31
ﻣﺠﻠﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ1433 - ﻫـ2012 ﺩﻭﺭ ﺍﻟﱰﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻧﻮﺍﺭ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﻠﻲ..(*) ﻣﻠﺨﺺ ﺍﻟﺒﺤﺚ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺤدﻴث ﻟﻴس واﻟﺘﻐﻴر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺘرﺒﻴﺔ إن اﻟﺤدﻴث ﻋن ﻬﺎ ، ﻛﻠ ات واﻟﺤﻀﺎر ﺒﺎﻟﺠدﻴد ﻓـﻬو ﺤدﻴث اﻟرﺴﺎﻻت اﻟﺴﻤﺎوﻴﺔ واﻟﺤرﻛﺎت أﻟﺘﻐﻴﻴرﻴﻪ وﻗت ﻤﻀﻰ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ إﻟﻰ ﺘﺄﺼﻴﻝ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ، اﻟـﻴوم وأﻛﺜر ﻤن أي أﻨﻨﺎ إﻻ اﻛﻤﻴﺔ اوﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻛوﻴن اﻟﻔرد ﺤﺘﻰ ﻴﺼﻝ إﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺼﻝ أﻟﻴﻪ ﻤن اﻟﺘر ﺤﺠر اﻟز ﻓﺎﻟﺘرﺒﻴﺔ. ن ﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔرد اﻟﺘرﺒوﻴﺔ ﺒﺠواﻨﺒﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟﻤدﺨﻼت اﻟﺘرﺒوﻴﺔ ﺘﺘﻛو ﺒﺎﻻﺘﺠﺎﻩ وﺘﻛوﻴﻨﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻓﻛرﻴﺎ ﺘﺸﻛﻴﻠﻪ وﺒﻤﺎ أن اﻟﺘرﺒﻴﺔ ﺘﺴﺘﻬدف اﻟﻔرد ﻟﺘﻌﻴد ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ واﻗﻊ ﺠدﻴد ﻴؤﺜر ﻴﻨدﻓﻊ ﻫذا اﻟﻔرد ﻟﻴﺴﻬم ﻤﻊ اﻵﺨرﻴن وﻤن ﺜم اﻟذي ﺘرﻴدﻩ. اﻴﺠﺎﺒﻴﺎ أو ﺴﻠﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺘوﺠﻬﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ اﻷﻓﻛﺎر ﻋﻨد اﻹﻨﺴﺎن ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻟﺘﻐﻴر ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘرﺒوﻴﺔ ﻴﺒدأ ﺒﻌﺎﻟم اﻟﺘﻐﻴر وﻷن اﻟﻨﺎﺤﻴﺔ اﻟﺘرﺒوﻴﺔ وﺘﺄﺼﻠت ﺎءة ، وﻛﻠﻤﺎ ﺘﻌﻤﻘت ﺘﺘم ﻤن ﺨﻼﻝ إﺤﻼﻝ أﻓﻛﺎر اﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺒﻨ. ﺨﻠﻘت ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺠدﻴدة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘدﻓﻊ إﻟﻰ إﺤداث اﻟﺘﻐﻴر اﻟﻤطﻠوب ﻟذﻟك ﻴﺘﺄﻟف ﻫذا اﻟﺒﺤث ﻤن ﻤﺒﺤﺜﻴن ، ﻴﺘﻀﻤن اﻟﻤﺒﺤث أﻷوﻝ اﻹطﺎر اﻟﻤﻨﻬﺠﻲ. ﻟﻠﺒﺤث ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺘﻀﻤن اﻟﻤﺒﺤث اﻟﺜﺎﻨﻲ دور اﻟﺘرﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻴر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺪﺭﺱ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ. ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ

ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

  • Upload
    others

  • View
    9

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

دور الرتبية يف التغري االجتماعي

(*) م.م. انوار محمود علي

ملخص البحث إن الحديث عن التربية والتغير االجتماعي والعالقة بينهما حديث ليس

بالجديد فـهو حديث الرساالت السماوية والحركات ألتغييريه والحضارات كلها ، إال أننا الـيوم وأكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى تأصيل هذه العالقة ،

فالتربية حجر الزاوية في تكوين الفرد حتى يصل إلى ما يصل أليه من التراكمية التربوية بجوانبها المختلفة وعلى قدر المدخالت التربوية تتكون شخصية الفرد .

وبما أن التربية تستهدف الفرد لتعيد تشكيله فكريا وتكوينه عمليا باالتجاه الذي تريده ومن ثم يندفع هذا الفرد ليسهم مع اآلخرين في صناعة واقع جديد يؤثر

ايجابيا أو سلبيا في توجهات المجتمع ومستقبله . وألن التغير يبدأ بعالم األفكار عند اإلنسان لذلك فان التغير عملية تربوية

تتم من خالل إحالل أفكار ايجابية بناءة ، وكلما تعمقت الناحية التربوية وتأصلت خلقت ثقافة جديدة في المجتمع تدفع إلى إحداث التغير المطلوب .

لذلك يتألف هذا البحث من مبحثين ، يتضمن المبحث أألول اإلطار المنهجي للبحث بينما يتضمن المبحث الثاني دور التربية في التغير االجتماعي .

الحضارة اإلسالمية،كلية العلوم اإلسالمية،جامعة الموصل. مدرس مساعد في قسم

Page 2: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

Role Education in Social change

As.Le. Anwar Mahmood Ali

ABSTRACT To talk about education and social change and the relationship between them is not new talk

0T

It is0T

0T

a modern0T

0T

divine messages

0T

0T

and0T

0T

transformative0T

0T

movements0T

0T

and civilizations0T

0T

as a whole,

0T

We are today more than ever, need to consolidate these

0T

rogue, 0T

0T

Education is0T

0T

a cornerstone0T

0T

in the formation of

0T

0T

even0T

0T

up to0T

0T

the individual0T

0T

him up0T

0T

from0T

0T

the cumulative

0T

0T

educational0T

0T

aspects0T

0T

and0T

0T

the0T

0T

various0T

0T

educational0T

0T

inputs

0T

0T

as much as0T

0T

the individual's personality0T

0T

is made up0T

, 0T

Since0T

0T

that education0T

0T

aimed at0T

0T

the individual to0T

1T

re-1T

shape 0T

and composition

0T

0T

intellectually0T

0T

practically0T

0T

is the0T

0T

direction0T

0T

that you want

0T

0T

and then0T

0T

rushes0T

0T

to0T

0T

help0T

0T

this individual0T

0T

with others0T

0T

in the industry and

0T

0T

a new reality0T

0T

affect0T

0T

positively0T

0T

or0T

0T

negatively0T

0T

in the

0T

0T

community0T

0T

and its future0T

0T

directions0T

0T

Because0T

0T

change begins0T

0T

at0T

0T

the world of0T

0T

ideas0T

0T

man0T

0T

so the

0T

0T

process of0T

0T

educational0T

0T

change0T

0T

is0T

0T

through the0T

0T

establishment of

0T

0T

positive0T

0T

constructive0T

0T

ideas0T

, and the more 0T

deepened0T

0T

the educational

0T

0T

and took root0T

0T

as0T

0T

created0T

0T

a new culture0T

0T

in the community

0T

0T

paid to0T

0T

the events of0T

0T

the desired0T

0T

change0T

. 0T

Therefore,0T

0T

this research0T

0T

consists0T

0T

of0T

0T

two sections0T

, 0T

first section

0T

0T

contains0T

0T

the methodological framework0T

0T

of the

0T

0T

research0T

0T

while the0T

0T

second section0T

0T

includes the0T

0T

role of education in

0T

0T

social change.

