مصباح البالغة(مستدرك نهج

البالغة)الجزء: ٢

الميرجهاني

الكتاب: مصباح البالغة (مستدرك نهج البالغة)المؤلف: الميرجهاني

الجزء: ٢الوفاة: ١٣٨٨

المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقهتحقيق:الطبعة:

سنة الطبع: ١٣٨٨المطبعة:الناشر:ردمك:

مالحظات: مستدرك نهج البالغة الموسوم بمصباح البالغة في مشكوة الصياغة/ نسخة مخطوطة

الفهرستالصفحة العنوان٢ الخطبة األولى في أن أعجب ما في االنسان قلبه٣ الخطبة الثانية في التحميد لله وبيان بعض صفاته٥ الخطبة الثالثة في الموعظة٦ الخطبة الرابعة في ذكر اآلخرة والترغيب إليها٩ الخطبة الخامسة خطبها لما أظهروا الطلب بدم عثمان١١ الخطبة السادسة تمام الخطبة التي ذكر بعض فصولها السيد في النهج١٥ الخطبة السابعة كالمه عليه السالم لما ضربه ابن ملجم المرادي لعنة الله عليه١٦ الخطبة الثامنة في الموعظة والترغيب إلى اآلخرة١٧ الخطبة التاسعة في الموعظة أيضا١٨ الخطبة العاشرة خطبها في البصرة بعد فراغه من حرب الجمل٢٦ الخطبة الحادية عشر خطبها ارتجاال للتزويج بغير سابقة٢٨ الخطبة الثانية عشر خطبها بالمدينة بعد سبعة أيام من وفات رسول الله صلى الله عليه وآله٤٩ أيضا خطبها بالمدينة٥٣ أيضا خطبة أخرى خطبها بالمدينة٥٩ خطبة خطبها في الموعظة والنصيحة٦٥ خطبة خطبها بصفين٧٢ خطبة خطبها حين طلبوا جماعة منه التفضيل٧٥ خطبة خطبها في التحميد لله والصالة على رسوله والموعظة٧٨ خطبة من الخطب التي خطبها بذيقار٨٦ خطبة خطبها يوم الجمعة٩٢ خطبة خطبها بعد ما انقضت بينه وبين طلحة والزبير وعائشة بالبصرة٩٤ خطبة خطبها بعد العصر وما ذكر من تعظيم الله جل جالله٩٨ خطبة خطبها في صفات الله ونعته١٠١ في بيان ان الله تعالى هدى الناس ببعث رسوله١٠٤ في نعت القرآن وبيان ان فيه كل ما يحتاج إليه الناس١٠٦ في صفات عباد الله المتقين١٠٧ كان أمير المؤمنين كثيرا ما يقول١٠٩ في بعض آداب السلوك إلى الله١١٠ في المواعظ والحكم١١١ في ذم الدنيا

١١٢ في صفات الشيعة١١٤ خطبها عليه السالم يوم الجمعة١١٤ من وصاياه بتقوى الله وذم الدنيا١١٧ مثل ما في الدنيا كالمسافر١١٨ في المواعظ وبيان فناء الدنيا١٢٣ في بيان ان لكل شئ عالمة١٢٣ في بيان ان الدنيا ليست بدار قرار١٢٥ في جواب من قال له أوصني١٢٦ في جواب نوف البكالي١٢٧ في جواب شيخ أتاه من ناحية الشام١٣٠ كالمه في الموعظة١٣١ في بيان فضائله ومناقبه١٣٢ أيضا في بيان فضائله ومناقبه١٣٣ خطبة خطبها يوم الفطر١٣٣ خطبة خطبها بالبصرة١٣٥ خطبة خطبها حين جلس بالخالفة١٤٠ بيان نسب االسالم١٤٠ خطبها بصفين يوم الجمعة وذلك قبل الهرير بخمسة أيام١٤٣ طوفه كل بكرة في أسواق الكوفة١٤٤ إذا صلى العشاء اآلخرة في الكوفة ينادي الناس ثالثا١٤٤ في نسبه عليه السالم١٤٥ في بيان فضائله ومناقبه١٤٦ في الترغيب على تعلم العلم١٤٨ خطبة خطبها سميت بالمخزون١٦٦ في الموعظة والنصيحة١٦٧ في جواب من قال أخبرني عن االخوان١٦٧ في صفات الله تعالى١٧٣ خطب ألصحابه يوما وهو يعظهم١٧٧ في بيان معرفة الله وصفاته١٨٧ الخطبة المعروفة بالديباج١٩٤ حكمه وترغيبه وترهيبه ووعظه١٩٩ في جواب من قال اعط هذا المال وفضل االشراف الخ٢٠٥ في جواب من سئله عن االيمان ودعائمه وشعبها والكفر ودعائمه وشعبها٢١٢ في الموعظة والنصيحة

٢١٣ في الحكمة والنصيحة٢١٥ فيما قال بعد دفن فاطمة (ع)٢١٧ عالمات أهل الدين٢١٨ في بيان ان الدهر ثالثة أيام في الموعظة٢٢٢ في جواب من سئله عن اإلخوان في الموعظة٢٢٣ في جواب من قال ان أناسا زعموا ان العبد ال يزنى الخ٢٢٦ في صفات الله عز وجل٢٢٨ في كيفية تقدير الخلقة٢٣١ في جواب من قال هل كان في األرض خلق من خلق الله يعبدونه قبل آدم٢٤٠ في جواب من سئله عن قدرة الله٢٤٣ في تفسير ذكر الناقوس٢٤٤ في جواب من سئله عن العالم العلوي٢٤٥ في الموعظة٢٤٧ خطبة خطبها لما وصل إليه ان قوما من أصحابه خاضوا في التعديل٢٤٨ في ان الذنوب ثالثة وتفسيرها٢٤٩ في وصفه الموت٢٥٠ في تفسير الله يتوفى األنفس٢٥٠ في كيفية غصب الخالفة٢٥٣ رسالته إلى أبي بكر بعد غصبه فدكا٢٥٧ في جواب من قال له أخبرني بأفضل منقبة لك٢٥٩ كالمه قبل وقعة صفين٢٦٨ خطبة خطبها بعد رجوع رسله من عند طلحة والزبير وعائشة٢٧٠ خطبة خطبها حين بلغه ان طلحة والزبير خلعا بيعته٢٧٢ خطبته في الفتن٢٧٦ خطبته بعد ان مر برجل فرماه بكلمة هجر٢٧٦ خطبته لما توافق الجمعان٢٧٧ خطبته بعد ما قيل له انظر إلى أمرك٢٨١ كالمه بعد استقرار خالفته٢٨٣ كالمه مع عمر بن الخطاب٢٨٤ كالمه لما خرج الزبير وطلحة إلى مكة٢٨٤ خطبة خطبها لما سار الزبير وطلحة من مكة ومعهما عايشة٢٨٦ خطبته في أول امارته٢٨٧ احتجاجه على عاصم بن زياد٢٨٨ اخباره عن قرب فراقه وفيها بيان بعض فضائله

٢٨٩ كالمه لجمع من أصحابه٢٩١ كالمه في جواب من قال لو كشفت الريب عن قلوبنا٢٩٣ خطبة خطبها على منبر الكوفة٢٩٤ خطبة في فضائله ومناقبه٢٩٦ أيضا في فضائله ومناقبه٢٩٧ موعظته عليه السالم٢٩٨ خطبة في صفات المتقين لهمام باختالف كثير مع ما في النهج٣٠٤ خطبة خطبها يوم الفطر٣١٢ خطبة أيضا عن المتهجد٣١٤ خطبة خطبها يوم الجمعة٣٢٠ خطبة صالة الجمعة٣٢٦ كالمه في الفتن واختالف األمة٣٣١ في ذم الذين ظلماه وغصبا حقه٣٤٦ خطبة ذكرها السيد في النهج باختالف كثير٣٥٤ اظهاره الخشية من مخالفة قومه٣٥٥ خطبته في دعوة قومه إلى الجهاد٣٥٧ خطبته بعد ما بويع بخمسة أيام٣٥٩ أخباره عن بعض ما يقع من المالحم والفتن٣٥٩ كالمه في المالحم والفتن٣٦٠ كالمه في ذم قومه وأصحابه٣٦٥ كالمه في فضايح أعمال بني أمية

الجزء الثاني منمستدرك نهج البالغة

الموسومبمصباح البالغة في مشكاة الصياغة

تاليف العبد الفاني حسن الميرجهاني الطباطبائيالمحمد آبادي الجرقويي األصبهاني نزيل عاصمةطهران صانها الله عن طوارق الحدثان إلى ظهور

محور الكون ومصدر االمكان خاتم األوصياء وخليفةالرحمن صاحب العصر والزمان الحجة المنتظر واالمام

الثاني عشرمحمد بن الحسن العسكري عجل الله

تعالى فرجه وسهل الله مخرجهحق الطبع محفوظ للمؤلف

سنة ١٣٨٨ ه(١)

هذا هو الجزء الثاني من كتاب مصباح البالغة في مشكاة الصياغةبسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لولى الحمد ومبتدعه الذي خص بالحمد نفسه وامر به مالئكته وجعله فاتحة كتابهومنتهى شكره والصالة على سيد رسله وامين وحيه ومبلغ رساالته محمد وآله وعترته الذين

جاهدوا في سبيله حتى مضوا إلى رضوانه ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم لقائه إما بعدآبادي المحمد القاسم بن ابن علي الطباطبائي الميرجهاني الفاني حسن العبد فيقول

الجرقوئياألصفهاني عفى الله عن جرائمه هذا هو الجزء الثاني من كتابي مصباح البالغة في

مشكاة الصياغة المحتوى للخطب المباركة العلوية والكلمات العاليات المرتضوية صلواتالله وسالمه عليه مما روته العامة والخاصة ولم يجمعها الرضي رضي الله عنه في نهج

البالغة أو قطعها فيه ولم يورد تمامها أو اوردها لكن فيها اختالف مع النسخة التيانا ناقلها منها ولعل الله ان يجعله ذخيرة ليوم فقري وفاقتي وما توفيقي اال بالله عليه توكلت

واليه أنيب٩٩ / ١ ومن خطبه عليه السالم

المعروف علي بن إبراهيم إسحاق ألبي األلباب وثمر اآلداب زهر كتاب في نقلها بالحصري

القيرواني المالكي وقد طبع هذا الكتاب في هامش كتاب امام الفاضل الوحيد شهاب الديناحمد المعروف بابن عبد ربه األندلسي المالكي الموسوم بعقد الفريد المطبوع بمصر نقلتها

من الجزءالثاني منه ص ١٠٣ قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أعجب ما في االنسان

قلبه وله مواد من الحكمة واضداد من خالفها فان سنح لهالرجاء اذله الطمع وان هاجه الطمع أهلكه الحرص وان ملكه

الياس قتله األسف وان عرض له الغضب اشتد به الغيظوان أسعد بالرضا نسى التحفظ وان اتاه الخوف شغله الحذر

(٢)

وان اتسع له اال من استلبته الغرة وان اصابته مصيبة فضخهالجزع وان استفاد ماال أطغاه الغنى وان عضته فاقة بلغ به

البال وان جهد به الجوع قعد به الضعف وان أفرط في الشبعكظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل افراط له قاتل

١٠٠ / ٢ ومن خطبه عليه السالمالعقد الفريد البن عبد ربه المالكي المطبوع بمصر الجزء الثاني ص ١٦٣ قال وخطبة له

أيضاالحمد لله الذي استخلص الحمد لنفسه واستوجبه على جميع خلقه

الذي ناصيته كل شئ بيده ومصير كل شئ إليه القوى فيسلطانه اللطيف في جبروته ال مانع لما اعطى وال معطى لما

منع خالق الخالئق بقدرته ومسخرهم بمشيته وفى العهدصادق الوعد شديد العقاب جزيل الثواب احمده و

أستعينه على ما أنعم به مما ال يعرف كنهه غيره وأتوكل عليهتوكل المستسلم لقدرته المتبري من الحول والقوة إليه واشهدشهادة ال يشوبها شك انه ال اله اال هو وحده ال شريك له الها

(٣)

واحدا صمدا لم يتخذ صاحبة وال ولدا ولم يكن له شريك فيالملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا وهو على كل

شئ قدير قطع ادعاء المدعى بقوله عز وجل وما خلقتالجن واإلنس اال ليعبدون وأشهد أن محمدا صلى الله عليه

(وآله) وسلم صفوته من خلقه وأمينه على وحيه أرسلهبالمعروف آمرا وعن المنكر ناهيا والى الحق داعيا على حين

فترة من الرسل وضاللة من الناس واختالف من األموروتنازع من األلسن حتى تمم به الوحي وانذر به أهل األرض

أوصيكم عباد الله بتقوى الله فإنها العصمة من كل ضاللوالسبيل إلى كل نجاة فكأنكم بالجثث قد زايلتها أرواحها و

تضمنتها أجداثها فلن يستقبل معمر منكم يوما من عمره اال بانتقاصآخر من اجله وانما دنياكم كفئ الظل أو زاد الراكب وأحذركم

دعاء العزيز الجبار عنده يوم تعفى آثاره وتوحش منه دياره(٤)

ويؤتم صغاره ثم يصير إلى حفير األرض متعفرا على خده غيرموسد وال ممهد اسئل الذي وعدنا على طاعته جنته ان

يقينا سخطه ويجنبنا نقمته ويهب لنا رحمته ان أبلغ الحديث كتاب الله١٠١ / ٣ ومن خطبه عليه السالم

العقد الفريد للمالكي أيضا ص ١٦٩ قال وخطب أيضا فقال (عليه السالم)أيها الناس احفظوا عنى خمسا فلو شددتم إليها المطايا حتىتنضوها لم تظفروا بمثلها اال ال يرجون أحدكم اال ربه وال

يخافن اال ذنبه وال يستحى أحدكم إذا لم يعلم أن يتعلم فإذاسئل عما ال يعلم أن يقول ال اعلم اال وان الخامسة الصبر فان

الصبر من االيمان بمنزلة الرأس من الجسد من ال صبر له ال ايمان لهومن ال رأس له ال حياة له وال خير في قرائة اال بتدبير وال في عبادة

اال بتفكير وال في حلم اال بعلم اال أنبئكم بالعالم كل العالم منلم يزين لعباد الله معاصي الله ولم يؤمنهم مكره ولم يؤيسهم

من روحه وال تنزلوا المطيعين الجنة وال المذنبين الموحدين النار(٥)

حتى يقضى الله فيهم امره ال تأمنوا على خير هذه األمة عذابالله فإنه يقول فال يا من مكر الله اال القوم الخاسرون والتقنطوا شر هذه األمة من رحمة الله فإنه ال ييئس من روح

الله اال القوم الكافرون١٠٢ / ٤ ومن خطبه عليه السالم

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج (المطبوع في طهران ص ٣٦١ في الجزء السابع منهناقال عن شيخه

أبى جعفر اإلسكافي أنه قال لما اجتمعت الصحابة في مسجد رسول الله بعد قتل عثمانللنظر

في أمر اإلمامة أشار أبو الهيثم بن اليتهان ورفاعة بن رافع ومالك بن العجالن وأبو أيوباألنصاري وعمار بن ياسر بعلى عليه السالم وذكروا فضله وسابقته وجهاده وقرابته

فأجابهم الناس إليه فقام كل واحد منهم خطيبا يذكر فضل علي عليه السالم فمنهم من فضلهعلى أهل عصره خاصة ومنهم من فضله على المسلمين كلهم كافة ثم بويع وصعد المنبر

في اليوم الثانيمن يوم البيعة وهو يوم السبت الحدى عشر ليلة بقين من ذي الحجة فحمد الله وأثنى عليه

وذكرمحمدا صلى الله عليه وآله فصلى عليه ثم ذكر نعمة الله على أهل االسالم ثم ذكر الدنيا

وزهدهمفيها وذكر اآلخرة فرغبهم إليها ثم قال

إما بعد فإنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلماستخلف الناس أبو بكر ثم استخلف أبو بكر عمر فعمل بطريقه ثم

جعلها شورى بين ستة فافضى االمر منهم إلى عثمان فعملما أنكرتم وعرفتم ثم حصر وقتل ثم جئتموني فطلبتم إلى وانما انا رجل

(٦)

منكم لي ما لكم وعلى ما عليكم وقد فتح الله الباب بينكم وبينأهل القبلة وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم وال يحمل هذا االمر

اال أهل الصبر والنصر والعلم بمواقع االمر وانى حاملكم على منهجنبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ومنفذ فيكم ما امرت به ان

استقمتم لي والله المستعان اال ان موضعي من رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم بعد وفاته كموضعي منه أيام حياته فامضوا لماتؤمرون وقفوا عندما تنهون عنه وال تعجلوا في أمر حتى نبينهلكم فان لنا عن كل أمر تنكرونه عذرا اال وان الله عالم من

فوق سماءه وعرشه انى كنت كارها للوالية على أمة محمد حتىاجتمع رأيكم على ذلك النى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله

وسلم يقول أيما وال ولى االمر من بعدي أقيم على حد السراط ونشرت المالئكة صحيفته فإن كان عادال أنجاه الله بعدله وإن كان

جائرا انتقض به السراط تتزايل مفاصله ثم يهوى إلى النار فيكون(٧)

أول ما يتقيئها به انفه وحر وجهه ولكني لما اجتمع رأيكم لم يسعنيترككم ثم التفت عليه السالم يمينا وشماال فقال اال

ال يقولن رجال منكم غدا قد غمرتهم الدنيا فاتخذوا العقاروفجروا األنهار وركبوا الخيول الفارهة واتخذوا الوصائف

الروقة فصار ذلك عليهم عارا وشنارا إذا ما منعتهم ماكانوا يخوضون فيه وأصرتهم إلى حقوقهم التي يعلمون

فينقمون ذلك ويستنكرون ويقولون حرمنا ابن أبي طالب حقوقنااال وأيما رجل من المهاجرين واألنصار من أصحاب رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم يرى أن الفضل له على من سواهلصحبته فان الفضل النير غدا عند الله وثوابه واجره على الله

وأيما رجل استجاب لله وللرسول فصدق ملتنا ودخل فيديننا واستقبل قبلتنا فقد استوجب حقوق االسالم وحدوده

فأنتم عباد الله والمال مال الله يقسم بينكم بالسوية ال فضل(٨)

فيه الحد على أحد وللمتقين عند الله غدا أحسن الجزاء وأفضلالثواب لم يجعل الله الدنيا للمتقين اجرا وال وثوابا وما عند الله

خير لألبرار وإذا كان غدا إن شاء الله فاغدوا علينا فان عندناماال نقسمه فيكم وال يتخلفن أحد منكم عربي وال عجمي كان من

أهل العطاء أولم يكن إذا كان مسلما حرا أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ثم نزل

١٠٣ / ٥ ومن خطبه عليه السالمنقلها ابن أبي الحديد في شرح النهج (ص ٣٦١) عن شيخه اإلسكافي لما اظهروا الطلب

بدمعثمان قال فخرج علي عليه السالم فدخل المسجد وصعد المنبر مرتديا بطاق مؤتزرا يرد

قطري متقلدا سيفا متوكيا على قوس فقال عليه السالمإما بعد فانا نحمد الله ربنا والهنا وولينا وولى النعم علينا

الذي أصبحت نعمه عليا ظاهرة وباطنة امتنانا منه بغير حول مناوال قوة ليبلونا أنشكر أم نكفر فمن شكر زاده ومن كفر عذبه

فأفضل الناس عند الله منزلة وأقربهم من الله وسيلة أطوعهمالمره وأعملهم بطاعته واتبعهم لسنة رسوله وأحياهم لكتابه

(٩)

ليس ألحد عندنا فصل اال بطاعة الله وطاعة الرسول هذاكتاب الله بين أظهرنا وعهد رسول الله وسيرته فينا ال يجهل

ذلك اال جاهل عاند عن الحق منكر قال الله تعالى يا أيها الناسانا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان

أكرمكم عند الله أتقاكم ثم صاح بأعلى صوته أطيعوا الله وأطيعواالرسول فان توليتم فان الله ال يحب الكافرين ثم قال يا معشر

المهاجرين واألنصار أتمنون على الله ورسوله باسالمكم بل اللهيمن عليكم ان هداكم لاليمان ان كنتم صادقين ثم قال انا

أبو الحسن وكان يقولها إذا غضب ثم قال اال ان هذه الدنياالتي أصبحتم تمنونها وترغبون فيها وأصبحت تغضبكم وترضيكم ليست

بداركم وال منزلكم الذي خلقتم له فال تغرنكم فقد حذرتموها واستتموا نعم الله عليكم بالصبر ألنفسكم على طاعة الله والذل لحكمه

جل ثناءه فاما هذا الفيئ فليس ألحد على أحد فيه اثرة وقد فرغ الله(١٠)

من قسمته فهو مال الله وأنتم عباد الله المسلمون وهذا كتاب اللهبه اقررنا وله أسلمنا وعهد نبينا بين أظهرنا فمن لم يرض به فليتول

كيف شاء فان العامل بطاعة الله والحاكم بحكم الله ال وحشة عليه ثم نزل١٠٤ / ٦ ومن خطبه عليه السالم

شرح النهج لكمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفى في سنه ٦٧٩ ه الجزءاألول وهو

المطبوع في طهران في المطبعة الحيدرية من منشورات مؤسسة النصر في شرح الخطبةالخامس عشر من

النهج قال أقول في هذا لفصل فصول من الخطبة التي أشرنا إليها في الكالم الذي قبلهوكذلك

في الفصل الذي بعده ونحن نوردها بتمامها ليتضح ذلك وهي الحمد لله أحقمحمود بالجمد وأواله بالمجد آلها واحدا صمدا أقام أركان العرش

فأشرق لضوء شعاع الشمس خلق فاتقن وأقام فذلت له وطأةالمستمكن واشهد ان ال إله إال الله وحده ال شريك له و

اشهد ان محمدا عبده ورسوله أرسله بالنور الساطع والضياءالمنير أكرم خلق الله حسبا وأشرفهم نسبا لم يتعلق عليه

مسلم وال معاهد بمظلمة بل كان يظلم إما بعد فان أول منبغى على األرض عناق ابنة آدم كان مجلسها من األرض جريبا

(١١)

وكان لها عشرون إصبعا وكان لها ظفران كالمنجلين فسلطالله عليها أسدا كالفيل وذئبا كالبعير ونسرا كالحمار وكان

ذلك في الخلق األول فقتلها وقد قتل الله الجبابرة علىأحسن أحوالهم وان الله أهلك فرعون وهامان وقتل

قارون بذنوبهم اال وان بليكم قد عادت كهيئتها يوم بعثالله نبيكم والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن

غربلة حتى يعود أسفلكم أعالكم وأعالكم أسفلكم وليسبقنسابقون كانوا قصروا وليقصرن سابقون كانوا سبقوا واللهما كثمت وشمة وال كذبت كذبة ولقد نبئت بهذا اليوم وهذا المقام اال وان الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها و

خلعت لجمها فقحمت في النار فهم فيها كالحون اال وان التقوىمطايا ذلل حمل عليها أهلها فسارت بهم تأودا حتى إذا جاءواظال ظليال فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سالم عليكم طبتم

(١٢)

فادخلوها خالدين اال وقد سبقني إلى هذا االمر من لمأشركه فيه ومن ليست له منه توبة اال بنبي مبعوث وال

نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم اشفى منه علىشفا جرف هار فإنها ربه في نار جهنم أيها الناس كتاب اللهوسنة نبيه ال يرعى مرع اال على نفسه شغل من الجنة والنار

امامه ساع نجا وطالب يرجو ومقصر في النار ولكل أهلولعمرى لئن أمر الباطل لقديما فعل وان قل الحق لربما

ولعل وقل ما أدبر شئ فاقبل ولئن ردا امركم عليكم انكمالسعداء وما علينا اال الجهد قد كانت أمور مضت ملتم فيهاميلة كنتم عندي فيها غير محمودي الرأي ولو أشاء ان أقول

لقلت عفى الله عما سلف سبق الرجالن وقام الثالث كالغرابهمه بطنه ويله لوقص خبأحاه وقطع رأسه كان خيرا له

شغل من الجنة والنار امامه ساع مجتهد وطالب يرجو ومقصر(١٣)

في النار ثالثة واثنان خمسة وليس فيهم سادس ملكطائر بجناحيه ونبي آخذ بضبعيه هلك من ادعى وخابمن افترى اليمين والشمال مضلة ووسط الطريق المنهجعليه باق الكتاب وآثار النبوة اال وان الله قد جعل أدب

أدب هذه األمة السوط والسيف ليس عند امام فيهما هوادةفاستتروا بيوتكم واصلحوا ذات بينكم والتوبة من ورائكم

من ابدء صفحته للحق هلك اال وان كل قطيعة اقطعهاعثمان وما اخذه من بيت مال المسلمين فهو مردود عليهم

في بيت مالهم ولو وجدته قد تزوج به النساء وفرقفي البلدان فإنه ان لم يسعه الحق فالباطل أضيق عنه أقول

قولي هذا واستغفر الله لي ولكم١٠٥ / ٧ ومن كالمه عليه السالم

في كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفىسنة ٨٠٧ الهجرية

بتحرير الحافظين الجليلين العراقي وابن حجر المطبوع في المكتبة القدسي في مصر سنة١٣٥٣ الهجرية القمرية

(١٤)

نقله في الجزء التاسع منه ص ١٣٩ قال وعن عوانة بن الحكم قال لما ضرب عبد الرحمنبن ملجم

عليا وحمل إلى منزله اتاه العواد فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه(وآله)

وسلم ثم قال كل امرئ مالق ما يفر منه واألجل مساق النفسوالهرب من آفاته كم اطردت األيام ابحثها عن مكنون هذا االمر

فابى الله عز وجل اال خفاءه هيهات علم مخزون إما وصيتيإياكم فالله عز وجل ال تشركوا به شيئا ومحمد صلى الله عليه (و

آله) وسلم ال تضيعوا سنته أقيموا هذين العمودين وخالكمذم ما شردوا واحمل كل امرء مجهوده وخفف عن الجهلة بربرحيم ودين قويم وامام عليم كنا في رياح وذرى اعصار وتحتظل غمامة اضمحل مر كدها فيخطها عارجا وركم بدني أياما

تباعا ثم هواء فستعقبون من بعده جثة خواء ساكنة بعدحركة كاظمة بعد نطوق انه أبلغ للمعتبرين من نطق البليغ و

داعيكم داع مرصد للتالق غدا ترون أيامي ويكشف عن سرائريان يحابيني الله عز وجل اال ان أتزلفه بتقوى فيغفر عن فرط

(١٥)

موعود عليكم السالم يوم اللزام ان ابق فانا ولى دمى وانافنى فالفناء ميعادي العفولي فدية ولكم حسنة فاعفوا عفا

الله عنا وعنكم اال تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيمثم قال:

عش ما بدا لك قصرك الموت * ألمر حل عنه وال فوتساغنى بيت وبهجته * زال الغنى وتقوض البيت

يا ليت شعري ما يراد بنا * ولعل ما تجدى لنا ليتأقول وقد ذكر الرضي رضي الله عنه هذه الخطبة في نهج البالغة باختالف وزيادة ونقصان

رأيتنقلها هنا ليكون الناظر فيها على بصيرة

١٠٦ / ٨ ومن كالمه عليه السالمزهر األدب وثمر األلباب ألبي إسحاق إبراهيم بن علي المعروف بالحصرمي القيرواني

المالكيفي هامش الجزء األول من كتاب عقد الفريد في ص ٣٦ المطبوع بمصر قال قال علي بن

أبي طالب رضال تكن ممن يرجو اآلخرة بغير عمل ويؤخر التوبة لطول األمل

ويقول في الدنيا بقول الزاهدين ويعمل فيها بعمل الراغبينان اعطى منها لم يشبع وان منع لم يقنع يعجز عن شكر ما أوتيويبتغي الزيادة فيما بقى ينهى وال ينتهى ويأمر بما ال يأتي يحب

الصالحين وال يعمل بأعمالهم ويبغض المسيئين وهو منهم(١٦)

يكره الموت لكثرة ذنوبه ويقيم على ما يكره الموت له ان سقم ظلنادما وان صح امن الهيا يعجب بنفسه إذا عوفي ويقنط إذا ابتلىتغلبه نفسه وال يغلبها على ما يستيقن وال يثق بالرزق بما ضمنله وال يعمل من العمل بما فرض عليه ان استغنى بطر وفتن وان

افتقر قنط وحزن فهو من الذنب والنعمة موقر يبتغي الزيادة وال يشكر ويتكلف من الناس مالم يؤمر ويضيع من نفسه ما هو

أكثر ويبالغ إذا سئل ويقصر إذا عمل يخشى الموت وال يبادر الفوتيستكثر من معصية غيره ما يستقله من نفسه ويستكثر من طاعته

ما يستقله من غيره فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن اللغومع األغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء يحكم على غيره لنفسه و

ال يحكم عليها لغيره وهو يطاع ويعصى ويستوفى وال يوفى.١٠٧ / ٩ ومن كالمه عليه السالم

زهر اآلداب للحصرمي المالكي أيضا في هامش كتاب عقد الفريد ص ٣٩ ج ١ قال وقالعلى

رضوان الله عليه رحم الله عبدا سمع فوعى ودعى إلى الرشاد(١٧)

فدنى واخذ بحجزة هاد فنجى وراقب ربه وخاف ذنبه وقدم خالصاوعمل صالحا واكتسب مذخورا واجتنب محذورا ورمى غرضا وأصاب

عوضا وكابر هواه وكذب مناه وحذر اجال ودأب عمال وجعلالصبر رغبة حياته والتقى عدة وفاته يظهر دون ما يكتم ويكتفى

بأقل مما يعلم لزم الطريقة الغراء والمحجة ء البيضاء واغتنم المهلوبادر االجل وتزود من العمل

الزيادة باختالف في بعض عباراته من حيث النهج الله عنه في الرضي رضي نقله قد والنقصان

١٠٨ / ١٠ ومن خطبه عليه السالمنقلها العالمة المجلسي أعلى الله مقامه في المجلد الرابع عشر من كتابه بحار األنوار أعني

السماء والعالم في بابالبلدان الممدوحة والمذمومة (المطبوع في طهران بنفقة امين دار الضرب ص ٣٤١ عن

شرح النهج البنميثم البحراني ره قال لما فرغ أمير المؤمنين عليه السالم من حرب الجمل خطب الناس

بالبصرة فحمد اللهيا أهل البصرة يا أهل الله عليه وآله وسلم ثم قال النبي صلى وأثنى عليه وصلى على

المؤتفكةائتفكت بأهلها ثالثا وعلى الله تمام الرابعة يا جند المرأة وأعوان

البهيمة رغا فأجبتم وعقر فانهزمتم (فهربتم) اخالقكم دقاق ودينكم نفاق وماءكم زعاق بالدكم أنتن بالد الله تربة وابعدها

من السماء بها تسعة أعشار الشر المحتبس فيها بذنبه والخارج منها(١٨)

بعفو الله كأني انظر إلى قريتكم هذه وقد طبقها الماء حتى ما يرىمنها اال شرف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر فقام إليه األحنف بن

قيس فقال له يا أمير المؤمنين ومتى يكون ذلك قال يا أبا بحر انك لن تدرك ذلكالزمان وان بينك وبينه لقرون ولكن ليبلغ الشاهد منكم الغايب

عنكم لكي يبلغوا اخوانهم إذا هم رأوا البصرة قد تحولت اخصاصها دوراواجامها قصورا فالهرب الهرب فإنه ال بصرة لكم يومئذ ثم التفت عن

يمينه فقال كم بينكم وبين األبلة فقال المنذر بن الجارود فداك أبي وأمي أربعةفراسخ قال له صدقت فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله وأكرمه

بالنبوة وخصه بالرسالة وعجل بروحه إلى الجنة لقد سمعت منهكما تسمعون منى ان قال يا علي هل علمت أن بين التي تسمى البصرة و

تسمى األبلة أربعة فراسخ وستكون التي تسمى األبلة موضع أصحابالعشور يقتل في ذلك الموضع من أمتي سبعون ألفا شهيدهم يومئذ

بمنزلة شهداء بدر فقال له المنذر يا أمير المؤمنين ومن يقتلهم فداك أبي وأمي فقال(١٩)

يقتلهم اخوان الجن وهم جيل كأنهم الشياطين سود ألوانهممنتنة أرواحهم شديد كلبهم قليل سلبهم طوبى لمن قتلهم

وطوبى لمن قتلوه ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم هم أذلة عندالمتكبرين من أهل الزمان مجهولون في األرض معرفون في السماء

تبكى السماء عليهم وسكانها واألرض وسكانها ثم هملت عيناه بالبكاءثم قال ويحك يا بصرة ويلك يا بصرة من جيش ال رهج له وال حس

فقال له المنذر يا أمير المؤمنين وما الذي يصيبهم من قبل الغرق مما ذكرت وما الويل وما الويح فقال هما بابان فالويح باب رحمة والويل باب عذاب يا ابن الجارود

نعم تارات منها عظيمة يقتل بعضها بعضا ومنها فتنة تكون بهااخراب منازل وخراب ديار وانتهاك أموال وقتل رجال وسباء

نساء يذبحن ذبحا يا ويل امرهن حديث عجيب منها ان يستحل بهاالدجال األكبر األعور الممسوح العين اليمنى واالخرى كأنها ممزوجة

بالدم لكأنها في الحمرة علقة نأتى الحدقة كهيئة حبة العنب الطافية(٢٠)

(الطائفية) على الماء فيتبعه من أهلها عدة من قتل باألبلةمن الشهداء أناجيلهم في صدورهم يقتل من يقتل ويهرب من

يهرب ثم رجف ثم قذف ثم خسف ثم مسخ ثم الجوع األغبر ثمالموت األحمر وهو الغرق يا منذر ان للبصرة ثالثة أسماء سوى البصرة

في الزبر األول ال يعلمها اال العلماء منها الحزيبة ومنها تدمر ومنهاالمؤتفكة يا منذر والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لو أشاء ألخبرنكمبخراب العرصات عرصة عرصة متى تخرب ومتى تعمر بعد خرابها

إلى يوم القيمة وان عندي من ذلك علما جما وان تسئلونيتجدوني به عالما ال أخطأ منه علما وال دافنا ولقد استودعت

علم القرون األولى وما هو كائن إلى يوم القيمة ثم قال يا أهل البصرةان الله لم يجعل الحد من أمصار المسلمين خطة شرف و

ألكرم اال وقد جعل فيكم أفضل ذلك وزادكم من فضله بمنهما ليس لهم أنتم أقوم الناس قبلة قبلتكم على المقام حيث يقوم

(٢١)

يقوم االمام بمكة وقارئكم اقرأ الناس وزاهدكم أزهد الناسوعابدكم أعبد الناس وتاجركم أتجر الناس وأصدقكم في تجارته

ومتصدقكم أكرم الناس صدقة وغنيكم أشد الناس بذال وتواضعا وشريفكم أحسن الناس خلقا وأنتم أكرم الناس جوارا

وأقلهم تكلفا لما ال يعنيه وأحرصهم على الصالة في جماعة ثمراتكمأكثر الثمار وأموالكم أكثر األموال وصغاركم أكيس األوالد و

نساءكم اقنع النساء وأحسنهن تبعال سخر لكم الماء يغدو عليكمويروح صالحا لمعاشكم والبحر سببا لكثرة أموالكم فلو صبرتم و

استقمتم لكانت شجرة طوبى لكم مقيال وظال ظليال وغير ان حكم اللهفيكم ماض وقضاءه نافذ ال معقب لحكمه وهو سريع الحساب يقول

الله وان من قرية اال نحن مهلكوها قبل يوم القيمة أو معذبوهاعذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا وأقسم لكم يا أهل البصرة

ما الذي ابتدأتكم به من التوبيخ اال تذكير وموعظة لما بعد(٢٢)

لكيال تسرعوا إلى الوثوب في مثل الذي وثبتم وقد قال الله لنبيهصلوات الله عليه وآله وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وال الذيذكرت فيكم من المدح والتطرية بعد التذكير والموعظة رهبة منى

لكم وال رغبة في شئ مما قبلكم فانى ال أريد المقام بين أظهر كمإن شاء الله ألمور تحضرني قد يلزمني المقام بها فيما بيني وبين الله

ال عذر لي في تركها وال علم لكم بشئ منها حتى يقع مما أريد ان أخوضهامقبال ومدبرا فمن أراد ان يأخذ بنصيبه منها فليفعل فلعمري انه

للجهاد الصافي صفاه الله لنا كتاب الله وال الذي أردت به من ذكربالدكم موجدة منى عليكم لما شافقتموني غير أن رسول الله صلى الله

عليه وآله قال لي يوما وليس معه غيري ان جبرئيل الروح األمينحملني على منكبه األيمن حتى أراني األرض ومن عليها وأعطاني أقاليدها

وعلمني ما فيها وما قد كان على ظهرها وما يكون إلى يوم القيمة ولم يكبرذلك على كما لم يكبر على أبى آدم علمه األسماء كلها ولم تعلمها المالئكة

(٢٣)

المقربون وانى رأيت بقعة على شاطئ البحر تسمى البصرة فإذا هيأبعد األرض من السماء واقربها وانها ألسرع األرض خراباوأخشنها ترابا وأشدها عذابا ولقد خسف بها في القرون

الخالية مرارا وليأتين عليها زمان وان لكم يا أهل البصرة وماحولكم من القرى من الماء ليوما عظيما بالءه وانى ألعرف موضعمنفجرة من قريتكم هذه ثم أمور قبل ذلك تدهمكم أخفيت عنكم

وعلمناه فمن خرج عند دنو غرقها فبرحمة من الله سبقت لهومن بقى فيها غير مرابط بها فبذنبه وما الله بظالم للعبيد

فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين اخبرنى من أهل الجماعة ومن أهل الفرقةومن أهل البدعة ومن أهل السنة فقال عليه السالم

إذا سئلتني فافهم عنى وال عليك ان ال تسئل أحدا بعدي إماأهل الجماعة فانا ومن اتبعني وان قلوا وذلك الحق عن أمر الله وامر

رسوله صلى الله عليه وآله واما أهل الفرقة فالمخالفون لي ولمن اتبعني وان كثروا واما أهل السنة فالمستمسكون بما سنه الله و

(٢٤)

رسوله ال العاملون برأيهم وأهوائهم وان كثروا وقد مضىالفوج األول وبقيت أفواج وعلى الله قصمها واستيصالها عن

جدد األرض وبالله التوفيقأقول قد ذكر ابن ميثم هذه الخطبة في شرح النهج متفرقا وجمعها المجلسي ره في البحار

ونقلهافي الموضعين منه أحده في المجلد الثامن منه في باب احتجاجه على أهل البصرة في ص

٤٤٧ طبع امينالضرب كما نقلتها هنا بزيادة مما نقل في السماء والعالم وفيه إلى قوله بظالم للعبيد وقال

في الثامنمن البحار في الصفحة أقول روى كما الدين بن ميثم البحراني مرسال انه لما فرغ أمير

المؤمنين منأمر الحرب ألهل الجمل أمر مناديا ينادى في أهل البصرة ان الصالة الجامعة لثالثة أيام من

غد إن شاء اللهوال عذر لمن تخلف اال من حجة أو علة فال تجعلوا على أنفسكم سبيال فلما كان الذي

اجتمعوه فيه خرج عليه السالم فصلى بالناس الغداة في المسجد الجامع فلما قضى صالتهقام فأسند

ظهره إلى الحائط (حائط) القبلة عن يمين المصلى فخطب الناس بهذه الخطبة وبعد الحمدوالثناء

لله والصالة على النبي وآله استغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ثم شرعفي

الخطبة ولما كان فيها بعض لغات وفقرات تحتاج ايضاحه إلى البيان فنقول قوله المؤتفكةأي المنقلبة

إما حقيقة أو كناية عن الغرق كما مر وطبقها الماء أي غطاها وعمها واألحنف بالمهملةهو الذي كان

تميم من قيس بن ضحاك واسمه الحر أبا ويكنى الجمل يوم الفريقين عن معتزال جمع خص واالخصاص

بالضم بيت يعمل من الخشب والقصب واألبله بضم الهمزة والباء وتشديد الالم المفتوحةاليوم موضع

العشاءين والجيل بكسر الجيم صنف من الناس وقيل كل قوم يختصمون بلغة واألرواحجمع ريح بمعنى

الرايحة والكلب محركة الشر واألذى وشبه جنون يعرض لالنسان والسلب محركة مايأخذه أحد القرنين

في الحرب عن قرنه مما يكون له وعليه ومعه من ثياب وسالح ودابة وغيرها ينفر الجهادأي يخرج إلى قتالهم

وهملت عينيه أي فاضت بالدموع والرهج محركة الغبار والحس بالكسر وكذلك الحسيسالصوت الخفى والتارات

جمع تارة أي مرة والعصبة إما بالضم بمعنى الجماعة أو ما بين العشرة إلى عشرين وامابالتحريك أي األقرباء

وعصبة الرجل بنوه وقرابته ألبيه وانتهاك األموال اخذها بما ال يحل وسبأ النساء بالكسروالمد

اسرهن والعلقة القطعة من الدم والناتي المرتفع وطفى على الماء إذ أعال والرجف الزلزلةواالضطراب

(٢٥)

والقذف الرمي بالحجارة ونحوها والخسف الذهاب في األرض ووصف الجوع باألغبر إماالن الجوع

غالبا تكون في السنين المجدبة واما من قلة األمطار واما الن وجه الجائع يشبه الوجه المغبروتدمر

من الدمار بمعنى الهالك والجم بمعنى الكثير والعلم بالتحريك الراية والحيل دافنا االمرداخله والخطة

القائلة بالضم االمر والقصة وغدو الماء ورواحه كناية عن الجزر والمد المقيل موضع والخوض الدخول

والموجده الغضب وجدد األرض األرض الصلبة المستوية١٠٩ / ١١ ومن خطبه عليه السالم

المجلد الثامن من بحار األنوار طبع امين دار الضرب ص ٣٧٠ نقلها عن الكافي عن عدةمن أصحابه

عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبد الله عليهالسالم قال إن

جماعة من بنى أمية في امرة عثمان اجتمعوا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فييوم جمعة

وهم يريدون ان يزوجوا رجال منهم وأمير المؤمنين صلوات الله عليه قريب منهم فقالبعضهم

لبعض هل لكم ان نخجل عليا (عليه السالم الساعة نسأله ان يخطب بنا وبيتكلم فإنه يخجلويعيا

في الكالم فاقبلوا إليه فقالوا يا أبا الحسن انا نريد ان نزوج فالنا فالنة ونحن نريد انتخطب

فقال فهل تنتظرون أحدا فقالوا ال فوالله ما لبث حتى قال (عليه السالم)الحمد لله المختص بالتوحيد المقدم بالوعيد الفعال لما يريد المحتجب

بالنور دون خلقه ذي األفق الطامح والعز الشامخ والملك الباذخالمعبود باألآلء رب األرض والسماء احمده على حسن البالء وفضل

العطاء وسوابغ النعماء وعلى ما يدفع ربنا من البالء حمدا يستهلله العباد وينمو به البالد واشهد ان ال إله إال الله وحده ال شريك له

لم يكن شئ قبله وال يكون شئ بعده وأشهد أن محمدا عبده ورسوله(٢٦)

اصطفاه بالتفضيل وهدى به من التضليل اختصه لنفسه وبعثهإلى خلقه برساالته وبكالمه يدعوهم إلى عبادته وتوحيده واالقرار

بربوبيته والتصديق بنبيه صلى الله عليه وآله بعثه على حين فترةمن الرسل وصدف عن الحق وجهالة وكفر بالوعد والوعيد فبلغرساالته وجاهد في سبيله ونصح المته حتى اتاه اليقين صلى الله

عليه وآله وسلم كثيرا أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم فان الله عزوجل قد جعل للمتقين المخرج مما يكرهون والرزق من حيث ال يحتسبون

فتخزوا (أي تكلموا) من الله موعوده واطلبوا ما عنده بطاعته والعمل بمحابه اليدرك الخير اال به وال ينال ما عنده اال بطاعته وال تكالن فيما هو

كائن اال عليه وال حول وال قوة اال بالله إما بعد فان الله ابرماألمور وأمضاها على مقاديرها فهي غير متناهية عن مجاريها دون

بلوغ غاياتها فيما قدر وقضى من ذلك وقد كان فيما قدر وقضى من امرهالمحتوم وقضاياه المبرمة ما قد تشعبت به األخالق وجرت به األسباب

(٢٧)

من تناهى القضايا بنا وبكم إلى حضور هذا المجلس الذي خصنا اللهوإياكم به للذي كان من تذكرنا آالئه وحسن بالئه وتظاهر

نعمائه فنسأل الله لنا ولكم بركة ما جمعنا وإياكم عليه وساقناوإياكم إليه ثم إن فالن بن فالن ذكر فالنة بنت فالن وهو في

الحسب من قد عرفتموه وفى النسب من ال تجهلونه وقد بذل لهامن الصداق ما قد عرفتموه فردوا خيرا تحمدوا عليه وتنسبوا إليه

وصلى الله على محمد وآله وسلمقوله عليه السالم المختص بالتوحيد أي توحيد الناس له أو بتوحيده لنفسه قوله فإنه لم

يوحدهحق توحيده غير المحتجب بالنور أي ليس له حجاب اال الظهور الكامل أو الكمال التام أو

عرشه محتجبباألنوار الظاهرة الطامح المرتفع الشامخ العالي وكذا الباذخ يستهل له العباد أي يرفعون به

أصواتهم ويستبشرون بذكره النمو الزيادة وصدق أي ميل واليقين الموت وتنجز الحاجة أيطلب قضاءها لمن وعدها والتوكل اظهار العجز واالعتماد على الغير واالسم منه التكالن

بالضم١١٠ / ١٢ ومن خطبه عليه السالم

في الجزء الرابع عشر من كتاب الوافي للفيض الكاشاني ره وهو كتاب الروضة منه ص ١رواها عن الكافي

لمحمد بن يعقوب الكليني ره عن محمد بن علي بن معمر عن محمد بن علي بن عكايةالتميمي عن الحسين بن النضر

العبدي الفهري عن أبي عمرو األوزاعي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال دخلتعلى أبى جعفر

عليه السالم فقلت يا ابن رسول الله قد أر مضي اختالف الشيعة في مذاهبها فقال يا جابرألم

أقفك على معنى اختالفهم من أين اختلفوا ومن أي جهة تفرقوا قلت بلى يا ابن رسول اللهقال فال

تختلف إذا اختلفوا يا جابر ان الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله صلى الله عليهوآله وسلم في

(٢٨)

أيامه يا جابر اسمع وع قلت له إذا شئت قال اسمع وع وبلغ حيث انتهت بك راحلتكان أمير المؤمنين عليه السالم حطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفات رسول الله

صلى الله عليه وآله وذلك فرغ من جمع القرآن وتأليفه فقال الحمد لله الذي منعاألوهام ان تنال اال وجوده وحجب العقول ان يتخيل ذاته ولمالمتناعها من الشبه والتشاكل بل هو الذي ال يتفاوت في ذاته

ولم يتبعض بتجزية العدد في كماله فارق األشياء ال على اختالفاألماكن ويكون فيها ال على وجه الممازجة وعلمها ال بأداة يكون

العلم اال بها وليس بينه وبين معلومه علم عبره به كان عالمابمعلومه ان قيل كان فعلى تأويل أزلية الوجود وان قيل لم يزل

فعلى تأويل نفى العدم فسبحانه تعالى عن قول من عبد سواهواتخذ آلها غيره علوا كبيرا نحمده بالحمد الذي ارتضاه من خلقه

وأوجب قبوله على نفسه واشهد ان ال إله إال الله وحده الشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شهادتان ترفعانالقول وتضاعفان العمل خف ميزان ترفعان منه وثقل ميزان

(٢٩)

توضعان فيه وبهما الفوز بالجنة والنجاة من النار والجوازعلى الصراط وبالشهادة تدخلون الجنة وبالصالة تنالون

الرحمة أكثروا من الصالة على نبيكم ان الله ومالئكته يصلونعلى النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما أيها الناس

انه الشرف أعلى من االسالم وال كرم أعز من التقوى والمعقل أحرز من الورع وال شفيع انجح من التوبة وال لباس أجمل

من العافية وال وقاية امنع من السالمة وال مال اذهب بالفاقةمن الرضا بالقناعة وال كنز اغنى من القنوع ومن اقتصر على بلغة

الكفاف فقد انتظم الراحة وتبوء خفض الدعة والرغبة مفتاحالتعب واالحتكار مطية النصب والحسد آفة الدين والحرص

داع إلى التقحم في الذنوب وهو داع الحرمان والبغي سايق إلىالحين والشر جامع لمساوى العيوب رب طمع خائب ورجاء

يؤدى إلى الحرمان وأمل كاذب وتجارة تؤل إلى الخسران(٣٠)

اال ومن تورط في األمور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمفضحاتالنوائب وبئست القالدة قالدة الذنب للمؤمنين أيها الناس انه ال

كنز أنفع من العلم وال عزة ارفع من الحلم وال حسب أبلغ من األدبوال نصب أوضع من الغضب وال جمال أزين من العقل وال سوءة

أسوء من الكذب وال حافظا احفظ من الصمت وال غائب أقرب من الموتأيها الناس من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره ومن رضي

برزق الله لم يأسف على ما في يد غيره ومن سل سيف البغى قتل بهومن حفر ألخيه بئرا وقع فيها ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات

بيته ومن نسى زلله استعظم زلل غيره ومن أعجب برايه ضل ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على الناس ذل ومن سفه على

الناس شتم ومن خالط األنذال حقر ومن حمل ماال يطيق عجزأيها الناس انه ال مال أعوذ من العقل وال فقر أشد من الجهل

وال واعظ أبلغ من النصح وال عقل كالتدبير وال عبادة كالتفكر(٣١)

وال مظاهرة أوثق من المشاورة وال وحشة أشد من العجب وال ورعكالكف وال حلم كالصبر والصمت أيها الناس في االنسان عشرخصال يظهرها لسانه شاهد يخبر عن الضمير وحاكم يفصل بين

الخطاب وناطق يرد به الجواب وشاهد يدرك به الحاجة وواصف يعرف به األشياء وآمر يأمر بالحسن وواعظ ينهى عن

القبيح ومعز تسكن به األحزان وحاضر تجلى به الضغائن ومونق يلهى االستماع أيها الناس انه ال خير بالصمت عن الحكم

كما أنه ال خير في القول بالجهل واعلموا أيها الناس انه من لم يملكلسانه يندم ومن ال يعلم يجهل ومن ال يتحلم ال يحلم ومن اليرتدع ال يعقل ومن ال يعقل يهن ومن يهن ال يوقر ومن يتق

ينجح ومن يكتسب ماال من غير حقه يصرفه في غير اجره ومن ال يدعوهو محمود يدع وهو مذموم ومن لم يعط قاعدا منع قائما ومن يطلب

العز من غير حق يذل ومن يغلب بالجور يغلب ومن عاند الحق لزمه(٣٢)

الوهن ومن تفقه وقر ومن تكبر حقر ومن ال يحسن ال يحمد واعلمواأيها الناس ان المنية قبل الدنية والتجلد قبل التبلد والحساب قبل

العقاب والقبر خير من الفقر وغض البصر خير من كثير من النظر والدهر يوملك ويوم عليك فإذا كان لك فال تنظر وإذا كان عليك فاصبر فبكليهما

تمتحن (وفى نسخة وكالهما سيخسر) واعلموا أيها الناس أعجب ما في االنسانقلبه وله مواد من الحكمة واضداد من خالفها فان سنح له الرجاء اذلهالطمع وان هاج به الطمع أهلكه الحرص وان ملكه الياس قتله األسفوان عرض له الغضب اشتد به الغيظ وان أسعد بالرضا نسى التحفظ

وان ناله الخوف شغله الحذر وان اتسع له االمن استلبته العزة(وفى نسخة أخذته العزة) وان أفاد ماال أطغاه الغنى وان غضتهالفاقة شغله البالء (وفى نسخة جهده البكاء) وان اصابته مصيبة

فضحه الجزع وان أجهده الجوع قعد به الضعف وان أفرط في الشبعكظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل افراط له مفسد أيها الناس

(٣٣)

انه من فل ذل ومن جاد ساد ومن كثر ماله رؤوس ومن كثرحلمه نبل ومن أفكر في ذات الله تزندق ومن أكثر من شئ عرف به

ومن كثر مزاحه استخف به ومن كثر ضحكه ذهبت هيبته فسد حسبمن ليس له أدب ان أفضل الفعال صيانة العرض بالمال ليس من

جالس الجاهل بذى معقول من جالس الجاهل فليستعد لقيل وقاللن ينجو من الموت غنى بماله وال فقير إلقالله أيها الناس لو أن

الموت يشترى الشتراه من أهل الدنيا الكريم األبلج واللئيم الملهوجأيها الناس ان للقلوب شواهد تجرى األنفس عن مدرجة أهل

التفريط وتفطنه الفهم للمواعظ ما يدعوا لنفس إلى الحذر من الخطروللقلوب خواطر للهوى والعقول تنهى وتزجر وفى التجارب علم مستأنف

واالعتبار يقود إلى الرشاد وكفاك أدبا لنفسك ما تكرهه لغيركوعليك ألخيك المؤمن مثل الذي لك عليه لقد خاطر من استغنى

برايه والتدبر قبل العمل فإنه يؤمنك من الندم من استقبل وجوه(٣٤)

اآلراء عرف مواقع الخطاء ومن أمسك عن الفضول عدلت رأيهالعقول ومن حصر شهوته فقد صان قدره ومن أمسك لسانه

امنه قومه ونال حاجته وفى تقلب األحوال علم جواهر الرجال واأليام توضح لك السرائر الكامنة وليس في البرق الخاطف مستمتع لمن

يخوض في الظلمة ومن عرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار والهيبةوأشرف الغنى ترك المنى والصبر جنة من الفاقة والحرص عالمةالفقر والبخل جلباب المسكنة والمودة قرابة مستفادة ووصول

معدم خير من جاف مكثر والموعظة كهف لمن وعاها ومن اطلقطرفه كثر أسفه وقد أوجب الدهر شكره على من نال سؤله وقل ماينصفك اللسان في نشر قبيح أو احسان ومن ضاق خلقه مله أهله

ومن نال استطال قل ما تصدقك األمنية والتواضع يكسوكالمهابة وفى سعة األخالق كنوز األرزاق كم من عاكف على ذنبه

في آخر أيام عمره ومن كساه الحياء ثوبه خفى على الناس عيبه وانح(٣٥)

القصد من القول فان من تحرى القصد خفت عليه المؤن وفى خالفالنفس رشدك من عرف األيام لم يغفل عن االستعداد اال وان معكل جرعة شرقا وان في كل اكلة غصصا ال تنال نعمة اال بزوال

أخرى ولكل رمق قوت ولكل حبة آكل وأنت قوت الموت اعلمواأيها الناس انه من مشى على وجه األرض فإنه يصير إلى بطنها والليل والنهار يتسارعان (وفى نسخة يتنازعان) في هدم األعمار

يا أيها الناس كفر النعمة لوم وصحبة الجاهل شوم ان منالكرم لين الكالم ومن العبادة اظهار اللسان وافشاء السالم

إياك والخديعة فإنها من خلق اللئيم ليس كل طالب يصيب والكل غائب يؤب ال ترغب فيمن زهد فيك رب بعيد هو أقرب

من قريب سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار االومن أسرع في المسير أدركه المقيل استر عورة أخيك لما تعملها فيك

اغتفر زلة صديقك ليوم يركبك عدوك من غضب على من ال(٣٦)

يقدر على ضره طال حزنه وعذب نفسه من خاف ربه كفظلمه (وفى نسخة من خاف ربه كفى عذابه) ومن لم يرع في كالمه

أظهر فخره ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمةان من الفساد إضاعة الزاد ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة

غدا هيهات هيهات وما تناكرتم اال لما فيكم من المعاصي والذنوبفما أقرب الراحة من التعب والبؤس من النعيم وما شر بشر

بعده الجنة وما خير بخير بعده النار وكل نعيم دون الجنة محقوروكل بالء دون النار عافية وعند تصحيح الضمائر تبدو الكبائر

تصفية العمل أشد من العمل وتخليص النية من الفساد أشدعلى العاملين من طول الجهاد هيهات لوال التقى لكنت أدهى

العرب أيها الناس ان الله تعالى وعد نبيه محمدا صلى اللهعليه وآله وسلم الوسيلة ووعده الحق ولن يخلف الله وعدهاال وان الوسيلة أعلى درج الجنة وذروة ذرايب الزلفة ونهاية

(٣٧)

غايته األمنية لها الف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرسالجواد مأة عام (وفى نسخة الف عام) وهو ما بين مرقاة درة إلى

مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجدة إلى مرقاة لؤلؤة إلى مرقاةياقوتة إلى مرقاة زمردة إلى مرقاة مرجانة إلى مرقاة كافور

إلى مرقاة عنبر إلى مرقاة يلنجوج إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضةإلى مرقاة غمام إلى مرقاة هواء إلى مرقاة نور قد أنافت على كل

الجنان ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ قاعدعليها مرتد بريطتين ريطة من رحمة الله وريطة من نور اللهعليه تاج النبوة وإكليل الرسالة قد أشرق بنوره الموقف وانايومئذ على الدرجة الرفيعة وهي دون درجته وعلى ريطتانريطة من ارجوان النور وريطة من كافور والرسل واألنبياء

قد وقفوا على المراقي واعالم األزمنة وحجج الدهور عن ايماننا قدتجللتهم حلل النور والكرامة ال يرانا ملك مقرب وال نبي مرسل اال

(٣٨)

بهت بأنوارنا وعجب من ضياءنا وجاللتنا وعن يمين الوسيلة عن يمينالرسول صلى الله عليه وآله وسلم غمامة بسيطة (بسطة) البصر يأتي

منها النداء يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن بالنبي األميالعربي ومن كفر به فالنار موعده وعن يسار الوسيلة عن يسارالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ظلة يأتي منها النداء يا أهل

الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن بالنبي األمي والذي له الملكاالعلى ال فاز أحد وال ناله الروح والجنة اال من لقى خالقه باالخالص

لهما واالقتداء بنجومهما فايقنوا يا أهل والية الله ببياض وجوهكموشرف مقعدكم وكرم مأبكم وبفوزكم اليوم على سرر متقابلينويا أهل االنحراف والصدود عن الله عز ذكره ورسوله وصراطه

واعالم األزمة أيقنوا بسواد وجوهكم وغضب ربكم جزاء بما كنتمتعملون وما من رسول سلف وال نبي مضى اال وقد كان مخبرا أمته

بالمرسل الوارد من بعده ومبشرا برسول الله صلى الله عليه وآله(٣٩)

وسلم وموصيا قومه باتباعه ومحليه عند قومه ليعرفوه بصفتهوليتبعوه على شريعته وكيال يضلوا فيه من بعده فيكون من هلك

أو ضل بعد وقوع االعذار واالنذار عن بينة وتعيين حجةفكانت األمم في رجاء من الرسل وورود من األنبياء ولئن

أصيبت بفقد نبي بعد نبي على عظم مصائبهم وفجائعها بهمفقد كانت على سعة من األمل وال مصيبة عظمت وال رزيةجلت كالمصيبة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الن

الله ختم به االنذار واالعذار وقطع به االحتجاج والعذر بينهوبين خلقه وجعله بابه الذي بينه وبين عباده ومهيمنه

الذي ال يقبل اال به وال قربة إليه اال بطاعته وقال في محكمكتابه من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك

عليهم حفيظا فقرن طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته وكان ذلك دليال على ما فوض الله إليه وشاهدا له على من اتبعه

(٤٠)

وعصاه وبين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم فقال تعالىفي التحريص على اتباعه والترغيب في تصديقه والقبول لدعوته

قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكمفاتباعه محبة الله ورضاه غفران الذنوب وكمال الفوز ووجوب

الجنة وفى التولي عنه واالغراض محادة الله وغضبه وسخطهوالبعد منه مسكن النار وذلك قوله ومن يكفر به من األحزاب

فالنار موعده يعنى الجحود به والعصيان له فان الله تعالى امتحنفي عباده وقتل بيدي اضداده وافنى بسيفي جحاده وجعلني

زلفة للمؤمنين وحياض موت على الجبارين وسيفه على المجرمينوشد بي ازر رسوله وأكرمني بنصره وشرفني بعلمه وحباني باحكامه

واختصني بوصيته واصطفاني بخالفته في أمته وقد حسدهالمهاجرون واألنصار وانغضت به المحافل أيها الناس ان عليا منى

كهرون من موسى اال انه ال نبي بعده فعقل المؤمنون عن الله(٤١)

نطق الرسول إذ عرفوني انى لست بأخيه ألبيه وامه والكنت نبيا فاقتضى نبوة ولكن كان ذلك منه استخالفا لي كمااستخلف موسى هارون حيث يقول أخلفني في قومي وأصلح

وال تتبع سبيل المفسدين وقوله صلى الله عليه وآله وسلمحين تكلمت طائفة وقالت نحن موالى رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم فخرج رسول الله إلى حجة الوداع ثم صار

إلى غدير خم فامر فاصلح له شبه المنبر ثم عاله واخذ بعضديحتى رأى بياض إبطيه رافعا صوته قائال في محفله من كنت

مواله فعلى مواله اللهم وال من وااله وعاد من عاداه وكانت على واليتي والية الله وعلى عداوتي عداوة الله وانزل

الله تعالى في ذلك اليوم اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكمنعمتي ورضيت لكم االسالم دينا فكانت واليتي كمال الدين

ورضا الرب تعالى وانزل الله تعالى اختصاصا لي وتكريما نحلنيه(٤٢)

واعظاما وتفضيال من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلممنحنيه وهو قوله تعالى ثم ردوا إلى الله مولهم الحق االله الحكموهو أسرع الحاسبين في مناقب لو ذكرتها لعظم بها االرتفاع و

طال لها االستماع ولئن تقمصها دوني األشقيان ونازعانيفيما ليس لهما بحق وركباها ضاللة واعتقداها جهالة فلبئس ماعليه وردا ولبئس ما ألنفسهما مهدا يتالعنان في دورهما ويبرء

كل واحد منهما من صاحبه يقول لقرينه إذا التقيا يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين فيجيبه األشقى على وثوبه يا ليتني

لم أتخذك خليال لقد أضللتني عن الذكر بعد إذ جاءني وكانالشيطان لالنسان خذوال فانا الذكر عنه ضل والسبيل الذي

عنه مال وااليمان الذي به كفر والقرءان الذي إياه هجر والدينالذي به كذب والصراط الذي عنه نكب ولئن رتعا في الحطام المتصرم

والغرور المنقطع وكانا منه على شفا حفرة من النار لهما على شر(٤٣)

ورود في أخيب وفود وألعن مورود يتصارخان باللعنة ويتناعقان بالحسرة مالهما من راحة وال عن عذابهما من

مندوحة ان القوم لم يزالوا عباد أصنام وسدنة أوثانيقيمون لها المناسك وينصبون لها العناير ويتخذون لها

القربان ويجعلون لها البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ويستقسمون باألزالم عامهين عن الله عز ذكره حايرين عن الرشاد

مهطعين إلى البعاد قد استحوذ عليهم الشيطان وغمرتهم سوداءالجاهلية ورضعوا جهالة وانفطموا ضاللة فأخرجنا الله إليهم

رحمة واطلعنا عليهم رأفة واسفر بنا عن الحجب نورا لمن اقتبسهوفضال لمن اتبعه وتأييدا لمن صدقه فتبوء العز بعد الذلة

والكثرة بعد القلة وهابتهم القلوب واالبصار وأذعنت لهمالجبابرة وطواغيتها وصاروا أهل نعمة مذكورة وكرامة منسورةوامن بعد خوف وجمع بعد حوب وأضاءت بنا مفاخر معد بن

(٤٤)

عدنان وأولجناهم باب الهدى وأدخلناهم دار السالم واشملناهم ثوب االيمان وفلجوا بنا في العالمين وأثبت لهم أيام

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم آثار الصالحين من حام مجاهدومصل قانت ومعتكف زاهد يظهرون األمانة ويأتون المثابةحتى إذا دعا الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ورفعه إليه

لم يك ذلك بعده اال كلمحة من خفقة أو وميض من برقة إلى أنرجعوا على األعقاب وانتكصوا على االدبار وطلبوا باألوتار وأظهرواالكتائب وردموا الباب وقلوا الديار وغيروا آثار رسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم ورغبوا عن احكامه وبعدوا من انواره واستبدلوابمستخلفه بديال اتخذوه وكانوا ظالمين وزعموا أن من اختاروا

من آل أبي قحافة أولي بمقام رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم ممن اختار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمقامه

وان مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري األنصار الرباني(٤٥)

ناموس هاشم بن عبد مناف اال وان أول شهادة زور وقعتفي االسالم شهادتهم ان صاحبهم مستخلف رسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم فلما كان من أمر سعد بن عبادة ما كانرجعوا عن ذلك فقالوا ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

مضى ولم يستخلف وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمالطيب المبارك أول مشهود عليه بالزور في االسالم وعن

قليل يجدون غب ما يعملون وسيجد التالون غب ما أسسهاألولون ولئن كانوا في مندوحة من المهل وشفا من االجل

