630
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﺯﻫﺭ ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻟﻠﺑ ﻧﻳﻥ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻟﺩﺭ ﺕ ﺍﻟﻌﻠﻳﺎ ﻭﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻭﺁﺩ ﻗﺳﻡ ﺑﻬ ــ ﺃﺻﻭﻝ ﺍﻟﻠﻐــﺔ ﺍﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻳﺔ ﻭﺃﺛﺭﻫﺎ ﻓﻰ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻛﺭﻳﻡ "ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻅﺭﻳﺔ ﺗﻁﺑﻳﻘﻳﺔ " ﻣﻘدﻣﺔﺎﻟﺔ رﻟﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎ ﺟﺔ درﻧﯾل) ارﺗو اﻟدﻛ اﻟﻠﻐﺔ أﺻول ﻓﻰ( ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺣﻣﺎﺩ ﻣﺣﻣﺩ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻔﺗﺎﺡ ﺍﻟﺣﺳﻳﻧﻰ ﺇﺷﺭﺍﻑ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ/ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺣﻠﻳﻡ ﻣﺣﻣﺩ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺣﻠﻳﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻣﺗﻔﺭﻍ ﺑﺎﻟﻛﻠﻳﺔ ﺃﺳﺗﺎﺫ ﺃﺻﻭﻝ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ/ ﻣﺣﻣﻭﺩ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻌﺯﻳﺯ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻔﺗﺎﺡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺑﺎﻟﻛﻠﻳﺔ ﺃﺳﺗﺎﺫ ﺃﺻﻭﻝ١٤٢٨ ﻫـ- ٢٠٠٧ م

ﺔﻟﻻﺩﻟﺍ ﺩﻳﺩﺣﺗ ﻰﻓ ﺎﻫﺭﺛﺃﻭ ﺔﻳﻭﻐﻠﻟﺍ … · رþ ﻟا فرþ£و ﻝﻌﻔﻟا نßþþ‚و ،مþ‡ﻻاو ﻝﻌﻔﻟا نßþþ‚

  • Upload
    others

  • View
    1

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • جامعة األزهر

    الدراسات اإلسالمية والعربية كلية نين بالقاهرةللب

    والبحوث ت العليااسالدرا اــبهاقسم اللغة العربية وآد

    أصول اللغــة

    المصاحبة اللغوية وأثرها فى تحديد الداللة

    فى القرآن الكريم "دراسة نظرية تطبيقية "

    ه) فى أصول اللغة الدكتورا(لنیل درجة العالمیة رسالة مقدمة

    الباحث إعداد

    محمد عبد الفتاح الحسينى ةحماد

    إشراف عبد الحليم محمد عبد الحليماألستاذ الدكتور/

    أستاذ أصول اللغة غير المتفرغ بالكلية

    محمود عبد العزيز عبد الفتاح/ األستاذ الدكتور و

    أستاذ أصول اللغة بالكلية

    م ٢٠٠٧ - هـ ١٤٢٨

    http://www.pdfcomplete.com/cms/hppl/tabid/108/Default.aspx?r=q8b3uige22

  • http://www.pdfcomplete.com/cms/hppl/tabid/108/Default.aspx?r=q8b3uige22

  • إهــــداء أهدى هذا البحث

    إلى ...... أبى الحبیب ، وأمى الغالیة . فهمـا رمـز العطـاء والكفـاح ، وذلــك بـرًا بهمـا ، وحبـًا لهمــًا ،

    واعترافًا بجمیلهما . واهللا أسأل أن یبارك فیهما وأن یجزیهما عنى خیر الجزاء. ــا وأقــول لهمــا كمــا علمنــى ربــى ــْل َربِّ اْرَحْمُهَمــا َكَم : " َوُق

    ]٢٤سراء: إلَربََّیاِني َصِغیرًا " [ا

    الباحث

  • ١

    المقدمــــــــة

    http://www.pdfcomplete.com/cms/hppl/tabid/108/Default.aspx?r=q8b3uige22

  • ٢

    مقدمة

    الحمد هللا رب العالمین والصالة والسالم على سیدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعین

    المصاحبة اللغویة ( فهذا بحث مقدم لنیل درجة العالمیة ( الدكتوراه) فى أصول اللغة بعنوان وبعد:

    ) .ریة تطبیقیة وأثرها فى تحدید الداللة فى القرآن الكریم دراسة نظ

    واهر اللغویة التى تظهر جمال اللغة ویقوم هذا البحث على دراسة ظاهرة من الظ

    ودقتها وتآلف ألفاظها وهى ظاهرة المصاحبة اللغویة .

    وقد قام هذا البحث بالتأصیل النظرى لهذه الظاهرة ثم دراستها دراسة تطبیقیة من

    : ضوع عدة أسباب منهاو ر هذا الم. وقد دفعتنى إلى اختیاخالل القرآن الكریم

    {: خدمة كتاب اهللا تعالى القرآن الكریم ، هذا الكتاب الذى وعد اهللا بحفظه فقال: أوًال

    $ ¯Ρ Î) ß øt wΥ $ uΖ ø9 ¨“ tΡ t ø. Ï e%! $# $ ¯Ρ Î) uρ … çµ s9 tβθ Ýà Ïÿ≈ pt m: { :فحفظه اهللا تعالى من زیغ ٩[الحجر [نكار الجاحدین . فقیض اهللا عز وجل لخدمته العلماء عبر المضلین وتأویل المبطلین ، وإ

    العصور واألزمان ، فكان القرآن الكریم موضع العنایة األول عند العلماء واألدباء والفقهاء

    عرابه وبالغته وتفسیره وأحكامه . فتوالت المؤلفات فى لغته وإ

    فى كتابه ومراد ، هذه اللغة التى بها یفهم مراد اهللا تعالى خدمة اللغة العربیة: ثانیًا

    فى سنته ، وقد اختارها اهللا عز وجل دون سائر اللغات اإلنسانیة لتكون لغة - ρ - رسوله … {كتابه الذى ختم به سائر الكتب السماویة قال اهللا عز وجل : çµ ¯Ρ Î) uρ ã≅ƒ Í”∴ tG s9 É b> u‘

    t ÏΗ s>≈ yè ø9 $# tΑ t“ tΡ Ïµ Î/ ßyρ ”9 $# ß ÏΒ F{ $# .4’ n? tã y7 Î7 ù= s% tβθ ä3 tG Ï9 z ÏΒ t Í‘ É‹Ζ ßϑ ø9 $# .Aβ$ |¡ Î= Î/ < c’ Î1 t tã & Î7 •Β { :١٩٥ - ١٩٢[الشعراء . [

    " أن ظاهرة المصاحبة اللغویة لم تنل حظها الوافر من الدراسة عند الباحثین فلم ثالثًا

    تلق عنایة كثیر من الدارسین فى مجال دراسة اللغة على الرغم من أهمیتها . فعندما تبحث

    http://www.pdfcomplete.com/cms/hppl/tabid/108/Default.aspx?r=q8b3uige22

  • ٣

    فى مؤلفات اللغویین فى العصر الحدیث ال تجدها إال فى صفحات یسیرة عن هذه الظاهرة

    متناثرة هنا وهناك . فلم أعثر على مؤلف یخصها بالدارسة ویتحدث عنها إال لفضیلة

    الدكتور/ محمد حسن عبد العزیز فى كتابه المصاحبة فى التعبیر اللغوى ومع نفاسته نجد

    لظاهرة وال یروى ظمأه . یضاف إلى ذلك أننى لم أن هذا المؤلف ال یشبع الباحث عن هذه ا

    أجد من الباحثین من قام بدراسة ظاهرة المصاحبة اللغویة دراسة تطبیقیة فى القرآن الكریم

    على الرغم أن القرآن الكریم معین ال ینضب وبحر ال ینفد فى مجال المصاحبات اللغویة

    .بین األلفاظ

    القرآن الكریم لها أهمیتها من ناحیتین ودراسة هذه الظاهرة دراسة تطبیقیة فى

    : إظهار اإلعجاز القرآنى ومدى الدقة والبراعة فى اختیار ألفاظه . األولى

    : أن فكرة المصاحبة اللغویة لها دورها فى تحدید داللة كثیر من األلفاظ الثانیة

    ى منعزلة عن والتراكیب القرآنیة التى ال یمكن أن یتوصل إلى فهم داللتها فى النص القرآن

    فكرة المصاحبة .

    .وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة وتمهید وخمسة أبواب وخاتمة وفهارس

    : فتحدثت فیها عن أهمیة الموضوع وأسباب اختیاره وخطة البحث أما المقدمة

    .والمنهج الذى سرت علیه وأهم الصعوبات التى واجهتنى

    ة ومفهوم الوحدة الداللیة .تعریف بعلم الداللال : تحدثت فیه عن والتمهید

    ویشمل تأصیل فكرة المصاحبة اللغویة وبیان معالمها عند اللغویین: الباب األول

    :ثالثة فصول

    " وذلك فى خمسة نظرة اللغویین للمصاحبة اللغویة: فهو بعنوان " أما الفصل األول

    مباحث :

    : التعریف بالمصاحبة .المبحث األول

    http://www.pdfcomplete.com/cms/hppl/tabid/108/Default.aspx?r=q8b3uige22

  • ٤

    بة عند القدماء من اللغویین العرب .: المصاح المبحث الثانى

    : المصاحبة فى المصنفات اللغویة عند العرب . المبحث الثالث

    : المصاحبة عند اللغویین العرب المحدثین . المبحث الرابع

    : المصاحبة عند كل من فیرث وبالمر . سالمبحث الخام

    :، وفیه ثالثة مباحث مفاهیم ترتبط بالمصاحبة :الفصل الثانى

    : وتناولت فیه مبحث األولال

    .أنواع المصاحبة - ١

    .ضوابط المصاحبة - ٢

    . أشكال المصاحبة وصورها - ٣

    .األلفاظ المبهمة وحاجتها إلى المصاحبة - ٤

    أهمیة المصاحبة . - ٥

    .: التعبیر االصطالحى المبحث الثانى

    .: أثر البیئة فى تكوین المصاحباتالمبحث الثالث

    .المصاحبة بالمستوى التركیبى (النحوى) : عالقة الفصل الثالث

    (المصاحبة والقضایا اللغویة)وعنوانه : الباب الثانى

    وفیه ثالثة فصول :

    :ویشتمل على أربعة مباحث عالقة المصاحبة بالظواهر اللغویة: الفصل األول

    تباع .: عالقة المصاحبة بظاهرة اإل المبحث األول

    بظاهرة النحت .: عالقة المصاحبة المبحث الثانى

    الترادف والمشترك . ا: المصاحبة وظاهرت المبحث الثالث

    http://www.pdfcomplete.com/cms/hppl/tabid/108/Default.aspx?r=q8b3uige22

  • ٥

    : المصاحبة والتطور اللغوى . المبحث الرابع

    : المصاحبة والترجمة الفصل الثانى

    : المصاحبة والعمل المعجمىالفصل الثالث

    ى دراسة تطبیقیة للمصاحبة اللغویة فى القرآن الكریم عل " وعنوانه : الباب الثالث ویشمل ثالثة فصول :مستوى النمط االسمى "

    : دراسة المصاحبة اللغویة فى القرآن الكریم بین الصفة والموصوف. الفصل األول

    : دراسة المصاحبة اللغویة فى القرآن الكریم بین المضاف والمضاف الفصل الثانى إلیه .

