تتأثر صحة الشریحة األكبر من أبناء جیل العقدین األول والثاني العمر ال بل رفاھیتھا بقوى عالمیة غیر مسبوقة في تاریخ من البشریة جمعاء بل الجیل ال بأن مستقبل ھذا البشریة. فال شك یتأثر بعوامل على غرار قدرة البشر على التحرك، واالتصاالت ھذا البیئیة. النظم واستمراریة االقتصادیة والتنمیة العالمیة، اإلمكانات تحقیق في وأھمیتھا المراھقة سنوات دور واتضح یقولب الذي الذھني التطور ینشط المرحلة ھذه ففي البشریة. تفاعل الفرد مع البیئة االجتماعیة ویحدد القدرات التي یوظفھا في الفرد یكتسب المراھقة، خالل وفي كبالغ. حیاتھ نحو مسیرتھ الموارد الجسدیة، واإلدراكیة، والعاطفیة واالقتصادیة التي تشكل دعائم صحتھ ورفاھیتھ في المستقبل. تحدد ھذه الموارد المسار المتبع باتجاه الجیل التالي. فیعود االستثمار في صحة المراھقین

ورفاھیتھم الیوم بالمنفعة على الغد وجیلھ.وعلى خلفیة تحسن الصحة والتغذیة في مرحلة الطفولة، وتطور الجدیدة، والتكنولوجیات األسرة تكوین في والتأخیر التعلیم، من صحة أكثر یكون أن الحالي المراھقین جیل في یرجح األجیال السابقة. ولكن ال تخلو ھذه الفترة من العمر من مشاكل والتحكم الجنسي، النشاط ببدء تقترن ومستجدة مختلفة صحیة أنماط إتباع فتشمل العالمیة االتجاھات أما والسلوك. بالعاطفة الشباب وسط بطالة وأزمة صحیة، غیر سلع وشیوع عیش المسلح والنزاع البیئي والتدھور األسر استقرار وتداعي المراھقین صحة تتھدد مخاطر وھي الجماعیة والھجرة

ورفاھیتھم.األمس حتى واالجتماعیة العالمیة الصحة سیاسات أسرفت المراھقین والشباب، وھذا سبب أساسي من القریب في تجاھل أسباب إقصائھم عن مكاسب النمو االقتصادي الصحي بالمقارنة

مع سائر الفئات العمریة.لصحة المتحدة لألمم العام لألمین العالمیة اإلستراتیجیة تقدم النساء، واألطفال والمراھقین التي بدأت في سبتمبر۲۰۱٥ فرصة

ومع ورفاھیتھم. المراھقین صحة في لالستثمار لھا نظیرة ال التقنیة والقدرات الموارد على المفروضة القیود وبسبب ذلك، الفعالة االستجابة تصطدم والعالمي، الوطني المستویین على التنمیة الدولیة في مواجھة بالعدید من التحدیات. وھا ھي أسرة السؤال الجوھري حول مصدر الحصول على أكثر االستثمارات كال على لالستثمار والتحدیات الفرص اللجنة حددت فعالیة.

المستویین القطري والعالمي (اللوحة ۱).البلدان باختالف كبیر بشكل المراھقین صحة ملفات تختلف في الدولة سیر االختالفات ھذه تعكس ما وعادة والوالیات. مرحلة التحول الوبائي التي یؤثر فیھا انخفاض معدالت الوفیات السائدة المرض وأنماط السكانیة التركیبة تغیر في والخصوبة دول في المراھقین نصف على یزید ما ینمو سواء. حد على متعددة األعباء یواجھ فیھا المراھقون طیفا من األعباء بما في ذلك واألمراض البشریة المناعة نقص (فیروس الفقر أمراض الجنسیة الصحة وضعف التغذیة وسوء المعدیة األخرى وال المعدیة. غیر واألمراض والعنف واإلصابات واإلنجابیة)، في الخصوبة معدالت من كبیرة نسبة ل تسج الدول ھذه تزال إلى وسائل منع الحمل وبصفة ملحة صفوف المراھقین وحاجة الناشطین والمراھقین المتزوجین غیر األشخاص وسط خاصة

جنسیا.إلى جانب أولویة الفقر الدول، تعتبر مواجھة أمراض إلى ھذه وبالنسبة اإلصابات نسبة في الحادة االرتفاعات تجنب إستراتیجیات تطبیق واالضرابات العقلیة ومخاطر األمراض غیر المعدیة. یعیش مراھق من عالیة ومستویات مرتفعة، إصابة معدالت ل تسج دول في ثمانیة أصل الوالدة العنف وارتفاع حاالت المتعمدة أو ومستمرة من اإلصابات غیر بین المراھقین. وال تحرز ھذه الدول بصفة عامة، سوى تقدم طفیف في ھذه إلى وبالنسبة األخیرة. العقود مدار على المشاكل ھذه مواجھة من للحد الجھود مضاعفة إلى الحاجة تلتمس الدول، من المجموعة وتجنب المراھقین صفوف في الوالدة ومعدالت والعنف اإلصابة االرتفاعات الحادة في االضرابات العقلیة ومخاطر األمراض غیر المعدیة.

