل أرض ، ومن أظهر أعماله يف اإلسالم مجع القرآن الكرمي ىف مصحف واحدباجلنة،

ة مث هاجر اهلجر ، وكان أول خارج إليها احلبشة فارا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول اهللا الثانية إىل املدينة ومل يشهد بدرا لتخلفه على متريض زوجته رقية كانت عليلة فأمره رسول اهللا

معدود يف البدريني، زوجه رسول اهللا ، فهو بالتخلف عليها ابنتيه: رقية مث أم كلثوماإلصابة يف متييز الصحابة انظر ترمجته يف: ه.35شهيدا سنة ، قتل واحدة بعد واحدة

)4/456.( ).1/110) وبدائع الصنائع (19 - 1/18انظر: املبسوط للسرخسي () 5(


- 282 -

رضي اهللا عنهما أنهما كانا في )1(وروي علي وابن مسعود -5، 4 .)2(األخيرتين يسبحان

رضي اهللا تعالى عنها عن قراءة الفاتحة في )3(وسأل رجل عائشة - 6ولم يرو عن غيرهم خالف .)4(اقرأ ليكون على جهة الثناء: األخيرتين فقالت

.وكفى بإجماعهم حجة .ذلك فيكون ذلك إجماعا فال تكون ، وألن القراءة في األخيرتين ذكر يخافت به في كل حال: ثانيا

بنى األركان على الشهرة والظهور ولو كانت وتأثيره أن م، ركنا كثناء االفتتاح .القراءة في األخيرتين ركنا لما خالف األوليين في الصفة كسائر األركان

حتى إن ، بخالف الفرض، وكل شفع من التطوع صالة على حدة: ثالثا .فساد الشفع الثاني في التطوع ال يوجب فساد الشفع األول

: فقالوا: - تعالى رحمهم اهللا - )5(واحتج مالك والجمهور

وهاجر أسلم قدميا ، هو: عبد اهللا بن مسعود بن غافل أبو عبد الرمحن اهلذيل املكي املهاجري) 1(االستيعاب انظر ترمجته يف: ه.33وقيل سنة ه 32اهلجرتني، تويف باملدينة النبوية سنة

)3/987.( ).2/100) ومصنف عبد الرزاق (409 - 1/408مصنف بن أيب شيبة ( انظر:) 2(الصديقة بنت القرشية، أم عبد اهللا، عائشة بنت أيب بكر الصديق عبد اهللا بن عثمانهي: ) 3(

يف السنة الثانية بعد تزوجها النيب . دبالصديق، أفقه نساء املسلمني وأعلمهن بالدين واألوهلا خطب ومواقف.وكان ، وأكثرهن رواية للحديث عنه.اهلجرة، فكانت أحب نسائه إليه

ا عن الفرائض فتجيبهم. انظر ترمجتها ه.58سنة وتوفيت يف املدينة أكابر الصحابة يسألو ).3/240األعالم للزركلي (و ) 8/16اإلصابة يف معرفة الصحابة (يف:

) 250 -10/249انظر: مشكل اآلثار () 4() واملغين البن قدامة 19 -1/18) واملبسوط للسرخسي (1/110انظر: بدائع الصنائع () 5(

=) والغرة املنيفة 3/272) واجملموع للنووي (119 - 1/117) وتفسري القرطيب (1/283(


- 283 -

، فال تجوز كل ركعة إال بقراءة، اسم الصالة ينطلق على كل ركعة - 1 .ال صالة إال بقراءة: لقوله

ففي الفرض ، وألن القراءة في كل ركعة فرض في النفل بإجماعنا - 2 .فثبتت الفرضية في كل ركعة من الفرض بطريق األولى .ألنه أقوى، أولى

وسائر األركان من القيام والركوع ، من أركان الصالة وألن القراءة ركن - 3 .فكذا القراءة، والسجود فرض في كل ركعة

وفي رواية .)1(ثم افعل ذلك في صالتك كلها: لألعرابي ولقوله - 4 .)3(ثم أفعل ذلك في كل ركعة: )2(ألحمد وابن حبان

قراءة في وبهذا يحتج مالك إال أنه يقول القراءة في األكثر أقيم مقام الأقيم القراءة في أكثر : وهكذا قال مالك رحمه اهللا إال أنه قال .الكل تيسيرا

.الركعات مقامها في الجميع تيسيرا

) وشرح النووي 157 - 1/156) ومغين احملتاج (27 -3/24) وعون املعبود (1/41( =

للجصاص ) وأحكام القرآن 2/229) ونيل األوطار (4/102على صحيح مسلم ( ).1/312) والبحر الرائق (1/25(

رواه مسلم يف صحيحه من حديث أيب هريرة رضي اهللا عنه. انظر: صحيح مسلم بشرح ) 1( ).4/103النووي (

حممد بن حبان بن أمحد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، البسيت، الشافعي، أبو هو: ) 2(رك يف الطب والنجوم وغريمها. وفقه حمدث، حافظ، مؤرخ فقيه، لغوي، واعظ، مشا، حامت

الناس بسمرقند وويل قضاءها، وقدم نيسابور، مث خرج إىل وطنه سجستان، وتويف مبدينة معجم املؤلفني و ) 16/92سري أعالم النبالء (انظر ترمجته يف: ه.354سنة بست

).6/78األعالم للزركلي (و ) 9/173( ).5/88بن حبان () وصحيح ا4/340انظر: مسند اإلمام أمحد () 3(


- 284 -

القواعد األصولية المؤثرة في هذه المسألة : ذهب جماهير العلماء سلفا وخلفا إلى : حجية اإلجماع: القاعدة األولى

.وبعض الشيعة )1(من المعتزلة كالنظام القول بحجية اإلجماع خالفا لشذوذ )2(خالفا البن حزم -وأن اإلجماع ال يختص بالصحابة رضي اهللا عنهم

بل ينعقد اإلجماع من مجتهدي أمة محمد صلى اهللا عليه -وبعض الظاهرية .)3(وسلم في أي عصر على أمر من أمور الدين

ول آحادا وذهب كثير من العلماء إلى أن اإلجماع النطقي المنق

تبحر ، من أئمة املعتزلة، أبو إسحاق النظاماملعتزيل، إبراهيم بن سيار بن هانئ البصريهو: ) 1(

وانفرد بآراء خاصة، يف علوم الفلسفة واطلع على أكثر ما كتبه رجاهلا من طبيعيني وإهلينيم .تابعته فيها فرقة من املعتزلة مسيت (النظامية) نسبة إليه أديبا ندقة، وكان شاعرا بالز وأ

معجم املؤلفني و ) 43/ 1األعالم للزركلي (انظر ترمجته يف: ه.231. تويف سنة بليغا )1/37.(

هو: علي بن أمحد بن سعيد بن حزم بن غالب األندلسي أمام الظاهرية يف وقته، كان فقيها ) 2(اهدا، بلغت مصنفاته األربعمائة حمدثا حافظا مفسرا متكلما أصوليا مؤرخا أديبا شاعرا ز

مصنف، منها اإلحكام يف أصول األحكام، واحمللى، والتقريب يف حدود املنطق، والفصل يف معجم و ) 4/254األعالم للزركلي (انظر ترمجته يف: ه.456امللل والنحل، تويف سنة

).7/16املؤلفني () 4/1058) والعدة (1/175) واملستصفي (2/367انظر: إحكام الفصول للباجي () 3(

) وشرح 2/212) وشرح الكوكب املنري (1/295) وأصول السرخسي (303واملنخول () 518 - 1/517) والردود والنقود (3/225) وتيسري التحرير (322تنقيح الفصول () وشرح خمتصر الروضة 3/227) وكشف األسرار للبخاري (1/525وبيان املختصر (

) واإلحكام 2/220) وفواتح الرمحوت (3/224اخلطاب () والتمهيد أليب 3/14للطويف ( ).4/659البن حزم (


- 285 -

.)1(والسكوتي حجة كالقطعيعلى أن القراءة -رضي اهللا عنهم -فالحنفية احتجوا بإجماع الصحابة حيث نقلت عنهم وقائع وفتاوى كثيرة ، فرض في الركعتين األوليين من كل صالة

.وكفى بإجماع الصحابة حجة، تدل على ما ذهب إليه الحنفيةبل ، إنه معارض بمثله: وقالوا، ماعوأما الجمهور فلم يسلموا بهذا اإلج

بالنصوص الشرعية الدالة على تعين القراءة في كل ركعة من ركعات معارض الصلوات المفروضات وغيرها.

ذهب كثير : )2(اقتضاء األمر المجرد عن القرينة التكرار: القاعدة الثانيةلى أنه وذهب آخرون إ، من العلماء إلى أنه يقتضي المرة وال يحتمل التكرار

.بالوقف فيه: وقيل، وقيل ال يدل على شيء منهما، يقتضي التكرار أبدا يرى أن األمر بالفعل ال يقتضي -فيما يحكى عنه - فالحسن البصري

.فإذا قرأ في ركعة واحدة فقد امتثل أمر الشارع، التكرار، وقد وجدت القراءة في ركعة، أن الشارع أثبت الصالة بقراءة: يوضحه

) وأصول 209، 4/152) واحملصول (337، 332انظر: شرح تنقيح الفصول () 1(

، 2/224) وشرح الكوكب املنري (1/215) واملستصفى (318، 1/302السرخسي () وكشف 597 - 1/593) والردود والنقود (260، 3/258) وتيسري التحرير (262

) وفواتح 322، 3/292) والتمهيد أليب اخلطاب (265، 3/261األسرار للبخاري ( ).243 -2/242الرمحوت (

) والربهان 89) وإحكام الفصول (1/264) والعدة (3/336انظر: اإلحكام البن حزم () 2() وجمموع الفتاوى البن تيمية 2/78) وروضة الناظر بتحقيق النملة (1/224() والردود والنقود 2/31) وبيان املختصر لألصفهاين (2/385البحر احمليط () و 21/380() وتيسري التحرير 1/122وكشف األسرار للبخاري (3/43) وشرح الكوكب املنري (2/46( ).1/311) والتقرير والتحبري (1/351(


- 286 -

.ت الصالة ضرورةفثبتلكنه ، ال يرون أن األمر المطلق يقتضي التكرار -وإن كانوا -والجمهور

.وحينئذ تتكرر القراءة بتكرر سببها، علق هنا على ما يتكرر


- 287 -

فإذا تكررت الركعات تكررت ، على كل ركعة منفردة فاسم الصالة يصدقءة ركن من أركان وألن القرا؛ لتكرر صدق اطالق لفظ الصالة عليها، القراءةوتكرر ، وسائر األركان من القيام والركوع والسجود فرض في كل ركعة، الصالة

.فكذا القراءة، بتكرر كل ركعة .ثم أفعل ذلك في كل ركعة: كيف وقد تأكد هذا المعنى بقوله

؟)1(المطلق من كل شيء إلى ماذا ينصرف: القاعدة الثالثةالكامل. ولهذا لو حلف ال يأكل اللحم المطلق من كل شيء يتناول الفرد

وال ، إذ اللحم هو المنعقد من الدم، لنقصان لحميته، لم يحنث بأكل السمك .وبه قال الحنفية وبعض الشافعية وبعض الحنابلة .دم للسمك .ألنه المتيقن، المطلق عند عدم القرينة ينـزل على أقل المراتب: وقيل

وبه قال .ب اكتفى منه بما يطلق عليه االسمولهذا لو باع عبدا بشرط أنه كات .كثير من الشافعية وغيرهم

إن المطلق من األسماء يتناول الكامل : وقالت طائفة من الحنابلة وغيرهم .من المستثنيات في اإلثبات ال النفى

ولهذا االختالف تباينت أقوال أهل العلم فيما يصدق عليه المطلق من .ذه المسألة عليهاوقد انبنت ه .ألفاظ الشارع

ذهب جماهير العلماء قديما وحديثا : االحتجاج بالقياس: القاعدة الرابعة .)2(خالفا للظاهرية، وأنه حجة فيما عقل معناه، إلى القول بحجية القياس

) وإيثار اإلنصاف 348، 1/82) وأصول السرخسي (181 - 3/180انظر: املنثور () 1(

) وشرح النووي على صحيح 3/576) (2/94) وفتح الباري (90) واملسودة (1/248( ).1/358) والبحر الرائق (1/286) والقواعد والفوائد األصولية (1/148مسلم (

=) واملستصفى 2/750) والربهان (460) وإحكام الفصول (2/200انظر: املعتمد () 2(


- 288 -

أما هنا فألن كال من المختلفين يحتج بقياس معين ، هذا من حيث األصلوهذا ، عارض األقيسة في المسألةفحصل من ذلك ت، لتصحيح مذهبه وترجيحه

.يستدعي إبطال بعضها أو الترجيح بينها بمرجح فالحنفية لم يقولوا بالقراءة في الركعتين األخيرتين قياسا على ثناء االفتتاح

وأيضا لو كانت القراءة في األخيرتين ، بجامع أنهما ذكر يخافت به في كل حال سائر األركان.ركنا لما خالفتا األوليين في الصفة ك

التفاق الجميع على أن القراءة : )1(أما الجمهور فقد قالوا بقياس األولىفتتعين القراءة في الفرض بطريق ، في كل ركعة من ركعات صالة النفل فرض

تتكرر -كالقيام والركوع والسجود -كما أن األركان : -أيضا -وقالوا .األولى .ألنها ركن عند الجميع، تتكررفكذا القراءة ، القراءة في كل ركعة

: الراجح في المسألةلما سبقت اإلشارة إليه في المسألتين ، ما قرره جمهور العلماء هو الراجح

وألن ما ذكره المخالف من أدلة معينة في المسألة محتمل ال يدفع ، السابقتينأما ما ذكره المخالف من قواعد أصولية ، الصريح الصحيح من أدلة الجمهور

) وروضة الناظر 2/565نقود () والردود وال3/365) والتمهيد أليب اخلطاب (2/234( =

) 5/16) والبحر احمليط (3/270) وكشف األسرار للبخاري (3/806بتحقيق النملة () 4/104) وتيسري التحرير (4/211) وشرح الكوكب املنري (3/141وبيان املختصر (

) 4/9) وقواطع األدلة (3/247) وشرح خمتصر الروضة للطويف (2/106ونشر البنود ( ).174( وإرشاد الفحول

هو: ما كان اقتضاء الوصف فيه للحكم يف الفرع أوىل من اقتضائه له يف األصل لقوة العلة ) 1(فيه.كقياس الضرب على التأفيف يف التحرمي جبامع األذى يف كل.فإن هذا املعىن يف الضرب

.)109، 71أقوى، فكان أوىل بالتحرمي.انظر: القياس يف القرآن الكرمي والسنة النبوية (


- 289 -

الجمهور يقولون بها من قياس وإجماع وداللة المطلق على الفرد الكامل وأما ف .فألن التكرر حصل بتكرر سببه، مسألة اقتضاء األمر التكرار أو عدمه

)1(تعين قراءة الفاتحة في الصالة: المبحث الرابع : اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين رئيسين هما

وأنها ركن من أركانها ، ءة الفاتحة في الصالة مطلقا تعيين قرا: القول األولوبه قال جمهور العلماء من .وفرض من فروضها ال تصح الصالة إال بها

.)2(الصحابة والتابعين واألئمة المتبوعين مالك والشافعي وأحمد وأتباعهمال تتعين قراءة الفاتحة في الصالة مطلقا بل يجزئ عنها : القول الثاني

وبه قال .فليست من فروضها وال من أركانها بل هي مستحبة، من القرآنغيرها .وأحمد في رواية، جل الحنفية

فمن قام بها فهو أفضل ومن تركها عمدا ، إنها واجبة: وقال بعض الحنفية .)3(وقرأ بغيرها من القرآن فقد أثم وأساء وصالته صحيحة

ا يف: املغين البن قدامة () 1( ) وتفسري 1/283انظر هذه املسألة بأقواهلا وأدلتها ومناقشا

) وعون 1/41) والغرة املنيفة (3/272) واجملموع للنووي (119 -1/117القرطيب () وشرح النووي على صحيح مسلم 157 - 1/156) ومغين احملتاج (27 - 3/24املعبود (

) والبحر الرائق 1/25) وأحكام القرآن للجصاص (2/229) ونيل األوطار (4/102()1/312.(

) واجملموع للنووي 119 -1/117) وتفسري القرطيب (1/283انظر: املغين البن قدامة () 2( - 1/156) ومغين احملتاج (3/25) وعون املعبود (1/41) والغرة املنيفة (3/272(

) والبحر 2/229طار () ونيل األو 4/102) وشرح النووي على صحيح مسلم (157 ).1/312الرائق (

=) واجملموع للنووي 119 -1/117) وتفسري القرطيب (1/283انظر: املغين البن قدامة () 3(


- 290 -

: أدلة المسألةلتنازعهم في األدلة ، ن في هذه المسألةزاع بين المختلفيلقد قوي الن

والختالفهم الكبير في القواعد األصولية التي انبنت ، الشرعية المعتبرة ودالالتهاولكي تتضح األدلة التي انطلق منها المتنازعون في هذه .عليها هذه المسألة

: فقد جعلت البحث فيها على النحو التالي، المسألة : )1(يين قراءة الفاتحة في الصالةأدلة القائلين بتع: أوال

: استدل هؤالء على صحة مذهبهم بالكتاب والسنة واآلثار والقياساحتج القائلون بتعيين قراءة الفاتحة في الصالة : األدلة من الكتاب- أ

)2(﴾فاقرؤا ما تيسر من القرآن﴿: بقوله تعالىفما ، ألمةمتوجه إلى جميع ا: فاقرؤوا: إن الخطاب بقوله: وجه الداللة

فعلم أن هذا ، وقراءة الفاتحة متيسرة لهم، تيسر لجميع األمة يكون مراده به .)3(دليل ظاهر على أن الفاتحة ركن في الصالة

لقد تنوعت األدلة من السنة وتعددت في الداللة : األدلة من السنة- ب

- 1/156) ومغين احملتاج (3/25) وعون املعبود (1/41) والغرة املنيفة (3/273( =) والبحر 2/229) ونيل األوطار (4/102) وشرح النووي على صحيح مسلم (157

).1/23) وشرح فتح القدير (1/312رائق (ال) واجملموع للنووي 119 -1/117) وتفسري القرطيب (1/283انظر: املغين البن قدامة () 1(

) وعون املعبود 20/191( التمهيد البن عبد الرب) و 1/41) والغرة املنيفة (3/272() 4/103) وشرح النووي على صحيح مسلم (157 - 1/156) ومغين احملتاج (3/25(

) وقواطع األدلة 27 -1/25) وأحكام القرآن للجصاص (230 - 2/229ونيل األوطار ( ). 1/312) والبحر الرائق (1/445يف األصول (

.73سورة املزمل آية ) 2( ).1/41انظر: الغرة املنيفة () 3(


- 291 -

زيء وأنها ال تصح الصالة وال تقبل وال تج، على تعين قراءة الفاتحة في الصالة : إال بها

.)1(»ال صالة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب«: قوله - 1فيه داللة صريحة واضحة على أن كل صالة ال تقرأ فيها ((: )2(وجه الداللة

يتوجه إلى : ال صالة: ألن النفي في قوله، فاتحة الكتاب ال تصح وال تجوزإلى الذات وهو الصحة و إال توجه إلى ما هو أقرب ، الذات إن أمكن انتفاؤها

والحمل على ، والكمال أبعدهما، ألن الصحة أقرب المجازين ؛ال إلى الكمالألن المراد ؛ وتوجه النفي ههنا إلى الذات ممكن، أقرب المجازين واجب

لما تقرر من أن ألفاظ الشارع محمولة على ، بالصالة معناها الشرعي ال اللغوي . لتعريف الموضوعات اللغويةعرفه لكونه بعث لتعريف الشرعيات ال

ألن المركب كما ، وإذا كان المنفي الصالة الشرعية استقام نفي الذاتوال ، فال يحتاج بإضمار الصحة، ينتفي بانتفاء جميع أجزائه ينتفي بانتفاء بعضها

ألنه إنما يحتاج إليه عند الضرورة وهي عدم إمكان انتفاء ، وال الكمال، اإلجزاء .الذات

، فال يمكن توجه النفي إلى ذاتها، أن المراد ههنا الصالة اللغوية ولو سلملكان المتعين توجيه النفي إلى الصحة أو اإلجزاء ، ألنها قد وجدت في الخارج

ال صالة «: بلفظ)3(ولرواية الدارقطني، ألن ذلك أقرب المجازين: ال إلى الكمال

) من 1/295) مع الفتح، ومسلم يف صحيحه (2/237رواه البخاري يف صحيحه () 1( ن الصامت رضي اهللا عنه.حديث عبادة ب

) ونيل األوطار 242 - 2/241) وفتح الباري (30 -3/29انظر: عون املعبود () 2()2/230.(

=سالم مام شيخ اإلاإل، أبو احلسن، الدارقطين الشافعي علي بن عمر بن أمحد بن مهديهو: ) 3(


- 292 -

)1(»لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب .)))2(»بل صالة ال يقرأ فيها بأم القرآنال تق«: وألحمد بلفظ

: عن قوله صلى اهللا عليه وسلم - رحمه اهللا -)3(قال الحافظ ابن حجر .))ال صالة إال بقراءة فاتحة الكتاب((

.أي ال تصلوا إال بقراءة فاتحة الكتاب: نفي بمعنى النهي، ال صالة: قوله... فإنه .)4(»الطعام ال صالة بحضرة«: ونظيره قوله عليه الصالة والسالم

.)6()))5())ال يصلي أحدكم بحضرة الطعام((: في صحيح ابن حبان بلفظمن صلى صالة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج خداج «: قوله - 2 .»خداج

تويف ببغداد .وأول من صنف القراآت وعقد هلا أبوابا ، حافظ الزمان، إمام عصره يف احلديث =

).4/314األعالم للزركلي (و ) 3/991تذكرة احلفاظ (انظر ترمجته يف: ه.385سنة ) من حديث عبادة بن الصامت رضي اهللا عنه. 322 - 1/321رواه الدارقطين يف سننه () 1(

ذا اللفظ، أخرجه ابن خزمية وقال: إسناده صحيح. وهلا شاهد من حديث أيب هريرة مرفوعا ). 5/82) وابن حبان يف صحيحه (1/246ه (يف صحيح

).5/78رواه أمحد يف املسند () 2( محد الكناين، العسقالين، املصري املولدأمحد بن علي بن حممد بن حممد بن علي بن هو: أ) 3(

، اإلمام احلافظ والدار، والوفاة، الشافعي، ويعرف بابن حجر، شهاب الدين، أبو الفضل) 2/20معجم املؤلفني (انظر ترمجته يف: ه.852لشاعر. تويف سنة األديب ا ؤرخاملدث احمل ).1/178األعالم للزركلي (و

).1/393رواه مسلم يف صحيحه () 4( ).430 - 5/429رواه ابن حبان يف صحيحه () 5( ).2/242انظر: فتح الباري () 6(


- 293 -

.النقص والفساد: والخداج((: )1(قال القرطبيإذا وأخدجت، خدجت الناقة إذا ألقت ولدها لغير تمام: )2(قال األخفش

.قذفت به قبل الوالدة وإن كان تام الخلق، ألنها صالة لم تتم، والنظر يوجب في النقصان أال تجوز معه الصالة

.ومن خرج من صالته وهي لم تتم فعليه إعادتها كما أمر على حسب حكمهاوال سبيل إليه من ، ومن ادعى أنها تجوز مع إقراره بنقصها فعليه الدليل

.))وجه يلزم .)3(»كل صالة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج«: لهقو - 3

بأن : )4(فإن أجاب القائلون بعدم وجوب تعيين الفاتحة عن هذا الحديثكما في قوله عليه ، عبارة عن النقصان مع بقاء الذات دون البطالن: الخداج

.»ال صالة لجار المسجد إال في المسجد«: الصالة والسالم .)5(صل أن الصالة الناقصة ال تسمى صالة حقيقةإن األ: فيقال لهم

. )6(»ال صالة إال بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد«: قوله - 4

ون ) وع4/102) وشرح النووي على صحيح مسلم (1/124انظر: تفسري القرطيب () 1( ). 3/27املعبود (

البصري، األخفش الكبري، أبو اخلطاب، عبد احلميد بن عبد اجمليد موىل قيس ابن ثعلبةهو: ) 2(وهو أول من فسر الشعر ، عراب وأخذ عنهملقي األ. من كبار العلماء بالعربيةشيخ العربية، سري ته يف: انظر ترمج ه.177. تويف سنة وما كان الناس يعرفون ذلك قبله، حتت كل بيت ).3/288األعالم للزركلي (و ) 7/323أعالم النبالء (

).2/26انظر: سنن الرتمذي () 3( ).40 -39/ 1انظر: الغرة املنيفة () 4( ).1/157انظر: مغين احملتاج () 5( =أن قال: أمرين رسول اهللا ) من حديث أيب هريرة 1/216أخرجه أبو داود يف سننه () 6(


- 294 -

ال تجزئ صالة ال يقرأ فيها بفاتحة «: قوله عليه الصالة والسالم - 5فاقتضى ذلك أن تكون ، أن ما ال تجزئ هي الباطلة: وجه الداللة. )1(»الكتاب

.قراءة الفاتحة متعينة . )2(»ال تقبل صالة ال يقرأ فيها بأم القرآن«: قوله - 6

فاقتضى ذلك بطالن الصالة بغير ، أن ما ال تقبل هي الباطلة: وجه الداللة .مما يدل على أن قراءتها ركن من أركان الصالة، قراءة الفاتحة

قسمت الصالة بيني وبين عبدي «: يقول اهللا تعالى: قال قوله - 7حمدني : يقول اهللا تعالى .الحمد هللا رب العالمين: قال العبدفإذا .نصفين: وإذا قال .مجدني عبدي: يقول اهللا تعالى .الرحمن الرحيم: وإذا قال .عبدي

: فإذا قال .أثنى علي عبدي وفوض أمره إلي: يقول اهللا تعالى .مالك يوم الدينذا بيني وبين عبدي ه: يقول اهللا تعالى .إياك نعبد وإياك نستعين إلى آخر السورة

».نصفين ولعبدي ما سأل، قسمت الصالة نصفين: أن اهللا تعالى قال: )3(والمقصود من هذا الخبر

، وهذه القسمة بناء على قراءة الفاتحة في الصالة .نصفها لي ونصفها لعبدي .فلو صحت الصالة بدونها لما صحت هذه القسمة

ورواه احلاكم يف املستدرك .»الة إال بقراءة فاحتة الكتاب فما زادال ص«أنادي أنه: =

) مث قال: هذا حديث صحيح ال غبار عليه. 1/365(مرفوعا، ورواه ابن حبان يف صحيحه ) عن أيب هريرة 1/248رواه ابن خزمية يف صحيحه () 1(

جتزئ ال« ):3/353سنن الدارقطين ( ).ويف4/440) وتفسري ابن كثري (96، 5/91( هذا إسناد صحيح.مث قال: »كتابليها بفاحتة افيقرأ الرجل صالة ال

): رواه عبد اهللا بن سوادة القشريي عن رجل عن أبيه 2/242قال احلافظ يف فتح الباري () 2( مرفوعا.