    المعطوف والمعطوف : دراسة المصاحبة اللغویة فى القرآن الكریم بین الفصل الثالث علیه .

    دراسة تطبیقیة للمصاحبة اللغویة فى القرآن الكریم على " عنوانهف: أما الباب الرابع :ویشتمل على فصلین "مستوى النمط الفعلى

    : المصاحبة اللغویة بین الفعل واالسم . الفصل األول

    مبحثین : المصاحبة اللغویة بین الفعل وحرف الجر وذلك فى الفصل الثانى

    م معها حروف الجر فى القرآن الكری : األفعال التى تنوعت المبحث األول

    .) ةغیر مختص(

    : األفعال التى اختصت بحروف جر بعینها فى القرآن الكریم المبحث الثانى

    (مختصة ).

    روق اللغویة المصاحبة اللغویة وأثرها فى قضیة الف "بعنوان :أما الباب الخامس

    ویشتمل على : " فى القرآن الكریم

    عن أثر المصاحبة اللغویة فى إثبات الفروق اللغویة بین األلفاظ المترادفة تمهید

    http://www.pdfcomplete.com/cms/hppl/tabid/108/Default.aspx?r=q8b3uige22

  • ٦

    : دراسة تطبیقیة ألثر المصاحبة اللغویة فى إثبات الفروق اللغویة بین وفصل بعنوان

    األلفاظ المترادفة فى القرآن الكریم .

    ها عن أهم النتائج التى توصلت إلیها من خالل هذه الدراسة .وتحدثت فیثم الخاتمة

    :ثم الفهارس وتشتمل على اآلتى

    . فهرس اآلیات القرآنیة - ١

    . فهرس األحادیث النبویة - ٢

    . فهرس األشعار - ٣

    . فهرس المصادر والمراجع - ٤

    . المحتوى فهرس - ٥

    . ةهذه الدراس تناول الذى سرت علیه فى العلمى أما عن المنهج

    فقد قمت بتقسیم هذه الدراسة إلى قسمین ، القسم األول وهو الدراسة النظریة وحاولت

    من خالله أن أجعل بین یدى القارئ مادة علمیة غزیرة تتضح من خاللها معالم هذه الظاهرة

    فى أذهان الدارسین . وقد قمت بتأصیل ذلك تأصیًال نظریًا من خالل دراسة الجوانب

    ظاهرة معتمدًا فى ذلك على ما ذكره اللغویون عن هذه الظاهرة وما استنبطته المختلفة لهذه ال

    من قراءة واطالع حول هذا الموضوع

    فیشمل الجانب التطبیقى لهذه الظاهرة فى القرآن الكریم فقد قمت أما القسم الثانى

    حبة باختیار مجموعة كبیرة من األلفاظ والتراكیب القرآنیة التى تجلت فیها فكرة المصا

    اللغویة ثم هدانى اهللا عز وجل إلى تقسیمها تقسیمًا نحویًا یتفق مع أشكال المصاحبة

    وصورها التى ذكرها اللغویون . وهذا التقسیم استفدت منه كثیرًا فى تنظیم الجانب التطبیقى

    فى هذا البحث . فقد قمت بدراسة المصاحبة اللغویة فى القرآن الكریم على مستوى النمط

    http://www.pdfcomplete.com/cms/hppl/tabid/108/Default.aspx?r=q8b3uige22

  • ٧

    قمت بدراسة المصاحبة اللغویة بین الصفة والموصوف ، والمضاف والمضاف إلیه االسمى و

    والمعطوف والمعطوف علیه . أما دراسة المصاحبة على مستوى النمط الفعلى فاشتملت ،

    وبین الفعل وحرف الجر . ،على دراسة المصاحبة اللغویة بین الفعل واالسم

    ور منها :وقد اتبعت فى دراستى للجانب التطبیقى عدة أم

    : دراسة المعنى المعجمى لكل لفظ من ألفاظ المصاحبة دراسة مستقلة ثم دراسة أوًال

    داللة التركیب .

    : دراسة ألفاظ المصاحبة فى السیاق القرآنى وبیان عدد المعانى أو الوجوه التى ثانیا

    .وردت بها كل صورة من صور المصاحبة وأثر المصاحبة فى التوصل للمعنى المراد

    .: ذكر عدد المرات التى تكررت فیها صورة المصاحبة فى القرآن الكریم ثالثاً

    .: التنبیه إلى التعبیرات االصطالحیة التى نتجت عن هذه المصاحبةرابعًا

    أو أبیات من الشعر ،االستئناس بذكر أحادیث من السنة النبویة المطهرة خامسًا :عها فى االستعمال اللغوى وذلك فى بعض وردت فیها صورة المصاحبة للداللة على شیو

    األحیان .

    : التنبیه إلى بعض األحكام الفقهیة التى استفادها العلماء من ظاهرة سادساً . المصاحبة اللغویة عندما یتسنى ذلك

    : إظهار مدى التناسب والتوافق بین األلفاظ المتصاحبة فى السیاق القرآنى . سابعاً

    المصاحبة اللغویة فى قضیة الفروق اللغویة فى القرآن الكریم : التنبیه إلى أثر ثامناً ثبات أن كل من خالل دراسة بعض األلفاظ المترادفة التى جمعت بینها المصاحبة اللغویة وإ

    یها أنها مترادفة .فن غیره من األلفاظ التى یظن الناظر ملفظ له ملمح داللى مستقل یمیزه

    تراكیب داخل الفصول ترتیبًا معجمیًا یوافق حروف قمت بترتیب األلفاظ وال تاسعًا : الهجاء .

    ین قد أسدیا لى ذالكریمین الل ىّ أن أقدم خالص شكرى إلى أستاذوأود فى هذا المقام

    http://www.pdfcomplete.com/cms/hppl/tabid/108/Default.aspx?r=q8b3uige22

  • ٨

    كل نصح ، وقدما لى كل إرشاد فلم یبخال على بجهدهما المبارك وال بوقتهما الثمین إلى

    ماألستاذ الدكتور / عبد الحلیم محمد عبد الحلی

    واألستاذ الدكتور / محمود عبد العزیز عبد الفتاح

    فقد شرفت بإشرافهما على هذا البحث مما كان له األثر الكبیر على إتمام هذا البحث خراجه بهذه الصورة . فقد أنارت توجیهاتهما الرشیدة كلمات البحث وأضاءت آراؤهما وإ

    رتهما الثاقبة ودقتهما البالغة ، السدیدة ثنایاه ، فارتقى البحث من حال إلى حال بفضل نظوكما نهلت من فیض علمهما الغزیر فقد تعلمت منهما الخلق الرفیع والسلوك القویم فهما یحرصان دائمًا على تعلیم الباحث األدب قبل العلم والدین قبل كل شىء ، ولم ال ؟ فسمتهما

    الجزاء . واجعل اللهم التقوى وعلى محیاهما یشرق نور اإلیمان . فاللهم اجزهما عنى خیرالصدیقین والشهداء والصالحین آمین ... و ذلك فى میزان حسناتهما ، واجعلهما مع النبیین

    آمین

    : أود أن أقول إن هذا العمل المتواضع ما هو إال جهد المقل فال أدعى فیه وأخیرًا قبول والرضا .واهللا أسأل أن ینال ال ρكماًال فالكمال هللا تعالى وحده والعصمة لرسوله

    وما كان فیه من تقصیر فمن ،وما كان فیه من توفیق فمن اهللا وحده ال شریك لهنفسى والهوى والشیطان ، وحسبى أنى بشر أخطئ وأصیب . ومعذرتى أننى مازلت طالب علم یحاول أن یضع قدمه على بدایة طریق العلم . واهللا تعالى أسأل أن یجعل هذا العمل

    یم وأن یجعل هذا الجهد فى میزان حسناتى "خالصًا لوجهه الكر

    } tΠ öθ tƒ Ÿω ßì xÿΖ tƒ ×Α$ tΒ Ÿω uρ tβθ ãΖ t/ ω Î) ô tΒ ’ tA r& ©! $# 5= ù= s) Î/ 5ΟŠ Î= y™ { ٨٩:٨٨[الشعراء . [

    وآخر دعوانا أن الحمد هللا رب العالمین

    محمد عبد الفتاح الحسینى ةالباحث / حماد

    ***

    http://www.pdfcomplete.com/cms/hppl/tabid/108/Default.aspx?r=q8b3uige22

  • ٩

    التمهيد :ويشمل

    تعريف بعلم الداللةال - ١ دة الدالليةـــــالوح - ٢

    تمهيد

    تعريف بعلم الداللة ال -١

  • ١٠

    فى اللغة تشیر إلى معنى اإلرشاد إلى الشىء والتعریف به . –بتثلیث الدال –الداللة

    م أدالؤها، وأدللت الطریق:اهتدیت ،وهو دلیل المفازة وه ى الطریق: " دله عل األساسففى أى أرشده إلیه وهداه. .)١( :الدال على الخیر،كفاعله،ودله على الصراط المستقیمومن المجازإلیه.