مستقبلنا: لجنة النسیت عن صحة ورفاھیة المراھقین

۹www.thelancet.com

لجان النسیت

George C Patton, Susan M Sawyer, John S Santelli, David A Ross, Rima A� � , Nicholas B Allen, Monika Arora, Peter Azzopardi,

Wendy Baldwin, Christopher Bonell, Ritsuko Kakuma, Elissa Kennedy, Jaqueline Mahon, Terry McGovern, Ali H Mokdad, Vikram

Patel, Suzanne Petroni, Nicola Reavley, Kikelomo Taiwo, Jane Waldfogel, Dakshitha Wickremarathne, Carmen Barroso, Zul� qar

Bhutta, Adesegun O Fatusi, Amitabh Mattoo, Judith Diers, Jing Fang, Jane Ferguson, Frederick Ssewamala, Russell M Viner

لجان النسیت

غیر األمراض تسودھا دول في المراھقین ثلث نسبة وتعیش المعدیة، بینما یتمثل العبء األساسي للمراھقین في االضطرابات الجسدیة واألمراض المخدرات، استخدام عن والناشئة العقلیة بالتغطیة المجموعة ھذه إلى بالنسبة األولویة تتمثل المزمنة. وقابلة فعالة وقائیة إستراتیجیات واكتشاف الشاملة الصحیة لدى ماسة حاجة وتلتمس المھملة. الحاالت لھذه للتطویر المراھقین والبالغین إلى الرعایة الصحیة، وإزالة عائق الخبرة الصحیة الرعایة إلى الوصول بشأن والمعرفة الخبرة قلة أي والحساسیة حیال انتھاكات السریة. ینشأ المزید من المعوقات عن العار ووصمة العینیة والتكالیف المقیدة التشریعیة األطر التحلي إلى الصحیة الرعایة مقدمو ویحتاج المجتمع. ومواقف مع المشاركة تعزز التي والمھارات والمعرفة بالسلوكیات المراھقین في ظل الحرص على إشراك األسرة. تتطلب التغطیة الصحیة الشاملة الرعایة المتاحة والتي تلبي االحتیاجات المحلیة وتكون مقبولة وسط المراھقین والشباب. وتشمل أنظمة الخدمات الصحیة األكثر فعالیة التدریب العالي الجودة للعاملین في مجال المجتمعیة والمشاركة للمراھقین االستجابة ومرافق الصحة

الواسعة النطاق. ورفاھیتھم. المراھقین صحة في عمیقا تأثیرا القوانین تحدث وحیث تحمي بعض القوانین المراھقین من األضرار (على سبیل المثال: منع زواج األطفال)؛ فقد یكون البعض اآلخر مسیئا یحد وصولھم إلى الخدمات والسلع األساسیة مثل وسائل منع الحمل. لحقوق المتحدة األمم اتفاقیة على وقعت الدول معظم أن ومع تقوم التي القانونیة العمل أطر أن إال علیھا، وصادقت الطفل علیھا صحة المراھقین في جمیع الدول ال زالت تواجھ اختالفات الغلبة تبقى وطنیة، قانونیة أطر وجود ظل في حتى شدیدة. للقوانین العرفیة والدینیة، مما یؤدي إلى إھمال حقوق المراھقین

في الصحة وتقویضھا. وبخاصة الدول، من كثیر في الثانوي التعلیم في التوسع یوفر بالنسبة للفتیات، فرصا متمیزة على مستوى الصحة والرفاھیة. القدرات تعزیز إلى الثانوي التعلیم في المشاركة وتؤدي المعرفیة، وتحسین الصحة العقلیة والصحة الجنسیة واإلنجابیة، المدارس وتوفر المعدیة. غیر األمراض مخاطر من والتقلیل منبرا لتعزیز الصحة بدءا من توفیر المعرفة األساسیة للصحة، بما في ذلك التعلیم الجنسي الشامل، وصوال إلى المحافظة على تجنب ویعتبر الصحیة. المخاطر من تقلل التي الحیاة أسالیب العقلیة واالضطرابات المعدیة، واألمراض المبكر، الحمل واإلعاقة الناشئة عن اإلصابات، ونقص التغذیة، أمرا ضروریا المدارس توفرھا التي واالقتصادیة التعلیمیة الفوائد لتحقیق