وسعة من المنقلب واستدراج من الغرور وسكون من الحالوادراك من األمل فقد امهل الله تعالى شداد بن عاد

وثمود بن عبود وبلعم بن باعور واسبغ عليهم نعمة ظاهرةوباطنة وأمدهم باألموال واألعمار واتتهم األرض ببركاتهاليذكروا آالء الله وليعرفوا اال هابة له واإلنابة إليه ولينتهوا

(٤٦)

عن االستكبار فلما بلغوا المدة واستتموا األكلة اخذهم اللهتعالى واصطلمهم فمنهم من حصب ومنهم من أخذته الصيحة

ومنهم من أحرقته الظلة ومنهم من أودته الرجفة ومنهممن أردته الخسفة وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم

يظلمون اال وان لكل أجل كتابا فإذا بلغ الكتاب اجله لو كشفلك عما هوى عليه الظالمون وآل إليه األخسرون لهربت إلى الله

تعالى مما هم إليه مقيمون واليه صائرون اال وانى فيكم أيهاالناس كهرون في آل فرعون وكباب حطة في بني إسرائيل وكسفينة

نوح في قوم نوح وانى النبأ العظيم والصديق األكبر وعن قليلستعلمون ما توعدون وهل هي اال كلقمة االكل ومذقة

الشارب وخفقة الوسنان ثم تلتزمهم المعرات خزيا في الدنياويوم القيمة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون

فما جزاء من تنكب محجته وأنكر حجته وخالف هداته وحار عن(٤٧)

نوره واقتحم في ظلمه واستبدل بالماء السراب وبالنعيم العذابوبالفوز الشفاء وبالسراء الضراء وبالسعة الضنك اال جزاء

افتراقه وسوء خالفه فليوقنوا بالوعد على حقيقته وليستيقنوابما يوعدون يوم تأتي الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج انا

نحن نحيي ونميت والينا المصير يوم تشقق األرض عنهم سراعا إلى آخر السورةاللغات

أرمضني أوجعني واحرقني الجاحد لصاحب الزمان أي امام الوقت وجحوده إما بانكارإمامته أو انكار

وجوده وتبوء خفض الدعة أي تمكن واستقر في متسع الراحة والحين بفتح الحاء الهالكوالحسب

ما يعد من المفاخر واألنذال السفهاء واألخساء أعود من العقل أي أنفع ومعز تسكن بهاألحزان أي

مسل من التسلية الضغينة الحقد المونق المعجب وما ال يدع وهو محمود أي من ال يدعالشر وما ال ينبغي على

اختيار بدعة على اضطرار ومن لم يعط قاعدا منع قائما يعنى ان الرزق قد قسمه الله فمن لميرزق قاعدا لم يجد

له القيام والحركة ان المنية قبل الدنية أي ان الموت خير من الذلة المراد بالقبلية القبليةبأشرف؟؟ والحساب

قبل العقاب أي محاسبة النفس في الدنيا خير من التعرض للعقاب في األخرى التجلد تكلفالشدة والقوة

بالمهوالت بمعنى الكشف وعلى نسخة سيختبر من الحسر والتبلد ضده سيحسر من بالرضا االختبار االمتحان أسعد

من المساعدة العض المسك باألسنان كظته البطنة أي مألته حق ال يطيق على النفس من فلذل بالفاء

أي كسر النبل بالضم الذكاء المعقول بمعنى العقل الكريم األبلج هو الذي اشتهر كرمهوظهر الملهوج

الحريص عدلت من التعديل أو بالتخفيف بمعنى المعادلة أي بمفرده يعدله سائر العقولالجلباب اللباس

وصول معدم بفتح الواو بمعنى البار والمعدم من اعدم المال كما أن المكثر من أكثره وقلماينصفك اللسان

أي يحملك وهذا مبالغة للزيادة في القول النحو القصد والقصد من القول ماال افراط فيه والتفريط و

الشرق الشجا والغصة واللؤم بالضم ضد الكرم المقيل القيلولة ومن لم يرغ في كالمه يقالفي حق من أظهر

فخره وهو من االرغاء ويقال أيضا فيمن لم يفصح في كالمه أو أظهر هجره في كالمه وماتناكرتم أي ينكر بعضكم بعضا

(٤٨)

لكنت أدهى العرب الدهاء جودة الرأي وذروة ذوائب األلفة أي أعالها والزلفة القرب ويلنجوج العود وهو ما يتجز به واإلنافة االشراف وتشبيه المراقي بالجواهر المختلفة إشارة

إلىاختالف الدرجات في الشرف والفضل الريطة كل ثوب رقيق لين اإلكليل التاج حجج

الدهور كناية عناألنبياء واألوصياء والعلماء بسطة البصر أي مده محليه عند قومه من التحلية بمعنى الوصف

بالحليةالمهيمن األمين والمؤتمن والشاهد الجحاد جمع جاحد الحياض السيال األزر القوة حشده

المهاجرونأي اجتمعوا إليه وأطافوا به وانغضت بالغين المعجمة والضاد المهملة امتألت نحلنيه أي

منحنيه وأختصنيه المولى هنا نفس اإلمام عليه السالم األشقيان األول والثاني المنصوب في تقمصها

مرجعالضمير الخالفة نكب وتنكب عدل الحطام الهيثم العتاير جمع العتيرة وهي شاة يذبحونها

في رجب آللهتهموالبحيرة والسائبة ناقتان مخصوصتان كانوا في الجاهلية يحرمون االنتفاع بهما والوصيلة

شاة مخصوصةيذبحونها على بعض الوجوه ويحرمونها على بعض والحام الفحل من اإلبل الذي طال مكثه

عندهم فال يركبوال يمنع من كال وماء واالستقسام باألزالم طلب معرفة ما قسم لهم مما لم يقسم باالقداح

والعمه التحيروالتردد واالهطاع االسراع االستحواذ االستيالء الحوب الوحشة والحزن معد بن عدنان أبو

العربالفلج الظفر والفوز المثابة موضع الثواب ومجتمع الناس بعد تفرقهم الخفقة النعاس الوميض

اللمعالخفى االنتكاص الرجوع الردم السد الغب بكسر الغين العاقبة الشفا بالفاء مقصورا الطرف

االصطالمبالمهملتين االستيصال الحصب رمى بالحصباء الظلة غيم تحته سموم االيداء واالرداء

االهالك الوسنانمن أخذته السنة المعرة االثم والعزم واألذى والضنك الضيق (هذه الخطبة تعرف بالوسيلة)

١١١ / ١٣ ومن خطبه عليه السالمفي معاتبة أصحابه رواها الفيض في روضة الوافي في باب خطبه عليه السالم ص ١٠ عن

روضة الكافيعن محمد بن علي بن معمر عن محمد بن علي عن عبد الله بن أيوب األشعري عن عمرو

األوزاعي عن عمرو بنشمر عن سلمة بن كهيل عن الهيثم بن التيهان ان أمير المؤمنين عليه السالم خطب الناس

بالمدينة فقالالحمد لله الذي ال اله اال هو كان حيا بال كيف ولم يكن له كان

وال كان لكأنه كيف وال كان له أين وال كان في شئ وال كان علىشئ وال ابتدع لكأنه مكانا وال قوى بعد ما كون شيئا وال كان

(٤٩)

ضعيفا قبل ان يكون شيئا وال كان مستوحشا قبل ان يبتدع شيئاوال يشبه شيئا وال كان خلوا من الملك قبل انشاءه وال يكون خلوا

منه بعد ذهابه كان الها حيا بال حياة ومالكا بعد انشاءه للكونوليس يكون لله كيف وال أين وال حد يعرف وال شئ يشبه وال

يهرم لطول بقائه وال يصعق لذعرة وال يخاف كما يخاف خليقتهمن شئ ولكن سميع بغير سمع وبصير بغير بصر وقوى بغير قوة من

خلقه ال يدركه حدق الناظرين وال يحيط السمعه سمع السامعينإذا أراد شيئا كان بال مشورة وال مظاهرة وال مخابرة وال يسئل أحدا

عن شئ من خلقه اراده ال تدركه االبصار وهو يدرك االبصاروهو اللطيف الخبير واشهد ان ال إله إال الله وحده ال شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره

على الدين كله ولو كره المشركون فبلغ الرسالة وانهج الداللة صلى اللهعليه وآله وسلم أيها األمة التي خدعت فانخدعت وعرفت خديعة

(٥٠)

من خدعها فأ صرت على ما عرفت واتبعت أهوائها وضربت في غشواءغوايتها وقد استبان لها الحق فصدت عنه والطريق الواضح فتنكبته

إما والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو اقتبستم العلم من معدنه وشربتم الماء بعذوبته وادخرتم الخير من موضعه واخذتم من الطريق

واضحه وسلكتم من الحق نهجه وتنهجت بكم السبل وبدت لكم االعالموأضاء لكم االسالم فاكلتم رغدا وما عال فيكم عائل وما ظلم منكممسلم وال معاهد ولكن سلكتم سبيل الظالم فاظلمت عليكم دنياكم

برحبها وسددت عليكم أبواب العلم فقلتم باهواءكم واختلفتم في دينكمفأفتيتم في دين الله بغير علم واتبعتم الغواة فأغوتكم وتركتم األئمة فتركوكم

فأصبحتم تحكمون باهواءكم إذا ذكر االمر سئلتم أهل الذكر فإذا أفتوكمقلتم هو العلم بعينه فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه رويداعما قليل تحصدون جميع ما زرعتم وتجدون وخيم ما اجترمتم وما

اجتنبتم والذي فلق الحبة وبرء النسمة لقد علمتم انى صاحبكم(٥١)

والذي به امرتم وانى عالمكم والذي بعلمه نجاتكم ووصيي نبيكموخيرة ربكم ولسان نوركم والعالم بما يصلحكم فعن قليل رويداينزل بكم ما وعدتم وما نزل باألمم قبلكم وسيسئلكم الله تعالى

عن أئمتكم معهم تحشرون والى الله غدا تصيرون إما والله لو كانلي عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر وهم اعدادكم لضربتكم

بالسيف حتى تولوا إلى الحق وتنيبوا للصدق وكان ارتق للفتق وآخذ بالرفق اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين قال ثم

خرج من المسجد فمر بصيرة فيها نحو من ثالثين شاة فقال والله لو أنلي رجاال ينصحون لله تعالى ولرسوله بعدد هذه الشياة ال زلت ابنآكلة الذبان (الدبان) عن ملكه قال فلما امسى بايعه ثالثمأة وستون

رجال على الموت فقال أمير المؤمنين عليه السالم اغدوا بنا إلى أحجار الزيتمحلقين وحلق أمير المؤمنين عليه السالم فما وافى من القوم محلقا اال أبو ذر والمقداد

وحذيفة اليمان وعمار بن ياسر وجاء سلمان في آخر القوم فرفع يده إلى السماء وفقال اللهم ان القوم استضعفوني كما استضعفت بنو إسرائيل

(٥٢)

هارون اللهم فإنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى عليك منشئ في األرض وال في السماء توفني مسلما والحقني بالصالحينإما والبيت والمفضى إلى البيت (وفى نسخة والمزدلفة والخفافإلى التجمير لوال عهد عهده إلى النبي األمي إال وردت المخالفين

خليج المنية وألرسلت عليهم شأبيب صواعق الموت وعنقليل سيعلمون

اللغات - الذعرة بالضم الخوف وبالفتح التخويف وال يحيط السمعه أي بما يسمعهوالعشا مقصورة سوء البصر والعمى والعشواء الناقة ال تبصر امامها ولسان نوركم أي القرآن

اعداد جمع عديد وهو الند والصيرة بالصاد المهملة والياء ثم الراء خطيرة للغنم والبقرالذبان بكسر الذال وتشديد الباء جمع ذباب وكنى بابن اكلتها عن سلطان الوقت فإنهم

المدينة الزيت موضع داخل نالوه واحجار يأكلون من كل خبيث الجاهلية كانوا في والمفضى

إلى البيت ماسه بيده والخفاف سرعة الحركة والتجمير لعله رمى الجمار والخليج النهروالشوبوب دفعة المطر

١١٢ / ١٤ ومن خطبه عليه السالمالوافي ص ١٣ خطبته عليه السالم في معاتبة األمة ووعيد بنى أمية نقلها عن الكافي

عن أحمد بن محمد الكوفي عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن أبي روح فرح بن قره عنجعفر بن

عبد الله عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السالم قال خطب أمير المؤمنين عليهالسالم بالمدينة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال

إما بعد فان الله تعالى لم يقصم جباري دهر اال من بعد تمهيلورخاء ولم يجبر كسر عظم من األمم اال بعد أزل وبالء أيها

(٥٣)

الناس في دون ما استقبلتم من خطب واستدبرتم من خطبمعتبر وما كل ذي قلب بلبيب وال كل ذي سمع بسميع و

الكل ذي ناظر عين ببصير عباد الله أحسنوا فيما يعنيكم (يغنيكم)النظر فيه ثم انظروا إلى عرصات من قد افاده الله بعلمه كانوا

على سنة من آل فرعون أهل جنات وعيون وزروع ومقامكريم ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور واالمر والنهى

ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان والله مخلدون ولله عاقبةاألمور فيا عجبا ومالي ال أعجب من خطأ هذه الفرق على اختالفحججها في دينها ال يقتصون اثر نبي وال يقتدون بعمل وصى وال

يؤمنون بغيب وال يعفون عن عيب المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا وكل امرء منهم امام نفسه آخذ منها فيما

بعرى ثقات وأسباب محكمات فال يزالون بجور ولن يزدادوااألخطاء وال ينالون تقربا ولن يزدادوا اال بعدا من الله تعالى

(٥٤)

انس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض كل ذلك وحشةمما ورث النبي األمي صلى الله عليه وآله وسلم ونفورا مما أديإليهم من اخبار فاطر السماوات واألرض أهل حسرات وكهوف

شبهات وأهل عشوات وضاللة وريبة من وكله الله إلىنفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله غير المتهم عند من ال

يعرفه فما أشبه هؤالء بانعام قد غاب عنها رعائها وواسفامن فعالت شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعديبعضها بعضا وكيف يقتل بعضها بعضا المتشتتة غدا عن األصلالنازلة بالفرع المؤملة الفتح من غير جهته كل حزب منهم آخذ

منه بغصب من أينما مالها (مال الغصن) مال معه مع أن اللهوله الحمد سيجمع هؤالء لشر يوم لبني أمية كما يجمع قزع الخريف

يؤلف الله بينهم ثم يجعلهم ركاما كر كأم السحاب ثم يفتح لهمأبوابا يسيلون من مستثارهم كسيل الجنتين سيل العرم حيث نقب

(٥٥)

عليه فأرة فلم يثبت عليه اكمة ولم يرد سننه رص طود يدغدغهمالله في بطون أودية ثم يسلكهم ينابيع في األرض يأخذ بهم من قوم

حقوق قوم ويمكن بهم قوما في ديار قوم (في نسخة أخرى ويمكن من قوملديار قوم) تشريدا لبني أمية ولكيال يغتصبوا ما غصبوا يضعضع الله

بهم ركنا وينقض بهم طي الجنادل مولده ويمأل منهم بطنانالزيتون فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة ليكونن ذلك وكأني

اسمع صهيل خيلهم وطمطمة رجالهم وأيم الله ليذوبن ما فيأيديهم بعد العلو والتمكين في البالد كما تذوب االلية على

النار من مات منهم مات ضاال والى الله عز وجل يفضى منهممن درج ويتوب الله تعالى على من تاب ولعل الله يجمع شيعتي

بعد التشتت لشر يوم لهؤالء ليس ألحد على الله عز ذكره الخيرةبل لله الخيرة واالمر جميعا أيها الناس ان المنتحلين لالمامة

من غير أهلها كثير ولو لم تتخاذلوا عن مز الحق ولم تهنوا عن(٥٦)

عن توهين الباطل لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم ولم يقو من قوىعليكم وعلى هضم الطاعة وازواءها عن أهلها لكن تهتم كما تاهت

بنو إسرائيل على عهد موسى عليه السالم ولعمرى ليضاعفنعليكم التيه من بعدي اضعاف ما تاهت بنو إسرائيل ولعمرى

ان لوقد استكملتم من بعدي مدة سلطان بنى أمية لقد اجتمعتمعلى سلطان الداعي إلى الضاللة وأحييتم الباطل وخلفتم الحقخلف ظهوركم وقطعتم األدنى من أهل بدر ووصلتم اال بعد

من أبناء الحرب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولعمرىان لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء وقرب الوعد

وانقضت المدة وبدا لكم النجم ذوا الذنب من قبل المشرق والحلكم القمر والمنير فإذا كان ذلك فراجعوا التوبة واعلموا انكم اناتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول صلى الله عليه و

آله وسلم فتداويتم من العمى والصم والبكم وكفيتم مؤنة(٥٧)

الطلب والتعسف ونبذتم الثقل القادح عن األعناق وال يتعدالله اال من أبى وظلم واعتسف واخد ما ليس له وسيعلم الذين ظلموا

أي منقلب ينقلبوناللغات - األزل بسكون الزاء الشدة والضيق فيما يعنيكم بالعين المهملة أي يهمكم وفى

بعضالنسخ يغنيكم بالغين المعجمة وهو تصحيف أقاده الله من القود والقصاص ويؤيده ان في

بعض النسخيعمله بتقديم الميم على الالم أو أقاده بمعنى أعطاه ليقودها ولعل المراد مكنه الله من الملك

بان خلى بينهوبين اختياره ولم يمسك يده عما اراده بعلمه وحكمته بما يقتضيه علمه من عدم اجبارهم

على الطاعاتوترك المنهيات واالقتصاص االقتفاء واالتباع فيما يرى من الرأي ولعل المراد من األصل

امام الحقومن الفرع األئمة عليهم السالم ومن الفتح ظهور دولة الحق وبالغصن كل مدع منهم

والقزعبالقاف والزاء المعجمة ثم العين المهملة قطع السحاب وتخصيصه بالخريف ألنه أول

الشتاء والسحابإلى بعض والركام فيه متفرقا غير متراكم وال مطبق ثم يجتمع بعد ذلك بعضه يكون

المتراكب بعضه فوقبعض من مستشارهم أي محل انبعاثهم والعرم يطلق على الصعب أو المطر الشديد أو الجرذ

أو الواديأو غيرها وقيل هو اسطرخ سبأ وقيل انما أضيف السيل إلى الجرذ ألنه نقب عليهم سدا

ضربته لهمبلقيس فحقنت به الماء وتركت فيه ثقبا على مقدار ما يحتاجون إليه أو المسناة التي عقدت

سداعلى أنه جمع عرمه وهي الحجارة المركومة وكان ذلك بين عيسى عليه السالم ومحمد

صلى الله عليه وآله وسلمواألكمة التل والرض الدق الجريش والطوط الجيل وفى بعض النسخ الرص بالصاد المهملة

بمعنى االلزاقتعالى الله إلى أو السيل إلى يرجع في سننه والمجرور الصواب ولعله والشد والضم

والذعذعةبالذالين المعجمتين والعينين المهملتين التفريق والتشريد التنفير والتضعضع الهدم واالزالل

األرمدمشق واإلسكندرية وبطنان جمع بطن وهو الغامض من األرض وزيتون مسجد دمشق أو

جبال شاموالطمطمة في الكالم ان يكون فيه عجمة يفضى منهم من درج أي يرجع من مات واالزواء

الصرف والفادحالمثقل الصعب ولعل لطالع المشرق كناية عن اإلمام القائم صلوات الله وسالمه عليه

١١٣ / ١٥ ومن خطبه عليه السالمفي الفتن والبدع - الوافي ص ١٤ عن الكافي عن علي عن ابنه عن حماد بن عيسى عن

إبراهيم بن عثمان(٥٨)

عن سليم بن قيس الهاللي قال خطب أمير المؤمنين عليه السالمفحمد الله وأثنى عليه ثم

صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قالاال ان أخوف ما أخاف عليكم خلتان اتباع الهوى وطول األملإما اتباع الهوى فيصد عن الحق واما طول األمل فينسى اآلخرة

اال ان الدنيا قد ترحلت مقبلة ولكل واحدة بنون فكونوا منأبناء اآلخرة وال تكونوا من أبناء الدنيا فان اليوم عمل وال حساب

وان غدا حساب وال عمل وانما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع واحكام تبتدع يخالف فيها حكم الله يتولى فيها رجال رجاال اال

ان الحق لو خلص لم يكن اختالف ولو أن الباطل خلص لم يخفعلى ذي حجى لكنه يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان

فيجتمعان فيجلالن معا فهنالك يستولى الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى انى سمعت رسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم يقول كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربوا فيها الصغيرويهرم فيها الكبير يجرى الناس عليها ويتخذونها سنة فإذا غير

(٥٩)

منها شئ قد غيرت السنة وقد اتى الناس منكرا ثم تشتد البليةوتسبى الذرية وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب وكما تدقالرحى بثفالها ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ويطلبون

الدنيا باعمال اآلخرة ثم اقبل بوجهه وحوته ناس من أهل بيتهوخاصته وشيعته فقال قد عملت الوالة قبلي أعماال خالفوا فيهارسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمدين لخالفه ناقضين

لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتهاإلى مواضعها والى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه

وآله وسلم متعمدين لتفرق عنى جندي حتى أبقى وحدى أو قليلمن شيعتي الذين عرفوا فضلى وفرض إمامتي من كتاب الله و

سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرأيتم لو امرت بمقامإبراهيم عليه السالم فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورددت فدك إلى ورثة(٦٠)

فاطمة عليها السالم ورددت صاع رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم كما كان وأمضيت قطائع اقطعها رسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم القوام لم تمض لهم ولم تنفذ ورددت دارجعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت فضايا من الجور قضى

بها ونزعت نساء تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهنواستقبلت بهذا الحكم في الفروج واالحكام وسبيت ذراري

بنى تغلب ورددت ما قسم من ارض خيبر ومحوت دواوين العطاياوأعطيت كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعطى

بالسوية ولم اجعلها دولة بين األغنياء وألقيت المساحة وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم كما انزل الله وفرضه ورددت مسجد رسول الله صلى الله

عليه وآله إلى ما كان عليه وسددت ما فتح فيه من األبواب وفتحت ما سد منه وحرمت المسح على الخفين وحددت على النبيذ

(٦١)

وأمرت باحالل المتعتين وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيراتوألزمت الناس بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من ادخل

مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده ممن كانرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ادخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطالق

على السنة واخذت الصدقاتعلى أصنافها وحدودها ورددت الوضوء والغسل والصالةإلى مواقيتها وشرايعها ومواضعها ورددت أهل نجران إلىمواضعهم ورددت سبايا فارس وسائر األمم إلى كتاب اللهوسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إذا لتفرقوا عنى والله

لقد امرت الناس ان ال يجتمعوا في شهر رمضان اال في فريضة وأعلمتهم ان اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكرى

ممن يقاتل معي يا أهل االسالم غيرت سنة عمر نهانا عن الصالةفي شهر رمضان تطوعا ولقد خفت ان يثوروا في ناحية جانب

(٦٢)

عسكرى ما لقيت من هذه األمة من الفرقة وطاعة أئمة الضاللوالدعاة إلى النار وأعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي قالالله تعالى ان كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان

يوم التقى الجمعان فنحن والله عنى بذى القربى الذي قرننا الله بنفسهوبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم فقال فلله وللرسول و

لذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل منا خاصة كياليكون دولة بين األغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه و

ما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله في ظلم آل محمد صلوات الله عليهمان الله شديد العقاب لمن ظلمهم رحمة منه لنا وغنى اغنانا

الله به ووصى به نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ولم يجعل لنافي سهم الصدقة نصيبا أكرم الله رسوله صلى الله عليه وآله و

سلم وأكرمنا أهل البيت ان يطعمنا من أوساخ الناس فكذبوا اللهوكذبوا رسوله وجحدوا كتاب الله الناطق بحقنا ومنعونا فرضا فرضه

(٦٣)

الله لنا ما لقى أهل بيت نبي من أمته مثل ما لقينا بعد نبيناصلى الله عليه وآله وسلم والله المستعان على من ظلمنا وال

حول وال قوة اال بالله العلي العظيماللغات - الحجى بتقديم المهملة العقل الضغث القبضة عن الشئ التجليل الستر يربوا فيها

الصغيرأي يكبر كناية عن امتدادها الثفال بالكسر جلدة تبسط تحت رحا اليد ليقع عليها الدقيق

ويسمىالثالثة الوالة بها السالم أراد عليه أعماال قبل الوالة مثفاال قد عملت الحجر األسفل

التي خالفوا واعمالهم فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقوله أرأيتم لو امرت بمقام إبراهيم عليه السالم

إلى قوله إذالتفرقوا عنى إذا هذه جواب لو وان بعدت عنها وان عمر قد غير مقام إبراهيم زمان خالفته

ورده إلى ما كانفي زمان الجاهلية وكان زمان رسول الله الزقا بالبيت وصاع رسول الله صلى الله عليه

وآله كان خمسةأرطال برطل المدينة القطيعة طائفة من أرض الخراج اقطعها أي عينها ورددت قضايا من

الجور كقضاءعمر بالعول والتعصيب في اإلرث وغيرها مما يخالف حكم الله وسنة نبيه صلى الله عليه

وآله وسلم ونزعت نساءتحت رجال يغر حق كمن طلقت بغير شهود وغير طهر وغير ذلك ومحوت دواوين العطايا

إشارة بما ابتدع الثالثةفي زمان خالفتهم من الخراجات وغيرها مما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه

وآله وسلم وال في عهد أبى بكرولم اجعلها دولة بين األغنياء يعنى ان يتداولوه بينهم ويحرمون الفقراء والمراد بالمساحة

مساحة األرضللخراج وسويت بين المناكح إشارة إلى ما ابتدعه عمر من منعه غير قريش ان يتزوج في

قريش ومنعه الترويج بينالعرب مع العجم وأنفذت خمس الرسول إشارة إلى منع عمر أهل البيت خمسهم ورددت

مسجد رسول الله إشارةإلى اخراج ما زادوه فيه وسددت ما فتح فيه من األبواب إشارة إلى ما نزل به جبرئيل من

الله وأمره بسد األبوابمن مسجده إال باب علي عليه السالم كأنهم قد عكسوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله

وسلم وحرمت المسح علىالخفين في الوضوء إشارة إلى تجويز عمر ذلك وأمره به وحددت على النبيذ النهم استحلوه

بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلموأمرت باحالل المتعتين متعة الحج ومتعة النساء إذ قال عمر متعتان كانتا على عهد رسول

الله وانا احرمهاوأعاقب عليهما متعة النساء ومتعة الحج وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات ذلك

النهم جعلوها أربعاوألزمت الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم النهم يتخافتون بها أو يسقطونها في الصالة

وأدخلت من اخرج إشارةإلى من أمر الله باخراجهم عن المسجد وانهم خالفوا امره وامر رسوله وأخرجت من ادخل

لعله إشارة إلى المدفونين(٦٤)

عنده في المسجد أو من ادخلوه فيه بعده وحملت الناس على حكم القرآن ذلك النهمخالفوا القرآن في

كثير من احكامه وابدعوا فيها وهي كثيرة جدا من أراد االطالع بها فعليه بالكتب المبسوطةالمتداولة بين الفريقين

١١٤ / ١٦ ومن خطبه عليه السالمفي حقوق الوالي والرعية - نقلها في الوافي ص ١٧ عن الكافي عن علي بن الحسين

المؤدب عن البرقيوأحمد بن محمد بن أحمد عن التميمي جميعا عن إسماعيل بن مهران عن عبد الله بن

الحارث عن جابر عن أبي جعفرعليه السالم قال خطب أمير المؤمنين عليه السالم الناس بصفين فحمد الله وأثنى عليه وصلى

علىنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال إما بعد فقد جعل الله لي عليكم حقا

بوالية امركم ومنزلتي التي أنزلني الله بها منكم ولكم على منالحق مثل الذي لي عليكم والحق أجمل األشياء في التواصف وأوسعها

في التناصف ال يجرى الحد اال جرى عليه وال يجرى عليه اال جرىله ولو كان الحد ان يجرى ذلك وال يجرى عليه لكان ذلك لله

تعالى خالصا دون خلقه لقدرته على عباده ولعدله في كل ماجرت عليه صروف قضائه ولكنه جعل حقه على العباد ان يطيعوه

وجعل كفارتهم عليه حسن الثواب تفضال منه وتطوال بكرمهوتوسعا بما هو من المريد له أهل ثم جعل من حقوقه حقوقا فرضهالبعض الناس على بعض فجعلها تتكافئ في وجوهها ويوجب ببعضها

(٦٥)

بعضا وال يستوجب بعضها اال ببعض فاعظم ما افترض الله تعالى من تلكالحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي فريضة فرضها

الله تعالى لكل على كل فجعلها نظام ألفتهم (وفى نسخة نظاما أللفتهموعزا لدينهم وقواما لسنن الحق فيهم فليست تصلح الرعية االبصالح الوالة وال تصلح الوالة اال باستقامة الرعية فإذا أدت

الرعية إلى الوالي حقه وادى إليها الوالي كذلك عن الحق بنيهم وقامت مناهج الدين واعتدلت معالم العدل وجرت على أزاللها

السنن فصلح بذلك الزمان وطاب به العيش وطمع في بقاء الدولةويئست مطامع األعداء وإذا غلبت الرعية على واليهم وعال الوالي

الرعية اختلفت هنا لك الكلمة وظهرت مطامع الجور وكثر األدغالفي الدين وتركت معالم السنن فعمل بالهوى وعطلت اآلثار وكثر علل

النفوس وال يستوحش لجسيم حق عطل وال لعظيم باطل أثل فهنالك يذلاال برار ويعز األشرار وتحزب البالد وتعظم تبعات الله عند العباد

(٦٦)

فهلم أيها الناس إلى التعاون على طاعة الله عز وجل والقيامبعدله والوفاء بعهده واالنصاف له في جميع حقه فإنه ليس العبادإلى شئ أحوج منهم إلى التناصح في ذلك وحسن التعاون عليه

وليس أحد وان اشتد على رضا الله حرصه وطال في العلم اجتهادهببالغ حقيقة ما اعطى الله تعالى من الحق أهل (وفى نهج البالغة ببالغ حقيقة

ما الله أهله من الطاعة) ولكن من واجب حقوق الله على العباد النصيحةله بمبلغ جهدهم والتعاون على إقامة الحق فيهم ثم ليس امرء وان عظمتفي الحق منزلته وجسمت في الحق فضيلته بمستغن عن أن يعان على ماحمله الله من حقه وال المرء مع ذلك حست به األمور واقتحمته العيون

بدون ما ان يعين على ذلك ويعان عليه وأهل الفضيلة في الحال وأهل النعم العظام أكثر في ذلك حاجة وكل في الحاجة إلى الله تعالى

شرع سواء فاجابه رجل من عسكره ال يدرى من هو ألنه لم ير في عسكره قبل ذلك اليوموال بعده فقال

وأحسن الثناء على الله تعالى بما أبالهم وأعطاهم من واجب حقه عليهم(٦٧)

واالقرار بكل ما ذكر من تصرف الحاالت به وبهم ثم قال أنت أميرناونحن رعيتك بك أخرجنا الله من الذل وباعزازك اطلق عباده

من الغل فاختر علينا وامض اختيارك وائتمر فامض ائتمارك فإنك القائلالمصدق والحاكم الموفق والملك المحول ال نستحل في شئ معصيتك والنقيس علما بعلمك يعظم عندنا في ذلك خطرك ويجل عنه في أنفسنا فضلك

فاجابه أمير المؤمنين عليه السالمفقال إن من حق من عظم جالل الله في نفسه وجل موضعه من

قلبه ان يصغر عنده كل ما سواه لعظم ذلك وان أحق من كان كذلكلمن عظمت نعمة الله عليه ولطف احسانه إليه فإنه لم تعظم نعمة الله

على أحد اال ازداد حق الله عليه عظما وان من استخف حاالت الوالة عندصالح الناس ان يظن بهم حب الفخر ويوضع امرهم على الكبر وقد كرهت

ان يكون جال في ظنكم انى أحب االطراء واستماع الثناء ولست بحمد اللهكذلك ولو كنت أحب ان يقال ذلك لتركته انحطاطا لله سبحانه عن تناول

(٦٨)

ما هو أحق به من العظمة والكبرياء وربما استحلى الناس الثناءبعد البالء فال تثنوا على بجميل ثناء الخراجي نفسي إلى الله واليكم

من البقية في حقوق لم افرغ من أدائها وفرائض البد من امضائهافال تكلموني بما تكلمون به الجبابرة وال تتحفظوا منى بما يتحفظ به عند أهل

البادرة وال تخالطوني بالمصانعة وال تظنوا بي استشقاال لحققيل لي وال التماس اعظام نفسي لما ال يصلح لي فإنه من استثقل

الحق ان يقال له أو العدل انى يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليهفال تكفوا عنى مقالة بحق أو مشورة بعدل فانى لست في نفسي بفوقما ان اخطئ وال آمن ذلك من فعلى اال ان يكفي الله من نفسي ما هو

أملك به منى فإنما انا وأنتم عبيد مملوكون لرب ال رب غيره يملك مناماال نملك من أنفسنا إلى ما صلحنا عليه فابدلنا بعد الضاللة

بالهدى وأعطانا البصيرة بعد العمى فاجابه الرجل الذي اجابه منقبل فقال أنت أهل ما قلت والله والله أهل فوق ما قلته فبالئه عندنا ال يكفر وقد

حملك الله رعايتنا ووالك سياسة أمورنا فأصبحت علمنا الذي نهتدى به وامامنا الذي(٦٩)

نقتدى به وأمرك كله رشد وقولك كله أدب قد قرت بك في الحياة أعيننا وامتألتمن سرور بك قلوبنا وتحيرت من صفة ما فيك من بارع الفضل عقولنا ولسنا نقوللك أيها االمام الصالح تزكية لك وال نجاوز القصد في الثناء عليك ولمن يكون في

في أنفسنا طعن على يقينك أو غش في دينك فنتخوف أن تكون أحدثت بنعمة الله تعالىتجبرا

ودخلك كبر ولكنا نقول لك ما قلنا تقربا إلى الله تعالى بتوقيرك وتوسعا بتفضيلك وشكراباعظام امرك فانظر لنفسك ولنا وآثر أمر الله على نفسك وعلينا فنحن طوع فيما امرتنا ننقاد

من األمور مع ذلك فيما ينفعنا فأجابه أمير المؤمنين فقال وانا استشهدكمعند الله على نفسي لعلمكم فيما وليت به من أموركم وعما قليل

يجمعني وإياكم الموقف بين يديه والسؤال عما كنا فيه ثميشهد بعضنا على بعض فال تشهدوا اليوم بخالف ما أنتم شاهدون

غدا فان الله تعالى ال يخفى عليه خافية وال يجوز عنده اال مناصحة الصدر في جميع األمور فاجابه الرجل ويقال لم يرى الرجل بعد كالمه

هذا ألمير المؤمنين عليه السالم فاجابه وقد عال الذي في صدره فقال والبكاء يقطعمنطقه وغصص الشجا يكسر صوته اعظاما لخطر مرزئته ووحشة من كون فجيعته فحمد

اللهواثنى ثم شكا عليه هول ما اشفى إليه من الخطر العظيم والذل الطويل في فساد زمانه

وانقالبحده وانقطاع ما كان من دولته ثم نصب المسألة إلى الله تعالى باالمتنان عليه والمدافعة

عنه بالتفجع وحسن الثناء فقال يا رباني العباد ويا ساكن البالد أين يقع قولنا من فضلك وأين يبلغ وصفنا من فعلك وانى نبلغ حقيقة حسن ثناءك أو نحصى جميل بالءك وكيف

ربك جرتنعم الله علينا وعلى يدك اتصلت أسباب الخير إلينا ألم تكن لذل الذليل مالذا وللعصاة

الكفار اخوانافبمن اال باهل بيتك وبك أخرجنا الله من فضاعة تلك الخطرات أو بمن فرج عنا غمرات

الكربات وبمن(٧٠)

اال بكم أظهر الله معالم ديننا واستصلح ما كان فسد من دنيانا حتى استبان بعد الجورذكرنا و

قرت من رخاء العيش أعيننا لما ولينا باالحسان جهدك ووفيت لنا بجميع وعدك وقمت لناعلى

جميع عهدك فكنت شاهد من غاب منا وخلف أهل البيت لنا وكنت عز ضعفاءنا وعمادعظمائنا

يجمعنا في األمور عدلك ويتسع لنا في الحق تأنيك فكنت لنا انسا إذا أريناك وسكنا إذاذكرناك

فأي الخيرات لم تفعل وأي الصالحات ال تعمل ولو أن االمر الذي نخاف عليك منه يبلغتحويله جهدنا

ويقوى لمدافعته طاقتنا أو يجوز الفداء عنك منه بأنفسنا وبمن نفد فيه بالنفوس من أبناءنالقدمنا أنفسنا وأبناءنا قبلك وال خطرناها وقل خطرها دونك ولقمنا بجهدنا في محاولة من

حاولكوفى مدافعة من ناواك ولكنه سلطان ال يحاول وعز ال يزاول ورب ال يغالب فان يمنن علينا

بعافيتكويترحم علينا ببقاءك ويتحنن علينا بتفريح هذا من حالك إلى سالمة منك لنا وبقاء منك بينأموالنا انصاف نديمه ونقسم نعظمه وذكرا بذلك شكرا لله عز وجل أظهرنا نحدث

صدقات وانصافرقيقنا عتقاء ونحدث له تواضعا في أنفسنا ونخشع في جميع أمورنا وان يمض بك الجنان

ويجرى عليكحتم سبيله فغير متهم فيك قضائه وال مدفوع عنك بالءه وال مختلفة مع ذلك قلوبنا بان

اختيارهلك ما عنده على ما كنت فيه ولكنا نبكى من غير اثم لعز هذا السلطان ان يعود ذليال

وللذين والدنياأكيال فال نرى لك خلفا نشكوا إليه وال نظيرا نأمله وال نقيمه

اللغات قوله فريضة فرضها الله إما مرفوع ليكون خبر مبتداء محذوف واما منصوب علىالحالية أو باضمار

فعل عز الحق أي غلب على أزاللها زل الطريق بالكسر محجتها وأمور الله الجارية علىأزاللها مجاريها وهي جمع

زل بالكسر أثل يقال ما مؤثل ومجد مؤثل أي مجموع ذو أصل واثلة أي زكاه وفى النهجانه بالحفيف خسئت

به األمور أي طردت وبعدت قوله فاجابه رجل قال العالمة المجلسي ره في شرح الخطبةالظاهر هو الخضر

من الغل أي أغالل الشرك والمعاصي والمحكى عن بعض النسخ القديمة (اطلق عنا رهاين

الغل) أي ماالله به فامضه علينا وااليتمار بمعنى اقبل ما امرك القيمة وأتمر أي يوجب اغالله يوم

بالخاء المشاورة والمخول المنعم عليه من أسخف في بعض نسخ الكافي من استخف من االستخفاف وفى النهج

وبعض النسخ من أسخف بكسرالميم من السخافة جال بالجيم من الجوالن االطراء المبالغة في المدح وربما استحلى الناس

أي وجدوهحلوا الخراجي نفسي أي العترافي بين يدي الله وبمحضر منكم ان حقوقا على في واليتكم

ورياستي عليكم لم أقم بهاالبادرة الحدة والكالم الذي يسبق من االنسان في الغضب المصانعة الرشوة والمداراة فبالئه

عندناال يكفر أي نعمته عندنا وافرة بحيث ال نستطيع كفرها وسترها وقد عال الذي في صدره

يقال عالني الشئ أيغلبني وعال امرهم اشتد غصص الشجا الغصة بالضم ما اعترض في الحلق والشجا والشجو

الهم والحزن قوله(٧١)

لخطر مرزئته الخطر بالتحريك القدر والمزلة واالشراف على الهالك والمرزئة الفجيعةوالمصيبة قوله

اشفى أي أشرف عليه الرباني منسوب إلى الرب بزيادة األلف والنون وهو العالم الراسخ فيالعلم و

الدين الذي يطلب بعلمه وجه الله والعصاة الكفار اخوانا أي كنت تعاشر من يعصيككمعاشرة

االخوان شفقة منك عليهم طالبا لهدايتهم الحور النقصان بعد الزيادة وفى بعض النسخالجور و

الثمال الملجأ يبلغ تحريكه أي تغييره وصرفه وفى بعض النسخ القديمة تحويلة حاولك أيقصدك أكيال

األكيل بمعنى المأكول وبمعنى االكل وهنا بمعنى الثاني أي نبلى بتبدل هذا السلطان الحقبسلطنة

الجور فيكون آكال للدين والدنيا وفى بعض النسخ لعن الله هذا السلطان فمرجع اإلشارةشخصه

أقول إن هذه الخطبة قد نقلها الرضي رضي الله عنه وارضاه في النهج لكن لما كان بين مافيه

وفى الكافي اختالفا كثيرا وزيادة ونقصانا فلذا اوردتها في مجموعتي هذه تعميما للعائدةوتميما للفائدة

١١٥ / ١٧ ومن خطبه عليه السالمفي معاتبة طالبي التفضيل نقلها في الوافي ص ٢٠ عن الكافي عن علي عن أبيه ومحمد بن

عليجميعا عن إسماعيل بن مهران وباالسنادين المتقدمين عن إسماعيل بن مهران عن المنذر بن

جعفرأمير اتى نباتة قال العبدي عن األصبغ بن الله بن جرير الحكم بن ظهير عن عبد عن

السالم المؤمنين عليه عبد الله بن عمر وولد أبى بكر وسعد بن أبي وقاص يطلبون منه التفضيل لهم فصعد المنبر

ومال الناسإليه فقال الحمد لله ولى الحمد ومنتهى الكرم ال تدركه الصفات

وال يحد باللغات وال يعرف بالغايات واشهد ان ال إله إال اللهوحده ال شريك له وأن محمدا رسول الله نبي الهدى وموضع التقوى

ورسول الرب االعلى جاء بالحق من عنده لينذرك بالقرءان المبين والبرهانالمستبين صدع بالكتاب المبين ومضى على ما مضت عليه الرسل

األولون إما بعد أيها الناس فال تقولن رجال قد كانت الدنيا

(٧٢)

غمرتهم فاتخذوا العقار وفجروا األنهار وركبوا أقره الدواب ولبسوا ألين الثياب فصار ذلك عليهم عارا وشنارا ان لم يغفر

لهم الغفار إذا منعتهم ما كانوا فيه يخوضون وصيرتهمإلى ما يستوجبون فيفقدون ذلك فيسئلون ويقولون ظلمنا

علي بن أبي طالب وحرمنا ومنعنا حقوقنا فالله عليهم المستعانمن استقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا وآمن بنبينا وشهد شهادتنا و

دخل في ديننا أجرينا عليه حكم القرآن وحدود االسالم ليس ألحدعلى أحد فضل اال بالتقوى اال وان للمتقين عند الله أفضل

الثواب وأحسن الجزاء والمآب لم يجعل الله تعالى الدنيا للمتقينثوابا وما عند الله خير لألبرار انظروا أهل دين الله فيما أصبتم

في كتاب الله وتركتم عند رسول الله وجاهدتم به في ذات اللهأبحسب أم بنسب أم بعمل أم بطاعة أم زهادة وفيما أصبحتم فيه راغبين

فسارعوا إلى منازلكم رحمكم الله التي امرتم بعمارتها العامرة التي(٧٣)

ال تخرب الباقية التي ال تنفذ التي دعاكم إليها وحضكم عليها ورغبكمفيها وجعل الثواب عنده عنها فاستتموا نعم الله تعالى بالتسليم

لقضائه والشكر على نعمائه فمن لم يرض بهذا فليس منا وال إليناوان الحاكم يحكم بحكم الله وال خشية عليه من ذلك أولئك همالمفلحون وفى نسخة وال وحشة وأولئك ال خوف عليهم وال هميحزنون وقال وقد عاتبتكم بدرتي التي أعاتب بها أهلي فلم تبالوا

وضربتكم بسوطي الذي أقيم به حدود ربى فلم ترعوا أتريدونان أضربكم بسيفي إما انى اعلم الذي تريدون ويقيم أودكم ولكن

ال اشترى صالحكم بفساد نفسي بل يسلط الله عليكم قوما فينقسملي منكم فال دنيان استمتعتم بها وال آخرة صرتم إليها فبعدا وسحقا

ألصحاب السعيراللغات ولد أبى بكر عبد الرحمن فصدع أي شق جماعاتهم بالتوحيد أو اجهر بالقرءان أو

أظهر أو احكمبالحق أفره الدواب يقال دابة فارهة أي نشيطة قوية نفيسة قوله بدرتي الدرة بالكسر التي

يضرب بهاوهي أصغر من السوط وهو أكبر وأشد منها واالرعواء االنزجار عن القبيح وقيل الندم على

الشئ سحقا أي بعدا١١٦ / ١٨ ومن خطبه عليه السالم

(٧٤)

في الزهد والعبادة - في الوافي ص ٢١ نقلها عن الكافي عن علي بن الحسين المؤدبوغيره

عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن عبد الله بن الحارث الهمداني عن جابر عن أبي عبدالله

عليه السالم قال خطب أمير المؤمنين عليه السالم فقال الحمد لله الخافض الرافعالضار النافع الجواد الواسع الجيلي ثناءه الصادقة أسمائه المحيطبالغيوب وما يخطر بالقلوب الذي جعل الموت بين خلقه عدال

وانعم بالحياة عليهم فضال فاحيى وأمات وقدر األقوات أحكمهابعلمه تقديرا وأتقنها بحكمه تدبيرا انه كان خبيرا بصيرا هو القائم

بال فناء والباقي إلى غير منتهى يعلم ما في األرض وما في السماء ومابينهما وما تحت الثرى احمده بخالص حمده المخزون بما حمده به

المالئكة والنبيون حمدا ال يحصى له عدد وال يتقدمه أمد واليأتي بمثله أحد أو من به وأتوكل عليه واستهديه واستكفيه و

استقضيه بخير واسترضيه واشهد ان ال إله إال الله وحده ال شريكله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق

ولو كره المشركون صلى الله عليه وآله وسلم أيها الناس ان الدنيا كله على الدين ليظهره(٧٥)

ليست لكم بدرا وال قرار انما أنتم فيها كركب عرسوا فانا خوا ثماستقلوا فعدوا وراحوا دخلوا خفافا وراحوا خفافا لم يجدوا

عن مضى نزوعا والى ما تركوا رجوعا جدبهم فجدوا وركنواإلى الدنيا فما استعدوا حتى إذا اخذ بكظمهم وخلصوا لي دار

قوم جفت أقالمهم لم يبق من أكثرهم خبر وال اثر قل في الدنيالبثهم وعجل إلى اآلخرة بعثهم فأصبحتم حلوال في ديارهم ظاعنينعلى آثارهم المطايا بكم تسير سيرا ما فيه أين وال تقصير نهاركم

بأنفسكم دؤوب وليلكم بأرواحكم ذهوب فأصبحتم تحكمون منحالهم حاال وتحتدون من مسلكهم مثاال فال تغرنكم الحياة

الدنيا فإنما أنتم فيها سفر حلول الموت بكم نزول تتنضل فيكم مناياهوتمضى باخباركم مطاياه إلى دار الثواب والعقاب والجزاء والحساب

رحم الله امرءا راقب ربه وتنكب ذنبه وكابر هواه وكذب مناهامرء أزم نفسه من التقوى بزمام وألجمها من خشية ربها بلجام فقادها

(٧٦)

إلى الطاعة بزمامها وقدعها عن المعصية بلجامها رافعا إلىالمعاد طرفه متوقعا في كل أوان حتفه دائم الفكر طويل السهر

غروفا عن الدنيا ساما كدوحا الخرته متحافظا امرءا جعل الصبرمطية نجاته والتقوى عدة وفاته ودواء أجوائه فاعتبر وقاسوترك الدنيا والناس يتعلم للتفقه والسداد وقد وقر قلبه ذكر

المعاد وطوى مهاده وهجر وساده منتصبا على أطرافه داخال فياعطافه خاشعا لله يراوح بين الوجه والكفين خشوع في السر لربه

لدمعه صبيب ولقلبه وجيب شديدة اسباله ترتعد من خوفالله تعالى أوصاله قد عظمت فيما عند الله رغبته واشتدت منه رهبته

راضيا بالكفاف من امره وان أحسن طول عمره يظهر دون ما يكتم ويكتفى بأقل مما يعلم أولئك ودايع الله في بالده المدفوع بهم عن

عباده لم أقسم أحدهم على الله تعالى ال بره أو دعا على أحد نصره اللهيسمع إذا ناجاه ويستجيب له إذا دعاه جعل الله العاقبة للتقوى

(٧٧)

والجنة ألهلها مأوى دعائهم فيها أحسن الدعاء سبحانكاللهم دعاهم المولى على ما اتاهم وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين

اللغات - استقصنه بالصاد المهملة من قولهم استقصى في المسألة وتقصى إذا بلغ الغايةأو بالضاد المعجمة كما في بعض النسخ من قولهم استقضى فالن أي طلب إليه ان يقضيه

كركب عرسواالركب جمع راكب والتعريس نزول القوم في السفر من آخر الليل نزلة للنوم واالستراحة ثم

استقلوااستقل القوم أي مضوا وارتحلوا حكى عن الجوهري نزوعا نزع نزوعا أي كف واقلع عنه

أي لم يقدرواعلى الكف جدبهم فجدوا أي حشوهم على االسراع في المسر فأسرعوا بكطمهم الكظم

محركة الحلق والفم ومخرجالنفس من الحلق حلول جمع حال ظاعنين أي سائرين ما فيه أين قال الجوهري األين

االعياءتنضل فيكم مناياه التنضل واالنتضال رمى السهام سفر حلول هما جمعان أي مسافرون

حللتم في الدنيا دؤبباخباركم مطاياه االخبار األعمال إذا تعب وجد تمضى العمل يقال فالن دؤوب في

والمطايا يطلق علىاالشخاص واألعمار وحفظة األعمال وكابر هواه أي غالبها وخالفها وفى بعض النسخ

كابدهاالموت بالقاذف كفها والحتف المهملة أي قاساها شدته في ترك هواه قدعها بالدال

والعزوفعن الشئ الزهد فيه واالنصراف عنه والمالل منه والسامة المالل والكدح السعي والجواء

حرقةالقلب والعطاف الرداء الوجيب اضطراب القلب االسبال ارسال الدمع واألوصال المفاصل

١١٧ / ١٩ ومن خطبه عليه السالمفي انذاره بما يأتي من زمان السوء - الوافي ص ٢٢ عن الكافي عن أحمد بن سعيد بن

المنذر بن محمد عنأبيه عن جده قال خطب أمير المؤمنين عليه السالم ورواها غير بغير هذا االسناد وذكر انه

خطب بذي قارفحمد الله وأثنى عليه ثم قال إما بعد فان الله تعالى بعث محمدا صلى الله

عليه وآله وسلم بالحق ليخرج عباده من عبادة عباده إلى عبادتهومن عهود عباده إلى عهوده ومن طاعة عباده إلى طاعته و

من والية عباده إلى واليته بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه

(٧٨)

وسراجا منيرا عودا وبدوا عذرا ونذرا بحكم قد فصله وتفصيلقد احكمه وفرقان قد فرقه وقرآن قد بينه ليعلم العباد من ربهم

إذ جهلوه وليقروا به إذ جحدوه وليثبتوه بعد ان أنكروه فتجلى لهمسبحانه في كتابه من غير أن يكون رأوه فأراهم حلمه كيف حلم

واراهم عفوه كيف عفى واراهم قدرته كيف قدر وخوفهم منسطوته وكيف خلق ما خلق من اآليات وكيف محق من محق من العصاة

بالمثالت واحتصد من احتصد بالنقمات وكيف رزق وهدى واعطى واراهم حكمه كيف حكم وصبر حتى يسمع ما يسمع ويرى فبعث

الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وليس عند أهل ذلك الزمانشئ اخفى من الحق وأظهر من الباطل وال أكثر من الكذب على اللهوعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وليس عند أهل ذلك الزمان

سلعة أبور من الكتاب إذا تلى حق تالوته وال سلعة أنفق بيعاوال أغال ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه وليس في العباد

(٧٩)

وال في البالد شئ هو أنكر من المعروف وال هو األعرف من المنكروليس فيها فاحشة أنكر وال عقوبة أنكا من الهدى عند الضالل

في ذلك الزمان فد نبذ الكتاب صلته وتناساه حفظته حتىتمالت بهم األهواء وتوارثوا ذلك من االباء وعملوا بتحريف

الكتاب وأهل الكتاب في ذلك الزمان طريدان منفيانوصاحبان مصطحبان في طريق واحد ال يؤويهما مؤو فحبذا ذانك

الصاحبان وأهالهما ولما يعمالن (يعمدان) له فالكتاب وأهل الكتابفي ذلك الزمان في الناس وليسوا فيهم ومعهم وليسوا

معهم وذلك الن الضاللة ال توافق الهدى وان اجتمعا وقداجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة قد ولو امرهم وامر

دينهم من يعمل فيهم بالمكر والمنكر والرشا والقتل لم يعظهمعلى تحريف الكتاب تصديقا لما يفعل وتزكية لفضله ولم يولوا

(٨٠)

امرهم من يعلم الكتاب ويعمل بالكتاب ولكن ولهم منيعمل بعمل أهل النار كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب امامهم

لهم يبقهم من الحق اال اسمه ولم يعرفوا من الكتاب اال خطهوزبره يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فال يطمئن جالساحتى يخرج من الذين ينتقل من دين ملك إلى دين ملك ومن والية

ملك إلى والية ملك ومن طاعة ملك إلى طاعة ملك ومن عهودملك إلى عهود ملك فاستدرجهم الله تعالى من حيث ال يعلمونوان كيده متين باالمل والرجاء حتى توالدوا في المعصية ودانوا

بالجور والكتاب لم يضرب عن شئ منه صفحا ضالال تائهين قد ذلوابغير دين الله تعالى وأدانوا لغير الله مساجدهم في ذلك الزمان فقراءها

وعمارها أخائب خلق الله وخليفته من عندهم جرت الضاللةواليهم تعود فحضورهم مساجدهم والمشي إليها كفر بالله العظيم اال

(٨١)

من مشى إليها وهو عارف بضاللهم فصارت مساجدهم من فعالهمعلى ذلك النحو خربة من الهدى عامرة من الضاللة قد بدلت سنة

الله وتعديت حدود الله ال يدعون إلى الهدى وال يقسمون الفئوال يوفون بذمة يدعون القتل منهم على ذلك شهيدا فدانوا

الله باالفتراء والجحود واستغنوا بالجهل عن العلم ومن قبل مامثلوا بالصالحين من كل مثلة وسموا صدقهم على الله فرية

وجعلوا في الحسنة العقوبة السيئة وقد بعث الله تعالى إليكمرسوال من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف

رحيم صلى الله عليه وآله وسلم وانزل على كتابا عزيزا ال يأتيهالباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من عزيز حكيم حميد قرآنا

غير ذي عوج لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فاليلهينكم األمل وال يطولن عليكم االجل فإنما أهلك من كان

قبلكم امتداد أملهم وتعطية اآلجال عنهم حتى نزل بهم(٨٢)

الموعود الذي ترد عنه المعذرة وترفع عنه التوبة وتحل معهالقارعة والنقمة وقد أبلغ الله تعالى إليكم بالوعيد وفصل لكم

القول وعلمكم السنة وشرع لكم المناهج ليزيح العلة وحث علىالذكر ودل على النجاة وانه من انتصح الله واتخذ قوله دليال هداه

للتي هي أقوم ووفقه للرشاد وسدده ويسره للحسنى فان جارالله آمن محفوظ وعدوه خائف مغرور فاحترسوا من الله بكثرة

الذكر واخشوا منه بالتقوى (بالتقى) وتقربوا إليه بالطاعةفإنه قريب مجيب قال الله تعالى وإذا سئلك عبادي عنى فانى قريب

أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهميرشدون فاستجيبوا لله وآمنوا به وعظموا الله الذي ال ينبغي لمن

عرف عظمة الله تعالى ان يتعظم فان رفعة الدين يعلمون ماعظمه الله ان يتواضعوا له وعز الدين يعلمون ما جالل الله ان

يذلوا له وسالمة الدين يعلمون ما قدرة الله ان يستسلموا له(٨٣)

فال ينكرون أنفسهم بعد حد المعرفة وال يضلون بعد الهدى فالتنفروا من الحق نفار الصحيح من األجرب والباري من ذي السقم واعلموا

علما يقينا انكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ولنتأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ولن تمسكوا به

حتى تعرفوا الذي تعدى نبذه (ولن تتلوا الكتاب حتى تعرفوا الذيحرفه ولن تعرفوا الضاللة حتى تعرفوا الهدى ولم تعرفواالتقوى حتى تعرفوا الذي تعدى) فإذا عرفتم ذلك عرفتم

البدع والتكلف ورأيتم الفرية على الله وعلى رسوله والتحريفلكتابه ورأيتم كيف هدى الله من هدى فال يجهلنكم الذين ال

يعلمون فان علم القرآن ليس يعلم ما هو اال من داق طعمهفعلم بالعلم جهله وابصر به عماه وسمع به صمصمه وأدرك به

علم ما فات وحى به بعد إذ مات وأثبت عند الله تعالى به ذكرهالحسنات ومحى به السيئات وأدرك به رضوانا من الله تعالى

(٨٤)

فاطلبوا ذلك من عند أهله خاصة فإنهم خاصة نور يستضاء بهوأئمة يهتدى بهم وهم عيش العلم وموت الجهل هم الذين يخبركم

حكمهم عن علمهم وصمتهم عن منطقهم وظاهرهم عن باطنهمال يخافون الدين وال يختلفون فيه فهو بينهم شاهد صادق

وصامت ناطق فهو من شأنهم شهداء بالحف ومخبر صادق ال يخالفونالحف وال يختلفون فيه قد خلت لهم من الله سابقة ومضى فيهم

من الله تعالى حكم صادق وفى ذلك ذكرى للذاكرين فاعقلوا الحقإذا سمعتموه عقل رعاية وال تعقلوه عقل رواية فان رواة الكتاب

كثير ورعاته قليل والله المستعاناللغات ذو قار موضع بين الكوفة وواسط عودا وبدوا يعنى عود إلى الدعوة بعد ما بدء فيها

المثالثجمع المثله بفتح الميم وضم الثاء وهي العقوبة واالحتصاد المبالغة في القتل واالستيصال

مأخوذ منحصد الزرع والسلعة بكسر السين المتاع والبوار الكساد وقوله أنكى يقال نكيت في العدو

أنكى نكاية إذاكثرت فيهم الجراج والقتل فوهنوا لذلك وتناساه أي ارى من نفسه انه نسيه حتى تمالت

بهم األهواءكذا في أكثر النسخ ويحتمل ان يكون بتشديد الالم تفاعال من المالل أي بالغوا في متابعة

األهواء حق كأنها ملتبهم أو بتخفيف الالم من قولهم تمالئوا عليه إلى تعاونوا واجتمعوا فخفف الهمزة ويكون

الباء بمعنى على قال المجلسي رهواألظهر ما في النسخة المصححة القديمة وهو تمايلت أي امالتهم األهواء والشهوات عن

الحق إلى الباطل وفى بعضالنسخ غالت بالغين المعجمة من قولهم غاله أي أهلكه ال يؤويهما مؤو كناية عن عدم

الرجوع إليهما واالخذ بما يأمران به(٨٥)

والبخس بالباء والخاء الناقص وقوله واها كلمة تلهف وتوجع لما يعمالن له في بعض النسخلما يعمدان أي لعلة

الغائبة من خلقهما لم يعظم يعنى الوالي تصديقا متعلق بالتحريف الزبر بالفتح مصدر زبرتأي كتبت و

بالكسر الكتوب لم يضرب عن شئ منه صفحا أي لم يعرض عنه اعراضا بل بين ذلكجميعا فان فيه تبيان كل

شئ وأخايب جمع أخيب والمثلة بالضم النكال ومن روى مثلوا بالتشديد أراد جدعوهمبقطع الكالم

وهو االذان واال نوف العقوبة السيئة في بعض الروايات عقوبة السيئة باإلضافة ولعله أفصحمن أنفسكم

من جنسكم عربي مثلكم وقرئ من أنفسكم أي أشرفكم شديد شاق ما عنتم ولقاءكمالمكروه حريص

عليكم أي على ايمانكم من صالح شأنكم من كان حيا أي عاقال فهما فان الغافل كما ليتأو مؤمنا في علم الله

تعالى بالموعود الموت القارعة الشديدة من شدائد الدهر وهي الداهية واالنتصاح قبولالنصيحة

١١٨ / ٢٠ ومن خطبه عليه السالممرآة العقول للعالمة المجلسي ره في شرح أصول الكافي ص ٣٢٦ عن الكافي عن علي بن

الحسين المؤدب وغيرهعن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن عبد الله بن أبي الحرث الهمداني

عن جابر عن أبي جعفر عليهالسالم قال خطب أمير المؤمنين عليه السالم فقال

مرآة العقول عن الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن النعمانلو غيره عن أبي

عبد الله عليه السالم انه ذكر هذه الخطبة ألمير المؤمنين عليه السالم يوم الجمعة الحمد للهأهل

الحمد ووليه ومنتهى الحمد ومحله البدي البديع االجل األعظماألعز األكرم المتوحد بالكبرياء والمتفرد باألآلء القاهر بعزة و

المتسلط بقهره الممتنع بقوته المهيمن بقدرته والمتعالى فوق كل شئيجبرونه والمحمود بامتنانه وباحسانه المتفضل بعطاءه وجزيل

فوائده الموسع برزقه المسبغ بنعمته نحمده على آالئه وتظاهر نعمائه(٨٦)

حمدا يزن عظمة جالله ويمأل قدر آالئه وكبرياءه واشهد انال إله إال الله وحده ال شريك له الذي كان في أزليته متقادما

وفى ديموميته متسيطرا خضع الخالئق بوحدانية وربوبيتهوقديم أزليته ودانوا لدوام أبديته وأشهد أن محمدا عبدهورسوله وخيرته من خلقه اختاره بعلمه واصطفاه لوحيه

وأتمنه على سره وارتضاه لخلقه وانتدبه لعظيم امره ولضياءمعالم دينه ومناهج سبيله ومفتاح وحيه وسببا لباب رحمته

ابتعته على حين فترة من الرسل وهداة من العلم واختالف من المللوضالل عن الحق وجهالة بالرب وكفر بالبعث والوعد أرسله

إلى الناس أجمعين رحمة للعالمين بكتاب كريم قد فضله وفصلهوبينه وأوضحه وأعزه وحفظه من أن يأتيه الباطل من بين يديه

ومن خلفه تنزيل من حكيم حميد ضرب للناس فيه األمثال وصرففيه اآليات لعلهم يعقلون أحل فيه الحالل وحرم فيه الحرام

(٨٧)

وشرع فيه الدين لعباده عذرا أو نذرا لئال يكون للناس على اللهحجة بعد الرسل ويكون بالغا لقوم عابدين فبلغ رسالته وجاهد في سبيله وعبده حتى اتاه اليقين صلى الله عليه وآله

وسلم تسليما كثيرا أوصيكم عباد الله واوصى نفسي بتقوى الله الذيابتدء بدؤ األمور بعلمه واليه يصير غدا معادها ويبدء فنائها

وفنائكم وتصرم أيامكم وفنأ آجالكم وانقطاع مدتكم فكانقد زالت عن قليل عنا وعنكم كما زالت عمن كان قبلكم واجعلوا عباد الله اجتهادكم في

هذه الدنيا بالتزود من يومها القصير ليوماآلخرة الطويل فإنها دار عمل واآلخرة دار القرار والجزاء فتجافواعنا فإنها المغتر من اغتر بها لن تعدوا الدنيا إذا تناهت إليها أمنية

أهل الرغبة فيها المجين لها والمطمئنين إليها المفتونين بها أن تكونكما قال الله تعالى كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات األرضمما تأكل الناس واالنعام اآلية مع أنه لم يصب امرؤ منكم في هذه

(٨٨)

الدنيا خبرة اال أورثته غبرة وال يصبح فيها في جناح امن اال وهويخاف فيها نزول جايحة أو تغير نعمة أو زوال عافية مع أن الموت

من وراء ذلك وهول المطلع والوقوف بين يدي الحكم العدل تجزىكل نفس بما عملت ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذينأحسنوا بالحسنى فاتقوا الله عز ذكره وسارعوا إلى رضوان الله و

العمل بطاعته والتقرب إليه بكل ما فيه الرضا فإنه قريب مجيبجعلنا الله وإياكم ممن يعمل بمحابته ويجتنب سخطه ثم إن أحسن

القصص وأبلغ الموعظة وانفع التذكر كتاب لله قال الله تعالىإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون أستعيذ باللهمن الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان االنسان

لفى خسر اال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوابالصبر ان الله ومالئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا

صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلى على محمد وآل محمد وبارك(٨٩)

على محمد وآل محمد وتحنن على محمد وآل محمد وسلم على محمد وآلمحمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على

إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم اعط محمدا الوسيلةوالشرف والفضيلة والمنزلة الكريمة اللهم اجعل محمدا وآل محمد

