ﺓﺍﺭﻮﺘﻛﺪﻟﺍ ﺔﺟﺭﺩ ﻞﻴﻨﻟ ﺔﻣﺪﻘﻣb7oth.com/wp-content/uploads/2015/01/مفهوم...٢ ﲔﻴﻟﻮﺻﻷﺍ ﺪﻨﻋ ﻁﺮﺸﻟﺍ ﻡﻮﻬﻔﻣ

٠

مفهوم الشرط عند األصوليني

اململكة العربية السعودية

وزارة التعليم العايل

جامعة أم القرى

كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية

قسم الدراسات العليا الشرعية

شعبة أصول الفقه

مفهوم الشرط عند األصولينيوالتطبيق عليه من خالل آيات األحكام يف

سوريت البقرة والنساء

يف أصول الفقه الدكتوراةرسالة مقدمة لنيل درجة

إشراف

خلف اجلبوريحسني بن / د أ

األستاذ بقسم القضاء جبامعة أم القرى

إعداد الطالب

أمحد بن مشعل بن عزيز الغامدي

هـ١٤٢٩-١٤٢٨

١


بسم اهللا الرمحن الرحيم ملخص الرسالة

مفهوم الشرط والتطبيق عليه من خالل آيات األحكام :موضوع الرسالة .يف سوريت البقرة والنساء

سالة إمجاال على مقدمة ، وبابني رئيسـني اشتملت الر :حمتوى الرسالة . وخامتة ، وفهارس تفصيلية

فقد أبرزت فيها أمهية املوضوع ، ودوافع الكتابة فيه ،وخطة : أما املقدمة .البحث ومنهجه فقد تناولت فيه دراسة قاعدة مفهوم الشرط دراسـة : وأما الباب األول

نواع الدالالت ؛ ملعرفـة أصولية ، حيث اشتمل على متهيد تناولت فيه أمرتلة مفهوم املخالفة منها ، والذي يعد مفهوم الشرط نوعا من أنواعه ،

مفهوم املخالفة ، وذلك : وبعده تناولت يف الفصل األول من هذا الباب بتعريفه لغة واصطالحا ، مع بيان أقسامه ، وشروط االحتجـاج بـه ،

. وخالف األصوليني يف حجيته تناولت مفهوم الشرط خبصوصه ، وذلـك بتعريفـه : لثاين ويف الفصل ا

وبيان أدوات الشرط اللغوي ومعانيها ، وآراء األصوليني يف االحتجاج بهفقد تناولت فيه دراسة قاعدة مفهوم الشرط دراسـة : أما الباب الثاين

تطبيقية ، حيث اشتمل على فصلني مت فيهما تطبيق هذه القاعـدة علـى واردة يف سوريت البقرة والنساء ، وذلك بتفسـري اآليـة آيات األحكام ال

تفسريا خمتصرا ، مث بيان مفهوم الشرط منها ، واستخراج املسائل الفقهية املتعلقة به ، وبيان أقوال أهل العلم فيها ، مث الترجيح بني تلك األقـوال ،

.وبيان وجه بناء املسألة على مفهوم الشرط .لت النتائج والتوصيات وضمنت آخر البحث خامتة مش

مث فهارس ملا تضمنه البحث مـن آيـات ، وأحاديـث ، وآثـار ، و مصطلحات ، ومسائل فقهية ، وأعالم ، ومصادر ومراجع ، وموضوعات هذا وهللا احلمد أوال وآخرا ، وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد وعلى آلـه

.وصحبه أمجعني شرف عميد الكليةالطالب امل

٢


بسم اهللا الرمحن الرحيماحلمد هللا كثريا كما أنعم كثريا ، والشكر هللا كثريا كما أجزل كثريا ،

له احلمد مبا أنعم علينا يف قدمي أو حديث ، أو خاصة أو عامة ، أو سر أو سالم ، وما يسره لنا عالنية ، له احلمد على ما من به علينا من هداية لإل

من سلوك طريق العلم الذي سار عليه األئمة األعالم ، مسترشـدين يف من يرد اهللا به خريا :" ذلك بشارة سيد األنام عليه أفضل صالة وأمت سالم

)١( ."يفقه يف الدين وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له ، أنزل القـرآن هـدى

حمجة وفرقانا ، بدأ نزوله بإقرأ ، وأمر فيه بقل رب زدين للناس وبيانا ، و .علما وأشهد أن حممدا عبد اهللا ورسوله ، بعثه بالقرآن هاديـا ومبشـرا

ونذيرا ، وداعيا إىل اهللا بإذنه وسراجا منريا ، صلى اهللا عليه وعلـى آلـه وة للعلمـاء وصحبه الذين كانوا بعلمهم وعملهم منارا للسالكني ، وقد

:العاملني ، وعلى من تبعهم بإحسان إىل يوم الدين أما بعد فإن اهللا أنزل شرعه املطهر على نبيه حممد صلى اهللا عليه وسلم فختم

به الرساالت ، وخصه بالشمول والعموم والثبات ؛ ليكون صاحلا لكـل عليه الصالة والسالم األمانـة زمان ومكان ، خالدا خبلود اإلنسان ، فبلغ

وأوضح الرسالة ، حىت إذا حلق بالرفيق األعلى قام أصحابه مـن بعـده

من يرد اهللا به خريا يفقه يف : العلم ، باب : صحيح البخاري ، كتاب ) ١(

) .٧٠(رقم ) ١/٣٩(الدين ، ) ٢/٧١٨(املسألة ، النهي عن : الزكاة ، باب : صحيح مسلم ، كتاب ) .١٠٣٧(رقم

املقدمة

٣


بواجب التبليغ والبيان ، جمتهدين فيما استجد من قضايا مل يرد فيها نص من كتاب أو سنة ، مث ملا كانت النوازل واملستجدات غري متناهيات بينما

اء األمة لوضع ضوابط وقواعد يتبني نصوص الوحيني متناهيات انربى علممن خالهلا مآخذ األحكام ، و متكن اتهد من استنباط األحكـام ملـا يستجد من قضايا نازلة ما تعاقبت األعوام ، وهذا ما عرف بعلم أصـول الفقه ، فهو علم عظيم شأنه ، عميم نفعه ، ال يستغين عنه ذو النظر ، وال

من أهم علوم الشريعة وأشرفها ، مـن ينكر فضله أهل األثر ، إذ يعدأمل به وتلمس علل الشريعة وأحكامها ومقاصـدها ، وعـرف مـدارك اتهدين وأسباب اخلالف بني األئمة املتقدمني ، كان أهال لالسـتنباط واالجتهاد ، متمكنا من نصب األدلة على مـدلوالا ، وقـادرا علـى

.ا استنباط األحكام الشرعية من مصادره

ونظرا ألمهية هذا العلم ، ومكانته الرفيعة ، وارتباطه بعد نصـوص الوحيني بعلوم أخرى هي من الشريعة تاقت نفسي خلـوض غمـاره ، والغوص يف أعماقه ، باحثا عن لؤلؤه ومرجانه ، فوفقين جل وعال بعـد إمتام مرحلة البكالوريوس يف ختصص الشريعة ملواصلة طلب العلم الشرعييف ختصص أصول الفقه ، فأمتمت حبمد اهللا مرحلة املاجستري يف ذلك ، مث شرعت يف مرحلة الدكتوراة ، وملا حان وقت اختيار موضوع البحـث ؛ إلمتام هذه املرحلة أخذت أحبث عن موضوع له عالقة ذا العلم ، يشبع رغبيت ، وينفع أميت ، وبعد استخارة اهللا عز وجل ، واستشارة بعـض

" تطبيقات أصولية " العلماء من أهل التخصص ، ومن خالل دراسة مادة يف السنة املنهجية للدكتوراة ، والنظر يف توصيات بعض الرسائل اجلامعية

واليت كان يدور أغلبها حول إبراز اجلانب التطبيقي لعلم أصول الفقه ، –

٤


– )١(وربطه باجلانب النظري ، وكذلك السعي لتجديد علم أصول الفقهرأيت أن اختار موضوعا جيمع بني التوصيات السابقة ويأخـذها بعـني االعتبار ، وحيقق يل أكرب قدر ممكن من الفائدة العلمية ، فرأيت أن ذلك يتحقق من خالل طريقة املنهج اجلامع بني اجلانب النظري والتطبيقـي يف

طهـا البحث ، فهي تنمي امللكة األصولية لدى الباحث ؛ وذلـك الرتبا مبوضوعات األصول ، وتنمي أيضا القدرة على االستنباط وكيفية تفريـع املسائل وبنائها على األدلة ؛ وذلك من خالل اجلانب التطبيقي ، فهداين

مفهوم الشرط والتطبيق عليه من : جل وعال ألن يكون املوضوع بعنوان ـ ذا خالل آيات األحكام يف سوريت البقرة والنساء ، وكان الختيـار ه

:املوضوع أسباب هي رغبيت يف االرتباط بكتاب اهللا عز وجل ، واستثمار وقت البحث - ١

يف هذه املرحلة ليكون مع كتاب اهللا تعاىل ، فإن أمجل األوقـات وأسعد اللحظات تلك اليت يعيشها املرء املسلم يف ظالل القرآن ، ه ، متدبرا آياته ، متأمال عظاته ،مستخرجا درره وموضحا أحكام

مث إن هذا املوضوع ليبني العالقة القوية بني كتاب اهللا تعـاىل و علم أصول الفقه ، وأن دعم مسائل األصول بنصوص الكتاب له أثره العظيم يف تقريب هذا العلم من أفهام الدارسـني ، وجعلـه موردا سائغا ألمثلة األصوليني واستشهادام ، وذلك بنظمه كثريا

فريعات بعد معرفة مآخذها يف سلك واحـد ، من اجلزئيات والت

: انظر فيما يتعلق بالتجديد )١(

التجديد واددون يف أصول الفقه ، لعبد السالم بن حممد بن عبد الكرمي، - ) .٥٣٩-٥٣٨) (٤٠٦-٤٠٤(وخصوصا الصفحات

، للدكتور شعبان حممد -دراسة وصفية نقدية –التجديد يف أصول الفقه - ) . ٥٠(خصوصا ص إمساعيل ، و

٥


فيساعد بذلك يف فهم وحفظ وضبط املسائل األصولية وفروعها .الفقهية

يف طريقة طرح هذا املوضوع إبراز الثمار الفقهية املترتبة علـى - ٢القواعد األصولية ، وهذا هو اجلانب التطبيقي لعلم أصول الفقه ،

ع ، والذي اصطلح علـى وبه يتبني مدى ارتباط األصول بالفروتسميته بفن ختريج الفروع على األصول ، واملؤلفات كما هـو معروف يف هذا اجلانب قليلة باملقارنة مع ما كتـب يف العلـوم الشرعية األخرى ، فرغم عظيم نفعه ، وشدة أمهيتـه الفقهيـة

إال –فيما أعلم –واألصولية مل يكتب فيه من العلماء املتقدمني )١( .نزر يسري

أن هذا البحث من الناحية التطبيقية يتناول غالب كتب الفقـه ، - ٣: حيث تتعلق آيات األحكام يف السورتني بالكتب الفقهية التالية

كتاب الطهارة ، كتاب الصالة ، كتاب الصيام ، كتاب احلج ، كتاب البيوع ، كتاب الوصايا ، كتاب النكاح ، كتاب الرضاع

ق ، كتاب األطعمـة ، كتـاب كتاب الصداق ، كتاب الطالاجلنايات ، كتاب الديات ، كتاب احلدود ، كتـاب اجلهـاد ، كتاب الشهادات ، وهذا مما يكسب الباحث واملطلع على البحث اإلملام بكثري من املسائل الفقهية املهمة ، وكيفية ربطها بقواعدها

:مما كتبه العلماء املتقدمون يف هذا ما يلي )١(

.ختريج الفروع على األصول ، لشهاب الدين الزجناين - .مفتاح الوصول إىل بناء الفروع على األصول ، أليب عبد اهللا التلمساين - .التمهيد يف ختريج الفروع على األصول ، جلمال الدين األسنوي - .األصولية ، البن اللحام البعلي القواعد والفوائد - .الوصول إىل قواعد األصول ، للتمرتاشي -

٦


األصولية اليت انبنت عليها ، فيجمع بذلك بني الفقه واألصـول . ربط بينهما وي

:خطة البحث •مبا أن املوضوع يبحث قاعدة مفهوم الشرط والتطبيق عليهـا

أحدمها نظـري واآلخـر : فإن هذا جعله ينقسم إىل جانبني رئيسني .تطبيقي

أما اجلانب النظري فجعلته يف الباب األول ، والذي اشتمل على متهيد الباب الثـاين ، والـذي وفصلني ، وأما اجلانب التطبيقي فجعلته يف

:اشتمل أيضا على متهيد و فصلني ، فأتت خطة البحث كالتايل :املقدمة

وقد اشتملت على أمهية املوضوع وأسباب اختياره وخطـة ومنـهج .البحث

:الباب األول :مفهوم الشرط وحجيته عند األصوليني ، واشتمل على متهيد وفصلني

:التمهيد .ان أقسامه يف تعريف املفهوم وبي

:الفصل األول

:مفهوم املخالفة وحتته عدة مباحث :املبحث األول

تعريف مفهوم املخالفة ، وبيان أقسامه ، وتعريف كل قسم والتمثيل .له

:املبحث الثاين .شروط العمل مبفهوم املخالفة

:املبحث الثالث

٧


.آراء العلماء يف حجية مفهوم املخالفة

:الفصل الثاين :مفهوم الشرط وحتته عدة مباحث

:املبحث األول .أنواع الشرط ، وتعريف كل نوع مع التمثيل له

:املبحث الثاين .تعريف مفهوم الشرط ، وبيان ادوات الشرط اللغوي

:املبحث الثالث .آراء العلماء يف حجية مفهوم الشرط

:الباب الثاين

األحكام يف سوريت البقرة التطبيق على مفهوم الشرط من خالل آيات :والنساء ، ويشتمل على متهيد و فصلني التمهيد

.بيان كيفية تناول اجلانب التطبيقي :الفصل األول

التطبيق على قاعدة مفهوم الشرط من خالل آيات األحكام الواردة يف :سورة البقرة وهي كالتايل

| { ~ _ ` m b a قوله تعاىل * e d cg fh q p o n m l k j ir

v u t s w l

٨


m | { z y ` _ ~ }a قوله تعـاىل * g f ed c bh n m l k j i

r q p o st y x w v uz £ ¢ ¡ � ~ } | {l

m± ° ¯ ® µ ´ ³ ² قوله تعـاىل *

» º ¹ ¸ ¶¼ ¿ ¾ ½ À Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â ÁË Î Í Ì

Ð Ï GFE D C B A H I L K JM R Q P O Nl

mc bd j i h g f e قوله تعاىل*

o n m l kp u t s r qvw } | { z y x~ b a ` _c d

e g f m l k j i h s r q p o nt w v u

y xz £ ¢ ¡ � ~ } | {¥ ¤¦ §©¨ ¯ ® ¬ « ª

٩


³ ² ± ° ¶ µ ´ º ¹ ¸l

mG F E D C B AH قوله تعـاىل *

J I L KM T S R Q P O NUV Y X WZ [ \ ^ ] c b a ` _

e d k j i h g f m ln q p o v u t s r w z y x {

|} f e d c b a ` _ ~g h m l k j i o nl

ــه تعــاىل* § ¨ © m¥ ¤ £ ¢¦ « ª قول

¬® µ ´ ³ ² ± ° ¯¶ º ¹ ¸ ¼ » ½ Ç Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾È Ë Ê É

Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í ÌÔ Ø × Ö Õ Û Ú Ù Þ Ý Ü ßà ã â áä é è ç æ å ê

ì ëí õ ô ó ò ñ ð ï îl

١٠


mr q ps w v u t قولــه تعــاىل* z y x{ � ~ } |¡ ¤£¢

¨ § ¦ ¥© ° ¯ ® ¬ « ª ±l

mW V U T S R QX Z Y قوله تعاىل*

_ ^ ] \ [ f e d c b a `gl

ml k j i hm n تعـاىل قوله* q p o y x w v u t s r | { z

}~ dc b a ` _ f eg j i hl km p o nq u t s rl

~mw vx } | { z y قوله تعاىل*

« ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �¯ ® ¬° ³ ² ± » º ¹ ¸ ¶ µ ´

½ ¼¾ Ã Â Á À ¿Ä Ê É È Ç Æ Å Ì Ël

١١


m× Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î ÍØ قوله تعاىل* ÛÚ Ù å ä ã â á à ß Þ Ý Üæ ç

í ì ë ê é èl

m F E D C B A قوله تعاىل* J I H GK O N M LP Q

V U T S RW \ [ Z Y X] ^ h g f e d c b a ` _

ij s r q p o n m l kl

m { z y x w v u t قوله تعاىل* a ` _ ~ } |b g f e d c

l k j i hm q p o nr t s x w v ul

¡ ¢ �m ~ } | { z اىلقوله تع* ¥ ¤ £¦ ¬ « ª © ¨ §® ° ¯

³ ² ±´ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ¾ Â Á À ¿Ã Ë Ê É È Ç Æ Å Ä

١٢


Í ÌÎ × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð ÏÛ Ú Ù ØÜ å ä ã â á à ß Þ Ýl

m B A F E D C قوله تعاىل*

J I H GK Q P O N M LV U T S RW \ [ Z Y Xl

m z y x w v u t s r q قوله تعاىل*

} | {~ ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �¨ §© ® ¬ « ªl

¯ ° ± m ¶ µ ´ ³ ² قوله تعاىل*

Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸Å Ä ÃÆ Ê É È ÇË Î Í Ì

ÏÐ Ö Õ Ô Ó Ò Ñl

m F E D C B A قوله تعاىل* I H G N M L K JO Q P

Z Y X W V U T S Rl

١٣


] \ [ ^ _ ` m قوله تعاىل* a f e d c bg k j i h

s r q p o n m lt v u x wl

m H G F E D C B A قوله تعاىل*

M L K J IN T S R Q P OUV [ Z Y X W\ b a ` _ ^ ]

h g f e d ci n m l k jo p s r ql

m y x w v u } | { z ه تعاىلقول*

¡ � ~ £ ¢ ª © ¨ § ¦ ¥ ¤«¬ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ®

¸ ¶ º ¹ ¿ ¾ ½ ¼ »À ÁÄ Ã ÂÅ É È Ç Æl

m H G F E D C B A قوله تعاىل*

J IK O N M LP Q R

١٤


X W V U T SY ] \ [ Ze d c b a ` _ ^f j i h g

v u t s r q p o n m l kwx | { z y} a ` _ ~

j i h g f e d c bm l kn t s r q p ou w v

~ } | { z y x� £ ¢ ¡ ¤© ¨ § ¦ ¥ª ° ¯ ® ¬ «

¸ ¶ µ ´ ³ ² ±¹ º¼ »½ Â Á À ¿ ¾Ã Æ Å Ä

È ÇÉ Ë ÊÌ Î ÍÏ Ò Ñ Ð Ô Ó C BJ I H G F E DK

V U T S R Q P O N M LW XZ Y[ ` _ ^ ] \a c b f e dl

:الفصل الثاين التطبيق على مفهوم الشرط من خالل آيات األحكام الواردة يف سورة

:النساء وهي كالتايل

١٥


m } | { z y x w v u t قوله تعاىل *

b a ` _ ~c k j i h g f e d

lm r q p o nl mv u t sw | { z y x قوله تعاىل*

£ ¢ ¡ � ~ }l

¶ ¸ m ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ قوله تعاىل*

Ã Â Á ÀÄ Ê É È Ç Æ ÅË Ì

Ï Î ÍÐ Õ Ô Ó Ò ÑÖ ×

Ü Û Ú Ù ØÝ á à ß Þl

] m Z Y X W V قوله تعاىل* c b a ` _ ^ ] \l

^ _ m\ [ Z Y] قوله تعاىل* b a `c i h g f e dl

m F E D C B A قوله تعاىل*

M L K J I H GN O

S R Q Pl

١٦


m v u t s قوله تعاىل*

} | { z y x w

_ ~ c b a `

j i h g f e d

s r q p o n m l k

z y x w v u t

£ ¢ ¡ � ~ } | {

¤¥ « ª © ¨ § ¦l

m H G F E D C BI قوله تعاىل* L K JM U T S R Q P O N

X W VY ^ ] \ [ Z` _a i h g f e d c b

jk q p o n m ll m x w v u t s r قوله تعاىل*

` _ ~ } | { z yab e d cf i h gj k

r q p o n m l

١٧


v u t sw { z y x¤ £ ¢ ¡ � ~ } |¥ ¦

ª © ¨ §« ¯ ® ¬ °± µ ´ ³ ²l

mB A F E D CG قوله تعاىل* H N M L K J IO P

V U T S R QW Z Y X_ ^ ] \ [` a

f e d c bg j i h k m ll

m t s r q p o n قوله تعاىل*

v u ~ } | { z y x w_ ` e d c b al

m y x w v u t s قوله تعاىل*

¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z¦§ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨

¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´Á À ¿Â Å Ä Ã È Ç Æl

١٨


m w v u t s r q p o قوله تعاىل*

� ~ } | { z y x¡ £ ¢§ ¦ ¥ ¤¨ ® ¬ « ª ©

¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ¹ Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º

Æ ÅÇ Î Í Ì Ë Ê É È ÏÓ Ò Ñ ÐÔ × Ö Õ

Û Ú Ù Øl

mH G F E D C B AI قوله تعاىل* S R Q P O N M L K J

W V U TX _ ^ ] \ [ Z Yc b a `d h g f e

p o n m l k j ir qs v u t y x w

| { z} b a ` _ ~ c j i h g f e d

s r q p o n m l kl

١٩


m Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï قوله تعاىل*

ß Þ Ý Ü Û Ú Ùà å ä ã â á ç æl

m B A G F E D C قوله تعاىل*

H O N M L K J I W V U T S R Q P

[ Z Y X\ a ` _ ^ ]h g f e d c bi k j

w v u t s r q p o n m l xy { z| c b a ` _ ~ }l

m j i h g f e d قوله تعاىل *

l km p o n qr u t s z y x w vl

m I H G F E D C B A قوله تعاىل*

O N M L K JP R QS T

٢٠


V UW ^ ] \ [ Z Y X a ` _l

اخلامتة

. وقد اشتملت على أهم نتائج البحث والتوصيات :الفهارس

:واشتملت على ما يلي . اآليات القرآنيةفهرس - . النبوية فهرس األحاديث - . فهرس اآلثار - . فهرس املسائل الفقهية - .فهرس املصطلحات - .فهرس األعالم املترجم هلم - . فهرس املصادر واملراجع - .فهرس املوضوعات -

: منهج البحث يف اجلانب النظري تناولت التعريف مبفهوم املخالفـة ، وأقسامه ، •

، مث بعد ذلك دراسة مفهوم الشرط وهو قسم من أقسام وشروطه .مفهوم املخالفة دراسة تفصيلية وفق ما سبق بيانه يف خطة البحث

: ويف اجلانب التطبيقي قمت مبا يلي •حصر اآليات اليت اشتملت على الشرط اللغوي ، والـيت مـن - ١

.خالهلا بىن الفقهاء أحكامهم على ضوء مفهوم الشرط منها

٢١


اآلية تفسريا إمجاليا خمتصرا ، مبينا بعده مفهوم الشرط من تفسري - ٢ .اآلية

بيان املسألة الفقهية املستنبطة من مفهوم الشرط من اآليـة ، مث - ٣دراستها باختصار دراسة فقهية مقارنة ، فإن كانت مما اتفقـت فيها أقوال العلماء اكتفيت بتحرير املسألة ، وبيان احلكم فيها من

فاق العلماء أو إمجاعهم عليه ، مث أبني وجه بناء املسـألة حيث ات .على مفهوم الشرط حيث يعترب حينئذ جزء الدليل حلكمها

وإن كان يف املسألة خالف تعرضت أوال لتحرير املسألة مبينا فيه حمل اخلالف ، مث أبني أقوال العلماء يف املسـألة وأدلتـهم فيهـا

يل أنه أوىل بالترجيح مع بيـان باختصار ، مرجحا منها ما ظهرالسبب ، موضحا بعد ذلك كيف بين احلكم على مفهوم الشرط من اآلية ، ويف هذا بيان أثر مفهوم الشرط يف حكم الفرع الفقهي

.الذي تناولته اآلية

وعند تناويل للجانبني السابقني قمت بتطبيق منهجية البحث :ية العلمي وذلك من خالل األمور التال

عزو اآليات الواردة يف صلب البحث ، وذلك ببيـان اسـم - ١ .السورة ورقم اآلية بعد أن أخرجتها مبا يوافق رسم املصحف

خرجت األحاديث الشريفة ، مع بيان درجتها مـن حيـث - ٢الصحة والضعف حسب أقوال أهل العلم املوجودة يف ذلك ، إال إذا كان احلديث يف الصحيحني أو أحـدمها فاكتفيـت

.العزو إليهما من غري تعرض حلكمه بخرجت اآلثار الواردة عن الصحابة واألقوال املنسوبة إلـيهم - ٣

.من كتب اآلثار قدر االستطاعة واإلمكان

٢٢


قمت بنقل و توثيق النصوص واملذاهب واآلراء من مصادرها - ٤األصلية غالبا ، أو من غريها إن مل أجد ذلك فيها ، متبعا يف

اسم الكتاب واجلزء والصفحة ، تاركـا اإلحالة طريقة ذكرسائر بيانات الكتاب إىل فهرس املصادر واملراجع ؛ لئال أثقل احلاشية ، إال إذا كان هناك تشابه يف أمساء بعـض املصـادر واملراجع فإين أذكر اسم املؤلف عند ذكر اسـم الكتـاب ؛

.ليتميز عن شبيهه مرتبـة حرصت ما استطعت عند توثيق املراجع أن تكـون - ٥

حسب تاريخ الوفاة إن وجد ، وهذا إذا كانت يف مـذهب واحد ، أما إذا كانت من أكثر من مذهب أو أكثر من فـن وكانت يف هامش واحد فإين أرتبها حسب املذاهب ، مراعيا حتت كل مذهب ترتيبها حسب تاريخ الوفاة ، مقدما منـها

تأدبا مـع أول اهلامش ما كان له عالقة بالتفسري مث باحلديث ، وامتثاال ألمر املوىل جل وعـال كالم اهللا وسنة رسوله

.بعدم التقدم بني يدي اهللا ورسوله قمت بتوضيح بعض الكلمات واملصطلحات اليت حتتاج لذلك - ٦

.من مصادرها املعتمدة ترمجت ترمجة خمتصرة لألعالم الوارد ذكـرهم يف صـلب - ٧

.األربعة البحث باستثناء الصحابة وأئمة املذاهب وضعت للبحث فهارس علمية تفصيلية ملا اشتمل عليه مـن - ٨

اآليات القرآنية ، واألحاديث النبوية ، واآلثـار ، واملسـائل الفقهية ، واألعالم ، واملصطلحات والكلمـات الغامضـة ،

.واملصادر واملراجع ، واملوضوعات

٢٣


مـا يعلمفهذه خطة حبثي ، وهذا عملي يف الكتاب ، واهللا : وبعد هد ومشقة ، وما بذلته من صرب وجماهـدة ، وال يـدرك ج لقيت فيه من

:قدر له أن يزاول مثله وخيوض غماره مدى ذلك وصعوبته إال من )١(وال الصبابة إال من يعانيها ال يعرف الشوق إال من يكابده

أسـتطيع فإنين ، وقلة البضاعة فإذا أضيف خلطورة العمل خطورة العلمإعذار الكرام على طرف الثمام ، ومهما يكن من أمـر فـإين القول بأن

حمدودة ، واهلفوات معدودة ، فإن النقص مـن أرجو أن تكون العثرات .وإن احلسنات يذهنب السيئات طبيعة البشر ، والكمال خلالق البشر ،

لعمل وتبادل النصح والتوجيه حول هذا ا، وال بد من تضافر اجلهود

ومثله ؛ ليكون بالصورة الالئقة به ، فما يأيت من توجيهات وتصـويبات فكل ذلك حمـل عنايـة أو مطلع على هذا العمل من مشرف أو مناقش

ويصوب به ما وقع مـن خطـأ أو ، ليتم به استدراك ما فات ؛ وقبول أو نسيان ، وهذا مما يقـوي العمـل ويزيـده صـحة حدث عن سهو

. وصالحا :مذكرا بقول الشاعر

)٢(وإن جتد عيبا فسد اخللال فجل من ال عيب فيه وعاليا أيها الناظر فيه ، لك غنمه وعلى مؤلفه :" ومن قيم كالم ابن القيم

غرمه ، ولك صفوه وعليه كدره ، وهذه بضاعته املزجاة تعرض عليك ، ت كفؤا كرميا مل تعدم منه إمساكا وبنات أفكاره تزف إليك ، فإن صادف

)٣( ."مبعروف أو تسرحيا بإحسان ، وإن كان غريه فاهللا املستعان

، وقد نسبه له ابـن ) هـ٦٥٩ت(إبراهيم بن حممد النفزي الغرناطي : قائله )١(

) ] . ٩١( الديباج املذهب [ فرحون املالكي عند الترمجة له يف كتابه املستفاد من ذيل تاريخ : كتابه احلريري ، وقد أورده ابن الدمياطي يف : قائله )٢(

) .٢/٢٤(بغداد ) .١١(حادي األرواح إىل بالد األفراح )٣(

٢٤


)١( ) من ال يشكر الناس ال يشكر اهللا( وختاما وامتثاال لقول النيب ال يفوتين يف هذا املقام أن أتقدم بالشكر والعرفان ألهل الفضل واإلحسان

؛ الكـرميني ويف مقدمهم والديأو قدم معونة ، معروفا ممن أسدى إيلوتوجيههما منـذ ، ورعايتهما ، حسن تربيتهما لدعائهما ، وحيث كان

صغري عظيم األثر يف حيايت العلمية والعملية ، فأسأل اهللا عز وجـل أن وأن ، جيزيهما عين خري اجلزاء ، وأن يبارك هلما يف أعمارمها وأعماهلمـا

.ا كما ربياين صغريا يرمحهماألسـتاذ الشـيخ لفضـيلة ووافر االمتنان كما أتقدم جبزيل الشكر

، والذي أكرمين بإشرافه على هـذا حسني بن خلف اجلبوري : الدكتور البحث ، حيث كان ملتابعته وتوجيهاته األثر الكبري يف شحذ اهلمة والسري

فجزاه اهللا عين خـري على بصرية ، فكان نعم العون يف كل ما يشكل ، وولـده ، ومالـه ، اجلزاء ، وأسأل اهللا عز وجل أن يبارك له يف عمره

وعمله ، وأن جيعل ما بذله من وقت وجهد وتوجيه وإرشاد يف ، وعلمه .موازين أعماله إنه تعاىل على كل شيء قدير

جامعـة أم –كما أتوجه بالشكر اجلزيل هلذا الصرح العلمي الشامخ الدراسـات العليـا الشـرعية قسمو ، ممثلة يف كلية الشريعة – القرى

وما قدموه ، والعاملني فيها على ما يبذلونه ويهيئونه لطالب العلم عموما وعلـى ، يل خصوصا أثناء الدراسة املنهجية وما بعد تسجيل الرسـالة

، عميد كليـة الشـريعة سعود الشرمي: فضيلة الشيخ الدكتور رأسهم فجزاهم الدراسات العليا الشرعية رئيس قسميل عبد اهللا الثما :ر كتودالو

.اهللا عن العلم وأهله وطالبه خري اجلزاء

يف شـكر املعـروف ، : أخرجه أبو داود يف سننه ، كتاب األدب ، بـاب )١(

الرب والصلة عـن : والترمذي يف سننه ، كتاب ).٤٨١١( رقم) ٤/٢٥٥(رقـم ) ٤/٣٣٩(إليك، ن ماجاء يف الشكر ملن أحس: ، باب رسول اهللا

. صحيحهذا حديث حسن : وقال ) .١٩٥٤() ٦/١٨٢(شكر املعروف ، : والبيهقي يف السنن الكربى ، كتاب اهلبة ، باب

. )١١٨١٢(رقم

٢٥


، والشكر موصول لعميد كلية الشريعة وأصول الدين جبامعة امللك خالدولعمادة اجلامعة للدراسات العليـا ، ولرئيس وأعضاء قسم أصول الفقه

من أجل مواصلة طلب -حد منسوبيها حني كنت أ -يل على ما قدموه . خري اجلزاء وعن طلبة العلم فجزاهم اهللا عين، العلم الصربه" أم ريان " وال أنسى يف هذا املقام أن أقدم الشكر لزوجيت

، وحتملها عين كثريا حة سبل الرا ا، ويئته ابكثري من حقوقه اوتضحيتهاهللا عين خـري افجزاه، ام هذا العمل من أجل إمتمن واجبايت األسرية ؛

.األجر والثواب احرمه وال، اجلزاء هذا وإن أصبت يف ذلك ففضل من اهللا ومة ، وإن أخطأت فمـن ن

، وأستغفر اهللا من كل ذنب وخطيئة ، وأسأله تعاىل أن نفسي والشيطانحان جيعل هذا العمل خالصا لوجهه الكرمي إنه على كل شيء قدير ، سب

واحلمـد هللا رب ، وسالم على املرسلني ، ربك رب العزة عما يصفون .العاملني

أمحد بن مشعل بن عزيز الغامدي: الطالب

٢٦


:الباب األول صوليني ألمفهوم الشرط وحجيته عند ا

ويشتمل على متهيد وفصلني

.يف تعريف املفهوم وبيان أقسامه : التمهيد

:الفصل األول مفهوم املخالفة وحتته عدة مباحث

:الفصل الثاين

وحتته عدة مباحثمفهوم الشرط

٢٧


التمهيد

.تعريف املفهوم وبيان أقسامه

نصوص الكتاب والسنة تضـمنت أحكامـا إن األلفاظ الواردة يف ومعاين سيقت من أجلها ، فوضع علماء األصول طرقا ومسالك تدل على تلك املعاين ، وتستخرج تلك األحكام على وجه دقيق ، وهي ما يعرف

، فإذا دل اللفظ على احلكم بنظمه )١(بالدالالت

: سدد وأرشد وهدى ، واسم الفاعل : من دل يدل داللة مبعىن : الداللة لغة ) ١(

.ملرشد والكاشف الدليل وهو ا: الدال ، وصيغة املبالغة فصل الدال : دلل ، القاموس احمليط : مادة ) ١١/٢٤٧(لسان العرب :انظر

، املصباح املنري ) ٢٠٩( دلل : ، خمتار الصحاح مادة ) ٣/٣٨٨( باب الالم ) .١٩٩(دللت : مادة

فهم أمر من أمر : والداللة عند املناطقة و األصوليني هلا معىن متقارب فهي - .آخر

) ١/٧٩(، تيسري التحرير ) ٦(إيضاح املبهم من معاين السلم يف املنطق : ظر ان :لفظية وغري لفظية ، وكل منهما حتته ثالثة أقسام : والداللة قسمان • :فأقسام الداللة غري اللفظية - .كداللة اإلشارة على معىن نعم أو ال : داللة وضعية -١ .لى اخلجل كداللة احلمرة ع: داللة طبيعية -٢ .كداللة العامل على وجود اهللا ، وداللة الدخان على النار : داللة عقلية -٣

:وأقسام الداللة اللفظية - .كداللة األسد على احليوان املفترس : داللة وضعية -١ .كداللة األنني على املرض : داللة طبيعية -٢ .نزلت بالصارخ كداللة الصراخ على مصيبة : داللة عقلية -٣

) =١/٨٠(، تيسري التحرير ) ٦(نطق إيضاح املبهم من معاين السلم يف امل: انظر

٢٨


.)١(صراحة وأصالة فهو املنطوق أو داللة املنظوم

داللة اللفظ على ما وضع له ، و تنقسـم : هي والداللة اللفظية الوضعية= *

:إىل ثالثة أقسام وهي داللة اللفظ على متام ما وضع لـه ، كداللـة : داللة مطابقية -١

ي تؤدى فيه الصالة ، وكداللة الشـجرة علـى املسجد للمكان الذ .جذعها وفروعها وأوراقها

وهي داللة اللفظ على جزء معناه املوضـوع لـه ، : داللة تضمنية -٢كداللة الشجرة على فروعها فقط ، أو أوراقها فقـط ، وكداللـة اإلنسان على احليوان فقط ، أو على الناطق يف ضمن احليوان الناطق ،

.لفهم اجلزء يف ضمن الكل ومسيت تضمنية ؛وهي داللة اللفظ على شيء خارج عن معناه الزم له، : داللة التزامية -٣

كداللة لفظ الشجرة على ظلها عند وجود الضوء ، فإن ذلك مـن لوازمها يف هذه احلالة ، وكداللة لفظ اإلنسان على قبول العلم وتعلم

الناطق ولكنـه الزم الكتابة ، فاملفهوم خارج عن املعىن وهو احليوان .له

، شرح منت السلم ) ٦(إيضاح املبهم من معاين السلم يف املنطق : انظر ) .١/٨٠(، تيسري التحرير ) ٥٢(لألخضري

داللة اللفظ على معىن يف حمل النطق ، بأن يكون ذلـك : تعريف املنطوق هو ) ١(زكاة ، فقد دل اللفـظ يف سائمة الغنم ال: مثل . املعىن حكما ألمر مذكور

.مبنطوقه على وجوب الزكاة يف الغنم السائمة :واملنطوق ينقسم إىل صريح وغري صريح

هو املعىن الذي دل عليه اللفظ بالوضع بطريـق املطابقـة أو : فالصريح - . التضمن .احلج عرفة : احلج ركن اإلسالم اخلامس ، والتضمن مثل : فاملطابقة مثل

فـإن كـان الكـالم . هو داللة اللفظ على الزم معناه : ح وغري الصري - . =مقصودا فإما أن يكون اقتضاء أو إمياء

٢٩


على احلكم ال بنظمه بل بفحواه ومعناه فهو املفهوم أو داللة غري وإذا دل .، وهو نوع من أنواع الداللة اللفظية االلتزامية عند اجلمهور )١(املنظوم

وسأعرض هنا تعريف املفهوم عموما وبيان أقسامه ؛ ليكـون مـدخال .ملوضوع رساليت هذه

، وهو العلـم واملعرفـة اسم مفعول من الفهم: فاملفهوم يف اللغة .تصور املعىن من اللفظ : ، والفهم بالقلب

داللة اللفظ على معىن يتوقف عليه صدق الكالم ، أو صحته :فاالقتضاء = *

عن أميت اخلطأ رفع : ( اهللا عليه وسلم صلىقوله : مثل . العقلية ، أو الشرعية فهما مل يرفعا عقال فال بد من تقدير يصح الكالم بـه وهـو اإلمث ) والنسيان فسؤال القرية ال يصح عقـال ) واسأل القرية : ( ومثل قوله تعاىل . واملؤاخذة

فإنه يقتضي بعـين عبـدك : اعتق عبدك عين : ومثل . فوجب تقدير األهل .ف عليه صحة الكالم شرعا مقتضى توق: واعتقه عين ، فبعين عبدك

اقتران وصف حبكم لو مل جيعل ذلك الوصف علة لذلك احلكـم :واإلمياء * وله أنواع ليس هـذا مقـام . لكان هذا الكالم بعيدا يف رأي العارفني باللغة

.تفصيلها وإن دل اللفظ على الزم غري مقصود للمتكلم فهو داللة اإلشارة ، مثـل **

حىت يتبني لكـم ... ل لكم ليلة الصيام الرفث إىل نسائكم أح: ( قوله تعاىل فهي تدل على جواز اجلماع إىل ) اخليط األبيض من اخليط األسود من الفجر

مطلع الفجر ، والزم ذلك جواز اإلصباح جنبا دون اإلخالل بصحة الصوم ، . وداللة اآلية على ذلك غري مقصودة وهي داللة اإلشارة

، اية السول ) ٢٥٣(، شرح العضد ) ٦٥-٣/٦٤(اإلحكام لآلمدي : ر انظ، ) ٩٣-١/٩٢(، تيسـري التحريـر ) ١/١٤٦(، التقرير والتحبري ) ١/٣٦٠(

) .٢/٧٦٣(إرشاد الفحول هي داللة اللفظ على معىن يف غري حمل النطق بأن يكون ذلك : داللة املفهوم ) ١(

" يف الغنم السائمة زكاة " ثاله داللة حديثاملعىن حكما ألمر غري مذكور ، وم .على عدم وجوب الزكاة يف املعلوفة وهي غري مذكورة يف الكالم

٣٠


.ن هيئة للنفس يتحقق ا ما حيس: وقيل )١(. سرعة انتقال النفس من األمور اخلارجية إىل غريها : وقيل

حكم مستفاد من داللة اللفـظ :"فقيل هو أما عند علماء األصول

)٢( "منطوق حبيث يكون ذلك احلكم لشيء غري )٣( ."لتزاما لة لفظ املنطوق على حكم املسكوت ادال:" وقيل هو

)٥(" ما فهم من اللفظ يف غري حمل النطق :"فقال )٤(وعرفه اآلمدي

)١(كما فعل ابن النجـار _" ما فهم " بدل " ما دل " ولو أنه عرب بكلمة وىل ؛ بعدا عن لكان أ_ )٢( ."ما دل عليه لفظ ال يف حمل نطق :" فقال

.الدور يف التعريف

) .١٧/٥٤٦(فهم ، تاج العروس : مادة ) ١٢/٤٥٩(لسان العرب : انظر ) ١( ) . ٢٢٤(حاشية التحقيقات والتدقيقات على شرح العضد ) ٢( ) .٢/١٩٧(نفائس األصول يف شرح احملصول ) ٣(علي بن أيب علي بن حممد بن سامل التغليب اآلمدي ، كان حنبلي املـذهب مث ) ٤(

حتول إىل الشافعية ، كان ذكيا سريع احلفظ ، وكان متعمقا يف علم اجلـدل والكالم ، واملنطق والفلسفة ، وأصول الفقه ، وأمل بشيء من الفقه ، واللغـة

، وابن شاتيل ، وابن فضـالن ، ابن املين: والطب ، واألدب ، من مشاخيه العز بن عبد السالم ، والفتح بن موسى ، وأبو الفرج بن قدامة : ومن تالميذه

أبكار األفكار ، الترجيحـات ، منتـهى : املقدسي ، له عدة مؤلفات منها ) . هـ٦٣١-٥٥١. (السول يف علم األصول

ية الكـربى البـن ، طبقات الشافع) ٣٦٥-٢٢/٣٦٤(سري أعالم النبالء [ )].١٣٨-١/١٣٧(، طبقات الشافعية لألسنوي ) ٨/٣٠٧(السبكي

) .٣/٦٦(اإلحكام لآلمدي ) ٥(

٣١


ال ألنه مفهم غريه إذ املنطوق أيضا مفهوم ، بـل " ومسي مفهوما ؛ ألنه مفهوم جمرد ال يستند إىل منطوق ، فلما فهم من غري تصريح بالتعبري

)٣(".عنه مسي مفهوما

بيان أقسامه

:مها ينقسم املفهوم إمجاال إىل قسمني

أبو البقاء حممد بن أمحد بن عبد العزيز الفتوحي املصري املشهور بابن النجار )١(

منتـهى اإلرادات يف : احلنبلي ، برع يف الفقه ، وتوىل القضاء ، من مؤلفاته ) هـ٩٧٢(ت الكوكب املنري وشرحه ، ع مع التنقيح وزيادات ، مجع املقن

]) ٨/٢٧٦(، معجم املؤلفني ) ٦/٦(األعالم [ ) . ٣/٤٨٠(شرح الكوكب املنري )٢( ) .٢/٧٧٥(، وانظر حنوه يف روضة الناظر ) ٣/٨٨(البحر احمليط ) ٣(

٣٢


مفهوم املوافقة ، ويسـمى فحـوى اخلطـاب وحلـن : القسم األول .)١(اخلطاب

)٢(."أن يكون املسكوت عنه موافقا يف احلكم للمذكور :" وهو

ما يكون اللفظ يف حمل السـكوت :" وعرفه اآلمدي بنحو مما سبق فقال )١(." موافقا ملدلوله يف حمل النطق

فقة ومفهوم املخالفـة هذه األمساء اليت أطلقها علماء األصول على مفهوم املوا) ١(

كما سيأيت اصطالحية وليست لغوية ، والناظر فيها بتمعن جيد اختالفـا يف تلك املصطلحات على مدلوالا عند قائليها رغم اتفاق ألفاظها ، فكان البد من معرفة مقصود كل أصويل يف اللفظة اليت أطلقها ؛ لئال خيتلط األمر على

ل األصول يطلقون فحوى اخلطـاب وتنبيـه طالب العلم ويلتبس ، فأكثر أهاخلطاب على مفهوم املوافقة ، بينما ابن برهان من الشافعية يطلق على مفهوم

فحوى اخلطاب ، واألسنوي يسميه حلن اخلطاب ، وبعض املالكية : املخالفة يطلقون عليه تنبيه اخلطاب ، أما أبو إسحاق الشريازي والغزايل والرازي فدليل

دون به مفهوم املخالفة ، وفحوى اخلطاب يريدون بـه مفهـوم اخلطاب يري . املوافقة ، وحلن اخلطاب يريدون به داللة االقتضاء

بينما اآلمدي ال جيعل داللة االقتضاء من املفهوم وال من املنطوق ، ويطلـق أما الشوكاين فيطلق حلن اخلطاب علـى . حلن اخلطاب على مفهوم املوافقة

. ط من مفهوم املوافقة ، أما األوىل منه فيطلق عليه فحوى اخلطاباملساوي فقوابن فورك يطلق مفهوم اخلطاب على مفهوم املوافقة ، ودليل اخلطاب علـى

.مفهوم املخالفة ، ) ٢٩٢(، املنخـول ) ٧٥-٢/٧٤(، املستصـفى ) ٢٩٩(الربهان : انظر

، شـرح ) ٣/٦٦،٦٩(، اإلحكام لآلمدي ) ١/٣٣٥(الوصول إىل األصول ، التمهيد لألسـنوي ) ١/٣٦١( ، اية السول ) ٥٤-٥٣(تنقيح الفصول

) .٢/٧٦٤(، إرشاد الفحول ) ٣/٩٠(البحر احمليط ) ٢٤٠( )٢٥٥(شرح العضد ) ٢(

٣٣


لى ثبوت حكم منطوق ملسـكوت ؛ لفهـم داللة اللفظ ع: وعرف بأنه )٢(. مناط حكم املنطوق مبجرد فهم اللغة

القياس ؛ ألنه يدل على حكم املسكوت " مبجرد فهم اللغة " فخرج بقيد باالستنباط واالجتهاد ال مبجرد فهم اللغـة ، ألن علتـه اجتهاديـة ال

)٣(.لغوية سكوت عنه موافقا يف احلكـم أن يكون امل:" فقال )٤(وعرفه ابن اللحام

)٥(".للمنطوق أو أوىل منه ومن هذا التعريف ميكن أن نتبني قسمي مفهوم املوافقة عند من قال ـا

:ومها أن يكون املسكوت أوىل باحلكم من املنطوق ، كمـا يف قولـه : األولm y x w v u t s r q p تعاىل

zl )ل على حترمي التأفيف باملنطوق ، ويدل فإنه كما هو واضح يد )٦ على حترمي ما فوقه من األذى كالشتم والضرب وهو مسكوت عنه مبفهوم

.املوافقة ، واملسكوت عنه أوىل بالتحرمي من املنطوق

m } | { z y x w ومثل قولـه تعـاىل d c b a ` _ ~l )ا تدل مبنطوقها )٧فإ

و بنحو ذلك عرفه إمام احلرمني كما يف الربهان ) .٣/٦٦(اإلحكام لآلمدي ) ١(

)١/٢٩٨. ( ) .١/١٤٣(، التقرير والتحبري ) ١/٩٠(تيسري التحرير ) ٢( .املراجع السابقة ) ٣(هو أبو احلسني علي بن حممد بن علي البعلي احلنبلي ، تتلمذ على عدد مـن ) ٤(

العلماء وكان من أبرزهم ابن رجب حىت برع يف املذهب احلنبلي ، فـدرس :وأفىت وأصبح شيخ احلنابلة يف الشام مع ابن مفلح ، له مصنفات عدة منـها

) .هـ٨٠٣-٧٥٠. (القواعد والفوائد األصولية ، املختصر يف أصول الفقه ، شـذرات الـذهب ) ٥/٣٢٠(الضوء الالمع يف أعيان القرن التاسـع [ )٧/٣١[ (

) . ٣٦٧(القواعد والفوائد األصولية ) ٥( ) .٢٣(آية : سورة اإلسراء ) ٦( ) .٨-٧(آية : سورة الزلزلة ) ٧(

٣٤


أصغر األعمال خريا أو شرا ، وتدل مبفهوم املوافقة على على اازاة على .أن اهللا جيزي على أكثر من ذلك من باب أوىل

m t s r q p o n m l ومثل قوله تعـاىل | { z y x w v ul )فنبــه بالــدينار علــى )١

من باب أوىل ، القنطار ، فمن ال يؤد األمانة يف دينار ال يؤدها يف قنطار .وكذلك من أدى األمانة يف القنطار فألن يؤديها يف الدينار أوىل

m t أن يكون املسكوت مساويا للمنطوق ، كما يف قوله تعاىل :الثاين ~ } | { z y x w v u_

a ` l)فإتالفها بأي نوع من أنـواع اإلتـالف )٢ .كوت عنه وتبديدها مثل أكلها يف احلكم وهو مس

] \ [ ^ mوكداللة جواز املباشرة من قوله تعاىل a ` _b k j i h g f e d c

n m lo l )على جواز أن يصبح الرجل صائما جنبا ؛ ألنه )٣لو مل جيز ذلك مل جيز للصائم مد املباشرة إىل الطلوع ، بل وجب قطعها

)٤(. قبل الفجر بوقت يسع الغسل فيه

) .٧٥(آية : ران سورة آل عم) ١( ) .١٠(آية : سورة النساء ) ٢( ) .١٨٧(آية : سورة البقرة ) ٣(، ) ٦٧/ ٣( ، اإلحكام لآلمـدي ) ٢/١١٧( شرح اللمع : ينظر يف األمثلة ) ٤(

) .٣/٤٨٢(، شرح الكوكب املنري ) ١/٣٦٨(اإلاج شرح املنهاج

٣٥


اختلف العلماء يف املسكوت عنه ، هل يشترط أن يكون :مسألة أوىل من املنطوق أو تكفي املساواة ؟

من الشافعية من يشترط أن يكون املسكوت أوىل كما هو ظاهر كـالم . )١(الشافعي الذي نقله عنه إمام احلرمني يف الربهان، ولذلك أوجبوا الكفارة على أما احلنفية فال يفرقون بني األوىل واملساوي

. )٢(من أكل متعمدا يف ار رمضان كما هي يف اجلماع العمد

، واإلـاج يف ) ٢٥٤(ابن احلاجب مع شرح العضد : ، وانظر ) ١/٢٩٨() ١(

) .١/٣٦٩(شرح املنهاج ) .٩٥-٩٤(، تيسري التحرير ) ١/١٤٨(التقرير والتحبري )٢(

٣٦


مفهوم املوافقة حجية ، كمـا صـرح بـه )١(اتفق أهل العلم على صحة االحتجاج به ، إال ما نقل مـن خـالف داود )٣(؛ لتبادر فهم العقالء إليه )٢(الباقالين . )٥(أنه ليس حبجة )٤(ريالظاه

) .٣/٦٧(، اإلحكام لآلمدي ) ٣/٣٣١(التقريب واإلرشاد الصغري )١(حممد بن الطيب بن حممد الباقالين ، كان فقيها مالكيا، : القاضي أبو بكر هو )٢(

على طريقة األشعري ، انتهت إليه رئاسة املالكية يف وقته ، وحمدثا حجة ، ومتكلماأبـو ذر اهلـروي ، : األري وابن أيب زيد ، ومن تالميـذه : وكان من شيوخه

التقريب واإلرشاد الكبري واألوسـط : والقاضي ابن نصر ، له عدة مصنفات منها تك األستار يف والصغري يف أصول الفقه ، واملقنع يف األصول ، وكشف األسرار وه

) . هـ ٤٠٣-هـ٣٣٨. ( الرد على الباطنية الـذهب ت ، شـذرا ) ٩٩-٤/٩٨(، وفيات األعيان ) ٥/٣٧٩(تاريخ بغداد [

)١٧٠-٣/١٦٨. ([ ) .٣/٤٨٣(، شرح الكوكب املنري ) ٣٦٧(القواعد والفوائد األصولية )٣(، فقيـه جمتهـد أبو سليمان داود بن علي األصبهاين الظاهري ، : داود هو )٤(

وحمدث حافظ ، وإليه تنسب الظاهرية ، وكان متعصبا للشـافعي مث صـار إسحاق بن : ظاهريا حيث نفى القياس ومتسك بظاهر النصوص ، من شيوخه

وزكريا الساجي ، له مصنفات ، ابنه حممد : راهوية وأبو ثور ، ومن تالميذه . تـاب خـرب الواحـد إبطال القياس ، ك: كثرية يف الفقه واألصول منها

) .هـ٢٧٠-هـ٢٠١(، طبقـات ) ٢١٧-٢/٢١٥(، وفيات األعيـان ) ٨/٣٦٩(تاريخ بغداد [

]) .٢٩٣-٢/٢٨٤(الشافعية الكربى البن السبكي اختلف النقل عن داود الظاهري يف األخذ مبفهوم املوافقة فنقل عنـه أكثـر ) ٥(

عليه ابن حزم يف اإلحكـام العلماء إنكاره له وعدم القول به ، وهذا ما نص ، ونقل عنه البعض كـابن برهـان ) ٥٤(والنبذ ) وما بعدها -١١٥١/ ٧(

. =وغريه أنه يأخذ به

٣٧


وهذا القسم مما ال نعرف خالفـا يف :" )١(قال صفي الدين اهلندي ال ينبغـي :" قولـه )٤(عن ابن رشد )٣(، ونقل الشوكاين )٢( ."حجيته

، اإلحكام ) ١/٣٣٧(، الوصول إىل األصول ) ٤٨٢/ ٢(يف أصول الفقه العدة=

) .٣/٩٣(، البحر احمليط ) ٢/٦٧٤(دة ، املسو) ٦٧/ ٣( لآلمدي أبو عبد اهللا حممد بن عبد الرحيم بن حممد األرموي اهلندي ، العالمة احملقـق )١(

األشعري عقيـدة ، تصـدر ، الشافعي مذهبا ، املتكلم ، األصويل ، الفقيه الزبدة يف أصـول الـدين ، : لإلفتاء وناظر ودرس ، له مصنفات عدة منها

).هـ٧١٥-هـ٦٤٤. (صول الفقه والفائق يف أ، طبقـات ) ١٦٤-٩/١٦٢(طبقات الشافعية الكربى البـن السـبكي [

، طبقـات )٧٥-١٤/٧٤(، البداية والنهاية ) ٢/٥٣٤(الشافعية لألسنوي ) . ]٢/٢٩٦(الشافعية البن شهبة

)٥/٢٠٣٨(اية الوصول ) ٢(الـدين ، بـرع يف الفقـه أبو علي حممد بن علي بن حممد الشوكاين ، بدر ) ٣(

واألصول ، والتفسري ، واحلديث ، والتاريخ ، واللغة ، واملنطق ، واجلـدل ، توىل القضاء والفتيا ، وبلغ رتبة االجتهاد ، تلقى تعليمه على يد والده وعلماء

العالمـة إبـراهيم : بلده كأمحد احلرازي ، وعبد الرمحن املاين ، من تالميذه .مد الديلمي احلوثي ، والعالمة حم

إرشاد الفحول يف األصول ، فتح القدير يف التفسري ، : له مصنفات كثرية منها . البدر الطالع مبحاسن من بعد القرن السابع يف التاريخ ، السيل اجلرار يف الفقه

) ]١١٥٣(، معجم املؤلفني ) ٦/٢٩٨(اإلعالم ) . [ هـ١٢٥٠-١١٧٣(بن حممد بن رشد األندلسي القرطيب املالكي ، تـوىل أبو الوليد حممد بن أمحد ) ٤(

القضاء و برع يف فنون شىت منها الفلسفة والطب ، تتلمذ على يد والـده يف احلديث ، وأخذ الطب عن أيب مروان البلنسي ، والفقه عن احلافظ ابن حممد بن رزق وابن بشكوال وغريمها ، وأخذ علوم احلكمة عن أيب جعفر هارون ،

سهل بن مالك ، وأبو القاسم بن الطيلسان ، كان عاكفا على : يذه من تالم= بداية اتهد واية املقتصد : النظر والتأليف ، فصنف مؤلفات كثرية منها

٣٨


منكره بنقص العلم )٢(، ووصف ابن تيمية )١( ."للظاهرية أن خيالفوا فيه :، وقال )٣(اد املتكلموالفهم وأنه من باب السفسطة يف جحد مر

إنكاره من بدع الظاهرية اليت مل يسبقهم ا أحد من السلف ، فما زال " )٤(." السلف حيتجون ذا وهذا

وإمنا حصل اخلالف بني القائلني به يف مستند احلكم يف حمل السكوت

؟ وليس هـذا حمـل )٥(هل هو فحوى الداللة اللفظية أو الداللة القياسية .املسألة بسط

يف الفقه ، ومنهاج األدلة يف األصول ، والضروري يف أصول الفقه ، فلسفة =

) .هـ٥٩٥-٥٢٠. (ابن رشد ، الكليات يف الطب ، ) ٢٧٩-٢٧٨(، الديباج املـذهب ) ٣١٠-٢١/٣٠٧(أعالم النبالء سري[

) ] ٥/٣١٦(اإلعالم ) .٢/٧٦٦(إرشاد الفحول )١(تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم احلراين الدمشقي ، )٢(

واللغة ، نظر يف العقليـات وأقـوال ، والفقه ، واحلديث ، برع يف التفسري من مائيت شيخ كثرإنه تتلمذ على أ: ني فرد عليهم ونصر السنة ، قيل املتكلم

وابن كثري ، ولـه ابن القيم ، والذهيب ،: وتتلمذ على يديه خلق كثري منهم درء تعارض العقل والنقل ، ومنهاج السنة ، واالستقامة : تصانيف كثرية منها

. ) هـ٧٢٨-هـ٦٦١( ] .) ٦/٨٠(، شذرات الذهب )٢/٣٨٧(ذيل طبقات احلنابلة [

) .٢٧/٢٥١(جمموع الفتاوى البن تيمية ) ٣( ) .٢١/٢٠٧(جمموع الفتاوى البن تيمية ) ٤(ذهب مجهور احلنفية ، واملالكية ، وبعض الشافعية ، وأكثـر احلنابلـة إىل أن ) ٥(

والصحيح عند الشافعي وقال به أكثر أصحابه ، وبعض احلنابلة . داللته لفظية . =احلنفية أنه قياس جلي وبعض

٣٩


:مث إن مفهوم املوافقة ينقسم إىل قسمني •وهو ما يكون التعليل فيه باملعىن ، وكونه أشـد : " قطعي: األول

m wكما يف قوله تعـاىل ." )١(مناسبة للحكم يف املسكوت قطعيني z y xl )فقد علم من سياق اآلية أن حكمة حترمي التأفيف )٢

دين ، وأن األذى يف الشـتم والضـرب إمنا هي دفع األذى عن الوال .)٣(أشد

وهو ما يكون التعليل فيه باملعىن ، وكونـه أشـد : " ظين: الثاين كما يف قوله )٤("مناسبة للحكم يف املسكوت ظنيني أو أحدمها ظنيا

ــاىل m Q P O N M L K J تعـT S Rl )ل فإنه وإن دل على وجوب الكفارة يف القت )٥

العمد ؛ لكونه أوىل باملؤاخذة كما يقول الشافعي إال أنه ليس بقطعي ؛ إلمكان أن ال تكون الكفارة يف القتل اخلطأ موجبة بطريق املؤاخذة

، إحكام الفصول ) ٣٣١-٣٣٠(الرسالة : انظر يف املسألة و أدلة الفريقني =

) ١١٩-٢/١١٨(، شرح اللمع ) ٢٢٧(، التبصرة ) ٥١٦-٢/٥١٤(للباجي لوصـول ، ايـة ا ) ٣/٦٨(، اإلحكـام لآلمـدي ) ٢/٧٤(، املستصفى

، القواعد والفوائد األصولية ) ٢٥٥(، شرح العضد ) ٢٠٤٤-٥/٢٠٣٩( ) .١/٩٠( ، تيسري التحرير ) ١٤٤-١/١٤٣(، التقرير والتحبري ) ٣٦٧(

) .١/١٤٩(التقرير والتحبري ) ١( ) .٢٣(آية : سورة اإلسراء ) ٢( ) .١/٩٥(، تيسري التحرير ) ٣/٦٩(اإلحكام لآلمدي ) ٣( ) .١/١٤٩(قرير والتحبري الت) ٤( ) .٩٢(آية : سورة النساء )٥(

٤٠


)١()رفع عن أميت اخلطأ والنسـيان ( : لقوله صلى اهللا عليه وسلم بإجياب ما يكفر ذنبـه يف واملراد به رفع املؤاخذة ، بل نظرا للخاطئ

تقصريه ، ومن ذلك مسيت كفارة ، وال شك أن جناية املتعمد أعظم من جناية اخلاطئ ، وعند ذلك فال يلزم من كون الكفارة رافعة إلمث

.أدىن اجلنايتني أن تكون رافعة إلمث أعالمها

. طـالق املكـره والناسـي : أخرجه ابن ماجة يف كتاب الطالق ، بـاب )١(

) ٢٠٤٣(رقم ) ١/٦٥٩( وابن حبان ، باب فضل األمة ، ذكر األخبار عما وضع اهللا بفضله عن هذه )٧٢١٩(رقم ) ١٦/٢٠٢. (األمة ما جاء يف طالق املكره : هقي يف السنن الكربى ، كتاب الطالق ، باب والبي

). ١٤٨٧١(رقم ) ٧/٣٥٦( ) .٣٣(رقم ) ٤/١٧٠. (والدارقطين يف كتاب النذور وقال ) . ٢٨٠١(رقم ) ٢/٢١٦. (واحلاكم يف املستدرك ، كتاب الطالق .صحيح على شرط الشيخني ، ومل خيرجاه : وقع ذا اللفظ ) :" ٢٣٠-٢٢٩(قال السخاوي فيه كما يف املقاصد احلسنة

إنه : خمرجيه يف كتب كثريين من الفقهاء واألصوليني ، وقال غري واحد من وجمموع هذه الطرق يظهـر أن –وأورد طرق احلديث مث قال –مل يظفر به

للحديث أصال ، ال سيما وأصل الباب حديث أيب هريرة يف الصحيح وقـال ) إن اهللا جتاوز ألميت ما حدثت به نفسها ما مل تعمل به أو تكلم به (

."إنه حسن : النووي يف الروضة ويف األربعني بعد أن أورده من طريق ابـن ) ٢٣٤-٢٣٢(وقال ابن كثري يف حتفة الطالب

قد روي هذا احلديث أيضـا : وقال . إسناده جيد :" رضي اهللا عنهما عباس : ، لكن قال أبو حـامت رضي اهللا عنهما من حديث ابن عمرو عتبة بن عامر

".هذه منكرة ، كأا موضوعة

٤١


وهنا وصف بأنه ظين ؛ جلواز أن ال يكون املعىن مثة الزجر الذي تدارك والتاليف للمضرة ، ورمبا ال يقبلها هو أشد مناسبة للعمد ، بل ال

.)١(العمد ؛ لعظمهأما ما يتعلق حبكم مفهوم املوافقة إذا ورد يف اخلطـاب فحكمـه •

.)٢(ينقض به حكم احلاكم كما ينقض بالنص: حكم النص

وسـيأيت بيانـه : مفهوم املخالفة : القسم الثاين من أقسام املفهوم .وتفصيله يف الفصل التايل

، تيسـري التحريـر ) ٢٥٦(، شـرح العضـد ) ٣/٦٩( اإلحكام لآلمدي ) ١(

)١/٩٥. ( ) .٢/١١٨(شرح اللمع ) ٢(

٤٢


الفصل األول

هوم املخالفة وحتته عدة مباحثمف

:املبحث األول ه ، وتعريف تعريف مفهوم املخالفة ، وبيان أقسام

.كل قسم والتمثيل له

: املبحث الثاين . شروط العمل مبفهوم املخالفة

:املبحث الثالث

آراء العلماء يف حجية مفهوم املخالفة

٤٣


األول املبحث

تعريف مفهوم املخالفة ، وبيان أقسامه ، وتعريف كل قسم .والتمثيل له

. تعريف مفهوم املخالفةمصطلح مفهوم املخالفة مركب إضايف من كلمـتني مضـاف

. ومضاف إليه ، وهذا يستدعي التعريف بأجزائه أوال مث تعريفه مركبا، فال داعي لتكراره هنا ، وأما كلمة )١(سبق التعريف به: واملفهوم .املخالفة

أي ضـاده ، : مصدر خالف خيالف خمالفة وخالفا : فاملخالفة لغة

.)٢(فاملخالفة هي املضادة

: تعريف مفهوم املخالفة باعتباره علماتدور يف أا تنوعت عبارات األصوليني يف تعريف مفهوم املخالفة إال

، وسأقتصر منها على ما يتضح به املقام ، مث أذكر ما هو فلك واحد :املختار أن يكون املسكوت عنه :" فقال )٣(فقد عرفه ابن احلاجب

. من هذا البحث ) ٣٠(راجع ص ) ١(باب الفاء فصـل : ، القاموس احمليط ) خلف (مادة ) : ٩/٩٠(لسان العرب )٢(

) .٣/١٤١(اخلاء أبو عمرو عثمان بن عمر بن أيب بكر بن يونس بن احلاجب املصري ، شـيخ )٣(

وقـام ، املالكية ، فقيه أصويل ، لغوي متبحر ، توىل مشيخة املالكية بدمشق اطيب ، ومن تالميذه ياقوت أخذ القراءات من الش، بتدريس القراءات والعربية

=ل واجلـدل منتهى السؤل واألمل يف علمي األصو: ، من مؤلفاته احلموي

٤٤


)١( ."خمالفا للمذكور يف احلكم ما يكون مدلول اللفظ يف حمل السكوت خمالفا :" وعرفه اآلمدي بأنه )٢( ."طق ملدلوله يف حمل الن

هو الذي دل اللفظ من جهة املعىن علـى :" وقال صفي الدين اهلندي )٣( ."أن حكمه خمالف حلكم املنطوق

االستدالل بتخصيص الشيء بالذكر على :" بأنه )٤(وعرفه ابن قدامه )٥( ."نفي احلكم عما عداه

إثبـات نقـيض حكـم املنطـوق :" هـو )١(وقال الزركشـي )٢( ."للمسكوت

النحـو وغريهـا جامع األمهات يف فروع الفقه املـالكي ، الكافيـة يف = ) .هـ٦٤٦-هـ٥٧٠(، ) ٢٦٦-٢٣/٢٦٤(، سري أعـالم النـبالء ) ١٨٢(الذيل على الروضتني [

]) .١٩١-١٨٩(الديباج املذهب البن فرحون ، ) ١٣/١٣٣(البداية والنهاية ) .٢٥٦(خمتصر ابن احلاجب مع شرح العضد ) ١( ) .٣/٦٩(اإلحكام لآلمدي ) ٢( ) .٥/٢٠٣٩(اية الوصول ) ٣(موفق الدين أبو حممد عبد اهللا بن أمحد بن قدامة املقدسي الفقيه احلنبلي ، كان )٤(

ويف علـم احلـديث ، من حبور العلم ، إذ كان إماما يف القرآن وتفسـريه وأصول الفقـه ، وأوحد زمانه يف الفقه، إماما يف علم اخلالف ، ومشكالته

املغين : له مؤلفات عدة منها ب ،والكواك، واحلساب ، والنحو ، فرائض وال ) .٦٢٠-هـ٥٤١(. يف الفقه ، روضة الناظر يف األصول

ذيـل ، ) ١٣/٧٧(، البداية والنهاية ) ١٧٣-٢٢/١٦٥(سري أعالم النبالء [ ]).١٤٩-٢/١٣٣(طبقات احلنابلة

) .٢/٧٧٥(روضة الناظر ) ٥(

٤٥


داللة اللفظ على ثبوت نقـيض :" وعرفه صاحب تيسري التحرير بأنه )٣( ."حكم املنطوق للمسكوت

أن يكون املسكوت عنه خمالفا للمـذكور يف :" هو وقال الشوكايناحلكم إثباتا ونفيا ، فيثبت للمسكوت عنه نقيض حكـم املنطـوق

)٤(."به

حب تيسري التحرير ؛ لكونه جامعـا واملختار مما سبق تعريف صا )٥(.مانعا

)١ ( ادر الزركشي ، أشعري العقيدة بدر الدين أبو عبد اهللا حممد بن عبد اهللا بن

فاضال زاهدا ، أديبا ، مفسرا ، حمدثا ، فقيها ، شافعي املذهب ، كان أصوليا مجال الدين اإلسنوي ، واحلافظ بن كثري ، ألف كثريا حىت لقب : من شيوخه

سالسل الذهب ، تشنيف السامع جبمع اجلوامـع ، :باملصنف ، ومن مؤلفاته ) . هـ٧٩٤-هـ٧٤٥. (لفروع وغريها كثري القواعد يف ا

) . ]٦/٣٣٥(، شذرات الذهب ) ٣/١٦٧(طبقات الشافعية البن شهبة [ ) .٣/٩٦(البحر احمليط ) ٢( ) .١/٩٨(تيسري التحرير ) ٣( ) ..٢/٧٦٦(إرشاد الفحول ) ٤(، شرح تنقيح الفصول ) ٢/٧٤(املستصفى : وانظر مزيدا من التعريفات يف ) ٥(

).١/١٥١(، التقرير والتحبري ) ٥٥٥(، مفتاح الوصول للتلمساين ) ٥٥(

٤٦


أقسام مفهوم املخالفة

مفهوم املخالفة ينقسم إىل عدة أقسام ؛ وذلك حبسب القيد الذي قيد : به احلكم ، إال أن جمموع تلك األقسام ميكن حصرها فيما يلي

يبدأ بـه األصـوليون عـادة ؛ ألنـه رأس : مفهوم الصفة - ١ . )١(يماملفاه

تقييد لفظ مشترك املعىن بلفظ آخر خمتص لـيس : واملراد بالصفة هنا ، وليست مقصورة على النعت فقط كمـا عنـد )٢(بشرط وال غاية

)٣( .النحاة تقييد لفظ مشترك : واملراد بالصفة عند األصوليني :" قال الزركشي

دون ا النعت املعىن بلفظ آخر خمتص ليس بشرط وال غاية ، وال يريمـع )٤(" مطل الغين ظلم" فقط كالنحاة ، ويشهد لذلك متثيلهم بـ

)٥( ."أن التقييد به إمنا هو باإلضافة فقط ، وقد جعلوه صفة أن يكون للمنصوص عليه صفتان ، فتعلق : ومعىن مفهوم الصفة

)٦( .احلكم بإحدى الصفتني يدل على نفيه عما خيالفه يف الصفة

) .٣/٤٩٩(، شرح الكوكب ) ١/٣٧٠(اإلاج : انظر ) ١(، البحـر احملـيط ) ٣/٧٠(، اإلحكـام لآلمـدي ) ٢١٨(التبصرة : انظر )٢(

) .١/٩٨(، تيسري التحرير ) ٣٦٧(، القواعد والفوائد األصولية ) ٣/١١٣( ) .٤٢(، الفروق اللغوية ) ٧١(فقه اللغة : انظر ) ٣( االستقراض وأداء الديون واحلجر والتفليس ، باب: صحيح البخاري ، كتاب )٤(

) .٢٢٧٠(رقم ) ٢/٨٤٥. (مطل الغين ظلم : حترمي مطل الغين وصحة احلوالـة ، : املساقة ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) . ١٦٥٤(رقم ) ٣/١١٩٧( ) .١١٣/ ٣(ر احمليط البح) ٥( ) .٥/٢٠٥١(كما ذكره حمقق اية الوصول ) ٦(

٤٧


..." ويف الغنم يف سـائمتها " :ذلك قوله صلى اهللا عليه وسلم ومثالال زكاة يف معلوفة الغنم ؛ لتعلـق احلكـم : ، فمفهومه )١(احلديثيل الواجد ظلم حيل عرضه " : وقوله صلى اهللا عليه وسلم . بالسوم فمفهومه أن من ليس بواجد ال يكون ليه ظلمـا وال )٢(." وعقوبته

)٣( .حيل عرضه وعقوبته

، أي تقييـد اخلطـاب مفهوم احلال: ويندرج حتت مفهوم الصفة داللة اللفظ املعلق فيه احلكم حبال : باحلال ، وبالتايل ميكن تعريفه بأنه

على ثبوت نقيض ذلك احلكم عند انتفـاء ذلـك احلـال ، ونقـل

كتب له هذا الكتاب حدثه أن أبا بكر عن عبد اهللا بن أنس ، أن أنسا ) ١(

بسم اهللا الرمحن الرحيم ، هذه فريضة الصـدقة الـيت : ملا وجهه إىل البحرينيف الصـدقات ، وذكر حديثا طـويال -على املسلمني فرضها رسول اهللا

ويف صدقة الغنم يف سائمتها إذا كانت أربعـني إىل : -وقال يف صدقة الغنم .عشرين ومائة شاة

رقـم ) ٢/٥٢٧. (زكاة الغـنم : أخرجه البخاري يف كتاب الزكاة ، باب )١٣٨٦. (

احلـبس يف الـدين وغـريه ، : األقضية ، بـاب : سنن أيب داود ، كتاب ) ٢( ) .٣٦٢٨(رقم ) ٣/٣١٣(، ) ٧/٣١٦(مطل الغين ، : البيوع ، باب : ، كتاب ) اتىب ( سنن النسائي

) .٤٦٨٩(رقم احلبس يف الـدين واملالزمـة ، : الصدقات ، باب : سنن ابن ماجة ، كتاب

) . ٢٤٢٧(، رقم ) ٢/٨١١(ث هذا حدي: ، وقال ) ٧٠٦٥(، رقم ) ٤/١١٥(املستدرك على الصحيحني

.ووافقه الذهيب . صحيح اإلسناد ومل خيرجاه ، القواعد والفوائـد األصـولية ) ٥/٢٠٥١( انظر األمثلة يف اية الوصول ) ٣(

)٣٦٨. (

٤٨


ومل يـذكره املتـأخرون :" أنه قال )١(الزركشي عن ابن السمعاين

ـ m z y x فة ، حنـو قولـه تعـاىل لرجوعـه إىل الص{|l )٣(".)٢(

داللة اللفظ املعلق فيه احلكم بظـرف : وكذلك مفهوم الزمان وهوزمان على ثبوت نقيض ذلك احلكم فيما عدا ذلك الزمان ، حنو قوله

ــاىل ــه، )٤( m B A CDl تع m H G وقولI l)٥( .

أبو املظفر منصور بن حممد بن عبد اجلبار املروزي السمعاين ، مفسر ، حمدث ) ١(

د رحلة لـه إىل أصويل ، تفقه على أبيه مبرو على املذهب احلنفي ، مث انتقل بعاملذهب الشافعي ، وأخذ عن أيب إسحاق الشريازي ، وابن الصـباغ ، مـن

عمر بن حممد السرخسي ، وأبو نصر الغـازي وخلـق : تالميذه غري أوالده منهاج أهل السنة ، قواطع األدلـة يف أصـول الفقـه : كثري ، من مؤلفاته

) .هـ٤٨٩-٤٢٦(، طبقات الشـافعية البـن شـهبة ) ١١٩-١٩/١١٤(سري أعالم النبالء [

)٢٧٤-٢/٢٧٣[. ( ) .١٨٧(آية : سورة البقرة ) ٢(حيث ) ٢/٤١(، وانظر قواطع األدلة يف أصول الفقه ) ٣/١٢٨(البحر احمليط ) ٣(

ذكر اندراجه حتت مفهوم الصفة ، ولكن ليس بالعبارة السابقة ، بل قال بعد .واحلال كالصفة : ذكر املثال السابق

) .١٩٧(آية : رة البقرة سو) ٤( ) .٩(آية : سورة اجلمعة )٥(

٤٩


اللفظ املعلق فيه احلكم بظـرف داللة : وكذلك مفهوم املكان وهومكان على ثبوت نقيض ذلك احلكم فيما عدا ذلك املكان ، حنو قوله

.)١( m t s r q pu l تعاىل ومفهوم الزمان واملكان يرجعان إىل مفهوم الصفة كما أشار إليـه "

الصفة ، فإذا قلت زيد يف يقدر فيهما ؛ ألن الظرفني )٢(إمام احلرمنيفاملراد واقع .القيام يوم اجلمعة : ، وإذا قلت فاملراد كائن فيها . لدار ا

)٣( . "يوم اجلمعة ، والكون والوقوع صفتانداللـة : مفهوم العلة وهو: ومما ميكن إدراجه حتت مفهوم الصفة

تعليق احلكم بعلة على ثبوت نقيض ذلك احلكم عند انتفاء تلك العلة حرمت النبيذ املسـكر ، : فكأنه قال . ار حرمت النبيذ لإلسك: حنو

ومفهومهما أن غري املسكر ال حيرم ، فاخلالف فيه ويف مفهوم الصفة . )٦(والغزايل )٥(الباقالين عن القاضي )٤(واحد كما نقل

) .١٩٨(آية : سورة البقرة )١( ) .١/١٧٣(الربهان )٢( ) .٣/٥٠٢(، وانظر شرح الكوكب املنري ) ٣/١٣٠(البحر احمليط ) ٣( ) .٣/١١٩(نقله عنهما الزركشي يف البحر احمليط )٤( ) .٣٥٧-٣/٣٥٦(التقريب واإلرشاد )٥( ) .٢/٨٢(ستصفى امل )٦(

حامد حممد بن حممد بن حممد بن أمحد الطوسي ، تفقه على أبو: هو والغزايل حىت وصف بأنـه حجـة اإلسـالم ، إمام احلرمني ، وبرع يف علوم كثرية إحياء علوم الـدين ، والوسـيط :منها وأعجوبة الزمان ، له تصانيف عدة

. األصول وغريها كثرياملنخول يفاملستصفى و ، والوجيز يف الفقه . )هـ٥٠٥-هـ٤٥٠( طبقات الشافعية الكربى البـن السـبكي ، )١٩/٣٢٢(سري أعالم النبالء [

] . )٢/٨٠(ية البن شهبة ، طبقات الشافع) ٨/٣٠٧(

٥٠


مفهوم :" يف نفائس األصول بعد أن ذكر مفهوم العلة )١(وقال القرايف )٢(. "العلة هو مفهوم الصفة

مفهـوم العلـة ، :" يف املفاهيم السـابقة )٣(عة العراقيقال أبو زر )٤(." والظرف ، والعدد ، واحلال من مفهوم الصفة

ومما يندرج حتت هذا القسم ما أمساه البعض مبفهوم األوصاف اليت

، فيعلق احلكم فيه مباشرة بالوصف الذي يطرأ ويزول )٥(تطرأ وتزوللسائمة زكاة ، ومثـل يف ا: ويزول من غري اقترانه باسم عام ، مثل

شهاب الدين أبو العباس أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن بن عبد اهللا القرايف ، )١(

، والتفسـري ، واألصـول ، الكية ، كان بارعا يف الفقه انتهت إليه رئاسة امل .)هـ٦٨٤(ت . ، شرح التنقيحالذخرية ، والفروق : والنحو ، من مصنفاته

] )١/٩٤(، األعالم ) ٦٢(الديباج املذهب [ )٢/١٩٨( )٢. ( أبو زرعة أمحد بن عبد الرحيم بن احلسني الكردي الشافعي ، املعروف بـابن ) ٣(

اقي ، برع يف احلديث ، والفقه ، واألصول ، والعربية ، وتوىل القضـاء ، العروالده احلافظ العراقي ، وابن عبد اهلادي ، وعبد اهللا بن فرحون : من شيوخه

التقي الفاسي املكي ، وبرهـان الـدين احللـيب : وآخرون ، ومن تالميذه ر املدلسـني ، أخبا: والشرف املناوي وغريهم كثري ، له مصنفات عدة منها

. تكملة طرح التثريب بشرح التقريب ، الغيث اهلامع شرح مجـع اجلوامـع ) .هـ٨٢٦-٧٦٢(، معجـم املـؤلفني ) ١/١٤٨(، األعـالم )٣٤٤-١/٣٣٦(الضؤ الالمع [

)٢٧١-١/٢٧٠ [ ( ) .١/١٢٤(الغيث اهلامع شرح مجع اجلوامع ) ٤(، البحر احمليط ) ٣/٧٠(مدي ، اإلحكام لآل) ٧٩٤-٢/٧٩٣(روضة الناظر ) ٥(

) .٣/١١٧(احمليط

٥١


، وهلـذا أحلقـه )١(" الثيب أحق بنفسها من وليهـا " حديث ويلتحـق ـذه املسـألة ختصـيص :" اآلمدي مبفهوم الصفة فقال

. السائمة جتب فيهـا الزكـاة : األوصاف اليت تطرأ وتزول كقوله واحلكم كاحلكم نفيا وإثباتا ، واملأخذ من الطرفني فعلى ما عـرف ،

)٢(." تار فيها كاملختار مث واملخ

حبيـث : وكذلك مما يندرج حتت مفهوم الصفة ، مفهوم التقسيميقسم الشارع شيئا إىل قسمني ، كل قسم معلق حبكم فيـدل علـى

األمي أحق " : اهللا عليه وسلم صلىانتفائه عن القسم اآلخر ، كقوله حـني فقسم النسـاء إىل صـنفني )٣(."بنفسها ، والبكر تستأذن

بكر وثيب ، وخص كل صنف حبكم ، فدل ذلك علـى : خطبتهن وهلذا أردفه ابن قدامة بعد الدرجة الثالثـة . انتفائه عن الصنف اآلخر ويف معىن هذه الدرجة إذا قسم االسـم :" التابعة ملفهوم الصفة فقال

إىل قسمني ، فأثبت يف قسم منهما حكما يدل على انتفائه يف اآلخر ، . مث ذكر احلديث السابق )٤( ."ما مل يكن للتقسيم فائدة إذ لو عمه

سيأيت احلديث عنه مفصال إن شاء اهللا تعاىل : مفهوم الشرط - ٢

)٥( .يف الفصل الثاين من هذا البحث

استئذان الثيب يف النكاح بـالنطق : النكاح ، باب : صحيح مسلم ، كتاب ) ١(

) .١٤٢١(، رقم ) ٢/١٠٣٧(والبكر بالسكوت ، ) . ٣/٨٧(اإلحكام لآلمدي ) ٢(استئذان الثيب يف النكاح بـالنطق : النكاح ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )٣(

) .١٤٢٢(، رقم ) ٢/١٠٣٧(وت ، والبكر بالسك ) .٢/٧٩٣(روضة الناظر ) ٤( ) .٩٢(ص ) ٥(

٥٢


يد حلكم عند مده إىل الغايـة فداللة اللفظ امل: مفهوم الغاية - ٣

هي على نقيض احلكم بعدها ، وذلك بإحدى أدوات الغاية و )١(. "الالم " " حىت " " إىل "

ومفهوم الغاية أقوى من مفهوم الشرط ، ولذلك قال به مجاعة ممن مل )٢( .يقل مبفهوم الصفة والشرط

m Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í ومثاله كما يف قوله تعاىل × Ö ÕØ l )فإن حكم املنطوق وهو عدم احلـل لـألول )٣

اآلخر ، فتحل لـألول إذا نكحـت غـريه انتهى عند نكاح الزوجوانقضت العدة ، فاملسكوت عنه نكاح األول بعـد نكـاح الثـاين

)٤(.ونقيض احلكم احلل

m h g f e d cومن أمثلته قولـه تعـاىل i l )٥( وقولهm t s r q pu l )وقوله )٦

m � ~ } |¡ l )سلم ، وقوله صلى اهللا عليه و )٧:

) .٣/٥٠٦(، شرح الكوكب ) ١/١٥٣(التقرير والتحبري ) ١(، القواعد والفوائد األصولية ) ٥/٢٠٨٨( ، اية الوصول ) ٢/٨٥(املستصفى )٢(

) .١/٤٨٤(، فواتح الرمحوت ) ٣٦٩( ) .٢٣٠(آية : سورة البقرة )٣( ) .١/١٠٠(تيسري التحرير )٤( ) .٢٩(آية : سورة التوبة )٥( ) .١٨٧(آية : سورة البقرة )٦( ) .٢٢٢(آية : سورة البقرة )٧(

٥٣


فهـذا يـدل علـى )١(" ال زكاة يف مال حىت حيول عليه احلول" الوجوب عند احلول ؛ ألن احلول جعل غاية للشيء ، وغاية الشـيء

. )٢(آخره داللة اللفظ املفيد حلكم عند تقييده بالعدد: مفهوم العدد - ٤

.على نقيض احلكم فيما عدا العدد ى انتفاء احلكم فيمـا تعليق احلكم بعدد خمصوص يدل عل: وقيل هو

)٣( .عدا ذلك العدد زائدا كان أو ناقصا

فإنه يدل على نفـي )٤( m f e dlومثاله قوله تعاىل اهللا عليه صلىالوجوب عن الزائد على الثمانني ، وملا نزل على النيب

m I H G F E D C B A قوله تعاىل وسلمO N M L K JP l )قـد خـريين ريب ، واهللا : فقال )٥

، رقم ) ١/٥٧١(من استفاد ماال ، : الزكاة ، باب : سنن ابن ماجه ، كتاب )١(

)١٧٩٢. ( مال حىت حيـول ال زكاة يف: الزكاة ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب

) .٧٠٦٦(، رقم ) ٤/٩٥(عليه احلول ، ، ) ٢/٩٢(وجوب الزكاة باحلول ، : سنن الدارقطين ، كتاب الزكاة ، باب

) .٨(رقم ، ) ٤/١١٥(نصب الرآية : انظر : واحلديث إسناده جيد وهو حسن صحيح

) . ٣/٢٥٨(إرواء الغليل ) .٣/١٣٠(البحر احمليط )٢(، التقريـر ) ٣/١٢٣(، البحر احملـيط ) ١/٣٠١(الربهان : نظر يف تعريفه ا )٣(

، تيسـري التحريـر ) ٣/٥٠٨(، شرح الكوكب املـنري ) ١/١٥٣(والتحبري ) .٢/٧٧٤(، إرشاد الفحول ) ١/١٠٠(

) .٤(آية : سورة النور )٤( ) .٨٠(آية : سورة التوبة )٥(

٥٤


، ففهم من اآلية أن ما زاد على السـبعني )١(على السبعني هألزيدن .خبالفه

وينبغي أن يكون مفهوم العدد عند ذكر نفس العدد ال املعدود ، وقد إمنا يكون حجـة :" عليه فقال يف مفهوم العدد )٢(نبه السبكي الكبري

كاثنني و عشرة ، أما املعدود فال عند القائل به عند ذكر نفس العدد أحلت لنا ميتتان :" يكون مفهومه حجة كقوله صلى اهللا عليه وسلم

فال يكون عدم حترمي ميتة ثالثة مأخوذا من مفهوم العدد ، )٣(" ودمانإذا بلغ :" لكن الناس ميثلون ملفهوم العدد بقوله صلى اهللا عليه وسلم

استغفر هلم أو ال تستغفر هلم إن :التفسري ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )١(

) .٤٣٩٥(، رقم ) ٤/١٧١٥(تستغفر هلم سبعني مرة فلن يغفر اهللا هلم ، ، رقـم ) ٤/٢١٤١(صفات املنافقني وأحكامهم ، : صحيح مسلم ، كتاب

)٢٧٧٤. ( تقي الدين أبو احلسن علي بن عبد الكايف بن علي األنصاري السبكي الشافعي )٢(

، برع يف علوم شىت ، وأفىت ودرس ، وخترج به فضالء عصره ، شيخ اإلسالم الدر النظيم يف تفسـري القـران : ومصنفاته تزيد على املائة واخلمسني منها

، مقدمة اإلاج ، أحكام العظيم ، السيف املسلول على من سب الرسول ) .هـ٧٥٦-هـ٦٨٣. ( كل

،طبقات الشافعية ) ٢٢٦-٦/١٤٦(طبقات الشافعية الكربى البن السبكي [ )]٤٢-٣/٣٧(البن شهبة

) ٢/١٠٧٣(صيد احليتان واجلراد ، : الصيد ، باب : سنن ابن ماجة ، كتاب )٣( ) . =٣٢١٨(رقم

يف املـاء احلوت ميوت: الطهارة ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب = ) .١١٢٨(رقم ) ١/٢٥٤(واجلراد ،

رقـم ) ١/١٠٢(واحلديث صحيح ، كما يف صحيح اجلامع الصغري وزيادته )٢١٠. (

٥٥


" لذي ال يتجه غريه هو ما ذكرناه وا )١("املاء قلتني مل ينجسه شيء )٢( .مث أسهب يف تفصيل دليله على ذلك

داللة تعليق حكم باسم جامد علـى نفـي : مفهوم اللقب - ٥

.احلكم عن غريه )٣( .تعليق احلكم باسم علم أو اسم نوع : وقيل يف تعريفه

يف الغنم زكاة ، فإنه ال يدل على نفـي : ومثاله يف اسم النوع قوله .اة عن غري الغنم الزك

رسول اهللا ، فإنه ال يدل على أنه ال حممد : ومثاله يف اسم العلم .رسول غريه

اهللا صـلى األصناف الستة يف حترمي الربا يف قوله : ومثاله يف اجلنس الذهب بالذهب مثال مبثل ، والفضة بالفضة مـثال : " عليه وسلم

بالرب مثال مبثل ، وامللح بـامللح مبثل والتمر بالتمر مثال مبثل ، والرب

الطهارة وسننها ، باب ك مقدار املـاء الـذي ال : سنن ابن ماجة ، كتاب )١(

) .٥١٧(رقم ) ١/١٧٢(ينجس ، حكم املاء إذا القتـه النجاسـة ، : الطهارة ، باب : سنن الدارقطين ، كتاب

) .١٥(رقم ) ١/٢١(: وقال ) ٤٥٨(رقم ) ١/٢٢٤(الطهارة ، : املستدرك على الصحيحني ،كتاب

.ووافقه الذهيب . حديث صحيح على شرط الشيخني ومل خيرجاه ) .١/٣٨٣(اإلاج )٢(التقريـر ،) ٣/١٠٧(، البحر احملـيط ) ١/٣٦٩(اإلاج : انظر يف تعريفه )٣(

، تيسـري التحريـر ) ٣/٥٠٩(، شرح الكوكب املـنري ) ١/١٥٤(والتحبري )١/١٠١. (

٥٦


ثل ، فمـن زاد أو ازداد فقـد مثال مبثل ، والشعري بالشعري مثال مب )٢( ".الطعام بالطعام مثال مبثل " ، وحديث )١( ."أرىب

، وقال به )٣(ومفهوم اللقب نفاه أكثر العلماء من املتكلمني والفقهاء . )٥(، وفصل آخرون )٤(بعضهم

أا تزيد علـى وهو أنواع ، ذكر الشوكاين: رمفهوم احلص - ٦ :ومن أشهرها )٦(مخسة عشر نوعا

ما جاء أن احلنطة : البيوع ، باب : أخرجه بلفظه الترمذي يف سننه ، كتاب )١(

: وقـال ) . ١٢٤٠(رقم ) ٣/٥٤١(باحلنطة مثال مبثل كراهية التفاضل فيه ، .حديث حسن صحيح

الصرف وبيع الـذهب : املساقاة ، باب : مسلم ، كتاب وبنحوه يف صحيح ) .١٥٨٧(رقم ) ٣/١٢١٠(بالورق نقدا ،

) ٣/١٢١٤(بيع الطعام مثال مبثل ، : املساقاة ، باب : صحيح مسلم ، كتاب ) ٢( ) .١٥٩٢(رقم

، ) ٢/٧٩٦(، روضة الناظر ) ٢/١٣٤(، احملصول ) ١/٣٠١(الربهان : انظر )٣() ٣٧٠(، القواعد والفوائد األصولية ) ١/٣٦٩(، اإلاج )٢/٦٩٦(املسودة

) .١/١٣١(، تيسري التحرير ) ١/١٥٤(، التقرير والتحبري ويز منداد ، وابن القصار وغريهم أكثر احلنابلة ، و أبو بكر الدقاق ، والصرييف ، وابن خ )٤(

) ١/٣٠١(ان ، الربه) ١٠٨(، اللمع ) ٢/٤٥٥(يف أصول الفقه العدة: انظر ، ) ١/٣٣٨(، الوصـول إىل األصـول ) ٢/٢٢٣(، التمهيد أليب اخلطاب

، القواعد والفوائد األصولية ) ٢/٦٩٦(، املسودة ) ٣/٩٥(اإلحكام لآلمدي )٣٧٠ . (

التمهيد : وانظر ) . ٢/٦٩٦(املسودة . كابن محدان واد بن تيمية وغريمها )٥(، القواعـد والفوائـد ) ١٠٨-٣/١٠٧(، البحر احملـيط ) ٢٦٢(لألسنوي ) .٣/٥١٠(، شرح الكوكب املنري ) ٣٧٠(األصولية

) .٢/٧٨٠(إرشاد الفحول )٦(

٥٧


" ما " وهو أقواها ، ويسمى احلصر بـ "إال " تقدمي النفي على - )١(" ال صالة إال بطهور" ومثل . ما قام إال زيد : حنو " إال " و

. )٢(فإنه يفيد إجزاء الصالة بالطهور إمنـا : " ريب مما قبله يف القوة ، حنـو وهو ق "إمنا " احلصر بـ -

وهذا يدل على أنه ال يتحول الوالء عمـن )٣("الوالء ملن أعتق إمنا األعمال بالنيات وإمنـا لكـل امـرئ مـا " أعتق ، ومثل

)١(.)٤("نوى

ليس هو يف شيء من الكتب السـتة ) :" ٢٦٣(قال ابن كثري يف حتفة الطالب )١(

ففي البخاري عن . ولكن ورد يف الصحيحني معناه بلفظ آخر ". ذا اللفظ ال تقبل صالة أحدكم إذا أحـدث : ل رسول اهللا قا: قال أيب هريرة

.حىت يتوضأ ال تقبل صالة : يقول مسعت رسول اهللا : قال ويف مسلم عن ابن عمر

.بغري طهور ، وال صدقة من غلول . ال تقبل صالة بغـري طهـور : أخرجه البخاري يف كتاب الوضوء ، باب

).١٣٥(رقم ) ١/٦٣(رقم ) ١/٢٠٤. (وجوب الطهارة للصالة : ارة ، باب ومسلم يف كتاب الطه )٢٢٤. (

، شـرح ) ٣/١٣٣( ، البحـر احملـيط ) ٥/٢١٠٦(اية الوصول : انظر )٢( ) .٣/٥٢٤(الكوكب املنري

استعانة املكاتب وسؤاله النـاس ، : العتق ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٣( ) .٢٤٢٤(رقم ) ٢/٩٠٤(

رقم ) ٢/١١٤٢(إمنا الوالء ملن أعتق ، : العتق ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )١٥٠٤. (

ما جاء أن األعمال بالنية: اإلميان ، باب : كتاب ،البخاري صحيح )٤( ) .٥٤(رقم ) ١/٣٠. ( ، ولكل امرىء ما نوى واحلسبة

٥٨


، وهذا يذكره بعضهم حتت مفهوم احلصـر ، مفهوم االستثناء -

منه للمستثىن ، فإن ويدل على ثبوت ضد احلكم السابق للمستثىن .كان نفيا كان املستثىن مثبتا ، وإن كان إثباتا كان املستثىن نفيا

)٢( .ال عامل يف البلد إال زيد : وحنو . ال إله إال اهللا : ومثاله سواء كان اخلرب مقرونا بالالم أو اإلضـافة حصر املبتدأ يف اخلرب -

حصر املبتدأ يف اخلرب العامل زيد ، صديقي عمرو ، فهو يفيد: مثل )٣( .عند عدم قرينة عهد

´ m µ حنو قولـه تعـاىل : ضمري الفصل بني املبتدأ واخلرب -

¶l )٤( وقوله ma ` _ ~ l )٥( أن بعض العلماء صـار إليـه ؛ عن ابن احلاجب فقد نقل الزركشي

: لوجهني

© m « ªأنه مل يسق إال لإلعالم مثل قولـه تعـاىل - ١

¬l)م الغـالبون دون غريهـم ، )١فسيق لإلعالم بأ

)٢(m q p o n mlومثله قوله

إمنا األعمال بالنية : قوله : كتاب الطهارة ، باب ،مسلم صحيح .) ١٩٠٦(رقم ) ٣/١٥١٥(أنه يدخل فيه الغزو وغريه من األعمال و

) .٣/١٣٤(البحر احمليط )١( ) .٣/١٣٢(، البحر احمليط ) ٣/٩٩(اإلحكام لآلمدي )٢(، إرشـاد الفحـول ) ٣/١٣٥(، البحر احملـيط ) ٥/٢١٠٨(اية الوصول )٣(

)٢/٧٧٩. ( ) .٩(آية : سورة الشورى )٤( ) .٣(آية : سورة الكوثر )٥(

٥٩


. )٣( m p o n m l k lو قوله أنه مل يوضع إال لإلفادة ، وال فائدة يف مثل قوله تعاىل - ٢

m S R Q T l )٥( .سوى احلصر )٤(

) .١٧٣(آية : سورة الصافات )١( ) .٤٣(آية : سورة غافر )٢( ) .٥(آية : سورة الشورى )٣( ) .٧٦(آية : سورة الزخرف )٤( ) .١٣٩-٣/١٣٨(البحر احمليط )٥(

٦٠


. شروط العمل مبفهوم املخالفة: املبحث الثاين

القائلون مبفهوم املخالفة شرطوا لتحققه عدة شروط ، جيمعهـا أن ال يظهـر : ضابط جيب حتققه ليتم األخذ مبفهوم املخالفة وهـو

)١( .للتخصيص فائدة غري نفي احلكم عما عداه فمنـها مـا يعـود إىل : مجاال وأما الشروط فهي على قسمني إ

. املذكور ، ومنها ما يعود إىل املسكوت عنه : أما الشروط العائدة إىل املذكور فهي

أن يكون القيد الذي علق عليه احلكم مقصودا ، فإن مل يكـن -١

m s r q مقصودا فليس له مفهوم خمالف ، حنو قوله تعاىلz y x w v u t } | {~ l )ــه )٢ فقول

m } | { z y x w~ l ـا ملال مفهوم له ؛ ألتذكر لتعليق احلكم ا ، وإمنا قصد ا رفع اجلناح عمن طلـق قبـل املسيس أو قبل املتعة على وجه التبع ، فكأنه ذكر ابتداء من غري تعليق

. )٣(على صفة فإن ذكر تبعا لقيد آخـر فـال أن يذكر القيد مستقال ال تبعا ، -٢

m z y x w v مفهوم له ، كقولـه تعـاىل

، ) ١/٣٧١(، اإلـاج ) ٥/٢٠٥٥(، ايـة الوصـول ) ١/٣٠٨(الربهان )١(، شرح الكوكب املـنري ) ١/٣٦٤(، اية السول ) ٢٤٨(التمهيد لإلسنوي

) . ١/١٠٠(، تيسري التحرير ) ٣/٤٩٦( ) .٢٣٦(آية : سورة البقرة )٢(، القواعد والفوائد األصـولية ) ٣/١٠١(، البحر احمليط ) ٢/٧٠٣(املسودة )٣(

) .٣/٤٩٥(، شرح الكوكب املنري ) ٣٧٣(

٦١


{| l )فقوله )١m { z| l ال مفهوم له خمالف بالنسبة . )٢(ملنع املباشرة ؛ ألن املعتكف مينع من املباشرة مطلقا وحترم عليه

.أن ال يكون القيد خرج خمرج املدح أو الذم أو التأكيد -٣قـدم عمـرو اجلاهـل ، : والذم حنو . جاء زيد العامل : دح حنو فامل

أمـس الـدابر ال : ما موصوفه متضمن ملعناه حنـو : والتأكيد وهو )٣(.يعود .أن ال يكون القيد ذكر جوابا عن سؤال - ٤

: أنتوضأ مباء البحر فقال : ومثاله كما سئل النيب صلى اهللا عليه وسلم فال يدل على أن غري ماء البحـر لـيس )٤( ..." هو الطهور ماؤه"

.بطهور

) .١٨٧(آية : سورة البقرة )١( ) .٢/٧٧١(، إرشاد الفحول )٣/١٠٥(البحر احمليط )٢(

) .١/٩٩(، تيسري التحرير ) ١/٣٧٧(، اإلاج ) ٢/٧٠٥(املسودة )٣() ١/٢٢. (الطهور للوضوء : أخرجه مالك يف املوطأ ، كتاب الطهارة ، باب )٤(

) .٤٢(رقم ) .٧٢٣٢(رقم ) ٠٣/٢٨. وأمحد يف املسند ، مسند أيب هريرة ) ٨٣(رقم ) ١/٢١. (الوضوء مباء البحر : طهارة ، باب وأبو داود يف كتاب ال ) ١/١٣٦. (الوضوء مباء البحر : وابن ماجة يف كتاب الطهارة وسننها ، باب

) . ٣٨٦(رقم . ما جاء يف ماء البحـر أنـه طهـور : والترمذي يف كتاب الطهارة ، باب

.ح هذا حديث حسن صحي: وقال ، ) ٦٩(رقم ) ١/١٠١( ) ٥٩(رقم ) ١/٥٠. (ماء البحر : والنسائي يف اتىب ، كتاب الطهارة ، باب ) .٤٩١(رقم ) ١/٢٣٧. (واحلاكم يف املستدرك ، كتاب الطهارة

٦٢


: وكذلك إذا كان الوصف يف اجلواب مطابقا للسؤال كما لو قيـل فـإن . يف الغنم السائمة زكاة : هل يف الغنم السائمة زكاة ؟ فيجاب

)١( .هذا ال يدل على عدم الوجوب يف غريها مه أن ال يكون الوصف لتقدير جهل املخاطب حبكمه مع عل - ٥

حبكم وصف آخر ، كما إذا مل يعلم احلكم يف السائمة مـع )٢( .علمه به يف املعلوفة ، فيقال له يف الغنم السائمة زكاة

أن ال يقصد من ذكر الوصف ويل احلكم وتفخيمه ، مثـل - ٦

´ m º ¹ ¸ ¶ µقوله تعـاىل »¼ ¿ ¾ ½l )وكقوله تعاىل )٣

m ¢ ¡ � ¨ § ¦ ¥ ¤ £© ¬ « ªl )فذكر وصف التقوى واإلحسان ال )٤

.يشعر بسقوط احلكم عما عدامها ممن ليس مبتق وال حمسن

m v u t s r q p o n ومثله قوله تعاىل

، ) ١/٣٧١(، اإلـاج ) ٢٥٦(، شرح العضد ) ٣/١٠٠(اإلحكام لآلمدي )١(

ـ ) ٣/١٠٤(، البحر احملـيط ) ٥٥٧(مفتاح الوصول د والفوائـد ، القواع ) .٢/٧٧٠(، إرشاد الفحول ) ١/٩٩(، تيسري التحرير ) ٣٧٣(األصولية

) .٣/٤٩٤(، شرح الكوكب ) ١/٩٩(تيسري التحرير ) ٢٥٧(شرح العضد )٢( ) .١٨٠(آية : سورة البقرة )٣( ) .٢٣٦(آية : سورة البقرة )٤(

٦٣


y x w } | { z~ l )فالتقييد باإلميـان ال )١ )٢( .مفهوم له ؛ وإمنا ذكر لتفخيم األمر ال املخالفة

االمتنان ، فإن : أن ال يكون املقصود من تقييد احلكم بوصف - ٧

ملخالفة ، كقوله تعاىل كان كذلك فال يؤخذ فيه مبفهوم ا

m ² ± ° ¯ ® ¬ « ³l )٤(فإنه ال يدل على منع أكل ما ليس بطري )٣( .