    : " وقد دله على الطریق یدله داللة وداللة ودلولة ... ودللت بهذا الطریق : وفى اللسان .)٢(عرفته "

    .)٣(هو المرشد والكاشف " :" اسم الفاعل دال ودلیل و وفى المصباح

    .)٤(" ویثلث ،ودلولة ،فاندل :سدده إلیهدله علیه داللة، وفى القاموس: "

    : "عرف علماء المسلمین الداللة بأنها : هى كون الشىء بحالة یلزم من وفى االصطالح .)٥(العلم به العلم بشىء آخر ، والشىء األول هو الدال ، والثانى هو المدلول "

    للفظ هو الدال ، والذات هى االلة لفظ : " محمد " على معناه الذى هو الذات " فوذلك كد .)٦(المدلول ، وفهم الذات من اللفظ هو معنى الداللة "

    وبالنظر إلى التعریف السابق یظهر أنه تعریف عام

    الداللة "إال أننا نجد أنهم قد استعملوا مصطلح الداللة استعماًال خاصًا باأللفاظ فقالوا : " اللفظیة الوضعیة : هى كون اللفظ بحیث متى أطلق أو تخیل فهم منه معناه للعلم بوضعه وهى المنقسمة إلى المطابقة والتضمن وااللتزام ، ألن اللفظ الدال بالوضع یدل على تمام ما وضع له

    . ١٩٣ص م٢٠٠٠ -ه ١٤٢٠ ––لبنان –بیروت دار الفكر - أساس البالغة للزمخشرى )١( ٤٠٠ص – لدل - مادة ٣ جم ٢٠٠٣ -ه ١٤٢٣القاهرة –لسان العرب البن منظور مطبعة دار الحدیث )٢(

    ،٤٠١ . - ه ١٤٢١الطبعة األولى –القاهرة –الحدیث عربى للفیومى دار –معجم عربى –المصباح المنیر )٣(

    . -ل دل –مادة ١٢١م ص ٢٠٠٠ ٠-ه ١٤٢٠الطبعة الثانیة –لبنان - بیروت – إحیاء التراث العربىدار –القاموس المحیط للفیروز آبادى )٤(

    . -دلل - مادة ١٣٢٢ص ٢ج م٢٠٠ ٩٣ص –م ١٩٣٨ - ه ١٣٥٧بى الحلبى وأوالده بمصر مطبعة مصطفى البا –التعریفات لعلى بن محمد الجرجانى )٥(دار على للطباعة الطبعة األولى - الدالالت وأثرها فى تفسیر القرآن الكریم د. محمد سالم أبو عاصى )٦(

    . ١٦م ص ١٩٩٧ -ه ١٤١٨

  • ١١

    إنه یدل على بالمطابقة ، وعلى جزئه بالتضمن ، وعلى ما یالزمه فى الذهن بااللتزام كاإلنسان ف .)١(تمام الحیوان الناطق بالمطابقة وعلى جزئه بالتضمن ، وعلى قابل العلم بااللتزام "

    وبالنظر إلى هذا التعریف یتبین أن تعریف الداللة فى االصطالح یرتبط بالداللة فى معناها لداللة اللغوى " حیث انتقلت اللفظة من معنى الداللة على الطریق وهو معنى حسى إلى معنى ا

    .)٢(على معانى األلفاظ وهو معنى عقلى مجرد "

    أما عن مصطلح علم الداللة فهو " مفهوم عام یختص بالمعنى ویمتد إلى كل مستوى لغوى .)٤(. ویعرف علم الداللة على " أنه دراسة المعنى " )٣(له عالقة بالداللة "

    المعنى . فذكر أنه هو "العلم ات تدور حول هذا فریععدة ت )٥(/ أحمد مختار عمروقد ذكر د" ذلك الفرع الذى یدرس الشروط الواجب توافرها فى الرمز حتى یكون قادرا أو ىنالذى یدرس المع

    على حمل المعنى " لذا یالحظ أن كثیرًا من العلماء العرب یساوون بین مصطلحى الداللة والمعنى .)٦( semanticsسیمانتیك فى "الداللة على هذا الفرع الحدیث من علم اللغة وهو ال

    وأود أن أشیر إلى أن علم الداللة أو دراسة المعنى هو " قمة الدراسات اللغویة ، فهو غایة

    .)٧(الدراسات الصوتیة والفونولوجیة والنحویة والقاموسیة "

    ( میشال بلایر" وقد ظهر هذا المصطلح فى نهایة القرن التاسـع عشـر على ید الفرنسى

    . ١٩٣التعریفات ص )١(الطبعة األولى –المصریة القاهرة مكتبة النهضة –علم الداللة دراسة نظریة وتطبیقیة د. فرید عوض حیدر )٢(

    . ١٢م ص ١٩٩٨ –مكتبة دار العروبة الكویت –تألیف : فرانك بالمر ترجمة : د. خالد جمعة –مدخل إلى علم الداللة )٣(

    . ٣١ص –م ١٩٩٧الطبعة األولى –م ١٩٩٤اضل دمشق دار الف –ترجمة د. نور الهدى لوشن –كلود جرمان ، ریمون لوبالن –علم الداللة )٤(

    . ٥مقدمة المترجمة ص . ١١م ص ١٩٩٣ –الطبعة الرابعة - عالم الكتب –د. أحمد مختار عمر –علم الداللة )٥( . ١٦علم الداللة دراسة نظریة وتطبیقیة . د. فرید حیدر ص )٦(م ١٩٩٧اهرة الطبعة الثانیة الق –دار الفكر العربى –علم اللغة مقدمة للقارئ العربى د . محمود السعران )٧(

    . ٢٣٧، ٢١٣ص

  • ١٢

    Michel Breal .فقد قام بأول دراسة علمیة حدیثة خاصة بالمعنى فى كتابه (Essaide

    semantique وقد استعمل بلایر مصطلح )١(" ١٨٩٧سنة .semantique وهو مأخوذ من

    بمعنى دل . ثم انتقل semaineinبمعنى العالمة و semantikos. فقد" اشتقه من )٢(الیونانیة "

    . (*) )٣() semantik) واأللمانیة ( semanticsالمصطلح إلى اإلنجلیزیة (

    وقد كان لجهد بلایر األثر الكبیر فى جمهور الباحثین فانتشر مصطلحه وساد عند اللغویین

    .)٤(وعند غیرهم "

    أنواع الداللة :

    قسم الباحثون الداللة إلى عدة أنواع ولكل نوع منها أهمیة فى الوصول للمعنى .

    : تية أوالً : الداللة الصو

    .)٥(والمراد بالداللة الصوتیة تلك الداللة : " التى تستمد من طبیعة بعض األصوات "

    تها باختالف األصوات فیها وذلك ألن " الكلمة إذا فهناك كثیر من الكلمات تختلف دالالأضیف إلیها صوت أو حذف منها صوت فإن ذلك یؤدى إلى تغیر فى معناها تبعًا لهذا التغیر

    وینظر : وصف اللغة العربیة ٥مقدمة ص –، وینظر علم الداللة لكلود جرمان ٢٣٧ینظر السابق ص )١(

    –داللیًا فى ضوء مفهوم الداللة المركزیة " دراسة حول المعنى وظالل المعنى" د. محمد محمد یونس وینظر : فقه اللغة المقارن د. إبراهیم السامرائى . دار العلم . ٧٥م ص ١٩٩٣منشورات جامعة الفاتح

    . . ١٧٢ص ١٩٨٧بیروت الطبعة الرابعة –للمالیین بتصرف . ٣١ینظر علم الداللة فرانك بالمر ص )٢( . ١٢٩م ص ١٩٩٨القاهرة –مدخل إلى علم اللغة د. محمود فهمى حجازى دار قباء )٣(

    لعربیة قد أطلق على علم الداللة مصطلح ( السیمیة) ولكن ر إلى أن مجمع اللغة اد. كمال بش(*) وقد أشار فضل د/ بشر اسم ( السیمانتیك) الشتهاره بین الدارسین العرب . ینظر : دراسات فى علم اللغة د. كمـال

    . ١٤م ص ١٩٧٣الطبعة األولى –مصـر –محمد بشر . دار المعـارف . بتصرف ١٣٠ مدخل إلى علم الداللة ص )٤( . ٤٦م ص ١٩٨٠الطبعة الرابعة –داللة األلفاظ د. إبراهیم أنیس مكتبة األنجلو المصریة )٥(

  • ١٣

    .)١(الصوتى "

    ومن األمثلة على ذلك كلمتا (النضح ) و(النضخ ) .

    " فكالهما لسیالن الماء ونحوه إال أن األول سیالن ضعیف فناسبته الحاء الرقیقة والثانى سیالن قوى فناسبته الخاء الغلیظة . ومثلهما (سد) و(صد) فكالهما لمعنى الحاجز إال أن األول

    له السین الضعیفة ، والثانى لجانب الجبل وهو قوى لسد الباب ونحوه وهو ضعیف فاستخدم . )٢(فاستخدم له الصاد القویة "

    باب إمساس األلفاظ (هذه الداللة الصوتیة فى –رحمه اهللا تعالى – ابن جنىوقد تناول . )٣(")أشباه المعانى

    رتفاع (= لح الصوتـى الدال على االطویرتبط التنغیم بهذا النوع من الداللة وهــو " المصوبعبارة أخرى " هو رفع )٤(الصعود ) واالنخفاض (= الهبوط ) فى درجة الجهر فى الكالم "

    .)٥(الصوت وخفضه فى أثناء الكالم للداللة على المعانى المختلفة للجملة الواحدة "

    .)٦(وقد یطلق علیه اسم " موسیقى الكالم "

    على السامع إذا مااستوجب الكالم التنغیم وللتنغیم دوره فى جانب الداللة فقد یخفى المعنى

    MΡ| {وغفل عنه المتكلم ومن ذلك قوله تعالى وهو یخاطب عیسى علیه السالم : r& u |M ù= è% Ĩ$ ¨Ζ= Ï9 ’ ÎΤρ ä‹ Ïƒ ªB $# u’ Í hΓ é& uρ È ÷ yγ≈ s9 Î) ÏΒ Èβρ ߊ «! ] فإن " االستفهام فى اآلیة ١١٦. [المائدة: } ) #$

    االستفهام حتى ال یفوت على بعض المستمعین أن هذا موضع یحتاج إلى تنغیم القارئ نغمة

    . ٣٠علم الداللة دراسة نظریة وتطبیقیة . د. فرید حیدر ص )١(م ١٩٨٦ - ه ١٤٠٦الطبعة الثانیة –علم اللغة بین القدیم والحدیث د. عبد الغفار هالل مطبعة الجبالوى )٢(

    . ٣١٢ ص . ١٥٧، ١٥٢ص ٢بى الفتح عثمان بن جنى . تحقیق د. محمد على النجار المكتبة العلمیة ج الخصائص أل )٣( . ١٥٩علم اللغة مقدمة للقارئ العربى ص )٤(القاهرة الطبعة –مكتبة الخانجى –المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوى د. رمضان عبد التواب )٥(

    . ١٠٦م ص ١٩٨٥ -ه ١٤٠٥ الثانیة . ١٤٢م ص ١٩٩٩الطبعة الرابعة –مكتبة األنجلو المصریة - األصوات اللغویة د. إبراهیم أنیس )٦(