أعظم الخالئق كلهم شرفا يوم القيمة وأقربهم منك مقعداوأوجههم عندك يوم القيمة جاها وأفضلهم عندك منزلة ونصيبا

اللهم اعط محمدا أشرف المقام وحباء السالم وشفاعة االسالماللهم والحقنا به غير خزايا وال ناكثين وال نادمين وال متبدلين

اله الحق آمين ثم جلس قليال ثم قال الحمد لله أحق من خشى وحمد وأفضل من القى وعبد واولى من عظم ومجد نحمده لعظيم

غنائه وجزيل عطائه وتظاهر نعمائه وحسن بالئه ونؤمن بهداهالذي ال يخبؤ ضياءه وال يتمهد سناءه وال يوهن عزه ونعوذ

بالله من سوء كل الريب وظلم الفتن ونستغفره من مكاسب الذنوب(٩٠)

ونستعصمه من مساوى األعمال ومكاره اآلمال والهجوم فياألهوال ومشاركة أهل الريب والرضا بما يعمل الفجار في األرض

بغير الحق اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات االحياء منهمواألموات الذين توفيتهم على دينك وملة نبيك اللهم تقبل حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم

وادخل عليهم المغفرة والرحمةوالرضوان واغفر لالحياء من المؤمنين والمؤمنات الذين وحدوك

وصدقوا رسلك وتمسكوا بدينك وعملوا بفرائضك واقتدوابنيك وسنوا سنتك وأحلوا حاللك وحرموا حرامك وخافوا

عقابك ورجوا ثوابك ووالوا أولياءك وعادوا أعداءكاللهم اقبل حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم وادخلهم

برحمتك في عبادك الصالحين آل الحق آميناللغات - البدئ أي األول كما ذكره الجوهري وهو بتشديد الياء ويحتمل ان يكون فعيال

الخالق البديع المبدع وهو الذي لم يعهد مثله وال نظيره بمعنى مفعل كالبديع بمعنى المخترع ال

عن مثال الممتنع أي يمتنع ان يصل إليه السوء أو يغلب عليه أحد المهيمن الرقيب وقيلالشاهد

وقيل المؤتمن وقيل القائم بأمور الخلق المتعالى مبالغة في علوه المسبغ المكمل بنعمتهالمتسيطر الرقيب

(٩١)

الحافظ كالمتسلط ودانوا أي أقروا وأذعنوا بدوام أبديته أو أطاعوا أو خضعوا وذلوا وعبدواوهذآه بفتح الهاء وسكون الدال أي بعده بالغا أي كفاية أو سبب بلوغ إلى البيعة فتجافوا

عنها أياتركوها وابعدوا عنها لن تعدوا الدنيا أي ال تتجاوزوا إذا انتهت إليها من عدا يعدوا الحبرة

بالفتح النعمةوسعة العيش العبرة بالفتح الدمعة قبل ان تفيض الجايحه الشدة التي تحتاج المال من شدته

أوفتنة هو المطلع أراد به الموقف التحنن الترحم الحباء بالكسر العطاء ال تخبو أي ال تسكن

الهجوم الدخول١١٩ / ٢١ ومن خطبه عليه السالم

في الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسىعن الحسن بن

محبوب عن محمد بن نعمان أبى جعفر األحول عن سالم بن المستنير عن أبي جعفر عليهالسالم

قال إن أمير المؤمنين عليه السالم لما انقضت القصة فيما بينه وبين طلحة والزبيروعايشة بالبصرة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله صلى الله عليه وآله و

سلم ثم قال أيها الناس ان الدنيا حلوة خضرة تفتن الناسبالشهوات وتزين لهم بعاجلها وأيم الله لتعز من أهلها وتخلف من رجاها وستورث غدا أقواما الندامة والحسرة

باقبالهم عليها وتنافسهم فيها وحسدهم وبغيهم علىأهل الدين والفضل فيها ظلما وعدوانا وبغيا وآشرا وبطراوبالله انه ما عاش قوم قط في غضارة من كرامة نعم الله

في معاش دنيا وال دائم تقوى في طاعة الله والشكر لنعمهفأزال ذلك عنهم اال من بعد تغيير من أنفسهم وتحويل

(٩٢)

عن طاعة الله والحادث من ذنوبهم وقلة محافظة وترك مراقبة الله عز وجل وتهاون بشكر نعم الله الن الله

عز وجل يقول إن الله ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهموإذا أراد الله بقوم سوء فال مرد له وما لهم من دونه من

وال ولو أن أهل المعاصي وكسبته الذنوب إذا هم حذروازوال نعم الله وحلول نقمته وتحويل عافيته أيقنوا ان

ذلك من الله جل ذكره بصدق من نياتهم واقرار منهمبذنوبهم واساءتهم لصفح لهم عن كل ذنب وإذا ألقالهم

كل عترة ولرد عليهم كل كرامة ونعمة ثم أعاد لهم من صالحامرهم ومما كان أنعم به عليهم كلما زال عنهم وافسد

عليهم فاتقوا الله أيها الناس حق تقاته واستشعروا خوف اللهعن ذكره واخلصوا النفس وتوبوا إليه من قبيح ما استفزكم

الشيطان من قتال ولى االمر وأهل العلم بعد رسول الله(٩٣)

صلى الله عليه وآله وسلم وما تعاونتم عليه من تفريقالجماعة وتشتت االمر وفساد صالح ذات البين ان الله

عز وجل يقبل التوبة ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلوناللغات - قوله حلوة خضرة أي غضة ناعمة طرية تفتن الناس بكسر التاء على بناء

المجرد أو على بناء التفعيل أو االفعال أي توقعهم في الفتنة قوله وزين لهم بعاجلها على بناءالتفعيل إما للمعلوم أي تزين نفسها لهم بعاجل نعيمها المنقطع الفاني ويحتمل أن تكون

الباء زائدةأي تزين عاجلها للناس أو للمجهول أي تزينها النفس أو الشيطان قوله وتخلف من رجاها

أي ال تفي بوعد من وثق بها ورجاها األشر شدة الفرح والبطر قلة احتمال النعمة والغضارةطيب

العيش واالستفزاز االستخفاف أقول نقل هذه الخطبة أيضا في الوافي ص ١٧ في روضته١٢٠ / ٢٢ ومن خطبه عليه السالم

كتاب التوحيد ألبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي اللهعنه وارضاه

قد نقلت هذه الخطبة من النسخة المطبوعة في بمبئ سنة ١٣٢٢ الهجرية القمرية ص ٢٣في باب التوحيد

ونفى التشبيه عنه قال حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمدبن أبي

عبد الله عن أبيه محمد بن خالد البرقي عن أحمد بن النضر وغيره عن عمرو بن ثابت عنرجل سماه

عن أبي إسحاق السبعي عن الحرث األعور قال خطب أمير المؤمنين عليه السالم علي بنأبي طالب يوما

خطبه بعد العصر فعجب الناس من حسن صفته وما ذكر من تعظيم الله جل جالله قال أبوإسحاق فقلت

للحرث أو ما حفظتها قال قد كثبتها فأمالها علينا من كتابه الحمد لله الذي ال يموتوال تنقضى عجائبه ألنه كل يوم في شأن من احداث بديع لم يكن الذي

لم يولد فيكون في العز مشاركا ولم يلد فيكون موروثا هالكاولم يقع عليه األوهام فتقدره شبحا ماثال (مائال) ولم تدركه

(٩٤)

االبصار فيكون بعد انتقالها حائال الذي ليست له في أوليتهنهاية وال في آخريته حد وال غاية الذي لم يسبقه وقت ولم

يتقدمه زمان ولم يتعاوده زيادة وال نقصان ولم يوصفباين وال بم وال بمكان الذي بطن من خفيات األمور وظهر في

العقول بما يرى في خلقه من عالمات التدبير الذي سئلت األنبياءعنه فلم تصفه بحد وال بنقص بل وصفته بافعاله ودلت

عليه بآياته وال يستطيع عقول المتفكرين جحده الن من كانتالسماوات واألرض فطرته وما فيهم وما بينهم وهو الصانع لهن

فال مدافع لقدرته الذي بان من الخلق فال شئ كمثله الذي خلقالخلق لعبادته وأقدرهم على طاعته بما جعل فيهم وقطع

عذرهم بالحجج فعن بينة هلك من هلك وعن بينة يحيى من يحيىولله الفضل مبدءا ومعيدا ثم إن الله وله الحمد افتتح الكتاببالحمد لنفسه فقال وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب

(٩٥)

العالمين الحمد لله الالبس الكبرياء بال تجسد (تجسيد) والمرتدىبالجالل بال تمثيل والمستوى على العرش بال زوال والمتعالى عن

الخلق بال تباعد منهم القريب منهم بال مالمسة منه لهم ليسله حد ينتهى إلى حده وال له مثل فيعرف بمثله ذل من تجبر غيرهوصغر من تكبر دونه وتواضعت األشياء لعظمته وانقادت لسلطانه

وعزته وكلت عن ادراكه طروف العيون وقصرت دون بلوغصفته اوهام الخالئق األول قبل كل شئ واالخر بعد كل

شئ وال يعد له شئ ن الظاهر على كل شئ بالقهر له والمشاهدلجميع األماكن بال انتقال إليها ال تلمسه المسة وال تحسه حاسةوهو الذي في السماء اله وفى األرض اله وهو الحكيم العليم اتقن

ما أراد خلقه من األشياء كلها بال مثال سبق إليه وال لعوبدخل عليه في خلق ما خلق لديه ابتدء ما أراد ابتدائه وأنشأ

ما أراد انشائه على ما أراد من الثقلين الجن واإلنس لتعرف بذلك(٩٦)

ربوبيته وتمكن فيهم (فيه) طواعيته نحمده بجميع محامدهكلها على جميع نعمه (نعمائه) كلها ونستهديه لمراشد أمورناونعوذ به من سيئات أعمالنا ونستغفره للذنوب التي سلفت مناونشهد ان ال إله إال الله وأن محمدا عبده ورسوله بعثه بالحق

داال عليه وهاديا إليه فهدانا به من الضاللة واستنقذنا بهمن الجهالة من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ونال

ثوابا كريما ومن يعص الله ورسوله فقد خسر خسرانا مبينا واستحقعذابا أليما فأبخعوا بما يحق عليكم من السمع والطاعة واخالص النصيحة

وحسن الموازرة وأعينوا أنفسكم بلزوم الطريقة المستقيمة وهجراألمور المكروهة وتعاطوا الحق بينكم وتعاونوا عليه وخذوا

على يدي الظالم السفيه مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واعرفوالذوي الفضل فضلهم عصمنا الله وإياكم بالهدى وثبتنا و

إياكم على التقوى واستغفر الله لي ولكم(٩٧)

أقول قد روى الكليني ره هذه الخطبة في الكافي باختالف يسير في بعض لكلماته نشيرإليها

في طي بيان لغاتها اللغات قوله شها مائال أي قائما أو مماثال ومشاركا في الممكنات قولهحائال أي متغيرا من حال الشئ يحول إذا تغير وبعض األفاضل قرء بعد مضمومة الباء

مرفوعة االعرابعلى أن يكون اسم كان وال بم أي ال يوصف بكلمة ما ولم يوصف باين أي بمكان وال

بما إذ ليستله مهية يمكن ان تعرف حتى يسئل عنها بما هو بطن من خفيات أي أدرك الباطن من

خفيات األمورمحل اآلخرة مصدر ميمي أي حلولها بما جعل فيهم أي من األعضاء والجوارح وقوله

بالحجج أي الباطنةوهي العقول والظاهرة وهي األنبياء قوله فعن بينة أي بسبب بنية واضحة أو معرضا ومجازا

عنهاأو عن بمعنى بعد أي بعد وضوح بينة - وفى الكافي وبمنه نجي من نجي وقوله مبدء أو

معيداأي حال ابداء الخلق وايجاده في الدنيا وحال ارجاعهم واعادتهم بعد الفناء أو مبدء حيث

بدء العبادمفطورين على معرفته قادرين على طاعة ومعيدا حيث لطف بهم ومن عليهم بالرسل واألئمة

عليهم السالمأو في بد الكريم التنزيل لنفسه أي في الحمد افتتح الكافي الكتاب وفى افتتح وقوله

الحمد بايجاد وااليجاد قوله بال تمثيل أي بمثال جسماني قوله افتتح من تجبر عنه في الكافي مكان عنه غيره فهو

حال عن الفاعل وكذاقوله دونه قوله وال لغوب أي تعب وقوله ويمكن على التفعيل والطواعية الطاعة طروف

العيونالطرف تحريك الجفن بالنظر لغوب اعياء وتعب فانجعوا بالباء الموحدة والخاء المعجمة

والعين المهملةأي فبالغوا في أداء ما يجب عليكم وفى الصحاح والقاموس نجع أي خضع أو فلح أي

افلحوا أو من النجعةبالضم بالنون والجيم كما في بعض النسخ وهي طلب الكالم من موضعه والموازرة المعاونة

وتعاطوا أي تناولوا١٢١ / ٢٣ ومن خطبه عليه السالم

نقلها الصدوق ره في التوحيد ص ٦٠ قال اخبرنى أبو العباس الفضل بن الفضل بن العباسالكندي فيما اجازه لي بهمدان سنة أربع وخمسين وثلثمائة قال حدثنا محمد بن سهل يعنى

العطارالبغدادي لفظا من كتابه سنة خمس وثلثمائة قال حدثنا عبد الله بن محمد البلوى قال

حدثنيعمارة بن زيد قال حدثني عبد الله بن العال قال حدثني صالح بن سبيع عن عمرو بن محمد

بن صعصعةبن صوحان قال حدثني أبي عن أبي المعتمر مسلم بن أوس قال حضرت مجلس علي عليه

السالم في جامعالكوفة فقام إليه رجل مصفر اللون كأنه من متهودة اليمن فقال يا أمير المؤمنين صف لنا

خالقكوانعته لنا كانا نراه وننظر إليه فسبح علي عليه السالم ربه وعظمه عز وجل وقال الحمد

لله الذي هو أول بال بذئ مما وال باطن فيما وال يزال مهما وال(٩٨)

ممازج معما وال خيال وهما ليس بشبح فيرى وال بجسم فيتجزى والبذى غاية فيتناهى وال بمحدث فيبصر وال بمستتر فيكشف وال بذى حجب

فيحوى كان وال أماكن تحمله اكنافها وال حملة ترفعه بقوتها والكان بعد ان لم يكن بل حارت األوهام ان يكيف المكيف لألشياءومن لم يزل بال مكان وال يزول باختالف األزمان وال ينقلب شأنبعد شأن البعيد من حدس القلوب المتعالى عن األشباح والضروب

الوتر عالم الغيوب فمعاني الخلق عنه منفية وسرائرهم عليه غير خفيةالمعروف بغير كيفية ال يدرك بالحواس وال يقاس بالناس وال تدركه

االبصار وال يحيطه (يحيط به) األفكار وال تقدره العقول والتقع عليه األوهام فكلما قدره عقل أو عرف له مثل فهو محدودوكيف يوصف باألشباح وينعت باأللسن الفصاح من لم يحلل

في األشياء فيقال هو فيها كائن ولم ينأ عنها فيقال هو عنهابائن ولم يخل منها فيقال أين ولم يقرب منها بااللتزاق ولم

(٩٩)

يبعد عنها باالفتراق بل هو في األشياء بال كيفية وهو أقربأينا من حبل الوريد وابعد من الشبه من كل بعيد لم يخلق

األشياء من أصول أزلية وال من أوائل كانت قبله أبديةبل خلق ما خلق وأتقن خلقه وصور ما صور فاحسن صورته

فسبحان من توحد في علوه فليس بشئ منه امتناع والله بطاعةأحد انتفاع اجابته للداعين سريعة والمالئكة له في السماوات

واألرض مطيعة كلم موسى تكليما بال جوارح وأدوات والشفه وال لهوات سبحانه وتعالى عن الصفات فمن زعم أن

اله الخلق محدود فقد جهل الخالق المعبود والخطبة طويلة أخذنا منه موضع الحاجة انتهىاللغات قوله ال بدئ على فعيل أي ال يقال بدء األشياء مما إذ لم يخلقها من شئ قوله وال

يزال مهماكلمة مهما هنا ظرف زمان جيئ بها لتعميم األزمان أي ال يزول ابدا ويحتمل ان يكون

حرف نفى آخرمقدرا أو يكون معطوفا على المنفى سابقا أي ليس ال يزاله مقيدا بمهما يكن كذا ويمكن

ان يكون سقوطأحدهما من النساخ لتوهم التكرار وال ممازج معما أي ال يمكن ان يقال مع أي شئ يمازج

وال خيالوهما أي غير متخيل بالوهم ليس بشبه أي ليس بشخص وال بمحدث فينبصر أي لو كان

مبصرا لكان محدثافال يتوهم منه ان كل محدث مبصر قوله فيحوى أي أن تكون الحجب حاوية له أو يكون

جسما محويا بالحدودوالنهايات الضروب هي جمع الضرب بمعنى المثل أو المراد ضرب األمثال األشباح الصور

الخيالية والعقلية١٢٢ / ٢٤ ومن خطبه عليه السالم

(١٠٠)

تفسير علي بن إبراهيم القمي طبع طهران في سنة ١٣١٣ الهجرية القمرية ص ٤ قال قالأمير المؤمنين عليه السالم

أيها الناس ان الله عز وجل بعث نبيه محمدا صلى الله عليهوآله وسلم بالهدى وانزل إليه الكتاب بالحق وأنتم أميون عن

الكتاب ومن أنزله وعن الرسول ومن أرسله أرسله على حين فترةمن الرسل وطول هجعة من األمم وانبساط من الجهل واعتراض

من الفتنة وانتقاص من البرم وعمى عن الحق واعتساف من الجوروامتحاق من الدين وتلظى من الحروب وعلى حين اصفرار من رياض جنات

الدنيا وبؤس من أغصانها وانتشار من ورقها وياس من ثمرتهاواغورار من مائها قد درست اعالم الهدى وظهرت اعالم الردىمتجهمة في وجوه أهلها مكفهرة مدبرة غير مقبلة ثمرتها الفتنة

وطعامها الجيفة وشعارها الخوف ودثارها السيف قد مزقهمكل ممزق فقد أعمت عيون أهلها واظلمت عليهم أيامها قدقطعوا أرحامهم وسفكوا دمائهم ودفنوا في التراب المؤودة

(١٠١)

بينهم من أوالدهم يختار دونهم طيب العيش ورفاهيته خطوطالدنيا ال يرجون من الله ثوابا وال يخافون والله منه عقابا

حيهم أعمى نجس ميتهم في النار مبلس فجاءهم نبيه صلى اللهعليه وآله بنسخة ما في الصحف األولى وتصديق الذي بين يديه

وتفصيل الحالل من ريب الحرام ذلك القرآن فاستنطقوه ولمينطق لكم أخبركم عنه ان فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى

يوم القيمة وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفونفلو سألتموني عنه ألخبرتكم عنه النى أعلمكم وقال رسول

الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع في مسجد الخيف انىفرطكم وانكم واردون على الحوض حوض عرضه ما بين بصرى

وصنعاء فيه قدحان من فضة عدد النجوم اال وانى سائلكمعن الثقلين قالوا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

وما الثقالن قال كتاب الله الثقل األكبر طرف بيد الله وطرف(١٠٢)

بأيديكم فتمسكوا به لن تضلوا ولن تزلوا والثقل األصغر عترتيوأهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى

يردا على الحوض كأصبعي هاتين وجمع بين سبابتيه وال أقولكهاتين وجمع بين سبابته والوسطى فتفضل هذه على هذهفالقرآن عظيم قدره جليل خطره بين شرفه من تمسك بههدى ومن تولى عنه ضل وزل فأفضل ما عمل به القرآنلقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله ونزلنا عليك

القرآن تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وقال تعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ففرضالله على نبيه صلى الله عليه وآله ان يبين للناس ما في القرآن

من الفرائض واالحكام والسنن وفرض على الناس التفقه ووالتعليم والعمل بما فيه حتى ال يسمع أحدا جهله وال يعذر في

تركه ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهى إلينا أقول ال يخفى في أن هذا(١٠٣)

علي بن إبراهيم صاحب التفسير الذي نقلت هذه الخطبة منه كان من كبار علماء الشيعةومشيختهم

وكان ثقة ثبتا معتمدا صحيح المذهب وهو المتوفى بين المأة الثانية والثالثة وقيل في سنةمأتين

واثنين كما نقلها المامقاني ره في التنقيح اللغات الهجعة بضم الهاء الغفلة والبرم محركهالضجر

وهو مصدر برم بالكسر أي ضجر وسئم ومل االعتساف االخذ بالقوة امتحاق من الدين أيذهاب

منه التلظي التلهب البؤس بضم الباء الفقر الخوف وشدة االفالس وسوء الحال االغوراراالذهاب يقال غار الماء غورا أي ذهب في األرض متجهمة أي عابسة وجهها مكفهرة أي

متعبسة المؤودة بنت تدفن حيا ال يرحبون أي ال يتسعون مبلس أي ايس ومتحير ونادمالثقل محركة متاع المسافر وقيل سيما بذلك الن العمل بهما ثقيل

١٢٣ / ٢٥ ومن خطبه عليه السالمنقلها العياشي ره في تفسيره وانا نقلتها عن الجزء األول من نسخة المطبوعة في بلدة قم

ص ٧ قالعن مسعدة بن صدقه عن أبي عبد الله عليه السالم عن أبيه عن جده عليهما السالم قال

خطبناأمير المؤمنين عليه السالم خطبة فقال فيها

نشهد ان ال إله إال الله وحده ال شريك له وأن محمدا عبدهورسوله أرسله بكتاب فضله واحكمه وأعزه وحفظه بعلمه

واحكمه بنوره وأيده بسلطانه وكاله من لم يتنزه هوى أو يميلبه شهوة أو يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل

من حكيم حميد وال يخلقه طول الرد وال تفنى عجائبه من قالبه صدق ومن عمل به اجر ومن خاصم به فلح ومن قاتل

به نصر ومن قام به هدى إلى صراط مستقيم فيه نبأ من كان(١٠٤)

قبلكم والحكم فيما بينكم وخيرة (خير) معادكم أنزله بعلمه واشهد المالئكة بتصديقه قال الله جل وجهه لكن الله

يشهد بما انزل إليك أنزله بعلمه والمالئكة يشهدون وكفىبالله شهيدا فجعله الله نورا يهدى للتي هي أقوم وقال فإذا

قرأناه فاتبع قرآنه وقال اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم وال تتبعوامن دونه أولياء قليال ما تذكرون وقال فاستقم كما امرت

ومن تاب معك وال تطغوا انه بما تعملون بصير ففي اتباع ماجاءكم من الله الفوز العظيم ففي تركه الخطاء المبين قال إمايأتينكم منى هدى فمن تبع هداي فال يضل وال يشقى فجعل

في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا واآلخرة فالقرآن آمر وزاجر حد فيه الحدود وسن فيه السنن وضرب فيه األمثال

وشرع فيه الدين اعذارا من نفسه (اعذارا أمر نفسه خ ل) وحجة على خلقه اخذ على ذلك ميثاقهم وارتهن عليه أنفسهم

(١٠٥)

ليبين لهم ما يأتون وما يتقون ليهلك من هلك عن بينةويحيى من حي عن بينة وان الله سميع عليم

١٢٤ / ٢٦ ومن كالمه عليه السالمتنبيه الخواطر ونزهة النواظر المعروف بمجموعة الورام وهو األمير الزاهد أبى الحسين ورام

بن أبي فراس المالكي األشتري المتوفى سنة ٦٥ الهجرية قد نقله في الجزء األول منه ص١١ طبع طهران

قال من كالم أمير المؤمنين عليه السالم ان الله يسئلكم معشر عباده عنالصغيرة من أعمالكم والكبيرة الظاهرة والمستورة فان يعذبكم

فأنتم أظلم وان يعف فهو أكرم واعلموا عباد الله ان المتقينذهبوا بعاجل الدنيا وآجل اآلخرة فشاركوا أهل الدنيا فيدنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم سكنوا الدنيا

بأفضل ما سكنت وأكلوها بأفضل ما اكلت فخطوا من الدنيابما حظى بها المترفون واخذوا منها ما اخذه الجبابرة المتكبرون

ثم انقلبوا عنها بالزاد المبلغ والمتجر الرابح أصابوا لذة زهدالدنيا في دنياهم وتيقنوا انهم جيران الله غدا في آخرتهم

ال ترد لهم دعوة وال ينقص لهم نصيب من لذة فاحذروا عباد(١٠٦)

الله الموت وقربه واعدوا له عدته فإنه يأتي بأمر عظيم وخطب جليل بخير ال يكون معه شر ابدا وشر ال يكون معه

خير ابدا فمن أقرب من الجنة من عاملها ومن أقرب من النارمن عاملها وأنتم طرداء للموت فان أقسمتم له أخذكم وان

فررتم منه أدرككم وهو الزم لكم من ظلكم الموت معقود بنواصيكموالدنيا تطوى من خلفكم فاحذروا نارا قعرها بعيد وحرهاشديد وعذابها جديد دار ليس فيها رحمة وال تسمع فيهادعوة وال يفرج فيها كربة فان استطعتم ان يشتد خوفكم

من الله وان يحسن ظنكم به فاجمعوا ما بينهما فان العبد انمايكون حسن ظنه بربه على قدر خوفه من ربه وان أحسن الناس

ظنا بالله أشدهم خوفا له١٢٥ / ٢٧ ومن كالمه عليه السالم

مجموعة الورام ص ١٣ ابن جمهور عن أبيه رفعه عن أبي عبد الله قال كان أمير المؤمنينعليه السالم

كثيرا ما يقول اعلموا علما يقينا ان الله تعالى لم يجعل العبد ان اشتد(١٠٧)

جهده وعظمت حيلته وكثرت مكائدته ان يسبق ما سمىفي الذكر الحكيم أيها الناس انه لن يزداد امرء نقيرا بحذقه و

ولن ينقص امرء نقير الحمقة فالعالم بهذا العامل به أعظم راحةفي منفعة والعالم بهذا التارك له أعظم الناس شغال في مضرة

ورب منعم عليه مستدرج باالحسان إليه ورب مغرور فيالناس مصنوع له فارفق أيها الساعي من سعيك وأقصر منعجلتك وانتبه من سنة غفلتك وتفكر فيما جاء عن الله عزوجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم واحتفظوا

بهذه الحروف السبعة فإنها من قول أهل الحجى ومن غرائم اللهفي الذكر الحكيم انه ليس ألحد ان يلقى الله عز وجل بخلة من هذا

الخالل الشرك بالله فيما افترض عليه أو شفاة غيظ بهالك نفسهأو أمر بأمر يعمل بغيره أو استنجح إلى مخلوق باظهار بدعة في دينه

أو سره ان يحمده الناس بما لم يفعل والمتجبر المختال وصاحب األبهة(١٠٨)

١٢٦ / ٢٨ ومن كالمه عليه السالممجموعة الورام ص ٩٧ وقال أمير المؤمنين عليه السالم من اشتاق إلى الجنة

سال عن الشهوات وال يمكن دفع النفس عن الشهوات مالم تمنعهامن التنعم بالمباحات فان النفس إذا لم تمنع بعض المباحات

طمعت في المحظورات فمن أراد حفظ لسانه عن الغيبة والفضولفحقه ان يلزم السكوت اال عن المهمات وال يتكلم اال بحق فيكون

سكوته عبادة وكالمه عبادة الن الذي يشتهى به الحرامفالشهوة واحدة وقد وجب على العبد منعها عن الحرام فإن لميقودها االقتصار على قدر الضرورة في الشهوات غلبته الشهوة

فان النفس تفرح بالتنعم في الدنيا وتركن إليها وتطمئن بهاأشرا وبطرا حتى تصير ممتلئا به كالسكران الذي ال يفيق من سكره

وذلك أن الفرح بالدنيا سم قاتل يسرى في العروة فيخرج منالقلب الخوف والحزن وذكر الموت وأهوال يوم القيمة قال الله

(١٠٩)

تعالى وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في اآلخرة االمتاع وقال تعالى اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو إلى قوله

وما الحياة الدنيا اال متاع الغروراللغات - قوله سال يقال سالني من همى أي كشفه عنى المخطورات الممنوعات االقتصار

االكتفاء األشر الفرح البطر كفران النعمة١٢٧ / ٢٩ ومن كالمه عليه السالم

مجموعة الورام الجزء الثاني ص ٢٨ قال من كالم أمير المؤمنين عليه السالم ما الجزع مماالبد منه وما الطمع فيما ال يرجى وما الحيلة فيما سيزول وما الشئ اال بأصله وقد مضت أصول نحن فروعها فما بقاءفرع بعد ذهاب أصله وما الناس في هذه الدنيا اال اغراض

تنتصل فيها المنايا وهم فيها نهب المصائب مع كل جرعة شرقوفى كل اكلة غصص ال ينالون نعمة اال بفراق أخرى وال يعمر

معمر يوما من عمره اال بهدم آخر من اجله وأنتم أعوانالخوف في أنفسكم فأين المهرب مما هو كائن وانما ينقلب في

قدره الطالب فما أصغر المصيبة اليوم مع عظم الفائدة غدا(١١٠)

وأكبر خيبة الخائب فيه والسالمقوله ما الجزع في بعض النسخ ما الشئ قوله في كل جرعة شرق شرق بالماء شرقا بالفتح

ثم السكونمن باب علم وتعب إذا أغص به في حلقه قوله غصص يقال غص غصصا بفتحتين بالماء أو

الطعاممن باب نصر أي اعترض في حلقه شئ من الطعام أو غيره

١٢٨ / ٣٠ ومن كالمه عليه السالممجموعة الورام ج ٢ ص ٣٦ قال ومن كالمه عليه السالم في ذم الدنيا هيهات من وطئ

دحضتك زلق ومن ركب لججك غرق ومن أزور عن حبائلكوفق والسالم منك ال يبالي ان ضاق به مناخه والدنيا منه

كيوم حان منه انسالخه اغربي عنى فوالله ال أذل لك فتستذلنيوال أساس لك فتقوديني وأيم الله يمينا استثنى فيها بمشية الله

ألروضن نفسي رياضة تهش معها قرص الشعير إذا قدرت عليهمطعوما وتقنع بالملح أدما وال دعن مقلتى كعين ماء نضب معينها

مستفرغة دموعها أتمتلى السائمة من رعيها فتبرك وتشبعالربيطة من عشها فتربض ويأكل على من زاده فيهتجع قرت

إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة(١١١)

والسائمة المرعية طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها ووحركت بجنبها بؤسا وهجرت في الليل غمضها حتى إذا الكرى

غلبها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر اسهر عيونهمخوف معادهم وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم وهمهمت

بذكر ربهم شفاهم وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهماللغات قوله دحضتك الدحضة واحد الدحض بفتح الدال وسكون الحاء المزلة زلق

يقال زلقت القدم من باب تعب أي لم تثبت القدم حتى سقطت والزلق األرض الملساء قولهمناخه

أنخت الجمل فاستناخ أي أبركته فبرك ومثله أناخ الرجل الجمل اناخة فاستناخ ومناخركاب

موضع أناخته قوله أزور بتشديد الراء انحرف اسناس يقال سناس القوم سياسة من بابنصر أي تولى امرهم ودبرهم وجعلهم رعايا تهش هش هشاشة من بابى

نصر ومنع أي ارتاح ونشط ادم جمع أدام ككتب وكتاب ما يؤتدم به جامدا كان أو مايعانضب

سال وجرى معينها المعين الماء الصافي فيهتجع أي يغفل عركت أي دلكت البؤس الشدةالهامل هملت عينه أي فاضت الكرى بفتحتين مصدر قولهم كرى الرجل من باب علم إذا

نعس قشعتيقال تقشع السحاب انكشف وزال

١٢٩ / ٣١ ومن كالمه عليه السالممجموعة الورام ج ٢ ص ٧٠ قال نوف بن عبد الله البكالي قال قال لي علي عليه السالم يا

نوفخلقنا من طينة طيبة وخلق شيعتنا من طينتنا فإذا كان يوم

القيمة الحقوا بنا قال نوف فقلت صف لي شيعتك يا أمير المؤمنين فبكى لذكرى(١١٢)

شيعته ثم قال يا نوف شيعتي والله الحلماء العلماء بالله ودينهالعاملون بطاعته وأمره المهتدون بحبه انضاء عبادة

أحالس زهادة صفر الوجوه من التهجد عمش العيون منالبكاء ذبل الشفاه من الذكر خمص البطون من الطوى تعرف

الزهادة في وجوههم والرهبانية في سمتهم مصابيحكل ظلمة وريحان كل قبيل ال يسبون من المؤمنين سلفا و

ال يقتفون لهم خلفا قال أبو الفضل من قول الله وال تقف ماليس لك به علم شرورهم مكنونة وقلوبهم محزونة وأنفسهمعفيفة وحوائجهم خفيفة أنفسهم منهم في عناء والناس منهم

في راحة فهم األكايسة واألولياء والخالصة النجباء وهم الظماءالروائون فرارا بدينهم ان شهدوا لم يعرفوا وان غابوا لم

يفتقدوا أولئك شيعتي االطيبون وإخواني األكرمون آها وشوقا إليهماللغات قوله انضاء جمع نضو بكسر النون وهو المهزول من الحيوان احالس زهادة في

بعض النسخ اجالسبالجيم عمش العيون بالتحريك في العين ضعف الرؤية مع سيالن دمعها في أكثر أوقاتها

وهو من باب تعب(١١٣)

ذبل الشفاه من باب قعد يقال ذبلت بشرته أي قل ماء جلدته وذهب نضارته حمض البطونيقال حمض إذا جاع قوله قال أبو الفضل ليس هذا من الحديث بل جملة معترضة أريد بها

تفسيرما قبلها يعنى ان قوله ال يقتفون لهم خلفا ما خود من قوله وال تقف ما ليس لك به علم

وشرورهم مكنونةيعنى انه ال يظهر منهم شر للناس وفى بعض النسخ بالسين المهملة العناء بالفتح والمد

التعب والضباألكايسة أي قطن قوله والخالصة النسخ فهم األكياس وااللباء والخاصة النجباء

الظماء بالكسر جمع الظمآن كالعطاش والعطشان وزنا ومعنى والرواء بالكسر جمع الريان١٣٠ / ٣٢ ومن خطبه عليه السالم

مجموعة الورام ج ٢ ص ٨٨ قال - علي بن الحسين بن علي أبى طالب عليهم السالم قالخطب أمير

المؤمنين يوم الجمعة بهذه الخطبة فقال الحمد لله المتوحد بالقدم األزليالذي ليس له غاية في دوامه وال له أولية انشاء ضروب البريةال من أصول كانت معه بدية وارتفع عن مشاركة األنداد و

تعالى من اتخاذ صاحبة وأوالد وهو الباقي من غير مدة والمنشئال باعوان وال بآلة رد األشياء فأتقنها في تدبير

سبحانه من لطيف خبير ليس كمثله شئ وهو السميع البصير١٣١ / ٣٣ ومن بعض خطبه عليه السالم

مجموعة الورام ج ٢ ص ٨٨ أوصيكم بتقوى الله عباد الله فان التقوىأفضل كنز واحرز حرز وأعز عز فيه نجاة كل هارب ودرك

كل طالب وظفر كل غالب وأحثكم على طاعة الله فإنها كهف(١١٤)

العابدين وفوز الفائزين وأمان المتقين واعلموا أيها الناسانكم سيارة قد حدا بكمي وحدى بخراب الدنيا حاد و

ناداكم للموت ناد فال تغرنكم الدنيا وال يغرنكم باللهالغرور اال وان الدنيا دار غرارة خداعة تنكح في كل يوم بعال و

تقتل في كل يوم أهال وتفرق في كل ساعة شمال فكم من متنافسوراكن إليها من األمم السالفة وقد قذفتهم في الهاوية ودمرتهم تدميرا وتبرتهم تتبيرا أين من جمع فاوعى وشدوأوكى ومنع وأكدى بل أين عسكر العساكر ودسكر

الدساكر وركب المنابر أين من بنى الدور وشرف القصوروجهز األلوف قد تداولتهم أياما وابتلعتهم أعواما فصاروا

أمواتا في القبور فاتا قد يئسوا ما خلفوا ووقفوا على ما أسلفواثم ردوا إلى الله موالهم الحق أال له الحكم وهو أسرع الحاسبين

وكفى بالموت للهو قامعا وللذات قاطعا ولخفض العيش مانعا(١١٥)

وكأني بها وقد أشرقت طالئعها وعسكرت بفظائعها فأصبحالمرء بعد صحته مريضا وبعد سالمته نقيضا يعالج كربا و

يقاسى تعبا في حشرجة السياق وتتابع الفراق وتردداألنين والذهول عن البنات والبنين والمرء قد اشتمل

عليه شغل شاغل وهو هائل قد اعتقل منه اللسانوتردد منه البيان فأجاب مكروبا وفارق الدنيا مسلوبا

ال يملكون له نفعا وال لما حل به دفعا يقول الله عز وجل فيكتابه فلوال ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين

ثم من دون ذلك أهوال القيامة ويوم الحسرة والندامة يومينصب فيه الموازين وتنشر الدواوين الحصاء كل صغيرة و

اعالن كل كبيرة يقول الله في كتابه ووجدوا ما عملوا حاضراوال يظلم ربك أحدا أيها الناس االن االن من قبل الندم و

من قبل ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت(١١٦)

لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقينأو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين

فيرد الجليل جل جالله بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرتوكنت من الكافرين فوالله ما يسئل الرجوع اال ليعمل صالحاوال يشرك بعبادة ربه أحدا أيها الناس االن االن ما دام الوثاق

مطلقا والسراج منيرا وباب التوبة مفتوحا من قبل ان يجف القلموتطوى الصحف فال رزق ينزل وال عمل يصعد المضمار اليوم

والسباق عدا فإنكم ال تدرون إلى جنة أو إلى تغفر لكماللغات - متنافس أي راغب راكن أي قارب ان يميل القذف الرمي دمرتهم تدميرا أي

أهلكتهماهالكا وكذا تبرتهم تتبيرا بمعناه الوكاء بالكسر والمد خيط السترة والكيس أكدى قطع

عطيتهالدسكرة بنا على هيئة القصر رفاتا أي فتاتا والفتات الحطام وما تناثر من كل شئ الحشرجة

الغرغرةعند الموت وتردد النفس الذهول الذهاب عن االمر بدهشة مدينين أي مملوكين من دان

السلطانالرعية إذا ساسه

١٣٢ / ٣٤ ومن كالمه عليه السالممجموعة الورام ج ٢ ص ١٠٣ قال ومن بعض كالم أمير المؤمنين عليه السالم

انما مثل من خير الدنيا كمثل قوم سفر نبا بهمجديب فأمواال خصيبا وجنابا مريعا فاحتملوا وعثاء

(١١٧)

الطريق وفراق الصديق وخشونة السفر وجثوبة المطعمليأتوا سعة دارهم ومنزل قرارهم فليس يجدون لشئ من ذلك

ألما وال يرون نفقة مغرما وال شئ أحب إليهم مما قربهممن منزلهم وأدناهم من محلهم ومثل من اغتر بها كمثل

قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا بهم زل فليس شئأكره إليهم وال اقطع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه إلى ما

يهجمون عليه ويصيرون إليهاللغات قوله نبا بهم أبا فال نوافقه لطبعن نفر ولم يقبله

قوله جديب الجدب بفتح الجيم وسكون الدال خالف الخصب يقال جدب البلد بالضمجدوبة

فهو جدب واجدبت البالد قحطت وغلت أسعارها والجناب بالفتح الغناء وما قرب منمحله

القوم مريع مكان خصيب الوعثاء المشقة اخذا من الوعث وهو المكان السهل الكثير الرملالذي

يتعب فيه الماشي ويشق عليه يقال رمل وعث ورملة وعثاء١٣٣ / ٣٥ ومن كالمه عليه السالم

مجموعة الورام ج ٢ ص ١٠٣ قال ومنه (عليه السالم) أيضا واعلم أن امامك طريقاذا مسافة ومشقة ال غنى بك فيه عن

حسن االرتياد وقدر بالغك من الزاد مع خفة الظهر(١١٨)

فال تحملن على ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وباال عليكوإذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيمة فيوافيك

به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه وحمله إياه وأكثر من تزويده وأنتقادر عليه فلعلك تطلبه فال تجده واغتنم من استقرضك في غناك

ليجعل قضائه لك يوم عسرتك واعلم أن امامك عقبة كؤدان خفأحسن حاال من المثقل والمبطئ عليها أقبح حاال من المسرع وان مهبطها

بك ال محالة على جنة أو على نار فارتد لنفسك قبل نزولك ووطئالمنزل قبل حلولك فليس بعد الموت مستعتب وال إلى الدنيا منصرف

ومنه أيضا واعلم أن الذي بيده خزائن السماوات واألرض قداذن لك في الدعاء وتكفل لك باإلجابة وأمرك ان تسئله ليعطيك و

ان تسترحمه ليرحمك وإذا ناديته سمع نداءك وإذا ناديته علم نجواكفأفضيت إليه بحاجتك وأبديته ذات نفسك وشكوت إليه همومك

واستكشفته كروبك واستعنته على أمورك وسئلت من خزائن رحمته(١١٩)

ماال يقدر على اعطائه غيره من زيادة األعمار وصحة األبدانوسعة األرزاق ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما اذن لك

فيه من مسئلته فمتى جئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمه واستمطرتشئابيب رحمته فال يقظنك ابطاء اجابته فان العطية على قدر

النية وربما أخرت عنك اإلجابة ليكون ذلك أعظم الجر السائلواجزل لعطاء األمل وربما سئلت الشئ فال تؤتاه وأوتيت خيرا منه

عاجال أو أجالف لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبتهفيه هالك دينك وأوتيته مسألتك فيما يبقى لك جماله

وينفى عنك وباله فالمال ال يبقى لك وال تبقى له واعلم انك انماخلقت لآلخرة ال للدنيا وللفناء ال للبقاء وللموت ال للحيوة وانك في

منزل قلعة ودار بلغة وطريق إلى اآلخرة وانك طريد الموتالذي ال ينجو منه هاربه والبد انه مدركه فكن منه على حذر

ان يدركك وأنت على حال سيئة قد كنت تحدث نفسك منها(١٢٠)

بالتوبة فيحول بينك وبين ذلك فإذا أنت قد أهلكت نفسكرويدا يسفر الظالم وكان قد وردت االظعان يوشك من

أسرع ان يلحق واعلم أن من كانت مطيته الليل والنهار فإنهيسار به وإن كان واقفا ويقطع به المسافة وإن كان مقيما رادعاواعلم يقينا انك لن تبلغ أملك ولن تعدوا جلك وانك في سبيل

من كان قبلك فخفض في الطلب وأجمل في المكتسب فإنه رب طلبقد جر إلى حرب وليس كل طالب بمرزوق وال كل مجمل بمحروم فأكرم

نفسك عن كل دنية وان ساقتك إلى الرغائب فإنك لن تعتاضبما تبذل من نفسك عوضا وال تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا

وما خير خير ال ينال اال بشر ويسر ال ينال اال بعسر وإياك ان توجفبك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة فان استطعت ان ال يكون

بينك وبين الله ذو نعمة فافعل فإنك مدرك قسمك وآخذ سهمك وان اليسير من الله سبحانه أكثر وأعظم من الكثير من خلقه وإن كان

(١٢١)

كل منه ومنه أيضا احمل نفسك من أخيك عند صرمه علىالصلة وعند صدوده على اللطف والمقاربة وعند جموده على

البذل وعند تباعده على الدنو وعند شدته على اللين وعند جرمه على العذر حتى كأنك له عبد وكانه ذو نعمة عليك

وإياك ان تضع ذلك في غير موضعه أو ان تفعله في غير أهلهومنه أيضا وال يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرته

ونفعك وليس من جزاء من سرك ان تسوءه ما أقبح الخضوععند الحاجة والجفاء عند الغناء وانما لك من دنياك ما أصلحتبه مثواك وان جزعت على ما تفلت من يديك فاجزع على كلمالم يصل إليك استدل على مالم يكن بما قد كان فان األمورأشباه وال تكونن ممن ال ينفعه العظة اال إذا بالغت في ايالمه

فان العاقل يتعظ باألدب والبهائم ال يتعظ اال بالضرباللغات االرتياد الذهاب والمجئ كئود كرسوله صعبة شافة المصعد الثئابيب جمع شؤبوب

وهو الدفعة من المطر وغيره كما في القاموس قلعه بضم القاف والتحول واالرتحال االظعاناالرتحال

(١٢٢)

الحرب بفتحتين الهالك والويل وما يتأسفه الرغائب ما يرغب فيها من العطايا والثوابالعظيم

١٣٤ / ٣٦ ومن كالمه عليه السالممجموعة الورام ج ٢ ص ١١٧ قال روى عن أمير المؤمنين عليه السالم أنه قال

يا طالب العلم لكل شئ عالمة بها نشهد له وعليه فللذينثالث عالمات االيمان بالله عز وجل وبكتبه ورسله وللعلم

ثالث عالمات المعرفة بالله وبما يحب ويكره وللعمل ثالث عالماتالصالة والزكاة والصوم وللمتكلف ثالث عالمات ينازع من فوقه

ويقول ماال يعلم ويتعاطى ماال يناله وللمنافق ثالث عالماتيخالف لسانه قلبه وقوله فعله وسريرته عالنيته وللظالم

ثالث عالمات يظلم من فوقه بالمعصية ومن دونه بالغلبةويظاهر الظلمة وللمرائي ثالث عالمات يكسل إذا كان وحده ويحرص إذا كان معه غيره ويحرص على كل أمر يعلم فيه المدحة

١٣٥ / ٣٧ ومن كالمه عليه السالممجموعة الورام ج ٢ ص ١٤٩ قال ومن كالم أمير المؤمنين عليه السالمأيها الناس ان الدنيا ليست لكم بدار قرار وانما أنتم فيها كركب عرسوا

(١٢٣)

فأناخوا ثم استقلوا فغدوا خفافا وراحوا خفافا ثم يجدوا عنمضى نزوعا وال إلى ما تركوا رجوعا جدبهم فجدوا وركنوا إلى

الدنيا فما استعدوا حتى اخذ بكظمهم فال تغرنكم الحياة الدنيافإنما أنتم فيها سفر حلول الموت بكم نزول ينتصل فيكم مناياه

ويمضى باخياركم مطاياه إلى دار الثواب والعقاب والجزاء والحسابفرحم الله امرءا راقب ربه وخاف ذنبه وكابر هواه وكذب

مناه ورحم الله امرءا أزم نفسه قوى وألجمهامن خشية ربها بلجام فقادها إلى الطاعة بزمامها وقدعها

عن المعصية بلجامها رافعا إلى المعاد طرفه متوقعا كل أوانحتفه دائم الفكر طويل السهر غروف عن الدنيا كدوح ألمر

آخرته جعل الصبر مطية نجاته والتقوى عدة وفاته فاعتبروقاس وترك الدنيا والناس أيها الناس أحذركم الدنيا و

االغترار بها فكان قد زالت عن قليل عنكم كما زالت عمن كان قبلكم(١٢٤)

فاجعلوا اجتهادكم فيها لتزود من يومها القصير ليوم اآلخرةالطويل فإنها دار عمل واآلخرة دار القرار والجزاء

اللغات - التعريس نزول المسافر لالستراحة وأناخ بالمكان أقام به واستقل القومارتحلوا وذهبوا النزوع الوقوف الكظم كالفرس مخرج النفس من الحلق السفر وزانالفلس المسافر يقال رجل سفر وقوم سفر وامرأة سفر والحلول بالضم جمع الحال و

قدعها أي كفها الكدوح كدح كدحا سعى واجتهد فهو كدوح الغروف والغرفة الذييكره الشئ وال يشتهيه

١٣٦ / ٣٨ ومن كالمه عليه السالممجموعة الورام ج ٢ ص ١٦١ قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السالم فقال يا أمير

المؤمنينأوصني بوجه من وجوه البرا نجو به أمير المؤمنين عليه السالم أيها االنسان

اسمع ثم استفهم ثم استيقن ثم استعمل واعلم أن الناس ثالثةزاهد وصابر وراغب إما الزاهد فقد خرجت اآلخران واالفراحمن قلبه فال يفرح بشئ من الدنيا وال يأسف على شئ منها فاتهفهو مستريح واما الصابر فإنه يتمناها بقلبه فإذا نال عنها الجم

نفسه منها لسوء عاقبتها وشنئانها لو اطلعت على قلبه لعجبت منعفته وتواضعه وحزمه واما الراغب فال يبالي من أين جاءته

الدنيا من حلها أو من حرامها وال يبالي ما دنس فيه عرضه وأهلك(١٢٥)

نفسه واذهب مروته فهم في غمرة يضطربون١٣٧ / ٣٩ ومن كالمه عليه السالم

مجموعة الورام ج ٢ ص ١٦٤ روى مرسال عن نوف البكالي أنه قال أتيت أمير المؤمنينعليه السالم وهو في رحبة مسجد الكوفة فقلت السالم عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله

وبركاته فقال وعليك السالم يا نوف ورحمة الله وبركاته فقلت يا أمير المؤمنين عظنيفقال يا نوف أحسن يحسن الله إليك فقلت زدني يا أمير المؤمنين فقال

يا نوف ارحم ترحم فقلت زدني يا أمير المؤمنين فقال قل خيرا تذكر بخيرفقلت زدني يا أمير المؤمنين فقال يا نوف اجتنب الغيبة فإنها أدام كالب

النار ثم قال يا نوف كذب من زعم أنه ولد من حالل وهويأكل لحوم الناس بالغيبة وكذب من زعم أنه ولد من حالل

(وفى نسخة كذب من زعم أنه ولد من حالل وهو يحب الزنا) وكذب من زعم أنه ولد من حالل وهو يبغضني ويبغض األئمة

من ولدى وكذب من زعم أنه يعرف الله وهو يجترى على معاصيالله في كل يوم وليلة يا نوف وصيتي ال تكونن نقيبا و

ال عريفا وال عشارا وال بريدا يا نوف صل رحمك كل يوم وليلةيزدك الله وحسن خلقك يخفف الله حسابك يا نوف ان

(١٢٦)

سرك أن تكون معي يوم القيمة فال تكن للظالمين معينا يا نوفمن أحبنا كان معنا ولو أن رجال أحب حجرا لحشرة الله معهيا نوف إياك ان تتزين للناس وتبارز الله بالمعاصي فتلقى الله

يوم يلقاك وهو عليك غضبان يا نوف احفظ عنى ما أقوللك تنل خير الدنيا واآلخرة

اللغات - نوف بفتح النون والمعروف ضمها وسكون الواو والبكالى بفتح الباء الموحدةوالكاف المخففة واأللف والالم والياء نسبة إلى بنى بكال ككتاب بطن من حمير منهم

نوف بن فضالةالتابعي هذا قال المامقاني ره في رجاله نوف بن فضالة البكالي أبو يزيد أو أبو عمرو وأبو

رشيد منأصحاب أمير المؤمنين عليه السالم وخواصه وله عنه رواية تتضمن مواعظ بليغة بالتماس منه

يظهرمنها جاللته وقوة ايمانه ولذلك أعده من الحسان العريف القيم بأمور القبيلة يتعرف منه

أحوالهموهو ما دون الرئيس والنقيب هو الذي ينقب عن أحوال القوم أي يبالغ في الفحص عن

حالهمفيكون سيدهم وعريفهم عشار بفتح العين وتشديد الشين مأخوذ من التعشير وهو اخذ

العشر منأموال الناس بأمر الظالم

١٣٨ / ٤٠ ومن كالمه عليه السالمبينما أمير الورام - ج ٢ ص ١٧٣ عن علي بن الحسين عليهما السالم قال مجموعة

المؤمنين عليه السالمذات يوم جالس مع أصحابه يعبأهم للحرب إذا اتاه شيخ عليه شحبة السفر فقال أين أمير

المؤمنين عليه السالمفقيل هو ذا فسلم عليه ثم قال يا أمير المؤمنين انى اتيتك من ناحية الشام وانا شيخ كبير وقد

سمعت فيكمن الفضل مال أحصيه وانى أظنك ستغتال وفى نسخة ستقاتل وفى أخرى ستقتل) فعلمني

مما علمكالله قال نعم يا شيخ من اعتدل يوما فهو مغبون من كانت الدنيا

همته كثرت حسرته عند فراقها ومن كان غده شر يوميه فمحروم ومن(١٢٧)

لم يبال ما رزأ من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ومن لميتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ومن كان في نقصفالموت خير له يا شيخ ان الدنيا خضرة حلوة ولها أهل وان

اآلخرة لها أهل ظلفت أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا ال يتنافسونفي الدنيا وال يفرحون بغضارتها وال يحزنون لبؤسها يا شيخمن خاف البيات يقل نومه ما أسرع الليالي واأليام في عمر

العبد فاخزن لسانك وعد كالمك ال تقل اال بخير يا شيخ ارضللناس ما ترضى لنفسك وآت إلى الناس ما تحب ان يؤتى إليك

قال له زيد بن صوحان العبدي يا أمير المؤمنين أي سلطان أغلب وأقوى فقالالهوى قال فأي ذل أذل قال الحرص على الدنيا قال فأي عمل أفضل

قال التقوى قال فأي عمل انجح قال طلب ما عند الله قال فأي صاحبأشر قال المزين لك معصية الله قال فأي الخلق أشقى قال من باع

آخرته بدنيا غيره قال فأي الناس أكيس قال من أبصر رشده قال فمن(١٢٨)

أحلم الناس قال الذي ال يغضب قال فأي الناس أثبت رأيا قال عنلم تغره الناس من نفسه ولم تغره الدنيا بتشوفها قال فأي

الناس أحمق قال المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلبأحوالها قال فأي الناس أعمى قال الذي عمل لغير الله يطلب

بعمله الثواب من عند الله عز وجل قال فأي المصائب أشد قالالمصيبة بالدين قال فأي الناس خير عند الله قال أخوفهم لله و

أعملهم بالتقوى وأزهدهم في الدنيا قال فأي الكالم أفضل عند اللهعز وجل قال كثرة ذكر الله والتضرع إليه ودعاءه قال فأي األعمال

أفضل عند الله عز وجل قال التسليم والورع قال ثم اقبل عليه السالم على الشيخفقال يا شيخ ان الله عز وجل خلق خلقا ضيق عليهم الدنيا نظرا

لهم وزهدهم فيها وفى حطامها فرغبوا في دار السالم الذيدعاهم وصبروا على ضيق المعيشة وصبروا على المكروه واشتاقوا

إلى ما عند الله من الكرامة وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله(١٢٩)

وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة فلقوا الله وهو عنهم راضاعلموا ان الموت سبيل لمن مضى وبقى فتزودوا الخرتهم غير

الذهب والفضة ولبسوا الخشن وصبروا على القوت وقدمواالفضل وأحبوا في الله وابغضوا في الله أولئك المصابيح وأهل

النعيم في اآلخرة فقال الشيخ وأين اذهب وادع الجنة وانا أراها وارىأهلها معك جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك فأعطاه سالحا وحمله وكان في

الحرب بين يدي أمير المؤمنين عليه السالم حتى استشهد اللغات شحب لونهشحوبا من باب نصر وضرب أي تغير لمرض أو جوع أو غيرهما - وفى المطبوعة سحنة

السفربفتح السين وسكون النون وفتح النون الهيئة واللون رزء من باب منع نقص وفى

بعض النسخ (ما زوى) ظلف نفسه ظلفا من باب ضرب منعها وكف عنه البيات الهجومعلى األعداء ليال تشوف تشوفا تزين وفى المطبوعة تشوقها بالقاف

١٣٩ / ٤١ ومن كالمه عليه السالممجموعة الورام - ج ٢ ص ٢٤٨ قال من كالم أمير المؤمنين عليه السالم

اسمعوا آذانكم مواعظ الحق وزواجر الصدق فان كالم الحكماءدواء وكالم الله شفاء مالكم ال تتحابون وال تتناصحون و

ال تتبارون فإنما أنتم اخوان على دين الله والله ما يفرق بيناهواءكم اال خبث سرائركم ولو تحاببتم وتناصحتم لتعاونتم

(١٣٠)

على البر والتقوى فمالكم تفرحون باليسير من الدنيا حين يأتيكمويحزنكم اليسير منها حين يفوتكم ويفوتكم الكثير من دينكم

فال يحزنكم وال يخطر ببالكم إذا شرب القلب حب الدنيا لم ينجعفيه كثرة المواعظ كالجسد الذي إذا استحكم فيه الداء لم ينجع فيه

كثرة الدواء اللغة - النجعة بضم النون طلب الكالء فقوله عليه السالملم ينجع أي لم يطلب ونجع فيه االمر والخطاب والوعظ أي اثر فلم ينجع هنا أي لم يؤثر

١٤٠ / ٤٢ ومن كالمه عليه السالمأمالي الصدوق رئيس المحدثين محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي أعلى الله مقامه

المتوفىسنة إحدى وثمانين وثلثمأة من النسخة المطبوعة في طهران سنة ثلثمأة بعد األلف من

الهجرة النبويةبنفقة المرحوم الحاج محمد حسن األصبهاني امين دار الضرب ص ١٧ قال حدثنا أبي

رحمه الله قال حدثناسعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق الهندي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن

ثابت عن أبيهعن سعد بن ظريف عن األصبغ بن نباته قال قال أمير المؤمنين عليه السالم ذات يوم على

منبر الكوفةانا سيد الوصيين ووصى سيد النبيين انا امام المسلمين وقائد

المتقين وولى المؤمنين وزوج سيدة نساء العالمين انا المتختم باليمينوالمعفر للجبين انا الذي هاجرت الهجرتين وبايعت البيعتين انا صاحب

بدر وحنين انا الضارب بالسيفين والحامل على فرسين انا وارث علم(١٣١)

األولين وحجة الله على العالمين بعد األنبياء ومحمد بن عبد اللهخاتم النبيين أهل مواالتي مرحومون وأهل عداوتي ملعونون

ولقد كان حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله كثيرا ما يقوليا علي حبك تقوى وايمان بغضك كفر ونفاق وانا بيت الحكمة

وأنت مفتاحه كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك١٤١ / ٤٣ ومن كالمه عليه السالم

أمالي الصدوق ره ص ٢٤ قال حدثنا الحسين بن إبراهيم المؤدب قال حدثنا محمد بن أبيعبد الله الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبد الله الدهقان

عن درست بن أبي منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العالء عن ثابت بن دينار عنسعد بن

ظريف الخفاف عن األصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين عليه السالم انا خليفة رسولالله ووزيره ووارثه انا أخو رسول الله ووصيه وحبيبه انا

صفى رسول الله وصاحبه انا ابن عم رسول الله وزوج ابنتهوأبو ولده وانا سيد الوصيين ووصى سيد النبيين انا الحجة

العظمى واآلية الكبرى والمثل االعلى وباب النبي المصطفىانا العروة الوثقى وكلمة التقوى وامين الله تعالى ذكره على أهل الدنيا

(١٣٢)

١٤٢ / ٤٤ ومن خطبه عليه السالمأمالي الصدوق ره ص ٦١ قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه

قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال أخبرنا المنذر بن محمد قال حدثنا إسماعيل بنعبد الله الكوفي عن أبيه عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن

أبيه عن جده عليهم السالم قال خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالم للناسيوم الفطر

فقال أيها الناس ان يومكم هذا يوم يشاب فيه المحسنونويخسر فيه المسيئون وهو أشبه يوم بيوم قيامتكم فاذكروا بخروجكممن منازلكم إلى مصالكم خروجكم من األجداث إلى ربكم واذكروا

بوقوفكم في مصالكم وقوفكم بين يدي ربكم واذكروا برجوعكمإلى منازلكم رجوعكم إلى منازلكم في الجنة أو النار واعلموا عباد

الله ان أدنى للصائمين والصائمات ان يناديهم ملك في آخر يوممن شهر رمضان أبشروا عباد الله فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم

فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون١٤٣ / ٤٥ ومن خطبه عليه السالم

ولقد رواها سبط ابن الجوزي في التذكرة ص ١٤٤ باختالف يسيرأمالي الصدوق ره ص ٦٧ قال حدثنا محمد بن علي عن عمه محمد بن أبي القاسم عن

هارونبن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السالمان أمير المؤمنين عليه السالم قد خطب بالبصرة فقال بعد ما حمد الله عز وجل وأثنى عليه

(١٣٣)

وصلى على النبي وآله المدة وان طالت قصيرة والماضي للمقيم عبرةوالميت للحي عظة وليس المس ان مضى عودة وال المرء من غد

على ثقة األول لألوسط رائد واألوسط لآلخرة قائد وكللكل مفارق وكل بكل الحق والموت لكل غالب واليوم الهائللكل أزف وهو اليوم الذي ال ينفع فيه مال وال بنون اال من اتىالله بقلب سليم ثم قال عليه السالم معاشر شيعتي اصبروا على

عمل ال غنى بكم عن ثوابه واصبروا عن عمل ال صبر لكم علىعقابه انا وجدنا الصبر على طاعة الله أهون من الصبر

على عذاب الله عز وجل اعلموا انكم في أجل محدود وأملممدود ونفس معدود وال بد لألجل ان يتناهى ولالمل

ان يطوى وللنفس ان يحصى ثم دمعت عيناه وقرء وانعليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون

١٤٤ / ٤٦ ومن خطبه عليه السالم(١٣٤)

أمالي الصدوق ره ص ٢٠٥ قال حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسىومحمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قالوا حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا

القطانقال محمد بن العباس قال حدثني أبو محمد بن أبي السرى قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن

يونسعن سعد بن طريف الكناني عن األصبغ بن نباته قال لما جلس على (عليه السالم) فيالخالفة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بغمامة رسول الله صلى الله عليه وآله

البسا بردة رسول الله متقلدا سيف رسول الله صلى الله عليه وآله فصعد المنبر فجلس عليهمتهكنا ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثم قال يا معاشر الناس سلوني

قبل ان تفقدوني هذا سبط العلم هذا لعاب رسول الله هذاما زقني رسول الله زقا سلوني فان عندي علم األولين واآلخرين

إما لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها ال فتيت أهل التورية بتوراتهموأفتيت أهل اإلنجيل بإنجيلهم حتى تنطق التورية فتقول صدق

على ما كذب لقد أفتاكم بما انزل الله في وأفتيت أهل اإلنجيلبإنجيلهم حتى ينطق اإلنجيل فيقول صدق على ما كذب في

لقد أفتاكم بما انزل الله في وأفتيت أهل القرآن بقرآنهمحتى ينطق القرآن فيقول صدق على ما كذب لقد أفتاكم بما انزل

الله في وأنتم تتلون القرآن ليال ونهارا فهل فيكم أحد يعلم(١٣٥)

ما نزل فيه ولوال آية في كتاب الله عز وجل ألخبرتكم بما كانوبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيمة وهي هذه اآلية

يمحوا لله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ثم قال عليه السالمسلوني قبل ان تفقدوني فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة

لو سألتموني عن آية آية في ليل أنزلت أو في نهار أنزلتمكيها ومدنيها سفريها وحضريها ناسخها ومنسوخها و

محكمها ومتشابهها وتأويلها وتنزيلها ألخبرتكم فقام إليهرجل يقال له ذعلب وكان زرب اللسان بليغا في الخطب شجاع القلب فقال لقد

ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة ألخجلنه اليوم لكم في مسئلتي إياه فقال يا أمير المؤمنينهل رأيت ربك فقال عليه السالم ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبدربا لم أره قال فكيف رايته صفه لنا قال ويلك لم تره العيون بمشاهدة

االبصار ولكن رأته القلوب بحقائق االيمان ويلك يا ذعلبان ربى ال يوصف بالبعد وال بالحركة وال بالسكون وال بقيامقيام انتصاب وال بجيئة وال بذهاب لطيف اللطافة ال يوصف

(١٣٦)

باللطيف عظيم العظمة ال يوصف بالعظم كبير الكبرياء ال يوصفبالكبر جليل الجاللة ال يوصف بالغلظ رؤوف الرحمة ال

يوصف بالرقة مؤمن ال بعبادة مدرك ال بحاسة قائل البلفظ هو في األشياء ال على ممازجة خارج منها على غير مباينةفوق كل شئ وال يقال شئ فوقه امام كل شئ وال يقال له امام

داخل في األشياء ال كشئ في شئ داخل وخارج منها ال كشئ منشئ خارج فحز ذعلب مغشيا عليه السالم سلوني قبل ان تفقدوني فقام إليه األشعث بن

قيس فقال يا أمير المؤمنين كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ولميبعث عليهم

نبي فقال بلى والله يا أشعث قد انزل الله عليهم كتابا وبعث إليهمنبيا وكان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته إلى فراشه

فارتكبها فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه فقالوا أيهاالملك دنست علينا ديننا فاهلكته فاخرج نطهرك ونقم عليك

الحد فقال لهم اجتمعوا واسمعوا كالمي فان يكن لي مخرج مما ارتكبت(١٣٧)

وإال فشأنكم فاجتمعوا فقال لهم هل علمتم ان الله عز وجللم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وأمنا حواء قالواصدقت أيها الملك قال أفليس قد زوج بنيه بناته وبناتهمن بنيه قالوا صدقت هذا هو الدين فتعاقدوا على ذلك

فحى الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتابفهم الكفرة يدخلون النار بال حساب والمنافقون أشد حاال