).1/39انظر: الغرة املنيفة () 3(


- 295 -

اتحة الكتاب دل على أنها أنه لما عبر بالصالة عن قراءة ف: )1(يوضحه، )2(﴾وقرآن الفجر﴿: من فروضها كما أنه لما عبر عن الصالة بالقرآن في قولهوكما عبر عنها بالركوع ، وأراد قراءة صالة الفجر دل على أنها من فروضها

.دل على أنه من فروضها، )3(﴾واركعوا مع الراكعين﴿: فقالأن نقرأ بفاتحة الكتاب وما أمرنا«: قال )4(عن أبي سعيد الخدري - 8 . )5(»يتيسر

ألن ، واآلمر إنما هو رسول اهللا .على البناء للمجهول((: )6(أمرنا: فقوله .مطلق األمر والنهي ينصرف بظاهره إلى من له األمر والنهي وهو الرسول

وجوب قراءة الفاتحة في : أن نقرأ بفاتحة الكتاب: ويؤخذ من قوله .))نة ال يجزي غيرها إال لعاجز عنهاوأنها متعي، الصالة

، فكان ما فعله واجبا ، وفعله كان لبيان مجمل القرآن، ولفعله - 9

).1/25انظر: أحكام القرآن للجصاص () 1( .78سورة اإلسراء آية ) 2( .43سورة البقرة آية ) 3(بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن األجبر واألجبر هو خدرة بن سعد بن مالك بن سنانهو: ) 4(

عوف بن احلارث بن اخلزرج أبو سعيد اخلدري هو مشهور بكنيته أول مشاهده اخلندق وغزا يه وسلم سننا اثنيت عشرة غزوة وكان ممن حفظ عن رسول اهللا صلى اهللا عل مع رسول اهللا

ه.74تويف سنة كثرية وروى عنه علما مجا وكان من جنباء األنصار وعلمائهم وفضالئهم.اإلصابة يف معرفة الصحابة و ) 2/602اإلستيعاب يف معرفة األصحاب (انظر ترمجته يف:

).2/388ذيب األمساء (و ) 3/78(بإسناد صحيح - ) 1/216سننه ( يف ): (رواه أبو داود،3/275اجملموع (قال النووي يف ) 5(

على شرط البخاري ومسلم). ).25 - 3/24انظر: عون املعبود () 6(


- 296 -

واألمر هنا للوجوب فكان كل ما فعله ، »صلوا كما رأيتموني أصلى«: وكذا قوله .في صالته واجبا إال ما خصه الدليل أو قاله النبي

صالته منذ فرضت إلى أن توفاه قرأ بفاتحة الكتاب في أن النبي -10فظهر أنه ال )1(﴾فاتبعوه﴿: فيجب متابعته على جميع الناس لقوله تعالى، اهللا

تجوز الصالة بدون الفاتحة إذ لو كانت الصالة جائزة بدونها لكان النبي .)2(فإذا لم يتركها مرة علم أن الصالة بدونها ال تجوز، يتركها مرةالغرب والموافق والمخالف يقرأون بفاتحة أن جميع أهل الشرق و -11

ومن ﴿: لقوله تعالى )3(الكتاب في الصالة فالمخالف لهم يدخل تحت الوعيد

يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الھدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله

.اآلية، )4(﴾ما تولى : اآلثار عن الصحابة ومن بعدهم-ج : )5(ابة وغيرهم وقد أفتوا بهوهو قول عامة أهل العلم من الصح - 1ون بتعين قراءة ـولـفقد روي عنهم أنهم يق: مي اهللا عنهـالصحابة رض- أوأبي بن ، ريرةـوأبو ه، اهللا بن عباس دــوعب، عمر بن الخطاب: منهم، الفاتحةادة بن ـوعب، )2(رو بن العاصـاهللا بن عم دـوعب، )1(اريــوأبو أيوب األنص، )6(كعب

.155سورة األنعام آية ) 1( ).1/37انظر: الغرة املنيفة () 2( ) 1/40انظر: الغرة املنيفة () 3( .115سورة النساء آية ) 4( ).1/120انظر: تفسري القرطيب () 5(سيد ، أبو املنذر وأبو الطفيلاألنصاري اخلزرجي قيس بن عبيد بن زيد أيب بن كعب بن: هو) 6(

انظر ترمجته ه.30سنة ، تويف يف خالفة عثمان رضي اهللا عنهما وما بعدها القراء، شهد بدرا ).1/65االستيعاب (يف:


- 297 -

ان بن أبي ـوعثم، )4(ينـران بن حصـوعم، دريـبو سعيد الخوأ، )3(الصامترضي اهللا عنهم - فقد قال هؤالء ، )2(وابن عمر، )1(يرــوات بن جبـوخ، )5(اصـالع

خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار أبو أيوب هو: ) 1( =

شهد العقبة وبدرا وما بعدها ، فقدالسابقني الصحابة نصاري معروف بامسه وكنيته. مناألملا قدم املدينة فأقام عنده حىت بىن بيوته ومسجده وآخى بينه وبني ونزل عليه النيب

سنة وشهد الفتوح وداوم الغزو واجلهاد إىل أن تويف يف غزاة القسطنطينية مصعب بن عمري. ).2/402سري أعالم النبالء (و ) 2/234اإلصابة (ته يف: انظر ترمج ه.51

أبو : وقيل، أبو حممدي، السهم يبن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القرش هو: عبد اهللا) 2(وكان كثري العلم جمتهدا ، رضى اهللا عنهما، ابن الصحايب الصحايب، الزاهد العابد، عبد الرمحن

، توىف سنة كثر الناس أخذا للحديث والعلم عن رسول اهللا للقرآن، وكان أ العبادة، تالء يف ).1/264ذيب األمساء (نظر ترمجته يف: ا غري ذلك.مبصر، وقيل: ه 62

األنصاري اخلزرجي أبو الوليد.شهد بدرا، كان أحد النقباء بالعقبة عبادة بن الصامت هو: ) 3(أول من وىل شاهد كلها بعد بدر.بينه وبني أيب مرثد الغنوي وشهد امل وآخى رسول اهللا

وقيل: ، قضاء فلسطني، وكان فاضال، خريا، مجيال، طويال، جسيما، توىف ببيت املقدساإلصابة يف معرفة الصحابة انظر ترمجته يف: ه.45وقيل: توىف سنة ،ه34سنة بالرملة

).1/243ذيب األمساء (و ) 3/624(من فضالء الصحابة جنيد، أسلم عام خيرب.، أبو يباخلزاعي الكع عمران بن حصنيهو: ) 4(

سكن . يقول عنه أهل البصرة: إنه كان يرى احلفظة وكانت تكلمه حىت اكتوى، وفقهائهما سنة ، عمران بن حصني البصرة . انظر ترمجته يف: يف خالفة معاويةه 52ومات

).5/70األعالم للزركلي (و ) 3/1208اإلستيعاب يف معرفة األصحاب (بن بشر بن عبد بن دمهان الثقفي يكىن أبا عبد اهللا استعمله عثمان بن أيب العاصهو: ) 5(

وخالفة أيب بكر رضي اهللا عنه على الطائف فلم يزل عليها حياة رسول اهللا رسول اهللا وواله سنة مخس عشرة على عمان والبحرين وسار مث عزله عمر وسنتني من خالفة عمر

انظر ترمجته يف: ومات يف خالفة معاوية. عثمان بن أيب العاص البصرة. إىل عمان، سكن ).1/296ذيب األمساء ( و) 3/1035اإلستيعاب (


- 298 -

ال صالة إال بفاتحة الكتاب.: بأنه: وغيرهم - . رضي اهللا عنهم )3(وقد نقل تعين الفاتحة عن نيف وعشرين صحابيا

لصحابة بهم القدوة وفيهم األسوة كلهم يوجبون فهؤالء ا: )4(قال القرطبي .الفاتحة في كل ركعة

رحمهم )5(ومن أولئك، فقد قالوا بهذا القول: ابعون ومن بعدهمــالت - ب، )1(وأيوب السختياني، )8(ونـاهللا بن ع دــوعب، )7(األوزاعي، )6(دـمجاه: اهللا تعالى

الصحايب، األنصارى األوسى، هو: خوات بن جبري بن النعمان بن أمية بن امرىء القيس) 1( =

ا، وتوىف باملدينة سنة ، شهد بدر وهو أحد فرسان رسول اهللا .أبو صاحل: وقيل .أبو عبد اهللا ).1/179( ذيب األمساءانظر ترمجته يف: ه.40

اجلليلالصحايب املدين يالعدو يرضى اهللا عنهما، القرش، عبد اهللا بن عمر بن اخلطابهو: ) 2(ء من يكل ش يف املتابعة لرسول اهللا نظريه يف بل قل ، مناقبه كثرية مشهورةاحلافظ، الزاهد

ه.73مبكة سنة الدنيا والتطلع إىل الرياسة وغريها. توىف الزهادة يف ويف األقوال واألفعال ).4/108األعالم للزركلي (و ) 1/261ذيب األمساء (انظر ترمجته يف:

) ومابعدها.96) والقراءة خلف اإلمام للبيهقي (1/157انظر: مغين احملتاج () 3( ).126، 1/120انظر: تفسري القرطيب () 4( ).126، 1/120: تفسري القرطيب (انظر) 5(، املكى املخزومى، موالهم، أبو احلجاج، وهو تابعى ابن جبري: ويقال هو: جماهد بن جرب) 6(

تويف سنة وهو إمام ىف الفقه، والتفسري، واحلديث.، متفق على جاللته وإمامته، إمام ).2/390ذيب األمساء (انظر ترمجته يف: ه.101

، أبو عمرو، اإلمام املشهوري الشامي الدمشقي، األوزاع دم بن عمرو بن حي عبد الرمحن هو: ) 7(كان يسكن كان أهل الشام واملغرب على مذهبه قبل انتقاهلم إىل مذهب مالك رمحه اهللا.

ا انظر ترمجته يف: ه.157سنة دمشق مث حتول إىل بريوت فسكنها مرابطا إىل أن مات ).3/320م للزركلي (األعالو ) 1/278ذيب األمساء (

=ما كان . ثقة يف كل شيء، شيخ أهل البصرة، عبد اهللا بن عون بن أرطبان املزين بالوالءهو: ) 8(


- 299 -

.وغيرهم، )4(ومكحول، )3(وداود بن علي، )2(وأبو ثوركما أنه ال ينوب سجود ركعة وال ركوعها عن ركعة : المعقول والقياس -د .)5(فكذلك ال تنوب قراءة ركعة عن غيرها، أخرى

: )6(أدلة القائلين بعدم تعين قراءة الفاتحة في الصالة: ثانيا

، أخذ عنه الثوري وحيىي القطان وخالئق يغزو ويركب اخليل.. كان يف العراق أعلم بالسنة منه = ).4/111( األعالم للزركليانظر ترمجته يف: ه.151تويف سنة

، التابعي، اإلمام احلافظ الثقة أبو بكر، أيوب بن أيب متيمة كيسان السختياين البصريهو: ) 1(ذيب األمساء انظر ترمجته يف: ه.131. تويف سنة سيد فقهاء عصرهالثبت الناسك الزاهد،

).2/38األعالم للزركلي (و ) 1/140( كان أحد أئمة الدنيا فقها ، رأبو ثو ، براهيم بن خالد بن أيب اليمان الكليب البغداديهو: إ) 2(

مام الشافعي.صاحب اإل، وذب عنها، ، صنف الكتب وفرع على السننوفضال وورعا وعلما سري أعالم النبالء و ) 1/37األعالم للزركلي (انظر ترمجته يف: ه.240سنة مات ببغداد

).1/28معجم املؤلفني (و ) 12/72(ئمة أحد األ، امللقب بالظاهري، بو سليمانصبهاين، أداود بن علي بن خلف األهو: ) 3(

انظر ه.270سنة تويف يف بغداد عن التأويل والرأي والقياس. أعرض .سالماجملتهدين يف اإل ).2/333( األعالم للزركليو ) 1/182ذيب األمساء (ترمجته يف:

ن ابن أىب مسلم بن شاذل بن سند بن شروان بن يردك ب: ويقال، هو: مكحول بن زيد) 4(ا كانأبو عبد اهللا، التابعي، الدمشقى اهلذيل يغوث بن كسرى الكابلى

واتفقوا. فقيها، عامل

ذيب األمساء انظر ترمجته يف: ه.118 سنة ا توىف .دمشق توثيقه، سكن على ).7/284األعالم للزركلي (و ) 12/319معجم املؤلفني (و ) 2/415(

).1/119) وتفسري القرطيب (20/198انظر: التمهيد البن عبد الرب () 5(التمهيد ) و 24 -1/20انظر هذه األدلة واملناقشات فيها يف: أحكام القرآن للجصاص () 6(

) 3/273) واجملموع للنووي (1/133) وأصول السرخسي (20/192( البن عبد الرب) 2/231) ونيل األوطار (1/283) واملغين البن قدامة (280، 2/242وفتح الباري (

).1/23) وشرح فتح القدير (1/157حملتاج (ومغين ا


- 300 -

، فشملت الكتاب، لقد تنوعت أدلة القائلين بعدم تعين قراءة الفاتحة : ولتوضيحها جعلتها في النقاط التالية: ياسوالق، واألثر، والسنة

استدل الحنفية بآيات من القرآن الكريم على : األدلة من الكتاب: أوال : صحة مذهبهم وهي

أقم الصالة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ﴿(( )1(قوله تعالى - 1

التفاق المسلمين ، قراءة الفجر في صالة الفجر: ومعناه، )2(﴾وقرآن الفجر .ه ال فرض عليه في القراءة وقت صالة الفجر إال في الصالةعلى أن

فاقتضى الظاهر جوازها بما ، واألمر على اإليجاب حتى تقوم داللة الندب .))قرأ فيها من شيء إذ ليس فيه تخصيص لشيء منه دون غيره

: والمراد به )4(﴾فاقرؤوا ما تيسر من القرآن﴿((: )3(قوله تعالى - 2إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي ﴿: بداللة قوله تعالىالقراءة في الصالة

ولم تختلف األمة أن )6(﴾فاقرؤوا ما تيسر من القرآن﴿: إلى قوله )5(﴾الليل .ذلك في شأن الصالة في الليل

عموم عندنا في صالة )7(﴾فاقرؤوا ما تيسر من القرآن﴿: وقوله تعالى .لفظالليل وغيرها من النوافل والفرائض لعموم ال

).24 -1/20انظر: أحكام القرآن للجصاص () 1( .78سورة اإلسراء آية ) 2( ).24 -1/20انظر: أحكام القرآن للجصاص () 3( .73سورة املزمل آية ) 4( .73سورة املزمل آية ) 5( .73سورة املزمل آية ) 6( .73سورة املزمل آية )7(


- 301 -

الة من فرض ونفل حديث أبي ـلى أن المراد به جميع الصـويدل عاألعرابي الصالة حين لم في تعليم النبي )3)(2(ورفاعة بن رافع )1(هريرة

.ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن: يحسنها فقال لهأمرا ألنا متى وجدنا للنبي ، إنما صدر عن القرآن: وأمره بذلك عندنا

دخل املسجد. فدخل رجل فصلى. مث جاء فسلم على أن رسول اهللا «هريرة عن أيب ) 1(

السالم. قال: ارجع فصل. فإنك مل تصل. فرجع الرجل . فرد رسول اهللا رسول اهللا : وعليك السالم. فسلم عليه. فقال رسول اهللا فصلى كما كان صلى. مث جاء إىل النيب حىت فعل ذلك ثالث مرات. فقال الرجل: والذي مث قال: ارجع فصل، فإنك مل تصل.

بعثك باحلق ما أحسن غري هذا. علمين. قال: إذا قمت إىل الصالة فكرب. مث اقرأ ما تيسر معك من القرآن. مث اركع حىت تطمئن راكعا. مث ارفع حىت تعتدل قائما. مث اسجد حىت

. رواه البخاري »صالتك كلهاتطمئن ساجدا. مث ارفع حىت تطمئن جالسا. مث افعل ذلك يف ).1/298) مع الفتح ومسلم يف صحيحه (2/237يف صحيحه (

يالزرق ياألنصار هو: رفاعة بن رافع بن مالك بن عجالن بن عمرو بن عامر بن زريق) 2(وبدرا، وأحدا، ، العقبة –صلى اهللا عليه وسلم - شهد مع رسول اهللا .أبو معاذ، املدين

انظر ترمجته يف: .أول خالفة معاوية يف رضوان، واملشاهد كلها. تويفواخلندق، وبيعة ال ).1/189ذيب األمساء (و ) 2/489اإلصابة يف معرفة الصحابة (

فخاف فارجع فصل. فإنك مل تصل.«) وفيه: 103 - 2/100رواه الرتمذي يف سننه () 3(خر ذلك: فأرين فقال الرجل يف آ الناس وكرب عليهم أن يكون من أخف صالته مل يصل.

فقال أجل: إذا قمت إىل الصالة فتوضأ كما أمرك وعلمين، فإمنا أنا بشر أصيب وأخطي.اهللا، مث تشهد وأقم، فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإال فامحد اهللا وكربه وهلله، مث اركع فاطمئن

، فإذا راكعا، مث اعتدل قائما، مث اسجد فاعتدل ساجدا، مث اجلس فاطمئن جالسا، مث قمفعلت ذلك فقد متت صالتك، وإن انتقصت منه شيئا انتقصت من صالتك. قال: وكان هذا أهون عليهم من األول: أنه من انتقص من ذلك شيئا انتقص من صالته، ومل تذهب

. قال أبو عيسى: حديث رفاعة بن رافع حديث حسن. وقد روي عن رفاعة هذا »كلها احلديث من غري وجه.


- 302 -

وجب أن يحكم بأنه إنما حكم بذلك عن ، ا مذكورا في القرآنيواطئ حكم، ثم لم يخصص نفال من فرض، كقطعه السارق وجلده الزاني ونحوها، القرآن

فهذا الخبر يدل على جوازها بغير فاتحة ، فثبت أن مراد اآلية عام في الجميع : الكتاب من وجهين

.الصلوات داللته على أن مراد اآلية عام في جميع: أحدهما .أنه مستقل بنفسه في جوازها بغيرها: والثاني

وعلى أن نزول اآلية في شأن صالة الليل لو لم يعاضده الخبر لم يمنع : لزوم حكمها في غيرها من الفرائض والنوافل من وجهين

أنه إذا ثبت ذلك في صالة الليل فسائر الصلوات مثلها بداللة : أحدهماوإن ما جاز في النفل جاز في ، فان في حكم القراءةأن الفرض والنفل ال يختل

.كما ال يختلفان في الركوع والسجود وسائر أركان الصالة، الفرض مثلهومن أوجب فرض قراءة فاتحة ، أن أحدا لم يفرق بينهما: والوجه اآلخر

ومن أسقط فرضها في أحدهما أسقطه ، الكتاب في أحدهما أوجبها في اآلخرثبت عندنا بظاهر اآلية جواز النفل بغيرها وجب أن يكون فلما .في اآلخر

يقتضي )1(﴾فاقرؤوا ما تيسر من القرآن﴿: ألن قوله؛ كذلك حكم الفرض .اقرأ ما شئت: زلة قولهوهو بمن ، التخيير

أنه مخير له في بيعه . بع عبدي هذا بما تيسر: أال ترى أن من قال لرجلالتخيير لم يجز لنا إسقاطه واالقتصار وإذا ثبت أن اآلية تقتضي، له بما رأى

.ألن فيه نسخ ما اقتضته اآلية من التخيير، وهو فاتحة الكتاب، على شيء معينومما يدل على ما ذكرنا من جهة األثر ما رواه عمر أن رجال دخل

.عليه السالم المسجد فصلى ثم سلم على النبي عليه السالم فرد رسول اهللا

.73زمل آية سورة امل) 1(


- 303 -

فرجع الرجل فصلى كما كان يصلي ثم جاء .ل فإنك لم تصلارجع فص: وقال لهحتى .ارجع فصل فإنك لم تصل: ثم قال له .إلى النبي فسلم عليه فرد عليه

.فعل ذلك ثالث مراتإنه ال تتم صالة واحد من الناس حتى يتوضأ فيضع «: فقال عليه السالم

رأ بما شاء من ثم يكبر ويحمد اهللا تعالى ويثني عليه ويق، الوضوء مواضعه .)1(. وذكر الحديث»اهللا أكبر حتى يطمئن مفاصله: ثم يقول، القرآن

: وما رواه أبو هريرة أن رجال دخل المسجد فصلى ثم وذكر نحوه ثم قالوذكر . إذا قمت إلى الصالة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع

الحديث.: وفي الثاني .اقرأ ما شئت ثم: قال في الحديث األول: )2(قال أبو بكر

.فخيره في القراءة بما شاء، ما تيسرولو كانت قراءة فاتحة الكتاب فرضا لعلمه إياها مع علمه بجهل الرجل

ال تتم صالة ألحد من الناس حىت يتوضأ فيضع «) قوله: 1/226يف سنن أيب داود () 1(

ويقرأ ما تيسر من القرآن مث ، ويثين عليه الوضوء مواضعه مث يقول اهللا أكرب مث حيمد اهللا تعاىلليه ) ففيها قوله ع1/95( سنن الدارقطين)، وأما 5/38وكذا يف املعجم الكبري ( »...يكرب

وما أذن له فيه وتيسر، مث يكرب ، مث يكرب اهللا ويثين عليه، مث يقرأ أم القرآن«الصالة والسالم: »...فريكع

هو: أمحد بن علي الرازي اجلصاص أبو بكر، فقيه أصويل مفسر عالمة جمتهد، انتهت إليه ) 2(األصول، وشرح رئاسة املذهب احلنفي يف وقته ببغداد، طلب للقضاء فامتنع، له الفصول يف

خمتصر الطحاوي، وشرح اجلامع الكبري حملمد بن احلسن الشيباين وشرح خمتصر الكرخي.تويف ) ومقدمة حتقيق كتاب اجلصاص يف 1/203انظر ترمجته يف: الفتح املبني ( ه.370سنة

أصول الفقه للدكتور عجيل بن جاسم النشمي.


- 304 -

إذ غيرجائز االقتصار في تعليم الجاهل على بعض فروض )1(بأحكام الصالة ....فثبت بذلك أن قراءتها ليست بفرض .الصالة دون بعض

)2(ما ذكرنا حديث ابن عيينة عن العالء بن عبدالرحمنومما يدل على أيما صالة لم يقرأ فيها «: قال رسول اهللا : عن أبي هريرة قال )3(عن أبيه

.»بفاتحة الكتاب فهي خداج

مجلة ما استظهروا به على توجه النفي إىل ): (ومن 2/231قال الشوكاين يف نيل األوطار () 1(الكمال: أن الفاحتة لو كانت فرضا لوجب تعلمها، والالزم باطل، فامللزوم مثله، ملا يف حديث املسيء صالته بلفظ: فإن كان معك قرآن وإال فأمحد اهللا وكربه وهلله، عند النسائي

تلزم وجوب تعلمها، ألن ما ال وهذا ملتزم، فإن أحاديث فرضيتها تس وأيب داود والرتمذي.وما يف حديث املسيء ال يدل على بطالن يتم الواجب إال به واجب كما تقرر يف األصول.

الالزم ألن ذلك فرضه حني ال قرآن معه على أنه ميكن تقييده بعدم االستطاعة لتعلم القرآن وابن حبان واحلاكم كما يف حديث ابن أيب أوىف عند أيب داود والنسائي وأمحد وابن اجلارود

والدارقطين أن رجال جاء إىل النيب صلى اهللا عليه وآله وسلم فقال: إين ال أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا، فعلمين ما جيزيين يف صاليت.