  • ١٤

    .)١(استفهام"

    الختالف النغمة فى النطق ومن وهناك بعض اللغات " تختلف فیها معانى الكلمات تبعاً أشهر هذه اللغات اللغة الصینیة فكلمة (فان) فى اللغة الصینیة تؤدى ستة معان ال عالقة بینها

    مسحوق ) ولیس هناك من فرق سوى النغمة –یقسم –واجب –شجاع –یحرق –هى ( نوم . )٢(الموسیقیة فى كل حالة "

    النبر وهو " وضوح نسبى لصوت أو مقطع إذا –أیضًا - ومن مظاهر الداللة الصوتیة ویعرفه بعض العلماء بأنه " الضغط على مقطع )٣(قورن ببقیة األصوات والمقاطع فى الكالم"

    .)٤(لیجعله بارزًا أوضح فى السمع مما عداه من مقاطع الكلمة " ةمخاص من كل كل

    وترتبط ظاهرة النبر بقضیة الداللة " فقد تتغیر الداللة باختالف موقعه من الكلمة فبعض نجلیزیة تستعمل اسمًا إذا كان النبر على المقطع األول منها فإذا انتقل النبر على الكلمات فى اإل

    .)٥(صبحت فعًال وتستعمل حینئذ استعمال األفعال" مقطع آخر من الكلمة أ

    ثانيا: الداللة الصرفية :

    وذلك ألن الصیغ اللغویة لها )٦(وهذا النوع من الداللة " یستمد عن طریق الصیغ وبنیتها "

    تدل –بأنواعها الماضى والمضارع واألمر –وظیفتها فى الداللة على المعنى " فصیغ األفعال

    منه ، وما یتصل بهذه األفعال من حروف الزیادة والتوكید واللواحق األخرى على الحدث وز

    .)٧(ومایدخلها من التضعیف وغیره ، فكل ذلك له أثره فى توجیه المعنى "

    فعلى سبیل المثال لو نظرنا إلى الهمزة فى اللغة العربیة لوجدنا أن لها داللتها الخاصة التى

    . ٣٤علم الداللة دراسة نظریة وتطبیقیة ص )١( . ٤٧، وینظر : داللة األلفاظ ص ١٤٣، ١٤٢األصوات اللغویة ص )٢( . ١٦٠م ص ١٩٥٤مام حسان القاهرة مناهج البحث فى اللغة د. ت )٣( . ١٠٣المدخل إلى علم اللغة ص )٤( . ٤٦داللة األلفاظ ص )٥( . ٤٧المصدر السابق )٦( . ٢٠٠علم اللغة بین القدیم والحدیث ص )٧(

  • ١٥

    أول الفعل فتكون للتعدیة مثل أكرمت محمدًا أو تكون للداللة تؤثر فى المعنى " فتزاد الهمزة فىعلى حلول وقت الشىء مثل أحصد الزرع ( حان وقت حصاده ) أو تزاد للداللة على الدخول فى زمان أو مكان كأمسى وأتهم أى ( دخل فى المساء ، وتهامة ) وقد تأتى الهمزة للداللة على

    . )١( ت شكواه وعجمته ) "اإلزالة كأشكیته وأعجمته أى ( أزل

    ذا مانظرنا إلى صیغ األسماء نجد أن " صیغ األسماء تحمل العدید من المعانى –أیضًا –وإالتى تتنوع بتنوعها كأسماء الفاعلین والمفعولین ، وصیغ المبالغة ، وأسماء الزمان والمكان ،

    . )٢(والتصغیر والنسب ، والجموع فلكل منها معنى یؤدیه "

    الذكر أن الداللة الصرفیة نوع من أنواع الداللة التى ال یمكن أن یغفل عنه دارس وخالصة

    المعنى وذلك لما تتمتع به من أهمیة قصوى فى الوصول إلى المعنى المراد .

    ثالثا: الداللة النحوية :

    وهى " الداللة المحصلة من استخدام األلفاظ أو الصور الكالمیة فى الجملة المكتوبة أو

    . )٣(المنطوقة على المستوى التحلیلى أو التركیبى " "

    والترتیب النحوى للكلمات له أثره فى المعنى المراد ، والبد من مراعاة هذا الترتیب السیما "

    . )٤(أن ترتیب الكلمات والعبارات محكوم بقواعد ونظم تختلف من لغة إلى أخرى""

    امًا من الكلمات التى ارتبط بعضها ببعض وذلك ألن اللغة فى حقیقة أمرها لیست إال " نظ

    . فنجد أن اللغة العربیة مثًال لها نظامها الدقیق فى )٥(ارتباطًا وثیقًا تحتمه قوانین معینة لكل لغة "

    هذا التنظیم النحوى بل هو كما یقول د . إبراهیم أنیس " یحتم نظام الجملة العربیة أو هندستها

    . المصدر السابق نفسه بتصرف )١( . المصدر السابق نفسه )٢( . ٤٣علم الداللة دراسة نظریة وتطبیقیة ص )٣( . ٢٠٠علم اللغة بین القدیم والحدیث ص )٤( . ٢٩٥م ص ١٩٧١القاهرة الطبعة الرابعة –مكتبة األنجلو المصریة –من أسرار اللغة د. إبراهیم أنیس )٥(

  • ١٦

    . )١(لعسیر أن یفهم المراد منها " "ترتیبًا خاصًا لو اختل أصبح من ا

    . ذهب محمد إلى المعهد ولینظر القارئ إلى هذا المثال :

    المعهد ذهب فالمعنى مفهوم وواضح فلو حاولنا أن نخل بترتیب هذه الجملة وقلنا مثًال ( ماء لوجدنا خلًال فى المعنى المراد ولما توصلنا إلى مراد المتكلم " لذا یشترط عل ) .محمد إلى

    ؛ ألنه " )٢(النحو أن یجرى ترتیب الكلمات حسب مارسموه من قواعد فال یخل المتكلم بشىء منها "حین تأتى الجملة مخالفة ألسس التركیب النحوى ُتْسَند إلى الرطانة ، ألنها تعد كالمًا غیر

    ذا كان الترتیب النحوى له دوره فى تحصیل المعنى فإن " المواقع اإلع)٣(مفهوم" رابیة مهمة لبیان . وإالمعنى وتوضیحه ، فالجملة ( أكرم محمد علیا ) لها معنى خاص ، فإذا تغیر حكمها النحوى بأن

    . )٤(جعل الفاعل مفعوًال والمفعول فاعًال فقیل : ( أكرم على محمدًا ) كان المعنى مختلفًا تمامًا " وهذا االختالف قام به اإلعراب .

    ً : الداللة المعجمية : رابعا

    وهى المعنى األول للكلمة الذى تنصرف إلیه الذهن عند النطق به بعیدًا عن أى سیاق كما یقول د/ عبد الغفار هالل " هى الداللة التى وضعها األسالف لأللفاظ المختلفة وتكفلت ببیانها

    مها قوامیس اللغة حسب ماارتضته الجماعة واصطلحت علیه ، وتستعمل فى الحیاة الیومیة بعد تعلوقد أطلق علیها د. أنیس )٥(بالتلقین والسماع والقراءة واالطالع على آثار السابقین شعرًا ونثرًا "

    د. التى یعرفها أبناء المجتمع كله أو عامتهم. ودراسة المعنى المعجمى تع)٦("الداللة المركزیة "عجمیة بثالثة فروع انبثقت أول خطوة للحدیث عن الكلمة وداللتها " وقد اتصلت دراسة الداللة الم

    -عن علم اللغة الحدیث وهى :

    semanticsعلم الداللـة -١

    . ٤٨داللة األلفاظ ص )١( . ٢٠١علم اللغة بین القدیم والحدیث ص )٢( . ٢٠٩مدخل إلى علم الداللة . فرانك بالمر ص )٣( . ٢٠١علم اللغة بین القدیم والحدیث ص )٤( . ٤٩وینظر : داللة األلفاظ ص ١٩٦علم اللغة بین القدیم والحدیث ص )٥( . ١٠٧، ١٠٦داللة األلفاظ )٦(

  • ١٧

    vocabularyالمفـردات -٢

    lexicologyعلم المعاجم -٣

    وهذه العلوم الثالثة تهتم بدراسة الكلمة دراسة داللیة وأعمها علم الداللة "(1).

    -"وتتسم هذه الداللة المعجمیة بما یأتى :

    متعددة ومحتملة . -٢عامة ألنها لیست فى سیاق محدد . داللتها -١

    .وهذا یظهر فى كثیر من األلفاظ التى تطورت دالاللتها " بعد عصر )٢(قابلة للتغیر ": -٤تدوین اللغة نتیجة اختالف حیاة األجیال المتعاقبة وما جد من مستحدثات وأمور تقتضى

    .)٣(التغییر"

    ة الشك أن دورها هو أهم دور فى فهم المعنى " والعمل اللغوى والداللة المعجمیة للكلمعمومًا إذ الداللة هى جوهر الظاهرة اللغویة ومن دونها ال یتأتى لأللفاظ والتراكیب وظیفة وفاعلیة

    ")٤(.

    .)٥(ولكن البد من اإلشارة إلى أن" المعنى المعجمى لیس كل شىء فى إدراك معنى الكالم"

    هذا البحث . وهذا سیتضح من خالل

    الوحدة الداللية -٢

    –إن شاء اهللا تعالى –من الحقائق التى البد أن نقررها قبل الخوض فى غمار هذا البحث ونتفق علیها قضیة الوحدة الداللیة ، وذلك الرتباطها الوثیق بفكرة هذا البحث .