منهم فقال األشعث والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله ألعدت إلى مثلهاابدا ثم قال عليه السالم سلوني قبل ان تفقدوني فقام إليه رجل من اقصى المسجد

متوكيا على عكازة فلم يزل يتخطأ الناس حتى دنى منه فقال يا أمير المؤمنين على عملإذا انا عملته نجاني الله من النار فقال عليه السالم له

اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن قامت الدنيا بثالثة بعالمناطق مستعمل لعلمه وبغنى ال يبخل بماله على أهل دين الله عزوجل وبفقير صابر فإذا كتم العالم علمه وبخل الغنى ولم يصبر

الفقير فعندها الويل والثبور وعندها يعرف العارفون اللهان الدار قد رجعت إلى بديها أي إلى الكفر بعد االيمان أيها

(١٣٨)

السائل فال تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهممجتمعة وقلوبهم شتى أيها الناس انما الناس ثالثة زاهدوراغب وصابر فاما الزاهد فال يفرح بشئ من الدنيا اتاه

وال يحزن على شئ منها فاته واما الصابر فيتمناها بقلبه فانأدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها واماالراغب فال يبالي من حل أصابها امن حرام قال يا أمير المؤمنين

ما عالمة المؤمن في ذلك الزمان قال ينظر إلى ما أوجب الله عليهمن حق فيتواله وينظر إلى ما خالفه فيتبرء منه وإن كان حبيبا

قريبا قال صدقت والله يا أمير المؤمنين ثم غاب الرجل فلم نره وطلبه الناس وفلم يجدوه فتبسم علي عليه السالم على المنبر ثم قال مالكم هذا اخى الخضر عليه السالم

ثم قال عليه السالم سلوني قبل ان تفقدوني فلم يقم إليه أحد فحمد اللهوأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم اللغات متهكنا أي متندما

قال في القاموس التهكن التندم سبط العلم أي كثير العلم زقني أي أطعمني ذعلب بكسرالذال

وفتح الالم اسم رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السالم١٤٥ / ٤٧ ومن كالمه عليه السالم

أمالي الصدوق ره ص ٢١١ قال حدثنا محمد بن علي ما جيلويه ره عن عمه محمد بن أبيالقاسم عن أحمد بن

محمد بن خالد عن أبيه عن أحمد بن محمد بن يحيى عن عياذ بن إبراهيم عن الصادقجعفر بن محمد عن

(١٣٩)

أبيه عن آبائه عليهم السالم قال قال أمير المؤمنين عليه السالم ال نسبن االسالمنسبة لم ينسبه أحد قبلي وال ينسبه أحد بعدي االسالمهو التسليم والتسليم هو التصديق والتصديق هو اليقين

واليقين هو األداء واألداء هو العمل ان المؤمن اخذ دينهعن ربه ولم يأخذه عن رأيه أيها الناس دينكم دينكم

تمسكوا به ال يزيلكم أحد عنه الن السيئة فيه خير من الحسنةفي غيره الن السيئة فيه تغفر والحسنة في غيره ال تقبل

١٤٦ / ٤٨ ومن خطبه عليه السالمأمالي الصدوق ره ص ٢٤٣ محمد بن عمر البغدادي قال حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن

الجعدقال حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا شعيب بن راشد عن جابر عن أبي جعفر عليه

السالمقال قام علي عليه السالم يخطب الناس بصفين يوم جمعة وذلك قبل الهرير بخمسة أيام

فقال الحمد لله على جميع نعمه الفاضلة على جميع خلقه البر والفاجروعلى حججه البالغة على خلقه من عصاه أو اطاعه ان يعف فبفضل

منه وان يعذب فبما قدمت أيديهم وما الله بظالم للعبيداحمده على حسن البالء وتظاهر النعماء وأستعينه على ما نابنا

(١٤٠)

من أمر ديننا وأومن به وأتوكل عليه وكفى بالله وكيال ثم انىاشهد ان ال إله إال الله وحده ال شريك له وأن محمدا عبده و

رسوله أرسله بالهدى ودينه الذي ارتضاه وكان أهلهواصطفاه على جميع العباد بتبليغ رسالته وحججه على خلقه و

كان كعلمه فيه رؤوفا رحيما أكرم خلق الله حسبا وأجملهم منظراوأشجعهم نفسا وأبرهم بوالد وآمنهم على عقد لم يتعلق عليه

مسلم وال كافر لمظلمة قط بل كان يظلم فيغفر ويقدر فيصفح ويعفو حتى مضى مطيعا لله صابرا على ما اصابه مجاهدا في الله حق

جهاده عابدا لله حتى اتاه اليقين فكان ذهابه عليه السالم أعظمالمصيبة على جميع أهل األرض البر والفاجر ثم ترك فيكم كتاب الله

يأمركم بطاعة الله وينهاكم عن معصيته وقد عهد إلى رسول اللهصلى الله عليه وآله عهدا لن اخرج عنه وقد حضركم عدوكم وقد

عرفتم من رئيسهم يدعوهم إلى باطل وابن عم نبيكم صلى الله عليه(١٤١)

وآله بين أظهركم يدعوكم إلى طاعة ربكم والعمل بسنة نبيكموال سواء من صلى قبل كل ذكر لم يسبقني بالصالة غير نبي اللهصلى الله عليه وآله وانا والله من أهل بدر والله انكم لعلى الحق

وان القوم لعلى الباطل فال يصير القوم على باطلهم ويجتمعواعليه وتتفرقوا عن حقكم قاتلوهم يعذبهم بأيديكم فإن لم

تفعلوا ليعذبهم الله بأيدي غيركم فاجابه أصحابه فقالوا يا أمير المؤمنينانهض إلى القوم إذا شئت فوالله ما نبتغي بك بدال ونموت معك ونحيى معك فقال لهم

مجيبا لهم والذي نفسي بيده ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه ووآله وانا اضرب قدامه بسيفي فقال ال سيف اال ذو الفقار وال

فتى اال على ثم قال لي يا علي أنت منى بمنزلة هارون من موسىغير أنه ال نبي بعدي وحياتك يا علي وموتك معي فوالله ما

كذبت وال كذبت وال ضللت وال ضل بي وال نسيت ما عهد إلى انىإذا لنسئ وانى لعلى بينة من ربى بينها لنبيه صلى الله عليه وآله

(١٤٢)

فبينها لي وانى لعلى الطريق الواضح القطه لقطا ثم نهض إلى القوم يومالخميس فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتى غاب الشفق ما كانت صالة القوم يومئذ اال

تكبيرا عند مواقيت الصالة فقتل علي عليه السالم يومئذ بيده خمسمائة وستة نفر منجماعة القوم فأصبح أهل الشام ينادون يا علي اتق الله في البقية ورفعوا المصاحف على

أطراف١٤٧ / ٤٩ ومن كالمه عليه السالم

أمالي الصدوق ره ص ٢٩٨ قال حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد اللهقال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد

بن قيس عن أبيجعفر عليه السالم قال كان علي عليه السالم كل بكرة يطوف في أسواق الكوفة سوقا

سوقا ومعه الدرة على عاتقه وكان لها طرفان وكانت تسمى السبية فيقف على سوق سوقفينادى

يا معشر التجار قدموا االستخارة وتبركوا بالسهولة واقتربوا منالمبتاعين وتزينوا بالحلم وتناهوا عن الكذب واليمين وتجافواعن الظلم وانصفوا المظلومين وال تقربوا الربا وأوفوا الكيل و

الميزان وال تبخسوا الناس أشياءهم وال تعثوا في األرضمفسدين يطوف في جميع أسواق الكوفة فيقول هذا ثم يقولتفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى االثم والعارتبقى عواقب سوء في مغبتها الخير في لذة من بعدها النار

١٤٨ / ٥٠ ومن كالمه عليه السالم(١٤٣)

أمالي الصدوق ره ص ٢٩٨ باالسناد الذي ذكرناه في الظهر آنفا قال قال أبو جعفر عليهالسالم

كان أمير المؤمنين عليه السالم بالكوفة إذا صلى العشاء اآلخرة ينادى الناس ثالثمرات حتى يسمع أهل المسجد أيها الناس تجهزوا رحمكم الله فقد

نودي فيكم بالرحيل فما التعرج على الدنيا بعد نداء فيهابالرحيل تجهزوا رحمكم الله وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم

من الزاد وهو التقوى واعلموا ان طريقكم إلى المعاد وممركمعلى الصراط والهول األعظم امامكم وعلى طريقكم عقبة

كؤد ومنازل مهولة مخوفة البد لكم من الممر عليها والوقوفبها فاما برحمة من الله فنجاة من هو لها وعظم خطرها

وفظاعة منظرها وشدة مختبرها واما بهلكة ليس بعدها انجبار١٤٩ / ٥١ ومن كالمه عليه السالم

أمالي الصدوق ره ص ٣٥٨ قال حدثنا علي بن عيسى المجاوزة قال حدثنا علي بن أحمدبن بندار

عن محمد بن علي المقرى عن محمد بن سنان عن مالك ابن عطية عن نوير بن سعيد عنأبيه سعيد

بن عالقة عن الحسن البصري قال صعد أمير المؤمنين عليه السالم على منبر البصرة فقالأيها الناس انسبوني فمن عرفني فلينسبني واال فإنما انسب نفسي انازيد بن عبد مناف بن عامر بن المغيرة بن زيد بن كالب فقام إليه

(١٤٤)

ابن الكوا فقال يا هذا ما نعرف لك نسبا غير انك علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بنهاشم بن عبد مناف بن قصي بن كالب فقال عليه السالم له

يا لكع ان أبى سماني زيدا باسم جده قصي وان اسم أبى عبدمناف فغلبت الكنية على االسم وان اسم عبد المطلب عامر فغلب

النسب على االسم واسم هاشم عمر (عامر) فغلب اللقب على االسمواسم عبد مناف المغيرة فغلب اللقب على االسم وان اسم قصي زيد

فسمته العرب مجمعا لجمعه إياها من البلد األقصى إلى مكة فغلب اللقب على األمة١٥٠ / ٥٢ ومن كالمه عليه السالم

أمالي الصدوق ره ص ٣٦٠ قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قالحدثنا

أحمد بن محمد الهمداني قال أخبرنا المنذر بن محمد قال حدثنا جعفر بن سليمان عنعبد الله بن

الفضل عن سعد بن ظريف عن األصبغ بن نباته قال قال أمير المؤمنين عليه السالم في بعضخطبه

أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عنى فان الفراق قريب انا امامالبرية ووصى خير الخليقة وزوج سيدة نساء هذه األمة وأبو العترة

الطاهرة واألئمة الهادية انا أخو رسول الله ووصيه ووليهووزيره وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله انا أمير المؤمنين

وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين حربي حرب الله وسلمى(١٤٥)

سلم الله وطاعتي طاعة الله وواليتي والية الله وشيعتيأولياء الله وأنصاري أنصار الله والذي خلقني ولم أك

شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله صلى اللهعليه وآله محمد ان الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون

على لسان النبي األمي فقد خاب من افترى١٥١ / ٥٣ ومن كالمه عليه السالم

أمالي الصدوق ره ص ٣٦٦ قال حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسينبن بابويه القمي رضي الله عنه قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال

حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني قال حدثنا يوسف بن عبد الرحمن قال حدثناالحسن بن زياد العطار قال حدثنا طريف عن األصبغ بن نباته قال قال أمير المؤمنين علي بن

أبيطالب عليه السالم

تعلموا العلم فان تعلمه حسنة ومدارسته تسبيح والبحث عنهجهاد وتعليمه لمن ال يعلمه صدقة وهو عند الله ألهله قربةألنه معالم الحالل والحرام وسالك بطالبه سبيل الجنة وهو

أنيس في الوحشة وصاحب في الوحدة وسالح على األعداءوزين األخالء يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمة

(١٤٦)

يقتدى بهم ترمق أعمالهم وتقتبس آثارهم وترغب المالئكةيمسحونهم بأجنحتهم في صالتهم الن العلم حياة القلوب و

نور االبصار من العمى وقوة األبدان من الضعف وينزل الله حاملهمنازل األبرار ويمنحه مجالسة األخيار في الدنيا واآلخرة بالعلم

يطاع الله ويعبد وبالعلم يعرف الله ويوحد وبالعلم توصلاألرحام وبه تعرف الحالل والحرام والعلم امام العقل

والعقل تابعه يلهمه الله السعداء ويحرمه األشقياءأقول واعلم أن الصدوق ره أيضا قد نقله في الخصال ورواه عن أبيه عن سعيد عن

اليقطيني عن جماعة من أصحابه رفعوه إلى أمير المؤمنين عليه السالم قال قال رسول اللهصلى اله عليه وآله تعلموا العلم إلى آخر كالمه هذا اال ان فيه مكان عند الله ألهله

بدل بذله ألهله وبعد قوله في الوحدة قال ودليل على السراء والضراء وبعد قولهفي صالتهم زاد ويستغفر لهم كل شئ حتى حيتان البحور وهوامها وسباع البر وانعامها

إلى تنظر أعمالهم أي ترمق األبرار وقوله األبرار األخيار ومكان األخيار وبدل مكان أعمالهم

ونور االبصار أي ابصار القلوب ويحتمل حمله على االبصار الظاهرة أيضا وقوة األبدان أيبالعلم

واليقين تقوى الجوارح على العمل ويسكن القلب عن التزلزل واالضطراب ويسهل علىصاحبه المشاق

١٥٢ / ٥٤ ومن خطبه عليه السالممختصر بصائر الدرجات للشيخ الجليل حسن بن سليمان الحلى تلميذ شيخنا الشهيد األولصاحب اللمعة رضي الله عنهما وهو من المشيخة العظام ومن علماء أوائل القرن التاسع من

الهجرة(١٤٧)

وقد طبع الكتاب في النجف األشرف سنة (١٣٧٠) وهو من منشورات المطبعة الحيدريةقال ره في ص ١٩٥ ووقفت على كتاب خطب لمولنا أمير المؤمنين عليه السالم وعليه

خطالسيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس ما صورته هذا الكتاب

ذكركاتبه رجلين بعد الصادق عليه السالم فيمكن ان يكون تاريخ كتابته بعد المأتين

من الهجرة ألنه عليه السالم انتقل بعد سنة مأة وأربعين من الهجرة وقد روى بعضما فيه عن أبي روح فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عليهما السالم

وبعض ما فيه عن غيرهما ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لموالنا أمير المؤمنينعليه السالم تسمى المخزون وهي

الحمد لله االحد المحمود الذي توحد بملكه وعال بقدرتهاحمده على ما عرف من سبيله والهم من طاعته وعلم من

مكنون حكمته فإنه محمود بكل ما يولى ومشكور بكل ما يبلىواشهد ان قوله عدل وحكمه فصل ولم ينطق فيه ناطق

بكان اال كان قبل كان وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله وسيد عباده خير من أهل أوال وخير من

أهل آخرا فكلما نسبح الله الخلق فريقين جعله في خير الفريقينلم يسهم فيه عاير وال نكاح جاهلية ثم إن الله تعالى

قد بعث إليكم رسوال من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص(١٤٨)

عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فاتبعوا ما انزل إليكم من ربكموال تبتغوا من دونه أولياء قليال ما تذكرون فان الله تعالىجعل للخير أهال وللحق دعائم وللطاعة عصما يعصم بهمويقيم من حقه فيهم على ارتضاء من ذلك وجعل لها رعاةوحفظة يحفظونها بقوة ويعينوا عليها أولياء ذلك بما ولوا

من حق الله فيها إما بعد فان روح البصر روح الحياة الذيال ينفع ايمان اال به مع كلمة الله والتصديق بها فالكلمة من

الروح والروح من النور والنور نور السماوات فبأيديكم سببوصل إليكم منه ايثار واختيار نعمة الله ال تبلغوا شكرها

خصصكم بها واختصكم لها وتلك األمثال نضر بها للناس وما يعقلها اال العالمون فابشروا بنصر من الله عاجل وفتح يسير

يقر الله به أعينكم ويذهب بحزنكم كفوا ما تناهى الناس عنكمفان ذلك ال يخفى عليكم ان لكم عند كل طلعة عونا من الله يقول

(١٤٩)

على األلسن ويثبت على األفئدة وذلك عون الله ألوليائهيظهر في خفى نعمته لطيفا وقد أثمرت ألهل التقوى أغصان لشجرة

الحياة وان فرقانا من الله بين أولياءه وأعدائه فيه شفاءللصدور وظهور للنور يعز الله به أهل طاعته ويذل به أهل

معصيته فليعد لذلك امرء عدته وال عدة له اال بسبب بصيرةوصدق نية وتسليم سالمة أهل الخفة في الطاعة ثقل الميزانوالميزان بالحكمة والحكمة ضياء للبصر والشك والمعصية

في النار وليسا منا وال لنا وال إلينا قلوب المؤمنين مطوية علىااليمان إذا أراد الله اظهار ما فيها فتحها بالوحي وزرع فيها الحكمة

وان لكل شئ انا يبلغه ال يعجل الله بشئ حتى يبلغ أناه ومنتهاهفاستبشروا ببشرى ما بشرتم به واعترفوا بقربان ما قرب لكم وتنجزوا

من الله ما وعدكم ان منا دعوة خالصة يظهر الله بها حجتهالبالغة ويتم بها النعمة السابغة ويعطى بها الكرامة الفاضلة

(١٥٠)

من استمسك بها اخذ بحكمة منها آتاكم الله رحمته ومن رحمتهنور القلوب ووضع عنكم أوزار الذنوب وعجل شفاء صدوركم

وصالح أموركم وسالم منا لكم دائما عليكم تسلمون به فيدول األيام وقرار األرحام أين كنتم وسالمه لسالمه عليكم

في ظاهره وباطنه فان الله عز وجل اختار لدينه أقواما ن انتجبهمللقيام عليه والنصرة له بهم ظهرت كلمة االسالم وارجاء

مفترض القرآن والعمل بالطاعة في مشارق األرض ومغاربهاثم إن الله تعالى خصكم باالسالم واستخلصكم له ألنه اسمسالمة وجماع كرامة ن اصطفاه الله فأنهجه وبين حججه و

أرف ارفه وحده ووصفه وجعله رضا كما وصفه ووصفأخالقه وبين اطباقه ووكد ميثاقه من ظهر وبطن ذي

حالوة وامن فمن ظفر بظاهره رأى عجائب مناظره في مواردهومصادره ومن فطن لما بطن رأى مكنون الفطن وعجائب

(١٥١)

األمثال والسنن فظاهره أنيق وباطنه عميق ال تنقضى عجائبهوال تفنى غرائبه فيه ينابيع النعم ومصابيح الظلم ال تفتح

الخيرات اال بمفاتيحه وال تنكشف الظلم اال بمصابيحه فيهتفصيل وتوصيل وبيان االسمين األعلين للذين جمعا فاجتمعا

ال يصلحان اال معا يسميان فيعرفان ويوصفان فيجتمعانقيامهما في تمام أحدهما في منازلهما جرى بهما ولهما نجوموعلى نجومهما نجوم سواهما تحمى حماه وترعى مراعيه وفىالقرآن بيانه وحدوده وأركانه ومواضيع تقادير ما خزن بخزاينهووزن بميزانه ميزان العدل وحكم الفصل ان رعاة الدين فرقوا

بين الشك واليقين وجاءوا بالحق المبين قد بينوا االسالمتبيانا وأسسوا له أساسا وأركانا وجاءوا على ذلك شهودا و

برهانا من عالمات وامارات فيها كفاء المكتف وشفاء المشتفيحمون حماه ويرعون مرعاه ويصونون مصونه ويهجرون

(١٥٢)

مهجوره ويحبون محبوبه بحكم الله وبره وبعظيم امره وذكرهبما يجب ان يذكر به يتواصلون بالوالية ويتالقون بحسن

اللهجة ويتساقون بكأس الرؤية ويتراعون بحسن الرعايةبصدور برية واخالق سنية لم يؤلم عليها وبقلوب رضية

ال تتسرب فيها الدنية وال تشرع فيها الغيبة فمن استبطن منذلك شيئا ن استبطن خلفا سنيا وقطع أصله واستبدل منزله

بنقضه مبرما واستحالله محرما من عهد معهود إليه وعقد معقود عليه بالبر والتقوى وايثار سبيل الهدى

على ذلك عقد خلقهم وآخا ألفتهم فعليه يتحابون وبهيتواصلون فكانوا كالزرع وتفاضله يبقى فيؤخذ منه و

يفنى ببقية التخصص ويبلغ منه التخليص فلينظر امرء في قصرأيامه وقلة مقامه في منزل حتى يستبدل منزال فليضع متحوله

ومعارف منتقله فطوبى لذي قلب سليم أطاع من يهديه و(١٥٣)

تجنب ما يرديه فيدخل مدخل الكرامة فأصاب سبيلالسالمة يبصر ببصره وأطاع هادي امره دل أفضل الداللة

وكشف غطاء الجهالة المضلة الملهية فمن أراد تفكرا وتذكرافليذكر رأيه وليبرز بالهدى مالم تغلق أبوابه وتفتح أسبابه

وقبل نصيحة من نصح بخضوع وحسن خشوع بسالمة االسالمودعاء التمام وسالم بسالم تحية دائمة لخاضع متواضع يتنافس بااليمان ويتعارف عدل

الميزان فليقبل امره واكرامهبقبول وليحذر قارعة قبل حلولها ان امرنا صعب مستصعب

ال يحتمله ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد ن امتحن الله قلبهلاليمان ال يعى حديثنا اال حصون حصينة أو صدور أمينة

أو أحالم رزينة يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب فقال رجلمن شرطة الخميس ما هذا العجب يا أمير المؤمنين قال ومالي ال أعجب وقد سبق

القضاء فيكم وما تفقهون الحديث اال صوتات بينهن موتات(١٥٤)

حصد نبات ونشر أموات يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجبقال رجل أيضا يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي ال تزال تعجب منه قال ثكلتك

اآلخرة امه وأي عجب يكون أعجب من أموات يضربون هاماتاالحياء قال انى يكون ذلك يا أمير المؤمنين قال والذي فلق الحبة

وبرء النسمة كأني انظر إليهم قد تخللوا سكك الكوفة وقدشهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله ولرسولهصلى الله عليه وآله وسلم وللمؤمنين ذلك قول الله عز وجل

يا أيها الذين آمنوا ال تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا مناآلخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور أيها الناس سلوني

قبل ان تفقدوني ألنا بطرق السماء اعلم من العالم بطرق األرضانا يعسوب المؤمنين وغاية السابقين ولسان المتقين وخاتمالوصيين ووارث النبيين وخليفة رب العالمين انا قسيم النار

وخازن الجنان وصاحب الحوض وصاحب األعراف فليس منا أهل(١٥٥)

البيت امام اال وهو عارف بجميع أهل واليته وذلك قول اللهتبارك وتعالى انما أنت منذر ولكل قوم هاد اال أيها الناسسلوني قبل ان تشرع برجلها فتنة شرقية وتطأ في خطائها

بعد موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي األرض ورافعةذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها فإذا استدار الفلك

قلت مات أو هلك بأي واد سلك فيومئذ تأويل هذه اآليةثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم

أكثر نفيرا ولذلك عالمات أولهن احصار الكوفة بالرصدوالخندق وتحزيق الزوايا في سكك الكوفة وتعطيل المساجدأربعين ليلة وتخفق رايات ثالث حول المسجد األكبر يشبهن

بالهدى القاتل والمقتول في النار وقتل كثير وموت ذريعوقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين والمذبوح بينالركن والمقام وقتل األسبع المظفر صبرا في بيعة األصنام

(١٥٦)

مع كثير من شياطين االنس وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب أميرها رجل كلب واثنى عشر الف عنان من

خيل يحمل السفياني متوجها إلى مكة والمدينة أميرها رجل من(أحد من) بنى أمية يقال له خزيمة اطمس العين الشمال على عينهطرفة تميل بالدنيا فال ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجاال

ونساءا من آل محمد صلى الله عليه وآله فيحبسهم في دار بالمدينةيقال لها دار أبى الحسن األموي ويبعث خيال في طلب رجل من

آل محمد صلى الله عليه وآله قد اجتمع إليه رجال من المستضعفينبمكة أميرهم رجل من غطفان حتى إذا توسطوا الصفايح البيض بالبيداء

خسف بهم فال ينجو منهم أحد اال رجل واحد يحول الله وجهه فيالقفاء لينذرهم وليكون آية لمن خلفه فيومئذ تأويل هذه اآلية

ولو ترى إذ فزعوا فال فوت واخذوا من مكان قريب ويبعث السفيانيمأة وثالثين ألفا إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق وموضع

(١٥٧)

مريم وعيسى عليهما السالم بالقادسية ويسير منهم ثمانونألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود عليه السالم بالنخيلة

فيهجموا عليه يوم زينة وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحرفيخرج من مدينة يقال لها الزوراء في خمسة آالف من الكهنة و

يقتل على جسرها سبعين ألفا حتى يحتمى الناس الفرات ثالثة أيام منالدماء ونتن األجساد ويسبى من الكوفة ابكارا ال يكشف عنها كف و

ال قناع حتى يوضعن في المحامل يزلف بهن الثوية وهي الغربين ثميخرج عن الكوفة مأة الف بين مشرك ومنافق حتى يضربوا دمشق اليصدهم عنها صاد وهي ارم ذات العماد وتقبل رايات شرقي األرض

ليست بقطن وال كتان وال حرير مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد األكبريسوقها رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله يوم تطير في المشرق يوجد

ريحها بالمغرب كالمسك األذفر يسيرا الرعب امامها شهرا ويخلف أبناء سعدالسقاء بالكوفة طالبين بدماء آبائهم وهم أبناء الفسقة حتى تهجم

(١٥٨)

عليهم خيل الحسين عليه السالم يستبقان كأنها فرسا رهان شعثغبر أصحاب بواكي وفوارح إذ يضرب أحدهم برجله باكية يقول

الخير في مجلس بعد يومنا هذا اللهم فانا التائبون الخاشعونالراكعون الساجدون فهم االبدال الذين وصفهم الله عز و

جل ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين والمطهرون نظرائهممن آل محمد صلى الله عليه وآله ويخرج رجل من أهل نجران راهب

مستجيب لالمام فيكون أول النصارى إجابة ويهدم صومعتهويدق صليبها ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل فيسيرونآل النخيلة باعالم هدى فيكون مجتمع الناس جميعا من األرضكلها بالفاروق وهي محجة أمير المؤمنين عليه السالم وهي ما

بين البرس والفرات فيقتل يومئذ فيما بين المشرق والمغرب ثالثةآالف من اليهود والنصارى يقتل بعضهم بعضا فيومئذ تأويل

هذه اآلية فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين(١٥٩)

بالسيف وتحت ظل السيف ويخلف من بنى األشهب الزاجر اللحظ فيأناس من غير أبيه هرابا يأتوا سبطرى عودا بالشجر فيومئذ تأويل

هذه اآلية فلما أحسوا بأسنا اذاهم منها يركضون ال تركضوا وارجعواإلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون ومساكنهم الكنوزالتي غلبوا عليها من أموال المسلمين ويأتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسخ فيومئذ تأويل هذه اآلية وما هي من الظالمينببعيد وينادى مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عندما

تطلع الشمس يا أهل الهدى اجتمعوا وينادى من ناحية المغرببعد ما يغيب الشمس يا أهل الضاللة اجتمعوا ومن الغد عند الظهرتكور الشمس فتكون سوداء مظلمة واليوم الثالث يفرق بين الحقوالباطل بخروج دابة األرض وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر

عند كهف الفتية ويبعث الله الفتية من كهفهم إليهم رجليقال له تملبخا واالخر مكسلمينا وهما الشهداء المسلمون للقائم

(١٦٠)

فيبعث أحد الفتية إلى الروم فيرجع بغير حاجة ويبعث باآلخرفيرجع بالفتح فيومئذ تأويل هذه اآلية وله أسلم من في

السماوات واألرض طوعا وكرها ثم يبعث الله من كل أمة فوجاليريهم ما كانوا يو عدون فيومئذ تأويل هذه اآلية ويوم

نبعث من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون والوزع خفقان أفئدتهم ويسير الصديق األكبر براية الهدى

والسيف ذو الفقار والمخصرة حتى ينزل ارض الهجرة مرتين وهيالكوفة فيهدم مسجدها ويبنيه على بناءه األول ويهدم ما دونه

من دور الجبابرة ويسير إلى البصرة حتى يشرف على بحرها ومعهالتابوت وعصا موسى فيعزم عليه فيزفر زفرة بالبصرة فتصير

بحرا لجيا فيغرقها ال يبقى فيها غير مسجدها كجؤجؤ السفينة علىظهر الماء ثم يسير إلى حرور ثم يحرقها ويسير من باب بنى أسد

حتى يزفروا زفرة في ثقيف وهم زرع فرعون ثم يسير إلى مصر فيعلوا(١٦١)

منبره ويخطب الناس فتستبشر األرض بالعدل وتعطى السماءقطرها والشجر ثمرها واألرض نباتها وتتزين ألهلها وتأمن

الوحوش حتى ترتعى في طرف األرض كانعامهم ويقذف فيقلوب المؤمنين العلم فال تحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم

فيومئذ تأويل هذه اآلية يغنى الله كال من سعته وتخرج لهماألرض كنوزها ويقوم يقول القائم عليه السالم كلوا هنيئا بماأسلفتم في األيام الخالية فالمسلمون يومئذ أهل صواب للدين

اذن لهم في الكالم فيومئذ تأويل هذه اآلية وجاء ربكوالملك صفا صفا فال يقبل الله يومئذ اال دينه الحق اال للهالدين الخالص فيومئذ تأويل هذه اآلية أولم يروا انا نسوق

الماء إلى األرض الجرز فتخرج به زرعا تأكل منه انعامهم وأنفسهمأفال يبصرون ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين قل يوم

الفتح ال ينفع الذين كفروا ايمانهم وال هم ينصرون فاعرض عنهم(١٦٢)

وانتظر انهم منتظرون فيمكث فيما بين خروجه إلى يوم موتهثالثمأة سنة ونيفا وعدة أصحابه ثالثمأة وثالثة عشر منهمتسعة من بني إسرائيل وسبعون من الجن ومأتان وأربعة و

ثالثون فيهم سبعون الذين غضبوا للنبي صلى الله عليهوآله إذ هجته مشركوا قريش فطلبوا إلى نبي الله صلى الله عليه

وآله ان يأذن لهم في اجابتهم فاذن لهم حيث نزلت هذهاآلية اال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا

وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبينقلبون وعشرون من أهل اليمن منهم المقداد بن األسود

ومائتان وأربعة عشر الذين كانوا بساحل البحر مما يلي عدنفبعث إليهم نبي الله برسالة فاتوا مسلمين وتسعة من بني إسرائيل

ومن افناء الناس الفان وثمان مأة وسبعة عشر ومن المالئكةأربعون ألفا من ذلك من المسومين ثالثة آالف ومن المردفين

(١٦٣)

خمسة آالف فجميع أصحابه عليه السالم سبعة وأربعون ألفا ومأة وثالثون من ذلك تسعة رؤوس مع كل رأس من المالئكة

أربعة آالف من الجن واإلنس عدة يوم بدر فيهم يقاتل وإياهم ينصر الله وبهم ينتصر وبهم يقدم النصر ومنهم

نضرة األرض كتبتها كما وجدتها وفيها نقص حروف انتهى كالمه رحمه الله في المقامأقول

ال يخفى على أولي النهى ان العالمة المجلسي أعلى الله مقامه قد نقل هذه الخطبة بتمامهافي المجلد

الثالث عشر من مجلدات بحار األنوار في باب الرجعة وقال بعد نقلها وشرح بعض منفقراتها

بعض اجزائها من بعض األصل سقيمة محرقة وقد صححت في أقول هكذا وجدتها مؤلفات

بعض أصحابنا ومن االخبار االخر وقد اعترف صاحب الكتاب بسقمها ومع ذلك يمكناالنتفاع

بأكثر فوائدها ولذا اوردتها مع ما أرجو من فضله تعالى ان تيسر لي نسخة يمكن تصحيحهابها

وقد سبق كثير من فقراتها في باب عالمات ظهوره انتهى كالمه رفع الله مقامه قولهعليه السالم لم ينطق فيه ناطق بكان أي كلما عبر عنه بكان فهو لضرورة العبارة وضيقهاالن مفاد كان دال على الزوال والزمان وهو تعالى شانه منزه ومعرى عنه وقوله من أهله

أي جعله الله أهال للنبوة والخالفة وكلما نسبح الله أي جمع الله لم يسهم أي لم يشركوالعاير

من السهام الذي ال يدرى راميه المراد انه لم يولد من الزنا واختالط النسب ويمكن ان يقالإنه

مأخوذ من العار ويحتمل ان يكون تصحيف هاهر وقوله روح البصر ال يبعد ان يكونخبران

مع كلمة الله وروح الحياة بدل من روح البصر والمراد منه روح االيمان التي تكون معالمؤمن

إذ المؤمن به يكون بصيرا وحيا في الحقيقة وكلمة الله هي اإلمام الهادي فالكلمة من الروحأي أخذت

من الروح التي هي روح القدس ويمكن ان يقال من الروح بمعنى مع الروح والروح يأخذمن

النور أي من نور الله تعالى فبأيديكم سبب من كلمة الله الموصولة من الله إليكم هيالسبب الذي

آثركم واختار لكم وخصصكم به وهو النعمة التي من الله تعالى خصصتم بها بحيث ال

يمكن لكم ان(١٦٤)

الميزان خبره ويحتمل ان يكون تؤدوا شكرها ويظهر بمعنى يعين سالمة مبتداء وثقل التسليم

مضافا إلى سالمة وأهل مبتداء وثقل بتشديد القاف على صيغة الجمع خبره وانا بالكسر والقصر أي الوقت واعترفوا بقربان ما قرب لكم أي اعترفوا وصدقوا بقرب ما أخبركم بأنه

قريب منكم وقوله أرف أرفة األرف كصرد جمع األرفة أي حدد حدوده وبينها والظاهر أنبعد هذه الفقرة سقط كالم يشتمل على ذكر القرآن أي بعد فقرة وكد ميثاقه قبل قوله من

ظهروبطن الن ما ذكر قبل هذه في أوصاف االسالم وقوله من ظهر وبطن من أوصاف القرآن

وان أمكنان يستفاد اشتراك هذا التوصيف والتحديد والتبيين في بينهما االسمين األعلين هما محمد

وعلىصلى الله عليهما وآلهما أو القرآن والعترة وقوله ولهما نجوم المراد منها األئمة عليهم

السالم وقولهوعلى نجومهما نجوم أي على كل من تلك النجوم دالئل وبراهين من الكتاب والسنة

والمعجزات واآلياتالدالة على حقيقتهم وقوله تحمى على بناء المجهول أو على بناء المعلوم والفاعل النجوم

وعلى التقديرينالضمير في حماه ومراعيه راجع إلى االسالم وكذا الضمائر التي بعدهما والطرفة بفتح الطاء

نقطةحمراء من الدم الحادثة في العين الرصد الطريق يقال رصدته رصدا من باب قتل إذا قعدت

له علىطريقه والجمع ارصاد الخندق معرب كنده التخريق النقطيع السكة الزقاق والطريق جمعها

سككوالخفق االضطراب المسجد األكبر جامع الكوفة الذريع السريع االسبع يحتمل انه تصحيف

األبقعكما يستفاد من سائر األخبار الواردة في الباب اطمس الذي ذهب ضوء بصره أو محت

عينه وهو افعلوصفى للذكر روخاء موضع بين مكة والمدينة الفاروق موضع بين البرس والفرات قادسية

قرية من مضافات الكوفة الثوية موضع بين النجف والكوفة وبالنجف أقرب وفيها بقعةكميل بن

زياد رضي الله عنه رايات شرقي لعل المراد منها رايات الحسنى وأصحابه وكذاك رجل منآل محمد

يطير بالمشرق لعل إشارة إلى حركته وحركة أصحابه بالطيارات المخترعة العصرية شعثغبر عبارة

الغشية الفوادح الخمود الفادح الذي يثقل ويبهض والجمع عن القشف ويبس الجلود والموت

األشهب الذي ال خضرة فيه الزاجر الصايح والمانع اللحظ النظر بطرف العين سبطريبكسر السين

السعي الركض بالعجب والخيالء والتكبر والتبختر الذهاب الطاء الباء وسكون وفتح االتراف االصرار

على المعصية واالضالل القذف الرمي بالحجارة المسخ تغيير صورة االنسانية وتبديلهابالسباع و

البهائم ونحوها١٥٣ / ٥٥ ومن كالمه عليه السالم

(١٦٥)

االختصاص للشيخ المفيد رضي الله عنه وارضاه من النسخة المطبوعة في طهران سنة١٣٧٩

الهجرية القمرية - ص ٢٢٦ روى عن محمد بن الحسن عن محمد بن سنان عن بعضرجاله عن أبي

الجارود يرفعه قال قال أمير المؤمنين عليه السالم من أوقف نفسهموقف التهمة فال يلومن من أساء به الظن ومن كتم سره

كانت الخيرة في يده وكل حديث جاوز اثنين فشا وضع أمرأخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك وال تظنن

بكلمة خرجت من أخيك سوءا أنت تجد بها في الخير محمالوعليك باخوان الصدق فكثر في اكتسابهم عدة عند

الرخاء وجندا عند البالء وشاور حديثك الذين يخافونالله أحبب االخوان على قدر التقوى واتقوا شرار النساء و

كونوا من خيارهن على حذر ان امرنكم بالمعروف فخالفوهنحتى ال يطمعن في المنكر

١٥٤ / ٥٦ ومن كالمه عليه السالمالمفيد ره في االختصاص ص ٢٥١ عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي مريم عن أبي جعفر

عليه السالمقال قام إلى أمير المؤمنين عليه السالم رجل بالبصرة فقال يا أمير المؤمنين اخبرنى عن

االخوان(١٦٦)

فقال االخوان صنفان اخوان الثقة واخوان الكاشرة فامااخوان الثقة فهم كالكف والجناح واالهل والمال فإذا كنت

من أخيك على الثقة فابذل له مالك وبدنك وصاف من صافاهوعاد من عاداه واكتم سره وعيبه وأظهر منه الحسن واعلم

أيها السائل انهم أعز من الكبريت األحمر واما اخوانالمكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك فال تقطعن ذلك منهم وال

تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم وابذل ما بذلوا لك من طالقةالوجه وحالوة اللسان

قوله عليه السالم اخوان المكاشرة من كاشره إذا تبسم في وجهه وانبسط معه أقولقد روى هذا الكالم أيضا في الكافي ج ٢ ص ٢٤٨ والصدوق في الخصال وفى البحار عن

االختصاص١٥٦ / ٥٧ ومن خطبه عليه السالم

كتاب االحتجاج للشيخ الجليل أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي نقلتها من نسختهالمطبوعة في النجف

األشرف في المطبعة المرتضوية في سنة ١٣٥٠ الهجرية القمرية ص ١٠٦ ونقلها المجلسيره عن االحتجاج أيضا

في المجلد الثاني من بحار األنوار وهو كتاب التوحيد وهو من الكتب التي أمر بطبعهاالحاج محمد حسن

الشهير بأمين الضرب األصبهاني رحمة الله عليه ص ١٨٦ قال قال عليه السالم في خطبةأخرى

ال يشمل بحد وال يحسب بعد وانما تحد األدوات أنفسها وتشير اآلالت(١٦٧)

إلى نظائرها منعتها منذ القدمة رحمتها قد األزلية وجنبتهالوال التكملة بها تجلى صانعها للعقول وبها امتنع من نظر العيون

ال تجرى عليه الحركة والسكون وكيف يجرى عليه ما هو اجراهويعود فيه ما هو أبداه ويحدث فيه ما هو أحدثه إذا لتفاوتت

ذاته ولتجزى كنهه والمتنع من األزل معناه وكان له وراءإذا وجد له امام وال التمس التمام إذا لزمه النقصان وإذا

لقامت آية المصنوع فيه ولتحول دليال بعد إن كان مدلوالعليه وخرج بسلطان االمتناع من أن يؤثر فيه ما في غيره الذيال يحول وال يزول وال يجوز عليه األفول لم يلد فيكون مولودا

ولم يولد فيصير محدودا جل عن اتخاذ األبناء وطهر عن مالمسةالنساء ال تناله األوهام فتقدره وال تتوهمه الفطن فتصورهوال تدركه الحواس فتحسه وال تلمسه األيدي فتمسه وال

يتغير بحال وال يتبدل باألحوال وال تبليه الليالي واأليام(١٦٨)

وال يغيره الضياء والظالم وال يوصف بشئ من األجزاء والبالجوارح واألعضاء وال يعرض من االعراض بالغيرية واالبغاضوال يقال له حد وال نهاية وال انقطاع وال غاية وال ان األشياء

تحويه فتقله أو تهويه وال ان األشياء تحمله فيميله أو يعدلهليس في األشياء يوالج وال عنها بخارج يخبر ال بلسان ولهوات

ويسمع ال بخروق وأدوات يقول وال يلفظ ويحفظ وال يتحفظ ويريد وال يضمر يحب ويرضى من غير رقة ويبغض ويغضب من غير

مشقة يقول لما أراد كونه كن فيكون ال بصوت يقرع وال نداء يسمعوانما كالمه سبحانه فعل منه انشاه ومثله لم يكن من قبل ذلككائنا ولو كان قديما لكان الها ثانيا وال يقال له بعد ان لم يكنفتجرى عليه الصفات المحدثات وال يكون بينها وبينه فصل وال

له عليها فضل فيستوى الصانع والمصنوع ويتكافؤ المبتدع والبديع خلق الخالئق على غير مثال خال من غيره ولم يستعن على خلقها

(١٦٩)

بأحد من خلقه وأنشأ األرض فامسكها من غير اشتغال وأرساهاعلى غير قرار وأقامها بغير قوائم ورفعها بغير دعائم وحصنها

من األود واالعوجاج ومنعها من التهافت واالنفراج ارسىأوتادها وضرب أسدادها واستفاض عيونها وخد أوديتها

فلم يهن ما بناه وال ضعف ما قواه هو الظاهر عليها بسلطانهوعظمته وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته والعالي على كل

شئ منها بجاللته وعزته ال يعجزه شئ منها طلبه وال يمتنععليه فيغلبه وال يفوته السريع منها فيسبقه وال يحتاج إلى

ذي مال فيرزقه خضعت األشياء له وذلت مستكينه العظمةال يستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره فيمتنع من نفعه وضره و

ال كفؤ له فيكافئه وال نظير له فيساويه هو المفنى لها بعد وجودهاحتى تصير موجودها كمفقودها وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها

بأعجب من انشاءها واختراعها وكيف ولو اجتمع جميع حيوانها من(١٧٠)

طيرها وبهائما وما كان من مراخها وسائمها واصناف اسناخها وأجناسها ومتبلدة أممها وأكياسها على احداث بعوضة ما قدرت على

احداثها وال عرفت كيف السبيل إلى ايجادها ولتحيرت عقولها في علمذلك وتاهت وعجزت قواها وتناهت ورجعت خاسئة حسيرة عارفة

بأنها مقهورة مقرة بالعجز عن انشاءها مذعنة بالضعف عن افنائهاوانه يعود سبحانه بعد فناء الدنيا وحده ال شئ معه كما كان قبل ابتدائها

كذلك يكون بعد فناءها بال وقت وال مكان وال حين وال زمانعدمت عند ذلك اآلجال واألوقات وزالت السنون والساعات

فال شئ اال الواحد القهار الذي إليه مصير جميع األمور بال قدرةمنها كان ابتداء خلقها وبغير امتناع منها كان فنائها ولو قدرتعلى االمتناع لدام بقاءها لم يتكاده صنع شئ منها إذا صنعه ولم

يؤده منها خلق ما برءه وخلقه ولم يكونها لتشديد سلطان والخوف من زوال ونقصان وال لالستعانة بها على ند مكاثر وال

(١٧١)

لالحتراز بها من ضد مشاور وال لالزدياد بها في ملكه واللمكاثرة شريك في شركته وال لوحشة كانت منه فأراد ان يستأنس

إليها ثم هو يفنيها بعد تكوينها ال لسام دخل عليه من تصريفها وتدبيرها وال لراحة واصلة إليه وال لثقل شئ منها عليه اليمله طول بقاءها فيدعوه إلى سرعة افناءها لكنه سبحانه

دبرها بلفظه وامسكها بأمره وأتقنها بقدرته ثم يعيد ها بعدالفناء من غير حاجة منه إليها وال استعانة بشئ منه عليها وال

النصراف من حد وحشة إلى حال استيناس وال من حال جهل وعمى إلى حال علم والتماس وال من فقر وحاجة إلى غنى وكثرة وال

من ذل وضعة إلى عز وقدرةأقول في بيان بعض ما يحتاج إلى البيان وايضاح بعض فقرات الخطبة الشريفة قوله ال يشملبحد أي بالحدود والنهايات الجسمانية وبالحد العقلي من الجنس والفصل وال يحسب بعد

أي باالجزاءوالصفات الزائدة المعدودة اللهوات بالتحريك جمع لهاة كحصاة وهي سقف الفم وقيل

هي اللحمة الحمراءالمتعلقة في أصل الحنك الخرق بالفتح الثقب في الحائط وغيره والجمع خروق على وزن

فلس وفلوسالتكافؤ االستواء والتساوي األود االعوجاج والعوج التهافت التساقط الوهن الضعف

التبلد ضد التجلد والبالدة نقيض النفاذ والمضى والمضى لم يتكأده أي لم يشقه السامالمالل سئمت مللت

(١٧٢)

ومن كالمه عليه السالمالمجلد الثاني من بحار األنوار للعالمة المجلسي ره طبع امين الضرب ص ١١١ نقل عن

التفسير المنسوب إلى اإلمام العسكريعليه السالم قال عن أبي محمد عن آبائه عليهم السالم قال أمير المؤمنين عليه السالم ال

تتجاوزوابنا العبودية ثم قولوا ما شئتم وال تغلوا وإياكم والغلو كغلو النصارى

فانى برئ من الغالين١٥٦ / ٥٨ ومن خطبه عليه السالم

المجلد السابع عشر من البحار ص ٩٧ عن أمالي الشيخ ره عن الحسين بن عبيد الله عنعلي بن محمد

بن محمد العلوي عن محمد بن موسى الرقي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أحمدبن أبي عبد الله

البرقي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن أبيه عن ابان مولى زيد بن علي عن عاصمبن

بهدلة عن شريح القاضي قال قال أمير المؤمنين عليه السالم ألصحابه يوما وهو يعظمترصدوا مواعيد اآلجال وباشروها بمحاسن األعمال وال تركنوا إلى

ذخائر األموال فتخليكم خداج اآلمال ان الدنيا خداعة ضراعةمكارة غرارة سحارة أنهارها المعة وثمراتها يانعة ظاهرها

سرور وباطنها غرور تاكلكم بأضراس المنايا وتبيركم باتالفالرزايا لهم بها أوالد الموت آثروا زينتها وطلبوا رتبتها جهلالرجل ومن ذلك الرجل المولع بلذتها والساكن إلى فرحتها

واال من لغدرتها دارت عليكم بصروفها ورمتكم بسهام حتوفها(١٧٣)

وهي تنزع أرواحكم نزعا وأنتم تجمعون لها جمعا للموت تولدونوالى القبور تنقلون وعلى التراب تتوسدون (تنومون) و

إلى الدود تسلمون والى الحساب تبعثون يا ذا الحيل واآلراءوالفقه واألنباء اذكروا مصارع االباء فكأنكم بالنفوس

قد سلبت واالبدان قد عريت وبالمواريث قد قسمت فتصيريا ذا الدالل والهيبة والجمال إلى منزلة شعثاء ومحلة غبراءفتنوم على خدك في لحدك في منزل قل زواره ومل عماره

حتى تشق عن القبور وتبعت إلى النشور فان ختم لك بالسعادةصرت إلى الحبور وأنت ملك مطاع وآمن ال تراع يطوف عليكم

ولدان كأنهم الجمان بكأس من معين لذة للشاربين أهلالجنة فيها يتغمون وأهل النار فيها معذبون هؤالء في

السندس والحرير يتجنترون وهؤالء في الجحيم والسعير يتقلبونهؤالء تحشى جماجمهم بمسك الجنان وهؤالء يضربون بمقامع

(١٧٤)

النيران هؤالء يعانقون الحور في الحجال وهؤالء يطوقوناطواقا باالغالل في النار قلبي فزع قد أعيى األطباء وبه

داء ال يقبل الدواء يا من يسلم إلى الدود ويهدى إليه اعتبربما تسمع وترى وقل لعينيك تجفوا لذة الكرى وتفيض من

الدموع بعد الدموع تترى بيتك القبر بيت األهوال والبلىوغايتك الموت يا قليل الحياء اسمع يا ذا الغفلة والتصريف من

ذي الوعظ والتعريف جعل يوم الحشر يوم العرض والسؤال والحباءوالنكال يوم تقلب فيه اعمال األنام يوم تذوب من النفوس

احداق عيونها وتضع الحوامل ما في بطونها وتفرق من كلكل نفس وحبيبها ويحار في تلك األهوال عقل لبيبها إذا تنكرت

األرض بعد حسن عمارتها وتبدلت بالخلق بعد أنيق زهرتهاأخرجت من معادن الغيب أثقالها ونفضت إلى الله احمالها يوم

ال ينفع الجد إذا عاينوا الهول الشديد فاستكانوا وعرف المجرمون(١٧٥)

بسيماهم فاستبانوا فانشقت القبور بعد طول انطباقها واستسلمتالنفوس إلى الله بأسبابها كشف عن اآلخرة غطاءها وظهر

للخلق انباءها فدكت األرض (الجبال) دكا دكا ومدت ألمريراد بها مدا مدا واشتد المثارون (المبادون) إلى الله

شدا شدا وتزاحفت الخالئق إلى المحشر زحفا زحفا وردالمجرمون إلى األعقاب ردا ردا وجد االمر ويحك يا انسان

جدا جدا وقربوا للحساب فردا فردا وجاء ربك والملك صفاصفا يسئلهم عما عملوا حرفا حرفا وجئ بهم عراة األبدان

خشعا أبصارهم امامهم الحساب ومن ورائهم جهنم يسمعونزفيرها ويرون سعيرها فلم يجدوا ناصرا وال وليا يجيرهم من الذل

فهم يعدون سراعا إلى مواقف الحشر يساقون سوقا فالسماواتمطويات بيمينيه كطي السجل للكتب والعباد على الصراط وجلت

قلوبهم يظنون أنهم ال يسلمون وال يؤذن لهم فيتكلمون(١٧٦)

وال يقبل منهم فيعتذرون قد ختم على أفواههم واستنطقتأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يا لها من ساعة ما اشجى

مواقعها من القلوب حين ميز بين الفريقين فريق في الجنة وفريق في السعير مثل هذا فليهرب الهاربون إذا كانت الدار اآلخرة لها

يعمل العاملوناللغات الترصد الترقب ضراعة يقال ضرع يضرع من باب تعب إذا ذل يانعة يقال ينع

إذا أدرك ونضج المولع المعزى من الغرور الحتوف جمع الحتف وهو الموت يقال ماتحتف انفه

أي مات على فراشه من غير قتل التوسد جعل الشئ تحت رأسه من الوسادة وهي المتكىالدود السوس

وهو اسم لما يتولد من االنسان أو الحيوان أو غيرهما الدالل المجالفة من دلت المرأة إذاأجرئت وجلفت

الجمان بضم الجيم وخفة الميم الدر الكرى السهر األنيق الحسن المعجب الدك الدقوالهدم وما استوى

من الرمل المثار المستغيث ليثار بمقتوله (اشجى افعل التفضيل من شجى الرجل شجا إذاحزن الشجى الحزن

١٥٧ / ٥٩ ومن خطبه عليه السالمتحف العقول المطبوع في طهران في المطبعة الحيدرية سنة (١٣٧٦) ه ق ص ٦١ للشيخ

الثقة الجليلاألقدم أبى محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني من اعالم القرن الرابع قال

أعلى الله مقامهخطبته عليه السالم في اخالص التوحيد

ان أول عبادة الله معرفته واصل معرفته توحيده ونظام توحيدهنفى الصفات عنه لشهادة العقول ان كل صفة وموصوف مخلوق

وشهادة كل مخلوق ان له خالقا ليس بصفة وال موصوف و(١٧٧)

شهادة كل صفة وموصوف باالقتران وشهادة االقترانبالحدث وشهادة الحدث باالمتناع من األزل الممتنع من حدثه

فليس الله عرف من عرف ذاته والله وحد من نهاه وال بهصدق من مثله وال حقيقته أصاب من شبهه وال إياه

أراد من توهمه وال له وحد من اكتنهه وال به آمن منجعل له نهاية وال صمده من أشار إليه وال إياه عنى منحده وال له تذلل من بعضه كل قائم بنفسه مصنوع و

كل موجود في سواه معلول بصنع الله يستدل عليه وبالعقولتعتقد معرفته وبالفكرة تثت حجته وبآياته احتج على خلقه

خلق الله الخلق فعلق حجابا بينه وبينهم فبما ينته إياهممفارقته آنيتهم وابداءه إياهم شاهد على اال أداة فيه

لشهادة األدوات بفاقة المؤدين وابتداءه إياهم دليل علىاال ابتداء له لعجز كل مبتدء عن ابتداء غيره أسماءه تعبير و

(١٧٨)

أفعاله تفهيم وذاته حقيقة وكنهه تفرقة بينه وبين خلقهقد جهل الله من استوصفه وتعداه من مثله واخطاه من اكتنههفمن قال أين فقد بوأه ومن قال فيم فقد ضمنه ومن قال إلىم فقد نهاه ومن قال لم فقد علله ومن قال كيف فقد شبهه

ومن قال إذ فقد وقته ومن قال حتى فقد غياه ومن غياهفقد جزاه ومن جزاه فقد وصفه ومن وصفه فقد الحد فيه

ومن بعضه فقد عدل عنه ال يتغير الله بتغيير المخلوق كما ال يتحددبتحديد المحدود أحد ال بتأويل عدد صمد ال بتبعيض بدد باطن

ال بمداخلة ظاهر ال بمزايلة متجل ال باشتمال رؤية لطيف ال بتجسمفاعل ال باضطراب حركة مقدر ال بجول فكر (ة) مدبر ال بحركة

سميع ال بالة بصير ال بأداة قريب ال بمداناة بعيد ال بمسافةموجود ال بعد عدم ال تصحبه األوقات وال تتضمنه األماكن

وال تأخذه السناة وال تحده الصفات وال تقيده األدوات سبق(١٧٩)

األوقات كونه والعدم وجوده واالبتداء أزله بتشعيره المشاعرعلم أن ال مشعر له وبتجهيره الجواهر علم أن ال جوهر له وبانشائه

البرايا علم أن ال منشئ له وبمضادته بين األمور عرف ان الضدله وبمقارنته بين األشياء علم أن ال قرين له ضاد النوربالظلمة والصرد بالحرور مؤلفا بين متعادياتها متقاربا

بين متبايناتها دالة بتفريقها على مفرقها وبتاليفها على مؤلفهاجعلها سبحانه دالئل على ربوبيته وشواهد على غيبته ونواطقعن حكمته إذ ينطق تكونهن عن حدثهن ويخبرن بوجودهن

عن عدمهن وينبأن بتنقيلهن عن زوالهن ويعلن بأفولهنان ال أفول لخالقهن وذلك قوله جل ثناءه ومن كل شئخلقنا زوجين لعلكم تذكرون ففرق بين هاتين قبل وبعد

ليعلم ان ال قبل له وال بعد شاهد بغرائزها ان ال غريزة لمغرزهادالة بتفاوتها ان ال تفاوت في مفاوتها مخبرة بتوقيتها ان

(١٨٠)

ال وقت لموقتها حجب بعضها عن بعض ليعلم ان ال حجاب بينه وبينها ثبت له معنى الربوبية إذ ال مربوب وحقيقة اإللهية

وال مألوه وتأويل السمع وال مسموع ومعنى العلم وال معلومووجوب القدرة وال مقدور عليه ليس مذ خلق الخلق استحقاسم الخالق وال باحداثه البرايا استحق اسم الباري فرقها المن

شئ والفها ال بشئ وقدرها ال باالهتمام ال تقع األوهامعلى كنهه وال تحيط االفهام بذاته ال تفوته متى وال تدينه

قد وال تحجبه لعل وال تقارنه مع وال تشتمله هو انما تحداألدوات أنفسها وتشير اآللة إلى نظائرها وفى األشياء توجدأفعالها وعن الفاقة تخبر األداة وعن الضد يخبر التضاد والى

شبهه يؤل الشبيه ومع االحداث أوقاتها وباألسماء تفترقصفاتها ومنها فصلت قرائنها واليها آلت احداثها منعتها مذالقدمة وحمتها قد األزلية ونفت عنها لوال الجبرية افترقت

(١٨١)

فدلت على مفرقها وتباينت فأعربت عن مباينها تجلى صانعهاللعقول وبها احتجب عن الرؤية واليها تحاكم األوهام وفيها

أثبتت العبرة ومنها أنيط الدليل بالعقول يعتقد التصديقبالله وباالقرار يكون االيمان ال دين اال بمعرفة وال معرفةاال بتصديق وال تصديق اال بتجريد التوحيد وال توحيد اال

باالخالص وال اخالص مع التشبيه وال نفى مع اثبات الصفاتوال تجريد اال باستقصاء النفي كله اثبات بعض التشبيه يوجب

الكل وال يستوجب كل التوحيد ببعض النفي دون الكل واالقرارنفى االنكار وال ينال االخالص بشئ من االنكار كل موجود

في الخلق ال يوجد في خالقه وكلما يمكن فيه يمتنع في صانعهال تجرى عليه الحركة وال يمكن فيه التجزية وال االتصال وكيف

يجرى عليه ما هو اجراه ويعود عليه ما هو ابتداه ويحدثفيه ما هو أحدثه إذا لتفاوتت ذاته ولتجزئ كنهه والمتنع من

(١٨٢)

األزل معناه ولما كان لألزل معنى اال معنى الحدث والللبارئ اال معنى المبروء لو كان له وراء لكان له امام وال التمس

التمام إذ لزمه النقصان وكيف يستحق اسم األزل من ال يمتنعمن الحدث وكيف يستأهل الدوام من تنقله األحوال و

األعوام وكيف ينشئ األشياء من ال يمتنع من األشياء إذالقامت فيه آلة المصنوع ولتحول دليال بعد إن كان مدلوال

عليه والقترنت صفاته بصفات ما دونه ليس في محال القولحجة وال في المسألة عنها جواب هذا مختصر منها

أقول قوله عليه السالم أول عبادة الله معرفته أي أشرفها وأقدمها زمانا ورتبة معرفته ألنهاشرط لقبول الطاعات واصل معرفته توحيده إذ مع اثبات الشريك أو القول بتركيب الذات

أوزيادة الصفات يلزم القول باالمكان فلم يعرف المشرك الواجب ولم يثبته فمن لم يوحده ال

ينال بدرجةالمعرفة ونظام التوحيد وتمامه نفى الصفات الزائدة الموجودة عنه إذ أول التوحيد نفى

الشرك عنهثم نفى التركيب ثم نفى الصفات الزائدة فهذا كماله ونظامه قوله لشهادة العقول إلى من

حدثه استدلإلى بان كل صفة محتاجة العقول شهدت بان الصفات زيادة نفى على السالم عليه

لقيامها الموصوف به والموصوف كذلك لتوقف كماله بالصفة فهو في كماله محتاج إليها وكل محتاج إلى

الغير ممكن فال يكونشئ منهما واجبا وال المركب منهما فثبت احتياجهما إلى علة ثالثة ليست بموصوف وال

صفة واال لعادالمحذور قوله ومن نهاه بالتشديد أي جعل له حدا ونهاية قوله ومن مثله أي من جعل له

شخصا ومثاالفي ذهنه وجعل الصورة الذهنية ومثاال له فهو ال يصدق بوجوده وال يصاب بحقيقته الن

كلما(١٨٣)

توهمه المتوهم فهو مخلوقة ومصنوع وهمه وقوله من اكتنهه أي بين كنه ذاته أو طلبالوصول إلى

كنهه إذ لو كان يعرف كنهه لكان شريكا مع الممكنات في التركيب والصفات االمكانيةفهو

ينافي التوحيد قوله من أشار إليه أي ال قصد نحوه من أشار إليه بإشارة حسية أو األعممنها ومن الوهمية والعقلية قوله من بعضه أي حكم بان له اجزاء أو ابعاضا قوله وكل

موجودفي سواه معلول أي كل ما يعلم وجوده ضرورة بالحواس من غير أن يستدل عليه باآلثار

فهومصنوع أو أراد ان كل معلوم بحقيقته فإنما يعلم من جهة اجزائه وكل ذي جزء فهو

مركبفكل معلوم الحقيقة مركب وكل مركب محتاج إلى مركب يركبه وصانع يصنعه فإذا كل

معلومالحقيقة هو مصنوع قوله كل موجود في سواه معلول لعل هذا الكالم وما قبله إشارة إلى أن

الله تعالى ال جوهر وال عرض وال يوصف بشئ منهما قوله بصنع الله يستدل عليه يعنىباآلثار يستدل على وجوده وبالتعقل يكمل معرفته وبالتذكر والتدبر تثبت حجته وفى بعض

النسخبالفطرة تثبت حجته قوله خلق الله الخلق الخلقة سبب الحتجاب الخالق عن المخلوق الن

الخلقة صفة كمالله وكماله تعالى ونقض مخلوقه حجاب بينه وبينهم قوله مفارقته آنيتهم يعنى بمفارقة ذاته

تعالىوحقيقة عن ذاتهم وحقيقتهم - اعلم أن مباينته تعالى إياهم ليس بحسب المكان حتى

يكون فيأين ومكان وهو له فليس اينيتهم فارق بان انما هي بل آخر في مكان مكان وغيره

في محبوسون مطمورة المكان أو المعنى ان مباينته لمخلوقه في الصفات صار سببا الن ليس له مكان قوله

أسماءهليعرفوه تفهيم وافعاله عنها تشهد معبرات بل هي ذاته وصفاته عين ليست أي تعبير

وليستدلواعلى وجوده وعلمه وقدرته وحكمته ورحمته وذاته حقيقة أي حقيقة مكونة عالية ال تصل

إليهاعقول الخلق بان يكون التنوين للتعظيم والتبهيم أو خليفة بان تتصف بالكماالت دون غيرها

أو ثابتة واجبة ال يعتريها التغير والزوال فان الحقيقة ترد بتلك المعاني كلها وكنهه تفرقهبينه وبين خلقه لعدم اشتراكه معهم في شئ والحاصل عدم امكان معرفة كنهه قوله تعداه

أي تجاوزه قوله من اكتنه أي توهم انه أصاب كنهه وفى بعض النسخ اعله وهو تصحيفولعله قوله

غياه أي جعل لبقائه غاية ونهاية قوله أحد ال بتأويل عدد بان يكون معه ثان من جنسه أوبان

يكون واحدا مشتمال على اعداد وقوله صمد ال بتبعيض بدد الصمد هو السيد المقصود إليهفي الحوائج

ألنه القادر على أدائه والبدد جاء بمعنى الحاجة فعلى هذا يكون المعنى هو السيد المصمودالمقصود إليه

في الحوائج من دون تبعيض الحاجة وقوله متجل ال باشتمال رؤية التجلي االنكشافوالظهور ال من جهة

(١٨٤)

وقوله ال بمزايلة أي ال بمفارقة مكان بان انتقل عن مكان إلى مكان حتى خفى عنهم أو باندخل

في بواطنهم حتى عرفها بل لخفاء كنهه عن عقولهم وعلمه ببواطنهم واسرارهم وقوله البتجسم

أي لطيف ال بكون جسما له قوام رقيق أو حجم صغير أو تركيب غريب وصنع عجيبوقوله فاعل ال باضطراب

حركة إما فاعل فالنه موجد العالم واما تنزيهه في فاعليته عن االضطراب فلتزهه عن عوارضاألجسام

وقوله مقدر ال بجول فكرة أي ليس في تقديره األشياء محتاجا إلى جوالن الفكر قولهقريب ال بمداناة

أي ليس قربه قربا مكانيا بالدنو من األشياء بل بالعلم والعلية والرحمة وقوله بعيد ال بمسافةأي

الذات في باينهم ونقصهم لغاية كماله بل عنهم المسافة بحسب لبعده بمباينة ليس قوله ال والصفات

تصحبه األوقات لحدوثها وقدمه تعالى أوليس بزماني أصال قوله وال تأخذه السنات السناتجمع

السنة بالكسر وهي النعاس وأول النوم قوله سبق األوقات كونه أي كان وجوده سابقا علىاألزمنة

واألوقات بحسب الزمان الوهمي والتقديري قوله والعدم وجوده بنصب العدم ورفع الوجودأي

وجوده لوجوبه سبق وغلب العدم فال يعتريه عدم أصال قوله بتشعيره المشاعر أي بخلقهالمشاعر

االدراكية وأفاضتها على الخلق عرف ان ال مشعر له وهو إما ألنه تعالى ال يتصف بخلقه أوألنا

بعد افاضته المشاعر علمنا احتياجا في االدراك إليها فحكمنا بتنزهه تعالى عنها الستحالةاحتياجه