أن ال يكون املذكور حمدودا ومعدودا للقياس عليه ال للمخالفة - ٨

اجتنبـوا " : وبني غريه، كقوله صلى اهللا عليه وسـلم بينه فالرسول صلى اهللا عليـه وسـلم مل )٥(." السبع املوبقات

يقصد حصر الكبائر فيهن ليكون ما عداهن خبالفهن يف احلكم . )٦(بل ليلحق ن ما يف معناهن

) .٢٢٨(آية : سورة البقرة )١( ) ٢/٧٧١(، إرشاد الفحول ) ٣/١٠٤(حراحمليط ، الب) ٥٥٨(مفتاح الوصول )٢( ) .١٤(آية : سورة النحل )٣(، إرشاد الفحـول ) ٣/٤٩٣(، شرح الكوكب املنري ) ٣/١٠٤(البحر احمليط )٤(

)٢/٧٧٠. ( إن الـذين ( قـول اهللا تعـاىل : الوصايا ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٥(

، ) بطوم نارا وسيصلون سـعريا يأكلون أموال اليتامى ظلما إمنا يأكلون يف ) .٢٦١٥(رقم ) ٣/١٠١٧() ١/٩٢(بيان الكبائر وأكربهـا ، : اإلميان ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) .٨٩(رقم ) .٥٦٠(مفتاح الوصول للتلمساين )٦(

٦٤


أن ال يكون بيان احلكم ملن هو له فقط ، مبعىن أن ال يكـون - ٩ذكور ، كما لو كان لزيد غـنم سـائمة ، حلادثة خاصة بامل

يف الغـنم : وأنت تريد بيان حكم غنم زيد ال غريه فتقـول تنصيصا على أنك أردت بيان وجوب الزكاة . السائمة زكاة

. )١(يف غنم زيد ال غريه فهذا وأمثاله ال مفهوم له

أن ال يكون القيد كاشفا أو رافعا إلشكال أو وهم ، فإن كان -١٠ .يدل على نفي احلكم عما سواه كذلك فال

فتقييده )٢( m n m l k lومثال الكاشف قوله تعاىل .باهللوع كاشف حلال اإلنسان فقط وال يفيد نفيه عما سواه

mB A ومثال رفع اإلشكال أو الوهم عن احلكم قوله تعاىل H G F E D CI N M L K J

S R Q P O W V U TX l )٣( فقد نص اهللا تعاىل على كفارة القاتل خطأ ؛ رفعا لرتاع من يتوهم أا ال جتب على القاتل خطأ ؛ إلن املخطئ معفوا عنه ، فنص اهللا عليه ؛ لرفع مثل هذا الوهم ، وليس القصد منه املخالفة بني العمد واخلطأ يف

)٤( .الكفارة رج خمرج الغالب املعتاد ، كما يف قولـه أن ال يكون القيد خ -١١

ــاىل m j i h g fتعــ

) .١/٩٩(، تيسري التحرير ) ٢٥٦(شرح العضد )١( ) .١٩(آية : سورة املعارج )٢( ) .٩٢(آية : النساء سورة )٣( ) .١/٩٨(، تيسري التحرير ) ٥٥٩(مفتاح الوصول للتلمساين )٤(

٦٥


n m l k l )ــب )١ ــع _ فالربائ مجيغلب كـون يف _ وهي بنت الزوجة من رجل آخر : ربيبة

حجور أزواج األمهات ، فوصفهن بـذلك ال يـدل علـى التخصيص ، ومن مث فال يدل على نفي احلكم عند عدمـه ،

تربت يف حجر زوج أمها أو تربـت يف فاحلكم واحد فيمن )٢(.غريه

: أما الشروط العائدة إىل املسكوت عنه فهي •

أن ال يكون هناك قرينة صارفة عن إرادة املفهوم املخالف - ١هلا ، كتقدير خوف منع املتكلم من ذكر املسكوت عنه مثل قول سيد لعبد له قريب عهد باإلسـالم حبضـور

. صدق ـذا علـى املسـلمني ت: مجاعة من املسلمني فوصف املسلمني ال مفهوم له خمالف ؛ ألن عدم ذكـر

. )٣(غريهم خوفا من أن يتهم بالنفاق وحنو ذلك أن ال يكون املفهوم املخالف ممتنع الوجود عقال ، كقوله - ٢

m y x w v u t s تعـــــاىل

) .٢٣(آية : سورة النساء )١(، ايــة الوصــول ) ٣/١٠٠(، اإلحكــام لآلمــدي ) ١/٣١٤(الربهــان )٢(

، البحـر ) ٢٤٩(، التمهيد لإلسـنوي ) ٢٥٦(، شرح العضد ) ٥/٢٠٦٩(، تيسـري التحريـر ) ٣٧١(ائد األصـولية ، القواعد والفو) ١/١٠١(احمليط

)١/٩٩. ( ، تيسـري التحريـر ) ٣/٤٩٥(، شرح الكوكب املنري ) ٢٥٧(شرح العضد )٣(

)١/١٠٠. (

٦٦


zl)فال يفهم منه أنه عند عدم إرادة التحصـن )١ههن على البغاء ، فهذا ممتنع ؛ لتعذر وقوعـه جيوز إكرا

عقال ؛ وذلك ألن إذا مل يردن التحصن فقد أردن البغاء فيستحيل حينئذ عقال أن يكرهن على مـا أردن ؛ ألن

إلزام الشخص خالف ما يريد ، وما دام أنـه : اإلكراه . )٢(ممتنع عقال فال يؤخذ منه املفهوم املخالف

سكوت عنه أولوية أو مساواة حلكـم أن ال يظهر من امل - ٣

فمثال . املقيد املنطوق به ، فإذا ظهر كان مفهوم موافقة

: فال يقال )٣( m z y x wlاألولوية قوله تعاىل دل املفهوم املخالف على انتفاء التحرمي فيما عدا التأفيف

.كالسب وحنوه ؛ وذلك لظهور أولويته بالتحرمي

m w v u t له تعاىل ومثال املساوي قو } | { z y x~_` al )دل مبفهومه املخالف على انتفاء : ال يقال )٤

ألكل كاإلحراق ؛ وذلك لظهور التحرمي فيما عدا ا )١( .مساواته حلكم املنطوق

) .٣٣(آية : سورة النور )١( ) .١/٣٧٠(اية السول )٢( ) .٢٣(آية : سورة اإلسراء )٣( ) .١٠(آية : سورة النساء )٤(

٦٧


أن ال يعارض املفهوم املخالف ما هو أقوى منـه مـن - ٤

منطوق وحنوه ، حبيث ال يعود العمل باملفهوم املخـالف m Ñ Ð Ï على املنطوق باإلبطال ، كقوله تعـاىل

Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ü ß Þ Ýà l )فال يدل على عدم جـواز )٢

القصر حال األمن ؛ وذلك ملعارضته للمنطوق الذي نص على جواز القصر مع األمن ، كما يف حديث يعلى بـن

قلت لعمر بن اخلطاب رضي : رضي اهللا عنه قال )٣(أمية ما بالنا نقصر وقد أمنا ؟ وقد قال اهللا تعاىل : اهللا عنه

m Ó Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Üß Þ Ýà l ! عجبت مما عجبت منه : فقال : فسألت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن ذلك فقال )٤(" ليكم فاقبلوا صدقتهصدقة تصدق اهللا ا ع"

: اهللا عليه وسلم صلىوكقوله . )١(واملنطوق مقدم على املفهومفال حيتج مبفهومه على صحة بيـع )٢(" ال تبع ما ليس عندك"

، التمهيـد لإلسـنوي ) ٢٥٦(، شرح العضـد ) ٣/٧١(اإلحكام لآلمدي )١(

، القواعد والفوائـد ) ٣/١٠٠(، البحر احمليط ) ١/٣٦٩(، اإلاج ) ٢٤٨( ) .٣٧١(األصولية

) .١٠١(آية : سورة النساء )٢(هو أبو خالد وقيل أبو صفوان يعلى بن أمية بن أيب عبيدة التميمي رضي اهللا )٣(

هــ ٨٣حنينا والطائف وتبوك ، وقتل سـنة عنه ، أسلم يوم الفتح وشهد .بصفني وكان مع علي رضي اهللا عنهما

) .] ٢/٣(، االستيعاب ) ٥/٥٢٣(أسد الغابة [ صالة املسافرين : صالة املسافرين وقصرها ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )٤(

) .٦٨٦(رقم ) ١/٤٧٨(وقصرها ،

٦٨


الغائب الذي عند البائع ؛ إذ لو صح ذلك لصح بيع مـا لـيس . )٣(عنده الذي نطق احلديث مبنعه

، إرشاد الفحـول ) ٣/٤٩٥(املنري ، شرح الكوكب ) ٣/١٠٠(البحر احمليط )١(

)٢/٧٦٩. ( يف الرجل يبيع ما ليس عنـده ، : اإلجارة ، باب : سنن أيب داود ، كتاب )٢(

) .٣٥٠٣(رقم ) ٣/٢٨٣(ما جاء يف كراهية بيع ما ليس عندك : البيوع ، باب : سنن الترمذي ، كتاب

.حديث حسن : وقال ) . ١٢٣٢(رقم ) ٣/٥٣٤(، النهي عن بيع مـا لـيس عنـدك ، : البيع ، باب : ابن ماجة ، كتاب سنن

) .٢١٨٧(رقم ) ٢/٧٣٧(، رقم ) ٢/١٢٠٩(واحلديث صحيح كما يف صحيح اجلامع الصغري وزيادته )٧٢٠٦. (

) .٢/٧٧١(، إرشاد الفحول ) ٣/١٠٥(البحر احمليط )٣(

٦٩


. اء العلماء يف حجية مفهوم املخالفةآر: املبحث الثالث

:اختلف علماء األصول يف حجية مفهوم املخالفة على قولني

: القول األول )٢(، واملالكيـة )١(ذهب مجهور األصوليني من الشـافعية

إىل األخذ مبفهوم املخالفة واالحتجاج جبميع أقسامه )٣(واحلنابلةالعلماء ببعض أنواع مفهوم ، وأخذ بعض )٤(عدا مفهوم اللقب

. )٥(املخالفة ونفوا بعضها

، )٣/٧٢(لآلمـدي اإلحكـام ، ) ٢/٧٥(، املستصفى )١/٣٠١( الربهان )١(

) .١/٣٧١(اإلاج ، شرح العضـد ) ٢٧٠(، شرح تنقيح الفصول ) ٢٣٢(املقدمة البن القصار )٢(

)٢٥٧. ( .) ٢/٤٤٩(يف أصول الفقه العدة )٣( .مفهوم اللقب قال به الدقاق ، وقليل من الشافعية ، وبعض احلنابلة )٤(

الربهـان ، ) ٢/١٣٧( ، شـرح اللمـع ) ٢/٤٥٥(يف أصول الفقـه العدة ، الوصـول إىل األصـول )٢/٢٢٣(، التمهيد أليب اخلطـاب ) ١/٣٠١(، القواعـد ) ٢/٦٩٦(، املسـودة )٣/٩٥(لآلمدي اإلحكام، ) ١/٣٣٨(

) .٣٧٠(والفوائد األصولية فإمام احلرمني ، وابن سريج ، والرازي ، وكذلك الكرخي من احلنفية قـالوا )٥(

مبفهوم احلصر يف النفي واالستثناء ، : يل واآلمدي قاال مبفهوم الشرط ، والغزامبفهوم الغاية واحلصر ، وأبو احلسني البصـري قـال : والقفال الشاشي قال .مبفهوم الشرط والغاية

الربهـان ، ) ٢/١٢٣(، شـرح اللمـع ) ١/١٢٢(املعتمد : انظر فيما سبق احملصول ،) ١/٣٤٢(، الوصول إىل األصول )٢/٨٦(، املستصفى )١/٣٨٠( ) .١/٤٧١(، فواتح الرمحوت ) ٩٩-٩٢/ ٣(لآلمدي اإلحكام،) ٢/١٢٢(

٧٠


وقول اجلمهور هذا البد فيه من مراعاة حتقق الشروط اليت البد . )١(من توافرها يف القيد املعترب يف احلكم كما سبق

: القول الثاين

إىل نفي )٤(، وأكثر املعتزلة )٣(، والظاهرية )٢(ذهب احلنفية املخالفة ، إال أن متأخري احلنفية قصروا النفي االحتجاج مبفهوم

على كالم الشارع ، أما يف املصـنفات ، ويف كـالم النـاس وعقودهم وشروطهم فإنه حيتج به ؛ جلريـان العـادة أـم ال

.يقيدون كالمهم بقيد إال لفائدة : فيما نقل عنه يف التقرير والتحبري )٥(قال مشس األئمة الكردري

يء بالذكر ال يدل على نفي احلكـم عمـا إن ختصيص الش: " عداه يف خطابات الشارع ، فأما يف متفاهم الناس وعرفهم ،ويف

)٦( ."املعامالت والعقليات فإنه يدل

.من هذا البحث ) ٦٠(ص )١(والتحـبري التقريـر ، ) ٢/٥٦١(، بديع النظـام ) ١/٥٨١(ميزان األصول )٢(

) .١/٤٦٣(، فواتح الرمحوت )١/١٥٤( ) .٧/١١٥١(اإلحكام البن حزم )٣( ) .١/١٤٩( املعتمد )٤(أبو املفاخر عبد الغفور بن لقمان بن حممد الكردري احلنفي ، كـان إمامـا )٥(

متبحرا من أعالم احلنفية ، توىل القضاء يف عهد نور الـدين زنكـي ، مـن الفوائد : أبو الفضل الكرماين ، وأبو طاهر املروزي ، ومن مصنفاته : مشاخيه

) .هـ٥٦٢ت. (ري البهية يف أصول الفقه ، شرح اجلامع الصغ ) ] ٩(، الشقائق النعمانية ) ١٩٤(، تاج التراجم ) ٣٢٢(طبقات احلنفية [

.) ١/١٥٤(والتحبري التقرير )٦(

٧١


أي –أن احلنفيـة ينفونـه : )١(وذكر صاحب تيسري التحريربأقسامه يف كالم الشارع فقـط ، وأمـا يف –مفهوم املخالفة

.يف املعامالت ، والعقليات فيدل متفاهم الناس ، وعرفهموالقائلون بالنفي هنا وإن اتفقوا مع اجلمهور القائلني باملفهوم يف كثري من األحكام فمأخذهم يف ذلك غري طريق املفهوم كالرباءة

)٢( .األصلية أو دليل آخر

:أدلة القول األول :يه استدل القائلون مبفهوم املخالفة بعدة أدلة على ما ذهبوا إل

:الدليل األول أن الـنيب )٣(فهم الرسول صلى اهللا عليه وسلم لذلك ، فقد روى قتـادة

m K J I H G صلى اهللا عليه وسلم ملا نزل عليه قوله تعاىلO N M LP l )ـ قد خريين ريب فواهللا:" قال )٤ علـى هألزيدن

)٥(" . السبعني

)١/١٠١( )١ (. مثل انتفاء وجوب الزكاة يف املعلوفة ، ليس مستفادا من مفهوم املخالفـة يف )٢(

لى العدم األصلي حيـث إن وإمنا هو باق ع..." ويف سائمة الغنم " احلديث .األصل عدم وجوب الزكاة

، ) وما بعـدها ٧/١١٥١(، اإلحكام البن حزم ) ١٤١(تقومي األدلة : انظر . )١/١٥٥(والتحبري التقرير، ) ٥٤(النبذ

أبو اخلطاب قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي ، كان مـن أوعيـة العلـم )٣(املفسـرين واحملـدثني ، وكـان عاملـا ويضرب به املثل يف احلفظ ، قدوة

باألنساب ، واللغة ، واألدب ، روى عن أنس بن مالك رضـي اهللا عنـه ، أيـوب : وسعيد بن املسيب ، وعكرمة ، واحلسن البصري ، وروى عنـه

) .هـ١١٧-٦٠. (السختياين ، واألوزاعي ، وشعبة بن احلجاج ، تـذكرة ) ٢٦٩-٥/٢٨٣(الم النبالء ، سري أع) ٤/٨٥(وفيات األعيان [

) ]١٢٤-١/١٢٢(احلفاظ ) .٨٠(آية : سورة التوبة )٤( ) ٢(هامش ) ٥٤(سبق خترجيه ص )٥(

٧٢


زاد على السبعني له من احلكم خـالف ففهم صلى اهللا عليه وسلم أن ما )١( .املنطوق

بأنه خرب آحاد ال تقوم به احلجة يف إثبـات : اعترض على هذا الدليل

اللغة ، وعلى تسليم ذلك فال يدل على املفهوم ؛ ألن ذكر العدد للمبالغة اهللا عليه وسلم صلىيف أن اهللا لن يغفر للمنافقني وإن استغفر هلم الرسول

.مرة ، فال فرق بني السبعني وما زاد عنها يف احلكم سبعني ؛ اسـتمالة " ألزيدن على السـبعني :" اهللا عليه وسلم صلىوإمنا قال

)٢( .لقلوب املنافقني وترغيبا هلم يف الدين

: الدليل الثاين :فهم الصحابة رضي اهللا عنهم لذلك يف وقائع كثرية ومنها

قلت لعمر بن اخلطـاب : اهللا عنه قال يعلى بن أمية رضي ما روي عن

m Ó ما بالنا نقصر وقد أمنا ؟ وقد قـال اهللا تعـاىل : رضي اهللا عنه ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ôà l)؟)٣ !

عجبت مما عجبت منه ، فسألت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : فقال

، ) ٢/٢٠٠(، التمهيـد أليب اخلطـاب ) ٢/٤٥٦(العدة يف أصول الفقـه )١(

، ) ٢٦١(، شرح العضد )٣/٧٤(لآلمدي اإلحكام، ) ٢/٧٧( املستصفى ) .١/١١١(التحرير تيسري

التحريـر تيسـري ، ) ١/١٦٥(والتحـبري التقريـر ، ) ٢٦١(شرح العضد )٢()١١٢-١/١١١ . ( -٢/٤٥٧(يف أصـول الفقـه العدة: وانظر مزيدا من االعتراضات عليه يف

) .٣/١٢٧(، البحر احمليط ) ٣/٧٤(لآلمدي اإلحكام، ) ٤٦٠ ) .١٠١(آية : سورة النساء )٣(

٧٣


، )١("ا صـدقته صدقة تصدق اهللا ا عليكم فـاقبلو :" عن ذلك فقال فعمر بن اخلطاب ويعلى بن أمية رضي اهللا عنهما من فصحاء العرب وقد فهما ذلك ، وأقر النيب صلى اهللا عليه وسلم عمر على ذلك الفهم وأجابه

. بأن ذلك صدقة من اهللا تعاىل

ومنها اتفاق الصحابة على أن قوله صلى اهللا عليه وسـلم كمـا يف )٢("إذا التقى اخلتانان فقد وجب الغسل:" عنهاحديث عائشة رضي اهللا

: ، ولوال أن قوله )٣(" املاء من املاء:" ناسخ لقوله صلى اهللا عليه وسلم يدل على نفي الغسل من غري إنزال ملا كان األول ناسـخا . املاء من املاء

)٤(.له

على دليل بأن فهم الصحابة فيما ذكر مل يننب: اعترض على هذا الدليلاألصل أن ال قصر إال : اخلطاب ، وإمنا استدلوا باألصل ؛ ففي آية القصر

فيما وردت به الرخصة ، وهو يف السفر عند اخلوف ، فلمـا مل يوجـد

) .٣(هامش ) ٦٧(سبق خترجيه ص )١(ما جاء يف وجوب الغسل : الطهارة وسننها ، باب : سنن ابن ماجة ، كتاب )٢(

) . ٦٠٨(رقم ) ١/١٩٩(إذا التقى اخلتانان ، صحيح ابن حبان ، ذكر إجياب االغتسال من اجلماع وإن مل يكن مث امنـاء ،

) .١١٨٣(رقم ) ٣/٤٥٦(رقـم ) ١/١٣٠(اجلامع الصغري وزيادته واحلديث صحيح ، كما يف صحيح

)٣٨٥. ( رقـم ) ١/٢٦٩(إمنا املاء من املاء ، : احليض ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )٣(

)٣٤٣. ( -٢/١٢٤(، شرح اللمـع ) ٢/٤٦٢(يف أصول الفقه العدة: انظر الدليل يف )٤(

، الوصول إىل األصـول ) ٢/٧٩(، املستصفى )١/٣٠٣( الربهان، ) ١٢٥ ) .٢٦١(، شرح العضد )٣/٧٦(لآلمدي اإلحكام، ) ٢/٣٤٣(

٧٤


ذلك وجب البناء على األصل ، فظهر أن هذا لـيس مصـدره العمـل ـ ى باملفهوم ، بل مصدره األصل يف الصالة ، فال يكون يف اآلية دليل عل

.العمل مبفهوم املخالفة فكذلك األصل أنه ال غسل إال فيما دل عليه : وأما االغتسال من اجلماع

الدليل ، وقد دل الدليل على إجياب الغسل من املاء ، وبقي الباقي علـى موجب األصل ، فكان فهم الصحابة رضي اهللا عنهم وتعلقهم بناء علـى

)١( .الذي هو مفهوم املخالفة ذلك األصل ، وليس بناء على دليل اخلطاب

بأنه خالف ما نقل عنهم ، ألن يعلى بن أمية رضي :رد هذا االعتراض

m Ü Û Úما بالنا نقصر وقد أمنا ؟ وقد قال اهللا تعاىل : اهللا عنه قال ß Þ Ýà l ! وسيأيت مزيد من االعتراضات -؟ فاستدل باآلية

وكذلك -)٢(أدلة القائلني مبفهوم الشرط واألجوبة عنها عند احلديث عناملاء مـن " : اهللا عليه وسلم صلىاألنصار رضي اهللا عنهم استدلوا بقوله

بدليل أن من رد عليهم اعترض بالنسخ ، والنسخ ال يسـتعمل يف ." املاء )٣( .النقل من األصل إىل الشرع ، وإمنا يقال ذلك فيما نقل شرعا

) .٢/١٢٧(شرح اللمع ) ١( . من هذا البحث ) ١١١-١٠٦(ص )٢( ) .١٢٨-٢/١٢٧(شرح اللمع ) ٣(

٧٥


:الدليل الثالث

، واإلمـام )١( كأيب عبيدة معمر بن املثىن: فهم أئمة اللغة لذلك من اللغة يل الواجد حيل :" الشافعي فإن أبا عبيدة ملا مسع قوله صلى اهللا عليه وسلم

هذا يدل على أن يل غري الواجـد ال حيـل : قال )٢( " عقوبته وعرضه: قال )٣( " غين ظلممطل ال:" اهللا عليه وسلم صلىعقوبته ، وملا مسع قوله

)٤( .يدل على أن مطل غري الغين ليس بظلم )٥( .وقد ذهب الشافعي أيضا إىل مثل هذا

أبو عبيدة معمر بن املثىن التيمي البصري النحوي ، حدث عن هشام بن عروة )١(

أبو عبيد القاسم وأيب عمرو بن العالء وغريمها ، وحدث عنه علي املديين ، وجماز القرآن الكرمي ، كتـاب : بن سالم وآخرون ، له مصنفات كثرية منها

) .هـ٢٠٩-١١٠. (غريب القرآن ، الشعر والشعراء ) .] ٢٤٣-٥/٢٣٥(، وفيات األعيان ) ٤٤٧-٩/٤٤٥(سري أعالم النبالء [

) .٢(هامش ) ٤٧(سبق خترجيه ص )٢( ) .٣( هامش) ٤٦(سبق خترجيه ص )٣(وقد نقله ابن السمعاين و اآلمدي وابن احلاجب وغريهم من األصوليني عـن )٤(

.أيب عبيد القاسم بن سالم ، وإمنا هو يف احلقيقة أليب عبيدة معمر بن املثىن ما نقله ابن احلاجب عن أيب عبيد سبقه إليه اآلمدي وابن :" قال ابن السبكي

ه الباقالين وإمام احلرمني وغريمها عن أيب عبيـدة السمعاين وغريمها ، بينما نقلرفـع ." معمر بن املثىن ، وكالمها من أئمة اللغة فال معىن للتحرير يف ذلـك

) .٣/٥٢٩(احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب أي –ويف إباحة اهللا تعاىل نكاح حرائـرهم ) : ٥/٧( قال الشافعي يف األم )٥(

تعاىل أعلم على حترمي إمائهم ، ألنه معلـوم داللة عندي واهللا –أهل الكتاب يف اللسان إذا قصد قصد صفة من شيء بإباحة أو حترمي كان ذلك دليال على

= أن ما قد خرج من تلك الصفة خمالف للمقصود قصده ، كما ى الـنيب

٧٦


التمسك بقول الشافعي وأيب عبيـدة أوىل مـن :" )١( قال ابن السبكي

)٢( ."التمسك بقول أعرايب جلف

شيخ الشافعي ، )٣(بأن حممد بن احلسن :اعترض على هذا الدليل

عن كل ذي ناب من السباع ، فدل ذلك على إباحة اهللا عليه وسلم صلى=

."من السباع غري ذوات األنياب ــدليل يف ــه : وانظــر ال ــدة يف أصــول الفق ــان، ) ٢/٤٦٣(الع الربه، ) ١/٣٤٤(، الوصول إىل األصول ) ٢/٧٧(، املستصفى )١/٣٠٢،٣٠٥(

) .٢٥٨-٢٥٧(، شرح العضد ) ٣/٧٣(لآلمدي اإلحكامتاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف السبكي الشـافعي ، )١(

واألدب ، وبرع يف ، واحلديث ، واألصول ، فنونا من العلم من الفقه حصل العربية ، كان صاحب ذكاء مفرط وذهن وقاد ، الزم الذهيب وخترج بـه ،

، وتوىل القضاء ، من مؤلفاته طبقات الشافعية الكربى والوسطى والصـغرى ) . ]٢٢٢-٦/٢٢١(شذرات الذهب ) . [هـ٧٧١-هـ٧٢٧( .اإلاج

)٢( اج اإل)١/٣٠٢(الربهان : ، وانظر أيضا ) ١/٣٧٤. ( أبو عبد اهللا حممد بن احلسن بن فرقد الشيباين ، كان فصيحا متبصرا يف الفقه )٣(

واألصول ، واللغة ، توىل القضاء ، وقد تتلمذ على أيب حنيفة ونشر مذهبه ، اجلامع : وقد أخذ عنه الشافعي وأبو عبيد وآخرون ، له مؤلفات كثرية منها

. الكبري واجلامع الصغري ، املبسوط يف فروع الفقـه ، السـري ، الزيـادات ) .هـ١٨٩-١٣١(، تـاج ) ٤٤-٤٢(، طبقات احلنفيـة ) ١٣٦-٩/١٣٤(سري أعالم النبالء [

] ، ) ٢٣٧(التراجم

٧٧


مل يعمال مبمفهوم املخالفة ومها مـن أهـل )٢(شيخ سيبويه )١(األخفشو )٣( .اللغة

بأن ما ذكر عن األخفش ال يقوى على معارضة قـول : وقد أجيب عنه

أيب عبيدة ؛ ألن األخفش كان له معرفة بالنحو ومل يكن من أهل اللغة ، بلغ يف العلم وكثرة خبالف أيب عبيدة فقد كان إماما يف اللغة ، والشافعي أ

.األتباع وأجيب أيضا بأن أبا عبيدة والشافعي مثبتان للعمل باملفهوم ، وحممد بن

.احلسن واألخفش نافيان له ، واملثبت مقدم على النايف

أبو اخلطاب عبد احلميد بن عبد ايد البصري األخفش الكبري ، من أهل هجر )١(

ربية ، كان حنويا لغويا ، وله ألفاظ لغوية انفرد بنقلها عن العـرب ، شيخ الع .سيبويه وعيسى بن عمر النحوي ، وأبو عبيدة وغريهم : من تالميذه

) .هـ٢١٠ت( ) ]٣/٣٠١) (٢/٣٨٠(، وفيات األعيان ) ٧/٣٢٣(سري أعالم النبالء [

بن قنرب ، إمام النحـو وحجـة أبو احلسن عمرو بن عثمان: أبو بشر وقيل )٢(اخلليل : العرب ، طلب الفقه واحلديث مدة مث أقبل على العربية ، من شيوخه

سعيد األخفـش ، واجلرمـي ، : بن أمحد، واألخفش الكبري ، ومن تالميذه مل يكتب النـاس :"الكتاب والذي قال فيه اجلاحظ : وقطرب ، من مصنفاته

) .هـ١٨٠ت " (س عليه عالةيف النحو مثله ، ومجيع كتب النا، ) ٣٥٢-٨/٣٥١(، سري أعـالم النـبالء )٢٤٥-٢٤٢(إشارة التعيني [

] )٤٠٨-٣/٤٠٦(وفيات األعيان التحريـر تيسـري ، ) ١/١٥٨(والتحـبري التقريـر ، ) ٢٥٨(العضد شرح )٣(

)١/١٠٤. (

٧٨


بأنه إمنا يكون يف نقل احلكم عن الشارع ونفيه ، : وقد أجيب عن هذا )١( .يف أما يف اللغة فال أولوية بني املثبت والنا

:الدليل الرابع

لو مل يدل القيد على خمالفة املسكوت عنـه للمنطـوق يف : دليل عقلي احلكم ملا كان لتخصيص احلكم يف املنطوق بالقيد فائدة ، والالزم باطل ؛ ألنه ال يستقيم أن يثبت ختصيص آحاد البلغاء بغـري فائـدة فكـالم اهللا

)٢( .ورسوله أجدر

مبنع املالزمة ، فال تنحصر الفائدة يف التخصـيص ؛ :وقد اعترض عليه تقوية الداللة على املقيد بالصفة بأن الصفة فيه : ألن فوائده كثرية ومنها

m M L O Nمرادة ؛ لئال يتوهم أا غري مرادة ، ففي قوله تعاىل Q P l )رمبا يتوهم أن احلوامل ال نفقة هلن فذكر الشـرط )٣

.لذلك

التحريـر تيسـري ، ) ١/١٥٩(والتحـبري التقريـر ، ) ٢٥٨(شرح العضد )١(

)١/١٠٥ . ( العدة يف أصـول الفقـه : وانظر مزيدا من االعتراضات واألجوبة عليها يف ) ٣٤٨-١/٣٤٥(إىل األصـول لوصول، ا) ٢/٧٧(، املستصفى ) ٢/٤٦٣(

) . ٣/٧٣(لآلمدي اإلحكام، ) ٢/٨١(، املستصفى ) ١/٣٠٧( الربهان، )٢/٤٦٥(يف أصول الفقه العدة )٢(

العضد شرح، )٣/٧٧(لآلمدي اإلحكام، )١/٣٤٨(إىل األصول الوصول)٢٥٨( .

) .٦(آية : سورة الطالق )٣(

٧٩


لو مل يثبت املفهوم خلال عن الفائدة ، : بأن قولكم : كن أن يقال أيضا وميهذا فيه إثبات اللغة بالعقل وهو اخللو عن الفائدة ، واللغة تثبت بالنقل ال

)١( .بالعقل بأن هذا إثبات للغة باالستقراء ال بالعقل ، فأهل :وأجيب عن االعتراض

القيد إذا مل يظهر له فائدة كان معناه اللغة ثبت لديهم باالستقراء أن ذكر .نفي احلكم عن املسكوت عنه

بأنه غري مسلم ؛ ألن الناس خيتلفون يف احلكـم : وقد أجابوا عن هذا بعدم الفائدة باختالف عقوهلم وأفهامهم ، وال قطع فيـه ألحـد ، بـل

ليب املقطوع به أن التخصيص لفائدة ، وهي جمهولة للبـاحثني يف أسـا ال فهم النفي عن غـري املسـكوت ، ة ، فاملوجود هو اجلهل باملراد العربي

)٢( .لعدم فائدة غريه

:الدليل اخلامس إن تعليق احلكم بالصفة أو غريها من األنواع كالتعليق بالعلة ، والتعليـق بالعلة يوجب نفي احلكم النتفاء العلة ، فكذلك الصفة وما معهـا ، وإال

)٣( .ذكر بال فائدة كان ذكر الصفة وما معها

التحريـر تيسري، ) ١/١٥٩(والتحبري التقرير، ) ٢٧١(شرح تنقيح الفصول )١(

)١/١٠٥. ( ) . ١٠٦-١/١٠٥(التحرير تيسري، ) ١/١٦٠(والتحبري التقرير )٢(

-٢/٤٦٥(العدة يف أصول الفقه : وبة يف وانظر مزيدا من االعتراضات واألج ، ) ١/٣٤٨(إىل األصـول الوصـول ، ) ٨٢-٢/٨١(، املستصفى ) ٤٦٧

) . ٢٥٩-٢٥٨(العضد شرح، ) ٧٩-٣/٧٧(لآلمدي اإلحكام، )٢٥٩(العضـد شرح، ) ٣/٨٠(لآلمدي اإلحكام، ) ٢/٨٢(املستصفى )٣(

) .١/٣٧٥(اإلاج

٨٠


بالفرق بني داللة اإلمياء على العلية وداللة املفهـوم :وقد اعترض عليه أن القرآن لو مل يفـد العليـة : على النفي ، فاألوىل ثبتت بالقرينة وهي

لكان بعيدا ، وال قرينة يف الصفة وما معها على داللة املفهوم على النفي ، .)١(مل تعلم ، وتعيينها إيقاع للسامع يف اجلهلغاية األمر أن هلا فائدة لكن

-١/١٠٩(التحريـر تيسـري ، ) ٢٥٩(، شرح العضد ) ٢/٨٢(املستصفى )١(

١١٠. (

٨١


:أدلة القول الثاين

: الدليل األول إن مفهوم املخالفة لو اعترب يف معرفة احلكم الشرعي ملا نص الشارع على املسكوت عنه صراحة يف كثري من احلاالت فدل ذلك على عدم اعتبـاره

¢ ¡| { ~ � mوله تعاىل ملفهوم املخالفة ، ومن ذلك ق¨ § ¦ ¥ ¤ £ l)فحرم سبحانه مباشرة الزوجة )١

حال احليض وأحله حال الطهر نصا من غري أن حييل ذلـك إىل املفهـوم )٢( .املخالف

بأن األخذ باملفهوم املخالف ال ينـايف :أجاب اجلمهور عن هذا الدليل

طريقني أبلغ يف الداللة وأقـرب النص يف مراده ، بل إن معرفة احلكم من )٣( .إىل حصول املطلوب

:الدليل الثاين

إن القيود اليت وردت يف نصوص الشريعة لو كان هلا حكم خمالف ملا كان منها : حكم املنطوق ثابتا مع عدم تلك القيود ، وذلك يف مسائل كثرية

m k j i h g fقوله تعـاىل

n m l l )اع قائم على حترمي الربيبة سواء كانت فاإلمج )٤ .يف حجر زوج أمها أم مل تكن

) .٢٢٢(آية : سورة البقرة )١( ) .١٥١(منتهى السؤل واألمل )٢( ) .٣/٨٤(اإلحكام لآلمدي )٣( ) .٢٣(آية : سورة النساء )٤(

٨٢


فقتل األوالد حرام )١( mn m l k jo l وكقوله تعاىل )٢( .يف حال خشية الفقر ويف حال عدم خشيته

أن القيد املعترب يف مفهوم املخالفة هو القيد الذي :الرد على هذا الدليل ى سوى نفي احلكم عن املذكور ، وفيما ذكرمت تنتفي معه أي فائدة أخر

)٣( .وهي خروجه خمرج الغالب أو بيان الواقع : ظهرت له فائدة

: الدليل الثالث إن العمل مبقتضى مفهوم املخالفة لو عمل به يف نصوص كثرية ألفضى إىل

ومن ذلك قولـه . معان فاسدة ، أو أحكام مناقضة ملا تقرر يف الشريعة

mt ~ } | { z y x w v u تعاىل ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �§ © ¨

ª« ° ¯ ® ¬± l )فمنطوق اآلية يفيد النـهي )٤عن الظلم يف األشهر األربعة احلرم ، ولو كان العمل مبفهـوم املخالفـة مقبوال لثبت به جواز الظلم يف غري تلك األشهر ، وهذا خارج عن قواعد

)٥( .امها ، مناقض لنصوصها اليت حترم الظلم يف أي وقت الشريعة وأحك

) .٣١(آية : سورة اإلسراء )١(، ) ٧/١١٩١(، اإلحكـام البـن حـزم ) ٢/٤٦٧(العدة يف أصول الفقه )٢(

، ) ٣/٨٥(لآلمـدي اإلحكام، ) ٢/١٤٠(، احملصول ) ٢/٧٦(املستصفى ) .١/٣٧٥(االاج

) .١/٣٧٦(اإلاج )٣( ) .٣٦(آية : سورة التوبة )٤( ) .١/١٧٠(والتحبري التقرير، ) ٧/١١٩١(اإلحكام البن حزم )٥(

٨٣


بأن اآلية اليت ذكرمتوها مل يتفق العلماء على رجـوع :أجاب اجلمهور

يعود الضـمري إىل : الضمري فيها إىل األشهر احلرم فقط بل منهم من قال اإلثين عشر شهرا كلها ، ولو اعترب أنه راجع إىل األشهر احلرم فإن التقيد ال مفهوم له ؛ ألن ذكرها ورد على سبيل االهتمام ا والتنبيه على عظم شأا ، فرغم حترمي الظلم يف كل وقت إال أنه أشد وآكد يف هذه األشهر

فـال :" ، وهلذا قال ابن عباس رضي اهللا عنهما يف هذه اآلية )١(األربعةجعلهن تظلموا فيهن أنفسكم يف كلهن ، مث اختص من ذلك أربعة أشهر ف

حراما وعظم حرمان وجعل الذنب فيهن أعظم ، والعمل الصاحل واألجر )٢( ."أعظم وميكن أن جياب عنه أيضا بأن من شروط العمل مبفهوم املخالفة أن : قلت

ال خيالف ما هو أقوى منه من منطوق ، وقد ورد حترمي الظلم صراحة يف كروه خارجا عن حمـل نصوص كثرية دون التقييد بوقت ، فيكون ما ذ

.الرتاع

: الدليل الرابع إنه ليس مطرد يف األساليب العربية أن تقييد احلكم بقيد يدل على إثبات احلكم عند وجود ذلك القيد وانتفائه إذا انتفى ، بدليل أن العبارة قد ترد مقيدة ومع ذلك يتردد السامع يف فهم حكم ما انتفى عنه القيد ، فيسأل

عنه وال يستنكر مثل ذلك السؤال ، وحسن االستفهام يدل على املتكلم

، اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١٣/٢٣٨(جامع البيان يف تأويل القرآن )١(

) .١/٦٨١(، تفسري النصوص ) ٢٠٠-١٠/١٩٩(واألثر عن ابن عباس أخرجه الطربي بسنده يف ) . ٢/٤٦٧(تفسري ابن كثري )٢(

) .١٦٦٩٦(رقم ) ١٤/٢٣٨(تفسريه

٨٤


)١( .أن ذلك غري مفهوم

بأن األخذ باملفهوم ال ينايف النص على حكمـه :أجيب عن هذا الدليل بل ذلك أبلغ يف الداللة وأقرب إىل حصول املـراد ، وهلـذا فـإم مل

أو دخل السـلطان رأيت أسدا ، وحبرا ، : يستقبحوا االستفهام ممن قال هل رأيت احليوان املخصوص أو إنسانا شجاعا ؟ وهل : بأن يقال . البلد

رأيت البحر الذي هو املاء املخصوص أو إنسانا كرميا ؟ وهـل رأيـت السلطان نفسه أو عسكره ؟ مع أن اللفظ ظاهر يف أحـد املعنـيني دون

)٢( .اآلخر

:الدليل اخلامس خالفة لكان ذلك بدليل عقلي أو نقلي ، والالزم لو ثبتت داللة مفهوم امل

باطل ، أما العقلي فألنه ال داللة له على إثبات اللغة ؛ ألا ال تثبـت إال .بالنقل

وأما النقلي فهو منتف ؛ ألنه إما بالتواتر وهو ممنوع ؛ إذ لو ثبت بالتواتر ألة من قواعد مل خيتلف فيه ، وإما باآلحاد وهو ال يفيد يف مثله ؛ ألن املس

)٣( .األصول وهي قطعية

بأنا مننع اشتراط التـواتر يف إثبـات :أجاب اجلمهور عن هذا الدليل املفهوم ؛ ألنه مدلول اللغة ، واللغة تثبت باآلحاد كما تثبت بالتواتر ، ولو

، املستصـفى ) ٢/١٣٤(، شـرح اللمـع ) ٢/٤٦٩(العدة يف أصول الفقه )١(

) .٣/٨١(لآلمدي اإلحكام، ) ٢/٧٦( ) .٨٢-٣/٨١(لآلمدي إلحكاما، ) ٢/١٣٤( شرح اللمع )٢(العـدة يف : ، وانظر أيضا ) ٢٦٢(، شرح العضد ) ٣/٨٠(لآلمدي اإلحكام )٣(

) .٢/٧٥(، املستصفى ) ٢/١٢٩(، شرح اللمع ) ٢/٤٦٩(أصول الفقه

٨٥


مل نقل بذلك المتنع العمل بأكثر أدلة األحكام من الكتاب والسنة ؛ ألن ا ومركباا أمور لغوية مفردا.

وكذلك مننع أن قواعد األصول قطعية ، وإال مل خيتلف علماء األصول يف )١( .أكثرها ، بل منها ما هو قطعي ومنها ما هو ظين

: الترجيح بعد النظر يف أدلة الفريقني وما دار حوهلا من مناقشات أرى واهللا أعلم أن

فة عمومـا مـع مراعـاة ما ذهب إليه اجلمهور من األخذ مبفهوم املخال :الشروط املخصوصة اليت وضعوها له هو الراجح ؛ وذلك ملا يلي

تنوع األدلة اليت استدلوا ا من حيث كوا شرعية ولغويـة - ١وعقلية ، وهذا إن دل على شيء فإمنا يدل على قـوة تلـك

.األدلة ، ووجاهة ما دلت عليه ا ؛ حيث إن الرد على اعتراضات املنكرين ، وبيان وجه ضعفه - ٢

.كثريا منها ال يصلح للمعارضة ؛ خلروجها عن حمل الرتاع إن القائلني مبفهوم املخالفة مل يقولوا به مطلقا ، بل وضعوا له - ٣

شروطا وقيودا تضبطه ؛ احتياطا حلق الشريعة ، وسدا للمعاين الفاسدة اليت يتعذر ا املانعون، فكان األخذ بقوهلم أسـلم ،

.وأحكم واهللا أعلم

لآلمدي اإلحكام، ) ٢/١٣٠(، شرح اللمع ) ٢/٤٦٩(العدة يف أصول الفقه )١(

) . ٢٦٢(، شرح العضد ) ٣/٨١(

٨٦


: الفصل الثاين احثوحتته عدة مبمفهوم الشرط

: املبحث األول أنواع الشرط ، وتعريف كل نوع مع التمثيل له

:املبحث الثاين

تعريف مفهوم الشرط ، وبيان أدوات الشرط اللغوي

:املبحث الثالث آراء العلماء يف حجية مفهوم الشرط

٨٧


املبحث األول

.أنواع الشرط ، وتعريف كل نوع مع التمثيل له

.قبل احلديث عن أنواع الشرط ينبغي التعريف بالشرط .يعين العالمة ، ومنه أشراط الساعة أي عالماا : بالفتح فالشرط لغة

إلزام : الشرط : يف لسان العرب جاء . يعين اإللزام : والشرط بالسكون . )١(الشيء والتزامه يف البيع وحنوه ، ومجعه شروط وشرائط

إلزام الشيء والتزامه ، ونقل : الشرط :" ويف كشاف اصطالحات الفنونيف االصطالح إىل تعليق حصول مضمون مجلة حبصول مضـمون مجلـة

)٢( ."مرتبطة بأداة الشرط

فهو ما يتوقف عليه املشروط ، وال : تكلمنيأما تعريف الشرط عند امل )٣( .يكون داخال يف املشروط وال مؤثرا فيه

)٤( .هو الذي يتوقف عليه وجود الشيء : والشرط يف العرف العام

.شرط : ، مادة ) ٧/٣٢٩( )١(املصباح املـنري : و انظر يف تعريف الشرط لغة باإلضافة ملا سبق ) . ٣/٧٥٢( )٢(

شرط ، التعريفـات للجرجـاين : مادة ) : ٣٣٤(وخمتار الصحاح ) ٣٠٩()١/١٦٦. (

إرشـاد ،) ٣/١١٩(، البحر احمليط ) ١/١٤٦(شرح التلويح على التوضيح )٣( ) .٢/٧٧٤(الفحول

) .١/١٤٦(رح التلويح على التوضيح ش )٤(

٨٨


أنواع الشرطاملتأمل يف أنواع الشرط جيدها على أنواع عدة ميكن تصـنيفها حتـت

:القسمني التاليني :نواع الشرط من حيث جهة اشتراطه نوعان أ: القسم األول

ما اشترطه الشارع احلكـيم ، كاشـتراط : الشرط الشرعي - ١ .االستطاعة لوجوب احلج ، والويل لصحة النكاح

وهو ما اشترطه املكلف ، كتعليق الطـالق : الشرط اجلعلي - ٢بدخول الدار ، وكما لو اشترط املشتري إيصال السـلعة إىل

)١( .ترطت املرأة تقدمي املهر كامال مكان ما ، وكما لو اش

أنواع الشرط باعتبار إدراك العالقة مع املشروط أربعة : القسم الثاين :أنواع وهي

ما دخل عليه شيء من أدواته املخصوصـة : الشرط اللغوي - ١الدالة على سببية األول ومسببية الثاين ، ذهنا أو خارجا سواء

الشـمس طالعـة فالنـهار إن كانت : كان علة للجزاء حنو إن كان النهار موجودا فالشـمس : أو معلوال حنو . موجود . إن دخلت الدار فأنـت طـالق : أو غري ذلك حنو . طالعة

)٢( .وهذا يعرف عند النحاة بالشرط اللغوي وسيأيت إن شاء اهللا بيان أدواته يف املبحث الثاين عند احلـديث عـن

)٣( .مفهوم الشرط

) .٢/٦٦٨(، إرشاد الفحول ) ١١١(حاشية الطحطاوي على مراقي الفالح )١(، التعريفات ) ٣/١١٩(، البحر احمليط ) ١/١٤٦(شرح التلويح على التوضيح )٢(

) .١/١٦٦(للجرجاين . من هذا البحث ) ٩٤(ص )٣(

٨٩


وقد عرفه األصوليون عـدة تعريفـات ، : عيالشرط الشر - ٢ما توقف عليه تأثري املؤثر على غري :" فقال )١(فعرفه الرازي )٢( ".جهة السببية مث ". ما يلزم من انتفائه انتفاء احلكم:" الشرط فقال وذكر ابن قدامة

ما ال يوجد املشروط مع عدمـه وال يلـزم أن :" قال بعد ذلك وهو . )٤(من قبل وهذا هو تعريف الغزايل. )٣("يوجد عند وجوده

وأوىل ما رأيت من تعريفات الشرط الشرعي وأمجعها تعريف القرايف

ما يلزم من عدمه العدم ، وال يلزم من وجوده وجـود : " حيث قال .)٥(" وال عدم لذاته

احتراز من املانع ؛ ألنه ال يلزم من " ما يلزم من عدمه العدم : " فقوله .جود وال عدم عدمه و .احتراز من السبب ومن املانع " وال يلزم من وجوده وجود :" وقوله

وأما املانع ؛ فألنه . أما السبب ؛ فألنه يلزم من وجوده الوجود لذاته .يلزم من وجوده العدم

احتراز من مقارنة الشرط وجود السـبب فيلـزم " لذاته : " وقوله انع فيلزم العدم ، لكن ال لذاته وهو الوجود ، أو مقارنة الشرط قيام امل

.كونه شرطا بل ألمر خارج وهو مقارنة السبب أو قيام املانع كاشتراط الطهارة للصالة ، واشتراط اإلحصـان : وأمثلة هذا النوع

.للرجم ، واشتراط احلول إلجياب الزكاة

بن احلسني التميمي الرازي ، أصـويل فخر الدين أبو عبد اهللا حممد بن عمر )١(

متكلم ، شاعر فيلسوف ، فاق أهل زمانه يف علم الكالم واملعقوالت ، لـه اية العقول ، املطالب العاليـة ، احملصـول يف علـم : مصنفات كثرية منها

)هـ٦٠٦-هـ٥٤٤. ( األصول ، طبقات الشافعية الكربى البـن السـبكي ) ٨٦-٤/٨٣(وفيات األعيان [

، شـذرات ) ٢٦١-٢/٢٦٠(سـنوي ، طبقات الشافعية لإل) ٩٦-٨/٨١( ]. )٢٢-٥/٢١(الذهب

) .٣/٥٧(احملصول )٢( ) .١/٢٤٨(روضة الناظر )٣( ) .٢/٧٠(املستصفى )٤( ) .٢٦٢(شرح تنقيح الفصول )٥(

٩٠


شرط يف الزكاة ، يلزم من عدمه عدم وجوب الزكاة ،: فاحلول مثال

وال يلزم من وجوده وجوا ؛ الحتمال عدم النصاب ، أما إذا قارن الشرط وجود السبب فإنه يلزم وجوب الزكاة ، ولكن ال لذاته بـل

الذي هـو لذات وجود السبب ، وإذا قارن وجود الشرط قيام املانعالدين فيلزم العدم ، لكن للمانع ال لذات الشرط ، فالشرط بالنظر إىل

زم من وجوده شيء ، وإمنا يتأتى اللزوم من األمور اخلارجة ذاته ال يل، وال تنايف بني عدم اللزوم بالنظر إىل الذوات ، واللزوم بـالنظر إىل

)١( .األمور اخلارجة كاشتراط احلياة للعلم والقدرة واإلرادة ، : " الشرط العقلي - ٣

)٢( ".فال وجود هلذه الصفات بدون احلياة صب السلم لصعود السطح ، فإذا انعدم كن: الشرط العادي - ٤

السلم انعدم الصعود وإذا وجد السلم فقد يوجد الصعود وقد ال يوجد ، وكالغذاء للحيوان فيلزم من انتفاء الغـذاء انتفـاء

)٣( .احلياة :الفرق بني أنواع الشرط السابقة

أن الشرط اللغوي كالسبب ، ولذلك يلزم من عدمه العدم إال أن - ١. إن دخلت الدار فأنت طالق : آخر، فلو قال المرأته خيلفه سبب

فيلزم من الدخول وقوع الطالق ومن عدمه عدم الطالق ، إال أن .الطالق قد يقع إن خلفه سبب أو تعليق آخر

أما ما عداها من الشروط الشرعية ، أو العقلية ، أو العادية فيلزم من .وجود وال عدم عدمها العدم يف املشروط ، وال يلزم من وجودها

أن املشروط اللغوي يتوقف وجوده على وجود شرطه ، ووجود - ٢

شرطه يقتضيه ، أما املشروط العقلي وغريه فيتوقف دخول شرطه .يف الوجود على وجوده ، وإن وجوده ال يقتضيه

) .١/٤٥٢(، شرح الكوكب املنري ) ٨٢(شرح تنقيح الفصول : انظر )١(، ) ٢/٣١٠(لآلمـدي اإلحكام: وانظر ) . ١/٣٥٢(ألصول إىل ا الوصول )٢(

) .٨٥(شرح تنقيح الفصول ، اإلاج يف شـرح املنـهاج ) ٢/٦٢٣(نفائس األصول يف شرح احملصول )٣(

) .٧٥(، املدخل البن بدران ) ٢/٦٦٨(، إرشاد الفحول ) ٢/١٥٨(

٩١


أن الشرط اللغوي ميكن التعويض عنه واإلخالف والبدل ، كأن -٣أنت طـالق : ق ثالثا ، مث يقول هلا إن دخلت الدار فأنت طال: يقول .فيقع الطالق ثالثا باإلنشاء بدال من املعلق . ثالثا

أما الشروط الشرعية فال يقتضي وجودها وجود أو ال تقبل البدل وال اإلخالف ، وال تقبل اإلبطال إال الشرعية منها خاصة ، فقد يبطـل

.لتعذر أو غريه ويسقط الشارع شرطية الطهارة مثال عند معارضة ا )١(. اقتضاء الوجود والبدل واإلبطال : فهذه ثالثة فروق

بحر احملـيط ، ال) ١٥٩-٢/١٥٨(اإلاج يف شرح املنهاج : انظر الفروق يف )١(

)١٢٢-٣/١٢١. (

٩٢


: املبحث الثاين

.تعريف مفهوم الشرط ، وبيان أدوات الشرط اللغوي

وقد سبق تعريـف : مفهوم الشرط مصطلح مركب من كلمتني .، وبقي تعريفه مركبا )١(كل كلمة فيما مضى

لفت عبارات األصوليني يف تعريف مفهوم الشرط ، ولكنها وهنا اختمتقاربة من حيث املعىن ؛ ألن الشرط اللغوي عندهم مبثابة السـبب

الشروط اللغوية أسباب ؛ ألنه يلزم من وجودها : " وهلذا قال القرايف )٢( ."الوجود ومن عدمها العدم

.تار وهلذا سأورد بعضا مما ذكروا مث اذكر التعريف املخ

تعليق حكم على شرط :" فمفهوم الشرط كما يف تيسري التحرير - )٣(."ينتفي بانتفاء الشرط فيثبت نقيضه

هو انتفاء احلكم عند عدم ما علق :" فقال )٤(وعرفه ابن الساعايت - )٥( ."عليه

) . ٨٧(، وتعريف الشرط ص ) ٣٠(سبق تعريف املفهوم ص )١( ) .٨٥(شرح تنقيح الفصول )٢()١/١٠٠( )٣. ( ي األصل ، املعروف بابن كمظفر الدين أمحد بن علي بن تغلب البغدادي البعلب )٤(

املستنصرية، الساعايت احلنفي ، إمام كبري عامل عالمة ، توىل تدريس احلنفية يفكان ممن يضرب به املثل يف الذكاء والفصاحة وحسن اخلط ، من مصـنفاته

.) هـ٦٩٤(ت .، القواطع يف أصول الفقه جممع البحرين يف الفقه وشرحه ) . ]١/١٧٥(، األعالم ) ٩٥(، تاج التراجم ) ١/٢٠٨(اجلواهر املضية [

) .٢/٥٦٨(بديع النظام )٥(

٩٣


)١( ."انتفاء احلكم عند انتفاء الشرط :" ويف فواتح الرمحوت -كما تدل عليه ترمجته ملسألة مفهـوم )٢( وتعريفه عند ابن برهان -

.تعليق احلكم على شرط يدل على عدمه عدم الشرط : الشرط )٣(

هو تقييد احلكم مبا هو مقـرون :" فقال وعرفه أبو زرعة العراقي - )٤(."حبرف شرط

أو " إن " تعليق احلكم على الشيء بكلمـة :" ويف اية السول - )٥( .غريها من الشروط اللغوية

ما علق من احلكم على شـيء بـأداة :" فقال فه ابن النجاروعر - )٦( ."إن وإذا وحنوها : الشرط مثل

وإذا تأملنا الثالث تعريفات األخرية ال جندها تـدل علـى مفهـوم الشرط ، غاية ما فيها بيان تعليق احلكم على أداة شرط ، ومل تتطرق

.ط لنفيه عما عداه والذي هو املقصود من مفهوم الشروميكن من خالل التعريفات السابقة صياغة تعريف جيمعها فيقال -

داللة اللفظ املقيد فيه احلكـم بـأداة : يف تعريف مفهوم الشرط شرط على ثبوت نقيض ذلك احلكم للمسكوت عنه عند انتفـاء

.الشرط

، ومبثل هذا عرفه اآلمدي كما يفهم من ترمجته ملسألة مفهـوم ) . ١/٤٧١( )١(

) .٢٤٥(وكذلك األسنوي يف التمهيد ) . ٣/٨٨(اإلحكام . الشرط أبو الفتح أمحد بن علي بن برهان ، من فقهاء بغداد ، غلـب عليـه علـم )٢(

: األصول كان ذكيا حافظا يشغل أكثر وقته بالعلم ، له مؤلفات عدة منـها ط والوجيز و الوصول إىل األصول ، وكلها يف علم األصـول ، كـان البسي

حنبليا مث التقل إىل املذهب الشاعفعي ، من شيوخه أبو الوفاء بـن عقيـل ، . )هـ٥١٨-٤٧٩. (والغزايل ، والشاشي

) ]١٢/١٩٦(، البداية والنهاية ) ٤/٤٢(طبقات الشافعية البن السبكي [ ) .١/٣٥٢( الوصول إىل األصول )٣( ) .١/١٢٦(الغيث اهلامع شرح مجع اجلوامع )٤()١/٣٦٨( )٥. ( ) .٣/٥٠٥(شرح الكوكب املنري )٦(

٩٤


أدوات الشرط اللغوي

يتها صيغ الشرط منها ما هو حروف ، ومنها ما هو كلمات ، وتسم الشرطية وهي حرف وغريهـا مـن " إن" حروفا باعتبار أن األصل فيها

أدوات الشرط اسم ، واألصل يف إفادة املعاين احلروف ؛ وألا تسـتعمل )١(.يف مجيع صور الشرط ، وغريها خيص بعض املواضع

وهلذه األدوات معان تدل عليها سأبينها هنا إن شاء اهللا بعد سـرد . صيغ الشرط

إن ، إذا ، إذما ، مهما ، كيف ، ما ، من : أما صيغ الشرط اللغوي فهي )٢(.أين ، أينما ، أىن ، مىت ، أي ، حيث ، حيثما ، لو ، كل ، كلما

وقد يأيت الشرط يف هيئة املوصوالت والنكرات املوصـوفات إذا كانـت

¬ ® m الصلة أو الصفة ظرفا أو فعـال كقولـه تعـاىل ± ° ¯ ¸ ¶ µ ´ ³ ²

¾ ½ ¼ » º ¹l)كـل :، والنكرة حنو )٣ )٤(.رجل يأتيين فله درهم

[ ^ _ m وقد يكـون الشـرط زمانـا كقولـه تعـاىل `l)٦(.)٥(

) .٢/٢٨٩، كشف األسرار ) ٢/٥٠(اللباب يف علل البناء واإلعراب )١(، نفـائس األصـول ) ٨٤(، أسـرار العربيـة ) ١/١٩٥(اللمع يف العربية )٢(

) .٢/٢٨٩(، كشف األسرار ) ٢/٦٢٤( ) .٢٧٤(آية : سورة البقرة )٣( ) .٢/٦٢٤(نفائس األصول )٤( ) .٧٨(آية : سورة اإلسراء )٥( ) .٣/١٦٥(اإلرشاد والتقريب الصغري )٦(

٩٥


: كما أنه قد حيذف حرف الشرط ويقوم مقامه ما يدل عليه . زرين أزرك : كاألمر تقول . تنج ال تفعل الشر: والنهي حنو . ليت يل ماال أنفقه : والتمين حنو

. أين بيتك أزرك : واالستفهام حنو . اللهم ارزقين بعريا أحجج عليه : والدعاء حنو . أال ترتل تصب خريا : والعرض حنو

)١( .فهذه كلها فيها معىن الشرط

وبعد عرض صيغ الشرط ، حيسن التعرف على معاين بعـض حـروف :ا أذكر أمهها باختصار كما يلي الشرط ، وهن

تأيت لربط إحدى اجلملتني بأخرى ، على أن تكون األوىل "إن " -١شرطا ، والثانية جزاء يتعلق وقوعها بوقوع األوىل ، وهي ال تـدخل إال على الشيء املعدوم ، أو املشكوك ، أو املوهوم ، أو النادر احملال ،

.إن جاء الغد : وال تدخل على أمر حمقق ، فال يقال :ترد على أربعة أوجه " إن " و

:أن تكون شرطية : أحدها

.)٢(m { z y x w v | l كقوله تعاىل

: أن تكون نافية : الثاين

) .١/١٩٦(اللمع يف العربية )١( ) .٣٨(آية : سورة األنفال )٢(

٩٦


. )١(m © ¨ § ¦ ¥ lكقوله تعاىل

أن تكون خمففة من الثقيلة : الثالث

. )٢( m y x wlكقوله تعاىل

: أن تكون زائدة : الرابع )٣(. ما إن رأيته ، وما إن مررت به : حنو " ما"وذلك بعد

من الظروف الالزمة ظرفيتها ، وهي عند حناة الكوفة للوقت "إذا " -٢

وللشرط ، فإذا دخلت الفاء يف جواا كانت للشرط جازمة للفعـل ، وقـد ال " إن " ويسقط الوقت عنها حينئذ ، فتكون حرف شرط كـ

. جيازى ا فتكون للوقت أما عند حناة البصريني فهي موضوعة للوقت ، وقد تستعمل للشرط جمازا

ال يسقط عنها فإا للوقت" مىت " من غري سقوط معىن الوقت عنها نظري .ذلك حبال )٤( .فإا للزمان املبهم " إذا ما " ويلتحق ا

" إن" للمكان املبهم مبعىن: "أىن " ، " ين أ" ، " حيثما " - ٥ - ٤ -٣ )٢( .يف املغين )١(جمازا ، وقد تأيت حيث للزمان كما ذكر ابن هشام

) .٢٠(آية : سورة امللك )١( ) .١٤٣(آية : سورة البقرة )٢(، مغين اللبيب البن هشـام ) ٧٦-٧٤(كتاب معاين احلروف للرماين : ظر ان )٣(

) .١٩٠(، تسهيل احلصول على قواعد األصول ) ١/١٣٣(-٢/٢٩١(، كشف األسـرار ) ٣٦٧(اجلىن الداين يف حروف املعاين : انظر )٤(

) .١٩١-١٩٠(، تسهيل احلصول على قواعد األصول ) ٢٩٤

٩٧


علـى مخسـة " مىت " للزمان املبهم بال اختصاص ، وتأيت "مىت " -٦ : أوجه

. )٣(m ¿ ¾ ½À Å Ä Ã Â Ál اسم استفهام كقوله تعاىل . )٤(مىت أضع العمامة تعرفوين: واسم شرط حنو

. واسم مرادف للوسط أخرجها : يقولون )٥(وذلك يف لغة هذيل" يف " أو " من " وحرف مبعىن

ه٦( .أي منه : مىت كم( : وهي من احلروف اهلوامل ، وفيها معىن الشرط ، ومعناهـا " لو " -٧

شرط ، و تكـون امتناع الشيء المتناع غريه ، فيمتنع اجلواب المتناع ال

بن أمحد بن عبد اهللا بن هشام مجال الدين ، إمام أبو حممد عبد اهللا بن يوسف )١(

العربية وعالمة النحو ، تفقه على املذهب الشـافعي مث انتقـل إىل املـذهب مغين اللبيب ، التوضيح على األلفية ، قطـر : احلنبلي ، له مؤلفات عدة منها

) . هـ٧٦١ت . (الندى ، شذور الذهب ) ]٦/١٦٣(، معجم املؤلفني ) ٤/١٤٧(م ، اإلعال) ١/٤٠٠(البدر الطالع [

) .١٩١(، تسهيل احلصول على قواعد األصول ) ١٣١/ ١(مغين اللبيب )٢( ) .٢١٤(آية : سورة البقرة )٣(وهو من قول سحيم بن وثيل . أنا ابن جال وطالع الثنايا : عجز بيت صدره )٤(

.الرياحي ، وكان احلجاج يتمثل به كثريا ) . ١/٧٥(، طبقات فحول الشعراء ) ١/١١(مع األمثال جم: انظر

مشايل وجنويب ، الشمايل يف : من قبائل احلجاز ، تنقسم إىل قسمني : هذيل )٥(أطراف مكة من جهة الشرق واجلنوب ، ويتكون من سبعة أفخاذ ، واجلنويب

.هم هذيل اليمن ، ويتكون من مخسة أفخاذ ) . ١٢١٤-٣/١٢١٣(القدمية واحلديثة معجم قبائل العرب : انظر

، تسهيل احلصول على ) ٢/٢٩٤(، كشف األسرار ) ١٣٤/ ١(مغين اللبيب )٦( ) .١٩٢(قواعد األصول

٩٨


m d شرطا للماضي يف األكثر ، ويقل للمستقبل ومنه قوله تعاىل m l k j i h g f el)٢(. )١(

: وأورد ابن هشام هلا يف املغين معاين عدة : وهذه تفيد ثالثـة أمـور . لو جاءين ألكرمته : منها املستعملة يف حنو

.واالمتناع الشرطية ، وتقييد الشرط بالزمن املاضي ، . أا تكون حرف شرط يف املستقبل : الثاين

m j i h gأن تكون حرفا مصدريا كقوله تعـاىل : الثالث l kl )٣( .

. لو تأتيين فتحدثين : أن تكون للتمين ، حنو : الرابع )٤( .لو ترتل عندنا فتصيب خريا: أن تكون للعرض ، حنو : اخلامس

فهي ترد امسية وحرفية ، فاالمسيـة تـرد : أيت لعدة معان وت "ما " -٨

)٥( mi h gj n m l kloموصولة كقوله تعاىل

مررت مبا معجب لك ، أي بشيء معجب : وترد نكرة موصوفة حنو . لك

. ما أحسن زيدا : وتعجبية حنو فما خطبكم ؟: واستفهامية حنو

) .٩(آية : سورة النساء )١(، تسهيل احلصول على قواعد األصول ) ١٠٢-١٠١(كتاب معاين احلروف )٢(

)١٩٢. ( ) .٩٦(آية : سورة البقرة )٣( ) .٢٦٧-١/٢٥٥(غين اللبيب م )٤( ) .٩٦(آية : سورة النحل )٥(

٩٩


m P S R Q وشرطية زمانية كقولـه تعـاىل Tl)١( .

)٢( m W V U T S RX lوغري زمانية كقوله تعاىل

m y x w وأما احلرفية فترد مصدرية زمانيـة كقولـه تعـاىل zl )أي مدة استطاعتكم ، وغري زمانية كقوله تعاىل )٣

me d cl )أي بنسيانكم )٤.

وغـري عاملـة )٥( m \ [ Z lوتأيت نافية عاملة كقوله تعاىل

)٧(. )٦(m _ ~ } | { z` lكقوله تعاىل وهي من احلروف العوامل وهلا معان فتأيت شرطية كقوله "من " -٩

. )٨( m d c b a `lتعاىل

md c k j i h g f e وموصولة كقوله تعاىل

) .٧(آية : سورة التوبة )١( ) . ١٩٧(آية : سورة البقرة )٢( ) .١٦(آية : سورة التغابن )٣( ) .١٤(آية : سورة السجدة )٤( ) .٣١(آية : سورة يوسف )٥( ) .٢٧٢(آية : سورة البقرة )٦(، تسهيل احلصول على قواعـد األصـول ) ٩١-٨٦(كتاب معاين احلروف )٧(

)١٩٩-١٩٨. ( ) .١٢٣(آية : سورة النساء )٨(

١٠٠


lm nl)١( . )٢( m ¿ ¾ ½ ¼ÁÀ lواستفهامية كقوله تعاىل

. لبست من الثياب ثوبا : وتأيت للتبعيض حنو . خرجت من الدار : والبتداء الغاية حنو

)٣( .ما جاءين من أحد : وتكون زائدة وذلك يف النفي حنو ا اسم مبهم غري متمكن ، وهو سؤال عن احلـال ، وإذ : "كيف " -١٠

)٤( .كيفما تفعل أفعل : صح أن جيازى به كقولك " ما " ضمت إليه

) .١٨(آية : سورة احلج )١( ) .٥٢(آية : سورة يس )٢( ) ٢٠٠(، تسهيل احلصول على قواعد األصول ) ٩٧( كتاب معاين احلروف )٣(

)٢٠٠ ( ) .٣٠١-٢/٣٠٠(كشف األسرار )٤(

١٠١


اللغوي آراء العلماء يف حجية مفهوم الشرط: املبحث الثالث

:حترير حمل الرتاع بالنظر يف أقوال األصوليني يف هذه القضية يتبني أنه ال خالف بينهم

إن النطق يدل عليه ، كما أنه يف ثبوت احلكم عند ثبوت الشرط ؛ حيث . ال خالف يف انتفاء احلكم عند انتفاء الشرط

وإمنا اخلالف يف الدال على االنتفاء ، هل هي صيغة الشرط ؟ فيكون التعليق بالشرط هو الذي يدل على انتفاء احلكم وثبوت نقيضه عند انعدام

لة مفهوم الشرط ، الشرط ، وبالتايل يكون احلكم مستفادا من اللفظ بدالأو أن التعليق بالشرط ال يدل على ثبوت نقيض احلكـم عنـد انعـدام الشرط ؟ بل احلكم مستفاد من الرباءة األصلية أو العدم األصلي ، وبالتايل

.فال مفهوم للشرط مث إنه أيضا ال خالف بينهم فيما إذا مل يظهر للشرط فائدة أخرى غري نفي

كانت األداة غري دالة اتفاقا على انتفاء املشـروط احلكم عما عداه ، وإال .عند انتفاء الشرط كما سبق يف شروط االحتجاج مبفهوم الشرط

وذا التحرير يظهر أن سبب اخلالف يف حجية مفهوم الشرط ينبين

مانع من احلكم ، فتعليق : على أن الشرط عند من قال مبفهوم الشرط هم ، وعليه فعدم احلكم مضـاف إىل انتفـاء احلكم بالشرط سبب عند

شرطه مع وجود سببه ، فانتفاء احلكم عندئذ يكـون بسـبب التعليـق وعند من نفى املفهوم يكون الشرط مانعا من انعقاد السبب ، . بالشرط

١٠٢


فعدم احلكم مضاف إىل عدم سببه ، فانتفاء احلكم عندئذ يكون بـالنفي )١( .األصلي

لعلماء يف حجية مفهوم الشرط والعمل بـه إىل وبسبب هذا اختلف ا

:مذهبني

:املذهب األول وهو مذهب القائلني حبجيـة : املثبتون ملفهوم الشرط وأنه حجة

)٣(، والشافعية )٢(مفهوم املخالفة عموما حيث قال به مجهور املالكية . )٥(ومنهم أبو احلسني البصري ، وأكثر املتكلمني )٤(واحلنابلة

، نفـائس األصـول ) ٢/٤٣(قواطـع األدلـة : انظر يف حترير حمل الرتاع )١(

، البحر ) ١/٣٦٨(، اية السول ) ٢/٥٦٩(، بديع النظام ) ١٩٧-٢/١٩٦(التحريـر تيسـري ، ) ١/١٧٣(والتحـبري التقرير، ) ١٢٢-٣/١٢١(احمليط

، فـواتح الرمحـوت ) ٢٤٩(، إجابة السائل شرح بغية اآلمـل ) ١/١١٨()١/٤٧٣. (

) . ٢٦٣(، ابن احلاجب مع شرح العضد ) ٢٧٠(شرح تنقيح الفصول )٢( ) .٢٤٦(التمهيد لإلسنوي )٣( ) .٢/١٧٩(التمهيد أليب اخلطاب )٤( ) . ١/١٤١(املعتمد )٥(

حممد بن علي بن الطيب البصري ، شيخ املعتزلة ، :وأبو احلسني البصري هو دلة ، وشـرح تصفح األ: عبد اجلبار ومن مؤلفاته القاضي تتلمذ على يدي .) هـ٤٣٦ت(. ، املعتمد ، شرح العمد األصول اخلمسة

] ) .١٧/٥٨٧(، سري أعالم النبالء ) ٣/١٠٠(تاريخ بغداد [

١٠٣


، )١(وذهب إىل القول به بعض من ال يقول مبفهوم الصفة كالكرخي ، )٣(، واجلويين )٢(وابن سريج

) . ١/٤٧١(فواتح الرمحوت )١(

عبيد اهللا بن احلسني بن دالل بن دهلم الكرخي ، وهو أحـد : والكرخي هو االعتزال ، أخذ احلديث عن إمساعيل أئمة احلنفية املشهورين ، وكان رأسا يف

اجلصاص ، وابن : بن إسحاق ، والفقه عن أيب سعيد الربدعي ، ومن تالميذه رسـالة يف األصـول ، : شاهني ، وابن حيوة ، له مصنفات كثرية منـها

. واملختصر يف الفقه ، وشرح اجلامعني حملمد بن احلسن ) .هـ ٣٤٠-هـ٢٦٠( ، شذرات ) ٢٠١-٢٠٠(، تاج التراجم ) ٤٩٤-٢/٤٩٣(املضية اجلواهر [

])٢/٣٥٨(الذهب ، ) ٣/٨٨(لآلمدي اإلحكام، ) ٢/٨٤(، املستصفى ) ٢/١٢٣(شرح اللمع )٢(

، ) ١/٣٧٩(اإلاج أبو العباس أمحد بن عمر بن سريج ، امللقب بالباز األشهب : وابن سريج هو

، املـزين : ملذهب وقام بنصرته ، من شيوخه إمام الشافعية يف وقته ، شرح اوأبو داود السجستاين ، ومن تالميذه احلافظ الطـرباين ، بلغـت تصـانيفه

التقريب بني املزين والشافعي ، الرد على ابن داود يف إبطال : أربعمائة ومنها )هـ٣٠٦-هـ٢٤٩.(القياس

طبقـات ،) ٩١-١/٨٩(، وفيـات األعيـان ) ٤/٢٨٧(تاريخ بغداد [ -٢/٢٠( ، طبقات الشافعية لإلسنوي)٣/٢١(الشافعية الكربى البن السبكي

٢١. ([ من الصور اليت جيب :" وقد بالغ يف الرد على منكريه فقال ) ١/٣٠٨( الربهان )٣(

االعتناء ا الشرط واجلزاء ، فإن سلم اقتضاء الشرط ختصيص اجلزاء به تعدينا رتاع اكتفينا معه بنسبته إىل اجلهل باللسان أو هذه املرتبة ، وإن استقر على ال

إىل املراغمة والعناد ، فنحن نعلم من مذهب العرب قاطبة أا وضعت بـاب من أكرمين أكرمته فقد أشعر : الشرط لتخصيص اجلزاء به ، فإذا قال القائل

= باختصاص إكرامه مبن يكرمه ، ومن جوز أن يكون وضع هذا الكالم على

١٠٤


.وغريهم )١(والرازي

:املذهب الثاين وذهب إىل هذا منكروا : النافون ملفهوم الشرط وأنه ليس حبجة

، وأبو )٣(، وابن حزم الظاهري )٢(مفهوم املخالفة عموما من احلنفية

مكرمه ويكرم غريه أيضا فقد نأى وبعد ، فآل الكالم معـه إىل أن يكرم =

." التسفيه واجلهل واإلحالة على تعلم مذاهب العرب ولسنها وحوارها بن يوسف بن عبد اهللا اجلويين املعايل عبد امللك بن عبد اهللا أبو :واجلويين هو

، بينهما أربع سنوات ك ألنه جاورامللقب بإمام احلرمني ؛ وذل، شيخ الشافعية الشامل يف أصول الدين ، وتلخـيص التقريـب للبـاقالين ، : من مصنفاته

. )هـ٤٧٨-هـ٤١٩(طبقات الشافعية الكربى البـن السـبكي ، ) ١٨/٤٦٨(سري أعالم النبالء [

)٥/١٩٢( . [ ) .٢/١٢٢(احملصول )١(، ) ٢/٥٦٨(النظـام ، بديع ) ١/٥٨١(، ميزان األصول ) ١٤١(تقومي األدلة )٢(

) .١/٤٧١(فواتح الرمحوت ) . ٥٤(، النبذ ) ٧/١١٥١(اإلحكام البن حزم )٣(

أبو حممد علي بن أمحد بن سعيد بن حزم القرطيب الظاهري ، : وابن حزم هو كان عبقريا يف املنقول واملعقول ، واألدب والشعر ، كان شافعيا مث انتقل إىل

. احمللى يف الفقه ، اإلحكام يف األصول : مؤلفاته مذهب داود الظاهري ، من ) .هـ ٤٥٦-هـ٣٨٤(ت

]) .٥/٩٥(، األعالم ) ٣/٢٩٩(شذرات الذهب [

١٠٥


، )٣(مـن املعتزلـة )٢(، والقاضي عبد اجلبـار )١(عبد اهللا البصريواآلمـدي مـن ، والغـزايل )٥(من املالكيـة )٤(والباجي والباقالين . )٦(الشافعية

احلسني بن علي بن إبراهيم ، امللقب باجلعل ، كان حنفيا يف الفروع ، : هو )١(

أبو :معتزليا يف األصول ، وإليه انتهت رئاسة أصحابه يف عصره ، من شيوخه القاضي عبد اجلبار ، : وأبو هاشم اجلبائي ، ومن تالميذه ، احلسن الكرخي

اإلميان ، شرح خمتصر الكرخي ، شرح األصـول : له مصنفات كثرية منها ) .هـ ٣٦٩-هـ٢٩٣. ( اخلمسة

]) .٦٩-٣/٦٨(، شذرات الذهب ) ٨/٧٣(تاريخ بغداد [ وشـيخ أمحد بن عبد اجلبار اهلمذاين ،لقاضي أبو احلسني عبد اجلبار بن ا هو )٢(

املغـين يف : املعتزلة ، وهو من كبار فقهاء الشافعية ، له تصانيف كثرية منها . )هـ٤١٥-هـ٣٥٩(. أبواب التوحيد والعدل ، ومتشابه القران

]) .١/١٨٣(، طبقات الشافعية البن شهبة ) ١٧/٢٢٤(سري أعالم النبالء [ ) .١/١٤٢(املعتمد )٣(أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي القرطيب املالكي ، فقيه أصويل ، )٤(

مفسر ، حمدث ، متكلم أديب ، تتلمذ يف األندلس مث ارحتل إىل املشرق ثالثة أبو أصبغ ، وأبو إسحاق الشريازي ، وأبو الطيب : عشر عاما ، من شيوخه

لـه . واحلافظ الصديف وغريمها القاضي بن شريين ، : الطربي ، ومن تالميذه . إحكام الفصول ، كتاب احلدود ، كتاب اإلشـارات : مصنفات كثر منها

) .هـ٤٧٤-٤٠٣( ) ]١٢٢-١٢٠(الديباج املذهب ،) ٥٤٤-١٨/٥٣٥(سري أعالم النبالء [

، شـرح تنقـيح ) ٢/٥٢٨(، إحكام الفصول ) ٣/٣٦٣(التقريب واإلرشاد )٥( ) .٢٧٠(الفصول

) .٣/٨٨(لآلمدي اإلحكام، ) ٢/٨٤(املستصفى )٦(

١٠٦


:أدلة املذهب األول **

استدل القائلون حبجية مفهوم الشرط بأدلة شرعية ، ولغويـة ، :وعقلية وذلك كما يلي

:ول الدليل األ: أن يعلى بن أمية رضي اهللا عنه قال لعمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه

m Ò Ñ Ð Ï ما بالنا نقصر وقد أمنا ؟ وقد قال اهللا تعـاىل Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó

ßà æ å ä ã â á l)عجبت : فقال عمر ! ؟)١: " اهللا عليه وسـلم فقـال مما عجبت منه فسألت رسول اهللا صلى

)٢( ". صدقة تصدق اهللا ا عليكم فاقبلوا صدقته

أن عمر بن اخلطاب ويعلى بن أمية رضي اهللا عنـهما :وجه الداللة من فصحاء العرب ، وقوهلما حجة فيما يتعلق مبعاين اخلطاب ، وقـد فهما من اآلية أن قصر الصالة معلق على شرط اخلوف ، فـإذا زال

فال قصر ولذلك تعجبا ، وأقر النيب صلى اهللا عليه وسلم عمر اخلوفعلى ذلك ، وبني أن القصر مع األمن صدقة من اهللا ، فدل كل ذلك

.)٣(، ولغة أصحابه رضي اهللا عنهماهللا عليه وسلم صلىعلى أنه لغته

) .١٠١(آية : سورة النساء )١( ) .٣(هامش ) ٦٧(سبق خترجيه ص )٢( ،) ٢/١٩١(، التمهيـد أليب اخلطـاب ) ٢٤١-٢٤٠(املقدمة البن القصار )٣(

، ايـة الوصـول ) ٨٩-٣/٨٨(لآلمـدي اإلحكام، ) ٢/١٢٦(احملصول .) ٢٦١(العضد شرح، ) ٥/٢٠٧٤(

١٠٧


:وقد اعترض على هذا الدليل بعدة اعتراضات

أما سأال بناء على ما ذكـرمت ، ال نسلم أما فهما ذلك وال :أوال لعمر رضي اهللا عنه على اهللا عليه وسلم صلىوال نسلم تقرير الرسول

ما ذكرمت من الفهم ، وال تقرير عمر ليعلى بن أمية رضي اهللا عنـهما

m Û Úlعليه ،فهما مل يبنيا كالمهما على الشرط يف قوله تعاىلمتام ، وأن حالة اخلوف مستثناة مـن بل على أن األصل يف الصالة اإل

ذلك ، فإذا زال اخلوف فلم ال تعود الصالة إىل اإلمتام ؟ فلذلك تعجبا من ثبوت القصر مع األمن ، فالعجب ليس مصدره العمـل مبفهـوم الشرط ، بل مصدره ما هو األصل يف الصالة ، فال تكون اآلية دليال

)١( .على العمل باملفهوم بأن القصر أصل واإلمتام عارض :ا االعتراض وقد أجيب عن هذ •

أول ما فرضت الصـالة : " كما يف قول عائشة رضي اهللا عنها فاألصـل )٢( ." ركعتني فأقرت صالة السفر وأمتت صالة احلضر

) ٢/٨٠(، املستصفى ) ٢/٥٢٥(، إحكام الفصول ) ١٤٣-١/١٤٢(املعتمد )١(

والتحبري التقرير، ) ٥/٢٠٧٤(، اية الوصول ) ٣/٨٩(لآلمدي اإلحكام، ) .١/١١٣(التحرير تيسري، ) ١/١٦٥(

رقـم ) ٢/٢٠٤(من كان يقصـر الصـالة ، : مصنف ابن أيب شيبة ، باب )٢()٨١٦٦. ( كيـف فرضـت : كتاب الصالة ، باب : ، كتاب ) اتىب ( ي سنن النسائ

) .٤٥٣(رقم ) ١/٢٢٥(الصالة ، فرضت الصـالة ركعـتني : صحيح ابن حبان ، ذكر البيان بأن قول عائشة

)٢٧٣٧(رقم ) ٦/٤٤٧(ركعتني ، أرادت به يف أول ما فرضت الصالة ، : ر واجلمع يف السفر ، باب سنن البيهقي الكربى ، مجاع أبواب صالة املساف

) . ٥٢١٧(رقم ) ٣/١٤٣(من ترك القصر يف رغبة عن السنة ،

١٠٨


يف الصالة أا ركعتان ، فلم يبق للتعجب وجه سـوى داللـة .اشتراط اخلوف وعدم القصر عند عدمه

بأما مل يرجعا إال إىل الشرط ، وهلـذا : أيضا وميكن أن جياب عنه

ما بالنا نقصر وقد أمنا وقد قال اهللا تعـاىل : قال يعلى رضي اهللا عنه m Ý Ü Û Úl ١( ومل يقل واألصل هو اإلمتام! ؟( . :وقد رد النافون ملفهوم الشرط هذا اجلواب من وجهني -

m × Ö Õ Ô Ó إن ما ذكرمتوه معارض باآلية - ١ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Øà ã â á

æ å äl )ا تدل على أن اإلمتام هو األصـل )٢فإوالقصر عارض ، على أنه رخصة وال يكون إال عن متام سابق

الصالة املشروعة :" كما يدل عليه رفع اجلناح ، قال اآلمدي ورة وال يسـمى ابتداء ركعتني كصالة الصبح ال تسمى مقص

فعلها قصرا ، وإمنا املقصورة اسم ملا جوز االقتصار عليه مـن ركعتني يف الرباعية ، فإطالق لفظ القصر يف اآليـة مشـعر

)٣( ."بسابقة وجوب اإلمتام ال حمالة ولكن هذا اجلواب يالحظ عليه أنه ال يستقيم مع مذهب احلنفيـة ؛

القصر ، كما قال صاحب بأن األصل يف الصالة هو: ألم يقولون

، ) ٢/١٢٦(، احملصول ) ٢/١٩١(، التمهيد أليب اخلطاب ) ١/١٤٣(املعتمد )١(التحريـر تيسـري ، )١/١٦٦(والتحبري التقرير، ) ٣/٨٩(لآلمدي اإلحكام

)١/١١٢. ( ) .١٠١(آية : سورة النساء )٢( ) .٣/٨٩(لآلمدي اإلحكام )٣(

١٠٩


إال أن هـذا ال : قلت :" التقرير والتحبري بعد أن أورد حنوا مما سبق األصل فيها القصر ، واإلمتام يف حق املقيم : يتأتى على قول أصحابنا

)١( ."بعارض اإلقامة أجيب أيضا بأنه لو سلم أن هذا هو فهم عمر ويعلى رضـي - ٢

، فمعىن كالم عائشة رضي اهللا عنهما وأغمض عن ظاهر اآليةأا أقرت فيما شرع فيه القصر ، وكين عنه بالسفر؛ :اهللا عنها

ألنه موضع القصر ، ففهم عمر رمبا كان بسـبب أن تقريـر الركعتني معلق باخلوف ، وما عداه يبقى على احلكم املتقـرر

)٢( .بعد النسخ وهو األربع فعجب فسأل

ألنه لو امتنع املشروط عند عـدم أن احلديث حجة عليكم ؛ :ثانيا الشرط ملا جاز القصر عند عدم اخلوف ، لكنه جاز فدل على أنـه ال

)٣( .جيب عدم املشروط عند عدم الشرط بأن ظاهر الشرط مينع من ذلك وهلذا تعجبـا ، :وقد أجيب عنه -

)٤( .لكن ال ميتنع أن يدل دليل على خالف ذلك الظاهر رط قد ورد ليؤكد حـال املشـروط ؛ وألن وال ميتنع أن يكون الش

)٥(السبب يف إباحة القصر هو حال اخلوف ، فشرط ألن احلال اقتضته

) . ١/١١٣(التحرير تيسري، وانظر حنوه يف ) ١/١٦٥(والتحبري التقرير )١( ) .١/٤٧٢(فواتح الرمحوت )٢(، احملصـول ) ٧/١١٦٨(، وانظر اإلحكام البـن حـزم ) ١/١٤٣(املعتمد )٣(

)٢/١٢٦. ( ) .٢/١٢٦(احملصول )٤( ) .١/١٤٣(املعتمد )٥(

١١٠


ومثل هذا االعتراض ال يرد هنا ؛ ألن من شروط العمـل : قلت أن ال يعارض املفهوم املخالف ما هو : مبفهوم املخالفة عند القائلني به

. )١(أقوى منه من منطوق كما سبق بيانه

أن املراد بالصالة يف احلديث صالة اخلوف ، فيكـون املـراد :ثالثا بالقصر قصر احلركات والسكنات ، يعين إباحة الصالة باإلمياء مـع

)٢( . ختفيف القراءة والتسبيحات ، ال قصر األربع إىل اثنتني

بأن احلديث ينبو عن هذا سياقا ونصا ، مث إن هذا :وقد أجيب عنه أنه قال البن عمر رضـي اهللا )٣(مبا روي عن أمية بن عبد اهللا مردودm Ö Õ Ô Ó كيف تقصر الصالة ، وإمنا قال اهللا: عنهما

Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × ßà l)؟ فقال ابـن )٤يا ابن أخي إن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أتانـا وحنـن : عمر

علمنا أن اهللا عز وجل أمرنا أن نصلي ضالل فعلمنا ، فكان فيما )٦( ." )٥(ركعتني يف السفر

. ن هذا البحث م) ٦٧(ص )١( ) .١/٤٧٢(، فواتح الرمحوت ) ١/١٢٦(والتحبري التقرير )٢(أمية بن عبد اهللا بن خالد بن أسيد ، صحح ابن عبد الرب عدم صحبته بل هـو )٣(

) .هـ٨٧(من التابعني ، واله عبد امللك بن مروان خراسان ، مات سنة ) ]٣/٣٠٠(الوفيات ، الوايف ب) ١/٨٤(اإلصابة يف معرفة الصحابة [

) .١٠١(آية : سورة النساء )٤(كيف فرضـت الصـالة ، : الصالة ، باب : كتاب ) اتىب ( سنن النسائي )٥(

) .٤٥٧(رقم ) ١/٢٢٦( ) .١/٤٧٢(فواتح الرمحوت )٦(

١١١


أن هذا احلديث من أخبـار اآلحـاد ، وال نسـلم صـحة :رابعا

)١( .االحتجاج به هنا ؛ ألن خرب اآلحاد ال تثبت به األصول بأنه وإن كان يف رتبة اآلحاد إال أنه جيري جمرى التواتر :أجيب عنه عىن ، فقد تلقتها األمة بالقبول واتفقت على صحتها وإن من طريق امل

)٢( .كانوا خمتلفني يف العمل ا مث إن هذه املسألة وإن كانت من مسائل األصول إال أنه مما يسـوغ فيها االجتهاد ، فيجوز إثباا خبرب اآلحاد ؛ وألنه إذا جاز إثبات مـا

احلـدود ، يترتب على هذه األصول من ضرب الرقاب ، وإجيـاب وإباحة األبضاع وغريها من األحكام بأخبار اآلحاد ، فيجوز إثبـات

)٣( .أصوهلا بذلك أيضا :الدليل الثاين

وأخواا أدوات شرط ، والشرط ما ينتفـي " إن " إن النحويني مسوا .احلكم عند انتفائه ، فيلزم من انتفاء الشرط انتفاء املشروط

احلروف حبروف الشرط فذلك ظـاهر يف أما أن النحويني مسوا هذه : كتبهم ، وأما إن الشرط ما ينتفي احلكم عند انتفائه ؛ فألم يقولون

وعنـوا . الوضوء شرط صحة الصالة ، واحلول شرط وجوب الزكاة بكوما شرطني انتفاء احلكم عند انتفائهما ، واالسـتعمال دليـل

.احلقيقة ظاهرا

) .٣/٧٦(لآلمدي اإلحكام )١(عمل به، الصحيح أنه ال خالف بني أهل العلم يف قبول خرب اآلحاد ووجوب ال )٢(

ولو جاز ألحد من الناس :" فقد قال الشافعي . وإن اختلفوا يف شروط ذلك أمجع املسلمون قدميا وحديثا على تثبيـت خـرب : أن يقول يف علم اخلاصة

الواحد واالنتهاء إليه بأنه مل يعلم من فقهاء املسلمني أحد إال وقد ثبته جاز يل سلمني أم اختلفوا يف تثبيت خرب الواحد مل أحفظ عن فقهاء امل: ولكن أقول

) ٤٥٨-٤٥٧(الرسالة ." مبا وصفت من أن ذلك موجود على كلهم وعلى العمل خبرب الواحد كان كافة التابعني ومـن :" وقال اخلطيب البغدادي

بعدهم من الفقهاء اخلالفني يف سائر أمصار املسلمني إىل وقتنا هذا ، ومل يبلغنا م إنكار لذلك وال اعتراض عليه ، فثبت أن من ديـن مجـيعهم عن أحد منه

وجوبه ؛ إذ لو كان فيهم من كان ال يرى العمل به لنقل إلينا اخلرب عنه مبذهبه ) .٤٨(الكفاية ." فيه ، واهللا أعلم

، شرح الكوكـب ) ٩٨-١/٩٧(الفقيه واملتفقه : وانظر مزيدا من ذلك يف ) .٣٦٨-٢/٣٦١(املنري

) .٢٢٢-٢٢١(التبصرة : ، وانظر أيضا ) ٢/١٣٠(شرح اللمع )٣(

١١٢


يفهم منه أن . ل الدار إن دخلها عمرو يا يزيد ادخ: وكذلك إذا قيل الشرط يف دخولك الدار دخول عمرو ، فعلم أنه مل يلزمه دخوهلا ما

)١( .مل يدخلها عمرو

:وقد اعترض عليه من عدة وجوه وأخواا حروف شرط من االصطالحات" إن " إن تسمية - ١

اازية للنحاة ، كتسميتهم احلركات املخصوصـة بـالرفع واجلـر .نصب ، ومل تكن هذه األمساء موجودة يف أصل اللغة وال

ولو سلمنا أا موجودة ، لكن ال نسلم أن الشرط ما ينتفي احلكـم عند انتفائه ، بل الشرط ما يكون عالمة على ثبـوت احلكـم ، وإذا كان الشرط عبارة عن العالمة لزم من ثبوا ثبوت احلكم ، لكـن ال

.يلزم من عدمها عدم احلكم ن سلمنا أن شرط الشيء ما يقف عليه احلكم ، لكـن مطلقـا أو وإ

.بشرط أن ال يوجد ما يقوم مقامه ؟ األول ممنوع ، والثاين مسلم وعلى هذا ال يلزم من عدم الشرط عدم احلكم إال إذا عرف أنـه مل

)٢( .يوجد شيء ما يقوم مقام هذا الشرط

:اجلواب عنه ابقتها للوضع اللغوي ؛ إذ لـو مل أن تسميتهم هلا حروف شرط ؛ ملط

.تكن كذلك لكانت منقولة عن مدلوهلا واألصل عدم النقل . الشرط عالمة على ثبوت احلكم : وأما قولكم

، ) ٢/١٢٢(احملصـول ) ٢/١٩٤(، التمهيد أليب اخلطاب ) ١/١٤٢(املعتمد )١(

) .١/٣٦٩(، اية السول ) ١/٣٧٩(اإلاج ، اية السول ) ١/٣٧٩(اإلاج : ، وانظر أيضا ) ١٢٤-٢/١٢٢(احملصول )٢(

)١/٣٦٩ . (

١١٣


فلو كان كذلك المتنعت تسمية الوضوء بأنه شرط صحة الصـالة ، احلول شرط : فإن الوضوء ال يدل على صحة الصالة ، وكذا إذا قلنا

.واإلحصان شرط وجوب الرجم وجوب الزكاة ،شرط الشيء ما ينتفي احلكم عند انتفائه مطلقا أو إذا مل : وأما قولكم

يوجد ما يقوم مقامه ؟مطلقا ؛ ألنه إذا ثبت كون شيء شرطا ، وثبت أن لفظ الشرط : قلنا

ما ينتفي احلكم عند انتفائه ، وثبت أن ذلك الشـيء : معناه يف اللغة كم عند انتفائه ، فلو أثبتنا شيئا آخر يقـوم مقامـه مل جيب انتفاء احل

يكن ذلك الشيء بعينه شرطا ، بل يكون الشرط إما هـو أو ذلـك اآلخر ال على التعيني ، وذلك ينايف قيام الداللة على كونـه بعينـه

)١(.شرطا أنه ال يلزم انتفاء املشروط عند انتفاء الشرط مطلقا ؛ ألنه قد - ٢

وم مقامه ، وإمنا يلزم انتفاء املشروط أن لو مل يكون له بدل يقاحكم باملال للمـدعي إن : يكن للشرط بدل ، فمثال لو قال

فهنا ال . كانت له بينة ، واحكم له باملال إن شهد له شاهدان ينتفي احلكم بانتفاء أحد الشرطني بل البد من نفيهما معـا ،

ـ ن انتفـاء وكالوضوء فإنه شرط صحة الصالة ، وال يلزم م )٢( .الوضوء انتفاء صحة الصالة ؛ جلواز أن تصح بالتيمم

بأن هذا خارج عن حمل الرتاع ؛ ألن املدعى يف شـيء :أجيب عنه

قام الدليل على أنه شرط بعينه ، أما إذا وجد البدل فال يكون ذلـك الشيء بعينه شرطا ، بل الشرط أحدمها ، وحينئـذ يتوقـف انتفـاء

) .١/٣٦٩(، اية السول ) ١/٣٧٩(، اإلاج ) ١٢٤-٢/١٢٢(ل احملصو )١( ) .١/٣٦٩(، اية السول ) ١/٣٨٠(، اإلاج ) ٢/٨٤(املستصفى )٢(

١١٤


نتفائهما معا ، وليس هذا مدعانا ، وحنن إمنـا نثبـت املشروط على ا )١( .حجية مفهوم الشرط إذا كان الشرط ليس له بدل آخر