فقال: قل سبحان اهللا واحلمد هللا وال إله إال اهللا واهللا أكرب وال حول وال قوة إال باهللا.ال يكلف ألن االستطاعة شرط يف التكليف فالعدول ههنا إىل وال شك أن غري املستطيع

البدل عند تعذر املبدل غري قادح يف فرضيته أو شرطيته).رمبا وهم، العالء بن عبد الرمحن بن يعقوب موىل احلرقة وحرقة من جهينة، وكان متقنا هو: ) 2(

، الصالة، والباقون ن يفكتاب رفع اليدي كتاب القراءة خلف اإلمام ويف يف يروى له البخار مشاهري علماء األمصار انظر ترمجته يف: ه.132ي، تويف سنة وروى له أبو جعفر الطحاو

).3/491مغاىن األخيار (و ) 1/131(روى له ، موىل جهينة، وحرقة من مهدان، من املتقنني يعبد الرمحن بن يعقوب احلرقهو: ) 3(

. انظر ترمجته يف: وأبو جعفر الطحاوى، اقونوالب، كتاب القراءة خلف اإلمام يف يالبخار ).3/250مغاىن األخيار (و ) 1/122مشاهري علماء األمصار (


- 305 -

ألنها لو لم تكن ، دل ذلك على جوازها مع النقصان، الناقصة: والخداجإذ ال ، ناقصة ينفي بطالنهاألن إثباتها ، جائزة لما أطلق عليها اسم النقصان

أال ترى أنه ال يقال للناقة إذا ، يجوز الوصف بالنقصان لما لم يثبت منه شيءأخدجت وخدجت إذا ألقت : وإنما يقال، حالت فلم تحمل أنها قد أخدجت

فأما ما لم تحمل فال ، أو وضعته لغير تمام في مدة الحمل، ولدها ناقص الخلقةجواز الصالة بغير فاتحة الكتاب إذ النقصان غير فثبت بذلك .توصف بالخداج

.ناف لألصل بل يقتضي ثبوت األصل حتى يصح وصفها بالنقصانعن عائشة عن النبي عليه )1(وقد روى أيضا عباد بن عبداهللا بن الزبير

.كل صالة ال يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج: السالم قال .ثبوت األصل على ما وصفنافأثبتها ناقصة وإثبات النقصان يوجب إن الرجل ليصلي الصالة يكتب «: وقد روي أيضا عن النبي عليه السالم

انتهى كالمه باختصار »له نصفها خمسها عشرها فلم يبطل جزء بنقصانها .وتصرف

هو نقص : إن الجمهور ينازعونكم في هذا المعنى ويقولون: قيل .وأركانه ألن الخداج هو الناقص في أعضائه، الواجبات

وهذا هو األصل في اإلطالق وال ينتقل منه إلى أن المراد منه هو النقص بل األدلة الشرعية ، وال دليل هنا، في المستحب أو الكمال إال بدليل صريح

تعضد ما ذهب إليه الجمهور.وعلى القول بأن المراد النقص في المستحبات أو نقص الكمال أو

تابعي ثقة، كان عظيم ، عباد بن عبد اهللا بن الزبري بن العوام القرشى األسدى املدىنهو: ) 1(

سنة دوروى له اجلماعة. وتويف يف حدو ، القدر عند والده، يستعمله على القضاء وغري ذلك ).3/51مغاىن األخيار (و ) 2/17معرفة الثقات (انظر ترمجته يف: ه.90


- 306 -

إال أن لفظة الخداج متردد معناها بين ما ، ةالنقص الذي ال تبطل معه الصالومع هذا التردد واالحتمال ال يصح االستناد ، ذكره الجمهور وما ذكره الحنفية

ووجب البحث عن دليل ، إلى هذه اللفظة إلثبات حكم معين ألحد الطرفين .خارجي لترجيح أحد المعنيين

،)3(﴾ن القرآنفاقرؤا ما تيسر م﴿: في قوله تعالى )2)(1(قال السرخسيإن العام الذي لم يثبت خصوصه بدليل ال يجوز تخصيصه بخبر الواحد وال ((

ال صالة إال : فإن قوله عليه الصالة والسالم .بالقياس فزعموا أن المذهب هذا .بفاتحة الكتاب

فاقرؤوا ما تيسر من ﴿: ال يكون موجبا تخصيص العموم في قوله تعالى

.))ءة الفاتحة فرضا حتى ال تتعين قرا، ﴾القرآنوإذا كان بقاء الحكم بما كان النص العام متناوال له عرفنا ((: )4(وقال أيضا

.أن التخصيص ال يكون تعرضا لما وراء المخصوص بشيءيصرف فيما كان اللفظ متناوال له باعتبار دليل الظاهر لوال : التخصيصمتناوال له أصال لوال تصرف فيما لم يكن اللفظ : والتقييد .دليل الخصوص

.التقييد .والنسخ في الحكم الثابت بالنص ال يكون بخبر الواحد وال بالقياس

متكلم، فقيه، ، ئمةمشس األاحلنفي، أبو بكر، يب بكر السرخسيأمحد بن أحممد بن هو: ) 1(

انظر ترمجته يف: ه.490تويف سنة جمتهد.أئمة احلنفية، قاض، من كبار، صويل، مناظرأ ).5/315عالم للزركلي (األو ) 8/239معجم املؤلفني (

) 1/133انظر: أصول السرخسي () 2( .73سورة املزمل آية ) 3( ).2/84انظر: أصول السرخسي () 4(


- 307 -

ألنه زيادة على ، ال تتعين الفاتحة للقراءة في الصالة ركنا : وعلى هذا قلنا ))ما ثبت بالنص


- 308 -

الركنية ال تثبت بخبر الواحد بل يثبت به الوجوب ((: )1(وقال الغزنويإن مطلق القراءة ركن : نا إليه عمل بالكتاب والسنة حيث قلنافالذي ذهبوتعيين الفاتحة ، )2(﴾فاقرؤا ما تيسر من القرآن﴿: وهو قوله تعـالى، بالكتاب

.))واجب بالحديث عمـال بالدليلين بقدر قوتهما .)3(والزيادة بخبر الواحد ال تجوز لكنه يوجب العمل فعملنا بوجوبها

، وأنه ال يجزئ غيرها، لفاتحة باألخبار المروية فيهاوأما دعوى تعيين اوهو القرآن ، ألنا بذلك نكون قد زدنا على النص، فهذا ال يصح القول به

فإن فعلنا ، بأخبار اآلحاد التي مفادها العلم الراجح أو الظن الغالب، المقطوع به .وهذا ال يصح، ذلك فإنا نكون قد نسخنا المقطوع به بالمظنون به

فاقرؤا ما تيسر من ﴿: وهو أن قوله تعالى: اب عن هذا االستداللويج

أنه يمنع ، ونحو ذلك، )5(﴾فاقرؤا ما تيسر منه﴿: أو قوله تعالى، )4(﴾القرآنألن ذلك يودي الى نسخ الكتاب ، وخبر الواحد ليس بقاطع، التعيين إال بقاطع .ونسخ الكتاب بخبر الواحد ال يجوز، بالسنة اآلحاديةألنها وردت في نسخ ، هذه اآلية خارجة عن موطن النـزاع: )6(ولبأن نق

وهذا معروف ، وجوب قيام ما ذكره من الليل في أول السورة بقيام ما تيسر منه .مشهور فيما بين أهل العلم

).1/23) وشرح فتح القدير (1/38انظر: الغرة املنيفة () 1( .73سورة املزمل آية ) 2( ).1/23انظر: اشرح فتح القدير () 3( .73سورة املزمل آية ) 4( .73املزمل آية سورة )5( ).217انظر: القراءة خلف اإلمام للبيهقي () 6(


- 309 -

فقرأ ، صليت خلف ابن عباس بالبصرة((: قال )1(فعن قيس بن أبي حازمفقرأ الحمد هللا ، ثم قام في الثانية، في أول ركعة بالحمد وأول آية من البقرة

إن اهللا تعالى : فلما انصرف أقبل علينا فقال، ثم ركع، واآلية الثانية من البقرة .)3()))2(﴾فاقرؤا ما تيسر منه﴿: يقول

)4(﴾فاقرؤوا ما تيسر منه﴿: قوله تعالى - 3وتعيين الفاتحة إنما ثبت ، فالفرض قراءة ما تيسر((: قال ابن حجر

.)5())فيكون واجبا يأثم من يتركه وتجزئ الصالة بدونهبالحديث فلو تعينت الفاتحة لكان ، اآلية مصرحة بما تيسر وهو تخيير((: فإن قيل

فيجب توجيه النفي إلى ، والقطعي ال ينسخ بالظني، التعيين نسخا للتخييربة والسند تحول أهل قبا إلى الكع، هذه الكلية ممنوعة((: فيقال .)6())الكمال

.بخبر واحد ولم ينكر عليهم النبي صلى اهللا عليه وآله وسلم بل مدحهمألن المنسوخ إنما هو استمرار ، زاع خارجا عنهاولو سلمت لكان محل الن

يالبجلي امسه عوف األمحس: وقيل، وامسه عبد عوف بن احلارث، هو: قيس بن أىب حازم) 1(

صلى اهللا وجاء ليبايع النيب، أدرك اجلاهلية .املخضرم، اجلليل يالتابع، أبو عبد اهللا، الكويفه 84توىف سنة . وأبوه صحايب، الطريق عليه وسلم وهو يفصلى اهللا فتوىف النيب عليه وسلم

).4/54مغاىن األخيار (و ) 2/578ذيب األمساء (وقيل غري ذلك. انظر ترمجته يف: .73سورة املزمل آية ) 2(هذا إسناد حسن، وفيه حجة ملن يقول إن ) مث قال: 338/ 1رواه الدارقطين يف سننه () 3(

.يسر منه، إمنا هو بعد قراءة فاحتة الكتاب واهللا أعلمفاقرؤا ما ت: معىن قوله .73سورة املزمل آية ) 4( ).2/242انظر: فتح الباري () 5( ).2/231انظر: نيل األوطار () 6(


- 310 -

.)1())وأيضا اآلية نزلت في قيام الليل فليست مما نحن فيه .التخيير وهو ظنيلة يقع على اآلية جم، )3(﴾ما تيسر منه﴿: قوله((بأن : )2(ويجاب أيضا

: المبين عن اهللا تعالى معنى ما أراد بكتابه يقول فبين رسول اهللا ، وما فوقها، )5(﴾فاقرؤا ما تيسر منه﴿: مراده بقوله، )4(﴾لتبين للناس ما نزل اليھم﴿

.»ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب«: فقالة من صيام ففدي﴿: كما قال في فدية األذى، فوجب الرجوع الى تفسيره

فبين ، واسم الصيام يقع على اليوم وما زاد عليه، )6(﴾أو صدقة أو نسك .أنه ثالث أيام: صاحب الشريعة

فاعلم صاحب ، قد يقع على تمرة وما فوقها على مسكين: واسم الصدقة ، أنها ثالثة آصع على ستة مساكين: الشريعة

أخبر صاحب ف، يقع على كل دم أو على كل ما يتبرر به: واسم النسك .الشرع أنه ذبح شاة

واسم ، )7(﴾فما استيسر من الھدي﴿: وقال في دم التمتع واإلحصاروبدليل ، )8(الهدي يقع على الدجاجة وعلى البيضة بدليل حديث الجمعة

- 1/156) ومغين احملتاج (2/231) ونيل األوطار (3/275انظر: اجملموع للنووي () 1(

157.( ).217انظر: القراءة خلف اإلمام () 2( .73سورة املزمل آية ) 3( .44سورة النحل آية ) 4( .73سورة املزمل آية ) 5( .196سورة البقرة آية ) 6( .196سورة البقرة آية ) 7( =من «قال: أيب هريرة أن رسول اهللا يشري إىل ما رواه الشيخان يف صحيحهما من حديث ) 8(


- 311 -

فبين من في قوله حجة أن ما استيسر من الهدي ، اشتقاقه في اللغة من الهديةوفي القرآن من .فيه نسخ الكتاب بغيره ولم يكن، فوجب الرجوع إلى بيانه، شاة

.))أمثال هذا ما يطول الكتاب بذكرهلقد استدل الحنفية بأحاديث نبوية تدل على عدم : األدلة من السنة: ثانيا

: وهي، تعين قراءة الفاتحة في الصالةفسلم عليه ثم ، حديث األعرابي الذي صلى ثم جاء إلى النبي - 1

: فقال الرجل .ثالث مرات .»جع فصل فإنك لم تصلار «: قال له الرسول .والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني

إذا قمت إلى الصالة «: وبما ورد في الحديث السابق من قوله - 2فأمره بقراءة ما تيسر ولم يعين : )1(قالوا »ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، فكبر

فدل على ما ، ان ممتثال وخرج عن العهدةفلو قرأ بغير الفاتحة ك، له الفاتحة .قلنا

إن إطالق القراءة في ((: )2(وقد ناقش الجمهور هذا االستدالل فقالوا حديث أبي هريرة مقيد بالفاتحة كما في حديث عبادة.

فكأمنا قرب بدنه ومن راح يف يف الساعة األوىل اغتسل يوم اجلمعة غسل اجلنابة مث راح =

أقرن ومن راح يف الساعة الثانية فكأمنا قرب بقرة ومن راح يف الساعة الثالثة فكأمنا قرب كبشا الساعة الرابعة فكأمنا قرب دجاجة ومن راح يف الساعة اخلامسة فكأمنا قرب بيضة فإذا خرج

) ومسلم يف 1/301ه (رواه البخاري يف صحيح »املالئكة يستمعون الذكر حضرتاإلمام ).2/582ه (صحيح

). 2/280) وفتح الباري (1/13انظر: تفسري ابن كثري () 1( ).2/232) ونيل األوطار (157 - 1/156) ومغين احملتاج (2/243انظر: فتح الباري () 2(


- 312 -

ظاهر » ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن«: قوله: )1(قال الخطابيتاب لمن أحسنها بدليل حديث لكن المراد به فاتحة الك، اإلطالق التخيير

ثم عينت السنة ، )2(﴾فما استيسر من الھدي﴿: وهو كقوله تعالى، عبادة .المراد

أو على ، محمول على الفاتحة فإنها متيسرة: ما تيسر: قوله: وقال النووي .))أو على من عجز عن الفاتحة، ما زاد من الفاتحة بعد أن يقرأها

ال إجمال فيه : ما تيسر: إن قوله((: )3(ورد الحنفية هذا الحمل بقولهموالتقييد بالفاتحة ينافي التيسير الذي يدل عليه اإلطالق فال ، حتى يبين بالفاتحةوأيضا فسورة اإلخالص متيسرة وهي أقصر من الفاتحة فلم ، يصح حمله عليه

وأما الحمل على ما زاد فمبنى على تسليم تعين ، ينحصر التيسير في الفاتحة .))وأما حمله على من عجز فبعيد، حة وهي محل النـزاعالفات

هو محمول على أنه ((: )4(وأجاب الجمهور عن هذه االعتراضات بقولهمومن كان كذلك كان الواجب عليه ، عرف من حال الرجل أنه ال يحفظ الفاتحة

.محمول على أنه منسوخ بالدليل على تعيين الفاتحة: وقيل قراءة ما تيسر.ال تجزئ صالة ال يقرأ فيها : حتمال ال يترك الصريح وهو قولهومع اال

بفاتحة الكتاب.

حمدث، فقيه، ، محد بن حممد بن ابراهيم بن خطاب اخلطايب، البسيت أبو سليمانهو: ) 1() 4/74( معجم املؤلفنيانظر ترمجته يف: ه.388. تويف ببست سنة شاعر أديب، لغوي،

).2/273األعالم للزركلي (و .196سورة البقرة آية )2( ).2/280ذكره احلافظ ابن حجر يف فتح الباري () 3( ) 2/243انظر: فتح الباري () 4(


- 313 -

يتعين حمله على ما زاد على الفاتحة جمعا بينه وبين : ما تيسر: وقولهرواية -أيضا - ويؤيد ذلك ، دليل إيجاب الفاتحة كما سبقت اإلشارة إليه

.))رأ بما شئتاقرأ بأم القرآن ثم اق: ألحمد وابن حبان حيث قال فيها


- 314 -

إنه ورد في حديث المسيء صالته تفسير ما ((: )1(قال الحافظ ابن حجروإذا : من حديث رفاعة بن رافع رفعه )2(كما أخرجه أبو داود، تيسر بالفاتحة

وإذا ركعت فضع ، وبما شاء اهللا أن تقرأ، قمت فتوجهت فكبر ثم اقرأ بأم القرآنثم اقرأ إن كان : يه في بعض طرقهووقع ف، .. الحديث.راحتيك على ركبتيك

فإن لم يكن فاحمد اهللا وكبر وهلل.، معك قرآنفإذا جمع بين ألفاظ الحديث كان تعين الفاتحة هو األصل لمن معه

و إال انتقل ، فإن عجز عن تعلمها وكان معه شيء من القرآن قرأ ما تيسر، قرآنفأقرأ ما تيسر : بقوله المراد: أن يقال - أيضا -ويحتمل الجمع ، إلى الذكر

ويؤيده حديث أبي سعيد عند أبي داود بسند ، أي بعد الفاتحة، معك من القرآن ،انتهى كالمه )3())أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر أمرنا رسول اهللا : قوي

ال صالة «: قال رسول اهللا : حديث أبي سعيد رضي اهللا عنه قال - 3 .)5)(4(»إال بفاتحة الكتاب أو غيرها

).2/231) ونيل األوطار (2/243انظر: فتح الباري () 1( ن بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو بن عمران األزدىسليماهو: ) 2(

، والعلم الوافر، فه باحلفظ التامصو ويه، اتفق العلماء على الثناء علالسجستاين، أبو داود، انظر ه.275، تويف بالبصرة سنة احلديث وغريه والفهم الثاقب يف، والدين، والورع، واإلتقان

).4/255معجم املؤلفني (و ) 3/122األعالم (و ) 2/508ء (ذيب األمساترمجته يف: ) 24/31) (23/34) (22/120) وأمحد يف املسند (2/478رواه أبو داود يف سننه () 3(

).8/73وابن حبان يف صحيحه ( ) 3/274انظر: اجملموع للنووي () 4(ذا اللفظ من ): (قال ابن سيد الناس: ال يدري 2/231قال الشوكاين يف نيل األوطار () 5(

أين جاء. وقد صح عن أيب سعيد عند أيب داود أنه قال: أمرنا أن نقرأ بفاحتة الكتاب وما تيسر. وإسناده صحيح ورواته ثقات).


- 315 -

ال صالة إال «: أنه قال حديث أبي هريرة رضي اهللا عنه عن النبي - 4 . )1(»بقرآن ولو بفاتحة الكتاب فما زاد

يقتضي جوازها بما قرأ به : ال صالة إال بقرآن: فقوله((: )2(قال الجصاصعلى جوازها -أيضا -يدل : ولو بفاتحة الكتاب فما زاد: وقوله، من شيءولو بفاتحة الكتاب فما : كان فرض القراءة متعينا بها لما قال ألنه لو، بغيرها .))بفاتحة الكتاب: ولقال، زاد

فهو دليل على عدم تعين .فدل على أن غيرها يقوم مقامها: )3(قالوا الفاتحة.

وليس بثقة كما قال )5(بأنه من رواية جعفر بن ميمون((: )4(ويجابيكتب : )1(وقال ابن عدي ،الحديث ليس بقوي في: وقال أحمد، )6(النسائي

).1/216رواه أبو داود يف سننه () 1( ).24 -1/23انظر: أحكام القرآن للجصاص () 2( ).3/26) وعون املعبود (3/274انظر: اجملموع للنووي () 3( ).3/26) وعون املعبود (2/232انظر: نيل األوطار () 4(قال اختلف يف توثيقه، ف مناطي.جعفر بن ميمون التميمي أبو علي ويقال أبو العوام األهو: ) 5(

صاحل : وقال يف موضع آخر وقال ابن معني: ليس بذاك. أمحد ليس بقوي يف احلديث.وقال وقال النسائي: ليس بالقوي. : صاحل.وقال أبو حامت ليس بثقة.: وقال مرة احلديث.نه ال بأس به، ويكتب أرجو أمل أر أحاديثه منكرة و : وقال ابن عدي يعترب به.: الدارقطين

وقال البخاري: ليس بشئ.وقال احلاكم يف املستدرك: هو من ثقات حديثه يف الضعفاء.ذيب التهذيب يف: انظر ترمجته وذكره ابن حبان وابن شاهني يف الثقات. .البصريني

).2/149ميزان االعتدال (و ) 2/93(أبو عبد الرمحن، النسائي، أمحد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن حبر بن دينارهو: ) 6(

، ببيت املقدسودفن ه 303. مات سنة شيخ االسالم، صاحب السنن، القاضي احلافظ =معجم املؤلفني و ) 1/171للزركلي (األعالم انظر ترمجته يف: فمات مبكة. وقيل: خرج حاجا


- 316 -

الحديث من طريقه عن قد روى أبو داود هذا - وأيضا - ،حديثه في الضعفاءال صالة إال بقراءة فاتحة : أن أنادي أنه أمرني رسول اهللا «: أبي هريرة بلفظ .))وليست الرواية األولى بأولى من هذه، )2(»الكتاب فما زاد

.))ف رواه أبو داود بإسناد ضعيفحديث ضعي((: )3(وقال النوويوهو أن معنى هذا الحديث لو صح أن أقل ما يجزى : )4(وجواب آخر

، أي أكثر من الصوم، صم ولو ثالثة أيام من الشهر: كما يقال، فاتحة الكتاب .فإن نقصت فال تنقص عن ثالثة أيام

ه عن ابن عباس أنه لما مرض النبي صلى اهللا علي )5(ما روى ابن ماجه - 5فذكر حديث صالة أبي بكر بالناس ومجيء رسول اهللا صلى اهللا ، وآله وسلم

وفيه فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى اهللا عليه وآله وسلم ، عليه وآله وسلم إليهم .والناس يأتمون بأبي بكروأخذ رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله وسلم في القراءة من : قال ابن عباس

= )1/244.( عبد اهللا بن عدي بن عبد اهللا بن حممد ابن املبارك اجلرجاين، ويعرف أيضا بابن هو: ) 1(

، حمدث، حافظ، ناقد، جوال، فقيه. كان يعرف يف بلده بابن القطان، محدأالقطان، أبو معجم املؤلفني مجته يف: انظر تر ه.365تويف سنة واشتهر بني علماء احلديث بابن عدي.

).4/103األعالم للزركلي (و ) 6/82( ).1/216انظر سنن أيب داود () 2( ).3/275انظر: اجملموع () 3( ).3/275انظر: اجملموع () 4(، اإلمام احلافظ احملدث حممد بن يزيد بن ماجه الربعي بالوالء، القزويين، أبو عبد اهللاهو: ) 5(

).12/115معجم املؤلفني (انظر ترمجته يف: ه.273املفسر املؤرخ، تويف سنة


- 317 -

.)1(حيث كان بلغ أبو بكرال : )4(قال البزار .)3(بأنه روي بإسناد فيه قيس بن الربيع((: )2(ويجاب عنه

.نعلم روي هذا الكالم إال من هذا الوجه بهذا اإلسنادهو ممن اعتراه من ضعف الرواية وسوء : )5(قال ابن سيد الناس: وقيس

، موقد وثقه قو .)7(وشريكا )6(الحفظ بوالية القضاء ما اعترى ابن أبي ليلى وضعفه آخرون.

).1/391انظر: سنن ابن ماجة () 1( ).2/232انظر: نيل األوطار () 2(عالم على ضعف فيه، روى حد األأسدي الكويف احلافظ أبو حممد، قيس بن الربيع األهو: ) 3(

وتكلم عية العلم، و أن مقد كان ي. لوأبو جعفر الطحاو ، وابن ماجهي، والرتمذ، له أبو داودمغاىن و ) 1/226تذكرة احلفاظ (انظر ترمجته يف: ه.167، تويف ظلمهفيه األئمة بسبب

).4/59األخيار (الشيخ ، أبو بكر، البصري البزار، صاحب املسند الكبري أمحد بن عمرو بن عبد اخلالقهو: ) 4(

سري أعالم النبالء ه يف: انظر ترمجت ه.292احملدث الفقيه، تويف سنة مام احلافظ الكبرياإل ).2/36معجم املؤلفني (و ) 1/189األعالم للزركلي (و ) 13/554(

، االشبيلي، أبو بكر، االندلسي، محد بن عبد اهللا بن حممد بن حيىي اليعمريأحممد بن هو: ) 5(سنة تويف بتونس صاحب تصانيف، فقيه، حمدث، حافظ، لغوي، مؤرخ.، ابن سيد الناس

).8/283معجم املؤلفني (ته يف: انظر ترمج ه.659، أبو نصاري الكويفابن بالل األ داود: حممد بن عبد الرمحن بن أيب ليلى يسار، وقيلهو: ) 6(

مث لبين ، ويل القضاء واحلكم بالكوفة لبين أمية، لرأيا من أصحاب، فقيه، قاضعيسى، ذيب ترمجته يف: انظر ه.148سنة مات بالكوفة . اتفقوا على توثيقه وجاللته. العباس

).6/189األعالم للزركلي (و ) 1/283األمساء (، فقيه، عامل باحلديث، شريك بن عبد اهللا بن احلارث النخعي الكويف، أبو عبد اهللاهو: ) 7(

ه.177سنة بالكوفةويل القضاء وكان عادال فيه. تويف اشتهر بقوة ذكائه وسرعة بديهته. ).3/163( األعالم للزركليانظر ترمجته يف:


- 318 -

على أنه ال مانع من قراءته صلى اهللا عليه وآله وسلم للفاتحة بكمالها في ألن النـزاع إنما هو في وجوب الفاتحة في ، هذه الركعة التي أدرك أبا بكر فيها

.))جملة الصالة ال في وجوبها في كل ركعةي عدم احتج الحنفية به للداللة على صحة مذهبهم ف: القياس: ثالثا◌

، إن سور القرآن في الحرمة سواء((: )1(فقالوا، تعين قراءة الفاتحة في الصالة .وتحريم مس المحدث المصحف، بدليل تحريم قراءة الجميع على الجنب

السيما وقد ثبتت ، ال يلزم منه استواؤها في اإلجزاء في الصالة: قيل .))األحاديث الصحيحة في نفس الفاتحة فوجب المصير إليها

نقل الحنفية عن بعض الصحابة والتابعين أقواال وأفعاال : )2(اآلثار :رابعا فاعتمده الحنفية في تصحيح ، تدل على عدم القول بتعين قراءة الفاتحة

: مذهبهم .سألت ابن عباس عن القراءة في كل ركعة: قال )3(فعن أبي العالية - 1

.)4(شيء قليلوليس من القرآن ، اقرأ منه ما قل أو أكثر: قال .)1(قام يصلي ذات يوم فقرأ مدهامتان ثم ركع )5(أن جابر بن زيد - 2

) 1/283) واملغين (3/274انظر: اجملموع للنووي () 1( ) 21 - 1/20انظر هذه اآلثار يف: أحكام القرآن للجصاص () 2(أدرك ، من كبار التابعني املخضرمنيي أبو العالية، حايبن مهران البصرى الر يعف هو: ر ) 3(

وصلى خلف عمر، ، أىب بكرودخل على ، بسنتني وأسلم بعد وفاة رسول اهللا ، اجلاهلية ).530/ 2ذيب األمساء (انظر ترمجته يف: .جممع على توثيقه رضى اهللا عنهما.

).2/94انظر: مصنف عبد الرزاق () 4(اتفقوا على توثيقه وجاللته، ، جابر بن زيد األزدى البصرى التابعى أبو الشعثاء، اإلمامهو: ) 5(

=انظر ترمجته ه.93توىف سنة .، وله مذهب يتفرد بهأئمة التابعني وفقهائهم وهو معدود يف


- 319 -

).2/104األعالم للزركلي (و ) 1/148ذيب األمساء (يف: = ).1/397انظر: مصنف بن أيب شيبة () 1(


- 320 -

أن من نسي قراءة فاتحة : )2(والشعبي )1(وروى عن الحسن وإبراهيم - 3 .)3(الكتاب وقرأ غيرها تجزيه

القواعد األصولية المؤثرة في تعيين قراءة الفاتحة في الصالة : ة بين العلماء والمذاهب الفقهية التي هذا هو معترك القواعد األصوليفالبحث فيها ليس باألمر الهين وكذا ، أثرت في حكم قراءة الفاتحة في الصالة

فالمعتمد في ذلك على الفتاح ، الشأن في تطبيقها على األدلة في المسألةمحاوال التقريب والتفهيم للقاريء ، الوهاب في بيان تلك القواعد األصولية

: حعلتها في النقاط التاليةلذا ، الكريم .)4(الزيادة على النص نسخ: القاعدة األولى

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن األسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك بن هو: ) 1(

أمجعوا على توثيقه ، جليل يأبو عمران، وهو تابعفقيه أهل الكوفة، ، الكويف يالنخع النخعذيب األمساء . انظر ترمجته يف: من احلجاج خمتفيا ه 96، تويف سنة الفقه وجاللته وبراعته يف

).1/80األعالم للزركلي (و ) 1/117(حمدث، راوية، فقيه، ، عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار الشعيب احلمريي، أبو عمروهو: ) 2(

ضرب املثل حبفظه.وسئل عما بلغ إليه حفظه، فقال: ما كتبت سوداء يف بيضاء، وال شاعر. يواسنقضاه عمر بن عبد ، اتصل بعبد امللك بن مروان حدثين رجل حبديث إال حفظته.

األعالم و ) 5/54معجم املؤلفني (انظر ترمجته يف: ه.103سنة وتويف فجأة بالكوفة، العزيز ).3/251للزركلي (

).1/433) ومصنف بن أيب شيبة (2/95مصنف عبد الرزاق ( انظر:) 3(ا يف: البحر الرائق () 4( ) واملعتمد 1/312انظر هذه املسألة بأقواهلا وأدلتها ومناقشا

) 2/82) وأصول السرخسي (2/1309) والربهان (344) وإحكام الفصول (1/405() واإلحكام 1/564( ) واحملصول2/398) والتمهيد أليب اخلطاب (1/117واملستصفى () وروضة الناظر بتحقيق النملة 317) وشرح تنقيح الفصول (3/156لآلمدي (

=) وبيان 4/143) والبحر احمليط (193 - 3/191) وكشف األسرار للبخاري (1/305(


- 321 -

والمراد ، )3(أوالمشهورة )2(أوالسنة المتواترة )1(القرآن: المراد بالنصوكانت زائدة ، ما ثبت من الشروط أواألركان أوالفروض بأخبار اآلحاد: بالزيادة

بحيث أصبحت تلك ، رةعلى ما ثبت بالقرآن أو السنة المتواترة أو المشهو .مع تأخرها عنه بزمان يصح القول بالنسخ فيه، الزيادة جزءا من المزيد عليه

: ويمكن إجمال أقوال العلماء فيها في ثالثة أقوالففرقوا بينهما في .وبه قال جل الحنفية .الزيادة على النص نسخ: األول

- 2/306) وإعالم املوقعني (6/407) وجمموع الفتاوى البن تيمية (2/566املختصر ( =

) وفواتح الرمحوت 3/581وشرح الكوكب املنري () 3/218) وتيسري التحرير (311 ).2/122) والتأسيس يف أصول الفقه (2/92(

القرآن: هو كالم اهللا حقيقة لفظه ومعناه املنزل على حممد صلى اهللا عليه وسلم املتعبد ) 1(، 173، 67، 36/ 12بتالوته املنقول إلينا بالتواتر. انظر: جمموع الفتاوى البن تيمية (

- 54) ومذكرة أصول الفقه للشنقيطي (59، 8 - 7/ 2ح الكوكب املنري () وشر 29855.(

غري القرآن من قول السنة لغة: الطريقة، والسرية، الشريعة. واصطالحا: ما صدر عن النيب ) 2( أو فعل أو تقرير.