تعالى إلى شئ أو لما يحكم العقل به من المباينة بين الخالق والمخلوق في الصفات وقولهبتجهيره

الجواهر أي بتحقيق حقائقها وإيجاد ماهياتها عرف انها ممكنة وكل ممكن محتاج إلىمبدء فمبدأ

المبادى ال يكون حقيقة من هذه الحقائق وقوله بمضادته بين األمور أي عقدة التضاد بيناألشياء دليل على استواء نسبتها إليه فال ضد له إذ لو كانت له طبيعة تضاد شيئا الختص

ايجادهبما يالئمها ال ما يضادها فلم تكن اضداد والمقارنة بين األشياء في نظام الخلقة دليل على

أن صانعهاواحد ال قرين له إذ لو كان له شريك لخالفه في النظام االيجادي فلم تكن مقارنة والمقارنة

هيالمشابهة في هنا الصرد البرد فارسي معرب المتعاديات كالعناصر المختلفة الغرائز الطبائع

والمغرزموجد الغرائز ومفيضها عليه والمفاوت على صيغة اسم الفاعل من جعل بينها التفاوت وانما

قالتأويل السمع ألنه ليس فيه تعالى حقيقة بل مؤول يعلمه بالمسموعات قوله ليس مذ خلق

وذلك النخالقية التي هي كماله هي القدرة على كل ما علم أنه أصلح ونفس الخلق من آثار تلك

الصفة الكمالية وال يتوقفكماله عليه والبرايا جمع البرية وهي الخلق قوله وال تدنيه قد يعنى لما لم يكن زمانيا ال

تدينه كلمة قدالتي للتحقيق إلى العلم بحصول شئ وال تحجبه كلمة لعل التي هي لترجى أمر في المستقبل

أي ال يخفى عليه األمور(١٨٥)

المستقبلة أوليس له شك في أمر حتى يمكن أن يقول لعل قوله وال تقارنه مع بان يقال كانشئ معه أزال أو مطلق المعية بناء على نفى الزمان أو األعم من المعية الزمانية أيضا وال

تشتمله هو لعله تصحيف من النساخ والصحيح انه ال يشمله حين كما في النهج أوال يشملبحد والمراد إما

الحد اللغوي وهو النهاية التي تحيط بالجسم وذلك من لواحق الكم المتصل والمنفصلوهما من االعراض

وال شئ من واجب الوجود بعرض أو محل له فامتنع ان يوصف بالنهاية وانما تحد األدواتأنفسها

المراد باألدوات هنا آالت االدراك التي هي حادثة ناقصة وكيف يمكن لها ان تحد األزليالمتعالى

احتياج عن واآلالت باألدوات يكشف أي األداة تخبر الفاقة وعن قوله النهاية عن الممكنات

وبالضد عن التضاد وبالتشبيه عن شبه الممكنات بعضها من بعض وبالحديثة يكشف عنتوقيتها

وتفترق األسماء عن صفاتها مذ وقد ولوال كلها فواعل ألفعال قبلها ومذ وقدالبتداء والتقريب وال تكونان اال في الزمان المتناهى وهذا مانع للقدم واألزلية وكلمة لوال

مركب من لو بمعنى الشرط وال بمعنى النفي ويستفاد منها التعليق وهو ينافي الجبرية وقولهبها تجلى

أي بهذه اآلالت واألدوات التي هي حواسنا ومشاعرنا وبخلقه إياها وتصويره لنا تجلىللعقول

وعرف ألنه لو لم يخلقها لم يعرف وقوله بها احتجب عن الرؤية أي بها استنبطنا استحالةكونه

مرئيا بالعيون ال بالمشاعر والحواس كملت عقولنا وبعقولنا استخرجنا الداللة على أنه التصح رؤيته

فاذن بخلقه اآلالت واألدوات لنا عرفناه عقال قوله وإذا لتفاوتت ذاته أي الختلف ذاتهباختالف االعراض عليها ولتجزأت حقيقته وقوله المتنع عن األزل معناه أي لو كان قابال

للحركة والسكون لكان جسما ممكنا لذاته فكان مستحقا للحدوث الذاتي بذاته فلم يكنمستحقا لألزلية

بذاته فيبطل من األزلية معناه وهذا القول وما بعده كالتعليل لما سبق قوله إذا لقامت يعنى لوكان فيه تلك الحوادث والتغيرات لقامت فيه عالمة المصنوع وكان دليال على وجود صانع

آخرغيره ومشترك مع غيره في الصفات فليس في هذا القول المحال حجته وال في السؤال عنه

جواب لظهورخطاءه ألنه إذا يكون ممكنا كسائر الممكنات وليس واجب الوجود أقول هذه الخطبة

منقول في النهجمع اختالف وزيادات ورواها الصدوق في التوحيد والعيون عن علي بن موسى الرضا عليه

السالمبأدنى تفاوت

١٥٨ / ٦٠ ومن خطبه عليه السالم(١٨٦)

تحف العقول ص ١٤٩ قال خطبته عليه السالم المعروفة بالديباج الحمد لله فاطرالخلق وخالق االصباح ومنشر الموتى وباعث من في القبوراشهد ان ال إله إال الله وحده ال شريك له وأن محمدا عبده

ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عباد الله ان أفضل ماتوسل به المتوسلون إلى الله جل ذكره االيمان بالله وبرسله

وما جاءت به من عند الله والجهاد في سبيله فإنه ذروةاالسالم وكلمة االخالص فإنها الفطرة وإقامة الصالة

فإنها الملة وايتاء الزكاة فإنها فريضة وصوم شهر رمضانفإنه جنة حصينة وحج البيت والعمرة فإنهما ينفيان الفقرويكفران الذنب ويوجبان الجنة وصلة الرحم فإنها ثروة

في المال ومنساة في االجل وتكثير للعدد والصدقة في السرفإنها تكفر الخطاء وتطفئ غضب الرب تبارك وتعالى والصدقة

في العالنية فإنها تدفع ميتته السوء وصنائع المعروف فإنها(١٨٧)

تقى مصارع السوء وأفيضوا في ذكر الله جل ذكره فإنه أحسنالذكر وهو أمان من النفاق وبرائة من النار وتذكير لصاحبه

عند كل خير يقسمه الله جل وعز وله دوى تحت العرش وارغبوافيما وعد المتقون فان وعد الله أصدق الوعد وكلما وعد فهو

آت كما وعد فاقتدوا بهدى رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم فإنه أفضل الهدى واستنوا بسنته فإنها أشرف السنن

وتعلموا كتاب الله تبارك وتعالى فإنه أحسن الحديث وأبلغالموعظة وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب واستشفوا بنوره

فإنه شفاء لما في الصدور وأحسنوا تالوته فإنه أحسن القصصوإذا قرئ عليكم القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون و

إذا هديتم لعلمه فاعملوا بما علمتم منه لعلكم تفلحون واعلموا عبادالله ان العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي ال يستفيقمن جهله بل الحجة عليه أعظم وهو عند الله ألوم والحسرة أدوم

(١٨٨)

على هذا العالم المنسلخ من علمه مثل ما على هذا الجاهل المتحيرفي جهله وكالهما حائر بائر مضل مفتون مبتور ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون عباد الله ال ترتابوا فتشكوا وال تشكوافتكفروا وال تكفروا فتندموا وال ترخصوا ألنفسكم فتدهنوا و

تذهب بكم الرخص مذاهب الظلمة فتهلكوا وال تداهنوا في الحقإذا ورد عليكم وعرفتموه فتخسروا خسرانا مبينا عباد الله ان من الحرم

ان تتقوا الله وان من العصمة ان ال تغتروا بالله عباد الله انانصح الناس لنفسه أطوعهم لربه واغشهم لنفسه أعصاهم لربه

عباد الله انه من يطع الله يا من ويستبشر ومن يعصه يخب ويندموال يسلم عباد الله سلوا لله اليقين فان اليقين رأس الدين و

ارغبوا إليه في العافية فان أعظم النعمة العافية فاغتنموها للدنياواآلخرة وارغبوا إليه في التوفيق فإنه أس وثيق واعلموا ان خير

ما لزم القلب اليقين وأحسن اليقين التقى وأفضل أمور الحق عزائمها(١٨٩)

وشرها محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضاللة وبالبدع هدم السنن المغبون من غبن دينه والمغبوط من سلم

له دينه وحسن يقينه والسعيد من وعظ بغيره والشقي من انخدعلهواه عباد الله اعلموا ان يسيرا الريا شرك وان اخالص العمل

اليقين والهوى يقود إلى النار ومجالسة أهل اللهو ينسى القرآنويحضر الشيطان والنسئ زيادة في الكفر واعمال العصاة تدعوا

إلى سخط الرحمن وسخط الرحمن يدعو إلى النار ويزيغ القلوبوالرمق لهن يخطف نور ابصار القلوب ولمح العيون مصائد الشيطان

ومجالسة السلطان يهيج النيران عباد الله اصدقوا فان الله معالصادقين وجانبوا الكذب فإنه حجاب لاليمان وان الصادق

على شرف منجاة وكرامة والكاذب على شفا مهواة وهلكة وقولواالحق تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله وأدوا األمانة إلى

من أئتمنكم عليها وصلوا أرحام من قطعكم وعودوا بالفضل على من(١٩٠)

حرمكم وإذا عاقدتم فأوفوا وإذا حكمتم فاعدلوا وإذا ظلمتم فاصبرواوإذا أسيئ إليكم فاعفوا واصفحوا كما تحبون ان يعفى عنكم وال تفاخروا

باإلباء وال تنابزوا باأللقاب بئس االسم الفسوق بعد االيمانوال تمازحوا وال تغاضبوا وال تباذخوا وال يغتب بعضكم بعضا أيحب

أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا وال تحاسدوا فان الحسد يأكلااليمان كما تأكل النار الحطب وال تباغضوا فإنها الحالقة و

افشوا السالم في العالم وردوا التحية على أهلها بأحسن منها وارحموااألرملة واليتيم وأعينوا الضعيف والمظلوم والغارمين وفى سبيل

الله وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب والمكاتب والمساكن وانصروا المظلوم واعطوا الفروض وجاهدوا أنفسكم في الله حق جهاده

فإنه شديد العقاب وجاهدوا في سبيل الله وأقروا الضيف وأحسنوا الوضوء وحافظوا على الصلوات الخمس في أوقاتها من الله جل

وعز بمكان ومن تطوع خيرا فهو خبز له فان الله شاكر عليم تعاونوا(١٩١)

على البر والتقوى وال تعانوا على االثم والعدوان واتقوا اللهحق تقاته وال تموتن اال وأنتم مسلمون واعلموا عباد اللهان األمل يذهب العقل ويكذب الوعد ويحث على الغفلة

ويورث الحسرة فأكذبوا األمل فإنه غرور وان صاحبه مأزورهفاعملوا في الرغبة والرهبة فان نزلت بكم رغبة فاشكروا

وأجمعوا معها رغبة فان الله قد تأذن للمسلمين بالحسنى ولمن شكر بالزيادة فانى لم أر مثل الجنة نام طالبها وال كالنار

نام هاربها وال أكثر مكتسبا ممن كسبه اليوم تذخر فيه الذخايروتبلى فيه السرائر وان مل ال ينفعه الحق يضره الباطل ومن

ال يستقيم به الهدى تضره الضاللة ومن ال ينفعه اليقين يضرهالشك وانكم قد امرتم بالظعن ودللتم على الزاد اال ان

أخوف ما أتخوف عليكم اثنان طول األمل واتباع الهوىاال وان الدنيا قد أدبرت وآذنت بانقالع االوان اآلخرة

(١٩٢)

قد أقبلت وآذنت باطالع اال وان المضمار اليوم والسباق غدااال وان السبقة الجنة والغاية النار اال وانكم في أيام مهل

من ورائه أجل يحثه عجل (العجل) فمن أخلص لله عمله في أيامهقبل حضور اجله نفعه عمله ولم يضره اجله ومن لم يعمل في

أيام مهله ضره اجله ولم ينفعه عمله عباد الله افزعوا إلىقوادم دينكم باقام الصالة لوقتها وايتاء الزكاة في حينها و

التضرع والخشوع وصلة الرحم وخوف المعاد واعطاء السائلواكرام الضعفة (والضعيف) وتعلم القرآن والعمل به

وصدق الحديث والوفاء بالعهد وأداء األمانة إذا ائتمنتموارغبوا في ثواب الله وارهبوا عذابه وجاهدوا في سبيل اللهبأموالكم وأنفسكم وتزودا من الدنيا ما تحرزون به أنفسكمواعملوا بالخير تجزوا بالخير يوم يفوز بالخير من قدم الخير

أقول قولي واستغفر الله لي ولكم(١٩٣)

اللغات الذروة بالكسر والضم من كل شئ أعاله الثروة الكثرة المنسأة من النساء التأخيرأفيضوا أي أسرعوا واندفعوا الدوى الصوت الهدى بالفتح الطريقة والسيرة قوله ال يستفيق

منجهله أي كجاهل المتحير الذي ال افاق من جهله البائر الفاسد الهالك الذي ال خير فيه

وفى المثل -حائر بائر أي ال يطيع مرشدا وال يتجه لشئ المبتور المقطوع ال ترخصوا أي ال تجعلوه

رخيصا والرخصةبالتثليث المساهلة األس المصانعة كالمداهنة أي التسهيل والتخفيف واألدهنان بالضم

األساسالرمق طول النظر إلى الشئ وفعله من باب قتل واللمحة بالفتح النظرة بالعجلة والنظرة

الخفيفة أي ونظرالعيون إليه خفيفة أي بنظر خفيف من جائل الشيطان ومكائده الشرف بالتحريك العلو

والمكان العاليوالمنجاة بالفتح الباعث على النجاة ويقال الصدق منجاة أي منج وشفا المراد به كل شئ

طرفه وجانبهوالهواة ما بين الجبلين ونحوه التمارخ التداعب والتالعب والتباذخ التفاخر الحالقة الخصلة

السيئة التي تحلق أي تهلك كل خصلة حسنة األرملة الضعفاء ويطلق أيضا على المسكينومن ال أهل

له ومن ماتت زوجها قرى الضيف أي اضافه المأزور االسم المفعول من وزر وقياسه موزورأي االثم الحسنى العاقبة الحسنة الظعن الرحيل واالمر تكويني والمراد بالزاد اتيان األعمال

الصالحات وترك السيئات آذنت أي أعلمت من االذن بمعنى االعالم االطالع من اطلع على فالن أي

أشرف واتاه ويفهم منه االتيان بفجأة المضمار الموضع الذي تضمر فيه الخيل والسباق المسابقة

السبعةبفتح السين وسكون الباء المهل بالفتح المهلة االفزاع اإلخافة

١٥٩ / ٦١ ومن كالمه عليه السالمتحف العقول ص ١٥٤ قال ومن حكمه صلوات الله عليه وترغيبه وترهيبه ووعظه

إما بعد فان المكر والخديعة في النار فكونوا من الله على وجلومن صولته على حذر ان الله ال يرضى لعباده بعد اعذاره

وانداره استطرادا واستدراجا من حيث ال يعلمون ولهذا يضلسعى العبد حتى ينسى الوفاء بالعهد ويظن انه قد أحسن صنعا

(١٩٤)

وال يزال كذلك في ظن ورجاء وغفلة عما جاءه من النبأ يعقدعلى نفسه العقد ويهلكا بكل جهد وهو في مهلة من الله على

عهد يهوى مع الغافلين ويغدو مع المذنبين ويجادل فيطاعة الله المؤمنين ويستحسن تمويه المترفين فهؤالء قوم

شرحت قلوبهم بالشبهة وتطاولوا على غيرهم بالفرية وحسبوا انها لله قربة وذلك النهم عملوا بالهوى وغيروا كالمالحكماء وحرفوه بجهل وعمى وطلبوا به السمعة والرياء بال

سبل قاصدة وال اعالم جارية وال منار معلوم إلى أمدهموالى منهل هم وأردوه حتى إذا كشف الله لهم عن ثوابسياستهم واستخرجهم من جالبيب غفلتهم استقبلوا مدبرا

واستدبروا مقبال فلم ينتفعوا بما ادركوا من أمنيتهم وال بما تألوامن طلبتهم وال ما قضوا من وطرهم وصار ذلك عليهم وباالفصاروا يهربون مما كانوا يطلبون وانى أحذركم هذه المزلة

(١٩٥)

وآمركم بتقوى الله الذي ال ينفع غيره فلينتفع بنفسه إن كانصادقا على ما يجن ضميره فإنما البصير من سمع وتفكر

ونظر وابصر وانتفع بالعبر وسلك جددا واضحا يتجنب فيهالصرعة في الهوى ويتنكب طريق العمى وال يعين على فساد

نفسه الغواة بتعسف في حق أو تحريف في نطق أو تغيير في صدقوال قوة اال بالله قولوا ما قيل لكم وسلموا لما روى لكم

وال تكلفوا مالم تكلفوا فإنما تبعته عليكم فيما كسبت أيديكمولفظت ألسنتكم أو سبقت إليه غايتكم واحذروا الشبهة

فإنها وضعت للفتنة واقصدوا السهولة واعملوا فيمابينكم بالمعروف من القول والفعل واستعملوا الخضوع و

استشعروا الخوف واالستكانة لله واعملوا فيما بينكمبالتواضع والتناصف والتباذل وكظم الغيظ فإنها وصية

الله وإياكم والتحاسد واالحقاد فإنهما من فعل الجاهلية(١٩٦)

ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملونأيها الناس اعلموا علما يقينا ان الله لم يجعل للعبد وان اشتد

جهده وعظمت حيلته وكثرت نكايته أكثر مما قدر له في الذكرالحكيم أيها الناس انه لن يزداد امرء نقيرا بحذقه ولن

ينتقص نقيرا بحمقه فالعالم بهذا العامل به أعظم الناسراحة في منفعة والتارك له أكثر الناس شغال في مضرة رب

منعم عليه في نفسه مستدرج باالحسان إليه ورب مبتلىعند الناس مصنوع له فأفق أيها المستمتع من سكرك وانبته

من غفلتك وقصر من عجلتك وتفكر فيما جاء عن الله تباركوتعالى فيما ال خلف فيه وال محيص عنه والبد منه ثم ضع فخرك

ودع كبرك واحضر ذهنك واذكر قبرك ومنزلك فان عليه ممركواليه مضيرك وكما تدين تدان وكما تزرع تحصد وكما تصنع يصنع

بك وما قدمت إليه تقدم عليه غدا ال محالة فلينفعك النظر(١٩٧)

فيما وعظت به وع ما سمعت ووعدت فقد اكتنفك بذلكخصلتان والبد ان تقوم بأحدهما إما طاعة الله تقوم لها

بما سمعت واما حجة الله تقوم لها بما علمت والحذر الحذروالجد الجد وانه ال ينبئك مثل خبير ان من عزائم الله في الذكر

الحكيم التي لها يرضى ولها يسخط ولها يثبت وعليها يعاقبانه ليس بمؤمن وان حسن قوله وزين وصفه وفضله غيره

إذا خرج من الدنيا فلقى الله بخصلة من هذه الخصال لم يتبمنها الشرك بالله فيما افترض عليه من عبادته أو شفاء غيظ

بهالك نفسه أو يقر بعمل فعمل بغيره أو يستنجح حاجة إلىالناس باظهار بدعة في دينه أو سره ان يحمده الناس

بما لم يفعل من خير أو مشى في الناس بوجهين ولسانين والتجبر واألبهة واعلم أن (واعقل ذلك فان) المثل دليل

على شبهه ان البهائم همها بطونها وان السباع همها التعدي(١٩٨)

والظلم وان النساء همهن زينة الدنيا والفساد فيها وانالمؤمنين مشفقون مستكينون خائفون

اللغات الصولة السطوة والقدرة االستدراج االرتقاء من درجة إلى درجة ويطلق علىالخدعة أيضا واستدراج الله للعبد انه كلما جدد خطيئته جدد له نعمة وأنساه االستغفار

فيأخذهقليال قيال قال الله تعالى سنستدرجهم من حيث ال يعلمون التمويه التبليس والممزوج من

الحق والباطلالمترف المتنعم والذي يترك ويصنع ما يشاء وال يمنع تطاول عليه أي اعتدى وترفع عليه

والفريةبالكسر الكذب القذف الرمي والكذبة العظيمة التي بتعجب منها السمعة بالضم ما يسمع

يقال فعله رياءا وسمعة أي ليراه الناس ويسمعونه المنار بالفتح ما يجعل في الطريق لالهتداء والمنهل المورد

وموضعالشرب على الطريق ويطلق أيضا على المنزل الذي في المفاوز على طريق المسافر الن فيه

ماء األمنية هيما يتمنى وتطلق على البغية والطلبة بكسر الالم اسم من المطالبة وبالفتح المرة والوطر

بفتحتين الحاجة الجددبفتحتين األرض الصلبة المستوية التي يسهل المشي عليها التنكب العدول والتجنب والغواة

بالضم جمع غاوىبمعنى الضال التناصف االنصاف النقير النكتة التي في ظهر النواة والمراد بها هنا الحقير

والقليل منالشئ الذكر الحكيم القرآن وال ينال االنسان من الكرامة فوق ما نص عليه القرآن قوله

وقصر من عجلتكأي العجلة في طلب الدنيا كما تدين تدان أي كما تجازى بالمبنى للفاعل تجازى بالمبنى

للمفعول قوله عليه السالمأمر من وعى يعى أي احفظ قوله ويستنجح أي يسئل ان يقضوها له والتجبر التكبر األبهة

العظمة والنخوة١٦٠ / ٦٢ ومن كالمه عليه السالم

تحف العقول ص ١٨٥ قال ومن كالمه في وضع المال مواضعه لما رأت من أصحابه يفعلهمعاوية

بمن انقطع إليه وبذله لهم األموال والناس أصحاب دنيا قالوا ألمير المؤمنين عليه السالماعط هذا

المال وفضل االشراف ومن تخوف خالفه وفراقه حتى إذا استتب لك ما تريد عدت إلىأحسن ما

كنت عليه من العدل في الرعية والقسم بالسوية فقال عليه السالمأتامروني ان اطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه من أهل االسالموالله ال أطور به ما سمر به سمير وما أم نجم في السماء نجما ولو

(١٩٩)

كان مالهم مالي لسويت بينهم فكيف وانما هي أموالهم ثمأزم طويال ساكتا ثم قال من كان له مال فإياه والفساد

فان اعطاءك المال في غير وجهه تبذير واسراف وهو يرفعذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله ولم يضع امرء

ماله في غير حقه وعند غير أهله اال حرمه شكرهم وكانخيره لغيره فان بقى معه منهم من يريد الود ويظهر له الشكر

فإنما هو ملق وكذب وانما يقرب لينال من صاحبه مثل الذيكان يأتي إليه قبل فان زلت بصاحبه النعل واحتاج إلى

معونته ومكافاته فأشر خليل وآلم خدين مقالة جهالما دام عليهم منعما وهو عن ذات الله بخيل فأي حظ أبوروأخس من هذا الحظ وأي معروف أضيع وأقل عائدة منهذا المعروف فمن اتاه مال فليصل به القرابة وليحسن به

الضيافة وليفك به العاني واألسير وليعن به الغارمين(٢٠٠)

وابن السبيل والفقراء والمهاجرين وليصبر نفسه على الثواب والحقوق فإنه يجوز بهذه الخصال شرفا في الدنيا ودرك فضائل اآلخرة

اللغات قوله استتب أي استقام واطرد واستمر ال أطور به أي ال أقاربه والسمير الدهريعنى ال أقاربه مدى الدهر وال افعله ابدا وفى األمالي (أتامروني ان اطلب النصر بالجور

والله ال افعلن ما طلعت شمس والح في السماء نجم والله لو كان مالي لواسيت بينهم وكيف وانما هو أموالهم) أم أي قصد أي ما قصد نجم نجما أزم أي أمسك ملق ككذبوزنا مصدر التودد والتذلل واالظهار باللسان من االكرام والود ما ليس في القلب الخدين

الحبيب والصديق العاني السائل أشرف علينا أي دنا منا وأشفق ما أنتم فيه أي في أي حالأنتم أقول وقد رواه الشيخ في األمالي في الجزء السابع مسند أو قال أخبرنا محمد بن

محمد قال حدثناأبو الحسن علي بن بالل المهلبي قال أخبر نا علي بن عبد الله األسدي األصفهاني قال

حدثنا إبراهيم بنمحمد الثقفي قال حدثني محمد بن عبد الله بن عثمان قال حدثني علي بن أبي سيف عن

علي بن خبابعن ربيعة وعماره وغيرهما وفى نسخة التحف واألمالي اختالف يسير نقلت السند من

نسخة المطبوعة في طهرانسنة ١٣١٣ الهجرية القمرية ص ١٢١

١٦١ / ٦٣ ومن خطبه عليه السالمأمالي الشيخ ره المطبوع في طهران سنة ١٣١٣ الهجرية القمرية الجزء الثاني ص ٢٣ عنه

عن شيخه رحمه الله قالمحمد بن محمد بن النعمان قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني قال حدثني

أحمد بن سليمانالطوسي عن الزبير بن بكار قال حدثني عبد الله بن وهب عن السدى عن عبد الخير عن

جابر األسديقال قام رجل إلى أمير المؤمنين عليه السالم على ابن أبي طالب فسأله عن االيمان فقام عليه

السالمخطيبا فقال

الحمد لله الذي شرع االسالم فسهل شرايعه لمن ورده وأعزأركانه على من حاربه وجعله عزا لمن وااله وسلما لمن دخلهوهدى لمن أئتم به وزينة لمن تحلى به وعصمة لمن اعتصم به

(٢٠١)

وحبال لمن تمسك به وبرهانا لمن تكلم به ونورا لمن استضاءبه وشاهدا لمن خاصم به وملجأ لمن حاج به وعلما لمن وعاهوحديثا لمن رواه وحكما لمن قضى به وحلما لمن جرب ولبا

لمن تدبر وفهما لمن فطن ويقينا لمن عقل وتبصرة لمن عزموآية لمن توسم وعبرة لمن اتعظ ونجاة لمن صدق ومودة

من الله لمن أصلح وزلفى لمن ارتقى وثقة لمن توكل وراحة لمن فوض وجنة لمن صبر الحق سبيله والهدىصفته والحسنى مأثره فهو أبلج المنهاج مشرق المنار

مضئ المصابيح رفيع الغاية يسير المضمار جامع الخلبة (الخيلة)متنافس السبقة كريم الفرسان التصديق منهاجه والصالحات

مناره والفقه مصابيحه والموت غايته والدنيا مضمارهوالقيامة حليته (حلبته) والجنة سبقه والنار نقمته و

التقوى عدته والمحسنون فرسانه فبااليمان يستدل على(٢٠٢)

الصالحات وبالصالحات يعمر الفقه وبالفقه يرهب الموت وبالموت تحتم الدنيا وبالقيمة تزلف الجنة للمتقين وتبرز الجحيم

للغاوين وااليمان على أربع دعائم الصبر واليقين والعدلوالجهاد فالصبر على أربع شعب الشوق والشفق والزهادةوالترقب اال من اشتاق إلى الجنة سال عن الشهوات ومن

أشفق من النار رجع عن المحرمات ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيباتومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات واليقين على أربع شعب تبصرة

الفطنة وتأول الحكمة وموعظة العبرة وسنة األولين فمن تبصر فيالفطنة تبين الحكمة ومن تبين الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة

عرف السنة فكانما كان في األولين والعدل على أربع شعب علىغامض الفهم وعمارة العلم وزهرة الحكم وروضة الحلم فمن فهم

نشر جميع العلم ومن علم عرف شرائع الحكم ومن عرف شرائع الحكملم يضل ومن حلم لم يفرط امره وعاش في الناس حميدا والجهاد

(٢٠٣)

على أربع شعب على االمر بالمعروف والنهى عن المنكر والصدقفي المواطن وشنئان الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر

المؤمن ومن نهى عن المنكر ارغم أنف الكافر ومن صدق فيالمواطن قضى ما عليه ومن شنأ الفاسقين غضب لله و

من غضب لله فهو مؤمن حقا فهذه صفة االيمان ودعائمهفقال له السائل لقد هديت يا أمير المؤمنين وأرشدت فجزاك الله عن الدين خيرا

اللغات التوسم التفرس والمتوسم المتفرس المتأمل للتثبت في نظره حتى يعرف حقيقةسمت الشئ

أبلج المنهاج الواضح الطريق المضمار الموضع الذي تضمر فيها وتضمر الخيل الخيلوالخيلة جماعة من األفراس

ال واحد له وفى بعض النسخ الحلبه ولعل هذا هو األصح ووصفه عليه السالم االسالم بيسيرالمضمار جامع

الحلبة سريع السبقة اليم النقمة استعارة فلفظ الحلبة استعارة للقيمة والسبقة للجنة وذلكالن الدنيا مضماره وهي يسيرة والقيمة حلبته وهي مجمعة والجنة سبقته والنار نقمته وفى

بعض النسخكريم المضمار رفيع الغاية شريف الفرسان فيكون استعارة لفظ المضمار للدين باعتبار ان

النفوستضمر فيه للسباق إلى حضرة الله تعالى وظاهر كرم ذلك المضمار وشرفه وغايته الوصول

إلى خضرة الربوبيةالمؤمنون والصديقون والحلبة الفرسان الن فرسانه ارفع منها مرتبة وقوله شريف وال

بالتسكينخيل تجمع للسباق قوله ثنئان البغضاء يقول المؤلف الفقير عفى الله عن جرائمه

اعلم أن الرضي رضي الله عنه قد نقل بعض هذه الخطبة في النهج باختالف ونقصان فيبعض فقراتها إلى قوله

عليه السالم والجنة سبقته وفى أمالي الشيخ ره بزيادات إلى قوله عليه السالم فهذه صفةااليمان ودعائمه

كما نقلتها عنه ههنا وفى الوافي في الجزء الثالث منه في باب أركان االيمان وصفاته ص٣١ نقل شطرا

منها عن الكافي مسندا بزيادة بعض الفقرات وشطر األخير برواية أخرى وفى تحف العقولنقلها ابسط

وأوفى رأيت نقلها بتمامه عنه تتميما للفائدة وتعميما للعائدة لمن أراد االنتفاع بها والله هوالمستعان وولى التوفيق

١٦٢ / ٦٤ ومن خطبه عليه السالم

(٢٠٤)

تحف العقول ص ١٦٢ قال خطبته عليه السالم التي يذكر فيها االيمان ودعائمه وشعبهاوالكفر

ودعائمه وشعبها ان الله ابتدء األمور فاصطفى لنفسه منها ماشاء واستخلص منها ما أحب فكان مما أحب انه ارتضى االيمان

فاشتقه من اسمه فنحله من أحب من خلقه ثم بينه فسهلشرايعه لمن ورده وأعز أركانه على من جانبه وجعله عزالمن وااله وامنا لمن دخله وهدى لمن أئتم به وزينة لمن

تحلى به ودينا لمن انتحله وعصمة لمن اعتصم به وحبال لمناستمسك به وبرهانا لمن تكلم به وشرفا لمن عرفه وحكمةلمن نطق به ونورا لمن استضاء به وحجة لمن خاصم به و

فلجا لمن حاج به وعلما لمن وعى وحديثا لمن روى وحكمالمن قضى وحلما لمن حدث ولبا لمن تدبر وفهما لمن تفكرويقينا لمن عقل وبصيرة لمن عزم وآية لمن توسم وعبرة لمناتعظ ونجاة لمن آمن به ومودة من الله لمن صلح وزلفى لمن

(٢٠٥)

ارتقب وثقة لمن توكل وراحة لمن فوض وصبغة لمنأحسن وخيرا لمن سارع وجنة لمن صبر ولباسا لمن اتقى

وتطهيرا لمن رشد وآمنة لمن أسلم وروحا للصادقينفااليمان أصل الحق واصل الحق سبيله الهدى وصفته

الحسنى ومأثرته المجد فهو أبلج المنهاج مشرق المنار مضئالمصباح رفيع الغاية يسير المضمار جامع الحلبة متنافس

السبقة قديم العدة كريم الفرسان الصالحات مناره والعفة مصابيحه والموت غايته والدنيا مضماره والقيمة

حليته والجنة سبقته والنار نقمته والتقوى عدته والمحسنون فرسانه فبااليمان يستدل على الصالحات و

بالصالحات يعمر الفقه وبالفقه يرهب الموت وبالموت تختمالدنيا وبالدنيا تحذو اآلخرة وبالقيمة تزلف الجنة و

الجنة حسرة أهل النار والنار موعظة التقوى والتقوى سنخ(٢٠٦)

االحسان والتقوى غاية ال يهلك من تبعها وال يندم منيعمل بها الن بالتقوى فاز الفائزون وبالمعصية خسرالخاسرون فليزدجر أولوا لنهى وليتذكر أهل التقوى

فااليمان على أربع دعائم ثم ساق الكالم إلى آخر دعائم االيمان وشعبهانحو ما نقلتها عن األمالي في الخطبة السابقة وشرع في بيان دعائم الكفر وشعبها وقال

والكفر على أربع دعائم على الفسق والغلو والشك والشبهةفالفسق من ذلك على أربع شعب الجفاء والعمى والغفلة و

العتو فمن جفا حقر المؤمن ومقث الفقهاء وأصر على الحنثومن عمى نسى الذكر بذى خلقه وبارز خالقه وألح عليه الشيطانومن غفل جنى على نفسه وانقلب على ظهره وحسب غيه رشدا

وغرته األماني واخذته الحسرة إذا انقضى االمر وانكشف عنهالغطاء وبدا له من الله مالم يكن يحتسب ومن عتا عن أمر الله

شك ومن شك تعالى الله عليه ثم اذله سلطانه وصغرهبجالله كما فرط في حياته واغتر بربه الكريم والغلو على

(٢٠٧)

أربع شعب على التعمق والتنازع والزيغ والشقاق فمنتعمق لم ينته إلى الحق ولم يزده اال غرقا في الغمرات ال تخسر

عنه فتنة اال غشيته أخرى فهو يهوى في أمر مريج ومننازع وخاصم قطع بينهم الفشل ويلي امرهم من طول اللجاج

ومن زاغ ساءت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة وسكر سكرا الضالل ومن شاق اعورت عليه طرقه و

اعترض عليه امره وضاق مخرجه وحرام ان ينزع من دينهمن اتبع غير سبيل المؤمنين والشك على أربع شعب على

المرية والهول والتردد واالستسالم فبأي آالء ربكتتمارى الممترون ومن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه

ومن تردد في دينه سبقه األولون وادركه اآلخرونووطئته سنابك الشياطين ومن استسلم لهلكة الدنيا

واآلخرة هلك فيها ومن نجا من ذلك فبفضل اليقين(٢٠٨)

والشبهة على أربع شعب على اعجاب بالزينة وتسويلالنفس وتأول العوج ولبس الحق بالباطل وذلك أن

الزينة تصدف عن البينة وتسويل النفس تقحم إلى الشهوةوالعوج يميل بصاحبه ميال عظيما واللبس ظلمات بعضها

فوق بعض فذلك الكفر ودعائمه وشعبه والنفاق علىأربع دعائم على الهوى والهوينا والحفيظة والطمع

والهوى من ذلك على أربع شعب على البغى والعدوان والشهوةوالعصيان فمن بغى كثرت غوائله وتخلى عنه ونصر عليهومن اعتدى لم تؤمن بوائقه ولم يسلم قلبه ومن لم يعذل

نفسه عن الشهوات خاض في الحسرات وسبح فيها ومن عصىضل عمدا بال عذر وال حجة واما شعب الهوينا فالهيبة والعزة

والمماطلة واألمل وذلك أن الهيبة ترد عن الحق واالغتراربالعاجل وتفريط االجل وتفريط المماطلة مورط في العمى

(٢٠٩)

ولوال األمل علم االنسان حساب ما هو فيه ولو علم حساب ماهو فيه مات خفاتا من الهول والوجل واما شعب الحفيظة

فالكبر والفخر والحمية والعصبية فمن استكبر أدبر ومن فخرفجر ومن حمى أصر ومن أخذته العصبية جار فبئس االمربين ادبار وفجور واصرار وشعب الطمع الفرح والمرح و

التكبر فالفرح مكروه عند الله والمرح خيالء واللجاجةبالء لمن اضطرته إلى حمل اآلثام والتكبر لهو ولعب وشغل

واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير فذلك النفاقودعائمه وشعبه والله قاهر فوق عباده تعالى ذكره و

استوت به مرته واشتدت قوته وفاضت بركته واستضاءتحكمته وفلجت حجته وخلص دينه وحقت كلمته وسبقت

حسناته وصفت نسبته وأقسطت موازينه وبلغت رسالتهوحضرت حفظته ثم جعل السيئة ذنبا والذنب فتنة و

(٢١٠)

الفتنة دنسا وجعل الحسنى غنما والعتبى توبة والتوبة طهورافمن تاب اهتدى ومن افتتن غوى مالم يتب إلى الله ويعترف

بذنبه ويصدق بالحسنى وال يهلك على الله اال هالكفالله الله ما أوسع ما لديه من التوبة والرحمة والبشرى

والحلم العظيم وما أنكر ما لديه من االنكال والجحيم والعزة والقدرةوالبطش الشديد فمن ظفر بطاعة الله اختار كرامته ومن لم

يزل في معصية الله ذاق وبيل نقمته هنالك عقبى الدارأقول

قوله فاشتقه من اسمه ليس المراد من اشتقاقه اشتقاق اللفظ من اللفظ فقط بل اشتقاقالحقيقة والمعنى من اسمه تعالى كاشتقاق أسماء النبي واألئمة وفاطمة الزهراء صلوات الله

عليهمأجمعين من اسمه تعالى وتبارك وااليمان حقيقة رابطة باطنية بين الرب والعبد به يعبد الله وبه يتقرب إليه وبه ينجو من الهلكة وباعتبار هو االقرار باللسان واالعتقاد بالجنان والعمل

باألركانقوله جانبه أي صار إلى جنبه وفى الكافي لمن حاربه وفى النهج لمن غالبه أي حاول ان

يغلبه ولعله هواالظهر الفلج الظفر والفوز والفالح االمنة بفتح الثالثة اال من والسلم المأثرة بفتح الثاء

وضمهاالمكرمة والفعل الحميد أبلج أي أوضح والمنهاج الطريق والمنار علم الطريق ومنار األمان

دالئله الواضحةمن األعمال الصالحة واالفعال المحمودة واألخالق الحسنة المضمار موضع الذي تضمر فيه

الخيل فالمرادهنا به الدنيا ألنها يسيرة الحلبة بسكون الالم خيل تجمع للسباق والتنافس الراغب على وجه

المباراةوالمفاخرة والسبقة بفتحتين الغاية المحبوبة التي يحب السابق ليصل إليها وبالضم والسكون

ما يراهنعند السباق أي جزاء السابقين العدة بضم العين ما أعددته لحوادث الدهر وبمعنى االستعداد

وبالفتح(٢١١)

الجماعة قوله والموت غايته أي غايته في حفظه فالمؤمن كان في مدة حياته في الدنيا فيالتعب والمشقة

وقيل يريد الموت عن الشهوات البهيمة والحياة بالسعادة األبدية والدنيا مضماره أي موضعالذي

يضمر فيه ألنها مزرعة اآلخرة قوله تحذو اآلخرة أي تقابل اآلخرة من حذاه أي كان بازائهالفسق

الخروج من الطاعة والغلو التجاوز عن الحد في الدين والشك خالف اليقين وهو التردد والشبهة ترجيح الباطل بالباطل وتصوير غير الواقع بصورة الواقع والجفاء الغلظة في الطبع

والخرق في المعاملة والفظاظة فيها ورفض الصلة والبر والرفق والعمى ابطال البصيرة القلبيةوترك التفكر في األمور النافعة في اآلخرة والغفلة هي غيبة الشئ عن بال االنسان وعدم

تذكرهله والعتو مصدر بمعنى التجبر واالستكبار التعمق أصله التشدد في االمر طلبا ألقصى غاية و

المراد به هنا كما يعلم عن تفسيره الذهاب في األوهام لرغم طلب االسرار االنحساراالنكشاف ومريج

المختلط والمضطرب العتل بضم العين الحمق شاق أي خالف وعاند واعورت أي صارتأعور

ال علم لها المرية بالكسر والضم الجدل والشك والهول بالفتح المخالفة االستسالم االنقيادالسنابك

جمع سنبك بضم السين طرف الحافر أي تستزله الشياطين فتطرحه في المهلكة تسويلالنفس تزيينها

انه حق المعوج والباطل بوجه يخفى عوجه ويبرز استقامته فيظن تأويل العوج وتأول ومستقيم الصدف

الصرف الهوينا تصغير الهوني تأنيث االهون وهو من الهون الرفق واللين والمراد هنا التهاونفي أمر الدين وترك االهتمام فيه والحفيظة الغضب والحمية الغوائل جمع الغائلة الداهية

والمهلكةوالبوائق جمع البائقة الشر والداهية العذل اللوم الهيبة المخافة والمهابة والمماطلة التعلل

والتسويفالخفات بضم الخاء موت الفجأة الفرح السرور والمرح شدة الفرح حتى جاوز القدر المرة

بكسر الميم القوة والعقل والرشد الدنس الوسخ غنما بضم الغين الفوز والعتبى الرضا االنكال جمع النكل بفتح

النونالقيد الشديد والبطش االخذ بسطوة وصولة والوبيل الوخيم

١٦٣ / ٦٥ ومن كالمه عليه السالم

تحف العقول ص ٢٢٤ وقال عليه السالمذللوا اخالقكم بالمحاسن وقودوها

إلى المكارم وعودوا أنفسكم الحلم واصبروا على االيثار على أنفسكم(٢١٢)

فيما تحمدون عنه وال تداقوا الناس وزنا بوزن وعظموا اقداركمبالتغافل عن الدنى من األمور وامسكوا رمق الضعيف بجاهكم و

بالمعونة له ان عجزتم عما رجاه عندكم وال تكونوا بحاثين عما غابعنكم فيكثر غائبكم وتحفظوا من الكذب فإنه من أدنى األخالققدرا وهو نوع من الفحش وضرب من الدناءة وتكرموا بالتعامي

عن االستقصاء وروى بالتعامس من االستقصاءاللغات قوله ال تداقوا وزنا بوزن أي ال تحاسبوهم بالدقة في األمور وال تستقصوهم قوله

رمق الضعيف في بعض النسخ من الضعيف والجاه القدر والشرف فيكثر عائبكم في بعضالنسخ

فيكبر غائبكم التعامي يقال تعامى فالن أي أظهر من نفسه العمى والتعامس التغافل١٦٤ / ٦٦ ومن خطبه عليه السالم

الوافي ج ٢ ص ٩٨ عن الكافي عن علي بن محمد عن سهل عن السراد عن هشام بن سالمان أبى حمزه

عن أبي إسحاق قال حدثني الثقة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السالم انهم سمعوا أميرالمؤمنين عليه

السالم يقول في خطبة لهاللهم وانى العلم ان العلم ال يأزر كله وال ينقطع موادة وانك ال

تخلى أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائفمغمود كيال تبطل حجتك (حججك) وال يضل أولياءك بعد إذ هديتم

بل أين هم وكم أولئك اال قلون عددا واألعظمون عند الله جل(٢١٣)

ذكره قدرا المتبعون لقادة الدين األئمة الهادين الذين يتأدبونبآدابهم وينهجون نهجهم فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة

االيمان فتستجيب أرواحهم لقادة العلم ويستلينون من حديثهمما استوعر على غيرهم ويأنسون بما استوحش منه المكذبونوأباه المسرفون أولئك اتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعةالله تبارك وتعالى وأولياءه وذابوا بالتقية عن دينهم والخوف

من عدوهم فأرواحهم معلقة بالمحل االعلى فعلمائهم واتباعهم خرص صمت في دولة الباطل ينتظرون لدولة الحق

وسيحق الله الحق بكلماته ويمحق الباطل هاه هاه طوبى لهمعلى صبرهم على دينهم في حال هدنتم ويا شوقاه إلى رؤيتهمفي حال ظهور دولتهم وسيجمعنا الله واياهم في جنات عدن

ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم أقولقوله يهجم بهم العلم أي يرد عليهم ورودا من حيث ال يشعرون قوله فتستجيباه أي تطيع ما

استوعر أيما استصعب يعنى من االسرار المكنونة صحبوا أهل الدنيا بطاعة الله يعنى بسبب طاعته

وطاعة أولياءه(٢١٤)

أو ان مشاركتهم معهم انما هي في طاعة الله تعالى وطاعة أوليائه ظاهرا واما في االعتقادفهم

ذابين عنه أو الظاهر دينهم بحسب دينهم مصروفين عن واد وأولئك في واد عن في والخوف عطف

على التقية فأرواحهم معلقة بالمحل االعلى يعنى نفضوا عن أذيال قلوبهم غبار التعلق بهذهفهم الربوبية مشاهدة جمال حضرة إلى أرواحهم وتوجهت الدنية الموحشة الخربة

مصاحبونبأشباحهم ألهل هذه الدار وبأرواحهم للمالئكة المقربين األبرار

١٦٥ / ٦٧ ومن كالمه عليه السالمالوافي ج ٣ ص ٧٣ عن الكافي عن أحمد بن مهران رفعه والقميان عن القسم بن محمد

الرازيعن علي بن محمد الهرمزاني عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السالم قال لما

قبضت فاطمةعليها السالم دفنها أمير المؤمنين عليه السالم سرا وعفى على موضع قبرها ثم قام فحول

وجههإلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال السالم عليك يا رسول الله عنى و

السالم عليك عن ابنتك وزائرتك والبايتة في الثرى ببقعتك والمختار الله لها سرعة اللحاق بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري و

عفى عن سيدة نساء العالمين تجلدي اال ان في التأسي لي بسنتكفي فرقتك موضع تعز فلقد وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت

نفسك بين نحري وصدري بلى وفى كتاب الله لي أنعم القبول إنا لله وإنا إليهراجعون قد استرجعت الوديعة واخذت الرهينة

وأخلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله إما حزني(٢١٥)

فسرمد واما ليلى فمسهد وهم ال يبرح من قلبي أو يختار الله ليدارك التي أنت مقيم فيها كمد مقيح وهم مهيج سرعان ما فرقبيننا والى الله أشكو وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها

فأحفها السؤال واستخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرهالم تجد إلى بثه سبيال وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين

سالم مودع ال قال وال سئم فان انصرف فال عن ماللة وانأقم فال عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين واه واها والصبر

أيمن وأجمل ولوال غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزامامعكوفا وال عولت اعوال الثكل على جليل الرزية فبعين الله

تدفن ابنتك سرا ويهضم حقها ويمنع ارثها ولم يتباعد الدهرولم يخلق منك الذكر والى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا

رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك وعليها السالم والرضوانأقول قال الفيض ره العفو المحو وعفى على األرض غطاها بالنبات قوله ببقعتك داللة على

أنفاطمة عليها السالم مدفونة في بقعة أبيها صلى الله عليه وآله دون البقيع والمختار الله

إضافة(٢١٦)

إلى الفاعل ومفعوله سرعة اللحاق والتجلد التكلف الجد بالتحريك القوة والشدة وأشار بسنته صلى الله عليه وآله الصبر في المصائب فإنه صلى الله عليه وآله كان صبورا

في المصائب أراد من قوله عليه السالم انى قد تأسيت بسنتك في فرقتك يعنى صبرت عليهافبالحري ان اصبر في فرقة ابنتك فان مصيبتي بك أعظم وقد ورد عن النبي صلى الله عليه

وآله أنه قال إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظمالمصائب وعنه

صلى الله عليه وآله من عظمت مصيبة فليذكر مصيبة بي فإنها ستهون عليه والملحودةاللحد وفيض النفس خروج الروح والخلس السلب األوق وأوفى أو يختار الله بمعنى اال ان

أو إلىإلى أن والكمد بالضم والفتح والتحريك الحزن الشديد والقيح المدة ال يخالطها دم يقال

قاح الجرحالسابقين بحذف مبتدأهما للحزن والهم يقيح ويقوح وقيح وأقاح والجملتان تفسران

الظلم والهضم والغضب واخفاء السؤال استقصاءه والغليل حرارة الجوف واالعتالج االضطراب والبث

النشر والقال البغض والسامة المالل فان انصرف يعنى قبرك واه منونا وغير منون كلمةتعجب

وتلهف واالعوال البكاء والثكلى التي فقدت ولدها أو حميمها والخلق البلى١٦٦ / ٦٨ ومن كالمه عليه السالم

الوافي ج ٣ ص ٣٦ عن الكافي باسناده عن عبد الله بن القاسم عن أبي بصير عن أبي عبدالله

عليه السالم قال قال أمير المؤمنين عليه السالم ان ألهل الدين عالمات يعرفونبها صدق الحديث وأداء األمانة ووفاء العهد وصلة

الرحم (األرحام) ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساءأو قال قلة المواتاة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق و

اتباع العلم وما يقرب إلى الله تعالى زلفى طوبى لهم وحسنمأب وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي صلى الله عليه

(٢١٧)

وآله وسلم وليس من مؤمن اال وفى داره غصن منها اليخطر على قلبه شهوة شئ اال اتاه به ذلك ولو أن راكبا

مجدا سار في ظلها مأة عام ما خرج منه ولو طار من أسفلهاغراب ما بلغ أعالها حتى يسقط هرما اال ففي هذا فارغبوا

ان المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة إذاجن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله تعالى بمكارم

بدنه يناجى الذي خلقه في فكاك رقبته اال فهكذا فكونوااللغات المواتاة المطاوعة والزلفى القرب وقال الفيض ره تأويل طوبى العلم فان

لكل نعيم من الجنة مثاال في الدنيا ومثال شجرة طوبى شجرة العلم الدينية التي أصلهافي دار النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو مدينة العلم وفى دار كل مؤمن غصن منها

وانما شهوات المؤمن ومثوباته في اآلخرة فروع معارفه واعماله الصالحة في الدنيا فانالمعرفة بذر المشاهدة والعمل الصالح غرس النعيم اال ان من لم يذق لم يعرف وال يذوق االمن أخلص دينه لله وقوى ايمانه بالله بان يتصف بصفات المؤمن المذكورة في هذا الباب

أي باب صفاته١٦٧ / ٦٩ ومن كالمه عليه السالم

الوافي ج ٣ ص ٦٣ عن الكافي عن علي عن أبيه والعدة عن سهل جميعا عن السراد عنابن رئاب عن

الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السالم قال كان أمير المؤمنين عليه السالم يقول انماالدهر

ثالثة أيام أنت فيما بينهن مضى أمس بما فيه فال يرجع ابدا فان(٢١٨)

كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه وفرحت بما أسلفته منه وان تكن قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه

وأنت في يومك الذي أصبحت فيه من غد في غرة وال تدرى لعلكال تبلغه وان بلغته لعل حظك فيه في التفريط مثل حظك في

األمس الماضي عنك فيوم من الثالثة قد مضى أنت فيه مفرطويوم تنتظره لست أنت منه على يقين من ترك التفريط وانما هو يومك

الذي أصبحت فيه وقد ينبغي لك ان عقلت وفكرت فيما فرطتفي األمس الماضي مما فات فيه من حسنات اال تكون اكتسبتها و

من سيئات اال تكون أقصرت عنها فأنت مع هذا مع استقبال غدعلى غير ثقة من أن تبلغه وعلى غير يقين من اكتساب حسنة أومرتدع من سيئة محبطة وأنت من يومك الذي تستقبل على مثليومك الذي استدبرت فاعمل بعمل رجل ليس يأمل من األيام اال

يومه الذي أصبح فيه وليلته فاعمل أودع والله تعالى المعين على ذلك(٢١٩)

أقول قوله إن عقلت بفتح الهمزة ان أثبت الواو بعده واال فبالكسر وفى بعض النسخ وددتبدل

وفكرت من دون واو وعليها فالكسر متعين واال في الموضعين للتخضيض١٦٨ / ٧٠ ومن كالمه عليه السالم

الوافي ج ٣ ص ٩٤ عن الكافي عن محمد عن ابن عيسى عن عثمان عن يحيى عن أبيعبد الله

عليه السالم قال قال أمير المؤمنين عليه السالملن يرغب المرء عن عشيرته وإن كان ذا مال وولد وعن

مودتهم وكرامتهم ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم همأشد الناس حيطة من ورائه واعطفهم عليه والمهم

لشعثه ان اصابته مصيبة أو نزل به بعض مكاره األمورومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة

ويقبض عنه منهم أيدي كثيرة ومن يلن حاشيته يعرفصديقه منه المودة ومن بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف

الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته ولسانالصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه

وال يزدادن أحدكم كبرا وعظما في نفسه ونأيا عن عشيرته إن كان(٢٢٠)

موسرا في المال وال يزدادن أحدكم في أخيه زهدا وال منهإذا لم ير منه مروة وكان معوزا في المال ال يغفل أحدكم عن

القرابة بها الخصاصة ان يسدها بما ال ينفعه ان امسكه وال يضره ان استهلكه

اللغات دفاعهم يعنى لن يرغب عن دفاعهم حيطة أي محافظة وحماية وذبا عنه المهم لشعثهأي اجمعهم لتفرقه يلن حاشيته أي يخفض جناحه وكان معوزا أي فقيرا وأعوزه إذا أجاج

به١٦٩ / ٧١ ومن كالمه عليه السالم

الوافي ج ٣ ص ١٠٤ عن الكافي عن العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن يونسبن يعقوب

عن أبي مريم األنصاري عن أبي جعفر عليه السالم قال قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنينعليه السالم

فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن االخوان فقال عليه السالماالخوان صنفان اخوان الثقة واخوان المكاشرة فاما اخوان

الثقة فهم الكف والجناح واالهل والمال فإذا كنت من أخيكعلى حد الثقة فابذل له مالك وبدنك وصاف من صافاه وعاد

من عاداه واكتم سره وعيبه وأظهر منه الحسن واعلم أيها السائلانهم أقل من الكبريت األحمر واما اخوان المكاشرة فإنك تصيب

لذتك منهم فال تقطعن ذلك منهم وال تطلبن ما وراء ذلك عن(٢٢١)

ضميهم وابذل لهم ما بذلوا لك من طالقه الوجه وحالوة اللسانأقول الكشر التبسم كاشره إذا كشف له عن أنيابه

١٧٠ / ٧٢ ومن كالمه عليه السالمالوافي ج ٣ ص ١٠٥ عن الكافي العدة عن البرقي عن عمرو بن عثمان عن محمد بن سالم

الكنديعمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السالم قال كان أمير المؤمنين إذا صعد المنبر قال ينبغي

للمسلمان يجتنب مواخاة ثالثة الماجن الفاجر واألحمق والكذاب

فاما الماجن الفاجر فيزين لك فعله ويحب انك مثله واليعينك على أمر دينك ومعادك ومقاربته جفاء وقسوة

ومدخله ومخرجه عار عليك واما األحمق فإنه ال يشير عليكبخير وال يرجى لصرف السوء عنك ولو اجهد نفسه وربما أراد

منفعتك فضرك فموته خير من حياته وسكوته خير من نطقهوبعده خير من قرنه واما الكذاب فإنه ال يهنأك معه عيش

ينقل حديثك وينقل إليك الحديث كلما افنى أحدوثة مطهابأخرى مثلها حتى أنه يحدث بالصدق فما يصدق ويعرف بين

الناس بالعداوة فينبت السخايم في الصدور فاتقوا الله عز وجل وانظروا ألنفسكم(٢٢٢)

اللغات - الماجن من ال يبالي قوال وال فعال لصالبة وجهه من المجون بمعنى الصالبةوالغلظة ال يهنأك بالتخفيف أي ال يصير لك هنيئا والمط المد والقوة والسخيمة الضغينة

١٧١ / ٧٣ ومن كالمه عليه السالمالوافي ج ٣ ص ١٦٩ عن الكافي العدة عن البرقي عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي

عناألصبغ بن نباته قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السالم فقال يا أمير المؤمنين ان أناسا

زعموا ان العبد ال يزنى وهو مؤمن وال يسرق وهو مؤمن وال يشرب الخمر وهو مؤمن واليأكل

الربا وهو مؤمن وال يسفك الدم الحرام وهو مؤمن فقد ثقل على هذا وخرج منه صدريحين ارغم ان هذا العبد يصلى صالتي ويدعو دعائي ويناكحني وأناكحه ويوارثني وأوارثه

وقدخرج من االيمان من أجل ذنب يسيرا اصابه فقال أمير المؤمنين عليه السالم

صدقت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول والدليل عليه كتاب الله خلق الله عز وجل الناس على ثالث طبقاتوأنزلهم ثالث منازل وذلك قول الله عز وجل في الكتاب أصحاب

الميمنة وأصحاب المشئمة والسابقون فاما ما ذكره من أمر السابقينفإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواحروح القدس وروح االيمان وروح القوة وروح الشهوة وروح

البدن فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين وبها عملوااألشياء وبروح االيمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح

(٢٢٣)

القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم وبروح الشهوة أصابوالذيذ الطعام ونكحوا الحالل من شباب النساء وبروح البدندبوا ودرجوا فهؤالء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ثم قالقال الله عز وجل تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم

من كلم الله ورفع بعضهم (فوق بعض) درجات وآتينا عيسى بنمريم البينات وأيدناه بروح القدس ثم قال في جماعتهم وأيدهم

بروح منه يقول أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم فهؤالءمغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم

المؤمنون حقا بأعيانهم جعل الله فيهم أربعة أرواح روحااليمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فال يزال العبد

يستكمل هذه األرواح األربعة حتى يأتي عليه حاالت فقال الرجلما هذه الحاالت فقال إما أولهن فهو كما قال الله عز وجل ومنكم

من يرد إلى أرذل العمر فهو ال يعرف للصالة وقتا وال يستطيع التهجد(٢٢٤)

بالليل وال بالنهار وال القيام في الصف مع الناس فهذا نقصانروح االيمان وليس يضره شيئا ومنهم من ينتقص منه روح القوة

وال يستطيع جهاد عدوه وال يستطيع طلب المعيشة ومنهم من ينتقصمنه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم لم يحن إليها ولم يقم

وتبقى روح البدن فيه فهو يدب ويدرج حتى يأتيه ملك الموتفهذا بحال خير الن الله عز وجل هو الفاعل به وقد يأتي عليهحاالت في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة و

يزين له روح الشهوة ويقوده روح البدن حتى يوقعه في الخطيئةفإذا المسها نقص من االيمان وتفصى منه فليس يعود فيه حتى يتوب

فإذا تاب تاب الله عليه وان عاد ادخله الله نار جهنم فاما أصحابالمشئمة فهم اليهود والنصارى يقول الله عز وجل الذين آتيناهمالكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم يعرفون محمدا والوالية في

التورية واإلنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم وان فريقا منهم(٢٢٥)

ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك انك الرسول إليهمفال تكونن من الممترين فلما جحدوا ما عرفوا ابتالهم بذلك فسلبهم

روح االيمان واسكن أبدانهم ثالثة أرواح روح القوة وروحالشهوة وروح البدن ثم أضافهم إلى االنعام فقال إن هم اال

كاالنعام الن الدابة انما تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوةوتسير بروح البدن فقال السائل أحييت قلبي بإذن الله يا أمير المؤمنين

قوله صدقت على البناء للمفعول أي صدقوك فيما زعموا وليس بالذي يخرج من دين الله١٧٢ / ٧٤ ومن خطبه عليه السالم

السماء والعالم وهو المجلد الرابع عشر من بحار األنوار للعالمة المجلسي أعلى الله مقامهص ٤١ عن

كتاب الوصية للمسعودي باسناده عن أمير المؤمنين عليه السالم قال خطب فقال الحمد للهالذي توحد بصنع األشياء وفطر أجناس البرايا على غير أصل وال

مثال سبقه في انشاءها وال اعانة معين على ابتدائها ابتدعهابلطف قدرته فامتثلت بمشيته خاضعة ذليلة مستحدثة المره

الواحد االحد الدائم بغير حد وال أمد وال زوال وال نفاد وكذلكلم يزل وال يزال ال تغيره األزمنة وال تحيط به األمكنة وال

(٢٢٦)

تبلغ صفاته األلسنة وال تأخذه نوم وال سنة لم تره العيونفتخبر عنه برؤيته ولم تهجم عليه العقول فتوهم كنه صفته

ولم تدر كيف هو اال بما أخبر عن نفسه ليس لقضائه مرد واللقوله مكذب ابتدع األشياء بغير تفكر وال معين وال ظهير و

ال وزير فطرها بقدرته وصيرها إلى مشيته وصاغ أشباحهاوبرء أرواحها واستنبط أجناسها خلقا مبروءا مذروءا في

أقطار السماوات واألرضين لم يأت بشئ على غير ما أراد ان يأتيعليه ليرى عباده آيات جالله وآالئه فسبحانه ال اله اال هو

الواحد القهار وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما اللهمفمن جهل فضل محمد صلى الله عليه وآله فانى مقر بأنك ما

سطحت أرضا وال برأت خلقا حتى أحكمت خلقه من نور سبقتبه الساللة وأنشأت له آدم جرما فأودعته منه قرارامكينا ومستودعا مأمونا إلى آخر الخطبة الطويلة

(٢٢٧)

١٧٣ / ٧٥ ومن كالمه عليه السالمالسماء والعالم ص ٥١ عن مروج الذهب للمسعودي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن

آبائهعن أمير المؤمنين عليهم السالم قال إن الله حين شاء تقدير الخليفة

وذرء البرية وابداع المبدعات ونصب الخلق في صور كالهباء(الهياة) قبل دحو األرض ورفع السماء وهو في انفراد ملكوته

وتوحد جبروته فأساخ نورا من نوره فلمع وقبسا من ضيائهفسطع ثم اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفية فوافق ذلك

صورة نبينا محمد صلى الله عليه وآله فقال الله عز من قائلأنت المختار المنتجب وعندك استودع نوري وكنوز هدايتي و

من اجلك أسطح البطحاء وارفع السماء وامزج الماء واجعلالثواب والعذاب والجنة والنار وانصب أهل بيتك بالهداية

وآيتهم من مكنون علمي ماال يخفى عليهم دقيق وال يغيبهمخفى واجعلهم حجة على بريتي والمنبهين على علمي ووحدانيتي

ثم اخذ الله سبحانه الشهادة للربوبية واالخالص بالوحدانية(٢٢٨)

فبعد اخذ ما اخذ من ذلك شاء ببصائر الخلق انتخاب محمد وأراهم ان الهداية معه والنور له واإلمامة في أهله تقديما

لسنة العدل وليكون االعذار متقدما ثم اخفى الله الخليفةفي غيبه وغيبها في مكنون علمه ثم نصب العوالم وبسط الزمانومزج الماء واثار الزبد وأهاج الدخان فطفى عرشه على الماء

وسطح األرض على ظهر الماء ثم استجابهما إلى الطاعة فأذعنتاباالستجابة ثم انشاء المالئكة من أنوار قد ابتدعها وأنوار اخترعها وقرن بتوحيده نبوة نبيه

محمد صلى الله عليه وآله فشهرتنبوته في السماء قبل بعثته في األرض فلما خلق الله آدم ابان

له فضله للمالئكة واراهم ما خصه به من سابق العلم من حيثعرفهم عند استنباءه إياه أسماء األشياء فجعل الله آدم محرابا

وكعبة وقبلة اسجد إليها األنوار والروحانيين واألبرار ثمنبه آدم على مستودعه وكشف له خطر ما أئتمنه على أن سماه إماما

(٢٢٩)

عند المالئكة فكان حظ آدم من الخير انبأءه ونطقه بمستودعنورنا ولم يزل الله تعالى يخبأ النور تحت الزمان إلى أن فصل

محمد صلى الله عليه وآله في طاهر القنوات فدعى الناس ظاهراوباطنا وندبهم سرا واعالنا واستدعى عليه السالم

التنبيه على العهدي الذي قدمه إلى الذر قبل النسل ومنوافقه قبس من منساج (مصباح) النور المتقدم اهتدى

إلى واستبان واضحة امره ومن أبلسته الغفلة استحقالسخطة لم يهتد إلى ذلك ثم انتقل النور إلى غرايزنا ولمع مع

(من) أئمتنا فنحن أنوار السماء وأنوار األرض فينا (منا)النجاة ومنا مكنون العلم والينا مصير األمور وبنا تقطع الحجج

ومنا خاتم األئمة ومنقذ األمة وغاية النور ومصدراألمور فنحن أفضل المخلوقين وأكمل الموجودين وحجج رب

العالمين فلتهنأ النعمة من تمسك بواليتنا وقبض عروتنا(٢٣٠)

اللغات امزج الماء أي اخلطه بغيره فاخلق منه المركبات ويمكن ان يكون بالراء المهملةكقوله تعالى مرج البحرين أي خالهما ببصائر الخلق أي الن يجعلهم ذوي بصائر أو متلبسا

ببصائرهم وعلمهم والقنوات جمع قناة وقال الجوهري قناة الظهر التي تنتظم الفقار انتهىواالبالس بمعنى الحيرة أو الياس الزم واستعمل ها متعديا والظاهران فيه تصحيف كما في

كثير من الفقرات١٧٤ / ٧٦ ومن كالمه عليه السالم

السماء والعالم ص ٧٩ عن قصص الراوندي باسناده إلى الصدوق عن أبيه ومحمد بنالحسين

الوليد معا عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بنمحبوب عن عمرو بن أبي