لو كان تعليق احلكم بالشرط يدل على انتفاء احلكـم عنـد - ٣

m v u t sانتفاء الشرط لكان قولـه تعـاىل z y x wl )داال على أن إكراههن على الزنا )٢

ند عدم إرادة التحصن ، لكن اآلية ال تدل عليه ، غري حرام عفال يكون التعليق بالشرط داال على نفي احلكم عند انتفـاء

)٣( .الشرط :وقد أجيب عنه من وجوه

أن اآلية ليست من حمل الرتاع ؛ ألن من شروط اعتبار املفهـوم -املخالف أن ال تظهر للتخصيص فائدة أخرى غري نفي احلكم عما

والفائدة هنا التقبيح والتشنيع على من يكرهـون اإلمـاء عداه ،املريدات للتحصن على الزنا ، أو أا لبيان الواقع من أحوال الناس الذين يكرهون فتيام على الزنا وهن يردن التحصـن ، أو أـا خرجت خمرج الغالب ، أو أن املفهوم املخالف مما ميتنع وجـوده

)٤( .عقال ية تدل على انتفاء حرمة اإلكراه عند عـدم إرادة لو سلمنا أن اآل -

التحصن لكانت هذه الداللة حبسب الظـاهر ، وهـذا الظـاهر

) .١/٣٦٩(، اية السول ) ١/٣٨٠(، اإلاج ) ٢/٨٤(املستصفى )١( ) .٣٣(آية : سورة النور )٢(، اإلـاج ) ٢/١٩٣(، التمهيـد أليب اخلطـاب ) ١٤٤-١/١٤٣(املعتمد )٣(

) .١/٣٦٩(، اية السول ) ١/٣٨٠( ) .١/٣٨١(، اإلاج ) ٢٦٤(شرح العضد )٤(

١١٥


مدفوع مبعارضة اإلمجاع القاطع ، فلم يتحقق مفهوم الشـرط ؛ ألن من شروط العمل باملفهوم املخالف أن ال يعارضه مـا هـو

)١( .اع أقوى منه ، وهنا انتفى املفهوم ملعارض أقوى وهو اإلمجإمنا شرط إرادة التحصن ألـن إذا مل يـردن أن :" ويقال أيضا -

يتحصن مل تتصور كراهتهن للبغاء ، وإمنا يقع اإلكراه على البغاء إذا أردن التحصن ، فصارت إرادة التحصن شرطا يف اإلكـراه ال

)٢(." يف احلكم بأنه يدل علـى عـدم :" و جياب عنه أيضا مبا يف شرح العضد -

احلرمة عند عدم اإلرادة وأنه ثابت ، إذ ال ميكن اإلكراه حينئذ ؛ ألن إذا مل يردن التحصن مل يكرهن البغاء ، واإلكراه إمنا هـو إلزام فعل مكروه ، وإذا مل ميكن مل يتعلق به التحرمي ؛ ألن شرط

)٣( ."التكليف اإلمكان ، وال يلزم من عدم التحرمي اإلباحة

) .٢٦٤(شرح العضد )١( ) .١/١٤٤(املعتمد : ، وانظر كذلك ) ٢/١٩٤(التمهيد أليب اخلطاب )٢(، ايـة السـول ) ١/٣٨٠(اإلاج : ، وانظر حنوه يف ) ٢٦٤(شرح العضد )٣(

)١/٣٧٠. (

١١٦


:الثالث الدليل

أنه لو مل ينتف احلكم بانتفاء الشرط ، وجاز أن يوجد مع عدمـه ، إن دخول : جلاز أن يكون كل شيء شرطا يف كل شيء ، حىت يقال

زيد الدار شرط يف كون السماء فوق األرض ، وإن وجد ذلك مـع عدم الدخول ؛ ألن الشرط ال خيتص به احلكم ، والقول ذا خروج

)١( . من اللغة والعقل

بأنا ال نسلم انتفاء احلكم النتفاء الشـرط ؛ ألن :وقد اعترض عليه إن دخـل : تعليق احلكم بشرط ال مينع تعليقه بشرطني فأكثر ، حنو

فلو دخل . زيد الدار فأعطه درمها ، وإن دخل املسجد فأعطه درمها أحدمها ومل يدخل اآلخر استحق الدرهم ، فلم ينتف احلكم النتفـاء

)٢( .لشرط األول ا

:وقد أجيب عنه من وجهني أن األصل عدم الشرط الثاين ؛ إذ األصل التعليـق علـى : األول -

شرط واحد ؛ ألنه مستقل بتصحيح تأثري املؤثر ، فالزائد خالف ينتفـي احلكـم : األصل فال يعترب تقديره ، وحينئذ يصح قولنا

)٣( .النتفاء الشرط نتف احلكم عند انتفـاء الشـرط األول ؛ ألن أنه إمنا مل ي: الثاين -

الشرط األول مل يتعرض للشرط الثاين بنفي وال إثبات ، فإذا ثبت الشرط الثاين للحاجة إليه ، وثبت التعلق بينهما ، فإن احلكـم ال

) .٢/١٩٤(، التمهيد أليب اخلطاب ) ١/١٤٢(املعتمد )١( ) .٢/١٩٤(التمهيد أليب اخلطاب )٢( ) .٢/٧٦٢(شرح خمتصر الروضة )٣(

١١٧


احكم باملال إن شهد به شاهدان : ينتفي إال بانتفائهما ، حنو قولنا فإنه ينتفي احلكم باملـال إذا . أو إن شهد شاهد مع ميني املدعي

)١( .انتفى الشاهدان ، والشاهد الواحد مع ميني املدعي

: الدليل الرابع أن فائدة وصفنا للشرط بأنه شرط أن ينتفي احلكم بانتفائه ، وإن صح

)٢( .أن يوجد الشرط مع عدم احلكم كالشروط العقلية

:وقد اعترض عليه من وجهني يصح ؛ إذ لو كان صـحيحا السـتحال أن أن هذا ال : األول -

يشترط يف حكم واحد صفات كـثرية ؛ السـتحالة ذلـك يف .الشروط العقلية

أن فائدة وصفنا له بأنه شرط أن يكون معناه أنه أحد مـا : الثاين -إن : يشترط يف ثبوت هذا احلكم ، فإذا قـال الرجـل المرأتـه

ع الطالق ، مث كان هذا شرطا يف وقو. دخلت الدار فأنت طالق )٣( .ال يدل ذلك على انتفاء الطالق بغري دخول الدار

) .٢/٧٦٢(، شرح خمتصر الروضة ) ٢/٢٩٥(التمهيد أليب اخلطاب )١( ) .٢/٥٢٩(إحكام الفصول )٢( .املرجع السابق )٣(

١١٨


: أدلة القول الثاين **

باإلضافة ملا سبق يف احتجاجهم على نفي مفهوم املخالفـة ، ومبـا :أجابوا به على أدلة اجلمهور هنا وهناك استدلوا مبا يلي

: الدليل األول فإنه قد نص على إعطـاء . درمها من جاءك فأعطه: إذا قال القائل

: اجلائي ، وأما من مل يأت فلم يذكره بإعطاء وال منع ، فهو كقوله وهذا ال يقتضي منع من ليس جباء ، فكذلك. أعط اجلائي درمها

)١(.هنا بأن مفهوم املخالفة ومنه الشرط هنا نقيض ال : وميكن أن جياب عنه

لـيس مفهومـه . اءك فأعطه درمها من ج: ، وبالتايل فقوله )٢(ضدالشرطي منع من مل يأت كما ذكر ، بل مفهومه عدم وجوب إعطاء

. من مل يأت ، وهذا هو نقيضه :الدليل الثاين

أنه ال ميتنع ثبوت احلكم بشرطني خمتلفني أو أكثر ، ولذلك جاز أن " . با إذا قام زيد فأكرمه ، وإذا أعطاك درمها ، وإذا لقيك راك: يقال

وإذا جاز تعليق احلكم بشروط كثرية ، فأكثر ما يف تعليقه بأحـدها

) .٢/٥٢٨(إحكام الفصول )١( ) .٥٥(تنقيح الفصول شرح )٢(

الضدان صفتان وجوديتان ، يتعاقبان يف موضع واحد يسـتحيل اجتماعهمـا أن النقيضني ال جيتمعان : كالسواد والبياض ، والفرق بني النقيضني والضدين

وال يرتفعان كالوجود والعدم، والضدين ال جيتمعان ولكن يرتفعان كالسواد .والبياض

، آداب ) ١٣٧(، التعريفات للجرجاين ) ١/٢٦(كوكب املنري شرح ال: انظر ) .١/٢٦(البحث واملناظرة

١١٩


كونه عالمة على ثبوت احلكم ، وذلك ال مينع من كونـه عالمـة )١( ".كالعالمة الشرعية

مبا سبق يف مناقشة الدليل الثالث العقلي للمحتجني وقد أجيب عنه )٢( .مبفهوم الشرط ، وال داعي لتكراره هنا

:ل الثالث الدلي

أن املعلق بالشرط لو كان عدما عند عدم ذلك الشرط لكـان قولـه

دلـيال )٣( m z y x w v u t slتعاىل على أنه ما حرم اإلكراه على البغاء إن مل يردن التحصن ، وكـذلك

، )٤(m z y x w v u l قوله تعـاىل

m Ú Ù Ø × Ö Þ Ý Ü Ûوقولــه تعــاىل ßàl)وقوله )٥ ، m C B I H G F E D

JK l )ففي مجيع هذه اآليات وغريها احلكم غري منتف عند )٦ )٧( .انتفاء الشرط

إىل الوصـول ، ) ٢/٨٤(املستصـفى : ، وانظر ) ٢/٥٢٨(إحكام الفصول )١(

) . ٢/٧٦٢(، شرح خمتصر الروضة ) ٣٥٣-١/٣٥٢(األصول . من هذا البحث ) ١١٦(ص )٢( ) .٣٣(آية : سورة النور )٣( ) .١٧٢(آية : البقرة سورة )٤( ) .١٠١(آية : سورة النساء )٥( ) .٢٨٣(آية : سورة البقرة )٦(التحريـر تيسـري ، ) ٥/٢٠٨٠(، اية الوصول ) ٢/١٢٧(احملصول : انظر )٧(

)١/١١٧ . (

١٢٠


: وقد أجيب عنه من وجهني

: الوجه اإلمجايل -وهو أن التعارض وإن كان خالف األصل لكنه يصار إليه عنـد

اللة عليه ، وما استدللنا به مع التخلف فيما ذكرمت دال عليه ، قيام الد .إذ التخلف ال لدليل قادح يف تلك األدلة فوجب املصري إليه

: الوجه التفصيلي -

m z y x w v u t slأما قوله تعـاىل . )١(فقد سبق اجلواب عنه فيما مضى

فال m z y x w v u l وأما قوله تعاىلنسلم أن احلكم غري منتف فيها عند انتفاء املعلق عليه ؛ ألنه جيوز أن

m x wيكون معىن العبادة يف اآلية هو التوحيد ، فمعىن قوله z yl أي توحدون ، كما يف قولـه تعـاىل m c

h g f e d l )أي ليوحدون ، وعلى هذا )٢احلكم حصل الشرك والكفر ، وعند إن مل حتصل العبادة املعلق عليها

.ذلك ال يكون األمر بالشكر حاصال مبعىن طلب الفعل وفاقا ولئن سلمنا أن املعىن من العبادة املذكورة يف اآلية ما هـو املتعـارف منها ، لكن ال نسلم أن احلكم غري منتف عند انتفائها ؛ ألن الشـكر

واملعرفة بالقلب ، وال عبارة عن القول باللسان ، والعمل باجلوارح ،شك أن ذلك اموع ال يبقى عند انتفاء أعمال اجلوارح ، فعند ذلك

.يستحيل وجود الشكر ، واملستحيل غري مأمور به

.من هذا البحث ) ١١٥-١١٤(صفحة )١( ) .٥٦(آية : سورة الذاريات )٢(

١٢١


وإن سلمنا أن الشكر غري اموع الذي ذكرنا ، لكن مل ال جيـوز أن يكون الشكر املأمور به يف اآلية هو الشكر الكامل ؟ وحينئذ يكـون

كم منتف عند انتفاء املعلق عليه ؛ إذ ال شك أن الشكر الكامـل احل .يستحيل وجوده إذ ذاك ، واملستحيل غري مأمور به

املأمور به يف اآلية هو مطلق الشكر ، وتقييـده بالشـكر : فإن قلتم .الكامل خالف األصل

جيب احلمل عليه ؛ لئال يلزم التعارض ، فإنه أشد حمذورا مـن : قلنا .ار اإلضم

يدل علـى " إن " فالتعليق عندنا بـ: وأما عن اآلية الثالثة والرابعة

العدم عند عدم املعلق عليه ، إن مل يكن الباعث على التعليـق غلبـة الوقوع كما يف اآلية الثالثة ، فإن خوف افتتان الكفرة كان حاصال يف غالب أسفار املسلمني يف ذلك الوقت ، أو مل يكن الباعـث علـى التعليق شدة احلاجة كما يف اآلية الرابعة ، فإن احلاجة إمنا متـس إىل

.أخذ الرهن يف حالة السفر وعدم وجدان الكاتب شدة احلاجة أو غلبة –أما إذا كان الباعث أحد ما ذكر من األمرين

)١( .فال نسلم أنه يدل عليه –الوقوع

: الدليل الرابع فهـذا ال ينفـي . الدار فأنت طالق إن دخلت: أنه إذا قال المرأته

وقوع الطالق بدون ذلك الشرط ، حىت لو جنز أو علق بشيء آخـر وقع ومل يكن مناقضا لألول ، ولو لزم عدم املشروط عند عدم الشرط

)٢( .للزم التناقض ههنا

) .٢٠٨٦-٥/٢٠٨١(اية الوصول )١( ) .٥/٢٠٨٦(، اية الوصول ) ٢/١٢٨(احملصول )٢(

١٢٢


بأنا ال نسلم أنه ال ينفي ، واالستدالل على ذلـك :وقد أجيب عنه علق بشيء آخر غري صحيح ؛ ألن ذلك عندنا غري بوقوع املنجز أو امل

املعلق بدخول الدار ، ويدل عليه أن املعلق بدخول الدار يقـع بعـد التنجيز إن كان واحداة أو اثنتني ، فلو تزوجت بزوج آخر مث تزوجها األول وقع الطالق املعلق ، وإن كان املنجز ثالثا فكذلك عندنا يقـع

استحال ذلك ، كما لو كان الـدخول الطالق املعلق ولو كان عينه )١( .بعد الدخول

: الترجيح

بعد النظر يف أدلة الفريقني وما دار حوهلا من مناقشات ، وبعد تـرجيح األخذ مبفهوم املخالفة أرى رجحان القول األول وهو حجيـة مفهـوم الشرط ، مع مراعاة الشروط السابقة اليت وضعوها له ؛ وذلك ملا ذكرتـه

. )٢(اب أثناء ترجيح حجية مفهوم املخالفةمن أسبأن مفهوم الشرط خبصوصه قـال بـه : ويضاف إليها من األسباب ههنا

بعض من مل يقل مبفهوم املخالفة عموما كما سبق ، وهذا إن دل علـى .شيء فإمنا يدل على قوته ، واهللا أعلم

.املراجع السابقة )١( .من هذا البحث ) ٨٥(ص )٢(

١٢٣


الباب الثاين

التطبيق على مفهوم الشرط من خالل آيات األحكام .ء يف سوريت البقرة والنسا

:ويشتمل على متهيد وفصلني

:الفصل األول مفهوم الشرط من خالل آيات قاعدة التطبيق على

البقرة الواردة يف سورةاألحكام

:الفصل الثاين مفهوم الشرط من خالل آيات قاعدة التطبيق على

النساء الواردة يف سورةاألحكام

١٢٤


متهيد

ب اآليات اليت اشتملت على الشرط اللغـوي يف أحصر يف هذا البا سوريت البقرة والنساء ، مث أتناول كل آية على حدة بتفسـريها تفسـريا خمتصرا ، مبينا مفهوم الشرط منها ، وموضحا املسألة الفقهية الواردة فيها بعرض أقوال العلماء وأدلتهم باختصار ، مرجحا ما ظهر يل رجحانه ، مث

بناء احلكم على مفهوم الشرط من اآلية كما اعتمـد عليـه أبني كيفية الفقهاء ، أو كما ميكن استنباطه واستنتاجه من اآلية وإن مل ينص عليـه أحد من السابقني ، ويف هذا بيان أثر مفهوم الشرط يف الفرع الفقهي من خالل احلكم الذي تناولته اآلية ، وهذا ما أسعى إىل حتقيقه بإذن اهللا تعاىل

الفصلني التاليني من خالل التطبيق على آيـات األحكـام يف هـاتني يف . السورتني ، مستمدا من اهللا العون ، وراجيا منه التوفيق والتسديد

١٢٥


الفصل األولاألحكام الواردة التطبيق على مفهوم الشرط من خالل آيات

يف سورة البقرة

X W m a ` _ ~ } | g f e d c bh n m l k j i

q p or v u t s w l

: خمتصر تفسري اآلية

حصر تعاىل يف هذه اآلية األطعمة احملرمة من امليتة والدم وحلـم اخلرتير ، إال أا ليست على عمومها وإطالقها بل دخلها التخصيص

تة احلوت واجلراد ، ومن الدم الكبد والطحال والتقييد ، فخص من امليأحلت لنا ميتتان احلوت واجلـراد ، : " بقوله صلى اهللا عليه وسلم

m C B A وبقولـه تعـاىل )١( ."ودمان الكبد والطحال H G F E D l I )٢( .

) ٤(هامش ) ٥٤(سبق خترجيه ص )١( . )٩٦(آية : املائدة سورة )٢(

١٢٦


m m l k j i وقيد الدم مبا كان مسفوحا كما يف قوله تعـاىل

q p o n y x w v u t s r

zl)١( . مث ذكر تعاىل من حتل له هذه احملرمات ومـىت ؟ فقـال تعـاىل

mq p o n m l k j ir l فأباحها للمضطرسواء كان االضطرار بإكراه من ظامل أو جبوع من خممصة ، بشرط أال

ج على إمام ، أو تعد علـى يكون باغ وال عاد حال اضطراره، خبرواملسلمني ، أو قاصدا معصية ، وال باغ وال عاد حال أكله مضطرا ،

)٢( .فال يأكل فوق حاجته بل بقدر ما يسد رمقه ويبلغه احلالل غري باغ يف امليتة : " ويف معىن ما سبق قال ابن عباس رضي اهللا عنهما

يف قوله )٥(يد بن جبريوسع )٤(وروي عن جماهد )٣( ."وال عاد يف أكله

) .٤٥(آية : األنعام سورة )١( ) .١/٢٦٩(، تفسري ابن كثري ) ٣/٣٠(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٢(رقـم ) ٥/٤٢٣(أثر ابن عباس أخرجه بالسند ابـن أيب حـامت يف تفسـريه )٣(

) . ١/٢٦٩(، وأورده ابن كثري يف تفسريه ) ٨٠٥٣(أبو احلجاج جماهد بن جرب املكي املخزومي ، اإلمام التابعي املشـهور ، روى )٤(

عن مجع من الصحابة كابن عباس ، وأيب هريرة ، وابن عمر ، وعائشة رضي عنهم ، كان إماما يف الفقه والتفسري واحلديث ، وقد اتفق العلماء علـى اهللا

) .هـ١٠٣-٢١. (إمامته وجاللته وتوثيقه )]١/٩٢(، تذكرة احلفاظ ) ٤٥٧-٤/٤٤٩(سري أعالم النبالء [

أبو حممد سعيد بن جبري بن هشام األسدي الكويف ، من أعـالم التـابعني ، )٥(قى عن ابن عباس ، وابن عمر ، وعائشة وغريهم من حافظ مقرىء مفسر ، تل

أيـوب : الصحابة رضوان اهللا عليه والتابعني ، وروى عنه خلق كثري منـهم ) . هـ٩٤ت. (السختياين ، واألعمش ، وميمون بن مهران

) ]٣٧٤-٢/٣٧١(، وفيات األعيان ) ٣٤٢-٤/٣٢١(سري أعالم النبالء [

١٢٧


m m l k nl أي غري قاطع للسبيل أو مفارق لألمـة ،أوخارج يف معصية اهللا فإن كان كذلك فله الرخصة ، وإال فال رخصة

)١(.له وإن اضطر إليه

أي أكره على ذلـك بغـري m j il" وعن جماهد أيضا )٢( " .اختياره

:شرط من اآلية بيان مفهوم ال

m m l k j iالشرط يف هذه اآلية يف قوله تعاىل q p o nr l ومنطوق هذه اآلية بناء علـى مـا سـبق يف

تفسريها ينص على أن حل امليتة ملن مل يكن باغيا ومتعديا ، سـواء .كان ذلك مبعصية أو أكل فوق حاجته

أن من كان باغيا أو متعـديا يف : ها يفيد وبالتايل فمفهوم الشرط من .أكله للميتة ، سواء كان مبعصية أو أكل فوق حاجته فإا ال حتل له

:ومن خالل ذلك ميكن بناء املسألتني التاليتني

) .١/٢٦٩(، تفسري ابن كثري ) ٣/٤٥(قرطيب اجلامع ألحكام القرآن لل )١( .املراجع السابقة )٢(

١٢٨


: املسألة األوىل . الزيادة من هذه احملرمات عن ما يسد به الرمق ويوصل حد الشبع

:حترير حمل الرتاع *

أمجع العلماء على حترمي امليتة وسائر احملرمات حال االختيار ، وله أكل ما يسد به رمقه و يأمن املوت عند الضرورة باإلمجاع ، وحيـرم ما زاد على الشبع باإلمجاع أيضا ، واألصل يف كل ما سبق قوله تعاىل

m e d c b a ` _ ~ } |g fh k j i q p o n m lr u t s

v l. )١( وإمنا حصل اخلالف يف الشبع ، هل له أن يأكل من هذه احملرمات عند

الضرورة إىل أن يصل حد الشبع أم يكتفي فقط مبا يسد الرمق ؟ :بيان أقوال العلماء يف املسألة **

:القول األول احملرمات ، ويكتفي منها فقط مبـا ال يباح له الشبع من امليتة وسائر ، وأحد قـويل )٣(يةالكامل دعن ورواية )٢(ةوهو قول أيب حنيف. رمقه يسد

ختارهـا أكثـر ، ورواية عن أمحـد ا )٤(ختاره أكثر الشافعيةالشافعي وا . )٥(أصحابه

، ) ٩/٣٣٠(، املغـين ) ٢/٥٢٥(، كفاية األخيار ) ٧٨(اإلمجاع البن املنذر )١(

) .٤٥٤(العدة شرح العمدة ) .٩٥(األشباه والنظائر البن جنيم ) ٢( ) .٣/١٣٨(املنتقى )٣( ) ٢/٥٢٥(، كفاية األخيار ) ١/٢٥٠(، املهذب ) ١٥/١٦٨(احلاوي الكبري )٤( ) .٣٦٩(، منار السبيل ) ٤٥٤(، العدة شرح العمدة ) ٩/٣٣٠(املغين ) ٥(

١٢٩


:و مما استدلوا به ما يلي ـ ت عليـه أنه بعد سد الرمق غري مضطر ، فال جيوز له أكل امليتة كما دل

اآلية ، فهو كما لو أراد أن يبتدئ باألكل وهو غري مضطر ، فزال احلكم أن احلكم يدور مع علتـه وجـودا : بزوال علته ؛ ألن القاعدة املقررة

)١(.وعدما

أي ال يتعد ما حد له منها m n m lوهلذا جاء يف تفسري قوله تعاىل

m n m l: )٢(ال السديفيأكل حىت يشبع ، ولكن سد الرمق كما ق . )٣(أي يف االستيفاء إىل حد الشبع

ال يأكل فوق حاجته ، بل بقدر ما يقيمه : : وقتادة )٤(وقال احلسن

) ٢/٥٢٥(، كفاية األخيار ) ١/٢٥٠(، املهذب ) ١٥/١٦٩(احلاوي الكبري )١(

) .٥/١٨٢(، منتهى اإلرادات ) ٩/٣٣٠(، املغين ة احلجازي ، وهو السدي الكبري أبو حممد إمساعيل بن عبد الرمحن بن أيب كرمي )٢(

املفسر ، روى عن أنس بن مالك وابن عباس رضي اهللا عنهما ، وحدث عن ) . هـ١٢٧ت . (شعبة وسفيان الثوري

، الطبقـات الكـربى البـن سـعد ) ٢٦٥-٥/٢٦٤(سري أعالم النبالء [ )٦/٣٢٣[ (

) .٢/٥٢٥(كفاية األخيار )٣(حلسن بن يسار البصري ، موىل زيد بن ثابت ، إمام أبو سعيد احلسن بن أيب ا )٤(

أهل البصرة ، كان جماهدا شجاعا كثري العلم ، رأى عثمان وطلحة ، وروى عن عمران بن احلصني ، واملغرية بن شعبة ، وأم سلمة وغريهم من الصـحابة

. ثابت البناين ، ومالك بن دينار وآخرون : رضوان اهللا عليهم ، وروى عنه ) .هـ١١٠-٢١( ) ]٥٨٨-٤/٥٦٣(، سري أعالم النبالء ) ٧٣-٢/٦٩(وفيات األعيان [

١٣٠


ألن اآلية دلت على حترمي امليتة ، واستثين ما اضطر إليه ، فإذا اندفعت

)١(.الضرورة مل حيل له األكل كحالة االبتداء

: القول الثاينيباح له أن يأكل منها حىت الشبع ، وهو الصحيح عند مالك وأكثر

، ورواية عن أمحد اختارهـا أبـو )٣(، وأحد قويل الشافعي )٢(أصحابهأحسن ما مسع يف الرجل يضطر :" وهلذا قال مالك )٥(من أصحابه )٤(بكر

غـىن إىل امليتة أنه يأكل منها حىت يشبع ، ويتزود منها ، فإن وجد عنها )٦( ."طرحها

) .٩/٣٣٠(، املغين ) ٣/٤٥(اجلامع ألحكام القرآن لللقرطيب )١( ) .٣٠٧-٥/٣٠٦(االستذكار )٢( ) ١٥/١٦٨(، احلاوي الكبري ) ٢/٥٢٥(، كفاية األخيار ) ١/٢٥٠(املهذب )٣(عفر بن أمحد بن يزداد احلنبلي ، املعـروف بغـالم أبو بكر عبد العزيز بن ج )٤(

حممد بن أيب شيبة ، وموسى بـن : اخلالل ، فقيه أصويل مفسر ، من شيوخه أمحد بن اجلنيد ، وابن بطة ، وأبو إسحاق بن شاقال : هارون ، ومن تالميذه

) . ٣٦٣-٢٨٥.(تفسري القرآن ، والشايف ، واملقنع : من مصنفاته ) ]١٤٥-١٦/١٤٣(، سري أعالم النبالء ) ١٢٧-٢/١١٩(حلنابلة طبقات ا[

) .٣٦٩(، منار السبيل ) ٤٥٤(، العدة شرح العمدة ) ٩/٣٣٠(املغين )٥( ) .٥/٣٠٦(االستذكار )٦(

١٣١


:و مما استدلوا به ما يلي ما روى جابر بن مسرة رضي اهللا عنه أن رجال نزل احلـرة فنفقـت -١

اسلخها حىت نقدد شـحمها وحلمهـا ، : عنده ناقة ، فقالت له امرأته حىت أسأل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم ، فسـأله : فقال . ونأكله

ومل )١(." فكلوهـا : قـال . ال : نيك ؟ قال هل عندك غىن يغ: فقال )٢(. يفرق .أنه طعام جاز منه ما يسد الرمق ، فجاز قدر الشبع كالطعام احلالل -٢أن االضطرار علة البتداء األكل دون استدامته ، فاملضطر ليس ممـن -٣

m p o n m l k j iحرمت عليـه امليتـة لآليـة qrl فإذا كانت امليتة حالال له أكل منها ما شاء حىت جيـد غريهـا

)٣( .فتحرم عليه

:القول الثالث التفصيل وذلك بالتفريق بني احتمال استمرار الضرورة وبني رجـو

زواهلا ، فإن كان قريبا من العمران أو يف بلد وتوقع احلالل قبـل عـود وإال جاز له التناول إىل حـد الضرورة وجب االقتصار على سد الرمق ،

) ٣/٢٥٨(يف املضطر إىل امليتـة ، : األطعمة ، باب : سنن أيب داود ، كتاب )١(

) .٣٨١٦(رقم ) .٩/٣٥٦(ما حيل من امليتة بالضرورة ، : باب سنن البيهقي الكربى ، رقـم ) ٦/٤٥٣(واحلديث صححه األلباين كما يف السلسـلة الصـحيحة

.إسناده صحيح على شرط مسلم : وقال فيه ) ٢٧٠٢( ) .٩/٣٣٠(املغين )٢(، كفايـة ) ٢/٢٥٠(، املهذب ) ٥/٣٠٧(االستذكار : انظر هذه األدلة يف )٣(

) .٣٣١-٩/٣٣٠(، املغين )٢/٥٢٥(األخيار

١٣٢


وممن قال ذا التفصـيل اجلـويين . الشبع إذا احتمل استمرار الضرورة )٢( .واحتمله ابن قدامة )١(والغزايل

:ومما استدلوا به ما يلي

أن هذا كحال األعرايب الذي سأل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم -١ .مرة كما يف احلديث السابق ، فضرورته كانت مست

ألنه إذا اقتصر على سد الرمق عادت الضرورة إليه عـن قـرب وال -٢يتمكن من البعد عن امليتة ؛ خمافة الضرورة املستقبلة ، وقـد يفضـي إىل ضعف بدنه ورمبا إىل تلفه ، خبالف اليت ليست مستمرة فإنه يرجو الغـىن

)٣( .عنها مبا حيل له

:الترجيح *** املسألة ما ذهب إليه أصحاب القول الثالـث مـن الذي أراه يف هذه

التفصيل ؛ وذلك ملا فيه من مراعاة حال املضطر ، إضافة ملا فيه من اجلمع .بني أدلة القولني اآلخرين ، واهللا أعلم

:وجه بناء املسألة على مفهوم الشرط ****هاء عليها بناء على ما سبق من أقوال املفسرين يف اآلية ، وما بناه الفق

أن مما اعتمد عليه أصحاب القول األول فيما ذهبوا : من مسائل يتبني لنا إليه من املنع وعدم اإلباحة هو مفهوم الشرط من اآلية عند من يقول بـه منهم ، حيث اشترط يف املضطر أن ال يتعد ما حد له منها ، فإذا كـان

) .٤٣-٩/٤٢(اموع )١( ) .١/٦٨٧(، وانظر يف القول بالتفصيل أيضا كفاية األخيار ) ٩/٣٣٠(املغين )٢( ) .٩/٣٣٠(املغين )٣(

١٣٣


m n m lعلى تفسري كذلك مل يأمث ، أما إذا جتاوز احلد فإنه آمث بناء وكما قال السدي )١( ."أي يف أكله : وال عاد : " كما قال ابن عباس

.، واهللا أعلم )٢(" أي يف االستيفاء إىل حد الشبع : وال عاد :"

، ومل أجـده بنصـه يف ) ١/٢٦٩(أثر ابن عباس أورده ابن كثري يف تفسري ه )١(

.كتب التخريج اليت بني يدي ) .١/٦٨٧(ار كفاية األخي )٢(

١٣٤


.تناول هذه احملرمات للمضطر يف سفر املعصية : املسألة الثانية :حترير حمل الرتاع *

خالف بني العلماء يف إباحة تناول امليتة وسائر احملرمات يف السفر ال

m p o n m l k j iاملباح عند االضطرار ؛ لآليـة qr l )وإمنا حصل اخلالف بينهم يف سفر املعصية أيا كانت كقطع ، )١

سة املعصية طريق ، أو خروج على إمام ، أو جتارة يف حمرمات ، أو ملمار وحنوها ، هل له تناول تلك احملرمات عند الضرورة أم ال ؟

:أقوال العلماء يف املسألة ** :القول األول

ال تباح له هذه احملرمات إال أن يتوب ويقلع عن معصيته ، وهو . )٤(، وأمحد )٣(، والشافعي وأصحابه )٢(املشهور عند مالك


m q p o n m l k j ir lه تعاىل قول - ١فأباح األكل ملن مل يكن باغيا وال عاديا ، أما الباغي والعادي

.)٥(فال يباح هلماألن الترخص شرع لإلعانة على حتصيل املقصد املباح توصال - ٢

إىل املصلحة ، والعاصي ليس من أهلها ، فلو شرع هنا لكان

، ) ٩/٣٣٠(، املغـين ) ٢/٥٢٥(، كفاية األخيار ) ٧٨(اإلمجاع البن املنذر ) ١(

) .٤٥٤(العدة شرح العمدة ) .٥/٣٠٨(، االستذكار ) ٣/١٤٠(املنتقى )٢( ) .١٥/١٦٨(احلاوي الكبري )٣(، منتـهى اإلرادات ) ٢٤/١١٠(فتاوى ابن تيمية ، جمموع) ٩/٣٣٢(املغين )٤(

)٥/٨٢( . ) .٩/٣٣٢(، املغين ) ٥/٣٠٨(االستذكار )٥(

١٣٥


حتصيل احملرم ، وهو مفسدة ، والشرع مرته عن إعانة له على )١( .هذا :القول الثاين

يباح له تناول احملرمات عند الضرورة وإن كان يف سفر معصية ، ، وبـه قـال )٣(، وهو الصحيح عند أمحد )٢(أبو حنيفة: وقال ذا . )٥(واألوزاعي)٤(الثوري

:ومما استدلوا به ما يلي خص موجود وهو السفر ، أما العصـيان أن سبب وجود التر - ١

فليس منه ، بل هو منفصل عنه ، فال ميتنع حتقق الفعل سـببا

) .٢/٥١(، املغين ) ١٥/١٦٨(احلاوي الكبري )١(، إيثـار اإلنصـاف ) ٤/٥٣١(أصول البزدوي املطبوع مع كشف األسرار )٢(

)١/٥٠. ( والبن تيمية مبحث نفيس يف ) ٢٤/١١١(، فتاوى ابن تيمية ) ٢/٥١(املغين )٣(

) .١١٤-٢٤/١١٠(ها يف الفتاوى هذه املسألة ومناقشة أدلت ) .٢/٥١(املغين )٤(

أبو يزيد الربيع بن خثيم بن عائذ الثوري ، من كبار التـابعني : والثوري هو وعبادهم ، روى عن النيب صلى اهللا عليه وسلم مرسال ، وروى عـن ابـن

: مسعود ، وأيب هريرة ، وأيب أيوب األنصاري رضي اهللا عنهم ، وحدث عنه ) . هـ٦٣ت . ( لشعيب ، وإبراهيم النخعي ، وهبرية بن خزمية وآخرون ا ) ]٥٨-١/٥٧(، تذكرة احلفاظ ) ٢٦٢-٤/٢٥٩(سري أعالم النبالء [

) .٢/٥١(املغين )٥(أبو عمرو عبد الرمحن بن عمرو بن حيمد األوزاعي ، عامل أهل : واألوزاعي هو

عطاء : لعلم بالفقه واحلديث ، من شيوخه الشام ، كان خريا فاضال ، كثري ابن أيب رباح ، وقتادة ، والزهري ، وميمون بن مهران وغريهم من التابعني ،

) . هـ١٥٧-٨٨(شعبة ، والثوري ، وحيي القطان وخلق كثري : من تالميذه ) ].١٣٤-٧/١٠٧(، سري أعالم النبالء ) ١٢٨-٣/١٢٧(وفيات األعيان [

١٣٦


للرخصة ؛ ألن صفة احلل يف السفر دون صـفة أن تتعلـق )١( .الرخصة بأثره

أن رخص السفر ثبتت للمسافر عمومـا ، فيجـب العمـل - ٢بالعموم ، والعاصي هنا مسافر فأبيح له الترخص كـاملطيع ، وبالتايل يكون املسافر العاصي منصوصا عليه فيما متسكنا به ، ومسكوتا عنه فيما متسكتم به ، واملنصوص عليه مقدم علـى

)٢( .املسكوت عنه

:الترجيح *** الذي أراه يف هذه املسألة ما ذهب إليه أصحاب القول الثـاين ؛

ات عند الضـرورة وذلك ملا سبق من أدلتهم ، وألن تناول هذه احملرمفيه إبقاء على النفس من املوت والتلف ، وقد جاءت الشريعة باحلفاظ

.على الضرورات اخلمس ومنها حفظ النفس ، واهللا أعلم

:وجه بناء املسألة على مفهوم الشرط ****

m kمن خالل النظر يف بعض أقوال املفسرين يف قوله تعـاىل n m l l بعدم إباحة تلك احملرمات : ض العلماء قوهلم بىن بع

ملن كان يف سفر معصية أو حال معصية ، وعمدم يف ذلك باإلضافة .مفهوم الشرط من اآلية : ملا سبق من أدلة إذا خرج يقطع الطريق فال رخصة له ، فإن تاب :" قال سعيد بن جبري

)٣( ."وأقلع عن معصيته حل له األكل

) .٤/٥٣١(وي املطبوع مع كشف األسرار أصول البزد )١( ) . ٢/٥١(، املغين ) ١/٥٠(إيثار اإلنصاف )٢( ) .٩/٣٣٢(املغين )٣(

١٣٧


هو :" m n m l k lئل عن قوله تعاىل وقال أيضا حني سالذي يقطع الطريق ، فليس له رخصة إذا اضطر إىل شرب اخلمر وإىل

)١( ."امليتة غري قاطع سبيل وال مفارق األئمـة ، وال خـارج يف :" وقال جماهد

)٢( ."معصية ، فإن خرج يف معصية مل يرخص له يف أكل امليتة من خرج عاصيا مل حيل له شيء مما حرم اهللا عليـه :" وقال الشافعي

حبال ؛ ألن اهللا عز وجل إمنا أحل ما حرم للضرورة على شـرط أن وهذا أيضـا )٣( ."يكون املضطر غري باغ وال عاد وال متجانف إلمث

يف حترمي هذه )٥(وذه الشروط متسك ابن حبيب. )٤(معىن قول مالكس مبعصية إال أن يتوب فتباح لـه بعـد احملرمات على املضطر املتلب

)٦(.توبته

) .٥/٣٠٨(االستذكار )١( ) .٥/٣٠٨(االستذكار )٢( ) .٢/٢٥٣(األم )٣( ) .٥/٣٠٨(االستذكار )٤(األندلس ، أبو مروان عبد امللك بن حبيب بن سليمان السلمي العباسي ، فقيه )٥(

ولد يف حياة اإلمام مالك ، كان عاملا بالفقه واللغة والنحو والشـعر ، مـن ابناؤه : ابن املاجشون ، وعبد اهللا بن املبارك وغريمها ، ومن تالميذه : شيوخه

حممد وعبيد اهللا ، وتقي الدين بن خملد ، وابـن وضـاح وآخـرون ، مـن التابعني ، اجلامع ، الواضـحة يف تفسري املوطأ ، طبقات الفقهاء و: مصنفاته

) . هـ ٢٣٨ت . (السنن والفقه ) ]١٥٦-١٥٤(، الديباج املذهب ) ١٠٧-١٢/١٠٢(سري أعالم النبالء [

) .٤٨-٣/٤٧(، اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب ) ٣/١٤١(املنتقى )٦(

١٣٨


وذا يتبني لنا من خالل األقوال السابقة لألئمة يف هـذه اآليـة أم بنوا حكمهم يف هذه املسـألة علـى : وخصوصا قول الشافعي .مفهوم الشرط من اآلية يصرح يف معرض رده على أدلة من يقـول )١(وهذا ما جعل القرطيب

:بقوله باملنعهذا استدالل مبفهوم اخلطاب ، وهو خمتلف فيه بني األصـوليني ، "

ومنظوم اآلية أن املضطر غري باغ وال عـاد ال إمث عليـه ، وغـريه مسكوت عنه ، واألصل عموم اخلطاب ، فمن ادعى زواله ألمر مـا

)٢(." فعليه الدليل

لقـرطيب أبو عبد اهللا حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري اخلزرجي ا )١(

ابـن رواج : املالكي ، كان كثري املطالعة والعبادة والتصنيف ، من مشـاخيه ولـده : وابن اجلميزي ، وأمحد بن عمر القرطيب وغريهم ، ومن تالميـذه

اجلامع ألحكام القرآن ، التـذكرة : شهاب الدين أمحد وغريه ، من مصنفاته ) .هـ٦٧١ت. ( يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة

، هديـة ) ٢/٦٥(، طبقات املفسرين للـداودي ) ٣١٨(الديباج املذهب [ ) ]٢/١٢٩(العارفني

) .٣/٤٨(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٢(

١٣٩


W X m y _ ~ } | { z`a g f e d c bh l k j i

s r q p o n mt w v uy xz £ ¢ ¡ � ~ } | {l

:خمتصر تفسري اآلية

يبني سبحانه وتعاىل يف هذه اآلية أنه قد فرض وكتب على املـؤمنني هم فأباح هلم العفو بعوض أو بغري القصاص يف قتل النفس ، مث خفف علي

عوض ، ومل يضيق عليهم كما ضيق على اليهود حيث أوجـب علـيهم القصاص وال عفو ، وكما ضيق على النصارى حيث أوجب عليهم العفو

m n m l k j i، فقال تعاىل مبينا التخفيـف )١(وال ديةs r q p ot y x w v uz l

كان يف بين إسـرائيل القصـاص ومل : " اهللا عنهما قال ابن عباس رضي

m n m l k j ilتكن فيهم الدية فقال اهللا هلذه األمـة ــة يف العمــد ــل الدي ــالعفو أن يقب m r q p oف

sl يتبع ويل الدم باملعروف ويؤدي اجلـاين بإحسـانm u vl ٢( ".مما كتب على من قبلكم(

) .١/١٧٥(فتح القدير للشوكاين )١(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم : التفسري ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٢(

) .٤٢٢٨(رقم ) ٤/١٦٣٦( ، اآلية...) القصاص يف القتلى ) .٣/٦٤(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب : وانظر

١٤٠


يقصـد " l "ادة وجماهد وأكثر أهل التفسري أن وهلذا قال ابن عباس وقت

هـو " m" تتضمن عافيا وهو ويل الـدم ، " "jا القاتل ، و

والعفو هنا على بابه وهو . هو الدم الذي يعفى عنه " n" و " املقتول أن القاتل إذا عفا عنه ويل الدم وأسقط القصاص فإنـه : الترك ، واملعىن

)١( .دية ، ويؤدي إليه القاتل بإحسان يتبع باملعروف يف أخذ ال

أي قتل بعد m ¢ ¡ � ~ } | {lمث قال تعاىل . قبول الدية أو العفو مطلقا ، فله عذاب أليم

: وقد اختلف العلماء يف املراد بالعذاب األليم هنا ، فمنهم من قـال بتداء ، إن شاء املراد به عذاب اآلخرة ، وأما يف الدنيا فحكمه كمن قتل ا

.الويل قتله أو عفا عنه العذاب األليم هو القتل ، فال ميكن الويل من أخذ الدية : ومنهم من قال

)٢( .وال العفو

) ٣/٧٩(، اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب ) ٣/٣٦٧(أحكام القرآن للطربي )١(

) .١/١٧٥(، فتح القدير للشوكاين ) ١/٢٧٥(تفسري ابن كثري اخليار يف : ربى ، باب ومعىن األثر عن ابن عباس أخرجه البيهقي يف السنن الك

) . ٨/٥٢(القصاص .وما بعده ) ٢٥٧٣(رقم ) ٣/٣٦٧(و الطربي بسنده يف تفسريه

) .١/١٧٦(، فتح القدير للشوكاين ) ١/٢٧٦(تفسري ابن كثري )٢(

١٤١


:م الشرط من اآلية اهيبيان مف

m o n m l k j i الشرط يف اآلية يف قوله تعاىل s r q ptl .

. m } | {¢ ¡ � ~lويف قوله

m q p o n m l k j iأما قوله تعاىل s rtl أن ويل الدم إذا عفا عن اجلـاين : فمنطوقه ينص على

وعدل عن القصاص إىل الدية فله أن يأخذها ، ويتبع ذلك بـاملعروف ، .وعلى القاتل أن يؤديها بإحسان

ذا مل يعف عن اجلاين ، ويتنازل أن ويل الدم إ: ومفهوم الشرط منه يفيد .عن القصاص فال بد من إقامته وال جيرب على إسقاطه

m ¢ ¡ � ~ } | {lأمــا قولــه تعــاىل أن من قتل القاتل بعد العفو عنه جمانا أو أخذ الدية منـه : فمنطوقه يفيد

ة على ما إما بقتله يف الدنيا ، أو أن العذاب يف اآلخر: فإن له عذاب أليم .سبق من أقوال املفسرين أن من : -عند من فسر العذاب األليم بأنه القتل -وبالتايل فمفهومه يفيد

. قتل القاتل بعد العفو عنه جمانا أو أخذ الدية منه فإنه يقتل و ال يعفى عنه وكذلك يفيد أن من قتل قبل أخذ الدية أو العفو مطلقا فال يترتب

.السابق عليه الوعيد : ومن خالل ما سبق ميكن بناء املسائل التالية

١٤٢


.العفو عن القصاص :املسألة األوىل : حترير املسألة *

أمجع العلماء على إجازة العفو عن القصاص ، معتمدين يف ذلك على املنطوق من هذه اآلية وغريها ، حيث يفيد املنطوق هنا أن ويل الـدم إذا

ين وعدل عن القصاص إىل الدية فيأخذها ويتبع بـاملعروف ، عفا عن اجلا )١( .وعلى القاتل أداؤها بإحسان

:بناء املسألة على مفهوم الشرط **

بناء على تفسري اآلية السابق واملنطوق منها ، فإن مفهـوم الشـرط أن ويل الدم إذا مل يعف عن اجلاين ويتنازل عن : املخالف من اآلية يفيد

صاص فال بد من إقامته ، وليس ألحد أيا كان من سـلطان أو غـريه القإسقاط القصاص يف القتل العمد إال مبوافقة ويل الـدم ؛ إذ احلـق لـه ،

)٢( .واألصل هو القصاص باإلمجاع ويؤيد هذا املفهوم منطوق النصوص األخرى ، كما يف قوله صلى اهللا عليه

. )٣(" ظرينمن قتل له قتيل فهو خبري الن:" وسلم

) .٨/٢٧٨(، املغين ) ٤/٤٨(مغين احملتاج ،) ٢٤/٤٤(عمدة القاري )١(البحر الرائق شرح كرت احلقائق للطـوري ، تكملة) ٧/٢٤٧(بدائع الصنائع )٢(

) .١٣٨(، مراتب اإلمجاع ) ٦/١١(، األم ) ٨/٣٣٠(ويل العمـد يرضـى بالديـة ، : الديات ، بـاب : سنن أيب داود ، كتاب )٣(

) .٤٥٠٥(رقم ) ٤/١٧٢(من قتل له قتيل فهو باخليار بـني : الديات ، باب : سنن ابن ماجه ، كتاب

) .٢٦٢٤(رقم ) ٢/٨٧٦(إحدى ثالث ، هل يؤخذ من قاتل العمد : القسامة ، باب : ، كتاب ) اتىب ( سنن النسائي

) . ٤٧٨٥(رقم ) ٨/٣٨(الدية إذا عفا ويل املقتول عن القود ؟ ، ) . ٦٤٥٣(رقم ) ٢/١١٠١(واحلديث صحيح كما يف صحيح اجلامع وزيادته

١٤٣


.القتل بعد العفو جمانا أو أخذ الدية : املسألة الثانية

. حترير املسألة* اتفق العلماء كما سبق على أن ويل الدم له العفو عـن القاتـل أو

القصاص منه ، ولكن اختلفوا فيما لو اعتدى ويل الدم بقتل اجلاين بعـد ن كمن قتل ابتداء ، أم البد من أخذ الدية أو العفو عنه بالكلية ، هل يكو

قتله وال جيوز العفو عنه ؟ وذلك بسبب اختالفهم يف املراد بالعذاب األليم

} | { ~ � ¡ m كما سبق يف تفسري قوله تعـاىل ¢l .

:أقوال العلماء يف املسألة **

:القول األول دنيا فهو كمن قتل ابتـداء أن العذاب األليم يتعلق باآلخرة ، أما يف ال

)١( .فإن شاء الويل قتله وإن شاء عفا عنه ، وإليه ذهب بعض العلماء

: واستدلوا على ذلك بقوهلم لو وجب القصاص يف الدنيا لصار املذكور بعض اجلزاء ؛ وألن

: القصاص يف الدنيا يرفع عذاب اآلخرة لقوله صلى اهللا عليه وسلم

) .٨/٢٨٠(غين ، امل) ٧/٢٤٧(بدائع الصنائع )١(

١٤٤


)٢( .، وفيه نسخ اآلية الشريفة )١( " السيف حماء للخطايا"

:القول الثاين أن العذاب األليم هو القتل ، وعلى هذا فال ميكن الويل من أخذ الدية

)٣(.وال العفو ، وهو قول اجلمهور ، وبه قال قتادة ، وعكرمة ، والسدي :به ستدلواا اممو

. )٤(" ال أعايف من قتل بعد أخذ الديـة :" عليه وسلم قوله صلى اهللا .أي ال أترك القتل عمن قتل بعد أخذ الدية

يف صـفة القتـل يف سـبيل اهللا ، : اجلهاد ، باب : سنن الدارمي ، كتاب )١(

).٢٤١١(رقم ) ٢/٢٧٢(رقم ) ١٠/٥١٩(فضل الشهادة ، : السري ، باب : صحيح ابن حبان ، كتاب

)٤٦٦٣. ( فضل الشهادة يف سـبيل اهللا ، : السري ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب

)٩/١٦٤. ( ما جـاء يف الشـهادة وفضـلها ، : اجلهاد ، باب : جممع الزوائد ، كتاب

)٥/٢٩١. ( واحلديث حسن صحيح كما حكم عليه األلباين يف صحيح الترغيب والترهيب

) .٢/٣٧٧(، وعند حتقيق احلديث يف مشكاة املصابيح ) ٢/٦٦( ) .٧/٢٤٧(بدائع الصنائع )٢(، بدائع الصـنائع ) ١٢/٢٠٩(، فتح الباري ) ١/١٧٦(كاين فتح القدير للشو )٣(

منتـهى ، ) ٨/٢٨٠(، املغـين )١/٥٦(تأويل خمتلف احلديث ، ) ٧/٢٤٧( . )٥/٣٩(اإلرادات

من يقتـل بعـد أخـذ الديـة ، : الديات ، باب : سنن أيب داود ، كتاب )٤( = ) . ٤٥٠٧(رقم ) ٤/١٧٣(

١٤٥


: الترجيح *** أن أمره يكون إىل السلطان ، : الذي أراه يف هذه املسألة واهللا أعلم

فإن شاء حكم فيه كمن قتل ابتداء ، فخري الويل بني القصاص أو العفـو حكم بالقصاص ال غري ، وكل ذلك بعد النظر يف حال وأخذ الدية ، أو

القاتل بعد العفو ودواعي ذلك ؛ ألنه قد يكون مكرها على العفو حـني عفا وحنوه ، وظهر يل هذا االختيار ألنه وسط بني القولني السـابقني ؛ وألن احلديث الذي استدل به أصحاب القول الثاين ضعيف وإال كـان

، وحديث أصحاب القول األول يف غـري حمـل حجة قاطعة يف املسألة االستدالل ؛ إذ هو فيمن يقتل يف سبيل اهللا شهيدا فيكون ذلك كفـارة خلطاياه ، وليس فيمن يقتص منه ؛ إذ القصاص هنا حق ويل الدم ، أما ما

. يتعلق حبق اين عليه فحسابه يف اآلخرة :رمحه اهللا حيث قال )١(مث إن هذا االختيار أشار إليه عمر بن عبد العزيز

)٢( " .أمره إىل اإلمام يصنع فيه ما رأى "

: سنن البيهقي الكربى ، مجاع أبواب صفة قتل العمد وشبه العمد ، باب =

) .٨/٥٤(من قتل بعد أخذ الدية ، رقـم ) ٨٩١(واحلديث ضعيف كما يف ضعيف اجلامع الصـغري وزيادتـه

) .٤٧٦٧(رقم ) ١٠/٣١٠(، ويف سلسلة األحاديث الضعيفة ) ٦١٧٣(عمر بن عبد العزيز بن مروان بن احلكم ، وكان يقال : ملؤمنني اخلليفة أمري ا )١(

األشج ، كان تابعيا جليال ، روى عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد : له رضي اهللا عنهما ، وروى عن خلق كثري من كبار التابعني ، كان واليا علـى

وكانت خالفتـه املدينة قبل أن يعهد إليه باخلالفة ، وكان عادال تقيا ورعا ، ) .هـ١٠١-٦١( .سنتني ومخسة أشهر

) ].٧/٤٧٥(، ذيب التهذيب ) ٢٥٦-٩/٢٢٧(البداية والنهاية [ ) .٨/٢٨٠(، املغين ) ١/١٧٦(فتح القدير للشوكاين )٢(

١٤٦


: بناء املسألة على مفهوم الشرط*** .أنه ال يعف عنه : من فسر العذاب األليم بأنه القتل فمفهوم شرطه

وبالتايل فيصلح هذا املفهوم ذا املعىن دليال ألصـحاب القـول الثـاين لقاتل بعد العفو جمانا أو أخذ الدية يقتل مطلقا ، وال ميكن بأن ا: القائلني

.الويل من أخذ الدية وال العفو مث إنه ميكن بناء مسألة أخرى على مفهوم الشرط من اآليـة يف قولـه

m~ } | {l االعتداء يف القتل قبل أداء الدية بغري : وهياعتدى بالقتل قبل أخذ الدية أن ويل الدم إن: أمر السلطان ، حيث يفيد

أو العفو مطلقا فال يترتب عليه الوعيد السابق على كال القـولني ، واهللا .أعلم

١٤٧


X W m´ ³ ² ± ° ¯ ® ¶ µ¸ » º ¹¼ ¾ ½ À ¿ Á

Ê É È Ç Æ Å Ä Ã ÂË Ð Ï Î Í Ì AC B DL K J I H G F EM P O N

R Ql ) ١٨٢ -١٨٠البقرة( .

:خمتصر تفسري اآلية يف اآلية األوىل يأمر تعاىل بالوصية وهي العهد بالشـيء ملـا بعـد للوالدين واألقربني ، وقد كان ذلك واجبا على الصحيح قبـل )١(املوت

كـل إن اهللا قد أعطى :" وسلم نزول آية املواريث وقوله صلى اهللا عليه، فنسخ هـذا احلكـم يف حـق )٢(".ذي حق حقه فال وصية لوارث

الوالدين واألقربني من الورثة ، وبقي فيمن عداهم على وجه االستحباب اآلية عامـة ، :" ملن ترك خريا أي ماال ، قال ابن عباس واحلسن وقتادة

) .٦/٥٥(، املغين ) ٧/٣٣٣(بدائع الصنائع )١( الوصية للوارث ، ما جاء يف : الوصايا ، باب : سنن أيب داود ، كتاب )٢(

) .٢٨٧٠(رقم ) ٣/١١٤( مـا جـاء ال وصـية لـوارث ، : الوصايا ، باب : سنن الترمذي ، كتاب

) ٢١٢٠(رقم ) ٤/٤٣٣(إبطال الوصية للـوارث ، : الوصايا ، باب : السنن الكربى للنسائي ، كتاب

) .٦٤٦٨(رقم ) ٤/١٠٧(رقـم ) ٢/٩٠٥(ال وصية لوارث ، : ، باب الوصايا : سنن ابن ماجة ، كتاب

)٢٧١٣. ( رقـم ) ١/٣٦٨(واحلديث صحيح كما يف صحيح اجلامع الصـغري وزيادتـه

)١٧٨٨. (

١٤٨


كل من كان يرث بآيـة وتقرر احلكم ا برهة من الدهر ، ونسخ منها )١( ."الفرائض

الوصية مشروعة قـل : واختلف يف مقدار املال املتروك ، فمنهم من قال إمنا يوصي إذا : ، ومنهم من قال )٣( وأيب جملز )٢( املال أو كثر كالزهري

معتمدين على أن اخلري يف اآلية هو املال الكثري ، وممـن . ترك ماال كثريا ، )٤(، وابن عباس ، وعائشة رضي اهللا عنهم قال بذلك علي

) .١٠٠-٣/٩٩(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )١(

رقـم ) ٦/٢٦٥(واألثر عن ابن عباس أخرجه البيهقي يف السـنن الكـربى ن قال بنسخ الوصية لألقربني الذين ال يرثون م: وما بعده ، باب ) ١٢٣٢٥(

. وجوازها لألجنبيني حممد بن مسلم بن عبيد اهللا بن عبد اهللا بن شهاب الزهـري ، مـن أعـالم )٢(

التابعني ، أخذ عن بعض الصحابة كابن عمر وجابر بن عبد اهللا ، وتلقى عن رباح ، وعمر بن مالك ، وعطاء بن أيب : علماء املدينة السبعة ، ومن تالميذه

) .هـ١٢٤-٥٠. (عبد العزيز وآخرون ) ]٣٥٠-٥/٣٢٦(، سري أعالم النبالء ) ١٧٩-٤/١٧٧(وفيات األعيان [

الحق بن محيد بن سعيد البصري ، تابعي ثقة له أحاديث ، روى عن بعـض )٣(أبو موسى األشعري ، واحلسن بن علي ، ومعاوية ، وابـن : الصحابة ومنهم

قتادة ، وأنس بن سـريين ، : وأم سلمة رضي اهللا عنهم ، وأخذ عنه عباس ، )هـ ١٠٦وقيل ١٠٠ت . ( وسليمان التيمي وغريهم

] . ١٧٢-١١/١٧١(ذيب التهذيب [ . يأيت ختريج قول علي وعائشة رضي اهللا عنهم يف أدلة املسألة األوىل )٤(

قوله تعاىل : سننه ، باب أما قول ابن عباس فأخرجه سعيد بن منصور يف كتب عليكم إذا حضر أحدكم املوت إن ترك خـريا الوصـية للوالـدين (

) . ٢/٦٥٨(، )واألقربني باملعروف حقا على املتقني و ابن أيب شيبة يف مصنفه ، يف الرجل يكون له املال اجلديد القليل أيوصي فيه

ــم ) ٦/٢٢٩(؟ = ) . ٣٠٩٤٤(، رقــــــ

١٤٩


)٢( .وقتادة ، واحلسن وغريهم )١(سوطاوومث اختلفوا كما سنرى هل تصـح يف غـري األقـربني ؟ ألن اهللا قـال

m¸ º ¹l مث بني أن الوصية تكون بـاملعروف .أي بالعدل ، ال وكس فيها وال شطط ، بل يف حدود ما شرع للموصي

m Æ Å Ä Ã Â ÁÊ É È ÇË l اىل مث قال تع هنا يتوعد جل وعال من غير الوصية املطابقة للحق اليت ال جنف فيها وال مضارة ، وأنه يبؤ باإلمث وليس على املوصي من ذلك شيء ، كما قال ابن

. )٣(" قد وقع أجر املوصي على اهللا وبريء من إمثه:" عباس فيها

m J I H G F E D C B A اىل مث قال تع L KM Q P O N l هذا استثناء للتغيري اجلائز ، وذلك إذا

علم أن املوصي قد جنف يف وصيته ، أي مال ا وجتاوز احلق فيها خمطئا أو متعمدا ، فهنا جيوز لألولياء أن يردوا هـذا اخلطـأ إىل الصـواب ،

من استحب ترك الوصية إذا مل يترك : و البيهقي يف السنن الكربى ، باب =

) . ١٢٣٦٠(رقم ) ٦/٢٧٠(شيئا كثريا استبقاء على ورثته ، كيسان اخلوالين اهلمداين الفارسي ، من كبار هو أبو عبد الرمحن طاووس بن )١(

زيـد بـن ثابـت ، : التابعني وحفاظهم ، مسع من عدد من الصحابة منهم وعائشة ، وأيب هريرة رضي اهللا عنهم ، والزم ابن عباس حىت عد من كبـار

) هـ١٠٦ت (عطاء ، وجماهد ، وابن شهاب وآخرون :أصحابه ،وروى عنه ) ]٥٤٢-٥/٥٣٧(، طبقات ابن سعد ) ٤٩-٥/٣٨(ء سري أعالم النبال[

) .٣/٤٣٧(، منتهى اإلرادات ) ٩٦،٩٤/ ٣(اجلامع ألحكام القرآن )٢( ) .٢٦٨٣(رقم ) ٣/٣٩٧(بسنده أخرجه الطربي يف تفسريه )٣(

١٥٠


قاق واالضطراب بسبب الوصية ، وال إمث ويصلحوا ما وقع بينهم من الش )١( .عليهم يف ذلك إن اهللا غفور رحيم

:بيان مفاهيم الشرط من اآلية

° ± m ¶ µ ´ ³ ² الشرط يف قوله تعـاىل ¸ » º ¹ l .

m K J I H G F E D C B A وقولـــه LMl .

° ± m ¸ ¶ µ ´ ³ ²أما قوله تعاىل » º ¹ l على القول بأن اخلري هو –فمنطوقه

أن من ترك ماال كثريا فله أن يوصي ، كما أنه يفيد : يفيد -املال الكثري .أن الوصية تكون للوالدين واألقربني :

أن من ترك ماال قليال فال تشـرع يف حقـه : ومفهوم الشرط منه يفيد .أا ال تكون يف غري األقربني : لوصية ، ويفيد ا

m I H G F E D C B A وأما قوله تعاىل L K JMl أن الوصية إذا مل تكن عادلة فيجـب : فمنطوقه يفيد

.إصالحها ، ومن أصلحها فال إمث عليه .مث أن من مل يصلح ما يف الوصية من خلل فإنه يلحقه اإل: ومفهومه يفيد

:ومن خالل ما سبق من مفاهيم ميكن بناء املسائل التالية

تفسري ، ) ١٢٠-٣/٩٢(اجلامع ألحكام القران للقرطيب : انظر تفسري اآلية يف )١(

، فـتح القـدير ) ٢٧٩-١/٢٧٦(سري ابن كثري ، تف )١/١٠٩(البيضاوي . )١٧٩-١/١٧٨(للشوكاين

١٥١


من الذي يستحب له أن يوصي ؟ : املسألة األوىل : حترير املسألة*

أمجع العلماء على أن الوصية واجبة على من عنده ودائـع أو عليـه ، واختلفوا يف وجوا على من عداه ، واألكثر على أا مستحبة)١(ديون

، واختلفوا فيمن قل ماله ، هل له أن يوصي أم ال ؟)٢(ملن ترك ماال كثريا

:أقوال العلماء ** :القول األول

)٣(.وقال به الزهري وأبو جملز . أن الوصية مشروعة قل املال أو كثر :واستدلوا بقوهلم

)٤( .اخلري املراد يف اآلية هو املال مطلقا إن

: القول الثاينروي عـن . من كان ماله قليل وله ورثة فال يستحب له أن يوصي

)٦( .رضي اهللا عنهم )٥(علي وعائشة وابن عباس :ومما استدلوا به ما يلي

، موسوعة اإلمجاع يف الفقـه اإلسـالمي ) ١٤/٢٩٢(التمهيد البن عبد الرب )١(

)٢/١١١٢ . ( ) .١٤/٢٩٢(التمهيد البن عبد الرب )٢( ) .٣/٩٤( اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٣( .املرجع السابق )٤( ) .١٤٨(قوله ص سبق ختريج )٥(، بدائع )١٤/٢٧(عمدة القاري ، ) ٣/٩٤( اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٦(

) . ٦/٥٦(، املغين ) ١٤/٢٩٦(، التمهيد البن عبد الرب ) ٦/٣٣١(الصنائع

١٥٢


إنك إن تدع ورثتك أغنياء :"قول النيب صلى اهللا عليه وسلم لسعد -١ )١( ". خري من أن تدعهم عالة يتكففون الناس

من ترك ماال يسريا فليدعه لورثتـه فهـو :" ي اهللا عنه قال علي رض -٢ )٢( ."أفضل

m¶ µ ´lإن اهللا تعاىل يقول :" وقال لرجل يريد أن يوصي -٤ )٣( ."وإنك إمنا تدع شيئا يسريا فدعه لورثتك

: إين أريد أن أوصي ، قالـت : وقال رجل لعائشة رضي اهللا عنها -٥. أربعـة : فكم عيالك ؟ قـال : قالت . وكم مالك ؟ قال ثالثة اآلف

وهذا شيء يسري ، فدعه m¶ µ ´lإن اهللا تعاىل يقول : قالت )٤( ."لعيالك فإنه أفضل لك

فكل ما سبق من احلديث وأقوال الصحابة يبني أن الوصية تستحب ممـن .ماله كثري ، أما من كان ماله قليل وله ورثة فال يستحب له ذلك

أن يترك ورثته أغنياء خري من أن : الوصايا ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )١(

) .٢٥٩١( رقم) ٣/١٠٠٦(يتكففوا الناس ، رقم ) ٣/١٢٥١(الوصية بالثلث ، : الوصية ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

)١٦٢٨. ( من استحب ترك الوصية إذا :الوصايا ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب )٢(

) .١٢٣٥٨(رقم ) ٦/٢٧٠(مل يترك شيئا كثريا استبقاء على ورثته ، من استحب ترك الوصية إذا :صايا ، باب الو: سنن البيهقي الكربى ، كتاب )٣(

) .١٢٣٥٧(رقم ) ٦/٢٧٠(مل يترك شيئا كثريا استبقاء على ورثته ، ) .٦/٤٤٤(، املغين ) ٦/٤٢٢(بدائع الصنائع : وانظر االستدالل به يف

من استحب ترك الوصية إذا :الوصايا ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب )٤( ) . ١٢٣٥٩(رقم ) ٦/٢٧٠(ا استبقاء على ورثته ، إذا مل يترك شيئا كثري

اجلامع ألحكـام القـران للقـرطيب : وانظر االستدالل مبا سبق من اآلثار يف ) .٦/٥٦(، املغين ) ٦/٣٣٣(، بدائع الصنائع ) ٣/٩٦(

١٥٣


: الترجيح***

بأن من لـه : الثاين الذي أراه يف هذه املسألة ما قال به أصحاب القول ورثة وماله قليل فال يستحب له أن يوصي ؛ وذلك ملا سبق من أدلة وآثار

.صرحية يف هذا ، واهللا أعلم

: بناء املسألة على مفهوم الشرط ****بنوا قوهلم على جند أم : بالنظر فيما احتج به أصحاب القول الثاين

حيث إن اخلري عندهم m¶ µ ´lمفهوم الشرط من قوله تعاىل أن من ترك ماال قليال فال : املال الكثري ، وبالتايل فإن مفهوم اآلية : مبعىن

.تشرع يف حقه الوصية وجند هذا املفهوم واضحا جليا فيما سبق من أقوال الصحابة رضـي اهللا

فقهاء الصحابة ، وعلى هذا املفهوم من اآلية بـىن عنهم ، وهم من أكرب الفقري الذي له ورثة حمتاجون ال يستحب له أن يوصي " :قوله )١(الشعيب

)٢(". m¶ µ ´l؛ لقوله تعاىل

أبو عمرو عامر بن شراحيل بن عبد بن كبار احلمريي الشعيب ، مـن أعـالم )١(

ا من كبار الصحابة ، وحدث عنه خلق كثري ، كان حافظا التابعني ، مسع عدد-١٨. (من القراء ، وما كتب شيئا قط ، وكان يفـيت حبضـرة الصـحابة

) .هـ١٠٤ ) ]٢٥٦-٦/٢٤٦(، الطبقات الكربى البن سعد ) ١٦-٣/١٢(وفيات األعيان [ ) .٦/٥٦(املغين )٢(

١٥٤


هل تصح الوصية لغري األقربني ؟ :املسألة الثانية :حترير املسألة *

ب إذا مل يكونوا ورثـة ال خالف بني العلماء أن الوصية لألقار أمجع كل مـن :" )١(أفضل من الوصية لغريهم ، وهلذا قال ابن املنذر

حيفظ عنه من أهل العلم أن الوصية للوالدين اللذين ال يرثان واألقرباء )٤( .حنوه )٣(وعن ابن عبد الرب )٢( ."الذين ال يرثون جائزة

صيته أم ال ؟ وحصل اخلالف فيمن أوصى لغري قرابته هل تصح و

، فقيه جمتهـد مـن أعـالم أبو بكر حممد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري )١(

أبو بكر بن : الشافعية وحفاظ احلديث ، كان شيخ احلرم مبكة ، من تالميذه إثبات القياس : املقري ، وموحد بن حيىي الدمياطي ، وله مصنفات كثرية منها

، وكتاب اإلمجاع ، واإلشراف يف مذاهب األشراف ، واملبسوط ، وغريهـا . املنذر صاحب الكتب اليت مل يصنف مثلها ابن: كثري حىت قال عنه الذهيب

، طبقـات ) ٤٩٢-١٤/٤٩٠(سري أعالم النـبالء ) . [ هـ٣١٩-٢٤٢( ) ] ٢/٩٨(الشافعية البن شهبة

) .٣٧(اإلمجاع البن املنذر )٢(أبو عمر يوسف بن عبد اهللا بن حممد بن عبد الرب النمري القـرطيب ، شـيخ )٣(

يها يف وقته ، توىل القضاء وكان إماما ثقة بلغ رتبة علماء األندلس وكبري حمدثأبو عمر : اإلجتهاد ، كان ظاهريا مث حتول إىل املذهب املالكي ، من شيوخه

أبو : بن املكوي ، وأبو الوليد بن الفرضي ، وسعيد بن نصر ، ومن تالميذه ملـا يف التمهيد : العباس الدالئي ، وأبو علي الغساين ، له مصنفات عدة منها

املوطأ من املعاين واألسانيد ، االستذكار مبذاهب علماء األنصار ، االستيعاب ) .هـ٤٦٣-٣٦٨. (، جامع بيان العلم وفضله

) ]٣٥٩-٣٥٧(، الديباج ) ١٦٣-١٨/١٥٣(سري أعالم النبالء [ ) .٦/٤٤٧(املغين ،) ١٤/٢٩٢(التمهيد البن عبد الرب )٤(

١٥٥



تصح الوصية لغري قرابته ، وإليه ذهب عمر وعائشة رضـي اهللا )١( .عنهما ، و به قال األئمة األربعة

:ومما استدلوا به ما يلي أن رجال اعتق :ما روي عن عمران بن حصني رضي اهللا عنه - ١

يكن له مال غريهم ، فبلغ ذلك النيب يف مرضه ستة أعبد مل صلى اهللا عليه وسلم فدعاهم فجزأهم ثالثـة أجـزاء ، مث

. )٢("أقرع بينهم ، فأعتق اثنني وأرق أربعة فهنا أجاز النيب صلى اهللا عليه وسلم العتق يف ثلثه لغري قرابتـه

.وهم املماليك مهـات ما روي أن عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه أوصى أل - ٢

)٣( .أوالده لكل واحدة بأربعة اآلف )٤( .أن عائشة رضي اهللا عنها أوصت ملوالة هلا مبتاعها - ٣ )٥( .أن الوصية عطية ، فجازت لغري قرابته كالعطية يف احلياة - ٤

، بداية اتهد ) ١٤/٣٠١(، التمهيد البن عبد الرب ) ٦/٣٥١(بدائع الصنائع )١(

) .٦/٥٧(، املغين )٤/١٣٠(األم ، ) ٢/٥٠٠(من أعتق شـركا لـه يف عبـد ، : األميان ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )٢(

) .١٦٦٨(رقم ) ٣/١٢٨٨(رقـم ) ٦/٢٣١(مصنف ابن أيب شيبة ، يف الرجـل يوصـي ألم ولـده ، )٣(

)٣٠٩٧٤. ( مـن أوصـى ألمهـات أوالده ، : الوصايا ، باب : سنن الدارمي ، كتاب

)٣٢٨١(رقم ) ٢/٥١٥( ) .٥٣٩٣(رقم ) ٥/١٧٣(أخرجه الطربي يف تفسريه بسنده )٤( ) .٦/٥٧(، املغين ) ٢/٥٠٠(بداية اتهد )٥(

١٥٦


:القول الثاين إذا أوصى لغري قرابته فإا ترتع منهم وترد إىل قرابته ، وبه قـال

)٣( .)٢(، وإسحاق بن راهويه )١(، والضحاك طاووس :و استدلوا على ما ذهبوا إليه

m ¸ º ¹lبظاهر اآلية يف قولـه تعـاىل )٤( .األلف والالم تقتضي احلصر : فقالوا

:الترجيح *** بأن الوصية تصح : الراجح يف نظري يف هذه املسألة القول األول

وصراحتها فيما ذهبوا إليـه ، واهللا لغري القرابة ؛ وذلك لقوة أدلتهم .أعلم

، أبو القاسم الضحاك بن مزاحم اهلاليل ، كان من أوعية العلم عاملا بالتفسري )١(

قيل أدرك بعض الصحابة وروى عنهم ، وروى عن طاووس وسعيد بن جبري ) .هـ١٠٦ت. (، وروى عنه مقاتل وقرة بن خالد وآخرون

، الطبقـات الكـربى البـن سـعد ) ٦٠٠-٤/٥٩٨(سري أعالم النبالء [ )٣٠٢-٦/٣٠٠[ (

فقيهـا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن خملد احلنظلي املروزي ، كان حمدثا )٢(ورعا ، جالس اإلمام أمحد وروى عنه ، وأخذ عن الفضيل بن عياض وسفيان

) .هـ٢٣٨-١٦١. (املسند ، التفسري : بن عيينة ، له مصنفات منها ) ]٣٨٣-١١/٣٥٨(، سري أعالم النبالء ) ١/١٠٩(طبقات احلنابلة [

) ٦/٥٧(، املغين ) ٢/٥٠٠(، بداية اتهد ) ١٤/٣٠٠(التمهيد البن عبد الرب )٣( ) .٢/٥٠٠(بداية اتهد )٤(

١٥٧


:بناء املسألة على مفهوم الشرط ****بالنظر إىل ما ذهب إليه أصحاب القول الثاين ميكن أن يسـتدل

هلم مبفهوم الشرط من اآلية ، حيث إن احلصر الذي استدلوا به هـو

° ± m ²يف حقيقته جواب الشـرط يف قولـه تعـاىل ³ ¸ ¶ µ ´ » º ¹ l

إذا أوصى :" وهلذا قال طاووس . فيفيد أا يف غري األقربني ال تصح )١(." لغري قرابته ردت الوصية إىل قرابته ونقض فعله

)٢( ."إن أوصى لغري قرابته فقد ختم عمله مبعصية :" وقال الضحاك

) .١٤/٣٠٠(التمهيد البن عبد الرب )١( ) .٣/١٠١(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٢(

١٥٨


. التبديل يف الوصية :املسألة الثالثة :حترير املسألة *

ال خالف بني العلماء يف أنه ال جيوز التبديل يف الوصية إذا كانت

m Æ Å Ä Ã Â Á É È Ç عادلة كما قال تعاىل ÊË l ، لفيفهم من هذا أنه ليس على املوصي إمث بل على املبد

ال على امليت ، فإن إمث التبديل عائد على املبدل :" وهلذا قال القرطيب )١(."املوصي خرج بالوصية عن اللوم وتوجهت على الوارث أو الويل

أما إذا كانت الوصية غري عادلة فيجب إصـالحها ؛ لقولـه تعـاىل

mL K J I H G F E D C B AMl أي ال يلحقه إمث : فال إمث عليه :" وهلذا قال ابن عباس وقتادة وغريمها

ل املذكور قبل وإن كان يف فعله تبديل ما وال بد ، ولكنه تبديل املبد )٢( ."ملصلحة ، والتبديل الذي فيه اإلمث إمنا هو تبديل اهلوى

) .٣/١١٥(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )١( ) .١١٨-٣/١١٧(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٢(

رقـم ) ٣/٤٠٠(ي بسـنده يف تفسـريه واألثر عن ابن عباس أخرجه الطرب )٣/٢٦٩٢. (

١٥٩



m F E D C B A ميكن أن يفهم من قوله تعاىل L K J I H GMl الوصية من أن من مل يصلح ما يف

خلل فإنه يلحقه اإلمث ، كما لو غري وبدل من غري جنـف أو إمث يف .وهذا هو مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلم. الوصية

١٦٠


X W mc bd k j i h g f eo n m lp v u t s r qw

} | { z y x~ b a ` _c e df g o n m l k j i h

s r q pt y x w v uz {¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } |¦ ¨ §

± ° ¯ ® ¬ « ª © º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ²l

. ) ١٨٥ -١٨٤بقرة ال( :خمتصر تفسري اآليات

يف هذه اآليات يبني تعاىل أنه افترض علينا صيام أيام معدودات كما فرضها على من قبلنا ، مث بني يف اآلية األوىل أن املـريض واملسـافر ال يصومان يف حال املرض والسفر ؛ ملا يف ذلك من املشقة عليهمـا ، بـل

م أخر ، أما الصحيح املقيم فقد كان أول األمـر يفطران ويقضيان من أياخمريا بني أن يصوم أو يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا ، فإن تطوع بأن

.أطعم أكثر من مسكني فهو خري له ، وإن صام فهو أفضل من اإلطعام مث بعد ذلك ميتدح تعاىل شهر رمضان من بني سائر الشهور بأنه اختصـه

افة إىل حصول عبادة الصوم يف هذا الشهر املبارك ، برتول القران فيه ، إضواليت هي أحد أركان اإلسالم ، فأثبت اهللا صيامه على املقيم الصحيح ،

m x w v u ونسخ بذلك ما كان من التخيري السابق فقالy l مث أعاد الترخيص بالفطر للمريض واملسافر بشرط القضاء

فيف من اهللا تعاىل ورمحة بعباده من أيام أخر ، ويف هذا الترخيص خت

١٦١


ــاىل ــال تع ــذلك ق § ¨ © m ® ¬ « ªول¯l)١(


m x w v uالشرط يف اآلية السابقة يف قولـه تعـاىل y l ويف قوله تعـاىل ،m ¡ � ~ } | {

¥ ¤ £ ¢ l ¦ .

بنـاء -فمنطوقه m v u y x w lأما قوله تعاىل

: ينص على -مبعىن من دخل عليه الشهر وهو مقيم ) v (على تفسري أن من دخل عليه الشهر وهو مقيم وجب عليه الصيام ، أقام بعد ذلـك

. أو سافر أن من مل يشهده مقيما بأن كـان حـني : وبالتايل يكون مفهوم الشرط

.حال سفره دخوله مسافرا فال جيب عليه الصوم

علم هالل الشهر وتيقن به ، يفيد : مبعىن ) v (وبناء على تفسري .أن من شهد الشهر برؤية أو علم يقني وجب عليه الصوم : املنطوق

أن من مل يشهد الشهر برؤية أو علم يقني : وبالتايل يكون مفهوم الشرط .فال جيب عليه الصوم

من شهده عـاقال بالغـا مكلفـا : مبعىن ) v (وبناء على تفسري أن من شهده جمنونا غري عاقل ، أو صغريا : فليصمه ، يكون املفهوم منه

) .١٨٤-١/١٧٩(، فتح القدير للشوكاين ) ٢٨٣-١/٢٨٠(تفسري ابن كثري )١(

١٦٢


)١( .غري بالغ ، أو كافرا غري مسلم فال جيب عليه صومه

m w v uويفيد منطوق جواب الشرط يف قولـه تعـاىل y x l : ه أن من شهد شهر رمضان فيجب عليه فيه صـوم

.من شهد رمضان فال يصوم غريه فيه :وبالتايل يكون مفهومه . فقط

} | { ~ � ¡ ¢ £ m أما قوله تعاىل ¥ ¤ l أن من كان هذا : فمفهوم جواب الشرط فيه يفيد

.حاله فال يصوم هذه األيام بل عليه صيام أيام أخر :ائل التالية ومن خالل ما سبق ميكن بناء املس

يف كل ما سبق ، وذلك عند تناول املسائل ) شهد ( سيأيت بيان من قال معاين )١(

.املتعلقة بكل معىن

١٦٣


:املسألة األوىل من شهد دخول الشهر مقيما مث سافر فيه ، هل له أن يترخص بالفطر ؟

أي شهد الشهر وهو مقيم ) v (وهذه املسألة مبنية على أن معىن رضي اهللا عنهما ، وبه قـال )٢(وعائشة )١(يف داره ، وممن قال ذا علي

)٤( .السدي وأبو جملزو )٣(عبيدة السلماين :حترير حمل الرتاع *

ال خالف يف إباحة الفطر للمسافر إن دخل عليه الشـهر وهـو يف السفر ، وإمنا حصل اخلالف فيما لو دخل عليه الشهر وهو مقيم مث سافر

)٥(بعد ذلك ، هل له أن يفطر أم جيب عليه الصوم وإن كان مسافرا ؟

) ٧٧٦١(رقم ) ٤/٢٦٩(السفر يف شهر رمضان : مصنف عبد الرزاق ، باب )١(

مصنف ابن أيب شيبة ، ماقالوا يف الرجل يدركه رمضان فيصـوم مث يسـافر ) ٩٠٠١(رقم ) ٢/٢٨٢(

.مصنف ابن أيب شيبة ، ماقالوا يف الرجل يدركه رمضان فيصوم مث يسـافر )٢( )٩٠١٠(رقم ) ٢/٢٨٣(

، برع يف الفقه أبو مسلم عبيدة بن عمرو السلماين الكويف ، من كبار التابعني )٣(وكان ثبتا يف احلديث ، أسلم قبل وفاة النيب صلى اهللا عليه وسلم عام الفـتح بأرض اليمن وال صحبة له ، أخذ عن علي وابن مسعود رضـي اهللا عنـهما

) هـ٧٢ت.(النخعي والشعيب وابن سريين وغريهم : وآخرون ، وروى عنه -٦/٩٣(ت الكربى البن سـعد ، الطبقا) ٤٤-٤/٤٠(سري أعالم النبالء [

٩٥[ ( ، ) ٣/٩٢(، املبسـوط )٤٥٠-٣/٤٤٩( جامع البيان يف تأويـل القـرآن )٤(

) .٣/١٢(، املغين ) ٢٦٣-٦/٢٦٢(اموع ) .٧/٣٧٥(الشرح الكبري )٥(

١٦٤


:املسألة أقوال العلماء يف **

:القول األول إذا شهده وهو مقيم فعليه الصوم أقام أو سافر ، وهذا قول بعـض

الصحابة كعلي وابن عباس رضي اهللا عنهم وأئمة املفسرين كما سبق بيانه :و استدلوا على ذلك

قالوا وهذا شـاهد m y x w v u lبقوله تعاىل )١( .ه أقام أو سافر حال دخوله ، وبالتايل جيب عليه صوم

:القول الثاين

، وقـول )٢(أنه إذا سافر أثناء الشهر فله الفطر ، وهذا قول اجلمهور . )٣(آخر البن عباس


} | { ~ � ¡ ¢ £ mقوله تعاىل - ١¥ ¤ l فأباح للمسافر الفطر ، والقضاء من أيـام

.أخر

، التمهيد البـن عبـد الـرب ) ٤٥٠-٣/٤٤٩( جامع البيان يف تأويل القرآن )١(

) .٧/٣٧٥(الشرح الكبري ، ) ٣/٣٠٠(، االستذكار ) ٩/٦٥(، االختيـار لتعليـل املختـار ) ٩/٦٧(املراجع السابقة ، باإلضافة للتمهيد )٢(

) .٦/٢٦٢(، اموع ) ١/١٣٤( .مصنف ابن أيب شيبة ، ماقالوا يف الرجل يدركه رمضان فيصوم مث يسـافر )٣(

)٩٠٠٢(رقم ) ٢/٢٨٢(

١٦٥


خرج رسول اهللا صلى اهللا : باس رضي اهللا عنه قال عن ابن ع - ٢عليه وسلم عام الفتح يف شهر رمضان فصام حـىت بلـغ

)٢( .مث أفطر وأفطر الناس )١(الكديد التعليل بأنه مسافر فأبيح له الفطر كما لو سافر قبل الشهر ، - ٣

واآلية حممولة على من شهد الشهر كله ، وهـذا مل يشـهد )٣( .الشهر كله

:الترجيح ***

ما ذهب إليه اجلمهور يف هذه املسألة هو الـراجح ؛ لصـحة .النصوص اليت استدلوا ا وصراحتها يف جواز ذلك ، واهللا أعلم

:وجه بناء املسألة على مفهوم الشرط ***

أي m x w v u lإذا كان املراد يف قوله تعـاىل كما قاله من سبق وبالتايل جيـب -قيم من دخل عليه الشهر وهو م

أن مـن مل : كان املفهوم املخالف منها -عليه الصيام أقام أو سافر يشهده مقيما بأن كان حني دخوله مسافرا فال جيب عليه الصـوم ،

.من مكة ، بني عسفان وأمج موضع على اثنتني وأربعني ميال: الكديد )١(

) .٣/٤٦٩(معجم البلدان : انظر إذا صام أياما من رمضان مث سافر : الصوم ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٢(

) .١٨٤٢(رقم ) ٢/٦٨٦(، جواز الصوم والفطـر يف رمضـان : الصيام ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) .١١١٣(رقم ) ٢/٧٨٤( فأكثر ، للمسافر معصية إذا كان سفره مرحلتني، ) ٣/٢٩٨(، االسـتذكار ) ٩/٦٤(التمهيد البن عبد الرب : انظر األدلة يف )٣(

) .٧/٣٧٦( ، الشرح الكبري ) ٦/٢٦٣(احملموع

١٦٦


} | mوهذا املفهوم نص عليه تعاىل بعد ذلك مباشرة فقال ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } l

م متفق عليه بني الفقهاء كما يف الشرح الكـبري ، فـال وهذا املفهوخالف يف إباحة الفطر للمسافر إن دخل عليه الشهر وهو يف السـفر

)١( .كما سبق يف حترير املسألة

) .٧/٣٧٥(الشرح الكبري )١(

١٦٧


. صوم يوم الشك :املسألة الثانية

)١( .أي علم هالل الشهر وتيقن به ): v (مما قيل يف معىن :حترير املسألة *

األصل أنه ال جيب صوم رمضان إال برؤية اهلالل ، فإن مل ير لغيم أو حنوه وجب استكمال شعبان ثالثني يوما ، وهـذا الـذي عليـه اجلمهور فال يصام رمضان إال بيقني من رؤية أو إكمال العدة ؛ لقوله

فإن غـم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، :" صلى اهللا عليه وسلم . )٢(" عليكم فأكملوا العدة ثالثني

قدمت الشام فرأيت اهلالل ليلة اجلمعة ، :" قال )٣( وملا روى كريب: مىت رأيتم اهلالل ؟ فقلت: مث قدمت املدينة ، فقال عبد اهللا بن عباس

نعم ورآه الناس فصاموا أو : أنت رأيت ؟ فقلت : فقال . ليلة اجلمعة لكنا رأيناه ليلة السبت ، فال نزال نصوم حـىت :فقال . صام معاوية

) .٣/٢٧٦(، االستذكار )٢/٦١(روح املعاين )١(: قول النيب صلى اهللا عليه وسلم : الصوم ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٢(

) .١٨١٠(رقم ) ٢/٦٧٤(إذا رأيتم اهلالل فصوموا وإذا رأيتموه فافطروا ، وجوب صوم رمضان لرؤية اهلالل : الصيام ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) ٢/٧٦٢(، وأنه إذا غم يف أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثالثني يوما ، ) .١٠٨١(رقم

ريب بن أيب مسلم اهلامشي العباسي احلجازي ، من التابعني ، أدرك عثمـان ك )٣(بن عفان ، وحدث عن ابن عباس ، وابن عمر ، وأسامة بن زيد رضـي اهللا

) . هـ٩٨ت. (سليمان بن يسار ومكحول وآخرون : عنهم ، وأخذ عنه ) ]٤٨٠-٤/٤٧٩(سري أعالم النبالء [

١٦٨


هكذا : أو ال تكتفي برؤية معاوية ؟ قال : قلت . نكمل العدة أو نراه )٢( . )١( أمرنا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

.أقوال العلماء يف صوم يوم الشك * * :اختلفوا على عدة أقوال ميكن إمجاهلا يف القولني التاليني :ل األول القويكره صوم يوم الشك إال أن يوافق يوما كان يصومه ، وبه قال عمر ، وبه قال احلنفية ، و أكثر ، و عمار بن ياسر رضي اهللا عنهم )٣(و علي

)٤( .املالكية ، والشافعية :ومما استدلوا به ما يلي

عليـه عن أيب هريرة وابن عباس رضي اهللا عنهما أن النيب صلى اهللا -١ال تقدموا الشهر بصوم يوم وال يومني إال أن يوافق صوما :" وسلم قال

وال تفطروا حـىت ، كان يصومه أحدكم ، ال تصوموا حىت تروا اهلالل )٥( ". تروه ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثالثني

بيان أن لكل بلد رؤيتهم ، وأم إذا : صيام ، باب ال: صحيح مسلم ، كتاب )١(

) .١٠٨٧(رقم ) ٢/٧٦٥(رأوا اهلالل ببلد ال يثبت حكمه ملا بعد عنهم ، -٧/٣٣١(، الشـرح الكـبري ) ١/١٧٨(، املهذب ) ٣/٢٧٦(االستذكار )٢(

٣٣٤. ( ما قالوا يف اليوم الذي يشك فيـه : قول عمر وعلي يف مصنف ابن أيب شيبة )٣(

) .٩٤٨٩(رقم ) ٢/٣٢٢(ام ، بصي، احلاوي الكـبري ) ٢/٤٩٧(، الذخرية ) ٢/٣٥(، املنتقى ) ٣/٦٣(املبسوط )٤(

)٣/٤٠٩. ( ما جاء ال تقدموا الشهر بصـوم ، : الصوم ، باب : سنن الترمذي ، كتاب )٥(

) . ٦٨٤(رقم ) ٣/٦٨(النهي عن اسـتقبال شـهر : ن البيهقي الكربى ، كتاب الصيام ، باب سن

) =٤/٢٠٧(رمضان بصوم يوم أو يومني ، والنهي عن صوم يوم الشك ،

١٦٩


هنى : روى أبو هريرة رضي اهللا عنه أن النيب صلى اهللا عليه وسلم -٢يوم الفطر ، ويوم النحر ، وأيام التشـريق ، : تة أيام عن صيام س )١( .ويوم الشك

من صام يوم : ما روي عن عمار بن ياسر رضي اهللا عنه أنه قال -٣

)٢( .الشك فقد عصى أبا القاسم

) . ٧٧٣٣(رقم = التقدم قبل شهر رمضان ، : الصيام ، باب : ب ، كتا) اتىب ( سنن النسائي

) . ٢١٧٤(رقم ) ٤/١٤٩(رقـم ) ٢/١٢٣٢(واحلديث صحيح كما يف صحيح اجلامع الصغري وزيادتـه

)٧٣٩٢. ( رقم ) ٤/١٦٠(فضل ما بني رمضان وشعبان ، : مصنف عبد الرزاق ، باب )١(

) . ٧٨٨٨(رقم ) ٤/٣٠٤(ما يكره للصائم ، : ، وباب ) ٧٣٢٠( ) .٢/٤٤٠(واحلديث ضعيف كما يف نصب الراية

النهي عن استقبال شهر رمضان بصوم يوم أو : سنن البيهقي الكربى ، باب )٢( ) .٧٧٤١(رقم ) ٤/٢٠٨(يومني ،

) ١٥٤٢(رقم ) ١/٥٨٥(املستدرك على الصحيحني ، كتاب الصوم ، .حديث صحيح على شرط الشيخني ومل خيرجاه : وقال احلاكم قول النيب صلى اهللا عليـه وسـلم إذا : و أخرج البخاري متنه يف ترمجة باب

من صام : رأيتم اهلالل فصوموا ، وإذا رأيتموه فافطروا ، وقال صلة عن عمار .) ٢/٦٧٤(، يوم الشك فقد عصى أبا القاسم

١٧٠


: القول الثاين جيوز صيامه يف اجلملة على اختالف تفصيالم يف ذلك ، روي

مر وعائشة رضي اهللا عنهم ، وبه قال أبـو حنيفـة عن علي وابن ع )١( .وأمحد بن حنبل يف رواية :ومما استدلوا به ما يلي

أن علي وعائشة رضي اهللا عنهما كانا يصومان يوم الشـك - ١لئن نصوم يوما من شعبان أحب إلينا من أن نفطر : ويقوالن

. )٢( يوما من رمضانالصيام بيوم كما روى نافع كان ابن عمر رضي اهللا عنه يتقدم - ٢

كان ابن عمر إذا مضى من شعبان تسعة وعشـرون : " قال يوما يبعث من ينظر له اهلالل ، فإن رؤي فذاك ، وإن مل يـر ومل حيل دون منظره سحاب أو قتر أصبح مفطرا ، وإن حال

)٣( .دون منظره سحاب أو قتر أصبح صائما )٤( .ون من رمضان ملا فيه من االحتياط ؛ جلواز أن يك - ٣

، املمتع يف شرح املقنع ) ١/١٣٠(، االختيار لتعليل املختار ) ٣/٦٣(وط املبس )١(

)٢/٢٣٧. ( الشهادة : الصوم ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب : انظره عن علي يف )٢(

) .٧٧٧٠(رقم ) ٤/٢١٢(على رؤية هالل رمضان ، ـ : الصيام ، باب : وسنن الدارقطين ، كتاب الل ، الشهادة على رؤيـة اهل ) ١٥(رقم ) ٢/١٧٠(

مـن : الصوم ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب : وانظره عن عائشة يف ) .٧٧٦٠(رقم ) ٤/٢١١(رخص من الصحابة يف صوم يوم الشك ،

) .٢٢(رقم ) ٢/١٦١(الصيام ، : سنن الدارقطين ، كتاب )٣( ) .٣/٤١٠(احلاوي الكبري )٤(

١٧١


وقد أجيب عن صيام علي رضي اهللا عنه بأنه إمنا صـامه ؛ ألن .شاهدا شهد باهلالل عنده ، كما روت فاطمة بنت احلسني

وأما ابن عمر رضي اهللا عنهما فإمنا يصومه ؛ ألنه يوافق يوما كان لها لو صمت السنة ك:" يصومه ، بدليل ما روي عنه أنه قال . )١("ألفطرت اليوم الذي يشك فيه

:الترجيح ***بكراهة صوم يوم : الذي أراه راجحا يف هذه املسألة القول األول

الشك إال أن يوافق يوما كان يصومه ؛ وذلك ملا اعتمدوا عليه مـن .أدلة ؛ وإلجابتهم عن أدلة أصحاب القول الثاين ، واهللا أعلم

:وجه بناء املسألة على مفهوم الشرط * ***ميكن بناء هذه املسألة على مفهوم الشرط من اآلية بنـاء علـى

مـن مل يشـهد : مبعىن الرؤية والعلم فيكون املفهوم ) v (تأويل .الشهر برؤية أو علم يقني فال جيب عليه الصوم

ومفـاد من علم هالل الشهر وتيقن به فليصـم ، :" )٢(قال األلوسي )٣( ."عدم وجوب الصوم على من شك يف اهلالل : اآلية على هذا

وهذا يصلح أن يكون دليال ملن حيرم صوم يوم الشك إضافة ملا سبق مـن .واهللا أعلم .األحاديث

) . ٣/٤١١(احلاوي الكبري : يف انظر األجوبة السابقة )١(

ما قالوا يف اليوم الذي يشك فيه صيام : وأثر ابن عمر يف مصنف ابن أيب شيبة )٢/٣٢٢. (

أبو الفضل شهاب الدين السيد حممود األلوسي ، مفيت بغداد ، له كتـاب يف )٢( ) . هـ١٢٧٠ت . (التفسري من ثالثني جزء وهو روح املعاين

) ]١/٤٤(م األعال[ ) .٢/٦٢(روح املعاين )٣(

١٧٢


.صوم اجملنون الذي أفاق أثناء شهر رمضان :املسألة الثالثة

ه عاقال ، بالغـا من شهد) : v (قال بعض العلماء يف تفسري )٢( .وقال ذا التأويل احلنفية . )١(مكلفا فليصمه

مسألة انون إذا أفاق أثناء شهر رمضان : ومما ميكن ترتيبه على هذا ، و الكافر إذا أسلم فيه ، هل جيب عليهما قضاء ما فات أم ال ؟

:املسألة حترير*

بالغ العاقل ؛ لقولـه ال خالف يف وجوب الصيام على املسلم ال

، وال خالف يف أنه ال m y x w v u lتعاىل جيب على انون الذي جن كامل الشهر ؛ لعدم مناط التكليف حيث

ومنهم اجملنـون : رفع القلم عن ثالثة :" قال عليه الصالة والسالم ، ولكن حصل اخلالف فيمن أفاق أثناء الشهر ، هل )٣(". حىت يفيق )٤(قضاء ما فات منه أم ال ؟ جيب عليه

) .٣/٤٥٤(جامع البيان يف تأويل القرآن )١( . )٣/٨٨(املبسوط )٢( ) .٢٥٦٢٧(رقم ) ٨/٢٦٣. (أخرجه أمحد يف املسند ، مسند عائشة )٣(

. يف انون يسرق أو يصيب حدا : وأبو داود يف كتاب احلدود ، باب طالق :وابن ماجه يف كتاب الطالق ، باب ، ) ٤٣٩٨(رقم ) ٤/١٣٩( ) ٢٠٤١(رقم ) ١/٦٥٨. (املعتوه والصغري والنائم . من ال يقـع طالقـه مـن األزواج : والنسائي يف كتاب الطالق ، باب ) ٥٦٢٥(رقم ) ٣/٣٦٠(من حـديث ) ٢٣٥٠(رقم )٢/٦٧(واحلاكم يف املستدرك يف كتاب البيوع

.صحيح على شرط مسلم ، ومل خيرجاه ، ووافقه الذهيب : عائشة وقال ) .٤٢٣-١/٤٢٢( بداية اتهد )٤(

١٧٣


:أقوال العلماء يف املسألة * :القول األول

أن انون لو دخل عليه شهر رمضان وهو جمنون مث أفاق أثنـاء الشهر مل يلزمه قضاء ما فات ، وهذا هو املشهور عند اجلمهور مـن

. )٣(، واحلنابلة )٢(، والشافعية )١(احلنفية : يلي ومما استدلوا به ما

ومنـهم : رفع القلم عن ثالثـة :" قوله صلى اهللا عليه وسلم -١ ". اجملنون حىت يفيق

مكلفـا -وهو السـبب -التعليل بأنه مل يكن ممن شهد الشهر -٢ . )٤(صومه

القياس على الصغري ، فإذا كان الصغر يف بعـض الشـهر مينـع -٣ )٥( .وجوب القضاء فاجلنون أوىل


جيب عليه قضاء ما مضى : )٧(وابن سريج )٦(قال اإلمام مالك

، االختيـار لتعليـل املختـار ) ٢/٨٨(، بدائع الصنائع ) ٣/٨٧(املبسوط )١(

)١/١٣٥. ( ) . ٦/٢٥١(، اموع ) ٣/٤٦٣(احلاوي الكبري )٢() ٢/٢٥٠(، املمتع يف شرح املقنع ) ٧/٣٥٤(، الشرح الكبري ) ٣/٤٦(املغين )٣(

) .٧/٣٥٤(اإلنصاف ، ) ١/١٣٥(، االختيار لتعليل املختار ) ٣/٤٥٤(جامع البيان يف تأويل القرآن )٤(

) .٣/٤٧(املغين ) .٣/٨٨(املبسوط )٥( ) .٢/٤٩٥(، الذخرية ) ١/٤٤٣(بداية اتهد )٦( ) .٣/٤٦٣(احلاوي الكبري )٧(

١٧٤


. )٢(، ووجه شاذ عند الشافعية )١(من الشهر ، وهو رواية عند احلنفية

:واستدلوا بقوهلم إن اجلنون معىن يزيل العقل فلم مينع وجوب الصوم ، كـاملغمى

)٣( .عليه

:الترجيح *** اجلمهور كما يف القول األول ؛ وذلك ملـا الراجح هنا ما ذهب إليه

.سبق من أدلتهم ، واهللا أعلم :بناء املسألة على مفهوم الشرط ****

تعليل اجلمهور كما يف دليلهم الثاين هو بعينه مفهـوم الشـرط للتأويل الذي ذكره احلنفية سابقا ، وإن كانوا ال يقولـون مبفهـوم

.الشرط كما سبق أن من شهده جمنونا غري عاقـل : الشرط على تأويلهم وهلذا فمفهوم

فال جيب عليه صومه ، وبالتايل يصلح أن يكون دليال ملن يقول مبفهوم .الشرط على هذه املسألة

) .٢/٨٨(، بدائع الصنائع ) ٣/٨٧(املبسوط )١( ) .٦/٢٥١(اموع )٢(، ) ١/٤٤٣(، بدايـة اتهـد ) ٢/٨٨(، بدائع الصنائع ) ٣/٨٨(املبسوط )٣(

) .٣/٤٦٣(، احلاوي الكبري ) ٢/٤٩٥(الذخرية

١٧٥


. أثناء شهر رمضان أسلمالذي الكافرصوم :املسألة الرابعة :حترير املسألة *

سلم ال جيب عليه قضاء ما فات من ال خالف يف أن الكافر إذا أ صيام وصالة وحنوها ؛ ملا سيأيت من أدلة القول األول ، لكـن حصـل اخلالف فيما لو أسلم أثناء شهر رمضان ، هل جيب عليه قضاء ما فات أم

)١(ال ؟ :أقوال العلماء يف املسألة

:القول األول قي من الشهر إذا أسلم الكافر يف أي وقت من رمضان صام ما ب

)٢( .وليس عليه قضاء ما مضى ، وذا قال مجهور العلماء :ومما استدلوا به ما يلي

m y x w v u t s قوله تعاىل - ١ | { zl)٣( .