وم ال واملتواتر لغة: مأخوذ من التواتر مبنعى التتابع. واملتواتر اصطالحا: ما نقله قوم عن ق) 5/275يتصور تواطؤهم على الكذب عادة واسندوه إىل حمسوس. انظر: لسان العرب (

) وشرح خمتصر الروضة 1/282) وأصول السرخسي (235، 51وإحكام الفصول ( ).2/324) وشرح الكوكب املنري (2/74(

حىت رواه السنة املشهورة: هي خرب كان من اآلحاد يف االبتداء مث اشتهر يف العصر الثاين ) 3(مجاعة ال يتصور تواطؤهم على الكذب. وقيل: ما تقلتها العلماء بالقبول. إحكام الفصول

) وشرح تنقيح الفصول 428) وميزان األصول (1/292) وأصول السرخسي (235( ).3/37) وتيسري التحرير (2/345) وشرح الكوكب املنري (349(


- 322 -

.الرتبة والحكم .وبه قال جمهور العلماء .الزيادة على النص ليست بنسخ: والثاني

.وعليه فيعمل بالجميع معا وال يفرق بينهما إال من حيث جهة الداللة .على خالف في صور التفصيل، التفصيل: والثالث

ظن الحنفية أن القول بالزيادة والعمل : سبب الخالف في هذه المسألةورفع ، ونرفعا لما هو مقطوع به بالمظن -كالنص المتواتر أو المشهور -بها

وحينئذ وجب رد الزيادة لظنيتها.، المقطوع بالمظنون باطلبل ، أما الجمهور فألنهم ال ينظرون إلى الزيادة كما نظر إليها الحنفية

ورفع ، بل رفعت البراءة األصلية، يقولون إن الزيادة لم ترفع النص المقطوع بهبل ، لم ترفعه بالكليةوأيضا هي ، البراءة األصلية ليس نسخا وال رفعا النصوهذا ليس فيه إبطال للنص من ، قيدت إطالقه أوخصصت عمومه ونحو ذلك

وألن الزيادة ليس فيها معنى النسخ إلمكان الجمع بينها وبين األصل ، أصله وإذا أمكن الجمع تعين القول به ولم يصر إلى النسخ.، المزيد عليه

، الزيادة على النص نسخالداللة قامت لنا على أن ((: )1(قال السرخسيفكذلك ال ، والنسخ ال يثبت بخبر الواحد، فال يثبت إال بما يثبت النسخ به

ألن في ؛ولكن يجب العمل به، نثبت الزيادة فال يكون موجبا للعلم بهذا المعنى .))العمل تقرير الثابت بالنص ال نسخ له

تواترة أو ثم إنما يجوز نسخ الكتاب بالسنة الم((: )2(-أيضا -وقالفأما بخبر ، التعارض المشهورة على وجه لو جهل التاريخ بينهما يثبت حكم

ال يثبت بينه وبين به ألن التعارض ؛الواحد ال يجوز النسخ بعد الرسول

).1/112انظر: أصول السرخسي () 1( ).2/77ل السرخسي (انظر: أصو ) 2(


- 323 -

فإنه ال يعلم بأنه كالم رسول اهللا عليه السالم لتمكن الشبهة في طريق ؛الكتابمدة بقاء الحكم الثابت -أيضا -به فال يتبين، ولهذا ال يوجب العلم، النقل

.))بما يوجب علم اليقينعدل المصنف عنه إلى الظنية في الثبوت وبه ال ((: )1(وقال ابن الهمام

يثبت الركن ألن الزمه نسخ اإلطالق بخبر الواحد وهو يستلزم تقديم الظني .)2())دوال تفس الفاتحة على القاطع وهو ال يحل فيثبت به الوجوب فيأثم بترك

وبـين السرخسي بناء عدم القول بركنية الفاتحة في الصالة وتعينها ألنه زيادة ، ال تتعين الفاتحة للقراءة في الصالة ركنا : وعلى هذا قلنا((: )3(وقال

، ال تتعين الفاتحة للقراءة في الصالة ركنا : وعلى هذا قلنا ...على ما ثبت بالنص .))ألنه زيادة على ما ثبت بالنص

فال ، الداللة قامت لنا على أن الزيادة على النص نسخ((: )4(وقال أيضا فكذلك ال نثبت ، والنسخ ال يثبت بخبر الواحد، يثبت إال بما يثبت النسخ به

ألن في ، ولكن يجب العمل به، فال يكون موجبا للعلم بهذا المعنى، الزيادة .العمل تقرير الثابت بالنص ال نسخ له

وهو ، أن فرضية القراءة في الصلوات ثابتة بدليل مقطوع بهوبيان هذا

صل، االسكندري، مث حممد بن عبد الواحد بن عبد احلميد بن مسعود السواسي األهو: ) 1(

صول عامل مشارك يف الفقه واأل، مال الدينكالقاهري، احلنفي، املعروف بابن اهلمام، والتفسري وعلم الطبيعة والفرائض واحلساب والتصوف والنحو والصرف واملعاين وغري ذلك.

) 10/264معجم املؤلفني (انظر ترمجته يف: ه.861سنة تويف بالقاهرة و ).1/294انظر: شرح فتح القدير () 2( ).84، 2/82انظر: أصول السرخسي () 3( ).112 - 1/111انظر: أصول السرخسي () 4(


- 324 -

وتعيين الفاتحة ثابت بخبر ، )1(﴾فاقرؤوا ما تيسر من القرآن﴿: قوله تعالىومن قال يجب العمل به ، فمن جعل ذلك فرضا كان زائدا على النص، الواحد

لدليل وعامال با، من غير أن يكون فرضا كان مقررا للثابت بالنص على حاله .اآلخر بحسب موجبه

وفي القول بفرضية ما ثبت بخبر الواحد رفع للدليل الذي فيه شبهة عن وكل واحد منهما تقصير ال ، أو حط للدليل الذي ال شبهة فيه عن درجته، درجته

.))يجوز المصير إليهكما أوضح ابن الهمام بناء الخالف في تعيين قراءة الفاتحة في الصالة

لو قلنا بتعيين ((: )2(عدة األصولية التي انفرد بها الحنفية فقالعلى هذه القابتركها يلزم نسخ الكتاب الذي يقتضي - الصالة-الفاتحة على وجه تفسد

، )3(﴾فاقرءوا ما تيسر من القرآن﴿: وهو إطالق قوله تعالى، الجواز بدونها .))وهو ال يجوز

الكتاب القطعي بما ال يجوز تقييد نص ((: )4(وزاد ذلك إيضاحا قولهمألن ، رووه من السنة مع ما فيه من كونه ظني الثبوت والداللة أو ظني الثبوت

تقييد إطالق نص الكتاب بخبر الواحد نسخ له وخبر الواحد ال يصلح ناسخا .))للقطعي بل يوجب العمل به

فهال استعملت : فإن قال قائل((: )5(ومما يؤكد ما سبق قول الجصاص

.73سورة املزمل آية ) 1( ).1/487انظر: شرح فتح القدير () 2( .73سورة املزمل آية ) 3( ).1/312نظر: البحر الرائق (ا) 4( ).1/27انظر: أحكام القرآن للجصاص () 5(


- 325 -

واستعملت التخيير المذكور في اآلية فيما عدا فاتحة ، ظواهرها األخبار على .الكتاب

لو انفردت األخبار عن اآلية لما كان فيها ما يوجب فرض قراءة : قيل لهفاتحة الكتاب لما بينا من أن فيها ماال يحتمل إال إثبات األصل مع تركها

أن هذه األخبار واحتمال سائر األخبار األخر لنفي األصل ونفي الكمال وعلىلو كانت موجبة لتعيين فرض القراءة فيها لما جاز االعتراض بها على اآلية وصرفها عن الواجب إلى النفل فيما عدا فاتحة الكتاب لما ذكرناه في أول

.))المسئلة فارجع إليه فإنك تجده كافيا إن شاء اهللا تعالى : )1(التفرقة بين الفرض والواجب: القاعدة الثانية

هو ما أمر : الواجب: ويقولون، فالجمهور ال يفرقون بينهما بل هما سيانسواء كان ذلك األمر في القرآن أو السنة ، وكذا الفرض .به الشارع أمرا جازما

.متواترة كانت أو آحادا ما ثبت بدليل قطعي ال : )2(الفرض: ويقولون، فيفرقون بينهما: أما الحنفية

) والتوقيف على مهمات 499، 497انظر تعريف الفرض يف: معجم لغة الفقهاء () 1(

) وموسوعة مصطلحات أصول الفقه 10) ومذكرة أصول الفقه للشنقيطي (554التعاريف () وما بعدها، 1/345 () وشرح الكوكب املنري1077 - 2/1075عند املسلمني (

) والتأسيس يف أصول الفقه 1/20) وقواطع األدلة (93واخلالف اللفظي عند األصوليني () وأصول 274 - 1/265) وشرح خمتصر الروضة (1/176) والبحر احمليط (1/25(

) ومنهاهج 2/229) وتيسري التحرير (1/91) واإلحكام لآلمدي (1/110السرخسي (اية السول (58 - 1/56العقول للبدخشي ( ) 2/63) وفتح الغفار (1/5861) و

اج يف شرح املنهاج للشريازي ( اية الوصول إىل علم األصول (بديع 94 - 92واإل ) و ).1/143النظام) (

=) 249، 165) والتعريفات للجرجاين (302 -2/300انظر: كشف األسرار للبخاري () 2(


- 326 -

ما ثبت بدليل ظني : والواجب، ر المتواتر والمشهوركالقرآن والخب، شبهة فيه .كأخبار اآلحاد، فيه شبهة

اسم لمقدر شرعا ال يحتمل الزيادة : فالفرض((: )1(قال السرخسيوهو مقطوع به لكونه ثابتا بدليل موجب للعلم قطعا من الكتاب أو والنقصان.

صل أن الركنية ال تثبت والحا((: )2(قال السرخسي .))السنة المتواترة أو اإلجماعوخبر الواحد موجب للعمل دون العلم فتعين الفاتحة بخبر .إال بدليل مقطوع به

.))الواحد واجبا حتى يكره له ترك قراءتها وتثبت الركنية بالنص وهو اآليةوقد أوضح محمد أنور شاه الكشميري أن أخبار اآلحاد يثبت بها

إن خبر الواحد تجوز ((: )3(فروض فقالالواجب والمستحب وأن القاطع يثبت الفما ، أو شرط، فال يزاد به على القاطع ركن، لكن في مرتبة الظن، منه الزيادة

أو ، وما ثبت من الخبر يكون واجبا ، ثبت من القاطع يكون ركنا أو شرطا .))مستحبا حسبما اقتضاه المقام

) ومنهاهج العقول للبدخشي 343) ومعجم لغة الفقهاء (1/110وأصول السرخسي ( =

) 1077 - 2/1075) وموسوعة مصطلحات أصول الفقه عند املسلمني (61 -1/58(اية الوصول إىل علم األصول (بديع النظام) (2/229وتيسري التحرير ( ) وفتح 1/144) و

اية السول (84 - 83) واملغين للخبازي (2/63الغفار ( ) والتمهيد للكلوذاين 1/61) واج يف شرح املنهاج للشريازي (64 -1/63( -580) وشرح املنار البن ملك (95) واإل

) وشرح نور األنوار على املنار 453 - 1/450) وكشف األسرار للنسفي (585 ).1/352) وشرح الكوكب املنري (452 - 1/449(

).1/111انظر: أصول السرخسي () 1( ).1/19انظر: املبسوط () 2( ).47لباري (صانظر: مقدمة فيض ا) 3(


- 327 -

عيف كما بين في وأما التسمية فألن الحديث ض((: )2)(1(وقال األنصاريإن هذا الحديث لتكثير : لكن الشيخ ابن الهمام قال في فتح القدير، موضعهفهو وإن .وكون الخلل الذي في راويه غير الفسق صار في درجة الحسن، طرقه

.))لم يوجب الركنية لئال يلزم الزيادة على الكتاب لكن ينبغي أن يثبت الوجوبفالذي ذهبنا إليه .لواحد بل يثبت به الوجوبإن الركنية ال تثبت بخبر ا((: قيل

وهو قوله ، عمل بالكتاب والسنة حيث قلنا إن مطلق القراءة ركن بالكتابوتعيين الفاتحة واجب بالحديث ، )3(﴾فاقرؤا ما تيسر من القرآن﴿: تعالى

....عمال بالدليلين بقدر قوتهمااألولى فغاية الركنية بخبر الواحد الصريح ال تثبت فبالمحتمل بطريق

.)4())الحديث على تقدير التسليم أن تقتضي الوجوب فنحن نقول بموجبه: وقد قال بوجوب قراءة الفاتحة في الصالة((: )5(قال الحافظ ابن حجر

الحنفية لكن بنوا على قاعدتهم أنها مع الوجوب ليست شرطا في صحة ، الة إال به فرضوالذي ال تتم الص، ألن وجوبها إنما ثبت بالسنة، الصالة

فاقرؤا ما ﴿: وقد قال تعالىدهم ال يثبت بما يزيد على القرآن، والفرض عن

عبد العلى حممد بن نظام الدين حممد اللكنوى األنصارى املكىن بأىب العباس امللقب هو: ) 1(

ه.1180تويف سنة ببحر العلوم فقيه حنفى أصوىل منطقى كان من نوابغ القرن الثاىن عشر، ).1/495موسوعة األعالم (انظر ترمجته يف:

).2/93انظر: فواتح الرمحوت () 2( .20ورة املزمل آية س) 3( ).40 - 1/39انظر: الغرة املنيفة () 4( ).2/230) ونيل األوطار (2/242انظر: فتح الباري () 5(


- 328 -

فالفرض قراءة ما تيسر وتعيين الفاتحة إنما ثبت ، )1(﴾تيسر من القرآن .))بالحديث فيكون واجبا يأثم من يتركه وتجزئ الصالة بدونه

ة الفاتحة على معنى واعلم أن الشافعية يثبتون ركني((: )2(وقال ابن الهمامالوجوب عندنا فإنهم ال يقولون بوجوبها قطعا بل إنهم ال يخصون الفرضية

فلهم أن يقولوا نقول بموجب الوجه المذكور وإن جوزنا الزيادة ، والركنية بالقطعيفإنا إنما قلنا بركنيتها واقتراضها بالمعنى ، بخبر الواحد لكنها ليست بالزمة هنا

.با فال زيادةالذي سميتموه وجو وإنما محل الخالف في التحقيق أن ما تركه مفسد وهو الركن ال يكون

ألن الصالة مجمل مشكل فكل خبر بين فيها أمرا ، ال: فقالوا، إال بقاطع أو ال .ولم يقم دليل على أن مقتضاه ليس من نفس الحقيقة يوجب الركنية

عبادة ليست سوى وذلك ألن ال، بل يلزم في كل ما أصله قطعي: وقلناألنها ليست إال ، جملة األركان فإذا كانت قطعية يلزم في الكل األركان قطعيتها

فإن ثبوت أركانه التي هي هو يكون ، بخالف ما أصله ظني، إياها مع اآلخروألن الوجوب لما لم يقطع به فالفساد بتركه مظنون والصحة ؛ بظني بال إشكال

ال يزول اليقين إال بمثله وإال أبطل الظني القائمة بالشروع الصحيح قطعية ف .))القطعي

ذلك ، أما السبب الحقيقي في التفرقة بين الفرض والواجب فمبناه عقديفال ، وخبر الواحد ليس بقاطع، إن العقائد ال تثبت إال بالقاطع: أنهم يقولون .بل الظن، يفيد العلم

.73سورة املزمل آية ) 1( ). 1/294انظر: شرح فتح القدير () 2(


- 329 -

وهذا ال يكون إال ، أن العقائد ال تحتمل النقيض في نفس األمر: يوضحه، أما السنة اآلحادية فظنية، بالقاطع من الكتاب أو السنة المتواترة والمشهورة

وإذا كان ذلك كذلك فال تثبت بها ، وعليه فهي تحتمل النقيض في نفس األمرفال ترفع أو ، والفروض من باب اليقينيات والقطعيات، العقائد واألمور اليقينية

.وخير الواحد ليس مثال لها، اتقيد أو تخصص إال بمثلهولوا أنهم قالوا به وأثبتوا به العقائد كما أثبتوها بالقاطع من الكتاب والسنة

، لكان في ذلك رفع وإزالة لما هو مقطوع به بالمظنون، المتواترة والمشهورة .وهذا ال يصح وال يجوز في نظرهم


- 330 -

فلم يرفعوا المظنون إلى ،األدلة منازلها -بزعمهم -وبتفريقهم هذا أنزلوا .ولم ينـزلوا المقطوع عن درجته إلى درجة المظنون، درجة المقطوع

ومما يحقق أن السبب الرئيس في تفرقة الحنفية بين الفرض والواجب فحكموا بكفر منكر ، إنما هو المنطلق العقدي هو ما رتبه الحنفية على التفرقة

التكفير في القطعيات واليقينيات ألن، الفرض ولم يحكموا بكفر منكر الواجب .ال في الظنيات والعمليات كما يقولون

... .أصول الشرع ما ثبت وجوبها بدليل مقطوع به((: )1(قال األسمندي .)2())وال يجوز قبول خبر الواحد في االعتقادات

.)3(االختالف في داللة العام والخاص: القاعدة الثالثةواختلفوا في داللة العام فقال ، خاص قطعيةاتفق العلماء على أن داللة ال

.الحنفية بقطعيته كالخاص كثير منأي أن داللته ليست ، وذهب الجمهور إلى أن داللته من قبيل الظاهر

.قطعيةوترتب على هذا الخالف عدم تخصيص العام بأخبار اآلحاد والقياس عند

.خالفا للجمهور، الحنفية لعدم المماثلة

هو: حممد بن عبد احلميد بن احلسن بن احلسني األمسندي احلنفي أبو الفتح الرازي املعروف ) 1(الء العامل، فقيه علماء الشرق والصني، فاضل مناظر بارع من فرسان اجلدل واملناظرة، بالع

) والفوائد 243وقيل غري ذلك. انظر ترمجته يف: تاج الرتاجم (ه 552تويف ببخارى سنة ).5/379) وشذرات الذهب (176البهية (

).406 - 405انظر: بذل النظر () 2() 3/114) وشرح الكوكب املنري (1/265تح الرمحوت () وفوا1/86انظر: فتح الغفار () 3(

) ونور األنوار يف 2/558) وشرح خمتصر الرووضة (2/84)، (1/133وأصول السرخسي ( ).217) ومذكرة الشنقيطي (2/25شرح املنار (


- 331 -

إن العام الذي لم يثبت خصوصه بدليل ال يجوز ((: )1(قال السرخسيفإن قوله عليه ، فزعموا أن المذهب هذا ، تخصيصه بخبر الواحد وال بالقياس

ال يكون موجبا تخصيص »ال صالة إال بفاتحة الكتاب«: الصالة والسالمحتى ال تتعين ، )2(﴾فاقرؤوا ما تيسر من القرآن﴿: العموم في قوله تعالى

وإذا كان بقاء الحكم بما كان النص العام متناوال : ثم قال .اتحة فرضا قراءة الف .))له عرفنا أن التخصيص ال يكون تعرضا لما وراء المخصوص بشيء

.)3(االختالف في بيان السنة اآلحادية لمجمل القرآن: القاعدة الرابعة، آنذهب الجمهور إلى أن السنة اآلحادية يقع بها بيان ما أجمل في القر

.خالفا ألكثر الحنفية وجل المتكلمين من األصوليينوبناء على القاعدة السابقة وهي القول بقطعية داللة العام والخاص وهذه

الخاص من الكتاب ال يحتاج إلى بيان لكونه قطعي : القاعدة قال الحنفية الداللة.

:فالسنة اآلحادية ال تقبل عندهم في بيان الخاص من الكتاب ألمرين، كون الدليل الخاص من الكتاب ال يحتاج إلى بيان لقطعية داللته: األول

.كما سبقت اإلشارة إليهأدون في الرتبة -ولو كانت قطعية الداللة -أن السنة اآلحادية : وثانيهما

).2/84)، (1/133انظر: أصول السرخسي () 1( .73سورة املزمل آية ) 2() وتيسري التحرير 1/166) والربهان (2/584ملة (انظر: روضة الناظر بتحقيق الن) 3(

) وشرح 2/48) وفواتح الرمحوت (1/368) واملستصفى (1/125) والعدة (3/173() والبحر احمليط 1/313) واملعتمد (2/163) وشرح العضد (3/450الكوكب املنري (

يف ) وشرح الطو 2/318) والردود والنقود للبابريت (2/391) وبيان املختصر (3/490()2/686.(


- 332 -

.عن النص الخاص من الكتاب ألحاديتها وتواتره


- 333 -

فالحكم بعده ظنيمجمل الكتاب إذا بين بال((: )2)(1(قال ابن عابدينوقد صرح في العناية بأن المجمل من الكتاب إذا لحقه مضاف إلى الكتاب،

، البيان بالظني كان الحكم بعده مضافا إلى الكتاب ال إلى البيان في الصحيحولذا قلنا بفرضية القعدة األخيرة المبينة بخبر الواحد ولم نقل بفرضية الفاتحة

.خاص ال مجمل، )3(﴾فاقرؤوا ما تيسر﴿: لىبخبر الواحد أيضا ألن قوله تعا .))ملخصا ها

: )4(المحكم والمتشابه: القاعدة الخامسةوإنما نشأ ، لم يختلف العلماء في تعين حمل المتشابه على المحكم .الخالف في تعيين ما هو المراد بالمحكم وما هو المراد بالمتشابه

ت في المحكم أو في إدراج بعض الحاال -أيضا -كما وقع الخالف .في المتشابه

فبعض الحاالت والمسائل الجزئية يراها فريق من قبيل المحكم

فقيه الديار الشامية وإمام ، احلنفي، حممد أمني بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقيهو: ) 1(ا يف ، ولد بدمشق. احلنفية يف عصره معجم املؤلفني انظر ترمجته يف: ه.1252سنة وتويف

).6/42األعالم للزركلي (و ) 9/77( ).1/451انظر: حاشية ابن عابدين () 2( .ورة املزملس) 3() 1/450) والبحر احمليط (2/275) والتمهيد أليب اخلطاب (2/684انظر: العدة () 4(

) والردود 2/17) وفواتح الرمحوت (2/140) وشرح الكوكب املنري (1/106واملستصفى () وشرح خمتصر الروضة 1/474) وبيان املختصر لألصفهاين (1/479والنقود للبابريت (

) ومذكرة أصول الفقه 222 - 221اج يف شرح املنهاج للشريازي () واإل2/40للطويف ( - 109) ومعامل أصول الفقه (17/418) وجمموع الفتاوى البن تيمية (63للشنقيطي (

113.(


- 334 -

فتختلف ، وآخر يراها من قبيل المتشابه ويدرجها تحته، ويدرجونها تحته، وهذا عند الجمهور، المتضح الداللة: فالمحكم .األحكام تبعا لهذين السببين

.كالنص والظاهر .)1(كالمجمل والمشترك، ضح داللته أوالمراد منهما لم تت: والمتشابه

رد النصوص : المثال السادس عشر((: رحمه اهللا تعالى )2(قال ابن القيمالمحكمة الصريحة الصحيحة في تعيين قراءة فاتحة الكتاب فرضا بالمتشابه من

وليس ذلك في الصالة إنما هو بدل عن ، )3(﴾فاقرءوا ما تيسر منه﴿: قولهوهذا يحتمل أن ، ثم أقرأ ما تيسر معك من القرآن: وبقوله لألعرابي، لقيام اللي

وأن يكون لم ، وأن يكون األعرابي ال يحسنها، يكون قبل تعيين الفاتحة للصالةوأن يكون أمره ، فأمره أن يقرأ معها ما تيسر من القرآن، يسىء في قراءتها

.باالكتفاء بما تيسر عنها .)4())وه فال يترك له المحكم الصريحفهو متشابه يحتمل هذه الوج

من صلى : كقوله، النقص بازاء التمام والكمال((: )1(وقال شيخ اإلسالم

واصطالحا: هو اللفظ املشرتك لغة: اسم مفعول من اشرتك يف األمر: كان له نصيب منه.) 1(ا أوال من حيث مها خمتلفان. انظر: لسان العرب املوضوع حلقيقتني خمتلفتني أو أكثر وضع

) والبحر 1/163) وبيان املختصر (1/101) وروضة الناظر بتحقيق النملة (10/449( ).2/122احمليط (

هو: حممد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي احلنبلي امللقب بشمس الدين ) 2(حنوي، كان جريء اجلنان يف احلق، واسع املعروف بابن قيم اجلوزية، فقيه حافظ حمدث

ه.751املعرفة، عاملا باخلالف ومذاهب السلف، له املصنفات احملررة، تويف بدمشق سنة ).2/161) والفتح املبني (6/168انظر ترمجته يف: شذرات الذهب (

.73سورة املزمل آية ) 3( ).2/305انظر: إعالم املوقعني () 4(


- 335 -

.صالة لم يقرأ فيها بأم الكتاب فهى خداجألن الخداج هو الناقص في ، هو نقص الواجبات: فالجمهور يقولون

فإن النقص ، هو الناقص عن كماله المستحب: وآخرون يقولون، أعضائه وأركانهإلى : كما تقدم في تقسيم الفقهاء الطهارة يستعمل في نقص االستحباب كثيرا

ثم النقص عن الواجب ، وما ليس بكامل فهو ناقص، ومجزى ليس بكامل، كاملونقص ال .كنقص أركان الطهارة والصالة والحج، نوع يبطل العبادة: نوعانونقص واجبات الصالة إذا ، كنقص واجبات الحج التي ليست بأركان، يبطلها

)2(ونقص الواجبات التي يسميه أبو حنيفة، تركها سهوا على المشهور عند أحمد .انتهى كالمه باختصار ))كقراءة الفاتحة ونحوها، فيها مسيئا وال تبطل صالته .االحتجاج بقول الصحابي: القاعدة السادسة

فلتنظر ، السابقة سبقت اإلشارة إلى هذه القاعدة األصولية في المسألة .هناك

ألن كل قول قد استند في حجته لتصحيح ، أما بالنسبة لتطبيقها فواضح .مذهبه على قول يعزوه إلى بعض الصحابة رضي اهللا عنهم