المقدام عن جابر عن أبي جعفر عليه السالم قال سئل أمير المؤمنين عليه السالم هل كانفي األرض

خلق من خلق الله تعالى يعبدون الله قبل آدم وذريته فقال عليه السالمنعم قد كان في السماوات واألرض خلق من خلق الله يقدسون

الله ويسبحونه ويعظمونه بالليل والنهار ال يفترون فان اللهعز وجل لما خلق األرضين خلقها قبل السماوات ثم خلق المالئكة

روحانيين لهم أجنحة يطيرون بها حيث يشاء الله فاسكنهمفيما بين اطباق السماوات يقدسونه الليل والنهار واصطفى منهمإسرافيل وميكائيل وجبرئيل ثم خلق عز وجل في األرض الجن

روحانيين لهم أجنحة فخلقهم دون خلق المالئكة وخفظهمان يبلغوا مبلغ المالئكة في الطيران وغير ذلك فاسكنهم فيما

(٢٣١)

بين اطباق األرضين السبع وفوقهن يقدسون الليل والنهارال يفترون ثم خلق خلقا دونهم لهم أبدان وأرواح بغير أجنحةيأكلون ويشربون نسناس أشباه خلقهم ليسوا بأنس واسكنهمأوساط األرض على ظهر األرض مع الجن يقدسون الله بالليل

والنهار ال يفترون قال وكان الجن تطير في السماء فتلقى المالئكةفي السماوات فيسلمون عليهم ويزورونهم ويستريحون إليهمويتعلمون منهم الخبر ثم إن طائفة من الجن والنسناس الذينخلقهم الله واسكنهم أوساط األرض مع الجن تمردوا وعتوا

عن أمر الله فمرحوا وبغوا في األرض بغير الحق وعال بعضهم علىبعض في العتو على الله تعالى حتى سفكوا الدماء فيما بينهم

وأظهروا الفساد وجحدوا ربوبية الله تعالى قال وأقامتالطائفة المطيعون من الجن على رضوان الله وطاعته وباينواالطائفتين من الجن والنسناس الذين عتوا عن أمر الله تعالى

(٢٣٢)

قال فحط الله أجنحة الطائفة من الجن الذين عتوا عن أمر الله وتمردوا فكانوا ال يقدرون على الطيران إلى السماء والى مالقاة

المالئكة لما ارتكبوا من الذنوب والمعاصي قال وكانت الطائفةالمطيعة ألمر الله من الجن تطير إلى السماء الليل والنهار على ما

كانت عليه وكان إبليس واسمه الحرث يظهر للمالئكة انهمن الطائفة المطيعة ثم خلق الله خلقا على خالف خلق المالئكةوعلى خالف خلق الجن وعلى خالف خلق النسناس يدبون كما

يدب الهوام في األرض يأكلون ويشربون كما تأكل االنعام منمراعى األرض كلهم ذكران ليس فيهم إناث لم يجعل الله فيهمشهوة النساء وال حب األوالد وال الحرص وال طول األمل واللذة عيش ال يلبسهم الليل وال يغشاهم النهار ليسوا ببهائم والهوام لباسهم ورق الشجر وشربهم من العيون الغزار واألوديةالكبار ثم أراد الله ان يفرقهم فرقتين فجعل فرقة خلف مطلع

(٢٣٣)

الشمس من وراء البحر فكون لهم مدينة أنشأها تسمى جابرساطولها اثنى عشر الف فرسخ في اثنى عشر الف فرسخ وكون عليها سورا

من حديد يقطع األرض من السماء ثم أسكنهم فيها واسكن الفرقةاألخرى خلف مغرب الشمس من وراء البحر كون لهم مدينة

أنشأها تسمى جابلقا طولها اثنى عشر الف فرسخ في اثنى عشر الففرسخ وكون لهم سورا من حديد يقطع إلى السماء فاسكنالفرقة األخرى فيها ال يعلم أهل جابرسا بموضع أهل جابلقا

وال يعلم أهل جابلقا بموضع أهل جابرسا وال يعلم بهم أهل أوساطاألرض من الجن والنسناس فكانت الشمس تطلع على أهل أوساط

األرضين من الجن والنسناس فينتفعون بحرها ويستضيئونبنورها ثم تغرب في عين حمئة فال يعلم بها أهل جابلقا إذا غربتوال يعلم بها أهل جابرسا إذا طلعت ألنها تطلع من دون جابرسا

وتغرب من دون جابلقا فقيل يا أمير المؤمنين فكيف يبصرون ويحيون و(٢٣٤)

كيف يأكلون ويشربون وليس تطلع الشمس عليهم فقال عليه السالم انهم يستضيئونبنور الله فهم في أشد ضوء من نور الشمس وال يرون ان الله

تعالى خلق شمسا وال قمرا وال نجوما وال كواكب وال يعرفونشيئا غيره فقيل يا أمير المؤمنين فأين إبليس عنهم قال ال يعرفون إبليس وال

سمعوا بذكره ال يعرفون اال الله وحده ال شريك له لم يكتسب أحدمنهم قط خطيئة ولم يقترف اثما ال يسقمون وال يهرمون وال

يموتون إلى يوم القيمة يعبدون الله وال يفترون الليل والنهارعندهم سواء وقال إن الله أحب ان يخلق خلقا وذلك بعد

ما مضى للجن والنسناس سبعة آالف سنة فلما كان من خلق(شأن) الله ان يخلق آدم للذي أراد من التدبير والتقدير

فيما هو مكونه في السماوات كشط عن اطباق السماوات ثم قال للمالئكةانظروا إلى أهل األرض من خلقي من الجن والنسناس هل ترضون

أعمالهم وطاعتهم لي فلما اطلعت (فاطلعت) (فلما اطلعوا)(٢٣٥)

ورأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في األرضبغير الحق أعظموا ذلك وغضبوا لله وأسفوا على أهل األرض ولم

يملكوا غضبهم وقالوا يا ربنا أنت العزيز الجبار القاهر العظيم الشأنوهؤالء كلهم خلقك الضعيف الذليل وفى أرضك كلهم يتقلبون

في قبضتك ويعيشون برزقك ويتمتعون بعافيتك وهو يعصونكبمثل هذه الذنوب العظام ال تغضب وال تنتقم منهم لنفسك بما

تسمع منهم وترى وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك قالفلما سمع الله تعالى مقالة المالئكة قال انى جاعل في األرض

خليفة فيكون حجتي على خلقي في ارضى فقالت المالئكة سبحانكأتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدكونقدس لك فقال الله تعالى يا مالئكتي انى اعلم ما ال تعلمون

انى أخلق خلقا بيدي واجعل من ذريته أنبياء ومرسلين وعبادا صالحين وأئمة مهتدين واجعلهم خلفائي على خلقي

(٢٣٦)

في ارضى ينهونهم عن معصيتي وينذرونهم من عذابي ويهدونهم إلى طاعتي ويسلكون بهم طريق سبيلي اجعلهم

حجتي عذرا أو نذار وانفى الشياطين من ارضى وأطهرها منهمفاسكنهم في الهواء وأقطار األرض وفى الفيافي فال يراهم خلقي

وال يرون شخصهم وال يجالسونهم وال يخالطونهم وال يواكلونهموال يشاربونهم وانفر مردة الجن العصاة من نسل بريتي وخلقى و

خيرتي فال يجاورون خلقي واجعل بين خلقي وبين الجان حجابا فاليرى خلقي شخص الجن وال يجالسونهم وال يشاربونهم وال يتهجمون

تهجمهم ومن عصاني من نسل خلقي الذي عظمته واصطفيتهلغيبي أسكنهم مساكن العصاة واوردهم موردهم وال أبالي فقالت

المالئكة ال علم لنا اال ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم فقال للمالئكةانى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه

من روحي فقعوا له ساجدين قال وكان ذلك من الله تقدمة(٢٣٧)

للمالئكة قبل ان يخلقه احتجاجا منه عليهم وما كان اللهليغير ما بقوم اال بعد الحجة عذرا أو نذرا فامر تبارك وتعالى

ملكا من المالئكة فاغترف غرفة بيمينه فصلصلها في كفهفجمدت فقال الله عز وجل منك أخلق أقول ولقد نقل علي بن

إبراهيم القمي أعلى الله مقامه تمام الكالم في تفسيره مثله وزاد بعد قوله عليه السالمفصلصلها

في كفه فجمدت فقال لها منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحينواألئمة المهتدين والدعاة إلى الجنة واتباعهم إلى يوم القيمة

وال أبالي وال اسئل عما افعل وهم يسئلون ثم اغترف غرفة أخرىمن الماء المالح األجاج فصلصلها في كفه فجمدت ثم قال لها منك

أخلق الجبارين والفراعنة والعتاة واخوان الشياطين والدعاة إلىالنار إلى يوم القيمة وأشياعهم واال أبالي وال اسئل عما افعل و

هم يسئلون قال وشرط في ذلك البداء فيهم ولم يشترط في أصحاباليمين البداء ثم اخلط المائين جميعا في كفه فصلصلهما ثم

كفاهما قدام عرشه وهما ساللة من طين ثم أمر الله المالئكة(٢٣٨)

األربعة الشمال والجنوب والصبا والدبور ان يجولوا على هذهالساللة الطين فابدأوها وأنشأوها ثم أبروها وجزوها و

فصلوها واجروا فيها الطبايع األربعة الريح والدم والمرة والبلغم فجالت المالئكة عليها وهي الشمال والجنوب والصباوالدبور واجروا فيها الطبايع األربعة الريح في الطبايع األربعة

من البدن من ناحية الشمال والبلغم في الطبايع األربعة من ناحيةالصبا والمرة في الطبايع األربعة من ناحية الدبور والدم فيالطبايع األربعة من ناحية الجنوب قال فاستقلت النسمة و

كمل البدن فلزمه من ناحية الريح حب النساء وطول األمل والحرص ولزمه من ناحية البلغم حب الطعام والشراب والبر والحلم والرفق ولزمه من ناحية المرة الغضب والسفه والشيطنة

والتجبر والتمرد والعجلة ولزمه من ناحية الدم حب النساء واللذاتوركوب المحارم والشهوات

(٢٣٩)

أقول قوله عليه السالم أشباح خلقهم أي باالنس أو بعضهم ببعض أو باإلضافة أي أشباحخلق الجن فمرحوا بالحاء المهملة يقال مرح كفرح أي أشر وبطر واختال ونشط وتبختر

أو بالجيمأيضا كفرح بالتحريك الفساد والقلق واالختالط واالضطراب ال يلبسهم الليل لعل المعنى

انهم لم يكونوا يحتاجون في الليل إلى ستر وفى النهار إلى غشاء وسترا وانهم لما لم تطلععليهم

الشمس ال ليل عندهم وال نهار ويظهر من هذا الخبران جابلقا وجابرسا خارجان من هذاالعالم خلف السماء الرابعة بل السابعة على المشهور وأهلها صنفا من المالئكة أو شبيههم

قوله لما هو مكونة في صدر الخبر متعلق بالتقدير والتكوين أو التدبير على التنازع وعلمهمعطوف

أراد الماضي عطفا على هو مكونه ولما أو علمه بصيغة الله أو على شأن الذي على تأكيدا بالتشديد

لقوله لما أحب لبعد العهد بين الشرط والجزاء قوله كشط قال الجوهري كشطت الجل عنظهر الغرس

والغطاء على الشئ إذا كشفته عنه قوله أسفوا أي غضبوا وزنا ومغى ان قالوا أي إلى أنقالوا

أبين النسناس أي أخرجهم وفى بعض النسخ ابير بالراء أي أهلك وفى التفسير أبيد بمعناهوالمردة

جمع المارد أي العاتي الصلصال الطين الحر إذا خلط بالرمل فصار يتصلصل إذا جفوالحمأ الطين

األسود والمسنون المتغير المنتن والثالثة بالضم الجماعة من الناس وساللة الشئ ما استل منهوان يجولوا من الجوالن وفى التفسيران يحولوا بالمهملة وابرؤوها من البرئ بمعنى النحت أو

بالهمزة أيجعلوها مستعدة الن أبرأها وانشأها مجازا والبر التراب ويمكن ان يكون من التابر ولقد

روىالصدوق ره هذا الخبر أيضا في العلل عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن

عيسى عن الحسن بنمحبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين عليهما

السالم١٧٥ / ٧٧ ومن خطبه عليه السالم

كتاب التوحيد للصدوق ره ص ٢٨٧ في باب ذكر عظمة الله جل جالله قال حدثنا أحمدبن الحسن

القطان قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب عن تميم

بن بهلولعن نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن أبي منصور عن

زيد بن وهب قالسئل أمير المؤمنين عليه السالم عن قدرة الله تعالى جلت عظمته فقام خطيبا فحمد الله

وأثنى عليه ثم قال إنلله تعالى مالئكة لو أن ملكا منهم هبط إلى األرض ما وسعته

(٢٤٠)

لعظم خلقه وكثرة أجنحته منهم من لو كلفت الجن واإلنس انيصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورتهوكيف يوصف من مالئكته من سبعمأة عام ما بين منكبيه وشحمة اذنيه ومنهم من يسد األفق بجناح من أجنحته دون

عظم بدنه ومنهم من السماوات إلى حجزته ومنهم من قدمهعلى غير قرار في جو الهواء األسفل واألرضون إلى ركبتيه

ومنهم من لو القى في نقرة ابهامه جميع المياه لو سعتهاومنهم من لو ألقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهرا الداهرينفتبارك الله أحسن الخالقين وسئل عليه السالم عن الحجب فقال

أول الحجب سبعة غلظ كل حجاب منها مسيرة خمسمائة عام وبينكل حجابين منها مسيرة خمسمائة عام حجبته كل حجاب منها سبعون

الف ملك والحجاب الثالث سبعون حجابا بين كل حجابين منهامسيرة خمسمائة عام وطوله خمسمائة عام حجته كل حجاب منها

(٢٤١)

سبعون الف ملك قوة كل ملك منهم قوة الثقلين منها ظلمةومنها نور ومنها نار ومنها دخان ومنها سحاب ومنها برقومنها مطر ومنها رعد ومنها ضوء ومنها رمل ومنها جبل

ومنها عجاج ومنها ماء ومنها انهار وهي حجب مختلفة غلظكل حجاب مسيرة سبعين الف عام ثم سرادقات الجالل وهي سبعون

سرادقا في كل سرادق سبعون الف ملك بين سرادق وسرادقمسيرة خمسمائة عام ثم سرادق العز ثم سرادق الكبرياء ثم سرادق

العظمة ثم سرادق القدس ثم سرادق الجبروت ثم سرادقالفخر من النور (ثم النور) األبيض ثم سرادق الوحدانية وهو

مسيرة سبعين الف عام ثم الحجاب االعلىوانقضى كالمه عليه السالم

وسكت فقال له عمر ال بقيت ليوم ال أراك فيه يا أبا الحسن أقول العجاج بالفتح الغباروالدخن والعجاجة أخص منه السرادق بالضم كل ما أحاط بشئ من حائط أو مضرب أو

خباء وقيل السرادق ما يحيط بالخيمة وله باب يدخل منه إلى الخيمة وقيل ما هو يمد فوق البيت

شبهسبحانه تعالى ما يحيط بهم الناس بقوله نارا أحاط به سرادقها ما يحيط بهم الناس من

جوانبهم بالسرادقالذي يدار حول الفسطاط وفيه سرادق الجالل والعظمة وغيرهما والجميع على االستعارة

١٧٦ / ٧٨ ومن كالمه عليه السالم(٢٤٢)

السروي شهرآشوب بن علي بن محمد الدين رشيد الهمام المولى تاليف المناقب ره المازندراني

المتوفى سنة ثمان وثمانين وخمسمأة الهجرية المدفون بظاهر مدينة حلب طبع طهرانالمجلد األول

ص ٢٧٦ قال إنه عليه السالم قد فسر الناقوس ذكره صاحب مصباح الواعظ وجمهورأصحابنا

عن الحارث األعور وزيد وصعصعة بن صوحان والبراء بن سيرة واألصبغ بن نباته وجابر بنشرحبيل ومحمود بن الكواء أنه قال عليه السالم سبحان الله حقا حقا ان المولى

صمد يبقى يحلم عنا رفقا رفقا لوال حلمه كنا نشفى حقا حقاصدقا صدقا ان المولى يسائلنا ويوافقنا ويحاسبنا يا موالنا

ال تهلكنا وتداركنا واستخدمنا واستخلصنا حلمك عناقد جرانا عفوك عنا ان الدنيا قد غرتنا واشتغلتنا واستهوتنا

واستهلتنا واستغوتنا يا ابن الدنيا جمعا جمعا يا ابن الدنيا مهالمهال يا ابن الدنيا دقا دقا وزنا وزنا تفنى الدنيا قرنا قرنا مامن

يوم يمضى عنا اال يهوى (اوهن) منا ركنا قد ضيعنا دارا تبقى واستوطنادارا تفنى تفنى الدنيا قرنا قرنا كال موتا كال موتا قرنا قرنا دفنا

دفنا كال فيها موتا كال نقال نقال دفنا دفنا يا ابن الدنيا مهالمهال زن ما يأتي وزنا وزنا لوال جهلي ما إن كانت عندي الدنيا

(٢٤٣)

اال سجنا خيرا خيرا شرا شرا شيئا شيئا حزنا حزنا ماذا من ذا كمذا أم ذا أسنا هذا ترجو تنجو تخشى تردى عجل قبل الموت الوزنا

ما من يوم يمضى عنا اال اوهن منا ركنا ان المولى قد انذرنا انانحشر عزال بهما قال ثم انقطع صوت الناقوس فسمع الديراني ذلك واسلم وقال انى

وجدت في الكتاب ان في آخر األنبياء من يفسر ما يقول الناقوس١٧٧ / ٧٩ ومن كالمه عليه السالم

المناقب ج ١ ص ٢٧٢ قال وسئل عليه السالم عن العالم العلوي فقال صور عاريةعن المواد عالية عن القوة واالستعداد تجلى لها فأشرقت

وطالعها فتألألت وألقى في هويتها مثاله فاظهر عنها أفعالهوخلق االنسان ذا نفس ناطقة ان زكاها بالعلم فقد شابهت

جواهر أوايل عللها وإذا اعتدل مزاجها وفارقت األضداد فقدشارك بها السبع الشداد

١٧٨ / ٨٠ ومن خطبه عليه السالمالله عليه قال خطبه بحار األنوار المجلد السابع عشر ص ٨١ في باب خطبه صلوات

وتعرفبالبالغة روى ابن أبي ذئب عن أبي صالح العجلي قال شهدت أمير المؤمنين كرم الله وجهه

(٢٤٤)

وهو يخطب فقال بعد ان حمد الله تعالى وصلى على محمد رسوله صلى الله عليه وآله)أيها

الناس ان الله ارسل إليكم رسوال ليزيح به عليكم ويوقظ بهغفلتكم وانى أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطولاألمل إما اتباع الهوى فيصدكم عن الحق واما طول األمل

فينسيكم اآلخرة اال وان الدنيا قد ترحلت مدبرة واناآلخرة قد أقبلت مقبلة ولكل واحد منهما بنون فكونوا

من أبناء اآلخرة وال تكونوا من أبناء الدنيا فان اليوم عمل وال حساب وغدا حساب وال عمل واعلموا انكم ميتون ومبعوثون

من بعد الموت ومحاسبون على أعمالكم ومجاوزون بها فال تغرنكمالحياة الدنيا وال يغرنكم بالله الغرور فإنها دار بالبالء محفوفة

وبالعناء والغدر موصوفة وكل ما فيها إلى زوال وهي بينأهلها دول وسجال ال تدوم أحوالها وال يسلم من شرها نزالهابينا أهلها منها في رخاء وسرور اذاهم في بالء وغرور العيش

(٢٤٥)

فيها مذموم والرخاء فيها ال يدوم أهلها فيها اغراض مستهدفةكل حتفه فيها مقدور وحظه من نوائبها موفور وأنتم عباد

الله على محجة من قد مضى وسبيل من كان ثم انقضى ممنكان أطول منكم أعمارا وأشد بطشا واعمر ديارا أصبحت

أجسادهم بالية وديارهم خالية فاستبدلوا بالقصورالمشيدة والنمارق الموسدة بطون اللحود ومجاورة الدود

في دار ساكنها مغترب ومحلها مقترب وبين قوم مستوحشينمتجاورين غير متزاورين ال يستأنسون بالعمران وال يتواصلون

تواصلوا الجيران على ما بينهم من قرب الجوار ودنوا لدار وكيفيكون بينهم تواصل وقد طحنتهم البلى وأظللتهم الجنادل

والثرى فأصبحوا بعد الحياة أمواتا وبعد غضارة العيش رفاتاقد فجع بهم األحباب وأسكنوا التراب وظعنوا فليس لهم ايابوتمنوا الرجوع فحيل بينهم وبينما يشتهون كال انها كلمة هو

(٢٤٦)

قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون قال المجلسي رحمه الله تعالىوقد اخرج أبو نعيم طرفا من هذه الخطبة في كتابه المعروف بالحلية الدول بضم الدال

جمعالدولة وهي ما يتداوله الناس بعضهم عن بعض أي يتناولونه قوله عليه السالم سجال أي مرةلنا ومرة علينا البطش االخذ بالسرعة الغضارة طيب العيش وانهم لفى غضارة من العيش أي

في خصب وخير وظعنوا أي ساروا وارتحلوا الرفات بالضم الفتات والفتات الحطام وما تناثر من كل

شئ١٧٩ / ٨١ ومن خطبه عليه السالم

بحار األنوار ج ٣ ص ٨٧ نقل عن االحتجاج في باب علة خلق العباد وتكليفهم قال وروىأنه اتصل

بأمير المؤمنين عليه السالم ان قوما من أصحابه خاضوا في التعديل والتجوير فخرج حتىصعد المنبر

فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان الله تبارك وتعالى لما خلقخلقه أراد ان يكونوا على آداب رفيعة واخالق شريفة فعلم أنهم

لم يكونوا كذلك اال بان يعرفهم مالهم وما عليهم والتعريف ال يكون اال باالمر والنهى واالمر والنهى ال يجتمعان االبالوعد والوعيد والوعد ال يكون اال بالترغيب والوعيد ال يكون

اال بالرهيب والترغيب ال يكون اال بما تشتهيه أنفسهم وتلذه أعينهموالترهيب ال يكون اال بضد ذلك ثم خلقهم في داره واراهم

طرفا من اللذات ليستدلوا به على ما ورائهم من اللذات الخالصة(٢٤٧)

التي ال يشوبها ألم اال وهي الجنة واراهم طرفا من اآلالم ليستدلوابه على ما ورائهم من اآلالم الخالصة التي ال يشوبها لذة اال وهيالنار فمن أجل ذلك ترون نعيم الدنيا مخلوطا بمحنها وسرورها

ممزوجا بكدرها وغمومها الكدر مثلثة الدال بالتحريك نقيض الصفا١٨٠ / ٨٢ ومن خطبه عليه السالم

بحار األنوار ج ٣ ص ١٠٠ عن محاسن البرقي عن أبيه رفعه قال إن أمير المؤمنين عليهالسالم

صعد المبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان الذنوب ثالثة ثمأمسك فقال له حبة العرني يا أمير المؤمنين فسرها لي فقال ما ذكرتها اال وانا

أريد ان أفسرها ولكنه عرض لي بهر حال بيني وبين الكالمنعم الذنوب ثالثة فذنب مغفور وذنب غير مغفور وذنب

نرجو لصاحبه ونخاف عليه قيل يا أمير المؤمنين فبينها لنا قال نعم إماالذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا

فالله احكم وأكرم ان يعاقب عبده مرتين واما الذنب الذيال يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض ان الله تعالى وتبارك إذا برز

(٢٤٨)

لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال وعزتي وجاللي ال يجوز لي ظلمظالم ولو كف بكف ولو مسحة بكف ونطحة الشاة القرناء إلى الشاة

الجماء فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى ال يبقى الحد عندأحد مظلمة ثم يبعثهم الله إلى الحساب واما الذنب الثالث فذنب

ستره الله على عبده ورزقه التوبة فأصبح خاشعا من ذنبه راجيالربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العقاب

أقول قال المجلسي ره لعل المراد بالكف أوال المنع والزجر وبالثاني اليد ويحتمل ان يكونالمراد

بهما معا اليد أي تضرب كف انسان بكف آخر بغمز وشبهه أو تلذد كف بكف والمرادبالمسحة

بالكف ما يشتمل على إهانة وتحقير أو تلذد ويمكن حمل التلذد في الموضعين على ما إذاكان

من امرأة ذات بعل أو قهرا بدون رضا الممسوح ليكون من حق الناس والجماء التي ال قرنلها

قال في النهاية فيه ان الله ليدين الحماء من ذوات القرن الجماء التي ال قرن لها ويدين أييجزى

انتهى واما الخوف بعد التوبة فلعله الحتمال التقصير في شرايط التوبة١٨١ / ٨٣ ومن كالمه عليه السالم

بحار األنوار ج ٣ ص ١٣٤ عن معاني األخبار للصدوق ره عن المفسر عن أحمد بنالحسن الحسيني عن

الحسن بن علي الناصري عن أبيه عن أبي جعفر الجواد عن آبائه عليهم السالم قال قيلألمير المؤمنين

عليه السالم صف لنا الموت فقال على الخبير سقطتم هو أحد ثالثة أمور يردعليه إما بشارة بنعيم األبد واما بشارة بعذاب األبد واما

(٢٤٩)

تحزين وتهويل وأمره مبهم ال يدرى من أي الفرق هو فاماولينا المطيع فهو المبشر بنعيم األبد واما عدونا المخالف علينا

فهو المبشر بعذاب األبد واما المبهم امره الذي ال يدرى ماخاله وهو المؤمن المسرف على نفسه ال يدرى ما يؤل إليه حاله

يأتيه الخبر مبهما مخوفا ثم إن يسويه الله عز وجل بأعدائنالكن يخرجه من النار بشفاعتنا فاعملوا وأطيعوا وال تتكلوا

وال تستصغروا عقوبة الله عز وجل فان من المسرفين من التلحقه شفاعتنا اال بعد عذاب ثالث مأة الف سنة

١٨٢ / ٨٤ ومن كالمه عليه السالمالبحار ج ٣ ص ١٣٠ عن االحتجاج في خبر الزنديق والمدعى للتناقض في القرآن قال قال

أميرالمؤمنين عليه السالم في قوله تعالى الله يتوفى األنفس حين موتها وقوله يتوفاكم

ملك الموت وتوفته رسلنا وتتوفاهم المالئكة طيبين والذين تتوفاهم المالئكة ظالميأنفسهم قال فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك

بنفسه وفعل رسله ومالئكته فعله النهم بأمره يعملونفاصطفى جل ذكره من المالئكة رسال وسفرة بينه وبين خلقه

(٢٥٠)

وهم الذين قال الله فيهم الله يصطفى من المالئكة رسال ومنالناس فمن كان من أهل الطاعة تولت (تولى) قبض روحه مالئكة

الرحمة ومن كان من أهل المعصية تولى (تولت) قبض روحه مالئكةالنقمة ولملك الموت أعوان من مالئكة الرحمة والنقمة يصددون

عن امره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب إليه وإذاكان فعلهم فعل ملك الموت وفعل ملك الموت فعل الله

ألنه يتوفى األنفس على يد من يشاء ويعطى ويمنع ويثبت ويعاقب على يد من يشاء وان فعل امنائه فعله كما قال ما تشاءون

اال ان يشاء الله١٨٣ / ٨٥ ومن كالمه عليه السالم

االحتجاج للطبرسي ره ص ٤٣ طبع النجف في ذكر طرف مما جرى بعد وفاة رسول اللهصلى الله عليه

وآله روى عن أبي المفضل الشيباني وهو محمد بن عبد الله باسناده الصحيح من رجال ثقةفي طي خبر

طويل في كيفية غصب أهل الجالفة الخالفة أطال الكالم إلى أن قال فقال أمير المؤمنينعليه السالم

يا معشر المهاجرين واألنصار الله الله ال تنسوا عهد نبيكمإليكم في امرى وال تخرجوا سلطان محمد صلى الله عليه وآله

(٢٥١)

من داره وقعر بيته إلى أدوركم وقعر بيوتكم وال تدفعوا أهلهعن حقه ومقامه في الناس فوالله معاشر الجمع ان الله قضى

وحكم ونبيه اعلم وأنتم تعلمون بانا أهل البيت أحق بهذااالمر منكم إما كان القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله

المضطلع بأمر الرعية والله انه لفينا ال فيكم فال تتبعوا الهوىفتزدادوا من الحق بعدا وتفسدوا قديمكم بشر من حديثكم

فقال بشير بن سعد األنصاري الذي وطأ األرض ألبي بكر وقالت جماعة من األنصاريا أبا الحسن لو كان هذا االمر سمعته منك األنصار قبل بيعتها ألبي بكر ما اختلف فيك

اثنانفقال علي عليه السالم يا هؤالء كنت ادع رسول الله مسجى

ال أواريه واخرج أنازع في سلطانه والله ما خفت أحدا يسمو له وينازعنا أهل البيت فيه ويستحل ما استحللتموه وال علمت أن

رسول الله صلى الله عليه وآله ما ترك يوم غدير خم الحد حجةوال لقائل مقاال فانشد الله رجال سمع النبي صلى الله عليه و

آله يوم غدير خم يقول من كنت مواله فعلى مواله اللهم وال(٢٥٢)

من وااله وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله انيشهد بما سمع قال زيد بن أرقم فشهد اثنى عشر رجال بدريا بذلك وكنت ممن سمع

القولمن رسول الله صلى الله عليه وآله فكتمت الشهادة يومئذ فدعا على على فذهب بصرى

الخبر١٨٤ / ٨٦ ومن كالمه عليه السالم

االحتجاج ص ٦٠ رسالة ألمير المؤمنين عليه السالم إلى أبى بكر لما بلغه عنه كالم بعدمنع الزهراء فدك

شقوا متالطمات أمواج الفتن بحيازيم سفن النجاة وحطوا تيجانأهل الفخر بجميع أهل الغدر واستضاؤوا (واستضيئوا) بنور

األنوار واقتسموا مواريث الطاهرات األبرار واحتقبوا ثقلاألوزار بغصبهم نحلة النبي المختار فكأني بكم تترددون في العمى

كما يتردد البعير في الطاحونة إما والله لو اذن لي بما ليس لكم به علملحصدت رءوسكم عن أجسادكم كحب الحصيد بقواضب من حديدولقلعت (ولفلقت) من جماجم شجعانكم ما اقرح به آماقكم وأوحش

به محالكم فانى منذ عرفتموني مردى العساكر ومفنى الجحافل ومبيد خضراءكم ومخمد ضوضائكم وجزار الدوارين إذ أنتم في

(٢٥٣)

بيوتكم معتكفون وانى لصاحبكم باألمس لعمر أبى لن تحبوا أن تكونفينا الخالفة والنبوة وأنتم تذكرون احقاد بدر وثارات أحد إما

والله لو قلت ما سبق من الله فيكم لتداخلت أضالعكم في أجوافكمكتداخل أسنان دوارة الرحى فان نطقت تقولون حسد وان

سكت فيقال ابن أبي طالب جزع من الموت هيهات هيهات اناالساعة يقال لي هذا وانا المميت المائت وخواض المنايا في جوف

ليل حالك حامل السيفين الثقيلين والرمحين الطويلين ومنكسالرايات في غطامط الغمرات ومفرج الكربات عن وجه خير البريات

أيهنوا فوالله البن أبي طالب انس بالموت إلى محالب امه هبلتكمالهوابل لو بحت بما انزل الله سبحانه في كتابه فيكم ال اضطربتم

اضطراب األرشية في الطوى البعيدة ولخرجتم من بيوتكمهاربين وعلى وجوهكم هائمين ولكني أهون وجدى حتى القى

ربى بيد جزاء صفراء من لذاتكم خلوا من طحناتكم فما مثل دنياكم(٢٥٤)

عندي اال كمثل غيم عالء فاستعلى ثم استغلظ فاستوى ثمتمزق فانجلى رويدا فعن قليل ينجلى لكم القسطل وتجنون (فتجدون)

ثمر فعلكم مرا وتحصدون غرس أيديكم ذعافا ممزقا (ممقرا) وسماقاتال وكفى بالله حكيما (حكما) وبرسول الله خصيما وبالقيمة

موقفا فال أبعد الله فيها سواكم وال اتعس فيها غيركم والسالم على من اتبع الهدى

البالغة في غير هذا الفقرات في نهج الله عنه بعض تلك الرضي رضي أقول لقد نقل الموضع

حيث قال في الخطبة الخامس منه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وخاطبه العباسوأبو

سفيان بن حرب في أن يبايعا له بالخالفة قال أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة وعرجوا عن طريق المنافرة وضعوا تيجان المفاخرة أفلح من نهض بجناح أو استسلم فأراح

إلىآخر ما نقل فيه فيمكن ان يقال إن ما نقل هناك ملخص مما نفلنا ههنا عن االحتجاج أو ان

يكونكالما صدر عنه عليه السالم في موضع آخر غير هذا ويحتمل أن تكون كلمة شقوا وأمثالها

في هنابصيغة الماضي ليكون بيان حالهم أم ال أي انهم في زمن الرسول صلى الله عليه وآله ركبوا

سفنالنجاة فخرجوا من بين الفتن فشبه الفتن باألمواج الشتراكهما في اضطراب النفس بهما

وكونهما سببالهالك كما احتمله المجلسي ره في المجلد الثامن من البحار ص ٩٧ والحيازيم جمع

الحيزوم وهو ما استداربالظهر والبطن أو ضلع الفؤاد وما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر والغليظ من األرض

المرتفع ذكرها الفيروزآباديفي القاموس ولعل المراد هنا صدر السفينة فإنه يشق الماء ويحتمل ان يكون تصحيف

المجاذيفجمع المجذاف وهو الذي تحرك به السفينة وينجان أهل الفخر كناية عن اتباع أهل الحق

وترك المفاخرةالداعية إلى ترك اتباع الحق وجمع أهل الغدر مجمعهم أي تركوا المفاخرة الواقعة بجميع

أهل الغدرة و(٢٥٥)

هو ضد المتفرق والحيش والحي المجتمع ذكرها الفيروزآبادي والحاصل انهم كانوا فيحياة

الرسول صلى الله عليه وآله ظاهرا على الحق وتابعين ألهله وآل امرهم بعده إلى أن اقتسموامواريث العترة الطاهرة ويحتمل ان يكون الجميع بصيغة االمر كما أن في بعض النسج

كانت العبارةاستضيؤوا بدل استضاء فيكون أوال امرهم بمتابعة أهل الحق ثم بين حالهم بقوله واقتسموا

على سبيلااللتفات ويحتمل على األول ان يكون الجميع مسوقا للذم فالمعنى انهم دخلوا في غمرات

الفتنة وتشبثوا ظاهرا بما يوهم انه وسائل النجاة وتركوا المفاخرة واستسلموا بان جمعوا أهل الغدرواظهروا للناس النصح وترك األغراض ليتمشى لهم ما دبروا فيكون قوله استضاءوا واقتموا

بمنزلةفقرة واحدة أي تمسكوا في اقتسام مواريث الطاهرات باالستضائة بنور األنوار وبخبر

وضعوه وافتروه على سيد األبرار وكل من الوجوه ال يخلو عن بعد وقال المجلسي ره بعد ذكر

االحتماالت والظاهر أنهالتغليب وقوله احتقبوا من الحقب سقط شئ من الكالم أو زيد فيه ولعل االيراد على

بالتحريك وهوحبل يشتد به الرحل إلى بطن البعير والحقيقة واحدة الحقائب واحتقبه واستحقبه بمعنى أي

احتمله وقيل احتقبالقاضب وقضيب أي فالن االثم أي جمعه واحتقبه من خلفه قوله بقواضب هي جمع

القطاع والجماجمجمع جمجمة وهي عظم الرأس المشتمل على الدماغ قوله آماقكم جمع مؤق ومؤق العين

طرفها وأرداه أيأهلكه وهو من الردى أي الهالك والجحفل الجيش ورجل جحفل عظيم القدر وقوله مبيد

خضرائكم أي مهلكوغلبتهم وجزار الناس أصوات الضوضاء أو خيركم وغضارتكم ومعظمكم سوادكم

الدهور قطاع أي الدوارين واألزمنة الشجعان جمع الشجاع بفتح الشين المعجمة وهم الذين يدورون ويجولون في

المعركة لطلب المبارزةوفى بعض النسخ جرار الدوائر بالمهملتين أي كنت اجر الدولة والغلبة للمسلمين على

الكافرين قوله انى لصاحبكمأي امامكم الذي بايعتموني يوم الغدير والثأر بالهمزة طلب الدم وقوله ما سبق من الله فيكم

أي منالعذاب والنكال في اآلخرة قوله خواض المنيات الخوض الدخول والمنيات جمع المنية

وهي الموت وفىبعض النسخ خواض الغمرات الغمرة الكثير من الناس والماء وغمرات الموت شدائده وليل

حالك المظلم وفىبعض النسخ ليل خامد أي ساكن نام الناس فيه فال تسمع أصواتهم الغطامط بالضم صوت

غليان القدروموج البحر والتغطمط صوت معه بحح قوله ايهنو كلمة يراد بها االستزادة وهي مبنية على

الكسر إذا وصلتنونت لو لم يكن فيه تصحيف فالخبر دال على جواز اتيانه بلفظ التثنية أو الجمع وان لم ير

فيه تجويز االتيان بهماوالمحالب جمع المحلب بالفتح وهو موضع الحلب أو الثدي أور رأسه وهبلته أمة بكسر

الباء أي ثكلته وباحبالشئ يبوح به أي أعلنه واظهره والرشاء بالكسر والمد الحبل وجمعه األرشية والطوى البئر

المطوية(٢٥٦)

قوله هائمين من هام يهيم هيما وهيمانا إذا ذهب من العشق أو غيره قوله بيد جذاء أيمقطوعة أو مكسورة والصفر الخالي كالخلو بكسر الخاء والطحنات يقال هي جمع الطحنة

أي البرالمطحونة وأشباهها فاستعلى أي اشتد علوه والتمرق التفرق كالتمزق وزنا ومعنى رويدا

أي اصبروا قليال وامهلوا والقسطل الغبار الذعاف السم وطعام مذعوف وموت ذعافأي سريع ال أبعد الله فيها أي في القيامة وأتعسه الله أي أهلكه

١٨٥ / ٨٧ ومن كالمه عليه السالماالحتجاج ص ٨٤ قال قال سليم بن قيس سئل رجل علي بن أبي طالب عليه السالم فقال وانا اسمع اخبرنى بأفضل منقبة لك قال ما انزل الله في كتابه قال ما انزل الله في كتابه قال

أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه انا الشاهدمن رسول الله وقوله ويقول الذين كفروا لست مرسال قل كفىبالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب إياي عنى بمن

عنده علم الكتاب فلم يدع شيئا أنزله الله فيه اال ذكره مثل قولهانما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصالة ويؤتون

الزكاة وهم راكعون وقوله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولوااالمر منكم وغير ذلك قال قلت فأخبرني بأفضل منقبة لك من رسول الله صلى الله

عليه وآله فقال نصبه إياي يوم الغدير (غدير خم) فقال لي بالوالية(٢٥٧)

بأمر الله عز وجل وقوله أنت منى بمنزلة هارون من موسى اال انهال نبي بعدي وسافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله

ليس له خادم غيري وكان له لحاف ليس له لحاف غيره ومعه عايشةوكان رسول الله ينان بيني وبين عايشة ليس علينا ثالثة لحاف

غيره فإذا قام إلى صالة الليل يخط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عايشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا فأخذتني الحمى

ليلة فأسهرتني فسهر رسول الله صلى الله عليه وآله لسهريفبات ليلة بيني وبين مصاله يصلى ما قدر له ثم يأتيني يسألني و

ينظر إلى فلم يزل ذلك دابه حتى أصبح فلما صلى بأصحابه الغداة قالاللهم اشف عليا وعافه فإنه أسهرني الليلة مما به ثم قال رسول

الله صلى الله عليه وآله بمسمع من أصحابه ابشر يا علي قلت بشركالله بخير يا رسول الله وجعلني فداك قال انى لم اسئل الله الليلة

شيئا اال أعطانيه ولم أسئله لنفسي شيئا اال سئلت لك مثله(٢٥٨)

وانى دعوت الله عز وجل ان يواخى بيني وبينك ففعل وسألتهان يجعلك ولى كل مؤمن ومؤمنة ففعل وسألته ان يجمع عليك

أمتي بعدي فابى على فقال رجالن أحدهما لصاحبه أرأيت ما سئل فوالله الصاعمن تمر خير مما سئل ولو كان سئل ربه ان ينزل عليه ملكا يعينه على عدوه أو ينزل عليه

كنز ينفقه وأصحابه فان بهم حاجة كان خيرا مما سئل وما دعا عليا قط إلى خير االاستجاب له

١٨٦ / ٨٨ ومن كالمه عليه السالمبحار األنوار المجل الثامن ص ٢٣٦ في باب كفر الثالثة ونفاقهم قال كتاب سليم بن قيس

عن ابانعن سليم قال سمعت علي بن أبي طالب عليه السالم يقول قبل وقعة صفين ان هؤالء

القوم لن ينيبوا إلى الحق وال إلى كلمة سواء بيننا وبينهم حتى يرامونابالعساكر تتبعها العساكر حتى يردفونا بالكتائب تتبعها الكتائب

وحتى يجر ببالدهم الخميس تتبعها الخميس وحتى ترعى الخيول بنواحيأرضهم وتنزل عن (على) مسالحهم وحتى يشن الغارات

عليهم من كل فج وحتى يلقاهم قوم صدق صير ال يزيدهم هالكمن هلك من قتالهم وموتاهم في سبيل الله اال جدا في طاعة الله

والله لقد رايتنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نقتل آباءنا و(٢٥٩)

أبناءنا وأخوالنا وأعمامنا وأهل بيوتنا ثم ال يزيدنا ذلك االايمانا وتسليما وجدا في طاعة الله واستقالال بمبارزة االقران

وإن كان الرجل منا والرجل من عدونا ليتصاوالن تصاول الفحلينيتخالسان أنفسهما أيهما يسقى صاحبه كأس الموت فمرة لنا من عدونا

ومرة لعدونا منا فلما رأى الله منا صدقا وصبرا انزل الكتاب بحسنالثناء علينا والرضا عنا وانزل علينا النصر ولست أقول إن كل منكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك ولقد كانت معنا

بطانة ال يألونا خباال قال الله عز وجل قد بدت البغضاء من أفواههموما تخفى صدورهم أكبر ولقد كان منهم بعض من تفضله أنت و

أصحابك يا ابن قيس فارين فما رمى بسهم وال ضرب بسيف وال طعنبرمج إذا كان الموت والنزال توارى واعتل والذ كما تلوذ النعجة

العوراء ال يدفع يد المس وإذا القى العدو فرو ومنح العدو ودبره جبنا ولوما وإذا كان عند الرخاء والغنيمة تكلم كما قال الله

(٢٦٠)

سلقوكم بالسنة حداد أشحة على الخير فال يزال قد استأذنرسول الله صلى الله عليه وآله في ضرب عنق الرجل الذي ليس

يريد رسول الله صلى الله عليه وآله قتله فابى عليه ولقد نظررسول الله صلى الله عليه وآله يوما وعليه السالح تأم فضحك رسول

الله صلى الله عليه وآله ثم قال يكنيه أبا فالن اليوم يومك فقالاألشعث ما أعلمني من تعنى ان ذلك يفر منه الشيطان قال يا ابن قيسال آمن الله روعة الشيطان إذا قال ثم قال ولو كنا حين كنا مع رسول

الله صلى الله عليه وآله وقضينا الشدائد واألذى والباس فعلناكما تفعلون اليوم لما قام لله دين وال أعز الله االسالم وأيم الله لتحلبنها

دما وندما وحيرة فاحفظوا ما أقول لكم واذكروه فليسلطن عليكمشراركم واألدعياء منكم والطلقاء والطرداء والمنافقون فليقتلنكم

ثم لتدعن الله فال يستجيب لكم وال يدفع البالء عنكم حتى تتوبوا وترجعوافان تتوبوا وترجعوا فاستنقذكم الله من فتنتهم وضاللتهم كما

(٢٦١)

استنقذكم من شرككم وجهالتكم ان العجب كل العجب من جهالهذه األمة وضاللها وقادتها وساقتها إلى النار انهم قد سمعوا

رسول الله صلى الله عليه وآله يقول عودا وبدءا ما ولت أمة رجالقط امرها وفيهم اعلم منه اال لم يزل امرهم يذهب سفاال حتى يرجعواإلى ما تركوا فولوا امرهم قبلي ثالثة رهط ما منهم رجل جمع القرآن

وال بدعى ان له علما بكتاب الله وال سنة نبيه صلى الله عليه وآلهوقد علموا انى اعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه وأفقههم واقراهم

بكتاب الله وأقضاهم بحكم الله وانه ليس رجل من الثالثة له سابقة معرسول الله صلى الله عليه وآله وال عنأ معه في جميع مشاهده فرمى بسهم

وال طعن برمح وال ضرب بسيف جبنا ولوما ورغبة في البقاء وقد علموا انرسول الله صلى الله عليه وآله قد قائل بنفسه فقتل أبي بن خلف و

قتل مسجع بن عوف وكان من أشجع الناس وأشدهم لقاء وأحقهم بذلكوقد علموا يقينا انه لم يكن فيهم أحد يقوم مقامي وال يبادر األبطال

(٢٦٢)

ويفتح الحصون غيري وال نزلت برسول الله شديدة قط وال كربهأمر والضيق وال مستضعف من االمر اال قال أين اخى على أين سيفيأين رمحي أين المفرج عنى عن وجهي فيقدمني فأتقدم فأقيه بنفسي

ويكشف الله بيدي الكرب عن وجهه ولله عز وجل ولرسولهصلى الله عليه وآله بذلك المن والطول حيث خصني بذلك و

وفقني له وان بعض من قد سميت ما كان له بالء وال سابقة والمبارزة قرن وال فتح وال نصر غير مرة واحدة ثم فر ومنح عدوهدبره ورجع يجبن أصحابه ويجبنونه وقد فر مرارا فإذا كان عندالرخاء والغنيمة تكلم وامر ونهى ولقد ناداه ابن عبد ود باسمه

يوم الخندق فحاذر عنه والذ بأصحابه حتى تبسم رسول الله صلى اللهعليه وآله لما رأى به الرعب وقال أين جيبي على تقدم يا جيبي يا علي

ولقد قال ألصحابه األربعة أصحاب الكتاب الرأي والله انندفع محمدا صلى الله عليه وآله برمته ونسلم من ذلك حين جاء

(٢٦٣)

العدو من فوقنا ومن تحتنا كما قال الله تعالى وزلزلوا زلزاال شديداوظنوا بالله الظنون وقال المنافقون والذين في قلوبهم مرضما وعدنا الله ورسوله اال غرورا فقال صاحبه ال ولكن نتخذ

صنما عظيما نعبده ألنا ال نأمن ان يظفر ابن أبي كبشة فيكونهالكنا ولكن يكون هذا الصنم لنا زخرا فان ظفرت قريش أظهرناعبادة هذا الصنم واعلمنا هم انا لن نفارق ديننا وان رجعت دولة

ابن أبي كبشة كنا مقيمين على عبادة هذا الصنم سرا فنزل جبرئيلعليه السالم فأخبر النبي صلى الله عليه وآله بذلك ثم خبرني

به رسول الله صلى الله عليه وآله بعد قتلى ابن عبد ود فدعهمافقال كم صنما عبدتما في الجاهلية فقاال يا محمد ال تعيرنا بما مضى

في الجاهلية فقال فكم صنم تعبدان وقتكما هذا فقاال والذيبعثك بالحق نبيا ما نعبد اال الله منذ أظهرنا لك من دينك ما

أظهرنا فقال يا علي خذ هذا السيف فانطلق إلى موضع كذا وكذا(٢٦٤)

فاستخرج الصنم الذي يعبدانه فان حال بينك وبينه أحدفاضرب عنقه فانكبا على رسول الله صلى الله عليه وآله فقاال

استرنا سترك الله فقلت انا لهما أضمنا لله ولرسوله اال تعبدا اال اللهوال تشركا به شيئا فعاهدا رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا

وانطلقت حتى استخرجت الصنم من موضعه وكسرت وجهه ويديهوجزمت رجليه ثم انصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله

فوالله لقد عرفت ذلك في وجههما حتى ما تأثم انطلق هو وأصحابهحين قبض رسول الله صلى الله عليه وآله فخاصموا األنصار بحقيفان كانوا صدقوا واحتجوا بحق انهم أولي من األنصار النهم من

قريش ورسول الله صلى الله عليه وآله من قريش فمن كان أولي برسولالله صلى الله عليه وآله كان أولي باالمر وانما ظلموني حقي وان

كانوا احتجوا بباطل فقد ظلموا األنصار حقهم والله يحكم بيننا وبينمن ظلمنا وحمل الناس على رقابنا والعجب لما قد أشربت قلوب هذه

(٢٦٥)

األمة من حبهم وحب من صدقهم وصدهم عن سبيل ربهموردهم عن دينهم والله لو أن هذه األمة قامت على أرجلها

على التراب والرماد واضعة على رؤوسها وتضرعت ودعت إلىيوم القيمة على من أضلهم وصدهم عن سبيل الله ودعاهم

إلى النار وعرضهم بسخط ربهم وأوجب عليهم عذابه بما أجرمواإليهم لكانوا مقصرين في ذلك وذلك أن المحب الصادق و

العالم بالله ورسوله يتخوفان ان غيرا شياء من بدعهم وستهمواحداثهم عادية العامة ومتى فعل شاقوه وخالفوه وتبرأوامنه وخذلوه وتفرقوا عن حقه وان اخذ ببدعهم واقربهاوزينها ودان بها أحبته وشرفته وفضلته والله لو ناديت

في عسكرى هذا بالحق الذي انزل الله على نبيه وأظهرته ودعوت إليه وشرحته وفسرته على ما سمعت من نبي الله عليهوآله السالم فيه ما بقى فيه اال أقله وأذله وأرزله والستوحشوا

(٢٦٦)

منه ولتفرقوا منى لوال ما عاهد رسول الله صلى الله عليه وآلهإلى وسمعته منه وتقدم إلى فيه لفعلت ولكن رسول الله صلى الله

عليه وآله قد قال كلما اضطر إليه العبد فقد أحله الله له واباحهإياه وسمعته يقول إن التقية من دين الله وال دين لمن ال تقية له

ثم اقبل علي عليه السالم فقال ادفعهم بالراح دفعا عنى ثلثا ومن حي وثلث منى فان عوضىربى فاعذرنى

أقولقال المجلسي ره أقول روى ابن ميثم بعض الخطبة وفيه حتى يرموا بالمناسر تتبعها العساكروحتى يرجموا بالكتائب تقفوها الجالئب وحتى يجر ببالدهم الخميس يتلوه الخميس وحتى

تدعق الخيول في نواحي أرضهم باحناء مشاربهم ومسارحهم وبعد قوله في طاعة اللهوحرصا على لقاء الله وروى في النهج أيضا بأدنى اختالف قوله إلى كلمة سواء أي عادلة

أو مشتركةبيننا وبينهم والمنسر خيل من المأة إلى المأتين ويقال هو الجيش ما يمر بشئ اال اقتلعه

والجالئب اإلبل التيتجلب إلى الرجل النازل على الماء ليس له ما يحمل عليه فيحملونه عليها وال يبعدان يكون

بالنون والخميس الجيشوقال الجوهري دعق الطريق فهو مدعوق أي كثر عليه الوطي ودعقته الدواب اثرت فيه

واالحناء الجوانبوالمسارح مواضع سرح الدواب والمسالح الثغور والمراقب قوله عليه السالم لقد رأيتنا في

النهج لقد كنا مع رسول اللهصلى الله عليه وآله نقتل آباءنا وأبناءنا وأخواتنا وأعمامنا ما يزيدنا ذلك اال ايمانا وتسليما

ومضيا علىاللقم وصبرا على مضض األلم وجدا في جهاد العدو ولقد كان الرجل منا واالخر من عدونا

يتصاوالنتصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقى صاحبه كأس المنون فمرة لنا من عدونا

ومرة لعدونا منا فلمارأى الله صدقنا انزل بعدونا الكبت وانزل علينا النصر حتى استقر االسالم ملقيا جرانه

ومتبوءا أوطانهولعمرى لو كنا نأتى ما أتيتم ما قام للدين عمود وال أخضر لاليمان عود وأيم الله لتحلبنها

دما ولتتبعنهاندما والشن الصب والتفريق وشن الغارات تفريقها عليهم من كل ناحية واللقم منهج الطريق

والمضضحرقة األلم والتصاول ان يحمل كل من القرنين على صاحبه والتخالس التسالب أي ينتهز

كل منهما فرضه صاحبه(٢٦٧)

والمتون الموت والكبت االذالل والظرف والجران مقدم عنق البعير من منخره إلى منحرهكناية عن استقراره في

قلوب عباد الله كالبعير الذي اخذ مكانه واستقر فيه ويقال تبوء وطنه أي سكن فيه شبه عليهالسالم االسالم

بالرجل الخائف المتزلزل الذي استقر في وطنه بعد خوفه قوله لتحتلبنها الضمير مبهم يرجعإلى أفعالهم شبهها

بالناقة التي أصيب ضرعها بآفة من تفريط صاحبها فيها ولعل المقصود عدم انتفاعهم بتلكاالفعال عاجال

وآجال والبطانة الوليجة وهو الذي يعرفه الرجل اسراره ثقة به ال يألونا خباال أي ال يقصرونلنا في الفساد

واالكوا لتقصير قد بدت البغضاء من أفواههم أي في كالمهم النهم ال يملكون أنفسهملفرط بغضهم

وما تخفى صدورهم أكبر مما بدا الن بدوه ليس عن روية واختيار قوله سلقوكم أيضربوكم وآذوكم

بالسنة حداد ذربة يطلبون الغنيمة والسلق البسط بقهر بالبيدا وباللسان وقوله يكنيه أي ناداهبالكنية

فقال يا أبا حفص فقال األشعث انا اعرف انك تعنى عمرو هو الذي قال فيه النبي صلى اللهعليه وآله ان

الله روعة الشيطان يفر منه فقال عليه السالم استهزء وتكذيبا للخبر الموضوع ما امن الشيطان إذا كان

يفر من مثل عمر ويقال كربه الغم أي اشتد عليه والجذم القطع قوله لقد عرفت ذلك أي اثرالبغض

والعداوة لذلك االمر انتهى ما قاله المجلسي ره١٨٧ / ٨٩ ومن خطبه عليه السالم

الثامن من بحار األنوار ص ٤١٣ عن أمالي الشيخ عن المفيد عن الكاتب عن الزعفراني عنالثقفي عن

عبيد الله بن إسحاق الضبي عن حمزة بن نصر عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي قال لمارجعت رسل أمير

المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالم من عند طلحة والزبير وعايشة يؤذنونه بالحرب قامفحمد الله

وأثنى عليه وصلى على محمد صلى الله عليه وآله ثم قالأيها الناس انى قد راقبت هؤالء القوم كيما يرعووا ويرجعوا وقدوبختهم بنكثهم وعرفتهم بغيهم فليسوا يستجيبون اال وقد بعثواإلى أن أبرز للطعان واصبر للجالد فإنما منتك نفسك من أبناء

األباطيل هبلتهم الهبول قد كنت وما أهدد بالحرب وال أرهب بالضرب(٢٦٨)

وانا على ما وعدني ربى من النصر والتأييد والظفر وانى لعلىيقين من ربى وفى غير شبهة من امرى أيها الناس ان الموت

ال يفوته المقيم وال يعجزه الهارب ليس عن الموت محيض من لم يمتيقتل ان أفضل الموت القتل والذي نفس ابن أبي طالب بيده

أللف ضربة بالسيف الهون على من موت على فراش يا عجبالطلحة ألب على ابن عفان حتى إذا قتل أعطاني صفقة يمينه طائعا

ثم نكث بيعتي وطفق ينعى ابن عفان ظالما وجاء يطلبني يزعم بدمهوالله ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثالث الن كان ابن عفان

ظالما كما كان يزعم حين حصره والب عليه انه لينبغي ان يوازر قاتليهوان ينابذ ناصريه وإن كان في تلك الحال مظلوما انه لينبغي ان

يكون معه وإن كان في شك من الخصلتين لقد كان ينبغي ان يعتز لهويلزمه بيته ويدع الناس جانبا فما فعل من هذه الخصال واحدةوها هو ذا قد أعطاني صفقة يمينه غير مرة ثم نكث بيعته اللهم

(٢٦٩)

فخذه وال تمهله اال وان الزبير قطع رحمي وقرابتي ونكث بيعتيونصب لي الحرب وهو يعلم أنه ظالم لي اللهم فاكفنيه بم شئت

أقول لقد نقل الرضي رضي الله عنه وارضاه بعض هذه الخطبة في النهج باختالف في بعضفقراتها ورواها ابن أبي الحديد في شرح النهج عن أبي مخنف عن مسافر بن عفيف بن أبي

األخنس أيضابزيادة ونقصان اإلرعواء الندم على شئ وتركه قوله ونجتهم أي هددتهم من قولهم ونجه

توبيخاإذ أالمه وهدده على عدم الفعل والجالد هو الضرب بالسيف في القتال هبلتهم الهبول

الهبول الثكلىوالهبل الثكل وهو فقد الولد ألب الرجل في المكان إذا أقام إليه

١٨٨ / ٩٠ ومن خطبه عليه السالمشرح النهج لكمال الدين علي بن ميثم البحراني الجزء األول طبع منشورات مؤسسة النصر

ص ٣٣٣ قال إنهعليه السالم خطبها حين بلغه ان طلحة والزبير خلعا بيعته وهي الخطبة قال عليه السالم بعد

حمد الله والسناء عليه والصالة على رسول الله صلى الله عليه وآلهأيها الناس ان الله افترض الجهاد فعظمه وجعله نصرته و

ناصره والله ما صلحت دنيا وال دين اال به وقد جمع الشيطان حزبهواستجلب خيله ومن اطاعه ليعود له دينه وسنته وخدعه و

قد رأيت أمورا قد تمحضت والله ما أنكروا على منكرا وال جعلوابيني وبينهم نصفا وانهم ليبطلون حقا تركوه ودما سفكوه

فان كنت شريكهم فيه فان لهم لنصيبهم منه وان كانواولوه دوني فما الطلبة اال قبلهم وان أول عدلهم لعلى أنفسهم

(٢٧٠)

وال اعتذر مما فعلته وال أتبرأ مما صنعت وان معي لبصيرتيما لبست وال لبس على وانها للفئة الباغية فيها الحم والحمة

طالت جلبتها وانكفت جونتها ليعودن الباطل في نصابه يا خيبةالداعي من دعا لو قيل ما أنكر في ذلك وما امامه وفيمن سنته

(فيما سننه) والله اذن لزاح الباطل عن نصابه وانقطع لسانهوما أظن الطريق له فيه واضح حيث نهج والله ما تاب من قتلوه قبل

موته وال تنصل من (عن) خطيئته وما اعتذر إليهم فعذروهوال دعا فنصروه وأيم الله ألفرطن لهم حوضا انا ماتحه ال يصدرونعنه برى وال يعبون خسوة ابدا وانها لطيبة نفسي بحجة الله عليهم

وعلمه فيهم وانى داعيهم فمعذر إليهم فان تابوا وقبلوا وأجابواوأنابوا فالتوبة مبذولة والحق مقبول ليس على كفيل وان أبوا أعطيتهمحد السيف وكفى به شافيا من باطل وناصرا لمؤمن ومع كل صحيفة

شاهدها وكاتبها والله ان الزبير وطلحة وعايشة ليعلمون انى(٢٧١)

على الحق وهم مبطلونأقول قد نقل بعض فصول هذه الخطبة السيد رضي الله عنه وارضاه في النهج وفيه زيادة

ونقصانونقل بعض فصوله االخر فيما بعده وعلة التكرار اختالف العبارات مع الزيادة والنقصان

ونقلابن ميثم تمام الخطبة كما نقلنا هنا من شرحه قوله عليه السالم استجلب أي استجمع

والجلب الجماعة منالناس وغيرهم تجمع وتؤلف تمحضت أي تحرك والنصف بكسر النون وسكون الصاد

النصفةوهي االسم من االنصاف اللبس وااللتباس االشتباه والحم بفتح الحاء وتشديد الميم بقية

االليةالتي أذيبت واخذ دهنها والحمة السواد وهما استعارتان ألرزال الناس وعوامهم والجبلةاألصوات وجونتها بالضم سوادها وانكفت واستكفت أي استدارت وزاح وانزاح تنحى

والنصاب األصل وتنصل من الذنب تبرء منه والعب الشرب من غير مص والحسوة بضمالحاء

قدر ما يحسى مرة والجالد المضاربة بالسيف والهبول الثكول١٨٩ / ٩١ ومن خطبه عليه السالم

شرح النهج البن ميثم ص ٢٩٧ ج ١ طبع المنشورات وقد نقل بعض فصولها السيد فيالنهج وأورد تمامها

ابن ميثم في شرحه عليه وهي هذه ونقلها المفيد في االرشاد وابن أبي الحديد في شرحالنهج مغايرا في

ألفاظها وانى نقلت ما في االرشاد في الجزء األول وما في هذا مزيدا للفائدة وتتميما للعائدةقال

قال عليه السالم الحمد لله أحق محمود بالحمد وأواله بالمجد الهاواحدا صمدا أقام أركان العرش فأشرق بضوئه شعاع الشمس

خلق فاتقن وأقام فذلت له وطأة المستكمن واشهد ان ال إله إال اللهوحده ال شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله

بالنور الساطع والضياء المنير أكرم خلق الله حسبا وأشرفهم نسبالم يتعلق عليه مسلم وال معاهد بمظلمة بل كان يظلم إما بعد

(٢٧٢)

فان أول من بغى على األرض عناق ابنة آدم كان مجلسها مناألرض جريبا وكان لها عشرون إصبعا وكان لها ظفران كالمنجلينفسلط الله عليها أسدا كالفيل وذئبا كالبعير ونسرا كالحمار وكان

ذلك في الخلق األول فقتلها وقد قتل الله الجبابرة على أحسنأحوالهم وان الله أهلك فرعون وهامان وقتل قارون

بذنوبهم وان بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيكم والذيبعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتعز غربلة حتى يعود أسفلكم

أعالكم وأعالكم أسفلكم وليسبقن سابقون كانوا قصروا وليقصرنسابقون كانوا سبقوا والله ما كتمت وشمة وال كذبت كذبة ولقد

نبئت بهذا اليوم وهذا المقام اال وان الخطايا خيل شمس حمل عليهاأهلها وخلعت لجمها فقحمت بهم في النار فهم فيها كالحون اال وانالتقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها فسارت بهم تأودا حتى إذا جاءوا

ظال ظليال فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سالم عليكم طبتم فادخلوها(٢٧٣)

خالدين اال وقد سبقني إلى هذا االمر من لم أشركه فيه ومن ليست له منه توبة اال بنبي مبعوث وال نبي بعد محمد

صلى الله عليه وآله اشفى منه على شفا جرف هار فانهار بهفي نار جهنم أيها الناس كتاب الله وسنة نبيه ال يرعى مرعاال على نفسه شغل من الجنة والنار امامه ساع نجا وطالب

يرجو ومقصر في النار ولكل أهل ولئن أمر الباطل فقديماولئن قل الحق لربما ولعل ولقلما أدبر شئ فاقبل ولئن

رد امركم عليكم انكم السعداء وما علينا اال الجهد قد كانتأمور مضت ملتم فيها ميلة كنتم عندي فيها محمودي الرأي ولو

أشاء ان أقول لقلت عفا الله عما سلف سبق الرجالن وقام الثالث كالغراب همه بطنه ويله لو قص جناحاه وقطع

رأسه كان خيرا له شغل من الجنة والنار امامه ساع مجتهدوطالب يرجو ومقصر في النار ثالثة واثنان خمسة ليس فيهم

(٢٧٤)

سادس ملك طار بجناحيه ونبى اخذ الله بضبعيه هلك منادعى وخاب من افترى اليمين والشمال مضلة ووسط الطريق

المنهج عليه باقي الكتاب وآثار النبوة اال وان الله قد جعل أدبهذه األمة بالسوط والسيف ليس عند امام فيهما هوادة فاستزوا

ببيوتكم واصلحوا ذات بينكم والتوبة من وراءكم من أبدى صفحتهللحق هلك اال وان كل قطيعة اقطعها عثمان أو مال اخذه من

بيت مال المسلمين فهو مردود عليهم في بيت مالهم ولو وجدتهقد تزوج به النساء وفرق في البلدان فإنه ان لم يسعه الحقفالباطل أضيق عليه أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

أقولالوطأة بالسكون مزلة القدم وموضع الزلل والخطر البغى الزنا والضالل وأول بغى بغى في

األرض هيعناق بنت آدم وهي أول قتيل قتلها الله المنجل ما يحصد به الزرع الجريب قدره من

األرض بستين ذراعفي ستين ذراع والذراع بست قبضات فالقبضة بأربع أصابع والبلبلة االختالط والغربلة نخل