Page 3: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

املقدمة الحمد هللا رب العالمين والصالة والسالم أألتمان األكمالن على سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين. منذ فجر التاريخ والتربية تلعب دورا بارزا في التغييرات التي تتعرض لها

المجتمعات، وما من شـك أن العالقة التي تمثل هذا التغير هي عالقة طردية ، أي أن مستوى التربية ونوعها يؤثران سلبيا أو إيجابيا في مستوى التغييرات

االجتماعية ونوعها ، فأن كانت التربية جيدة ومتقدمة في أطروحاتها و وسائلها وأدواتها وأهدافها وآلياتها ستحدث بال شك تغييرات نوعية متقدمة في المجاالت

الصناعية والسياسية واالقتصادية والتنموية والمجاالت كافة وعلى العكس من ذلك أذا كانت التربية رديئة ومتخلفة ، لذا فواقع أي مجتمع هو صورة معبرة عن واقع التربية

. وكثير من المنظرين والمفكرين يقولون إذا أردت أن تعرف واقع المجتمعات ففتش عن التربية فيها ، حيث أن عوامل القوة والضعف في المجتمعات ما هي إال نتاج

لواقع الفروق التي نراها بين المجتمعات في تربيتها . وبما أن التربية في األساس تستهدف إعادة صياغة وتكوين الفرد الذي بدوره يسهم في صياغة المجتمع وبنائه بالشكل الذي يرتضيه أبناء المجتمع ، وبما يتفق مع أهدافه المرسومة التي يفترض أنها تحافظ على هويته وتمكنه من البقاء

مجتمعا متماسكا وقويا في وجه كل ما يمكن أن يوثر فيه . إذا التربية ذات قيمة في حياة المجتمعات ألنها تستهدف في األساس وهو الشق أألول المحافظة على الهوية االجتماعية ممثلة في اللغة والقيم الثقافة والدين والتاريخ

المشترك، أما الشق الثاني الذي تستهدفه التربية فهو النماء االجتماعي متعدد الجوانب وهذا يتطلب شكال مختلفا من التربية ، إذ التربية التي يعول عليها

ألحداث تغيرات قوية وجوهرية البد أن تكون مرنة قادرة على التجديد في ذاتها

Page 4: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

ومكوناتها وفي بيئتها ومضمونها وأساليبها ، كما أن هذه التربية ال تقتصر على مرحلة دون أخرى فكلما ارتقى المستوى التربوي والتعليمي ألفراد المجتمع كان

ذلك قيمة مضافة تحدث أثرها في أرض واقع المجتمع . ولكي تحدث التربية أثرها الفاعل في واقع المجتمع البد من قرارات جريئة تقدم عليها

المؤسسة التربوية أو الجهة التي تخضع لها المؤسسة التربوية حتى تتحقق تربية أفضل في الحاضر والمستقبل .

ويتألف البحث من مقدمة وعناوين رئيسة للبحث وخاتمة ،يعالج العنوان أألول اإلطار النظري للبحث ، في حين يتناول العنوان الثاني دور التربية في

التغير االجتماعي.

املبحث األول : اإلطار النظري للبحث حتديد مشكلة البحث-1

يتناول البحث قضية تقع بين علم االجتماع والتربية ، وتمثل اهتماما مشتركا لكال المجالين المعرفيين هي قضية دور التربية بوصفها واحدة من أخطر القوى

الرمزية في المجتمع وعملية التغيير االجتماعي كواحدة من أعقد أشكال الحركة وأشدها غموضا وتشابكا ، فالحديث هنا يدور عن التربية بمعناها الواسع الذي

يشمل التعليم والتعلم وتنشئة الشخصية وتأهيل الفرد من أجل تلبية مطالب مجتمعه وعالمه ، وكذلك عن عملية التغير االجتماعي بمعناها الواسع أيضا الذي

يعني الزوال التدريجي لبنية اجتماعية اقتصادية معينة ونظام القيم المرافق لها ، واالنتقال إلى بنية أخرى ذات ديناميكية أكثر كفاءة في أدارة مقدرات الطبيعة

والمجتمع . ولكي نغير نظام المجتمع كله يجب أن نغير التربية ، وذلك ليكون تغييرا حقيقيا

فالبد من تغيير جذري في النظام التربوي وفلسفته وأساليبه وأهدافه ، هذا ألن

Page 5: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

صياغة المجتمع ال تتم أال بصياغة التربية ، وبهذا فأن التربية ال تستطيع أن تصنع المجتمع وتغيره أو تحدث فيه أثرا بارزا وسريعا في بنيته أال أذا استطاعت أن تقهر

. )1(العوامل األخرى الكامنة في المجتمع والتي تشدها إلى الخلف ومجتمعنا اليوم تشتد حاجته إلى التربية كأساس لعملية التغير االجتماعي باعتبار

أن اإلنسان الفاقد للروح المغيرة ولقيم الفعالية وإلرادة التغير تنبع مشكلته من داخل نفسه التي تحتاج إلى أعادة في التشكيل وتقوية لإلرادة وتوظيف للقيم وبث

لروح التغير، وما مشكلة المجتمع اليوم إال مشكلة تربوية تتعلق بالفرد الذي يحتاج إلى إعادة الروح والدفع السلوكي الفعال الذي يهيئه لإلصالح وأحداث التغيير .

فالتربية ما هي أال صورة مصغرة للبناء االجتماعي الذي تقوم بعكسه بكل تناقضاته وتفاعالته ،كما أن النظام التعليمي ال يستطيع أن يصلح نفسه بنفسه ما لم تسبقه إصالحات في البناء االجتماعي أوال،ألن المجتمع هو القوة الموجهة للتغيير وذلك عن طريق األهداف والسياسات والتربية على هذا األساس ال يعدو دورها

على أن تكون أداة تنفيذ لتحقيق تلك أألهداف والسياسات ، أذن التربية لها دورها في عملية التغير ويمكن أن توثر تأثيرا مباشرا في تلك العملية عن طريق الكشف

عن مواطن التغيير. وايقاظ الوعي لدى األفراد بأهمية هذا التغيير وتزويدهم بالجديد من المعارف واالتجاهات المساندة للتغيير . ومع أن الموضوع ليس جديدا

بالمعنى العام للكلمة ،إال أن ما يضفي على البحث طابع الجدة العلمية يتمثل بكونه يتناول هذه القضية في ضوء معطيات المرحلة المعاصرة

أهمية البحث -2 يستمد هذا البحث أهميته من أهمية الموضوع الذي يتناوله ، فموضوع دور التربية

في التغير االجتماعي يعد من المواضيع بالغة األهمية فهو قضية كل المجتمعات وتزداد أهمية هذا الموضوع عندما يكون المجتمع في أمس الحاجة إلى

تغيير واقعه ومواجهة مشكالته بغية التغلب عليها وتقديم الحلول لها.

Page 6: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

وتبرز أهمية البحث من خالل أهمية التربية وقيمتها في تطوير الشعوب وتنميتها اجتماعيا واقتصاديا وفي زيادة قدرتها الذاتية على مواجهة التحديات الحضارية ،ذلك

أن التربية عامل هام في التنمية االقتصادية للمجتمعات وهي عامل هام في التنمية االجتماعية وضرورة للتماسك االجتماعي والوحدة القومية والوطنية وهي عامل هام في إحداث الحراك االجتماعي ، فللتربية دور هام في التقدم والرقي ألنها تزيد من نوعية الفرد وترفع بقيمته كما أنها ضرورية لبناء الدولة

. )2(العصرية وارساء الديمقراطية الصحيحة والتماسك االجتماعي كما يكتسب البحث أهميته من خالل أنه يحاول كيفية البعد عن الوقوع في

التغير السلبي وفي كيفية مواجهة التحديات والمشكالت التربوية واالجتماعية المعوقة للتغير، وتأتي أهمية البحث أيضا من خالل كونه محاولة ألحداث تغييرات تربوية جذرية يستفيد منها القائمون على العملية التربوية في تحقيق التوازن والتطور

المنشود.