    . ٤٨علم الداللة دراسة نظریة وتطبیقیة ص )١(غة العربیة معناها ومبناها د. تمام بتصرف یسیر وینظر : الل ٥١علم الداللة دراسة نظریة وتطبیقیة ص )٢(

    . . ٣٢٣م ص ١٩٧٩ –الطبعة الثانیة –حسان الهیئة المصریة العامة للكتاب . ١٩٧علم اللغة بین القدیم والحدیث ص )٣(لبنان –دار المعرفة بیروت –المعجم العربى بحوث فى المادة والمنهج والتطبیق د/ ریاض زكى قاسم )٤(

    . ٢٣٥م ص ١٩٨٧ - ه ١٤٠٧ى الطبعة األول . السابق نفسه )٥(

  • ١٨

    مفهوم الوحدة الداللية :

    ، وبعضهم قد أطلق مصطلحًا semantic unitفقد أطلق علیها بعض العلماء " مصطلح والمصطلح األول هو مایمیل إلیه البحث . )١(" sememeآخر وهو مصطلح

    وقد أشار د. أحمد مختار عمر إلى أن وجهة نظر العلماء اختلفت حول تعریف الوحدة من المالمح الداللیة :" فمنهم من قال :إنها الوحدة الصغرى للمعنى . ومنهم من قال : إنها تجمع

    .)٢(التمییزیة ، ومنهم من قال : إنها أى امتداد من الكالم یعكس تباینًا داللیًا "

    والكالم المنطوق كله یمكن أن یتحدث عنه من جانبین .

    lexical unitإما كوحدة معجمیة -١

    semantic unitأو كوحدة داللیة -٢

    متحدثًا عن وحدة معجمیة ولكن فحینما یكون التركیز على صیغة معینة ، یكون الدارس .)٣(حینما یكون التركیز على معنى الصیغة ، یمكن للمرء أن یستعمل مایسمى بالوحدة الداللیة "

    )٤() وأنه لیس مقصورًا على الكلمة المفردة"الوحدة الداللیة ویظهر من هذا :" اتساع مفهوم (ن كان كثیر من اللغویین" جعلوا الكلمة المفردة أصغر أو هى الوحدة اعنصر یؤدى معنى متمیز وإ

    .)٥(الصغرى للمعنى "

    ) لهذه النظریة حیث یقول " إن شأن من یبحث عن ث . ج . باْتسلوقد نقل بالمر نقد ( وحدة داللیة ال تتجاوز حدود الكلمة لكون هذه الحدود أوضح من غیرها ، یشبه شأن من یبحث

    .)٦(عن كرة ضائعة فى مرج أخضر "

    حدات الداللية ؟ ما الو

    ) تقسیمه للوحدة الداللیة إلى أربعة أقسام Nidaنیدا ( –قد نقل د/ أحمد مختار عمر عن

    . ٣١علم الداللة د. أحمد مختار عمر ص )١( . المرجع السابق نفسه )٢( . ٣٢المرجع السابق )٣( . ١٣م ص ١٩٩٥دراسات فى علم اللغة د. مصطفى إبراهیم عبد اهللا )٤( . ١١المصدر السابق ص )٥( . ٨٦ص مدخل إلى علم الداللة . بالمر )٦(

  • ١٩

    .)١(رئیسة وهى :

    أكبر من كلمة ( تركیب) . -٢ الكلمة المفردة . -١

    أصغر من كلمة ( مورفیم متصل ) یعنى ( وحدة صرفیة) . -٣

    تیة) . أصغر من مورفیم ( صوت مفرد) ( وحدة صو -٤

    یوضح هذه األقسام بعدما أضاف قسمًا آخر وهو )٢(وقد رسم د/ أحمد مختار عمر شكًال الجملة فتكون المحصلة عنده خمسة أقسام للوحدة الداللیة كما یظهر من هذا الشكل :

    الجملة

    التركیب

    الكلمة أكبر

    أصغر

    المورفیم المتصل

    الصوت المفرد

    أوالً : الكلمة المفردة :

    ت الداللیة ألنها تشكل أهم مستوى أساسى للوحدات " تعد الكلمة المفردة من أهم الوحدا

    .)٣(ها بعضهم الوحدة الداللیة الصغرى " دالداللیة حتى ع

    فقد عدها " (بلومفیلد) " صیغة صغرى مستقلة " أى عدها أصغر وحدة لغویة یمكنها أن

    محدد وهذا تأتى مفردة ... وذلك لوجود عناصر داللیة ال یمكنها أن تأتى مستقلة لتشیر إلى معنى

    . ١٨، دراسات فى علم اللغة ص ٣٢علم الداللة ص )١( . ٣٢ینظر : علم الداللة ص )٢( . ٣٢المصدر السابق ص )٣(

  • ٢٠

    .)١(كما هو موجود فى العربیة من " ال : التعریف والتنوین "

    .)٢(" وينظر للكلمة من جوانب أربعة

    من حیث وضعها فى المعجم وشرحها وتكون وحدة معجمیة یعنى بها صانع المعجم . -١

    . وتدخل فى free morphemeمن حیث الصیغة أو المبنى وتكون وحدة صرفیة حرة -٢

    البحث الصرفى . مجاالت

    وتدخل فى مجال البحث semantic unitمن حیث داللتها وتكون وحدة داللیة -٣ الداللى من زاویتین :

    الداللة المعجمیة للكلمة كما یشرحها فى المعجم . -أ

    داللة الصیغة أو داللة المبنى مثل داللة ( َفّعال) بتشدید العین على المبالغة أو الحرفة، - ب ة ( ِفعالة ) على الحرفة ... الخ . ودالل

    من حیث عالقتها بغیرها من الكلمات وقد اتخذها نحاة العرب وحدة تحلیلیة للجملة. -٤

    أن األلفاظ اللغویة " لیست جمیعها متساویة فى اإلشارة إلى نوع –أیضَا –ومما یذكر هنا ا بین : " " إلى التمییز داللیهنرى سویت مما دعا " )٣(داللى واحد "

    ف .یلط –أزرق –غنى –األلفاظ الدالة بذاتها نحو : شجرة -

    .)٤(من و .... " –الذى –األلفاظ " فارغة الداللة " أو األلفاظ الصیغیة نحو : هو -

    ) إلى أن النوع الثانى من األلفاظ األولى به أن " یسند إلى النحو ألنها بالمروقد أشار (

    . بتصرف یسیر ٨١مدخل إلى علم الداللة بالمر ص )١( . ٢٣دراسات فى علم اللغة د. مصطفى عبد اهللا ص )٢( . ٨٠مدخل إلى علم الداللة بالمر ص )٣( . المصدر السابق نفسه )٤(

  • ٢١

    ) ما تحمله من مضمون ولكنه ذكر بالمرولم ینكر ( )١(حوى مع غیرها " تكتسب داللتها بتركیبها الن

    أن مضمونها نحوى ال حقیقى ألن تحقق هذه الداللة مرهون بارتباط الكلمة بكلمات أخرى أو بجملة

    أخرى ، ولهذا ینبغى أال تدرس أمثال هذه األلفاظ داللیا حین تأتى مفردة معزولة عن سیاقها ،

    نما یفضل االهتم .)٢(ام بداللتها وهى فى البناء اللغوى " وإ

    ً التركيب : ثانيا

    وهذا النوع من الوحدات یرتبط بهذه الدراسة التى بین أیدینا وهى دراسة المصاحبة اللغویة

    فإن التركیب من الوحدات الداللیة :" المتركبة من وحدات على مستوى الكلمة ، فنعنى بها تلك

    ها الكلى بمجرد فهم معانى مفرداتها وضم هذه المعانى بعضها إلى العبارات التى ال یفهم معنا

    ." )٣( idiomaticبعض ، وفى هذه الحالة یوصف المعنى بأنه تعبیرى

    عمر د/ أحمد مختاروللمصاحبة اللغویة دورها البارز فى تكوین هذه القطاعات اللغویة ، وقد ذكر

    . فإذا كان لفظ یقع فى صحبة آخر دائما فمن الممكن idiomsأنها " یمكن أن تساعد فى تحدید التعبیرات

    .)٤(أن یستخدم هذا التوافق كمعیار العتبار هذا التجمع مفردة معجمیة واحدة ( تعبیرًا ) "

    .)٥(هذا ، ویدخل تحت هذه الوحدة أنواع ثالثة هى :

    unitary complexالتركیب . - ب idiomالتعبیر . –أ

    composite expressionأو التعبیر المركب composite. المركب -ج

    وهو :" تجمع من الكلمات یملك معانى حرفیة ومعنى غیر حرفى مثل idiomفالتعبیر :

    . ٨٠مدخل إلى علم الداللة_ بالمر ص )١( . المصدر السابق نفسه )٢( . ٣٣علم الداللة أحمد مختار عمر ص )٣(الطبعة األولى –عالم الكتب –وینظر : صناعة المعجم الحدیث د / أحمد مختار ٧٨المصدر السابق ص )٤(

    . ١٣٣م ص ١٩٩٨ -ه ١٤١٨ . بتصرف یسیر ٣٤الداللة أحمد مختار عمر ص علم )٥(

  • ٢٢

    التعبیر العربى :( ضرب كفًا بكف ) الذى یحمل معنى ( تحیر).

    الصیغ الحرة، ) بأنه ما یتكون من صیغتین أو أكثر مننیداأما التركیب الموحد فقد عرفه (أو ما یتكون من مجموعة كلمات یتصرف تجمعها ككل بطریقة مختلفة عن الطبقة الداللیة للكلمة

    الذى ال یشیر إلى مبنى ولكن white houseالبیت األبیض ومثال ذلك : head wordالرئیسیة تدل على إلى مؤسسة سیاسیة ، وعلى هذا فحین یصنف داللیا ال یمكن وضعه مع الكلمات التى

    قصر ..... –بیت –كوخ –اإلقامة مثل : فیال

    ولكن یوضع ضمن المجال الداللى الخاص بالمؤسسات الحكومیة ".

    وبهذا یظهر أن التركیب الموحد یساهم فى تحدیده المجال الداللى .

    وأما المركبات أو التعبیرات المركبة فتختلف فى أن الكلمة الرئیسیة فیها ماتزال تحتفظ بنفس . field workمجالها الداللى

    ً الجملة : ثالثا

    یعتبر بعض اللغویین الجملة من " أهم وحدات المعنى ، بل ویعتبرها بعضهم أهم من الكلمة نما معناها فى الجملة التى ترد فیها وعندما نفسها ، وعند هؤالء ال یوجد معنى منفصل للكلمة وإ

    فهذا یعنى أن هناك جمًال تقع فیها الكلمة أو العبارة ، وهذه یقال : إن كلمة أو عبارة تحمل معنى . )١(الجمل تحمل معنى "

    ویحدد مفهوم الجملة بأنها " كل تعبیر مكون من وحدات صوتیة ووحدات صرفیة وكلمات ،

    وعالقات نحویة ، ولكل عنصر من هذه العناصر داللته ومفهومه الخارجى ، وذلك باستثناء

    وداللة الجملة هى مجموع هذه الدالالت التى تنسب ألجزائها ، ومجموع الوحدات الصوتیة .

    .)٢(بعض اآلثار المترتبة على وجود هذه الداللة المختلفة بعضها إلى جوار بعض "

    . ٣٤علم الداللة أحمد مختار عمر ص )١( . ١٢٨وینظر : التحلیل الداللى للجملة العربیة د. عبد الرحمن أیوب ص ٢٩دراسات فى علم اللغة ص )٢(

  • ٢٣

    .)١(هذا والجملة بصفة عامة ینظر إلیها من جانبین

    ة للجملة ، وهى من حیث البنیة والتركیب الداخلى ، أى العناصر النحویة المكون األول : بذلك وحدة نحویة .