الدقيقوغيره والقتل أيضا وساط القدر إذا قلب ما فيها من طعام بالمحراك واداره والوشمة بالشين

المعجمة الكلمةوبغير المعجمة العالمة واألثر والشمس جمع شمس وكذا الشموس وهي الدابة تمنع ظهرها

والتاود السبر الثقيلبالثباب والذلول الساكنة والكلوح تكسر في عبوس وامر الباطل بكسر الميم كثر وفالن

يرعى على نفسه إذا كانبتفقد أحوالها الضبع كفرح العضد الهوادة بفتح الهاء السكون والمحاباة ومنه التهويد وهو

النوم أيضا(٢٧٥)

١٩٠ / ٩٢ ومن خطبه عليه السالمشرح النهج البن أبي الحديد ج ٥ ص ٢٠٣ قال روى زرارة بن أعين عن أبيه عن أبي

جعفر محمد بن عليعليهما السالم قال كان علي عليه السالم إذا صلى الفجر لم يزل معقبا إلى أن تطلع الشمس

فإذا طلعتاجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلمهم الفقه والقرءان كان له وقت يقوم

فيهمن مجلسه ذلك فقام يوما فمر برجل فرماه بكلمة هجر وقال لم يسمه محمد بن علي

عليهما السالمفرجع عوده على بدئه حتى صعد المنبر وامر فنودي الصالة جامعة فحمد الله وأثنى عليه

وصلى علىنبيه صلى الله عليه وآله ثم قال أيها الناس انه ليس شئ أحب إلى الله

وال أعم نفعا من حلم امام وفقه وال شئ أبغض إلى اللهوال أعم ضررا من جهل امام وخرقه اال وانه من لم يكن له

من نفسه واعظ لم يكن له من الله حافظ اال وانه من انصفمن نفسه لم يزده الله اال عزا اال وان الذل في طاعة اللهأقرب إلى الله من التعزز في معصيته ثم قال أين المتكلم

آنفا فلم يستطع االنكار وقال ها أنا ذا يا أمير المؤمنين فقال انى لو شاء لقلتفقال إن تعفو وتصفح فأنت أهل ذلك قال قد عفوت وصفحت فقيل لمحمد بن علي

عليهما السالم ما أراد أن يقول قال عليه السالم أراد ان ينسبه١٩١ / ٩٣ ومن خطبه عليه السالم

شرح النهج له أيضا ص ٣١٧ قال خطب علي عليه السالم لما توافق الجمعان - فقال عليهالسالم

(٢٧٦)

ال تقاتلوا القوم حتى يبدأوكم فإنكم بحمد الله على حجة وكفكمعنهم حتى يبدأوكم حجة أخرى وإذا قاتلتموهم فال تجهزوا

على جريح وإذا هزمتموهم فال تتبعوا مدبرا وال تكشفوا عورة وال تمثلوا بقتيل وإذا وصلتم إلى رحال القوم فال تهتكوا سترا وال تدخلوا دارا وال تأخذوا من أموالهم شيئا وال تهيجوا امرأةبأذى وان شتمن اعراضكم وسببن أمرائكم وصلحائكم فإنهنضعاف القوم واألنفس والعقول كنا نؤمر عنهن بالكف عنهنوأنهن لمشركات وإن كان الرجل ليتناول المرأة بالهراوة و

الجريدة فيعير بها وعقبه من بعده١٩٢ / ٩٤ ومن خطبه عليه السالم

جد ما قيله له عليه السالم يا أمير المؤمنين انظر في امرك وعاتب قومك هذا الحي منقريش

فإنهم قد نقضوا عهدك واخلفوا وعدك وقد دعونا في السر إلى رفضك هداك الله لرشدكوذاك النهم كرهوا األسوة وفقدوا األثرة ولما آسيت بينهم وبين األعاجم أنكروا واستشارواعدوك وعظموه وأظهروا الطلب بدم عثمان فرقه للجماعة وتالفا ألهل الضاللة فرأيك فخرج

علي عليهالسالم فدخل المسجد وصعد المنبر مرتديا بطاق مؤتزرا ببرد قطري متقلدا سيفا متوكيا

علىقوس (نقلها ابن أبي الحديد في شرح النهج ص ٣٦١ قال فقال إما بعد فانا نحمد الله

(٢٧٧)

الله ربنا وإلهنا وولينا وولى النعم علينا الذي أصبحت نعمهعلينا ظاهرة وباطنة وامتنانا منه بغير حول منا وال قوة ليبلونا

أنشكر أم نكفر فمن شكر زاده ومن كفر عذبه فأفضل الناسعند الله منزلة وأقربهم من الله وسيلة أطوعم المره و

أعملهم بطاعته واتبعهم لسنة رسوله صلى الله عليه وآلهوأحياهم لكتابه ليس ألحد عندنا فضل اال بطاعة الله و

طاعة الرسول هذا كتاب الله بين أظهرنا وعهد رسول اللهوسيرته فينا ال يجهل ذلك اال جاهل عاند عن الحق منكر قالالله تعالى يا أيها الناس انا خلقنا كم من ذكر وأنثى وجعلناكم

شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ثمصاح بأعلى صوته أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فان توليتمفان الله ال يحب الكافرين ثم قال يا معشر المهاجرين و

األنصار أتمنون على الله ورسوله اسالمكم بل الله يمن عليكم(٢٧٨)

ان هداكم لاليمان ان كنتم صادقين ثم قال انا أبو الحسن وكانيقولها إذا غضب ثم قال اال ان هذه الدنيا التي أصبحتم تتمنونهاوترغبون فيها وأصبحت تغضبكم وترضيكم ليست بداركم وال

منزلكم الذي خلقتم له فال تغرنكم فقد حذرتموها واستتموانعم الله عليكم بالصبر ألنفسكم على طاعة الله والذل لحكمه

جل ثناءه قاما هذا الفيئ فليس ألحد على أحد فيه اثرة وقدفرغ الله من قسمته فهو مال الله وأنتم عباد الله المسلمون و

هذا كتاب الله به اقررنا وله أسلمنا وعهد نبينا بين أظهرنافمن لم يرض به فليتول كيف شاء فان العامل بطاعة الله والحاكم

بحكم الله ال وحشة عليه ثم نزل عن المنبر فصلى ركعتين ثم بعث بعمار بن ياسرفاتياهما المسجد ناحية في والزبير وهما إلى طلحة القرشي بن حنبل الرحمن وعبد

فقاما ودعواهما حتى جلسا إليه عليه السالم فقال لهما نشدتكما الله هل جئتماني طائعين

للبيعة ودعوتماني إليها وانا كاره لها قاال نعم فقال غير مجبرينوال مقسورين فأسلمتما لي بيعتكما وأعطيتماني عهدكما قاال نعم قال

(٢٧٩)

فما دعاكما بعد إلى ما ارى قاال أعطيناك بيعتنا على أن ال تقتضى األمور والتقطعها دوننا وان تستشيرنا في كل أمر وال تستبد بذلك علينا ولنا من الفضل على غيرنا

على ماقد علمت فأنت تقسم القسم وتقطع االمر وتمضى الحكم بغير مشاورتنا وال علمنا فقال

لقدنقمتما يسيرا وأرجأتما كثيرا فاستغفر الله بغفر كما اال تخبر أنني

دفعتكما عن حق وجب لكما فظلمتكما إياه قاال معاذ الله قال فهلاستأثرت من هذا المال لنفسي بشئ قاال معاذ الله قال أفوقع حكم

أو حق الحد من المسلمين فجهلته أو ضعفت عنه قاال معاذ اللهقال فما الذي كرهتما من امرى حتى رأيتما خالفي (قاال خالفك عمر بن

الخطاب في القسم انك جعلت حقنا في القسم كحق غيرنا وسويت بيننا وبين من ال يماثلنافيما أفاء

الله تعالى بأسيافنا ورماحنا وأوجفنا عليه بخيلنا وظهرت عليه دعوتنا واخذناه قسرا قهراممن ال يرى االسالم اال كرها فقال إما ما ذكرتموه من االستشارة بكما فوالله

ما كانت لي في الوالية رغبة ولكنه دعوتموني إليها وجعلتمونيعليها فخفت ان أردتكم فتختلف األمة فلما أفضت إلى نظرت في

كتاب الله وسنة رسوله فأمضيت ما دالني عليه وابتعته ولم احتج إلى رأيكما فيه وال رأى غيركما ولو وقع حكم ليس في كتاب

(٢٨٠)

الله بيانه وال في السنة برهانه واحتيج إلى المشاورة فيه لشاورتكمافيه واما القسم واألسوة فان ذلك أمر لم احكم فيه بادي

بدء قد وجدت انا وأنتما رسول الله صلى الله عليه وآله يحكمبذلك وكتاب الله ناطق به وهو الكتاب الذي ال يأتيه الباطل

من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد واما قولكماجعلت فيئنا وما أفاءته سيوفنا ورماحنا سواء بيننا وبين غيرنا

فقديما سبق إلى االسالم قوم ونصروه بسيوفهم ورماحهمفال يفضلهم رسول الله صلى الله عليه وآله في القسم وال آثرهمبالسبق والله سبحانه موف السابق والمجاهد يوم القيمة أعمالهموليس لكما والله عندي وال لغير كما اال هذا اخذ الله بقلوبنا و

قلوبكم إلى الحق والهمنا وإياكم الصبر١٩٣ / ٩٥ ومن كالمه عليه السالم

حين اتاه أبو عبيدة بن الجراح بالرسالة عن أبي بكر بعد استقرار خالفته فاجابه عليه السالمبقوله

عليه السالم نقله ابن أبي الحديد في الجزء العاشر من شرحه على النهج ص ٥٦٩ قال قالعليه السالم

(٢٨١)

يا أبا عبيدة هذا كله في أنفس القوم يضطبنونه ويضطغنون عليهفقلت ال جواب عندي انما جئتك قاضيا حق الدين وراتقا فتق االسالم وساداثلمة األمة يعلم الله ذلك من جلجالل قلبي وفرارة نفسي فقال عليه السالم ما

كان قعودي في كسر هذا البيت قصد الخالف وال انكار المعروفوال زراية على مسلم بل لما وقذني به رسول الله صلى الله عليه

وآله من فراقه وأودعني من الحزن لفقده فانى لم اشهد بعدهمشهدا اال جدد على حزنا وذكرني شجنا وان الشوق إلى اللحاقبه كاف عن الطمع في غيره وقد عكفت على عهد الله انظر فيه

واجمع ما تفرق منه رجاء ثواب معد لمن أخلص لله عملهوسلم لعلمه ومشية امره على انى اعلم أن التطاهر على واقع و

لي عن الحق الذي سيق إلى دافع وإذا قد اقعم الوادي لي وحشد النادي على فال مرحبا بما ساء أحدا من المسلمين وفى

النفس كالم لوال سابق قول وال سالف عهد لشفيت غيظي(٢٨٢)

بخنصري وبنصري وخضت لجته بأخمصي ومفرقي ولكني ملجمإلى أن القى الله تعالى عنده احتسب ما نزل بي وانا غار إن شاء الله

إلى جماعتكم ومبايع لصاحبكم وصابر على ما ساءني وسركم ليقضى الله أمرا كان مفعوال وكان

الله كل شئ شهيداأقول قوله عليه السالم زراية يقال زرى عليه زريا وزراية بالكسر إذا عابه واستهزأ به وقوله

وقذني به يقال وقذه يقذه وقذا إذا ضربه حتى استرخى شجنا الشجن محركة الهم والحزنوقوله عكفت

أي أقمت قوله اقعم بضم الهمزة وكسر العين أي اصابه داء واقعمت الشمس إذا ارتفعتقوله حشد أي جمع

خنصر بكسر الخاء وتفتح الصاد اإلصبع الصغرى من األصابع بنصر بكسر الباء والصادوتفتح الصاد اإلصبع

التي بين الوسطى والخنصر أخمص القدم باطنها المفرق وسط الرأس قوله غار من الغراءوهو ما يلصق به

قوله يضطبنونه أي يضيقون عليه يضطغنون أي ينطوون على األحقاد١٩٤ / ٩٦ ومن كالمه عليه السالم

شرح النهج أيضا ج ١٠ ص ٥٧٠ قال التفت علي عليه السالم إلى عمر فقال يا أبا حفصوالله

ما قعدت عن صاحبك جزعا ما صار إليه وال أتيته خائفا منهوال أقول ما أقول بعلة وانى ألعرف مسمى طرفي ومخطى قدمي و

منزع قوسي وموقع سهمي ولكني تخلفت اعذارا إلى الله والىمن يعلم االمر الذي جعله لي رسول الله صلى الله عليه وآله و

(٢٨٣)

أتيت فبايعت حفظا للدين وخوفا من انتثار (انتشار) أمر الله١٩٥ / ٩٧ ومن كالمه عليه السالم

قال ابن أبي الحديد في الجزء األول من شرحه على النهج ص ٤٣ لما خرج الزبير وطلحةمن المدينة

إلى مكة لم يلقيا أحدا اال وقاال له ليس لعلى في أعناقنا بيعة وانما بايعناه مكرهين فبلغعليا عليه السالم قولهما فقال عليه السالم ابعدهما الله واعزب

دارهما واما والله لقد علمت انهما سيقتالن أنفسهماأخبث مقتل ويأتيان من وردا عليه بأشأم يوم والله

ما العمرة يريدان وقد اتياني بوجهي فاجرين ورجعا بوجهيغادرين ناكثين والله يلقيانني بعد اليوم اال في كتيبة

خشناء يقتالن فيها نفسهما فبعدا لهما وسحقا١٩٦ / ٩٨ ومن خطبه عليه السالم

قال ابن الحديد فيه أيضا ج ١ ص ٤٣ وذكر أبو مخنف في كتاب الجمل ان عليا عليهالسالم

خطب لما سار الزبير وطلحة من مكة ومعهما عايشة يريدون البصرة فقال أيهاالناس ان عايشة صارت إلى البصرة ومعها طلحة والزبير

وكل منهما يرى االمر له دون صاحبه إما طلحة فابنعمها واما الزبير فختنها والله لو ظفروا بما أرادوا ولن

(٢٨٤)

ينالوا ذلك ابدا ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعد تنازعمنهما شديد والله ان راكبة الجمل األحمر ما تقطع عقبة و

ال تحل عقدة اال في معصية الله وسخطه حتى تورد نفسها ومن معها موارد لهلكة أي والله ليقتلن ثالثهم وليهربن

ثالثهم وليتوبن ثالثهم وانما التي تنبحها كالب الحوأب وانهما ليعلمان انهما مخطئان ورب عالم قتله جهله ومعه علمهوال ينفعه حسبنا الله ونعم الوكيل فقد قامت الفتنة وفيها الفئة

الباغية أين المحتسبون أين المؤمنون مالي ولقريش إما واللهلقد قتلتهم كافرين وألقتلنهم مفتونين وما لنا إلى عايشة

من ذنب اال انا أدخلنا ها في حيزنا والله ال بقرن الباطل حتىيظهر الحق من خاصرته فقل لقريش فلتضج ضجيجها ثم نزل عليه السالم

١٩٧ / ٩٩ ومن خطبه عليه السالمرواها ابن أبي الحديد في شرح النهج ص ٥٥ ج ١ قال رواها أبو الحسن علي بن محمد

المدائني عنعبد الله بن جنادة قال قدمت من الحجاز أريد العراق في أول امارة علي عليه السالم فمر

رب بمكة(٢٨٥)

فاعتمرت ثم قدمت المدينة فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إدا نودي الصالةجامعة فاجتمع الناس وخرج علي عليه السالم متقلدا سيفه فشخصت االبصار نحوه فحمد

الله وصلى على رسوله صلى الله عليه وآله ثم قال إما بعد فإنه لما قبض الله نبيه

صلى الله عليه وآله قلنا نحن أهله وورثته وعترته وأوليائهدون الناس ال ينازعنا سلطانه أحد وال يطمع في حقنا طامعإذا تبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا فصارت االمرة لغيرناوصرنا سوقه يطمع فينا الضعيف ويتعزز علينا الذليل فبكت

األعين منا لذلك وخشنت الصدور وجزعت النفوس وأيم اللهلوال مخافة الفرقة بين المسلمين وان يعود الكفر ويبور الدين

لكنا على غير ما كنا لهم عليه فولى االمر والة لم يألوا الناس خيراثم استخرجتموني أيها الناس من بيتي فبايعتموني على شأن منىالمركم وفراسة تصدقني ما في قلوب كثير منكم وبايعني هذان

الرجالن في أول من بايع يعلمون ذلك وقد نكثا وغدراونهضا إلى البصرة بعايشة ليفرقا جماعتكم ويلقيا بأسكم

(٢٨٦)

بينكم اللهم فخذهما بما عمال اخذة واحدة رابية وال تنعشلهما صرعة وال تقلهما عثرة وال تمهلهما فواقا فإنهما يطلبانحقا تركاه ودما سفكاه اللهم إني أقتضيك وعدك فإنك قلت

وقولك الحق لمن بغى عليه لينصرنه الله اللهم فأنجز لي موعديوال تكلني إلى نفسي انك على كل شئ قدير

أقوله قوله يبور من البوار وهو الهالك ويبور أي يبطل من بار عمله إذ أبطل قوله لم يألو أيلم يستطيعوا

قوله رابية أي زائدة في الشدة على االخذات كما زادت قبائحهم في القبح قوله وال تنعشأي ال تقوية

وال تقمه١٩٨ / ١٠٠ ومن كالمه عليه السالم

الوافي ج ٢ ص ١٥١ في باب سيرتهم في أنفسهم إذا ظهر امرهم عن الكافي عن علي بنصالح بن أبي

حماد والعدة عن أحمد وغيرهما بأسانيد مختلفه في احتجاج أمير المؤمنين عليه السالمعلى عاصم بن

زياد حين لبس العباء وترك المأل وشكاه اخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين عليه السالمانه قد غم أهله

واحزن ولده بذلك فقال أمير المؤمنين عليه السالم على بعاصم بن زياد فجيئ به فلما رآهعبس في وجهه

فقال له إما استحييت من أهلك إما رحمة ولدك أترى الله لكأحل الطيبات وهو يكره اخذك منها أنت أهون على الله من ذلك أوليس

الله يقول واألرض وضعها لألنام فيها فاكهة والنخل فات األكمامأوليس الله يقول مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ ال يبغيان إلى قوله

(٢٨٧)

يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان فبالله البتذال نعم الله بالفعالأحب إليه من ابتذاله لها بالمقال وقد قال الله عز وجل واما

اقتصرت في مطعمك على ما فعلى المؤمنين أمير يا فقال عاصم بنعمة ربك فحدث الجشوبة

وفى ملبسك على الخشونة فقال ويحك ان الله عز وجل فرض على أئمةالعدل ان يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيال يتبيغ بالفقير

فقره فالقى عاصم بن زياد العباء ولبس المالء قوله المالء ثوب لين رقيق واالكمام جمعالكم بكسر الكاف وهو وعاء الطلع مرج البحرين أي خالهما ال يلتبس أحدهما باآلخر

والبرزخ الحاجزبين الشيئين ابتذال النعمة بالفعال أي يصرفها فيما ينبغي متوسعا من غير ضيق وبالمقال ان

يدعىالغناء ويظهر بلسانه االستغناء بها والتحديث بها يتعلق بكال االمرين ان يقدروا أنفسهم

يقيسوهاوالتبيغ الهيجان والغلبة

١٩٩ / ١٠١ ومن خطبه عليه السالمالوافي ج ٢ ص ١٦٨ عن الفقيه عن سعد بن طريف عن األصبغ بن نباته قال قال أمير

المؤمنينعليه السالم في بعض خطبه أيها الناس اسمعوا قولي والله فان الفراق

قريب انا امام البرية ووصى خير الخليفة وزوج سيدة نساءالعالمين وأبو العترة الطاهرة واألئمة الهادية وأخو رسول الله

صلى الله عليه وآله ووصيه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه(٢٨٨)

وحبيبه وخليله وانا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين سيدالوصيين حربي حرب الله وسلمى سلم الله وطاعتي طاعة الله

وواليتي والية الله وشيعتي أولياء الله وأنصاري أنصارالله والله الذي خلقني ولم أك شيئا لقد علم المستحفظون من

أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان الناكثين والقاسطينوالمارقين ملعونون على لسان النبي األمي وقد خاب من افترى

أقول نكث العهد نقضه وقسط يقسط قسطا بالفتح جار وعدل عن الحق ومرق السهممروقا خرج

٢٠٠ / ١٠٢ ومن كالمه عليه السالمبشارة المصطفى لشيعة المرتضى المطبوع في النجف ص ١٠٤ قال اخبرنى الشيخ المفيد

أبو علي الحسن بنمحمد بن الحسن الطوسي رحمه الله بقرائتي عليه في مشهد موالنا أمير المؤمنين علي بن

أبي طالب عليهالسالم في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمأة قال أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي

رضي الله عنهقال أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال أخبرنا أبو القاسم جعفر بن

محمد قالحدثني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن

يعقوب بن شعيبعن صالح بن ميثم التمار رحمه الله قال وجدت في كتاب ميثم رحمه الله يقول تمسينا ليلة

عند أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالم فقال لنا ليس من عبد امتحن الله قلبه

لاليمان اال أصبح يجد مودتنا على قلبه وال أصبح عبد ممن سخطالله عليه اال يجد بغضنا على قلبه أصبحنا نفرح بحب المحب لنا

(٢٨٩)

ونعرف بغض المبغض لنا وأصبح محبنا مغتبطا برحمة من اللهينتظرها كل يوم وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرفهار فكان ذلك الشفا قد انها ربه في نار جهنم وكان أبواب

الرحمة قد فتحت ألهل الرحمة فهنيئا ألصحاب الرحمة رحمتهموتعسا ألهل النار مثواهم ان عبدا لم يقصر في حبنا لخيريجعله الله في قلبه ولن يحبنا من يحب مبغضنا ان ذلك

لم يجتمع في قلب واحد وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفهيحب بهذا قوما ويحب باآلخر عدوهم والذي يحبنا فهو

يخلص بحبنا كما يخلص الذهب الذي الغش فيه نحن النجباء وافراطنا افراط األنبياء وانا وصى األوصياء وانا حزب اللهورسوله والفئة الباغية حزب الشيطان فمن أحب ان يعلمحاله في حبنا فليمتحن قلبه فان وجد فيه حب من ألب

علينا فليعلم ان الله تعالى عدوه وجبريل وميكائيل والله عدو للكافرين(٢٩٠)

٢٠١ / ١٠٣ ومن كالمه عليه السالمبشارة المصطفى ص ٤ قال أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا

البصريبقرائتي عليه في مشهد موالنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالم في المحرم سنة

ستعشرة وخمسمأة قال حدثنا الشيخ أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة في ربيع األول سنة

ثالثوستين وأربعمأة بالبصرة في مسجد النخاسين على صاحبه السالم قال حدثنا الشيخ أبو

الحسن محمد بنالحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه قال حدثنا حمويه أبو عبد الله بن علي بن حمويه قال

أخبرنا محمد بنعبد الله بن المطلب الشيباني قال حدثنا محمد بن علي بن مهدي الكندي قال حدثنا

محمد بن علي بنعمر بن ظريف الحجري قال حدثني أبي عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن

األصبغ بن نباتهقال دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالم في نفر من

الشيعة وكنت فيهم فجعل الحارث يتلوذ في مشيه ويخبط األرض بمحجنه وكان مريضا فدخل

فاقبل عليهأمير المؤمنين عليه السالم وكانت له منزلة منه فقال كيف تجدك يا حارث فقال نال منى

الدهر يا أميرالمؤمنين وزادني غليال اختصام أصحابك ببابك قال وفيم خصومتهم قال في شانك والثالثة

من قبلك فمن مفرط غال ومقتصد وال ومن مترود مرتاب ال يدرى أيقدم أم يحجم قالعليه السالم

فحسبك يا أخا همدان اال ان خير شيعتي النمط األوسط إليهم يرجع الغالي وبهم يلحقالتالي فقال

له الحارث لو كشفت فداك أبي وأمي الريب عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة فيامرنا قال

فذاك فإنه أمر ملبوس عليه ان دين الله ال يعرف بالرجال بلباية الحق فاعرف الحق تعرف أهله يا حار ان الحق أحسن الحديث

والصادع به مجاهد وبالحق أخبرك فاعزني سمعك ثم خبر بهمن كان له حصافة من أصحابك اال انى عبد الله وأخو رسول

الله صلى الله عليه وآله وصديقه األكبر صدقته وآدم

(٢٩١)

بين الروح والجسد ثم انى صديقه األول في امتكم لحقافنحن األولون ونحن اآلخرون اال وانى خاصته يا حارثوصنوه ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره أوتيت فهمالكتاب وفصل الخطاب وعلم القرآن واستودعت الف

مفتاح يفتح كل مفتاح الف باب يفضى كل باب إلى الف الفعهد وأيدت أو قال وأمددت بليلة القدر نفال وان

ذلك ليجرى لي والمتحفظين من ذريتي كما يجرى الليل والنهارحتى يرث الله األرض ومن عليها أنشدك يا حارث لتعرفني

ووليي وعدوى في مواطن شتى لتعرفني عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند المقاسمة قال الحارث

ما المقاسمة يا موالي قال عليه السالم مقاسمة النارأقاسمها قسمة صحاحا أقول هذا وليي وهذا عدوى ثم

اخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال يا حارث أخذت بيدك(٢٩٢)

كما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال لي واشتكيتإليه صلى الله عليه وآله حسدة قريش والمنافقين انه إذا كان

يوم القيمة أخذت بحبل الله أو بحجزته يعنى عصمة من ذي العرشواخذت أنت يا علي بحجزتي واخذت ذريتك بحجزتك واخذت

شيعتكم بحجزتهم فماذا يصنع الله عز وجل بنبيه وماذا يصنعنبيه بوصية خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة أنت مع من

أجبت ولك ما اكتسبت قالها ثالثا فقال الحارث وقام يجر ردائه جذالال أبالي وربى بعد هذا أمتي لقيت الموت أو لقيني قال جميل بن صالح فانشد أبو هاشم

السيد بنمحمد في كلمة له

٢٠٢ / ١٠٤ ومن خطبة له عليه السالمبشارة المصطفى ص ١٢٥ قال أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن

الطوسي رحمه اللهبقرائتي عليه في شعبان سنة إحدى عشر وخمسمأة بمشهد موالنا أمير المؤمنين عليه السالم

علي بن أبيطالب قال أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله قال أخبرنا

الشيخ أبوعبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد

الكاتب قال أخبرنا الحسن بن عليالزعفراني قال حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال حدثني عمار بن أبي شيبة عن عمر بن

ميمون عنجعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السالم قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

عليه السالم علىمنبر الكوفة يا أيها الناس انه كان لي من رسول الله صلى الله عليه

وآله عشر هن أحب إلى سما طلعت عليه الشمس قال قال لي رسول(٢٩٣)

الله صلى الله عليه وآله أنت اخى في الدنيا واآلخرة وأنت أقربالخالئق إلى يوم القيمة في الموقف بين يدي الجبار ومنزلك فيالجنة مواجه منزلي كما تتواجه منازل االخوان في الله عز وجلوأنت الوصي من بعدي في عداتي وامري وأنت الحافظ لي فيأهلي عند غيبتي وأنت االمام المتى والقائم بالقسط في رعيتي

وأنت وليي وولى (مؤخر) وليي (مقدم) الله وعدوك عدوى وعدوى عدو الله٢٠٣ / ١٠٥ ومن خطبه عليه السالم

بشارة المصطفى ص ١٧٢ قال أخبرنا الشيخ العفيف أبو البقاء إبراهيم بن الحسن البصريرحمه الله

قرأته عليه في صفر سنة عشر وخمسمأة بمشهد موالنا أمير المؤمنين عليه السالم قالحدثني

الشيخ أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة قال حدثني أبو الحسين محمد بن أحمد بنمحمد بن مخلد

المداري قال حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن المطلب الشيباني فيشعبان سنة

ست وثمانين وثالثمأة ببغداد في نهر الدجاج في دار الصيداوي المنشد قال حدثنا أحمدبن

محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان األحمري عن أبان بن تغلب عن عكرمة مولى عبدالله بن عباس

عن عبد الله بن عباس قال عقم النساء ان يأتين بمثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسالم

ما كشفت النساء ذيولهن بمثله ال والله ما رأيت فارسا محدثا يوزن به لرايته يوما ونحنمعه

بصفين وعلى رأسه عمامة سوداء وكان عينيه سراجا سليط تتواقدان من تحتهما يقف علىشر ذمة يخطبهم حتى انتهى إلى نفر انا فيهم وطلعت خيل لمعاوية لعنه الله تدعى بالكتيبة

الشهباءعشرة آالف دارع على عشرة آالف اشهب فاقشعر الناس لها لما رواها وانحاز بعضهم إلى

بعض فقالأمير المؤمنين عليه السالم فيما النخع والخنع يا أهل العراق هل هي اال

(٢٩٤)

اشخاص مائلة فيها قلوب طائرة لو مستها سيوف أهل الحقلرأيتموها كجراد بقيعة سفته الريح في يوم عاصف اال فاستشعروا

الخشية وتجلببوا السكينة وادرعوا الصبر وغضوا األصواتوقلقوا األسياف في األغماد قبل السلة وانظروا الخزر

واطعنوا الشزر وكافحوا بالضبا وصلوا السيوف بالخطى والنبالبالرماح وعاودوا الكر واستحيوا من الفر فإنه عار في األعقاب

ونار يوم الحساب فطيبوا أنفسكم نفسا وامشوا إلى الموت مشيةسجحا فإنكم بعين الله عز وجل ومع اخى رسول الله صلى الله

عليه وآله وعليكم بهذا السرادق األدلم والرواق المظلم واضربوا بثجه فان الشيطان راقد في كسره نافش حضينه مفترش

ذراعيه قد قدم للوثبة يدا واخر للنكوس رجال فصمدا صمداحتى ينجلى لكم عمود الحق وأنتم األعلون والله معكم ولن يتركم

أعمالكم ها انا شاد فشدوا بسم الله حم ال ينصرون(٢٩٥)

أقول السليط هو الزيت عند عامة العرب وعند أهل اليمن هو دهن السمسم قوله تتواقدانأي تضيئان اقشعر إذا اخذ قشعريرة وانحاز أي وانضم النخع الذلة والخنع الخضوع والذلة

أيضاالقيعة بكسر القاف المستوى من األرض سفة الريح أي ذرته أو حملته يوم عاصف وهو

فاعل بمعنىمفعول أي يوم وقعت فيه الشدة القلق التوشح أي قلدوا باألسياف سل السيف اخراجه من

الغمدوانظروا الخزر أي بلحظ العين والشزر بسكون الزاء الطعن على غير استقامة بل يمينا

وشماال وفائدتهتوسعة المجال للطاعن وكافحوهم في الحرب أي استقبلوهم الضبا الظفر وصلوا السيوف

أي اتبعوهاسجحا أي سهال السرادق كلما أحاط بشئ من حائط أو مضرب أو خباء وقيل هو ما

يحيط بالخيمة واألدلم شديد السواد الثج الروضة فيها حياض ومساكات للماء نفش من باب قتل إذا هيجه

نافش حضينه من الحضانة أي يهيج من ألصقه بصدره النكوص االحجام عن الشئ الصمدالقصد والضرب والنصب

٢٠٤ / ١٠٦ ومن خطبه عليه السالمبشارة المصطفى ص ١٩٠ وباالسناد قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال

حدثني أبيقال حدثني سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق عن الحسين بن علوان عن عمر بن

ثابت عن أبيه عن سعد بن طريف عن األصبغ بن نباته قال قال علي بن أبي طالب عليهالسالم

ذات يوم على منبر الكوفة انا سيد الوصيين ووصى سيد المرسلينوانا امام المتقين ومولى المؤمنين وقائد المتقين وزوج سيدة

نساء العالمين انا المتختم باليمين والمعفر للجبين انا الذي هاجرتالهجرتين وبايعت البيعتين انا صاحب بدر وحنين وانا الضارب

بالسيفين والحامل على فرسين وانا وارث علم األولين واآلخرينانا حجة الله عز وجل على العالمين بعد األنبياء والمرسلين

(٢٩٦)

ومحمد بن عبد الله خاتم النبيين أهل مواالتي مرحومون وأهل عداوتي ملعونون ولقد كان رسول الله صلى الله عليه

وآله يقول كثيرا مالي يا علي حبك تقوى وبغضك كفر ونفاقوانا بيت الحكمة وأنت مفتاحه وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك

٢٠٥ / ١٠٧ ومن خطبه عليه السالمالوافي ج ٣ ص ١٠٥ في باب من تكره مصاحبته ومشاورته عن الكافي العدة عن البرقي

عن عمرو بنعثمان عن محمد بن سالم الكندي عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السالم قال كان أمير

المؤمنينعليه السالم إذا صعد المنبر قال ينبغي للمسلم ان يجتنب مواخاة ثالثة

الماجن الفاجر واألحمق والكذاب فاما الماجن الفاجر فيزينلك فعله ويحب انك مثله وال يعينك على أمر دينك ومعادك

ومقاربته جفاء وقسوة ومدخله ومخرجه عار عليك وامااألحمق فإنه ال يشير عليك بخير وال يرجى لصرف السوء عنك

ولو اجهد نفسه وربما أراد ان ينفعك فضرك فموته خير من حياتهوسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه واما الكذاب فإنهال يهنئك معه عيش ينقل حديثك وينقل إليك الحديث كلما

(٢٩٧)

افنى أحدوثة مطها بأخرى مثلها حتى أنه يحدث بالصدقفما يصدق ويعرف بين الناس بالعداوة فينبت السخايم في

الصدور فاتقوا الله عز وجل وانظروا ألنفسكمالماجن من ال يبالي قوال وال فعال لصالبة وجهه من المجون بمعنى الصالبة والغلظة ال

يهنأكبتخفيف النون أي ال يصير لك هنيئا والمط المد والقوة والسخايم الضغاين

٢٠٦ / ١٠٨ ومن خطبه عليه السالموهي التي اوردها الرضي رضي الله عنه وارضاه في نهج البالغة باختالف كثيرة في ألفاظها

وعباراتها وبين ما اوردها هناك وما رواه في الكافي وهي التي انا ناقلها االن اختالفبين فلذا نقلتها عن الوافي ج ٣ ص ٣٤ لالنتفاع بعباراتها المتغايرة مع ما في النهج تذكرة

لمن أراد االنتفاع بها وهي هذه الوافي عن الكافي في باب صفات المؤمن وعالماته عنمحمد عن

محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن داهر عن الحسن بن يحيى عن قثم أبى قتادة الحرانيعن عبد الله بن

يونس عن أبي عبد الله عليه السالم قال قام رجل يقال له همام وكان عابدا ناسكا مجتهداإلى أمير المؤمنين عليه السالم وهو يخطب فقال يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن

كأنناننظر إليه فقال عليه السالم يا همام المؤمن هو الكيس الفطن بشره

في وجهه وحزنه في قلبه أوسع شئ صدرا وأذل شئ نفسازاجر عن كل فان حاض على كل حسن ال حقود وال حسود وال

وثاب وال سباب وال عياب وال مغتاب يكره الرفعة ويشنأالسمعة طويل الغم بعيد الهم كثير الصمت وقور ذكور صبور

(٢٩٨)

شكور مغموم بفكره مسرور بفقره سهل الخليفة لين العريكةرصين الوفاء قليل األذى ال متأفك وال متهتك ان ضحك

لم يخرق وان غضب لم يترق ضحكه تبسم واستفهامه تعلمومراجعته تفهم كثير علمه عظيم حلمه كثير الرحمة ال يبخل

وال يعجل وال يضجر وال يبطر وال يحيف في حكمه وال يجوز فيعلمه نفسه أصلب من الصلد ومكادحته أحلى من الشهد ال

جشع وال هلع وال عنف وال صلف وال متعمق وال متكلف جميلالمنازعة كريم المراجعة عدل ان غضب رفيق ان طلب ال

يتهور وال يتهتك وال يتجبر خالص الود وثيق العهد وفى العقدشفيق وصول حليم حمول قليل الفضول راض عن الله تعالى

مخالف لهواه ال يغلظ على من يؤذيه وال يخوض فيما ال يعنيهناصر للدين محامى عن المؤمنين كهف المسلمين ال يخرق الثناء

سمعه وال ينكى الطمع قلبه وال يصرف اللعب حكمه وال يطلع(٢٩٩)

الجاهل علمه قوال عمال عالم حازم ال بفحاش وال بطياشوصول في غير عنف بذول في غير سرف وال بختار وال بغداروال يقتفى اثرا وال يحيف بشرا رفيق بالخلق ساع في األرض

عون للضعيف غوث للملهوف ال يهتك سترا وال يكشف سراكثير البلوى قليل الشكوى ان رأى خيرا ذكره وان عاين شرا

ستره يستر العيب ويحفظ الغيب ويقيل العثرة ويغفر الزلةال يطلع على نصح فيذره وال يدع جنح حيف فيصلحه امين رصين

تقى نقى زكى رضي يقبل العذر ويجمل الذكر ويحسنبالناس الظن ويتهم على الغيب نفسه يحب في الله يفقه

وعلم ويقطع في الله بحزم وعزم ال يخرق به فرح وال يطيشبه مرح مذكر للعالم معلم للجاهل وال يتوقع به (له) بائقةوال يخاف له غائلة كل سعى أخلص عنده من سعيه وكلنفس أصلح عنده من نفسه عالم بعيبه شاغل بغمه ال يثق

(٣٠٠)

بغير ربه قريب وحيد حزين يحب في الله ويجاهد في الله ليتبعرضاه وال ينتقم لنفسه بنفسه وال يوالي في سخط ربه مجالس ألهل

الفقر مصادق ألهل الصدق موازر ألهل الحق عون للغريبأب لليتيم بعل لألرملة حفى باهل المسكنة مرجو لكل كريهة

مأمول لكل شدة هشاش بشاش ال بعباس وال بجساسصليب كظام بسام دقيق النظر عظيم الحذر ال يبخل وان بخلعليه صبر عقل فاستحيى وقنع فاستغنى حياءه يعلو شهوته وود

يعلو حسده وعفوه يعلو حقده ال ينطق بغير صواب وال يلبس االاالقتصاد مشيه التواضع خاضع لربه بطاعته راض عنه في

كل حاالته نيته خالصة أعماله ليس فيها غش وال خديعة نظرهعبرة وسكوته فكرة وكالمه حكمة مناصحا متباذال متواخيا

ناصح في السر والعالنية ال يهجر أخاه وال يغتابه وال يمكر بهوال يأسف على ما فاته وال يحزن على ما اصابه وال يرجو ماال

(٣٠١)

يجوز له الرجاء وال يفشل في الشدة وال يبطر في الرخاء يمزجالعلم بالحلم والعقل بالصبر تراه بعيدا كسله دائما نشاطه قريبا

امله قليال زلله متوقعا ألجله خاشعا قلبه ذكرا ربه قانعةنفسه منفيا جهله سهال امره حزينا لذنبه ميتة شهوته

كظوما غيظه صافيا خلقه آمنا منه جاره ضعيفا كبره قانعابالذي قدر له متينا صبره محكما امره كثيرا ذكره يخالط الناسليعلم ويصمت ليسلم ويسئل ليفهم ويتجز ليغنم ال ينصت للخيرليفخر به وال يتكلم ليتجبر به على من سواه نفسه منه في غناء و

الناس منه في راحة أتعب نفسه الخرته فأراح الناس من نفسهان بغى عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له بعده ممن تباعد

منه بغض ونزاهة ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ليستباعده تكبرا وال عظمة وال دنوه خديعة وال خالبة بل يقتدىبمن كان قبله من أهل الخير فهو امام لمن بعده من أهل البر

(٣٠٢)

قال فصاح همام صيحة ثم وقع مغشيا عليه فقال أمير المؤمنين عليه السالم إما واللهلقد كنت أخافها عليه وقال هكذا تصنع الموعظة البالغة

بأهلها فقال له قائل يا أمير المؤمنين فما بالك فقال إن لكل اجال لن يعدوهوسببا ال يجاوزه فمهال ال تعد فإنما نفث على لسانك شيطان

أقول همام هذا هو همام بن شريح بن يزيد بن مرة وكان من شيعة علي عليه السالم وأوليائهالبشر بالكسر الطالقة والحصن الحث والترغيب والوثبة الطيش والشنائة البغض والسمعة

الصيتوالعريكة الطبيعة النت عريكة إذا انكسرت نخوته الرصين كامين بالمهملتين المحكم

الثابت اإلفكالكذب الخرق الحمق الترق الطيش الضجر المالل البطر افراط الفرح الحيف الظلم الصلد

الصلباألملص الكدح الكد والسعي وحالوة مكادحته لحالوة ثمرتها ويقينه في نيلها فان التعب

في سبيلالمحبوب راحة الجشع محركة أشد الحرص وأسوءه وان تأخذ نصيبك وتطمع في نصيب

غيرك الهلعالجزع الصلف ان تدعى ما ليس فيك من الكمال الرفق المداراة التهور ايقاع النفس فيما ال

تطيقونفى الخرق والنكاية كناية عن عدم التأثر بهما والنكاية الجرح والحكم الحكمة والختر

الغدر والخديعةأو أقبح الغدر ونفى اقتفاء األثر كناية عن عدم التجسس لعيوب الناس الجنح الجانب الحزم

التيقظ المرحشدة الفرح يعنى ال يحمله الفرح على الحماقة وال شدته على العدول عن الحق والميل إلى

الباطل يقال للشالسهم عن الهدف أي عدل البايقة الشر الغائلة الشدة الموازرة المعاونة مرجو لكل كريمة

أي خصلةكريمة وفى بعض النسخ كريهة بالهاء وهو أوفق لقوله مأمول لكل شدة والمراد رفعهما

والهشاشة االرتياحوالخفة والبشاشة طالقة الوجه ورجل هشاش بشاش أو هش بش أي طلق الوجه طيبة

االقتصادفي الملبس ان ال تلبس ما يلحقك بدرجة المترفين وال ما يلحقك باهل الخسة والدنائة

ويحتمل ان يكونالمراد جعله االقتصاد لباسا لنفسه أي يقتصد في كل أموره والتواضع في المشي العدل بين

رزيلتي المهانةوالكبر بغض ونزاهة أي بغض له في الله أو بغض لما في أيدي الناس من متاع الدنيا ونزاهة

عنهوالخالبة الخديعة باللسان وهذه الخطبة من جليل خطبه وبليغ وصفه فعلت بهمام ما فعلت

(٣٠٣)

٢٠٧ / ١٠٩ ومن خطبه عليه السالمقال العالمة المجلسي أعلى الله في الخلد مقامه في الجزء الثامن عشر من بحار األنوار ص

٨٧٣ في باب أدعيةعيد األضحى حاكيا عن المتهجد أنه قال روى أبو مخنف عن جندب بن عبد الله األزدي

عن أبيه ان علياعليه السالم كان يخطب يوم الفطر فيقول

الحمد لله الذي خلق السماوات واألرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ال أشرك بالله شيئا و

ال اتخذ من دونه وليا والحمد لله الذي له ما في السماوات ومافي األرض وله الحمد في اآلخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يلج في األرض

وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيمالغفور كذلك الله ربنا جل ثناءه ال أمد له وال غاية له وال

نهاية وال اله اال هو إليه المصير والحمد لله الذي يمسك السماءان تقع على األرض اال باذنه ان الله بالناس لرءوف رحيم اللهمارحمنا برحمتك واعممنا بعافيتك وامددنا بعصمتك وال تخلنامن رحمتك انك أنت الغفور الرحيم والحمد لله ال مقنوطا منرحمته وال مخلوا من نعمته وال مؤيسا من روحه وال مستنكفا

(٣٠٤)

عن عبادته الذي بكلمته قامت السماوات السبع وثبتت الجبالالرواسي وجرت الرياح اللواقح وسارت في جو السماء السحاب

وقامت على حدودها البحار فتبارك الله رب العالمين الهقاهر قادر ذل له المتعززون وتضائل له المتكبرون ودان

طوعا وكرها له العالمون نحمده بما حمد به نفسه وكما هو أهلهونستعينه ونستغفره ونشهد ان ال إله إال الله وحده ال شريك

له يعلم ما تخفى النفوس وما تجن البحار وما توارى االسراب وماتغيض األرحام وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار ال توارى منه

ظلمة وال تغيب عنه غائبة وما تسقط من ورقة اال يعلمها والحبة في ظلمات األرض وال رطب وال يابس اال في كتاب مبين و

يعلم ما يعمل العاملون والى أي منقلب ينقلبون ونستهدىالله بالهدى ونعوذ به من الضالل والردئ ونشهد ان محمدا

عبده ونبيه ورسوله إلى الناس كافة وأمينه على وحيه وانه(٣٠٥)

بلغ رسالة ربه وجاهد في الله المدبرين عنه وعبدهحتى اتاه اليقين صلى الله عليه وآله أوصيكم عباد الله

بتقوى الله الذي ال تبرح منه نعمة وال تفقد له رحمة وال تستغنى عنه العباد وال تجزى انعمه األعمال الذي رغبفي اآلخرة وزهد في الدنيا وحذر المعاصي وتعزز بالبقاءوتفرد بالعز والبهاء وجعل الموت غاية المخلوقين وسبيل

الماضين وهو معقود بنواصي الخلق كلهم حتم في رقابهم اليعجزه لحوق الهارب وال يفوته ناء وال آئب يهدم كل لذة

ويزيل كل بهجة وصحة ويقشع كل نعمة عباد الله ان الدنيادار رضي الله ألهلها الفناء وقدر عليهم بها الجالء فكل ما

فيها نافد وكل من يسلكها بائد وهي مع ذلك حلوة خضرة رائقةنضرة قد زينت للطالب والطت بقلب الراغب يطيبها الطامع

ويجتويها الوجل الخائف فارتحلوا رحمكم الله منها بأحسن ما(٣٠٦)

بحضرتكم من الزاد وال تطلبوا منها سوى البلغة وكونوا فيهاكسفر نزلوا منزال فتمتعوا منه بأدنى ظل ثم ارتحلوا لشأنهم و

ال تمدوا أعينكم فيها إلى ما متع به المترفون وأضروا فيها بأنفسكمفان ذلك أخف للحساب وأقرب من النجاة اال وان الدنيا قد

تنكرت وأدبرت وآذنت بوداع اال وان اآلخرة قد أقبلتوأشرفت ونادت باطالع وان المضمار اليوم وغدا السباق

اال وان السبقة الجنة والغاية أفال تائب من خطيئة قبلهجوم منية أوال عامل لنفسه قبل يوم فقره وبؤسه جعلنا

الله وإياكم ممن يخافه ويرجو ثوابه اال وان هذا اليوم يومجعله الله عيدا وجعلكم له أهال فاذكروا الله يذكركم وكبروه

وعظموه وسبحوه ومجدوه وادعوه يستجب لكم واستغفروه يغفرلكم وتضرعوا وابتهلوا وتوبوا وأنيبوا وأدوا فطرتكم فإنها

سنة نبيكم وفريضة واجبة من ربكم فليخرجها كل امرء منكم(٣٠٧)

عن نفسه وعن عياله كلهم ذكرهم وأنثاهم صغيرهموكبيرهم وحرهم ومملوكهم يخرج عن كل واحد منهم

صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو نصف صاع من بر منطيب كسبه طيبة بذلك نفسه عباد الله وتعاونوا على

البر والتقوى وتراحموا وتعاطفوا وأدوا فرائض الله عليكمفيما امركم به من إقامة الصالة المكتوبات وأداء الزكاة و

صيام شهر رمضان وحج البيت الحرام واالمر بالمعروف والنهى عن المنكر واالحسان إلى نسائكم وما ملكت ايمانكم واتقوا الله فيما نهيكم عنه وأطيعوه في اجتناب قذف المحصناتواتيان الفواحش وشرب الخمر ونجس المكيال ونقص الميزانوشهادة الزور والفرار من الزحف عصمنا الله وإياكم بالتقوى

وجعل اآلخرة خيرا لنا ولكم من هذه الدنيا ان أحسن الحديثوأبلغ الموعظة كالم الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(٣٠٨)

بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولميولد ولم يكن له كفوا أحد ثم جلس وقام وقال الحمد لله نحمده

ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليهونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدىالله فهو المهتدى ومن يضل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد

ان ال إله إال الله وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أقول قال المجلسي ره وذكر باقي الخطبة في يوم الجمعة انتهى وانا الحق الباقي

الذي ذكرههناك والحقه بها ههنا كيال يحتاج الناظر إلى الرجوع إلى محل ذكره وهو هذا قال عليه

السالمبعد اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلوات الله عليه وآله وسالمه و

مغفرته ورضوانه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيكوصفيك صالة تامة نامية زاكية ترفع بها درجته وتبين بها

فضيلته وصل على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيموآل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم عذب كفرة أهل الكتاب و

المشركين الذين يصدون عن سبيلك ويجحدون آياتك ويكذبون(٣٠٩)

رسلك اللهم خالف بين كلمتهم وألق الرعب في قلوبهم وانزلعليهم رجزك ونقمتك وبأسك الذي ال ترده عن القوم المجرمين

اللهم انصر جيوش المسلمين وسراياهم ومرابطيهم حيث كانوافي مشارق األرض ومغاربها انك على كل شئ قدير اللهم اغفر

للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ولمن هو الحق بهم واجعل التقوى زادهم والجنة مأبهم وااليمان والحكمة في

قلوبهم واوزعهم ان يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم وانيوفوا بعهدك الذي عاهدتم عليه اله الحق وخالق الخلق آمين

ان الله يأمر بالعدل واالحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاءوالمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون اذكروا الله فإنه ذاكر لمن ذكره

وسلوه رحمته وفضله فإنه ال يخيب عليه داع من المؤمنين دعاهربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار

أقول اعلم أن الرضي رضي الله عنه قد نقل بعض فصول هذه الخطبة في نهج البالغة ونقلتمامها

الصدوق ره في الفقيه باختالف يسير قوله أمدا األمد نهاية البلوغ وجمعه آماد يقال بلغأمده أي

(٣١٠)

غايته وحكى عن الراغب ان األمد واألبد متقاربان قوله واعممنا أي اغفر لنا جميع خطاياناأو األعم

وامددنا على بناء االفعال أو بضم الدال على بناء المجرد أي قونا وأيدنا وال مقنوطا حالمن الجاللة

ومن رحمته قائم مقام الفاعل لقوله مقنوطا والروح بالفتح الرحمة وال مستنكفا في بعضالنسخ

بفتح الكاف على سياق سائر الفقرات وفى أكثرها بكسر الكاف وفى النهج الحمد لله غيرمقنوط من رحمته

وال مخلو من نعمته وال مأيوس من مغفرته وال مستنكف عن عبادته الذي ال تبرح منهرحمة وال تفقد

له نعمة القنوط والقنط المنع الذي بكلمته أو بقوله كن بقدرته وارادته مجازا أو ما يعمهاألعظم كما في

القاموس والمهاد ككتاب الفراش والبساط والرواحي الثوابت الرواسخ واللواقح أي الحواملالسحائب

جمع السحاب المتعززون أي األعزاء بين الخلق والذين يتكلفون العزة وليسوا بأهلها والمتصفين

بها والتضاءل التصاغر والضئيل الخيف الجسم والحقير ودان أي ذل وأطاع وجنه واجنه أيستره واألسراب جمع السرب بالتحريك وهو حجر الوحشي والحفير تحت األرض وما

تغيض األرحام أيتنقص من المدة أو العدد وال يفوته ناء أي بعيد وال آئب أي راجع وقشعت أي كشفت و

الراغب قال في الهالك والطت بقلب الفاني والبائد البلد والنافد الخروج من الجالء الصحاح

والط الشئ بقلبي يلوط ويليط وانى الجدله في قلبي لوطا هو الحب الالزق بالقلب وأطابهجعله

طيبا والنسخ هنا مختلفة وأجودها يستطيبها وفى بعض النسخ يطيبها من قولهم طباه يطبوهويطيبه إذا دعاه والظاهر أنه تصحيف ويجتويها الوجل الخائف من قولهم اجتواه أي كرهه

وفى بعض النسخ يحتويها من االحتواء بالحاء المهملة أي يجمعها ويحوزها واالرتحالالسفر و

االنتقال والباء للمصاحبة وقرب الرجل وحضوره هو الحضرة وما هو موجود وحاضرلديكم

من الزاد وهو التقوى والزاد طعام يتخذ للسفر وال تمدوا أعينكم أي ال تنظروا نظر رغبة أوال تطمحوا بأنفسكم طموح راغب إلى ما متع به المترفون وفى القاموس المترف كمكرم

يصنع ما يشاءوالسبقه بضم السين اسم لما يجعل للسابق المضمار تضمير الفرس وموضعه وقد يطلق على

ميدانالمسابقة وتضمير الفرس تعليفه حتى يسمن ويقال لمكان التضمير المضمار والغاية بمعنى

غاية الميدانوالمنية الموت والبؤس الخضوع لشدة الحاجة واالبتهال التضرع واإلنابة التوبة أو الرجوع

إلىالطاعة قوله أو نصف صاع كذا في أكثر النسخ ونسب إلى خطه ره وفى بعض النسخ صاعا

من برواألول محمول على التقية ألنه من بدع عثمان كما ذكر في محله والبخس النقص والظلم

٢٠٨ / ١١٠ ومن خطبه عليه السالم(٣١١)

الجزء الثامن عشر من البحار ص ٧٣٦ عن المتهجد روى جابر عن أبي جعفر عليه السالمقال خطب

أمير المؤمنين عليه السالم فقالالحمد لله ذي القدرة والسلطان والرأفة واالمتنان احمده

على تتابع النعم وأعوذ به من العذاب والنقم واشهدان ال إله إال الله وحده ال شريك له مخالفة للجاحدين و

معاندة للمبطلين واقرارا بأنه رب العالمين وأشهد أن محمداعبده ورسوله قفى به المرسلين وختم به النبيين وبعثه رحمة

للعالمين صلى الله عليه وآله أجمعين وقد أوجب الصالة عليه وأكرم مثواه لديه وأجمل احسانه إليه أوصيكم عباد الله بتقوى الله

الذي هو ولى ثوابكم واليه مردكم ومأبكم فبادروا في العمل الصالحقبل ان يهجم عليكم الموت الذي ال ينجيكم منه حصن منيع وال هرب

سريع فإنه وارد نازل وواقع عاجل فان تطاول االجل وامتدالمهل فكل ما هو آت قريب ومن مهد لنفسه فهو المصيب فتزودوارحمكم الله ليوم الممات واحذروا اليم هول البيات فان عقاب الله

(٣١٢)

عظيم وعذابه اليم نار تلهب ونفس تعذب وشراب من صديدومقامع من حديد أعاذنا الله وإياكم من النار ورزقنا وإياكم

مرافقة األبرار وغفر لنا ولكم جميعا انه هو الغفور الرحيم ان أحسنالحديث وأبلغ الموعظة كتاب الله ثم نعوذ بالله وقرء سورة العصر

ثم قال جعلنا الله وإياكم ممن تسعهم رحمته ويشملهم عفوه ورأفته واستغفر الله لي ولكم ثم جلس يسيرا ثم قال الحمد لله الذيدنا في علوه وعال في دنوه وتواضع كل شئ لجالله واستسلم كل

شئ لعظمة وخشع كل شئ لقدرته مقصرا عن كنه شكره وأو من به اذعانا لربوبيته وأستعينه طالبا لعصمته وأتوكل عليهمفوضا إليه واشهد ان ال إله إال الله وحده ال شريك له الها

واحدا أحدا فردا صمدا وترا لم يتخذ صاحبة وال ولدا وأشهد أن محمداعبده المصطفى ورسوله المجتبى وأمينه المرتضى أرسله بالحق

بشيرا ونذيرا وداعيا إليه باذنه وسراجا منيرا فبلغ الرسالة و(٣١٣)

أدي األمانة ونصح األمة وعبد الله حتى اتاه اليقين فصلى اللهعليه وآله في األولين وصلى الله عليه وآله في اآلخرين وصلى اللهعليه وآله يوم الدين أوصيكم عباد الله بتقوى الله والعمل بطاعتهواجتناب معصيته فإنه من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما

ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضالال بعيدا وخسر خسرانامبينا ان الله ومالئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا

صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلى على محمد عبدك ورسولكأفضل صلواتك على أنبياءك وأولياءك

أقول السلطان الحجة والبرهان وقدره الملك واالمتنان االنعام وقفيته زيدا أي اتبعتهوالمهل بالتقوى أي سارعوا بذلك فبادروا المرجع والمآب والمرد المنزل والمثوى

بالتحريكالمهلة وبالسكون أيضا المهلة والرفق وتلهب أي تتلهب بحذف إحدى التائين وتلهب النار

اشتعالها والصديد ماء الجرح الرقيق والمقامع جمع المقمعة كمكنسة العمود من حديد أوكالمحجن

يضرب به رأس الفيل وخشبة يضربه بها االنسان رأسه دنى في علوه أي دنوه دنو العليةواإلحاطة

العلمية والرأفة والرحمة وكذا العكس صمدا أي مقصود إليه في جميع األمور واليقين هوالموت

٢٠٩ / ١١١ ومن خطبه عليه السالمالجزء الثامن عشر من البحار ص ٧٣٦ عن مصباح المتهجد للشيخ الطوسي رضوان الله

عليه روى عنزيد بن وهب قال خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالم وصلوات الله عليه

يوم الجمعة فقال(٣١٤)

الحمد لله الولي الحميد الحكيم المجيد الفعال لما يريد عالم الغيوبوستار العيوب وخالق الخلق ومنزل القطر ومدبر االمر ورب

السماوات واألرض والدنيا واآلخرة وارث العالمين وخير الفاتحينالذي من عظم شانه انه ال شئ مثله تواضع كل شئ لعظمته وذل

كل شئ لعزته واستسلم كل شئ لقدرته وقر كل شئ قرارهلهيبته وخضع كل شئ من خلقه لملكه وربوبيته الذي يمسك السماء

ان تقع على األرض اال باذنه ولن تقوم الساعة ويحدث شئ اال بعلمه ونحمده على ما كان ونستعينه من امرنا على ما يكون ونستغفره ونستهديهواشهد ان ال إله إال الله وحده ال شريك له ملك الملوك وسيد السادات

وجبار السماوات واألرض الواحد القهار الكبير المتعال ذو الجالل واالكرام ديان الدين وربنا ورب آبائنا األولين وأشهد أن محمدا

عبده ورسوله أرسله داعيا إلى الحق وشاهدا على الخلق فبلغ رساالتربه كما امره ال متعديا وال مقصرا وجاهد في الله أعداءه ال وانيا وال

(٣١٥)

ناكال ونصح له في عباده صابرا محتسبا وقبض الله إليه وقد رضيعمله وتقبل سعيه وغفر ذنبه صلى الله عليه وآله أوصيكم عبادالله بتقوى الله واغتنام طاعته ما استطعتم في هذه األيام الخالية

الفانية واعداد العمل الصالح الجليل ما يشفى به عليكم الموت وآمركمبالرفض لهذه الدنيا التاركة لكم الزائلة عنكم وان لم تكونوا تحبونتركها والمبلية ألجسادكم وان أجبتم تجديدها فإنما مثلكم ومثلها

كركب سلكوا سبيال فكانهم قد قطعوه وافضوا إلى علم فكانهم قدبلغوه وكم عسى المجرى إلى الغاية ان يجرى إليها حتى يبلغها وكم عسى

ان يكون بقاء من له يوم ال يعدوه وطالب حثيث من الموت يجدوه فالتنافسوا في عز الدنيا وفخرها وال تعجبوا بزينتها ونعيمها إلى ارتجاع وان ضراءها وبؤسها إلى نفاد وكل مدة منها إلى منتهى وكل حي فيها

إلى بلى أوليس لكم في آثار األولين وفى آبائكم الماضين معتبر وبصيرةان كنتم تعقلون أولم تروا إلى األموات ال يرجعون والى االخالف منكم

(٣١٦)

ال يخلدون قال الله والصدق قوله وحرام على قرية اهلكنا هاانهم ال يرجعون وقال كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم

يوم القيمة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياةالدنيا اال متاع الغرور اولستم ترون إلى أهل الدنيا وهم يصحبون على

أحوال شتى فمن ميت يبكى ومفجوع يعزى وصريع يتلوى وآخريبشر ويهناء ومن عائد وآخر بنفسه يجود وطالب للدنيا والموت

يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وعلى اثر الماضي من ما يمضى الباقيوالحمد لله رب العالمين ورب السماوات ورب األرضين السبع ورب العرش

العظيم الذي يبقى ويفنى ما سواه واليه موئل الخلق ومرجع األموروهو ارحم الراحمين ان هذا يوم جعله الله لكم عيدا وهو سيد أيامكم

وأفضل أعيادكم وقد امركم الله في كتابه بالسعي فيه إلى ذكره فلتعظمفيه رغبتكم ولتخلص نيتكم وأكثروا فيه من التضرع إلى الله والدعاءومسألة الرحمة والغفران فان الله يستجيب لكل مؤمن دعاءه ويورد

(٣١٧)

النار كل مستكبر عن عبادته وقال الله تعالى ادعوني استجب لكمان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين و

اعلموا ان فيه ساعة مباركة ال يسئل الله فيها عبد مؤمن خيرا االأعطاه الله والجمعة واجبة على كل مؤمن اال الصبى والمرأة أو العبد

والمريض غفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا وعصمنا وإياكم من اقترافالذنوب بقية اعمارنا ان أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كتاب الله

الكريم أعوذ بالله السميع العليم وكان يقرء قل هو الله أحدا وقل يا أيها الكافرونأو إلهكم التكاثر والعصر وكان مما يدوم عليه قل هو الله أحد ثم يجلس جلسة كال وال ثم

يقوم فيقولالحمد لله ونحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونشهد ان

ال إله إال الله وحده ال شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلواتالله عليه وآله وسالمه ومغفرته ورضوانه اللهم صل على

محمد عبدك ورسولك ونبيك وصفيك صالة تامة نامية زاكيةترفع بها درجته وتبين بها فضيلته وصل على محمد وآل محمد

(٣١٨)

كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد اللهمعذب كفرة أهل الكتاب والمشركين الذين يصدون عن سبيلك و

يجحدون آياتك ويكذبون رسلك اللهم خالف بين كلمتهم والق الرغب في قلوبهم وانزل عليهم رجزك ونقمتك وبأسك الذي

ال ترده عن القوم المجرمين اللهم انصر جيوش المسلمين وسراياهمومرابطيهم حيث كانوا في مشارق األرض ومغاربها انك على كلشئ قدير اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلماتولمن هو الحق بهم واجعل التقوى زادهم والجنة مأبهم وااليمان

والحكمة في قلوبهم واوزعهم ان يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهموان يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه اله الحق وخالق الخلقآمين ان الله يأمر بالعدل واالحسان وايتاء ذي القربى وينهى

عن الفحشاء والمنكر والبغي يعطكم لعلكم تذكرون اذكروا الله فإنهذاكر لمن ذكره وسلوه رحمته وفضله فإنه ال يخيب عليه داع من

(٣١٩)

المؤمنين دعاه ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى اآلخرة حسنةوقنا عذاب النار

أقول قد نقل الرضي رضي الله بعض فصول هذه الخطبة في النهج رأيت أن انقلها بتمامهاهنا مزيدا للفائدة

وتتميما للعائدة الولي المتولى األمور العالم والخالئق الحميد أي المحمود على كل فعالالمجد الشرف الواسع

والمجيد فعيل للمبالغة القطر جمع قطرة وهي المطر والعزة الغلبة والشدة والقوة واالستيالءعلى األشياء

االذن المشية قوله ال وانيا من الونى أي الضعف والفتور وال ناكال نكل عن االمر أي امتنعفالناكل

الممتنع والركب جمع راكب والحثيث المسرع الحريص وحدوته أي حثثة ومنه الحداءللغناء المعروف

لإلبل والجزع نقيض الصبر والضراء الحالة التي تضر والبؤس شدة الحاجة النفاد الفناء والذهاب والبلى بالكسر والقصر الخلق واالندراس واالعتبار االتعاظ والدخور الصغار و

الذل والزجر العذاب والسرايا جمع السرية وهي قطعة من الجيش وقد نقل الصدوق هذه فيالفقيه

٢١٠ / ١١٢ ومن خطبه عليه السالمالوافي المجلد الثاني الجزء الخامس ص ١٧٢ باب خطب صالة الجمعة عن الكافي عن

علي عن أبيه عنالسراد عن محمد بن النعمان أو غيره عن أبي عبد الله عليه السالم انه ذكر هذه الخطبة

ألمير المؤمنين عليهالسالم يوم الجمعة الحمد لله أهل الحمد ووليه ومنشئ الحمد ومحله البدي

البديع االجل األعز األكرم األعظم المتوحد بالكبرياء والمتفردباألآلء القاهر بعزة والمتسلط بقهره الممتنع بقوته المهيمن بقدرته

والمتعالى فوق كل شئ بجبروته المحمود بامتنانه وباحسانهالمتفضل بعطائه وجزيل فوائده الموسع برزقه المسبغ بنعمته

(٣٢٠)

نحمده على آالئه وتظاهر نعمائه حمدا يزن عظمة جالله ويمأل قدر آالئه وكبريائه واشهد ان ال إله إال الله وحدهال شريك له الذي كان في أوليته متقادما وفى ديموميته