أهداف البحث-3 أن الهدف العام للبحث يتمثل بمحاولة إبراز الدور الذي تقوم به التربية بصفتها

الوسيلة التي يجدد بها المجتمع شروط وجوده في عملية التغير االجتماعي باعتبار التغير أصبح مطلبا أساسيا ، بل شرط للوجود واالستمرار في المرحلة

المعاصرة هذا الهدف العام تتفرع عنه ثالثة أهداف جزئية تفرضها طبيعة البحث هي :

توضيح مفهوم التربية ومفهوم التغير االجتماعي -١ بيان العالقة بين التربية ومفهوم التغير االجتماعي -٢

Page 7: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

إبراز دور التربية في حياة المجتمع باعتباره جانبا أساسيا البد من تطويره -٣ ألحداث أي عملية تغير جدية.

منهج البحث-4 يمكن للباحث في المجاالت االجتماعية والتربوية أن يستخدم عددا من مناهج

البحث العلمي وبما أن طبيعة الموضوع الذي نقوم بدراسته هي التي تفرض المنهج المناسب فأنه باإلمكان استخدام المنهج الوصفي التحليلي وهذا المنهج له

جوانب مهمة ومتعددة منها الوصف والتفسير والتنبؤ. ويهدف المنهج الوصفي إلى وصف األشياء أو ألظواهر أو األحداث وبيان

العالقات التي تربط بينها وتفسيرها ودراستها وتحليلها وأخذ العبرة منها وتوقع تأثيراتها . )3(المستقبلية

تحديد المفاهيم والمصطلحات -٤

لقد اقتصرنا على المصطلحات الواردة في عنوان البحث وهي: Roleالدور -١

الدور لغة : قد يكون مصدر ا في الشعر ، وقد يكون دورا واحدا من . )4(دور الحمامة،ودور الخيل ،وغيره عام في األشياء

. )5(اصطالحا : هو السلوك الذي يقوم به الفرد في المـركز االجتـماعي الذي يشغله . )6(كما يعرف بأنه مجموعـة من األفـعال التي يقوم بها الفرد ليؤكد احتالله المركز

Education- التربية 2

التربية لغة : التنمية والزيادة والتطوير والتحسين ، وقد جاء هذا المعنى في قول العرب (ربا ،يربو:بمعنى زاد ونمى )ومعنى النشوء والترعرع.

Page 8: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

وقد جاء على قول العرب ربي على وزن رضي،ومعنى أصلح الشيء وعالجه حتى . )7(يتم إصالحه

اصطالحا : هي مجموعة العمليات التي بها يستطيع المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه ، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا لألفراد الذين يحملونه ، فهي عملية نمو وليست لها

غاية إال المزيد . )8( من النمو ، أنها الحياة نفسها بنموها وتجددها

وتعد التربية علما لكونها حقائق منظمة قائمة على التجارب المتعددة ليصبح اإلنسان عضوا صالحا في المجتمع ، وأن هدف العملية التربوية هو تغير الفرد حتى

ينمو ويتغير ويتطور سلوكه ومن ثم يستطيع أن يسهم في تغيير وتطوير .)9(مجتمعه◌

وتعرف التربية إجرائيا إنها عملية تضم األفعال والتأثيرات المختلفة التي تستهدف نمو الفرد في جميع جوانب شخصيته وتسير به نحو كمال وظائفه عن طريق التكيف مع ما يحيط به

ومن حيث ما تحتاجه هذه ألوظائف من أنماط سلوك وقدرات . social change- ألتغير االجتماعي 3

التغير في اللغة تغير الشيء عن حاله :تحول وغير :حوله وبدله كأنه جعله غير ما . )10(كان

أما اصطالحا : فهو عبارة عن تتابع أو تحول يحدث في النظام واألنساق والمؤسسات االجتماعية سواء كان ذلك في مجال البناء االجتماعي أو الوظيفة

. )11(االجتماعية والتغير االجتماعي حقيقة وجودية ،فضال عن أنه ظاهرة عامة وخاصية أساسية

تتميز بها نشاطات و وقائع الحياة االجتماعية بل أنه ضرورة حياتية

Page 9: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

للمجتمعات البـشرية فهو سبـيل بقائها ونموها، فبالتغير يتهيأ لها تكيف مع واقعها ،وبالتغير يتحقق التوازن واالستقرار في أبنيتها وأنشطتها ، ذلك أن التغيرات

االجتماعية التي تصيب أي مجتمع تعد نافعة وايجابية إذا ما حققت متطلبات وحاجات األفراد في بلوغ التقدم

. )12(ذلك التقدم الذي يستند إلى أساس أخالقي وتربوي يقره المجتمع

املبحث الثاني: دور الرتبية يف التغري االجتماعي تمهيد

إن الكثير من التربويين وعلماء االجتماع يتفقون على أهمية التربية في التغير االجتماعي ،ولكنهم يختلفون في أولوية هذا الدور أو كونه ثانوي بالنسبة

لعوامل التغير األخرى. والتربية ال يمكن أن تتم في فراغ وبالتالي فهي تعيش في مجتمع ذلك ألنها أداة المجتمع في تشكيل األفراد اللذين ال يمكن لهم أن ينمو في عزلة ، فهي عملية اجتماعية وتختلف من مجتمع ألخر حسب طبيعة المجتمع والقوى

المؤثرة فيه باإلضافة إلى القيم التي يعيش على أساسها. ويطرح األكاديميون التربويون ثالثة نماذج للعالقة بين الطرفين ، يتمحور

النموذج األول في أن المؤسسات التربوية عنصر تابع ألنظمة المجتمع األخرى األكثر فعالية وأن دور المؤسسات التربوية إنما هو ترسيخ القيم والمفاهيم والسلوكيات القائمة وتربية النشء على ثقافة المجتمع ، وفي المقابل هناك من يرى أن التربية ومؤسساتها قادرة على صنع التغير وأن المجتمع ومؤسساته األخرى تبع للمؤسسة التربوية التي يمكنها القيادة ، أما االتجاه الثالث فيتراوح بين األول والثاني ويرى أن العالقة متبادلة وأن التأثير ينتقل من المؤسسات التربوية وهي تستقبله في

. )13(ذات الوقت

Page 10: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

هذا ويمكننا عموما تفصيل دور التربية إزاء إحداث تغير اجتماعي إيجابي في المجتمع على النحو التالي:

بناء الرؤية الفكرية الدافعة للتغري والتقدم يف اتمع .١ أختلف الباحثون والمفكرون في تحديد عالقة التربية بالمجتمع،فمنهم من

رأى بأن التربية هي الوسيلة الوحيدة الستقرار المجتمع وأنظمته وقيمه وأوضاعها االجتماعية بينما رأى فريق آخر أن التربية وسيلة إلصالح

المجتمع وتحسينه وتقدمه وتطوره أن هذه الرؤية تختلف في منظور الفكر المثالي . )14(عنها في منظور الفكر الواقعي

ومهما يكن مضمون هذا التغير فهو إضافة ليست قابلة للتحقيق تلقائيا دون عمل اإلنسان وبذلك يتحتم أتباع األسلوب العلمي في التحكم في مسيرة هذا التغير

بحيث يكون تغيرا متوازنا متكامال يفضي إلى التطور والنمو والتقدم والشك في هذا أن التربية تحرر اإلنسان وتطلق مواهبه وقدراته فيتمكن من المشاركة الفاعلة في

. )15(تغير مجتمعه

إكساب األفراد القيم واالجتاهات أملسهمة يف إحداث التغري وتقبل .٢

نتائجه أن الذي يخلق األمم والحضارات هو القيم التي يؤمن بها أبنائها وشواهد التأريخ العديدة أمثلة صارخة على القول ،فهي تبين أن األمم التي استطاعت أن

تنهض نهوضا سريعا وتخلق حضارات جديدة هي التي عرفت إن تجمع بين المهاد العلمي التقني من جهة ، والقيم الفكرية والقومية و اإلنسانية من جهة ثانية،فالقيم