    : من حیث الداللة وهى داللیة نحویة مثل : الفاعلیة والمفعولیة واالبتداء والخبریة الثانى والطلب واإلنشاء واألمر والنهى والترجى والدعاء ... إلخ ، وهى بذلك وحدة داللیة .

    ً : الوحدة الصرفية المقيدة : رابعا

    یة التى تعد أقل من كلمة وتتمثل فى المورفیم المتصل ویشمل ذلك " وهى الوحدة الداللالسوابق واللواحق ، فاألولى مثل أحرف المضارعة ، والسین الدالة على االستقبال ... والثانیة مثل

    .)٣(. مثل " الواو فى الداللة على الجمع فى كتبوا " )٢(الضمائر المتصلة "

    ذا مانظرنا إلى الوحدات الصرفیة من " جانب المبنى ، كانت النظرة خاصة بموضوع علم وإ

    .)٤(الصرف ، أما إذا نظرنا من الجانب الداللى فنجعلها وحدة داللیة "

    ً : الوحدة الصوتية : خامسا

    اعتبر بعض العلماء الصوت وحدة داللیة مستقلة وذلك استنادا إلى " القول بأن تمییز أى

    عنى تحدید مدلوله فالباء غیر الفاء ، والتاء غیر الطاء ، لما فرد من أفراد مجموعة ما عن سواه ی

    بین كل فرد من أفراد هاتین المجموعتین من وجوه شبه ووجوه اختالف تمیز أحدهما من اآلخر

    .)٥(ویعد هذا التمییز داللة على مستوى هذه الموازنة ... "

    وحدة ال یمكن اعتبارها ( وقد رد بعض العلماء هذا الرأى وقالوا : إن الوحدة الصوتیة . داللیة)

    . ٣٢دراسات فى علم اللغة ص )١( . ٣٤علم الداللة ص )٢( . ٢٢م اللغة ص دراسات فى عل )٣( . المصدر السابق نفسه )٤( . ١٠٩وینظر : التحلیل الداللى للجملة العربیة د. عبد الرحمن أیوب ص ٢٠ص المصدر السابق )٥(

  • ٢٤

    : )١(وردوا هذا الرأى من جانبین

    أن داللة الوحدة الصوتیة ، وما تتمیز به من مجموع الصفات األدائیة التى تؤدى األول :من خاللها هى داللة داخل المجموعة الصوتیة التى تنتمى إلیها ، حسب تصنیف الوحدات

    س لهذا النوع من الداللة مقابل فى الواقع الخارجى . الصوتیة فى النظام الصوتى ، ولی

    : أن داللة الوحدة ال تسمح بإقامة عالقة ما من العالقات الداللیة بینها وبین غیرها الثانى سواء من الوحدات الصوتیة أم من الوحدات الصرفیة أم من الكلمات والتراكیب والجمل وهى السمة

    ة . الرئیسیة فى تمیز الوحدة الداللی

    وقد أقر أصحاب هذا الرأى باعتبار الوحدة الصوتیة التركیبیة " التنغیم "، وحدة داللیة فقط ألنه یرادف معنى اإلخبار واالستفهام أو التعجب ویتخذ فى نظام الكتابة رمزًا له كالنقطة (.)

    وعالمة االستفهام (؟) وعالمة التعجب (!) .

    رها الكبیر فى الداللة وهذا ال یمكن إنكاره مطلقًا ، وقد أن الوحدة الصوتیة لها أث ویرى البحثظهر هذا جلیا عند الحدیث عن الداللة الصوتیة ، ولكن أن نعتبر الصوت وحدة داللیة مستقلة لها

    كیانها فهذا فى النفس شىء منه .

    یقوم ذا اقترن بمجموعة صوتیة معینة فإذا انعزل عنها ال فالحرف ال یؤدى دوره الداللى إال إ بهذا الدور ، فما بالنا بالوحدة الصوتیة إذا كانت حركة فهل تؤدى دورًا داللیا مستقال؟

    ومع هذا فإنه یستثنى من الوحدة الصوتیة " التنغیم " فله داللته والواقع اللغوى یؤكد ذلك مة (نعم) فنحن " نجد كلمات كثیرة تتعدد طرق تنغیمها لتؤدى وظائف داللیة مختلفة ، فإذا كانت كل

    .)٢(لإلجابة اختلف تنغیمها عنها لالستفسار "

    ً : النص . the text سادسا

    ذهب فریق من العلماء إلى اعتبار : النص الوحدة الداللیة الكبرى ، أو الوحدة الداللیة . )٣(األساسیة للمعنى اللغوى ، بل إن النص بالنسبة لعلم الداللة كالجملة بالنسبة لعلم النحو عندهم"

    . ٢٠دراسات فى علم اللغة ص )١( . ٨٢مدخل علم اللغة د. محمود فهمى حجازى ص )٢( . ٣هامش ٣١علم الداللة أحمد مختار عمر ص )٣(

  • ٢٥

    ولیس المقصود بالنص " مجرد وحدات مع بعضها البعض فى سلسلة إنما هو ربطها بطریقة مناسبة من حیث السیاق ، ویلزم أن یكون النص فى مجمله متسمًا بسمات التماسك والترابط على

    .)١(المستویین البنوى والداللى "

    :)٢(على النحو اآلتى وتتعدد وجهات النظر إلى النص تبعًا لتنوع مجاالت البحث العلمى

    ال اجتهاد تبدو من خالل بعض األحكام مثل( –عند علماء أصول الفقه – وحدة فقهیة -١ ) . مع النص

    وحدة أدبیة وخاصة النص األدبى شعرًا كان أم نثرًا ، وهو وحدة أدبیة عند النقاد -٢ والبالغیین ودارسى األدب .

    مجاالت المعرفة الثقافیة بعامة وال فرق فى ذلك وحدة معرفیة أو ثقافیة : عند دارسى -٣نما یعنى من حیث ما یتضمنه النص من دالالت معرفیة . بین نص أدبى أو غیر أدبى ، وإ

    وحدة لغویة : عند علماء اللغة ، وال فرق فى ذلك بین نص أدبى ونص غیر أدبى . -٤

    وحدة أسلوبیة عند علماء األسلوب . -٥

    النظر السابقة یحمل داللة عامة یجعلها كل فریق عنوانًا على والنص فى جمیع وجهات النص ، وهذه الداللة العامة تجعل من النص وحدة داللیة صغرى ، هى المضمنة فى الوحدات

    الداللیة السابقة.

    وبعد هذا العرض ألنواع الوحدة الداللیة نالحظ أن الوحدة الداللیة عند بعض العلماء هى واضعًا فى . أحمد مختار عمر، وبعضهم یجعلها خمسة أنواع كما عند د نیدا ندأربعة أنواع كما ع

    االعتبار األنواع التى ذكرها نیدا وزاد علیها الجملة .

    ضافة نوعین –أیضًا –وعند بعض العلماء خمسة أنواع ولكن بحذف الوحدة الصوتیة ، وإ . اهللامصطفى إبراهیم عبد آخرین وهما الجملة والنص كما فعل د.

    . بتصرف یسیر ٣٣راسات فى علم اللغة د. مصطفى إبراهیم عبد اهللا ص د )١( . ٣٥المصدر السابق ص )٢(

  • ٢٦

    الباب األول

    تأصيل فكرة المصاحبة اللغوية وبيان معالمها عند اللغويين

    ويشمل :

    الفصل األول : نظرة اللغويين للمصاحبة اللغوية .

    الفصل الثانى : مفاهيم ترتبط بالمصاحبة .

    ستوى التركيبى (النحوى) .الفصل الثالث : عالقة المصاحبة بالم

  • ٢٧

    الفصل األول

    نظرة اللغويين للمصاحبة اللغوية .

    ويشمل :

    التعريف بالمصاحبة .: ث األولـالمبح

    المصاحبة عند القدماء من اللغويين العرب: المبحث الثانى

    لمصاحبة فى المصنفات اللغوية عند العربا: المبحث الثالث

    . المصاحبة عند اللغويين العرب المحدثين: المبحث الرابع

    المصاحبة عند كل من فيرث وبالمر: المبحث الخامس

    المبحث األول

    تعريف المصاحبة

    لتى تدل على معنى التالزم واالقتران یعود مصطلح المصاحبة إلى مادة " ص . ح .ب" ا

  • ٢٨

    والمرافقة بین شیئین ، وقد أشار إلى هذا أصحاب المعاجم العربیة كما یتضح اآلن .

    " الصاد والحاء والباء أصل واحد یدل على مقارنة ابن فارسفعن أصل هذه المادة یقول

    .)١(" شىء ومقاربته من ذلك الصاحب .. وكل شىء الءم شیئًا فقد استصحبه ..

    : " یقال : أدیم مصحوب أى صحبه شعره لم یفارقه . وفى األساس

    . )٢(وعود مصحب : ترك لحاؤه ولم یقشر"

    : " وكل ماالزم شیئًا فقد استصحبه . قال : وفى اللسان

    ــد یستصحب الرامكـا إن لك الفضــل على صحبتــى والمسك قـ

    احب المنقاد ، من اإلصحاب ، وأصحب وأصحبته الشىء : جعلته له صاحبًا ... والمص

    الماء : عاله الطحلب والعرمض فهو ماء مصحب ، وأدیم مصحب علیه صوفه أو شعره أو دبره

    .)٣(وقد أصحبته تركت ذلك علیه ، وقربة مصحبة بقى فیها من صوفها شىء ولم تعطنه "

    .)٤(زمه ": " صاحبه مصاحبة ، وصحابًا : رافقه ... واستصحب الشىء الوفى الوسیط

    : فیالحظ أن التعریفات التى ذكرها اللغویون المحدثون لهذه أما المصاحبة فى االصطالح

    الظاهرة ترتبط بالمعنى المعجمى فقد عرفت بأنها " ظاهرة لغویة ال تخفى على المتحدث باللغة

    . )٥(المعینة ، وهى بشكل عام مجئ كلمة فى صحبة كلمة أخرى "

    االرتباط االعتیادى لكلمة ما فى لغة ما بكلمات أخرى معینة دون وبعبارة أوضح هى : "

    - ه ١٤٢٢لبنان الطبعة األولى –بیروت –دار إحیاء التراث العربى –معجم مقاییس اللغة البن فارس )١(