؟ )3(إذا وقع التعارض بين األدلة الشرعية فما الموقف: القاعدة السابعة

).19/292( انظر: حمموع الفتاوى) 1( =عامل ، اجملتهد، فقيه امللة ماماإل، أبو حنيفة، الكويف النعمان بن ثابت التيمي بالوالءهو: ) 2(

ولد ونشأ بالكوفة.وكان يبيع اخلز ويطلب ، ربعة.أصله من أبناء فارسئمة األأحد األ، العراقفأىب، ، لقضاء ببغدادأراده املنصور العباسي على ا. العلم يف صباه، مث انقطع للتدريس واالفتاء

ه.150سنة فحلف أبو حنيفة أنه ال يفعل، فحبسه إىل أن مات ، فحلف عليه ليفعلن ).6/390سري أعالم النبالء (و ) 8/36األعالم للزركلي (انظر ترمجته يف

ا يف: العدة () 3( =) 2/395) واملستصفى (3/1047انظر هذه املسألة بأقواهلا وأدلتها ومناقشا


- 336 -

، أمكنما الدليلين المتعارضين جمع بينذهب جمهور العلماء إلى الحتى لو كان أحد ، ونحو ذلك، فيحمل العام على الخاص والمطلق على المقيد

، فإن تعذر الجمع بينهما وعلم التاريخ، الدليلين من السنة واآلخر من الكتابالدليل النسخ رجع وإن جهل التاريخ وقبل، النسخ فالثاني ناسخ لألول إن قبل، ومتى لم يمكنه، كن اجتهد في الترجيحوإن لم يم، إلى العمل بغيرهما إن أمكن

فإنه يقف عن العمل بواحد ، ولم يظهر له فيها شيء، بأن اجتهد في الترجيح .منهما إلى أن يعلمه

فاقرءوا ما تيسر ﴿: وأما قوله تعالى((: )1(قال الخطيب الشربيني

.فوارد في قيام الليل ال في قدر القراءة، )2(﴾منهأو أ ما تيسر معك من القرآن على الفاتحةثم اقر : أو محمول مع خبر

.)3())على العاجز عنها جمعا بين األدلةالنسخ إن علم الدليلين المتعارضين عندهم حكمف: )4(أما الحنفية

لم يعلم المتأخر فالترجيح ن وإ، للمتقدم كون ناسخا فالمتأخر ي، المتأخر

) وتيسري التحرير 4/76) وكشف األسرار للبخاري (421الفصول (وشرح تنقيح =) وفواتح الرمحوت 4/609)، (3/111) وشرح الكوكب املنري (137 - 3/136( ).361، 2/310) وحاشية احمللي على مجع اجلوامع (2/189(

، القاهري، الشافعي، املعروف باخلطيب الشربيين، مشس الدين، محد الشربيينأحممد بن هو: ) 1(معجم املؤلفني انظر ترمجته يف: ه.977. تويف سنة فقيه، مفسر، متكلم حنوي، صريف

)8/269.( .73سورة املزمل آية ) 2( ).1/157انظر: مغين احملتاج () 3() وفواتح 137 - 3/136) وتيسري التحرير (2/104انظر: التوضيح شرح التنقيح () 4(

).2/102(شرح التلويح على التوضيح ) و 2/189الرمحوت (


- 337 -

ما إذا لم يمكن ترجيح الجمع بينهوإال ف، ألحدهما على اآلخر بطريقه إن أمكن .أحدهما على اآلخر

إذا لم يعلم المتقدم ولم يمكن ترجيح أحدهما وال الجمع بينهما تركو كان التعارض بين آيتين فإن، المتعارضان إلى ما دونهما من األدلة على الترتيب

فإنهما يتركان إلى السنة إن كانت ولم تكن متعارضة فإن لم يوجد في ذلك سنة وإذا لم يوجد دون ، لكن متعارضة تركها إلى القياس وأقوال الصحابةأو وجدت

العمل وجب المتعارضين دليل آخر يعمل به أو وجد التعارض في الجميع .باألصل في جميع ما يتعلق بالمتعارضين

الركنية ال تثبت بخبر الواحد بل يثبت به الوجوب ((: )1(وفي الغرة المنيفةإن مطلق القراءة ركن : لكتاب والسنة حيث قلنافالذي ذهبنا إليه عمل با

وتعيين الفاتحة ، )2(﴾فاقرؤا ما تيسر من القرآن﴿: وهو قوله تعـالى، بالكتاب...التحقيق فيما قلناه حيث .واجب بالحديث عمـال بالدليلين بقدر قوتهماال صالة إال بفاتحة الكتاب : جمعنا بينهما وحملنا قوله عليه الصالة والسالم

فإن الصالة بدون الفاتحة ناقصة عندنا وإليه ، لى نفي الكمال دون نفي الجوازعكل صالة ال يقرأ فيها بفاتحة الكتاب : اإلشارة في قوله عليه الصالة والسالم

والخداج عبارة عن النقصان مع بقاء الذات دون البطالن كما في ، فهي خداج .))إال في المسجد قوله عليه الصالة والسالم ال صالة لجار المسجد

اختالف بعض الروايات الواردة في قراءة الفاتحة في : القاعدة الثامنةفي تصحيح بعضها وتضعيف البعض -أيضا - واالختالف ، الصالة في ألفاظها

).40 - 1/38انظر: الغرة املنيفة () 1( .73سورة املزمل آية ) 2(


- 338 -

.اآلخر )2(ومما يدل على المطلوب ما في أوسط الطبراني((: )1(قال ابن الهمام

أن ال صالة إال : أن أنادي في أهل المدينة أمرني رسول اهللا : عن أبي هريرة .....إن الرواة رووا بالمعنى مع اقتصار بعضهم .بقراءة ولو بفاتحة الكتاب فتأمله .))وبه يندفع التعارض، على بعض الجمل المنقولة فتأمله

)3(وكذا المقتضي، المشترك هل يحمل على معنييه أو ال: القاعدة التاسعة ؟)4(وم لههل له عموم أو ال عم

هاتان القاعدتان فيهما تداخل في المعنى والتطبيق الفقهي في كثير من

).295 - 1/293انظر: شرح فتح القدير () 1(، اإلمام احلافظ سليمان بن أمحد بن أيوب بن مطري اللخمي الشامي، أبو القاسمهو: ) 2(

معجم و ) 3/121األعالم للزركلي (انظر ترمجته يف: ه.360سنة وتويف بأصبهاناحملدث. ).4/253املؤلفني (

–بكسر الضاد –املقتضي: اسم فاعل من اقتضى يقتضي اقتضاء: مبعىن طلب، فاملقتضي ) 3() 402) وميزان األصول (1/248اللفظ الطالب لإلضمار. انظر: أصول السرخسي (

) والبحر 1/220) ونشر البنود (364) والوجيز يف أصول الفقه (1/241وتيسري التحرير ( ).3/155احمليط (

اختلف العلماء يف عموم املشرتك وعموم املقتضي، فقال بالعموم فيهما مجهور العلماء خالفا ) 4(لكثري من احلنفية وبعض املعتزلة وبعض الشافعية، وذهبت طائفة إىل عموم املشرتك يف النفي

ا يف: ا ) والعدة 1/306ملعتمد (دون اإلثبات. انظر هاتني املسألتني بأقواهلا وأدلتها ومناقشا) واإلحكام 390، 1/103) واحملصول (2/243) والتمهيد أليب اخلطاب (2/703(

) وتيسري التحرير 400، 1/202) وكشف األسرار للنسفي (229، 2/223لآلمدي (، 1/119) ونشر البنود (198، 3/190) وشرح الكوكب املنري (241، 1/237(

) وأصول 2/167بيان املختصر () و 144 - 2/142) وتفسري النصوص (220 ).3/157)، (2/129) والبحر احمليط (1/248السرخسي (


- 339 -

هي داللة الكالم على معنى يتوقف على تقديره : فداللة االقتضاء .األحيان .أو عقال ، أو صحته شرعا ، صدق الكالم

وهذا المعنى الذي يتوقف صدق الكالم أو صحته على تقديره ينقسم إلى : عند جماهير العلماءثالثة أنواع

.ما وجب تقديره ضرورة صدق الكالم - 1 .ما وجب تقديره ضرورة صحة الكالم شرعا - 2 .ما وجب تقديره ضرورة صحة الكالم عقال - 3

فهذه األنواع الثالثة تدخل في داللة االقتضاء عند عامة األصوليين من .متقدمي الحنفية وجمهور بقية أصحاب المذاهب األخرى

وأصحاب الشافعي وغيرهم جعلوا ((: )2)(1(عبدالعزيز البخاري الحنفي قالهو جعل غير : فقالوا، ولم يفصلوا بينهما، المحذوف من باب المقتضى

وإنما اختلفوا في ، وأنه يشمل الجميع .المنطوق منطوقا لتصحيح المنطوقعامة وذهب الشافعي و ، فذهب أصحابنا جميعا إلى انتفاء العموم عنه، عمومه

أصحابه إلى القول بالعموم.وجعل الكل ، تابع المتقدمين - رحمه اهللا - )3(والقاضي اإلمام أبو زيد

زيادة على النص لم يتحقق معنى النص بدونها : المقتضى: فقال، قسما واحدا

فقيه أصويل، تويف سنة عالء الدين، البخاري احلنفي، عبد العزيز بن أمحد بن حممدهو: ) 1( ).4/13األعالم للزركلي (و ) 5/242معجم املؤلفني (انظر ترمجته يف: ه.730

).2/244انظر: كشف األسرار () 2(أول من وضع علم ، أبو زيدالبخاري احلنفي، القاضي بن عيسى عبد اهللا بن عمرهو: ) 3(

انظر ترمجته ه.430سنة بخارىتويف ب.باحثا أصوليا كان فقيها . اخلالف وأبرزه إىل الوجود ).6/96معجم املؤلفني (و ) 4/109األعالم للزركلي (يف:


- 340 -

.ليتحقق معناه وال يلغو، فاقتضاها النص .انتهى كالمه .))ففي تعريفه هذا دخل المحذوف أيضا

ر أن البزدوي والسرخسي وعامة المتأخرين من الحنفية قسموا داللة غي: )1(االقتضاء التي قال بها الجمهور ومنهم متقدمو الحنفية إلى قسمين

هو الذي ثبت ضرورة تصحيح : عندهم فالمقتضى، والمحذوف، المقتضى ثم .ما أضمر لصحة الكالم لغة هو: والمحذوف، ال لغة، الكالم شرعا أو عقال

وبعمومه في ، بنوا على التفريق بينهما القول بعدم العموم في المقتضى .المحذوف

فإنهم يقولون ، وقد عسر التفريق بينهما حتى على القائلين بالتفرقة بينهمافي بعض األمثلة التي كان طريق إثبات المضمر فيها الشرع إنه من قبيل

كان طريق ثبوت ويعكسون في بعض األمثلة التي، فيعممونه، المحذوف .فال يقولون بالعموم فيها، المضمر فيها اللغة

فكان اعتذار بعضهم عما وقعوا فيه من التناقض البين أن تلك األمثلة والمشترك ال يقبل ، والوقائع الموردة عليهم نقضا إنما هي من قبيل المشترك

.خالفا للجمهور أيضا ، العموم عند عامة الحنفيةبالتفرقة بينهما ينسجم في نهاية المطاف مع القائلين فجواب القائلين

.وإن اختلفوا في الطريق المؤدية إلى ذلك، بعدم التفرقة بينهماإن ما : )2(فقال، وقد حاول بعضهم التفرقة بين المقتضى والمحذوف

فكان المختصر ، ألن االختصار أحد طريقي اللغة، حذف اختصارا يقبل العمومفإنه أمر شرعي ثبت ، بخالف المقتضى، لعموم من أوصاف اللفظوا، ثابتا لفظا

).2/246انظر: كشف األسرار () 1( ).2/246نظر: كشف األسرار للبخاري (ا) 2(


- 341 -

ألنه إثبات ، فال يصار إلى العموم من غير ضرورة، وهي تندفع بالخاص، ضرورة .الشيء بال دليل

ما السبب الذي دعى المتآخرين من الحنفية إلى القول : وقد يقول قائل ؟بالتفرقة بين المقتضى والمحذوف

)2(البزدوي -ثم الشيخ المصنف ((: بقوله )1(البخاري بـين ذلك عبدالعزيزأي -رحمه اهللا لما رأى أن العموم متحقق في بعض أفراد هذا النوع -

على ما ذكر بعد ، وإن خرجت فعبدي حر، طلقي نفسك: مثل قوله -المقتضى وجعل ما يقبل ، سلك طريقة أخرى وفصل بين ما يقبل العموم وما ال يقبله، هذا

ووضع عالمة تميز بها ، وسماه محذوفا ، قسما◌ آخر غير المقتضى العموم .))المحذوف عن المقتضى

وأكد بعض العلماء ما ذكره البخاري ومن أولئك الدكتور محمد أديب -فهو أن القول بعموم المقتضى : أما الداعي إلى التفريق((: )3(صالح حيث قال

وعندما وجد أن ، يهم الدبوسيغير مقبول عند عامة الحنفية وف -كما سيأتي هذا من : قال المتأخرون، بعض األمثلة ال يمكن اإلغماض عن العموم فيها

... بل عندما وجد أن القول بالعموم في .والمحذوف غير المقتضى، المحذوفيتنافى مع ما عند أئمة المذهب من أقوال في ، حديث وضع الخطأ والنسيان

).2/244انظر: كشف األسرار () 1(، سالماإل فخر، أبو احلسناحلنفي، علي بن حممد بن احلسني بن عبد الكرمي البزدويهو: ) 2(

، فقيه، وكان أحد من يضرب به املثل يف حفظ املذهب، عامل ما وراء النهر، شيخ احلنفية) 18/602ري أعالم النبالء (انظر ترمجته يف: س ه.482ة ،، تويف سنمفسر، حمدث، صويلأ ).7/192معجم املؤلفني (و ) 4/328األعالم للزركلي (و

).578 - 1/557انظر: تفسري النصوص يف الفقه اإلسالمي () 3(


- 342 -

عليهما من أحكام في العبادات والمعامالت شأن اإلكراه والنسيان وما يترتب، إن سقوط عمومه ليس من قبل االقتضاء ولكنه من قبل اإلشتراك: قالوا

.األعمال بالنية: وقالوا مثل ذلك في حديث، والمشترك ال يقبل العموموالذي يالحظ أنهم قالوا في هذين الحديثين المذكورين إنهما من قبيل

م لم يجدوا بدا من القول بأن عدم العموم جاء من ث، المحذوف الذي له عموموما أشرنا إليه من أن المتأخرين إنما حملهم على مخالفة : هذا االشتراك....

بعض المسائل التي لم : المتقدمين والقول بالتفريق بين المقتضى والمحذوف عرض له الشيخ البخاري وبين أنه حجة أيضا ، تنطبق على المنهج الذي التزموه

. انتهى كالمه باختصار ))مجروحةال صالة لمن لم : ولهذا جعل متأخرو الحنفية قوله صلى اهللا عليه وسلم

داللته بين نفي الصحة أو من قبيل المشترك المتردد في، يقرأ بفاتحة الكتابعلما بأنه ليس له ، نفي الكمال بناء على تفريقهم بين المقتضي والمحذوف

قول المتقدمين أو المتأخرين من الحنفية.، نعموم على كال القولي .»ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب«: لما قال )1(قال ابن العربي

أو ، هل يحمل هذا النفي على التمام والكمال: واختلف الناس في هذا األصل

حممد بن عبد اهللا بن حممد بن عبد اهللا ابن امحد بن حممد بن عبد اهللا، املعافري، هو: ) 1(

مام العالمة احلافظ اإل، لي، املالكي، املعروف بابن العريب، أبو بكرندلسي، االشبياألدب والنحو والتاريخ واأل صول وعلوم القرآنمشارك يف احلديث والفقه واألعامل القاضي، منصرفه من مراكش ومحل ميتا إىل مدينة يف ه 543سنة رمحه اهللا تعاىل ، تويف وغري ذلك

ا وشذرات الذهب ) 20/197ري أعالم النبالء (س. انظر ترمجته يف: فاس ودفن الديباج املذهب يف معرفة أعيان علماء املذهب و ) 10/242معجم املؤلفني () و 4/141()2/252 (


- 343 -

.)1())اختلفت الفتوى بحسب اختالف حال الناظر ؟على اإلجزاءمشترك »...صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتابال «((: )2(قال ابن الهمام

والخبر الذي هو ، ألن النفي ال يرد إال على النسب ال نفس المفرد، الداللة أو كاملة فيخالفه.، فيمكن تقديره صحيحة فيوافق رأيه، متعلق الجار محذوف

).1/123انظر: تفسري القرطيب () 1( ). 294 - 1/293انظر: شرح فتح القدير () 2(


- 344 -

ألن متعلق المجرور الواقع خبرا : وفيه نظر: ثم أجاب عن ذلك بقوله .استقرار عام

وعدم الوجود شرعا هو عدم الصحة هذا هو ، فالحاصل ال صالة كائنةفإن قيام ، وال صالة للعبد اآلبق، بخالف ال صالة لجار المسجد الخ، األصل

وعلى هذا فيكون ، أي كاملة، الدليل على الصحة أوجب كون المراد كونا الموطأ .باختصارانتهى ))من حذف الخبر ال من وقوع الجار والمجرور خبرا

هو ما ذهب إليه أكثر أهل العلم من تعين قراءة : الراجح في المسألةألنه القول الذي تجتمع عليه األدلة ، الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصالة

مع ابتنائها على قواعد أصولية صحيحة مستقيمة ، الخاصة والمعينة في المسألةفي سبب الخالف في بعض كما سبقت اإلشارة إليه، عقال ومتوافقة شرعا

.القواعد األصولية

)1(قراءة الفاتحة للمقتدي: المبحث الخامس : اختلف العلماء في هذه المسألة على ثالثة أقوال

وإليه ذهب .)2(عليه قراءة الفاتحة في كل ركعة مطلقا : القول األول

ا يف: بدائع ) 1( ) وشرح 111 -1/110الصنائع (انظر هذه املسألة بأقواهلا وأدلتها ومناقشا) واجملموع للنووي 1/117) وتفسري القرطيب (4/103النووي على صحيح مسلم (

) والنكت والفوائد السنية على مشكل احملرر 1/20) وأحكام القرآن للجصاص (3/273() وجمموع الفتاوى 107) والقراءة خلف اإلمام للبيهقي (2/236) ونيل األوطار (1/55(

التمهيد البن عبد الرب) و 327، 23/309)، (295 - 22/294( البن تيمية ).1/363البحر الرائق () و 33 - 11/28(

) 4/103) وشرح النووي على صحيح مسلم (111 -1/110انظر: بدائع الصنائع () 2() 3/273) واجملموع للنووي (11/28( التمهيد البن عبد الرب) و 1/117وتفسري القرطيب (

=) 1/55) والنكت والفوائد السنية على مشكل احملرر (1/20ص (وأحكام القرآن للجصا


- 345 -

وأبو ، )2(والليث بن سعد، واألوزاعي، )1(وإسحاق، الشافعي وأحمد في رواية .ومكحول، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، )3(وعروة بن الزبير، ثور

وما )5(الحسن وسعيد بن جبير وميمون بن مهران: قال((: )4(قال البخاري

) 107) والقراءة خلف اإلمام للبيهقي (2/237) ونيل األوطار (3/32وعون املعبود ( =

). 327، 23/309)، (295 - 22/294وجمموع الفتاوى البن تيمية (د اهللا بن غالب بن اسحاق بن ابراهيم بن خملد بن ابراهيم بن عبد اهللا بن مطر بن عبيهو: ) 1(

. فقيه، حمدث، املعروف بابن راهويه، أبو يعقوب، عبد الوارث بن عبيد اهللا بن عطية املروزي ).2/228معجم املؤلفني (انظر ترمجته يف: ه.237تويف سنة

احلافظ شيخ ، اإلمام أبو احلارث، بالوالء الفهمي اخلرساين الليث بن سعد عبد الرمحنهو: ) 2(انظر ترمجته يف: ه.175تويف بالقاهرة سنة .وفقها حديثا ، ية وعاملها ورئيسهاالديار املصر

).1/224تذكرة احلفاظ (و ) 8/162معجم املؤلفني (و ) 5/248األعالم للزركلي (عروة بن الزبري بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى القريشى األسدى هو: ) 3(

كان ثقة، ، و فقيه املدينة، أحد الفقهاء السبعة فقهاء املدينةعبداهللا، أبو املدىن التابعى اجلليل. ا، مأمونا، ثبتا، ومناقبه كثرية مشهورة، وهو جممع على جاللته،

كثري احلديث، فقيها، عامل

ذيب األمساء انظر ترمجته يف: ه.99وقيل ه.94وعلو مرتبته، ووفور علمه. توىف سنة ).1/105ألمصار (مشاهري علماء او ) 1/305(

البخاري اجلعفي، أبو عبد اهللا، بهز د ر حممد بن إمساعيل بن إبراهيم بن املغرية ابن بـ هو: ) 4(ذيب انظر ترمجته يف: ه.256توىف ، مام احلفاظإسالم و شيخ اإلصاحب الصحيح،

سري أعالم النبالءو ) 9/52معجم املؤلفني (و ) 2/555تذكرة احلفاظ (و ) 1/86األمساء ()12/391.(

ها استوطن الرقة، فكان عامل فقيه من القضاة.، أبو أيوب، ميمون بن مهران الرقىهو: ) 5(كثري ، وكان ثقة يف احلديث واستعمله عمر بن عبد العزيز على خراجها وقضائها. وسيدها.سري أعالم النبالء و ) 7/342األعالم للزركلي (انظر ترمجته يف: ه.117تويف سنة العبادة.

)5/71.(


- 346 -

.)1())ال أحصي من التابعين وأهل العلم إنه يقرأ خلف اإلمام وإن جهرحنفية وابن . وبه قال ال)2(ال قراءة على المقتدي مطلقا : القول الثاني

وكثير من الحنابلة. )6(وابن حبيب )5(وابن عبدالحكم )4(وأشهب )3(وهبوأما الجهرية فإن كان ، تجب قراءتها في الصالة السرية: القول الثالث

وإن لم يكن يسمعها وجبت عليه ، المأموم يسمع قراءة إمامه فال يقرأ أبدا

انظر: جزء القراءة للبخاري ().) 1() 4/103) وشرح النووي على صحيح مسلم (111 -1/110انظر: بدائع الصنائع () 2(

) وأحكام القرآن للجصاص 3/273) واجملموع للنووي (1/117وتفسري القرطيب (مية ) وجمموع الفتاوى البن تي1/55) والنكت والفوائد السنية على مشكل احملرر (1/20(التمهيد ) و 2/11( الشرح الكبري البن قدامة) و 327، 23/309)، (295 - 22/294(

). 11/28( البن عبد الربمام من أصحاب اإل، أبو حممد، املصري، عبد اهللا بن وهب بن مسلم الفهري بالوالءهو: ) 3(

اء فخبأ عرض عليه القض .ثقة جمتهدا مالك. مجع بني الفقه واحلديث والعبادة. وكان حافظا ).4/144األعالم للزركلي (انظر ترمجته يف: ه.197سنة مبصرتويف .نفسه ولزم منزله

القيسي العامري اجلعدي، أبو عمرو، بن إبراهيم أشهب بن عبد العزيز بن داودهو: ) 4( وأشهب لقب له.، مفيت مصر، قيل: امسه مسكني، مام العالمةاإل، مام مالكصاحب اإل

األعالم للزركلي و ) 9/500سري أعالم النبالء (انظر ترمجته يف: ه.204تويف مبصر سنة )1/333.(

شيخ مصر كان أبو حممد الفقيه.املالكي، هو: عبد اهللا بن عبد احلكم بن أعني املصرى) 5(ذيب ه.214. تويف سنة رجال صاحلا ثقة مغاىن و ) 2/571األمساء (انظر ترمجته يف:

).6/67ملؤلفني (معجم او ) 3/117األخيار (انظر ثقة، وهو وصي مالك رضي اهللا عنه.من أصحاب مالك، إبراهيم بن حبيبهو: ) 6(

).1/259الديباج املذهب يف معرفة أعيان علماء املذهب (ترمجته يف:


- 347 -

.فعي في القديموبه قال اإلمام أحمد في رواية والشا .)1(قراءتهالو ترك : وهذا هو المشهور من مذهب مالك وأصحابه إال أنهم قالوا .قراءة الفاتحة عمدا خلف إمامه في صالة السر فقد أساء وال شيء عليه

احتج القائلون بتعين قراءة الفاتحة على المأموم مطلقا◌ : أدلة المسألة : )2(بالسنة واألثر والقياس

: السنة -: أوال وال شك أن لكل واحد صالة على .»ال صالة إال بقراءة«: قوله - 1

.حدة .)3(»ال يجزي صالة ال يقرأ فيها بفاتحة الكتاب«: ولقوله - 2 .»ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب«: ولقوله - 3

) 4/103) وشرح النووي على صحيح مسلم (111 -1/110انظر: بدائع الصنائع () 1(

) 11/28التمهيد البن عبد الرب () و 3/273ع للنووي () واجملمو 1/117وتفسري القرطيب () 1/55) والنكت والفوائد السنية على مشكل احملرر (1/20وأحكام القرآن للجصاص (

)، 295 -22/294) وجمموع الفتاوى البن تيمية (107والقراءة خلف اإلمام للبيهقي ()23/309 ،327 .(

) 4/103لنووي على صحيح مسلم () وشرح ا111 -1/110انظر: بدائع الصنائع () 2() وأحكام القرآن للجصاص 3/273) واجملموع للنووي (1/117وتفسري القرطيب (

) والنكت والفوائد السنية على مشكل احملرر 243 -2/242) وفتح الباري (1/20() والقراءة 55 - 11/28( التمهيد البن عبد الرب) و 2/230) ونيل األوطار (1/55(

)، 295 - 22/294) وجمموع الفتاوى البن تيمية (107ي (خلف اإلمام للبيهق)23/309 ،327.(

سنن رواه أبو بكر ابن خزمية يف صحيحه بإسناد صحيح.وكذا رواه أبو حامت بن حبان. ويف) 3(هذا مث قال: كتاب) ليها بفاحتة افيقرأ الرجل ال جتزئ صالة ال( ):3/353الدارقطين (

إسناد صحيح.