Page 11: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

واألخالقيات الحميدة هي الركيزة األساسية التي تقوم عليها الحضارات وبالتالي فهي تعد مؤشرات للحضارة ، فالمجتمع الذي يحمل أفراده قيما وأخالقيات مجتمع

. )16(يتنبأ له بحضارة ورقي وازدهارويتضح أهمية الدور الذي تقوم به منظومة القيم في تاريخ المجتمعات البشرية، فهي رديف وشريك البد منه في مسألة بناء المجتمع وتطوره

أو تغير أوضاعه فالقيم هي التي تحرك سلوك أإلنسان وتتحكم به إلى درجة كبيرة ،واإلنسان دون اإليمان بقيم معينة يصبح كائنا فيزيولوجيا ،واذا كانت القيم تملك

مثل هذه األهمية في حياة المجتمع وتطوره فال بد للقيم أن تصبح جزءا من التكوين النفسي العقلي لإلنسان كي تكون موجهة للسلوك ذلك أن التكوين العقلي

النفسي يحتاج إلى شروط خاصة ومن خالل عمل مؤسسات معدة لمثل هذا . )17(العمل

وهكذا يتضح أن تشكيل القيم والتأثير فيها يقع إلى حد كبير ضمن نطاق العمل التربوي ، وعلى هذا األساس يمكن النظر إلى التربية بوصفها أداة تسهم في

تغير شخصية المجتمع ، فعن طريقها يمكن التحكم بالقيم السائدة سواء بإقرارها وترسيخها أن كانت مقبولة أو تغييرها إذا كانت يشوبها شائبة، ومن هنا

التربية بهذا المعنى أداة تغير في المجتمع أن شاء لها مجتمعها أن تكون كذلك ، وعلى هذا األساس يبدو أن أي تغير في منظومة القيم السائدة في

المجتمع البد أن يبدأ من المؤسسات التربوية بشكل أساسي وبذلك يمكن للتربية . )18(أن تكون طوق النجاة كما يمكن أن تكون جذر الفساد

والقيم هي التي تمنح الشرعية لفعل ما فيكون مقبوال في المجتمع أو مرفوضا وهي بهذا تمثل مرجعية للسلوك ومصدرها ربما الشريعة المنزلة أو اجتهادات العلماء

أو ما وضعه المجتمع أو ما أستقر في المجتمع نتيجة حوادث معينة عبر تاريخه ، وتنشأ القيم في حال الرخاء والفقر والعوز كما تنشأ في حال الخوف

Page 12: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

واألمن، كما أن هذه القيم ليست جميعها في مستوى واحد ، فبعضها أساسي في المجتمع وبعضها هامشي وغايتها جميعا ضبط السلوك داخل المجتمع

وتيسير التفاعل بين أفراده ،وان المجتمع ال يتسامح في التعدي على قيمه والسيما القيم األساسية ،وهذه القيم مرتبطة بمنظومة من المفاهيم وأنماط من السلوك

وبمؤسسات المجتمع ،فالقيم أذن ليست منفصلة عن الواقع وأ نما هي ماثلة في األذهان وظاهرة للعيان ، فهي ماثلة في الذهن بمعناها وما يرتبط بها من مفاهيم وظاهرة في المجتمع من خالل رموز وشخصيات ومؤسسات وسلوك

يجسدها في المجتمع ولو أنفصل الوجود المادي للقيم عن وجودها الذهني لما . )19(كان للقيم قيمة وال انتفى تأثيـرها من المجتمع

أن العالقة بين التربية والقيم بصفة عامة عالقة وطيدة ووثيقة ، حيث ال يمكن أن نفصل بين التربية والقيم ألنهما متالزمان ومتكامالن ، ومن هنا بدأت التربية

تتحمل المسؤولية في حل تلك األزمة ألقيمية التي تعاني منها المجتمعات بصفة عامة ، ألن التربية في جوهرها عملية قيمية تسعى المؤسسات التعليمية إلى

غرسها لدى األبناء ، بل أن أهم ناتج للتربية هو أن تتخذ لها مجموعة من القيم البناءة الدائمة وتنظم حولها حياة األفراد

. )20(والجماعات وعليه فعملية البناء القيمي ليست مسؤولية مؤسسة اجتماعية بعينها أو

منهج دراسي بعينه ولكنها مسؤولية كل من له عالقة بعملية التربية سواء في إطار األسرة أو المدرسة أو أي مؤسسة في أي مجال وعلى أي مستوى . فالتربية تسعى إلى تحقيق العمل النافع اجتماعيا والتعامل بين أفراد المجتمع من أجل الصالح

العام ، كما تعمل التربية على غرس مبادئها في نفوس أفراد المجتمع وتخطط في ضوءها أسس العالقات اإلنسانية الطيبة بين أفراد المجتمع ، ويقع على عاتق

التربية بناء القيم عن طريق إعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤولية

Page 13: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

واإلسهام بايجابية في النهوض بأنفسهم واالرتقاء بمجتمعهم ، وتأتي مهمة التربية ودورها في العمل على تفهم الفرد لقيم وعادات مجتمعه الذي يعيش فيه وذلك عن طريق تهيئة جو تربوي اجتماعي ينمو فيه الفرد ويتعلم ويرسخ في ذهنه وسلوكه

. )21(قيم مجتمعهفعلى التربية يقع عبء التغير في األنظمة والمؤسسات والعالقات وهذا يتطلب إنسان مشبع بالقيم المساهمة في صنع التغير وضبطه وتوجيهه ولعل في مقدمة القيم المطلوبة في تربية األفراد هي قيم العمل واحترام الزمن وتقدير أعمال اآلخرين

وتقدير العلم والبحث العلمي واأليمان بالحوار كطريق لحل المشكالت وتغليب . )22(نتائج البحث العلمي على القرارات العشوائية

ومثلما أن التغير والتطور سنة من سنن اهللا سبحانه في الحياة فأن مقاومة

التغير أيضا مسألة طبيعية ، فمقاومة التغير هي حالة االستجابة السلبية ضد أي عملية تغير، وتختلف السلبية في منطلقاتها فمنها ما يكون من منطلق القناعة

بعدم إمكانية التغير أو عدم القدرة على التغير أو حتى الخوف من عملية التغير ألنها ستأتي بالمجهول لذلك تفضل هذه الفئة البقاء على الحال نفسه ، كما

أن هناك فئة منتفعة ال تريد التغير ألنه سيهدم مصالحها الشخصية وهذا مما . )23(يعيق حالة االستجابة للتحديات التي يواجهها المجتمع في عملية التغير

لذلك ينبغي تعريف األفراد بطبيعة التغير ومداه والمغزى منه ،وأن هذه التغيرات جميعها تتطلب فهم األفراد لتأثيراتها وتداعياتها ، وهذا ال يتحقق إال بعد فحص ودراسة الواقع ومشكالته،وفي ذات الوقت االقتناع بمبررات التغيرات المطلوبة

. )24(للمجتمع ولكننا نرى في ظل الظروف والمتغيرات التكنولوجية وما يحدثه التطور السريع

من ضياع الكثير من القيم االجتماعية وسط زحام هذا العصر، كان من نتيجة

Page 14: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

ذلك إدخال مفاهيم جديدة ال تتناسب مع واقعنا ومجتمعنا واختفاء الكثير من قيمنا المستمدة من ديننا ومن تراثنا الثقافي وتالشيها نسبيا ،لذلك فأن المجتمعات في حاجة إلى تدعيم بعض القيم االجتماعية التي كانت قد تالشت ومحاولة

إحيائها من خالل المؤسسات االجتماعية المحيطة به.

.تنمية مواهب وقدرات الفرد3 أن التربية هي المالذ األول ألفراد المجتمع في إكتساب األفكار والمهارات

والخبرات التي تكون في مجموعها أداة التغير في المجتمع ، فالتربية هي المحرك الرئيسي للتغير في المجتمع وهي التي تقود التغير من حيث قيام المدارس

والجامعات على مناهج علمية وعملية مرتبطة بحاجات الفرد والمجتمع مما يدفع بعجلة التقدم والنمو.