    . ٥٦٣م ص ٢٠٠١ .٣٤٨أساس البالغة للزمخشرى ص )٢( . ٢٧٩، ٢٧٨ص –صحب –ادة م ٥لسان العرب ج )٣( . الطبعة الثانیة قام بإخراجها د. إبراهیم أنیس ومجموعة من العلماء ٥٠٧المعجم الوسیط ص )٤( .١١ص ه ١٤١٠ –م ١٩٩٠دار الفكر العربى القاهرة –المصاحبة فى التعبیر اللغوى د. محمد حسن عبد العزیز )٥(

  • ٢٩

    .)١(غیرها "

    بأنها عبارة عن " محمد حلمى هلیلما ذكره د/ –أیضًا –لمصاحبة ل ومن التعریفات الجیدة .)٢(تجمعات معجمیة لكلمتین أو أكثر جرت العادة على تالزمها وتكرر حدوثها وترابطها داللیا"

    حبة اللغویة تعرفها كل اللغات فیقال فى العربیة مثًال : : قطیع من الغنم . وظاهرة المصاوال یقال قطیع من الطیر بل یقال سرب من الطیر ، وتوفى الرجل وال یقال توفى الحمار ، ونفق

    .)٣(الحمار وال یقال نفق الرجل أو النبات "

    دماغ على الرغم brian" بیض و eggs" عفن مع " addledوفى اإلنجلیزیة تستعمل " " سىء . bad" و "rettenمن وجود "

    .)٤(" زنخ " ranzing" حامض وال تأتى مع كلمة "sauerوكلمة (حلیب ) تأتى دائمًا مع كلمة "

    .)٥( pretty manوال یقال pretty womanویقال أیضًا

    أن الكلمة تدرس والمصاحبة اللغویة تعد دراسة للكلمة فى شكلها األفقى ، وكما هو معلوم على مستویین .

    syntagmatic relations: العالقات األفقیة . المستوى األول

    .)٦(" والمقصود بها عالقة عنصر لغوى بعناصر لغویة أخرى فى السیاق

    ووصف اللغة العربیة داللیّا د. محمد یونس ص – ٧٤عمر ص ینظر : علم الداللة د. أحمد مختار )١(

    . ٣٥م ص ٢٠٠٠القاهرة –والتحلیل الداللى إجراءاته ومناهجه د/ كریم زكى حسام الدین دار غریب ١٠٣بحث د. محمد محمد حلمى . ٢٠٠٠مارس –العدد الثالث –مجلة عالم الفكر المجلد الثامن والعشرون )٢(

    . وقد عبر عن ٢٤٤طور التنفیذ معجم جدید للترجمة من العربیة إلى اإلنجلیزیة " ص هلیل بعنوان ( فى المصاحبة بمصطلح ( التالزم اللفظى ) .

    بتصرف یسیر ، وینظر أیضًا : مدخل إلى علم اللغة د. محمد حسن ١١المصاحبة فى التعبیر اللغوى ص )٣( . ١٤٣ - ه ١٤٠٩ –م ١٩٨٨الطبعة الثانیة –القاهرة –عبد العزیز

    . ١٧٢، ١٧١مدخل إلى علم الداللة تألیف : فرانك بالمر ص )٤( . ١١المصاحبة فى التعبیر اللغوى ص )٥( . ٣٤ص المصدر السابق )٦(

  • ٣٠

    أو" االستبدالیة التى paradigatic relations: العالقات الرأسیة . المستوى الثانى " . )١(خرى یمكن أن تحل محلها تتخذها الكلمة مع كلمات أ

    : ويتضح هذا باألمثلة اآلتية

    ) فالعالقة بین( العصفور) و( القفص) " أفقیة ، ولو قلنا ( األسد العصفور فى القفص ( .)٢(فى القفص ) فالعالقة بین األسد والعصفور فى المثالین السابقین عالقة رأسیة أو استبدالیة

    ) فالعالقة بین (شجرة) و(باسقة) أفقیة وبین ( علم) و(الداللة) أفقیة . شجرة باسقة ، علم الداللة (

    جلس المدیر على ) و ( جلس األستاذ على الكرسى) و ( جلس الطالب على الكرسى( ) فهناك عالقة استبدالیة أو رأسیة بین الكلمات ( الطالب واألستاذ والمدیر ) ألن هذه الكرسى

    .)٣(موقع نفسه فى الجملة الواحدة " الكلمات یصلح استخدامها فى ال

    أن المصاحبة تدخل فى دراسة العالقات األفقیة " حیث تتصاحب الكلمات ومما سبق یظهر"ألنها تعد موضوعًا للسیاق اللغوىویدخل فى هذا )٤(المتجاورة أو المتباعدة فى السیاق المرجو بالفعل

    .)٥(بالضرورة ظواهر مختلفة كالتضام والتراكیب الثابتة والعبارات الجاهزة

    ***

    المبحث الثانى

    المصاحبة عند القدماء من اللغويين العرب

    ى وفدت فى البدایة أود أن أقول إن كثیرًا من الظواهر اللغویة أو النظریات اللغویة الحدیثة الت

    إلینا من الغرب وطار بها فرحًا هؤالء الذین یلهثون وراء كل ما هو غربى زاعمین أن تراثنا العربى

    األصیل تراث یتسم بالجمود وال یتماشى مع ما استحدث من النظریات الحدیثة أو اآلراء العصریة

    . ١٥٩مدخل إلى علم اللغة د. محمود فهمى حجازى ص )١( . ٣٤المصاحبة فى التعبیر اللغوى ص )٢( . ١٦٠ ، ١٥٩مدخل إلى علم اللغة )٣( . ٦٠المصاحبة فى التعبیر اللغوى ص )٤( . ١٦٠مدخل إلى علم اللغة ص )٥(

  • ٣١

    ن هذا فى حقیقة األمر لقصور فى فكرهم وتقصیر فى حق تراثهم بل وظلم لعلم اء المسلمین وإ

    األوائل الذین أصلوا العلوم وقعدوا القواعد واكتظت مؤلفاتهم باآلراء واألفكار التى تسبق هذه

    النظریات الغربیة الحدیثة ، بل إن كثیرًا من هذه األفكار الغربیة الوافدة إلینا إنما هى فى األصل

    أن یعیدوا النظر فى تراثهم بضاعتنا ردت إلینا ، واألحرى بهؤالء خاصة وبعلماء المسلمین عامة

    من جدید وأن یزیحوا التراب عنه ، وأن ینقبوا فى بطون الكتب عن األفكار واآلراء التى انفرد بها

    علماء المسلمین األوائل وأن یصیغوا هذه األفكار بشكل جدید ، ویصبغوها بالصبغة العصریة ،

    كارنا ونظریاتنا . بل وینبغى أن نقف وبدًال من أن یصدر إلینا الغرب أفكاره نصدر إلیه نحن أف

    تجاه ما یرد إلینا من الغرب وقفة الناقد المدقق فال نقبل منهم إال ما یتماشى مع تراثنا ولغتنا ودیننا

    .

    وظاهرة المصاحبة من الظواهر التى وعاها علماء المسلمین األوائل " وتنبه إلیها اللغویون قه اللغة أو بمعاجم المعانى أو باأللفاظ الكتابیة بعمیق واألدباء ، وتشهد مصنفاتهم فیما سمى بف

    ن لم یسموها بهذا االسم أو لم یخصوها باسم " .)١(إدراكهم لها واستقصائهم ألمثلتها وإ

    بقوله " أما اللغویون العرب فإنهم قد ضربوا /عبد الفتاح البركاوىویؤكد هذه الحقیقة الدكتور ن المجاالت المختلفة التى تستعمل فیها ألفاظ بأعیانها بحیث بسهم وافر فى هذا المجال وكشفوا ع

    .)٢(لو استعمل لفظ فى غیر ما یتالءم معه كان ذلك خطأ "

    إلى أن " موضوع فقه اللغة القدیم یدور فى الغالب األعم حول هذه القیود د/ البركاوى وأشار

    .)٣(التى ترد فیها االستعماالت المختلفة "

    فقد " تنبه إلى أن الجاحظ –فى تراثنا األصیل –أدركوا ظاهرة المصاحبة ومن العلماء الذین

    . ٦٠المصاحبة فى التعبیر اللغوى ص )١(الطبعة –داللة السیاق بین التراث وعلم اللغة الحدیث د. عبد الفتاح عبد العلیم البركاوى دار المنار القاهرة )٢(

    . ٧٢ص م ١٩٩١ - ه ١٤١١األولى . ٧٢داللة السیاق بین التراث وعلم اللغة الحدیث ص )٣(

  • ٣٢

    )١(بعض األلفاظ تجئ فى صحبة ألفاظ معینة وال تجئ فى صحبة ألفاظ أخرى قد تكون بمعناها"

    وقد استدل على ذلك ببعض ما ورد فى القرآن الكریم یقول الجاحظ : " وقد یستخف الناس ألفاظا

    أحق بذلك منها . ویستعملونها وغیرها

    أال ترى أن اهللا تبارك وتعالى لم یذكر فى القرآن الجوع إال فى موضع العقاب أو فى موضع

    غب ویذكرون الجوع فى حال القدرة والسالمة سّ الفقر المدقع والعجز الظاهر . والناس ال یذكرون ال

    م . والعامة وأكثر الخاصة . وكذلك ذكر المطر ؛ ألنك ال تجد القرآن یلفظ به إال فى موضع االنتقا

    ال یفصلون بین ذكر المطر وذكر الغیث ، ولفظ القرآن الذى علیه نزل أنه إذا ذكر األبصار لم

    ذا ذكر سبع سموات لم یقل األرضین . أال تراه ال یجمع األرض أرضین ، وال یقل األسماع ، وإ

    من األلفاظ ما هو أحقَّ بالذكر السمع أسماعا . والجارى على أفواه العامة غیر ذلك، ال یتفقدون

    وأولى باالستعمال وقد زعم بعض القراء أنه لم یجد ذكر لفظ النكاح فى القرآن إال فى موضع

    .)٢(التزویج .. "

    ثم ذكر الجاحظ بعض نماذج لأللفاظ المتالزمة فى القرآن الكریم فیقول " وفى القرآن معان ال

    وع والخوف ، والجنة والنار والرغبة والرهبة، والمهاجرین تكاد تفترق ، مثل الصالة والزكاة ، والج

    .)٣(واألنصار ، والجن واإلنس "

    على ماذكره الجاحظ وقد تتبع ما قاله من أحكام ومالحظات د. محمد أحمد أبو الفرجویعلق ى بقوله " وهذا النص للجاحظ یدل على حّس لغوى بالغ الدقة ، فإذا نظرنا فى األلفاظ القرآنیة الت

    .)٤(ذكرها لوجدنا أن مالحظاته كلها دقیقة صحیحة"

    . ٦١المصاحبة فى التعبیر اللغوى ص )١(البیان والتبیین ألبى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ تحقیق وشرح أ.د/ عبد السالم هارون تقدیم أ.د/ عبد )٢(

    . ٢٠ص ١م ج ٢٠٠٣الذخائر –الحكیم راضى . الهیئة العامة لقصور الثقافة . ٢١المصدر السابق نفسه ص )٣(م ١٩٦٦المعاجم اللغویة فى ضوء دراسات علم اللغة الحدیث د. محمد احمد أبو الفرج دار النهضة العربیة )٤(

  • ٣٣

    ذا كان الجاحظ قد أدرك بحسه المرهف هذه الظاهرة فإن " قد أصل لها وبین دور سیبویه وإالمصاحبة أو التوارد فى الكشف عن استقامة الجملة داللیًا عندما جعل إیراد كلمة ما مع كلمة ال

    بـ "المستقیم ه. وقد أطلق على ماأسما)١(بالخطأ أو الكذب " تتناسب معها داللیًا مما یسم الكالم الكذب " وذلك فى معرض حدیثه عن االستقامة واإلحالة من الكالم.