)٤(." اإلسالم يهدم ما قبله:" قوله صلى اهللا عليه وسلم - ٢تبعات شيء فاآلية واحلديث يدالن على أنه ال يلحقه بإسالمه

.مما مضى ، بل إا مغفورة له أن وفد ثقيف قدموا على عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم - ٣

يف النصف من رمضان ، فأمرهم بصوم ما بقي من الشـهر ،

) .٣/٤٦(، املغين ) ٣/٨٠( املبسوط )١(، املغـين ) ٣/٤٦٢(، احلاوي الكبري )٢/٤٩٥(، الذخرية ) ٣/٨٠(املبسوط )٢(

)٣/٤٦. ( ) .٣٨(آية : سورة األنفال )٣(كون اإلسالم يهـدم مـا قبلـه ، : اإلميان ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )٤(

) .١٢١(رقم ) ١/١١٢(

١٧٦


وتأخري البيان عن وقت احلاجـة ال )١( .ومل يأمرهم بالقضاء . )٢(جيوز

:القول الثاين ه قضاء اليوم الذي أسلم فيـه ، واأليـام علي: من العلماء من قال

)٣( .املاضية من الشهر ، وممن قال ذا احلسن وعطاء : واستدلوا بقوهلم

إدراك جزء من الشهر كإدراك مجيع الشهر ، كما أن إدراك جزء من وقت الصالة بعد اإلسالم كإدراك مجيع الوقت ، والتفريط إمنا جاء منـه

)٤( .يعذر يف إسقاط القضاء بتأخري اإلسالم ، فال

:الترجيح *** الذي أراه يف هذه املسألة ما ذهب إليه اجلمهور ؛ وذلك ملا استدلوا

به من أدلة صرحية هنا ، وألن يف إجياب القضاء عليه تنفريا له من اإلسالم .وتكريهه فيه وخصوصا أنه حديث عهد به ، واهللا أعلم

الرجل يسلم يف خالل شهر : الصيام ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب )١(

.) ٨٠٩٢(رقم ) ٤/٢٦٩(رمضان ، وقال عنه ) . ٣/١٤٩(يف الكافر يسلم يف أثناء الشهر ، : باب : جممع الزوائد

.فيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس : اهليثمي ) .٣/٨٠(املبسوط )٢( ) .٣/٤٦٢(، احلاوي الكبري ) ٣/٨٠(املبسوط )٣( ) .٣/٨٠(املبسوط )٤(

١٧٧


:على مفهوم الشرط بناء املسألة ****

أي مكلفا بالغا عاقال ، فـإن غـري ) v (بناء على أن املراد من وهو املفهوم املخالف ال جيـب -ومنه الكافر الذي مل يسلم –املكلف

عليه الصيام ، وبالتايل يصلح أن يكون مفهوم الشرط ذا املعىن دليال ملن . أعلم واهللا. يقول به من أصحاب املذهب األول

١٧٨


. صوم غري رمضان يف شهر رمضان ملن له الفطر فيه:املسألة اخلامسة :حترير املسألة *

اتفق العلماء على أنه ال جيوز ملن أبيح له الفطر يف رمضـان أن يصوم غريه إن مل يكن الصوم واجبا ، واختلفوا فيما إذا كان الصيام

)١( ضاء وكفارة ، هل جيوز له صيامه فيه ؟عن واجب ، كنذر وق


ال جيوز للمريض وال املسافر أن يصوما يف رمضان : قال اجلمهور . عن نذر وال قضاء وال غريمها

:واستدلوا بقوهلم فسـه إن الفطر أبيح رخصة وختفيفا ، فإن مل يرد التخفيف عن ن

لزمه أن يأيت باألصل ، فإن نوى صوما غري رمضان مل يصح صـومه )٢( .عن رمضان وال عما نواه


.يقع ما نواه إذا كان واجبا : قال أبو حنيفة يف رواية : واستدل بقوله

إنه زمن أبيح له الفطر فيه ، فكان له صومه عن واجب عليه كغري .شهر رمضان

ن قال صاحب اإلنصاف نقـال للمسافر صوم النفل فيه ، ولك: هناك من قال )١(

) .٧/٣٧٧(االنصاف . وهو غريب بعيد : عما يف الرعاية ، ) ٦/٢٦٢(، امـوع ) ٣/٤٤٦(احلاوي الكـبري : انظر القول ودليله يف )٢(

) .٧/٣٧٧(، اإلنصاف ) ٧/٣٧٧(الشرح الكبري

١٧٩


إن الشارع رخص له ليصرفه إىل ما هو األهم عنده من الصوم : قال وأو الفطر فصار كشعبان يف حق غريه ، فلما نوى واجبا آخر علمنا أنه

)١( .األهم عنده فيقع عنه

الترجيح *** أنه ال جيوز للمريض وال : الراجح يف هذه املسألة قول اجلمهور

عن نـذر أو قضـاء أو غريمهـا مـن املسافر أن يصوما يف رمضانالواجبات سوى رمضان ؛ ملا سبق من تعليلهم ؛ وألنه الفرض احلايل

.فصيامه يف وقته أوىل من غريه ، واهللا أعلم

:وجه بناء املسألة على مفهوم الشرط *** ميكن أن يستدل ألصحاب القول األول مبفهوم الشرط من قوله

ــه m y x w v u l تعــاىل )y( فقولجواب الشرط والضمري فيه يعود على صيام شهر رمضان ، فيكـون

ال يصوم غريه ، وهذا هو مفهوم جواب الشرط : املفهوم املخالف له .الذي ميكن أن تبىن عليه املسألة

) .١/١٢٧(، االختيار لتعليل املختار ) ٣/٦١(املبسوط )١(

١٨٠


هل ينعقد صوم املسافر ؟ :املسألة السادسة

: حترير املسألة*

ز الفطر ملن دخل عليه الشهر وهو مسافر كما اتفق العلماء على جوا ، ولكن اختلفوا هل جيوز له الصوم حال سفره ويصح منه أم ال ؟ )١(سبق


:القول األول أن الفطر يف حق املسافر عزم ، وال جيوز صومه يف رمضان وال يعتد به

)٤(، وأبو هريرة )٣(وابنه )٢(اخلطابوعليه القضاء ، وممن قال ذا عمر بن

. من هذا البحث )١٦٣(صفحة )١(رقـم ) ٤/٢٧١(السفر يف شـهر رمضـان ، : مصنف عبد الرزاق ، باب )٢(

)٧٧٦٣. ( رقـم ) ٢/٢٨٢(إذا صـام يف السـفر ، : مصنف ابن أيب شيبة ، من قال

)٨٩٩٨.( مصنف ابن أيب شيبة ، ماقالوا قي الرجل يدركه رمضان مث يصوم ويسـافر ، )٣(

) . ٩٠٠٣(رقم ) ٢/٢٨٢(من اختار الصوم يف السفر إذا قوي على الصيام : سنن البيهقي الكربى ، باب

) .٧٩٦٠(رقم ) ٤/٢٤٥(رقـم ) ٢/٢٨٢(إذا صـام يف السـفر ، : مصنف ابن أيب شيبة ، من قال )٤(

)٨٩٩٦. (

١٨١


. )٢( رضي اهللا عنهم واحلسن البصري )١(وعبد الرمحن بن عوف : ومما استدلوا به على ما ذهبوا إليه ما يلي

} | { ~ � ¡ ¢ £ mظاهر قوله تعاىل -١¥ ¤ l فأمر املسافر بالصوم يف أيام أخر مطلقا ، سواء صام يف

أو مل يصم ؛ إذ اإلفطار غري مذكور يف اآلية ، وقد وقت اهللا لـه رمضانالصيام يف أيام أخر ، فإذا صام يف رمضان فقد صام قبل وقته الذي وقتـه

)٣( .اهللا له ، فال يعتد به ويلزمه القضاء )٤(" صائم يف السفر كاملفطر يف احلضرال":قوله صلى اهللا عليه وسلم -٢

.طار فقد حقق له حكم اإلف

رقـم ) ٢/٢٧٩(مصنف ابن أيب شيبة ، من كره صيام رمضان يف السـفر ، )١(

)٨٩٦٢. ( الصائم يف السفر : ذكر قوله : الصيام ، باب : الكربى ، كتاب سنن النسائي

) . ٢٢٨٤(رقم ) ٤/١٨٣(كاملفطر يف احلضر ، بـدائع ) ٣/٩١(، املبسوط ) ٤٦٣-٣/٤٦١(جامع البيان يف تأويل القرآن )٢(

، ) ٩/٦٦(، التمهيد البن عبد الرب ) ٣/٣٠٠(، االستذكار ) ٢/٩٥(الصنائع ، ) ٦/٢٦٣(، امـوع ) ٣/٤٤٥(، احلاوي الكبري )١/٤٤٣(بداية اتهد

) .٣/٤٣(املغين ) .٣/٤٣(، املغين ) ٢/٩٥(بدائع الصنائع )٣(الصائم يف السـفر : قوله : الصيام ، باب : ، كتاب ) اتىب ( سنن النسائي )٤(

) .٢٢٨٥(رقم ) ٤/١٨٣(كاملفطر يف احلضر ، ما جاء يف اإلفطـار يف السـفر ، : اب الصيام ، ب: سنن ابن ماجة ، كتاب

) .١٦٦٦(رقم ) ١/٥٣٢(الرخصة يف الصوم يف السفر ، : الصيام ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب

) . =٧٩٥٥(رقم ) ٤/٢٤٤(

١٨٢


. )١( " ليس من الرب الصوم يف السفر :"قوله صلى اهللا عليه وسلم -٣ أن رسول اهللا صلى اهللا عليه : ما ثبت عن ابن عباس رضي اهللا عنهما -٤

وسلم خرج إىل مكة عام الفتح يف رمضان ، فصام حىت بلغ الكديـد مث سول أفطر فأفطر الناس ، وكانوا يأخذون باألحدث فاألحدث من أمر ر

وهذا يدل على نسخ الصوم يف حق : قالوا . )٢( اهللا صلى اهللا عليه وسلم )٣( .املسافر


أن املسافر لو صام ومل يترخص فصيامه صحيح ، وليس عليه قضاء مـن " فـأفطر " فمن كان مريضا أو على سفر : أيام أخر ، ويف اآلية تقدير ذا قول اجلمهور ،وقال به من الصحابة وه.فعليه القضاء من أيام أخر

كما يف ضعيف . ضعيف موقوف : واحلديث ضعيف كما قال األلباين عنه =

رقـم ) ١٣١(، وضعيف سنن ابن ماجة ) ٢٢٨٤(رقم ) ٧٨(سنن النسائي ) . ٤٩٨(، وسلسلة األحاديث الضعيفة رقم ) ١٦٦٦(

قول النيب صلى اهللا عليه وسـلم : الصوم ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )١(رقـم ) ٢/٦٨٧(ليس من الرب الصوم يف السفر ، : ملن ظلل عليه واشتد احلر

)١٨٤٤. ( ) .١(هامش ) ١٦٥(سبق خترجيه ص )٢(، بـدائع الصـنائع ) ٣/٤٦٣(جامع البيان يف تأويل القرآن : انظر األدلة يف )٣(

امـوع ،) ٣/٤٤٥(، احلاوي الكبري ) ١/٤٣٩(، بداية اتهد ) ٢/٩٥(، وأورد الشافعي هلذا القول أدلة كـثرية ) ٣/٤٣(، املغين ) ٢٦٤-٦/٢٦٣(

. )٨٧-١/٨٥(احلديث اختالف )١/٥٤٧(خمتصر املزين ا يف ورد عليها كم

١٨٣


)٣( .رضي اهللا عنهم )٢(وابن عباس )١(علي :ومما استدلوا به ما يلي

سافرنا مع رسول اهللا صلى اهللا : حديث أنس رضي اهللا عنه قال - ١عليه وسلم فمنا الصائم ومنا املفطر فلم يعب املفطر على الصائم

. )٤(وال الصائم على املفطر : أن محزة بن عمرو قال يا رسول اهللا: ة رضي اهللا عنها عن عائش - ٢

إن شـئت فصـم ، وإن شـئت : أصوم يف السفر ؟ فقال له . )٥(فأفطر

رقـم ) ٤/٢٦٩(السفر يف شـهر رمضـان ، : مصنف عبد الرزاق ، باب )١(

)٧٧٦١. ( مصنف ابن أيب شيبة ، ماقالوا قي الرجل يدركه رمضان مث يصوم ويسـافر ،

) .٩٠٠١(رقم ) ٢/٢٨٢(رقـم ) ٢/٢٧٩(يف السـفر ، مصنف ابن أيب شيبة ، من كره صيام رمضان )٢(

)٨٩٦٢ . ( رقـم ) ٤/٢٤٣(الرخصة يف الصوم يف السفر : سنن البيهقي الكربى ، باب

)٧٩٤٩. ( ، بداية اتهد ) ٢/٤٨(، املنتقى ) ٢/٩٥(، بدائع الصنائع ) ٣/٩١(املبسوط )٣(

، امـوع ) ٣/٤٤٥(، احلاوي الكـبري ) ٢/٥١٢(، الذخرية ) ١/٤٣٩( ) .٢/٢٤٧(، املمتع يف شرح املقنع ) ٣/٤٣(املغين ،) ٦/٢٦٣(

جواز الفطـر والصـوم يف شـهر : الصيام ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )٤(رقـم ) ٢/٧٨٧(رمضان للمسافر معصية إذا كان سفره مرحلتني فـأكثر ،

)١١١٦. ( الصوم يف السـفر واإلفطـار ، : الصوم ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٥(

) .١٨٤١(قم ر) ٢/٦٨٦(التخيري يف الصوم والفطر يف السفر ، : الصيام ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) .١١٢١(رقم ) ٢/٧٨٩(

١٨٤


)١( .فخريه بني الصيام والفطر ، فدل على جوازه يف حق املسافر

:الترجيح *** ألة ؛ ما ذهب إليه اجلمهور يف القول الثاين هو الراجح يف هذه املس

فمن كـان ، لصراحة األدلة يف جواز ذلك ؛ وألنه األرفق حبال العبد ومن مل يكن مستطيعا وأراد الفطر ، مستطيعا وأراد الصيام فله ذلك

.فله ذلك ، واحلمد هللا على تيسريه

:وجه بنا املسألة على مفهوم الشرط ****من اآلية ميكن أن يستدل ألصحاب القول األول مبفهوم الشرط

} | { ~ � ¡ ¢ £ mمن قولـه تعـاىل ¥ ¤ l ال يصوم هذه األيام وهذه حاله ، بل : فمفهومها .عليه أيام أخر

باملعىن يف تفسريه كعلة ملن يقول ـذا )٢(وهذا املفهوم ذكره الطربيأن اهللا تعـاىل : وعلة من قال هذه املقالـة :" القول ، فقال ما نصه

، ) ١/٤٣٩(، بداية اتهد ) ٩/٦٧(التمهيد البن عبد الرب : انظر أدلتهم يف )١(

) .٣/٤٣(، املغين ) ١/١٧٨(، املهذب ) ٨٧-١/٨٦(اختالف احلديث مد بن جرير بن يزيد بن كثري الطربي ، إمام يف الفقه واإلمجـاع أبو جعفر حم )٢(

: واالختالف ، عالمة يف التاريخ ، عارف بالقراءات واللغة ، من شـيوخه حممد بن عبد امللك ، وهارون بن إسحاق ، واحلسن بن عرفة وغريهم ، ومن

ثري ، لـه أبو القاسم الطرباين ، عبد اهللا بن احلسني احلراين وخلق ك: تالميذه الرسل وامللوك املعروف بتاريخ الطربي ، جامع البيان : مصنفات بديعة منها

) .هـ٣١٠-٢٢٤.(يف تفسري القرآن ، اختالف الفقهاء ) ]٢٨٢-٢٦٧(، سري أعالم النبالء ) ١٩٢-٤/١٩١(وفيات األعيان [

١٨٥


صوم شهر m y x w v u lره فرض بقوله ذكرمضان على من شهده مقيما غري مسافر ، وجعل على مـن كـان مريضا أو مسافرا صوم عدة من أيام أخر غري أيام شهر رمضان بقوله

m ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { l فكما غري جائز للمقيم إفطار أيام شهر رمضان وصوم عـدة : قالوا

أيام أخر مكاا ؛ ألن الذي فرضه اهللا عليه بشهوده الشـهر صـوم الشهر دون غريه ، فكذلك غري جائز ملن ال يشهده مـن املسـافرين

)١(." مقيما صومه ؛ ألن الذي فرضه اهللا عليه عدة من أيام أخر

) . ٣/٤٦٣(جامع البيان يف تأويل القرآن )١(

١٨٦


X W mG F E D C B AH I L K JM U T S R Q P O NV

Y X WZ [ ^ ] \ c b a ` _ e d m l k j i h g fn q p o

v u t s r { z y x w|} f e d c b a ` _ ~g h

o n m l k j il ) ١٩٤ -١٩١البقرة ( .

:تفسري خمتصر لآليات أمر تعاىل يف هذه اآليات بقتال املشـركني يف أي مكـان ؛ ألن

الفتنة وهي الشرك أشد من القتل ، مث خصص من عمـوم األمكنـة

m T S R Q P O Nاملسجد احلرام فقال UV Y X W l Z نهى عن القتال عند املسجد احلـرام إال ف

.هم بالقتال فيه ، فحينئذ جيوز قتاهلم دفعا للصائل اأن يبدؤومث بني تعاىل أم إن تركوا القتال يف احلرم ، وأنابوا إىل اإلسالم

.وتابوا فإن اهللا ال يتعاظمه ذنب أن يغفره ، ويتوب اهللا على من تاب ال مرة أخرى من أجل دفع الشرك وهو الفتنة ؛ مث أمر تعاىل بالقت

ليكون دين اهللا هو الظاهر واملهيمن على سائر األديان ، فـإن هـم تركوا ما هم عليه من الشرك وقتال املؤمنني فكفوا عنهم ؛ فإنـه ال عدوان إال على الظاملني ، وهؤالء بعد إسالمهم وكفهم ليسوا منهم ،

.فال يعتد عليهم

١٨٧


تعاىل أم إن قاتلوكم يف الشهر احلرام وانتهكوا حرمتـه مث بني فقاتلوهم فيه مكافأة هلم وجمـازاة علـى فعلـهم ، ولـذلك قـال

m| { l كل ما منع الشـرع مـن : فاحلرمات وهيأي مساواة ، فمن هتك حرمة عليكم فلكـم أن : انتهاكه ، قصاص

أن تعتدوا يف ذلـك تنتهكوا حرمة عليه ؛ قصاصا باملثل ، وليس لكم

~ _ ` m c b aكما أكده تعاىل بعد فقال f e dg l وهذا عموم متفق عليه يف مجيع األشياء ، فلـه

االقتصاص باملثل ، إما باملباشرة إن أمكن ، أو باحلاكم حسب نـوع )١( .االعتداء

: بيان مفاهيم الشرط من اآليات السابقة

m Y X W lابقة يف قوله تعاىل الشرط يف اآليات الس

n m p oويف قولـه m d c b a ` _lويف قوله u t s r q l ويف قوله m a ` _ ~

f e d c bg l بناء على ما سبق يف تفسريها -السابقة يفيد إمجاال ومنطوق اآليات

. لينا عند املسجد احلرام فإن لنا أن نقاتله أن من قاتلنا واعتدى ع -أن من مل يقاتلنا ويعتد علينا عند املسـجد : وبالتايل يكون مفهومه

.احلرام فليس لنا أن نقاتله :وعليه ميكن بناء املسألة التالية

-٢٩٦(، تفسري ابن كثري ) ٢٥٢-٣/٢٤٢(قرآن للقرطيب اجلامع ألحكام ال )١( ) .١٩٢-١/١٩٠(، فتح القدير للشوكاين ) ٢٩٩

١٨٨


.االبتداء بالقتال يف احلرم :مسألة . حترير املسألة*

وب مقاتلة املشركني ودفعهم عـن بيضـة اتفق العلماء على وج | m بقوله تعاىل )١(اإلسالم إذا توافرت الضوابط الشرعية لذلك

� ~ } l)وقوله تعـاىل .)٢ m B AC l كما اتفقوا أيضا على أن من دخل احلرم مقاتال وبـدأ

m R Q P O N بالقتال فيه أن يقاتل ؛ لقوله تعاىل T S UV Y X W l ولكن اختلفـوا يف جـواز

االبتداء بقتاهلم يف احلرم على قولني ؛ بسبب اختالفهم يف اآلية ، هل هي حمكمة أم منسوخة ؟


أن اآلية حمكمة ، وعليه فال جيوز االبتداء بالقتال يف احلرم ، وبه ، وبعـض أتبـاع )٤(، وإليه ذهب احلنفيـة )٣(سقال جماهد وطاوو

. )٦( ، واحلنابلة )٥( املذاهب األخرى من املالكية

بأن يكون هذا بأمر إمام املسلمني ، وبعد دعوم إىل اإلسالم أو إىل إعطـاء )١(

اجلزية ، فإن أجابوا إىل أحدامها وجب الكف عنهم ، وإن امتنعـوا منـهما .ا فال يقتل منهم إال احملاربون فحينئذ يقاتلون ، وإذا قوتلو

) ١٠١-١٠٠(، السياسة الشرعية البن تيمية ) ١/١٨٨(السري الكبري : انظر ) . ٢٧٨،٢٨٠(موسوعة اإلمجاع يف الفقه اإلسالمي

) .٥(آية : سورة التوبة )٢(، اجلامع ألحكام القـرآن للقـرطيب ) ٣/٥٦٧(جامع البيان يف تأويل القرآن )٣(

)٧/١٩٥(، نيل األوطار ) ٣/٢٤٣( ) .٢/٦٢٥(حاشية ابن عابدين )٤(، مواهب ) ١/٢٠٧(، جواهر اإلكليل ) ١/١٥١(أحكام القران البن العريب )٥(

) .٣/٢٠٤(اجلليل ) .١٧٧(األحكام السلطانية أليب يعلى )٦(

١٨٩


: ومما استدلوا به ما يلي نص اآلية ، حيث يقتضي عدم البداءة بالقتال إال بعد ابتـداء - ١

.)١(اآلخر إن هذا البلد حـرام :" قوله صلى اهللا عليه وسلم يوم الفتح - ٢

السماوات واألرض ، فهو حرام حبرمة حرمه اهللا يوم خلقاهللا تعاىل إىل يوم القيامة ، وإنه مل حيل القتال فيه ألحد قبلي ، ومل حيل يل إال ساعة من هنار ، فهو حرام حبرمة اهللا إىل يوم

)٢( ". القيامةال حيل المرئ مسلم يؤمن باهللا :"قوله صلى اهللا عليه وسلم - ٣

)٣( ". واليوم اآلخر أن يسفك ا دما

:القول الثاين وبه . أن اآلية منسوخة ، وعليه فيجوز االبتداء بالقتال يف احلرم

)٤( .قال قتادة ، والشافعية

) .٣/٢٤٣(اجلامع ألحكام القران للقرطيب )١(ال حيل القتل مبكة : صار وجزاء الصيد ، باب صحيح البخاري ، أبواب اإلح )٢(

) .١٧٣٧(رقم ) ٢/٦٥١(، حترمي مكة وصيدها وخالها وشجرها : احلج ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) .١٣٥٣(رقم ) ٢/٩٨٦(ولقطتها إال ملنشد على الدوام ، ال حيل القتل مبكة : صحيح البخاري ، أبواب اإلحصار وجزاء الصيد ، باب )٣(

) .١٧٣٥(رقم ) ٢/٦٥١(، حترمي مكة وصيدها وخالها وشجرها : احلج ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) .١٣٥٤(رقم ) ٢/٩٨٧(ولقطتها إال ملنشد على الدوام ، ، احلاوي ) ٧/١٩٥(، نيل األوطار ) ٣/١٤٣(اجلامع ألحكام القران للقرطيب )٤(

) .١٤/١١٠(احلاوي الكبري

١٩٠


:ومما استدلوا به ما يلي m } | { z y xقوله تعـاىل - ١

� ~ l)وقوله )١ mC B A l .m Q P O Nوهذه ونظائرها ناسـخة لآليـة

RU T SV l )٢(. أن النيب صلى اهللا عليه وسلم دخل : عن أنس رضي اهللا عنه - ٢

مكة عام الفتح وعلى رأسه املغفر فلما نزعه جـاءه رجـل )٤(".اقتلوه :" فقال متعلق بأستار الكعبة )٣(ابن خطل: فقال

ألن قتال أهل البغي من حقوق اهللا تعاىل الـيت ال جيـوز أن - ٣فوظة يف حرمه أوىل مـن أن تكـون تضاع ، وألن تكون حم

)٥( .مضاعة فيه

بأا عامة يف أفراد األمكنة ، واآلية اليت حنـن :وقد أجيب عن اآلية بصددها خاصة يف النهي عن القتال يف مكان خمصوص ، وهو املسجد

فاقتلوا املشركني حيث وجـدمتوهم إال أن : احلرام ، فيكون التقدير

) .٥(آية : سورة التوبة )١( ) .١/٣٢١(، أحكام القرآن للجصاص ) ٢/١٤(أحكام القرآن للشافعي )٢(هو هالل بن عبد العزى بن خطل األدرمي ، الذي قتل حتت أستار الكعبة عام )٣(

الفتح ، وقتله أبو برزة رضي اهللا عنه بأمر النيب صلى اهللا عليه وسلم ، وكان .سلم وأصحابه يف شعره ابن خطل هذا يهجو رسول اهللا صلى اهللا عليه و

) .] ١/٤٧١(، االستيعاب يف معرفة األصحاب ) ٢/٤٣(اإلكمال [ دخول مكة واحلرم : صحيح البخاري ، أبواب اإلحصار وجزاء الصيد ، باب )٤(

) .١٧٤٩(رقم ) ٢/٦٥٥(بغري إحرام ، جواز دخول مكـة بغـري إحـرام ، : احلج ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) ١٣٥٧(رقم ) ٢/٩٨٩( األحكام السلطانية أليب يعلى ، ) ١٦٦(للماوردي األحكام السلطانية )٥(

)١٧٨-١٧٧. (

١٩١


فال تقتلوهم حىت يقاتلوكم فيه ، وإذا أمكن يكونوا يف املسجد احلرام .اجلمع فال نسخ

بأن هذا كان يف الساعة اليت أحلت للنيب صلى : وأجيب عن احلديث )١( .اهللا عليه وسلم ، وال حيل ألحد بعده

:الترجيح *** االبتداء بالقتال يف بعدم جواز : الذي أراه يف هذه املسألة القول

األدلة يف ذلك وقوا ، أما مدافعة من قاتل فيه ، ورد احلرم ؛ لصراحة .عدوانه فإن هذا واجب كما سيتضح يف بناء املسألة ، واهللا أعلم

: بناء املسألة على مفهوم الشرط ****ما ذهب إليه أصحاب القول األول ينبين على مفهوم الشرط من

تقاتلوهم ، وهذا هـو إن مل يقاتلوكم فال : اآلية ، حيث إن املفهوم .حترمي االبتداء بالقتال يف احلرم

ال تقاتل أحدا فيه ، فمن عـدا عليـك :" وقد فهم جماهد هذا فقال )٢( ."فقاتلك فقاتله كما يقاتلك

واآلية اليت فيها اإلذن مبقاتلة من قاتل عند املسجد :" وقال الشوكاين حال املقاتلة ، كما يدل احلرام ال تدل إال على جواز املدافعة ملن قاتل

)٣( ."على ذلك التقييد بالشروط وعلى هذا املعىن ومبثل هذا املفهوم يدل قوله تعاىل يف اآليات السابقة

m f e d c b a ` _ ~g l

) .٧/١٩٥(نيل األوطار )١( ) .٣/٥٦٨(جامع البيان يف تأويل القرآن )٢( ) .٧/١٩٥(نيل األوطار )٣(

١٩٢


وباملفهوم من هذه اآليات اتفق أكثر أهل العلم على أن من اعتـدى )١( .ه يقام عليه حدها يف احلرم جبناية توجب حدا أو قصاصا فإن

من أحدث حدثا يف احلـرم :" وهلذا قال ابن عباس رضي اهللا عنهما أقيم عليه ما أحدث فيه من شيء ، وقد أمر اهللا تعاىل بقتال من قاتل

m U T S R Q P O NV يف احلرم فقـال Y X W l ٢(." فأباح قتلهم عند قتاهلم يف احلرم(

خلالف بينهم فيمن قتل أو ارتكب جناية توجب حدا أو وإمنا حصل ا واهللا أعلم. قصاصا مث جلأ إىل احلرم ، وليس هذا موضع بسط املسألة

ـ )٢٣٨-٣/٢٣٧(زاد املعـاد ، ) ٧/١٩٥(نيل األوطار )١( نائع ، بـدائع الص

) .٩/٩٢(، املغين ) ٦/١٦٩(، التمهيد البن عبد الرب ) ٧/١١٤( ) .٧٤٦١(رقم ) ٦/٣١(أخرجه الطربي يف تفسريه بسنده )٢(

١٩٣


X W m¥ ¤ £ ¢¦ ¬ « ª © ¨ §® ¯µ ´ ³ ² ± °¶ ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸

À Ç Æ Å Ä Ã Â ÁÈ Ï Î Í Ì Ë Ê ÉÓ Ò Ñ ÐÔ Ø × Ö Õ Þ Ý Ü Û Ú Ù ßà

ã â áä ì ë ê é è ç æ åí ï î õ ô ó ò ñ ðl )١٩٦:البقرة(


، أمر سبحانه وتعاىل يف هذه اآلية بإمتام احلج والعمرة له جل وعال وذلك بإكمال أفعاهلما بعد الشروع فيهما ، فإن حصل ما يعيقه عن إمتام ذلك بأن حصر بأي نوع من أنواع احلصر من عدو ، أو مرض ، أو أي شيء آذاه فله أن يتحلل حيث أحصر ، بأن يذبح ما استيسـر

مث حيلق رأسه فيكون بـذلك -وأدناه شاة وأعاله بدنه -من اهلدي . مه قد حتلل من إحرا

مث ى سبحانه وتعاىل عن حلق الرأس ملن كان حمرمـا ، سـواء كان حمصرا أو غري حمصر حىت ينحر هديه ، أو يفرغ من أفعال احلج

. والعمرة إن كان متمتعا أو مفردا بأحدمها مث بني سبحانه أن من كان مريضا أو به أذى من رأسه ، من قمل

أن حيلق وعليه فدية مقابل ذلك على التخيري وجراح وحنو ذلك ، فلهكما بينها النيب صلى اهللا عليه وسلم لكعب بن عجرة حني رآه وهو

أيؤذيك هوام رأسك ؟ :" حمرم وقمله يتساقط على وجهه ، فقال له

١٩٤


نعم ، فأمره أن حيلق ويطعم ستة مساكني ، أو يهدي شاة ، : قال )١( ". أو يصوم ثالثة أيام

ني جل يف عاله أن من أمن ، سواء من عدو أو مرض وحنوه مث ب ومتكن من أداء املناسك ، فإن كان متمتعا بالعمرة إىل احلج فليذبح ما قدر عليه من اهلدي وأقله شاة ، فمن مل جيد هديا سواء لعدمه أو لعدم

ثالثة أيـام يف وقـت : املال فليصم عوضا عن ذلك عشرة أيام منها إذا رجع إىل أهله ، وهذا احلكم يف التمتع من اهلدي أو احلج ، وسبعة

.الصيام ملن كان من غري ساكين املسجد احلرام من أهل اآلفاق مث أمر تعاىل بتقواه فيما أمر وى ، وليعلم أنه شديد العقاب ملن

)٢( .خالف أمره وارتكب يه


§ ¨ © m « ªة يف قولـه تعـاىل الشرط يف اآلي ¬ l .

¸ m Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹وقوله Ç Æ Å l .

. m Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ô lوقوله

غزوة احلديبية ، وقول اهللا تعاىل : املغازي ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )١( رقم) ٤/١٥٣٤(، ) لقد رضي اهللا عن املؤمنني إذ يبايعونك حتت الشجرة ( )٣٩٥٤. ( جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به : احلج ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) .١٢٠١(رقم ) ٢/٨٥٩(أذى ووجوب الفدية ، -١/٣٠١(، تفسري ابن كثري ) ٣١٩-٣/٢٦٣(اجلامع ألحكام القرن للقرطيب )٢(

) .١٩٩-١/١٩٤(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٠٨

١٩٥


. m Ø × Ö Õ Þ Ý Ü Û Ú Ù ß lوقوله

. m ì ë ê é è ç æ å lوقوله

فمنطوقـه m ¬ « ª © ¨ § l(ا قوله تعاىل أم .أن من أحصر عن إمتام النسك فله أن يتحلل : يفيد

.أنه إذا مل حيصر فيجب عليه إمتام النسك : ومفهومه املخالف يفيد

¸ m À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹وأما قولـه تعـاىل Ç Æ Å Ä Ã Â Á l ن مـن أ: فمنطوقه ينص على

كان مريضا أو به أذى من رأسه جاز له أن حيلق ، وعليه الفدية مبـا . صيام ، أو صدقة ، أو نسك : شاء من

أن من مل يكن مريضا أو به أذى من رأسه فال جيوز : ومفهوم الشرط .له احللق وهو حمرم

m Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ëlوأما قوله تعاىل . أن من متتع بالنسك فيجب عليه اهلدي : على فمنطوقه ينص

.أن من مل يتمتع ال هدي عليه : وبالتايل يكون مفهوم الشرط

m Ø × Ö Õ Þ Ý Ü Û Ú Ùوأما قوله تعـاىل ß l أن من مل جيد اهلدي فعليه الصيام ، ومفهـوم : فيفيد منطوقه

جب أن يهدي ، وال جيوز له أن ينتقل أن من وجد اهلدي في: الشرط منه .إىل الصيام

أن صـيام : كذلك يفيد منطوق جواب الشرط يف هذه اآليـة على اختالفهم يف كونه قبل اإلحرام -الثالثة األيام يكون يف وقت احلج

.والسبعة إذا رجع إىل أهله -باحلج أو بعده كما سيأيت

١٩٦


الثالثة األيام ال تصام قبل وقت احلـج ، أن : وبالتايل فمفهومه املخالف . والسبعة ال تصام قبل الرجوع إىل األهل

m ì ë ê é è ç æ å lوأما قوله تعاىل أن هدي التمتع أو الصيام جيب على كل من متتـع ، : فمنطوقه يفيد

. ومل يكن من حاضري املسجد احلرام ي املسجد احلرام فال هدي أن من كان من حاضر: ومفهومه املخالف

.عليه وال صيام :ومن خالل ما سبق من مفاهيم ميكن عرض املسائل التالية

١٩٧


: املسألة األوىل

.إمتام النسك بعد الدخول فيه عند عدم اإلحصار حكم :حترير املسألة *

ـ وف ، أكثر العلماء على أن اإلحصار هو املنع سواء كان من خ : ، قال ابن عباس رضي اهللا عنهما )١(أو مرض ، أو عجز ، أو عدو

من أحرم حبج أو عمرة مث حبس عن البيت مبرض جيهده ، أو عدو " )٢( ."فعليه ما تيسر من اهلدي : وقال مرة . حيبسه فعليه قضاؤمها

)٣(.وعلى هذا فال خالف بني العلماء يف أن من أحصر له أن يتحلل أمجع أهل العلم على أن احملرم إذا أحصـره عـدو :" ن قدامة قال اب

)٤( ."ومل جيد طريقا آمنا فله التحلل ...

: بناء املسألة على مفهوم الشرط **

يـدل m ¬ « ª © ¨ § lمنطوق قوله تعاىل على جواز التحلل عند اإلحصار ، ومفهومه املخالف يدل على أنـه

جيب اإلمتام يف النسك ، وال جيوز اخلروج منه إال عند عدم اإلحصار

) .٣/٥٧(، البحر الرائق ) ٢/١٧٥(بدائع الصنائع )١( ) .١/١٩٨(فتح القدير للشوكاين )٢(

، ويف ) ٣٢٣٤(رقـم ) ٣/٢٢(واألثر أخرجه الطربي بسـنده يف تفسـريه ) .٣٢٥٤(رقم ) ٣/٢٨(

، ) ٨/٢٩٤(، امـوع ) ١/٥٣٠(، بداية اتهد ) ٢/١٧٧(بدائع الصنائع )٣( ) .٢/١٧٧(، منتهى اإلرادات ) ١/٥٣٢(مغين احملتاج

) .٣/١٧٣(املغين )٤(

١٩٨


¢ £ m بعد إمتامه ، وهذا املفهوم منصوص عليه أول اآليـة ¥ ¤¦ l ا وجوب اإلمتام بعـد الـدخول : فعند اجلميع املراد

. )١(فيهما بال خالفمن أحرم حبـج أو عمـرة : " وهلذا قال ابن عباس رضي اهللا عنهما

وذا يظهر بناء املسألة علـى . )٢( ."حيل حىت يتمهما فليس له أن .مفهوم الشرط منها ، واهللا أعلم

) .١/١٩٥(فتح القدير للشوكاين )١( ) .١/٣٠٢(تفسري ابن كثري )٢(

) .٣١٨٨(رقم ) ٣/٧(واألثر أخرجه الطربي بسنده يف تفسريه

١٩٩


: املسألة الثانية من حلق لغري عذر ، هل له التخيري يف الفدية أم جيب عليه الدم ؟

: حترير املسألة *

عره إال أمجع أهل العلم على أنه ال جيوز للمحرم أخذ شيء من ش

¸ m À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹من عذر ؛ لقوله تعـاىل Ç Æ Å Ä Ã Â Á l عـن )١(وللحديث املتفق عليه

: كعب بن عجرة رضي اهللا عنه أن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال له لعله آذاك هوام رأسك ، قال نعم يا رسول اهللا ، فقال رسول اهللا "

احلق رأسك ، وصم ثالثة أيام ، أو اطعـم : صلى اهللا عليه وسلم )٢( ." ستة مساكني ، أو انسك شاة

فدل ذلك على حترمي احللق لغري عذر ، وحصل اخلالف فيمن إذا حلق لغري عذر ، هل له التخيري يف الفدية أم جيب عليه الدم فقط ؟

:لة أقوال العلماء يف املسأ**

:القول األول أن : )٥(، والشافعية )٤(، وعند مالك )٣(ب أمحدالظاهر من مذه

من حلق لعذر أو لغري عذر مها يف الكفارة سواء ، فلهما التخري بني

) . ١(هامش ) ١٩٤(سبق خترجيه ص )١(، ) ٧/٢٤٧(، امـوع ) ١/٥٤٥(، بداية اتهد ) ١٨(اإلمجاع البن املنذر )٢(

) .٨/٣٧٧(الشرح الكبري ) .٨/٣٧٩(، اإلنصاف ) ٨/٣٧٧(، الشرح الكبري ) ١/٤٩٨(الكايف )٣( ) .١/٥٤٤(بداية اتهد )٤( ) .٧/٣٧٦(اموع )٥(

٢٠٠


.شاة ، أو صوم ثالثة أيام ، أو إطعام ستة مساكني : ومما استدلوا به ما يلي

أن احلكم ثبت يف غري املعذور تبعا له ، والتبـع ال خيـالف " - ١ )١( ".ط إلباحة احللق ال التخيري أصله وإمنا الشر

أن كل كفارة يثبت فيها التخيري إذا كان سببها مباحا " - ٢ )٢(".ثبت وإن كان حراما ككفارة اليمني والقتل وجزاء الصيد


، و أمحـد يف )٤(، والشافعي يف قـول لـه )٣(ذهب أبو حنيفة بت عليه الفدية بالدم وال ختيريإن حلق لغري عذر وج: إىل أنه )٥(رواية ختيري

: ومما استدلوا به ما يلي

¸ m Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹قوله تعاىل - ١Ç Æ Å Ä Ã Â l فإن اهللا تعاىل خـري بشـرط

)٦(.العذر ، فدل أنه ال ختيري مع عدمه )٧( .أنه ارتفاق كامل من غري ضرورة - ٢

) .١/٤٩٨(الكايف )١( ) .٧/٣٧٦(اموع )٢( ) .٢/١٩٢(بدائع الصنائع )٣( ) .٢/١٨٨(األم )٤( ) .٨/٣٧٧(الكبري ، الشرح) ١/٤٩٨(الكايف )٥( .املراجع السابقة )٦( ) .٢/١٩٢(بدائع الصنائع )٧(

٢٠١


:الترجيح *** ما ذهب إليه أصحاب -واهللا أعلم -اه يف هذه املسألة الذي أر

فمن حلق لعذر أو لغري عذر فهما يف الكفارة سواء ، : القول األول من حيث التخري بني شاة ، أو صوم ثالثة أيـام ، أو إطعـام سـتة

إن ذكـر : مساكني ؛ وذلك ملا سبق من أدلة ؛ وألنه ميكن أن يقال ا هو من باب الغالب ، فإن الغالب فـيمن املرض واألذى يف اآلية إمن

دخل يف النسك أنه ال حيلق إال من عذر ، وبالتايل فمن حلق لغري عذر . فإنه يلحق به

:بناء املسألة على مفهوم الشرط *** بعدم التخيري : من خالل األقوال واألدلة السابقة نرى أن من قال

فهوم الشرط يف اآلية يف قولـه ملن ال عذر له يف احللق بىن قوله على م

¸ m Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ تعاىل Ç Æ Å l أن من كان به أذى مـن رأسـه أو : فمنطوقها

. صيام ، أو صدقة ، أو نسك : مرض فحلق فعليه الفدية مبا شاء من أن من مل يكن به مرض أو أذى من رأسه فال جيوز لـه : ومفهومها

أنه ال جيـوز : ويؤيد هذا املفهوم اإلمجاع السابق . لق وهو حمرم احل: للمحرم أخذ شيء من شعره إال من عذر ، وبالتايل قال الفقهـاء

.بعدم جواز التخيري يف حقه ، ووجوب الدم عليه الظاهر أنه مأذون حبالق الشعر للمـرض واألذى :" كما قال الشافعي

ت عليه يف موضع الفدية الـنعم ، يف الرأس ، وإن مل ميرض فإذا جعل )١(." ال جيوز إال من النعم ما كانت موجودة : فقلت

) .٢/١٨٨(األم )١(

٢٠٢


وقد رد الشافعية على احلنفية خصوصا حينما استدلوا بالشرط يف اآلية إن هذا متسك بدليل اخلطاب وهم ال يقولون بـه ، وحنـن :" فقالوا

)١( ."نقول به ، إال أن السببية مقدمة عليه باملفهوم املخـالف : ح االستدالل مبفهوم الشرط ملن يقول وهلذا يصل

أنـه ال ختـيري يف : من أصحاب القول الثاين على ما ذهبوا إليه من الكفارة ملن حلق لغري عذر ، بل جيب عليه الدم ، وذا يظهـر أثـر

. مفهوم الشرط يف بناء املسألة ، واهللا أعلم

) .٧/٣٧٦(اموع )١(

٢٠٣


. اهلدي على املفرد حكم :املسألة الثالثة : حترير املسألة *

اتفق الفقهاء على أن املفرد ال هدي عليه ، وإمنا جيب اهلدي على

m Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ô lاملتمتع بنص اآلية ؟ )١(وإن اختلفوا فيمن هو املتمتع

:بناء املسألة على مفهوم الشرط ***

ـ m Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ëاىل منطوق قولـه تعÓ Ô l : أن املتمتع جيب عليه اهلدي .

أن غري املتمتع ال هدي عليه ، كاملفرد ، وأمـا : ومفهومه املخالف القارن فاهلدي عليه بدليل آخر ، وقد يدخل هنا حتت التمتـع كمـا

أو أن املتمتع يشمل من أحرم بالعمرة إىل احلـج : )٢(ذكر ابن كثريمتتع رسول اهللا صلى اهللا عليه : أحرم ما ؛ ألن الرواة كانوا يقولون

)٣( .وال خالف أنه ساق هديا . قرن : وآخرون يقولون . وسلم وعلى هذا فيصلح مفهوم الشرط من هذا النص أن يكون دليال علـى

.أن املفرد ال هدي عليه ، واهللا أعلم

) .١/٥٤٨(، بداية اتهد ) ٢/١٥٠(بدائع الصنائع )١(عماد الدين أبو الفداء ، إمساعيل بن عمر بن كثري الدمشقي ، حافظ كبري ، )٢(

ديث والتأريخ ، وقد اشتهر بالضـبط والتحريـر ، مـن برز يف التفسري واحل: تقي الدين بن تيمية ، وقرأ األصول على األصبهاين ، ومن مؤلفاته : شيوخه

) .هـ٧٧٤-٧٠٠. (تفسري القرآن العظيم ، جامع املسانيد ) ]٢٨٤-٢/٢٨٣(، معجم املؤلفني ) ٦/٢٣١(شذرات الذهب [

) .١/٣٠٦(تفسري ابن كثري )٣(

٢٠٤


: املسألة الرابعة .تيب يف كفارة التمتع بني اهلدي والصيام اشتراط التر

: حترير املسألة * أمجع الفقهاء على أن كفارة التمتع على الترتيب ، وأن مـن مل

. )١(جيد اهلدي فعليه الصيام

m Ø × Ö Õ Þ Ý Ü Û Ú Ùواستدلوا بقوله تعـاىل ß l ا مسعت النيب صلى ومبا ورد عن عائشة رضي اهللا عنها أ

من مل يكن معه هدي فليصم ثالثة أيـام يف :" اهللا عليه وسلم يقول احلج قبل يوم النحر ، ومن مل يكن صام تلك الثالثة األيام فليصـم

)٢( ". أيام التشريقوأما شـرط :" )٣(وهلذا بىن الفقهاء أقواهلم على هذا ، فقال الكاساين

ما استيسر من اهلـدي ، وجوبه فالقدرة عليه ؛ ألن اهللا تعاىل أوجب

) .١/٥٤٩(بداية اتهد )١() ٢/٦٠٧(من ساق البدن معـه ، : احلج ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٢(

) .١٦٠٦(رقم وجوب الدم على املتمتع ، وأنـه إذا : احلج ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

رقم ) ٢/٩٠١(عدمه لزمه صوم ثالثة أيام يف احلج وسبعة إذا رجع إىل أهله ، )١٢٢٧. (

أبو بكر بن مسعود بن أمحد الكاساين احلنفي عالء الدين ، كان مـن أئمـة )٣(احلنفية بدمشق أيام السلطان نور الدين حممود ، برع يف الفقه واألصول ، من

: حممد بن أمحد السمرقندي ، وأبو اليسر البزدوي ، ومن تالميذه : شيوخه بـدائع الصـنائع ، : ابنه حممود و أمحد بن حممود الغزنوي ، من مصـنفاته

) .هـ٥٨٧ت . ( السلطان املبني يف أصول الدين ) ]٣٢٩-٣٢٧(، تاج التراجم ) ٢٤٦-٢٤٤(طبقات احلنفية [

٢٠٥


وال وجوب إال على القادر ، فإن مل يقدر فصيام ثالثة أيام يف احلـج )١( ."وسبعة إذا رجع إىل أهله ؛ لآلية

إمنا جيوز الصيام ملن متتع بالعمرة إىل احلـج ومل جيـد : وعند املالكية )٢(.هديا

جيـد وعليه أن ال خيرج من احلج حىت يصوم إذا مل:" وقال الشافعي )٣( ."هديا

اشترط لالنتقال إىل الصيام عدم : " وفهم احلنابلة هذا من اآلية فقالوا )٤(." وجود اهلدي والقدرة عليه ، فإذا وجد ال ينتقل إىل الصوم

:بناء املسألة على مفهوم الشرط *** من خالل أقوال العلماء السابقة واملبنية على املنطوق من اآلية ، أن من مل جيد اهلدي فينتقل إىل الصـيام ، ميكـن أن : يفيد والذي

أن من وجد اهلدي فيجـب أن : وهو -يستدل مبفهوم الشرط منها : على إمجاعهم السـابق _ يهدي ، وال جيوز له أن ينتقل إىل الصيام

بأن كفارة التمتع على الترتيب ، وذا يظهر بناء املسألة على مفهوم .اهللا أعلم الشرط من اآلية ، و

) .٢/١٧٣(بدائع الصنائع )١( ) .٣/١٨٣(، التاج واإلكليل )٢/٤١٥(املدونة )٢( ) .٢/١٨٨(األم )٣( ) .٨/٣٩٠(، اإلنصاف ) ١/٥٤٩(الكايف )٤(

٢٠٦


: املسألة اخلامسةهل يشترط يف صيام الثالثة أيام يف كفارة التمتع أن تكـون بعـد

إحرام احلج ؟ : حترير املسألة *

ال خالف بني العلماء يف أنه ال جيوز أن يصوم الثالثة األيـام يف أشهر احلج قبل أن حيرم بالعمرة ، ولكن حصل اخلـالف يف جـواز

بعد اإلحرام للعمرة يف أشهر احلج وقبل اإلحرام باحلج علـى صيامها )١( .أقوال


: القول األول جيوز صيامها بعد اإلحرام للعمرة يف : )٣( واحلنابلة )٢( قال احلنفية

أشهر احلج ولو قبل أن حيرم باحلج ، على اختالف بينهم يف اشـتراط .العمرة أو قبل ذلك االنتهاء من

:ومما استدلوا به ما يلي أن اإلحرام بالعمرة أحد إحرامي التمتع ، وهو سبب لوجـود - ١

اإلحرام باحلجة ، فكان الصوم تعجيال بعد وجـود السـبب .فجاز ، وقبل وجود العمرة مل يوجد السبب فلم جيز

) .٢/١٧٣: (بدائع الصنائع )١( ) .٣/٦(، شرح فتح القدير ) ٢/١٧٣(بدائع الصنائع )٢( ) .٨/٣٩٢(، اإلنصاف ) ٨/٣٩١(الشرح الكبري )٣(

٢٠٧


ألن السنة يف حق املتمتع أن حيرم باحلج يوم التروية كما روي - ٢، وإذا كان كذلك فال ميكنه )١( عن النيب صلى اهللا عليه وسلم

صيام الثالثة األيام بعد ذلك ، وإمنا بقي له يوم واحـد ؛ ألن يوم النحر وأيام التشريق قد ي عن الصوم فيها ، فال بد من

احلكم جبواز الصوم بعد إحرام العمـرة قبـل الشـروع يف )٢(.احلج : القول الثاين

.ال جيوز صيامها حىت حيرم باحلج : قالوا )٤( والشافعية )٣( املالكية :ومما استدلوا به ما يلي

وإمنا يكون m Ø × Ö Õ Ü Û Ú Ù lقوله تعاىل - ١ .يف احلج بعد الشروع فيه وذلك باإلحرام

ألن دم املتعة دم كفارة وجب جربا للنقص ، ومـا مل حيـرم - ٢ .يظهر النقص باحلج ال

ألنه صيام واجب ، فلم جيز تقدميه عن وقت وجوبه ، كسائر - ٣ )٥( .الصيام الواجب

خرجنا مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : عن أيب سعيد رضي اهللا عنه قال )١(

ال من سـاق نصرخ باحلج صراخا ، فلما قدمنا مكة أمرنا أن جنعلها عمرة إ .اهلدي ، فلما كان يوم التروية ورحنا إىل مىن أهللنا باحلج

رقم ) ٢/٩١٤(التقصري يف العمرة ، : احلج ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )١٢٤٧. (

) ٨/٣٩١(، الشرح الكبري ) ١٧٤-٢/١٧٣(بدائع الصنائع : انظر األدلة يف )٢( ) .٨/٣٩٢(، اإلنصاف

) .١/٥٤٩(بداية اتهد )٣( ) .١/٥١٦(، مغين احملتاج ) ٧/١٨٥(اموع )٤( ) .٨/٣٩١(، الشرح الكبري ) ٧/١٨٥(اموع : انظر األدلة يف )٥(

٢٠٨


: وقد أجاب أصحاب القول األول عن االستدالل باآلية فقالوا

وقت احلج ، أو أشهر احلج ، فال بد مـن إضـمار ؛ إذ : املراد منها : ، فصار التقدير احلج ال يصلح ظرفا للصوم ، والوقت يصلح ظرفا له

فصيام ثالثة أيام يف وقت احلج أو يف أشهر احلج ، وذا تكون اآليـة )١( .حجة لنا ال علينا

:الترجيح ***

جواز صـيامها بعـد : الذي يظهر يل رجحانه يف هذه املسألة إحرامه بعمرة التمتع ملن غلب على ظنه أنه ال جيد اهلدي ؛ وذلك ملا سبق

أدلة أصحاب القول األول ، وألن صيامها وقع يف أشهر احلج كما هو من .واضح يف اجلواب عن استدالل أصحاب القول الثاين باآلية ، واهللا أعلم

: بناء املسألة على مفهوم الشرط ****من خالل ما سبق يتضح أن أصحاب القول الثاين اعتمدوا على

فصيام ثالثة أيـام : على تأويلهم الشرط من اآلية حيث إن منطوقها . بعد اإلحرام باحلج

أن ال تصام قبـل اإلحـرام : وعلى هذا يكون مفهوم الشرط منها . باحلج

.وذا يظهر انبناء املسألة على مفهوم الشرط ، واهللا أعلم

، اإلنصـاف ) ٨/٣٩١(، الشرح الكـبري ) ١٧٤-٢/١٧٣(بدائع الصنائع )١(

)٨/٣٩٢. (

٢٠٩


: املسألة السادسة هل يشترط يف صيام السبعة األيام يف كفارة التمتـع الرجـوع إىل

ألهل ؟ا

: حترير املسألة * أمجع العلماء على عدم جواز صيام السبعة األيام قبل الفراغ من

أعمال احلج ، وحصل اخلالف يف جواز صيامها بعد الفراغ من أعمـال )١( .احلج مبكة وقبل الرجوع إىل األهل على أقوال


: القول األول : )٥(، وقول عند الشـافعية )٤(، واحلنابلة )٣(، واملالكية )٢(احلنفية

.أنه جيوز صيامها بعد الفراغ من احلج مبكة ، أو يف طريقه إىل أهله :واستدلوا بقوهلم

إنه صوم واجب جاز تأخريه يف حق من يصح منه الصوم ، فجاز )٦( .تقدميه كرمضان يف حق املسافر

) .٢/١٧٤(بدائع الصنائع )١( ) .٢/١٧٤(بدائع الصنائع )٢( ) .١/٥٥٠(تهد بداية ا )٣( ) .٨/٣٩٤(، الشرح الكبري ) ١/٤٩٢(الكايف )٤( ) .١/٥١٧(، مغين احملتاج ) ٧/١٨٥(اموع )٥( .املراجع السابقة )٦(

٢١٠


:ل الثاين القوال جيوز صيامها إال بعد الرجوع : ذهب الشافعية يف قول إىل أنه

)١( .إىل األهل : واستدلوا على ذلك

أي إىل أهلـيكم ، كمـا يف m Þ Ý ß lبنص اآلية :حديث ابن عمر رضي اهللا عنهما أن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال

." يف احلج وسبعة إذا رجع إىل أهله فمن مل جيد فليصم ثالثة أيام" )٢( ". وسبعة إذا رجعتم إىل أمصاركم: " وعن ابن عباس بلفظ

: وقد أجاب أصحاب القول األول عن هذا االستدالل

بأن اهللا جوز له تأخري الصيام الواجب ختفيفا عنه ، فال مينع ذلك من سـببه فـأجزأ ، اإلجزاء قبله ؛ ألن الصوم وجد من أهله بعد وجود

)٣( .كصوم املسافر واملريض أي رجعتم من مـىن ، : وقد قال بعض أهل التأويل يف الرجوع هنا

إذا أتـى وقـت : إذا فرغتم من أفعال احلج ، وقيل : وقال بعضهم )٤( .الرجوع

) .١/٥١٧(، مغين احملتاج ) ٧/١٨٥(اموع )١(وجوب الدم على املتمتع ، وأنه إذا : احلج ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٢(

رقـم ) ٢/٩٠١(وم ثالثة أيام يف احلج وسبعة إذا رجع إىل أهله عدمه لزمه ص)١٢٢٧. (

) .٨/٣٩٤(الشرح الكبري )٣( ) .٢/١٧٤(بدائع الصنائع )٤(

٢١١


:الترجيح *** جبواز صيام السبعة األيـام : الذي يترجح يف هذه املسألة القول لفراغ من احلج مبكة أو يف طريقه إىل أهله ؛ وذلك ملا استدل به بعد ا

أصحاب القول األول ، وملا أجابوا به عما استدل به أصحاب القول من أن اهللا جوز له التأخري حىت يعود إىل أهلـه مـن بـاب : الثاين

التخفيف عليه ورفع املشقة ، فإذا صامها قبل ذلك صـح صـيامه ؛ . وجود سببه ، واهللا أعلم لوقوعه من أهله بعد

:لة على مفهوم الشرط بناء املسأ ****بالنظر إىل ما ذهب إليه الشافعية يف القول الثاين نرى أم استدلوا

أن صيامها إذا رجـع إىل : بالشرط من اآلية حيث إن منطوقها يفيد . أهله

هـوم أا ال تصام قبل الرجوع ، وهذا هو مف: ومفهومها املخالف بعدم جواز صيام السبعة األيام قبل : الشرط منها ، وعليه بنوا قوهلم

الرجوع إىل األهل ، وذا يتضح بناء املسألة على مفهوم الشرط من .اآلية ، واهللا أعلم

٢١٢


:املسألة السابعة . دي على املتمتع إذا كان من حاضري املسجد احلرام حكم اهل


ال خالف بني أهل العلم يف أن دم التمتع أو الصيام ال جيب على ؛ لقوله تعاىل بعد أن اشـترط )١(من كان من حاضري املسجد احلرام

m é è ç æ åعلى املتمتع اهلدي أو الصيام إن مل جيـده ì ë ê l. )٢(


أن هدي التمتع أو الصيام جيب على : بقة يفيد منطوق اآلية السا . كل من متتع ، ومل يكن من حاضري املسجد احلرام

أن من كان من حاضري املسجد احلـرام فـال : ومفهومها املخالف هدي عليه وال صيام ، وهذا ما نص عليه الفقهاء كمـا يف حتريـر

.املسألة ، وهو مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلم

أهل احلرم ، ومن بينهم وبينه دون مسافة القصر : حاضروا املسجد احلرام هم )١(

دون مسافة ؛ ألن احلاضر يف اللغة هو القريب ، وال يكون قريبا إال من كان .ال تقصر فيها الصالة

) .٣/٢٤٦(، املغين ) ٧/١٤٨(اموع ) .٨/١٧٠(، اإلنصاف ) ٨/١٧٦(الشرح الكبري )٢(

٢١٣


X W mr q ps x w v u tz y{ � ~ } |¡ ¥ ¤ £ ¢

¨ § ¦© ± ° ¯ ® ¬ « ªl )٢٢٢: البقرة (

:خمتصر تفسري اآلية رضي سبب السؤال يف هذه اآلية كما يف صحيح مسلم عن أنس

أن اليهود كانوا إذا حاضت املرأة فـيهم مل يؤاكلوهـا ومل : اهللا عنه جيامعوها يف البيوت ، فسأل أصحاب النيب صلى اهللا عليه وسلم عـن

mr q ps v u t...l ذلك فأنزل اهللا تعاىل )١(."اصنعوا كل شيء إال النكاح:" اآلية ،فقال عليه الصالة والسالم

اد به الزمان واملكان ، فيشمل بذلك وقت احلـيض واحمليض ير ومكان احليض وهو الفرج ، فبني اهللا أنه شيء يتأذى به برائحتـه ، وهو كناية عن القذر ، وهلذا أمر باجتناب النساء يف حمل احليض مـا دام موجودا ، وذلك بترك اامعة فيه ، ال ترك االسة ، أو املالمسة

ك جائز ، مث إذا طهـرن بانقطـاع احلـيض ، ، أو املؤاكلة فإن ذلوتطهرن باملاء بعد ذلك جاز لزوجها أن يطأها وجيامعها حيث أبـاح

اهللا وذلك يف فرجها ، مث ختم تعاىل اآلية ببيان )٢( .حمبته للتائبني من الذنوب ، واملتطهرين من اجلنابة واألحداث

جواز غسل احلائض رأس زوجهـا : احليض ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )١() ١/٢٤٦(وترجيله وطهارة سؤرها واالتكاء يف حجرها وقراءة القرآن فيه ،

) .٣٠٢(رقم ، تفسـري ابـن كـثري ) ٤٩١-٣/٤٧٤(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )٢(

) .٢٢٧-١/٢٢٥(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٤٠-١/٣٣٧(

٢١٤


:بيان مفهوم الشرط من اآلية

¢ £ ¤ ¥ ¦ mيف قوله تعاىل الشرط يف اآلية ¨ § © l على أن املراد بالتطهر هنـا االغتسـال –ومنطوقه-

. أن املرأة إذا اغتسلت بعد الطهر جاز إتياا فيما أباح اهللا : يفيد . أا إذا مل تغتسل فال جيوز إتياا : ومفهوم هذا الشرط منها

.ة ومن خالله ميكن عرض املسألة التالي

.حكم إتيان املرأة بعد انقطاع احليض وقبل الغسل :مسألة : حترير املسألة *

أمجع العلماء على حترمي مجاع املرأة أثناء احليض ؛ لقوله تعـاىل mz y x w{ � ~ } | l ــا ومل

وحصل اخلالف بينهم يف جواز )١(صح من األحاديث يف هذا الباب ،حليض وقبل الغسل على عدة أقوال ، من أبرزها ما ذلك بعد انقطاع ا

.يلي

: أقوال العلماء يف املسألة ** :القول األول

وهو عشرة أيـام -إذا انقطع الدم ألكثر احليض : قال احلنفية جاز لزوجها أن يطأها وإن مل تغتسل ، أما إذا انقطع ألقله -عندهم

)٢( .وقت صالة فال يطأها حىت تغتسل أو ميضي عليها

) .١/١١٨(، منتهى اإلرادات ) ٢/٣٥٩(، اموع ) ١/٢٠٤(البحر الرائق )١( ) .١/٢١٣(، البحر الرائق ) ٢/١٦(املبسوط )٢(

٢١٥


: ومما استدلوا به ما يلي إن املانع إمنا تعلق باحليض ، و مبجرد انقطـاع الـدم تيقنـا - ١

.خروجها من احليض ، واحلكم إذا تعلق بعلة زال بزواهلا أا كاجلنب ، فاملرأة الطاهرة إذا كانت جنبا جاز للزوج أن - ٢

.يطأها ، فكذلك هنا بعد التيقن من انقطاع الدم ما عدم جواز ذلك ألقل احليض ؛ فألن مدة االغتسال مـن أ - ٣

حيضها ، وأما بعد مضي وقت صالة ؛ فألنه مبضي الوقـت صارت الصالة دينا يف ذمتها وذلك من أحكام الطهـارات ، فثبتت صفة الطهارة به شرعا كما ثبتت باالغتسال ، ومـن

)١( .ضرورته انتفاء صفة احليض فكان له أن يقرا : ل الثاين القومن وزفر )٤(، واحلنابلة )٣(، والشافعية )٢(قال اجلمهور من املالكية

ال جيوز وطؤها مطلقا حىت تغتسل ، أو تتيمم حيث يصح : )٥(احلنفية .التيمم


) . ١/٢١٣(، البحر الرائق ) ٢/١٦( املبسوط: انظر األدلة يف )١( ) .١/٣١٩(، التاج واإلكليل ) ١/٧٢(بداية اتهد )٢( ) .٢/٣٦٦(، اموع ) ٥/٨(األم )٣( ) .١/١١٩(، منتهى اإلرادات ) ١/٢٠٥(املغين )٤( ) .٢/١٦(املبسوط )٥(

يه كبري من أبو اهلذيل زفر بن اهلذيل بن قيس العنربي التميمي ، فق: وزفر هو أصحاب أيب حنيفة وهو أكرب تالميذه ، وأسبقهم مولدا ووفاة ، وكان عاملـا عابدا ، توىل القضاء بالبصرة ، حدث عن األعمش وحجـاج بـن أرطـأة

) هـ١٥٨-١١٠. (وطبقتهم ، وروى عنه حسان الكرماين وأكثم بن حممد ، تـاج ) ١٤٢-١٤١(، طبقات احلنفية ) ٤١-٨/٣٨(سري أعالم النبالء [

) ].١٦٩(التراجم

٢١٦


¢ £ ¤ ¥ | { ~ � mنص اآلية -١¨ § ¦ l إذا اغتسلن باملاء أي : وجماهد )١(قال ابن عباس.

بـالتخفيف m � ~ } | lقـد قـرأت : وقالوا والتشديد ، فقراءة التشديد صرحية يف اشـتراط الغسـل ، وقـراءة

أن معناها أيضا يغتسلن ، : التخفيف يستدل ا من وجهني ، األول .وهذا شائع يف اللغة فيصار إليه مجعا بني القراءتني

: انقطاع الدم ، والثاين: لقة بشرطني ، أحدمها أن اإلباحة مع: والثاين تطهرهن وهو اغتساهلن ، وما علق بشرطني ال يباح بأحدمها بل ال بد

¶ ¸ m ¼ » º ¹ منهما معا ، كما يف قوله تعاىل

Ã Â Á À ¿ ¾ ½Ä l )حيث علق دفـع .)٢عند حصـول البلوغ والرشد ، وال يباح: أمواهلم إليهم بشرطني مها

)٣(.أحدمها ، فال بد منهما مجيعا ألا ممنوعة من الصالة حلدث احليض ، فلم يبح وطؤها ، كما لو -٢

)٤( .انقطع ألقل احليض :الترجيح ***

أنه ال جيوز وطؤها مطلقا قبل أن تتطهـر : الذي يظهر رجحانه أدلة القـول الثـاين بغسل أو تيمم عند وجود سببه ؛ وذلك ملا سبق من

انقطاع الدم ، و تطهرهن ، : وخصوصا أن اإلباحة معلقة بشرطني ، مها .وما علق بشرطني ال يباح بأحدمها بل ال بد منهما معا ، واهللا أعلم

).٤/٣٨٦(الطربي بسنده يف تفسريه -بنحو ماسبق -أثر ابن عباس أخرجه )١( ) .٦(آية : سورة النساء )٢(-١/١١٠(، مغين احملتـاج ) ٢/٣٧١(، اموع ) ١/٣٧٣(التاج واإلكليل )٣(

.، ) ١/٢٠٥(، املغين ) ١١١ ) .١/٢٠٥(املغين )٤(

٢١٧


:بناء املسألة على مفهوم الشرط ****بالنظر فيما استدل به أصحاب القول الثاين جند أن مـن ذلـك

¢ £ mى مفهوم الشرط يف اآلية من قوله تعاىل اعتمادهم عل¨ § ¦ ¥ ¤ © l حيث إن منطوقها على ما ذهبـوا

. فإذا اغتسلن فأتوهن : إليه إذا مل يغتسلن فال تأتوهن ، وهـذا : وعلى هذا فمفهوم الشرط منها وهو أنه ال جيوز وطؤها قبل الغسل : املفهوم هو احلكم الذي قالوا به

.مم بشرطه أو التيفـإن : " وقد نص الزركشي يف البحر احمليط على هذا املفهوم فقال

mتعلق بالغاية شرط تعلق اإلثبات ما والنفي بأحدمها كقوله تعاىل � ~ } | l وهذا غايـة ، مث قـالm £ ¢

¤ l وهذا شرط ، فال يستباح وطؤها إال بالغسـل بعـدبعدمهما أو عدم أحدمها من غاية أو انقطاع الدم ، وتنتفي االستباحة

)١( ."شرط كما استدل ذه اآلية على تعارض مفهوم الغاية ومفهـوم الشـرط

يتعارض مفهوم الغاية والشرط ، وينبغي أن ميثل لـه بقولـه :" فقال

ــاىل m� ~ ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ © lتعم الشـرط فإن مفهوم الغاية يقتضي حل القربان قبل الغسل ، ومفهو

)٢( ."يقتضي املنع قبل الغسل

) .٢/٤٨١(يط البحر احمل )١( ) .٤/٤٦٢(البحر احمليط )٢(

٢١٨


وهذا ما )١(وبني يف موضع آخر أما إذا تعارضا قدم مفهوم الشرط ،من عدم جواز الوطء قبل الغسل ، : ذهب إليه أصحاب القول الثاين

.وذا يتضح بناء املسألة على مفهوم الشرط ، واهللا أعلم

) .٢/٤٨١(البحر احمليط )١(

٢١٩


X W mW V U T S R QX [ Z Y _ ^ ] \ g f e d c b a `l

)٢٢٧- ٢٢٦: البقرة ( :خمتصر تفسري اآلية

بحانه وتعاىل أن الذين يؤلون من نسائهم بـأن حيلـف يبني س أحدهم بأن ال يطأ امرأته أكثر من أربعة أشهر ، فهذا ينتظر أربعـة أشهر من حني احللف مث يوقف ويطالب بالفيئة أو الطالق ، فإن فاء ورجع إىل بقاء الزوجية واستدامة النكاح فإن اهللا غفور رحـيم ، ال

عزم الطالق ووقع القصد له فإن اهللا مسيع يؤاخذه بتلك اليمني ، وإن )١( .لذلك عليم به


m ^ ] \ [ Z Yالشرط يف اآلية يف قوله تعاىل _ f e d c b a ` l .

وبالتايل فمنطوق ) فيهن فإن فآؤوا( وقد كانت يف قراءة ابن مسعود أن من فاء خالل األربعة أشهر فال حـرج : على هذه القراءة الشرط

.وبالتايل ال يقع الطالق أن من مل يفئ يف األربعة أشهر فقد عزم علـى : ومفهومه املخالف

.الطالق ويقع .ومن خالل هذا املفهوم ميكن عرض املسألة التالية

) .٢٣٣-١/٢٣٢(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٥١-١/٣٥٠(تفسري ابن كثري )١(

٢٢٠


: مسألة . الء إذا مل يفئ فيها وقوع الطالق بعد مضي األربعة أشهر من اإلي


ال خالف بني العلماء يف أنه إذا حلف أن ال يقرا أربعة أشـهر . فإنه يكون موليا ، فإن فاء يف األربعة أشهر فإنه يبطل اإليالء

وإمنا حصل اخلالف بينهم فيما إذا مل يفئ حىت انقضت األربعة أشهر املدة ، أم يوقف بعدها ، فإما فاء وإمـا هل تطلق عليه مبجرد مضي

)١(طلق ؟


: إىل أنه )٤(، واحلنابلة )٣(، والشافعية )٢(ذهب اجلمهور من املالكية يوقف بعد األربعة أشهر ، فإما فاء وإما طلق ، فإن أىب أن يفعل فرق

وابن عمر على الصحيح وغريمها من وذا قال علي. القاضي بينهما . )٥(الصحابة رضي اهللا عنهم


) .٢/١٦٦(بداية اتهد )١( ) .٢/٤٢٨(، حاشية الدسوقي )٢/١٦٦(، بداية اتهد ) ٦/٩٧(املدونة )٢(، تكملـة ) ٥٢-٤/٥٠(البجريمي على اخلطيـب ، حاشية) ٥/٢٦٥(األم )٣(

) .١٧/٣٣٠(اموع ) .٥/٣٧١(، الفروع ) ٧/٤٢٨(املغين )٤( ) .٢/١٦٦(بداية اتهد )٥(

٢٢١


mW V U T S R QX أن اهللا تعاىل قال - ١ ^ ] \ [ Z Yl فجعل مدة التربص حقـا

فإن فاؤوا ، والفاء للتعقيب ، فدل : للزوج ال عليه ، مث قال )١(يكون بعد مضي املدة: ؤمر به الزوج على أن الفيء الذي ي

فيـه m f e d c b a ` lقوله تعـاىل - ٢إشارة إىل أن عزمية الطالق مبا هو مسموع ، وهـو وقوعـه

)٢( .باللفظ ال بانقضاء املدة الشرطية تصري املاضي بعدها مستقبال ، فلو كانت " إن " ألن - ٣

ضي بعدها علـى مـا مطلوبة يف األربعة أشهر لبقي معىن املا )٣( .كانت عليه قبل دخوهلا ، وهو باطل

روي عن عمر ، وعثمان ، وعلي ، وابن عمر ، وعائشـة ، - ٤وبضعة عشر رجال من األنصار رضي اهللا عنهم من أصحاب النيب صلى اهللا عليه وسلم ، وعمر بن عبد العزيز ، وجماهـد

وإن ليس عليه شيء حىت يوقف: وغريهم أم كانوا يقولون )٤( .مضت األربعة أشهر فيفيء أو يطلق

، حاشية الدسـوقي ) ١٦٧-٢/١٦٦(، بداية اتهد ) ٣/٣٥٢(سبل السالم )١(

)٢/٤٢٨. ( ) .٢/١٦٧(بداية اتهد )٢( ) .٢/٤٢٨(حاشية الدسوقي )٣( ) .٥/٢٦٦(، األم ) ٦/٩٧( املدونة )٤(

عبد الـرزاق يف : وأخرج هذه اآلثار عن الصحابة السابقني رضي اهللا عنهم إىل ) ١١٦٥٧(رقـم ) ٦/٤٥٧(انقضاء األربعة أشـهر ، : مصنفه ، باب

)١١٦٦٥ . ( ) .١٢٩-٤/١٢٨(يب شيبة يف مصنفه ، ما قالوا يف املويل يوقف ، وابن أ

٢٢٢


أن اهللا تعاىل خري يف اآلية بني الفيئة والعزم علـى الطـالق ، - ٥فيكونان يف وقت واحد ، وهو بعد مضي األربعة أشهر ، فلو كان الطالق يقع مبضي املدة ، والفيئة بعدها مل يكن ختيريا ؛

لذي يصح فيه ألن حق املخري فيهما أن يقع أحدمها يف الوقت ا )١( .اآلخر كالكفارة


إن مضت األربعة أشهر ومل يفـئ فيهـا : قالوا احلنفية والثوري )٢( .طلقت تطليقة بائنة ، وبه قال ابن مسعود رضي اهللا عنه

:و مما استدلوا به ما يلي فإن فآؤوا( قراءة ابن مسعود وأيب بن كعب رضي اهللا عنهما - ١

فهن٣( ). ي(

m ^ ] \ [ Z Yأن التقسيم يف قوله تعـاىل - ٢ _ f e d c b a ` l دليل علـى أن

الفيء يف املدة ، وعزمية الطالق بعده ، كما يف قوله تعاىل

m J I H G FK l)٤( املعروف باامعة يف املدة ، أو التسريح باإلحسان واإلمساك ب

) .٣/٣٥٢(سبل السالم )١(، االختيـار لتعليـل املختـار ) ٣/١٧٦(، بدائع الصنائع ) ٧/٢٠(املبسوط )٢(

)١/٣٧. ( واألثر عن ابن مسعود رضي اهللا عنه أخرجه ابن أيب شيبة يف مصنفه ، ما قالوا

) .٤/١٢٧(امرأته فتمضي أربعة أشهر ، يف الرجل يويل من ) .٣/١٧٦(، بدائع الصنائع ) ٧/٢٠(املبسوط )٣( ) .٢٣١(آية : سورة البقرة )٤(

٢٢٣


)١( .بتركها حىت تبني مبضي املدة ألن هذه املدة مدة تربص بعد ما أظهر الزوج من نفسه أنـه - ٣

غري مريد هلا ، فتبني مبضيها ، كمدة العـدة بعـد الطـالق )٢( .الرجعي وال فرق

ابن مسعود ، وابن إمجاع الصحابة ، فإنه روي عن عثمان ، و - ٤: عباس ، وزيد بن ثابت وغريهم رضي اهللا عنهم أم قـالوا

)٣( .إذا مضت أربعة أشهر فهي تطليقة بائنة ألنه باإليالء عزم على منع نفسه من إيفائها حقها يف اجلماع - ٥

خالل املدة ، وأكد العزم باليمني ، فإذا انقضت املدة ومل يفئ عزم املؤكد بـاليمني بفعلـه ، إليها بدون عذر ، فقد حقق ال

فتأكد الظلم يف حقها فتبني منه ؛ عقوبة عليه ؛ جزاء علـى )٤( .ظلمه ، ومرمحة هلا

أن اهللا جعل مدة التربص أربعة أشهر ، والوقف يوجب الزيادة - ٦مدة اختيار الفيء أو الطالق من -على املدة املنصوص عليها

)٥( .ل فال جتوز الزيادة إال بدلي -يوم أو ساعة

) .٧/٢٠(املبسوط )١( ) .٣/١٧٧(، بدائع الصنائع ) ٧/٢٠(املبسوط )٢( ) .٣/١٧٧(بدائع الصنائع )٣(

عبد الـرزاق يف : عنهم وأخرج هذه اآلثار عن الصحابة السابقني رضي اهللا ) ١١٦٣٨(رقـم ) ٤٥٦-٦/٤٥٣(انقضاء األربعة أشهر ، : مصنفه ، باب

) .١١٦٥٣(إىل و ابن أيب شيبة يف مصنفه ، ما قالوا يف الرجل يويل من امرأته فتمضي أربعـة

) . ١٢٧-١٢٦(أشهر من قال هو طالق ، ) .٣/١٧٦(بدائع الصنائع )٤( ) .٣/١٧٦(بدائع الصنائع )٥(

٢٢٤


:الترجيح***الراجح يف هذه املسألة القول األول ؛ لصراحة األدلة علـى مـا

ذهبوا إليه ، وألن أقوى ما استدل به أصحاب القـول الثـاين هـو دعواهم إمجاع الصحابة على ذلك ، ولكن من خالل النظر يف أدلـة

أن هذا قول كثري مـن الصـحابة : القول األول جند أن من مجلتها ضوان اهللا عليهم ، بل قال به من استدل م أصحاب القول الثـاين ر

من الصحابة ، وبالتايل يسقط استدالهلم ذا اإلمجاع ؛ حيث مل يصح ثبوته عنهم ؛ إذ لو ثبت لكان فصال يف املسألة ، والذي ظهـر يل يف

أن : اجلمع بني أقوال الصحابة السابقة والـيت ظاهرهـا التعـارض لقة اليت ذكروها هي ما يكون بعد اإليقاف ، فإن فـاء املقصود بالط

وإال حسبت تطليقة ، على اختالف بينهم هل هي واحدة أو بائنة ؟ إذا مضت األربعة أشهر فلم يفـئ فهـي : " ويبني هذا قول عطاء

واحدة ، وهي أحق بنفسها وتعتد عدة املطلقة ، وليسـت بينـهما مال ، وإنه ليجب أن يؤاخـذ وراثة ، وليس هلا نفقة إال أن تكون حا

)١( ."عند انقضاء األربعة فيفيء أو يطلق ، فإن مل يفعل فهي واحدة .وذا يترجح يف نظري القول األول ، واهللا أعلم

:بناء املسألة على مفهوم الشرط ****بناء على استدالل احلنفية بقراءة ابن مسعود وأيب بن كعب رضي

ميكن أن يستدل هلم مبفهـوم الشـرط ) فيهن ن فآؤوافإ( اهللا عنهما أن من فاء خـالل : املخالف لو كانوا يقولون به ، فإن منطوق اآلية

أن : األربعة أشهر فال حرج عليه ، وبالتايل فمفهوم الشرط املخالف

مصنف ابن أيب شيبة يف مصنفه ، ما قالوا يف الرجل يويل من امرأته فتمضـي )١( ) .١٢٧( أربعة أشهر من قال هو طالق ،

٢٢٥


من مل يفئ يف األربعة أشهر فقد عزم على الطالق ويقع ، وهذا هـو آلية ، وهو عني ما ذهب إليه احلنفية ، والثوري ، مفهوم الشرط من ا

وابن مسعود رضي اهللا عنه يف قوهلم السابق ، وعليه يتضح إمكان بناء .املسألة على مفهوم الشرط ، واهللا أعلم

٢٢٦


X W ml k j i hm p o n w v u t s r q y x } | { z~ _f e d c b a `g l k j i hm

p o nq u t s rl ) ٢٢٨: البقرة (

: خمتصر تفسري اآلية ملا بني تعاىل فيما سبق حكم اإليالء ، وأن الطالق قد يقع بعد ذلك ،

شرع هنا يف بيان أحكام الطالق ، فأمر تعاىل يف هذه اآليـة املطلقـات وهو االنتظار بعد طالق زوجها : ن من ذوات األقراء بالتربص املدخول

ثالثة قروء ، والقرء يف لغة العرب مشترك بني الطهر واحلـيض ، وهلـذا االشتراك اختلف العلماء يف تعيني املراد بالقرء ، مع اتفاقهم بأن يتربصن

. ثالثة أوقات ، فهي مفسرة يف العدد جمملة يف املعدود بني سبحانه أنه ال حيل هلن أن يكتمن ما خلق اهللا يف أرحامهن من مث

حبل أو حيض، وهنا جعل القول هلن يف انقضـاء العـدة أو عـدمها ، وجعلهن مؤمتنات على ذلك إن كن يؤمن باهللا واليوم اآلخر ، ويف هـذا

. ديد ووعيد ملن تكتم ذلك أو تقول خبالفه ق برجعتهن يف مدة التربص إن كن ممن مث بني تعاىل أن أزواجهن أح

جيوز مراجعتهن، إن أرادوا من هذه املراجعة إصالح احلال ، وإن قصدوا .خالف ذلك من إضرار وتضييق فهي حمرمة

مث أبان سبحانه أن هلن من حقوق الزوجية على الرجال كما للرجال حسـن عليهن ، مبا هو معروف من عادة الناس أن يفعلوه لنسائهم مـن

العشرة ، وللرجال عليهن درجة يف القوامة ، والنفقة ، والطاعة ، وقضاء .املصاحل وغريها مما فضل اهللا به الرجال

٢٢٧


مث ختم تعاىل اآلية ببيان أنه عزيز يف انتقامه ممن عصاه وخالف أوامره ، )١( .حكيم يف أمره وشرعه وقدره سبحانه جل وعال

:ية بيان مفاهيم الشرط من اآل

m q p o n s r الشرط يف اآلية السابقة يف قوله تعـاىل y x w v u t } | { z~ l .

. m f e d c b a ` _ l وقوله

m q p o n x w v u t s r أما قوله تعاىل y } | { z~ l وز للمرأة إن كانـت أنه ال جي: فمنطوقه

.تؤمن باهللا واليوم اآلخر أن تكتم ما خلق اهللا يف رمحها أنه يباح ملن ال تؤمن باهللا واليوم : ومفهومه املخالف إذا قيل إن له مفهوما

. اآلخر أن تكتم ذلك

m e d c b a ` _ flوأما قوله تعاىل . مرأته إذا أراد بذلك اإلصالح أن البعل أحق برجعة ا: فمنطوقه

.أنه إذا مل يرد اإلصالح فال حيق له رجعتها : ومفهوم الشرط املخالف

:ومن خالل هذه املفاهيم ميكن بناء املسائل التالية

-١/٣٥٢(، تفسري ابن كـثري ) ٥٤-٤/٣٥(اجلامع ألحكام القران للقرطيب )١(

) .٢٣٦-١/٢٣٤(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٥٤

٢٢٨


:املسألة األوىل إلميان أثر يف حترمي كتمـان النسـاء مـا خلـق اهللا يف ا طشتراهل ال

؟أرحامهن

: املسألة حترير * ال خالف بني العلماء يف أنه حيرم على املرأة أن تكتم ما يف رمحها

m q p o n rأثناء العدة من حيض أو حبل ؛ لقوله تعاىل y x w v u t s } | { z~ l)ــن )١ ولك

هل اشتراط اإلميان باهللا واليوم اآلخر هنا له أثر يف احلكم ؟

:سألة على مفهوم الشرط بناء امل** شرط اإلميان باهللا واليوم اآلخر هنا يقصد منه الوعيد الشديد ملن

تكتم ما خلق اهللا يف رمحها من حيض أو حبل أثناء العدة ، والتهويل . ، وليس له مفهوم خمالف )٢(من كتمان ذلك

m y x } | { z~ l وليس قوله:" وهلذا قال القرطيب لى أنه أبيح ملن ال يؤمن أن يكتم ؛ ألن ذلك ال حيل ملن ال يؤمن ، ع

إن كنت أخي فال تظلمين ، أي فينبغي أن حيجزك : وإمنا هو كقولك )٣(."اإلميان عنه ، ألن هذا ليس من فعل أهل اإلميان

، املغـين ) ٥/٢١٣(، األم ) ٥/٣٢٩(دونة ، امل )٤/١٢٦(فتح القدير شرح )١(

)٨/٦٤ ( . )١/٢٥٤(أحكام القرآن البن العريب )٢( ) .٤/٤٦(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٣(

٢٢٩


وذا يتضح أن الشرط هنا يف التقييد باإلميان ال مفهوم له ، وإمنا مر ال املخالفة ، كما سبق بيانه عند احلـديث عـن ذكر لتفخيم األ

، فال يكون لـه )١(الشرط السادس من شروط العمل مبفهوم املخالفة . أثر يف املسألة ، واهللا أعلم

.من هذا البحث ) ٦٢(ص )١(

٢٣٠


.اشتراط إرادة اإلصالح عند الرجعة :املسألة الثانية : حترير املسألة *

مشروعية الرجعة واستحباا ، ولكـن ال خالف بني العلماء يف حصل اخلالف بينهم يف إرادة اإلصالح حني الرجعة ، هل هو شرط

.لصحتها أم ال ؟ على قولني

: أقوال العلماء يف املسألة ** : القول األول

إىل اشتراط إرادة اإلصالح حلـل )٢(وابن حزم )١(ذهب املالكية ا بتطويل العدة فال تعترب رجعة ، الرجعة ، فإذا قصد بالرجعة مضار

وال تستأنف العدة بل تبين على ما مضى ، وذا قال ابن تيمية وابـن .وغريمها )٣(القيم

، وقد حكـاه أبـو )٢/٢٥٦(أحكام القرآن البن العريب ، ) ٤/٩٨(املنتقى )١(

) .٧/٤١٠(يف املغين اخلطاب عن مالك كما نقله ابن قدامة ) .١٠/٢٥٣(احمللى )٢( ) .٣/٧٩(، إعالم املوقعني )٣/١٤١(الفتاوى الكربى )٣(

أبو عبد اهللا حممد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد الدمشقي ، : وابن القيم هو من كبار العلماء باخلالف ومذاهب السلف ، وكان حمققـا جمتهـدا ، مـن

تيمية ، والصفي اهلندي وغريهم كثري ، وتتلمذ علـى ابن : مشاخيه غري أبيه إعـالم املـوقعني ، مفتـاح دار : يديه خلق كثري ، وله مصنفات عدة منها ) .هـ٧٥١-٦٩١. (السعادة ، شفاء الغليل يف القضاء والقدر

، الفـتح املـبني ) ٦/١٦٨(، شذرات الذهب ) ١٤/٢٣٤(البداية والنهاية [ )١٦٩-٢/١٦٨ [ (

٢٣١


إذا قصد بالرجعة إصالح حاله معها :" يف هذا )١(قال ابن العريب وإزالة الوحشة بينهما ، ال على وجه اإلضرار والقطع ا عن اخلالص

)٢( ."اح فذلك له حالل ، وإال مل حتل له من ربقة النك

دل :" m f e d lيف قوله تعـاىل )٣(وقال اجلصاص على أن إباحة هذه الرجعة مقصورة على حال إرادة اإلصالح ومل يرد

m N M Lا اإلضرار ـا ، وهـو كقولـه تعـاىل Ol . )٤(

أبو بكر حممد بن عبد اهللا بن حممد ابن العريب املعافري املالكي ، من حفـاظ )١(

احلديث ، و بلغ رتبة االجتهاد يف علوم الدين برع يف األدب ، وتوىل القضاء تتلمذ على أبيه ، واإلمام املازري ، وأبو حامد الغزايل ، وأبو بكر الشاشـي

شكوال ، واإلمام السهيلي القاضي عياض ، وابن ب: وغريهم ، ومن تالميذه كتاب اخلالفيات ، احملصول يف علـم األصـول ، : وآخرون ، من مصنفاته

) .هـ٥٤٣-٤٦٨. (أحكام القرآن ، الناسخ واملنسوخ ، ) ٢٨٤-٢٨١(، الـديباج املـذهب ) ٢٩٧-٤/٢٩٦(وفيات األعيان [

) ]١٦٦-٢/١٦٢(طبقات املفسرين ) .٢/٢٥٦(أحكام القرآن البن العريب )٢(املعروف باجلصاص وهو لقب له ، إمام الرازي ، أبو بكر أمحد بن علي : هو )٣(

كبري الشأن ، سكن بغداد وعنه أخذ فقهاؤها ، وإليه انتهت رئاسة أصحاب أيب حنيفة يف وقته ، وكان مشهورا بالزهد ومل يقبل القضاء ، تفقه على أيب

أبو بكر اخلوارزمي ، : تالميذه وأيب احلسن الكرخي ، ومن ، سهل الزجاج .أصول اجلصاص ، شرح خمتصر الطحاوي : وحممد النسفي ، ومن مؤلفاته

) .هـ٣٧٠-هـ٣٠٥( ]) .٩٦(، تاج التراجم ) ٣١٥-٤/٣١٤(تاريخ بغداد [

) .٢/٦٧(أحكام القرآن للجصاص )٤(

٢٣٢


:ومما استدل به أصحاب هذا القول ما يلي ر اآلية حيث جعل اهللا الرجعة ملن أراد اإلصالح بقولـه ظاه - ١

mf e d c b a ` _ l والــذي )١(.قصد اإلضرار مل يقصد اإلصالح

أن املقاصد واالعتقادات معتربة : القاعدة الشرعية تنص على - ٢يف التصرفات والعبارات ، كما هـي معتـربة يف التقربـات

)٢( .والعبادات ، وهذه املسألة منها فإذا قصد بالرجعة اإلصالح كانت معتربة ، وترتبت أحكامها عليها ، أما إن قصد ا اإلضرار فال تعترب رجعة ، وال تترتب

.أحكامها عليها : القول الثاين

: )٤(وأمحد يف رواية )٣(ذهب األكثرون ومنهم الشافعي يف اجلديد ة ، وبالتايل يكـون شـرط أن املراد باإلصالح يف اآلية إمنا هو الرجع

حتقق اإلصالح بينه وبني اهللا تعاىل ، فلو راجعها ومل يرد اإلصـالح .فهذا بينه وبني اهللا فيكون آمثا

وقد نصر الرازي هذا الرأي ، فأورد اعتراض أصحاب القـول األول للشـرط ، " إن"إن كلمـة : فإن قيـل :" عليهم وأجاب عنه فقال

م عند انتفائه ، فيلزم إذا مل توجـد إرادة والشرط يقتضي انتفاء احلك .اإلصالح أن ال يثبت حق الرجعة

) .٧/٤١٠(، املغين ) ٧/٤٣(نيل األوطار )١(، القواعـد الفقهيـة ) ٣/٧٩(، إعالم املوقعني )٣/١٤١( الفتاوى الكربى )٢(

) .٢٥١(للندوي ، تكملة ) ٤/٢٨(، إعانة الطالبني ) ٢/١٥١(، فتح الوهاب ) ٥/٢٤٣(األم )٣(

) .١٧/٢٦٣(اموع ) .٥/٣٤١(، كشاف القناع ) ٧/٤١٠(املغين )٤(

٢٣٣


أن اإلرادة صفة باطنة ال اطالع لنا عليهـا ، فالشـرع مل : اجلواب يوقف صحة املراجعة عليها ، بل جوازها فيما بينه وبـني اهللا تعـاىل موقوف على هذه اإلرادة ، حىت إنه لو راجعها لقصد املضارة استحق

)١( ."إلمث ا

:الترجيح *** الذي يظهر يل رجحانه يف هذه املسألة ما ذهب إليه أصـحاب

من اشتراط إرادة اإلصالح حلل الرجعة وبناء أحكامها : القول األول عليها ؛ وذلك ملا سبق من أدلتهم الصرحية ، وخصوصا التنصيص على

تقوم إال على هذا اشتراط ذلك كما يف اآلية ، وألن مصاحل النكاح ال ! ، فإذا مل يرد اإلصالح فما الفائدة من الرجعة ؟

:بناء املسألة على مفهوم الشرط ****من خالل األقوال السابقة يظهر جليا أن من عمدة ما يستدل به

_ ` m aألصحاب القول األول مفهوم الشرط من اآلية f e d c b l م مبفهوم الشـرط ، عند من يقول منه

أن البعل أحق برجعـة امرأتـه إذا أراد بـذلك : حيث إن منطوقها . اإلصالح

. أنه إذا مل يرد اإلصالح فال حيق له رجعتـها : ومفهومها املخالف وقد نص على هذا املفهوم ابن تيمية وابن القيم يف معـرض التمثيـل

التصـرفات إن املقاصد واالعتقادات معتـربة يف : للقاعدة الشرعية والعبارات ، كما هي معتربة يف التقربات والعبادات فقاال بعد إيـراد

) .٦/١٠٢(تفسري الرازي )١(

٢٣٤


وذلك نص يف أن الرجعة إمنا ملكها اهللا ملن قصد الصالح : هذه اآلية )١(.دون الضرار

على من مل يقل ذا الشرط فقال بعد أن أورد )٢(وقد أنكر الصنعاينشرط إرادة اإلصـالح ، وأي وال يكون أحق برد امرأته إال ب:" اآلية

m dإرادة إصالح يف مراجعتها ليطلقها ، ومن قال إن قوله تعـاىل f e l ليس بشرط للرجعة فإن قوله خمالف لظاهر اآلية بال

)٣(".دليل فكل رجعة ال يراد :" وقال الشوكاين يف نيل األوطار عند هذه اآلية

)٤(".ا اإلصالح ليست برجعة شرعية واشترط هنا يف كون بعولة :" هذا الشرط فقال )٥( الشنقيطيواعترب

) .٣/٧٩(الم املوقعني ، إع) ٣/١٤٢(الفتاوى الكربى )١(أبو إبراهيم حممد بن إمساعيل بن صالح احلسين الصنعاين ، املعروف باألمري ، )٢(

زيد بن حممد بن احلسن ، صالح : من علماء اليمن وجمتهديها ، من شيوخه سبل السالم ، إرشاد : بن احلسني ، القاضي علي العنسي ، من أهم مصنفاته

) .هـ١١٨٢-١٠٩٩. (د النقاد إىل تيسري االجتها ) ]٦/٣٨(، األعالم ) ١٣٩-٢/١٣٣(البدر الطالع [

) .٣/٣٤٩(سبل السالم )٣()٧/٤٣( )٤. ( حممد األمني بن حممد املختار اجلكين الشنقيطي ، نشأ طالبا للعلـم فحفـظ )٥(

القرآن وكثريا من املتون صغريا ، وتفقه على مذهب مالك ، واهـتم بعلـم حىت برع فيه ، تعلم اللغة والنحو ، واملنطق وآداب البحث واملناظرة ، التفسري

األفرم بن حممد املختار ، وأمحد بن : وتتلمذ على علماء بلده مبوريتانيا ومنهم عمر وغريهم ، له تالميذ كثر حيث درس باملسـجد النبـوي ، واملعاهـد

أضواء البيـان يف : ه والكليات الشرعية بالرياض واملدينة املنورة ، من مؤلفات-١٣٢٥. (تفسري القرآن ، املذكرة يف أصول الفقه ، آداب البحث واملناظرة

) ]٦٤٤(أصول الفقه تارخيه ورجاله ) . [ هـ١٣٩٣

٢٣٥


m dالرجعيات أحق بردهن ، إرادم اإلصالح بتلك الرجعة يف قوله f e l ومل يتعرض ملفهوم هذا الشرط هنا ، وألنه صـرح

أن زوج الرجعية إذا ارجتعها ال بنية اإلصالح بـل : يف مواضع أخر ه أو حنو ذلك ، أن رجعتها حرام عليه كما بقصد اإلضرار ا لتخالع

m O N M LP Qهو مدلول النهي يف قوله تعاىل V U T S RW l )فالرجعة بقصد اإلضـرار حـرام )١

m d، كما دل عليه مفهوم الشرط املصرح بـه يف قولـه )٢(إمجاعاf e l". )٣(

ص القرآين وإن كان كما نص ابن حزم على هذا املعىن أخذا بظاهر النإمنا يكون البعل أحق بردهـا إن أراد :" ال يقول مبفهوم الشرط فقال

إصالحا بنص القران ، ومن كتمها الرد أو رد حبيث ال يبلغها فلم يرد )٤(".إصالحا بال شك ، بل أراد الفساد ، فليس ردا وال رجعة أصال

.آلية ، واهللا أعلم وذا يتضح بناء املسألة على مفهوم الشرط من ا

) .٢٣١(آية : سورة البقرة )١(هو اإلمجاع على حترمي قصد اإلضـرار ، : ما قصده الشنقيطي هنا باإلمجاع )٢(

الرجعة وعدم ترتب أحكامها عليهـا فهـذا فيـه وليس اإلمجاع على حترمي .اخلالف السابق يف هذه املسألة

) .١/١٢٧(أضواء البيان )٣( ) .١٠/٢٥٣(احمللى )٤(

٢٣٦


X W mw vx } | { z y~ � ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡

¯ ®° ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ±¾ Ã Â Á À ¿Ä Ë Ê É È Ç Æ Å

Ìl )٢٢٩: البقرة (

:تفسري اآلية خمتصريف هذه اآلية يبني سبحانه وتعاىل أن الطالق الذي تثبـت فيـه

الطلقة األوىل والثانية ، أما الثالثة فال رجعة بعدها ، : الرجعة ، مرتان ومل يقل طلقتان ؛ إشارة إىل أنه ينبغـي أن يكـون . مرتان : وقال

ج بعد الطلقـة الطالق مرة بعد مرة ال دفعة واحدة ، مث بني أن الزوالثانية خمري إما إمساك مبا هو معروف من حسن العشـرة ، وذلـك برجعتها مادامت عدا باقية ، أو يتركها حىت تنقضي عدا أو يوقع الطلقة الثالثة عليها فتبني منه ، وكل ذلـك بإحسـان مـن دون أن

.يظلمها من حقها شيئا أو يضار ا

اج أن يأخذوا مما دفعوه من املهر لنسائهم مث بني أنه ال حيل لألزو شيئا إذا كان على سبيل املضارة هلن ، إال إذا تشاقق الزوجـان ، ومل تقم املرأة حبقوق الرجل ، وأبغضته ، وأرادت مفارقته من أجل ذلك ، فلها أن تفتدي منه بشيء تبذله له ، وال حرج عليها يف ذلك ، كمـا