- 348 -

فداللة عمومه واضحة في اإلمام والمأموم والمنفرد وكذا خصوصه في مومه في خصوص ما ورد فيه إلى أن يرد دليل فيعمل بع، فاتحة الكتاب

.واألصل عدمة، تخصيصفتنتفي عند انتفاء القراءة إال إن جاء ، وألن صالة المأموم صالة حقيقة

.دليل يقتضى تخصيص صالة المأموم من هذا العموم فيقدميوضحه قول راوي الحديث أبو هريرة رضي اهللا عنه لما سأله شخص - 4

، اقرأ بها في نفسك: في الصالة خلف اإلمام حيث قال لهعن قراءة الفاتحة . )1(فمعناه اقرأها سرا بحيث تسمع نفسك

ومن أدلة وجوبها على المأموم حديث عبادة بن الصامت رضي اهللا - 5: فلما انصرف قال، فثقلت عليه القراءة، الصبح صلى رسول اهللا : عنه قال

ال «: قال .يا رسول اهللا إي واهللا: قلنا: قال .»إني أراكم تقرءون وراء إمامكم« .)2(»فإنه ال صالة لمن لم يقرأ بها، تفعلوا إال بأم القرآن

ا يف نفسك: أن 32 - 1/31يف: القراءة خلف اإلمام (قال البيهقي ) 1( ): (واملراد بقوله: اقرأ

ا، إلمجاع أهل ا، وال جيوز محله على ذكرها بقلبه دون التلفظ ا سرا دون اجلهر يتلفظ اللسان على أن ذلك ال يسمى قراءة، وإلمجاع أهل العلم على أن ذكرها بقلبه دون التلفظ

مسنون، فال جيوز محل اخلرب على ما ال يقول به أحد وال يساعده لسان ا ليس بشرط وال العرب وباهللا التوفيق).

) وقال: حديث حسن، 2/117) والرتمذي يف سننه (1/217رواه أبو داود يف سننه () 2() وقال: إسناده حسن. ورواه أمحد يف املسند 320 - 1/319والدارقطين يف سننه (

) 2/164) والبيهقي يف السنن الكربى (95، 5/86صحيحه () وابن حبان يف 5/316( ).1/364( املستدركواحلاكم يف

): (وهذه إشارة 59 -1/56قال ابن مفلح يف النكت والفوائد السنية على مشكل احملرر ( =إىل حديث عبادة. ومن نظر فيه ظهر له حسنه وأنه صاحل لالحتجاج به، وهو يف خصوص


- 349 -

هذا الحديث صريح بأن قراءة الفاتحة واجبة على من ((: )1(قال الخطابيوإسناده جيد ال طعن ، خلف اإلمام سواء جهر اإلمام بالقراءة أو خافت بها

.))فيهعلى ، فإنه ال صالة لمن لم يقرأ بها، ال بأم القرآنإ: يحمل قوله: فإن قيل

والمراد به استحباب ، فال تفعلوا: الفضيلة واالستحباب ال استثناء من قوله .الترك

ألن الصواب مذهبا ودليال أن حرف النفي إذا دخل ؛في هذا نظر: قيل فالتزام هذا المحذور الذي ذكره ضرورة، على شيء دل حقيقة على عدم صحته

مع أنه مخالف للمذهب ال على كراهة قراءتها بل قد ذهب بعضهم ، ظاهرة بعيد .إلى البطالناحتج القائلون بتعين قراءة الفاتحة خلف اإلمام مطلقا سواء : األثر: ثانيا

: كان في صالة جهرية أو سرية بكثير من أقوال الصحابة رضي اهللا عنهمنه سئل عن القراءة خلف أ، فعن عمر بن الخطاب رضي اهللا عنه - 1

): (وأخرجه أيضا أمحد والبخاري يف 3/33ويف عون املعبود ( املأموم وخصوص القراءة). =

جزء القراءة، وصححه، وابن حبان والبيهقي من طريق ابن إسحاق قال حدثين مكحول عن حممود بن ربيعة عن عبادة، وتابعه زيد بن واقد وغريه عن مكحول.

بن أيب عائشة عن ومن شواهده ما رواه أمحد من طريق خالد احلذاء عن أيب قالبة عن حممد قالوا: إنا لعلكم تقرأون واإلمام يقرأ. قال رسول اهللا «قال: رجل من أصحاب النيب

: إسناده حسن. ورواه ابن قال احلافظ .»قال: ال إال بأن يقرأ أحدكم بفاحتة الكتاب لنفعل.يهقي حبان من طريق أيوب عن أيب قالبة عن أنس وزعم أن الطريقتني حمفوظتان وخالفه الب

فقال: إن طريق أيب قالبة عن أنس ليست مبحفوظة وحممد بن إسحاق قد صرح بالتحديث فذهبت مظنة تدليسه وتابعه من تقدم. كذا قال الشوكاين).

).3/32انظر: عون املعبود () 1(


- 350 -

، وإن كنت أنا: قال، وإن كنت أنت: قلت، اقرأ بفاتحة الكتاب: فقال، )1(اإلمام .وإن جهرت: قال، وإن جهرت: قلت

فقال ، ال تجوز صالة اال بفاتحة الكتاب وشيء معها: وقال في رواية: الق، أوكان بين يدي إمام، يا أمير المؤمنين أرأيت إن كنت خلف اإلمام: رجل

.اقرأ في نفسكال تدع فاتحة الكتاب جهر اإلمام : )2(ماقال ابن عباس رضي اهللا عنه - 2

.أو لم يجهراقرأ بفاتحة الكتاب في كل ركعة : )3(أنه كان يقول -أيضا - وعنه - 3

.خلف االمامما بأسا أن يقرأ : )4(فقال، سئل ابن عمر عن القراءة خلف اإلمام - 4

.هبفاتحة الكتاب في نفسال تترك قراءة فاتحة الكتاب : رضي اهللا عنه )6)(5(قال أبوالدرداء - 5

) و النكت والفوائد السنية على مشكل 91 - 90انظر: القراءة خلف اإلمام للبيهقي () 1(

). رواه سعيد بن منصور والدارقطين وهذا لفظه وقال: إسناد صحيح. 59 - 1/56احملرر ( ). 96انظر: القراءة خلف اإلمام للبيهقي () 2( ). 97انظر: القراءة خلف اإلمام للبيهقي () 3( ). 97انظر: القراءة خلف اإلمام للبيهقي () 4(وقيل: .قيس بن زيد بن أمية عومير بن: بن عامر بن مالك بن زيد بن قيس، وقيل عوميرهو: ) 5(

كان آخر أهل داره إسالما وحسن صحايب، ، عبد اهللا بن زيد بن قيس بن أمية عومير بنتويف سنة . بينه وبني سلمان الفارسي إسالمه وكان فقيها عاقال حكيما آخى رسول اهللا

اإلستيعاب يف معرفة األصحابانظر ترمجته يف: .بدمشق يف خالفة عثمانه 32 ).511/ 2ذيب األمساء (و ) 98/ 5األعالم للزركلي (و ) 3/1227(

). 101انظر: القراءة خلف اإلمام للبيهقي () 6(


- 351 -

.خلف اإلمام جهر أو لم يجهرال تزكو صالة مسلم اال : )1(قال عمران بن حصين رضي اهللا عنه - 6

.بطهور وركوع وسجود وفاتحة الكتاب وراء اإلمام وغير اإلمامالفاتحة على المأموم مطلقا احتج القائلون بتعين قراءة: )2(القياس: ثالثا

: بالقياس فقالوافوجب أن ال يسقط ، ركن من أركان الصالة أدرك محله مع اإلمام - أ

. فرضه باالئتمام كالركوع والسجود والقياملزمته إذا صلى في الجماعة ، كل من لزمته القراءة اذا صلى منفردا - ب

مع القدرة كاإلمام.قياسا ، اءة مع القدرة عليها لم يعتد بهاكل من تعرت صالته عن القر -ج

.على المنفرد إذا صلى بال قراءةفوجب أن يكون من شرط ، وألنه ذكر من شرط صحة صالة اإلمام -د

.صحة صالة المأموم مع اإلمكان كالتكبيرفال يختص به اإلمام ، وألنه ذكر من أذكار الصالة متمكن منه المأموم - ه .والمنفرد

: )3(لقراءة المقتدي للفاتحة بالكتاب والسنة واألثر واحتج النافون

). 102انظر: القراءة خلف اإلمام للبيهقي () 1( ). 220 -219انظر هذه األقيسة يف: القراءة خلف اإلمام للبيهقي () 2() 4/103النووي على صحيح مسلم ( ) وشرح111 -1/110انظر: بدائع الصنائع () 3(

) وأحكام القرآن للجصاص 3/273) واجملموع للنووي (1/117وتفسري القرطيب () 2/236) ونيل األوطار (1/55) والنكت والفوائد السنية على مشكل احملرر (1/20(

). 23/309وجمموع الفتاوى البن تيمية (


- 352 -

: استدل هؤالء لصحة مذهبهم بالكتاب: الكتاب: أوال◌ وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ﴿: بقوله تعالى

واالستماع وإن لم يكن ممكنا عند ، أمر باالستماع واإلنصات((. )1(﴾ترحمونقال أبي بن كعب .ممكن فيجب بظاهر النصالمخافتة بالقراءة فاإلنصات

وأمامهم .لما نزلت هذه اآلية تركوا القراءة خلف اإلمام: رضي اهللا عنه أنه قال .)2())فالظاهر أنه كان بأمره، كان رسول اهللااحتج النافون للقراءة خلف اإلمام بأحاديث نبوية تدل : السنة :ثانيا◌◌

: على ما ادعوه وذهبوا إليهفإذا كبر ، إنما جعل اإلمام ليؤتم به فال تختلفوا عليه«: قوله - 1 .الحديث أمر بالسكوت عند قراءة اإلمام )3(»...وإذا قرأ فأنصتوا، فكبروا

.204سورة األعراف آية ) 1( ).111 - 1/110ئع (انظر: بدائع الصنا) 2(عن أيب هريرة أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله وسلم قال: إمنا جعل اإلمام ليؤمت به، فإذا كرب ) 3(

) وابن 2/420)، (2/376فكربوا، وإذا قرأ فأنصتوا....احلديث رواه أمحد يف املسند ( ) 1/276ماجة يف سننه (

يعين: فأنصتوا. قال مسلم: هو صحيح، وقد اختلف العلماء يف ثبوت زيادة قوله: وإذا قرأقال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته مل مل تضعه ههنا.يل له: فق وإذا قرأ فأنصتوا.

وقال النووي يف ).1/304( صحيح مسلم. انظر: ههنا إمنا وضعت ههنا ما أمجعوا عليه، فأنصتوا وإذا قرأ: واعلم أن هذه الزيادة وهي قوله((): 4/123( على صحيح مسلمه شرح

مما اختلف احلافظ يف صحته، فروى البيهقي يف السنن الكبري عن أيب داود السجستاين أن هذه اللفظة ليست مبحفوظة وكذلك رواه عن حيىي بن معني وأيب حامت الرازي والدارقطين واحلافظ أيب علي النيسابوري شيخ احلاكم أيب عبد اهللا قال البيهقي: قال أبو علي احلافظ:

=حمفوظة قد خالف سليمان التيمي فيها مجيع أصحاب قتادة واجتماع هؤالء احلفاظ غري هذه


- 353 -

.)2(وهذا عام .)1(»من كان له إمام فقراءة اإلمام له قراءة«: قوله - 2

. ))على تضعيفها مقدم على تصحيح مسلم ال سيما ومل يروها مسندة يف صحيحه واهللا أعلم = ): ليست مبحفوظة. 1/165وقال أبو داود يف سننه (ن شعيب وأنبأنا أمحد بن قال أمحد ب((): 34 - 11/33التمهيد (وقال ابن عبد الرب يف

عبداهللا قال أنبأنا حممد بن سعيد األنصاري قال حدثنا حممد بن عجالن عن زيد بن أسلم عن أيب صاحل عن أيب هريرة قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إمنا جعل اإلمام ليؤمت به

ابع ابن عجالن على قال أمحد بن شعيب: ال نعلم أحدا ت فإذا كرب فكربوا وإذا قرأ فأنصتوا. قوله: وإذا قرأ فأنصتوا.

ذا اللفظ يف هذا احلديث، وبعضهم قال أبو عمر: بعضهم يقول: أبو خالد األمحر انفرد حديث أيب خالد األمحر. يف وقد ذكره النسائي .ن ابن عجالن انفرد بهإيقول:

رير قال حدثنا وحدثنا أمحد بن حممد قال حدثنا أمحد بن الفضل قال حدثنا حممد بن جحممد بن عبداهللا املخرمي قال أنبأنا حممد بن سعد األشهلي قال حدثنا حممد بن جرير وحدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو خالد األمحر مجيعا عن حممد بن عجالن عن زيد بن أسلم

به عن أيب صاحل عن أيب هريرة قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إمنا جعل اإلمام ليؤمت فإذا كرب فكربوا وإذا قرأ فأنصتوا.

وروى جرير بن عبداحلميد عن سليمان التيمي عن قتادة عن أيب غالب يونس بن جبري عن حطان الرقاشي عن أيب موسى األشعري قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا قرأ

.اإلمام فأنصتواأحد يف حديث أيب ابن عجالن وال قاله إن قوله: وإذا قرأ فأنصتوا، مل يقله: فإن قال قائل

قيل له: مل خيالفهما من هو أحفظ منهما فوجب أحد يف حديث أيب جرير عن التيمي.ما. ذا قبول زياد وقد صحح هذين احلديثني أمحد بن حنبل وحسبك به إمامة وعلما

ث أيب حدي، فقد صحح أمحد احلديثني مجيعا عن النيب صلى اهللا عليه وسلم ....الشأن .))هريرة، وحديث أيب موسى

).1/330) وابن أيب شيبة (1/323رواه أمحد يف املسند (الدارقطين () 1( ).1/119انظر: تفسري القرطيب () 2(


- 354 -

ة وصال، ال صالة بدون قراءة أصال -أيضا -وعندنا ((: قال الجصاصوهي قراءة اإلمام ، بل هي صالة بقراءة، المقتدي ليست صالة بدون قراءة أصال ال صالة إال «: زل قوله وعليه ين ، على أن قراءة اإلمام قراءة للمقتدي

.)1())»بقراءةأما تعين قراءة ، إن المفروض عندنا هو تعين أصل القراءة: ونحن نقول

ين فليست فريضة ولكنها واجبة من الفاتحة في الصالة في الركعتين األولي .سبق إيضاحه في المسألة السابقة، واجبات الصالة

.فال يحتج به )2(ويجاب عنه بأنه حديث ضعيفإنما يدل على خصوص : )3(وأيضا هذا المعتمد عليه في التخصيص

).111 - 1/110انظر: بدائع الصنائع () 1( ).1/55) والنكت والفوائد السنية على مشكل احملرر (1/119انظر: تفسري القرطيب () 2(

رواه اإلمام أمحد بن حنبل يف مسنده عن جابر ((): 14 - 1/13كثري يف تفسريه (وقال ابن بن عبد اهللا....ولكن يف إسناده ضعف.ورواه مالك عن وهب بن كيسان عن جابر من

وقد روي هذا احلديث من طرق وال يصح شيء منها عن النيب صلى اهللا عليه وسلم كالمه. .))واهللا أعلم

حديث ضعيف عند (() عن هذا احلديث: 2/242 فتح الباري (وقال احلافظ ابن حجر يف .))احلفاظ، وقد استوعب طرقه وعلله الدارقطين وغريه

هذا احلديث ضعيف. قال البخاري يف جزء القراءة: هذا خرب ((): 3/41ويف عون املعبود (ن عبد وقال: اب .))مل يثبت عند أهل العلم من أهل احلجاز وأهل العراق الرساله وانقطاعه

.))نه من قول جابرأوالصحيح فيه ((): 11/49التمهيد (الرب يف وروي هذا احلديث أيضا عن ابن عمر رضي اهللا عنه، ويف اسناده قوم جمهولون، وروي بإسناد مظلم عن أيب حنيفة عن نافع عن ابن عمر موقوفا. نص على ذلك البيهقي يف القراءة خلف

).183اإلمام ( ).56 -1/55والفوائد السنية على مشكل احملرر ( انظر: النكت) 3(


- 355 -

وال معارضة بينه وبين األدلة الدالة ، وال داللة فيه على خصوص القراءة، المأمومأما لو دل على خصوص المأموم وخصوص القراءة .جوب قراءة الفاتحةعلى و

.كان معتمدا صحيحا في التخصيص وهذا عند التأمل على النظر الصحيحمن صلى ركعة لم يقرأ : قول جابر رضي اهللا عنه: من ذلك: األثر :ثالثا

. )1(فيها بأم القرآن فلم يصل إال وراء اإلمام .لصحابة بالمدينة وهو من أعيان تلك الطبقةوجابر آخر من مات من ا

بأنه محمول على ترك القراءة إذا كان : ويمكن أن يجاب عن هذا األثر .يسمع قراءة اإلمام

واحتج القائلون بالتفصيل بين الصالة السرية والجهرية بأدلة من الكتاب : )2(والسنة واألثر والقياس

لقرآن فاستمعوا له وإذا قريء ا﴿: قوله تعالى: الكتاب: أوال

)3(﴾وأنصتوافأوجب تبارك وتعالى ، سماع القرآن في الصالةعند أهل العلم عندوهذا

ومعلوم ، أمامه بالقراءة ليسمع القراءة جهراإلستماع واإلنصات على كل مصل مستحيل أن يريد باإلنصات ألنه، أن هذا في صالة الجهر دون صالة السر

).3/233أخرجه مالك يف املوطأ والرتمذي وصححه. نيل األوطار () 1() 4/103) وشرح النووي على صحيح مسلم (111 -1/110انظر: بدائع الصنائع () 2(

) وأحكام القرآن للجصاص 3/273) واجملموع للنووي (118 - 1/117وتفسري القرطيب ( - 1/55) والنكت والفوائد السنية على مشكل احملرر (2/242) وفتح الباري (1/20(

)، 295 - 22/294) وجمموع الفتاوى البن تيمية (2/236) ونيل األوطار (61)23/309 .(

.204سورة األعراف آية ) 3(


- 356 -

- مثال -ومن لم يسمع قراءة إمامه لبعده .)1(واإلستماع من ال يجهر أمامه .وتحقيق إمتثال األمر بقراءتها، فعليه قراءة أم القرآن لعدم المانع

.أجمع الناس على أنها نزلت في الصالة: )2(قال اإلمام أحمدوممن ذكر أن االستماع واالنصات في اآلية الكريمة مخصوص

.)5(والسدي، والشعبي، وقتادة، النخعي وإبراهيم، )4(عبيد بن عمير: )3(بالصالةوفي ، في الصالة واإلمام يقرأ، وجب اإلنصات في اثنتين: مجاهدقال

إنما ذلك في الصالة وأما : )6(وعطاء مجاهدوقال .الخطبة واإلمام يخطبفي : وقال الحسن .في الصلوات المكتوبة: )7(الضحاكوقال .الصالة فالخارج

).29 - 11/28انظر: التمهيد البن عبد الرب () 1(والنكت والفوائد السنية على مشكل احملرر ) 22/17انظر: التمهيد البن عبد الرب () 2(

).23/309)، (22/294) وجمموع الفتاوى البن تيمية (1/55( ).11/30) والتمهيد البن عبد الرب (2/282انظر هذه النقول يف: تفسري ابن كثري () 3(أبو عاصم املكي ولد ، عبيد بن عمري بن قتادة بن سعد بن عامر الليثى بن اجلندعىهو: ) 4(

على كبار التابعني وكان قاص أهل مكة جممع ، منى عهد النيب صلى اهللا عليه وسلمعل ).3/336مغاىن األخيار (انظر ترمجته يف: ه.74، تويف سنة ثقته

صاحب التفسري واملغازي والسري، وكان ، تابعيالكويف، إمساعيل بن عبد الرمحن السديهو: ) 5(األعالم للزركلي انظر ترمجته يف: ه.128يف سنة . تو إماما عارفا بالوقائع وأيام الناس

).1/30العرب يف خرب من غرب (و ) 1/317(أبو حممد، سلم، أعطاء بن أىب رباح موىل آل أىب خيثم الفهري القرشي واسم أىب رباح هو: ) 6(

عرج مث عمى يف آخر عمره، وكان من أشل أسود أعور أاليمن ونشأ مبكة، وكان ولد بانظر ترمجته ه.114تويف مبكة وكان املقدم يف الصاحلني مع الفقه والورع، سادات التابعني

).1/133مشاهري علماء األمصار (و ) 1/306ذيب األمساء (يف: وهو .الضحاك بن خملد بن الضحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع الشيباىن البصرى النبيل: هو) 7(

=وورعا، وديانة، وإتقانا. كان ثقة، فقيها، توىف من تابعى التابعني. متفق عليه زهدا، وعلما،


- 357 -

.الصالة وعند الذكراإلنصات يوم األضحى ويوم الفطر ويوم الجمعة : ل سعيد بن جبيروقا

.وفيما يجهر به اإلمام من الصالة : )1(و يجاب عن وجه االستدالل باآلية بما يأتي

، )2(﴾وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا﴿: أن قوله تعالى - 1 .فيها فال حجة، وتحريم الكالم في الصالة نزل بالمدينة، إنما نزل بمكة

أنها نزلت في رفع الصوت خلف رسول اهللا : وقد روى عن أبي هريرة .)3(صلى اهللا عليه وسلم في الصالة

مع ما ذكر -ويحتمل أن يكون المراد من االستماع واإلنصات في اآلية مطلق االستماع واإلنصات للقرآن إذا قريء سواء -من أنه في الصالة والخطبة

إذا جلست إلى القرآن : ما روي عن الحسن أنه قالك، في الصالة أو خارجهاويؤيده ما رواه الحسن عن أبي هريرة رضي اهللا عنه أن رسول اهللا ، فأنصت له

من استمع إلى آية من كتاب اهللا كتبت له حسنة : قال، صلى اهللا عليه وسلم .)4(يوم القيامة ومن تالها كانت له نورا ، مضاعفةكانوا يتكلمون في الصالة : )5(عنه قالعن أبي هريرة رضي اهللا - 2

سري أعالم النبالء و ) 2/529ذيب األمساء (انظر ترمجته يف: ه.212بالبصرة =

)9/480.( ).1/119انظر تفسري القرطيب () 1( .204سورة األعراف آية ) 2( ).1/326انظر: سنن الدارقطين () 3( ): تفرد به اإلمام أمحد رمحه اهللا تعاىل.2/282فسريه (قال ابن كثري رمحه اهللا تعاىل يف ت) 4( ).11/29) وابن عبد الرب (114ذكره البيهقي يف القراءة خلف اإلمام () 5(


- 358 -

.)1(﴾وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون﴿: فنـزلت

.204سورة األعراف آية ) 1(


- 359 -

ومن قال بالقول الصحيح وهو أن ((: )1(قال اإلمام أحمد رحمه اهللا - 3زعم أنا ال ننكر ، القراءة واجبة خلف اإلمام جهر اإلمام بالقراءة أو خافت بها

الصالة أو في الصالة والخطبة كما ذهب إليه من ذكرنا قوله نزول هذه اآلية في: من سلف هذه األمة غير أنهم أو بعض من روى عنهم أختصروا الحديث فقالوا

.))في الصالة مطلقا قد روينا ما دل على أنهم كانوا يرفعون أصواتهم ((: )2(قال البيهقي - 4

حة الكتاب في أنفسهم فقد بالقراءة خلف اإلمام فنهو عن ذلك فأما قراءة فات .))واستثناها مما نهى عنه أمر

فخلص من هذه النقول أن اآلية نزلت إليجاب اإلنصات للخطيب يوم كما أنها نسخت ما كان ، الجمعة إذا بدأ بالخطبة حتى يقضي خطبته ويصلي

، جائزا للصحابة رضي اهللا عنهم من الحديث أو الكالم فيما بينهم أثناء صالتهم، يست خاصة بالمنع من قراءة الفاتحة للمأموم ولو كان يسمع قراءة اإلمامول

ولكن على المأموم اإلنصات ، ألن قراءة الفاتحة متعينة مطلقا على كل مصل واالستماع بعد فراغه من قراءة الفاتحة فيكون ممتثال الكتاب والسنة معا.

ون نصا في موضع ولما احتملت اآلية الكريمة التأويل خرجت من أن تك الخالف.