متسطرا خضع الخالئق بوحدانيته وربوبيته وقديم أزليته ودانوا لدوام أبديته وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرتهمن خلقه اختاره بعلمه واصطفاه لوحيه وائتمنه على سره و

ارتضاه لخلقه وائتد به لعظيم امره ولضياء معالم دينه ومناهج سبيله ومفتاح وحيه وسببا لباب رحمته ابتعثه على

حين فترة من الرسل وهدئة من العلم واختالف من الملل وضالل عن الحق وجهالة بالرب وكفر بالبعث والوعد أرسله إلى

الناس أجمعين رحمة للعالمين بكتاب كريم قد فضله وفصلهوبينه وأوضحه وأعزه وحفظه من أن يأتيه الباطل من بين

يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد ضرب للناس فيه األمثال(٣٢١)

وصرف فيه اآليات لعلهم يعقلون أحل فيه الحالل وحرمفيه الحرام وشرع فيه الدين لعباده عذرا ونذرا لئال يكون

للناس على الله حجة بعد الرسل ويكون بالغا لقوم عابدينفبلغ رسالته وجاهد في سبيله وعبده حتى اتاه اليقين صلى اللهعليه وآله وسلم تسليما كثيرا أوصيكم عباد الله واوصى نفسي

بتقوى الله الذي ابتدء األمور بعلمه واليه يصير غدا معادهاوبيده فناءها وفناءكم وتصرم أيامكم وفناء آجالكم وانقطاع

مدتكم فكان قد زالت عن قليل عنا وعنكم كما زالت عمن كان قبلكمفاجعلوا عباد الله اجتهادكم في هذه الدنيا التزود من يومها

القصير ليوم اآلخرة الطويل فإنها دار عمل واآلخرة دار القرار والجزاء فتجافوا عنها فان المغتر من اغتربها لن تعدوا لدنيا إذا

إليها أمنية أهل الرغبة فيها المحبين لها المطمئنين إليها المفتونينبها أن تكون كما قال الله كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات

(٣٢٢)

األرض مما يأكل الناس واالنعام اآلية مع أن لم يصب امرء منكمفي هذه الدنيا خيرة اال أورثته عبرة وال يصبح فيها في جناح امرء

اال وهو يخاف فيها نزول جائحة أو تغير نعمة أو زوال عافية مع أنالموت من وراء ذلك وهول المطلع والوقوف بين يدي الحكم

العدل يجزى كل نفس بما عملت ليجزى الذين أسائوا بما عملوا ويجزىالذين أحسنوا بالحسنى واتقوا لله وسارعوا إلى رضوان الله والعمل

بطاعته والتقرب إليه بكل ما فيه الرضا فإنه قريب مجيب جعلناالله وإياكم ممن يعمل بطاعته ويجتنب سخطه ثم إن أحسن القصص و

أبلغ الموعظة وانفع التذكر كتاب الله قال الله تعالى وإذا قرء القرآنفاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون أستعيذ بالله من الشيطان الرجيمبسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان االنسان لفى خسر اال الذين آمنواوعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ان الله ومالئكتهيصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم

(٣٢٣)

صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد وتحنن علىمحمد وآل محمد وسلم على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت و

باركت وترحمت وتحننت وسلمت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميدمجيد اللهم اعط محمدا ن الوسيلة والشرف والفضيلة والمنزلة

الكريمة اللهم اجعل محمدا وآل محمد أعظم الخالئق كلهم شرفايوم القيمة وأقربهم منك مقعدا وأوجههم عندك يوم القيمة

جاها وأفضلهم عندك منزلة ونصيبا اللهم اعط محمدا أشرفالمقام وحباء السالم وشفاعة االسالم اللهم والحقنا غير

خزايا وال ناكبين وال نادمين وال مبدلين اله الحق آمين ثم جلس قليالثم قام وقال الحمد لله أحق من خشى وحمد وأفضل من اتقى وعبد

واولى من عظم ومجد نحمده لعظيم غنائه وجزيل عطائه وتظاهرنعمائه وحسن بالئه ونؤمن بهداه الذي ال يخبو ضيائه وال

يهمد ثنائه وال يوهن عراه ونعوذ بالله من سوء كل الريب وظلم(٣٢٤)

الفتن ونستغفره من مكائب الذنوب ونستعصمه من مساوىاألعمال ومكاره اآلمال والهجوم في األهوال ومشاركة

أهل الريب والرضا بما يعمل الفجار في األرض بغير الحق اللهم اغفرلنا وللمؤمنين والمؤمنات االحياء منهم واألموات الذين توفيتهمعلى دينك وملة نبيك صلى الله عليه وآله اللهم تقبل حسناتهموتجاوز عن سيئاتهم وادخل عليهم الرحمة والمغفرة والرضوانواغفر لالحياء من المؤمنين والمؤمنات الذين وحدوك وصدقوا

رسولك وتمسكوا بدينك وعملوا بفرائضك واقتدوا بنبيك وسنواسنتك وأحلوا حاللك وحرموا حرامك وخافوا عقابك ورجوا ثوابك

ووالوا أولياءك وعادوا أعداءك اللهم اقبل حسناتهم وتجاوزعن سيئاتهم وادخلهم برحمتك في عبادك الصالحين

أقول المهيمن الرقيب الحافظ متسطرا متسلطا دانوا نقادوا وائتديه أي اجابه الهدئة السكونعذرا أو

نذرا أي محوا إلسائة المحقين وتخويفا للمبطلين لن تعدوا أي لن تتجاوزوا الخيرة بالفتحالنعمة وسعة العيش و

الجائحة بالجيم أوال وبالحاء المهملة ثانيا؟ اآلفة كل مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة والمطلعبتشديد الطاء وفتح

الالم ما أشرف عليه من أمر اآلخرة والحباء بالحاء المهملة والباء الموحدة العطية ويهمدثنائه من الهمود أي االنطفاء

وفى بعض النسح شواكل الريب بدل سوء كل الريب ولعل المراد بشواكله متشابهاتهالمكائب الغموم وسوء الحال

(٣٢٥)

٢١١ / ١١٣ ومن كالمه عليه السالمكتاب السقيفة لسليم بن قيس الهاللي العامري الكوفي صاحب أمير المؤمنين عليه السالم

المتوفىحدود سنة التسعين من الهجرة المطبوع المعروف بكتاب سليم بن قيس ص ٩٦ قال ابان

قال سليموسمعت علي بن أبي طالب عليه السالم يقول إن

األمة ستفترق على ثالث وسبعين فرقة اثنتان وسبعونفرقة في النار وفرقة في الجنة وثالث عشرة فرقة من

الثالث والسبعين تنتحل محبتنا أهل البيت واحدة في الجنة واثنتا عشرة في النار واما الفرقة الناجية المهدية المؤمنة

المسلمة الموفقة المرشدة فهي المؤتمنة بي المسلمة ألمري المطيعةلي المتبرئة من عدوى المحبة لي المبغضة لعدوى التي قد عرفت

حقي وإمامتي وفرض طاعتي من كتاب الله وسنة نبيه فلم ترتدولم تشك لما قد نور الله في قلبها من معرفة حقنا وعرفها من فضلها

والهمها واخذ بنواصيها فأدخلها في شيعتنا حتى اطمانت قلوبهاواستيقنت يقينا ال يخالطه شك انى انا وأوصيائي بعدي إلى يوم

القيمة هداة مهتدون الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه في آي من(٣٢٦)

كتاب الله كثيرة وطهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجته في ارضه وخزانه على علمه ومعادن حكمه وتراجمهوحيه وجعلنا مع القرآن والقرءان معنا ال نفارقه وال يفارقنا

حتى نرد على رسول الله صلى الله عليه وآله على حوضه كما قالصلى الله عليه وآله وتلك الفرقة الواحدة من الثالث والسبعين

فرقة هي الناجية من النار ومن جميع الفتن والضالالت والشبهاتهم من أهل الجنة حقا وهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير

حساب وجميع تلك الفرق االثنين والسبعين فرقة هم المتدينونبغير الحق الناصرون دين الشيطان اآلخذون عن إبليس وأوليائه

هم أعداء الله ورسوله وأعداء المؤمنين يدخلون النار بغير حساببراء من الله ومن رسوله وأشركوا بالله وكفروا به وعبدوا غير

الله من حيث ال يعلمون وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا يقولونيوم القيمة والله ربنا ما كنا مشركين يحلفون لله كما يحلفون لكم

(٣٢٧)

ويحسبون انهم على شئ اال انهم هم الكاذبون قال قبل يا أمير المؤمنينأرأيت من قد وقف فلم يأتم بكم ولم يعادكم ولم ينصب لكم ولم يتولكم ولم يتبرء من

عدوكموقال ال أدرى وهو صادق قال عليه السالم ليس أولئك من الثالث والسبعين

فرقة انما عنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالثالثوالسبعين فرقة الناصبين الذين شهروا أنفسهم ودعوا إلى دينهم

ففرقة واحدة منها تدين بدين الرحمن واثنتان وسبعون تدينبدين الشيطان وتتولى على قبولها وتتبرأ ممن خالقها فاما

من وحد الله وآمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعرف ولم يتناول ضاللة عدونا ولم ينصب شيئا ولم يحل و

لم يحرم واخد بجميع ما ليس بين المختلفين من األمة فيه خالففي أن الله عز وجل أمر به وكف عما بين المختلفين من األمة خالف

في أن الله أمر به أو نهى عنه فلم ينصب شيئا ولم يحلل ولم يحرموال يعلم ورد علم ما أشكل عليه إلى الله فهذا ناج وهذه الطبقة

بين المؤمنين وبين المشركين هم أعظم الناس واجلهم وهم(٣٢٨)

أصحاب الحساب والموازين واألعراف والجهنميون الذين يشفعلهم األنبياء والمالئكة والمؤمنون ويخرجون من النار فيسمون

الجهنميون فاما المؤمنون فينجون ويدخلون الجنة بغير حساب وانما الحساب على أهل هذه الصفات بين المؤمنين والمشركين والمؤلفةقلوبهم والمتفرقة والذين خلطوا عمال صالحا وآخر سيئا والمستضعفين

الذين ال يستطيعون حيلة وال يهتدون سبيال إلى أن يكونوا مؤمنينعارفين فهم أصحاب األعرف وهؤالء لله فيهم المشية ان ادخلأحدا منهم النار فبذنبه وان تجاوز عنه فبرحمته قلت أيدخل النار

المؤمن العارف الداعي قال ال قلت أيدخل الجنة كافرا ومشرك قال ال يدخل الناراال كافرا اال ان يشاء الله قلت فمن لقى الله مؤمنا عارفا بامامه مطيعا له من

أهل الجنة هو قال نعم إذا لقى الله وهو مؤمن من الذين قال الله عزوجل الذين آمنوا وعملوا الصالحات الذين آمنوا وكانوا يتقون الذين

آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قلت فمن لقى الله منهم على الكبائر قال هو في(٣٢٩)

مشيته ان عذبه فبذنبه وان تجاوز عنه فبرحمته قلت فيدخله الناروهو مؤمن قال نعم بذنبه ألنه ليس من المؤمنين الذين عنى الله

انه ولى المؤمنين الن الذين عنى الله انه لهم ولى وانه الخوف عليهم والهم يحزنون هم المؤمنون الذين يتقون الله و

الذين عملوا الصالحات والذين لم يلبسوا ايمانهم بظلم قلت يا أميرالمؤمنين ما االيمان وما االسالم قال االيمان فاالقرار بالمعرفة واالسالم

فما أقررت به واما التسليم لألوصياء والطاعة لهم وفى رواية أخرىواالسالم إذا ما أقررت به قلت االيمان االقرار بعد المعرفة قال من عرفه

الله نفسه ونبيه وامامه ثم أقر بطاعته فهو مؤمن قلت المعرفةمن الله واالقرار من العبد قال المعرفة من الله دعاء أو حجة واالقرار من

الله (بالله) قبول العبد يمن على من يشاء والمعرفة صنع الله فيالقلب واالقرار فعال القلب من الله وعصمته ورحمته فمن لم

يجعله الله عارفا فال حجة عليه وعليه ان يقف ويكف عما ال يعلم(٣٣٠)

فال يعذبه الله على جهله فإنما يحمده على عمله بالطاعة ويعذبهعلى عمله بالمعصية ويستطيع ان يطيع ويستطيع ان يعصى وال

يستطيع ان يعرف ويستطيع ان يجهل هذا محال ال يكون شئ من ذلكاال بقضاء من الله وقدره وعلمه وكتابه بغير جبر (وفى رواية أخرى)

(ال يكون شئ من ذلك اال بعون من الله وبعلمه وكتابه بغير جبر)النهم لو كانوا مجبورين كانوا معذورين وغير محمودين ومن جهل

وسعه ان يرد إلينا ما أشكل عليه ومن حمد الله واستغفره منالمعصية وأحب المطيعين وحمدهم على الطاعة وابغض العاصين

وذمهم فإنه يكتفى بذلك إذا رد علمه إلينا٢١٢ / ١١٤ ومن كالمه عليه السالم

في ذم الذين ظلماه وغضبا حقه عليه السالم قال سليم ابن قيس ره في كتابه السقيفة ص١٣٨ ثم اقبل عليه

السالم على العباس ومن حوله ثم قال اال تعجبون من حبسه وحبس صاحبهعنا سهم ذي القربى الذي فرضه الله لنا في القرآن وقد علم الله

انهم سيظلموناه وينتزعونه منا فقال إن كنتم آمنتم بالله و(٣٣١)

ما أنزلنا على عبدنا يوم التقى الجمعان والعجب لهدمه منزل اخىجعفر والحاقه في المسجد ولم يعط بنيه من ثمنه قليال وال كثيراثم لم يعب ذلك عليه الناس ولم يعيروه فكانما اخذ منزل رجل

من الديلم (وفى رواية أخرى دار رجل من ترك كابل والعجب لجهلهوجهل األمة انه كتب إلى جميع عماله ان الجنب إذا لم يجد الماء

فليس له ان يصلى وليس له ان يتيمم بالصعيد وان لم يجده حتىيلقى الله (وفى رواية أخرى وان لم يجده سنة) ثم قبل الناس ذلك

ورضوا به وقد علم وعلم الناس ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر عمارا وامر أبا ذر ان يتيمما من الجنابة ويصليا

وشهدا به عنده وغيرهما فلم يقبل ذلك ولم يرفع به رأسا والعجب لما خلط قضايا مختلفة في الحد بغير علم تعسفا وجهال وادعائهما

مالم يعلما جرأة على الله وقلة ورع ادعيا ان رسول الله ماتولم يقض في الجد شيئا منه ولم يدع أحدا يعلم ما للجد من الميراث

(٣٣٢)

ثم بايعوهما على ذلك وصدقوهما وعتقه أمهات األوالد فاخذالناس بقوله وتركوا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

وما صنع بنصر بن الحجاج وبجعدة بن سليم وبابن وبرة واعجب منذلك ان أبا كنف العبدي اتاه فقال انى طلقت امرأتي وانا غائبفوصل إليها الطالق ثم راجعتها وهي في عدتها وكتبت إليها فلم

يصل الكتاب إليها حتى تزوجت فكتب له إن كان هذا الذي تزوجهاقد دخل بها فهي امرأته وإن كان لم يدخل بها فهي امرأتك وكتب له

ذلك وانا شاهد فلم يشاورني ولم يسألني يرى استغناءه بعلمه عنىفأردت ان أنهاه ثم قلت ما أبالي ان يفضحه الله ثم لم يعبه الناس

بل استحسنوه واتخذوه سنة وقبلوه منه ورأوه صوابا وذلكقضاء لو قضى به سخيف مجنون نحيف لما زادهم ثم تركه من االذان

حي على خير العمل فاتخذوه سنة وتابعوه على ذلك وقضية فيالمفقود ان أجل امرأته أربع سنين ثم تتزوج فان جاء زوجها خير

(٣٣٣)

بين امرأته وبين الصداق فاستحسنه الناس واتخذوه سنة وقبلوه منه جهال وقلة علم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه

صلى الله عليه وآله وسلم واخراجه من المدينة كل أعمىوارساله إلى عماله بالبصرة بحبل خمسة أشبار وقوله من أخذتموه

من األعاجم فبلغ طول هذا الحبل فاضربوا عنقه وردهسبايا تستروهن حبالى وارساله بحبل في صبيان سرقوا

بالبصرة وقوله من بلغ طول هذا الحبل فاقطعوه واعجب منذلك ان كذابا رجم بكذابة فقبلها وقبلها الجهال فزعموا أن

الملك ينطق على لسانه ويلقنه واعتساقه سبايا أهل اليمنوتخلفه وصاحبه عن جيش أسامة بن زيد مع تسليمهما عليه باالمرة

ثم أعجب من ذلك أنه قد علم الله واعلم الناس انه الذي صدرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الكتف الذي دعاه بهثم لم يضره ذلك عندهم ولم ينقصه وانه صاحب صفية حين

(٣٣٤)

قال لها ما قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتىقال ما قال وانه الذي مررت به يوما ما مثل محمد في أهل بيتهاال كنخلة نبتت في كناسة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه

وآله وسلم فغضب وخرج فاتى المنبر وفزعت األنصار فجاءت شاكةفي السالح لما رأت من غضب رسول الله صلى الله عليه وآله

وسلم فقال ما بال أقوام يعيرونني بقرابتي وقد سمعوا منى ما قلتفي فضلهم وتفضيل الله إياهم وما اختصهم الله به من اذهاب

الرجس عنهم وتطهير الله إياهم وقد أسمعتهم ما قلت في أفضل أهل بيتيوخيرهم مما خصه الله به وأكرمه وفضله على من سبقه في االسالم

وبالئه فيه وقرابته منى وانه منى بمنزلة هارون من موسى ثمتزعمون أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في كناسة االان الله خلق خلقه ففرقهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين ثم

ثم فرق الفرقة ثالث فرق شعوبا وقبائل وبيوتا فجعلني في خيرها(٣٣٥)

شعبا وخيرها قبيلة ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلكقوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم

تطهيرا فحصلت (فحضلت) في أهل بيتي وعترتي انا واخى علي بن أبيطالب اال وان الله نظر إلى أهل األرض نظرة فاختارني منهمثم نظر نظرة فاختار اخى عليا ووزيري ووصيي وخليفتي في

أمتي وولى كل مؤمن بعدي فبعثني رسوال ونبيا ودليال فاوحىإلى أن اتخذ عليا أخا ووليا ووصيا وخليفة في أمتي بعدي

اال وانه ولى كل مؤمن بعدي من وااله وااله الله ومن عاداهعاداه الله ومن أحبه أحبه الله ومن أبغضه أبغضه الله ال يحبه

اال مؤمن وال يبغضه اال كافر رب األرض بعدي وسكنها وهوكلمة الله التقوى وعروة الله الوثقى أتريدون ان تطفأوا نور

الله بأفواهكم والله متم نوره ولو كره المشركون (وفى نسخة ولو كره الكافرون)يا أيها الناس ليبلغ مقالتي شاهدكم غائبكم اللهم اشهد عليهم

(٣٣٦)

أيها الناس ان الله نظر نظرة ثالثة فاختار منهم بعدي اثنى عشروصيا من أهل بيتي وهم خيار أمتي منهم أحد عشر إماما بعد اخى

واحدا بعد واحد كلما هلك واحد قام واحد منهم مثلهم كمثلالنجوم في السماء كلما غاب نجم طلع نجم النهم أئمة هداة مهتدون

ال يضرهم كيد من كادهم وال خذالن من خذلهم بل يضر اللهبذلك من كادهم وخذلهم فهم حجة الله في ارضه وشهداءه

على خلقه من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله هم معالقرآن والقرءان معهم ال يفارقونه وال يفارقهم حتى يردوا

على حوضي أول األئمة على (عليه السالم خيرهم ثم ابني الحسنثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين وأمهم ابنتي فاطمة

صلوات الله عليهم ثم من بعدهم جعفر بن أبي طالب ابن عمى وأخواخى وعمى حمزة بن عبد المطلب انا خير المرسلين والنبيين وفاطمة

ابنتي سيدة نساء أهل الجنة وعلى وبنوه األوصياء خير(٣٣٧)

الوصيين وأهل بيتي خير أهل بيوتات النبيين وابناي سيداشباب أهل الجنة أيها الناس ان شفاعتي ليرجوها رجاءكم أفينعجز

عنها أهل بيتي ما من أحد ولده جدي عبد المطلب يلقى اللهموحدا ال يشرك به شيئا اال ادخله الجنة ولو كان فيه الذنوب

عدد الحصى وزبدا البحر أيها الناس عظموا أهل بيتي في حياتيومن بعدي واكرموهم وفضلوهم فإنه ال يحل الحد ان يقوم

من مجلسه الحد اال ألهل بيتي (وفى نسخة أخرى أيها الناس عظمواأهل بيتي في حياتي وبعد موتى) انى لو أخذت بحلقة بابالجنة ثم تجلى لي ربى فسجدت واذن لي بالشفاعة لم أؤثر

على أهل بيتي أحدا أيها الناس انسبوني من انا وفى رواية أخرىفقالت األنصار فقالت نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله أخبرنا يا رسول الله

من الذي آذاك في أهل بيتك حتى نضرب عنقه (وفى رواية أخرى حتى نقتله) وليبر عترتهفقال

انسبوني انا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم حتى انتسبإلى نزار ثم مضى في نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم خليل الله ثم قال انى وأهل بيتي

(٣٣٨)

لطينة من تحت العرش إلى آدم نكاح غير سفاح لم يخالطنا نكاحالجاهلية فسلوني فوالله ال يسألني رجل عن أبيه وامه وعن

نسبه اال أخبرته به فقام رجل فقال من أبى فقال صلى الله عليه وآله وسلمأبوك فالن الذي تدعى إليه فحمد الله وأثنى عليه وقال لو نسبتني إلى غيره

لرضيت وسلمت ثم قام رجل آخر فقال من أبى فقال أبوك فالن لغير أبيه الذي يدعى إليهفارتد عن االسالم ثم قام رجل آخر فقال امن أهل الجنة انا أم من أهل النار فقال من أهلالجنة ثم قام رجل آخر فقال امن أهل الجنة انا أم من أهل النار فقال من أهل النار ثم قال

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مغضب ما يمنع الذي عير أهل بيتيواخى ووزيري وخليفتي في أمتي وولى كل مؤمن بعدي ان

يقوم فيسألني من أبوه وأين هو في الجنة أم في النار فقام عمر بن الخطابفقال أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله أعف عنا يا رسول الله عفا الله عنك أقلنا

أقالك الله استرنا سترك الله اصفح عنا صلى الله عليك فاستحى رسول الله صلى الله عليهوآله

وكف قال علي عليه السالموهو صاحب العباس الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم ساعيا فرجع وقال إن العباس قد منع صدقة ماله فغضب

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الحمد لله الذيعافا نا أهل البيت من شر ما يلطخونا به ان العباس لم يمنع صدقة

(٣٣٩)

ماله ولكنك عجلت عليه وقد عجل زكاة سنين ثم اتانى بعديطلب ان امشي معه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

ليرضى عنه ففعلت وهو صاحب عبد الله بن أبي سلول حين تقدمرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليصلى عليه فاخذ بثوبهمن ورائه وقال قد نهاك الله ان تصلى عليه وال يحل لك انتصلى عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انما

صليت عليه كرامة البنه وانى ألرجو ان يسلم به سبعونرجال من بنى أبيه وأهل بيته وما يدريك ما قلت انما دعوتالله عليه وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

يوم الحديبية حين كتب القضية إذ قال انعطي الدنية في دينناثم جعل يطوف في عسكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

يحضضهم ويقول أنعطى الدنية في ديننا فقال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم أفرجوا عنى أتريدون ان اغدر بذمتي

(٣٤٠)

(وفى نسخة رواية أخرى أخرجوه عنى أتريدون أخفر ذمتي) وال في لهمبما كتبت لهم خذ يا سهيل ابنك جندال فاخذه فشده وثاقا

في الحديد ثم جعل الله عاقبة رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم إلى الخير والرشد والهدى والعزة والفضل وهو صاحب

يوم غدير خم إذ قال هو وصاحبه حين نصبني رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم لواليتي فقال ماال يألو ان يرفع خسيسة

وقال اآلخر ما يألو رفعا بضبع ابن عمه وقال لصاحبه وانا منصوبان هذه لهى الكرامة فقطب صاحبه في وجهه وقال ال والله

ال اسمع وال أطيع ابدا ثم اتكأ عليه ثم تمطى وانصرفا فأنزل اللهفيه فال صدق وال صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله

يتمطى أولي لك فأولى وعيدا من الله له وانتهارا وهو الذي دخلعلى على مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعودني فيرهط من أصحابه حين غمزه صاحبه فقال يا رسول الله انك

(٣٤١)

قد كنت عهدت إلينا في علي عهدا وانى ألراه لما به فان هلكفإلى من فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اجلس فأعادها

ثالث مرات فاقبل إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمفقال إنه ال يموت في مرضه هذا وال يموت حتى تملياه غيظا وتوسعا غدرا وظلما ثم تجداه صابرا قواما وال يموت حتى يلقى

منكما هنات وهنات وال يموت اال شهيدا مقتوال وأعظم منذلك كله ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع ثمانين

رجال أربعين من العرب وأربعين من العجم وهما فيهم وسلموا علىعلى بإمرة المؤمنين ثم قال اشهد كم ان عليا اخى ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي ووصيي وولى كل مؤمن من بعدي

فاسمعوا له وأطيعوا وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبيروسعد وابن عوف وأبو عبيدة وسالم ومعاذ بن جبل ورهط

من األنصار ثم قال اشهد الله عليكم ثم اقبل علي عليه السالم(٣٤٢)

على القوم فقال سبحان الله ما أشربت قلوب هذه األمة من بليتهاوفتنتها من عجلها وسامريها انهم أقروا وادعوا ان رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم قال ال يجمع الله لنا أهل البيت النبوة ووالخالفة وقد قال ألولئك الثمانين رجال سلموا على على بإمرة المؤمنين

وأشهدهم على ما اشهدهم عليه ثم زعموا ان رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف أحدا وانهم أقروا بالشورى

ثم أقروا انهم لم يشاوروا ان بيعته كانت فلتة وأي ذنب أعظممن الفلتة ثم استخلف أبو بكر عمر ولم يقتد برسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم فقيل له في ذلك فقال ادع أمة محمد كالنعلالخلق ادعهم بال استخالف طعنا منه على رسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم ورغبة عن رأيه ثم صنع عمر شيئا ثالثا لم يدعهمعلى ما ادعى ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلفكما استخلف أبو بكر وجاء بشئ ثالث جعلها شورى بين ستة نفر

(٣٤٣)

واخرج منها جميع العرب ثم حظى بذلك عند العامة فجعلهم معما أشربت قلوبهم من الفتنة والضاللة اقرانى ثم بايع ابن عوفعثمان فبايعوه وقد سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم في عثمان ما سمعوا من لعنه إياه في غير موطن فعثمانعلى ما كان عليه خير منهما ولقد قال منذ أيام قوال وقفت له

واعجبتني مقالته بينما انا قاعد عنده في بيته إذا اتته عايشةوحفصة تطلبان ميراثهما من ضياع وأموال رسول الله صلى

الله عليه وآله وسلم التي في يديه فقال ال والله وال كرامةلكن أجيز شهادتكما على أنفسكما فإنكما شهدتما عند أبويكماإنكما سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن

ال يورث ما ترك فهو صدقة لقنتما أعرابيا جلفا يبول علىعقبيه يتطهر ببوله مالك بن الحرث بن الحدثان فشهد معكما

المن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وال من(٣٤٤)

من األنصار أحد شهد بذلك غير اعرابى إما والله ما أشك فيفي أنه قد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلموكذبتما عليه معه فانصرفتا من عنده تبكيان وتشتمانه فقال

ارجعا أليس قد شهدتما بذلك عند أبي بكر فقالتا نعم قال فانشهدتما بحق فال حق لكما وان كنتما شهدتما بباطل فعليكما وعلى من أجاز شهادتكما على أهل هذا البيت لعنة الله والمالئكة

والناس أجمعين قال ثم نظر إلى وتبسم وقال يا أبا الحسن شفيتكمنهما قلت نعم والله وأبلغت وقلت حقا فال يرغم الله اال بأنفيهما

فرققت لعثمان وعلمت انه أراد بذلك رضاي وانه أقرب منهمارحما واكف عنا منهما وإن كان العذر له وال حجة بتامره علينا و

ادعائه حقناأقول قد نقل المجلسي ره ما قاله سليم في كتابه وهو ما نقلته هنا عنه في الثامن من البحار

ص ٢٣٣ في باب كفر الثالثة وفضائحهم قوله ما يلطخونا به الطلخ التسويد وافساد الكتابة واللطخ بالعذرة قوله ما يألو أي

ما يقصر يقالاال الرجل واال إذا قصر وترك الجهد قال الله تعالى ال يألوكم خباال والخسيسة والخساسة

الحالة التي يكون عليهاالخسيس والضبع بسكون الباء وسط العضد وقيل هو ما تحت اإلبط وقوله يتمطى قال

البيضاوي أي يتبختر افتخارا(٣٤٥)

بذلك من المط فان المتبختر يمد خطاه فيكون أصله يتمطط أو من المطا وهو الظهر فإنهيلويه قوله أولي لك

فأولى أي ويل لك من الولي واصله أو الك الله ما تكره والالم مزيدة كما في أولي لكالهالك وقيل

افعل من الويل بعد القلب كادنى من دون أو فعل من آل يؤل بمعنى عقباك النار وقوله علىما أشهدكم

أي على نحو ما أشهدكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفى بعض النسخ وأشهدهمعلى ما اشهدهم عليه

٢١٣ / ١١٥ ومن خطبه عليه السالمذكر هذه الخطبة الشريف الرضي رضي الله عنه وارضاه في النهج بنوع من االختالف مع

ما نقلها سليم بنقيس في كتابه من حيث الزيادة والنقصان فلذا رأيت نقلها في كتابي هذا ليكون الطالب

على بصيرةوكأنها هي غير ما نقلها الرضي بحيث ال يخفى على الناظر فيهما أقول في كتاب سليم ص

١٥٦ رواها ابانعن سليم بن قيس قال صعد أمير المؤمنين عليه السالم المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال

أيها الناس انا الذي فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترأ عليهاغيري وأيم الله لو لم أكن فيكم لما قوتل أهل الجمل وال أهل

صفين وال أهل النهروان وأيم الله لوال أن تتكلموا وتدعواالعمل لحدثتكم بما قضى الله على لسان نبيه صلى الله عليه و

آله وسلم لمن قاتلهم مستبصرا في ضاللتهم عارفا بالهدىالذي نحن عليه ثم قال عليه السالم سلوني عما شئتم قبل ان

تفقدوني فوالله انى بطرق السماء اعلم بطرق األرض انا يعسوبالمؤمنين وأول المسلمين وامام المتقين وخاتم الوصيين

(٣٤٦)

ووارث النبيين وخليفة رب العالمين انا ديان الناس يومالقيمة وقسيم الله بين أهل الجنة والنار وانا الصديق األكبر

والفاروق الذي أفرق بين الحق والباطل وان عندي علم المناياوالباليا وفصل الخطاب وما من آية نزلت اال وقد علمت فيما نزلت

أيها الناس انه وشيك ان تفقدوني انى مفارقكم وانى ميتأو مقتول ما ينتظر أشقهاها ان يخضبها من فوقها (وفى رواية أخرى

ما ينتظر أشقاها ان يخضب هذه من دم هذا) يعنى لحيته مندم رأسه والذي فلق الحبة وبرء النسمة (وفى رواية أخرى والذينفسي بيده) ال تسئلوني عن فئة تبلغ ثالثمأة فما فوقها مما بينكم

وبين قيام الساعة اال نبأتكم بسائقها وقائدها وناعقها وبخراب العرصات متى تخرب ومتى تعمر بعد خرابها إلى يوم القيمة

فقام رجل فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن البالد يا فقال إذا سئل سائل فليعقلوإذا سئل مسؤول فليلبث ان من ورائكم أمورا ملتجة مجلجلة

(٣٤٧)

وبالء مكلحا مبلحا والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لو قد فقدتمونيونزلت غرائم األمور وحقائق البالء لقد أطرق كثير من السائلين

واشتغل كثير من المسؤولين (وفى نسخة أخرى وفشل كثير من المسؤولينوذلك إذا ظهرت حربكم ونصلت عن ناب وقامت على ساق و

صارت الدنيا بالء عليكم حتى يفتح الله لبقية األبرار فقام رجل وقال يا أمير المؤمنين حدثنا عن الفتن فقال عليه السالم ان الفتن إذا أقبلت

شبهت (وفى نسخة أخرى اشبهت) وإذا أدبرت أسفرت وان الفتن لهاموج كموج البحر واعصار كاعصار الريح تصيب بلدا وتخطئ االخر

فانظروا أقواما كانت أصحاب الرايات يوم بدر فانصروهم تنصرواوتؤجروا وتعذروا اال ان أخوف الفتن عليكم من بعدي فتنةبنى أمية؟ انها فتنة عمياء صماء مطبقة مظلمة عمت فتنتها و

خصت بليتها أصاب البالء من أبصر فيها وأخطأ البالء من عمىعنها أهل باطلها ظاهرون على أهل حقها يملؤون األرض بدعا

(٣٤٨)

وظلما وجورا وأول من يضع جبروتها ويكسر عمودها وينزعأوتادها الله رب العالمين وقاصم الجبارين اال انكم ستجدون

بنى أمية أرباب سوء بعدي كالناب الضروس تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجليها وتمنع درها وأيم الله ال تزال

فتنتهم حتى ال تكون نصرة أحدكم لنفسه اال كنصرة العبد لنفسهمن سيده إذا غاب سبه وإذا حضر اطاعه (وفى رواية أخرى يسبه

في نفسه) (وفى رواية وأيم الله لو شردوكم تحت كل كوكب لجمعكمالله لشر يوم لهم) فقال الرجل فهل من جماعة يا أمير المؤمنين بعد ذلك قال إنها

ستكون جماعة شتى عطاءكم وحجكم واسفاركم والقلوبمختلفة قال قال واحد كيف تختلف القلوب قال هكذا وشبك بين أصابعه ثم قال يقتل

هذا هذا وهذا هذا هرجا ومرجا ويبقى طغام جاهلية ليس فيهامنار هدى وال علم يرى نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها

بدعاة قال فما اصنع في ذلك يا أمير المؤمنين قال انظروا أهل بيت نبيكم فان(٣٤٩)

لبدوا وان استنصروكم فانصروهم تنصروا وتعذروا فإنهم لنيخرجوكم من هدى ولن يدعوكم إلى ردئ وال تسبقوهم بالتقدم

فيصرعكم البالء وتشمت بكم األعداء قال فما يكون بعد ذلك يا أمير المؤمنينقال يفرج الله برجل من أهل بيتي كانفراج األديم من بيته ثم

يرفعون إلى من يسومهم خسفا ويسقيهم بكأس مصبرة وال يعطيهموال يقبل منهم اال السيف هرجا مرجا يحمل السيف على عاتقه ثمانية

أشهر حتى قريش كذا رأيت في النسخة بالدنيا وما فيها ان يروني مقام واحد فأعطيهمواخذ

منهم بعض ما قد منعوني واقبل منهم بعض ما يرد عليهم حتى يقولواما هذا من قريش لو كان هذا من قريش ومن ولد فاطمة لرحمنا يغر به

الله ببنى أمية فيجعلهم تحت قدميه ويطحنهم طحن الرحى ملعونينأينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيال سنة الله في الذين خلوا من قبل ولنتجد لسنة الله تبديال إما بعد فإنه البد من رحى تطحن ضاللة فإذا

طحنت قامت على قطبها اال وان لطحنها روقا وان روقها حدها وعلى الله(٣٥٠)

فلها اال وانى وابرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغاراواعلمهم كبارا معنا راية الحق والهدى من سبقها مرق و

من خذلها محق ومن لزمها لحق (وفى رواية أخرى ومن لزمها سبق)انا أهل بيت من علم الله علمنا ومن حكم الله الصادق قبلنا ومن

قول الصادق سمعنا فان تتبعونا تهتدوا ببصائرنا وان تتولوا عنايعذبكم الله بأيدينا أو بما شاء نحن أفق االسالم بنا يلحق المبطئ

والينا يرجع التائب والله لوال أن تستعجلوا ويتأخر الحق لنباتكمبما يكون في شباب العرب والموالي فال تسئلوا أهل بيت محمد العلم

قبل إبانة وال تسألوهم المال على العسر فتبخلوهم فإنه ليس منهم البخلوكونوا احالس البيوت وال تكونوا عجال بذرا كونوا من أهل الحق

تعرفوا به وتتعارفوا عليه فان الله خلق الخلق بقدرته وجعلبينهم الفضائل بعلمه وجعل منهم عبادا اختارهم لنفسه ليحتج بهم

على خلقه فجعل عالمة من أكرم منهم طاعته وعالمة من أهان(٣٥١)

منهم معصيته وجعل ثواب أهل طاعته النضرة في وجهه في داراالمن والخلد الذي ال يروع أهله وجعل عقوبة أهل معصيته نارا

تأجج لغضبه وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون يا أيهاالناس انا أهل بيت بنا ميز الله الكذب وبنا يفرج الله الزمان الكلب

وبنا ينزع الله ربق الذل من أعناقكم وبنا يفتح الله وبنا يختم اللهفاعتبروا بنا وبعدونا وبهدانا وبهداهم وبسيرتنا وسيرتهم وميتتنا

وميتتهم يموتون بالداء والقرح والدبيلة ونموت بالبطن والقتل والشهادة ثم التفت إلى بنيهفقال يا نبي ليبر كباركم كباركم وليرحم كباركم

صغاركم وال تكونوا أمثال السفهاء الجفاة الجهال الذين ال يعطونفي الله اليقين كقيض بيض في اداح االويح للفراخ فراخ آل محمد منخليفة مستخلف عتريف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف بعدي إما

والله لقد علمت تبليغ الرساالت وتنجيز العداة وتمام الكلمات وفتحت لي األسباب واجرى لي السحاب ونظرت في ملكوت لم يغرب

(٣٥٢)

عنى شئ فات ولم يفتني ما سبقني ولم يشركني أحد فيما اشهدنىربى يوم يقوم االشهاد وبي يتم الله موعده ويكمل كلماته و

انا النعمة التي انعمها الله على خلقه وانا االسالم الذي ارتضاهلنفسه كل ذلك من الله به على وأذل به منكبي وليس امام اال وهو عارف أهل واليته وذلك قول الله عز وجل انما أنت منذر و

لكل قوم هاد ثم نزل صلى الله عليه وآله الطاهرين األخيار وسلم تسليما كثيراقوله فقأت عين الفتنة يقال فقأت العين ان شققتها أو قلعتها يشحمها أو أدخلت اإلصبع فيها

وفقأعين الفتنة أو كسر ثورانها وحذف المضاف أي عين أهلها بعيد قوله ولم يكن ليجترأ عليها

غيري عدم اجتراءغيره عليه السالم على اطفاء تلك الفتنة الن الناس كانوا يهابون قتال أهل القبلة ويقولون

كيف نقاتلمن يؤذن كأذاننا ويصلى بصالتنا قوله أمورا ملتجة أي مختلطة من التجت األصوات أي

اختلطت ولحجب السفينةأي خاضت اللجة والتج البحر التجاجا وفى بعض النسخ بالباء الموحدة من قولهم لبجت به

األرض إذا جلدت به وقولهمجلجلة الحلجل واحد الجالجل وصوته الجلجلة وصوت الرعد أيضا والمجلجل السحاب

الذي فيه صوت الرعد وأي البيت قواعد فيها وتجلجلت أي ساخ بيدك وتجلجل إذا حركته الشئ جلجلت

السالم مكلحا عليه قوله تضعضعت كلح كمنع وتكلح وأكلح وأكلحته ودهر كالح شديد وقوله مبلحا يقال بلح الرجل ملوحا

إذا أعيى والماء ذهبوالبلوح البئر الذاهبة الماء وبلحت خفارته إذا لم تف والبالح األرض التي ال تنبت شيئا

وقوله نصلت أيخرجت كاشفا عن ناب ونصل الحافر أي خرجت عن موضعه وفى بعض النسخ قلصت

بالتخفيف أو التشديديقال قلص الشئ إذا ارتفع وقلص وقلص وتقلص كله بمعنى انضم وانزوى يقال قلصت

شفته أي انزوت قولههرجا هرجا يقال هرج الناس يهرجون أي وقعوا في فتنة واختالف واختالط وقتل وقوله

وان لطحنها روقاأي حسنا واعجابا وازروق أي إذا صار بحيث أعجبت الناس وقوله حدها أي نهايتها

ووقت انقضائهاوقوله وعلى الله فلها أي كسرها األرومة كاألكولة بفتح الهمزة وقد تضم بمعنى األصل

والبذر بضمتين

(٣٥٣)

جمع البذور وهو الذي يزيع االسرار والنضرة الحسن والرونق وقوله ال يروع أهله أي اليفزع وال يخاف

وفى بعض النسخ بالغين المعجمة أي ال يحيد وال يميل أهلها عنها والدبيلة خراج ودملكبير تظهر في الجوف

فتقتل صاحبها غالبا قوله كقيض بيض في اداح القيض قشر البيض االداح أصله االداحىجمع االدحى و

هو الموضع الذي تبيض فيه النمامة وتفرخ وهوا فعول من دحوت ألنها تدحوه برجلها أيتبسطه

ثم تبيض فيه قوله االويح الويح كلمة رحمة كما أن الويل كلمة عذاب وقيل هما بمعنىواحد والخف القرن بعد

القرن وما جاء من بعد وبمعنى ما استخلف قوله عتريف أو عتروف أي خبيث المترفالطاغي من كثرة

النعمة يقال أترفته النعمة أي أطغته وأذل به منكبي لعله كناية من كثرة الحمل وثقله أوالمعنى ان مع تلك الفضائل

رفع التكبر والترفع عنى أقول قد نقل العالمة المجلسي ره في المجلد الثامن من البحار ص٧٢٤ هذه الخطبة

أيضا من كتاب سليم بتمامها وعن كتاب الغارات إلبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيلبن ابان عن عبد الغفار

بن القسم عن المنهال بن عمرو عن زرين بن جيش قال سمعت أمير المؤمنين عليه السالميخطب وقال إبراهيم

واخبرنى أحمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن المنهال عنرزين بن جيش قال خطب

علي عليه السالم بالنهروان وساق الحديث نحو حديث سليم إلى قوله ولن تجد لسنة اللهتبديال انتهى كالمه

وإبراهيم بن محمد الثقفي هذا كان وفاته سنة ثالث وثمانين ومأتين من الهجرة وقد روىعنه األجلة من العلماء

األفاخم والمحدثين األعاظم وكان ثقة جليال وفى التشيع والديانة متصلبا رفع الله في الخلدمقامه

٢١٤ / ١١٦ ومن كالمه عليه السالمنقله العالمة المجلسي أعلى الله مقامه في الجزء الثامن من البحار ص ٦٨١ فيما نقله عن

كتاب الغاراتإلبراهيم بن محمد الثقفي الذي مر ذكره آنفا انه روى عن المسيب بن نجبة الفزاري أنه

قال سمعت عليا عليه السالم يقولانى قد خشيت ان يدال هؤالء القوم عليكم بطاعتهم امامهم

ومعصيتكم امامكم وبأدائهم اإلمامة وخيانتكم وبصالحهمفي أرضهم وفسادكم في أرضكم وباجتماعهم على باطلهم و

تفرقكم عن حقكم حتى تطول دولتهم وحتى ال يدعوا لله محرما اال(٣٥٤)

استحلوه حتى ال يبقى بيت وبر وال بيت مدر اال دخله جورهم وظلمهم حتى يقوم الباكيات باك يبكى لدينه وباك يبكي لدنياه

وحتى ال يكون منكم اال نافعا لهم أو غير ضار بهم وحتى يكوننصرة أحدكم منهم كنصرة العبد من سيدة إذا شهد اطاعه وإذا غاب

عنه سبه فان اتاكم الله بالعافية فاقبلوا وان ابتالكم فاصبروافان العاقبة للمتقين

٢١٥ / ١١٧ ومن خطبه عليه السالمقال العالمة المجلسي ره ناقال عن نصر بن مزاحم في الثامن من البحار ص ٤٧٦ ان عليا

عليه السالم صعد المنبرفخطب الناس ودعاهم إلى الجهاد فبدء بحمد الله والثناء عليه ثم قال عليه السالم

ان الله قد أكرمكم بدينه وخلقكم لعبادته فانصبوا أنفسكم فيأدائها وتنجزوا موعوده واعلموا ان الله جعل امراس االسالم

متينة وعراه وثيقة ثم جعل الطاعة خط األنفس ورضا الرب وغنيمة األكياس عند تفريط العجزة وقد حملت أمر أسودها وأحمرها

وال قوة اال بالله ونحن سائرون إن شاء الله إلى من سفه نفسهوتناول ما ليس له وما ال يدركه معاوية وجنده الفئة الطاغية

(٣٥٥)

الباغية يقود هم إبليس ويبرق لهم ببارق تسويفه ويدليهمبغروره وأنتم اعلم الناس بالحالل والحرام فاستغنوا بما علمتم واحذروا ما حذركم من الشيطان وارغبوا فيما هيأ لكم عنده من

االجر والكرامة واعملوا ان المسلوب من سلب دينه وأمانتهوالمغرور من آثر الضاللة على الهدى فال اعرفن أحدا منكم

تقاعس عنى وقال في غير كفاية فان الذود إلى الذود ابلومن ال يذد عن حوضه يهدم ثم انى آمركم بالشدة في االمر و

الجهاد في سبيل الله وان ال تغتابوا مسلما وانتظروا لنصر العاجلمن الله إن شاء الله

قوله إلى من سفه نفسه أي جعلها سفيهة استعمل استعمال المتعدى فهو في قوة سفه نفساما ال يدركه أي

الخالفة الواقعية وبرقت السماء أي لمعت أو جاءت تبرق والبارق سحاب ذو برق الذودمن اإلبل ما بين

الثالث إلى العشر وهي مؤنثة ال واحد لها من لفظها والكثير أزواد وفى المثل الذود منالذودا بل قولهم

إلى بمعنى مع أي إذا جمعت القليل مع القليل صار كثيرا وقال الزمخشري في المستقصىمن ال يذد عن حوضه

يهدم من قول زهير ومن ال يذد عن حوضه بسالحه يهدم ومن ال يظلم الناس يظلم يضربفي تهضم

غير المدافع عن نفسه كذا نقلها المجلسي ره تقاعس الرجل عن االمر إذا تأخر ورجع إلىخلف ولم يتقدم فيه

٢١٦ / ١١٨ ومن خطبه عليه السالمالثامن من البحار ص ٣٩٨ عن تفسير علي بن إبراهيم القمي أنه قال أبى عن ابن أبي عمير

عن جميل عن أبي عبد الله(٣٥٦)

عليه السالم قال خطب أمير المؤمنين صلوات عليه بعد ما بويع بخمسة أيام خطبة فقالواعلموا

ان لكل حق طالبا ولكل دم ثائرا والطالب كقيام الثائربدمائنا والحاكم في حق نفسه هو العدل الذي ال يحيف والحاكمالذي ال يجوز وهو الله الواحد القهار واعلموا ان على كل شارعبدعة وزره ووزر كل مقتد به من بعده إلى يوم القيمة من غير أن

ينقص من أوزار العاملين شيئا وسينتقم الله من الظلمة ما كلبما كل ومشرب بمشرب من لقم العلقم ومشارب الصبر األدهم فليشربوا

الصلب من الراح السم المداف وليلبسوا دثار الخوف دهرا طويال ولهمبكل ما اتوا وعملوا من أفاريق الصبر األدهم فوق ما اتوا وعملوا إما انه لم

يبق اال الزمهرير من شتائهم ومالهم من الصيف اال رقدة ويحبسهم وماتوازروا وجمعوا على ظهورهم من اآلثام فيا مطايا الخطايا ويا زور الزور و

أوزار اآلثام مع الذين ظلموا اسمعوا واعقلوا وتوبوا وابكوا على أنفسكمفسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فاقسم ثم أقسم لتحملنها بنو أمية

(٣٥٧)

من بعدي وليعرفنها في دار غيرهم عما قليل فال يبعد والله االمن ظلم وعلى البادئ يعنى األول ما سهل لهم من سبيل الخطايا

مثل اوزارهم واوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيمة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم أال ساء ما يرزون

قوله عليه السالم والطالب كقيام الثائر أي طلب الطالب للحق كقيام الطالب بدمائنا والثاربالهمزة الدم والطلب به وقاتل حميمك والثائر من ال يبقى على شئ حتى يدرك ثاره ذكره

الفيروزآبادي والحاكم في حق نفسه لعل المعنى ان في قتلنا حقا لنا وحقا لله تعالى حيث قتلوا حجته

ووليه والقائم بطلبحقنا والله العادل يحكم في حق نفسه ان على كل شارع بدعة وزره شرع لهم كمنع سن

وقوله وزره اسمان وخبره الظرف المقدم أي يلزم مبدع البدعة ومحدثها وزر نفسه ووزر كل من اقتدى به

اللقم جمعاللقمة والعلقم الحنظل وكل شئ مر واألدهم األسود فليشرب الصلب أي الشديد الغليظ

فان شربه أعسرأو تصحيف الصئب بالهمز يقال صئب من الشراب كفرح إذا روى وامتأل أو الصبب بالباء

محركة أي المصبوبوالراح الخمر اطلق هنا تهكما والدوف الخلط والبل بماء ونحوه األفاريق جمع الجمع

والجمع فرق والفرقةالسقاء الممتلى ال يستطاع يمخض حتى يفرق والطائفة من الناس اال الزمهرير من شتائهم

أي لم يبق من شدائدالدنيا اال ما أصابهم من تلك الشدة وليس لهم لذلك األرقدة أي نومة بالهاء أي االنومه وفى

بعضالنسخ بالفاء مع الضمير والرفد بالكسر العطاء وبالكسر والفتح القدح الضخم والحاصل انه

لم يبق لهم من راحةالدنيا اإلراحة قليلة ذهبت عنهم ويحبسهم ما توازروا أي يحسبهم يوم القيمة اوزارهم وفى

بعض النسخوما توازروا أي يحبسهم الله ويا زور الزور قال في القاموس الزورة الناقة التي تنظر بمؤخر

عينهالشدتها ولعل في بعض الفقرات تصحيفات انتهى ايضاح العالمة أعلى الله مقامه

٢١٧ / ١١٩ ومن كالمه عليه السالمكتاب الغيبة لشيخ الطائفة اإلمامية االثني عشرية ورئيسها الشيخ محمد بن الحسن الطوسي

قدس سره القدوسيالطبعة األولى ص ٢٩٢ قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل الشيباني عن أبي نعيم نصر بن

عصام بن المغيرة(٣٥٨)

العمرى عن أبي يوسف يعقوب بن نعيم بن عمرو قرقارة الكاتب عن أحمد بن محمداألسدي عن

محمد بن أحمد عن إسماعيل بن عباس عن مهاجر بن حكيم عن معوية بن سعيد عن أبيجعفر محمد

بن علي قال قال علي بن أبي طالب عليه السالم إذا اختلف رمحان بالشامفهو آية من آيات الله تعالى قيل ثم مه قال ثم رجفة تكون بالشام

يهلك فيها مأة الف يجعله الله رحمة للمؤمنين وعذابا علىالكافرين فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البرازين الشهب والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام فإذا كان ذلك

فانتظروا خسفا بقرية من قرى الشام يقال لها خرشا (خرشنا)فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة االكبار بوادي اليابس أي السفياني

٢١٨ / ١٢٠ ومن كالمه عليه السالمكتاب منتخب كنز العمال في سنن األقوال واالفعال للشيخ االمام العالم عالء الدين علي بن

حسام الدينالشهير بالمتقى الهندي من أعاظم علماء العامة الموضوع بهامش كتاب المسند ألحمد بن

حنبل امامالحنابلة المطبوع بالمطبعة الميمنية بمصر سنة ١٣١٣ في الجزء السادس من المسند ص

٣٤ روى عن علي عليه السالمقال ليخرجن رجل من ولدى عند اقتراب الساعة حين تموت قلوب

المؤمنين كما تموت األبدان لما لحقهم من الضر والشدة والجوع والقتلبتواتر الفتن والمالحم العظام وإماتة السنن واحياء البدع و

(٣٥٩)

ترك االمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيحيى الله بالمهدى محمد بنعبد الله السنن التي قد أميتت ويسر بعد له وبركته قلوب

المؤمنين وتتالف إليه عصب من العجم وقبائل من العرب فيبقىعلى ذلك سنين ليست بالكثيرة دون العشرة ثم يموت أقول إن

المهدى هو محمد بن الحسن العسكري عليهما السالم والتعبير عن أبيه هنا بعبد الله لوصدر عن أمير المؤمنين عليه السالم فمحمول على التقية لكي يشتبه االمر على أعدائه بعد

والدته حفظالوجوده الشريف عن كيد األعادي أو مصحف عن النساخ كما صحفوا كلمة ابني في

الخبر المشتهر النبويبابى كما ال يخفى خصوصا مع أن الكثيرين من كبار علماء هم وافقونا في اسمه واسم أبيه

عليهما السالمولقد نظمت أربعين اسما من أسماء األعاظم من علماءهم في ارجوزتي المسماة بالدرر

المكنونة في االمامواإلمامة مع أسامي كتبهم التي ذكروا فيها اسمه واسم أبيه صلوات الله عليهما وعلى

جدهما وآبائهما٢١٩ / ١٢١ ومن خطبه عليه السالم

في منتخب كنز العمال الذي مر ذكره ووصفه انفا ص ٣٤ نقل عن سعد اإلسكاف عناألصبغ بن

نباته أنه قال خطب علي بن أبي طالب (عليه السالم) فحمد الله وأثنى عليه ثم قالأيها الناس ان قريشا أئمة العرب ابرارها البرار وفجارها

لفجارها والبد من رحى تطحن على ضاللة وتدور فإذا قامت علىقلبها طحنت بحدتها اال ان لطحينها روقا وروقها حدتها وفلها

على الله اال وانى وابرار عترتي وأهل بيتي اعلم الناس صغارا وأحلم(٣٦٠)

الناس كبارا معنا ركبته الحق من تقدمها مرق ومن تخلف عنهامحق ومن لزمها لحق انا أهل الرحمة وبنا فتحت الحكمة وبعلم الله

علمنا ومن صادق سمعنا فان تتبعونا تنجوا وان تتولوا يعذبكمالله بأيدينا وبنا فك ربق الذل عن أعناقكم وبنا يختم البكم و

بنا يلحق التالي والينا يفئ الغالي فلوال تستعجلوا وتستأخروا القدرألمر قد سبق في البشر لحدثتكم بشباب من الموالى وأبناء العرب ونبذ من الشيوخ كالملح في الزاد وأقل الزاد الملح فينا معتبر ولشيعتنامنتظر انا وشيعتنا نمضى إلى الله بالبطن والحمى والسيف ان عدونا

يهلك بالداء والدبيلة وبما شاء الله من البلية والنقمة أيم اللهاألعز األكرم ان لو حدثتكم بكل ما اعلم لقالت طائفة ما اكذب

وارجم ولو انتقيت منكم مأة قلوبهم كالذهب ثم انتخبت من المأةعشرة ثم حدثتهم حديثا فينا أهل البيت لينا ال أقول بيه اال حقا

وال اعتمد فيه اال صدقا لخرجوا وهم يقولون على من اكذب الناس و(٣٦١)

لو اخترت من غيركم عشرة فحدثتهم في عدونا وأهل البغى عليناأحاديث كثيرة لخرجوا وهم يقولون على من أصدق الناس هلك

حاطب الحطب وحاصر صاحب القصب وبقيت القلوب تقلب فمنهامشعب ومنها مجدب ومنصب ومنا مسيب يا بنى ليبر صغاركم

كباركم وليرأف كباركم صغاركم وال تكونوا كالغواة الجفاة الذينلم يتفقهوا في الدين ولم يعطوا في الله محض اليقين كبيض بيض في

اداحى ويل لفراخ فراخ آل محمد من خليفة جبار عتريف مترفمستخف بخلفي وخلف الخلف وبالله لقد علمت تأويل الرساالت

وانجاز العدات وتمام الكلمات وليكونن من يخلفني في أهلبيتي رجل يأمر بأمر الله قوى يحكم بحكم الله وذلك بعد زمان مكلح

مفصح يشتد فيه البالء وينقطع فيه الرجاء ويقبل فيه الرشاءفعند ذلك يبعث الله رجال من شاطئ دجلة ألمر حزبه يحمله الحقد

على سفك الدماء قد كان في ستر وغطاء فيقتل قوما وهو غضبان(٣٦٢)

شديد الحقد حران في سنة بخت نصر يسومهم خسفا ويسقيهمسوط عذاب وسيف دمار ثم يكون بعده هنات وأمور مشتبهات

اال من شط الفرات إلى النجفات فاتى إلى القطقطانيات في آيات وآفاتمتواليات يحدث شكا بعد يقين يقوم بعد حين يبنى المدائن ويفتح

الخزائن ويجمع األمم ينفذها شخص البصر وطمح النظر وعنت الوجوهوكشف البال حتى يرى مقبال مدبرا فيا لهفا على ما اعلم رجب شهر ذكر

رمضان تمام السنين شوال يشال فيه أمر القوم ذو القعدة يقتعدونفيه ذو الحجة الفتح من أول العشر اال ان العجب كل العجب بين جمادى و

رجب جمع اشتات وبعث أموات وحديثات هونات هونات بينهنموتات رافعة ذيلها داعية عولها معلنة قولها بدجلة أو حولها اال

ان منا قائما عفيفة احسابه سادة أصحابه ينادى عند اصطالم أعداءالله باسمه واسم أبيه في شهر رمضان ثالثا بعد هرج وقتال وضنكوخبال وقيام من البالء على ساق وانى العلم إلى من تخرج األرض

(٣٦٣)

ودائعها وتسلم إليه خزائنها ولو شئت ان اضرب برجلي فأقول اخرجىمن ههنا بيضا ودروعا كيف أنتم يا ابن هنات إذا كانت سيوفكم

بايمانكم مصلتات ثم رملتم رمالت ليلة البيات ليستخلفن اللهخليفة يثبت على الهدى وال يأخذ على حكمه الرشا إذا دعى

دعوات بعيدات المدى دامغات للمنافقين فارجات عن المؤمنيناال ان ذلك كائن على رغم الراغمين والحمد لله رب العالمين و

صلواته على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وأصحابه أجمعينأقول داق الشئ إذا صفا وخلص وراقني جماله يروقني أعجبني قوله فل الفل بالفتح واحد

فلول السيفوهي كسور في حده والفلة مثله وفللت الجيش من باب قتل كسرته وهزمته قوله ركية

الحق أي اقامتهالمارق الخارج عن الدين المحق المحو والباطل والفيئ الرجوع الغالي المتجاوز عن الحد

البطن الباطنالبخيل صاحب الداهية والشدة والحاصر والحقيقة الحمى الحفظ والمحافظة والدبيلة

القصب الذي ذهبالرحمة قلبه ومن يعيب الناس ويشتمه المشعب فارق طريق الحق عن الباطل والمجدب

المعيوب ومن ليسفيه نفع وال خير والمنصب من به تعب وشدة وألم والمسبب من يسب ويشتم بيض بيض

أي بياض البيضاألذاحى المحال التي تبيض فيها النعامة ونحوه العتريف الخبيث المترف المتقلب في لين

العيش والمسرفالمتروك الذي يخالف أمر الله ويفعل ما يشاء والكالح العابس وكذا المكلح والمتكلح

المفضح السيئ الكاشفللمساوى العول والعويل رفع الصوت بالبكاء والصياح االرجاء التأخير الحران العطشان

بخت نصربتشديد الصاد هنات خصال الشر وال يطلق على خصال الخير وجمعه هنوات طمح بصره

أي ارتفع بصره الهناتالداهية جمه هنوات والهون االستخفاف وجمعه هونات والهوان االصطالم االستيصال

٢٢٠ / ١٢٢ ومن كالمه عليه السالم(٣٦٤)

منتخب كنز العمال ص ٣٦ عن محمد بن الحنفية ان علي بن أبي طالب (عليه السالم قاليوما في مجلسه

والله لقد علمت لتقتلنني ولتخلفنني ولتكفؤون اكفاء االناء بمافيه ما يمنع أشقاكم ان يخضب هذه يعنى لحيته بدم من فود هذه

يعنى هامته فوالله ان ذلك لفى عهد رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم إلى وليدالن عليكم هؤالء باجتماعهم على أهل

باطلهم وتفرقكم على أهل حقكم حتى يملكوا الزمان الطويل فيستحلواالدم الحرام والفرج الحرام والخمر الحرام والمال الحرام فال يبقى بيت

من بيوت المسلمين اال دخلت عليهم مظلمتهم فيا ويح بنى أميةمن ابن أمتهم يقتل زنديقهم ويسير خليفتهم في األسواق فإذا

كان ذلك ضرب الله بعضهم ببعض والذي فلق الحبة وبرء النسمةال يزال ملك بنى أمية ثابتا لهم حتى يملك زنديقهم فإذا قتلوه

وملك ابن أمتهم خمسة أشهر القى الله بأسهم بينهم فيخرجونبيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين وتعطل الثغور وتهراق

(٣٦٥)

الدماء وتقع الشحناء في العالم والهرج سبعة أشهر فإذا قتلزنديقهم فالويل ثم الويل للناس في ذلك الزمان يسلط بعض

بني هاشم على بعض حتى من الغيرة تغير خمسة نفر على الملك كمايتغاير الفتيان على المرأة الحسناء فمنهم الهارب والمشؤم ومنهم السناط الخليع يبايعه جل أهل الشام ثم يسير إليه حمارالجزيرة من مدينة األوثان فيقاتله الخليع ويغلب على الخزائن

فيقاتله من دمشق إلى حران ويعمل عمل الجبابرة األولى فيغضبالله من السماء لكل عمله فيبعث عليه فتى من المشرق يدعو إلىأهل بيت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم هم أصحاب الراياتالسود المستضعفون فيعزهم الله وينزل عليهم النصر فال يقاتلهم

أحد اال هزموه ويسير الجيش القحطاني حتى يستخرجوا الخليفة وهوكاره خائف فيسير معه تسعة آالف من المالئكة معه راية النصر

وفتى اليمن في نحر حمار الجزيرة على شاطئ نهر فيلتقى هو وسفاح(٣٦٦)

بني هاشم فيهزمون الحمار ويهزمون جيشه ويغرقونهم في النهرفيسير الحمار حتى يبلغ حرام فيتبعونه. فيهزم منهم فيأخذ على

المدائن التي بالشام على شاطئ البحر حتى ينتهى إلى البحرين ويسيرالسفاح وفتى اليمن حتى ينزلوا دمشق فيفتحونها أسرع من التماع

البرق ويهدمون سورها ثم يبنى ويغمر ويساعدهم عليها رجلمن بني هاشم اسمه اسم نبي فيفتحونها من الباب الشرقي قبل ان يمضى

من اليوم الثاني أربع ساعات فيدخلها سبعون الف سيف مسلولبأيدي أصحاب الرايات السود شعارهم أمت أمت أكثر قتالها فيما

يلي المشرق والفتى في طلب الحمار فيدركانه فيقتالنه من وراءالبحرين من المعرتين واليمن ويكمل الله للخليفة سلطانه ثم يثور

سميات أحدهما بالشام واالخر بمكة فيهلك صاحب المسجد الحرامويقبل حتى تلقى جموعه جموع صاحب الشام فيهزمونه (ابن المناوي)

أقول األكفاء (االنقالب يقال كفئت االناء وأكفأته إذا كبيته وقلبته االناء الظرف والوعاءالفود

هامة الرأس التداول التصرف واالخذ قوله وتهراق الدماء بالبناء للمفعول أي تصب وتراقالشحناء

(٣٦٧)

العداوة والبغضاء السناط بالكسر والضم كوسج ال لحية له حمار الجزيرة يقال لمن كفربعد االسالم

وهذا مثل بين وله حكاية حران بلدة من بالد الشام قوله من المعرتين واليمن أي القرنيينيقول المؤلف الحقير

الثاني من كتابي هذا الجزء لتاليف الذي هداني ومن على بفضله ووفقني لله الحمد المسمى بمصباح

البالغة في مشكاة الصياغة ويتلوه إن شاء الله تبارك وتعالى الجزء الثالث منه بعونه وعنايته وحسن توفيقه ومشيته واسئله ان يوفقني التمامه وتقبله بقبول حسن من عبيده الحسن

وقد وقع الفراغ من تاليف هذا الجزء وتسويده عشية يوم الجمعة العاشرمن شهر جمادى الثانية من شهور سنة سبع وثمانين

وثالثمائة بعد األلف من الهجرة المقدسةالنبوية على مهاجرها آالف

الصلوات والتحيات

وانا المؤلف المحتاج إلى عفو ربه الحسن بن علي الميرجهانيالطباطبائي المحمد آبادي الجرقوئي األصفهاني نزيل

عاصمة طهران عفى عنه١٣٨٨ ه

(٣٦٨)