وقد بلغ االهتمام بدراسة التربية بعدما أصبحت قوة األمم وتقدمها ال تقاس فقط بتوافر ما لديها من موارد طبيعية وانما بمدى امتالكها للقوى البشرية الواعية والمدربة ورصيدها القوي المعرفي المتمثل في عدد االكتشافات العلمية وحقوق

. )25(الملكية الفكرية المسجلة للمخترعين والموهوبين والمبدعين لهذا تسعى التربية إلى محاولة التعرف على النظريات واألبحاث الخاصة

بالقدرات العقلية والمهارات المختلفة والعوامل التي تؤثر فيها وكذلك العوامل والظروف التي تساعد على صقل تلك القدرات العقلية والمهارات وكيفية االستفادة

منها. واذا كان التعليم هو أساس إعداد البشرية فلم يعد ينظر إليه على أنه نوع من الخدمات تقدم

للناس في عزلة عن العمليات األخرى وانما أصـبح يـنظر أليه على أنه استثناء بصورة أساسية

)26( .

Page 15: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

وقد أكدت الدراسات على العالقات بين التربية والتنمية البشرية، ولهذا يضع العلماء فباعتبارهم ربط التخطيط التربوي الشامل بخطط التنمية الشاملة ذلك أن

أإلنسان هو المحرك األساس لجميع برامج التنمية سواء كانت اجتماعية أو تربوية أو ثقافية أو اقتصادية أو سياسية .

وتهدف التربية إلى وعي اإلنسان للعمل واإلنتاج وقيمة الجهد اإلنساني،كما تعنى التربية بالعمل بصفة شاملة كالعمل اليدوي والفكري والبدني ، وتكمن أهمية

الوعي ليس فقط في تحقيق المكاسب المادية بل أيضا في إشباع الرغبة في النشاط الخالق وتحقيق القيم اإلنسانية والتأكيد على الصفة االجتماعية للفرد ،

عن طريق التدريب على حسن وتنظيم العالقات بين األفراد والتعاون في أداء . )27(العمل وتنمية المسؤولية الذاتية

ويتمايز الناس فيما بينهم في صفاتهم ومهاراتهم ومواهبهم ،وذلك جزء من التكوين اإلنساني ، فالمواهب هي إمكانات ذاتية يهبها اهللا سبحانه وتعالى لإلنسان وال يكاد يخلو إنسان من موهبة أو صفة تنمو وتزدهر بالعناية والتربية أو تندثر باإلهمال والترك ، وهنا يأتي دور برامج تنمية الموارد البشرية التي تعمل على

تطوير هذه المهارات والمواهب واكسابها المعرفة والتطبيق . إن تنمية المواهب تتم من خالل االهتمام بأصحاب المهارات والذكاء

والفطنة ولعل أولى الخطوات في ذلك اكتشاف هذه المواهب والقدرات منذ المراحل األولى في حياة اإلنسان ، ويأتي دور التعليم في اكتشاف هذه المواهب من

خالل معايير ومقاييس عالمية مجربة ومعترف بها بين أهل االختصاص ، وايجاد البرامج التدريبية الالزمة لذلك ومتابعة هذا األمر في مراحل حياة اإلنسان كافة

،فاألمم التي تعتني بالموهوبين تجني تقدما ورقيا على يد هؤالء اللذين يخرج العلماء . )28(والباحثون والمفكرون من بينهم

Page 16: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

وعليه فأن من الحقائق الثابتة على امتداد التأريخ البشري أن الموهبة اإلنسانية أعظم وأندر وأهم ثروة يستطيع أي مجتمع أن يمتلكها ، وأنه كلما تدرب الفرد على

مهارات أكثر زادت قيمته في المؤسسة وزادت قدراته الشخصية ، كما تعد مساعدة األفراد على تحقيق قدراتهم أسمى المصالح بالنسبة لألفراد أنفسهم والمؤسسات

. )29(االجتماعية أيضا ومما يالحظ أنه على الرغم من الجهود التي تبذل أال أن نظامنا التربوي ما يزال واضحا بأن هناك قصورا وتقصيرا كبيرين في تطوير نظامنا التربوي وبلورة

مفهوم التربية وأساليبها بشكل يتفق مع أهدافنا وكيفية استخدامها في صياغة وتشكيل شخصية اإلنسان وطرق أدائها.

م طرائق التفكري 4. تعل

أن التفكير بات ضرورة من ضرورات الحياة بالنسبة لإلنسان وال غنى عنه، وأن التعلم الفعال لمهارات التفكير اإلبداعي أصبح حاجة ملحة أكثر من أي وقت

مضى ، ألن العلم أصبح أكثر تعقيدا نتيجة التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في شتى مجاالت الحياة .

ويتفق الجميع على أن التعليم من أجل التفكير هدف مهم للتربية ،ويعتبر كثير من المدرسين والتربويين إن مهمة تطوير قدرة الطالب على التفكير هدف تربوي

يضعونه في مقدمة أولوياتهم،أال أن هذا الهدف غالبا ما يصطدم بالواقع عند . )30(التطبيق

فعلى التربية أن تعلم األفراد طرائق التفكير بدال من تقديم الحلول الجاهزة وأن تشحذ في األفراد الرغبة في الوصول إلى نتائج التعليم بدال من تبديد طاقاتهم في أساليب عقيمة من التلقين واالستظهار ، على أن أفضل أنواع التفكير المطلوبة

Page 17: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

إلنسان عصر المعلوماتية الذي نحياه أالن هو التفكير العلمي والتفكير الناقد والتفكير المستقبلي واالستراتيجي.

فالتربية حينما تقوم بذلك تمد أألفراد بنوع الخبرة المالئمة التي تنمي التفكير الذي يجمع الحقائق ويمحصها وينقدها ويحكم عليها ، فهذا التفكير الزمة من لوازم المواقف التي يتعلم الشباب والكبار نتيجة لذلك كيف يفكرون تفكيرا فعاال منتجا في

المواقف التي تواجههم ، وبذلك تقوم التربية بوظيفتها بازدياد تكيف أألفراد في . )31(المجتمع المتغير

أما لماذا نتعلم مهارات التفكير، ألن التفكير ضرورة حيوية لأليمان واكتشاف نواميس الحياة ،ولدور التفكير في النجاح الحياتي والدراسي مما يساعد على رفع مستوى الكفاءة التفكيرية للطالب ،كما أن التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد والمجتمع معا في

العالم. فالمجتمع الذي يهدف إلى حل مشكالته حال عمليا يلجأ إلى استخدام العقل

واالعتماد على الحقائق أكثر من استخدام القوة أو االعتماد على انفعاالت مؤقتة هو مجتمع متقدم ، وواجب التربية في هذا الصدد أن تتيح الفرصة لتفكير

الفرد مع الجماعة وللتخطيط الجماعي والستخدام العقل والحقيقة ، وعلى المعلمين أن يركزوا على التعليم المستقبلي وأن يوجهوا عقول الطلبة نحو التفكير وحل

المشكالت . فالبد من انقالب جذري في النظام التربوي ألن صياغة المجتمع ال تتم إال بصياغة

. )32(التربية وال نعني بالتربية التعليم والتعلم فقط بل نعني معناها الشامل للطلبة فرصا كي يقوموا ئ أن مما يالحظ في مدارسنا أنها نادرا ما تهي

بمهمات تعليمية نابعة من فضولهم أو مبنية على تساؤالت يثيرونها بأنفسهم، مع أن غالبية العاملين بالحقل التعليمي والتربوي على دراية كافية بأهمية تنمية

مهارات التفكير لدى الطالب ، ويؤكدون

Page 18: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

على أن مهمة المدرسة ليست عملية حشو عقول الطلبة بالمعلومات بقدر ما يتطلب أألمر الحث على التفكير واإلبداع إال أنهم يتعايشون مع الممارسات

السائدة ولم يحاول أحد منهم كسر جدار المألوف أو الخروج عنه .