. )١(ما يعرف باخللع ال حرج عليه يف قبوله ، وهذا

.أن يفارق الرجل امرأته على عوض تبذله له : اخللع )١(

) .٢٤٥(املطلع على أبواب املقنع : انظر

٢٣٧


مث أوضح تعاىل أن هذه األحكام املشروعة هـي حـدوده فـال )١( .تتجاوزوها ، فإن خالفتم كنتم من الظاملني

: بيان مفهوم الشرط من اآلية

± m ¸ ¶ µ ´ ³ ² الشرط يف اآلية يف قوله تعاىل ½ ¼ » º ¹ ¾ l أنه إذا خفتم عدم إقامة : ومنطوقه يفيد

: حدود اهللا جاز أن تفتدي املرأة نفسها ، وبالتايل فمفهومه املخالف أنه إذا مل خيف من إقامة حدود اهللا و حصل االفتـداء حلقهمـا اإلمث

.واجلناح .وعليه ميكن عرض املسألة التالية

-١/٣٥٤(، تفسري ابن كـثري ) ٨٨-٤/٥٥(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )١(

) .٢٣٩-١/٢٣٨(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٦٠

٢٣٨


.حة املخالعة من عدم إقامة حدود اهللا لصوف اخلاشتراط :مسألة : حترير املسألة *

ال خالف بني العلماء يف جواز اخللع إذا خافت املرأة أن ال تؤدي حق زوجها فبذلت له عوضا ليطلقها ، وهذا ما يعرف باخللع ؛ لقوله

¾ ± m ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² تعــاىلl حديث امـرأة : ، ومنها )١(وملا صح من األحاديث يف هذا الباب

ثابت بن قيس أا جاءت إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم وقالـت يـا ما أنقم على ثابت يف دين وال خلـق ، إال أين أخـاف : رسول اهللا

أتـردين :" الكفر يف اإلسالم ، فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم )٢( ". قتهانعم ، فردا عليه ، وأمره مبفار: عليه حديقته ؟ قالت

واختلفوا يف جواز اخللع إذا كانت احلال بني الزوجني مستقيمة ، ومل ختف املرأة من أن تقيم حدود اهللا ، وتراضيا على ذلك ، هل جيـوز

هلما املخالعة ؟ :أقوال العلماء يف املسألة **

: القول األول : إىل )٥(، والشـافعية )٤(، واملالكية )٣(ذهب اجلمهور من احلنفية

.جواز اخللع من غري سبب ولو مع عدم اخلوف

) .٧/٢٤٦(، املغين ) ١٧/٦(تكملة اموع )١(اخللع وكيف الطـالق فيـه ، : الطالق ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٢(

) .٤٩٧١(رقم ) ٥/٢٠٢١( ) .٤/٢١١(، شرح فتح القدير ) ٢/٢٦٩(تبيني احلقائق )٣( ) .٢/١١٧(بداية اتهد )٤( ) .١٧/٣(تكملة اموع )٥(

٢٣٩



ــاىل - ١ ــه تع m ¡ � ~ } | { z y xقول

¢l )ب مهرها : ووجه االستدالل )١ أنه إذا جاز هلا أنمن غري أن حتصل لنفسها شيئا بإزاء ما بذل ، كان ذلـك يف

)٢( .ها أوىل اخللع الذي تصري بسببه مالكة لنفسألنه رفع عقد بالتراضي جعل لدفع الضرر ، فجاز من غـري - ٢

)٣( .ضرر ، كاإلقالة يف البيع

: القول الثاين أن اخللع ال جيوز إال : )٥(، وقال به الظاهرية )٤(ظاهر كالم أمحد

.إال بشرط اخلوف من عدم إقامة حدود اهللا : ومما استدلوا به ما يلي

� ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ m نــص اآليــة - ١¯ ® ¬ « ª © ¨ §° ´ ³ ² ±

½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ¾ Â Á À ¿ÃÄ l فالظاهرية استدلوا بظاهر اآلية ، وأمـا احلنابلـةهذا صريح يف التحرمي إذا مل خيافا أن ال يقيما حدود : فقالوا

¸ m ¶ µ ´ ³ ² ± » º ¹اهللا مث قال

) .٤(آية : سورة النساء )١( ) .٧/٢٤٨(، املغين ) ١٧/٣(تكملة اموع )٢( ) .١٧/٣(تكملة اموع )٣( ) . ٢٢/١٠(، اإلنصاف ) ٧/٢٤٨(املغين )٤( ) .١٠/٢٤٣(احمللى )٥(

٢٤٠


½ ¼¾ l ما إذا افتدت : فدل مبفهومه أن اجلناح الحق

m Ã ÂÄ Å من غري خوف ، مث غلظ الوعيد فقـال Ë Ê É È Ç Æ l. )١(

أميا امرأة سألت زوجها الطالق :" قوله صلى اهللا عليه وسلم - ٢

)٢(". من غري ما بأس فحرام عليها رائحة اجلنة

)٣(." املختلعات هن املنافقات:" عليه وسلم قوله صلى اهللا - ٣وهذا احلديث ذكره اإلمام أمحد يف مسنده حمتجا بـه علـى

)٤(.حترمي املخالعة لغري حاجة

) .٧/٢٤٨(املغين )١() ١/٦٦٢(كراهية اخللع للمرأة ، : الطالق ، باب : ، كتاب سنن ابن ماجة )٢(

) .٢٠٥٥(رقم النهي أن تسأل املرأة زوجها طالقها : الطالق ، باب : سنن الدرامي ، كتاب

) .٢٢٧٠(رقم ) ٢/٢١٦(، ) . ٢٨٠٩(رقـم ) ٢/٢١٨(الطالق ، : املستدرك على الصحيحني ، كتاب

.ووافقه الذهيب. رط الشيخني ومل خيرجاه هذا حديث صحيح على ش: وقال ) ٣/٤٢٩(ما جاء يف املختلعات ، : الطالق ، باب : سنن الترمذي ، كتاب )٣(

) .١١٨٦(رقم ما يكره للمرأة مـن : اخللع والطالق ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب

) .١٤٦٣٩(رقم ) ٧/٣١٦(مسألتها طالق زوجها ، رقم ) ٢/١١٣٣(، كما يف صحيح اجلامع الصغري وزيادته واحلديث صحيح )٦٦٨١. (

) .٧/٢٤٨(املغين )٤(

٢٤١


عن استدالل أصحاب القول وقد أجاب أصحاب القول األول إن شرط اخلوف هنا خـرج خمـرج العـادة : الثاين بالشرط فقالوا

اعث على االختالع غالبا هو الشقاق ، والنشـوز ، والغالب ؛ إذ الب )١( .واخلوف من عدم إقامة حدود اهللا ، ال أنه شرط معترب املفهوم

ذه اآلية عنـد -يف البحر احمليط -كما مثل أيضا الزركشي ومنـها أن :" ذكره للحاالت اليت ال يؤخذ فيها مبفهوم املخالفة فقال

من أحوال ما قيد به ، فيذكره لغلبتـه ، يكون الوصف هو األغلب

± m ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² كقوله تعاىل½ ¾ l ٢("وإن كانت مفاداة الزوجني جتوز مع وجود اخلوف وعدمه(

:الترجيح *** الذي أراه راجحا يف هذه املسألة ما ذهب إليه أصحاب القـول

لع إال بشرط اخلوف من عدم إقامة حدود من أنه ال جيوز اخل: الثاين اهللا ؛ وذلك لصراحة وصحة ما استدلوا به ، وإن أجاب أصـحاب القول األول عن الشرط يف اآلية بأنه من باب الغالب ، إال أن األدلة األخرى من السنة تؤكد عدم جواز ذلك من غري ما بأس ، واهللا أعلم

.وأحكم

:لشرط بناء املسألة على مفهوم ا ****يظهر من النظر يف استدالل احلنابلة يف القول الثاين بأم اعتمدوا

على مفهوم الشرط من اآلية ، حيث إن منطوقها يفيد جواز االفتداء

، شرح فـتح القـدير )٢/٢٦٩(، تبيني احلقائق ) ١/٢٧٢(تفسري البغوي )١(

)٤/٢١١. ( ) .٣/١٠٦(البحر احمليط )٢(

٢٤٢


: عند اخلوف من عدم إقامة حدود اهللا ، وبالتايل فمفهومها املخالف وهذا هو . ناح أنه إذا مل خيافا أن ال يقيما حدود اهللا حلقهما اإلمث واجل

.مفهوم الشرط من اآلية يـدل هـذا :" وهذا واضح يف استدالل احلنابلة باآلية حيث قـالوا

)١( ."مبفهومه على أن اجلناح الحق ما إذا افتدت من غري خوف وجاء يف تفسري البحر احمليط بعد أن أورد هذه اآليـة وبـني أن

وهو :" قال m ½ ¼ » º ¹ ¸ ¾ l جواب الشرط منهاأن اخللع ال جيوز إال حبضور من له احلكـم مـن : يقتضي مفهومه

مـن : سلطان أو ويل ، وخوفه ترك إقامة حدود اهللا ، وما قـالوه )٢( ."اقتضاء املفهوم وجود اخلوف صحيح ، أما احلضور فال

:وهلذ قال ابن تيمية مبينا أثر هذا الشرط بعد أن أورد اآلية أذن اهللا سبحانه يف فديتها إن خيف أن ال يقيما حـدود اهللا ؛ ألن ف"

النكاح له حدود ، وهو ما أوجب اهللا لكل من الزوجني على اآلخر ، فإن خيف أن يكون يف اجتماعهما تعد حلدود اهللا كان افتداؤها منـه

)٣( ."جائزا اهللا ومن خالل ما سبق يتبني لنا أثر هذا الشرط يف بنـاء املسـألة ، و

.أعلم

) .٧/٢٤٨(املغين )١( . )٢/٢٠٨(تفسري البحر احمليط )٢( ) .٣/٣٤٠( الفتاوى الكربى )٣(

٢٤٣


X W m× Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î ÍØ Ùå ä ã â á à ß Þ Ý Ü Û Úæ ç

í ì ë ê é èl ) ٢٣٠: البقرة ( :خمتصر تفسري اآلية

يبني تعاىل يف هذه اآلية الطلقة الثالثة وهي التسريح بإحسان بعد فيما سبق ، فإن وقع منه ذلك فقد حرمت عليه وال أن بني الطلقتني

حتل له حىت يطأها زوج آخر يف نكاح صحيح ، كما بينه النيب صلى اهللا عليه وسلم حينما سئل عن رجل طلق امرأته، فتزوجـت رجـال غريه فدخل ا ، مث طلقها قبل أن يواقعها ، أحتل لزوجهـا األول ؟

ذوق اآلخر عسيلتها وتـذوق ال حتل لزوجها األول حىت ي:" فقال )١( ". عسيلته

فإن طلقها الزوج الثاين بعد وطئها ، فال جناح عليها وعلى الـزوج األول أن يرجع كل واحد منهما لصاحبه إن ظنا أن يتعاشرا باملعروف

.ويقيما حقوق الزوجية بينهما مث بني أن هذه احلدود هي شرائعه وأحكامه يوضـحها لقـوم

.)٢(يعلمون

من أجاز طالق الثالث لقولـه : الطالق ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )١(

) ٥/٢٠١٤(، ) الطالق مرتان فإمساك مبعروف أو تسريح بإحسـان ( تعاىل ) .٤٩٦٠(رقم

ال حتل املطلقة ثالثا ملطلقها حـىت : النكاح ، باب : صحيح مسلم ، كتاب رقـم ) ٢/١٠٥٥(ارقها وتنقضـي عـدا ، تنكح زوجا غريه ويطأها مث يف

)١٤٣٣. ( -١/٣٦٢(، تفسري ابن كـثري ) ٩٩-٤/٨٨(اجلامع ألحكام القران للقرطيب )٢(

) .١/٢٣٩(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٦٦

٢٤٤


: بيان مفاهيم الشرط من اآلية

m Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í الشرط يف اآلية يف قوله تعـاىل × Ö Õ ÔØ l .

m ä ã â á à ß Þ Ý Ü Û Ú Ùوقوله åæ l

m Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í أما قوله تعـاىل ×Ø l يفيد –هي الثالثة على أن هذه الطلقة –فمنطوقها :

أنه إذا طلقها الثالثة فإا حترم عليه رجعتها إال بعد أن تنكح زوجـا . غريه

أنه إذا طلقها دون الثالث حتل لـه رجعتـها يف : ومفهومه املخالف .العدة أو بعدها ، وإن مل تنكح غريه

m á à ß Þ Ý Ü Û Ú Ùوأما قوله تعاىل ã âå äæ l أن املطلقة من زوجها الثاين حتـل : فمنطوقه

.لزوجها األول بشرط ظن إقامة حدود اهللاأن املطلقة من زوجها الثاين ال حتل لزوجها : ومفهوم الشرط املخالف

. األول إن ظنا عدم إقامة حدود اهللا :ومن خالل املفاهيم السابقة ميكن عرض املسائل التالية

٢٤٥


: وىلاملسألة األرجعة املطلقة دون ثالث إذا كانت مدخوال ا يف العـدة أو حكم

.بعدها : حترير املسألة *

أمجع العلماء على أن الرجل إذا طلق امرأته دون ثالث فإن لـه رجعتها ما دامت يف العدة دون عقد جديد ودون مهر؛ لقوله تعـاىل

ml k j i hm q p o n t s r y x w v u } | { z~ _

f e d c b a `g l )وقوله )١ ، mw vx } | { z y~ l )أما إذا انقضت العدة فله )٢

)٣( .رجعتها بعقد جديد ومهر جديد

) .٢٢٨(آية : سورة البقرة )١( ) .٢٢٩(آية : سورة البقرة )٢( ) .٧/٣٩٧(، املغين ) ٢/١٤٣(بداية اتهد )٣(

٢٤٦



mÐ Ï Î Í Ó Ò Ñ املقصود بالطلقة يف قوله تعاىل × Ö Õ ÔØ l هي الطلقة الثالثة ، وعليه فيكون منطـوق

أنه إذا طلقها الثالثة فإا حترم عليه رجعتها إال بعد أن تـنكح : اآلية . زوجا غريه

أنه إذا طلقها دون الثالث فإنه حيل لـه : واملفهوم املخالف من هذا .ه رجعتها يف العدة أو بعدها ، وإن مل تنكح غري

وهذا املفهوم هو ما يدل عليه إمجاع العلماء السابق يف حترير املسـألة

m i hواملبين على املنطوق من قولـه تعـاىل l k jm q p o n w v u t s r

y x } | { z~ e d c b a ` _fg l )١(

لقته مبا دون الثالث يف أن له أن ينكح مط: وهلذا جاء يف البحر الرائق معلق بالطلقة الثالثة فينعدم -أي الرجعة –العدة وبعدها ؛ ألن زواهلا

)٢( .قبلها –أي التحرمي –

m Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í والشرط يف قوله تعاىل × ÖØ l بعد )٣(عرب به عن السبب فقد قال العز بن عبد السالم

) .٢٢٨(آية : سورة البقرة )١( ) .٤/٦١(البحر الرائق )٢(

أبو حممد عبد العزيز بن عبد السالم بن أيب القاسم بن حسن السـلمي :هو )٣(عز الدين وسلطان العلماء ، فقيه أصويل مفسر ، ولد ونشـأ ، الدمشقي الشافعي

= نفات مص ، لهوأكثرهم تأثرا به بدمشق ، وهو من أكرب تالميذ اآلمدي

٢٤٧


)١(." شك أن الطالق الثالث سبب لتحرميها وال:" أن مثل ذه اآلية .وذا يظهر بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلم

=بقواعد األحكام يف مصـاحل األنـام القواعد الكربى املعروف : عديدة منها =

والقواعد الصغرى املعروف بالفوائد يف اختصار القواعد ، ومها أول مـا مجـع يف ) .هـ٦٦٠ -هـ٥٧٧( مقاصد الشريعة

كربى البـن ، طبقات الشافعية ال) ١٠٩، ٢/٨٠(طبقات الشافعية البن شهبة [ حسن احملاضـرة ، ) ١٣/١٧٦(، البداية والنهاية ) ٢١٥-٨/٢٠٩(السبكي

]) . ٣١٦-١/٣١٤(للسيوطي ) .٢/٨٩(قواعد األحكام يف مصاحل األنام )١(

٢٤٨


:املسألة الثانية .اشتراط ظن إقامة حدود اهللا لصحة النكاح من الزوج األول


املعتمدة فيها مما هو بني من أئمة املذاهب وكتب الفقه -مل أجد من تكلم عن هذا الشرط خبصوصه أو أفرده مبسألة تـبني أن -يدي

جواز أن تنكح الرجل األول بعد طـالق الثـاين : هذا الشرط وهو بشرط ظن إقامة حدود اهللا معترب ، إال أنين وجدت من تكلم يف ذلك

ـ : من علماء التفسري وغريهم حيث ذكروا ذا أنه ال بد من تـوفر هالشرط ، وهو ظن إقامة حدود اهللا ؛ ليصح النكاح من الزوج األول

.وذلك كما يلي

: لة أقوال العلماء يف املسأ**

m á àlيف تفسريه بعد أن بني أن قوله تعاىل )١(ذكر أبو حيان طـالق : أحدمها : أن جواز التراجع موقوف على شرطني : شرط

هما إقامة حدود اهللا ، ومفهـوم الشـرط ظن: الزوج الثاين ، واآلخر )٢( .الثاين أنه ال جيوز التراجع إن مل يظنا

أبو عبد اهللا حممد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان األندلسي ، إمـام )١(

مث انتقل إىل الشافعية ، النحو ، والتفسري ، واحلديث ، كان ظاهري املذهب أبو جعفر بن الزبري ، واء الدين بن النحاس ، : بلغ شيوخه األربعمائة ومنهم

البحر احمليط يف التفسري ، التذكرة يف اللغة ، : وبلغت مصنفاته اخلمسني منها ) .هـ٧٤٥-٦٥٢. (شرح التسهيل

ية الكربى البن ، طبقات الشافع) ٧٠-٣/٦٧(طبقات الشافعية البن شهبة [ ) ] ٣٠٧-٩/٢٧٩(السبكي

) .٢/٢١٢(تفسري البحر احمليط )٢(

٢٤٩


املقاصـد : أثناء احلديث عن قاعدة -وبني ابن تيمية وابن القيم واالعتقادات معتربة يف التصرفات والعبارات كما هـي معتـربة يف

´ ± m ³ ²بعد أن أوردا قوله تعاىل -التقربات والعبادات ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ¾ l )ــه )١ m Î Í وقول

× Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð ÏØ l أن اهللا تعاىل قد بـني أناخللع املأذون فيه ، والنكاح املأذون فيه إمنا يباح إذا ظنـا أن يقيمـا

)٢( .حدود اهللا ونص على اعتبار هذا الشرط أيضا ابن تيمية ، فبعـد أن بـني لقة الثالثة ، وأن اهللا ذكر أا إذا نكحت زوجا غريه مث طلقها فلها الط

فإمنا أباح :" أن تراجع زوجها األول إن ظنا أن يقيما حدود اهللا قال وإمنا شرط هذا الشرط ؛ ألنه ... معاودا له إذا ظنا إقامة حدود اهللا

)٣( ."قد أخرب عنهما أما كانا خيافان أن ال يقيما حدود اهللا

وممن ذكر أن هلذا الشرط مفهوما ، ولكنه غري معتـرب اإلمـام يف اللغة للشرط ، واملعلق بالشرط ) إن ( كلمة : " الرازي حيث قال

عدم عند عدم الشرط ، فظاهر اآلية يقتضي أنه مىت مل حيصـل هـذا الظن مل حيصل جواز املراجعة ، لكنه ليس األمر كذلك ، فإن جـواز

: ابت سواء حصل هذا الظن أو مل حيصل ، إال أنا نقـول املراجعة ثليس املراد أن هذا شرط لصحة املراجعة ، بل املراد أنه يلزمهم عنـد

) .٢٢٩(آية : سورة البقرة )١( ) .٣/٧٩(، إعالم املوقعني ) ٣/٣٤٠(الفتاوى الكربى )٢( ) .٣/٣٤٠(الفتاوى الكربى )٣(

٢٥٠


املراجعة بالنكاح اجلديد رعاية حقوق اهللا تعاىل ، وقصـد اإلقامـة )١(." حلدود اهللا وأوامره

:الترجيح ***

معترب ملا سبق من أقوال أن هذا الشرط –واهللا أعلم –الذي أراه هنا األئمة السابقني يف ذلك ؛ وألن مصاحل النكاح ال تقوم إال إذا أقيمت حدود اهللا يف النكاح من قبل الزوجني ، فإذا مل يتراجعا على ذلك فما

! الفائدة من ذلك إذن ؟

: بناء املسألة على مفهوم الشرط ****من زوجهـا الثـاين حتـل منطوق اآلية السابقة يبني أن املطلقة

.لزوجها األول بشرط ظن إقامة حدود اهللا يفيد عدم جواز املراجعة لزوجها األول إن ظنا : ومفهومها املخالف

. عدم إقامة حدود اهللا وهذا مستفاد من مفهوم الشرط يف اآلية ، وعليه بىن العلماء فيما سبق

م ظـن إقامـة بعدم جواز النكاح من الزوج األول عند عد: قوهلم .حدود اهللا ، وأنه ال يباح هلما ذلك إال إذا ظنا إقامة حدود اهللا

.وذا يتبني أثر مفهوم الشرط يف هذه املسألة ، واهللا أعلم

) .٦/١١٦(تفسري الرازي )١(

٢٥١


X W m H G F E D C B AJ IK O N M LP T S R Q

V UW \ [ Z Y X] b a ` _ ^ f e d c i h gj n m l k

s r q p ol ) ٢٣١: البقرة (

:خمتصر تفسري اآلية يأمر سبحانه وتعاىل الرجال إذا طلق أحدهم املرأة طالقا رجعيا ،

هن مبعروف ، أو يسرحوهن وقاربن على انقضاء عدن إما أن ميسكوبإحسان بأن يتركها حىت تنقضي عدا مث يفارقها من غري مراجعـة ضرار ، كما كانت تفعل اجلاهلية ، حيث كان الرجل يطلق امرأته مث يراجعها وال حاجة له ا ، وال يريد إمساكها ، إمنا يريـد بـذلك

ومن يفعلـه تطويل العدة عليها ليضارها ، فإن اهللا قد ى عن هذا ، . فقد ظلم نفسه بتعريضها عذاب اهللا ؛ حيث ارتكب ما حرم اهللا

مث حذر سبحانه من أن تتخذ آياته وهي أحكامه علـى طريـق اهلزل ، فإا جد كلها ، فمن هزل فيها لزمته ، ال كما كان يفعلـه

إمنا طلقت وأنا : اجلاهلية يطلق أحدهم ، أو ينكح ، أو يعتق مث يقول فقد يتم عن هذا فال هزل فيه ، وقد قال عليـه الصـالة . العب

النكـاح والطـالق : ثالث جدهن جد وهزهلن جـد :" والسالم . )١(" والرجعة

) ٢/٢٥٩(الق مع اهلـزل ، يف الط: الطالق ، باب : سنن أيب داود ، كتاب )١(

) . =٢١٩٤(رقم

٢٥٢


ومينت تعاىل بعد ذلك على عباده بإرساله الرسول عليه الصـالة والسالم ، ومبا أنزله عليه من الكتاب والسنة ؛ لـيعظكم بـذلك ،

كم ، وخيوفكم من ارتكاب احملارم ، فاتقوا اهللا فيما فيأمركم ، وينهاتأتون وما تذرون ، وأعلموا أن اهللا ال خيفى عليه شيء من أمـوركم

)١( .فإنه بكل شيء عليم


m E D C B A الشرط يف اآلية يف قوله تعاىل J I H G FK N M L

OP T S R Q V UW l. أن املرأة إذا طلقت وبلغت أجلها فتمسـك بقصـد : ومنطوقه يفيد

املعروف ال بقصد الضرر ، فإن مسكت ضرارا فهو مـن االعتـداء .والظلم

أن املرأة إذا طلقت وبلغت أجلها وأمسكها ال بقصد : ومفهومه يفيد .اإلضرار ا فليس هذا من االعتداء وظلم النفس

:بناء املسألة التالية وعليه ميكن

ما جاء يف اجلد واهلـزل يف : الطالق واللعان ، باب : سنن الترمذي ، كتاب = ــالق ، ــم ) ٣/٤٩٠(الطـــــــ ) . ١١٨٤(رقـــــــ

من طلق أو نكح أو راجع العبا ، : الطالق ، باب : كتاب سنن ابن ماجة ، ) .٢٠٣٩(رقم ) ١/٦٥٨(

) ٢٨٠٠(رقم ) ٢/٢١٦(الطالق ، : املستدرك على الصحيحني ، كتاب هذا حديث صحيح اإلسناد ، وفيه عبد الرمحن بن حبيب وهو من ثقات املدنيني ، : وقال

.بن حبيب أي عبد الرمحن . وفيه لني :قال الذهيب يف التلخيص . ومل خيرجاه

-١/٣٦٧(، تفسري ابن كثري ) ٤/٩٩/١٠٣(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )١( ) .١/٢٤٢(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٦٨

٢٥٣


.اإلمساك بقصد الضرار :مسألة : حترير املسألة *

اتفق العلماء على أنه ال جيوز للرجل إمساك زوجته ورجعتها قبل انقضاء العدة إذا كان يقصد من ذلك اإلضرار ا ، وأنه آمث بذلك ،

m C B A وإن اختلفوا يف صحة الرجعة ؛ لقولـه تعـاىل J I H G F E DK L

O N MP V U T S R QW X\ [ Z Y] l. )١(


أن من ميسك مطلقته الرجعية على سبيل : منطوق اآلية السابقة الضرر والعدوان فحرام عليه ذلك حيث قد ظلم نفسـه وعرضـها

.النهي يف اآلية للعذاب ، وهذا ما يدل عليه أن من أمسك زوجته بقصد اإلصالح ال : ومفهوم الشرط من اآلية

. بقصد اإلضرار جاز له ذلك ، وأنه ليس من الظلم

: m O N M L lقال اجلصاص يف قوله تعاىل إمنا أباح له الرجعة على هذه الشريطة ، ومىت راجع بغري معـروف "

)٢( ."كان عاصيا

أحكام ، ) ٢/٨٥(، أحكام القران للجصاص ) ٢٢٥(أحكام القران للشافعي )١(

فيه الشنقيطي اإلمجـاع ، أضواء البيان وحكى ) ١/٢٧٠(القران البن العريب .) ٤/٢١٦(، شرح فتح القدير ) ١/١٧١(ذلك على

) .١/٤٧١(أحكام القرآن للجصاص )٢(

٢٥٤


_ ` m d c b aم صرح به تعاىل يف قوله وهذا املفهوf eg l )كما أنه هو اإلمساك باملعروف يف أول اآليـة )١

mH G F E D C B A J IK l

وهذه املسألة ووجه بنائها على مفهوم الشرط شبيه مبسألة اشـتراط إرادة اإلصالح عند الرجعة ، فال داعي إلعادته هنا ، ولريجـع لـه

.فضال ال أمرا ، واهللا أعلم )٢(ناكه

) .٢٢٨(آية : سورة البقرة )١( . من هذا البحث ) ٢٣٥-٢٣٠(صفحة )٢(

٢٥٥


X W m { z y x w v u ta ` _ ~ } |b g f e d c

l k j i hm q p o nr t s x w v ul ) ٢٣٢: البقرة (

.خمتصر تفسري اآلية يبني املراد من هذه اآلية سبب نزوهلا كما يرويه من نزلت فيـه

كانـت يل أخـت :" وهو معقل بن يسار رضي اهللا عنه حيث قال فأتاين ابن عم فأنكحتها إياه ، فكانت عنده ما كانـت ، مث طلقهـا

دة ، فهويها وهويته ، مث خطبـها تطليقة مل يراجعها حىت انقضت العيا لكع أكرمتك ا وزوجتكها فطلقتها ، : مع اخلطاب ، فقلت له

وكان رجال ال بأس به . واهللا ال ترجع إليك أبدا !! مث جئت ختطبها ، وكانت املرأة تريد أن ترجع إليه ، فعلم اهللا حاجته إليها ، وحاجتها

m v u t y x w إىل بعلـــها فـــأنزل اهللا a ` _ ~ } | { zb c

g f e d l k j i hm p o nqr w v u t sl ففي نزلت هذه اآليـة ، : قال

)١( ."فكفرت عن مييين وأنكحتها إياه مسعا لريب وطاعـة ، مث دعـاه : ويف رواية قال معقل ملا نزلت اآلية

)٢( .كفر عن ميينه و. أزوجك وأكرمك : فقال

) .٢٥(أسباب نزول القرآن ، للواحدي )١(من سورة البقرة ، : تفسري القرآن ، باب: سنن الترمذي ، كتاب : بلفظه يف )٢(

. =هذا حديث حسن صحيح : وقال ) . ٢٩٨١(رقم ) ٥/٢١٦(

٢٥٦


فهنا يأمر اهللا األولياء إذا انقضت عدة املرأة يف الطالق الرجعي ، وأراد زوجها أن يتزوجها ويراجعها ، وأرادت املـرأة ذلـك أن ال

.مينعوها إذا كان هذا باملعروف مث يبني تعاىل أن هذا الذي ى عنه من العضل واملنع ، يأمتر بـه

يؤمن بشرع اهللا ، وخياف وعيده وعذابه يف اآلخرة ، ويتعظ من كان ويؤمن مبا فيها من اجلزاء ، وأن امتثال ما شرعه اهللا يف عـدم منـع الزوجات من أزواجهن ، وترك محية اجلاهلية أزكى لكـم وأطهـر لقلوبكم ، فإن اهللا يعلم من املصاحل فيما يأمركم به وينهاكم عنه ما ال

)١( .تعلمون

: م الشرط من اآلية بيان مفهو

m w v u t الشرط يف اآلية يف قولـه تعـاىل ` _ ~ } | { z y x

ab l . أنـه : ومنطوقه بناء على ما سبق يف تفسري اآلية يفيدحيرم على األولياء أن يعضلوا موليام عند مراجعة أزواجهن هلـن إذا

كان ذلك باملعروف

حتم الزم ألولياء األيـامى : سنن البيهقي الكربى ، كتاب النكاح ، باب =

احلرائر البوالغ إذا أردن النكاح ودعون إىل رضا من األزواج أن يزوجوهن ، ) .١٣٣٧٢(رقم ) ٧/١٠٣(وبعولتـهن أحـق : الطالق ، باب : صحيح البخاري ، كتاب : وبنحوه يف

) .٥٠٢٠(رقم ) ٥/٢٠٤١(بردهن يف ذلك ، ، تفسـري ابـن كـثري ) ١٠٦-٤/١٠٣(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٢٤٤-١/٢٤٣(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٦٩-١/٣٦٨(

٢٥٧


جيوز لألولياء عضل موليام إذا كان التراضي أنه: ومفهومه املخالف .بغري املعروف

:وعليه ميكن بناء املسألة التالية

.العضل عند عدم التراضي حكم :مسألة : حترير املسألة *

أمجع العلماء على أن العضل من قبل األولياء بغري حق حمـرم ؛

m ` _ ~ } | { z yلقوله تعاىل ab l. )١(

وأجازوا للويل العضل إن كان بوجه حق ، ومن ذلـك إذا رضـيت .املرأة بغري املعروف


استدل الشافعي ذه اآلية على أنه جيب على األولياء أن يزوجوا )٢( .احلرائر البوالغ إذا أردن النكاح ودعون إىل رضا

عند عدم الرضا لوجه شرعي ، ال بأس فاشترط الرضا ، فدل على أنه .من منعهن من التزويج ، وهذا هو العضل

، ) ٢/٣٩(اتهد ، بداية) ٣/١١٧(، البحر الرائق ) ٢/٢٤٨(بدائع الصنائع )١(

) .٥/٤٨(، كشاف القناع )٣/١٢٩(أسىن املطالب ، ) ٥/١٤٣(األم ) .٩/٣٧(خمتصر املزين املطبوع مع احلاوي الكبري )٢(

٢٥٨


:فقال بعد أن أورد هذه اآلية )١(ومبثل هذا صرح البيضاوي وفيه داللة على أن العضل عن التزويج من غري كفؤ غـري منـهي " )٢(."عنه

الشـرط وكذلك نص ابن تيمية على جواز العضل إذا عدم هذا لو رضيت املرأة بغري املعروف لكان :" وهو التراضي باملعروف فقال

)٣( ."لألولياء العضل وهذا ما يفيده كالم الرازي حيث قيد النهي عن العضـل عنـد

)٤( .حصول التراضي

:بناء املسألة على مفهوم الشرط *** جبـواز : هلم بالنظر يف أقوال العلماء السابقة جند أم بنوا قـو

العضل عند الرضا بغري املعروف على مفهوم الشرط من اآلية يف قوله

m | { z y x w v u t تعاىل a ` _ ~ }b l .

أبو اخلري عبد اهللا بن عمر بن حممد بن علي البيضاوي الشافعي ناصر الدين ، )١(

ا ، مفسرا ، حمدثا ، من توىل القضاء وكان إماما خريا صاحلا ، فقيها ، أصوليأنوار الترتيل املعروف بتفسري البيضاوي ، شرح الكفايـة البـن : مصنفاته

. احلاجب يف النحو ، شرح التنبيه يف الفقه ، منهاج الوصول إىل علم األصول ) .هـ٦٨٥ت (، طبقات الشافعية الكـربى ) ١٧٣-٢/١٧٢(طبقات الشافعية البن شهبة [

) ]١٨٧-١/١٨٦(، كشف الظنون ) ١٥٨-٨/١٥٧(البن السبكي ) .١/١٣٠(تفسري البيضاوي )٢( ) .٣٤/٨٤(جمموع فتاوى ابن تيمية )٣( ) .٦/١٢٢(تفسري الرازي )٤(

٢٥٩


أنه حيرم على األولياء عضل موليام عند مراجعة : فمنطوق هذه اآلية .أزواجهن هلن إذا كان ذلك باملعروف

. وز عضلهن إذا رضني بغري املعروف أنه جي: ومفهوم الشرط منها وهذا عني ما صرح به ابن تيمية والبيضاوي كما يف كالمهما السابق وذا يظهر جليا انبناء هذه املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا

.أعلم

٢٦٠


X W m ~ } | { z� £ ¢ ¡¥ ¤¦ « ª © ¨ §¬® ² ± ° ¯

³´ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ¾ À ¿Â ÁÃ Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å ÄÎ Ï

Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ ÐÛÜ å ä ã â á à ß Þ Ýl)٢٣٣: البقرة (


دهن كمال يرشد اهللا تعاىل يف هذه اآلية الوالدات أن يرضعن أوال الرضاعة وهي سنتان ، وذلك ليس حتما وإمنـا ملـن أراد أن يـتم

.الرضاعة الطعام ، و النفقة ، والكسـوة : مث إن على األب الذي يولد له

لألمهات املرضعات حسب املتعارف به بني الناس ، حبسب يسـاره .وتوسطه وإقتاره ، ال مبا يشق عليه ويعجز عنه

ىل أن األم ال تضارر األب بسبب الولد ، فتطلب ما ال مث بني تعا يقدر عليه من كسوة ورزق ، أو تأىب أن ترضعه إضرارا بأبيـه ، وال يضارر األب أم الولد ، بأن يقصر عليها يف شيء مما جيب ويقدر عليه أو ينتزع منها ولدها ؛ لئال ترضعه مع رغبتها يف اإلرضاع ، ومثـل

.طفل إذا مات والده هذا جيب على وارث المث بني تعاىل بعد ذلك أن الوالدين إذا أرادا أن يفطما ولدمها عن

الرضاع قبل متام احلولني فلهما ذلك إذا تراضيا عليه ، وكان علـى مشورة منهما ، وكذلك هلما أن يسترضعا للولد غري أمه إذا كان عن

روف ، مث ختم تراض منهما ، وسلم لألم وللمسترضعة أجرما باملع

٢٦١


اآلية باألمر بالتقوى يف مجيع األحوال ، ومنها ما يف اآلية ، ولتعلموا )١( .أن اهللا مطلع عليكم فال خيفى عليه شيء من أحوالكم


m Ã Ç Æ Å Äمفهوم الشرط يف اآلية يف قوله تعـاىل Í Ì Ë Ê É ÈÎ l .

m Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï وقولهÛ ÚÜ l .

m Ã Ë Ê É È Ç Æ Å Äأما قوله تعـاىل Í ÌÎ l إذا حصل الفصال عن تراض : فإن منطوقه ينص على أنه

.الوالدين وتشاورمها فال جناح عليهما يف ذلك تراض أو تشاور أنه إذا حصل الفصال بدون: وبالتايل فمفهومه املخالف . فإن عليهما جناح يف ذلك

m Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ïوأما قوله تعاىل Û Ú Ù Ø ×Ü l أنه جيوز االسترضـاع : فمنطوقه يفيد

.للولد إذا سلمت األجرة للمسترضعة باملعروف عدم جواز االسترضاع إذا مل تسـلم األجـرة للمسترضـعة : ومفهومه .باملعروف

.من خالل هذه املفاهيم ميكن عرض املسائل التالية و

، تفسـري ابـن كـثري ) ١٢٤-٤/١٠٧(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٢٤٧-١/٢٤٥(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٧١-١/٣٦٩(

٢٦٢


. اشتراط التراضي للفطام قبل احلولني : املسألة األوىل :حترير املسألة *

: ذهب من اطلعت على أقواهلم من أهل العلم يف هذه املسألة إىل عا أنه يشترط عند إرادة فطام املولود قبل متام احلولني رضا الوالدين مجي

m Ã Äفلو رضي أحدمها ومل يرض اآلخر مل جيز ذلك ؛ لقوله تعاىل Í Ì Ë Ê É È Ç Æ ÅÎ l.


إذا أراد األب أن يفطمـه قبـل :" عند هذه اآليـة قال الثوري احلولني ومل ترض املرأة فليس له ذلك ، وإذا قالت املرأة أنا أفطمه قبل

فليس هلا أن تفطمه حـىت يـرض األب ، . ال : حلولني وقال األب احىت جيتمعا ، فإن اجتمعا قبل احلولني فطماه ، وإذا اختلفا مل يفطماه

)١( ."قبل احلولني

، ، وقتـادة جماهـد : وممن اشترط رضامها بناء على هذه اآلية ي أحـدمها ال بد من تراضي الوالدين ، فلو رض: والزهري فقد قالوا

. )٢(ومل يرض اآلخر مل جيرب )٣( .وكذلك قال الرازي يف تفسريه

) .٥/٣٥( يف تأويل القرآن جامع البيان )١( ) .٢/٢٢٧(تفسري البحر احمليط )٢( ) .٦/١٣٤(تفسري الرازي )٣(

٢٦٣


يدل على أنه ال يفصـل إال :" وقال ابن تيمية إن هذا الشرط –برضا األبوين ، فلو أراد أحدمها اإلمتام واآلخر الفصال قبل ذلـك

الفصال فإنه مل يبح ... كان األمر ملن أراد اإلمتام –أي متام احلولني )١(".إال بتراضيهما مجيعا

احلنابلة بعدم اجلواز إال بتراضيهما ، وقد نـص ابـن وهلذا قال

فدل على أنه ال جيـوز :" قدامة على ذلك فقال بعد أن استدل باآلية ومبثل هـذا قـال )٢( ."فصاله قبل العامني إال بتراض منهما وتشاور

. )٤(والشافعية )٣(احلنفية :ء املسألة على مفهوم الشرط بنا ***بالنظر يف أقوال العلماء السابقة يتضح جليا أن عمدم فيما ذهبـوا

بعدم جواز الفصال قبل متام احلولني إال برضا الوالدين ، : إليه من القول إذا حصل الفصال عن : هو مفهوم الشرط من اآلية ، حيث إن منطوقها

.جناح عليهما يف ذلك تراض الوالدين وتشاورمها فال إن حصل الفصال بدون تراض أو تشاور فإمـا : فدل مبفهومه على أنه

.يأمثان ، وهذا يدل على عدم اجلواز عند عدم الشرط

m È Ç lلكن مفهوم قوله تعاىل :" وقد صرح ذا ابن تيمية فقال )٥( .أي قبل التراضي ." أنه ال جيوز

) .٣٤/٦٦(جمموع فتاوى ابن تيمية )١( ) .٨/١٨٨(املغين )٢( ) .٣/٢٣٩(، البحر الرائق ) ٥/١٣٦(املبسوط )٣( ) .٤/٩٣(حاشيتا قليويب وعمرية ، ) ٤/١٠٤(إعانة الطالبني )٤( ) .٣٤/٦٧(وع فتاوى ابن تيمية جمم )٥(

٢٦٤


ومفهوم هذا اخلطـاب يقتضـي أن :" )١(املوزعي وقال اإلمام حممد الوالدة إذا فصلت ولدها من غري مشورة على األب أنه ال جيوز ، وهـو

وذا يتضح بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا )٢( ."كذلك .أعلم

مجال الدين حممد بن علي بن عبد العزيز املوزعي ، كان إماما عاملـا بالفقـه )١(

واألصول ، والنحو ، واللغة ، والتفسري ، تلقى العلم عن علماء بلده مبدينـة حممد الرميي ، وتاج : زبيد باليمن حىت أصبح مفتيا ومعلما ا ، من شيوخه

املؤرخ احلسني : ندي ، واحلافظ أبو عبد اهللا الدوايل ، ومن تالميذه الدين اهلتيسري البيان ألحكام : األهدل ، والفقيه مجال الدين احلجاري ، من مؤلفاته

القرآن ، االستعداد لرتبة االجتهاد يف األصول ، كنوز اخلبايا يف قواعد الوصايا )هـ٨٢٥ت. ( يف الفقه

، طبقات صلحاء الـيمن ، ) ٢/١٧٨(، هدية العارفني ) ٦/٢٨٧(األعالم [ )٢٧١-٢٦٨[ (

) .١/٤٦٩(تيسري البيان ألحكام القرآن )٢(

٢٦٥


:لة الثانية املسأ .ع للولد اشتراط تسليم األجرة للمرضعة عند إرادة االسترضا

:حترير املسألة *

أن m Ø ×lبناء على الصحيح يف تأويل اآلية يف قولـه جـواز : األجرة على االسترضـاع ، يكـون معناهـا : املراد به

االسترضاع للولد غري أمه إذا أرادوا ذلك واتفقوا عليه ، وسلموا إىل )١(.املراضع أجورهن باملعروف ، كما قال السدي والثوري

ولكن بالنظر يف أقوال العلماء يف هذا الشرط يتضح أنه ليس شـرطا جلواز االسترضاع وصحته ، وإمنا ذكر على سبيل الندب ؛ لتعجيـل

.األجرة ملا فيه من مصلحة الولد

:أقوال العلماء يف املسألة ** أن التسـليم لـيس شـرطا يف جـواز : جاء يف البحر احمليط

، بل ذكر ذلك على سبيل الندب ؛ ألن يف إيتاء االسترضاع والصحة املرضعة أجرها معجال هنيا توطني لنفسها ، واستعطاف منها علـى

)٢( .الولد ، فتثابر على إصالح شأنه ، وزيادة االهتمام به ليس التسليم شرطا للجواز والصحة ، وإمنا هـو :" وقال الرازي

من ترضية لنفس املرضـعة ، : بق وذكر حنوا مما س" ندب إىل األوىل فيكون يف ذلك مصلحة للولد بزيادة االهتمام حباله ، واالحتيـاط يف

)٣( .مصاحله

) .٢/٢٢٩(تفسري البحر احمليط )١( .املرجع السابق )٢( ) .٣/٣٥٦(تفسري الرازي )٣(

٢٦٦


:بناء املسألة على مفهوم الشرط *** مما سبق يظهر أن هذا الشـرط ال عـربة مبفهومـة يف جـواز

يدل على عدم جواز : االسترضاع وصحة ذلك ، حيث إن مفهومه اع إال بعد أن تسلم األجرة للمسترضعة ، وهذا الشرط ليس االسترض

على ظاهره ، بل على سبيل االستحباب والندب واألولوية كما سبق .بيانه من أقوال أهل العلم ، واهللا أعلم

٢٦٧


X W m F E D C B AJ I H GK M L Q P O N

V U T S RW \ [ Z Y Xl ) ٢٣٤: البقرة (


يبني سبحانه وتعاىل يف هذه اآلية عدة الوفاة ، فيأمر املتوىف عنهن سواء كان مدخوال ن أم أزواجهن أن يعتددن أربعة أشهر وعشرا ،

ال ، فإذا انقضت عدن فال جناح على األولياء فيما فعلن يف أنفسهن التزين ، و التصنع ، والتعرض للخطاب مبا ال خيالف الشـرع : من

والعادة املستحسنة ، ويف هذا دليل على وجوب اإلحداد على املعتدة يعملون ، ال خيفـى عدة الوفاة ، مث ختم اآلية ببيان أنه خبري بكل ما

)١( .عليه من ذلك شيء سبحانه وتعاىل

: الشرط من اآلية بيان مفهوم

m P O N M Lالشرط يف اآلية يف قوله تعـاىل V U T S R QW l أن املتوىف عنهن أزواجهن : ومنطوقه على ما سبق يف تفسري اآلية يفيد

اء جناح فيما يفعلنه بأنفسهن مما إذا انتهت عدن مل يكن على األولي . كن ممنوعات منه أثناء فترة احلداد أو بعدها إذا كان ذلك باملعروف

، تفسـري ابـن كـثري ) ١٤٣-٤/١٢٥(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٢٤٩-١/٢٤٨(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٧٤-١/٣٧١(

٢٦٨


أن األولياء مؤاخذون مبا يفعلنه أثناء فترة التربص : ومفهومه املخالف .مما هن ممنوعات منه أو بعدها إذا كان على وجه املنكر

: وعليه ميكن عرض املسألة التالية

.مؤاخذة األولياء إذا مل جتتنب احملتدة ما هنيت عنه :لة مسأ : حترير املسألة *

مل أجد فيما بني يدي من كتب الفقهاء من تعرض هلذه املسألة ، إال أن بعض املفسرين أشار إىل ذلك أثناء تفسريه هلذه اآلية ، وذلك

:كما يلي

:أقوال العلماء يف املسألة ** –ال حرج عليكم أيها األوليـاء :" يف تفسريه لآلية ربيقال الط

تطيب ، : فيما فعل املتوىف عنهن حينئذ يف أنفسهن من -أولياء املرأة وتزين ، ونقلة من املسكن الذي كن يعتددن فيه ، ونكاح من جيـوز

)١(." هلن نكاحه باملعروف على ما أذن اهللا هلن فيه وأباحه هلن أن لو فعلن ما هو : واملعىن :" عند هذه اآلية )٢(ريو قال الزخمش

منكر ، كان على األئمة أن يكفوهن ، فإن فرطوا كان عليهم

) .٥/٩٣( جامع البيان يف تأويل القرآن )١(أبو القاسم حممود بن عمر بن حممد الزخمشري اخلوارزمي النحـوي ، كـان )٢(

: رأسا يف البالغة والعربية ، وكان يظهر االعتزال ويدعوا إليه ، من شـيوخه أبو طاهر السلفي ، أمحد بن حممود : نصر بن البطر وغريه ، ومن تالميذه

الكشاف يف تفسري : الشاشي ، زينب بنت الشعري ، له عدة مصنفات منها ) .هـ٥٣٨-٤٦٧. (القرآن ، الفائق يف غريب احلديث ، املفصل يف النحو

) ]١٥٦-٢٠/١٥١(، سري أعالم النبالء ) ١٧٤-٥/١٦٨(وفيات األعيان[

٢٦٩


)٢( .يف تفسريه واستحسن هذا منه أبو حيان )١(." اجلناح

:بناء املسألة على مفهوم الشرط *** ن إذا انتهت أن املتوىف عنهن أزوجه: منطوق اآلية السابقة يبني

عدن مل يكن على األولياء جناح فيما يفعلنه بأنفسـهن ممـا كـن . ممنوعات منه أثناء فترة احلداد أو بعدها إذا كان باملعروف

أن األولياء مؤاخذون مبا يفعلنه ممـا هـن : ومفهوم الشرط من هذا .ممنوعات منه أثناء فترة التربص أو بعدها إذا كان على وجه املنكر

ا املفهوم هو ما يشري إليه كالم الطربي فيما سبق ، وهو بعينه ما وهذذكره الزخمشري ، وبىن عليه القول بلحاق اجلنـاح علـى األوليـاء

.واألئمة إن فرطوا يف ذلك ، وفعلن ما هو منكر .وذا يظهر بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلم

) .١/١٤٣(الكشاف )١( ) .٢/٢٣٥(تفسري البحر احمليط )٢(

٢٧٠


:ظة وحمل

] \ [ ^ _ ` m وله تعاىل ق f e d c b ag k j i h

s r q p o n m lt v u x wl ) ٢٤٠: البقرة (

، وهي قوله )١(هذه اآلية باتفاق العلماء منسوخة باآلية السابقة

ــاىل m G F E D C B A تعJ I HK O N M L S R Q P

V U TW [ Z Y X l وهلذا فلن أتعرض ملافيها من املفهوم ؛ إذ مل يذكره أحد من الفقهاء مفردا فيما اطلعـت

مبا ذكر يف هذه اآلية حيث إنه شبيه به ، واهللا أعلم ءعليه ؛ ولالكتفا

.) ٢/١١٨(، أحكام القرآن للجصاص ) ٢٥٢(أحكام القرآن للشافعي )١(

٢٧١


W X m y x w v u t s r q} | { z~ ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �

¨ §© ® ¬ « ªl ) ٢٣٦: البقرة (

: خمتصر تفسري اآلية يف هذه اآلية يبني سبحانه وتعاىل جواز طالق املرأة بعد العقد عليها

m q ة مل يسم هلا مهرا ، ولذلك قال وقبل الدخول ا ولو كانت مفوض s rl املراد به املهر ، أي ال تبعة علـيكم : وقيل اجلناح هنا

باملهر ، ولكن جتب هلا املتعة بتعويضها عما فاا بشيء تعطاه ، حبسـب حال الزوج من يسر وقتر ، باملعروف من الشرع والعادة املوافقة لـه ، مث

)١( .لى احملسنني ، أي حيق عليهم ذلك حقا أكد هذا احلكم بقوله حقا ع


m w v u t s r q الشرط يف اآلية يف قوله تعاىل } | { z y x~ � l أن املرأة : ومنطوقه يفيد

.إذا طلقت قبل املسيس وقبل الفرض وجبت هلا املتعة أا إذا طلقت بعد الدخول وبعد الفرض مل جتب هلا :ومفهومه املخالف

.متعة

، تفسـري ابـن كـثري ) ١٦٧-٤/١٥٧(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٢٥٣-١/٢٥٢(فتح القدير للشوكاين ،) ٣٧٦-١/٣٧٥(

٢٧٢


أنه : كما يفيد منطوقه أيضا بناء على تفسري اجلناح يف اآلية بأنه املهر ال جيب عليكم املهر إذا طلقتم النساء قبل أن متسوهن أو تفرضـوا هلـن

.فريضة . لفرض هلن وجوب املهر إذا طلقتم النساء بعد املسيس و ا: ومفهومه

.وبناء عليه ميكن عرض املسائل التالية

٢٧٣


. متعة املطلقة املدخول ا واملسمى مهرها :املسألة األوىل :حترير املسألة *

الصحيح من مذاهب أهل العلم أن املطلقة قبل املسـيس وقبـل

m s r q u t الفرض جتب هلا املتعة ؛ لقولـه تعـاىل } | { z y x w v~ ¢ ¡ �

¨ § ¦ ¥ ¤ £© l . كما أنه ال متعة ملن مسيهلا مهرا وطلقها قبل الدخول ؛ ألن اهللا تعاىل علق وجود املتعة علـى

أن يكون قبل الفرض واملسيس ، : شرطني كما يف اآلية السابقة ومها

¯ ° ± m د ؛ ولقوله تعاىل وهنا أحد الشرطني غري موجو ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ²l )١( .

أما اليت قوي فيها اخلالف بني العلماء فهي املطلقة املدخول ا سواء مسي هلا املهر أم مل يسم ، هل جتب هلا املتعة أم ال ؟


: القول األول ليس هلا : )٤(، ورواية عن أمحد )٣(للشافعي ، وقول )٢(أبو حنفية .املتعة

، تكملـة ) ٢/١٦٢) (٢/٥٠(، بداية اتهـد ) ٣/٣٣٦(شرح فتح القدير )١(

) .٧/١٨٥(، املغين ) ١٦/٣٨٨(اموع ) .٣/٣٣٥(شرح فتح القدير )٢( ) .١٦/٣٨٩(، تكملة اموع ) ٦/٣٥٨(اية احملتاج )٣( ) .٢١/٢٧٨(، اإلنصاف ) ٧/١٨٥(املغين )٤(

٢٧٤



m y x w v u t s r q قوله تعاىل - ١} | { z~ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �

¨ § ¦© l أنه علق املتعة بشرطني : وجه الداللةس ، وهنا مل أن يكون الطالق قبل الفرض وقبل املسي: ومها

.يوجد الشرطان ، فال جتب هلا املتعة

m w v u t s r q قوله تعاىل - ٢ a ` _ ~ } | { z y x

bc h g f e dl)فهنا )١جعل املتعة قبل املسيس ، وما حنن فيه قد حصل فيه املسـيس

.فال متعة

هلا متعـة ، ألا مطلقة مل خيل نكاحها عن بدل ، فلم يكن - ٣ )٢( .كمن مسي هلا مهرا وطلقت قبل الدخول


. أن هلا املتعة : )٤(وأمحد يف رواية )٣(ذهب الشافعي يف اجلديد

) .٤٩(آية : سورة األحزاب )١( ) .٧/١٨٥(، املغين ) ١٦/٣٨٩(تكملة اموع : انظر األدلة يف )٢( ) .٧/١٨٥(تكملة اموع )٣( ) .٢١/٢٧٨(، اإلنصاف ) ٧/١٨٥(املغين )٤(

٢٧٥



m{ z y| ~ } قولـــه تعـــاىل - ١_l)فجعل اهللا املتعة لكل مطلقة إال ما خصـه )١

.الدليل

} | { ~ � ¡ ¢ m قوله تعـاىل - ٢ ¨ § ¦ ¥ ¤ £

« ª ©l)فهذا يف نساء النيب صـلى اهللا عليـه )٢ .وسلم وهو قد مسى هلن املهر ودخل ن

أن املتعة شرعت ملا يلحق املرأة من االبتذال بالعقد والطالق ، - ٣

كانت وأما املهر فهو يف مقابل الوطء ، واالبتذال هنا موجود ف )٣( .هلا املتعة

: الترجيح *** من أنه ال متعة واجبة للمطلقـة : ما قاله أصحاب القول األول

املدخول ا ، هو الذي أراه راجحا ؛ لقوة وصراحة ما استدلوا بـه . على هذا القول ، واهللا أعلم

) .٢٤١(آية : سورة البقرة )١( ) .٢٨(آية : سورة األحزاب )٢(، املغين ) ١٦/٣٨٩(، تكملة اموع ) ٢/١٦٢(بداية اتهد : انظر األدلة يف )٣(

)٧/١٨٥. (

٢٧٦


:بناء املسألة على مفهوم الشرط *** باملفهوم من أصـحاب : ن من يقول من خالل ما سبق يتضح أ

القول األول اعتمدوا يف استدالهلم على ما ذهبوا إليه مبفهوم الشـرط

m z y x w v u t s r q يف قوله تعـاىل } | {~ ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �

¨ §© l. قبـل يوجب املتعة إذا طلقت املرأة قبل املسيس و: حيث إن منطوقها

أا إذا طلقت بعد الدخول وبعد : الفرض ، فدل مفهومها املخالف .الفرض أنه ال متعة هلا

: أنه علق املتعة بشرطني ومها : " وهلذا قالوا يف استدالهلم ذه اآلية أن يكون الطالق قبل الفرض وقبل املسيس ، وهنا مل يوجد الشرطان

.و مفهوم الشرط ، وهذا يف حقيقته ه" فال جتب هلا املتعة أي مال املتعة –إا مل تستحقه :" وهلذا قال اجلصاص عند هذه اآلية

مع وجوب بعض املهر ،فأن ال تسـتحقه مـع وجـوب مجيعـه -

وميكن أن جياب عن عموم اآلية اليت استدل ا أصحاب القول الثاين

ــاىل ــه تع ــي قول m{ z y| ~ } وه_l)قولـه تعـاىل باملفهوم من )٢ m t s r q

} | { z y x w v u~ ¢ ¡ �¨ § ¦ ¥ ¤ £© l ــه ــن قول ¯ m وم

) .٢/١٤١(أحكام القرآن للجصاص )١( ) .٢٤١(آية : سورة البقرة )٢(

٢٧٧


» º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¼l - بناء على جواز ختصيص العموم مبفهوم املخالفة كمـا

إن قولـه تعـاىل :وذلك بأن يقال - )١(أوضح الزركشي يف البحر

m{ z y| l عام ، ظاهره إجياب املتعة لكـلمطلقة مدخولة أو غري مدخولة ، مع الفرض ومع عدمه ، وهـو مـا ذهب إليه أصحاب القول الثاين ، أما اآليتان األخريتان فقد اشـتملتا

.على قيدين هلما مفهوم معمول به ، فيقيد ما هذه اآلية العامة

أن للشافعي يف التخصيص مبفهوم املخالفـة : لسمعاينوقد ذكر ابن ااجلواز ؛ ألنه مستفاد من النص فصار مبرتلة النص ، : قولني وأظهرمها

m z y ومثل له بأهم أدلة هذه املسألة ، فقوله تعـاىل {| l عام يف كل مطلقة ، مث قـال m t s r q

} | { z y x w v u~ ¢ ¡ � ¨ § ¦ ¥ ¤ £© l ــة ــه أن ال متع ومفهوم

ملدخول ا ، فخص ا الشافعي يف أظهر قوليه عمـوم املطلقـات ، )٢( .وامتنع من التخصيص على القول اآلخر

.وذا يتضح بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلم

) .٢/٥١٢(البحر احمليط )١( ) .١/٣٦٤(قواطع األدلة )٢(

٢٧٨


:املسألة الثانية

.لمطلقة املدخول ا واملسمى مهرها املهر كامال ل حكمبناء على تفسري اجلناح يف اآلية بأنه املهر يكون تقدير اآلية كما

ال مهر عليكم إن طلقتم النسـاء مـا مل :" ذكر الرازي يف تفسريه ال جيب املهر إال بأحد هذين : متسوهن أو تفرضوا هلن فريضة ، مبعىن

.)١(" مل جيب املهراألمرين ، فإذا فقدا مجيعا :حترير املسألة *

ال خالف بني العلماء أن املهر جيب كامال للمرأة املدخول ا إن

ــاىل ــه تع ــمى ؛ لقول ــان مس m D C B A ك

L K J I H G F E

ذكـر معناه املهر كما) ال جناح ( بيان أن قوله . )٣/٣٦٨(تفسري الرازي )١(

إطالق لفظ اجلناح على املهر حمتمل ، والـدليل دل عليـه : " الرازي قال فهو أن أصل اجلناح يف اللغة هـو : فوجب املصري إليه ، وأما بيان االحتمال

أجنحت السفينة ، إذا مالت لثقلها ، والذنب يسمى جناحا ؛ : الثقل ، يقال إذا ثبت ) . وأثقاال مع أثقاهلم وليحملن أثقاهلم( ملا فيه من الثقل قال تعاىل

أن اجلناح هو الثقل ، ولزوم أداء املال ثقل فكان جناحا ، ثبـت أن اللفـظ : إن الدليل دل على أنه هو املراد ؛ لـوجهني ، األول : حمتمل له ، وإمنا قلنا

ال جناح عليكم إن طلقتم النساء ما مل متسوهن أو تفرضـوا :( أنه تعاىل قال نفى اجلناح حمدودا إىل غاية ، وهي إما املسـيس أو الفـرض ، ) هلن فريضة

فوجب أن يثبت ذلك اجلناح عند حصول أحد هذين األمرين ، مث : والتقدير إن اجلناح الذي يتبث عند أحد هذين األمرين هو لزوم املهر ، فوجب القطع

." بأن اجلناح املنفي يف أول اآلية هو لزوم املهر

٢٧٩


MN S R Q P O U T

] \ [ Z Y X W V

^ l)فلها املهر مبا استحل :" يه وسلم ؛ ولقوله صلى اهللا عل )١ )٣( .)٢(" من فرجها

: بناء املسألة على مفهوم الشرط *** : بناء على تفسري اجلناح باملهر كما سبق ، يكون املفهوم املخالف

. ليس لكم من املهر شيء إذا طلقتم النساء بعد املسيس و الفرض هلن

m Tوله تعـاىل وهذا هو مفهوم الشرط وهو موافق ملنطوق ق

\ [ Z Y X W V U

^ ] l )وملفهوم قوله تعاىل )٤ m ² ± ° ¯ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³l)٥(

) . .٢١-٢٠(آية : سورة النساء )١(مـا جـاء النكـاح إال بـويل ، : النكاح ، باب : سنن الترمذي ، كتاب )٢(

) .١١٠٢(رقم ) ٣/٤٠٧(الشـرط يف املهـر ، : الصـداق ، بـاب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب

).١٤٢١٨(رقم ) ٧/٢٥٠( رقـم ) ١/٥٢٦(واحلديث صحيح ، كما يف صحيح اجلامع الصغري وزيادته

)٢٧٠٩ . ( ، تكملـة امـوع ) ٢/٤٩(، بدايـة اتهـد ) ٢/٢٩٢(بدائع الصنائع )٣(

) .٥/١٥٠(، كشاف القناع ) ١٦/٣٥٠( ) .٢٢(آية : سورة النساء )٤( ) .٢٣٧(آية : سورة البقرة )٥(

٢٨٠


، وهذا ما ذهب إليه العلماء كما يف حتريـر )١(كما سيأيت بيانه قريبا املسألة ، وبالتايل يتضح أثر مفهوم الشرط يف بناء هذه املسألة ، واهللا

. أعلم

.من هذا البحث ) ٢٨٢(صفحة )١(

٢٨١


X W m ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹

Å ÄÆ Ê É È ÇË Ï Î Í ÌÐ Ö Õ Ô Ó Ò Ñl ) ٢٣٧: البقرة (


بل الدخول وقبل تسمية املهر ، بعد أن بني تعاىل احلكم يف املطلقة ق بني هنا حكم املطلقة قبل الدخول وبعد تسمية املهر ، فأوجب هلـا نصف املسمى واحلالة هذه ، إال أن تتركه املطلقة فتعفو وتصفح عما

هو املقصود بالـذي : وجب هلا ، أو يعفو عنه وليها عند من يقول يكـون عفـوه هو الـزوج ، ف : بيده عقدة النكاح ، وأما من يقول

. بالتنازل عن النصف اآلخر ، فال يأخذه بل يترك هلا املهر كامال مث أعلم اجلميع من الرجال والنساء بأن الذي يعفو هو أقرمـا

للتقوى ، وأرشد الزوجني إىل التفضل من كل واحد منـهما علـى . اآلخر واإلحسان إليه

حوالكم وأعمالكم ، فال مث ختم اآلية ببيان أنه مطلع على كل أ )١( .خيفى عليه عفوكم واستقضاؤكم

كـثري ، تفسـري ابـن ) ١٧٤-٤/١٦٧(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٢٥٤-١/٢٥٣(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٧٨-١/٣٧٧(

٢٨٢



¯ ° ± m ³ ² الشرط يف اآلية يف قولـه تعـاىل ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´l وهو ينص

أن املرأة إذا طلقها زوجها قبل أن يدخل ا ، وكـان : مبنطوقه على . ملهر فإن هلا نصف ما فرض قد فرض هلا ا

أن املرأة إذا طلقها زوجها بعد الدخول ا : ومفهومه املخالف .وتسمية املهر فليس هلا هذا احلكم من تنصيف املهر

.وعليه ميكن بناء املسألة التالية

٢٨٣


:مسألة . استحقاق املطلقة املدخول ا كامل املهر املسمى


ال خالف بني العلماء أن املطلقة غري املدخول ا واليت قد فرض هلـا

¯ ° ± m املهر أن هلا نصف ما قد فرض هلا ؛ لقوله تعـاىل ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ²l. )١(

وال خالف بينهم أيضا أن املرأة املطلقة املدخول ا وقد مسي هلا املهر أن .، كما سبق بيانه يف حترير املسألة السابقة )٢(املهر كامال هلا : بناء املسألة على مفهوم الشرط **

¯ ° ± m ³ ² منطوق اآلية السابقة وهي قوله تعـاىل ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´l ينص على أن

ا املهر املرأة املطلقة إذا طلقها زوجها قبل أن يدخل ا ، وكان قد فرض هل . ، فإن هلا من املهر نصف ما فرض

أن من طلق بعد الدخول وبعد تسمية املهر فإن هلا : ومفهوم املخالفة منها . املهر كامال ، وليس لزوجها أن يرجع عليها منه بشيء

m D C B A وهذا املفهوم يوافق املنطوق يف قوله تعاىل

M L K J I H G F EN

) .٧/١٧٣(املغين )١(، تكملـة امـوع ) ٢/٤٩(، بدايـة اتهـد ) ٢/٢٩١(بدائع الصنائع )٢(

) .٥/١٥٠(، كشاف القناع ) ١٦/٣٥٠(

٢٨٤


P O S R Q W V U T

^ ] \ [ Z Y X l)١( وهلذا فقد استدل العلماء باملفهوم من هذه اآلية على أنه جيب هلا املهـر

يسـتقر املهـر :" كامال ، ومن ذلك ما جاء يف تكملة اموع من أنه

¯ ° ± m املسمى للزوجة بالوطء يف الفرج ؛ لقوله تعـاىل ¶ µ ´ ³ ² ¼ » º ¹ ¸l ــا فلم

أثبت له الرجوع بنصف الصداق بالطالق قبل املسيس ، دل على أنـه ال . )٢( "يرجع عليها بشيء منه بعد املسيس

ومفهوم هذا القيد أنه لو طلقها بعـد :" وجاء يف الفتوحات اإلهلية )٣(." املسيس فلها مجيع املهر

اآلية كما سبق بيانه ، ويؤيده إمجاع وهذا ما يدل عليه مفهوم الشرط من العلماء كما يف حترير املسألة ، وذا يتضح أثر مفهوم الشـرط يف بنـاء

.املسألة ، واهللا أعلم

) . .٢١-٢٠(آية : سورة النساء )١( ) .١٦/٣٤٦(تكملة اموع )٢( ) .١/١٩٢(ية بتوضيح تفسري اجلاللني للدقائق اخلفية الفتوحات اإلهل )٣(

٢٨٥


X W m E D C B A I H G F N M L K JO Q P

Z Y X W V U T S Rl ) ٢٣٩-٢٣٨: البقرة (

: خمتصر تفسري اآليات

يأمر سبحانه وتعاىل باحملافظة على الصلوات مجيعا ، وذلك باملداومة واملواظبة عليها ، وخص بالتشريف من ذلك الصالة الوسـطى ، وهـي

لعصر على الراجح من أقوال أهل العلم ، وأمر تعـاىل عبـاده أن صالة ا .يقوموا إىل هذه الصلوات طائعني ، خاشعني ، مطمئنني ، ساكنني

مث بني تعاىل بعد ذلك كيفية أداء الصالة يف حال اخلـوف ، وهـي عدو يتبعه ، أو : تعم كل حالة خوف من : حال القتال واملسايفة ، وقيل

، أو سيل حيمله، وكل أمر خياف منه على روحه فهو داخـل سبع يطلبه حتت هذا الوصف ، فيصلي اخلائف على حسب حاله اليت هو عليهـا ، سواء كان ميشي على رجليه أو راكبا ، مستقبال القبلة أو غري مستقبلها ،

. ويف هذا دليل أن هذه العبادة الزمة يف كل األحوال حبسب اإلمكان نه إذا زال اخلوف وحل األمن وجب الرجـوع إىل إقامـة مث بني أ

)١( .الصالة كما أمرمت بشروطها ، وأركاا ، وواجباا كما علمكم اهللا

، تفسـري ابـن كـثري ) ٢٠٢-٤/١٧٥(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٢٥٨-١/٢٥٥(، فتح القدير للشوكاين ) ٣٨٧-١/٣٧٩(

٢٨٦



m N M L K JO lالشرط يف اآلية يف قوله تعـاىل راجـال أو أنه عند اخلوف يصلي الشخص على حالـه : ومنطوقه يفيد

.راكبا إذا كان أمن ومل يكن خوف فال يصلي الشخص راجال أو : ومفهومه أنه

.واحلديث هنا عن صالة الفرض ال النافلة . راكبا :وعليه ميكن بناء املسألة التالية

.إقامة الصالة كما شرعت حال األمن حكم :مسألة :حترير املسألة *

يف وجوب إقامة الصـالة كمـا أراد اهللا يف ال خالف بني العلماء

m o n أوقاا بشروطها ، وأركاا ، وهيئتها ؛ لقوله تعـاىل q pr s x w v u tyl)١(

ــه m X W V U T S R Q Pوقول Y l وحلديث املسيء صالته الذي يرويه أبو هريرة رضي اهللا ،إن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم دخل املسجد فـدخل :" عنه قائال

: رجل فصلى ، فسلم على النيب صلى اهللا عليه وسلم ، فـرد وقـال فرجع يصلي كما صلى ، مث جاء فسـلم . ارجع فصل فإنك مل تصل

ارجع فصل فإنـك مل تصـل ، : على النيب صلى اهللا عليه وسلم فقال : فقـال . ق ما أحسن غريه فعلمين والذي بعثك باحل: ثالثا ، فقال

إذا قمت إىل الصالة فكرب ، مث اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، مث اركع

) .١٠٣(آية : سورة النساء )١(

٢٨٧


حىت تطمئن راكعا ، مث ارفع حىت تعتدل قائما ، مث اسجد حىت تطمـئن )١("كلهان جالسا ، وافعل ذلك يف صالتك ساجدا ، مث ارفع حىت تطمئكصالة املـريض ، . الشرع وأذن فيه هثناوال يستثىن مما سبق إال ما است

. واملسافر ، والنافلة وغريها مما هو معلوم يف بابه

ومن ذلك صالة اخلوف ، فقد اتفق أكثر أهل العلم أنـه إذا اشـتد اخلوف جازت الصالة إىل القبلة وإىل غريها ، إمياء من غري ركـوع وال

)٢( . m N M L K JO lسجود ؛ لقوله تعاىل إذا اشتد اخلوف صلوا رجاال قياما على :" قال ابن عمر رضي اهللا عنهما

ال : )٣(أقدامكم أو ركبانا ، مستقبلي القبلة وغري مستقبليها ، قال نافع

وجوب القـراءة لإلمـام : صفة الصالة ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )١(

واملأموم يف الصلوات كلها يف احلضر والسفر ، وما جيهـر ومـا خيافـت ، ) .٧٢٤(رقم ) ١/٢٦٣(وجوب قراءة الفاحتة يف كل ركعة ، : الصالة ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

وأنه إذا مل حيسن الفاحتة وال أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر لـه مـن غريهـا ، ) .٣٩٧(رقم ) ١/٢٩٨(

، ) ١/١٦٢(، املدونـة )١/٢٣٣(تبيني احلقائق ، ) ١/٢٤٥(نائع بدائع الص )٢(، املغـين ) ٣/٢٣٠(، امـوع ) ١/٢٢٢(، األم ) ١/٢٥٨(بداية اتهد

) .٢/١٨(، كشاف القناع ) ٢/١٤٠(هو نافع موىل بن عمر رضي اهللا عنهما ، ، وقد اختلف يف نسبته كما قـال )٣(

د اختلف يف سنة وفاته فقيل سنة مائة ابن حجر ومل يصح يف ذلك شيء ، وق .وسبع عشرة ، وقيل تسع عشرة وقيل سنة عشرين ومائة

) ]١٠/٤١٤(التهذيب [

٢٨٨


)١( ".أرى ابن عمر حدثه إال عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم


حانه وتعاىل باشتراط اخلوف لتغيري هيأة الصـالة فقـال صرح سب mN M L K JO l ومنطوق هذه اآلية يبينه لنا ابن عمر

إذا اشتد اخلوف صلوا رجـاال قيامـا علـى :" رضي اهللا عنهما بقوله ". أقدامكم أو ركبانا مستقبلي القبلة وغري مستقبليها

.من أمتوا كيفيتها بأركاا وشروطها أنه عند األ: ومفهومه املخالف

m M L K Jبعد أن أورد اآلية كما يفيده كالم الشنقيطيNO l فإذا أمنتم فأمتوا كيفيتها بركوعها ، وسجودها : معناه : " قال

)٢( ."، ومجيع ما يلزم فيها مما يتعذر وقت اخلوف

m Pلك يف اآليـة وهذا هو مفهوم الشرط ، و يؤيده املنطوق بعد ذ Y X W V U T S R Q l

وبالتايل فمفهوم الشرط صاحل ألن يكون دليال من أدلة وجـوب إقامـة يف أوقاا ، بشروطها ، وأركاا ، وهيأـا ، : كما أراد اهللا -الصالة

إضافة ملا سبق من نصوص يف حترير املسألة ، وـذا -وحفظ حدودها . ناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلم يظهر أثر ب

فإن خفتم فرجاال أو ركبانـا : ( التفسري ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )١(

) ٤/١٦٤٩(، ) فإذا أمنتم فاذكروا اهللا كما علمكم ما مل تكونوا تعلمـون ) .٤٢٦١(رقم

) .١/٢٦٥(أضواء البيان )٢(

٢٨٩


X W m H G F E D C B AM L K J IN T S R Q P O

UV [ Z Y X W\ c b a ` _ ^ ]h g f e di n m l k jo p q

s rl ) ٢٧٥: البقرة (

: خمتصر تفسري اآلياتيبني سبحانه وتعاىل يف هذه اآلية حال أكلة الربا يوم القيامة ، حـني

يقومون من قبورهم كما يقوم املصروع حال صرعه وختبط الشيطان له ؛ رعه ، حيث جعلوا البيع و وذلك جزاء العتراضهم على أحكام اهللا يف ش

.الربا شيئا واحدا ، وإمنا أباح اهللا البيع وحرم الربا مث بني تعاىل أن من بلغه ي اهللا عن الربا فانتهى عما كان منه ، فله

ما تقدم من املعاملة بالربا فال يؤاخذ به ، وأمر كل ما سبق من حترمي الربا . اهللا والعفو عن صاحبه بعد االنتهاء إىل

مث بني أن من فعل الربا وتعامل به بعد أن بلغه النهي عنـه ، فقـد )١( .استوجب العقوبة ، وأولئك هم أصحاب النار


[ ^ _ ` m b aالشرط يف اآلية يف قوله تعـاىل e d c l .

، تفسـري ابـن كـثري ) ٤٠٢-٤/٣٨١(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٢٩٦-١/٢٩٤(، فتح القدير للشوكاين ) ٤٢٧-١/٤٢٦(

٢٩٠


بعد املوعظة فله ما سبق وإن أخذه أن من امتنع عن الربا : ومنطوقه يفيد .من الربا ، وليس عليه رده

أن من امتنع عن الربا بعد املوعظة فليس له أخذ ما : ومفهومه املخالف .بقي منه


.ما مل يقبضه من الربا بعد بلوغ التحرمياملرايب حكم أخذ :مسألة :حترير املسألة * أن مـا : ال خالف يف أن من أسلم أو تاب بعد أن بلغه حترمي الربا

[ ^ _ ` m aأخذه قبل ذلك ال جيب عليه رده بنص اآلية e d c b l ؛ ولقوله تعاىل m y x w v u

¡ � ~ } | { z ¢ l)ــه )١ ® ¯ mوقولـ ¶ µ ´ ³ ² ± °l)ــه )٢ ؛ ولقول

أال إن كل ربا يف اجلاهلية موضـوع ، لكـم :" لى اهللا عليه وسلم صرؤوس أموالكم ال تظلمون وال تظلمون ، وأول ربا موضـوع ربـا

)٣( ". العباس

) .٢٧٨(آية : سورة البقرة )١( ) .٢٧٩(آية : سورة البقرة )٢( ) ٥/٢٧٣(ة التوبة ، من سور: تفسري القرآن ، باب : سنن الترمذي ، كتاب )٣(

) .٣٠٨٧(رقم حجة رسول اهللا صلى اهللا عليـه : املناسك ، باب : سنن ابن ماجه ، كتاب

) . = ٣٠٧٤(رقـم ) ٢/١٠٢٥(وسلم ،

٢٩١


:، وبيانه كما يلي )١(أما ما مل يقبضه بعد ، فليس له منه شيء بعد ذلك


[ ^ _ ` m aيف اآليـة السـابقة منطوق قوله تعاىل d c b el : يدل على أن من امتنع عن الربا بعد املوعظة فله

.ما سبق أخذه من الربا وليس عليه رده أن ما مل يأخذه قبل االمتناع عن الربا ليس له : ومفهوم املخالفة من ذلك

فهوم الشرط من وهذا هو م. أخذه بعد أن امتنع عن الربا وجاءته املوعظة .اآلية أي له : له ما سلف :" وعليه بىن السدي حترمي أخذه بعد ذلك فقال

ما أكل من الربا ، وليس عليه رد ما سلف ، فأما من مل يقض بعد فـال )٢( ."جيوز له أخذه ، وإمنا له رأس ماله فقط

مي الربا وعلى هذا فمن مل يكن مسلما فأسلم ، أو مل يكن يعلم بتحر من قبل ، أو مل يعلم بأن ماله قد استعمل يف معامالت ربوية ، وسبق من اجلميع أن أكلوا من هذه األموال ، فلهم ما سلف وال جيب عليهم رده ، ولكن ليس هلم ما بقي بعد اإلسالم ، والعلم بتحرمي الربـا ، وكشـف

ما سبق مـن حقيقة املعاملة ، وهذا بناء على مفهوم الشرط من اآلية ، و .املنطوق يف اآليات السابقة يف حترير املسألة

يف الربا الذي كان يف اجلاهلية ، : البيوع ، باب : سنن الدرامي ، كتاب = ) .٢٥٣٤(رقم ) ٢/٣٢٠(

رقـم ) ١/٤١٤(واحلديث صحيح كما يف صحيح اجلامع الصـغري وزيادتـه )٢٠٦٨ (

) .٤/٦٥(املنتقى شرح املوطأ )١( ) .٤/٣٣(تفسري الرازي )٢(

٢٩٢


m l k jويؤيد هذا أيضا مفهوم الشرط من قوله تعـاىل n mo r q p l يفيد التوعد على من : فمنطوقها

أن من مل : مل ينته عن أكل الربا بعد أن جاءته املوعظة ، ومفهومها يفيد الوعيد ، وبناء عليه فال جيوز له أخذ مـا يعد بأن تاب ، فال يلحقه هذا

.بقي ؛ لئال يعرض نفسه هلذا الوعيد ، واهللا أعلم

٢٩٣


X W mz y x w v u � ~ } | { ¡ £ ¢ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤¬ ¯ ®

¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° º ¹¿ ¾ ½ ¼ »À Ä Ã Â ÁÅ Ç Æ

É Èl ) ٢٨٠-٢٧٨: البقرة( :خمتصر تفسري اآليات

يأمر تعاىل عباده يف هذه اآليات بتقواه فيما يأمر به وينهى عنه ، وأن يتركوا ما بقي هلم عند الناس من الزيادة على رؤوس األموال إن كـانوا

رع اهللا هلم ، فإن مل يفعلوا ما أمروا به من ترك مؤمنني على احلقيقة مبا شالتعامل بالربا وما بقي منه ، فليعلموا بأم حماربون هللا ورسوله ، وقد قال

خذ : يقال آلكل الربا يوم القيامة : " ابن عباس رضي اهللا عنهما يف ذلك من كان مقيما على الربا ال يرتع عنـه : " ، وقال )١( "سالحك للحرب

)٢(" حقا على إمام املسلمني أن يستتيبه فإن نزع وإال ضرب عنقـه كان .ويقصد ذا من كان مستحال له

مث بني أن من تاب فليس له إال رأس ماله ، فال يظلم غرميـه بأخـذ .الزيادة ، وال يظلم هو بالنقص من رأس املال

ء ، وإنظاره حـىت مث أمر تعاىل بالصرب على املعسر الذي ال جيد وفا حيصل له اليسار ، وندم إىل العفو عن املدين بالكلية حىت من رأس املال

)٣( .ووعدهم على ذلك بالثواب واخلري اجلزيل

) .٦٢٦٢(رقم ) ٦/٢٥(أخرجه الطربي يف تفسريه بسنده )١( ) .٦٢٦١(رقم ) ٦/٢٥(أخرجه الطربي يف تفسريه بسنده )٢(، تفسـري ابـن كـثري ) ٤٢٠-٤/٤٠٤(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )٣(

) .٢٩٨-١/٢٩٧(، فتح القدير للشوكاين ) ٤٣٣-١/٤٣١(

٢٩٤


: بيان مفاهيم الشرط من اآليات السابقة

} | { ~ � ¡ m z الشرط فيما سبق يف قوله تعاىل ¢l .

® ¯ ° ¬¤ ¥ ¦ § ¨ © m « ªوقوله ¶ µ ´ ³ ² ± l .

. m º ¹ ¿ ¾ ½ ¼ » l وقوله

m z ¡ � ~ } | { ¢lأمــا قولــه تعــاىل . )١( فسيأيت بيان أن الشرط هنا ال مفهوم له

® ¬¤ ¥ ¦ § ¨ © m « ªوأما قوله تعـاىل ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ l

§ ¨ © m ªبناء على تفسري ابن عباس لقوله تعاىل -فمنطوقه «¬ l أن من مل يذر : يفيد -بأنه القتل إن مل يتب بعد االستتابة

الربا ، ويتوب منه بعد االستتابة فإنه يقتل ، أما إن تاب فليس له إال رأس .ماله فقط

أن من ترك الربا ، وتاب منه : على ما سبق يفيد ومفهومه املخالف بناء .فال يعتد عليه بالقتل يف بدنه

m º ¹ ¿ ¾ ½ ¼ » lوأما قوله تعـاىل أن من كان عاجزا عن الوفاء إلعساره فإنه ميهل إىل : فمنطوقه صريح يف

.أن يوسر .فال ميهل وال ينظر أن من كان موسرا وليس بعاجز : ومفهومه املخالف

. من هذا البحث ) ٢٩٥(صفحة )١(

٢٩٥


.ومن خالل ما سبق ميكن عرض املسائل التالية

لترك الربا ؟ هل اشتراط اإلميان هنا مقصود :املسألة األوىل :حترير املسألة * اإلمجاع منعقد على حترمي الربا بالكتاب والسنة ، وليس هذا حمال إليراد

} | m zعاىل ، ولكن هل للشرط يف قوله ت )١(األدلة على ذلك ¡ � ~ } ¢l مفهوم يؤثر يف حكم املسألة ؟


هذا الشرط يف اآلية السابقة ال مفهوم له ، وبالتايل فقد وجه العلماء ، والقصد منـه )٢(إنه شرط جمازي على جهة املبالغة: هذا الشرط فقالوا ، وبالتايل فال مفهوم له ؛ وألن القصد أيضـا )٣(والكمال إرادة االستقامة

من ذكر هذا الشرط ويل احلكم وتفخيمه ، فال يكون له مفهوم كمـا )٤( .سبق بيانه يف شروط العمل مبفهوم املخالفة

، ) ٩/٣٩٠(، امـوع ) ٢/١٨٠(، حاشية العدوي )٤/٨٥(تبيني احلقائق )١(

) .٤/٢٥(املغين ) .٢/٣٥١(تفسري البحر احمليط )٢( .) ٢/٣٥١( تفسري البحر احمليط، )٧/١٠٨(تفسري الرازي )٣( . من هذا البحث ) ٦٢(صفحة )٤(

٢٩٦


.استتابة املرايب وأخذ ماله إن مل يتب : املسألة الثانية : حترير املسألة *

علماء على أن من تاب من الربا فليس له إال رأس مالـه وال اتفق ال

m x w v u يأخذ مما بقي شيئا ؛ وذلك لقوله تعـاىل z y ¡ � ~ } | {¢ l ــه ® ¯ mوقول

¶ µ ´ ³ ² ± ° l وغريها مـن أخذ املرايب عدم جواز: أدلة املنطوق واملفهوم كما سبق يف حترير مسألة

)١( . يقبضه من الربا بعد بلوغ التحرمياملال الذي مل لكن من مل يتب ، ما ذا يعمل به و مباله ؟


من كان مقيما على الربا ال يرتع :" قال ابن عباس رضي اهللا عنهما )٢( ."ضرب عنقه عنه فحق على إمام املسلمني أن يستتيبه ، فإن نزع وإال

¤ ¥ ¦ § ¨ mوقد قال هذا عند الكالم على قوله تعـاىل « ª ©¬ l. )أوعد اهللا أهـل الربـا بالقتـل : " وقال قتادة )٣ )١( ."أينما ثقفوا )٤(فجعلهم رجا

.من هذا البحث ) ٢٩٠(ص )١( ) .٢(هامش ) ٩٣(سبق خترجيه ص )٢( ) .١/٢٩٨(فتح القدير للشوكاين )٣( . أهدره وأبطله : الشيء املباح ، ورج دمه : البهرج )٤(

٢٩٧


لـو أن أهـل بلـد :" كما نقله عنه القرطيب )٢(وقال ابن خويز مندادكانوا مرتدين ، واحلكم فيهم كاحلكم يف اصطلحوا على الربا استحالال

)٣( ."أهل الردة ، وإن مل يكن منهم ذلك استحالال جاز لإلمام حماربتهم

® ¯ ° ± mوقال الشوكاين عنـد قولـه تعـاىل ¶ µ ´ ³ ² l ": ويف هذا دليل علـى أن

ـ وب أمواهلم مع عدم التوبة حالل ملن أخذها من األئمة وحنوهم ممـن ين )٤(." عنهم

:لة على مفهوم الشرط بناء املسأ*** أن من مل يذر الربا ويتب منه فليعلم حبـرب : منطوق اآلية السابقة

وقد فسره ابن عباس رضي اهللا عنهما بالقتل إن مل يتب -من اهللا ورسوله .وأما من تاب فليس له إال رأس ماله فقط – )٥(بعد االستتابةأن من ترك الربا وتاب منه : الف بناء على األقوال السابقة ومفهومها املخ

فال يعتد عليه بالقتل يف بدنه ، كما يدل عليه مفهوم الشرط مـن قولـه

بناء على تفسـري m « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤¬ lتعاىل . ابن عباس رضي اهللا عنهما

) .٢/٢١٧) (رج(ب ، باب اجليم فصل الباء ، مادة لسان العر: انظر

) .٦/٢٥(جامع البيان يف تأويل القرآن )١(األـري ، ولـه : أبو عبد اهللا حممد أبو بكر بن خويز منداد ، من مشاخيه )٢(

كتاب كبري يف اخلالف ، وكتاب يف أصول الفقه ، وكتاب : مصنفات منها ) ].٢٦٨( ذهب الديباج امل. [ يف أحكام القرآن

) .٤/٤٠٥(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٣( ) .١/٢٩٨(فتح القدير للشوكاين )٤( ) .٢/١٩٢(أحكام القرآن للجصاص )٥(

٢٩٨


وأن من مل يتب فليس له حىت رأس ماله ، كما يدل عليـه مفهـوم

® ¯ ° ± m ³ ²الشرط من قوله تعـاىل ¶ µ ´ l وعليه بىن الشوكاين قوله السابق.

ومن خالل ما سبق يتضح أثر مفهوم الشرط يف بناء املسـألة ، واهللا .أعلم

٢٩٩


:املسألة الثالثة .حبس من عليه دين ومل يكن معسرا من أجل قضاء دينه حكم

: سألة حترير امل*

اتفق العلماء على أن من كان عليه دين ومل يستطع قضاءه لثبـوت إعساره فإنه ميهل حىت يوسر ويقضي ما عليه ، وال حيبس واحلالة هـذه ؛

)١( .m º ¹ ¿ ¾ ½ ¼ » lوذلك لقوله تعاىل واتفقوا كذلك على أن من كان موسرا ، وعليه دين ، وماطـل يف

القضاء فإن لإلمام حبسه حىت يقضي ما عليه ، كما هو واضح من أقواهلم :فيما يلي

: لة أقوال العلماء يف املسأ**

قال مالك عند هذه اآلية ملن سأله عمن عنده أموال فغيبها أحيبسـه )٢(." نعم حيبسه حىت يأيت مباله ذلك :" السلطان ؟

أن املوسر إذا ألد ، فإنه : هذه اآلية وبني يف حاشية العدوي بعد أن أورد )٣( .يسجن ، ويضرب بالسوط مرة بعد مرة حىت يؤدي ما عليه

)٤( .حيبس ويباع ما قدر عليه من ماله : وقال الشافعي فيمن هذا حاله فدل على أنه إذا مل يكن ذا عسرة مل :" وقال النووي حني استدل باآلية احلاكم ، فإن امتنع ، فإن كان له مـال جيب إنظاره ، فإن مل يقضه ألزمه

، ) ١٣/٢٠٤(، املدونة )٤/١٨٠(تبيني احلقائق ، ) ٧/١٧٣(بدائع الصنائع )١(

مـوع ، تكملة ا) ٣/٢١٣(، األم )٦/٢٠٤(للخرشي خليل شرح خمتصر ) .٣/٤٢٠(، كشاف القناع ) ٤/٢٩١(، املغين ) ١٣/٢٦٩(

) .١٣/٢٠٤(املدونة )٢()٢/٤٧٦( )٣. ( ) .٦/٣٣٢( املطبوع مع احلاوي الكبري خمتصر املزين )٤(

٣٠٠


)١("وإن كان له مال كتمه حبسه وعزره حىت يظهره ... ظاهر باعه عليه

:لة على مفهوم الشرط بناء املسأ*** اإلمهال والتأخري ، نرى : بناء على أن اإلنظار يف تفسري اآلية يراد به

خر إىل ميسـرة ، و أن أن املعسر ميهل ويـؤ : أن العلماء قد اتفقوا على

« ¼ m º ¹عمدم يف ذلك صريح منطوق قولـه تعـاىل ¿ ¾ ½ l .

أن من كان موسرا فال ميهل وال ينظر ، : ومفهوم هذا املنطوق املخالف إذا علم اإلنسان :" وهذا هو مفهوم الشرط من اآلية ، وهلذا قال الرازي

يطالبه مبا له عليه ، فوجب اإلنظار أن غرميه معسر حرم عليه حبسه وأنإىل وقت اليسار ، فأما إن كانت له ريبة يف إعساره فيجوز له أن حيبسـه

)٢(".إىل وقت ظهور اإلعسار وهذا يف من شك يف إعساره ، فكيف مبن تيقن أنه موسر ؟ فـاحلبس يف حقه آكد ، وهذا ما ذهب إليه العلماء كما يف اتفاقهم السابق من حبس

وسر ، وبيع ماله ، وعدم إنظاره ، بناء على مفهوم الشرط املخالف من امل .هذه اآلية ، واهللا أعلم

X W m I H G F E D C B AJK O N M LP U T S R Q

) .١٣/٢٦٩(تكملة اموع )١( ) .٧/١١٢(تفسري الرازي )٢(

٣٠١


X W VY ` _ ^ ] \ [ Ze d c b af n m l k j i h g

p ow v u t s r qx { z y|} f e d c b a ` _ ~

m l k j i h gn p ot s r qu ~ } | { z y x w v�

© ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ª ® ¬ «¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯¹

¼ » º½ Â Á À ¿ ¾Ã Å Ä È Ç ÆÉ Ë ÊÌ Î ÍÏ Ñ Ð

Ô Ó Ò J I H G F E D C BK V U T S R Q P O N M LW X

Z Y[ ` _ ^ ] \a d c b f el ) ٢٨٣-٢٨٢: البقرة(


٣٠٢


ملوا مبعـامالت يف هذه اآليات يرشد سبحانه وتعاىل عباده إذا تعـا مؤجلة إىل أجل مسمى أن يكتبوها ؛ فهو أحفظ مليقاا ومقدارها ، وقال

. )١( إا أنزلت يف السلم إىل أجل معلوم: ابن عباس رضي اهللا عنهما وأمر تعاىل الكاتب أن يكتب بالقسط من غري زيادة وال نقصـان ،

الكتابة أن يكتب وال ميل ألحد اجلانبني ، وبني أن على من كان يعرفإذا طلب منه ذلك كما علمه اهللا ما مل يكن يعلم من قبل ، وكما أمـره بالعدل ، مث ليمل املدين على الكاتب ما يف ذمته من الدين ، وليتق اهللا يف

.ذلك فال ينقص منه شيئا فإذا كان الذي عليه الدين سفيها يف تصرفه ال حيسـن األخـذ وال

ن ضعيفا عن اإلمالء لصغر أو كرب وحنوه ، أو ال يستطيع اإلعطاء ، أو كا .أن ميلي لعي أو جهل وحنو ذلك فليمل وليه عنه بالعدل

مث أرشد أن يستشهد مع الكتابة رجالن من املسلمني ؛ لزيادة التوثيق إن عدم الـرجالن : ، وقيل ن، فإن مل يستشهد رجالن فرجل و امرأتا

.رضيونفرجل و امرأتان عدول ممث بني أن العلة يف اشتراط املرأتني أن تذكر إحدامها األخرى مبقتضى

.الشهادة يف حالة نسياا

) ٢٢٣١٩(رقم ) ٤/٤٨١(مصنف ابن أيب شيبة ، السلف يف الطعام والتمر ، )١(

رقـم ) ٨/٥(ال سلف إال إىل أجـل معلـوم ، : مصنف عبد الرزاق ، باب )١٤٠٦٤. (

جواز السـلف حسـنة : سنن البيهقي الكربى ، مجاع أبواب السلم ، باب ) .١٠٨٦٤(رقم ) ٦/١٨(بالصفة ،

) ٢/٣١٤(املستدرك على الصحيحني ، كتاب التفسري ، من سورة البقـرة ، ) .٣١٣٠(م رق

٣٠٣


مث ى تعاىل الشهداء أن ميتنعوا عن الشهادة حتمال وأداء إذا طلـب منهم ذلك ، على اختالف بني العلماء يف وجوب الشهادة من عدمها إذا

.احلكم يف حالة التحمل عن األداء دعوا إليها ، واختالفمث أكد سبحانه ما أرشدهم إليه ، وذلك بأن يكتبوا احلق وال ميلـوا

يف ذلك ، مهما كان مقداره صغريا أو كبريا إىل أجله ؛ فإن هذا أعـدل عند اهللا ، وأثبت للشهادة أن ال تنسى ، وأقـرب إىل عـدم الريبـة يف

.معامالتكم تعاىل مما سبق البيع احلاضر إذا كان يدا بيد فال بأس بعـدم مث استثىن

كتابته ؛ ال نتفاء احملذور ، وأرشد إىل اإلشهاد على البيع عموما حاضـرا كان أو آجال ، وى أن يضار الكاتب فيكتب خالف ما ميلى ، وى أن

.يضار الشاهد بأن يكتم الشهادة أو يشهد خبالف ما مسع ن خمالفة ما أرشدهم إليه ، وأمرهم بالتقوى فيما أمرهم به مث حذر م

واهم عنه ، وختم ذلك ببيان أنه عامل حبقائق األمور وما يصـلحهم ، .وأنه ال خيفى عليه شيء من أعماهلم

مث أوضح أم إن كانوا مسافرين وتعذرت كتابة الدين إذا تـداينوا .صاحب احلق ؛ لتوثقة الدين فليكن بدل الكتابة رهان مقبوضة يف يد

مث بني تعاىل أنه إذا ائتمن بعضهم بعضا فال بأس أن ال يكتبـوا ، وال يشهدوا ، وال يرهنوا ، وليؤد املؤمتن وهو من عليه احلق ما اؤمتن عليـه ، وليتق اهللا يف ذلك ، مث أمر من كانت عنده شهادة أن ال يكتمها ، فـإن

)١( .كتم فقد أمث

، تفسـري ابـن كـثري ) ٤٨٣-٤/٤٢٣(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٣٠٤-١/٣٠٠(، فتح القدير للشوكاين ) ٤٤١-١/٤٣٦(

٣٠٤


:يان مفاهيم الشرط مما سبق ب

m E D C B A الشرط فيما سبق يف قوله تعاىل J I H G F l.

ــه m r q p o n m l k j i h gوقولw v u t sx l.