الثانویة.العریض النطاق وتقنیات الرقمیة اإلعالم وسائل تتیح الخدمات. وتقدیم للمشاركة وفعالة جدیدة إمكانیات لالتصاالت فالمراھقون مستعدون بیولوجیا وعاطفیا وتنمویا على المشاركة والتفاعل بمعزل عن أسرھم، وھو أمر ضروري لتحقیق التنمیة وبناء التغییر إلحقاق قویة وأداة والعاطفیة، االجتماعیة الشبكات تقنیات وتتمتع المحلیة. المجتمعات داخل المسؤولیة الجیل ھذا وتعبئة واالتصال الحشد على بالقدرة االجتماعیة لتوسیع فرصة إیجاد من بد ال وعلیھ، منظور. غیر بشكل

مشاركة الشباب في العالم الحقیقي، وھو ما یتطلب استثمارا

التدریب جانب إلى فعالة مشاركة البالغین ومشاركة مالیا، للشباب تسمح التي واإلجراءات الھیكلیات وتوفیر واإلرشاد،

وصغار السن بالمشاركة في عملیة اتخاذ القرارات. الشباب رفاھیة لتحقیق فعالیة اإلجراءات أكثر ویبنى ھذا نات منھا العناصر وصحتھم على قطاعات متداخلة ومتعددة المكوالھیكلیة ووسائل اإلعالم والمجتمع واإلنترنت والمدارس، فضال عن توفیر الخدمات الصحیة الوقائیة والعالجیة. فقد أدى إھمال البرمجة، في االستثمار حصر إلى ورفاھیتھم الشباب صحة مع بالمقارنة األدنى بالحد التقنیة والقدرات البشریة، والموارد ل فجوات كبیرة في فھم سائر الفئات العمریة. ونتیجة لذلك تسجحاجات الشباب من الصحة، وفي نماذج المجتمع المدني العاملة في مجال التوعیة العامة، ونظم العمل المشتركة بین القطاعات. ل اختالفات واضحة في مجال الصحة بین المناطق وضمن وتسجمجموعات المراھقین داخل أي بلد، بسبب الفقر، والجنس وأبرز ل احتیاجات صحیة لجماعات محددات التھمیش االجتماعي. تسجالجنس أو أو مثلیي العرقیة والمثلیین (السحاقیات مثل األقلیات المخنثین أو المتحولین جنسیا) والشباب، والمعاقین، أو من ھم بال مأوى، أو األحداث المحتجزین. وتشكل المعلومات السلیمة قوام والرفاھیة الصحة معلومات نظم أن وحیث فعالة. استجابة أي مجزأة، تبقى احتیاجات ھذه الفئات غیر مرئیة وغیر متاحة. فال بد من التحلي بالمقدرة على فھم متطلبات الصحة المحلیة والتي تشمل جمیع الشباب، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الحالة

االجتماعیة أو الوضع االجتماعي واالقتصادي.وفي مواجھة التغیر العالمي، یعرض التقاعس المستمر صحة ھذا للخطر، ولكن ھناك بعض األسباب الغد ورفاھیتھ الجیل وجیل والطفل المرأة لصحة العالمیة اإلستراتیجیة تشكل التفاؤل. إلى القدرات وبناء وتنسیقھ االستثمار لقیادة إطارا والمراھقین من والشباب المراھقون یستفید أن ویحتمل والبحث. اإلستراتیجیات العالمیة األربعة المتمثلة في توسیع نطاق التعلیم، وتحسین المرأة، وتمكین الجنسین بین المساواة عدم من والحد التدریب وفرص المھارات وتعزیز والتغذیة، الغذائي األمن فرصا الرقمیة والتقنیات العالمیة االتصاالت وتتیح المھني. نظم وإنشاء والتعلیم، التدریب مجالي لمواكبة استثنائیة في والتعاون الشباب، وإشراك الشاملة، الصحیة المعلومات مختلف القطاعات. یمكن أن یغیر ھذا الجیل من الشباب وصغار السن مستقبلنا جمیعا، وعلیھ، ال بد من توفیر الموارد الضروریة

لذلك وھذا ھو المطلب األكثر إلحاحا.

۱۰ www.thelancet.com