.تكوين العقلية الشمولية 5 التربية بما تخلقه من نمط في التفكير وطريقة في تناول الوقائع ، ومن خالل ما

تقدمه من مادة علمية وطرائق منهجية في العمل ، فأنها تؤدي بذلك دورا بارزا في تشكيل العقلية لإلنسان .

وهذا الدور الذي تقوم به التربية يزداد أهمية في المرحلة المعاصرة ،إذ أن طبيعة المرحلة بما تحمله من قوى وما يعتمل داخلها من مكونات تجعل القدرة على التغير أو ضرورة أحداث تغيرات ايجابية في المجتمع ضرورة مطلقة بل شرطا للوجود ، فالتربية هي المجال الذي يتيح للفرد حرية التفكير والمناقشة

والدراسة واالقتناع. أن معدالت التغير المتزايدة في حياتنا المعاصرة تلقي على التربية بهذا المطلب الحيوي في تكوين اإلنسان الموسوعي ذو االهتمامات

المتعددة والذي ال يقنع بتخصصه فقط بل ينظر إلى هذا التخصص في ضوء عالقاته بسائر التخصصات األخرى وامكانية توظيف هذا التخصص في واقع الحياة

. )33(االجتماعية

6- توعية األفراد بالواقع ومشكالته

على التربية أن تقوم بمسؤولية أخرى ال تقل أهمية في المحافظة على عقل الفرد واتزانه

هذه المسؤولية هي أن يفهم الفرد ما يجري حوله في العالم الذي يعيش فيه ، فعندما يكون الفرد على معرفة بما يجري حوله فانه يستطيع أن يشخص

Page 19: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

من الناحية االجتماعية الظروف والمشكالت التي تواجهه أما أذا لم يكن على معرفة بها فأنه يصبح وال شك ضحية الواقع الذي يواجهه بدال من أن يسيطر

. )34(عليهذلك ألنه عندما يزداد التغير االجتماعي حدة في المجتمع تزداد عدد المشاكل

الناجمة عنه عددا كما تزداد عمقا وشدة مما يهدد تماسك الجماعة وتكاملها. وهنا يأتي دور التربية في مواجهة التغير والتصدي للمشكالت الناجمة حتى تساعد األفراد على حسن التكيف، لذلك تكون مسؤولية التربية في فترة التغير

االجتماعي هي عملية أعادة البناء االجتماعي واعادة الفحص المستمر لآلراء . )35(واألفكار والمعتقدات والمؤسسات االجتماعية

املوائمة بني األصالة واملعاصرة -7 لقد مألت مسألة األصالة والمعاصرة الدنيا فهناك من قال أنه يجب اإلنكباب على التراث لننهل من معينه ، وهناك من نادى بمجتمع الحضارة

ومجتمع الحداثة والتقنية. والتربية معنية بتحقيق هذه الموائمة من خالل إطالع األجيال الحاضرة

على التراث الثقافي ثم محاولة تبسيط وتنقية هذا التراث ثم العمل على تجديده وتطعيمه في ضوء متطلبات العصر الذي نحياه على أن هذه الموائمة يجب أن

تفضي في النهاية إلى تعزيز الهوية العربية أإلسالمية ألفراد مجتمعنا ، فالفرد المسلم مطالب بالتوفيق بين األشياء ،فالبد من الموائمة بين التراث والجديد بما ال

يفقد قيمة إرثنا والتنسيق بين القديم والجديد ، ألن قضية االنقطاع عن الماضي

Page 20: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

مرفوضة ، إذ األمم التي ال تركن إلى ماضي زاخر بزخمه ليس لها نصيب . )36(من الحاضر

أن فهم األصالة يقتضي ضرورة المعرفة والفهم لثقافتنا واالعتزاز باالنتماء العربي اإلسالمي والعودة إلى األصول العقدية والفكرية واألخالقية واالنتفاع الواعي

بتراثنا. أما المعاصرة تعني أن يعيش اإلنسان في عصره وزمانه ومع أهله ، وهذا يقتضي

معرفة العصر الذي يعيش فيه معرفة دقيقة وصادقة ومعرفة الواقع من تمام معرفة العصر ،وهذه المعرفة الزمة لكل من يريد تقويم هذا الواقع أو إصدار حكم له أو

عليه أو محاولة تغييره .

وال تتم معرفة الواقع على ما هو عليه حقيقة أال بمعرفة العناصر الفاعلة فيه والموجهة له والمؤثرة في تكوينه سواء كانت عناصر مادية أم معنوية .

أن من طبيعة المعاصرة أال نستسلم للحاضر بل نتطلع دائما للمستقبل، وهذه

النظرة تقوم على اإلحصاء والتخطيط والدراسة والرصد وبناء النتائج .

كما أن أصالتنا ال تمنعنا من أخذ العلم واالقتباس منه واالنتفاع به بل هي توجب علينا ذلك ولكن يجب االنتباه إلى عدة أمور منها أن العصر ليس الغرب وحده وأن كان هو المهيمن والمسيطر فهناك العالم اإلسالمي وعالم الشرق األقصى . كما أن هناك دعوة مشبوهة هي استيراد الثقافة الغربية بكل عناصرها بدعوة

عالمية الثقافة وأن الثقافة ال تتجزأ ، أما عالمية الثقافة فهي شبهه خاطئة ألنهم يخلطون بين العلم والثقافة فالعلم كوني والثقافة خاصة بقوم أو جماعة

والعلم واحد والثقافات متنوعة ومتعددة ، وأما دعوة أن ثقافة ال تتجزأ فهي مرفوضة تاريخيا وواقعيا ، ألن العرب قد أخذوا عن األمم كثيرا مما عندها

Page 21: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

من العلوم والمعارف ولكنهم لم يأخذوا ثقافتها وبقوا محافظين على لغتهم . )37(وعقيدتهم وعاداتهم وأعرافهم

والحقيقة أن الناس في مجتمعنا أصبحوا قسمين حيال العصر فمنهم من يهرب منه إلى الماضي خوفا منه بدل المواجهة ، ومنهم من يندمج فيه إلى حد

الذوبان ، كما أن ال أحد يريد أن يتحمل مسؤولية ما في هذا الواقع من سوء وانحراف فكل واحد وكل فريق يريد أن يحمل وزره على غيره أما هو فال ذنب له

وال تبعة عليه ، والكل يشكوا من الفساد ولكن من المسؤول عن الفساد الحالي وأين الخلل ، جمهور كبير من الناس يحملون المسؤولية على العلماء، والعلماء يحملون

المسؤولية على الحكام والحكام يحملونها على الضغوط الخارجية أو الضرورات الداخلية والحق أن الجميع مسئولون كل حسب ما له من طاقة وسلطة ، والخير نراه في الوسط حين نستعمل أرادتنا واختيارنا أمام هذه المؤثرات لنأخذ

ما ينفعنا وندع ما يضرنا.

نتائج البحث

تفيد المعطيات التي وردت في البحث أن تعميم التربية على أوسع نطاق -١يقدم مبررا عقليا وواقعيا لدور التربية في تطوير المجتمع .

أن عملية التغير االجتماعي عملية شاملة تطال جوانب المجتمع كلها ، -٢وهي قبل كل شيء فعل أنساني لذلك تتحدد إيقاعها ومضامينها وتوجهاتها

بما لدى اإلنسان من قدرة على العمل المنتج وما يوجه سلوكه من قيم وما يضعه لنفسه من أهداف.

أن أية عملية تحديث أو تغير في وضع المجتمع ال يمكن أن -٣تفرض من الخارج وال يمكن أن تفعل فعلها أال بوصفها جزءا من نظام

Page 22: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

متكامل ، ويجب أن تتالءم هذه التغيرات كي ال تعرقل مقاصد التغير واتجاهاته العامة .