. m c b a ` _ ~ l {وقوله

.m t s r q p olوقوله

. m C BG F E D J I HK lوقوله

m H G F E D C B A أما قوله تعـاىل J I l ـا -فمنطوقهبناء على تفسري املداينة يف اآلية بأ

.أنه إذا كان السلم مسمى األجل فإنه يكتب : يفيد -السلم أن السلم إذا مل يكن مسمى األجل : ومفهومه املخالف بناء على ما سبق

.فال يكتب

m p o n m l k j i h gوأما قوله تعاىل w v u t s r qx l

أن من كان سفيها ، أو ضـعيفا ، أو ال يسـتطيع : فمنطوقه صريح يف . اإلمالء بنفسه فإن وليه يتوىل ذلك

أن من كان منهم قادرا على إمالء الـدين فليتـواله : وبالتايل فمفهومه . سه وال يويل غريه فيه بنف

٣٠٥


فـإن m c b a ` _ ~ lوأما قوله تعاىل أن الشهادة يف األموال تكون برجلني ، فـإن مل يكونـا : منطوقه يفيد

.فيستشهد برجل وامرأتني .أنه إذا وجد الرجالن فال جيوز استشهاد املرأتني : ومفهومه املخالف

بناء على - m o t s r q plوأما منطوق قوله تعاىل أن : فإنـه يفيـد -تفسريها بأن ذلك حال الطلب ألدائها بعد التحمل

.الشهداء إذا دعوا ليس هلم أن ميتنعوا عن الشهادة ، وجيب عليهم أداؤها أن الشهداء إذا مل يدعوا ، ويطلب منهم ذلك فـال : ومفهومه املخالف .جيب عليهم أداؤها

m C B I H G F E Dتعـاىل وأما قولـه JK l أنه إذا كانت املداينة حـال السـفر ، ومل : فمنطوقه يفيد

أن : ومفهومـه املخـالف . يوجد كاتب فليكن بينكم رهن مقبوض املداينة إذا كانت يف حضر ومل تكن يف سفر ، أو وجد من يكتب فـال

. يكن بينكم رهان مقبوضة

: ما سبق من مفاهيم ميكن عرض املسائل التالية ومن خالل

٣٠٦


. )١( تسمية األجل لصحة السلم حكم :املسألة األوىل : حترير املسألة *

على القول بأن املقصود باملداينة يف اآلية السلم ، ال خـالف بـني ؛ لقولـه )٢( العلماء يف وجوب تسمية األجل يف السلم وأن يكون معلوما

ــاىل m I H G F E D C B AتعــJ l من أسلف فليسلف يف :" ، ولقوله صلى اهللا عليه وسلم

)٣( " .كيل معلوم ووزن معلوم إىل أجل معلوم .وإذا مل يكن األجل معلوما فال حيل السلم وال يصح ، كما يأيت بيانه

:أقوال العلماء يف املسالة **

أشهد أن السلف املضـمون إىل :" ا قال ابن عباس رضي اهللا عنهم

m B A أجل قد أحله اهللا يف كتابه وأذن فيه مث قرأ قوله تعاىل J I H G F E D C l. )٤(

السلم لغة أهل احلجاز ، ويسمى أيضا السلف عند أهل العراق ، ومسي بذلك )١(

.لتسليم رأس املال وتقدميه يف جملس العقد . وف يف الذمة مؤجل بثمن مقبوض يف جملس العقد عقد على موص: وهو ) .٢/١٠٢(، مغين احملتاج ) ٢٤٥(املطلع على أبواب املقنع : انظر

) .٤/١٩٤(املغين )٢() ٢/٧٨١(السلم يف وزن معلوم ، : السلم ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٣(

) .٢١٢٥(رقم رقـم ) ٣/١٢٢٦(السـلم ، املساقاة ، بـاب ك : صحيح مسلم ، كتاب

)١٦٠٤. ( ) .١(هامش ) ٣٠٢(سبق خترجيه ص )٤(

٣٠٧


يدل على أن :" وقال الشافعي بعد أن استدل باآلية واحلديث السابق )١( ".اآلجال ال حتل إال أن تكون معلومة

أن الدين ال يقع إال إىل أجل مسـمى ، : ريه وبني أبو حيان يف تفس )٢( .فأما اآلجال اهولة فال جتوز

:لة على مفهوم الشرط أبناء املس*** أنه : بناء على تفسري املداينة يف اآلية بأا السلم ، فإن منطوقها يفيد

إذا كان السلم مسمى األجل فاكتبوه ، واإلرشاد إىل كتابته يدل علـى . صحته

أن السلم إذا مل يكن مسمى فال يكتـب ؛ لعـدم : ومفهومها املخالف .صحته

بعدم صحة السلم : وألجل هذا املفهوم من الشرط بىن العلماء قوهلم إذا مل يكن معلوم األجل ، كما هو واضح من األقـوال السـابقة ،

.وعليه يتضح بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلم

) .٣/٩٦(األم )١( ) .٢/٣٥٩(تفسري البحر احمليط )٢(

٣٠٨


:املسألة الثانية .من عليه احلق إال من عذر يتوىل إمالء الدين حكم أن


أنه ويل مـن m w v ux l على الصحيح يف تفسري ، فإذا كان من عليه الـدين سـفيها ، أو ضـعيفا ، أو ال )١(عليه الدين

m h gء وليه ؛ لقوله تعـاىل يستطيع أن ميل بنفسه فهنا يتوىل اإلمال u t s r q p o n m l k j i

w vx l لكن إذا مل يكن املستدين معذورا ، وكان قادرا على ، اإلمالء ، فهل يصح إمالء غريه عنه ؟


ان عليه احلـق ذكر العلماء أن من شرط كتابة الدين أن ميلي من ك

] \ mذلك بنفسه ، أو أن يسمعه ممن ميليه ؛ لقولـه تعـاىل ^ ] l )؛ وألنه ذكر النيابة عنه حال العجز لسفه ، أو ضعف ، )٢

m m l k j i h gأو عدم استطاعة وحنوه يف قوله w v u t s r q p o nx l ــوم ومفهـ

.مل يكن كذلك فال يتوىل وليه إمالء الدين عنه أن من: املخالفة منها

. )٢/٣٦١(تفسري البحر احمليط ، ) ١/٣٤٩(تفسري البغوي )١( ) .١٣/١٠١(تكملة اموع )٢(

٣٠٩


: بناء املسألة على مفهوم الشرط *** أن من كـان سـفيها ، أو ضـعيفا ، أو ال : منطوق اآلية السابقة

. يستطيع اإلمالء بنفسه فإن وليه يتوىل ذلك ذا أن من كان منهم قادرا فال يول غريه يف إمالء الدين ، وه: ومفهومها

] \ mمفهوم الشرط من اآلية ، يؤيده املنطوق يف قوله تعاىل ^ ] l ولذلك ذكر الرازي عند هذه اآلية عندما حتـدث عـن

)١( .أن ذلك ال يتم إال بإمالء من عليه احلق : شروط كتابة الدين .وهذا ما يفيده مفهوم الشرط من اآلية السابقة ، واهللا أعلم

) .٧/١٢٢(تفسري الرازي )١(

٣١٠


الستشهاد املرأتني ؟هل يشترط عدم وجود الرجلني :سألة الثالثة امل : لة حترير املسأ*

اتفق العلماء على قبول شهادة املرأة يف األموال ، وأا على النصف

~ _ ` m b aمن شهادة الرجل ؛ وذلك لقوله تعـاىل c l )لكن هل يشترط عدم وجود الرجلني لصحة استشهاد )١ ،

املرأتني أم ال ؟

:أقوال العلماء يف املسألة ** مل أجد فيما بني يدي من الكتب من فصل يف هذه املسـألة عنـد

أن : يف تفسريه عند هذا اجلزء من اآليـة الفقهاء ، ولكن ذكر أبو حيان )٢( .ال جيوز استشهاد املرأتني إال مع عدم الرجال : قوما قالوا

أا من ألفاظ األبدال ، فكان : من معاين هذه اآلية وذكر اجلصاص ظاهرها يقتضي أن ال جتوز شهادة النساء إال عند عدم شهادة الرجـال ،

)٣( .كحكم سائر أبدال الشريعة مع مبدالا وهذا ليس كما زعمه ، ولو أراد :" ورد ابن العريب عليه هذا املعىن فقال

فـإن مل : فأما وقد قال . جالن فرجل فإن مل يوجد ر: ربنا ذلك لقال )٤( ."فهذا قول يتناول حالة الوجود والعدم . يكونا

، تكملـة امـوع ) ٢/٦٨١(بدايـة اتهـد ،) ٦/٢٧٩(بدائع الصنائع )١(

) .٦/٤٣٤(، كشاف القناع ) ١٠/١٥٨(، املغين ) ٢٠/٢٥٤( ) .٢/٣٦٢(تفسري البحر احمليط )٢( . ) ٢/٢٣١(أحكام القرآن للجصاص )٣( . )١/٣٣٤(أحكام القرآن البن العريب )٤(

٣١١


فترتيـب : فإن قيل :" فقال وأورد هذا املفهوم وأجاب عنه املوزعي املرأتني على الرجلني يقتضي أنه ال جتوز شهادة النسـاء إال بعـد عـدم

أن : ي عليـه اجلمهـور قد قال بذلك قوم ، واحلق الذ: الرجال ، قلت فـإن مل تستشـهدوا رجلـني : الشرط للتقسيم ال للترتيب ، واملعـىن

ومل يقل m a ` _ ~ lفلتستشهدوا رجال وامرأتني ، فقال اهللا )١( ."فإن مل جتدوا : ولو كان الترتيب مرادا لقال . فإن مل جتدوا :


~ _ m | { z y}قوله تعاىل منطوق c b a ` l أن الشهادة تكون برجلني ، : يفيد

.فإن مل يكونا فيستشهد برجل وامرأتني أنه إذا وجد الرجالن وميكن أن يستشهدا فال جيوز : ومفهومها املخالف

وهذا هو مفهوم الشرط من اآلية ، وعليه بـىن مـن . استشهاد املرأتني بعدم جواز استشهاد املرأتني إال مع عدم الرجال : يان قوهلم ذكرهم أبو ح

.وذا يتضح وجه بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلم

) .١/٥١٤(تيسري البيان ألحكام القرآن )١(

٣١٢


: املسألة الرابعة . حكم اإلدالء بالشهادة على من مل يطلب منه ذلك

: حترير املسألة

شيء فشهد ، وطلب منه أن اتفق العلماء على أن من استشهد على يؤدي الشهادة أنه جيب عليه ذلك ويلزمه ، وال جيوز له االمتناع ؛ لقوله

أي ألدائها ؛ وألن الشهادة أمانة m t s r q p olتعاىل يف ذمة الشاهد للمشهود له فوجب أداؤها ، كما قال تعاىل

m V U T S R Q PW Z Y X[ \ ] ` _ ^al )١( .

لكن إذا مل يدع ، ومل يطلب ألداء الشهادة ، هل جيب عليه اإلدالء ـا .ويأمث إن مل يفعل ذلك أم ال ؟


إذا طلب وجب عليه األداء ، حىت لو امتنـع بعـد :" قال الكاساين .)٢("الطلب يأمث

شهادة وال يسع كتماا إذا طلب أنه يلزم أداء ال: وجاء يف تبيني احلقائق وذكر صاحب اهلداية العلة يف اشتراط طلـب املـدعي . )٣(املدعي ذلك

، تكملـة ) ٣/٣٤٨(، التاج واإلكليل ملختصر خليل ) ١٦/١٧٧(املبسوط )١(

) .٥/٣٤٧(منتهى اإلرادات ) ١٣/١٠٣(اموع ) .٦/٢٨٢(بدائع الصنائع )٢( . )١٢/١٩٨(تبيني احلقائق )٣(

٣١٣


وإمنا يشترط طلب املدعي ؛ ألا حقه ، فيتوقف علـى طلبـه : " فقال )١( ."كسائر احلقوق

)٢( .وبنحو هذا قال أصحاب املذاهب األخرى


يفيد بوجـوب m t s r q p olمنطوق قوله تعاىل أداء الشهادة يف حق من حتملها إذا طلب منه ذلك ، ويؤيده ما سبق بيانه

.من اآليات يف حترير املسألة أنه إذا مل يدع ومل يطلب منه ذلك فال جيب : ومفهوم هذه اآلية املخالف

مفهوم الشرط من اآلية ، عليه أداؤها ، وال يأمث بتركها ، وهذا ما يفيدهوعليه بىن الفقهاء أقواهلم السابقة ، ومن خالله يتضح بناء املسألة علـى

.مفهوم الشرط ، واهللا أعلم

) .٧/٣٦٦(اهلداية شرح بداية املبتدي املطبوع مع شرح فتح القدير )١(، ) ١٣/١٠٣(، تكملـة امـوع ) ٥/١٣١(التاج واإلكليل ملختصر خليل )٢(

) .٢٩/٢٥٩(، الشرح الكبري ) ٤/٣٣٠(حاشيتا قليويب وعمرية

٣١٤


مع وجود كاتب ؟ وأهل يصح الرهن يف احلضر : املسألة اخلامسة : حترير املسألة*

m C Bتعـاىل اتفق العلماء على صحة الرهن يف السفر ؛ لقوله J I H G F E DK l )وحصل خالف من )١ ،

:بعضهم يف جوازه يف احلضر أو عند وجود الكاتب ، وذلك كما يلي


ذهب اجلمهور من العلماء إىل صحة الرهن يف احلضر كما هـو يف )٢( .كتب الدين السفر ، حىت وإن وجد من ي

:واستدلوا مبا يلي تويف رسول اهللا صلى اهللا :" عن عائشة رضي اهللا عنها قالت - ١

عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثالثني صاعا مـن )٤( .وهذا مل يكن يف سفر وال عند عدم كاتب )٣( ". شعري

ألن الرهن وثيقة جتـوز يف السـفر فجـازت يف احلضـر - ٢ )٥(. كالضمان

) .٥٧(اإلمجاع البن املنذر )١(، الفواكه الدواين على رسـالة ) ٢/٢٢٢(، بداية اتهد ) ٢١/٦٤(املبسوط )٢(

) .٤/٢١٥(، املغين ) ١٣/١٧٨(، تكملة اموع ) ٢/١٦٦(القريواين ما قيل يف درع النيب صلى : اجلهاد والسري ، باب : يح البخاري ، كتاب صح )٣(

) .٢٧٥٩(رقم ) ٣/١٠٦٨(اهللا عليه وسلم يف احلرب ، ) .٩/١١٨(، املغين ) ٢٤/٣٥٧(املبسوط )٤( ) .٤/٢١٥(املغين )٥(

٣١٥


: القول الثاين إن الـرهن ال : )٢( ، وأهل الظـاهر )١( قال جماهد ، والضحاك

.يكون مشروعا إال يف السفر ، وعند عدم الكتابة

m C B H G F E Dبقولـه تعـاىل : واستدلوا J IK l وهذا يفهم منه أن من مل يكـن يف سـفر ، أو ،

ئذ الرهن ؛ حيث إن اهللا قد شرط ذلك يف وجد كاتب فال جيوز حين .الرهن كما يف اآلية

فمن كان على سفر فبايع بيعا إىل أجل ، فلم :" قال الضحاك يف اآلية جيد كاتبا فرخص له يف الرهان املقبوضة ، وليس له إن وجد كاتبا أن

)٣( ."يرن شرط السفر ليس الرهن إال يف السفر ؛ ألن اهللا تعاىل:" وقال جماهد

)٤( ."يف الرهن إن هـذا ال : عن هذا الشرط بقوهلم أجاب أصحاب القول األول

يراد به الشرط حقيقة ، وبالتايل فال مفهوم له ؛ ألنه خـرج خمـرج األعم األغلب ، فالغالب أن الكاتب ال يتعذر يف احلضر ، وإمنا يتعذر

تبـار مفهـوم يف السفر ، وما خرج خمرج الغالب كان من موانع اع )٥( .املخالفة

، تكملـة امـوع ) ٢/٤١٤(، بدايـة اتهـد )١/٢٠٤(أضواء البيان )١(

.) ٤/٢١٥( ، املغين) ١٣/١٧٨( ) .٨/٨٧( احمللى )٢( ) .٦/٩٤( جامع البيان يف تأويل القرآن )٣(تكملة اموع : ، وانظر ) ٦٤٤١(رقم ) ٦/٩٥(أخرجه الطربي يف تفسريه )٤(

) .٤/٢١٥(، املغين ) ١٣/١٧٩(، ) ٢١/٦٤(، املبسـوط )١/٢٠٤(أضواء البيان ، )١/٣٥٣(تفسري البغوي )٥(

. )٤/٢١٥(، املغين ) ١٣/١٧٨(، تكملة اموع ) ٢/١٦٦(الفواكه الدواين

٣١٦


:الترجيح *** الذي أرى رجحانه يف هذه املسألة صحة وجواز الرهن يف احلضر

كما هي يف السفر ؛ وذلك ملا سبق من أدلة صرحية صحيحة على هذا القول ، وللجواب عن ذكر السفر يف اآلية بأنه خرج خمرج الغالـب

ه مفهوم فإنه ال يعترب ؛ ألن مـن وبالتايل فال مفهوم له ، ولو كان لشروط العمل به أن ال يعارض ما هو أقوى منه من منطوق وحنوه ، و منطوق األدلة السابقة للقول األول تعارضه ، وبالتايل فال مفهوم له ،

.واهللا أعلم

:بناء املسألة على مفهوم الشرط *** ن أصـحاب مما سبق نرى أن عمدة من يقول مبفهوم املخالفة م

. القول الثاين هو مفهوم الشرط من اآلية أن الرهن يصح إذا كان يف السفر ، وعنـد : حيث إن منطوقها يفيد

أنه يف احلضر أو عنـد وجـود : ومفهومها املخالف . عدم الكاتب . كاتب ال يصح الرهن

: وهذا هو مفهوم الشرط من اآلية ، والذي بىن عليه العلماء قـوهلم الرهن يف غري حال السفر ، أو حالة وجود كاتب يكتب بعدم صحة

:" الدين ، كما هو واضح من أقواهلم السابقة ، وهلذا قال ابن رشـد اآلية هو من باب دليـل والقول يف استنباط منع الرهن يف احلضر من

)١( ."اخلطاب .وذا يتضح أثر مفهوم الشرط يف بناء املسألة ، واهللا أعلم

) .٢/٤١٥(بداية اتهد )١(

٣١٧


الفصل الثاين التطبيق على مفهوم الشرط من خالل آيات األحكام الواردة يف

سورة النساء

٣١٨


X W m ~ } | { z y x w v u t

b a ` _c l k j i h g f e d

r q p o nl ) ٣: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية ، وأراد أن ينب سبحانه وتعاىل يف هذه اآلية أن من كان عنده يتيمة

ينكحها ، وخاف أن ال يعطيها مهر مثلها فليعدل إىل ما سواها ، ومبثـل هـي :" هذا قالت عائشة رضي اهللا عنها يف هذه اآلية حني سئلت عنها

اليتيمة تكون يف حجر وليها ، تشركه يف ماله ، ويعجبه ماهلا ومجاهلـا ، يها مثل ما يعطيه فرييد وليها أن يتزوجها بغري أن يقسط يف صداقها فيعط

غريها ، فنهوا أن ينكحوهن إال أن يقسطوا إليهن ، فيبلغوا ـن أعلـى سنتهن يف الصداق ، وأمروا أن ينكحوا ما طـاب هلـم مـن النسـاء

)١(."سواهن مث بني تعاىل مقدار ما جيوز للرجل أن جيمع فيه من النساء ، فأباح له

كان يتحرى العدل بينهن ، فإن خشـي أن جيمع بني أربع فما دون ، إذا أن ال يعدل بينهن فليقتصر على واحدة ، أو على اجلـواري وإن كثـر عددهن بطريق امللك ، فإنه ال جيب القسم والعدل بينهن ، وكـل هـذا

)٢( .شرع من أجل أن ال حيصل ظلم و جور

تفسـري سـورة النسـاء ، : التفسري ، بـاب : صحيح البخاري ، كتاب )١(

) ٤٢٩٨(رقم ) ٤/١٦٦٨(-١/٥٨٦(، تفسري ابن كـثري ) ٤٢-٦/٢٣(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٢(

) .٤٢١-١/٤١٩(، فتح القدير للشوكاين ) ٥٨٩

٣١٩



m y x w v u t الشرط يف اآلية يف قولـه تعـاىل

_ ~ } | { zl .

. m l k j i h g f e dm l وقوله

m | { z y x w v u t أما قوله تعـاىل

_ ~ }l ت يـده إذا أن من خاف أن ال يقسط يف اليتيمة اليت حت: فمنطوقه يفيد

. نكحها ، فلينكح ما طاب له من النساء غريها ، مثىن وثالث ورباع أن من مل خيف أن ال يقسط يف اليتيمة اليت حتت يده : ومفهومه املخالف

.إذا نكحها فلينكحها ، وال ينكح ما طاب من النساء غريها

m l k j i h g f e dm lوأما قوله تعاىل أن الرجل إذا خاف أن ال يعـدل ، فيجـب االكتفـاء : فمنطوقه يفيد

.بواحدة أو ما ملكت اليمني .أنه إذا أمن العدل فيباح له ما زاد عن الواحدة : ومفهومه املخالف

وهو أن من مل خيف جيب أن ال يقتصر علـى : ويفيد أيضا مفهوما آخر .واحدة

:كن عرض املسائل التالية ومن خالل ما سبق من املفاهيم مي

٣٢٠


: املسألة األوىل .نكاح أكثر من واحدة وإن مل خيف من القسط يف اليتامى حكم

: حترير املسألة * أمجع املسلمون على أن من مل خيف اجلور يف اليتامى جيـوز لـه أن

)١( .ينكح أكثر من واحدة كمن خاف


m | { z y x w v u t منطوق قوله تعاىل

b a ` _ ~ }c l يفيد أنه ال يباح النكـاح مـثىن . وثالث ورباع إال ملن خاف اجلور يف اليتيمات

. ومفهوم الشرط يدل على أنه ال جيوز له ذلك إذا مل خيف اجلور فيهن مجاع قد دل على خالف ما دل ولكن هذا الشرط ال مفهوم له ؛ ألن اإل

عليه الظاهر من اختصاص اإلباحة مبن خاف اجلور ، كما سبق يف حترير .املسألة

m t واتفق كل من يعاين العلوم على أن قوله تعـاىل : " قال القرطيب

y x w v ul ليس له مفهوم ؛ إذ قد أمجـع املسـلمون :ينكح أكثر من واحدة على أن من مل خيف القسط يف اليتامى له أن

اثنتني ، أو ثالثا ، أو أربعا كمن خاف ، فدل على أن اآلية نزلت جوابا )٢( " .ملن خاف ذلك ، وأن حكمها أعم من ذلك

، اجلامع ألحكـام القـرآن للقـرطيب )١/٤٠٥(أحكام القرآن البن العريب )١(

، املفهم شـرح صـحيح مسـلم ) ٣/١٧١(تفسري البحر احمليط ،) ٦/٢٦()٧/٣٣٠. (

) .٦/٢٦(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٢(

٣٢١


فإن دليل خطاب هذه اآلية ساقط باإلمجاع ؛ فإن كل :" وقال ابن العريب ذلك لـه من علم أنه يقسط لليتيمة جاز له أن يتزوج سواها ، كما جيوز

)١( ."إذا خاف أال يقسط ومن خالل ما سبق يتضح لنا أنه ال أثر ملفهوم الشرط يف هذه املسألة

. واهللا أعلم

) .١/٤٠٥(أحكام القرآن البن العريب )١(

٣٢٢


:املسألة الثانية .من اجلور الويل نكاح اليتيمة إذا مل خيف حكم


ما معىن قولـه : اهللا عنها قلت لعائشة رضي: أنه قال )١(عن عروة

ــاىل m _ ~ } | { z y x w v u t تع

b a `c l هي اليتيمة تكون يف حجر : يا ابن أخيت : فقالتوليها فريغب يف ماهلا ومجاهلا ، إال أنه يريد أن ينكحها بأدىن من صداقها

هلا من يذب عنها ، مث إذا تزوج ا عاملها معاملة رديئة ؛ لعلمه بأنه ليس وإن خفـتم أن ال تظلمـوا : ويدفع شر ذلك الزوج عنها ، فقال تعاىل

)٢( ."اليتامى عند نكاحهن فانكحوا من غريهن ما طاب لكم من النساء من خالل تفسري عائشة هلذه اآلية ميكن أن يكون هلذا املنطـوق مفهـوم

.خمالف له تأثري يف احلكم كما يلي

:على مفهوم الشرط بناء املسألة ** إذا كان منطوق اآلية بناء على تفسري عائشة رضي اهللا عنها السـابق

إن خفتم أن ال تقسطوا يف اليتيمات إذا نكحتمـوهن ، فـال : يفيد أنه .تنكحوهن ، وانكحوا غريهن مما طاب لكم

لعوام ، عامل املدينة وأحد الفقهاء السبعة ، حدث عن عدد عروة بن الزبري بن ا )١(

من الصحابة رضي اهللا عنهم ، ومنهم أمه أمساء بنت أيب بكر وخالته عائشـة رضي اهللا عنهم ، وحدث عنه مجع غفري حىت كان يتجمع النـاس لسـماع

، سـري ) ٥/١٧٨(الطبقات الكربى البن سعد ) . [ هـ٩٣-٢٣. (حديثه ) ]١/١٠٣(، شذرات الذهب ) ٤٣٧-٤/٤٢١(أعالم النبالء

) .١(هامش ) ٣١٨(سبق خترجيه بنحوه ص )٢(

٣٢٣


إن مل ختافوا عدم القسط يف اليتيمات : فإن مفهومه املخالف يدل على أنه .ا نكحتموهن فانكحوهن إذ

وقد أشار إىل مثل هذا الشيخ الشنقيطي رمحه اهللا ، حيث أثبت أن هلـذه أم إن مل خيافوا عدم القسـط مل : ومفهومه :" اآلية مفهوما معتربا فقال

يؤمروا مبجاوزن إىل غريهن ، بل جيوز هلم حينئذ االقتصار عليهن وهـو أمر مبجاوزن إىل غريهن عند خوفهم واضح كما ترى ، إال أنه تعاىل ملا

)١( ."أن ال يقسطوا فيهن أشار إىل القدر اجلائز من تعدد الزوجات وقد أشار إىل حنو هذا املفهوم أيضا ابن قدامة يف مسألة تزويج الصغرية ،

ومفهومه أنه إذا مل خيـف فلـه تـزوج :" حيث قال بعد أن أورد اآلية )٢( ."اليتيمة

.ح إمكانية بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلموذا يتض

) .١/٢٣٩(أضواء البيان )١( ) .٢٠/١٤٢(الشرح الكبري )٢(

٣٢٤


.حكم التعدد مع عدم خوف العدل :املسألة الثالثة :حترير املسألة *

أمجع العلماء على جواز الزيادة على الواحدة عند عدم اخلوف مـن

} | { ~ m z العدل إىل العدد احملدود شرعا ، لقوله تعـاىل

b a ` _c l . )لكن عند اخلوف من عدم العدل ، هل )١ جتوز له الزيادة عن الواحدة أم ال ؟


فاستفدنا أن حـل :" بعد أن أورد هذه اآلية )٢(قال الكمال احلنفي احـدة األربع مقيد بعدم خوف عدم العدل ، وثبوت املنع عن أكثر من و

)٣( ."عند خوفه أنه إذا خاف عـدم العـدل : وجاء يف البدائع و تكملة اموع ما يفيد

)٤( .يستحب له أن ال يزيد عن الواحدة ال أنه حيرم .وظاهر هذا القول يقتضي الكراهة دون التحرمي

) .٦/٢٦(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )١(حممد بن عبد الواحد بن عبد احلميد بن مسعود السيواسي ، كمـال الـدين )٢(

اهلمام ، من أئمة احلنفية ، برع يف الفقه ، والتفسري ، وأصـول املعروف بابن ) . هـ ٨٦١ت . (الديانات ، والفرائض ، وكان ممن جاور احلرمني

) ]٧/١٣٤(، األعالم ) ١٨٠(، الفوائد البهية ) ٨/١٢٧( الضوء الالمع [ ) .٣/٤٣٢(شرح فتح القدير )٣( ) .١٦/١٤٤(اموع ، تكملة) ٢/٣٣٢(بدائع الصنائع )٤(

٣٢٥


:الترجيح ** لـه أن أن من تيقن عدم العدل فال جيوز : الذي أراه يف هذه املسألة

يزيد عن الواحدة ، أما إذا خاف ذلك ومل يتيقنه فالقول بالكراهة أظهر ؛ .لعد تيقن العدل ، واهللا أعلم


m l k j i h g f e dmlمنطوق قوله تعاىل أنه عند اخلوف من عـدم العـدل جيـب : يفيد كما هو ظاهر الشرط

حترمي الزيادة علـى : اء بواحدة ، وعليه يقتضي ظاهر هذا املنطوق االكتف، أو )١(واحدة إذا خاف عدم العدل ، كما نص عليـه بعـض العلمـاء

الكراهة يف أقل األحوال ، كما يفيده كالم من ندب االقتصـار علـى . الواحدة عند اخلوف من عدم العدل ، كما سبق

خلوف من عدم العدل يباح ما زاد عن أنه عند عدم ا: ومفهومها املخالف . الواحدة إىل أربع

أن حل ما زاد عن الواحدة مقيـد : وهذا هو مفهوم الشرط ، وظاهره بعدم خوف عدم العدل ، كما يفيده قول الكمال فيما سبق ، وإن كان

.احلنفية ال يقولون باملفهوم ـ واز وعلى هذا فيمكن أن يعتمد من يشترط عدم اخلوف من العـدل جل

.نكاح ما زاد عن الواحدة على مفهوم الشرط من اآلية ومن خالل ما سبق يتبني أثر مفهوم الشرط يف بناء هذه املسـألة ، واهللا

. أعلم

) .٣/٢٣٤(البحر الرائق )١(

٣٢٦


:املسألة الرابعة .االقتصار على الواحدة عند عدم اخلوف من العدل حكم

:حترير املسالة *

لى زوجة واحدة أو ما ملكـت أمجع العلماء على جواز االقتصار ع )١( .اليمني حىت مع عدم اخلوف من العدل لو زاد

: لة على مفهوم الشرط بناء املسأ**

m e d أن قوله تعـاىل : هناك مفهوم آخر للشرط يف اآلية وهو

l k j i h g fm l أن الواحـدة ال : يفيد ظـاهره .تباح إال ملن خاف أن ال يعدل

.أن من مل خيف جيب أن ال يقتصر على واحدة : ومفهومه املخالف ولكن هذا الشرط ذا املعىن ملغي باإلمجاع فال مفهوم له كما سـبق يف

يف رده على من يقـول بـدليل -حترير املسألة ، ولذلك احتج ابن حزم وهم كلهم قد وافقونا على :" ذه اآلية فقال بعد أن أوردها -اخلطاب

كل من مل خيف أيضا أن ال يعدل فمباح له االقتصار على واحـدة ، أن وعلى ما ملكت ميينه ، فتركوا ههنا مذهبهم يف دليل اخلطاب ، وكـان

.يلزمهم أال يبيحوا الواحدة فقط إال ملن خاف أن ال يعدل . إن ذلك إمجاع : فإن قالوا دليـل قد أقررمت أن اإلمجاع قد صـح بإسـقاط قـولكم يف : قيل هلم )٢(." اخلطاب

) .١١٨٠-٧/١١٧٩(اإلحكام البن حزم )١( ) .٧/١١٨٠(اإلحكام البن حزم )٢(

٣٢٧


X W mv u t sw } | { z y x

£ ¢ ¡ � ~l ) ٤: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية على الراجح يف أن اخلطاب هنا لألزواج ، فإن اهللا تعاىل يأمرهم أن

يت ينكحون مهورهن اليت هلن على أزواجهن عطية طيبة يعطوا النساء الال، مث يبني تعاىل أنه إن طابت أنفسهن لكم عن شيء من هذا املهر من غري ضرار وال خديعة ، فلكم أن تأكلوه وتأخذوه طيبا حالال لكم ، فتنتفعوا

)١( .به يف سائر االنتفاعات ، ال إمث فيه عليكم وال تبعة

:رط من اآلية بيان مفهوم الش

m ~ } | { z y xالشرط يف اآلية يف قولـه تعـاىل

¢ ¡ � l . إباحة األكل من صداق املرأة إذا طابـت نفسـها : ومنطوقه ينص على

.بذلك .أنه إذا مل تطب به نفسا مل حيل األكل منه : ومفهومه املخالف


، ) ١/٥٨٩(، تفسري ابن كثري ) ٥٠-٦/٤٣(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )١(

) .١/٤٢٢(فتح القدير للشوكاين

٣٢٨


. حكم أخذ شيء من مهر املرأة :ألة مس : حترير املسألة *

اتفق العلماء على أن للمرأة املالكة ألمر نفسها أن ب من صـداقها ، لكن هل جيوز للزوج أخذ شيء من مهر امرأته من )١(لزوجها وله أخذه

غري رضاها ؟


mv u t sw x تعـاىل قال اهللا:" قال الشافعي

¢ ¡ � ~ } | { z y l يف هذه اآلية إباحة أكله )٢(."إذا طابت به نفسا ، ودليل على أا إذا مل تطب به نفسا مل حيل أكله

ما طابت به نفسا يف غري كره أو هوان فقد أحـل اهللا :" وقال قتادة

)٣( ." لك ذلك أن تأكله هنيئا مريئا

إن وهبـت املـرأة : وقال بعض علماء التفسري يف الشرط يف اآلية لزوجها شيئا من الصداق طيبة به نفسها ، غري مضطرة إىل ذلك بإحلـاح

)٤(. أو سوء خلق وحنوه ، فلزوجها أخذه ، ومتلكه واالنتفاع به

) .١/٤١٥(أحكام القرآن البن العريب )١( ) .١/٢١٦(أحكام القرآن للشافعي )٢( ) . ٧/٥٥٦( جامع البيان يف تأويل القرآن )٣( . )٣/١٧٦(تفسري البحر احمليط ، ) ٩/١٨٩(تفسري الرازي )٤(

٣٢٩


:بناء املسألة على مفهوم الشرط *** إباحة األكـل : سابقة يظهر لنا أن منطوق اآلية من خالل األقوال ال

.من صداق املرأة إذا طابت نفسها بذلك وهـذا . أنه إذا مل تطب به نفسا مل حيل األكل منه : ومفهومها املخالف

هو مفهوم الشرط ، وعليه بىن العلماء فيما سبق أقواهلم واليت يؤخذ منها غري طيب نفسها ، وهذا ما حرمة أخذ الزوج شيئا من صداق املرأة من:

أفاده مفهوم الشرط من اآلية ، ويؤيد هذا املفهوم منطوق قولـه تعـاىل

m « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �¯ ® ¬° ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ±

½¾ Ã Â Á À ¿Ä Ê É È Ç Æ Å Ël)ذا يظهر بناء املسألة على مفهو )١م الشرط من اآلية ، واهللا و

.أعلم

) .٢٢٩(آية : سورة البقرة )١(

٣٣٠


X W m À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶

Ã Â ÁÄ Ê É È Ç Æ ÅË Í Ì Î

ÏÐ Õ Ô Ó Ò ÑÖ Ú Ù Ø ×

Ü ÛÝ á à ß Þl ) ٦: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية ه وتعاىل يف هذه اآلية أولياء اليتامى أن خيتـربوهم عنـد يأمر سبحان

منهم صالحا يف دينـهم ، وحفظـا ألمـواهلم ، ابلوغ احللم ، فإذا رأو .فليسلموا إليهم أمواهلم اليت حتت أيديهم

مث ينهى تعاىل أن تؤكل أموال هؤالء اليتامى من غري حاجة ؛ خشية

أن من كان يف غنية عن مـال اليتـيم ، أن يبلغوا ، مث يؤكد تعاىل ذلك بفليستعفف وال يأكل منه شيئا ، وإن كان فقريا حمتاجا ، فله أن يأكل منه

.باليت هي أحسن ، بقدر قيامه عليه

مث يرشد سبحانه وتعاىل األولياء أن يشهدوا عند تسـليم اليتـامى قع جحـود أو أمواهلم ، وذلك حني بلوغهم وإيناس الرشد منهم ؛ لئال ي

اام ، وكفى باهللا حسيبا ، وشهيدا ، ورقيبا عليكم يف كل شـؤونكم ، )١( .ومنها معاملتكم لليتامى يف أمواهلم

-١/٥٩٠(، تفسري ابن كـثري ) ٧٨-٦/٦٠(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )١(

) .٤٢٧-١/٤٢٦(ين ، فتح القدير للشوكا) ٥٩١

٣٣١



½ ¾ ¿ m Â Á Àالشرط يف اآلية يف قوله تعاىل

ÃÄ l .

ــه m Ï Î Í ÌÐ Ô Ó Ò Ñوقولــــ

ÕÖl .

m Ã Â Á À ¿ ¾ ½Ä lأما قولـه تعـاىل أن اليتامى إذا بلغوا وأونس منهم الرشد وجـب دفـع : فيفيد منطوقه .أمواهلم إليهم

أم إذا مل يبلغوا أومل يؤنس منهم رشد فـال : ومفهوم الشرط من ذلك .تدفع إليهم

أن : طوقه يفيد فمن m Í ÌÏ ÎÐlوأما قوله تعاىل وعلـى هـذا . ويل اليتيم إن كان غنيا فيحرم عليه األخذ من مال اليتيم

.أن من كان فقريا فله أن يأكل من مال اليتيم : فمفهومه املخالف يفيد

: فمنطوقه يفيد m Õ Ô Ó Ò ÑÖ lوأما قوله ـ . يم بـاملعروف أن ويل اليتيم إن كان فقريا فله أن يأخذ من مـال اليت

.أن من كان غنيا فال يأخذ من مال اليتيم : ومفهومه املخالف يفيد :ومن خالل ما سبق ميكن بناء املسائل التالية

٣٣٢


.اشتراط الرشد والبلوغ لدفع املال لليتامى :املسألة األوىل : حترير املسألة *

ىت يبلغ رشيدا ، فـإذا أمجع العلماء على أن اليتيم ال يدفع إليه ماله ح

¶ ¸ m º ¹ بلغ غري رشيد فال يدفع إليه ماله ؛ لقوله تعـاىل

Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » Ä l )ــن )١ ، لكحصل اخلالف بينهم بعد ذلك إذا بلغ مخسا وعشرين سنة ، هل يدفع له

ماله وإن مل يكن رشيدا؟

:أقوال العلماء يف املسالة ** :ول القول األ

، و أبـو )٤(، واحلنابلة )٣(، والشافعية )٢(ذهب اجلمهور من املالكية إىل أنه ال يدفع إليه مالـه قبـل وجـود : )٥(يوسف وحممد من احلنفية

. الشرطني البلوغ والرشد ولو صار شيخا :ومما استدلوا به ما يلي

¶ ¸ m ¾ ½ ¼ » º ¹ قوله تعاىل - ١

Á À ¿ Ã ÂÄ l فهنا علق الـدفع علـى

.) ٤/٢٩٦(، املغين ) ٢/٤٢١(، بداية اتهد ) ٩/١٩٧(تفسري الرازي )١(، بداية اتهـد ) ١٣/٢٢٠(املدونة ،) ١/٤١٩(أحكام القرآن البن العريب )٢(

)٢/٤٢١ (. ) . ٦/٣٤٨(خمتصر املزين املطبوع مع احلاوي الكبري ، ) ٣/٢١٥(األم )٣( ) .٤/٢٩٦(املغين )٤( ) .٤/٥١٥(كشف األسرار )٥(

٣٣٣


البلوغ ، وإيناس الرشد ، واحلكـم املعلـق علـى : شرطني .شرطني ال يثبت بدوما

¤ ¥ ¦ § ¨ © m ¬ « ª قوله تعاىل - ٢

° ¯ ® l)فنهى عـن دفـع أي أمواهلم )١ ، .أموال السفهاء إليهم وهذا مطلق

شرين سنة مبذرا ملاله ، فـال أن غري الرشيد وإن بلغ مخسا وع - ٣ )٢( .جيوز دفعه إليه كمن له دون ذلك


إذا بلغ اليتيم وهو غري رشيد فال يدفع إليه ماله حىت : قال أبو حنيفة يبلغ مخسا وعشرين سنة ، فإذا بلغ مخسا وعشرين سنة دفع إليه مالـه ،

)٣(.أونس منه الرشد أو مل يؤنس :ستدل به ما يلي ومما ا

mb a `c g f e dh قوله تعـاىل - ١

m l k j in r q p ol )واملراد )٤البالغون ، ومسوا يتامى ؛ لقرب عهدهم به ، فهذا تنصـيص على وجوب دفع مال اليتيم إليه عقيب البلوغ ، بشرط إيناس

m ¾ ½ ¼ » º ¹الرشد كما قال تعـاىل

À ¿l وحرف الفاء للعطف والتعقيب ، فيكون بيانا

) .٥(آية : سورة النساء )١( ) .٤/٢٩٦(انظر األدلة يف املغين )٢( ) .٤/٥١٥(، كشف األسرار ) ٨/٩١(، البحر الرائق ) ٢٤/١٦١(املبسوط )٣( )٢(آية : سورة النساء )٤(

٣٣٤


يف أن دفع املال إليه عقيب البلوغ يشترط فيه إيناس الرشد ، فأما إذا بعد عن ذلك فوجوب دفع املال إليه مطلق ؛ ملا سبق

أن منع املال بعـد البلـوغ ؛ : غري معلق بشرط ، واملعىن فيه منع املال وأثـره ، لبقاء أثر الصيب ، وبقاء أثره كبقاء عينه يف

وينقطع بعد بلوغ مخس وعشرين ؛ لتطاول الزمان فيجـب )١( .دفع املال إليه عندها

m I H G F E D C B A قوله تعاىل - ٢K JL l )٢(ادوهذا قد بلغ أشده ويصلح أن يكون ج)٣(.

اآليـة الـيت : عن هذه األدلة فقالوا وقد أجاب أصحاب القول األول

دل ا إمنا تدل عليه بدليل اخلطاب وهو ال يقول به ، مث هي خمصصة استفيما قبل مخس وعشرين سنة باإلمجاع ؛ لعلة السفه وهو موجود خبمـس وعشرين ، فيجب أن ختص به أيضا ، فما أوجب املنـع قبـل مخـس

.وعشرين يوجبه بعدها وال فرق ، كما هو يف انون قبل ذلك وبعده فليس حتته معىن يقتضـي : ن كونه يصلح أن يكون جدا أما ما ذكروه م

احلكم ، وال له أصل يشهد له يف الشرع ، فهو إثبات للحكم بالتحكم ، مث هو متصور فيمن له دون هذه السن ، فقد تكون املرأة جدة وهـي يف

)٤( .احلادية والعشرين

) .٥١٦-٤/٥١٥(كشف األسرار )١( ) .١٥٢(سورة األنعام )٢( ) .٨/٩١(، البحر الرائق ) ٢٤/١٦٢(املبسوط )٣( ) .٤/٢٩٦(املغين )٤(

٣٣٥


:الترجيح *** يه اجلمهور من أنه ال يـدفع الذي أراه يف هذه املسألة ما ذهب إل

البلوغ ، والرشد ولو صار شـيخا ؛ : إليه ماله قبل وجود الشرطني وذلك لقوة أدلتهم وصراحتها يف املسألة ، و وجاهة ما أجابوا به عن

.أدلة القول الثاين ، واهللا أعلم :بناء املسألة على مفهوم الشرط **** لسابقني جند أن أصـحاب القـول من خالل النظر يف أدلة القولني ا

األول قد اعتمدوا يف دليلهم األول على مفهوم الشرط من اآلية يف قولـه

¶ ¸ m Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ تعاىل

Ã ÂÄ l يوجب دفع أموال اليتامى إليهم إذا : حيث إن منطوقها .بلغوا وأونس منهم الرشد

لغوا أومل يؤنس منهم رشد فال تـدفع أم إذا مل يب: ومفهومها املخالف وهذا هو مفهوم الشرط من اآلية ، وعليه بىن أصـحاب القـول . إليهم

األول حكمهم مبنع دفع املال مطلقا ملن مل يكن رشيدا ، ولو طـال بـه .العمر بعد بلوغه

لو خضب باحلناء : " وبناء على هذا قال مالك عندما سئل عن هذه اآلية رشد مل يدفع إليه ماله ، ومل جيز لـه يف مالـه بيـع وال ومل يؤنس منه ال

)١(."شراءفذكر أن اهللا أمر بدفع أموال اليتامى إليهم إذا : وبنحو هذا قال الشافعي

مجعوا بلوغا ورشدا ، فلما أمر بذلك عند اجتماع األمرين كان فيه داللة )٢( إليهم أمواهلمعلى أم إن كان فيهم أحد األمرين دون اآلخر مل تدفع

) .١٣/٢٢٠(املدونة )١( ).٣/٢١٧(األم )٢(

٣٣٦


.وهذا ما يفيده مفهوم الشرط من اآلية كما سبق بيانه وبني صاحب كشف األسرار أن عمدة قول أيب يوسـف وحممـد مـن

تعليق اإليتاء بإيناس الرشد ، فال جيوز دفعه هلم قبل ذلك ؛ ألن : احلنفية )١( .املعلق بالشرط معدوم قبل وجود الشرط

م الشرط من اآلية ، وإن كان احلنفيـة ال يقولـون وهذا بعينه هو مفهو . بدليل اخلطاب كما سبق

.وذا يتبني لنا أثر مفهوم الشرط يف بناء هذه املسألة ، واهللا أعلم

) .٤/٥١٦(كشف األسرار )١(

٣٣٧


.ما حيل لويل اليتيم من ماله : املسألة الثانية : لة حترير املسأ*

كان غنيا فال جيوز له أن يأكل من اتفق العلماء على أن ويل اليتيم إن

، أما إن m Í ÌÏ ÎÐlمال اليتيم شيئا ؛ لقوله تعاىل كان فقريا فيجوز له األخذ منه باملعروف بقدر احلاجة ؛ لقوله تعاىل

mÕ Ô Ó Ò ÑÖ l. )١( إين فقري ليس يل شيء ويل : ولقوله صلى اهللا عليه وسلم لرجل أتاه فقال

مسرف ، كل من مال يتيمك غري:" فقال عليه الصالة والسالم . يتيم)٣(.")٢(متأثلوال مبادر ، وال

:بناء املسألة على مفهوم الشرط ** بالنظر يف اآلية السابقة نرى أن مفهوم كل مجلة منها يؤيده منطـوق

.اجلملة األخرى

m Õ Ô Ó Ò ÑÖ lفقوله تعاىل

. حرمة األخذ من مال اليتيم ملن كان غنيا :منطوقه يفيد

، تكملـة امـوع ) ٨/٥٣٥(، البحـر الرائـق ) ٥/١٥٤(بدائع الصنائع )١( ) .٥/٣٧٤(، نيل األوطار ) ١٣/٤٠٢(، الشرح الكبري ) ١٣/٣٥٧(

.أي غري جامع : اختاذ أصل مال ، واملتأثل اجلامع ، فقوله غري متأثل :التأثل )٢(أثل ، لسان العـرب : مادة ) ١/٣٢(النهاية يف غريب احلديث واألثر : انظر .أثل : مادة ) ١١/٩(

ما جاء يف ما لويل اليتيم أن ينـال : الوصايا ، باب : سنن أيب داود ، كتاب )٣( ) .٢٨٧٢(رقم ) ٣/١١٥(من مال اليتيم ،

ما للوصي من مال اليتيم إذا : الوصايا ، باب : كتاب ) اتىب ( سنن النسائي ) .٣٦٦٨(رقم ) ٦/٢٥٦(قام عليه ،

) ٢/٨٢٩(واحلديث حسن صحيح كما يف صحيح اجلامع الصغري وزيادتـه ) .٣٦٦٨(، ويف صحيح النسائي رقم ) ٤٤٩٧(رقم

٣٣٨


. أن من كان فقريا فله أن يأكل من مال اليتيم : و مفهومه املخالف يفيد وهذا مفهوم الشرط ، وهو منصوص عليه صراحة يف منطوق اجلملة التالية

.m Í ÌÏ ÎÐlهلذه اجلملة من اآلية وهي قوله تعاىل

فمنطوقـه m Õ Ô Ó Ò ÑÖ lوأما قوله تعاىل . أن الفقري احملتاج له أن يأخذ من مال اليتيم باملعروف : يفيد

وهذا . أن من كان غنيا فال يأخذ من مال اليتيم : ومفهومه املخالف يفيد مفهوم الشرط ، وهو أيضا منصوص عليه صراحة يف منطـوق اجلملـة

.m Í ÌÏ ÎÐlالسابقة هلذه اجلملة وهي قوله تعاىل وعلى هذا ميكن أن يكون مفهوم الشرط من كل مجلة فيما سبق دلـيال آخر مؤيدا ملنطوق اجلملة األخرى ، وبالتايل تكون كل مجلة قد دلـت

أحدمها باملنطوق ، واآلخر باملفهوم كما هو واضح فيمـا : على حكمني شرط من اآليـة ، سبق ، وعليه يظهر إمكانية بناء املسألة على مفهوم ال

.واهللا أعلم

٣٣٩


X W m \ [ Z Y X W V c b a ` _ ^ ]l ) ٨: النساء (


يبني سبحانه وتعاىل أنه إذا حضر قسمة املرياث أحد من القرابة غـري قامسني أن يعطوهم مـن الوارثني ، أو اليتامى واملساكني فإنه يشرع للمت

هذا املرياث ، وأن حيسنوا هلم القول سواء أعطوهم منه أو مل يعطـوهم ، وهذا بناء على أن اآلية حمكمة واألمر فيها للندب ، كما حققـه أكثـر

إن اآلية منسوخة بقوله تعاىل يف آيـة املـرياث : علماء التفسري ، وقيل

mf e d cg j i h والوصــــــية kll)٢( . )١(


m Z Y X W V الشرط يف اآلية يف قوله تعاىل ^ ] \ [l إذا : ومنطوقه ينص على أنـه

.حضر قسمة التركة أحد من القرابة أو اليتامى واملساكني فيعطى منها ـ : ومفهومه املخالف ال أن من مل حيضر من هؤالء حال قسمة التركة ف

.يعطى منها شيئا :وعليه ميكن بناء املسألة التالية

) .١١( آية: سورة النساء )١(-١/٥٩٣(، تفسري ابن كـثري ) ٨٦-٦/٨٣(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٢(

) .٤٢٩-١/٤٢٨(، فتح القدير للشوكاين ) ٥٩٤

٣٤٠


:مسألة شيئا من التركة إعطاء من ال يرث أو كان من املساكني واليتامى حكم

. إذا مل حيضر قسمتها :حترير املسألة *

على القول بأن هذه اآلية حمكمة وليست منسوخة ، يسـتحب أن ن يكون حاضرا من ذوي القرىب الذين ال يعطى من التركة حال قسمتها م

أحـب :" وقد قال الشافعي يف ذلك . يرثون ، أو من اليتامى واملساكني )١(." إيل أن يعطوا ما طابت به نفس املعطي وال يوقت وال حيرمون

أما من مل يكن حاضرا حال قسمة التركة فال يتوجه األمر بإعطائه منها ، .العلم كما دل عليه بعض أقوال أهل


m Y X W V قال الشافعي يف قول اهللا عز وجـل ^ ] \ [ Zl ": أمر اهللا عز وجل أن

يرزق من القسمة أولوا القرىب ، واليتامى ، واملساكني احلاضرون القسمة، قرابـة ، ومل يكن يف األمر يف اآلية أن يرزق من القسمة من مثلهم يف ال

)٢( ."واليتم ، واملسكنة ممن مل حيضر يعطى قرابة امليت مـن حضـر :" وقال اإلمام أمحد حني سئل عن اآلية

)٣( ."القسمة

) .٥/١٠٢(، األم ) ١٤٧(أحكام القرآن للشافعي )١( .املراجع السابقة )٢( ) .٤/٤٥٤(كشاف القناع )٣(

٣٤١


ويبني لنا ابن قدامة علة ختصيص احلاضرين بإعطائهم مـن التركـة دون -حني استشهد ذه اآلية عند احلديث عن نفقـة املماليـك -غريهم .)١("ن نفس احلاضر تتوق ما ال تتوق إليه نفس الغائب أل:" فيقول

:بناء املسألة على مفهوم الشرط *** منطوق اآلية السابقة صريح يف إعطاء من حضر القسمة مـن ذوي

القرىب ، واليتامى ، واملساكني شيئا من التركـة ، وهـذا علـى وجـه .االستحباب كما سبق

ضر من هؤالء حال قسمة التركة فـال أن من مل حي: ومفهومه املخالف .يعط منها شيئا

وهذا هو مفهوم الشرط من اآلية ، وعليه بىن العلماء السـابق ذكـرهم بأن من مل يكن حاضرا حال قسمة التركة فال يعطى منها ، وهذا : القول

.واضح من خالل كالمهم السابق . ن اآلية ، واهللا أعلموعليه يتضح إمكانية بناء املسألة على مفهوم الشرط م

) .٨/٢٠٢(املغين )١(

٣٤٢


X W m\ [ Z Y] _ ^b a `c i h g f e dl

) ١٦: النساء ( :خمتصر تفسري اآلية

ة الـيت ذهب بعض أهل التفسري إىل أن هذه اآلية منسوخة تبعا لآلي

m E D C B A قبلها وهي قوله تعـاىل I H G FJ N M L K

W V U T S R Q P Ol)حيــث )١كان هذا احلكم يف ابتداء اإلسالم ، فإذا ثبت زنا املرأة بالبينة حبست يف بيت ، وال متكن من اخلروج إىل أن متوت ، أو حيدث اهللا حكما آخـر ،

m M L K ناسخ هلا وهو اجللد بالكتاب يف قوله تعاىل فأتى الR Q P O NS U T \ [ Z Y X W V ^ ]

` _a f e d c b l )ــالرجم يف )٢ وبـخذوا عين قد جعـل اهللا هلـن :" السنة حيث قال عليه الصالة والسالم يب عام ، والثيب بالثيب جلد مائـة سبيال البكر بالبكر جلد مائة وتغر

)٣( ."والرجم وذهب آخرون إىل أن املنسوخ هو اآلية األوىل فقط أمـا هـذه اآليـة

m\ [ Z Y] ` _ ^ a

) .١٥(آية : سورة النساء )١( ) .٢(آية : سورة النور )٢(رقـم ) ٣/١٣١٦(حـد الزنـا ، : احلدود ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )٣(

)١٦٩٠. (

٣٤٣


bc h g f e d l ، ا حمكمة وليست مبنسوخةفإوعلى هذا فيجب أن يؤذى من يأيت بالفاحشة بالتوبيخ والتعـيري إىل أن

صلح العمل فيما بعد ، فإذا فعل بأن تاب وأصلح فيجب الكف يتوب وي )١( .عن أذيته

: بيان مفهوم الشرط من هذه اآلية

^ _ ` m aالشرط يف اآلية يف قوله تعـاىل bc l أن من تاب وأصلح بعد إتيانـه الفاحشـة : ومنطوقه يفيد

.فيجب اإلعراض عن أذيته من مل يتب ويصلح فال يعرض عنه بـل جيـب أن : ومفهومه املخالف

.إيذاؤه . وعليه ميكن بناء املسألة التالية

، تفسـري ابـن كـثري ) ١٤٨-٦/١٤٢(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .١/٤٣٨(فتح القدير للشوكاين ) ٦٠٤-١/٦٠٣(

٣٤٤


.إيذاء من مل يتب أو يصلح بعد التوبة :مسألة :حترير املسألة *

على القول بأن هذه اآلية حمكمة و ليست منسوخة كما قاله بعـض دلـت علـى " ابن تيمية فإن اآلية قد املفسرين ، وبه قال شيخ اإلسالم

وجوب اإليذاء للذين يأتيان الفاحشة منا ، ودلت على وجوب اإلعراض عن األذى يف حق من تاب وأصلح ، أما من تاب بترك فعل الفاحشة ومل يصلح فقد تنازع الفقهاء ، هل يشترط يف قبول التوبة صالح العمـل ؟

)١(." على قولني إىل القول باشتراط -خالل ما سيأيت من كالمه من -ورجح ابن تيمية

.صالح العمل لقبول التوبة

:أقوال العلماء يف املسألة ** التائب من الفاحشة يشرع الكف عـن أذاه إىل أن :" قال ابن تيمية

يصلح ، فإن أصلح وجب اإلعراض عن أذاه ، وإن مل يصـلح مل جيـب )٢(." ه الكف عن أذاه ، بل جيوز أو جيب أذا

فمن أتى الفاحشة من الرجال والنساء فإنه جيب إيذاؤه بالكالم : " وقال الزاجر له عن املعصية إىل حصول املقصود ، وهو توبته وصالحه ، وقـد

التوبة واإلصالح ، فإذا مل يوجدا فـال : علقه تعاىل على هذين األمرين )٣(."جيوز أن يكون األمر باإلعراض موجودا فيؤذى

) . ٣٠١-١٥/٣٠٠(جمموع فتاوى ابن تيمية )١( .ملرجع السابق ا )٢( .املرجع السابق )٣(

٣٤٥


:بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية *** بناء على القول بأن اآلية حمكمة ، فإن منطوقها يدل على وجـوب

.اإلعراض عن إيذاء من تاب وأصلح بعد إتيانه الفاحشة وهذا مفهـوم . أن من مل يتب ويصلح جيب إيذاؤه : ومفهومها املخالف

قوله السابق ، وذا يتضـح لنـا الشرط من اآلية ، وعليه بىن ابن تيمية . إمكانية بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلم

٣٤٦


X W m F E D C B A

M L K J I H GN O

S R Q Pl ) ٢٠: النساء (

: ري اآلية خمتصر تفسخيرب سبحانه وتعاىل أنه إذا أراد أحد أن يفارق امرأته بدون نشـوز

منها ، ويستبدل غريها مكاا فليس له أن يأخذ من مهر األوىل شـيئا ، مث يؤكد تعاىل النهي عن أخذ شيء من ذلك بقوله . ولو كان ماال كثريا

m R Q P Ol ــار ــتفهام لإلنك ــذا اس وه )١(.لتقريع وا


m E D C B A الشرط يف اآلية يف قوله تعاىل

M L K J I H G FN l ومنطوقهأن من أراد أن يستبدل مكان زوجته امرأة أخرى فال حيل لـه أن : يفيد

.يأخذ شيئا من صداقها وجته امرأة أخرى أن من مل يرد أن يستبدل مكان ز: ومفهومه املخالف

.فإن له أن يأخذ من صداقها :وعليه ميكن بناء املسألة التالية

، تفسـري ابـن كـثري ) ١٦٨-٦/١٦٢(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٤٤١(، فتح القدير للشوكاين ) ١/٦٠٩(

٣٤٧


:مسألة سـواء أراد أن أخذ شيء من مهر املرأة بعد الدخول ا مطلقا حكم

. يفارقها أو مل يرد : حترير املسألة *

ا ، كم )١(اتفق العلماء على أن املهر جيب للمرأة كامال بالدخول ا اتفقوا على أن النشوز و الكراهة إما أن تكون من قبل الزوج أو من قبل املرأة ، فإن كانا من قبل الزوج فال حيل له أن يأخذ شيئا منـها بـإزاء

m B A الطالق ، بل له أن يطلقها بال عـوض ؛ لقولـه تعـاىل

J I H G F E D C

M L KN S R Q P O T

W V U \ [ Z Y X

^ ]l)وإن كان النشوز من جهتها فله أن يأخـذ منـها )٢

¸ m º ¹باخللع مقدار ما ساق إليها من الصداق ؛ لقوله تعاىل ½ ¼ »¾ l )٤(.)٣(

و اتفق العلماء أيضا على أن للزوج أخذ ما وهبته املرأة املالكة ألمر نفسها )٥( .من صداقها إن كان عن طيب منها

بـدائع الصـنائع : ، وانظر ) ٢/٩٧٥(موسوعة اإلمجاع يف الفقه اإلسالمي )١(

، كشاف ) ١٦/٣٥٠(، تكملة اموع ) ٢/٤٩(، بداية اتهد ) ٢/٢٩٢( ) .٥/١٥٠(القناع

) .٢١-٢٠(آية : سورة النساء )٢( ) .٢٢٩(آية : سورة البقرة )٣( ) .٢/٢٠٠(، حتفة الفقهاء ) ٦/١٨٣(املبسوط )٤( ) .١/٤١٥(أحكام القرآن البن العريب )٥(

٣٤٨


لكن إذا أمسكها ومل يستبدل ا ، فهل له أن يأخذ من مهرها شيئا بغري رضاها ؟


أن من أراد أن يستبدل مكان زوجته امـرأة : منطوق اآلية السابقة .أخرى فال حيل له أن يأخذ من صداق األوىل شيئا

االستبدال فإن له أن يأخذ من صداقها أن من مل يرد: ومفهومه املخالف .وهو مفهوم شرط

ولكن هذا الشرط ال مفهوم له ، بل حيرم عليه باالتفاق أن يأخـذ مـن مهرها شيئا ، سواء استبدل ا أو أمسكها ، وحيظر عليه أن يأخذ مـن صداقها شيئا إال مبا أباح اهللا من طيب نفسها ، أو عوض خلع وغري ذلك

.نه يف حترير املسألة كما سبق بيااقتضت هذه اآلية إجياب املهر هلا متليكا صحيحا ، :" وهلذا قال اجلصاص

ومنع الزوج أن يأخذ منها شيئا مما أعطاها ، وأخرب أن ذلك سامل هلا سواء )١( ."استبدل ا أو أمسكها

وعلى هذا فالشرط هنا ال مفهوم له ، ويكون من باب الغالب ؛ حيث إن ج إذا فارق زوجته فإنه يكون طامعا يف استرداد ما قد قدمه هلا مـن الزو

.صداق ، ولذلك نبه عليه يف اآلية ، واهللا أعلم

) .٣/٤٧(أحكام القرآن للجصاص )١(

٣٤٩


X W m w v u t s

~ } | { z y x

` _ e d c b a

m l k j i h g f

v u t s r q p o n

x w } | { z y

¤ £ ¢ ¡ � ~¥ ª © ¨ § ¦

«l ) ٢٣: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية يف هذه اآلية يبني تعاىل ما حيرم على اإلنسان من حمارمه من النسب ،

ارم بالصهر ، قال ابـن عبـاس وما يتبع ذلك من الرضاع ، وكذلك احمل : رضي اهللا عنهما

m t s حيرم من النسب سبع ومن الصهر سبع مث قرأ "

{ z y x w v u

} |l ١(".فهن النسب( األمهات ، والبنات ، واألخوات ، والعمات ، : فالسبع احملرمات بالنسب

. واخلاالت ، وبنات األخ ، وبنات األخت

النسـاء ومـا حيـرم ما حيل من: كتاب النكاح ، باب : صحيح البخاري )١(

)٥/١٩٦٣. (

٣٥٠


األمهات من الرضاعة ، واألخوات من الرضاعة ، : رمات بالرضاع واحمل حيرم من :" ويلحق ن من يقابلهن من النسب لقوله صلى اهللا عليه وسلم

)١(". الرضاعة ما حيرم من النسب

أمهات النساء ، والربائب ، وهن بنات الزوجة ، : واحملرمات بالصهر األختني معا يف التزويج ، ويف اآلية السابقة وزوجات األبناء ، واجلمع بني

هلذه اآلية حرم منكوحات اآلباء ، وحرم صلى اهللا عليه وسلم اجلمع بني . )٢(املرأة وعمتها ، واملرأة وخالتها

وكل هذا من احملكم املتفق عليه ، وال جيوز نكاح واحدة منهن باإلمجاع

ن األم حترم مبجـرد العقـد إال أمهات النساء ، فإن مجهور العلماء على أعلى االبنة وإن مل يدخل ا ، وال حترم البنت إال بالدخول بأمها ، كمـا

m k j i h g fقــال تعــاىل

u t s r q p o n m l

vl جبواز نكاح األم إذا مل : ، وخالف البعض يف ذلك فقالحجره ، مث استثىن تعاىل ما يدخل بابنتها ، وكذلك الربيبة إذا مل تكن يف

الشـهادة علـى األنسـاب : الشهادات ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )١(

) .٢٥٠٢(رقم ) ٢/٩٣٥(والرضاع املستفيض واملوت القدمي ، حترمي الرضاعة من ماء الفحـل ، : الرضاع ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) .١٤٤٥(رقم ) ٢/١٠٧٠(ال تنكح املررأة علـى عمتـها ، : اب النكاح ، باب صحيح البخاري ، كت )٢(

) . ٤٨٢٠(رقم ) ٥/١٩٦٥(حترمي اجلمع بني املرأة وعمتـها أو : النكاح ، باب : صحيح مسلم ، كتاب

) .١٤٠٨(رقم ) ٢/١٠٢٨(خالتها يف النكاح ،

٣٥١


كان من مجع بني األختني يف اجلاهلية فإنه معفـو عنـه ، واهللا غفـور )١(.رحيم


ــاىل ــه تع ــة يف قول ــرط يف اآلي m e dالش

m l k j i h g f

v u t s r q p o nl

m q p oل بأن شرط الدخول يف قولـه تعـاىل بناء على القو

v u t s rl راجع إىل أمهات النساءأن أمهات النسـاء حيـرمن إذا : والربائب مجيعا فإن منطوق اآلية يفيد

. دخل ببنان أنه إذا مل يدخل بالبنات فال حترم األمهات ، وقـد : ومفهومه املخالف

m p oق السابق كما يف قوله تعـاىل جاء منصوصا عليه عقب املنطو

v u t s r ql

إذا -وهي الربيبة -أن بنت الزوجة : وتفيد اآلية أيضا منطوقا آخر وهو : ومفهومه املخالف . مل يكن مدخوال بأمها فإنه حيل للرجل أن يتزوجها

.أنه إذا دخل باألم مل حتل له بنتها :املسألتني التاليتني ومن خالل ما سبق ميكن بناء

، تفسـري ابـن كـثري ) ١٩٧-٦/١٧٤(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٤٤٧-٤٤٤(، فتح القدير للشوكاين )٦١٧-١/٦١٢(

٣٥٢


.نكاح أم الزوجة غري املدخول ا حكم :املسألة األوىل :حترير املسألة *

اتفق العلماء على حترمي أم الزوجة إذا دخل بابنتها ، وحصل خالف يف جوازه إذا فارق ابنتها أو ماتت قبل الدخول ا ، هل لـه أن يـنكح

)١( أمها ؟

:لعلماء يف املسألة أقوال ا** : القول األول

إن األم حترم مبجرد العقد على ابنتها سواء دخل : قال مجهور العلماء )٢( .بالبنت أو مل يدخل


ــاح - ١ ــات يف النك ــاىل يف احملرم ــه تع m dقول

el واملعقود عليها من نسائه ، فتدخل أمهـا يف )٣( .عموم اآلية

أميا رجل نكح امرأة فدخل ا :" قوله صلى اهللا عليه وسلم - ٢

فال حيل له نكاح ابنتها ، وإن مل يدخل ا فلينكح ابنتـها ، وأميا رجل نكح امرأة فدخل ا أو مل يدخل ا فال حيل له

) .٧/٨٥(، املغين ) ١٦/٢١٧(، تكملة اموع ) ٤/١٩٩(املبسوط )١(، األم ) ٢/٦٤(، بداية اتهد ) ٢/٢٥٨(، بدائع الصنائع ) ٤/١٩٩(املبسوط )٢(

) .٧/٨٥(، املغين ) ١٦/٢١٧(، تكملة اموع ) ٥/١٤٩( ) .٧/٨٥(ين ، املغ) ١٦/٢١٧(تكملة اموع )٣(

٣٥٣


)١( ". نكاح أمها

أم املرأة مبهمة ، فأموا ما :" قول ابن عباس رضي اهللا عنهما - ٣أي أطلقوا ما أطلق اهللا تعاىل )٢(."م اهللا تعاىلأ. : القول الثاين

أن األم ال حترم : رضي اهللا عنهما )٤(وزيد بن ثابت )٣(روي عن علي وبه قال . إال بالدخول بابنتها ، كما ال حترم ابنتها إال بالدخول ا

ما جاء فيمن يتزوج املرأة مث يطلقها : النكاح ، باب : سنن الترمذي ، كتاب )١(

) .١١١٧(رقم ) ٣/٤٢٥(قبل أن يدخل ا ، هل يتزوج ابنتها أم ال ؟ ، سنن البيهقي الكربى ، مجاع أبواب ما حيرم من نكاح احلرائر وما حيل منه ،

وأمهات نسآئكم وربائبكم الالتـي فـي ( ما جاء يف قول اهللا تعاىل: باب حجوركم من نسآئكم الالتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهـن فـال

كمليع احن١٣٦٨٩(رقم ) ٧/١٦٠(، ) ج. ( رقـم ) ٣٣٠(زيادتـه واحلديث ضعيف ، كما يف ضعيف اجلامع الصغري و ) .١١١٧(رقم ) ١٢٩(، وضعيف سنن الترمذي ) ٢٢٤٢(

سنن البيهقي الكربى ، مجاع أبواب ما حيرم من نكاح احلرائر وما حيل منه ، )٢(وأمهات نسـآئكم وربـائبكم الالتـي فـي (ما جاء يف قوله تعاىل : باب

تي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهـن فـال حجوركم من نسآئكم الالكمليع احن١٣٦٨٥(رقم ) ٧/١٦٠(، ) ج. (

مصنف ابن أيب شيبة ، الرجل يتزوج املرأة مث يطلقها قبل أن يدخل ا ، ألـه )٣( ) .٣/٤٨٤(أن يتزوج أمها ،

ة مث يطلقها قبل أن يدخل ا ، ألـه مصنف ابن أيب شيبة ، الرجل يتزوج املرأ )٤( ) .٣/٤٨٤(أن يتزوج أمها ،

سنن البيهقي الكربى ، مجاع أبواب ما حيرم من نكاح احلرائر وما حيل منه ، وأمهات نسـآئكم وربـائبكم الالتـي فـي (ما جاء يف قوله تعاىل : باب

الالت كمآئسن نوركم مجفـال ح م بهـنلتخوا دكونت فإن لم م بهنلتخي دكمليع احن١٣٦٨٥(رقم ) ٧/١٦٠(، ) ج. (

٣٥٤


. )٢(وبشر املريسي )١(جماهد :ومما استدلوا به

m e dوله تعاىل يف آية احملرمات من النكاح ق

m l k j i h g f

v u t s r q p o nl فذكر أمهات النساء وعطف عليهن ربائب النساء يف التحـرمي حبـرف العطف ، مث عقب اجلملتني بشرط الـدخول ، واألصـل أن الشـرط

ينصرف إىل مجيعها ، فينصرف شرط واالستثناء إذا تعقب مجال معطوفة )٣( .الدخول هنا إىل اجلملتني مجيعا ، فال تثبت احلرمة بدون الدخول

: وقد أجيب عن هذا

خمفوضة باإلضافة ، m e dlيف قوله " النساء " بأن

واملخفوضـات " مـن " خمفوضة حبرف m k j lويف قوله

) .١٦/٢١٧(تكملة اموع )١( ) .٤/١٩٩(املبسوط )٢(

أبو عبد الرمحن بشر بن غياث بن أيب كرمية املريسي العدوي ، من : وبشر هو ملعتزلة ، عارف بالفلسفة ، وهو رأس الطائفة املريسـية القائلـة كبار فقهاء ا

أبو يوسف ، ومحاد بن سلمة ، وسفيان بن عيينة ، : باإلرجاء ، من شيوخه كتاب اإلرجاء ، الرد : ومن تالميذه احلسني النجار ، له تصانيف كثرية منها

) .هـ٢٢٨وقيل٢١٨-١٣٨. (على اخلوارج ، كفر املشبهة ، طبقـات ) ١٠٢-١٠/١٩٩(، سري أعالم النبالء ) ١٤٥(ات الفقهاء طبق[

) ]١٦٦-١٦٥(احلنفية ) .٤/١٩٩(املبسوط )٣(

٣٥٥


مـررت بزيـد إىل عمـرو : يقال بأداتني ال ينعتان بنعت واحد ، فالالظريفني ، واألصل يف اللغة أن املعمول الواحد ال يكون بعاملني ، فلـو

m j: ابتداء عطفـا لصـار قولـه m flجعلنا قوله

k l وباإلضافة مجيعا ، وذلك ال جيوز ، " من " خمفوضا حبرف

أمهـات ابتداء حبرف الواو ، وأن m flفعرفنا أن قوله )١( .النساء مبهمة كما قال ابن عباس رضي اهللا عنهما

:الترجيح *** ما ذهب إليه اجلمهور ؛ لصراحة : الذي أراه راجحا يف هذه املسألة

ما استدلوا به ، ولكون االحتياط يف األبضاع واجتناب الشبهات فيهـا .واجب ، واهللا أعلم

:ط من اآلية بناء املسألة على مفهوم الشر**** بالنظر فيما استدل به أصحاب القول الثاين ملا ذهبوا إليه ، جند أـم

اعتمدوا على مفهوم الشرط يف ذلك ، حيث إن منطوق اآلية علـى مـا . أن أمهات النساء حيرمن إذا دخل ببنان : ذهبوا إليه يفيد

مهات ، وبالتايل أنه إذا مل يدخل بالبنات فال حترم األ: ومفهومه املخالف فمجرد العقد بدون الدخول بالبنت ال حيرم أمها ، وهذا ما يفيده الشرط العائد على الربائب وأمهات النساء ، وهلذا فقد ذكر ابن رشد أن اخلالف

)٢( m n m llبني الفريقني مبناه على الشرط يف قوله تعاىل . لة ، واهللا أعلم وذا يظهر لنا أثر مفهوم الشرط يف بناء هذه املسأ

) .٤/١٩٩(املبسوط )١( ) .٢/٦٤(بداية اتهد )٢(

٣٥٦


.بأمها حكم نكاح البنت إذا مل يدخل : املسألة الثانية : حترير املسألة *

أمجع العلماء على حترمي بنت الزوجة إذا كانت مدخوال بأمها ، وعلى

m h g f؛ لقوله تعاىل )١(جوازه عند عدم الدخول

q p o n m l k j i

t s rv ul ولقوله صلى اهللا عليهأميا رجل نكح امرأة فدخل ا فال حيل له نكاح ابنتها ، وإن :" وسلم

مل يدخل ا فلينكح ابنتها ، وأميا رجل نكح امرأة فدخل ا أو مل يدخل )٢( ." فال حيل له نكاح أمها

يف )٤(والظاهريـة )٣(وإن حصل اخلالف من البعض كعلي رضي اهللا عنهإذا مل تكن يف حجر الزوج ، حيث قالوا جبـواز نكاحهـا ، وأن الربيبة

احلرمة قاصرة على من كانـت يف احلجـر واسـتدلوا بقولـه تعـاىل

mi h g fl إال أن أكثر أهل العلم علىحترميها مطلقا ، سواء كانت يف احلجر أو مل تكن ، وحكى فيه الـبعض

وجعلوا هذا القيد من باب اإلمجاع كما سبق ومل يعترب اخلالف فيه ،

، املبسوط ) ٤٠(، اإلمجاع البن املنذر )١/٤٨٤(أحكام القرآن البن العريب )١(

، تكملة امـوع ) ٥/١٤٩(، األم ) ٢/١٦(، الفواكه الدواين ) ٤/٢٠٠( ) .٧/٨٥(، املغين ) ٥/٧١(، كشاف القناع ) ١٦/٢١٦(

) ١(هامش ) ٣٥٣(سبق خترجيه ص )٢( ) .١٠٨٣٤(رقم ) ٦/٢٧٨(وربائبكم ، : مصنف عبد الرزاق ، باب )٣( ) .٩/٥٢٧(احمللى )٤(

٣٥٧


. )١(الغالب فال مفهوم له

:لة أقوال العلماء يف املسأ** حمرمة بإمجاع األمة ، كانت –أي الربيبة –وهي :" قال ابن العريب

)٢("يف حجر الرجل أو يف حجر حاضنتها غري أمها يف املبسوط بعد أن بني أن ذكر احلجر مذكور علـى )٣(يوقال السرخس

m q p oأال ترى أنه قال :" جه العادة ال على وجه الشرط و

v u t s rl ــدم شــرط للحــل عال حتل له البنت : الدخول ، فذلك دليل على أنه قال بعد ما دخل باألم

)٤( ."قط ، سواء كانت يف حجره أو مل تكن طلقهـا أو وأمجعوا على أن الرجل إذا تزوج املـرأة مث :" قال ابن املنذر

)٥( ."ماتت بدون أن يدخل ا حل له تزوج ابنتها

دواين ، الفواكه ال) ٢/٣٢٢(، أصول السرخسي ) ٨/١٨٦(كشف األسرار )١(

) .٧/٨٦(، املغين ) ٢/١٦( ) .١/٢٨٦(أحكام القرآن البن العريب )٢(أبو بكر مشس األئمة حممد بن أمحد بن أيب سهل السرخسي ، من كبار علماء )٣(

: احلنفية كان جمتهدا ، متكلما ، فقيها ، أصوليا ، توىل القضاء ، من شيوخه بو بكر احلضريي وعثمان البكنـدي ، أ: عبد العزيز احللواين ، ومن تالميذه

املبسوط يف الفقه ، خمتصر الطحاوي ، شرح السـري الكـبري ، : من مؤلفاته ) .هـ٤٨٣_. ( أصول السرخسي

، األعـالم ) ٢٣٥-٢٣٤(تـاج التـراجم ) ٢٩-٢٨(طبقات احلنفيـة [ )٥/٣١٥[ (

) .٤/٢٠٠(املبسوط )٤( ) .٤٠(اإلمجاع البن املنذر )٥(

٣٥٨


: بناء املسألة على مفهوم الشرط ***

m j i h g fمنطوق قوله تعاىل

s r q p o n m l k

v u tl يفيد أن بنت الزوجة إذا مل يكن مـدخوال .بأمها فإنه حيل للرجل أن يتزوجها

وهو شرط امسا وحكما ، أي :" عن هذا الشرط يف اآلية )١(لبزدويقال اعدم الدخول باملرأة شرط حقيقي حمض إلباحة البنت ، صيغة ؛ لوجـود

)٢(."حرف الشرط فيه ، وحكما ؛ لتوقف احلكم وهو اإلباحة على حتققهوهـذا . أنه إذا دخل ا فال حتل له بنتها : وعلى هذا فمفهومه املخالف

مفهوم الشرط من اآلية ، وهو منصوص عليه صـراحة يف منطـوق هو

m h g fاجلملة السابقة هلذه اجلملة وهي قوله تعاىل

n m l k j il وعلــى هــذا ،فيمكن أن يكون هذا املفهوم مؤيدا ألدلة املنطوق اليت اعتمد عليها العلماء

. ة يف حترمي بنت الزوجة كما يف حترير املسألوبالتايل يظهر لنا أثر مفهوم الشرط من اآلية يف بناء هذه املسـألة ، واهللا

.أعلم

فخر اإلسالم أبو احلسن علي بن حممد بن احلسني بن عبد الكرمي البـزدوي ، )١(

املبسوط ، شرح اجلامع الكبري : وراء النهر ، من مؤلفاته ببالد ماالفقيه الكبري ) . هـ٤٨٢(والصغري ، ت

]) ٢٠٦-٢٠٥(، تاج التراجم ) هـ٥٩٥-٢/٥٩٤(اجلواهر املضية [ ) .٤/٢٩٣(مع كشف األسرار أصول البزدوي املطبوع )٢(

٣٥٩


X W m H G F E D C BI JL KM W V U T S R Q P O N

XY ` _ ^ ] \ [ Za j i h g f e d c bk n m l

q p ol ) ٢٤: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية هنا يذكر اهللا تعاىل أيضا من حيرمن من النساء وهن احملصنات ، أي

ذوات األزواج ، واستثىن منهن اململوكات بالسيب ، فإنه حيل وطؤهن بعد . استربائهن

ه اآلية واليت قبلها مث بني تعاىل أن ما عدا من ذكر من احملرمات يف هذ حالل ، جيوز نكاحهن باألموال على سبيل اإلحصان والتعفف ال علـى

. سبيل الزنا مث بني تعاىل أنه كما يستمتع بالنساء يف النكـاح الشـرعي ، أو يف

نكاح املتعة الذي كان يف صدر اإلسالم مث نسخ بعد ذلك ، فيجب دفع حلرج يف الزيادة والنقصان مـن مهورهن هلن يف مقابل ذلك ، مع رفع ا

املهر إذا كان عن تراض ، مث ختم اآلية مبا يناسب ما شرعه فيهـا مـن

)١( .m n m l q p olأحكام فقال

، تفسـري ابـن كـثري ) ٢٢٤-٦/١٩٩(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٤٥٠-٤٤٩(، فتح القدير للشوكاين ) ٦٢٠-١/٦١٨(

٣٦٠



m S R Q P O Nالشرط يف اآلية يف قولـه تعـاىل U T l أة بالنكاح مشروط ببذل أن حل املر: ومنطوقه يفيد .أا ال حتل بدون مال وهو املهر : ومفهومه املخالف . املال وهو املهر

:ومن خالله ميكن بناء املسألتني التاليتني

.املهر إلباحة النكاح حكم : املسألة األوىل : حترير املسألة *

وز نكاح أمجع العلماء على وجوب املهر لصحة النكاح ، وأنه ال جي ، فال بد من فرضه عاجال أو آجال حىت يتميز النكاح مـن )١(بغري صداق

« ¼ ½ ¾ ¿ mالسفاح ؛ وذلك لقوله تعـاىل

É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À

Í Ì Ë Ê l )ــه )٢ ¼ ½ ¾ ¿ mوقولـ Á À Ã ÂÄ l )ــه )٣ m u t s وقول

vw l )ــه )٤ m O N U T S R Q PوقولX W VY ^ ] \ [ Z

` _a l.

) .٢/٤٣(، بداية اتهد ) ٣/٢٧٥(املنتقى شرح املوطأ )١( ) .٥(آية : سورة املائدة )٢( ) .١٠(آية : سورة املمتحنة )٣( ) .٤(آية : رة النساء سو )٤(

٣٦١


:بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية **

نرى أن مما استدل به العلماء على إمجاعهم السـابق قولـه تعـاىل

mU T S R Q P O N l ــه أن : ومنطوق: ومفهومه املخـالف . هر حل املرأة بالنكاح مشروط بتقدمي املال وهو امل

وهذا مفهوم الشرط من اآلية ، وهلـذا . أا ال حتل عند عدم تقدمي املال علـق اإلحـالل بشـرط :" عند هذه اآلية )١(قال القاضي عبد الوهاب

وعليه فيصلح أن يكون مفهوم الشرط من اآلية دليل . )٢("االبتغاء باملال .ق ملا ذهب إليه العلماء يف إمجاعهم الساب

بوجوب الصداق ، إال أم ال يقولـون : واحلنفية وإن كانوا ممن يقولون بناء على املفهوم املخالف من اآلية ؛ لعدم احتجاجهم به كما سبق ، : به

بل على أن األصل يف األبضاع والنفوس هو احلرمة ، وهلذا قال الكاساين

: m U T S R Q P O N lيف قوله تعـاىل أخرب سبحانه وتعاىل أنه أحل ما وراء ذلك بشرط االبتغاء باملـال ، دل "

.أنه ال جواز للنكاح بدون املال اإلحالل بشرط ابتغاء املال ال ينفي اإلحالل بدون هذا الشرط ، : فإن قيل

أن تعليق احلكم بشرط ال ينفي وجوده عند عدم : خصوصا على أصلكم . الشرط

أبو حممد عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أمحد البغدادي املـالكي ، حجـة )١(

أبو بكر األري ، والقاضي الباقالين : حافظ فقيه أصويل أديب ، من شيوخه مسلم الدمشقي ، وابن الشماع األندلسي ، من : وابن القصار ، ومن تالميذه

لفقه ، عيون املسائل يف الفقه ، املعونة يف شرح امللخص يف أصول ا: مصنفاته ) .هـ٤٢٢-٣٦٢. (الرسالة ، شرح املدونة

) ]٤/١٨٤(، األعالم ) ١٦٠(الديباج [ ) .٢/٧٥٢(املعونة )٢(

٣٦٢


األبضاع والنفوس هو احلرمة ، واإلباحة تثبـت أن األصل يف: فاجلواب ذا الشرط ، فعند عدم الشرط تبقى احلرمة على األصـل ، ال حكمـا

)١( ."للتعليق بالشرط ، فلم يتناقض أصلنا حبمد اهللا تعاىل وبناء على ما سبق يتضح لنا أثر مفهوم الشرط يف بناء هذه املسألة ، واهللا

.أعلم

) .٢/٢٧٤(بدائع الصنائع )١(

٣٦٣


هل يصح جعله صداقا ؟ما ليس مبال : املسألة الثانية : حترير املسألة *

أن ما ال يتمـول وال : على )١(أمجع العلماء كما قال القاضي عياض ، واختلفوا فيما كان من املنافع ، كتعليم )٢(قيمة له ال يصح جعله صداقا

أو خيدمها مدة على قرآن وغريه ، أو منافع احلر ، كأن يعمل للمرأة عمال أن يكون ذلك صداقا هلا ، هل يصح ذلك أم ال ؟

: أقوال العلماء يف املسألة **

: القول األول أن تعليم القرآن ومنافع احلر ال يصح جعلها صـداقا ، وبـه قـال . )٤(، ورواية عن احلنابلة يف تعليم القرآن خباصة )٣(احلنفية

أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو اليحصيب املـالكي ، كـان )١(

، والنحو ، واللغة ، توىل القضاء بقرطبة ، بلغ شيوخه املائة إماما يف احلديثخلف : القاضي الصديف ، وهشام بن أمحد ، ومن تالميذه غري ابنه : ومنهم

:له مصنفات مفيـدة منـها . بن بشكوال ، وعبد اهللا األشريي وخلق كثري لم مشارق األنوار ، والتنبيهات ، اإلكمال يف شرح كتاب مسلم كمل به املع

) . هـ٥٤٤-٤٧٦. (يف شرح مسلم للمازري ،) ٢١٨-٢٠/٢١٣(، سري أعالم النبالء ) ٤٨٥-٣/٤٨٣(وفيات األعيان [

) ].١٧٢-١٦٨(الديباج ) .٩/٢١١(فتح الباري )٢( ) .٣/٣٣٩(، شرح فتح القدير ) ٢/٢٧٨(بدائع الصنائع )٣( ) .٤/١٣٥(، منتهى اإلرادات ) ٨/٢٣٤(اإلنصاف )٤(

٣٦٤


: لي ومما استدلوا به ما ي

m T S R Q P O Nقولــه تعــاىل - ١U l فعلق احلل هنا بشرط ابتغاء األموال ، ومنـافع

)١( .احلر ، وتعليم القرآن وحنوها ليست مبال ، فال حيل ا قوله صلى اهللا عليه وسلم لرجل زوجه على سورة من القرآن - ٢

)٢( ". ال تكون ألحد بعدك مهرا:"

جيوز أن يقع إال قربة لفاعله ، فال يصـح أن تعليم القرآن ال - ٣ )٣( .جعله صداقا كالصالة والصوم وحنوها

أن استخدام املرأة لزوجها احلر فيه استهانة وإذالل له ، فلـم - ٤

)٤( .يصح جعله صداقا ، كما لو مسى مخرا أو خرتيرا

، شـرح العنايـة علـى اهلدايـة ) ٣/١٠١،١٠٥(االختيار لتعليل املختار )١(

) .٧/١٦٣(، املغين أخرجه سعيد بن منصور من مرسـل أيب النعمـان :" قال احلافظ بن حجر )٢(

زوج رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم امرأة على سورة مـن : األزدي ، قال فهذا مع إرساله فيـه مـن ال . دك مهرا ال تكون ألحد بع: القرآن ، وقال

) .٩/٢١٢(فتح الباري : انظر ." يعرف ) .٥/١٣١(، كشاف القناع ) ٧/١٦٣(املغين )٣( ) .٢/٢٧٨(بدائع الصنائع )٤(

٣٦٥


:القول الثاين قا ، وبه قال املالكية يف أن تعليم القرآن ومنافع احلر يصح جعلها صدا

. )٣( ، واحلنابلة يف منافع احلر خباصة )٢(، والشافعية )١(املشهور عندهم . )٤(ورواية عنهم يف تعليم القرآن

:ومما استدلوا به

¦ m قوله تعاىل حكاية عن شعيب مع موسى عليه السالم - ١ ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ §

³ ²´ ¸ ¶ µº ¹ l )ــا )٥ فهنجعل منفعة الرعي يف هذه املدة صداقا ، وهذا يف شرع مـن

)٦( .قبلنا ، ومل يعقبه بنكري فيكون شرعا لنا حديث الواهبة نفسها ، فقد جاءت امرأة إىل النيب صلى الـه - ٢

إين وهبت نفسي لك ، فقامت طـويال : عليه وسلم فقالت . يكن لك ا حاجة يا رسول اهللا زوجنيها إن مل: فقال رجل

ما عندي إال : هل عندك من شيء تصدقها ؟ فقال :" فقال إزارك إن أعطيتـها : فقال صلى اهللا عليه وسلم . إزاري

: قال. ال أجد : قال . لتمس شيئا جلست وال إزار لك ، فافالتمس فلم جيد شيئا ، فقال . التمس ولو خامتا من حديد

: من القران شيء ؟ قـال هل معك: صلى اهللا عليه وسلم

) .٢/٧٥١(املعونة )١( ) .٦/٣٥٤(اية احملتاج ، ) ٢/٥٥(املهذب )٢( ) .٥/١٣٠(، كشاف القناع ) ٤/١٣٤(منتهى اإلرادات )٣( ) .٨/٢٣٤(، اإلنصاف ) ٧/١٦٣(املغين )٤( ) .٢٧(آية : سورة القصص )٥( ) .١٦/٣٢٩(تكملة اموع )٦(

٣٦٦


زوجتكها مبا معـك : معي سورة كذا وسورة كذا ، فقال )١( ". من القرآن

)٢( .ألن تعليم القرآن من املنافع املباحة ، فجاز جعله صداقا - ٣

أن منافع احلر جيوز العوض عنها يف اإلجارة ، فتصح صـداقا - ٤

)٣( .كمنفعة العبد

:الترجيح *** من : هذه املسألة ما ذهب إليه أصحاب القول الثاينالذي أراه يف

أن تعليم القرآن ومنافع احلر يصح جعلها صداقا ؛ لصحة النصـوص اليت استدلوا ا وصراحتها يف جواز ذلك ، و عدم ما يعارضـها أو

.يكافئها قوة وداللة ، واهللا أعلم

:بناء املسألة على مفهوم الشرط **** استدل به أصحاب القول األول جند أم اعتمـدوا بالنظر فيما

إال أنه . على مفهوم الشرط من اآلية ، وإن كان احلنفية ال يقولون به .ورد يف معرض استدالهلم ذه اآلية كما سيأيت بيانه

رقم ) ٥/١٩٧٣. (السلطان ويل : أخرجه البخاري يف كتاب النكاح ، باب )١(

)٤٨٤٢. ( رآن ، وخامت الصداق وجواز كونه تعليم ق: ومسلم يف كتاب النكاح ، باب

) . ١٤٢٥(رقم ) ٢/١٠٤٠. (حديد وحنو ذلك ) .٧/١٦٣(املغين )٢( ) .٧/١٦٢(املغين ،) ١٦/٣٢٩(تكملة اموع )٣(

٣٦٧


ــه تعــاىل m T S R Q P O Nفمنطــوق قولU l أن حل نكاح املرأة معلق بتقدمي املال : يفيد.

. أا ال حتل له بغري املال : ومفهومه املخالف يفيد . وتعليم القرآن ومنافع احلر وحنوها ليست ماال ، فال حيل الصداق به

إن الفروج ال تستباح إال بـاألموال ؛ لقولـه :" وهلذا قال ابن قدامة

)١( ."m U T S lتعاىل به احلنفية يف معـرض وهذا هو مفهوم الشرط من اآلية ، وقد استدل

مستدال هلذه )٢(كالمهم عن هذه املسألة حيث قال أبو الفضل احلنفي

m S R Q P O Nواألصل فيه قوله تعاىل :" املسألة U T l ٣(."علق احلل بشرط االبتغاء باملال فال حيل دونه(

تعـاىل قوله: ولنا :" وقال الكاساين من احلنفية مستدال هلذه املسألة

mU T S R Q P O N l ــرط أن شـيكون املهر ماال ، فما ال يكون ماال ال يكون مهـرا ، فـال تصـح

)٤( ."تسميته مهرا

) .٧/١٦٣(املغين )١(أبو الفضل جمد الدين عبد اهللا بن حممود بن مودود املوصلي احلنفـي ، كـان )٢(

ء بالكوفة ، والتدريس ببغداد ، بارعا يف الفروع واألصول والفتيا ، توىل القضااالختيار لتعليل : مجال الدين احلصريي ، من مؤلفاته : من شيوخه غري والده

) هـ٦٨٣-٥٩٩. (املختار ، املشتمل على مسائل املختصر ، املختار للفتوى ، األعـالم ) ١٧٧-١٧٦(، تـاج التـراجم ) ١/٢٩١(طبقات احلنفيـة [

)٤/١٣٥[ ( ) .٣/١٠١(لتعليل املختار االختيار )٣( ) .٢/٢٧٧(بدائع الصنائع )٤(

٣٦٨


أن املشروع هو االبتغاء باملـال ؛ : وجاء يف شرح العناية على اهلداية

والتعليم ليس مبال ، فال يكون m U T S lلقوله تعاىل )١( .تغاء به مشروعا االب

وهلذا فقد جاء رد الفخر الرازي على ما ذهب إليه احلنفيـة معتمـدا على عدم قوهلم باملفهوم ، وهنا ال ميكن االستدالل واالحتجاج إال به

اآلية دالة على أن االبتغاء باألموال جائز ، وليس فيها داللـة :" فقال على سبيل املفهوم ، وأنتم ال على أن االبتغاء بغري األموال ال جيوز إال

)٢( ."تقولون به مبفهوم املخالفة أصـال ، : وأما أصحاب القول الثاين وهم من يقول

ومنه املفهوم الشرطي فلم يأخذوا به هنا ؛ ألدلة أخرى قدموها على .املفهوم كما يف حديث الواهبة

واهللا وعلى هذا يتضح لنا أثر مفهوم الشرط يف بناء هـذه املسـالة ، .أعلم

) .٣/٣٣٩(شرح العناية على اهلداية )١( ) .١٠/٥٠(تفسري الرازي )٢(

٣٦٩


X W m x w v u t s r ` _ ~ } | { z y

ab e d cf i h gj k r q p o n m l

v u t sw { z y x¤ £ ¢ ¡ � ~ } |¥

ª © ¨ § ¦« ¬ ° ¯ ®± ³ ² µ ´l ) ٢٥: النساء (


يبني تعاىل يف هذه اآلية أن من ليس عنده سعة وقدرة ماليـة علـى نكاح احلرائر العفيفات ، املؤمنات فليتزوج مـن اإلمـاء ، املؤمنـات ،

قيقة إميانكم ، فـال تسـتنكفوا مـن اململوكات ، فإن اهللا هو العامل حبنكاحهن ، فرمبا كان إميان بعض اإلماء أفضل من إميان بعض احلرائر ، مث

.إنكم مجيعا بنو آدم وأهل ملة واحدة مث بني أن هؤالء اإلماء ال ينكحن إال بإذن من ميلكهن ، و أوجـب

نه استهانة دفع املهور هلن مبا هو معروف يف الشرع ، دون خبسهن شيئا من لكون إماء مملوكات ، وليكن ذلك منـهن مـن بـاب العفـاف

.واإلحصان ال من باب الزنا واختاذ األخالء على ما ذهـب -مث بني تعاىل أن هؤالء اإلماء إذا أحصن بالتزويج

مث زنني بعد ذلك فإن عليهن من احلد نصف ما على -إليه أهل التحقيق فتجلد مخسني جلـدة ، ا ميكن تنصيفه وهو اجللد ،احلرائر األبكار ، مم

٣٧٠


وإمنا كان عليها نصف ما على احلرائر األبكار ؛ ألن الثيب عليها الرجم ، .والرجم ال يتبعض

مث بني تعاىل أن نكاح اإلماء إمنا يباح مع الشروط السابقة ملن خاف نفسه أن تقع على نفسه الوقوع يف الزنا ، وإن ترك التزوج ا ، وجاهد

)١( .يف الزنا فهو خري له ؛ لئال يرق ولده


m w v u t s r الشرط يف اآلية يف قوله تعـاىل z y x l .

ــه m ¡ � ~ } | { z y x وقولــ¤ £ ¢ l .