    ’ )٢(لبحر ونحوه"\" وأما المستقیم الكذب فقولك : حملت الجبل ، وشربت ماءسیبویه یقولأما الكذب " أو الخطأ فهو داللى فاالستقامة التى یتحدث عنها سیبویه هنا هى االستقامة النحویة

    .)٣(لورود كلمة الجبل أو ماء البحر مع ما ال یناسبها داللیا "

    ذا ماتركنا وانتقلنا إلى غیره من علماء المسلمین فنجد أن هذه الظاهرة قد اتضحت سیبویهوإحتذى به فى عندهم وجعلوها من مناهجهم اللغویة التى ساروا علیها فكانت منهجًا عملیًا حرى أن ی

    هذه العصور .

    أبو هالل ومن هؤالء العلماء الذین اتضحت هذه الفكرة فى أذهانهم وظهرت فى مؤلفاتهم ) الذى نصبه إلثبات الفروق اللغویة بین المترادفات، الفروق اللغویةوالمتصفح لكتابه ( العسكرى

    أبو هالل الذى وضعه یرى ذلك فى ثنایا الكتاب بوضوح ، ونستشف هذا أیضًا من خالل المنهجفى التفرقة بین المترادفات فیقول :" فأما ما یعرف به الفرق بین هذه المعانى وأشباهها العسكرى

    فأشیاء كثیرة .

    منها اختالف ما یستعمل علیه اللفظان اللذان یراد الفرق بین معنیهما . - ١

    ذلك من األشیاء التى إلى غیر )٤(ومنها اعتبار الحروف التى تعدى بها األفعال ... -٢ اعتمد علیها أبو هالل العسكرى فى التفرقة بین األلفاظ المترادفة .

    . ١١٢ص

    . ٧٢داللة السیاق ص ) ١( –ت دار الجیل بیرو –كتاب سیبویه ألبى بشر عمرو بن عثمان بن قنبر . تحقیق عبد السالم هارون )٢(

    . ٢٦، ٢٥ص ١الطبعة األولى ج . ٧٢داللة السیاق ص )٣( - ه ١٤١٨الفروق اللغویة ألبى هالل العسكرى . تحقیق محمد إبراهیم سلیم دار العلم والثقافة القاهرة = )٤(

    . ٢٦وانظر : إلى األمور التى اعتمد علیها ص ٢٥م ص ١٩٩٧

  • ٣٤

    وبالنظر إلى السبب األول وهو اختالف ما یستعمل علیه اللفظان فقد أقر بأن " اختالف .)١(العبارات واألسماء یوجب اختالف المعانى "

    وقد تشبهها مع عبارة أخرى ولكن اختیار فالعبارة قد تحتاج ألفاظًا بقیود اختیاریه معینه هذه الفكرة فى التفرقة بین ( وضح أبو هالل العسكرىاأللفاظ یفرق بینهما فى المعنى المراد . وقد

    العلم والمعرفة ) فیقول " واستعمال أهل اللغة یدل على الفرق بینهما فى المعنى : وهو أن لفظ فظ العلم ال یفید ذلك بضرب آخر من التخصیص فى ذكر المعرفة یفید تمییز المعلوم من غیره ، ول

    .)٢(المعلوم "

    واالستعمال الذى أشار إلیه أبو هالل یقتضى مصاحبة ألفاظ معینة فى كل سیاق فیمكن أن .)٣(تقول (زید عارف) : وال یصح أن تصف اهللا عز وجل بأنه عارف كما قال الزهرى "

    نجد أیضًا فكرة المصاحبة أبو هالل العسكرىده وعندما ننظر إلى األمر الثانى الذى أور تتجلى بوضوح .

    "وهو الفرق الذى یعلم من جهة الحروف التى تعدى بها األفعال " فإن مصاحبة حرف الجر

    للفعل له أثره فى المعنى وقد مثل أبو هالل بكلمتى " العفو والغفران " .

    لذم والعقاب عنه وتقول غفرت " وذلك أنك تقول : عفوت عنه ، فیقتضى ذلك أنك محوت ا

    .)٤(له فیقتضى ذلك أنك سترت له ذنبه ولم تفضحه به "

    وقال فى موضع آخر مبینًا أثر التعدى فى المعنى " وماتعدى به اللفظان یدل على ماقلنا ،

    وذلك أنك تقول : عفا عنه ، فیقتضى ذلك إزالة شىء عنه وتقول : غفر له فیقتضى ذلك إثبات

    .)٥(شىء له "

    . ٢٢المصدر السابق ص )١( . ٢٦ق ص المصدر الساب )٢( . ٨٠المصدر السابق ص )٣( . ٢٦المصدر السابق ص )٤( . ٢٣٦الفروق اللغویة ص )٥(

  • ٣٥

    باإلضافة إلى ما سبق توضیحه فى دراسة الظاهرة عند أبى هالل العسكرى یرى الناظر فى

    كتابه جملة أو عددًا كبیرًا من الثنائیات المتالزمة عن طریق العطف والتى أوردها اإلمام فى كتابه

    إلثبات الفروق اللغویة بینها .

    سیظهر لنا كیف أنه اعتمد -الى تع -إن شاء اهللا –فى المبحث القادم –وبعرض الكتاب

    فى التفرقة بین األلفاظ على مبدأ المصاحبة وكیف أفاد القارئ فى تأصیل كثیر من قواعد االختیار

    لكثیر من األلفاظ بجانب إدراكه الثاقب ألنواع المصاحبة العادیة وغیر العادیة بالمفهوم الحدیث .

    ر بسبب التوسع والمجاز وهذا ما أقره فقد بین أن الكلمة قد تخرج عن قواعد االختیا

    اللغویون المحدثون .

    ففى معرض تفرقته بین (الكثیر والوافر ) یقول : " كردوس كثیر ، وتقول : حظ وافر ، وال

    نما تقول : حظوظ كثیرة ، ورجال كثیرة وال یقال : رجل كثیر . فهذا یدل على أن تقول : كثیر وإ

    ما ال یصلح أن یعد ال تصح فیه الكثرة إال على استعارة وتوسع " ال تصح إال فیما له عدد و ةالكثر )١(.

    .)٢(" بالرصف البلیغ " فیرثفقوله " إال على استعارة وتوسع " هـو ما یعبــر عنــه

    Un usual collocation

    " الذى قد یتحرك فیه اللفظ مع غیره rangeأیضًا إلى المدى " أبو هالل العسكرىوقد أشار

    ) بقوله " الحقیر والصغیراظ وقد ترجم هذا عملیًا عند عرضه الفرق اللغوى بین كلمتى ( من األلف

    نما یقال : هو صغیر بجنب الفیل " . فهذه الكلمة ال )٣(وال یقال للجمل : صغیر على اإلطالق ، وإ

    تأتى مع الجمل مطلقة بل فى سیاق معین .

    . ٢٥٣، ٢٥٢المصدر السابق ص )١( . ٧٣داللة السیاق ص )٢( . ٢٥٢الفروق اللغویة ص )٣(

  • ٣٦

    ففى كتابه أحمد بن فارس بین األلفاظ ومن اللغویین العرب الذین أشاروا إلى التصاحب

    " تحت ( باب المحاذاة ) یقول عن معنى المحاذاة " أن یجعل كالم بحذاء كالم فیؤتى به الصاحبى"

    ن كانا مختلفین فیقولون ،" الغدایا والعشایا " فقالوا : " الغدایا " النضمامها إلى " على وزنه لفظًا وإ

    .(*) )١(السامة والالمة .. " العشایا" ومثله قولهم " أعوذ بك من

    ن كان قد اشترط ابن فارسفنالحظ أن قد بین أن اللفظ قد یأتى فى صحبة لفظ آخر وإ

    اتفاق وزن اللفظین ، وفى باب (الخصائص ) نلمح بوضوح إدراك ابن فارس لظاهرة التالزم بین

    یرها . فیقول "للعرب األلفاظ فیذكر مجموعة من األلفاظ المتصاحبة التى ال یجوز نقلها إلى غ

    كالم بألفاظ تختص به معان ال یجوز نقلها إلى غیرها ، یكون فى الخیر ، والشر ، وغیره وفى

    .)٢(اللیل ، والنهار ، وغیر ذلك "

    مجموعة من األلفاظ المتالزمة فیما بینها ، فیقول " :" وال یكون التأبین" ابن فارسثم یذكر

    غضبت به " إذا كان میتًا و" المساعاة " الزنا باإلماء خاصة . إال مدح الرجل میتًا . ویقال "

    و"الراكب " راكب البعیر خاصة . و " ألج الجمل " و" خألت الناقة " و"حرن الفرس" و"ونفشت

    الغنم " لیًال و" هملت " نهارًا ... قال أبو حاتم : " لیلة ذات أزیز " أى : قر شدید . وال یقال یوم

    ذو أزیز .

    : " أش القوم . وتأششوا " إذا قام بعضهم إلى بعض للشر ال للخیر ومن ذلك: ن درید قال اب" جزرت الشاة " و"، حلقت العنز" ال یكون الحلق فى الضأن وال الجز فى المعزى . و"خفضت

    سج دار ب حمد حسنالصاحبى فى فقه اللغة العربیة ومسائلها وسنن