العمل على أحداث التغير االيجابي في المجتمع يتطلب توافر إمكانيات -٤متعددة على الصعيدين الفردي والجماعي، وهذا يتطلب وجود بنية

نفسية وعقلية وهذه البنية تقع في قلب العمل التربوي أو تحتل مكان الصدارة فيه .

أن أية عملية تغير البد أن يمهد لها ويعززها تغير في العمل التربوي -٥من حيث فلسفته ومضامينه وطرائقه الن التغير في التربية شرط أي

تغير .

اخلامتة تبدو أهمية دور التربية في التغير االجتماعي حين األخذ في االعتبار تلك

الديناميكية التي يشهدها المجتمع المعاصر والتي تتمثل في عمق التغير االجتماعي وزيادة تعقد الحياة االجتماعية بتنوع الظواهر التي نتعامل معها يوميا ،

وتباين العالقات االجتماعية التي تنشأ بين الناس ، هذا فضال عن شدة تطور تقسيم العمل وزيادة معدالت االعتماد المتبادل بين مختلف األعمال ونظرة الشباب

للمستقبل وتصورهم لنسق القيم المالئم لمستوى التقدم االجتماعي .

ذلك أن مرحلة التفوق و الريادة نحو العالمية والمنافسة الدولية ، هي مرحلة تحتاج إلى تفوق معلوماتي ، أي أن أدوات االنطالق هي العلم ، والعلم

محظنه التربية وبالتالي فالتربية هي التي تقود انطالق المجتمع والتغير فيه نحو العالمية ، وهو ما تسعى أليه كل دولة في عالمنا المعاصر.

Page 23: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

فالدور الفعال في التربية هو نشر األفكار والمفاهيم والقيم والمبادئ فهي التي

تكسب الفرد مهارات وقدرات وممارسات للتكيف مع الواقع االجتماعي فتؤمن التربية أن التغير في طبيعته هو أفكار وممارسات ، ومن هنا يأتي دور التربية

في ترسيخ األفكار والممارسات والقيم الجديدة والمشاركة والعمل التعاوني واحترام ثقافات الغير ومحاربة الفساد القائم وتنقية المجتمع من األمراض االجتماعية

وبذلك يتم بناء المجتمع على أسس عقالنية.

ورغم أننا قد ركزنا في طرحنا على أن التربية أساس ألتغير أال أننا ال نستطيع أن نجزم أن التربية هي العامل الوحيد في معادلة التغير إذ ال شك من وجود

بعض المؤثرات التي ترافق العملية التربوية أو قد تدفع باتجاه التعجيل في أنطالق التغير.

نخلص من هذا الكالم إلى أن التغير هو مفتاح لتقدم المجتمع فإذا كان المجتمع يسير على طراز قديم ويرغب في تجديده فأن ذلك يعني أنها الخطوة

األولى نحو التقدم .

التوصيات واملقرتحات

تحرير العقل وتنمية القدرات اإلبداعية عن طريق خلق اإلنسان المبدع القادر -١على التفكير االستقاللي والموضوعي .

تعزيز القيم واالتجاهات االيجابية من خالل األدوار األساسية التي يمكن للتربية -٢ أن تساهم من خاللها في إرساء قيم جديدة واتجاهات إيجابية .

يفترض على التربية المالحقة المستمرة للتغيرات ذلك ألن طبيعة العصر -٣ومتغيراته بلغت من السرعة مبلغا هائال حتى أنه ال يمكن تصور ما ستؤدي

Page 24: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

إليه في نوعية الحياة نفسها ، وهذا يتطلب المتابعة المستمرة للتربية وتجديدها للتوائم مع احتياجات العـصر وتحقيق التغير االجتماعي االيجابي

.

أن تكون التجديدات المستقبلية شاملة للتعليم في كافة مراحله بحيث تؤدي كل -٤مرحلة إلى المرحلة التي تليها حتى تحقق التربية أهداف المجتمع ومن ثم

يتحقق التغير المطلوب .

هوامش البحث ، دار الزهراء لألعالم 1علي حسن ألقريشي ، التغير االجتماعي ،ط )١(

. 12،ص1989العربي القاهرة ، ،دار التوزيع والنشر اإلسالمية 1كمال عبد اهللا ، مدخل إلى علوم التربية ، ط )٢(

. 4،ص2002بيروت ، 1997عبد الرحمن العيسوي، مناهج البحث العلمي،دار الراتب،القاهرة ، )٣(

. 13 ص،دار 1مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزي، معجم القاموس المحيط،ط )٤(

.252،ص2005المعرفة،لبنان،

.173إبراهيم ناصر،علم االجتماع التربوي،دار الجيل ، بيروت ،د.ت،ص )٥(

نبيل عبد الهادي، مقدمة في علم االجتماع التربوي ،دار اليازوري ،عمان )٦(. 118،ص2009

،دار أسامة ، 1د.عدنان أبو مصلح ،معجم علم االجتماع ،ط )٧( .79،ص2010األردن،

Page 25: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

،دار 2عبد اهللا الرشدان ، المدخل إلى التربية والتعليم ،ط )٨(. 10،ص2002الشروق،عمان،

،دار 1إبراهيم بن عبد العزيز الدعيلج،التربية ،ط )٩(. 31،ص2007القاهرة،القاهرة،

،دار صادر،بيروت 5محمد مكرم ابن منظور،معجم لسان العرب،ج )١٠( .40د.ت،ص

د.حسين عبد الحميد ،التغير االجتماعي والتنمية السياسية ، المكتب )١١( .45،ص1988الجامعي ،اإلسكندرية ،

د.حيدر إبراهيم ، التغير االجتماعي و التنمية ، دار الثقافة ، القاهرة )١٢(. 25،ص1982

،منشورات جامعة دمشق، 1علي أسعد وطفة ،علم االجتماع التربوي ،ط )١٣(. 34،ص1993دمشق،

محمد لبيب النجيحي، دور التربية في التنمية االجتماعية واالقتصادية، )١٤(. 57،ص1981،دار النهضة بيروت ،2ط

، دار 2عبد اهللا عبد ألدايم،الثورة والتكنولوجيا في التربية العربية ، ط )١٥(. 76،ص1978العلم للماليين ،بيروت

، دار الفتح 1نورهان منير حسن ، القيم االجتماعية والشباب ، ط )١٦(. 33،ص2008اإلسكندرية،

2002،المطبعة الوطنية،عمان،2تقرير التنمية اإلنسانية العربية ،ط )١٧(. 8ص

،دار المعارف 1عبد الناصر محمد رشاد،التعليم والتنمية الشاملة ،ط )١٨( . 40،ص2002القاهرة،

Page 26: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

،عالم الكتب 1علي احمد الجمل،القيم ومناهج التأريخ اإلسالمي،ط )١٩(. 17،ص1966القاهرة،

احمد إبراهيم يوسف ،عالقة التربية بالمجتمع وتحديد مالمحها النوعية مجلة )٢٠(، 2000،دار الكويت للنشر ،الكويت،1،العدد 29عالم الفكر ، المجلد

.25ص

. 34 إبراهيم بن عبد العزيز الدعيلج ،مصدر سابق ،ص )٢١(. 19علي احمد الجمل ،مصدرسابق ،ص )٢٢(. 26،ص1994بشير شكيب الجابري، القيادة والتغير،دار الجاحظ،جدة ، )٢٣(سعيد إسماعيل علي ،فلسفات تربوية معاصرة ،مجلة عالم المعرفة،العدد )٢٤(

. 193،ص1995،المجلس الوطني للثقافة الكويت، 198،كلية 1محمد عبد السميع عثمان ،األسس االجتماعية والثقافية للتربية،ط )٢٥(

. 35،ص2004التربية، جامعة األزهر،،الدار الهندسية القاهرة 1علي خليل (وآخرون) ، تأمالت في علوم التربية،ط )٢٦(