. m ª © ¨ § ¦« l وقوله

ــه ت ــا قول ــاىل أم m x w v u t s r عz y l ــه ــع قول ¦ § ¨ © mم

ª« l أن من مل يقدر على مهـر احلـرة املؤمنـة ، : فمنطوقه يفيد .وخاف الزنا فله أن ينكح األمة

أن من يستطع مهر احلرة ، وال خياف من الوقوع يف : ومفهومه املخالف .الزنا فليس له أن ينكح األمة

، تفسـري ابـن كـثري ) ٢٤٣-٦/٢٢٥(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٤٥٢-١/٤٥٠(، فتح القدير للشوكاين ) ٦٢٤-١/٦٢٠(

٣٧١


m ~ } | { z y xأما قوله تعاىل و ¤ £ ¢ ¡ � l بـأن املـراد : فعلى القـولأن األمة إذا كانت حمصنة بالتزوج : باإلحصان التزوج فإن منطوقه يفيد

. وزنت ، فعليها نصف ما على احلرة من احلد تكن متزوجة ، فلـيس إا إذا زنت ومل: وعليه يكون مفهومه املخالف

.عليها من احلد نصف ما على احلرة :ومن خالل ما سبق ميكن بناء املسائل التالية

٣٧٢


: املسألة األوىلة ومل خيف الزنا أن ينكح جيوز للحر املسلم الذي يستطيع مهر احلر هل

األمة ؟ :حترير املسألة *

هو السـعة يف : د من الطول يف اآلية على القول الراجح يف أن املرا ، فقد اتفق العلماء على أن احلر املسلم إذا مل جيد مهـر احلـرة ، )١(املال

وخاف على نفسه الزنا ، فإنه جيوز له أن ينكح األمة املؤمنة ؛ لقوله تعاىل

mz y x w v u t s r a ` _ ~ } | {b l إىل قولهm ¦

© ¨ § ª« l )٢(. واختلفوا يف احلر املسلم الذي جيد مهر احلرة ، وال خياف على نفسه الزنا

، هل جيوز له نكاح األمة أم ال ؟

:أقوال العلماء يف املسألة ** : القول األول

إنه ال جيوز : )٥(، واحلنابلة)٤(، والشافعية)٣(قال اجلمهور من املالكية .هر احلرة ، والذي ال خيشى الزنا أن ينكح األمة للحر املسلم املستطيع مل :ومما استدلوا به ما يلي

) .١٠/٥٩(، تفسري الرازي ) ٨/١٨٢( قرآنجامع البيان يف تأويل ال )١( ) .٧/١٠٤(املغين )٢( ) .٢/٧٧(، بداية اتهد ) ٣/٣٢٢(املنتقى شرح املوطأ )٣( ) .١٦/٢٣٧(، تكملة اموع ) ٥/٦(األم )٤( . )٤/٩٣(منتهى اإلرادات ، ) ٧/١٠٤(املغين )٥(

٣٧٣


ــه تعــاىل - ١ m x w v u t s r قولz y ~ } | {l فشرط

هنا الستباحة نكاح اإلماء أن ال يستطع طوال بنكاح حـرة ، وخياف العنت إن مل يتزوج األمة ، وإذا كان هذان املعنيـان

)١( .باحة مل جيز له ذلك مع عدمهما شرطني يف اإلأن يف نكاحه األمة إرقاق ولده مع الغىن عنه ، فلم حيل لـه ، - ٢

)٢( .كما لو كان حتته حرة

: القول الثاين جيـوز للحـر : )٥(، ورواية عند مالك)٤(، والظاهرية)٣(قال احلنفية

.لى نفسه الزنا املسلم املستطيع ملهر احلرة أن ينكح األمة وإن مل خيف ع :ومما استدلوا به ما يلي

m C B A عمومات النكاح حنو قوله تعـاىل - ١G F E DH l )وقوله تعاىل )٦ ،

، املغـين ) ١٦/٢٣٧(، تكملـة امـوع ) ٣/٣٢٢(املنتقى شرح املوطأ )١(

)٧/١٠٤. ( ) .٧/١٠٤(املغين )٢( ) .٢/٢٦٧(، بدائع الصنائع ) ٢١/٦٤(املبسوط )٣( ) .٧/١١٧٧(، اإلحكام البن حزم ) ٩/٤٤٣(احمللى )٤( ) .١/٤٦٦(املقدمات املمهدات ، ) ٣/٣٢٢(املنتقى شرح املوطأ )٥( ) .٣٢(آية : سورة النور )٦(

٣٧٤


m m l k l )ــه )١ m Q P O N، وقولU T S R l )فهذه اآليات مل تفصل بني حال )٢

)٣( .القدرة على مهر احلرة وعدمها مصلحة يف األصل ، فكان األصل فيه اجلواز ألن النكاح عقد - ٢

)٤( .إذا صدر من األهل يف احملل وقد وجدوا

:الترجيح *** جواز ذلك مع الكراهة ، أما اجلواز ؛ : الذي أراه يف هذه املسألة

فلما استدل به أصحاب القول الثاين ، وأما الكراهة ؛ فلما يف ذلـك ـ ول األول ؛ وألن اهللا جعـل من إرقاق ولده كما قال أصحاب الق

.واهللا أعلم m ° ¯ ® ¬ lاخلريية يف ترك ذلك بقوله

:بناء املسألة على مفهوم الشرط **** بالنظر فيما اعتمد عليه اجلمهور يف القول األول عند االستدالل

باآلية ، نرى أم اعتمدوا على مفهوم الشـرط منـها ، حيـث إن مل يقدر على مهر احلرة املؤمنة ، وخاف الزنا أن من: منطوقها يفيد

.فله أن ينكح األمة أن من يستطع ملهر احلرة ، ومل خيف الزنا فليس : ومفهومها املخالف

له أن ينكح األمة ، وهذا مفهوم الشرط من اآلية ، وعليه بىن اجلمهور .قوهلم السابق

) .٢٤(آية : سورة النساء )١( ) .٢٥(آية : سورة النساء )٢( ) .٩/٤٤٣(، احمللى ) ٢/٢٦٧(، بدائع الصنائع ) ٢١/٦٤(املبسوط )٣( ) .٢/٢٦٧(بدائع الصنائع )٤(

٣٧٥


ويف إباحـة :" ة وذا صرح الشافعي فقال بعد أن أورد هذه اآلي اهللا اإلماء املؤمنات على ما شرط ملن مل جيد طوال ، وخاف العنت ،

على حترمي نكاح إماء أهل الكتاب ، وعلى -واهللا تعاىل أعلم -داللة أن اإلماء املؤمنات ال حيللن إال ملن مجع األمرين مع إميان ؛ ألن كل

)١(." ما أباح بشرط مل حيلل إال بذلك الشرط ونص ابن رشد على أن السبب يف اختالف العلمـاء يف هـذه

املسألة إمنا هو معارضة دليل اخلطاب يف هذه اآلية لعموم قوله تعـاىل

mG F E D C B AH l حيث

m u t s r إن مفهوم دليل اخلطاب يف قولـه تعـاىل z y x w v l مع قولهm ¦

ª © ¨ §« l ال حيل نكـاح األمـة إال يقتضي أنه .عدم الطول وخوف العنت : بشرطني

ــاىل ــه تع ــا قول m x w v u t s r أمz y ~ } | {l ــي يقتضـ

عمومه إنكاحهن من حر أو عبد ، واجدا كان احلر أو غري واجـد ، خائفا للعنت أو غري خائف ، مث بني أن دليل اخلطاب ههنا أقوى من

)٢(.العموم وهذا االختالف جار على االختالف :" وصرح ذا أيضا فقال

يف القول بدليل اخلطاب ، فمن رأى القول بدليل اخلطـاب مل يـبح

) .٥/٦(األم )١( ) .٢/٧٧(بداية اتهد )٢(

٣٧٦


نكاح األمة للحر إال بالشرطني ، ومن مل ير القول به أباح ذلك دون )١( ."الشرطني

:ل ملفهوم الشرط ذه اآلية وقا )٢(ومثل الشريف التلمساين أن من استطاع الطول فلـيس لـه نكـاح : مفهوم هذا الشرط "

)٣( ."الفتيات وذكر صاحب شرح التلويح أن اخلالف يف املسألة مبين على أن

اعترب املشروط بدون الشرط، -ومن يقول بقوله -الشافعي رمحه اهللا ـ دير فإنه يوجب احلكم على مجيع التقادير ، فالتعليق قيد احلكم بتق

معني ، وأعدمه على غريه ، فيكون للتعليق تأثري يف عدم احلكم ، أما احلنفية فيعتربون املشروط مع الشرط ، فإن الشرط واجلـزاء كـالم

)٤( .واحد ، أوجب احلكم على تقدير وهو ساكت عن غريه وذا يتضح لنا أثر مفهوم الشرط من هذه اآلية يف بناء املسألة ، واهللا

.أعلم

) .١/٤٦٦(املقدمات املمهدات )١(بالشريف التلمساين ، من أبو عبد اهللا حممد بن أمحد بن علي احلسين املعروف )٢(

الفقـه : أعالم املالكية ، بلغ رتبة االجتهاد حيث تفنن يف علوم كثرية منـها واألصول ، واخلالف ، والعربية ، واحلساب واهلندسـة ، والفلـك ، مـن

أبو يزيد بن يعقوب أبو عبد اهللا بن هدية ، القاضي التميمي ، ومن : شيوخه : لدون ، والعز بن عبد السالم ، من أهم مصنفاتهالشاطيب ، وابن خ: تالميذه

) .هـ٧٧١-٧١٠. (مفتاح األصول يف بناء الفروع على األصول ، نيل االبتهاج بتطريـز الـديباج ) ١/١١٠(تعريف اخللف برجال السلف [

) ]٢/١٨٩(، الفتح املبني ) ٥/٣٢٧(، األعالم ) ٢٥٥( ) .٩٥(األصول مفتاح الوصول إىل بناء الفروع على )٣( ) .٢/٦٩(شرح التلويح على التوضيح )٤(

٣٧٧


.إذا زنت احملصنة غري األمة عقوبة :ملسألة الثانية ا : حترير املسألة *

أمجع العلماء على أن األمة إذا تزوجت وزنت أن حـدها مخسـون

m ~ } | { z y xجلدة ؛ لقوله تعـاىل ¤ £ ¢ ¡ � l )إال ما روي من خالف غري )١

)٣( .ذا تزوجت برمجها إ: حيث قال )٢(معترب من أيب ثور واختلفوا يف األمة إذا زنت ومل تتزوج ، هل عليها احلد ؟


)٤( .حدها مخسون جلدة ، وإن مل تتزوج : قال اجلمهور واستدلوا حبديث أيب هريرة وزيد بن خالد رضي اهللا عنهما أن النيب صلى

إذا زنـت :" عن األمة إذا زنت ومل حتصن ، فقال اهللا عليه وسلم سئل فاجلدوها ، مث إن زنت فاجلدوها ، مث إن زنت فاجلدوها ، مث إن زنت

)٥( ."فبيعوها ولو بضفري

) .٢/٦٣٩(بداية اتهد )١(إبراهيم بن خالد بن أيب ميان الكليب ، فقيه بغداد ومفتيها ، تفقه على الشافعي )٢(

أبو داود السختياين ومسلم : وابن عيينة وسفيان الثوري ، وكان من تالميذه ) هـ٢٤٠-١٧٠. (مجع بني الفقه واحلديث بن احلجاج ، وابن ماجه ، وقد

) ]٨٠-٢/٧٤(، طبقات الشافعية البن السبكي ) ١/٥٣(وفيات األعيان [ ) .٩/٤٩(املغين )٣(، بداية اتهد ) ١/٢٦٢(أصول السرخسي ، ) ٣/٢٣٣(تفسري البحر احمليط )٤(

، تكملـة امـوع )٨/٢٩١(، شرح خمتصر خليل للخرشـي ) ٢/٦٣٩( .، ) ٩/٤٩(، املغين ) ٢٠/٨(

إذا زنت : احملاربني من أهل الكفر والردة ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٥(

= ) .٦٤٤٧(رقم ) ٦/٢٥٠٩(األمة ،

٣٧٨


)١(.وهذا نص يف جلد األمة إذا مل حتصن: قالوا

:القول الثاين رضـي اهللا )٢(ال حد عليها وإمنا تعزر فقط ، روي عن ابن عبـاس

)٣(. ، وقتادة عنهما ، و احلسن ، وابن جبري

m ~ } | { z y xواستدلوا بقوله تعاىل ¤ £ ¢ ¡ � l تزوجن ، " : أحصن " ومعىن

)٤( .أن إذا مل يتزوجن ال جيب عليهن احلد : ومفهومه

: وقد أجاب أصحاب القول األول عن هذا االستدالل منا يكون دليال إذا مل يكن للتخصيص بالذكر فائـدة بأن دليل اخلطاب إ

، )٥(سوى اختصاصه باحلكم ، ومىت كان له فائدة أخرى مل يكن دلـيال وهنا ال مفهوم لشرط اإلحصان الذي هو التزوج ؛ ألنه ورد للتنبيه ؛ لئال يتوهم أن حدها إذا تزوجت كحد احلرة إذا أحصنت وهو الرجم ، فزال

بار أنه ليس عليها إال نصف احلد الذي على احلرائـر ، هذا التوهم باإلخ )٦( .وألنه أيضا وجب احلد بالسنة وإن مل حتصن

رجم اليهود وأهل الكتـاب يف : احلدود ، باب :، كتاب صحيح مسلم= ) .١٧٠٣(رقم ) ٣/١٣٢٩(الزنا ،

) .٩/٤٩(، املغين ) ٢/٦٣٩(بداية اتهد )١( ) .٩١٠٢(رقم ) ٨/٢٠٢(أخرجه الطربي بسنده يف تفسريه )٢( .) ٩/٤٩(، املغين ) ٣/٢٣٣(تفسري البحر احمليط )٣( .املراجع السابقة )٤( ) .٩/٤٩(املغين )٥( . ) ٣/٢٣٣(تفسري البحر احمليط )٦(

٣٧٩


:الترجيح *** من : ما ذهب إليه أصحاب القول الثاين : الذي أراه يف هذه املسألة

أا ال حتد ، بل تعزر إذا مل تكن أحصنت بالزواج ؛ وذلك لوجاهة مـا ن مفهوم الشرط ؛ وألنه ال تعارض مع ما استدل به أصحاب استدلوا به م

القول األول ؛ حيث إن اجللد يف احلديث مل ينص على أنه حـد وأنـه مخسون جلدة ، بل أطلقه ، وهو حاصل بأي عدد كان ، فيـدخل فيـه

.التعزير مبا دون احلد ، واهللا أعلم

:بناء املسألة على مفهوم الشرط **** ا سبق نرى أن عمدة أصحاب القول الثاين فيما ذهبـوا من خالل م

بأن : على القول -إليه هو مفهوم الشرط من اآلية ، حيث إن منطوقها بأن األمة إذا كانت حمصـنة وزنـت : يفيد -املراد باإلحصان التزوج

إا إذا زنت : فعليها نصف ما على احلرة من احلد ، ومفهومها املخالف وهذا هو مفهوم الشرط من اآلية ، . ليس عليها ذلك ومل تكن متزوجة ف

. وعليه اعتمد أصحاب القول الثاين فيما ذهبوا إليه االشتراك الذي يف اسـم : والسبب يف اختالفهم :" وهلذا قال ابن رشد

: فمن فهم منه التزوج ، وقال m y x lاإلحصان يف قوله تعاىل ري املتزوجة ، ومن فهم من اإلحصـان ال جتلد الغ: بدليل اخلطاب ، قال

)١( ."اإلسالم ، جعله عاما يف املتزوجة وغريها وذا يظهر لنا جليا أثر مفهوم الشرط من هذه اآلية يف بناء املسألة ، واهللا

.أعلم

. )٢/٦٣٩(بداية اتهد )١(

٣٨٠


X W m F E D C B AN M L K J I H GO P

V U T S R QW Y X Z _ ^ ] \ [` ab

f e d cg j i h m l kl ) ٣٤: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية مة على النساء ؛ وذلك لتفضيل اهللا الرجال خيرب تعاىل أن للرجال القوا

على النساء ، فكان فيهم األنبياء ، واخللفاء ، والسالطني ، واحلكـام ، وكذلك مبا ينفقون من املهور، والنفقات ، والتكاليف اليت أوجبـها اهللا

.عليهم هلن مث خيرب تعاىل أن الصاحلات من النساء مطيعات هللا ، قائمات مبا جيب ليهن من حقوق اهللا وحقوق أزواجهن ، حافظات لنفوسهن ، وأمـوال ع

.أزواجهن عند غيام عنهن حبفظ اهللا هلن ومعونته وتسديده هلن مث أرشد تعاىل األزواج بأنه إذا نشزت املرأة ، بأن استعصت علـى

زوجها ، وارتفعت عليه ، وأعرضت عنه فليعظها ، وليخوفها عقاب اهللا ، فإن عادت وإال فليهجرها يف مضجعها فال جيامعها ، فإذا مل يف عصيانه

.ترتدع باملوعظة واهلجر ، فليضرا ضربا غري مربح مث بني تعاىل أا إذا أطاعت بعد ذلك فيما يريده الزوج منها مما أباحه

.اهللا له ، فال سبيل له عليها بعد ذلك ال بضرب وال هجران هديد الرجال إذا بغوا على النساء بغري سبب ، بأن اهللا مث ختم اآلية بت

٣٨١


)١( .العلي الكبري وليهن ، ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن


m e d c b aالشرط يف اآلية يف قوله تعاىل fg l .

يبغي عليها بأن أن املرأة إذا أطاعت زوجها ، فليس له أن: ومنطوقه يفيد .يفعل معها ما يؤذيها

فله أن –وهذا هو النشوز –أا إذا مل تطع زوجها : ومفهومه املخالف .يؤدا بالوعظ ، واهلجر ، والضرب


، تفسـري ابـن كـثري ) ٢٨٨-٦/٢٧٨(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٤٦٢-١/٤٦٠(، فتح القدير للشوكاين ) ٦٤٣-١/٦٤١(

٣٨٢


.معاقبة املرأة إذا نشزت :مسألة : حترير املسألة *

لى أنه ال جيوز للزوج أن يؤذي زوجتـه جـر ، أو اتفق العلماء ع ضرب وحنو ذلك وهي مطيعة له ؛ ألن األصل يف العشرة بني الزوجني أن

، )١( m ´ ³µ lتكون باملعروف ، كما قال تعـاىل

m G ، وقولـه m f e d c b ag lوقوله J I HK l )خريكـم :" ، وقال عليه الصالة والسالم )٢

، لكن إذا نشزت املرأة ومل تطع )٣( ". خريكم ألهله وأنا خريكم ألهليزوجها جاز له أن يؤدا مبا ورد به الشـرع ، كمـا يف قولـه تعـاىل

mX ^ ] \ [ Z Y_l)٤( .

) .١٩(آية : سورة النساء )١( ) .٦(آية : سورة الطالق )٢(فضل أزواج النيب صلى اهللا عليـه : املناقب ، باب : سنن الترمذي ، كتاب )٣(

) .٣٨٩٥(رقم ) ٥/٧٠٩(وسلم ، ) ١/٦٣٦(حسن معاشرة النساء ، : النكاح ، باب : سنن ابن ماجة ، كتاب

) .١٩٧٧(رقم ) .٧/٤٦٨(فضل النفقة ، : النفقات ، باب : سنن البيهقي الكربى ، كتاب صحيح ابن حبان ، ذكر استحباب االقتداء باملصطفى صلى اهللا عليه وسلم ،

) .٤١٧٧(رقم ) ٩/٤٨٤(رقـم ) ١/٦٢٦(واحلديث صحيح ، كما يف صحيح اجلامع الصغري وزيادته

)٣٣١٤. ( ) .٧/٢٢٣(، املغين ) ٧/٣٤٤(، روضة الطالبني ) ٢/٣٣٤(بدائع الصنائع )٤(

٣٨٣



m f e d c b ag lمنطوق قوله تعاىل .ا إذا كانت طائعة فليس للزوج أن يفعل معها ما يؤذيها يفيد أ

فلزوجها -وهذا هو النشوز –أا إذا مل تكن طائعة : ومفهومه املخالف وهذا مفهوم الشرط . أن يفعل ا من التأديب ما جيعلها تعود إىل الطاعة

من هذا اجلزء من اآلية ، وهو منصوص عليه صراحة يف أول اآلية حيـث

m ] \ [ Z Y Xتعـاىل قال _ ^ l ويؤيد هذا املنطوق واملفهوم قوله عليه الصالة

استوصوا بالنساء خـريا ، فـإهنن عـوان :"والسالم يف حجة الوداع عندكم ، ليس متلكون منهن شيئا غري ذلك ، إال أن يأتني بفاحشة مبينة

مربح ، فإن ، فإن فعلن فاهجروهن يف املضاجع واضربوهن ضربا غري )١(." أطعنكم فال تبغوا عليهن سبيال

وعلى هذا فيصلح أن يكون املفهوم من هذا اجلزء من اآلية دليال مؤيدا ملا من جواز معاقبة الزوجة : دل عليه املنطوق يف أوهلا ويف احلديث السابق

وعلى هذا املفهوم ميكن بناء املسألة السابقة . إذا نشزت ومل تطع زوجها .اهللا أعلم و

رقـم ) ٥/٣٧٢(ضرب الرجـل زوجتـه ، : سنن النسائي الكربى ، باب )١(

)٩١٦٩. ( ) ١/٥٩٤(حق املرأة على الزوج ، : اب النكاح ، ب: سنن ابن ماجة ، كتاب

) . ١٨٥١(رقم رقـم ) ٢/١٣٠٤(واحلديث حسن ، كما يف صحيح اجلامع الصغري وزيادته

)٧٨٨٠. (

٣٨٤


X W m u t s r q p o n~ } | { z y x w v_ b a `

e d cl ) ٣٥: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية يف هذه اآلية يبني تعاىل أنه إذا كان النفور والشقاق من الـزوجني ،

كم يبعث إليهما ثقة من أهل الرجل ، وثقة من أهل املرأة ؛ ألما فإن احلاأعرف بأحوال الزوجني ، فينظران يف أمرمها ، ويفعالن ما فيه مصلحتهما ، مما يريانه من التفريق أو التوفيق ، فإن أراد الزوجان واحلكمان إصالحا

م اآلية ببيان وفق اهللا بني الزوجني فعادا إىل األلفة وحسن العشرة ، مث ختأنه مطلع عليهم ، عليم بأقواهلم ، خبري بأحواهلم ، ال خيفى عليه شيء من

)١( .أمرهم


m q p o n الشرط يف هذه اآلية يف قوله تعـاىل x w v u t s r l أنـه : ومنطوقه يفيـد

. ني الزوجني يبعث احلكمان عند خوف الرتاع ، والشقاق ، والفرقة بأنه إذا مل خيف من الرتاع ، والشقاق ، والفرقة بـني : ومفهومه املخالف

.الزوجني فال يبعث احلكمان :وعليه ميكن بناء املسألة التالية

، تفسـري ابـن كـثري ) ٢٩٦-٦/٢٨٩(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .١/٤٦٣(، فتح القدير للشوكاين ) ١/٦٤٤(

٣٨٥


.بعث احلكمني عند الشقاق بني الزوجني :مسألة : حترير املسألة *

ني إذا وقع الشقاق بني الزوجني ؛ أمجع العلماء على جواز بعث احلكم

ــاىل ــه تع m u t s r q p o n لقولx w v l . )١(


m s r q p o n منطوق قوله تعـاىل x w v u t l يفيد أن احلكمني يبعثان عند خـوف

. الزوجني حصول الرتاع ، والشقاق ، والفرقة بنيلكن هذا املفهوم ال أثر . أما ال يبعثان يف غري ذلك : ومفهومه املخالف

أن بعث احلكمني جـائز : له هنا ، فقد بني الرازي عند تفسري هذه اآلية )٢(.سواء حصل اخلوف أو مل حيصل

أن املفهوم هنا خرج خمرج الغالب ، فال يكون معتربا : والسبب يف ذلك

: القائلون بـاملفهوم :" شروط العمل به ، وهلذا قال الغزايل كما سبق يف

m s r q p o n أقروا بأنه ال مفهوم لقولهx w v u t l ؛ ألن الباعث على التخصيص العادة ؛

)٣( ."ألن اخللع ال جيري إال عند الشقاق

) .٢/١٦٣(بداية اتهد )١( ) .١٠/٩٦(تفسري الرازي )٢( ) .٢/١٨٥(املستصفى )٣(

٣٨٦


ق بالـذكر وذه اآلية مثل اآلمدي على أن كل خطاب خصص حمل النط )١( .خلروجه خمرج األعم باألغلب ال مفهوم له

) .٣/١٠٠(اإلحكام لآلمدي )١(

٣٨٧


X W m z y x w v u t s¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | {§ © ¨

¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ªÁ À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹Â Ã

Å Ä È Ç Æl ) ٤٣: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية يف هذه اآلية ينهى تعاىل عباده املؤمنني عن فعل الصالة حال السكر

الذي ال يدري املصلي معه ما يقول ، وينهى عن قربان املساجد من كان .إىل أن يتطهر على جنابة إال إن كان جمتازا ومارا ا غري ماكث

: مث شرع تعاىل يف بيان من جيوز له التيمم بدال من املـاء ، وهـم املرضى الذين ال يستطيعون استعمال املاء ، أو خيافون عند استعماله زيادة املرض أو تأخر الربء ، وكذلك من كان مسافرا ، أو حصل منه احلـدث

جيد ماء يتطهر أو يغتسـل األصغر من غائط وحنوه ، أو جامع النساء ومل به ، فإن له أن يتيمم بكل ما صعد على وجه األرض وكان طاهرا مـن تراب ، ورمل وحنوه ، فيمسح به وجهه ويديه ، وهـذا مـن عفـو اهللا ورمحته ، حيث وسع على عباده املؤمنني ، ورخص هلم فناسب أن خيـتم

)١( . m Ã Å Ä Ç Æ lاآلية بقوله

، تفسـري ابـن كـثري ) ٣٩٨-٦/٣٣٠(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٤٧٣-١/٤٦٨(، فتح القدير للشوكاين ) ٦٦٢-١/٦٥٣(

٣٨٨



m © ¨ ¯ ® ¬ « ªالشرط يف اآلية يف قوله تعـاىل » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± °

¼ l . أن املريض ، واملسافر ، ومن أصابه حدث أصغر أو أكرب : ومنطوقه يفيد

. إذا مل جيد املاء فله أن يتيمم أن من وجد املاء من هـؤالء ، أو مل يكـن : خالف وبالتايل فمفهومه امل

.مسافرا فليس له أن يتيمم :وعليه ميكن بناء املسألتني التاليتني

٣٨٩


. تيمم املريض الذي جيد املاء : املسألة األوىل : حترير املسألة*

، )١(اتفق العلماء على جواز التيمم للمريض عند عدم وجود املـاء . واختلفوا يف جواز تيممه إذا وجد املاء على قولني


: القول األول جيوز التيمم للمريض يف حالتني وإن وجـد : مجهور أهل العلم قالوا

إذا وجـد اآلآلم : أنه إذا استعمل املاء مات ، والثانيـة : املاء ، أحدمها )٢( .الشديدة باستعماله :واستدلوا مبا يلي

¨ © m ° ¯ ® ¬ « ªقوله تعاىل - ١

» º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ²±

¼l فأباح له التيمم عند حصول املرض. دلت السنة على جوازه ، كما روي عن بعض الصحابة أنـه - ٢

أصابته جنابة وكان به جراحة ، فسأل بعضـهم ، فـأمروه غتسال ، فلما اغتسل مات ، فقيل للنيب صلى اهللا عليـه باال

، امـوع )١/٣٤٦(شرح خمتصر خليل للخرشي ، ) ١/٤٤(بدائع الصنائع )١(

) .١/١٦١(، كشاف القناع ) ٢/٢٠٧(، ) ١/١٤٩(، حاشية الدسوقي ) ١/٤٤(، بدائع الصنائع ) ١/١١٢(املبسوط )٢(

) ٢/٢٠٧(، اموع ) ١/٤٢(، األم )١/٣٤٦(شرح خمتصر خليل للخرشي ) .١/١٦٢(، كشاف القناع

٣٩٠


فدل ذلك على جواز ما )١( ". قتلوه قتلهم اهللا:" وسلم فقال .)٢( قلناه

: القول الثاين أنه ال جيوز له التيمم يف الكل إال عند عدم املاء ، وقـد روي عـن

.)٤( واحلسن البصري )٣(عطاء بن أيب رباح

m © ¨ ± ° ¯ ® ¬ « ªعـاىل واستدلوا بقولـه ت ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² l ــا فهن

شرط جلواز التيمم للمريض عدم وجدان املاء ، فإذا فقد هذا الشرط بأن )٥( .وجد املاء فال جيوز له التيمم

رقـم )١/٩٣(يف اروح يتيمم ، : الطهارة ، باب : سنن أيب داود ، كتاب )١(

)٣٣٦. ( اروح تصـيبه اجلنابـة : الطهارة وسننها ، باب : سنن ابن ماجة ، كتاب

) .٥٧٢(رقم ) ١/١٨٩(فيخاف على نفسه إن اغتسل ، ) .٥٨٥(رقم ) ١/٢٧٠(الطهارة ، : املستدرك على الصحيحني ، كتاب ) .٤٣٦٢(رقم ) ٢/٨٠٥(واحلديث صحيح ، كما يف صحيح اجلامع

، ) ١/١٤٩(، حاشـية الدسـوقي ) ١/٤٤(بدائع الصنائع : انظر األدلة يف )٢( ) .١/١٦٢(، كشاف القناع ) ٢/٢٠٧(، اموع ) ١/٤٢(األم

هو أبو حممد أسلم وقيل سامل بن صفوان موىل بين فهر معروف بعطاء بن أيب )٣(رباح ، تابعي جليل ، أدرك مائتني من الصحابة ، وحـدث عـن بعضـهم كعائشة ، وأم سلمة ، وأيب هريرة ، وابن عباس وغريهم من الصحابة رضي

جماهد بـن جـرب ، : اهللا عنهم ، وكان عاملا تقيا عابدا ورعا ، حدث عنه وعمرو بن دينار ، والزهري ، وقتادة وخلق كثري من صغار التابعني ، وأبـو

) ] . هـ١١٥(ت [ حنيفة ، انتهت فتوى أهل مكة إليه ، ) .]٨٥-٥/٨٠(، سري أعالم النبالء ) ٢٦٣-٣/٢٦١(وفيات األعيان [ ) .٢/٣١١(، اموع ) ١٠/١١٦(تفسري الرازي )٤( .املراجع السابقة )٥(

٣٩١


:وقد أجاب أصحاب القول األول عن هذا االستدالل تيمم للمريض إذا مل جيد املاء ، وليس يف ذلك داللة بأن اهللا تعاىل جوز ال

على منعه من التيمم عند وجوده ، خصوصا وأن السنة قد دلـت علـى )١( .جوازه كما سبق بيانه

وإن كنتم مرضى فعجزمت أو خفـتم : مث إن اآلية حجة لنا وتقديرها )٢( .من استعمال املاء ، أو كنتم على سفر فلم جتدوا ماء فتيمموا

:الترجيح *** من جـواز تـيمم : الراجح يف هذه املسألة ما ذهب إليه اجلمهور

املريض وإن وجد املاء ؛ وذلك لصراحة األدلة من الكتاب والسنة علـى ذلك ، وألن املاء وإن وجد حقيقة إال أنه غري موجود حكما ؛ وذلـك

.لعدم استطاعة استعماله بسبب املرض ، واهللا أعلم

:بناء املسألة على مفهوم الشرط **** إذا تأملنا ما احتج به أصحاب القول الثاين جند أنه مفهوم الشرط من

m © ¨ ¯ ® ¬ « ªاآلية ، وذلك أن منطوق قوله تعـاىل » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± °

¼ l املريض - من ذكر من األصناف يف اآلية ومنهم -يفيد بأنأن املريض الذي : ال يتيمم إال إذا مل جيد املاء ، وبالتايل فمفهومه املخالف

جيد املاء ليس له أن يتيمم ، وهذا هو مفهوم الشرط ، وهو عني ما قالـه أصحاب القول الثاين ، وذا يتبني لنا أثر مفهوم الشرط من اآلية يف بناء

.علم هذا احلكم يف هذه املسألة ، واهللا أ

) .١٠/١١٦(الرازي تفسري )١( ) .٢/٣١١(اموع )٢(

٣٩٢


. عدم املاء التيمم يف احلضر إذا :املسألة الثانية : حترير املسالة *

؛ لقولـه )١(اتفق العلماء على جواز التيمم يف السفر عند عدم املـاء

m © ¨ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ªتعاىل ¼ » º ¹ ¸ ¶ l واختلفوا يف جواز التـيمم

.ند عدم املاء على قولني يف احلضر ع


إذا عـدم : قالوا )٤(، واحلنابلة )٣(، والشافعية )٢(اجلمهور من املالكية .املاء يف احلضر فعليه التيمم والصالة

:ومما استدلوا به ما يلي املسلم إن الصعيد الطيب طهور :" قوله صلى اهللا عليه وسلم - ١

وإن مل جيد املاء عشر سنني ، فإذا وجـد املـاء فليمسـه )٥( ". بشرته

، امـوع )١/٣٤٣(شرح خمتصر خليل للخرشي ، ) ١/٤٤(بدائع الصنائع )١(

) .١/١٦١(، كشاف القناع ) ٢/٢٨٧(شـرح ،) ١/١٤٩(، حاشية الدسوقي )١/٥٦٣(أحكام القرآن البن العريب )٢(

) . ١/٣٤٤(خمتصر خليل للخرشي ) .١/٨٧(، مغين احملتاج ) ٢/٢٨٧(، اموع ) ١/٤٢(األم )٣( ) .١/١٦١(، كشاف القناع ) ١/١٤٨(املغين )٤(رقـم ) ١/٩٠(اجلنب يتـيمم ، : و ، باب الطهار: سنن أيب داود ، كتاب )٥(

)٣٣٢= . (

٣٩٣


)١( .ألنه عادم للماء ، فأشبه املسافر - ٢

: القول الثاين ليس له أن يتـيمم : )٣(، وأمحد يف رواية )٢(قال أبو حنيفة يف رواية

.وهو يف احلضر

¯ ° ± m © ¨ ® ¬ « ªواستدلوا بقولـه تعـاىل ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² l ــا فهن

)٤(.شرط السفر جلواز التيمم ، فال جيوز لغريه

بأن ذكر السفر هنا خرج خمـرج :وقد أجيب عن هذا االستدالل الغالب ؛ إذ الغالب أن املاء إمنا يعدم فيه ، ولو كان حجة فاملنطوق مقدم

يرى دليل اخلطاب حجة ، واآلية إمنا حيتج ـا عليه ، مث إن أبا حنيفة ال )٥( .هلذا القول بدليل خطاا

ما جاء يف التيمم للجنب : أبواب الطهارة ، باب : سنن الترمذي ، كتاب =

) . ١٢٤(رقم ) ١/٢١٢(إذا مل جيد املاء ، ) . ٦٢٧(رقـم ) ١/٢٨٤(الطهارة ، : املستدرك على الصحيحني ، كتاب

.ووافقه الذهيب . هذا حديث صحيح ومل خيرجاه : وقال ) .١/١٦١(، كشاف القناع ) ١/١٤٨(املغين )١( ) .١/٣٧(تبيني احلقائق ، ) ١/٢٢٣(املبسوط )٢( ) .١/١٤٨(املغين )٣( ) .١/١٤٨(املغين )٤( ) .١/١٦١(، كشاف القناع ) ١/١٤٨(املغين )٥(

٣٩٤


:الترجيح *** الراجح هنا قول اجلمهور ؛ لقوة ما استدلوا به وصراحته ، ووجاهة

.ما أجابوا به عن دليل املخالف ، واهللا أعلم

:لة على مفهوم الشرط من االية بناء املسأ**** نظر فيما اعتمد عليه أصحاب القول الثاين فيما ذهبوا إليـه مـن بال

القول بعدم جواز التيمم يف احلضر نرى أنه مفهوم الشرط من اآليـة يف

ــاىل ــه تع m © ¨ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ªقول¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ l عند من يقـول

.منهم مبفهوم املخالفة أن التيمم ال يكون إال يف السفر عند عـدم املـاء ، : فمنطوق اآلية يفيد

–أي احلضـر –أنه ال جيوز يف غري السفر : وبالتايل فمفهومها املخالف وهذا هو مفهوم الشرط من اآلية كما يرون ، ولكن سبق بيان أن هـذا الشرط ال مفهوم له من خالل جواب أصحاب القول األول عـن هـذا

.الشرط فيما سبق .يتبني لنا أثر مفهوم الشرط يف بناء هذه املسألة ، واهللا أعلم وذا

٣٩٥


X W m x w v u t s r q p o� ~ } | { z y¡ ¥ ¤ £ ¢

§ ¦¨ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¸ ¶ µ ´ ³ ¹ ½ ¼ » º

À ¿ ¾ Ã Â Á Æ Å ÄÇ Ë Ê É È Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì

ÓÔ Û Ú Ù Ø × Ö Õl ) ٩١-٩٠: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية نه وتعاىل يف اآلية السابقة هلذه اآلية ما جيب علـى بعد أن بني سبحا

املؤمنني من قتال املنافقني وعدم مواالم ، استثىن يف هذه اآليـة الـذين يتصلون ويدخلون يف قوم بينهم وبني املؤمنني ميثاق باجلوار واحللف ، فال د يقاتلون ؛ ملا بينهم وبني من بينهم وبني املؤمنني عهد وميثاق ، فإن العه

يشملهم ، وكذلك يستثىن من أتى إىل املؤمنني وقد ضاقت صدورهم عن قتال إحدى الطائفتني ، فلم يقاتلوا املؤمنني ومل يقاتلوا قومهم مع املؤمنني، بل اعتزلوا القتال ، واستسلموا للمؤمنني ، وانقادوا هلم ، فهؤالء ال حيـل

عتزال واالستسـالم قتلهم ، وال أسرهم ، وال ب أمواهلم ؛ فإن هذا اال

m ¶ µ ´ ³ ² ±lحيرم ذلك ومينعه ،وهو قوله تعاىل مث يبني تعاىل للمؤمنني يف اآلية اليت تليها أنكـم سـتجدون قومـا

يظهرون لكم اإلسالم ، ويظهرون لقومهم الكفر ؛ ليـأمنوا مـن كـال مهم الطائفتني ، كلما دعاهم قومهم إىل قتال املسلمني رجعـوا إىل قـو

وقاتلوا معهم ، فهؤالء إن مل ميتنعوا عن قتالكم ، ويدخلوا يف عهـدكم وصلحكم ، فلكم أن تأخذوهم ، وتقتلوهم يف أي مكـان وجـدمتوهم

٣٩٦


ومتكنتم منهم ، فقد جعل اهللا لكم عليهم حجة واضحة تتسـلطون ـا )١( .عليهم ، وتقهروم ا

: بيان مفهوم الشرط من اآليتني

© m ® ¬ « ªفيما سبق يف قوله تعاىل الشرط ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ l .

ــه m Ï Î Í Ì Ë Ê É ÈوقولـــÓ Ò Ñ Ð l

© m ¯ ® ¬ « ªأما منطوق قوله تعـاىل ¶ µ ´ ³ ² ± ° l أن الكفار إذا اعتزلوا : فيفيد

.فليس لنا أن نقاتلهم قتالنا ، وقبلوا الصلح ، أم إن مل يعتزلوا قتالنا ، ومل يقبلوا الصلح ، فإن لنا : ومفهومه املخالف

.أن نقاتلهم

m Î Í Ì Ë Ê É Èوأما قولـه تعـاىل Ó Ò Ñ Ð Ï l فمنطوقه يفيد :

، فإن أن الكفار إن مل يعتزلوا قتالنا ، ويقبلوا الصلح ، ويكفوا أيديهم عنا .لنا أن نقاتلهم

اعتزلوا قتالنا ، وقبلوا الصلح ، وكفوا أيديهم أم إن: ومفهومه املخالف .عنا ، فليس لنا أن نقاتلهم

:ومن خالل ما سبق ميكن بناء املسألة التالية

، تفسـري ابـن كـثري ) ٥١٣-٦/٥٠٥(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

) .٤٩٦-١/٤٩٥(، فتح القدير للشوكاين ) ١/٦٩٧(

٣٩٧


مىت جيوز قتال الكفار ؟ ومىت يكف عنهم ؟ : مسألة :حترير املسألة *

جيوز قتـال : فإنه )١(ه اآلية حمكمة غري منسوخةعلى القول بأن هذ الكفار إذا مل ميتنعوا عن القتال ، ويكفوا أيديهم أو يرضوا بالصلح ؛ لقوله

ــاىل m Ï Î Í Ì Ë Ê É ÈتعـــÓ Ò Ñ Ð l ــه m Â Á ، ولقول

È Ç Æ Å Ä ÃÉ Í Ì Ë Ê Îl )ا كفوا أيديهم ، وامتنعوا عن ، كما ال جيوز قتاهلم إذ )٢

© m ¬ « ªالقتل ، ورضوا بالصلح ؛ لقولـه تعـاىل ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® l ــه m i ، وقول

w v u t s r q p o n m l k jy xz ~ } | {l )٣( .


© m ° ¯ ® ¬ « ªوله تعاىل منطوق ق ¶ µ ´ ³ ² ±l م إذا اعتزلوا قتالنا ،وطلبوا : يفيدأ

. الصلح ، وكفوا أيديهم عن إيذائنا مل جيز لنا قتاهلم

) .١٠/٢٣٢(تفسري الرازي )١( ) .١٩٠(آية : سورة البقرة )٢( ) .٨(آية : سورة املمتحنة )٣(

٣٩٨


أم إن مل يعتزلوا قتالنا ، ويقبلوا الصلح ، و يكفـوا : ومفهومه املخالف الشرط من هذه اآليـة ، ويؤيـده وهذا هو مفهوم . أيديهم فلنا قتاهلم

m Ê É Èصريح املنطوق يف اآلية اليت تليهـا يف قولـه تعـاىل Ò Ñ Ð Ï Î Í ÌË

Ó l . m Í Ì Ë Ê É Èكما أن منطوق قولـه تعـاىل

Ó Ò Ñ Ð Ï Î l هو متاما

© m ¯ ® ¬ « ª كما يف مفهوم اآلية السـابقة ¶ µ ´ ³ ² ± ° l وكذلك مفهومها املخـالف

.هو كما يف منطوق اآلية السابقة :ويؤيد هذا ما قاله الرازي يف تفسريه بعد أن حتدث عن اآليتني قال

على الشـرط ) إن ( واعلم أن هذا الكالم مبين على أن املعلق بكلمة " )١( ."عدم عند عدم الشرط

ة من اآليتني السابقتني قد دلت على حكمني وعلى هذا تكون كل واحدأحدمها باملنطوق ، واآلخر باملفهوم ، وهذا واضح جلي ، وعليه يظهر أثر

.مفهوم الشرط يف بناء املسألة ، واهللا أعلم

) .١٠/٢٣٣(تفسري الرازي )١(

٣٩٩


X W mH G F E D C B AI L K J V U T S R Q P O N M WX Y

c b a ` _ ^ ] \ [ Zd e o n m l k j i h g f

r q ps y x w v u t| { z} b a ` _ ~ e d c

n m l k j i h g f s r q p ol ) ٩٣-٩٢: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية يف هذه اآلية يبني تعاىل أنه ليس ملؤمن أن يقتل أخاه املؤمن بوجه من

الوجوه ، مث استثىن منه ما كان على سبيل اخلطأ ، وشرع فيما جيب على من حصل منه هذا اخلطأ ، فأوجب عليه حترير رقبة مؤمنة ، يعتقها كفارة

قتـول إىل عن قتل اخلطأ ، ودية مدفوعة مؤداة ، تعطى عوضا عن دم امل .ورثته ، إال أن يتصدق أهل املقتول على القاتل بالدية

مث بني تعاىل أن هذا املقتول خطأ إن كان مؤمنا ، وكان بني قومـه .الكفار حال قتله فال دية على قاتله ، بل عليه حترير رقبة مؤمنة

ينهم وأما إن كان هذا املقتول خطأ مؤمنا ، وكان بني قوم بينكم وب أي معاهـدا أو –وإن كان منهم : ميثاق من أهل ذمة أو هدنة ، وقيل

وليس مؤمنا ، فعلى قاتله دية مؤداة إىل أهله ، وحترير رقبـة - )١(ذميا مؤمنة

.من استوطن دار اإلسالم بتسليم اجلزية : الذمي )١(

.من دخل دار اإلسالم من الكفار بأمان : واملستأمن .من أخذ عليه العهد من الكفار : واملعاهد من عقد اإلمام أو نائبه معهم عقدا على ترك القتال مدة معلومة : وأهل اهلدنة الـروض املربـع مـع حاشـيته ، )٢٢١(على أبواب املقنع املطلع : انظر

)٣٠٢-٤/٢٩٩. (

٤٠٠


لعدمها ، أو عدم القدرة علـى : مث بني تعاىل أن من مل جيد الرقبة إما ع اهللا ذلك توبـة لكـم ؛ شرائها فعليه صيام شهرين متتابعني ، وقد شر

. حيث هو عليم بأحوالكم ، حكيم فيما يشرعه لكم مث بني تعاىل يف اآلية اليت تليها أن من يتعمد قتل املؤمن فإن جـزاؤه

جهنم ، وقد تعرض لغضب اهللا ، ولعنته وطرده من رمحته ، بـل ولـه )١( .عذاب عظيم ، وهذا إن مل يتب أو يعف اهللا عنه

:بيان مفاهيم الشرط من اآليتني السابقتني

m N M L K J الشرط فيما سبق يف قوله تعـاىل W V U T S R Q P OX l .

] \ [ ^ _ ` m Z Y b aوقوله cd l .

ــه m l k j i h g f eوقولr q p o n ms l .

. m t y x w v ulوقوله

m h g f e d cوقولـــه j il .

-١/٦٩٨(، تفسري ابن كـثري ) ٤٥-٧/٨(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )١(

) .٥٠٠-١/٤٩٧(، فتح القدير للشوكاين ) ٧٠٣

٤٠١


m P O N M L K Jأما قوله تعـاىل W V U T S R QX l أن من : فيفيد منطوقه

.قتل مؤمنا عن طريق اخلطأ فعليه الكفارة حترير رقبة مؤمنة دا ، أو قتل كافرا خطأ فلـيس أن من قتل مؤمنا عم: ومفهومه املخالف

.عليه كفارة حترير الرقبة

] \ [ ^ _ ` m Z Yقوله تعـاىل وأما c b ad l أن املؤمن إذا قتل خطأ بني : فمنطوقه يفيد

قوم كفار أعداء لنا ، فيجب فيه حترير رقبة مؤمنة ، ومفهومه املخـالف –أي بيننا وبينهم ميثاق –ر ليسوا أعداء لنا أنه إذا كان بني كفا: يفيد

. فال يترتب عليه هذا احلكم

m j i h g f eوأما قوله تعـاىل r q p o n m l ks l فيفيد

: -بناء على أن املقتول مؤمن بني قوم كفار بيننا وبينهم ميثاق -منطوقه ننا وبينهم ميثاق فتجب فيه الدية أن املؤمن إذا قتل خطأ بني قوم كفار بي

. و حترير رقبة مؤمنة أن املؤمن إذا قتل خطأ بني قوم كفار ، ليس بيننـا : : ومفهومه املخالف

.وبينهم ميثاق ، بل هم أعداء لنا ، فال يترتب عليه هذا احلكم أن املقتول خطأ : وبناء على أن املقتول ذمي أو معاهد فيفيد منطوق اآلية

.ن كافرا ذميا أو معاهدا فتجب فيه الدية و حترير الرقبة إذا كاأنه إذا كان كافرا حمضا ليس من قوم بيننا وبينـهم : ومفهومه املخالف

.ميثاق فال يترتب عليه ذلك احلكم

٤٠٢


m y x w v u tlوأما قوله تعاىل ـ : فيفيد منطوقه ه صـيام أن من قتل خطأ ، ومل جيد رقبة حيررها ، فعلي

.شهرين متتابعني أن من قتل خطأ ، ووجد رقبة يعتقها ، فيجب عليه : ومفهومه املخالف

.ذلك ، وال ينتقل إىل صيام الشهرين

m g f e d cوأما قوله تعـاىل j i hl أن من تعمـد قتـل املـؤمن : فمنطوقه يفيد

نه إياه ، وله عـذاب فجزاؤه اخللود يف جهنم ، مع غضب اهللا عليه ، ولع . عظيم

.أن من قتل مؤمنا خطأ فال يترتب عليه هذا الوعيد : ومفهومه املخالف :وبناء على ما سبق من مفاهيم ميكن عرض املسائل التالية

٤٠٣


.يف حكم الكفارة يف القتل العمد : املسألة األوىل : حترير املسألة *

؛ لقوله تعـاىل )١(ى وجوب الكفارة يف القتل اخلطأ أمجع العلماء عل

m S R Q P O N M L K JW V U TX l ا يف القتل العمد كمـاواختلفوا يف وجو

.يلي :أقوال العلماء يف املسألة **

: القول األول إىل أنه ال : )٤(، واحلنابلة )٣(، واملالكية )٢(ذهب اجلمهور من احلنفية

.كفارة يف القتل العمد :واستدلوا مبا يلي

ــاىل -١ ــه تع m P O N M L K JقولW V U T S R QX l فشرط كون القتـل

)٥( .خطأ لوجوب الكفارة ، وعند انتفاء الشرط ال حيصل املشروط

) .٢٥/٣٩(الشرح الكبري )١(لتعليـل ، االختيار) ٢٧/٨٤(، املبسوط ) ٣/٢٢١(أحكام القرآن للجصاص )٢(

) .٥/٢٤(املختار ، حاشية العدوي على شـرح كفايـة )١/٥٩٩(أحكام القرآن البن العريب )٣(

. )٨/٢٢٥(، شرح خمتصر خليل للخرشي ) ٢/٤٠٨(الطالب الرباين ) .٨/٤٠٢(املغين )٤(، شـرح خمتصـر خليـل للخرشـي ) ٣/٢٢١(أحكام القرآن للجصاص )٥(

) .٨/٤٠٢(، املغين ) ٨/٢٢٥(

٤٠٤


أ ، ونص على أن اهللا تعاىل نص على إجياب الكفارة يف قتل اخلط -٢

m | { z y } القصاص يف القتل العمد يف قولـه ` _ ~a l )ــه )١ ~ � ¡ ¢ £ m وقول

¤ l )فلما كان كل واحد من القتيلني مـذكورا بعينـه ، )٢ ٣( .ومنصوصا على حكمه ، مل جيز لنا أن نتعدى ما نص اهللا فيهما

جمذر بن زيـاد غيلـة ، أن احلارث بن سويد بن الصامت قتل -٣

فأوجب النيب صلى اهللا عليه وسـلم عليـه القـود ومل يوجـب )٤(. كفارة

أن عمرو بن أمية الضمري قتل رجلني يف عهد النيب صـلى اهللا -٤

فودامها النيب عليه الصـالة والسـالم ، ومل يوجـب عليه وسلم )٥(. كفارة

)٦(."وجب كفارة ، كزىن احملصنألنه فعل يوجب القتل فال ي" -٥

) .١٧٨(آية : سورة البقرة )١( ) .٤٥(آية : سورة املائدة )٢( ) .٣/٢٢١(أحكام القرآن للجصاص )٣( ) .٨/٥٧(ما جاء يف قتل الغيلة ، : سنن البيهقي الكربى ، باب )٤(

.واحلديث ضعيف منقطع كما يف سنن البيهقي الكربى وفيه قال له النيب صلى اهللا ) ٦/١٢٩(غزوة بئر معونة ، : جممع الزوائد ، باب )٥(

.لقد قتلت قتيلني ألودينهما : اهللا عليه وسلم ) .٧/٣٣١(وأورده ابن حجر يف فتح الباري

) .٨/٤٠٢(املغين )٦(

٤٠٥


: القول الثاين إىل أن الكفارة واجبة يف القتل )٢(، وأمحد يف رواية )١(ذهب الشافعي

.العمد : واستدلوا مبا يلي

أتينا رسول اهللا صلى : عن واثلة بن األسقع رضي اهللا عنه قال - ١ :"اهللا عليه وسلم يف صاحب لنا أوجب النار بالقتل ، فقـال

)٣( ".اعتقوا عنه يعتق اهللا بكل عضو منه عضوا من النـار .والوصف باستحقاق النار بالقتل ال يكون إال يف القتل العمد

ألن الكفارة إذا وجبت يف القتل اخلطأ مع عدم املأمث ، فـألن - ٢

)٤( .جتب يف العمد مع غلظ اإلمث من باب أوىل

رم عمدا أو خطـأ ألن الكفارة يف قتل الصيد يف اإلحرام واحل - ٣سواء ، إال يف املأمث ، فكذلك كفارة القتل عمـدا أو خطـأ

)٥( .سواء ، إال يف املأمث

، تكملـة امـوع )١٣/٦٧(املطبوع مع احلـاوي الكـبري خمتصر املزين )١(

)١٩/١٨٤. ( ) .٨/٤٠٢(املغين )٢( ) .٤٨٩٢(رقم ) ٣/١٧٢(ائي ، فضل العتق ، السنن الكربى للنس )٣(

) .٨/١٣٢(الكفارة يف القتل العمد ، : سنن البيهقي الكربى ، باب وقال ) ٢٨٤٤(رقم ) ٢/٢٣١(العتق ، : املستدرك على الصحيحني ، كتاب

فصار حديث واثلة ذه الروايات صحيحا علـى : بعد أن رواه بعدة طرق .قه الذهيب وواف. شرط الشيخني

) .١٩/١٨٤(تكملة اموع )٤( . )١٣/٦٧(املطبوع مع احلاوي الكبري خمتصر املزين )٥(

٤٠٦


: وقد أجاب أصحاب القول األول عن حديث واثلة بأنه قد ورد من طرق أقوى ، ومل يذكر أنه أوجب بالقتـل ، ومـع

لراوي يف ذلك لو ثبت احلديث مل يدل على قولكم؛ ألنه تأويل من افيحتمل أنه كان خطأ فسماه موجبـا ، . أوجب النار بالقتل : قوله

مث لو أراد النيب صلى اهللا عليه وسلم رقبة القتل لذكر رقبة مؤمنـة ، فلما مل يشترطها دل على أا ليست من كفارة القتل ، ولذلك أمـر

.غري القاتل باإلعتاق ، وال خالف أنه ليس عليهم عتقها عنه

:أما القياس على القتل اخلطأ وأنه أوىل لغلظ املأمث فال يصح ؛ ألن هذه الكفارة ليست مستحقة باملأمث فيعترب عظم املأمث فيها ؛ ألن املخطىء غري آمث ، وإمنا أوجبها عليه عبادة ، أو يف مقابلة

)١( .التقصري وترك احلذر والتوقي ، والعمد ليس كذلك أن إثبات الكفـارة يف : صوصا يف رد ذلك أيضا وقال احلنفية خ

العمد زيادة يف حكم النص ، وغري جائز الزيادة يف النص إال مبثل ما جيوز به النسخ ، مث إن الكفارات طريقها التوقيـف ، فـال تثبـت

)٢( .بالقياس

:الترجيح *** وة ما ظهور أحد القولني ؛ لق -يف نظري القاصر -مل يترجح يل

استدل به الفريقان ، وإن أجيب عن أدلة القول الثاين إال أين أرى أا .مل تسقطها ، واهللا أعلم ، ورد احلكم إليه أسلم

، )١/٥٩٩(أحكام القرآن البن العريب ، ) ٣/٢٢١(أحكام القرآن للجصاص )١( ) .٨/٤٠٢(املغين

) .٣/٢٢١(أحكام القرآن للجصاص )٢(

٤٠٧


:بناء املسألة على مفهوم الشرط **** بالنظر يف استدالل أصحاب القول األول على قوهلم ، جنـد أن

ط من اآلية عند من يقول الدليل األول عندهم مبين على مفهوم الشر .مبفهوم املخالفة منهم

m N M L K J وذلك أن منطوق قولـه تعـاىل P O l يفيد بأن من قتل عن طريق اخلطأ ، فعليه الكفارة

.حترير رقبة مؤمنة . أن من قتل عمدا ، ليس عليه كفارة حترير رقبة : ومفهومها املخالف

بعـدم : آلية ، وبىن عليه اجلمهور قوهلم وهذا هو مفهوم الشرط من اوجوب الكفارة يف القتل العمد ، كما هو واضح من وجه استدالهلم

مفهـوم : ولنا : " باآلية ، وكذلك قال ابن قدامة مستدال على ذلك

مث m P O N M L K J lقوله تعـاىل ذكر قتل العمد ، فلم يوجب فيه كفارة ، وجعل جـزاءه جهـنم ،

)١( ."فمفهومه أنه ال كفارة فيه وذا يتضح لنا أثر مفهوم الشرط من هذه اآلية يف بناء هذه املسـألة

واهللا أعلم

) .٨/٤٠٢(املغين )١(

٤٠٨


؟ خطأقتل الكافر هل جتب الكفارة يف : املسألة الثانية : حترير املسألة * ؛ لقوله )١( ال خالف يف وجوب الدية والكفارة عند قتل املؤمن خطأ

ــاىلت m R Q P O N M L K J عW V U T SX l وال خالف يف وجوب الدية فيمن قتل

، ولكن اختلفوا يف وجوب الكفـارة إذا قتـل )٢( كافرا خطأ وله عهد .الكافر خطأ وله عهد كما يلي


جتب الكفارة يف قتل الكافر املضـمون ، : لعلم قال أكثر أهل ا )٣( .سواء كان ذميا أو مستأمنا

:واستدلوا مبا يلي

m j i h g f eقوله تعاىل - ١ q p o n m l k

rs l والذمي له ميثاق. ألنه آدمي مقتـول ظلمـا ، فوجبـت الكفـارة بقتلـه " - ٢

)٤(."كاملسلم

) .٢٥/٣٩(، الشرح الكبري ) ٨/٢١٧(املغين )١( ) .١٩/٥،٣(تكملة اموع ،) ١/٦٠٤(أحكام القرآن البن العريب )٢(، مطالب أويل النهى يف شـرح ) ٨/٤٠٠(، املغين ) ١٩/٥(تكملة اموع )٣(

) .٦/١٤٦(غاية املنتهى ، مطالـب أويل ) ٨/٤٠٠(، املغين ) ١٩/٥(تكملة اموع : انظر األدلة يف )٤(

) .٦/١٤٦(هى يف شرح غاية املنتهى الن

٤٠٩


: القول الثاين .)٢( واملالكية )١( ال كفارة يف قتل الكافر ، وبه قال احلسن

:و مما استدلوا به ما يلي

m O N M L K Jقولـــه تعـــاىل - ١Pl ٣( .فمفهومه أن ال كفارة يف قتل غري املؤمن(

)٤( .ألنه ليس من أهل القرب ، فال كفارة يف قتله - ٢

m eهوم يعارضه قوله تعـاىل بأن هذا مف :وقد أجيب عن هذا n m l k j i h g f

r q p os l وهذا منطوق فيقدم علـى دليـل )٥( .اخلطاب

:الترجيح *** مـن أنـه ال : الذي أراه يف هذه املسألة ما ذهب إليه اإلمام مالك

ن كفارة يف قتل الكافر خطأ ، وإمنا جتب الدية فقط ، وأما ما أجيب به عما استدل به ، فإن الراجح يف تأويل اآلية أا يف املؤمن الذي يقتل خطـأ بني قوم بينهم وبني املسلمني ميثاق ، وبالتايل فهي خارجة ذا التأويـل

.عن حمل الرتاع ، واهللا أعلم

) .٨/٤٠٠(، املغين ) ١٩/٥(تكملة اموع )١(شرح خمتصر خليل ، ) ٢/٤٠٨(، حاشية العدوي ) ٢/١٩٩(الفواكه الدواين )٢(

. )٨/٢٢٤(للخرشي .املراجع السابقة )٣( ) .٨/٢٢٤(شرح خمتصر خليل للخرشي )٤( ) .٨/٤٠٠(املغين )٥(

٤١٠


:بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية **** ول الثاين ، ووجه الداللة منه إذا نظرنا إىل الدليل األول ألصحاب الق

جنده ينص صراحة على مفهوم الشرط ، حيث إن منطوق اآليـة الـيت .أن الكفارة جتب عند قتل املؤمن خطأ : استدلوا ا يفيد

أن من قتل كافرا خطأ فال كفارة عليه وإن كان : ومفومها املخالف يفيد مهم بعدم الكفـارة وهذا مفهوم شرط ، وبالتايل بنوا عليه حك. معاهدا

عند قتل الكافر ، وذا يتضح لنا أثر هذا املفهوم الشرطي يف بناء املسألة ، .واهللا أعلم

٤١١


: املسألة الثالثةحكم الدية والكفارة يف قتل املؤمن خطأ إذا كان بني كفار بيننا وبينهم

.ميثاق

: حترير املسألة * ، وكان بني قوم كفار أعداء لنا فيجـب علـى إذا قتل املؤمن خطأ

قاتله حترير رقبة مؤمنة فقط ؛ مقابل ما أزهق من نفس ، وال دية فيـه ؛

] \ [ ^ _ ` m Z Y aلقوله تعـاىل c bd l)١(.

أما إذا كان بني قوم كفار ، وليسوا أعداء لنا بل بيننا وبينـهم ميثـاق

m h g f eة ؛ لقولـه تعـاىل فتجب فيه الدية والكفار p o n m l k j i

r qs l. )٢(


] \ [ ^ _ ` m Z Yمنطوق قوله تعاىل c b ad l أن املؤمن إذا قتل خطأ بـني قـوم : يفيد

: ة ، ومفهومه املخالف يفيـد كفار أعداء لنا فيجب فيه حترير رقبة مؤمنفاحلكم –أي بيننا وبينهم ميثاق –أنه إذا كان بني كفار ليسوا أعداء لنا

.خيتلف حيث جتب الدية و حترير رقبة مؤمنة

) .٨/٢١٧(املغين )١( ) .٨/٢١٧(املغين )٢(

٤١٢


m eوهذا مفهوم شرط ، أتى منطوقا يف اجلملة التالية يف قوله تعـاىل n m l k j i h g f

r q p os l .ذا ميكن أن يكون املفهوم وعلى هالشرطي من اجلملة األوىل معضدا للمنطوق يف اجلملة الثانية ، وبالتـايل

.يكون له أثر يف هذه املسألة ، واهللا أعلم

٤١٣


: املسألة الرابعةننـا خطأ بني قوم كفار ليس بي لتإذا قحكم الدية والكفارة يف املؤمن

.وبينهم ميثاق


m g f eعلى القول بأن املقصود باملقتول يف قوله تعاىل k j i hl هو املؤمن املقتول خطأ ، وهـو

، فإنه قد سبق يف املسـألة )١(باق يف دار الكفار الذين بيننا وبينهم ميثاقـ ا ، السابقة أن املؤمن إذا قتل خطأ ، وكان بني قوم كفار ليسوا أعداء لن

m e بل بيننا وبينهم ميثاق فتجب فيه الدية والكفارة ؛ لقوله تعـاىل n m l k j i h g f

r q p os l أما إذا قتل بني قوم كفار ، وهم ،أعداء لنا فيجب حترير رقبة مؤمنة فقط مقابل ما أزهق من نفس ، وال دية

_ ` ] \ [ ^ m Z Yعليه ؛ لقولـه تعـاىل c b ad l .


m j i h g f eمنطوق قوله تعاىل r q p o n m l ks l يفيد

تكملة اموع ، ) ٣/٣٣٧(تفسري البحر احمليط ، )١٠/٢٤٢(تفسري الرازي )١(

)١٩/٥. (

٤١٤


أن املؤمن إذا قتل خطأ بني قوم كفار بيننا وبينهم ميثاق ، فيترتب عليـه . حترير رقبة مؤمنة ودية

أنه إذا قتل بني قوم كفار ليس بيننا وبينهم ميثـاق ، :ومفهومه املخالف بل هم أعداء لنا ، فال يترتب عليه هذا احلكم ، بل له حكم آخر ، وهو حترير الرقبة فقط وال دية فيه ، وهذا ما أتى منصوصا عليـه يف منطـوق

] m Z Yاجلملة السابقة هلذا اجلزء من اآلية ، وهو قوله تعـاىل ^ ] \ c b a ` _d l وبناء علـى

هذا ميكن أن يكون املفهوم الشرطي من هذا اجلزء من اآليـة معضـدا للمنطوق يف اجلملة السابقة هلا ، فيكون له أثر يف هـذه املسـألة ، واهللا

.أعلم

٤١٥


: املسألة اخلامسة . وبينهم ميثاق إذا قتل املؤمن كافرا خطأ من قوم ليس بيننايف احلكم


m g f eيف قوله تعاىل على القول بأن املقصود باملقتول k j i hl فـإن )١(هو الذمي أو املعاهـد ،

العلماء قد أمجعوا على أن املسلم إذا قتل كافرا حماربا من قوم ليس بيننـا ة ؛ ألن الكافر احملـارب وبينهم ميثاق فال يترتب عليه حترير رقبة وال دي

)٢( .مقتول حكما


m j i h g f eمنطوق قوله تعاىل r q p o n m l ks l ــاء بن

أن املقتول خطأ إذا كان كافرا ذميا أو معاهدا : على التفسري السابق يفيد .ية فيجب فيه حترير رقبة ود

أنه إذا كان كافرا حماربا ، فال يترتب عليـه ذلـك : ومفهومه املخالف احلكم ، وهذا مفهوم الشرط من اآلية ، وهو عني اإلمجاع كما يف حترير املسألة ؛ وبالتايل فيكون هذا املفهوم صاحلا ألن يكون دلـيال معضـدا

. ، واهللا أعلم لإلمجاع السابق ، وعليه يظهر أثره يف بناء هذه املسألة

) .٨/٢١٧(، املغين ) ١٩/٥(تكملة اموع )١( ) .١٢٢(مراتب اإلمجاع البن حزم )٢(

٤١٦


: املسألة السادسة هل يصح الصيام يف كفارة القتل ممن يستطيع عتق الرقبة ؟ :حترير املسألة *

اتفق العلماء على أن االنتقال إىل صيام شهرين متتابعني يف كفـارة القتل ال يكون إال ملن ال جيد رقبة مؤمنة ، أو ال يستطيع شراءها ؛ وذلك

ــاىل ــه تع m y x w v u tl لقول )١( .فشرط لصحة الصيام عدم الرقبة


ــاىل ــه تع m x w v u tمنطــوق قول yl - أن من قتل مؤمنـا : يفيد -بعد أن أمر بتحرير الرقبة

.خطأ ، ومل جيد رقبة حيررها ، فعليه صيام شهرين متتابعني أن من قتل مؤمنا خطأ ، ووجد رقبة يعتقها ، فيجب : ومفهومه املخالف

.عليه ذلك ، وال ينتقل إىل صيام شهرين متتابعني وهذا مفهوم الشرط من اآلية ، وعليه بىن العلماء قوهلم السابق يف حتريـر

من أنه ال جيوز االنتقال إىل صيام الشهرين إال عند عدم وجـود : املسألة .املؤمنة الرقبة

العدوي ، حاشية) ٥/٩٧(، بدائع الصنائع ) ١٤١(مراتب اإلمجاع البن حزم )١(

، تكملـة امـوع ) ٨/٢٢٤(شرح خمتصر خليل للخرشـي ، ) ٢/٤٠٨(، مطالب أويل النهى يف شرح غايـة ) ٤/١٣١(، إعانة الطالبني ) ١٩/١٨٩(

).٦/١٤٦(املنتهى

٤١٧


-وإن كانوا ال يقولون باملفهوم -وهلذا الشرط قال الكاساين من احلنفية

ــه تعــاىل m x w v u tبعــد أن أورد قول yl ": شرط سبحانه وتعاىل عدم وجدان الرقبـة لوجـوب

الصوم ، فلو مل يكن الوجود شرطا لوجوب التحرير ، وكان جيب عليـه رط عدم وجدان الرقبـة لوجـوب الصـوم وجد أو مل جيد ،مل يكن لش

)١(."معىن أنه إذا مل جيد الرقبة وجب عليه صوم شـهرين : وجاء يف تكملة اموع

)٢( .متتابعني :بعد أن بني أن من قتل مؤمنا خطأ فعليه رقبة مؤمنة )٣( وقال اخلرشي

ـ " ى فإن عجز عن العتق فإنه ينتقل إىل الصوم ، وال جيزئ مع قدرته عل )٤( ."عتق الرقبة

، وعليه يتبني لنا أثر مفهوم الشـرط )٥( ومبثل هذا نص كثري من العلماء . من هذه اآلية يف بناء املسألة ، واهللا أعلم

) .٥/٩٧(بدائع الصنائع )١( ) .١٩/١٨٩(تكملة اموع )٢(تأخري فقهاء املالكية ، أبو عبد اهللا حممد بن عبد اهللا بن علي اخلرشي ، من م )٣(

الدرر السنية على حل ألفاظ اآلجرومية ، الفرائد السـنية : له مصنفات منها ) . هـ١١٠١-١٠١٠(شرح مقدمة السنوسية ،

) ]٢/٣٠٢(هدية العارفني [ ) .٨/٢٢٤(شرح خمتصر خليل للخرشي )٤(ايـة املنتـهى ، مطالب أويل النـهى يف شـرح غ ) ٤/١٣١(إعانة الطالبني )٥(

)٦/١٤٦. (

٤١٨


يترتب عليه جزاء من قتله عمدا قاتل املؤمن خطأ ال : املسألة السابعة

: حترير املسألة * لوعيد اهللا له باخللود يف النار ، وغضبه عليه، قاتل املؤمن عمدا معرض

m d c ولعنه ، وإعداد العذاب العظيم له ؛ وذلك لقوله تعاىل j i h g f el وأما إن قتله

خطأ فال يكون معرضا هلذا الوعيد ؛ ملا ورد يف نصوص كثرية من رفـع رفع عـن :"لم احلرج عن األمة يف اخلطأ ومنها قوله صلى اهللا عليه وس

؛ وألن اهللا قد نـص يف )١( ." ميت اخلطأ والنسيان وما استكرهوا عليهأالقتل اخلطأ على الكفارة ، ولو كان معرضا هلذا الوعيد ملا كان لـذكر

.الكفارة فائدة

: بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية **

ــاىل ــه تع ــوق قول m f e d cمنط j i h gl أن من تعمد قتـل املـؤمن : يفيد

فجزاؤه اخللود يف جهنم ، مع غضب اهللا عليه ، ولعنه إياه ، وله عـذاب وهذا املنطوق وصف فيه حال القاتل بالتعمد ، وكان ذلـك يف . عظيم

أن من قتل مؤمنا خطأ فـال : سياق الشرط ، وبالتايل فمفهومه املخالف االستدالل ذا املفهوم على رفع يترتب عليه هذا الوعيد ، وعليه فيصلح

اإلمث عن القاتل خطأ ، وعدم تعرضه للعقوبة ، وذا يظهر أثـر مفهـوم .الشرط يف بناء هذه املسألة واهللا أعلم

) ١(هامش ) ٤٠(سبق خترجيه ص )١(

٤١٩


X W m Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ïß Þ Ý Ü Û Ú Ùà æ å ä ã â á

çl ) ١٠١: النساء(

:خمتصر تفسري اآلية يف يبني تعاىل يف هذه اآلية للمؤمنني أم إذا سافروا فال حرج عليهم

وبكـل –قصر الصالة والتخفيف منها ، إما من كيفيتها أو من كميتها حال اخلوف أو عدمه ، وإمنا ذكر اخلوف هنا من باب –قال املفسرون

قلت لعمر بـن اخلطـاب : الغالب ، كما يف حديث يعلى بن أمية قال

m Ó ما بالنا نقصر وقد أمنا ؟ وقد قـال اهللا تعـاىل : رضي اهللا عنه ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ôà l ؟!

عجبت مما عجبت منه فسألت الرسول صلى اهللا عليه وسلم : فقال عمر .)١(" صدقة تصدق اهللا ا عليكم فاقبلوا صدقته:" فقال

)٢( .مث ختم اآلية ببيان عداوة الكافرين وتربصهم باملؤمنني


m Ø × Ö Õ Ô Óالشرط يف اآلية يف قوله تعـاىل ß Þ Ý Ü Û Ú Ùà l .

أنه إذا كان هناك سفر ، أو خوف من عدو فيجوز : ومنطوقه إمجاال يفيد . قصر الصالة

) ٣(هامش ) ٦٧(سبق خترجيه ص )١(-١/٧١١(، تفسري ابن كـثري ) ٩٣-٧/٧٢(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )٢(

) .١/٥٠٧(، فتح القدير للشوكاين ) ٧١٤

٤٢٠


. أنه إذا مل يكن سفر ، وال خوف فال تقصر الصالة : ومفهومه املخالف :سائل التالية ومن خالل هذا ميكن بناء امل

.اخلوف قصر كيفية الصالة حال :املسألة األوىل :حترير املسألة *

قصر كيفيتها وهيئتها كما : على القول بأن املراد بقصر الصالة هنا ، فإنه جيب إقامة الصالة تامة كما أراد اهللا بشروطها )١(سبق يف تفسريها

؛ لقوله تعاىل )٢( نينة واألمنوأركاا ، وهيئتها وذلك يف حال الطمأ

m q p o n r l )وال )٤(وحلديث املسيء صالته )٣ ،يستثىن من هذا إال ما استثناه الشرع كصـالة املـريض ، واملسـافر ،

. واخلائف وغريها وهلذا فقد ذهب أكثر أهل العلم إىل أنه إذا اشتد اخلوف جازت الصـالة

، وال استقبال للقبلة ؛ لقوله تعـاىل باإلمياء من غري ركوع ، وال سجود

m N M L K JO l )ولقوله تعاىل هنـا )٥ m Ð Ï Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ

، ) ١/٦١٥(أحكام القرآن البن العريب ،) ٣/٢٢٩(أحكام القرآن للجصاص )١(

) .٣/٣٥٢(تفسري البحر احمليط ، موسوعة اإلمجاع يف الفقـه ) ١/٣٨٦(، كشاف القناع ) ١/٣٦٦(املغين )٢(

) .٦٤٦-١/٦٢٩(اإلسالمي ) .١٠٣(آية : سورة النساء )٣( ) .١(هامش ) ٢٨٧(سبق خترجيه ص )٤( ) .٢٣٩(آية : سورة البقرة )٥(

٤٢١


ß Þà l. )١(


m Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï منطوق قولـه تعـاىل Û Ú Ù Ø × ß Þ Ý Üà l يفيد جواز قصر هيئة

أنه : ومفهومه املخالف . وكيفية الصالة يف السفر حال اخلوف من العدو يف حال األمن ال تقصر هيأة الصالة ، بل تصـلى تامـة كمـا أراد اهللا

.بشروطها ، وأركاا ، وهيئتها مـن وهذا مفهوم الشرط من اآلية ، وهو موافق ملا يف حتريـر املسـألة

وجوب إقامة الصالة تامة كما أراد اهللا بشروطها ، وأركاا ، وهيئتـها وذلك يف حال الطمأنينة واألمن ، ومن مث فيصلح أن يكون هذا املفهـوم

m o nمعضدا ومؤيدا ملا استدلوا به من منطوق قوله تعـاىل q p r l )٢( .

بعد أن بني أن -اآلية قال الشيخ الشنقيطي رمحه اهللا عند تفسري هذه فشرط اخلـوف :" -املقصود من القصر هنا هو قصر كيفيتها ال كميتها

وإن مل ختافوا : معترب ، أي m ß Þ Ý Ü Û Úà lيف قوله منهم أن يفتنوكم فال تقصروا من كيفيتها ، بل صـلوها علـى أكمـل

m q p o n r lاهليئات ، كما صرح به يف قولـه وصرح باشتراط اخلوف أيضا لقصر كيفيتها بأن يصليها الراكب واملاشي

، ) ١/١٦٢(، املدونـة )١/٢٣٣(ائق تبيني احلق، ) ١/٢٤٥(بدائع الصنائع )١(

، املغـين ) ٣/٢٣٠(، امـوع ) ١/٢٢٢(، األم ) ١/٢٥٨(بداية اتهد ) .٢/١٨(، كشاف القناع ) ١٤٠-٢/١٣٩(

) .١٠٣(آية : سورة النساء )٢(

٤٢٢


ــه ــال m N M L K JO lبقول m Q Pمث ق Y X W V U T S R l)ــين )١ : يع

فإذا أمنتم فأقيموا صالتكم كما أمرمت ، بركوعها ، وسجودها ، وقيامها )٢( ."، وقعودها على أكمل هيئة وأمتها

.وذا تظهر إمكانية بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ، واهللا أعلم

) .٢٣٩(آية : سورة البقرة )١( ) .٢٦٥-١/٢٦٤(أضواء البيان )٢(

٤٢٣


.قصر الصالة الرباعية يف السفر حال األمن : املسألة الثانية : حترير املسألة *

بأن املراد من قصر الصالة يف اآلية هو قصـر عـددها : على القول ، اختلف العلماء هل يشترط حصول اخلـوف )١(فتصلى الرباعية ركعتان

جلواز القصر ، أم أنه جيوز قصرها أيضا حال األمن ؟


، )٤(، والشـافعية )٣(، واملالكيـة )٢(ذهب اجلمهور مـن احلنفيـة . السفر إىل جواز قصر الصالة الرباعية حال األمن يف : )٥(واحلنابلة


m Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï قوله تعاىل -١ß Þ Ý Ü Û Ú Ùà l قلت لعمر : قال يعلى بن أمية

ما بالنا نقصر وقد أمنا ؟ : بن اخلطاب رضي اهللا عنه

m Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó وقد قال اهللا تعاىلÝ ß Þà l ؟!

، أضـواء البيـان ) ٣/٣٥٣( البحر احمليط ، تفسري) ١١/١٧(تفسري الرازي )١(

)١/٢٧٠. ( ) .١/٩١(بدائع الصنائع )٢( ) .١/٢٤٠(، بداية اتهد )١/٦١٦(أحكام القرآن البن العريب )٣( ) .٤/٣٢٢(، اموع ) ١/١٧٩(األم )٤( ) .٢/٤٧(املغين )٥(

٤٢٤


عجبت مما عجبت منه فسألت الرسول صلى اهللا عليه وسلم : فقال عمر .)١(" صدقة تصدق اهللا ا عليكم فاقبلوا صدقته:" فقال

أن النيب صلى اهللا عليه وسلم كان يقصر يف أسفاره حاجا ومعتمـرا -٢

ول خرجنا مع رس: وغازيا ، ومما يدل على ذلك قول أنس رضي اهللا عنه اهللا صلى اهللا عليه وسلم إىل مكة فصلى ركعتني حىت رجع ، وأقمنـا

)٢( .مبكة عشرا نقصر الصالة حىت رجع صلى بنا النيب صـلى اهللا عليـه :وقول حارثة بن وهب رضي اهللا عنه

)٣( .وسلم مبىن آمن ما كان الناس وأكثره ركعتني لصـالة ، أن لـه أن اإلمجاع على أن من سافر سفرا تقصر يف مثله ا -٣

)٤( .يقصر الرباعية إىل ركعتني

: القول الثاين أن جواز القصر خمصوص حبال اخلوف ، وروي عن عائشة رضي اهللا . )٦(، ونسبه البعض إىل الظاهرية )٥(عنها

) .٣(هامش ) ٦٧(سبق خترجيه ص )١(صالة املسـافرين : ة املسافرين وقصرها ، باب صال: صحيح مسلم ، كتاب )٢(

) .٦٩٣(رقم ) ١/٤٨١(وقصرها ، صالة املسـافرين : صالة املسافرين وقصرها ، باب : صحيح مسلم ، كتاب )٣(

) .٦٩٦(رقم ) ١/٤٨١(وقصرها ، ) .٢/٤٧(، املغين ) ٩(اإلمجاع البن املنذر )٤( ) .٢/٢٠٦(مصنف ابن أيب شيبة )٥(، ومل أجد هذا يف كتب الظاهرية اليت بـني )١١/٢٢(تفسري الرازي كما يف )٦(

) . ٤/٢٦٤(يدي ، بل قوهلم على خالفه كقول اجلمهور ، كما يف احمللى

٤٢٥


:ومما استدلوا به

ــاىل ــه تع m Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï قولß Þ Ý Ü Û Ú Ùà l فإن اهللا أثبـت هـذا احلكـم

مشروطا باخلوف ، واملشروط بالشيء عدم عند ذلك الشرط ، فوجب أن .ال حيصل جواز القصر عند األمن

بأنه ال جيوز رفـع هـذا : وأجابوا عن أدلة اجلمهور اليت من السنة الشرط خبرب من أخبار اآلحاد ؛ ألنه يقتضي نسخ القرآن خبـرب الواحـد

.وز وهذا ال جي

:وقد أجاب اجلمهور عن استدالل هؤالء بالشرط يف اآلية بأن اآلية نزلت يف غالب أسفار النيب صلى اهللا عليه وسلم ، وأكثرهـا مل خيل عن خوف العدو ، فذكر هذا الشرط من حيث أنه هو األغلـب يف الوقوع ، ال أن القصر خيتص حبال اخلوف ، ولكنه سبحانه أجراه علـى

الغالب ، وقد تقرر يف األصول أن من املوانـع ال عتبـار مفهـوم سبيل )١( .خروج املنطوق خمرج الغالب : املخالفة

إن ظاهر هذه اآلية يقتضي أن ال جيوز القصـر إال :" ويقال ألهل الظاهر عند حصول اخلوف احلاصل من فتنة الكفار ، وأما لو حصـل اخلـوف

إن التزموا ذلك سـلموا مـن بسبب آخر وجب أن ال جيوز القصر ، فالطعن ، إال أنه بعيد ، وإن مل يلتزموه توجه النقض عليهم ؛ ألنه تعـاىل

وذلك يقتضي أن الشرط هـو m ß Þ Ý Ü Û Úà l قال حصل إمجـاع : إما أن يقال : وهلم أن يقولوا . هذا اخلوف املخصوص

مل حيصل اإلمجاع ، فإن الصحابة واألمة على أن مطلق اخلوف كاف ، أو

تفسري البحر احمليط ،) ١١/٢٢(تفسري الرازي : انظر الدليل واجلواب عنه يف )١( .) ٤/٢٩٠(كشف األسرار ، ) ١/٢٧٠(، أضواء البيان ) ٣/٣٥٣(

٤٢٦


خالفنا ظاهر القرآن بداللة اإلمجاع ، وهو دليـل : حصل اإلمجاع فنقول قاطع فلم جتز خمالفته بدليل ظين ، وإن مل حيصل اإلمجاع فقد زال السؤال

)١(."؛ ألنا نلتزم أنه ال جيوز القصر إال مع هذا اخلوف املخصوص

:الترجيح *** جبواز قصر الرباعية : هذه املسألة قول اجلمهور الذي أراه راجحا يف

حال األمن ؛ ملا استدلوا به من أدلة السنة ، وحصول اإلمجاع على ذلك ، أن املراد بالقصر ، قصر هيئتـها ، : أما اآلية فكما سبق فإن الراجح فيها

التقصري ملـن :" وسبق أن اخلوف معترب جلواز ذلك ، وهلذا قال الشافعي : مث قـال –وذكر اآليـة –خائفا يف كتاب اهللا عز وجل خرج غازيا

والقصـر يف : " وقـال )٢( ."والقصر ملن خرج يف غري معصية يف السنة )٣(."اخلوف والسفر بالكتاب مث بالسنة ، والقصر يف السفر بال خوف سنة

و قصر الصالة : " وقال الشنقيطي بعد ما رجح أن اآلية يف صالة اخلوف .واهللا أعلم )٤( ".مأخوذ من السنة ال من القرآن يف السفر

:بناء املسألة على مفهوم الشرط **** بالنظر يف استدالل أصحاب القول الثاين باآلية جند أن عمدم ظاهر

الشرط ، وهم وإن كانوا ال يقولون باملفهوم إال أن ما ذهبوا إليـه يـدل يف حال السفر وحصول اخلوف يفيد أنه : عليه ؛ حيث إن منطوق اآلية

انه إذا كان سفر وال خوف فال : ومفهومه املخالف . جيوز قصر الصالة تقصر الصالة ، وهذا هو مفهوم الشرط من اآلية ، وهو ما يـدل عليـه

.) ١١/٢٢(تفسري الرازي )١( ) .١/٨٨(أحكام القرآن للشافعي )٢( ) .١/١٧٩(األم )٣( . )١/٢٦٩(أضواء البيان )٤(

٤٢٧


استدالل عائشة وأهل الظاهر كما سبق ، وبالتايل فهو يصلح أن يكـون ولوال أن هلذا الشرط مفهوم .دليال هلم لو كانوا يقولون مبفهوم املخالفة

صحيح ملا رد اجلمهور على أن الشرط هنا خرج خمرج الغالب ، وـذا .يتبني لنا أثر مفهوم الشرط يف بناء املسألة ، واهللا أعلم

٤٢٨


.صالة اخلوف يف احلضر : املسألة الثالثة : حترير املسألة * صالة اخلوف إذا كان ذلك يف السفر ؛ ال خالف بني العلماء يف جواز

ــاىل ــه تع m Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï لقولß Þ Ý Ü Û Ú Ùà l )واختلفوا يف جوازها حـال )١

.اخلوف يف احلضر كما يلي

:أقوال العلماء قي املسألة ** : القول األول

وف يف احلضـر إذا جبواز صالة اخل: ذهب مجهور العلماء إىل القول .)٢(وجد اخلوف


m B A F E D C أن قوله تعـاىل - ١ L K J I H G... l )٣(

)٤( .اآلية ، عام يف كل األحوال ، فيدخل فيه حال احلضر ألن صالة اخلوف جوزت لالحتياط للصالة واحلرب ، وهذا - ٢

)٥( .موجود حال احلضر

) .١٠١(آية : سورة النساء )١(، امـوع ) ١/٢١٠(، األم ) ١/١٦٣(، املدونة ) ١/٢٤٣(بدائع الصنائع )٢(

) .٢/١٣٤(، املغين ) ٤/٤١٩( ) .١٠٢(ة آي: سورة النساء )٣( ) .٢/١٣٤(املغين )٤( ) .٤/٤١٩(اموع )٥(

٤٢٩


: ل الثاين القومبنـع : إىل القـول من املالكية )١(ذهب مجاعة ومنهم ابن املاجشون

)٢(.صالة اخلوف يف احلضر :واستدلوا مبا يلي

ــاىل - ١ ــه تع m Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï قولß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø ×à l ومفهوم

)٣(.الشرط هنا يفهم منه أن صالة اخلوف ال تشرع يف احلضر أن النيب صلى اهللا عليه وسلم مل يصلها يوم اخلندق ، وفـات - ٢

)٤( .عليه العصر وقضاه بعد املغرب

)٥( .أن النيب صلى اهللا عليه وسلم مل يصلها إال يف سفر - ٣

أبو مروان عبد امللك بن عبد العزيز بن عبد اهللا بـن أيب سـلمة املاجشـون )١(

القرشي ، فقيه مالكي ، مفيت املدينة ، وكان يناظر الشافعي ، تفقه على والده . ابن حبيب ، وسحنون: وعلى اإلمام مالك وغريمها ، و من تالميذه

) .هـ٢١٢ت( ) ]١٥٣(، الديباج املذهب ) ٣٦٠-١٠/٣٥٩(سري أعالم النبالء [

) .١/٢٨٠(أضواء البيان )٢( .املرجع السابق )٣(من صلى بالناس مجاعة : مواقيت الصالة ، باب : صحيح البخاري ، كتاب )٤(

) .٥٧١(رقم ) ١/٢١٤(بعد ذهاب الوقت ، ) ٦٣١(رقم ) ١/٤٣٨(املساجد ومواضع الصالة ، : تاب صحيح مسلم ، ك

) .١/٢٨٠(أضواء البيان )٥(

٤٣٠


:وقد أجاب اجلمهور عن هذه األدلة مبا يلي

فليس له مفهوم mÒ Ñ Ð Ï l أما الشرط يف قوله تعاىل ه خرج خمرج الغالب ، أو ألنه نزل يف حادثة واقعة مبينـا خمالفة ؛ ألن

حكمها ، حني التقى النيب صلى اهللا عليه وسلم واملشركون ، فصلى النيب صلى اهللا عليه وسلم بأصحابه صالة تامة بركوعها وسجودها ، فهم م املشركون ، أن يغريوا على أمتعتهم وأثقاهلم فرتلت اآليـة ،

قعة وهم مسافرون ، وقد تقرر يف األصول أن مـن وكانت هذه الواكون املنطوق خرج خمرج الغالب ، أو : موانع اعتبار مفهوم املخالفة

.كان نازال على حادثة واقعة لبيان حكمها و أما أن النيب صلى اهللا عليه وسلم مل يصلها يوم اخلندق ؛ فألن ذلك

)١( .كان قبل نزول صالة اخلوف لها إال يف السفر ، فهو مل يصلها يف احلضر ؛ لغناه عن وأما أنه مل يص

. )٢( فعلها فيهمث إن السفر بالنسبة لصالة اخلوف وصف طـردي ، وعلتـها هـي اخلوف ال السفر ، فمىت وجد اخلوف وجد حكمها سواء كـان يف

)٣( .حضر أو سفر

: الترجيح *** صالة اخلـوف يف جبواز : الراجح يف هذه املسألة قول اجلمهور

احلضر إذا وجد سببها ؛ وذلك لقوة ما استدلوا به ، ووجاهـة مـا .أجابوا به عن أدلة القول الثاين ، واهللا أعلم

) .١/٢٨١(أضواء البيان )١( ) .٢/١٣٤(املغين )٢( ) .١/٢٨١(أضواء البيان )٣(

٤٣١


: بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية **** بالنظر فيما اعتمد عليه من ذهب إىل القول الثاين جنده صرحيا يف

: حيث إن منطوق اآلية على قوهلم يفيـد أنه القول مبفهوم الشرط ، . أنه إذا كان سفر ، وحصل خوف فيجوز قصر هيئة الصالة

أنه إذا مل يكن سفر حال اخلوف ، فال تقصـر : ومفهومه املخالف .هيئتها ، بل تصلى تامة كما شرعت

يف أن صـالة : وهذا هو مفهوم الشرط ، وعليه بين القـول الثـاين ضر ، وسبق بيان رد اجلمهور يف عدم اعتبـار اخلوف ال تشرع يف احل

هذا املفهوم ، وذا يتبني لنا أثر مفهوم الشرط يف بناء املسـألة ، واهللا .أعلم

٤٣٢


X W m B A F E D C GP O N M L K J I H

S R Q X W V U T[ Z Y\ b a ` _ ^ ]

h g f e d ci k j w v u t s r q p o n m l

xy { z| b a ` _ ~ } cl ) ١٠٢: النساء (

:اآلية خمتصر تفسري اخلطاب هنا لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وملن بعده من أهل

m n m l k j كما يف قولـه تعـاىل -األمر p o s l )بأنه يف حال احلرب إذا أردمت أقامـة الصـالة - )١

فلتكونوا طائفتني ، طائفة تقف بإزاء العدو ، وطائفة تقوم للصالة مع حها ، فإذا سجدوا وأدوا ركعة ، والطائفة األخرى اإلمام ومعها سال

من ورائهم ، فتأيت اليت مل تصل فتصلي مع اإلمام كما صلت الطائفة األوىل ، ومعها حذرها وسالحها أيضا ، وتقوم األوىل مقامهـا إزاء العدو للحراسة ، وهذه صفة من صفات متعـددة وردت يف صـالة

ددة ، وكلها صحيحة جمزئة ، اخلوف ، وثبتت بالسنة يف مواطن متع .من فعل واحدة منها فقد فعل ما أمر به

) .١٠٣(آية : سورة التوبة )١(

٤٣٣


مث بعد ذلك بني اهللا تعاىل العلة اليت من أجلها أمـرهم باحلـذر وأخذ السالح ، وهي مودة الكافرين أن تغفلوا عن ذلك ؛ فيشـدون

. عليكم شدة واحدة فيصلوا إىل مقصودهم وضع السالح ، وعدم محله يف صالة مث بني تعاىل أنه ال حرج يف

اخلوف إذا كان هناك مشقة من أذى مطر أو مرض ، ولكن مع أخذ احلذر أيضا ؛ لئال يأتيهم العدو بغتة وهم غافلون ، مث ختم اآلية ببيان أنه قد أعد للعدو من الكافرين عذابا مهينا خمزيا يف الدنيا على أيدي

)١( .جلحيم املؤمنني ، ويف اآلخرة يف سواء ا


m E D C B A الشرط يف اآلية يف قوله تعاىل J I H G F l .

ــه m s r q p o n m l k jوقولx w v u ty l .

m F E D C B A أما قولـه تعـاىل I H G J l أنه إذا كـان الـنيب : فمنطوقه يفيد

. صلى اهللا عليه وسلم حاضرا فتصلى صالة اخلوف .أنه إذا مل يكن حاضرا فال تصل صالة اخلوف : ومفهومه يفيد

-١/٧١٥(، تفسري ابن كثري ) ١٠٩-٧/٩٤(اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )١(

) .٥٠٩-١/٥٠٨(، فتح القدير للشوكاين ) ٧١٨

٤٣٤


m q p o n m l k jوأما قوله تعاىل x w v u t s ry l

من وضع السالح أثناء صالة اخلوف إذا أنه ال حرج : فمنطوقه يفيد . كان هناك مطر أو كان املقاتل مريضا

أنه إذا مل يكن هناك أذى من مطـر ، أو مل : ومفهومه املخالف يفيد .يكن املقاتل مريضا مث وضع السالح أثناء صالة اخلوف فإنه يأمث

:وبناء على ما سبق ميكن عرض املسائل التالية

٤٣٥


.صالة اخلوف بعد النيب صلى اهللا عليه وسلم :املسألة األوىل : حترير املسألة *

m A اتفق العلماء على شرعية صالة اخلوف ؛ لقوله تعـاىل J I H G F E D C B l

ولكن حصل اخلالف من بعضهم يف مشروعيتها بعد موت النيب صلى :سألة قوالن ، ويف امل)١( اهللا عليه وسلم


: القول األول ذهب مجهور العلماء إىل أن صالة اخلوف مشروعة بعـد الـنيب

)٢( .صلى اهللا عليه وسلم إذا وجد سببها :ومما استدلوا به ما يلي

m A B G F E D C قوله تعاىل - ١J I H l نيب صلى اهللا واألصل هو التأسي بال

عليه وسلم ، واخلطاب له خطاب ألمته ، وما ثبت يف حقـه )٣( .يثبت يف حق أمته ، مامل يقم دليل على اختصاصه

، ) ١/٢٥٤(، بدايـة اتهـد ) ١/٢٤٢(، بدائع الصنائع ) ٢/٤٥(املبسوط )١(

، ) ١/٣٠١(، مغين احملتاج ) ٤/٤٠٠(، اموع ) ١/٢٦٧(الفواكه الدواين ) ٢/١٠(، كشاف القناع ) ٢/١٣٠(املغين

.املراجع السابقة )٢( ) .٢/١٣٠(املغين ، )٤/٤٠٠(اموع )٣(

٤٣٦


)١(."صلوا كما رأيتموين أصلي:" قوله صلى اهللا عليه وسلم - ٢وهذا ملزم لنا أن نصلي صالة اخلوف وغري صالة اخلوف كما

)٢( .ا رئي النيب صلى اهللا عليه وسلم يصليه أن الصحابة رضوان اهللا عليهم أقاموا صالة اخلوف بعد رسول - ٣

اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، فقد صالها علي وأبـو موسـى األشعري وسعيد بن العاص وحذيفة وغريهم من الصـحابة رضي اهللا عليهم حني كانوا يف الغزو بعد النيب صلى اهللا عليه

، ومل ينكر فكـان وسلم ، وكان ذلك حبضرة كبار الصحابة )٣(.إمجاعا

أن سببها وهو اخلوف يتحقق بعد النيب صلى اهللا عليه وسـلم - ٤

)٤( .كما كان يف حياته

) ١/٢٦٦. (األذان للمسـافرين : البخاري يف كتاب األذان واإلقامة ، باب )١(

) .٦٠٥(رقم ) .٧/١١٨١(اإلحكام البن حزم )٢(، املغـين )٤/٤٠٠(، اموع ) ١/٢٤٢(، بدائع الصنائع ) ٢/٤٥(املبسوط )٣(

) .٢/١٠(، كشاف القناع ) ٢/١٣٠( ) .٢/٤٥(املبسوط )٤(

٤٣٧



)٢(، وابن القصار مـن املالكيـة )١(ذهب أبو يوسف من احلنفية بأن صالة اخلوف ال تصل بعد موت النيب صلى : وغريمها إىل القول

من الشافعية إال أنه يـرى ذلـك )٣(ليه وسلم ، وقال ذا املزيناهللا ع . )٤(ألا منسوخة

:واستدلوا مبا يلي

ــه تعــاىل - ١ m A BF E D Cl قولوظاهره يقتضي أن إقامة هذه الصالة مشروط بكـون الـنيب

) .١/٢٤٢(، بدائع الصنائع ) ٢/٤٥(املبسوط )١(

القاضي يعقوب بن إبراهيم بن حبيب األنصاري ، صاحب : وأبو يوسف هو أيب حنيفة ، وأول من نشر مذهبه ، روى احلديث وكان ثقة يف النقل ، من تالميذه

، اخلـراج : وحممد بن احلسن ، ومن مصنفاته ، وحيىي بن معني ، أمحد بن حنبل ) .هـ١٨٢-هـ١١٣. (واآلثار

، اجلواهر املضية ) ٣٣٥-٥/٣٢٤(، وفيات األعيان ) ١٤/٢٤٢(تاريخ بغداد [ ]) .٣١٧-٣١٥(، تاج التراجم ) ٦١٣-٣/٦١١(

) .١/٢٦٧(الفواكه الدواين )٢(أبو إبراهيم إمساعيل بن حيىي بن إمساعيل املزين ، صاحب اإلمام الشافعي : هو )٣(

وأعرفهم بطرقه وفتاويه ومـا ، املا جمتهدا ، وهو إمام الشافعيني كان زاهدا عوكان الشـافعي مـن ، املزين ناصر مذهيب : ينقل عنه ، وقال عنه الشافعي

ابن خزمية ، والطحـاوي ، : شيوخه وكذلك نعيم بن محاد ، ومن تالميذه . اجلـامع الكـبري ، واملنثـور : وابن أيب حامت ، وله مصنفات عدة منـها

) .هـ٢٦٤-هـ١٧٥(، طبقات الشافعية الكربى البن السبكي ) ٢٢٢-١/٢٢٠(وفيات األعيان [

] ) .٣٦-١/٣٤(، طبقات الشافعية لإلسنوي ) ١٠٩-٢/٩٣( ) .١/٣٠١(، مغين احملتاج )٤/٤٠٠(اموع )٤(

٤٣٨


تفيـد " إذا " صلى اهللا عليه وسـلم فـيهم ؛ ألن كلمـة )١(.االشتراط

ت مع النيب صلى اهللا عليه وسلم ؛ ليـدرك النـاس إمنا أبيح - ٢

فضيلة الصالة خلفه ، واليت مثلها ال يوجد يف الصالة خلـف )٢( .غريه

بأن النيب صلى اهللا عليـه : واستدل املزين على أا منسوخة - ٣

وسلم فاته صلوات يوم اخلندق ، ولو كانت صالة اخلـوف ى أـا قـد جائزة لفعلها ومل يفوت الصالة ، فدل ذلك عل

)٣( .نسخت

:وقد أجاب اجلمهور عن هذه األدلة مبا يلي فال مفهوم له ؛ ملا سبق يف أدلتنا من : أما االستدالل بالشرط يف اآلية

أن األصل التأسي بالنيب صلى اهللا عليه وسلم ، وإلمجاع الصحابة على )٤( ."يصلوا كما رأيتموين أصل:"ذلك ، ولقوله عليه الصالة والسالم

. وعموم منطوق هذا احلديث مقدم على ذلك املفهوم مث هلذا نظائر كثرية ومل ختتص أحكامها بالنيب صلى اهللا عليه وسلم كمـا

)٥(mp o n m l k jl يف قوله تعاىل

) .١/٢٤٢(، بدائع الصنائع ) ٢/٤٥(املبسوط )١( .املراجع السابقة )٢()٣( موع ا)١/٣٠١(، مغين احملتاج )٤/٤٠٠. ( ) .١(هامش ) ٢٨٧(سبق خترجيه ص )٤( ) .١٠٣(آية : سورة التوبة )٥(

٤٣٩


)٢( .)١( m° ¯ ® ¬ « ª l وقوله إمنا ورد لبيـان : مث إن اشتراط كونه صلى اهللا عليه وسلم فيهم

بني هلم بفعلك ؛ لكونه أوضح مـن : احلكم ال لوجوده ، والتقدير )٣( .القول

وأما التمسك بإدراك فضيلة الصالة خلف النيب صـلى هللا عليـه فليس علة إلباحة تغيري الصالة ؛ ألنه ال جيوز أن يكون طلب : وسلم

)٤( .الفضيلة يوجب ترك الفرض فال يثبت إال إذا علمنا تقـدم املنسـوخ ، : خوأما دعوى النس

وتعذر اجلمع بني النصني ، ومل يوجد هنا شيء من ذلـك ، بـل إن ! املشهور أن صالة اخلوف ما نزلت إال بعد اخلندق فكيف تنسخ به ؟

مث لو كانت منسوخة ملا فعلها الصحابة بعد النيب صـلى اهللا عليـه )٥( .وسلم ، وألنكروا على فاعليها

: الترجيح *** جبواز صـالة : الذي أرى رجحانه يف هذه املسألة قول اجلمهور

اخلوف وبقائها بعد موت النيب صلى اهللا عليه وسلم ؛ لقوة أدلتـهم وصراحتها على ما ذهبوا إليه ، ووجاهة ما أجابوا بـه عـن أدلـة

.املخالف ، واهللا أعلم

) .٤٩(آية : سورة املائدة )١(، ) ١/٢٤٢(، بدائع الصـنائع ) ٢/٤٥(، املبسوط )١/٢٨٠(أضواء البيان )٢(

.) ٢/١٣٠(، املغين ) ٤/٤٠٠(، اموع ) ١/٢٦٧(الفواكه الدواين ) .١/٢٨٠(، أضواء البيان ) ١/٦٢٠(أحكام القرآن البن العريب )٣( ) .١/٢٤٢(، بدائع الصنائع ) ٢/٤٥(املبسوط )٤(، كشـاف ) ٢/١٣٠(، املغين ) ١/٣٠١(، مغين احملتاج )٤/٤٠٠(اموع )٥(

) .٢/١٠(القناع

٤٤٠


:ن اآلية بناء املسألة على مفهوم الشرط م**** بالنظر فيما استدل به أصحاب القول الثاين يف دليلهم األول نرى

أنـه : أم اعتمدوا على الشرط يف اآلية ، وبالتايل فإن منطوقها يفيد . إذا كان النيب صلى اهللا عليه وسلم معهم فتصلى صالة اخلوف

وهذا . أنه إذا مل يكن معهم فال تصل صالة اخلوف : ومفهومها يفيد مفهوم الشرط من اآلية ، وإن كان أبو يوسف من احلنفية ال يقـول باملفهوم املخالف إال أن هذا يقتضيه ، وهلذا قال ابن رشد يف سـبب

عند من تأول اآلية بأا خاصـة للـنيب -االختالف يف هذه املسألة وتأيـد عنـده هـذا :" -صلى اهللا عليه وسلم لفضل الصالة خلفه

m A B C اخلطاب املفهوم من قولـه تعـاىل التأويل بدليلF E Dl ومفهوم اخلطاب أنه إذا مل يكـن فـيهموذا يتبني لنا أثر مفهوم الشرط يف بناء )١(." فاحلكم غري هذا احلكم .هذه املسألة ، واهللا أعلم

) .١/٢٥٤(بداية اتهد )١(

٤٤١


. يف صالة اخلوفالسالح محل: املسألة الثانية :حترير املسألة * ال خالف يف أنه ال جيب محل السالح يف صالة اخلـوف حـال

m j؛ لقوله تعاىل )١(احلرب إذا كان هناك مشقة من مطر أو مرض v u t s r q p o n m l k

x wy l ولكن حصل اخلالف يف وجوب محله إذا ، .مل يوجد مشقة أو أذى ، وذلك كما يلي

:العلماء يف املسالة أقوال **

:القول األول )٢( .ال جيب محل السالح ، بل هو مستحب : مجهور العلماء قالوا

:واستدلوا بقوهلم لو وجب لكان شرطا يف الصالة ؛ وألن األمر به للرفـق ـم

)٣( .والصيانة هلم ، فلم يكن لإلجياب : القول الثاين

.إىل أنه واجب )٥(، والظاهرية )٤(ذهب الشافعي يف قول له

) .٢/١٣٧(املغين )١( ) ٢/١٣٧(، املغين ) ٤/٤٢٤(، اموع ) ١٥/٢٨٣(البن عبد الرب التمهيد )٢( ) .٢/١٣٧(املغين )٣( ) .٤/٤٢٣(، اموع ) ١/٢١٩(األم )٤(، وابن عبد الـرب يف ) ٧/١٠٧(القرطيب يف اجلامع ألحكام القران : نسبه هلم )٥(

، ومل أجد احلـديث ) ٢/١٣٧(، وابن قدامه يف املغين ) ١٥/٢٨٣(التمهيد .عن املسألة فيما بني يدي من كتبهم

٤٤٢


m [ Z Y lواستدلوا لقوهلم بقوله تعـاىل ظاهر األمر فيه للوجوب ، وقد اقترن به ما يدل على إرادة اإلجيـاب

m q p o n m l k jوهو قوله تعـاىل x w v u t s ry l ونفــي احلــرج

)١( .مه عند عدمه مشروط باألذى دليل على لزو

بأن األمر حممول على النـدب ، ورفـع :وقد أجيب عن هذا )٢( .اجلناح ال يلزم منه الوجوب ، بل معناه رفع الكراهة

: الترجيح ***الذي أراه يف هذه املسألة ما ذهب إليه أصحاب القول الثـاين ؛

أرى أن لقوة ما استدلوا به ووجاهتـه ، وإن أجيـب عنـه إال أين االستدالل به ما زال قائما ومل يسقطه اجلواب ، مث إنه ليس للقـول

-األول أدلة تقاوم هذا املنصوص أو تكافئه ، ولذلك قال ابن قدامة وقـال )٣(."واحلجة معهم :" -فيما ذهب إليه أصحاب القول الثاين

وهذا هو الذي يظهر يل ، واهللا )٤( ."وهو نص القرآن :" ابن العريب .أعلم

) .٢/١٣٧(، املغين ) ٤/٤٢٤(اموع )١( ) .٤/٤٢٤(اموع )٢( ) .٢/١٣٧(املغين )٣( ) .١/٦٢٢(أحكام القرآن البن العريب )٤(

٤٤٣


:بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ****

m p o n m l k jمنطوق قوله تعاىل x w v u t s r qy l أنه ال : يفيد

حرج من عدم محل السالح إذا كان هناك مطر ، أو كـان املقاتـل . مريضا

m Yالسـالح يف قولـه ومفهومه املخالف بعد األمر حبمل [ Z l أنه إذا مل يكن هناك أذى من مطر أو : يفيد

مل يكن املقاتل مريضا مث وضع السالح فإنه يأمث ، وهذا يـدل علـى .وجوب محله

وهذا هو املفهوم الشرطي من اآلية ، وعليه بىن أصحاب القول الثاين وال أجيز :" ي قوهلم كما هو واضح من استدالهلم ، وهلذا قال الشافع

له وضع السالح كله يف صالة اخلوف ، إال أن يكون مريضا يشـق عليه محل السالح ، أو يكون به أذى من مطر ، فإما احلالتان اللتان

)١(. " أذن اهللا فيهما بوضع السالح ، وأمرهم أن يأخذوا حذرهم ألة ، وذا يظهر لنا أثر مفهوم الشرط من هذه اآلية يف بناء هذه املس

. واهللا أعلم

) .١/٢١٩(األم )١(

٤٤٤


X W m j i h g f e dl km q p o nr u t s

x w v z yl ) ١٠٣: النساء ( : خمتصر تفسري اآلية

يف هذه اآلية يأمر تعاىل بكثرة الذكر عقيب انقضاء الصالة املؤداة لى سائر األحوال مـن ع -سواء كانت املقصورة العدد أو الكيفية -

سواء بأن أقام اإلنسان -قيام وقعود وغريه ، مث إذا حصلت الطمأنينة فيجب أن يقـيم -بعد أن كان مسافرا ، أو أمن بعد أن كان خائفا

الصالة كما هي كاملة العدد والكيفية يف أوقاـا ، فـإن الصـالة جيوز ألحد مفروضة على املؤمنني حسب أوقاا اليت حددت هلا ، فال

)١( .أن يأيت ا يف غري وقتها من غري عذر


m q p o nr lالشرط يف اآلية يف قوله تعاىل سواء باألمن بعـد –أنه إذا حصل االطمئنان : ومنطوقه يفيد إمجاال

فيجب إقامة الصـالة بشـروطها ، -اخلوف أو اإلقامة بعد السفر ا ، وهيئتها ، وعددها وأركا.