: السنة: ثانيا◌◌ والمنازعة ال تكون إال إذا قرأ .)3(»ما لي أنازع القرآن«: قوله - 1

).113ذكره البيهقي يف القراءة خلف اإلمام () 1( ).211انظر: القراءة خلف اإلمام () 2() وأبو داود يف 119 - 2/118) والرتمذي يف سننه (2/284ند (رواه اإلمام أمحد يف املس) 3(

) من حديث أيب هريرة رضي اهللا عنه.1/218سننه (


- 360 -

.المأموم خلف إمامة ولم ينصت أو يستمع لقراءتهال ((: معناه »ما لي أنازع القرآن«: إن قوله عليه السالم: )1(وقد يقال

يبينه ،اقرءوا في أنفسكم، ب وتخالجفإن ذلك تنازع وتجاذ، تجهروا إذا جهرتفلو فهم المنع ، وأبي هريرة الراوي للحديثين ،وفتيا الفاروق ،حديث عبادة .))لما أفتى بخالفه، ما لي أنازع القرآن: جملة من قوله : األثر-: ثالثا◌◌

: فقال؟ سأل زيد بن ثابت عن القراءة مع اإلمام )2(أن عطاء بن يسار - 1 .)3(مام في شيءال قراءة مع اإل

ومعلوم أن زيد بن ثابت من أعلم الصحابة بالسنة ((: )4(قال شيخ اإلسالمفلو كانت القراءة بالفاتحة أو غيرها حال الجهر ، وهو عالم أهل المدينة

.مشروعة لم يقل ال قراءة مع اإلمام في شيءفتة فأما حال المخا، مع اإلمام إنما يتناول من قرأ معه حال الجهر: وقوله

وكالم زيد هذا ينفي اإليجاب ، فال هذا يقرأ مع هذا وال هذا مع هذا .))واالستحباب ويثبت النهى والكراهة

هل يقرأ أحد : روى مالك عن نافع عن عبداهللا بن عمر كان إذا سئل - 2إذا صلى أحدكم خلف اإلمام فحسبه قراءة اإلمام وإذا صلى : يقول ؟خلف اإلمام

).1/122انظر: تفسري القرطيب () 1(، حممد، موىل ميمونة بنت احلارث اهلاللية أم املؤمنني، أبو املدين هو: عطاء بن يسار اهلاليل) 2(

توىف سنة واتفقوا على توثيقه. .كان ثقة كثري احلديث، عنيوهو من كبار التاب، اهللا عنها يرض ).1/308ذيب األمساء (وقيل غري ذلك. انظر ترمجته يف: ه 94

).1/406انظر: صحيح مسلم () 3( ).23/323انظر: جمموع الفتاوى البن تيمية () 4(


- 361 -

.)2(وكان عبداهللا بن عمر ال يقرأ خلف اإلمام :قال .)1(وحده فليقرأولو ، وابن عمر من أعلم الناس بالسنة وأتبعهم لها((: )3(قال شيخ اإلسالم

كانت القراءة واجبة على المأموم لكان هذا من العلم العام الذي بينه النبي بيانا ك في الصحابة و لكان ذل، ولو بين ذلك لهم لكانوا يعملون به عمال عاما ، عاما

لم يخف مثل هذا الواجب على ابن عمر حتى يتركه مع كونه واجبا عام الوجوب على عامة المصلين قد بين بيانا عاما بخالف ما يكون مستحبا فإن هذا قد

.))يخفىانصت : فقال؟ سأل رجل ابن مسعود عن القراءة خلف اإلمام - 3

.)4(اإلمامللقرآن فإن في الصالة لشغال وسيكفيك ذاك فقول ابن مسعود هذا يبين أنه إنما نهاه عن ((: )5(قال شيخ اإلسالم

واالشتغال به لم ينهه إذا لم يكن مستمعا .القراءة خلف اإلمام ألجل االنصاتفإن المأموم حينئذ ال يكون منصتا وال ، وحال السكتات، كما في صالة السر

.))مشتغال بشيءفانتهى الناس عن القراءة : )1(ث ابن أكيمةفي حدي )6(قول الزهري - 4

).11/37انظر: التمهيد البن عبد الرب () 1( ).37 - 11/36رب (انظر: التمهيد البن عبد ال) 2( ).23/324انظر: جمموع الفتاوى البن تيمية () 3( ).368القراءة خلف اإلمام للبيهقي (انظر: كتاب ) 4( ).23/324انظر: جمموع الفتاوى البن تيمية () 5(أول من دون احلديث، ، أبو بكر، سكن الشام .املدين يالزهر يحممد بن مسلم القرشهو: ) 6(

بشغب، آخر حد احلجاز وأول ة، تويف تابعي، من أهل املدين. الفقهاءوأحد أكابر احلفاظ و =معجم املؤلفني و ) 1/105ذيب األمساء (انظر ترمجته يف: ه.124سنة حد فلسطني


- 362 -

بالقراءة حين سمعوا ذلك من فيما جهر فيه رسول اهللا مع رسول اهللا .))2رسول اهللا أجمع العلماء على أنه ال يقرأ مع اإلمام فيما : حيث قالوا : القياس: رابعا

في هذا والقياس أن فاتحة الكتاب وغيرها سواء، فيه بغير فاتحة الكتاب جهرفوجب عليهم أن ال ، ألن عليهم إذا فرغ إمامهم منها أن يؤمنوا، الموضع

.)3(يشتغلوا بغير االستماعفلم تلزمه ، إنه مأموم صح اقتداؤه بإمامه في ركعة((: - أيضا - )4(وقالوا

.قراءتها كما لو أدركه راكعا وقد ثبت األصل ، وهو المسبوق المدرك للركوع: وأصل هذا القياس

فعلى القول بأن الركعة تسقط عنه كما هو قول أكثر ، )5(بحديث أبي بكرة

).7/97األعالم للزركلي (و ) 12/21( =امسه عمرو بن مسلم بن عمار بن أكيمة أخو عمر بن مسلم و الليثي عمارة بن أكيمة هو: ) 1(

ه.101وروى له األربعة. تويف سنة ، عن أيب هريرة وعنه الزهري روىأبو الوليد، املدين، ).1/119مشاهري علماء األمصار (انظر ترمجته يف:

) والرتمذي يف سننه 1/219) وأبو داود يف سننه (2/301رواه أمحد يف املسند () 2()2/119 - 120.(

.)22/17انظر: التمهيد البن عبد الرب () 3( - 1/56انظر هذا الدليل واجلواب عنه يف: النكت والفوائد السنية على مشكل احملرر () 4(

57.( وكان أبو بكرة من ، بن عمرو بن عالج بن أىب سلمة يع بن احلارث بن كلدةقنهو: ) 5(

كثرة وكان أوالده أشرافا بالبصرة يف، ومل يزل على كثرة العبادة حىت توىف، الفضالء الصاحلنيفلم يقاتل مع أحد من الفريقني. توىف ، اعتزل أبو بكرة يوم اجلمل. علم واملال الوالياتال

).2/486ذيب األمساء (انظر ترمجته يف: ه.51بالبصرة سنة


- 363 -

يصح القياس ، بوجوب الفاتحة على المأموم -وقيل إجماعا -القائلين .ويستقيم

، ألن األصل مختلف فيه، بأنه قياس ممنوع: ويجاب عن هذا القياسمعه ولم يكن قرأ فطائفة من أهل العلم ال يرون أن من أدرك اإلمام راكعا وركع

.)1(بل عليه اإلتيان بركعة أخرى بدال عنها، الفاتحة أنه يعتد بتلك الركعةيحتمل أنه قرأ فإنه: كما أن حديث أبي بكرة رضي اهللا عنه محتمل

، ولم يعلم النبي صلى اهللا عليه وسلم بتركه لها، أو لم يقرأها، الفاتحة بسرعة .فهو قضية في عين فال حجه فيه

فرض القول بصحة القياس وسقوط الركعة عن المسبوق المدرك وعلى ألن الدليل الشرعي قد دل على وجوب ، إن هذا قياس مع الفارق: للركوع فقيال

والدليل ، بخالف المسبوق، قراءة الفاتحة على المأموم وعدم سقوطها عنه .وكون الشيء واجبا أو ركنا وغير ذلك أمور اصطالحية، متبع

فإن دل ، ل دليل على وجوبه فاألصل عدم سقوطه مطلقا فجميع ما دوكان الباقي على أصل دليل على سقوطه في موضع قيل به عمال بالدليل

، لو أدرك المسبوق اإلمام في الركوع فأتى بتكبيرة اإلحرام فقط: فمثال ، الدليلوهذا واجب سقط للعذر كذا في ، صحت صالته مع تركه تكبيرة الركوع

.))مسألتنا القواعد األصولية المؤثرة في هذه المسألة :

: )2(اللفظ العام يحمل على عمومه حتى يرد ما يخصصه: القاعدة األولى

).2/119انظر: فتح الباري () 1( ).112) وشرح تنقيح الفصول (1/295انظر: شرح الكوكب املنري ) 2(


- 364 -

وهذه القاعدة ال خالف بين العلماء في وجوب العمل بها في خصوص ألن األحاديث واآلثار الواردة فيها هي من قبيل السنة ، صورة المسألة مثار البحث

.ال خالف بين أهل العلم في جواز تخصيص السنة اآلحادية بمثلهاو ، اآلحاديةال «: فمن رأي تعين قراءة الفاتحة على المأموم مطلقا احتج بقوله

ال صالة لمن لم يقرأ «: وبقوله .»يجزى صالة ال يقرأ فيها بفاتحة الكتابذا فداللة عمومه واضحة في اإلمام والمأموم والمنفرد وك، »بفاتحة الكتاب

فيعمل بعمومه في خصوص ما ورد فيه إلى أن يرد ، خصوصه في فاتحة الكتاب .دليل تخصيص

ال تفعلوا «: لمن قرأ خلفه في صالة الصبح بقوله وأيد رأيه بإقرار النبي .»فإنه ال صالة لمن لم يقرأ بها، إال بأم القرآن

من هذا الحديث صريح بأن قراءة الفاتحة واجبة على((: قال الخطابيوإسناده جيد ال طعن ، خلف اإلمام سواء جهر اإلمام بالقراءة أو خافت بها

.))فيهال سيما بعض رواة ، وأيد ما ذهب إليه بفهم الصحابة لذلك وعملهم به

الحديث كقول أبي هريرة رضي اهللا عنه لما سأله شخص عن قراءة الفاتحة في ي اقرأها سرا بحيث تسمع أ .اقرأ بها في نفسك: الصالة خلف اإلمام فقال له

. نفسك : الجمع بين األدلة المتعارضة متعين: القاعدة الثانية

وهم متفقون على العمل بها ولكن ، هذه القاعدة قد سبق اإلشارة إليهااختلفت طرائقهم في كيفية إعمالها وتطبيقها على األدلة المتعارضة في هذه

.المسألة ؟في إذا دخل على الكالمما حكم حرف الن: القاعدة الثالثة


- 365 -

ال ﴿: حرف النفي قد يدخل على الكالم ويراد به نفي األصل كقوله تعالى

نفي الكمال مع بقاء األصل هوقد يراد ب، )1(﴾يسمعون فيھا لغوا وال تأثيماأال تقاتلون ﴿: ثم قال، )2(﴾إنھم ال أيمان لھم لعلھم ينتھون﴿: كقوله تعالى

فدل على أنه لم يرد نفي ، ثم أثبتها ثانيا ، فنفاها أوال ، )3(﴾قوما نكثوا أيمانھم .بل نفي الكمال، األصل

ال صالة «: فأما عند االطالق كقوله ، وهذا كله إنما أخذ من القرينةال صيام « :وقوله، »ال نكاح إال بولي«: وقوله، »لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

تلفوا في هذه الصيغ هل هي فقد اخ، ونحوه، »لمن لم يبيت الصيام من الليل : ؟ على أقوال أهمها)4(مجملة أو الوأبو علي ، )1(وعبد الجبار )5(وبه قال الباقالني، هي مجملة: األول

.25سورة الواقعة آية ) 1( .12سورة التوبة آية )2( .13سورة التوبة آية ) 3(ا يف: املعتمد () 4( ) 283) وبذل النظر (1/309انظر هذه املسألة بأقواهلا وأدلتها ومناقشا

) وروضة الناظر بتحقيق النملة 2/233) والتمهيد أليب اخلطاب (1/351واملستصفى () 1/415تحصيل () وال3/15) واإلحكام لآلمدي (1/468) واحملصول (2/575(

) والفصول يف األصول 470 - 3/466) والبحر اجمليط (276وشرح تنقيح الفصول () وشرح 2/303) والردود والنقود للبابريت (2/371) وبيان املختصر (355 - 1/351(

) وإجابة 2/38) وفواتح الرمحوت (1/169) وتيسري التحرير (3/429الكوكب املنري ( ).358السائل شرح بغية اآلمل (

علم ، هو: حممد بن الطيب أبو بكر القاضي املعروف بالباقالين، البصري، املالكي، األشعري) 5(سنة ، من مصنفاته شرح اإلبانة وشرح اللمع وإعجاز القرآن، تويف ببغدادمتكلم شهري

).1/221) والفتح املبني (3/168انظر ترمجته يف: شذرات الذهب ( ه.403


- 366 -

.وحكي عن أكثر الحنفية )4(اهللا البصري وأبو عبد )3(وابنه )2(الجبائيوتحمل عند االطالق على نفي الجواز وال ، ليست مجملة: القول الثاني

.وبه قال الجمهور، على نفي الكمال إال بدليلتحمل .ح عندناحيوهذا القول هو الص: )5(قال الجصاص

فتنتفي عند انتفاء ، إن صالة المأموم صالة حقيقة: ولذا قال الجمهور، القراءة إال إن جاء دليل يقتضى تخصيص صالة المأموم من هذا العموم فيقدم

قبيل المجمل فال تحمل على أي من وأما جمهور الحنفية فقالوا بإنها منوقد قام الدليل عندهم على أن المراد من النفي نفي ، المحتمالت إال بدليل

.الكمال : قطعية اللفظ العام واللفظ الخاص: القاعدة الرابعة

لقد سبقت اإلشارة إلى أن داللة اللفظ العام والخاص قطعية عند الحنفية

. كان شيخ املعتزلة يف عصره، أبو احلسني، د بن عبد اجلبار اهلمذاينبن أمح عبد اجلبارهو: ) 1( =ويل القضاء قاض، أصويل. وال يطلقون هذا اللقب على غريه.، وهم يلقبونه قاضي القضاة

).3/273األعالم للزركلي (انظر ترمجته يف: ه.415سنة بالري، ومات فيهاو علي، إمام املعتزلة مفسر متكلم. تويف الوهاب اجلبائي البصري أب هو: حممد بن عبد) 2(

).6/256) واألعالم (10/269انظر ترمجته يف: معجم املؤلفني ( ه.300بالبصرة سنة هو: عبد السالم بن حممد بن عبد الوهاب بن سالم اجلبائي أبو هاشم شيخ املعتزلة وابن ) 3(

) والفتح 2/289انظر ترمجته يف: شذرات الذهب ( ه.321شيخهم. تويف ببغداد سنة ).2/172املبني (

هو: احلسني بن علي أبو عبد اهللا البصري احلنفي املعتزيل، املعروف باجلعل من رؤوس املعتزلة ) 4() 3/68انظر ترمجته يف: شذرات الذهب ( ه.369وشيخ من شيوخهم فقيه، تويف سنة

) 4/27ومعجم املؤلفني ( ).1/227انظر: الفصول يف األصول () 5(


- 367 -

من «: فقوله ، داللة الخاص قطعية والعام ظنية خالفا◌ للجمهور القائلين بأن، لفظ عام وداللته قطعية عند الحنفية .»كان له إمام فقراءة اإلمام له قراءة

.وعليه فال قراءة على أي مأموم سواء كان في صالة سرية أو جهريةوصالة المقتدي ، أنه ال صالة بدون قراءة أصال -أيضا -وعندهم

وهي قراءة اإلمام على أن ، بل هي صالة بقراءة، اءة أصال ليست صالة بدون قر ال صالة إال : قراءة اإلمام قراءة للمقتدي. وعليه نزلوا قوله صلى اهللا عليه وسلم

.بقراءةأما تعين قراءة الفاتحة في ، بل الفرض عندهم هو تعين أصل القراءة

، واجبات الصالة الصالة في الركعتين األوليين فليست فريضة ولكنها واجبة من وقد سبق إيضاح هذا األصل.


- 368 -

أوالقائلون ، وأما القائلون بوجوب قراءة الفاتحة مطلقا في السرية والجهريةأو ، بها فيما لم يجهر به اإلمام فموقفهم من هذا الحديث إما القول بضعفه

أو فيما أسر ، الجمع بينه وبين األحاديث الخاصة بتعين قراءة الفاتحة مطلقا وعليه فيبنى العام ، ألنهم يرون أن داللة اللفظ العام ظنية، فيها اإلمام بالقراءة .على الخاص مطلقا

: حجية قول الصحابي: القاعدة الخامسةألن قول الصحابي عنده ، احتج كل فريق بقول عزاه إلى بعض الصحابة

تعذر أو أنه من المرجحات التي يرجح بها بين األدلة المتعارضة إذا ، حجة .الجمع

ومعلوم أن زيد بن ثابت من أعلم الصحابة بالسنة ((: قال شيخ اإلسالمفلو كانت القراءة بالفاتحة أو غيرها حال الجهر ، وهو عالم أهل المدينة

.مشروعة لم يقل ال قراءة مع اإلمام في شيءفأما حال المخافتة ، مع اإلمام إنما يتناول من قرأ معه حال الجهر: وقوله

وكالم زيد هذا ينفي اإليجاب ، هذا يقرأ مع هذا وال هذا مع هذا فال . ))واالستحباب ويثبت النهى والكراهة

ولو كانت ، وابن عمر من أعلم الناس بالسنة وأتبعهم لها((: وقال أيضا ، القراءة واجبة على المأموم لكان هذا من العلم العام الذي بينه النبي بيانا عاما

و لكان ذلك في الصحابة لم ، لهم لكانوا يعملون به عمال عاما ولو بين ذلك يخف مثل هذا الواجب على ابن عمر حتى يتركه مع كونه واجبا عام الوجوب على عامة المصلين قد بين بيانا عاما بخالف ما يكون مستحبا فإن هذا قد

.))يخفىعن القراءة خلف فقول ابن مسعود هذا يبين أنه إنما نهاه ((: وقال أيضا


- 369 -

واالشتغال به لم ينهه إذا لم يكن مستمعا كما في صالة .اإلمام ألجل االنصات .))فإن المأموم حينئذ ال يكون منصتا وال مشتغال بشيء، وحال السكتات، السر

.)1(العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب: القاعدة السادسة، اللفظ العام دخوال أوليا اتفق العلماء على أن السبب داخل في حكم

.واختلفوا في هل يقصر العموم على السبب أو يبقى اللفظ على عمومهوإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ﴿: فقوله تعالى

عام يشمل االستماع واالنصات للقرآن إذا قريء سواء كان ، )2(﴾ترحمون .سماعه في الصالة أو خارجها

بأن سبب نزول اآلية هو قراءتهم خلف نبيهم وقد حكى بعض العلماء .صلى اهللا عليه وسلم في الصالة

.أجمع الناس على أنها نزلت في الصالة: قال اإلمام أحمدوإذا كان هذا هو الواقع تعين إخراج قراءة المأموم خلف إمامه فيما جهر

وإذا قريء القرآن ﴿: إن قوله تعالى: ومن نازع في ذلك قال .به وسمعه

وتحريم الكالم في الصالة نزل ، إنما نزل بمكة، )3(﴾استمعوا له وأنصتوافأو أنها ، أو إن المقصود كان المشركين على ما قال سعيد بن المسيب، بالمدينة

ا يف: املعتمد () 1( ) 2/605) والعدة (1/280انظر هذه املسألة بأقواهلا وأدلتها ومناقشا

) والتمهيد أليب 1/374) والربهان (1/272) وأصول السرخسي (178وإحكام الفصول () والردود 1/264) وتيسري التحرير (210، 3/202) والبحر احمليط (2/218اخلطاب (

) 1/290) وفواتح الرمحوت (3/176الكوكب املنري () وشرح 2/131والنقود للبابريت ( ).208ومذكرة أصول الفقه للشنقيطي (

.204سورة األعراف آية ) 2( .204سورة األعراف آية ) 3(


- 370 -

.كما رواه أبو هريرة .في الصالة نزلت في رفع الصوت خلف رسول اهللا ، مام فنهو عن ذلككانوا يرفعون أصواتهم بالقراءة خلف اإل: قال البيهقي

صلى اهللا عليه وسلم واستثناها فأما قراءة فاتحة الكتاب في أنفسهم فقد أمر .مما نهى عنه

: االحتجاج بالقياس: القاعدة السابعةذكرت فيما سبق أن القياس حجة عند األئمة األربعة وغيرهم رحمة اهللا

ألة بأقيسة معينة وقد نصر أتباع األئمة مذهبهم في هذه المس .عليهم أجمعين وأبطلوا ما ذكره اآلخرون.

: )1(فاحتج القائلون بتعين قراءة الفاتحة على المأموم مطلقا بالقياس فقالوالى في الجماعة مع القدرة لزمته إذا ص، كل من لزمته القراءة إذا صلى منفردا

اسا قي، وكل من تعرت صالته عن القراءة مع القدرة عليها لم يعتد بهاكاإلمام، .على المنفرد إذا صلى بال قراءة

فلم تلزمه قراءتها ، إنه مأموم صح اقتداؤه بإمامه في ركعة: وقال اآلخرون .كما لو أدركه راكعا

: )2(النسخ: القاعدة الثامنةكما اتفقوا ، اتفق األئمة المتبوعون على أن النسخ جائز عقال واقع شرعا

.اعلى جواز نسخ السنة اآلحادية بمثله

سبق ذكر هذه األقسية واألجوبة عنها يف: النكت والفوائد السنية على مشكل احملرر ) 1()1/56- 57.(

) واإلحكام البن حزم 3/146حكام لآلمدي () واإل2/67انظر: أصول السرخسي () 2() وحاشية العطار 2/306) وشرح الكوكب املنري (5/488) وكشف األسرار (4/477()4/89.(


- 371 -

فمن رأى أن المأموم يتعين عليه اإلنصات ويجب عليه ترك القراءة خلف إمامه فيما جهر به زعم بأن األدلة الدالة على تعين قراءة الفاتحة على المأموم

.منسوخة فيما جهر به إمامهوإذا ﴿لما نزلت هذه اآلية : أبي بن كعب رضي اهللا عنه قال: فقالوا إن

تركوا القراءة ، )1(﴾وأنصتوا لعلكم ترحمون قرىء القرآن فاستمعوا له .فالظاهر أنه كان بأمره، وأمامهم كان رسول اهللا ، خلف اإلمام

: الراجح في المسألةمما ينبغي تقريره قبل ذكر الراجح من أقوال أهل العلم رحمهم اهللا تعالى

:ما يأتية رضوان اهللا أن القراءة خلف اإلمام في الصالة ال تبطلها عند األئم: أوال

.)2(عليهممنهم من كان ، أن السلف رضوان اهللا عليهم من الصحابة والتابعين: ثانيا

.)3(ومنهم من كان ال يقرأ خلف اإلمام، يقرأأعني مسألة قراءة المأموم خلف إمامه فيما جهر -أن هذه المسألة : ثالثا

، والفقهية لهامتداخل فيها تجاذب القواعد األصولية ، مسألة خالفية -به إضافة لتنوع األدلة الجزئية فيها مع اختالف في بعض ألفاظ األحاديث المروية

وكذا اختالف العلماء في تصحيح بعض األحاديث أواأللفاظ الواردة فيها ، فيها .مما يزيد في صعوبة الترجيح بين األقوال المختلفة فيها

بنيه ألي رأي من اآلراء على طالب العلم أن يتريث في ترجيحه وت- : رابعا

.204سورة األعراف آية ) 1( ).23/329انظر: جمموع الفتاوى البن تيمية () 2( ).23/329انظر: جمموع الفتاوى البن تيمية () 3(


- 372 -

.وأن يدرك أنها من المسائل التي يسوغ الخالف فيها لما سبقت اإلشارة إليه


- 373 -

ما ذهب إليه الشافعي - والعلم عند اهللا تعالى -يترجح لي -: خامسا رحمة اهللا عليه من تعين قراءة الفاتحة مطلقا على المنفرد واإلمام والمأموم في

.راءة اإلمام أو لم يسمعالسرية والجهرية سمع ق : وللترجيح أسباب منها

فمن قرأ برئت عهدته عند الجميع ، للخروج من خالف العلماء فيها - 1 .بخالف من لم يقرأ بها

والعمل ، ألن هذا القول هو القول الجامع لألدلة الكلية والجزئية - 2 باألدلة أجمع هو المتعين.

وال سيما رواة حديث ، به أن جل الصحابة رضي اهللا عنهم قائلون - 3واإلنصات واالستماع ، فقد فهموا من األدلة قراءة الفاتحة مطلقا ، تعين الفاتحة

.وفهمهم أولى، لقراءة اإلمام فيما عدى الفاتحة


- 374 -

الخاتمةبعد التطواف في هذه المسألة الفقهية العظيمة بين أقوال العلماء فيها

، صولية التي بنيت عليها فتاوى العلماء وآرائهموأدلتهم ومناقشاتهم والقواعد األ : أجملها في النقاط التالية، لت بحمد اهللا ومنه وفضله إلى نتائج قيمةـتوص

أن العلماء رحمهم اهللا تعالى قد انطلقوا في دراستهم وتأصيلهم لها - 1فلم تكن أقوالهم وأراؤهم عشوائية أو منبعتة من هوى أو ، من قواعد كلية أصيلة

.رأي ال خطام له وال زمامأن هذه المسألة وما تفرع عنها من مسائل جزئية قد يتداخل فيها - 2

.مما يزيد في صعوبة الترجيح فيها، وقد تتجاذبها، عدد من القواعد األصوليةاختالف الحديث في بعض ألفاظه له األثر الكبير في تحديد القول - 3داللته ، ال صالة إال بفاتحة الكتاب: سلمفمثال◌ قوله صلى اهللا عليه و ، الراجح

ال تقبل صالة ال يقرأ فيها بأم : ليست كداللة قوله عليه الصالة والسالمفهاتان الداللتان األخيرتان أوضح وأصرح من ، ..الخ.أو ال تجزيء، الكتاب األولى.

: أبرز القواعد المؤثرة في هذه المسألة وما تفرع عنها هي قاعدة - 4وتليهما في ، التفرقة بين الفرض والواجب: ومسألة، ى النص نسخالزيادة عل .االختالف في داللة العام والخاص: الرتبة مسألة

االختالف في تصحيح بعض األلفاظ في بعض طرق الحديث أو - 4 .في تعيين القول الراجح - أيضا - تضعيفها له أثر كبير

شرعية لمعرفة حكم اهللا أن الواجب والمتعين على الناظر في األدلة ال - 5في أي مسألة أن يكون ملما بما تتوقف عليه تلك المسألة المنظور فيها وهذا


- 375 -

.أقل ما يمكن قوله والقول بهأن بعض القواعد األصولية ليس لها تأثير مباشر أو تأثيرها محدود ال - 6

: كمسألة، يرقى إلى معارضة قواعد المخالف وترجيح رأيه على رأي مخالفةألن الجميع يقول بذلك أو ، حتجاج باإلجماع أو بالقياس أو بقول الصحابياال

ألن المسألة خارجة عنها كما لو اختلف الصحابة على قولين أو أكثر في المسألة الفقهية فال عبرة حينئذ باالحتجاج بقول الصحابي ألنها خرجت عن

.نطاق هذه القاعدةالمسألة وفروعها أن يتحرى لذا على طالب العلم أو الناظر في هذه

القواعد األصولية المؤثرة تأثيرا واضحا قويا مباشرا فيبدأ أوال بمعالجتها وتحديد ...وهكذا، رأيه فيها ومن ثم ينتقل إلى األقل فاألقل تأثيرا

أغلب من ذكر هذه المسألة وما تفرع عنها نصوا على سبب - 7وال سيما علماء ، قواعد الفقهيةالخالف األصولي أو ما كان بسبب بعض ال

.الحنفيةمسألة : أن معترك القواعد والمسائل األصولية ظهر تأثيره في مسألتين - 8

.قراءتها للمأموم: ومسألة، تعين قراءة الفاتحة في الصالةأن كثرة الخالف وانتقاله من مسألة إلى أخرى أضعف القول بركنية - 9

.للمأموم قراءة الفاتحة في الصالة وال سيما: فما المتعين، فإن تعينت، فإن الخالف بدأ بتعين القراءة مطلقا أو ال

ففي كل صالة أو في ، فإن كان المتعين الفاتحة، القرآن مطلقا أو الفاتحة بعينهافإن كان في كل ، ففي كل ركعة أو في بعضها، فإن كان في كل صالة، بعضهافإن ، أو على المنفرد واإلمام دون المأموم، فعلى المنفرد واإلمام والمأموم، ركعة

فإن كان المتعين ، تعين على المأموم أيضا ففي السرية والجهرية أو في السرية


- 376 -

.في الجهرية أيضا فهل هي على كل مأموم أو على من سمع دون من لم يسمع، وبهذا يظهر التدرج واالنتقال من شيء أقوى إلى أقل منه قوة وهكذا

.ترى القول بركنية قراءة الفاتحة في الصالة مطلقا مما أضعف كما بعض القواعد األصولية مبنى الخالف فيه عقدي ولهذا يسهل -10

مما يمهد إلى ترجيح صحيح إن ، الترجيح في اعتبارها قاعدة أصولية مؤثرة أو الوالتفرقة بين الفرض ، الزيادة على النص نسخ: وذلك كقاعدتي، شاء اهللا .والواجب

يجب العناية واالهتمام باأللفاظ النبوية المروية وتحديد الصحيح -11، ألن الترجيح في المسألة المعينة متفرعة على ذلك، والثابت منها دون ما سواه

كما أن استقامة بعض المسائل والقواعد األصولية من المنطوق أمرا كان أو و مقتضى وغير ذلك عموما أو نصا أو ظاهرا أو مفهوم موافقة أو مخالفة أ

.متفرع على ثبوت تلك األلفاظهذه هي أهم النتائج التي توصلت إليها من خالل معايشة البحث في

وصلى اهللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، هذه المسألة وفروعها .وسلم تسليما


- 377 -

فهرس المصادر والمراجعولده عبدالوهاب بن و دالكافي السبكيعلي بن عب: تأليف، اإلبهاج في شرح المنهاج .1

الطبعة ، لبنان -بيروت -طبع دار الكتب العلمية ، صححه جماعة من العلماء، علي ، م1984- ه1404األولى

رسالة علمية مقدمة ، ألحمد بن إسحاق الشيرازي، اإلبهاج في شرح المنهاج للشيرازي .2في )الدكتوراه(لنيل درجة العالمية العالية ، أحمد بن جاسم خلف الراشد: من الطالب

، الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورةدار اإلمام : الناشر، لمصطفى ديب البغا، في الفقة اإلسألمي أثر األدلة المختلف فيها .3

.، سوريا، البخاري دمشق، ه)1183ت (، لمحمد بن إسماعيل الصنعاني، إجابة السائل شرح بغية اآلمل .4

، الطبعة األولى، حسين بن أحمد السياغي وحسن محمد األهدل: تحقيقومكتبة الجيل الجديد ، لبنان-بيروت -طبع مؤسسة الرسالة ، )م1986_ه1406( .، اليمن -صنعاء -

: تحقيق، ه)474ت(، لسليمان بن خلف الباجي، إحكام الفصول في أحكام األصول .5طبع مؤسسة ، )م1989_ ه1409(الطبعة األولى ، د. عبد اهللا محمد الجبوري

علي بن أحمد بن : تأليف، اإلحكام في أصول األحكام.، لبنان-بيروت -الرسالة -بيروت -طبع دار اآلفاق الجديدة للنشر ، ه)456ت(بن حزم الظاهري اسعيد طبعة - لبنان -بيروت -طبع دار الكتب العلمية ، م1983 ه1403طبعة -لبنان

، م1983- ه1405ت (علي بن أبي علي بن محمد اآلمدي : تأليف، في أصول األحكاماإلحكام .6

.ه)631محمد : تحقيق، أحمد بن علي الرازي الجصاص أبو بكر: تأليف، أحكام القرآن .7

سنة النشر، بيروت -دار إحياء التراث العربي -دار النشر ، الصادق قمحاوي .ه1405


- 378 -

محمد بن علي الشوكاني : فتألي، إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم األصول .8مكة -عباس أحمد الباز : الناشر، لبنان -بيروت - طبع دار المعرفة، ه)1255ت(

.المكرمة: قيحقت، يوسف بن عبد اهللا بن محمد بن عبد البرل، االستيعاب في معرفة األصحاب .9

.ه)1412( الطبعة األولى، بيروت - نشر دار الجيل، علي محمد البجاويسالم محمد : تحقيق، يوسف بن عبد اهللا بن عبد البر النمري القرطبيل، االستذكار .10

الطبعة األولى ، لبنان -بيروت -الناشر دار الكتب العلمية ، محمد علي معوض، عطا .)م2000(

: قيحقت، حمد بن علي بن حجر العسقالني الشافعيأل، اإلصابة في تمييز الصحابة .11 - ه1412( الطبعة األولى، وتبير - نشر دار الجيل، علي محمد البجاوي

.)م1992: تحقيق، ألحمد بن علي الرازي الجصاص، )الفصول في األصول(أصول الجصاص .12

طبع سنة ، الكويت -نشر وزارة األوقاف الكويتية ، د. عجيل جاسم النشمي .ه1414

، األفغاني: تحقيق، ه)490ت (، لمحمد بن أحمد السرخسي، أصول السرخسي .13 .لبنان-بيروت-دار المعرفة: طبع

لمحمد األمين بن محمد المختار الشنقيطي ، أضواء البيان في إيضاح القران بالقران .14الرئاسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة : طبع، ه)1393ت(

1983_ 1403(ه: طبع في سنة، المملكة العربية السعودية -الرياض ، واإلرشاد .)م

، هر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقيناألعالم قاموس تراجم ألش .15طبع دار العلم ، )م 1989(الثامنة : والطبعة-الطبعة الثالثة، لخير الدين الزركلي

..بيروت _ لبنان، للماليين، لمحمد بن أبي بكر المعروف بابن القيم الجوزية، إعالم الموقعين عن رب العالمين .16

طبع في ، لبنان-بيروت-دار الجيل: طبع، ؤوف سعدطه عبد الر : تحقيق، ه)751ت(


- 379 -

.)م 1973(سنة لمحمد العروسي عبد ، أفعال الرسول صلى اهللا عليه وسلم وداللتها على األحكام .17

الطبعة الثانية ، السعودية -جدة -طبع دار المجتمع للنشر والتوزيع ، القادر )م1991 - ه1411(

علي بن هبة ل، ىمختلف في األسماء والكناإلكمال في رفع االرتياب عن المؤتلف وال .18 .ه)1411( الطبعة األولى، بيروت - نشر دار الكتب العلمية، اهللا بن ماكوال

الثانية الطبعة، بيروت نشر دار المعرفة، محمد بن إدريس الشافعيل، األم .19 .ه)1393(

ناصر العلي الناصر: تحقيق، لسبط ابن الجوزي، إيثار اإلنصاف في آثار الخالف .20 .ه)1408( الطبعة األولى، القاهرة - نشر دار السالم، الخليفي

نشر دار ، زين بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن بكرل، البحر الرائق شرح كنز الدقائق .21 .بيروت - المعرفة

، لمحمد بن بهادر بن عبد اهللا الزركشي، البحر المحيط في أصول الفقه .22لوزارة األوقاف والشؤون : طبع، )م1992 ه1413(، الثانية: الطبعة، ه)794_745(

..طبع دار الصفوة، اإلسالمية بالكويت - ار الكتاب العربيدنشر ، عالء الدين الكاسانيل، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع .23

ه)1982( الطبعة الثانية، بيروت: تحقيق، ه)552ت(، لمحمد بن عبد الحميد األسمندي، بذل النظر في األصول .24

، مكتبة دار التراث: طبع، )م 1992- ه1412(الطبعة األولى، د البرمحمد زكي عب .مصر -القاهرة

، ه)478ت (، لعبد الملك بن عبد اهللا بن يوسف الجويني، البرهان في أصول الفقه .25في دولة قطر على نفقة : طبع، ه)1399(، الطبعة األولى، عبد العظيم الديب: تحقيق

.الشيخ خليفة بن حمد آل ثانيلمحمودبن عبد الرحمن بن أحمد ، شرح مختصر ابن الحاجبالمختصر بيان .26

_ ه1406(، األولى: الطبعة، الدكتور محمد مظهر بقا: تحقيق، األصفهاني


- 380 -

نشر مركز ، السعودية-جدة -دار المدني للطباعة والنشر والتوزيع : طبع، )م1986 جامعة أم القرى بمكة المكرمة-البحث العلمي

ق السيد هاشم يحقت، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري الجعفيل، التاريخ الكبير .27 نشر دار الفكر، الندوي

محمد بن طاهر بن ل، )أطراف أحاديث كتاب المجروحين البن حبان(تذكرة الحفاظ .28 - نشر دار الصميعي، ق حمدي عبد المجيد إسماعيل السلفييحقت، القيسراني ه)1415( األولى الطبعة، الرياض

: نشر، لمصطفى بن محمد سالمة، س في أصول الفقه على ضوء الكتب والسنةالتأسي .29 .في مطبعة المعرفة: طبع، بميت عقبة، مكتبة خالد بن الوليد

عبد : تحقيق، ه)682ت (، لمحمود بن أبي بكر األرموي، من المحصول التحصيل .30، لةمؤسسة الرسا: طبع، )م1988- ه1408(الطبعة األولى ، الحميد علي أبو زنيد

.لبنان -بيروت د. محمد أديب : قيحقت، محمود بن أحمد الزنجانيل، تخريج الفروع على األصول .31

ه)1398( الطبعة الثانية، بيروت-نشر مؤسسة الرسالة، صالحدار : نشر، إلسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء، تفسير القرآن العظيم .32

ه)1401(طبع سنة ، بيروت -الفكر -طبع المكتب اإلسالمي ، لمحمد أديب صالح، نصوص في الفقه اإلسالميتفسير ال .33

)م1984 - ه1404(الطبعة الثالثة ، لبنان -بيروت ، لبنان -بيروت -طبع دار الكتب العلمية ، ابن أمير الحاج: تأليف، التقرير والتحبير .34

)م1983 - ه1403(الطبعة الثانية ، مد بن الحسن أبي الخطاب الكلوذانيلمحفوظ بن أح:، التمهيد في أصول الفقه .35

- ه1406(، األولى: الطبعة، د. مفيد محمد أبو عمشة: تحقيق، ، ه)510ت(نشر جامعة أم ، المملكة العربية السعودية -جدة -طبع دار المدني ، 9م 1985 .مركز البحث العلمي وإحياء التراث اإلسالمي -القرى

نشر دار ، النوويحيى بن شرف بن مري محيي الدين يل، تهذيب األسماء واللغات .36


- 381 -

)م1996( لطبعة األولىا، بيروت -الفكر نشر دار ، حمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعيأل، تهذيب التهذيب .37

)م1984 - ه1404( الطبعة األولى، بيروت - الفكرشار ب د.: قيحقت، الحجاج المزي ييوسف بن الزكي عبدالرحمن أبل، تهذيب الكمال .38

)م1980 - ه1400( الطبعة األولى، بيروت -نشر مؤسسة الرسالة، عواد معروفمحمد .د: تحقيق، لمحمد بن عبدالروؤف المناوي، التوقيف على مهمات التعاريف .39

- دمشق -دار الفكر ، لبنان -بيروت -نشر دار الفكر المعاصر ، رضوان الداية )م1990 - ه1410(الطبعة األولى ، سوريا

طبع دار الكتب العلمية ، لمحمد أمين المعروف بأمير بادشاه الحنفي، ر التحريرتيسي .40 .لبنان-بيروت-

السيد شرف قيحقت، حاتم التميمي البستي يمحمد بن حبان بن أحمد أبل، الثقات .41 )م1975 - ه1395(الطبعة األولى، نشر دار الفكر، الدين أحمد

أحمد : تحقيق، بكر بن فرح القرطبي لمحمد بن أحمد بن أبي، الجامع ألحكام القرآن .42 ه)1372(الطبعة الثانية ، القاهرة -دار الشعب : الناشر، عبد العليم البردوني

محمد بن جرير بن يزيد بن تأليف، )تفسير الطبري(جامع البيان عن تأويل آي القرآن .43 ه1405سنة النشر ، بيروت -دار الفكر -دار النشر ، خالد الطبري أبو جعفر

المقتبس في ذكر والة األندلس جذوة .44نشر ، عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي التميميل، الجرح والتعديل .45

)م1952 - ه1271(الطبعة األولى، بيروت -دار إحياء التراث العربي، )حاشية ابن عابدين( حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير األبصار .46

ه)1386( الطبعة الثانية، بيروت -الفكرنشر دار ، محمد أمينللعبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار :، على مختصر ابن الحاجب حاشية العضد .47

، د. شعبان محمد إسماعيل: مراجعة وتصحيح، ه)756ت(، عضد الدين األيجي 1983_ ه1403(: طبع في سنة، القاهرة _ مصر، مكتبة الكليات األزهرية: الناشر

.لبنان-بيروت ، دار الكتب العلمية: عة الثانية بنشروكذا الطب، )م


- 382 -

طبع دار ، للجالل المحلي لحسن العطار، حاشية العطار على شرح جمع الجوامع .48 .لبنان -بيروت -الكتب العلمية

نشر مكتبة ، لعبد الكريم بن عليى بن محمد النملة، الخالف اللفظي عند األصوليين .49 ه)1417(الطبعة األولى ، الرياض -الرشد

ق يحقت، حمد بن علي بن حجر العسقالنيأل، الدراية في تخريج أحاديث الهداية .50 بيروت-نشر دار المعرفة، اهللا هاشم اليماني المدنيالسيد عبد

تحقيق الدكتور محمد ، البن فرحون، الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب .51 مصر -ة القاهر -نشر مكتبة دار التراث ، األحمد أبو النور

د. : تحقيق، لمحمد بن محمود بن أحمد البابرتي الحنفي، الردود والنقود للبابرتي .52 - نشر مكتبة الرش ، د. ترحيب بن ربيعان الدوسري، ضيف اهللا بن عون العمري

)م2005 - ه1426(الطبعة األولى ، السعودية -الرياض ه1358(سنة نشر ،أحمد محمد شاكر قيحقت، محمد بن إدريس الشافعيل، الرسالة .53

بالقاهرة )م1939 -، محمد بن عبد اهللا بن أحمد بن قدامة المقدسي: تأليف، الناظر وجنة المناظر روضة .54

- السعودية -الناشر مكتبة الرشد ، د. عبد الكريم بن علي بن محمد النملة: تحقيق )م1993 - ه1413(الطبعة األولى ، الرياض

محمد : تحقيق، داود السجستاني األزديي أبسليمان بن األشعث ل، سنن أبي داود .55 دار الفكر نشر، محيي الدين عبد الحميد

ق السيد عبد اهللا هاشم يحقت، علي بن عمر الدارقطني البغداديل، سنن الدارقطني .56 )م1966 - ه1386(سنة نشر، بيروت - نشر دار المعرفة، يماني المدني

شعيب : قيحقت، قايماز الذهبي محمد بن أحمد بن عثمان بنل، سير أعالم النبالء .57 الطبعة التاسعة، بيروت -نشر مؤسسة الرسالة، محمد نعيم العرقسوسي، األرناؤوط

ه)1413(الطبعة األولى ، لعبد الحي بن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب .58

طبع دار الفكر، )م1979 - ه1399(


- 383 -

، بيروت -دار الفكر : نشر، لمحمد بن عبد الواحد السيواسي، شرح فتح القدير .59 الطبعة الثانية

، لمحمد بن أحمد بن عبد العزيز الحنبلي المعروف بابن النجار، شرح الكوكب المنير .60 -مركز البحث العلمي : الناشر، نزيه حماد .والدكتور، د. محمد الزحيلي: تحقيق

- ه1400(سنة الطبع ، بدمشق -طبع في دار الفكر ، جامعة الملك عبد العزيز .)م1980

، ه)716ت(، لسليمان بن عبد القوي الطوفي، شرح مختصر الروضة في أصول الفقه .61طبع مؤسسة ، )م1987_ ه1407(الطبعة األولى ، عبد اهللا بن محسن التركي: تحقيق

.لبنان-بيروت -الرسالة سنة -المطبعة العثمانية : طبع، لعبد اللطيف بن عبد العزيز بن ملك، شرح المنار .62

.ه)1315(الطبعد. عبد الكريم بن علي .تحقيق.، لمحمد بن عبد الرحمن األصفهاني، شرح المنهاج .63

السعودية -الرياض -مكتبة الرشد : الناشر، ه)1410(الطبعة األولى ، النملة، ألحمد بن أبي سعيد بن عبيد اهللا الحنفي الصديقي، شرح نور األنوار على المنار .64

.لبنان -بيروت -طبع دار الكتب العلمية ، )1976_ ه1406(الطبعة األولى حاتم التميمي ي محمد بن حبان بن أحمد أبل، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان .65

الطبعة الثانية، بيروت - نشر مؤسسة الرسالة، شعيب األرنؤوط: تحقيق، البستي )م1993 - ه1414(

طبع ، ه)256ت (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري : تأليف، البخاري صحيح .66 السعودية -جدة -مكتبة العلم : الناشر، تركيا -استانبول -المكتبة اإلسالمية

د. : قيحقت، محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوريل، صحيح ابن خزيمة .67 - ه1390(سنة النشر ، بيروت- نشر المكتب اإلسالمي، محمد مصطفى األعظمي

)م1970محمد : قيحقت، ج أبو الحسين القشيري النيسابوريمسلم بن الحجا ل، صحيح مسلم .68

بيروت - نشر دار إحياء التراث العربي، فؤاد عبد الباقي


- 384 -

نشر دار ، زكريا يحيى بن شرف بن مري النوويألبي ، صحيح مسلمعلى شرح النووي .69 ه)1392( الطبعة الطبعة الثانية، بيروت -إحياء التراث العربي

، ه)458(، ن الحسين الفراء أبو يعلى الحنبليلمحمد ب، العدة في أصول الفقه .70طبع ، )م1980_ ه1400(الطبعة األولى، أحمد بن علي سير المباركي: تحقيق

.لبنان -بيروت -مؤسسة الرسالة ، لمحمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب، عون المعبود شرح سنن أبي داود .71

ه)1415(الطبعة الثانية ، بيروت -دار الكتب العلمية: نشرألبي حفص عمر الغزنوي ، الغرة المنيفة في تحقيق بعض مسائل اإلمام أبي حنيفة .72

-مكتبة اإلمام أبي حنيفة : نشر، محمد زاهد بن الحسن الكوثري: تحقيق، الحنفي )م1988(الطبعة الثانية ، بيروت

، حمد بن علي بن حجر العسقالني الشافعيأل، فتح الباري شرح صحيح البخاري .73، بيروت - نشر دار المعرفة، محب الدين الخطيب، محمد فؤاد عبدالباقي: قيحقت

ه)1379(سنة النشرالطبعة ، ه)970ت(لزين الدين بن إبراهيم الشهير بابن نجيم ، فتح الغفار بشر المنار .74

.بمصر، طبع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي، )م1936-ه1355(األولى الطبعة الثانية ، بد اهللا مصطفى المراغيلع، الفتح المبين في طبقات األصوليين .75

.بيروت لبنان، محمد أمين دمج وشركاه: نشر، )م1974 - ه1394(، لعبد العلي محمد بن نظام الدين األنصار، فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت .76

مصر- طبع المطبعة األميرية ببوالق ، ه)1324(الطبعة األولى ت (منصور بن محمد بن عبدالجبار السمعاني : تأليف، قواطع األدلة في أصول الفقه .77

- ه1419 الطبعة األولى، عبداهللا بن حافظ حكمي: الدكتور: تحقيق، ه)489 م1998

، علي بن عباس البعلي الحنبليل، القواعد والفوائد األصولية وما يتعلق بها من األحكام .78النشر سنة ، القاهرة -نشر مطبعة السنة المحمدية، محمد حامد الفقي: قيحقت )م1956 - ه1375(


- 385 -

: قيحقت، عبداهللا بن عدي بن عبداهللا بن محمد الجرجانيل، الكامل في ضعفاء الرجال .79 )م1988 - ه1409( الطبعة الثالثة، بيروت -نشر دار الفكر، يحيى مختار غزاوي

محمد : تحقيق، ألحمد بن الحسين بن علي البيهقي، كتاب القراءة خلف اإلمام .80الطبعة األولى ، بيروت -دار الكتب العلمية : نشر، زغلولبن بسيوني االسعيد

ه)1405(بكر عبد اهللا بن محمد بن أبي شيبة ألبي ، الكتاب المصنف في األحاديث واآلثار .81

الطبعة ، الرياض - مكتبة الرشد -دار النشر ، كمال يوسف الحوت: تحقيق، الكوفي ه)1409( األولى

، بن أحمد المعروف بالنسفيهللالعبد ا ،كشف األسرار شرح المصنف على المنار .82 .لبنان -بيروت ، طبع دارالكتب العلمية، )م1986-ه1406(األولى : الطبعة

: الناشر، لعبد الغزيز أحمد البخاري، في أصول فخر األسالم البزدويكشف األسرار .83 .باكستان -كراتشي -الصدف ببشرز

دائرة المعرف : قيحقت، شافعيحمد بن علي بن حجر العسقالني الأل، لسان الميزان .84 الطبعة الثالثة، بيروت -نشر مؤسسة األعلمي للمطبوعات، -الهند -النظامية

)م1986 - ه1406(طبع ، بيروت -دار المعرفة : دار النشر، لمحمد بن أبي سهل السرخسي، المبسوط .85

ه)1406(سنة نشر ، هيم زايدمحمود إبرا: قيحقت، حاتم محمد بن حبان البستيي بأل، المجروحين .86

حلب -دار الوعينشر دار ، محمود مطرحي: تحقيق، لمحيى الدين بن شرف، المجموع شرح المهذب .87

)م1996 - ه1417(الطبعة األولى ، بيروت -الفكر عبدالرحمن بن محمد بن : جمع وترتيب، مجموع فتاوى شيخ اإلسالم أحمد ابن تيمية .88

.ئون الحرمين الشريفينطبع بإشراف الرئاسة العامة لش، قاسم النجدي، ه)606ت (محمد بن عمر بن الحسين الرازي : تأليف، المحصول في علم األصول .89

م1988- ه1408لطبعة األولى ا، لبنان -بيروت -طبع دار الكتب العلمية


- 386 -

، ه)1393ت(، الشنقيطي لمحمد األمين بن محمد المختار، مذكرة أصول الفقه .90 .المدينة المنورة -مة باب الرح، المكتبة السلفية: الناشر

، محمد العروسي عبدالقادر: تأليف، المسائل المشتركة بين أصول الفقه وأصول الدين .91 م1990- ه1410الطبعة األولى ، السعودية -جده -طبع دار حافظ للنشر والتوزيع

طبع ، ه)505ت (محمد بن محمد الغزالي : تأليف، المستصفى من علم األصول .92 ه1324 الطبعة األولى، مصر-الق بو -المطبعة األميرية

وعبدالحليم بن ، عبدالسالم بن عبداهللا بن الخضرل، المسودة في أصول الفقه .93مطبعة : طبع، أحمد بن محمد الحنبلي: جمع، عبدالحليم وأحمد بن، عبدالسالم

مصر -السعودية -المدني م. : قيحقت، محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستيل، مشاهير علماء األمصار .94

)م1959(سنة النشر، بيروت - نشر دار الكتب العلمية، فاليشهمر مشكل اآلثار .95، حبيب الرحمن األعظمي: قيحقت، بكر عبد الرزاق بن همام الصنعانيي بأل، المصنف .96

ه)1403( الطبعة الثانية، بيروت - نشر المكتب اإلسالمي - ابن الجوزي نشر دار ، لمحمد حسين بن حسن الجيزاني، معالم أصول الفقه .97

ه)1419(الطبعة الثانية ، الدمام المعتمد في أصول الفقه .98 -ه1403(الطبعة األولى ، خليل الميس: تقديم، لمحمد بن علي البصري المعتزلي .99

.لبنان -بيروت -دار الكتب العلمية طبع، )م1983- ه1408(الثانية : الطبعة، حامد صادق، لمحمد رواس قلعة جي، معجم لغة الفقهاء .100

.لبنان -دار النفائس بيروت : طبع، )م1988 .دار إحياء التراث العربي: طبع، لعمررضا كحالة، معجم المؤلفين .101 .عطية الصوالحي، د.عبدالحليم منتصر .د.إبراهيم أنيس: تأليف، المعجم الوسيط .102

.الطبعة الثانية، محمد خلف اهللا أحمدعبد العليم عبد : قيحقت، الكوفيحمد بن عبد اهللا بن صالح العجلي أل، معرفة الثقات .103


- 387 -

الطبعة األولى، السعودية -المدينة المنورة -نشر مكتبة الدار، العظيم البستوي )م1985 - ه1405(

بن موسى بن أحمد بن محمودل، اآلثار معانى رجال أسامى شرح فى األخيار يمغان .104 حسن حمدم حسن محمد: تحقيق، العينى الدين بدر الحنفى الغيتابى حسين بن أحمد

)فارس محمد(بـ الشهير الشافعى إسماعيلالدكتور : تحقيق، )هت 691ت(، لعمر بن محمد الخبازي، المغني في أصول الفقه .105

جامعة أم -مركز البحث العلمي : الناشر، ه)1403(، األولى: الطبعة، محمد مظهر بقا .القرى

نشر دار ، لشربينيلمحمد الخطيب ا، مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج .106 بيروت -الفكر

، لعبد اهللا بن أحمد بن قدامة المقدسي، المغني في فقه اإلمام أحمد بن حنبل الشيباني .107 ه)1405(الطبعة األولى ، بيروت -دار الفكر : نشر

، لمحمد بن الحسن البدخشي، مناهج العقول شرح منهاج الوصول في علم األصول .108 )م 1985 -ه1405(الطبعة األولى سنة ، لبنان -طبع دار الكتب العلمية بيروت

د. تيسير فائق : قيحقت، محمد بن بهادر بن عبد اهللا الزركشيل، المنثور في القواعد .109الطبعة ، الكويت-نشر وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية، أحمد محمود

ه)1405(الثانيةتحقيق ، ليمحمد بن محمد بن محمد الغزا: تأليف، المنخول من تعليقات األصول .110

- ه1400(الطبعة الثانية ، سوريا -دمشق -نشر دار الفكر ، محمد حسن هيتو )م1980

نشر مكتبة لبنان ، لرفيق العجم، موسوعة مصطلحات أصول الفقه عند المسلمين .111 )م1998(الطبعة األولى ، لبنان -بيروت -ناشرون

: قيحقت، ذهبيشمس الدين محمد بن أحمد الل، ميزان اإلعتدال في نقد الرجال .112نشر دار الكتب ، الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبدالموجود

)م1995( الطبعة األولى، بيروت -العلمية


- 388 -

األولى : الطبعة، لعبد هللا بن إبراهيم العلوي الشنقيطي، نشر البنود على مراقي السعود .113 لبنان -طبع دار الكتب العلمية بيروت، )م1988 -ه1409(

: تحقيق، لعبداهللا بن يوسف أبو محمد الحنفي الزيلعي، ألحاديث الهداية نصب الراية .114 ه)1357(طبع سنة ، مصر -دار الحديث : دار النشر، محمد يوسف البنوري

إلبراهيم بن محمد ، النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر لمجد الدين ابن تيمية .115الطبعة الثانية ، الرياض -معارف مكتبة ال: دار النشر، بن عبد اهللا بن مفلح الحنبلي

ه)1404(طبع عالم ، لعبد الرحيم بن الحسن اإلسنوي، نهاية السول في شرح منهاج األصول .116

لبنان -بيروت -الكتب )بديع النظام(نهاية الوصول إلى علم األصول .117تحقيق حافظ ، )مال جيون(ألحمد بن أبي سعيد الشهير بـ، نور األنوار في شرح المنار .118

- الجامعة اإلسالمية-نشر مركز اإلمام البخاري للتراث والتحقيق، اهللا الزاهدي ثناء .باكستان-صادق آباد

محمد بن علي بن محمد ل، نيل األوطار من أحاديث سيد األخيار شرح منتقى األخبار .119 )م1973(سنة النشر ، بيروت -نشر دار الجيل، الشوكاني

: نشر، كر بن عبد الجليل المرغيانيلعلي بن أبي ب، الهداية شرح بداية المبتدي .120 بيروت –المكتبة اإلسالمية


- 389 -

فهرس الموضوعات 255 .............................................................. المقدمة

:255 ........................................................ أهمية الموضوع

:256 ................................................. سبب اختيار الموضوع

:257 ............................................................ خطة البحث

259 ......................... قا المبحث األول: حكم القراءة في الصالة مطل

274 ................... المبحث الثاني: حكم القراءة في الصلوات الخمس:

278 ........ من ركعات الصلوات حكم القراءة في كل ركعة المبحث الثالث:

289 ......................... المبحث الرابع: تعين قراءة الفاتحة في الصالة

389 ................................................... فهرس الموضوعات

Documents

ﺔﻣﺪﻘﻤﻟا - feqhup.com · 150 دﺪﻌﻟا - ﺔّﻴﻣﻼﺳﻹا ﺔﻌﻣﺎﺠﻟا ﺔّﻠﺠﻣ - 257 - ﻦﻣ ﻦﻴﻘﺑﺎﺴﻟا ءﺎﻤﻠﻌﻟا نأ