.44،ص2004،

د.طارق عبد الرؤوف عامر ، أصول التربية االجتماعية والثقافية واالقتصادية )٢٧( .27،ص2008،دار المعارف القاهرة ،1،ط

.32 ص1982حسن الحلبي ،تدريب الموظفين ،منشورات عويدات، بيروت، )٢٨(

يوسف القبالن ،أسس التدريب اإلداري ،مركز ألتميز لعلوم األدارة )٢٩( .12،ص1998والحاسب،السعودية ،

عبد اللطيف فؤاد إبراهيم(وآخرون)،المواد االجتماعية وتدريسها الناجح )٣٠( .4،ص1995،مكتبة النهضة المصرية،القاهرة،7ط

،دار المعارف 1فوزي طه إبراهيم(وآخرون )،المناهج المعاصرة ،ط )٣١(. 48،ص1990اإلسكندرية،

Page 27: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

فؤاد أبو حطب (وآخرون)، مناهج البحث وطرق التحليل اإلحصائي في )٣٢(،مكتبة األنجلو المصرية القاهرة 1العلوم النفسية والتربوية واالجتماعية،ط

.89،ص1991

، دار المعارف 3 محمود السيد سلطان، دراسات في التربية والمجتمع ، ط )٣٣(. 82،ص1979القاهرة،

،مكتبة الفالح الكويت 1ناصر ثابت ،دراسات في علم االجتماع التربوي،ط )٣٤(. 67،ص1993

،دار الكتاب الجامعي 1فاروق محمد ألعادلي،التربية والتغير االجتماعي،ط )٣٥(. 59،ص1990القاهرة ،

، المؤسسة الجامعية للدراسات 1د.حـسين سـعد ،بين األصالة والتغريب ،ط )٣٦( .68،ص1993بيروت،

، عالم الكتب، 1فتحي علي يونس ،التربية بين األصالة والمعاصرة ، ط )٣٧(. 129اإلسكندرية ، ص

املصادر واملراجع

املراجع والقواميس -1،دار 1آبادي . مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز ، معجم القاموس المحيط ط -١

. 20005المعرفة ،لبنان ، ،دار صادر ،بيروت د.ت.5أبن منظور .محمد مكرم ،معجم لسان العرب ،ج -٢

. 2010،دار أسامة ، أألردن 1أبو مصلح . عدنان ، معجم علم االجتماع ،ط -٣

الكتب - 2

Page 28: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

.1982، دار الثقافة ،القاهرة، 1- إبراهيم .حيدر ،التغير االجتماعي والتنمية، ط1- إبراهيم .عبد اللطيف فؤاد(وآخرون)،المواد االجتماعية وتدريسها الناجح 2

.1995،مكتبة النهضة المصرية، القاهرة ،7 ط،دار المعارف 1- إبراهيم . فوزي طه (وآخرون )، المناهج المعاصرة ،ط3

.1990 اإلسكندرية ، .2002،المطبعة الوطنية ،عمان ،2- تقرير التنمية اإلنسانية العربية ، ط4، مكـتبة الفـالح ،الكويت 1- ثابت .ناصر ، دراسات في علـم االجـتماع التربـوي،ط5

1993 . .1994- الجابري .بشير شكيب ،القيادة والتغير،دار الجاحظ ، جدة ،6،عالم الكتب 1- الجمل . علي احمد ، القيم ومناهج التأريخ اإلسالمي ،ط7

.1996 القاهرة،،دار الفتح ، اإلسكندرية 1- حسن .نورهان منير ،القيم االجتماعية والشباب، ط8

2008. .1982- الحلبي . حسن ،تدريب الموظفين ،منشورات عويدات ،بيروت ، 9

- حطب .فؤاد (وآخرون )، مناهج البحث وطرق التحليل اإلحصائي في 10،مكتبة االنجلو المصرية ،القاهرة 1 العلوم النفسية و التربوية واالجتماعية،ط

1991 .- الحميد .حسين عبد ،التغير االجتماعي والتنمية السياسية ،المكتب الجامعي 11

.1988 اإلسكندرية ،،دار النشر 1- حوالة. سهير محمد ، مبادئ أساسية في اجتماعيات التربية ،ط12

ه. 1424 الدولي ، الرياض،،دار الهندسية 1- خليل .علي(وآخرون ) ، تأمالت في علوم التربية ،ط13

.2004 القاهرة ،

Page 29: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر

.2007 ،دار القاهرة، القاهرة،1-الدعيلج .إبراهيم بن عبد العزيز ،التربية ،ط14،دار الشروق ،عمان 2- الرشدان.عبد اهللا ،المدخل إلى التربية والتعليم ،ط15

2002. ،دار المعارف 1- رشاد .عبد الناصر محمد ،التعليم والتنمية الشاملة ،ط16

.2002 القاهرة ،،دار المعارف 3- سلطان .محمود السيد ،دراسات في التربية والمجتمع،ط17

.1979 القاهرة ، ،المؤسسة الجامعية للدراسات 1- سعد . حسين ، بين األصالة والتغريب ، ط18

.1993 بيروت ،، دار التوزيع والنشر 1- عبد اهللا .كمال ،مدخل إلى علوم التربية ، ط19

.2002 اإلسالمية ،بيروت ، .1997- العيسوي. عبد الرحمن،مناهج البحث اعلمي ،دار الراتب ،القاهرة ، 20،كلية 1- عثمان .محمد عبد السميع ،األسس االجتماعية والثقافية للتربية،ط21

.2004 التربية ،جامعة األزهر ،- عامر.طارق عبد ألرءوف ،أصول التربية االجتماعية والثقافي واالقتصادية 22

.2008،دار المعارف ،القاهرة ،1 ط ،دار الكتاب 1- العادلي.فاروق محمد ،التربية والتغير االجتماعي ،ط23

. 1990 الجامعي،القاهرة ، ،دار الزهراء لألعالم العربي 1- ألقريشي . علي حسن ،التغير االجتماعي ،ط24

. 1989القاهرة،- القبالن .يوسف ،أسس التدريب اإلداري ،مركز التميز لعلوم اإلدارة 25

. 1998 والحاسب،السعودية ،- ناصر .إبراهيم ، علم االجتماع التربوي ،دار الجيل ،بيروت ،د.ت. 26

Page 30: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

دور التربية في التغير االجتماعي

م.م أنوار محمود علي

. محمد لبيب ، دور التربية في التنمية االجتماعية واالقتصادية ي- النجيح27 .1981،دار النهضة،بيروت ،1 ط

- الهادي . نبيل عبد ،مقدمة في علم االجتماع التربوي ،دار اليازوري ،عمان 28 2009.

،منشورات جامعة دمشق 1- وطفة .علي اسعد ،علم االجتماع التربوي ،ط29 .1993 دمشق ،

- يونس.فتحي علي،التربية بين األصالة والمعاصرة ،عالم الكتب ،اإلسكندرية 30 1999 .

الدوريات -3- علي .سعيد إسماعيل ، فلسفات تربوية معاصرة،مجلة عالم المعرفة ، العدد 1

.1995،المجلس الوطني للثقافة ،الكويت ،198 - يوسف.احمد إبراهيم ، عالقة التربية بالمجتمع وتحديد مالمحها النوعية، مجلة 2

. 2000 ، دار الكويت ، الكويت ، 1،العدد 29 عالم الفكر ،المجلد

Page 31: ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﲑﻐﺘﻟﺍ ﰲ ﺔﻴﺑﱰﻟﺍ …...ﺔﻴﻣﻼﺳﻹﺍ ﻡﻮﻠﻌﻟﺍ ﺔﻴﻠﻛ ﺔﻠﺠﻣ ﻡ2012 -ـﻫ1433 ﺮﺸﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟﺍ

مجلة كلية العلوم اإلسالمية

م 2012هـ-1433المجلد السادس العدد الثاني عشر