سواء باألمن بعـد –أنه إذا مل حيصل االطمئنان : ومفهومه املخالف جاز تغيري هيئة الصالة من حيث إقامة -اخلوف أو اإلقامة بعد السفر

.شروطها ، وأركاا ، وعددها :وعليه ميكن بناء املسألة التالية

، ، أحكـام القـرآن ) ١١١-٧/١١٠(اجلامع ألحكام القرآن للقـرطيب )١(

، تفسـري ابـن كـثري )١١/٢٨(تفسري الـرازي ، ) ٣/٢٤٧(للجصاص ) .١/٥١٠(، فتح القدير للشوكاين ) ١/٧١٩(

٤٤٥


.ا يف حال اخلوف والسفرصالة وعددهجواز قصر هيئة ال :مسألة :حترير املسألة *

m Ó Ò Ñ Ð Ï فيما سبق من املسائل يف قوله تعاىل ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ôà l)١(

، سواء كان املراد تبني لنا اتفاق العلماء على مشروعية قصر الصالةاملراد قصر عددها بالقصر قصر هيئتها وكيفيتها حال اخلوف ، أو كان

حال السفر ؛ حسب ما ذهبوا إليه يف تأويل املراد بالقصر يف منطوق قوله

mÙ Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï l تعاىل

واتفقوا على وجوب إمتام الصالة ، وإقامتها بكيفيتها وهيئتها املشروعة ،

m p o nوذلك حال األمن واإلقامة ؛ لقوله تعاىل qr l ه وقولm V U T S R Q P

Y X W l)٣( . )٢(


m Ð Ï بناء على االختالف يف املراد بالقصر يف قوله تعاىل Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ l ــبق ــا س كم

) .١٠١(آية : سورة النساء )١( ) .٢٣٩(آية : سورة البقرة )٢( .من هذا البحث ) ٢٨٧-٢٨٦(انظر حترير املسألة يف الصفحات )٣(

٤٤٦


ـ )١(بيانه اىل حصل االختالف أيضا يف املراد باالطمئنان يف قولـه تع

mq p o nr l فمن قال املراد باالطمئنان هنا :أنه إذا حصـل االطمئنـان : فإن منطوق اآلية يفيد . زوال اخلوف

. فيجب إقامة الصالة بشروطها ، وأركاا ، وهيئتها أنه إذا كان خوف جاز تغـيري هيئـة إقامتـها : ومفهومه املخالف

. وكيفيتها ، وهو يدل على جواز قصر الصالة حال وهذا املفهوم مفهوم شرطي

اخلوف ، وبالتايل فهو صاحل ألن يعتضد به كدليل علـى مشـروعية .صالة اخلوف

فـإن . إن املراد باالطمئنان هنا ، اإلقامة بعد السفر : ومن قال

أنه إذا حصلت اإلقامة ، وانقطع السفر فيجـب : منطوق اآلية يفيد . إمتام الصالة . أنه إذا كان يف سفر جاز له قصر الصالة : خالف ومفهومه امل

وهذا مفهوم الشرط من اآلية ، وهو يدل على جواز قصـر الصـالة الرباعية حال السفر إىل ركعتني ، وبالتايل فهو صاحل ألن يعتضد بـه

.كدليل على مشروعية قصر الصالة حال السفر -من تأويـل ومن خالل ما يف اآلية –وبناء على ما سبق يتضح لنا

. أثر مفهوم الشرط منها يف بناء هذه املسألة ، واهللا أعلم

.من هذا البحث ) ٤١٩(انظر خمتصر تفسري اآلية ص )١(

٤٤٧


X W m J I H G F E D C B AO N M L KP R QS V U TW

a ` _ ^ ] \ [ Z Y Xl ) ١٢٨: النساء (

:خمتصر تفسري اآلية يف هذه اآلية خيرب تعاىل بأنه إذا خافت املرأة من زوجها نفورا أو

نفقة ، أو : إعراضا عنها ، فإن هلا أن تسقط عنه حقها أو بعضه من كسوة ، أو مبيت ، وحنوه مما جيب هلا عليه مقابل بقائهـا معـه ويف

ال عليه يف قبوله منـها ، عصمته ، فإنه ال حرج عليها يف بذل ذلك ووهذا خري هلما من الفراق ، مث بني تعاىل أن األنفس قد جبلت علـى

املشاحة ، فالرجل يشح مبا يلزمه للمرأة ، وهي تشـح مبـا يلزمهـا للرجل ، ولكن الصلح خري ، وخري منه أن تتحملوا ما تكرهون منهن

بـذلك مطلـع فتحسنوا وتقسموا هلن أسوة أمثاهلن ، فإن اهللا عامل )١(.عليه


m E D C B A الشرط يف اآلية يف قوله تعـاىل O N M L K J I H G FP l

أنه إذا خافت املرأة نشوز زوجها أو إعراضه عنـها : ومنطوقه يفيد . فيجوز هلا أن تصاحله على إسقاط بعض حقوقها

، تفسـري ابـن كـثري ) ١٦٧-٧/١٦١(ع ألحكام القرآن للقـرطيب اجلام )١(

) .١/٥٢١(، فتح القدير للشوكاين ) ١/٧٣٥(

٤٤٨


أا إذا مل ختف نشوزا أو إعراضا ، فليس هلا أن : خالف ومفهومه امل .تصاحله على إسقاط بعض حقوقها


:مسألة .تنازل املرأة عن بعض حقوقها مقابل بقائها مع زوجها حكم


إذا كانت جيوز للمرأة أن تتنازل عن بعض حقوقها على زوجها

m G F E D C B A راضية بذلك ؛ لقوله تعاىل O N M L K J I HP l و لقــول ،

إا املرأة تكون عند الرجل ال :" عائشة رضي اهللا عنها يف تفسري اآلية أمسكين وال : يستكثر منها ، فرييد طالقها ويتزوج عليها ، فتقول له

حل من النفقـة علـي والقسـمة تطلقين مث تزوج غريي ، فأنت يف

m ¡ � ~ } | { z y x، ولقوله تعاىل )١(".يل

¢ l)٢( .

وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا : صحيح البخاري ، كتاب النكاح ، باب )١(

) .٤٩١٠(رقم ) ٥/١٩٩٨(أو إعراضا ، ) .٣٠٢١(رقم ) ٤/٢٤١٦(التفسري ، : صحيح مسلم ، كتاب

) .٤(آية : سورة النساء )٢(

٤٤٩



m G F E D C B A منطوق قولـه تعـاىل O N M L K J I HP l أنه إذا : يفيد

جاز هلا أن تصاحله على إسـقاط بعـض خافت املرأة نشوز زوجها . حقوقها

أا إذا مل ختف ذلك فال جيوز هلا الصلح علـى : ومفهومه املخالف ولكن هذا املفهوم غري معترب ؛ ألن التقييـد . إسقاط بعض حقوقها

باخلوف هنا خرج خمرج الغالب ؛ إذ أن املرأة يف غالـب أمرهـا ال .ق زوجها هلا تتنازل عن حقوقها إال إذا خشيت فرا

مث إن هذا املفهوم يعارض ما هو أقوى منه من منطوق كما يف قولـه

وقــد m ¢ ¡ � ~ } | { z y x l تعــاىلأن ال يعارض ما هو أقـوى : سبق يف شروط العمل مبفهوم املخالفة

.منه من منطوق ، وذا يتبني لنا أن املفهوم هنا ال أثر له ، واهللا أعلم

٤٥٠


وتشتمل على أهم النتائج والتوصياتاحلمد هللا وحـده والصـالة والسـالم علـى مـن ال نـيب بعـده

:مث أما بعد من خالل معايشيت للبحث األصويل حول قاعدة مفهوم الشـرط ،

نساء والتطبيق الفقهي عليها من خالل آيات األحكام يف سوريت البقرة وال :ظهرت يل النتائج والتوصيات التالية

داللة مطابقة ، وتضـمن : أن الداللة اللفظية الوضعية تنقسم إىل - ١

والتزام ، بينما الداللة عند املتكلمني من أهل األصول تنقسم إىل .داللة منطوق ، وداللة مفهوم

. صريح ، وغري صريح : وداللة املنطوق تنقسم إىل . قد يكون بطريق املطابقة أو التضمن والصريح أما غري الصريح فيكون بطريق االلتزام ، سواء دل عليه باإلشارة .أو اإلمياء ، أو االقتضاء . مفهوم موافقة ، ومفهوم خمالفة : مث إن املفهوم ينقسم إىل ا يف اجلملة إىل ومفهوم املخالفة يندرج حتته عدة أقسام ، مرده .ستة أنواع

أن مفهوم املخالفة له أقسام عدة متفاوتة ضعفا وقوة ، ومن تلك - ٢

األقسام مفهوم الشرط ، وهو من أقواها ، ولذلك قال به من مل يقل بغريه من املفاهيم ، كالباقالين وأيب احلسني البصري وغريمها

.كما سبق بيانه

اخلامتة

٤٥١


رة غري قطعية عند اجلمهـور مـن أن مفهوم الشرط حجة ظاه - ٣املتكلمني ، تثبت به األحكام يف حال توفر شروطه ، سواء العائد منها للمنطوق أو املسكوت عنه ، كما هو احلـال عنـدهم يف

.مفهوم املخالفة إمجاال عدا مفهوم اللقب منه

احلنفية والظاهرية ال يرون حجية مفهوم الشرط ، وال يثبتون بـه - ٤ما هو احلال مع مفهوم املخالفة ككل ، وإن كـان األحكام ، ك

-بقصد أو بغري قصد -قد وقع القول به منهم يف بعض املسائل فإن ذلك خيالف أصلهم بعدم حجية مفهوم املخالفـة ، وإن دل ذلك على شيء فإمنا يدل على قوة االحتجاج ـذا الـدليل ،

.ومدى أثره يف بناء األحكام بعض أئمة األحناف مبفهوم الشرط لتأييد ومن ذلك استدالل مذهبهم يف بعض املسائل الفقهية كاستدالهلم به يف آية التيمم

m © ¨ ¬ « ª ® ¯ ³ ² ± ° » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ¼l على

بعدم جواز التيمم يف احلضر عند : إثبات قول من يقول منهم .فقد املاء واستدالل أيب يوسف على عدم جواز صالة اخلوف بعد رسول

m A اهللا صلى اهللا عليه وسلم مبفهوم الشرط من قوله تعاىل B H G F E D C J I

L K.... l اآلية.

٤٥٢


أن تطبيق قاعدة مفهوم الشرط على املسائل الفقهية من خـالل - ٥آيات األحكام ، أثبت أن مفهوم الشرط يف املسائل املتفق عليها كان هو جزء دليل احلكم فيها ، أما املسائل اخلالفية فقد يكـون

يف املسألة ، أو قد يكون الدليل الوحيد مفهوم الشرط جزء دليلهلا ، وخاصة يف املسائل اليت منشأ اخلالف فيها وسببه الرئيس هو

.القول باملفهوم من عدمه أن اخلالف يف املسائل إذا حصل بني القائلني باملفهوم فأخذ بـه - ٦

البعض ومل يقل به اآلخر ؛ فإن مرد ذلك اخـتالف األفهـام يف باملفهوم املخالف يف املسالة من عدمـه ، أو توافر شروط العمل

.لوجود أدلة أخرى يف املسألة يرون أا أقوى داللة من املفهوم

إذا اتفق القائلون باملفهوم ونفاته يف حكم مسألة ما ، فليس مرد - ٧ذلك بالنسبة للمخالف أنه يقول باملفهوم ، بل إنه اعتمد علـى

قول بالعدم األصـلي ، أو أدلة أخرى وفق أصول استنباطه ، كال .بأن األصل اإلباحة ، أو االعتماد على ظاهر النص وحنو ذلك

أن كثريا من االختالف بني األئمة يف مسائل الفروع مبناه على - ٨

علمية ومناهج استنباطية ، ليس عن هوى وتعصب ، فإن سأس: من أهم أسباب اخلالف بني الفقهـاء كمـا هـو معـروف

واعد األصولية ، ومن تلك القواعد قاعدة مفهوم االختالف يف القالشرط ، واليت حصل االختالف يف االحتجاج ا ، مما ترتـب

.عليه االختالف يف املسائل اليت بنيت عليها

٤٥٣


أن أقسام مفهوم املخالفة ليست جمرد نظريات ، بل هلا أثرها يف - ٩هـوم اختالف الفقهاء يف الفروع الفقهية ، ومن هذه األقسام مف

الشرط ، فقد برز جليا أثره فيما مت استعراضه من الفروع الفقهية اليت مت تناوهلا من خالل آيات األحكام يف سوريت البقرة والنساء، وإن كان هناك تفاوت يف قوة االحتجاج به من مسألة إىل أخرى

.بسبب املعارض من األدلة ، أو عدم توفر شروطه ، وحنو ذلك

أقوال الصحابة والتابعني يف املسائل اليت ظهر يل من خالل -١٠مت عرضها أن تلك األقوال مل تكن جمرد آراء افتراضـية ، بـل كانت صادرة وفق قواعد وضوابط شرعية كانت ملكة فطريـة بالنسبة هلم ، ومن ذلك ما رأيناه من احتجاجهم بالشرط وعدمه

صول أن فيما سبق من املسائل ، وهذا مما يؤكد ما قرره علماء األعلم أصول الفقه بالنسبة لفقهاء الصحابة والتابعني كـان جبلـة وطبيعة وملكة فطرية ، ويف هذا وهللا احلمد دحض ملـزاعم مـن

إن فقه الصدر األول مل يقم يف بادئ أمره على أسـس : يقول .تضبطه ، أو أصول حتكمه

تبني يل من خالل منهج اجلمع بني اجلانب النظري ألصول -١١

جلانب التطبيقي له يف الفروع الفقيه ، أن فيه إعانة علـى الفقه وافهم القواعد األصولية ، ورسوخها يف ذهن طالب هذا العلـم ، مع ما يف ذلك من مترينه على ختريج املسائل الفقهية على أصوهلا وأدلتها الكلية ، وكيفية إقامة األدلة على مدلوالا بعد املوازنـة

ضعيفها ، مما يكسبه ملكـة أصـولية بينها ، ومعرفة صحيحها ووخصوصا يف ختريج الفروع على األصول أو العكس ، وكذلك

.ملكة فقهية يف الترجيح بني األقوال يف املسائل املختلف فيها

٤٥٤


أن يف طرق مثل هذه املوضوعات ذه الطريقة رد علـى -١٢

من حيكم على أصول الفقه وموضوعاته بـالتوقف واجلمـود ، وهو يف احلقيقة يف ربيع أيامه وأوج نشاطه ، وهلذا متهمينه بذلك

فإن أمام طلبة هذا العلم وعشاقه ميدان واسع ، يستطيعون مـن خالله إظهار مثرة هذا العلم ، وإثبات مكانته ، وحقيقة استمراره وعدم االستغناء عنه ، ومن ذلك ما ظهر يل عنـد الرجـوع إىل

ل كثرية ، وتطبيقات كتب التفسري واحلديث وشروحه ، من أقواعديدة لعلماء أمتنا األجالء ضمنوها تلك الكتب ، ومما رأيته منها مليئا بقواعد أصول الفقه ، وأصحاا قد يكونوا مـن علمائـه

: املربزين ما يلي جامع البيان يف تأويل القرآن للطربي - .اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب - تفسري القرآن العظيم البن كثري - . البحر احمليط أليب حيان تفسري - .أضواء البيان للشنقيطي - .معامل الترتيل للبغوي - .أنوار الترتيل للبيضاوي - .تفسري الفخر الرازي - .تفسري القرآن البن السمعاين - .أحكام القرآن للشافعي - .أحكام القرآن البن العريب - .أحكام القرآن للجصاص - .فتح القدير للشوكاين - .ألحكام القرآن للموزعي تيسري البيان -

٤٥٥


سبل السالم للصنعاين - .نيل األوطار للشوكاين - .فتح الباري البن حجر - .عمدة القاري للعيين - .شرح صحيح مسلم للنووي - .املنتقى شرح املوطأ أليب الوليد الباجي -وسائر كتب شروح السنة ، وخصوصا كتـب شـروح -

. السنن منها العلم أن ينقبوا عما فيهـا فهذه الكتب وأمثاهلا حري بطالب

من أقوال وقواعد أصولية ، ويربزوها أمام العـاملني ؛ ليـتم االستفادة منها ، وبناء أحكام ما يستجد من قضايا ونـوازل عليها ، وهي صاحلة ألن تكون رسائل علمية يف هذا العلم ، وذلك من خالل املقابلة واملطابقة بني ما ضمن يف تلك الكتب

وبني ما هو مقرر -كتب التفسري واحلديث وشروحه أعين –من قواعد األصول ، أو ما مت اختياره منها يف املؤلفات اخلاصة به ، وخصوصا عند العلماء الذين هلم باع يف علم أصول الفقه وتبحروا أو ألفوا يف غريه من تفسري ، وحـديث ، وفقـه ،

وها فيما وكيف استفادوا من تلك القواعد األصولية ، ووضف .كتبوا فيه من علوم وفنون

بلغ عدد املسائل اليت مت استعراضها يف هذا البحث ممـا -١٣ينبين على قاعدة مفهوم الشرط من خالل آيـات األحكـام يف

.مسألة ) ٨٢( البقرة والنساء

هذا واهللا أعلى وأعلم ، واحلمد هللا الذي بنعمته تتم الصاحلات ، .مد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثريا وصلى اهللا على نبينا حم

٤٥٦


الفهارس

فهرس اآليات القرآنية - فهرس األحاديث النبوية - س اآلثارفهر - فهرس املصطلحات - فهرس املسائل الفقهية - فهرس األعالم املترجم هلم - فهرس املصادر واملراجع - فهرس املوضوعات -

٤٥٧


سورة البقرة

اآليــة رقم الصفحة رقم اآلية

m l k j i h gl y ٩٨

m y x wl k ٩٦

m z y x w v u l { ١١٩

m b a ` _ ~ } |g f e d ch j i n m l k

q p or v u t s l

w ١٢٦-١٢٥-١٢٨-١٢٧-١٣٤-١٣١-١٣٧-١٣٦

m` _ ~ } | { z ya g f e d c bh l k j i

s r q p o n mt uy x w vz � ~ } | {

¢ ¡l

£ ١٤٠-١٣٩-١٤٣-١٤١-٤٠٤- ١٤٦

m ® µ ´ ³ ² ± ° ¯» º ¹ ¸ ¶¼ ¾ ½

¿l

À ١٤٧- ٦٢-١٥٠-١٤٩-١٥٣-١٥٢-١٥٧-١٥٦-

mÊ É È Ç Æ Å Ä Ã Â ÁË Ð ١٥٨-١٤٩

فهرس اآليات القرآنية

٤٥٨


رقم الصفحة رقم اآلية اآليــة

m J I H G F E D C B AL KM Q P O Nl

R ١٥٨-١٥٠-١٥٩

m bcd j i h g f eo n m l kp s r q

v u tw } | { z y x~ _b a `c f e dl

g ١٦٠

m n m l k j i hs r q p ot v u

y x wz � ~ } | {¥ ¤ £ ¢ ¡¦ ª © ¨ §

± ° ¯ ® ¬ « ¸ ¶ µ ´ ³ ²

¹l

º ١٦١-١٦٠-١٦٤-١٦٢-١٦٦-١٦٥-١٧٩-١٧٢-١٨٤-١٨١-١٨٥

m a ` _ ^ ] \ [b c l k j i h g f e d

n m o t s r q pu w v{ z y x| l

j ٥٢-٤٨- ٣٥-٦٠

mÈ Ç Æ Å Ä Ã Â ÁÉ Ï ٣٩٧

٤٥٩


اآليــة رقم الصفحة اآلية رقم

mG F E D C B AH L K J IM S R Q P O N

U TV Y X WZ ] \ [ l

^ ١٨٧-١٨٦-١٩٠-١٨٨-١٩٢

m d c b a ` _ l e ١٨٧-١٨٦-

m m l k j i h g fn p o t s r q ul

v -١٨٧١٨٦

| { z y x w} _ ~f e d c b a `g i h

n m l k jl

o ١٨٧-١٨٦-١٩١

m¥ ¤ £ ¢¦ ¬ « ª © ¨ §® ¯µ ´ ³ ² ± °¶ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸

Â Á À ¿ Ç Æ Å Ä ÃÈ Ì Ë Ê ÉÓ Ò Ñ Ð Ï Î ÍÔ Û Ú Ù Ø × Ö Õ

ß Þ Ý Üà ã â áä é è ç æ åì ë êí ô ó ò ñ ð ï î l

õ ١٩٤-١٩٣-١٩٦-١٩٥-١٩٨-١٩٧-٢٠٠-١٩٩-٢٠٣-٢٠١-٢٠٧-٢٠٤-٢١٢-٢١٠

m B A CDl b ٤٨

m R W V U T SX l b ٩٩

m t s r q pu l _ ٤٩

٤٦٠


رقم اآليــة اآلية

رقم الصفحة

m ¿ ¾ ½À Å Ä Ã Â Ál Æ ٩٧

mr q ps w v u tz y x{ � ~ } |¡ ¢

¨ § ¦ ¥ ¤ £© ® ¬ « ª ° ¯ l

± ٨١- ٥٣-٢١٤-٢١٣-٢١٦-٢١٥-

٢١٧

mW V U T S R QX [ Z Y ^ ] \ l

_ ٢١٢-٢١٩-٢٢٢

f e d c b a `l g ٢١٢-٢١٩-٢٢٢

ml k j i hm o n { z y x w v u t s r q p

} |~ f e d c b a ` _g l k j i hm p o nq r

t sl

u ٢٢٦- ٦٣-٢٢٨-٢٢٧-٢٣٢-٢٣١-٢٣٤-٢٣٣-٢٤٥-٢٣٥-٢٥٤-٢٤٦

mw vx } | { z y~ © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �

¯ ® ¬ « ª° ¸ ¶ µ ´ ³ ² ±½ ¼ » º ¹¾ Ã Â Á À ¿Ä Å

Ë Ê É È Ç Æl

Ì ٢٣٧-٢٣٦-٢٣٩-٢٣٨-٢٤١-٢٤٠-٢٤٥-٢٤٢-٣٢٩-٢٤٩-

٣٤٧

٤٦١


رقم الصفحة رقم اآلية ــةاآلي

m× Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î ÍØ ã â á à ß Þ Ý Ü Û Ú Ù

å äæ ì ë ê é è çl

í ٢٤٤-٢٤٣-٢٤٦-٢٤٥-

٢٤٩

m H G F E D C B AJ IK O N M LP S R Q

V U TW \ [ Z Y X] ` _ ^ b a i h g f e d cj

r q p o n m l kl

s ٢٥١-٢٢٢-٢٥٣-٢٥٢-

٢٥٤-

m | { z y x w v u ta ` _ ~ }b g f e d c

l k j i hm q p o nr t s w v ul

x ٢٥٦-٢٥٥-٢٥٨-٢٥٧

m ~ } | { z� ¤ £ ¢ ¡¥¦ ¬ « ª © ¨ §® ° ¯

³ ² ±´ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ¾ Â Á À ¿Ã Ê É È Ç Æ Å Ä

Í Ì ËÎ Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð ÏÛ Ú Ù Ø ×Ü ã â á à ß Þ Ý

äl

å ٢٦١-٢٦٠-٢٦٣-٢٦٢-

٢٦٥

٤٦٢



mF E D C B A J I H GK O N M L

V U T S R Q PW Y X [ Zl

\ ٢٧٠-٢٦٧

m z y x w v u t s r q} | {~ ¤ £ ¢ ¡ �

¨ § ¦ ¥© ¬ « ªl

® ٦٢- ٦٠-٢٧٣-٢٧١-٢٧٦-٢٧٤-

٢٧٧

m ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ º ¹ ¸ Á À ¿ ¾ ½ ¼ »

Å Ä Ã ÂÆ Ê É È ÇË Ï Î Í ÌÐ Õ Ô Ó Ò Ñl

Ö ٢٨١-٢٧٩-٢٨٣-٢٨٢-

٢٨٤

m F E D C B A H Gl

I ٢٨٥

N M L K JO R Q P Y X W V U T Sl

Z ٢٨٦-٢٨٥-٢٨٨-٢٨٧-٤٢٢-٤٢٠-

٤٤٥ m ^ ] \ [ ` _

f e d c b ag j i hs r q p o n m l kl

x ٢٧٠

٤٦٣



m{ z y| _ ~ }l ` ٢٧٧-٢٧٦

m _ ~ } | { z` l j ٩٩

m ² ± ° ¯ ® ¬ º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³

¾ ½ ¼ »l

¿ ٩٤

mD C B A H G F EM L K J IN R Q P O

U T SV [ Z Y X W\ ^ ]h g f e d c b a ` _i

n m l k jo p r ql

s ٢٩٠-٢٨٩-٢٩٢-٢٩١

m } | { z y x w v u ¢ ¡ � ~l

£ ٢٩٣-٢٩٠-٢٩٥-٢٩٤-

٢٩٦

© ¨ § ¦ ¥ ¤ « ª¬ ¯ ®¶ µ ´ ³ ² ± °

l

¸ ٢٩٣-٢٩٠-٢٩٦-٢٩٤-٢٩٨-٢٩٧

¿ ¾ ½ ¼ » º ¹À Â ÁÄ ÃÅ È Ç Æl

É ٢٩٤-٢٩٣-٣٠٠-٢٩٩

m I H G F E D C B A Ô ٣٠٤-٣٠١-٣٠٦

٤٦٤



^ ] \ [l Ô ٣٠٨-٣٠١-٣٠٩

p o n m l k j i h g w v u t s r ql

Ô ٣٠٤-٣٠١-٣٠٨-

x | { z y} ` _ ~ g f e d c b al

Ô ٣٠٤-٣٠١-٣١٠-٣٠٥-

٣١١-

t s r q p ou l Ô ٣٠٤-٣٠١-٣١٢-٣٠٥-

٣١٣ m J I H G F E D C BK

M L T S R Q P O NV UW Z Y X[ ^ ] \

` _a e d c bl

f ٣٠١-١١٩-٣٠٥-٣٠٤-٣١٥-٣١٤

سورة آل عمران


m l m n o p q r

s t u v w x y z

{ | l

³ ٣٤

٤٦٥



mb a `c g f e dh k j i

m ln r q p ol s ٣٣٣

m ~ } | { z y x w v u t

b a ` _c k j i h g f e d

lm q p o nl

r ٣١٩- ٣١٨-٢٢٢- ٣٢٠-٣٢٤- ٣٢٢-٣٢٦- ٣٢٥

mv u t sw ~ } | { z y x

¢ ¡ �l

£ ٣٢٧- ٢٣٩-٣٦٠- ٣٢٨-

٤٤٨

m ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤

° l µ ٣٣٣

m À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶

Ã Â ÁÄ Ê É È Ç Æ ÅË Ì

Ï Î ÍÐ Õ Ô Ó Ò ÑÖ ×

Ü Û Ú Ù ØÝ à ß Þl

á ٣٣٠- ٢١٦-٣٣٢- ٣٣١-٣٣٥- ٣٣٣-٣٣٨- ٣٣٧

m V \ [ Z Y X W b a ` _ ^ ]

c ٣٤٠- ٣٣٩

m l k j i h g f e d r q p o n ml

s ٩٨


٤٦٦


m | { z y x w v u t~ }_ a `l

b ٦٦-٣٤

٤٦٧


mf e d cg k j i hl l × ٣٣٩

mA F E D C BI H GJ N M L K

W V U T S R Q P Ol

X

٣٤٢

m\ [ Z Y] ` _ ^b ac h g f e d

i ٣٤٣- ٣٤٢

m ´ ³µ l Â ٣٨٢

٤٦٨


m G F E D C B A

M L K J I HN P O

R Q l

S ٢٨٤- ٢٧٩-٢٤٧- ٣٤٦

Z Y X W V U T

^ ] \ [l

_ ٢٨٤- ٢٧٩-٣٤٧

mv u t s

ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ

w v u t s r q

~ } | { z y x

¤ £ ¢ ¡ �¥ © ¨ § ¦l

« ٣٤٩-٨١-٦٥-٣٥١- ٣٥٠-٣٥٤- ٣٥٢-٣٥٦- ٣٥٥-٣٥٨- ٣٥٧

٤٦٩


m H G F E D C BI K J

LM V U T S R Q P O NX WY ^ ] \ [ Z

` _a h g f e d c bj ik p o n m ll

q ٣٦٠- ٣٥٩-٣٦٤- ٣٦١-٣٦٨- ٣٦٧-

٣٧٤

m y x w v u t s ra ` _ ~ } | { zb

e d cf i h gj l k r q p o n m

v u t sw { z y x |

¤ £ ¢ ¡ � ~ }¥ § ¦ª © ¨« ° ¯ ® ¬± ´ ³ ²

µ ٣٧٠- ٣٦٩-٣٧٢- ٣٧١-٣٧٤- ٣٧٣-٣٧٧- ٣٧٥-٣٧٩- ٣٧٨

m I H G F E D C B AN M L K JO Q P

V U T S RW Z Y X_ ^ ] \ [` a

f e d c bg k j i h ll

m

٣٨١- ٣٨٠-٣٨٣- ٣٨٢

٤٧٠


m u t s r q p o n~ } | { z y x w v_ a `

b d cl

e ٣٨٥- ٣٨٤

m { z y x w v u t s¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } |§ ¨

µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶

Á À ¿Â Ç Æ Å Ä Ãl

È ٣٨٨- ٣٨٧-٣٩٠- ٣٨٩-٣٩٢- ٣٩١-٣٩٤- ٣٩٢-

¸ ٣٩٦- ٣٩٥-٣٩٨- ٣٩٧

٤٧١


m x w v u t s r q p o

� ~ } | { z y¡ ¤ £ ¢§ ¦ ¥¨ ® ¬ « ª ©

¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯l

m Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹Æ Å Ä Ã ÂÇ Í Ì Ë Ê É È

Ó Ò Ñ Ð Ï ÎÔ Õ Ú Ù Ø × Öl

Û ٣٩٦- ٣٩٥-٣٩٨- ٣٩٧

mH G F E D C B AI K J T S R Q P O N M L

W V UX _ ^ ] \ [ Z Yc b a `d h g f e

o n m l k j ir q ps x w v u t

| { z y} ~ a ` _l

b ٣٩٩-٦٤-٣٩-٤٠١- ٤٠٠-٤٠٣- ٤٠٢-٤٠٨- ٤٠٧-٤١١- ٤٠٩-٤١٣- ٤١٢-٤١٥- ٤١٤-٤١٧- ٤١٦

m h g f e d c q p o n m l k j i

rl

s ٤٠٠- ٣٩٩-٤٠٢- ٤٠١-

٤١٨

٤٧٢


m Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï

ß Þ Ý Ü Û Úà ä ã â á æ ål

ç ١٠٦-٧٢-٦٧-١١٠- ١٠٨-٤١٩- ١١٩-٤٢١- ٤٢٠-٤٢٥- ٤٢٣-٤٢٩- ٤٢٨-٤٤٥- ٤٣٠

m H G F E D C B A P O N M L K J I

W V U T S R Q[ Z Y X\ ` _ ^ ]

g f e d c b ahi s r q p o n m l k j

v u t x wy { z| ~ } b a ` _l

c ٤٣٢- ٤٢٨-٤٣٤- ٤٣٣-٤٣٧- ٤٣٥-٤٤١- ٤٤٠-٤٤٣- ٤٤٢

m k j i h g f e d z ٤٢٠- ٢٨٦-٤٤٤- ٤٢١-٤٤٦- ٤٤٥

٤٧٣


lm q p o nr u t s y x w vl

m d c b a ` l n ١٠٠

mJ I H G F E D C B A O N M L KP R QS T

V UW ^ ] \ [ Z Y X ` _l

a ٤٤٨- ٤٤٧-٤٤٩

اآلية رقم الصفحة رقم اآلية

m Á À ¿ ¾ ½ ¼ »

È Ç Æ Å Ä Ã Â

Í Ì Ë Ê ÉÎ l

Ú ٣٦٠

m¤ £ ¢ ¡ � ~l Â ٤٠٤

٤٧٤


سورة املائدة

سورة األنعام


m v u t s r q p o n m l k j i

¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x w

¦ ¥§ ¯ ® ¬ « ª © ¨ ² ± °l

³ ١٢٦

mK J I H G F E D C B AL l i ٣٣٤

سورة األنفال


m { z y x w v u t s | l

¤ ١٧٥- ٩٥

سورة التوبة

m° ¯ ® ¬ « ª l Ï ٤٣٩

mH G F E D C B AI P O N M L K JQ S R

V U Tl

W

٤٧٥


رقم اآليــة اآلية

رقم الصفحة

m � ~ } | { z y x¤ £ ¢ ¡ ¦ ¥§ l

¶ ١٩٠-١٨٨

m T S R Q P l Z ٩٩

m i h g f e d c l j ٥٢

m � ~ } | { z y x w v u t¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡§ ª © ¨«

° ¯ ® ¬± l

¿ ٨٢

m M L K J I H G F E D C B AO NP l

\ ٧١- ٥٤

m l k jp o n m l | ٤٣٨-٤٣٢

سورة يوسف


m \ [ Zl b ٩٩

سورة النحل

٤٧٦



m³ ² ± ° ¯ ® ¬ « Â ٦٣

mi h gj n m l klo x ٩٨

سورة اإلسراء


m r q p x w v u t sz y l

¢ ٦٦-٣٩- ٣٣

mn m l k jo l y ٨٢

m ` _ ^ ]l l ٩٢

سورة احلج


m m l k j i h g f e d c

l ١٠٠

سورة النور

٤٧٧



m Q P O N M L K RS V U T` _ ^ ] \ [ Z Y X Wa l

g ٣٤٢

m f e dl p ٥٣

mG F E D C B A l T ٣٧٣

m z y x w v u t sl i ١١٤- ٦٦-١١٩

سورة القصص


m ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ² ± ³´ º ¹ ¸ ¶ µl

È ٣٦٥

سورة السجدة


me d cl r ٩٩

سورة األحزاب

٤٧٨



m ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { ª © ¨ § ¦ ¥l

« ٢٧٥

m y x w v u t s r q` _ ~ } | { z b ac d

g f el

h ٢٧٤

سورة يس


m ¿ ¾ ½ ¼ÁÀ l È ١٠٠

سورة الصافات


m ¬ « ª ©l ® ٥٩

سورة غافر


m q p o n ml r ٥٩

٤٧٩


سورة الشورى

رقم الصفحة رقم اآلية ـةاآليـ

m ¶ µ ´l À ٥٨

m p o n m l kl q ٥٩

سورة الزخرف


m T S R Q P Ol U ٥٩

سورة الذاريات


m h g f e d c l i ١٢٠

سورة املمتحنة

رقم الصفحة رقم اآلية آليــةا

m t s r q p o n m l k j iy x w v uz ~ } | {l

_ ٣٩٧

Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ l Ú ٣٦٠

٤٨٠


سورة اجلمعة


m I H G l W ٤٨

سورة التغابن

الصفحةرقم رقم اآلية اآليــة

m z y x wl © ٩٩

سورة الطالق


m I H G F E D C B AJK P O N M L l

e ٣٨٢- ٧٨

سورة امللك


m © ¨ § ¦ ¥l ª ٩٦

سورة املعارج


m n m l kl o ٦٤

٤٨١


سورة الزلزلة


m | { z y x w l } ٣٤

m c b a `l d ٣٤

سورة الكوثر


m a ` _ ~l b ٥٨

٤٨٢


ةرقم الصفح احلديث

٢٣٨ أتردين عليه حديقته ؟ ٦٣ اجتنبوا السبع املوبقات ١٢٥-٥٤ أحلت لنا ميتتان ودمان

٥٥ إذا بلغ املاء قلتني مل ينجسه شيء ٧٣ إذا التقى اخلتانان فقد وجب الغسل

٣٧٧ فاجلدوها ، مث إن زنت فاجلدوها إذا زنت فاجلدوها ، مث إن زنت ٤٢٠- ٢٨٦ ارجع فصل فإنك مل تصل

٣٨٣ استوصوا بالنساء خريا ، فإن عوان عندكم ١٧٥ اإلسالم يهدم ما قبله

٢١٣ اصنعوا كل شيء إال النكاح ٤٠٥ اعتقوا عنه يعتق اهللا بكل عضو منه عضوا من النار

١٩٠ اقتلوه ٢٩٠ أال إن كل ربا يف اجلاهلية موضوع

ه وسلم أن احلارث بن سويد قتل جمذر فأوجب النيب صلى اهللا علي .القود ومل يوجب كفارة

٤٠٤

١٤٧ إن اهللا قد أعطى لكل ذي حق حقه فال وصية لوارثأن رجال اعتق يف مرضه ستة أعبد مل يكن له مال غريهم ، فبلغ ذلك

النيب صلى اهللا عليه وسلم فدعاهم فجزأهم ثالثة أجزاء ، مث أقرع بينهم ، فأعتق اثنني وأرق أربعة

١٥٥

فهرس األحاديث

٤٨٣


لصفحةرقم ا احلديث ١٨٣ إن شئت فصم وإن شئت فأفطر

٣٩٢ إن الصعيد الطيب طهور املسلم ، وإن مل جيد املاء عشر سننيأن عمرو بن أمية الضمري قتل رجلني يف عهد النيب صلى اهللا عليه

وسلم فودامها النيب عليه الصالة والسالم ، ومل يوجب كفارة٤٠٤

١٥٢ هم عالة يتكففون الناسإنك إن تدع ورثتك أغنياء خري من أن تدع ٥٨ إمنا األعمال بالنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى

٥٧ إمنا الوالء ملن أعتق ١٩٠ أن النيب صلى اهللا عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه املغفر

١٨٩ إن هذا البلد حرام حرمه اهللا يوم خلق السماوات واألرضرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف أن وفد ثقيف حني قدموا على عهد

النصف من رمضان أمرهم بصوم ما بقي من الشهر ومل يأمرهم بالقضاء

١٧٥

٥١ األمي أحق بنفسها ، والبكر تستأذنأميا امرأة سألت زوجها الطالق من غري ما بأس فحرام عليها رائحة

اجلنة٢٤٠

٣٥٦- ٣٥٢ ها أميا رجل نكح امرأة فدخل ا فال حيل له نكاح ابنت ١٩٩- ١٩٤ نعم : أيؤذيك هوام رأسك ؟ قال

٢٥١ النكاح والطالق والرجعة: ثالث جدهن جد وهزهلن جد ٥١ الثيب أحق بنفسها من وليها

٥٦ الذهب بالذهب مثال مبثل ، والفضة بالفضة مثال مبثل ٣٤٢م خذوا عين قد جعل اهللا هلن سبيال البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عا

خرج رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عام الفتح يف شهر رمضان فصام حىت بلغ الكديد مث أفطر وأفطر الناس

١٨٢- ١٦٥

٤٨٤


رقم الصفحة احلديث ٤٢٤ خرجنا مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إىل مكة فصلى ركعتني حىت رجع

٣٨٢ خريكم خريكم ألهله وأنا خريكم ألهلي ٤١٨-٤٠ اخلطأ والنسيان رفع عن أميت

١٧٣- ١٧٢ رفع القلم عن ثالثة ١٤٤ السيف حماء للخطايا

١٨١ الصائم يف السفر كاملفطر يف احلضر- ٧٣-٦٧ صدقة تصدق اهللا ا عليكم فاقبلوا صدقته

٤١٩- ١٠٦-٤٣٤

صلى بنا النيب صلى اهللا عليه وسلم مبىن آمن ما كان الناس وأكثره ركعتني

٤٢٤

٤٢٩ .يوم اخلندق بعد املغرب صلى العصر ٤٣٨- ٤٣٦ صلوا كما رأيتموين أصلي

١٦٧ صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثالثني ٥٦ الطعام بالطعام مثال مبثل ٤٧ يف الغنم يف سائمتها

٢٧٩ فلها املهر مبا استحل من فرجها ٢١٠ وسبعة إذا رجع إىل أهلهفمن مل جيد فليصم ثالثة أيام يف احلج

٣٩٠ قتلوه قتلهم اهللا ٧١-٥٤ قد خريين ريب ، واهللا ألزيدن على السبعني

٣٣٧ كل من مال يتيمك غري مسرف ، وال مباذر ، وال متأثل ١٤٤ يف من قتل بعد أخذ الديةاال أع

٦٨ ال تبع ما ليس عندك

٤٨٥


رقم الصفحة احلديث ٢٤٣ وق اآلخر عسيلتها وتذوق عسيلتهحتل لزوجها األول حىت يذ ال

١٦٨ ال تقدموا الشهر بصوم يوم وال يومني ٣٦٤ ال تكون ألحد بعدك مهرا

٥٣ ال زكاة يف مال حىت حيول عليه ٥٧ ال صالة إال بطهور

١٨٩ ال حيل المرئ مسلم يؤمن باهللا واليوم اآلخر أن يسفك ا دما ١٨٢ ليس من الرب الصوم يف السفر

٧٥-٤٧ يل الواجد ظلم حيل عرضه وعقوبته ٧٣ املاء من املاء

٢٤٠ املختلعات هن املنافقات ٧٥-٤٦ مطل الغين ظلم

٣٠٦ من أسلف فليسلف يف كيل معلوم ووزن معلوم إىل أجل معلوم ١٤٢ من قتل له قتيل فهو خبري النظرين ٢٤ من ال يشكر الناس ال يشكر اهللا

٢٠٤ ي فليصم ثالثة أيام يف احلج قبل يوم النحرمن مل يكن معه هد ٢ من يرد اهللا به خريا يفقه يف الدين

٣٥٠ ى عن اجلمع بني املرأة وعمتها واملرأة وخالتها ١٦٩ ى عن صيام ستة أيام

١٣١ فكلوها : قال . ال : هل عندك غىن يغنيك ؟ قال ٣٦٥ هل عندك من شيء تصدقها ؟

٦١ هو الطهور ماؤه ٣٥٠ حير م من الرضاعة ما حيرم من النسب

٤٨٦


رقم الصفحة القائل األثرذا اشتد اخلوف صلوا رجاال قياما على أقدامكم أو إ

ركبانا ، مستقبلي القبلة وغري مستقبليها ٢٨٧ ابن عمر

٢١٥ ابن عباس إذا تطهرن ، أي إذا اغتسلن باملاء ١٦٤ ابن عباس طرإذا سافر أثناء الشهر فله الف

٣٥٣ ابن عباس أم املرأة مبهمةاألم ال حترم إال بالدخول بابنتها كما ال حترم ابنتها

إال بالدخول ا زيد بن - علي

ثابت٣٥٣

١١٠ ابن عمر إن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أتانا وحنن ضالل ١٥٥ عائشة أن عائشة رضي اهللا عنها أوصت ملوالة هلا مبتاعها

١٥٥ عمر أن عمر أوصى ألمهات أوالدهوإنك إمنا تدع ) إن ترك خيرا (إن اهللا تعاىل يقول

شيئا يسريا فدعه لورثتك ١٥٢ علي

وهذا شيء يسري ) إن ترك خيرا (إن اهللا تعاىل يقول فدعه لعيالك

١٥٢ عائشة

ا طلقت أن املويل إذا مضت أربعة أشهر ومل يفئ فيه امرأته تطليقة بائنة

–ابن مسعود وعدد من الصحابة

٢٢٢

عدد من أن املويل يوقف بعد األربعة أشهر فيفيء أو يطلق الصحابة

٢٢١

٣٠٦- ٣٠٢ ابن عباس إا أنزلت يف السلم إىل أجل معلوم

فهرس اآلثار

٤٨٧


رقم الصفحة القائل األثرإا املرأة تكون عند الرجل ال يستكثر منها ، فرييد

طالقها ويتزوج عليها ٤٤٨ عائشة

أن اليهود كانوا إذا حاضت املرأة فيهم مل يؤاكلوها ومل جيامعوها يف البيوت

٢١٣ أنس

أول ما فرضت الصالة ركعتني فأقرت صالة السفر وأمتت صالة احلضر

١٠٧ عائشة

تويف رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ودرعه مرهونة اعا من شعري عند يهودي بثالثني ص

٣١٤ عائشة

٤٢٤ عائشة جواز القصر خمصوص حبال اخلوفخرجنا مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم نصرخ

باحلج صراخا ٢٠٧ أبو سعيد اخلدري

سافرنا مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فمنا الصائم ومنا املفطر

١٨٣ أنس

١٦٣ ةعائش - علي شهد الشهر وهو مقيم يف داره ١٨٣ ابن عباس –علي صوم املسافر صحيح

١٣٣- ١٢٦ ابن عباس غري باغ يف امليتة وال عاد يف أكلهابن عمر –عمر الفطر يف حق املسافر عزم

عبد –أبو هريرة الرمحن بن عوف

١٨١- ١٨٠

١٦٧ كريب قدمت الشام فرأيت اهلالل ليلة اجلمعة ١٤٩ ابن عباس من إمثه قد وقع أجر املوصي على اهللا وبريء

١٤٠ ابن عباس فمن عفي له من أخيه شيء: القول يف معىن كان ابن عمر إذا مضى من شعبان تسعة وعشرون

يوما يبعث من ينظر له اهلالل ١٧٠ نافع

٤٨٨


رقم الصفحة القائل األثر ٢٥٥ معقل بن يسار كانت يل أخت فأتاين ابن عم فأنكحتها إياه

١٣٩ ابن عباس ئيل القصاص ومل تكن فيهم الدية كان يف بين إسرا ٣٧٨ ابن عباس الحد على األمة إذا زنت ومل حتصن وإمنا تعزر

١٥٨ ابن عباس ال يلحقه إمث املبدلنصوم يوما من شعبان أحب إلينا من أن نفطر لئن

يوما من رمضان ١٧٠ عائشة+ علي

ىت نكمل لكنا رأيناه ليلة السبت فال نزال نصوم ح العدة أو نراه

١٦٨ ابن عباس

١٧١ ابن عمر لو صمت السنة كلها ألفطرت اليوم الذي يشك فيه ١٦٧ ابن عباس مىت رأيتم اهلالل

١٩٢ ابن عباس من أحدث حدثا يف احلرم أقيم عليه ما أحدث فيه من شيء من أحرم حبج أو عمرة مث حبس عن البيت مبرض

ه ذبح ما تيسر من اهلدي جيهده أو عدو حيبسه فعلي ١٩٧ ابن عباس

١٩٨ ابن عباسمن أحرم حبج أو عمرة فليس له أن حيل حىت يتمهما ١٥٢ علي من ترك ماال يسريا فليدعه لورثته فهو أفضل

١٦٩ عمار بن ياسر من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم على من كان مقيما على الربا ال يرتع عنه كان حقا

إمام املسلمني أن يستتيبه فإن نزع وإال ضرب عنقه ٢٩٦- ٢٩٣ ابن عباس

١٤٨ ابن عباس نسخ منها كل من كان يرث بآية الفرائض هي اليتيمة تكون يف حجر وليها ، تشركه يف ماله

.ويعجبه ماهلا ومجاهلا ٣٢٢- ٣١٨ عائشة

١٥١- ١٤٨ ابن عباس الوصية يف املال قل أو كثر ٣٥٦ علي نكاح الربيبة إذا مل تكن يف حجر الزوج جيوز

٤٨٩


رقم الصفحة القائل األثر ٣٤٩ ابن عباس حيرم من النسب سبع ، ومن الصهر سبع

٢٩٣ ابن عباس خذ سالحك للحرب : يقال آلكل الربا يوم القيامة ١٦٨ علي –عمر يكره صوم يوم الشك

٤٩٠


.لمات الغامضة ، واألماكن ، والقبائل ويشمل الك

رقم الصفحة الكلمة ٢٩٦ البهرج ٢٢٦ التربص

٢١٢ حاضروا املسجد احلرام ١٨٧ احلرمات ٢٧ الداللة

٢٩ داللة اإلشارة ٢٩ داللة االقتضاء ٢٨ داللة االلتزام ٢٩ داللة اإلمياء ٢٨ داللة التضمن

٢٩ )م داللة املفهو( داللة غري املنظوم ٢٨ الداللة اللفظية الوضعية

٢٨ داللة املطابقة ٢٩ )داللة غري املنظوم ( داللة املفهوم ٢٨ )املنطوق ( داللة املنظوم

٣٩٩ الذمي ٣٥٠ الربائب ٣٠٦ السلم ٨٧ الشرط

املصطلحاتفهرس

٤٩١


رقم الصفحة الكلمة ٨٨ الشرط اجلعلي ٨٩-٨٨ الشرط الشرعي ٨٨ الشرط اللغوي

١١٨ الضدان ٢٥٧ لعضلا

٣٣ )مفهوم املوافقة ( فحوى اخلطاب ٢٢٦ القرء ١٦٥ الكديد

٣٣ )مفهوم املوافقة ( حلن اخلطاب ٣٣٧ متأثل ٤٣ املخالفة ٣٩٩ املستأمن ٣٩٩ املعاهد ٣٠ املفهوم

٥٨ مفهوم االستثناء ٥٠ مفهوم األوصاف اليت تطرأ وتزول

٥١ مفهوم التقسيم ٤٧ مفهوم احلال

٥٨ وم احلصرمفه ٤٨ مفهوم الزمان ٩٢ مفهوم الشرط ٤٦ مفهوم الصفة ٥٣ مفهوم العدد

٤٩٢


رقم الصفحة الكلمة ٤٩ مفهوم العلة ٥٢ مفهوم الغاية ٥٥ مفهوم اللقب ٤٣ مفهوم املخالفة ٤٩ مفهوم املكان

٣٣ )فحوى اخلطاب) ( حلن اخلطاب ( مفهوم املوافقة ٣٣ مفهوم املوافقة األولوي ٣٩ مفهوم املوافقة الظين ٣٩ مفهوم املوافقة القطعي ٣٤ مفهوم املوافقة املساوي

٢٨ )داللة املنظوم ( املنطوق ٢٨ املنطوق الصريح

٢٨ املنطوق غري الصريح ١١٨ النقيضان ٩٧ هذيل ١٤٧ الوصية

٤٩٣


رقم الصفحة اسم املسألة كتاب الطهارة باب التيمم

.........................املريض الذي جيد املاء تيمم ....................... التيمم يف احلضر إذا عدم املاء

باب احليض

.... حكم إتيان املرأة بعد انقطاع احليض وقبل الغسل

كتاب الصالة

........ إقامة الصالة كما شرعت حال األمن حكم

باب يف صالة أهل األعذار .................... ة الصالة حال اخلوفقصر كيفي

............قصر الصالة الرباعية يف السفر حال األمن ............................ صالة اخلوف يف احلضر

..........صالة اخلوف بعد النيب صلى اهللا عليه وسلم .......................محل السالح يف صالة اخلوف

حال اخلوف والسفر ة وعددهاحكم قصر هيئة الصال

٣٨٩ ٣٩٢

٢١٤ ٢٨٦

٤٢٠ ٤٢٣ ٤٢٨ ٤٣٥ ٤٤١ ٤٤٥

فهرس املسائل الفقهية

فهرس املسائل الفقهية

٤٩٤


رقم الصفحة اسم املسألة كتاب الصيام

من شهد دخول الشهر مقيما مث سافر فيه ، هل له أن ................................. يترخص بالفطر ؟

).....م الشك صوم يو( الرؤية والعلم بدخول الشهر ...........صوم انون الذي أفاق أثناء شهر رمضان ...........صوم الكافر الذي أسلم أثناء شهر رمضان

...صوم غري رمضان يف شهر رمضان ملن له الفطر فيه ..........................هل ينعقد صوم املسافر ؟

كتاب احلج باب أركان احلج وواجباته

..................... ى املفرداهلدي عل حكم حكم اهلدي على املتمتع إذا كان من حاضري املسجد احلرام

باب الفوات و اإلحصار

اإلحصارإمتام النسك بعد الدخول فيه عند عدم حكم باب الفدية

من حلق لغري عذر ، هل له التخيري يف الفدية أم جيب ....................................... عليه الدم ؟

.. اشتراط الترتيب يف كفارة التمتع بني اهلدي والصيامهل يشترط يف صيام الثالثة أيام يف كفارة التمتع أن

.......................... تكون بعد إحرام احلج ؟هل يشترط يف صيام السبعة األيام يف كفارة التمتع

.............................. الرجوع إىل األهل ؟

١٦٣ ١٦٧ ١٧٢ ١٧٥ ١٧٨ ١٨٠ ٢٠٣ ٢١٢ ١٩٧ ١٩٩ ٢٠٤ ٢٠٦ ٢٠٩

٤٩٥


رقم الصفحة اسم املسألة كتاب اجلهاد

........................... االبتداء بالقتال يف احلرم ......... مىت جيوز قتال الكفار ؟ ومىت يكف عنهم ؟

كتاب البيع باب الربا

يقبضه من الربا بعد بلوغ ما ملاملرايب أخذ حكم .......................................... التحرمي

......... هل اشتراط اإلميان هنا مقصودا لترك الربا ؟ ..................استتابة املرايب وأخذ ماله إن مل يتب

باب السلم

................. تسمية األجل لصحة السلم حكم

باب الرهن ..... ح الرهن يف احلضر أو مع وجود كاتب ؟هل يص

كتاب احلجرحبس من عليه دين ومل يكن معسرا من أجل حكم

........................................ قضاء دينه ............ اشتراط الرشد والبلوغ لدفع املال لليتامى

..........................ما حيل لويل اليتيم من ماله

١٨٨ ٣٩٧ ٢٩٠ ٢٩٥ ٢٩٦ ٣٠٦ ٣١٤

٢٩٩ ٣٣٢ ٣٣٧

٤٩٦


رقم الصفحة اسم املسألة كتاب الوصية باب املوصى به ................... من الذي يستحب له أن يوصي ؟

................................. التبديل يف الوصية باب املوصى له

...................... هل تصح الوصية لغري األقربني

كتاب الفرائضإعطاء من مل حيضر قسمة التركة شيئا منها ، ممن حكم

.............. ال يرث أو كان من املساكني واليتامى

كتاب النكاحنكاح أكثر من واحدة وإن مل خيف من القسط حكم

......................................... يف اليتامى ........ خيف من اجلور نكاح اليتيمة إذا مل حكم

..................حكم التعدد مع عدم خوف العدل االقتصار على الواحدة عند عدم اخلوف من حكم ............................................ العدل

باب أركان النكاح وشروطه ..................... العضل عند عدم التراضي حكم

١٥١ ١٥٨ ١٥٤ ٣٤٠

٣٢٠ ٣٢٢ ٣٢٤ ٣٢٦ ٢٥٧

٤٩٧


رقم الصفحة اسم املسألة

باب احملرمات يف النكاح .............. نكاح أم الزوجة غري املدخول ا حكم

................إذا مل يدخل بأمها حكم نكاح البنتجيوز للحر املسلم الذي يستطيع مهر احلرة ومل هل

........................؟ خيف الزنا أن ينكح األمة كتاب الصداق

املهر كامال للمطلقة املدخول ا واملسمى مهرها حكم............................................ ......استحقاق املطلقة املدخول ا كامل املهر املسمى

.....................أخذ شيء من مهر املرأة حكمد الدخول ا مطلقا هر املرأة بعأخذ شيء من م حكم

.................... سواء أراد أن يفارقها أو مل يرد .........................املهر إلباحة النكاح حكم

...............؟ يصح جعله صداقا هلما ليس مبال باب عشرة النساء

....................... معاقبة املرأة إذا نشزت .............ني الزوجنيبعث احلكمني عند الشقاق ب

تنازل املرأة عن بعض حقوقها مقابل بقائها مع حكم

....................................... زوجها كتاب اخللع

اشتراط اخلوف من عدم إقامة حدود اهللا لصحة ........................................... املخالعة

٣٥٢ ٣٥٦ ٣٧٢ ٢٧٨ ٢٨٣ ٣٢٨ ٣٤٧ ٣٦٠ ٣٦٣

٣٨٢ ٣٨٥ ٤٤٨ ٢٣٨

٤٩٨


رقم الصفحة اسم املسألة كتاب الطالق باب الرجعة ................. اشتراط إرادة اإلصالح عند الرجعة

رجعة املطلقة دون ثالث إذا كانت مدخوال ا حكم ................................. يف العدة أو بعدها

حة النكاح من الزوج اشتراط ظن إقامة حدود اهللا لص ............................................ األول

..............................اإلمساك بقصد الضرار باب يف املتعة

............. متعة املطلقة املدخول ا واملسمى مهرها

كتاب اإليالءوقوع الطالق بعد مضي األربعة أشهر من اإليالء إذا مل

.......................................... فيهايفئ

كتاب العدة كتمان النساء ما خلق اإلميان أثر يف حترمي طهل الشترا

............................... أرحامهن ؟اهللا يف ......مؤاخذة األولياء إذا مل جتتنب احملتدة ما يت عنه

كتاب الرضاع

................. احلولنياشتراط التراضي للفطام قبل .عند إرادة االسترضاع للولد تسليم األجرة للمرضعة اشتراط

٢٣٠

٢٤٥

٢٤٨ ٢٥٣

٢٧٣

٢٢٠

٢٢٨

٢٦٨

٢٦٢

٢٦٥

٤٩٩


رقم الصفحة اسم املسألة كتاب اجلنايات

................................ العفو عن القصاص .................. أو أخذ الدية القتل بعد العفو جمانا

.. قاتل املؤمن خطأ ال يترتب عليه جزاء من قتله عمدا

كتاب الديات باب كفارة القتل

....................القتل العمديف حكم الكفارة يف ..............هل جتب الكفارة يف قتل الكافر خطأ ؟

كان بني الدية والكفارة يف قتل املؤمن خطأ إذا حكم ............................كفار بيننا وبينهم ميثاق

إذا قتل خطأ بني قوم حكم الدية والكفارة يف املؤمن .......................كفار ليس بيننا وبينهم ميثاق

بيننا إذا قتل املؤمن كافرا خطأ من قوم ليسيف احلكم ...............................وبينهم ميثاق

يصح الصيام يف كفارة القتل ممن يستطيع عتق هل .......................................... الرقبة ؟

كتاب احلدود باب حد الزنا

....................... األمة غري احملصنة عقوبة

١٤٢ ١٤٣ ٤١٨ ٤٠٣ ٤٠٨ ٤١١ ٤١٣ ٤١٥ ٤١٦

٣٧٧

٥٠٠


رقم الصفحة اسم املسألة

تاب التعزيرك ................ إيذاء من مل يتب أو يصلح بعد التوبة

كتاب األطعمة

الزيادة من هذه احملرمات عن ما يسد به الرمق ويوصل ........................................ حد الشبع

........ تناول هذه احملرمات للمضطر يف سفر املعصية

كتاب الشهادات مالء الدين من عليه احلق إال من عذرأن يتوىل إ حكم

..هل يشترط عدم وجود الرجلني الستشهاد املرأتني ؟ اإلدالء بالشهادة على من مل يطلب منه ذلك حكم

.............................................

٣٤٤ ١٢٨ ١٣٤ ٣٠٨ ٣١٠ ٣١٢

٥٠١


رقم الصفحة االسم ٣٧٧ أبو ثور: الكليب إبراهيم بن خالد

٢٠٤ أبو بكر بن مسعود بن أمحد الكاساين احلنفي أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أمحد بن يزداد احلنبلي ، املعروف

بغالم اخلالل١٣٠

٥٠ أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن بن عبد اهللا القرايف ٣٨ أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم احلراين الدمشقي

٥٠ ) أبو زرعة العراقي( احلسني الكردي أمحد بن عبد الرحيم بن ٩٣ أمحد بن علي بن برهان ٩٢ ) ابن الساعايت احلنفي( أمحد بن علي بن تغلب

٢٣١ املعروف باجلصاصالرازي ، أمحد بن علي ١٠٣ أمحد بن عمر بن سريج

١٥٦ إسحاق بن إبراهيم بن خملد احلنظلي املروزي ١٢٩ ن عبد الرمحن بن أيب كرمية احلجازي ، وهو السديإمساعيل ب

٢٠٣ إمساعيل بن عمر بن كثري ٤٣٧ إمساعيل بن حيىي بن إمساعيل املزين

١١٠ أمية بن عبد اهللا ٣٥٤ بشر بن غياث بن أيب كرمية املريسي العدوي

١٢٩ احلسن بن أيب احلسن بن يسار البصري ١٠٥ ب باجلعلاحلسني بن علي بن إبراهيم ، امللق ٣٦ داود بن علي األصبهاين الظاهري ١٣٥ الربيع بن خثيم بن عائذ الثوري

فهرس األعالم املترجم هلم

٥٠٢


رقم الصفحة االسم ٢١٥ زفر بن اهلذيل

١٢٦ سعيد بن جبري بن هشام األسدي الكويف ١٠٥ سليمان بن خلف بن سعد الباجي القرطيب املالكي

١٧١ السيد حممد األلوسي ١٥٦ الضحاك بن مزاحم اهلاليل

١٤٩ ان اخلوالين اهلمداين الفارسيطاووس بن كيس ١٥٣ عامر بن شراحيل بن عبد بن كبار احلمريي الشعيب

١٠٥ عبد اجلبار بن أمحد بن عبد اجلبار اهلمذاين٧٧ يد البصري األخفش الكبريعبد احلميد بن عبد ا

١٣٥ عبد الرمحن بن عمرو بن حيمد األوزاعي ٢٤٦ قاسم بن حسن السلميعبد العزيز بن عبد السالم بن أيب ال

٧٠ عبد الغفور بن لقمان بن حممد الكردري احلنفي ٤٤ عبد اهللا بن أمحد بن قدامة املقدسي

٢٥٨ عبد اهللا بن عمر بن حممد بن علي البيضاوي الشافعي ٣٦٧ عبد اهللا بن حممود بن مودود املوصلي احلنفي

٩٧ عبد اهللا بن يوسف بن أمحد بن عبد اهللا بن هشام ١٣٧ عبد امللك بن حبيب بن سليمان السلمي

٤٢٩ عبد امللك بن عبد العزيز بن عبد اهللا بن أيب سلمة املاجشون ١٠٤ عبد امللك بن عبد اهللا بن يوسف بن عبد اهللا اجلويين

٧٦ عبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف السبكي ٣٦١ عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أمحد البغدادي املالكي

١٠٣ عبيد اهللا بن احلسني بن دالل بن دهلم الكرخي ١٦٣ عبيدة بن عمرو السلماين الكويف

٥٠٣


رقم الصفحة االسم ٤٣ عثمان بن عمر بن أيب بكر بن يونس بن احلاجب

٣٢٢ عروة بن الزبري بن العوام ٣٩٠ عطاء بن أيب رباح

٣٠ علي بن أيب علي بن حممد اآلمدي ١٠٤ الظاهريعلي بن أمحد بن سعيد بن حزم القرطيب

٥٤ علي بن عبد الكايف بن علي األنصاري السبكي ٣٥٨ علي بن حممد بن احلسني ٧٧ عمرو بن عثمان بن قنرب

٣٦٣ بن موسى بن عياض اليحصيب عياض ١٢٩ قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي

١٦٧ كريب بن أيب مسلم اهلامشي العباسي احلجازي ١٤٨ الحق بن محيد بن سعيد البصري ١٢٦ جماهد بن جرب املكي املخزومي ٢٩٧ حممد أبو بكر بن خويز منداد

١٥٤ حممد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري ٢٣٠ )ابن قيم اجلوزية ( حممد بن أيب بكر بن عبد اهللا

١٣٨ حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري اخلزرجي القرطيب ٣٥٧ خسيحممد بن أمحد بن أيب سهل السر

٣١ ) ابن النجار احلنبلي( العزيز الفتوحي حممد بن أمحد بن عبد ٣٧٦ حممد بن أمحد بن علي احلسين املعروف بالشريف التلمساين ٣٧ حممد بن أمحد بن حممد بن رشد األندلسي القرطيب املالكي

٢٣٤ حممد بن إمساعيل بن صالح احلسين الصنعاين ، املعروف باألمري ٢٣٤ ألمني بن حممد املختار اجلكين الشنقيطيحممد ا

٥٠٤


رقم الصفحة االسم ١٨٤ بن يزيد بن كثري الطربي حممد بن جرير

٧٦ حممد بن احلسن بن فرقد الشيباين ٣٦ حممد بن الطيب بن حممد الباقالين

٣٧ حممد بن عبد الرحيم بن حممد األرموي اهلندي ٤٥ حممد بن عبد اهللا بن ادر الزركشي

٤١٧ بن علي اخلرشي حممد بن عبد اهللا ٢٣١ بن العريب املعافري املالكيحممد بن عبد اهللا بن حممد

٣٢٤ )ابن اهلمام احلنفي ( حممد بن عبد الواحد بن عبد احلميد ٨٩ حممد بن عمر بن احلسني التميمي الرازي

١٠٢ )أبو احلسني البصري ( حممد بن علي بن الطيب البصري ٢٦٤ زيز املوزعيحممد بن علي بن عبد الع

٣٧ حممد بن علي بن حممد الشوكاين ٤٩ حممد بن حممد بن حممد بن أمحد الطوسي

١٤٨ حممد بن مسلم بن عبيد اهللا بن عبد اهللا بن شهاب الزهري ٢٤٨ حممد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان األندلسي ٢٦٨ حممود بن عمر بن حممد الزخمشري اخلوارزمي النحوي

٧٥ التيمي بن املثىنمعمر ٤٨ منصور بن حممد بن عبد اجلبار املروزي السمعاين

٢٨٧ نافع بن جبري بن مطعم بن عدي ١٩٠ هالل بن عبد العزى بن خطل

٤٣٧ يعقوب بن إبراهيم بن حبيب األنصاري ٦٧ يعلى بن أمية

١٥٤ يوسف بن عبد اهللا بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب

٥٠٥


) لقرآن الكرمي وعلومها( . القرآن الكرمي - ١أبو عبد اهللا حممد بن إدريس الشافعي ت : أحكام القرآن - ٢عبد الغين عبد اخلالق ، دار الكتاب العريب ، : ، حتقيق ) هـ٢٠٤(

.هـ ١٤٠٠بريوت ، أبو بكر أمحد بن علي الرازي اجلصاص ت : أحكام القرآن - ٣وي ، دار إحياء التراث العريب ، حممد قمحا: ، حتقيق ) هـ٣٧٠(

.هـ ١٤٠٥بريوت ، أبو بكر حممد بن عبد اهللا املعروف بابن العريب : أحكام القرآن - ٤

حممد عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية : ، عناية ) هـ٥٤٣(ت . ١، بريوت ، ط

للواحدي ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، : أسباب الرتول - ٥ .هـ ١٤٠٠

حممد األمني بن حممد : أضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن - ٦حممد عبد العزيز : ، عناية ) هـ١٣٩٣(املختار اجلكين الشنقيطي ت

هـ ١٤١٧، ١اخلالدي ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، لبنان ، ط ناصر : أنوار الترتيل وأسرار التأويل املعروف بتفسري البيضاوي - ٧

عيد عبد اهللا بن عمر بن حممد الشريازي البيضاوي ، دار الدين أبو س . م٢٠٠١، ١صادر ، بريوت ، ط

أسعد الطيب ، مكتبة الباز ، مكة ، : حتقيق : تفسري ابن أيب حامت - ٨

.م ١٩٩٩

صادر واملراجعاملفهرس

٥٠٦


أبو حيان حممد بن يوسف األندلسي ت : تفسري البحر احمليط - ٩ض و زكريا عادل عبد املوجود و علي معو: ، حتقيق ) هـ٧٤٥(

، ١النوين و أمحد اجلمل ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، لبنان ، ط .هـ ١٤١٣

منصور بن حممد بن : أليب املظفر السمعاين :تفسري القرآن -١٠

ياسر إبراهيم و غنيم : ، حتقيق ) هـ٤٨٩(عبد اجلبار التميمي ت .هـ ١٤١٨، ١عباس ، دار الوطن ، ط

عماد الدين أبو الفداء إمساعيل بن كثري : عظيمتفسري القرآن ال -١١

.، مؤسسة الريان ) هـ٧٧٤(القرشي الدمشقي ت

مجال الدين حممد بن علي : تيسري البيان ألحكام القرآن -١٢أمحد حممد املقري ، طبعة رابطة العامل اإلسالمي ، / املوزعي ، حتقيق د

.هـ ١٤١٨مكة املكرمة ، فخر الدين حممد بن عمر بن : مفاتيح الغيبالتفسري الكبري و -١٣

خليل امليس ، دار الفكر ، : ، عناية )هـ٦٠٦(احلسني الرازي ت هـ ١٤١٥بريوت ،

أبو جعفر حممد بن جرير بن : جامع البيان يف تأويل القرآن -١٤

أمحد حممد شاكر ، مؤسسة : ، حتقيق ) هـ٣١٠(يزيد الطربي ت هـ١٤٢٠، ١الرسالة ، بريوت ، ط

اجلامع ألحكام القرآن ، واملبني ملا تضمنه من السنة وآي -١٥/ أبو عبد اهللا حممد بن أمحد بن أيب بكر القرطيب ، حتقيق د: القرآن

عبد اهللا بن عبد احملسن التركي وآخرون ، مؤسسة الرسالة ، بريوت ، .هـ ١٤٢٧، ١ط

٥٠٧


أبو : ثاينروح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع امل -١٦الفضل شهاب الدين السيد حممود األلوسي البغدادي ت

، دار إحياء التراث العريب ، بريوت ، لبنان ، الطبعة ) هـ١٢٧٠( .املنريية

: فتح القدير اجلامع بني فين الرواية والدراية من علم التفسري -١٧

.، عامل الكتب ) هـ١٢٥٠(حممد بن علي الشوكاين

: اإلهلية بتوضيح تفسري اجلاللني للدقائق اخلفيةالفتوحات -١٨، ) هـ١٢٠٤(سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهري باجلمل ت

.دار الفكر الكشاف عن حقائق الترتيل وعيون األقاويل يف وجوه -١٩

أبو القاسم جار اهللا حممخود بن عمر الزخمشري اخلوارزمي : التأويل .مكتبة املعارف ، الرياض –بريوت ، دار املعرفة ،) هـ٥٣٨(ت

أبو حممد احلسني بن : معامل الترتيل املعروف بتفسري البغوي -٢٠

حممد النمر و عثمان مجعة و : حتقيق ) هـ٥١٦(مسعود البغوي ت .هـ ١٤١٤، ٢سليمان احلرش ، دار طيبة ، الرياض ، ط

*********************

)احلديث وعلومه ( أبو عبد اهللا حممد بن إدريس الشافعي ت : ف احلديثاختال -٢١

لثقافية ، عامر أمحد حيدر ، مؤسسة الكتب ا: ، حتقيق ) هـ٢٠٤( هـ ١٤٠٥، ١بريوت ، ط

حممد ناصر الدين : إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل - ٢٢

.هـ ١٣٩٩، ١، املكتب اإلسالمي ، ط األلباين

٥٠٨


أبو حممد عبد اهللا بن مسلم بن قتيبة ت : ديثتأويل خمتلف احل -٢٣حممد زهري النجار ، مكتبة الكليات األزهرية ، : ، حتقيق ) هـ٢٧٦(

.هـ ١٣٨٦ إمساعيل بن : حتفة الطالب مبعرفة أحاديث خمتصر ابن احلاجب -٢٤

عبد الغين الكبيسي ، / ، حتقيق د) هـ٧٧٤(عمر بن كثري القرشي ت .هـ ١٤١٦، ٢ط دار ابن حزم ، بريوت ،

حممد بن : سبل السالم شرح بلوغ املرام من مجع أدلة األحكام -٢٥

حممد عبد القادر عطا : ، عناية ) هـ١١٨٢(إمساعيل األمري الصنعاين ت .هـ ١٤٠٨، ١، دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط

حممد :سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها -٢٦

.هـ ١٤١٦، ١، مكتبة املعارف ، الرياض ، ط األلباين ناصر الدين : الضعيفة واملوضوعة وأثرها السيئ على األمة سلسلة األحاديث -٢٧

هـ ١٤٢٢، ١، مكتبة املعارف ، الرياض ، ط حممد ناصر الدين األلباين. أبو عبد اهللا حممد بن يزيد القزويين ت : سنن ابن ماجة -٢٨

.مد فؤاد عبد الباقي ، دار الفكر ، بريوت حم: حتقيق ) هـ٢٧٥( أبو داود سليمان بن األشعث السجستاين األزدي : سنن أيب داود -٢٩

.مدمد حمي الدين عبد احلميد ، دار الفكر : ، حتقيق ) هـ٢٧٥(ت أبو بكر أمحد بن احلسني بن علي مب موسى : سنن البيهقي الكربى -٣٠

حممد عبد القادر عطا ، مكتبة دار الباز :، حتقيق ) هـ٤٥٨(البيهقي ت .هـ ١٤١٤، مكة ،

٥٠٩


أبو عيسى حممد بن عيسـى : "اجلامع الصحيح " سنن الترمذي -٣١أمحد حممد شاكر وآخرون : ، حتقيق ) هـ٢٧٩(بن سورة الترمذي ت

.، دار إحياء التراث العريب ، بريوتالـدارقطين أبو احلسن علي بن عمر بن أمحـد : سنن الدارقطين -٣٢

البغدادي عبد اهللا هاشم مياين املـدين ، دار املعرفـة ، : ، حتقيق ) هـ٣٨٥(ت

.هـ ١٣٨٦بريوت ، عن طبعة املدينة املنورة ، أبو حممد عبد اهللا بن عبد الـرمحن الـدارمي ت : سنن الدارمي -٣٣

فواز زمريل ، خالد العلمي ، دار الكتاب العريب ، : ، حتقيق ) هـ٢٥٥( .هـ ١٤٠٧، ١، ط بريوت

، حتقيق ) هـ٢٢٧(سعيد بن منصور ت : سنن سعيد بن منصور -٣٤ هـ ١٤١٤، ١لعصيمي ، الرياض ، ط سعد عبداهللا آل محيد ، دار ا/ د أبو عبد الرمحن أمحد بن شعيب النسـائي ت : السنن الكربى -٣٥ عبد الغفار البنداري ، سيد كسروي حسـن ، دار : حتقيق ) هـ٣٠٣( .هـ ١٤١١، ١لكتب العلمية ، بريوت ، ط ا

أبو عبد الرمحن أمحد بن شعيب النسائي : "اجملتىب " سنن النسائي -٣٦عبد الفتاح أبو غدة ، مكتب املطبوعات : ، حتقيق ) هـ٣٠٣(ت

هـ١٤٠٦، ٢اإلسالمية ، حلب ، ط أبو حامت حممد بن حبان بن أمحد البسـيت ت : صحيح ابن حبان -٣٧

شعيب األرناؤوط ، مؤسسة الرسالة ، بريوت ، ط : ، حتقيق ) هـ٣٥٤( .هـ ١٤١٤، ٢ أبو بكر حممد بن إسحاق بن خزمية النيسـابوري ت : صحيح ابن خزمية -٣٨

هـ ١٣٩٠حممد األعظمي ، املكتب اإلسالمي ، بريوت ، / ، حتقيق د) هـ٣١١(

٥١٠


مـد بـن أبو عبد اهللا حم: "اجلامع الصحيح " صحيح البخاري -٣٩مصطفى ديب البغـا ، دار / ، حتقيق د) هـ٢٥٦(إمساعيل البخاري ت

.هـ ١٤٠٧، ٣ابن كثري ، اليمامة ، بريوت ، ط ، حممد ناصر الدين األلباين ، مكتبـة صحيح الترغيب والترهيب -٤٠

. ٥املعارف ، الرياض ، ط حممد ناصر الـدين األلبـاين ، : صحيح اجلامع الصغري وزيادته -٤١

.هـ ١٤٠٨، ٣املكتب اإلسالمي ، بريوت ، ط حممد ناصر الدين األلباين: صحيح سنن النسائي باختصار السند -٤٢

.هـ ١٤٠٩، مكتب التربية العريب لدول اخلليج ، الرياض ، أبو احلسني مسـلم بـن احلجـاج القشـريي : صحيح مسلم -٤٣

لباقي ، دار إحياء جممد فؤاد عبد ا: ، حتقيق ) هـ٢٦١(النيسابوري ت .التراث العريب ، بريوت

حممد ناصر الـدين األلبـاين ، : ضعيف اجلامع الصغري وزيادته -٤٤

.هـ ١٤٠٨، ٣املكتب اإلسالمي ، بريوت ، ط كتـب ، امل حممد ناصر الدين األلبـاين : ضعيف سنن ابن ماجة -٤٥

.هـ ١٤٠٨اإلسالمي ، بريوت ، ، مكتبة املعارف مد ناصر الدين األلباينحم: ضعيف سنن الترمذي -٤٦

.هـ ١٤٢٢، الرياض ، ، مكتبة املعارف حممد ناصر الدين األلباين: ضعيف سنن النسائي -٤٧

.هـ ١٤١٩، الرياض ،

٥١١


بدر الدين أبو حممد حممود : عمدة القاري شرح صحيح البخاري -٤٨ .طبعة دار الفكر ) هـ٨٥٥(بن أمحد العيين ت

أمحد بن علي بن حجر : الباري شرح صحيح البخاريفتح -٤٩

حممد فؤاد عبد الباقي ، حمب الدين : ، حتقيق ) هـ٨٥٢(العسقالين ت .هـ ١٣٧٩اخلطيب ، دار املعرفة ، بريوت ،

أبو بكر أمحد بن علي اخلطيب البغدادي ، ت : الفقيه واملتفقه -٥٠

.هـ ١٤٠٠، ٢دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط ) هـ٤٦٣( ، دار ) هـ٨٠٧(علي بن أيب بكر اهليثمي ت : جممع الزوائد -٥١

.هـ ١٤٠٧بريوت ، –القاهرة ، دار الكتاب العريب –الريان للتراث أبو عبد اهللا حممد بن عبد اهللا احلاكم : املستدرك على الصحيحني -٥٢

مصطفى عبد القادر ، دار الكتب : ، حتقيق ) هـ٤٠٥(النيسابوري ت هـ١٤١١، ١علمية ، بريوت ، ط ال : ، حتقيق ) هـ٢٤٠(أبو عبد اهللا أمحد بن حنبل ت : املسند -٥٣

، ١السيد أبو املعاطي النوري وآخرون ، عامل الكتب ، بريوت ، ط .هـ ١٤١٩

: حممد بن عبد اهللا اخلطيب التربيزي ، حتقيـق : مشكاة املصابيح -٥٤

ـ ، ٣ب اإلسـالمي ، بـريوت ، ط حممد ناصر الدين األلبـاين ، املكت .هـ ١٤٠٥

أبو بكر عبد اهللا بن حممد بـن أيب شـيبة : مصنف ابن أيب شيبة -٥٥

كمال يوسف احلوت ، مكتبة الرشد ، : ، حتقيق ) هـ٢٣٥(الكويف ت . هـ ١٤٠٩، ١الرياض ، ط

٥١٢


أبو بكر عبد الرزاق بن مهام الصـنعاين ت : مصنف عبد الرزاق -٥٦حبيب الرمحن األعظمي ، املكتـب اإلسـالمي ، : ، حتقيق) هـ٢١١(

.هـ ١٤٠٢، ٢بريوت ، ط حتقيق عدة من األساتذة ، دار ابـن : املفهم شرح صحيح مسلم -٥٧

.م ١٩٩٦كثري ، املقاصد احلسنة يف بيان كثري من األحاديث املشتهرة على األلسنة -٥٨، مكتبـة ) هـ٩٠٢(مشس الدين حممد بن عبد الرمحن السخاوي ت :

.اخلاجني ، مصر أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي : املنتقى شرح املوطأ -٥٩

، ٢المي ، القاهرة ، ط ، دار الكتاب اإلس) هـ٤٠٣(األندلسي ، ت .هـ ١٣٣٢ـ ١٧٩(أبو عبد اهللا مالك بن أنس األصبحي ت : املوطأ -٦٠ ، ) هـ

.ء التراث العريب ، مصر حممد فؤاد عبد الباقي ، دار إحيا: حتقيق ، حتقيق ) هـ ٧٦٢(عبد اهللا بن يوسف الزيلعي ت : نصب الراية -٦١ .هـ ١٣٥٧ي ، دار احلديث ، مصر ، حممد يوسف النبور: ) _ه١٢٥٥(حممد بن علي بن حممد الشـوكاين ت : نيل األوطار -٦٢

.م ١٩٧٣دار اجليل ، بريوت ،

******************************* )كتب أصول الفقه (

علي بن عبد الكايف السبكي ت : اإلاج يف شرح املنهاج -٦٣، دار الكتب العلمية ، ) هـ٧٧١(وابنه عبد الوهاب ت ) هـ٧٥٦(

.بريوت ، لبنان

٥١٣


حممد بن إمساعيل األمري الصنعاين : إجابة السائل شرح بغية اآلمل -٦٤حسن / ي و دحسني بن أمحد السياغ: ، حتقيق ) هـ ١١٨٢(، ت

صنعاء ، ط –بريوت ، مكتبة اجليل اجلديد –األهدل ، مؤسسة الرسالة .هـ ١٤٠٨، ٢ أبو الوليد الباجي ت : إحكام الفصول يف أحكام األصول -٦٥

عبد ايد تركي ، دار الغرب اإلسالمي ، بريوت : ، حتقيق ) هـ٤٧٤( .هـ ١٤١٥، ٢، ط

بو حممد علي بن أمحد بن سعيد بن أ: اإلحكام يف أصول األحكام -٦٦

حممود حامد عثمان / ، حتقيق د) هـ٤٦٥(حزم األندلسي الظاهري ت .هـ ١٤١٩، ١، دار احلديث ، القاهرة ، ط

سيف الدين علـي بـن أيب علـي : اإلحكام يف أصول األحكام -٦٧عبد الرزاق عفيفي ، املكتـب : ، تعليق الشيخ ) هـ٦٣١(اآلمدي ت .هـ ١٤٠٢، ٢بريوت ، ط اإلسالمي ،

حممد بن علي : إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول -٦٨ أمحد عزو عنايـة ، دار : ، حتقيق ) هـ١٢٥٠(بن حممد الشوكاين ت

.هـ ١٤١٩، ١الكتاب العريب ، بريوت ، ط فخر اإلسالم حممد : أصول البزدوي املطبوع مع كشف األسرار -٦٩

١، دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط ) هـ٤٩٣(ي ت بن حممد البزدو .هـ ١٤١٨، أبو بكر حممد بـن أمحـد بـن أيب سـهل : أصول السرخسي -٧٠

أبو الوفاء األفغاين ، دار املعرفـة ، : ، حتقيق ) هـ٤٩٠(السرخسي ت هـ ١٣٧٢بريوت ،

أبو عبد اهللا حممد بن أيب بكر : إعالم املوقعني عن رب العاملني -٧١حممد عبد السالم : ، عناية ) هـ٧٥١(عروف بابن قيم اجلوزية ت امل

.هـ ١٤١٧إبراهيم ، دار الكتب العلمية ، بريوت ،

٥١٤


بدر الدين حممد بن ادر بن عبـد : البحر احمليط يف أصول الفقه -٧٢حممد حممد تامر ، دار الكتـب / ، حتقيق د) هـ٧٩٤(اهللا الزركشي ت

هـ١٤٢١، ١العلمية ، بريوت ، ط هناية الوصول " بديع النظام اجلامع بني كتايب البزدوي و اإلحكام -٧٣

) هـ٦٩٤(أمحد بن علي بن تغلب بن الساعايت ت : "إىل علم األصول سعد بن غرير السلمي ، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث / ، حتقيق د

.هـ ١٤١٨اإلسالمي ، جامعة أم القرى ، مكة املكرمة ، إمام احلرمني أبو املعايل عبد امللك بـن : الربهان يف أصول الفقه -٧٤

، ١، دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط ) هـ٤٧٨(عبد اهللا اجلويين ت .هـ ١٤١٨

أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشـريازي : التبصرة يف أصول الفقه -٧٥ .هـ ١٤٠٣حممد حسن هيتو ، دار الفكر ، / ، حتقيق د) هـ٤٧٦(ت التحرير يف أصول الفقه اجلامع بني اصطالحي احلنفية والشافعية -٧٦كمال الدين حممد بن عبد الواحد بن : املطبوع مع تيسري التحرير.

.مسعود املشهور بابن مهام الدين ، دار الفكر حممود بن أمحد الزجناين ت : ختريج الفروع على األصول -٧٧

احل ، مكتبة العبيكان ، الرياض ، حممد أديب الص: ، حتقيق ) هـ٦٥٦( .هـ ١٤٢٠، ١ط حممد أمني سويد الدمشقي : تسهيل احلصول على قواعد األصول -٧٨مصطفى سعيد اخلن ، دار القلم ، دمشق ، / ، حتقيق د) هـ١٣٥٥(ت هـ١٤٢١، ١ط

٥١٥


حممد أديب الصـاحل ، / د: تفسري النصوص يف الفقه اإلسالمي -٧٩ .م ١٩٦٤ مطبعة جامعة دمشق ،

أبو بكر حممد بن الطيب الباقالين ت : التقريب و اإلرشاد الصغري -٨٠

عبد احلميد أبو زنيدة ، مؤسسة الرسالة ، بريوت / ، حتقيق د) هـ٤٠٣( .هـ ١٤١٨، ٢، ط

التقرير والتحبري يف علم األصول اجلامع بني اصطالحي احلنفيـة -٨١

١، دار الفكر ، بريوت ، ط )هـ٨٧٩(ابن أمري احلاج ت : والشافعية .هـ ١٤١٧، أبو زيد عبيد اهللا بن عمر بن عيسى : تقومي األدلة يف أصول الفقه -٨٢

خليل امليس ، دار الكتب : ، حتقيق ) هـ٤٣٠(الدبوسي احلنفي ت هـ١٤٢١، ١العلمية ، بريوت ، ط

أبو اخلطاب حمفوظ بن أمحد الكلـوذاين : التمهيد يف أصول الفقه -٨٣

حممد بن علي بن / مفيد أبو عمشة ، د/ ، حتقيق د) هـ٥١٠(احلنبلي ت .هـ ١٤٢١، ٢إبراهيم ، مؤسسة الريان ، بريوت ، ط

مجال الدين أبو حممـد : التمهيد يف ختريج الفروع على األصول -٨٤

حممد حسن / ، حتقيق د) هـ٧٧٢(عبد الرحيم بن احلسن اإلسنوي ت هـ١٤٢٢، ١، ط هيتو ، دار الرائد العريب

تيسري التحرير على كتاب التحرير يف أصول الفقه اجلامع بـني -٨٥

بادشـاه ت حممد أمني املعروف بـأمري : والشافعية اصطالحي احلنفية ، دار الفكر ) هـ٩٨٧(

٥١٦


حاشية التحقيقات والتدقيقات على شرح العضد ملختصر املنتهى -٨٦حممد أبو الفضل : لشرح املذكور ، وعلى حاشييت السعد واجلرجاين على ا

.هـ ١٣٣٢الوراقي اجليزاوي ، مطبعة دار السعادة ، القاهرة ، ـ ٢٠٤(أبو عبد اهللا حممد بن إدريس الشافعي ت : الرسالة -٨٧ ) هـ

، ١خالد العلي ، زهري الكيب ، دار الكتاب العريب ، بريوت ، ط : حتقيق .هـ ١٤٢٠

تاج الدين أبو نصر عبـد : اجبرفع احلاجب عن خمتصر ابن احل -٨٨

علي معوض ، عادل : ، حتقيق ) هـ٧٧١(الوهاب بن علي السبكي ت .هـ ١٤١٩، ١عبد املوجود ، عامل الكتب ، بريوت ، ط

موفق الدين عبد اهللا : روضة الناظر وجنة املناظر يف أصول الفقه -٨٩

عبـد / ، حتقيـق د ) هـ٦٢٠(بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسي ت .هـ ١٤١٧، ٥الكرمي النملة ، مكتبة الرشد ، الرياض ، ط

سعد : شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح يف أصول الفقه -٩٠

، دار الكتب العلمية ، ) هـ٧٩٢(الدين مسعود بن عمر التفتازاين ت بريوت

شـهاب : شرح تنقيح الفصول يف اختصار احملصول يف األصول -٩١

طه عبد : حتقيق ) هـ٦٨٤(لعباس أمحد بن إدريس القرايف ت الدين أبو ا .هـ ١٣٩٣، ١الرؤوف ، دار الفكر ، القاهرة ، ط

عضـد : شرح العضد على خمتصر ابن احلاجب املنتهى األصويل -٩٢

نـادي : ، ضبط ) هـ٧٥٦(عبد الرمحن بن أمحد اإلجيي ت امللة والدين هـ ١٤٢١، ١، بريوت ، ط الكتب العلمية نصيف ، طارق حيىي ، دار

.

٥١٧


حممد بن أمحد بن : شرح الكوكب املنري املسمى مبختصر التحرير -٩٣

، حتقيق ) هـ٩٧٢(عبد العزيز الفتوحي احلنبلي املعروف بابن النجار ت نزيه محـاد ، مكتبـة العبيكـان ، الريـاض ، / حممد الزحيلي ، د/ د

.هـ ١٤١٨ إسحاق إبـراهيم بـن علـي أبو: شرح اللمع يف أصول الفقه -٩٤

علي بن عبد العزيز العمرييين ، دار / ، حتقيق د) هـ٤٧٦(الشريازي ت .هـ ١٤٠٧البخاري ، القصيم ، دار التوبة ، الرياض ،

جنم الدين أبو الربيع سليمان بن عبد القوي : شرح خمتصر الروضة -٩٥

اهللا بن عبد/ ، حتقيق د) هـ٧١٦(بن عبد الكرمي بن سعيد الطويف ، ت .هـ ١٤١٩، ٢سة الرسالة ، بريوت ، ط ؤسعبد احملسن التركي ، م

أبو يعلى حممد بن احلسـني بـن الفـراء : العدة يف أصول الفقه -٩٦

أمحد بن علي املباركي ، ط / ، حتقيق د) هـ٤٥٨(البغدادي احلنبلي ت .هـ ١٤١٤، ٣ رعة أمحد ويل الدين أبو ز: الغيث اهلامع شرح مجع اجلوامع -٩٧

مكتبة قرطبة ، دار الفاروق احلديثة ، : ، حتقيق ) هـ٨٢٦(العراقي ت هـ١٤٢٠، ١القاهرة ، ط

أبو بكر أمحد بن علي الرازي اجلصاص ت : الفصول يف األصول -٩٨عجيل جاسم النشمي ، وزارة األوقاف والشئون / ، حتقيق د) هـ٣٧٠(

هـ١٤٠٥، ١اإلسالمية ، الكويت ، ط عبد العلي بن حممد بـن : اتح الرمحوت بشرح مسلم الثبوتفو -٩٩

، دار إحياء التـراث العـريب ، ) هـ١٢٢٥(نظام الدين األنصاري ت .هـ ١٤١٨، ١بريوت ، ط

٥١٨


أبو املظفر منصور بن حممد بـن : قواطع األدلة يف أصول الفقه -١٠٠عبـد اهللا بـن حـافظ / ، حتقيق د) هـ٤٢٦(عبد اجلبار السمعاين ت

.هـ ١٤١٩، ١علي عباس احلكمي ، ط / كمي ، داحلأبو حممد عز الدين عبد العزيز : قواعد األحكام يف مصاحل األنام -١٠١

، دار الكتب العلمية ، بريوت ، ) هـ٦٦٠(بن عبد السالم السلمي ت .لبنان القواعد والفوائد األصولية وما يتعلق ا من األحكام الفروعية -١٠٢

ي احلنبلي املعروف بـابن الء الدين بن حممد بن عباس البعلأبو احلسن ع: عبد الكرمي الفضيلي ، املكتبة العصرية ، : ، حتقيق ) هـ٨٠٣( اللحام ت

، ١بريوت ، ط .هـ ١٤١٨عالء الدين عبد العزيـز : كشف األسرار عن أصول البزدوي -١٠٣

، ١، دار الكتـب العلميـة ، بـريوت ، ط ) هـ٧٣٠(البخاري ت .هـ ١٤١٨

أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشـريازي : اللمع يف أصول الفقه -١٠٤حمي الدين ديب مستو ، يوسف بديوي ، دار : ، حتقيق ) هـ٤٧٦(ت

.هـ ١٤١٨، ٢الكلم الطيب ، دار ابن كثري ، بريوت ، ط فخر الدين حممد بن عمر بـن : احملصول يف علم أصول الفقه -١٠٥

طه جابر العلواين ، مؤسسـة / ، حتقيق د) هـ٦٠٦(احلسني الرازي ت هـ١٤١٨، ٣الرسالة ، بريوت ، ط

عبد القادر بن أمحد : املدخل على مذهب اإلمام أمحد بن حنبل - ١٠٦، دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط ) هـ١٣٤٦(املعروف بابن بدران ت

هـ ١٤١٧، ١

حممد بن حممد أبو حامد حممد بن: املستصفى من علم األصول - ١٠٧، ١دار إحياء التراث العريب ، بريوت ، ط ) هـ٥٠٥(الغزايل ت .هـ ١٤١٨

٥١٩


أبو الربكات جمد الدين : آلل تيمية : املسودة يف أصول الفقه - ١٠٨، وابنه أبو احملاسن شهاب الدين ) هـ٦٥٢(عبد السالم بن تيمية ت

باس تقي ، وحفيده أبو الع) هـ٦٨٢(عبد احلليم بن عبد السالم ت أمحد بن إبراهيم / ، حتقيق د) هـ٧٢٨(الدين أمحد بن عبد احلليم ت

.هـ ١٤٢٢، ١الذروي ، دار الفضيلة ، الرياض ، ط

أبو احلسني حممد بن علي بن الطيب : املعتمد يف أصول الفقه - ١٠٩خليل امليس ، دار الكتب العلمية ، : ، تقدمي ) هـ٤٣٦(البصري ت

.بريوت

أبو عبد اهللا : اح الوصول إىل بناء الفروع على األصولمفت - ١١٠حممد علي / د :، حتقيق ) هـ٧٧١(حممد بن أمحد املالكي التلمساين ت

هـ ، ١٤٢٤فركوس ، املكتبة املكية ، مكة ، مؤسسة الريان ، بريوت ، . ٢ط

أبو احلسن علي بن عمـر البغـدادي : مقدمة يف أصول الفقه -١١١مصطفى خمدوم / ، حتقيق د) هـ٣٩٧(لقصار املالكي ت املعروف بابن ا

.هـ ١٤٢٠، ١، دار املعلمة ، الرياض ، ط

مجال الدين : منتهى السؤل واألمل يف علمي األصول واجلدل -١١٢، ١أبو عمرو بن احلاجـب ، دار الكتـب العلميـة ، بـريوت ، ط

هـ١٤٠٥

بن حممد الغزايل حممد مدأبو حا: املنخول من تعليقات األصول - ١١٣ ٣حممد حسن هيتو ، دار الفكر ، بريوت ، ط : ، حتقيق ) هـ٥٠٥(ت هـ١٤١٩،

ن : منهاج الوصول إلى علم األصول المطبوع مع نهاية السول -١١٤ ناصر الدين عبد اهللا ب هـ١٤٢٠، ١، دار ابن حزم ، بيروت ، ط ) هـ٦٨٥(عمر البيضاوي ت

٥٢٠


عالء الـدين : لعقول يف أصول الفقهميزان األصول يف نتائج ا -١١٥عبد امللك / ، حتقيق د) هـ٥٥٢(أبو بكر حممد بن أمحد السمرقندي ت

.هـ ١٤٠٧، ١عبد الرمحن السعدي ، مطبعة اخللود ، ط

علي بن أمحد بـن حـزم ت : النبذ يف أصول الفقه الظاهري -١١٦للتـراث ، حممد زاهد الكوثري ، املكتبة األزهرية: ، تعليق ) هـ٤٥٨(

.هـ ١٤٢١، ١مصر ، ط

شهاب الدين أبو العبـاس : نفائس األصول يف شرح احملصول -١١٧حممد عبد القادر عطا ، : ، حتقيق ) هـ٦٨٤(أمحد بن إدريس القرايف ت

.هـ ١٤٢١، ١دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط

مجال : هناية السول يف شرح منهاج الوصول إىل علم األصول -١١٨شعبان / ، حتقيق د) هـ٧٧٢(الدين عبد الرحيم بن احلسن اإلسنوي ت

هـ١٤٢٠، ١إمساعيل ، دار ابن حزم ، بريوت ، ط

صفي الدين حممد بـن عبـد : هناية الوصول يف دراية األصول -١١٩/ صاحل اليوسف ، د/ ، حتقيق د) هـ٧١٥(الرحيم األرموي اهلندي ت

هـ١٤١٩، ٢، مكة املكرمة ، ط سعد السويح ، مكتبة نزار الباز

أبو الفتح أمحد بن علـي بـن برهـان : الوصول إىل األصول -١٢٠عبد احلميد أبـو زنيـد ، مكتبـة / ، حتقيق د) هـ٥١٨(البغدادي ت

.ـ ه١٤٠٣املعارف ، الرياض ، ********************

٥٢١


)كتب الفقه (

ية والقواعد الفقهية األحكام السلطانية والسياسة الشرعكتب اإلمجاع و:

أبو بكر حممد بن إبراهيم ابن املنذر النيسابوري ت : اإلمجاع - ١٢١ .هـ ١٤٢٦، ٢، دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط ) هـ٣١٨(

علي بن أمحد بن سعيد بن حزم الظاهري ت : مراتب اإلمجاع - ١٢٢ .، دار الكتب العلمية ، بريوت ) هـ٤٥٦(

سعدي أبو حبيب ، دار : الفقه اإلسالميموسوعة اإلمجاع يف - ١٢٣ .العربية ، بريوت

أبو احلسن علي بن حممد : األحكام السلطانية والواليات الدينية - ١٢٤، مطبعة مصطفى احلليب ، مصر ، ط ) هـ٤٥٠(بن حبيب املاوردي ت

.هـ ١٣٨٠، ١ القاضي أبو يعلى حممد بن احلسني الفراء: األحكام السلطانية - ١٢٥

، ١، مطبعة مصطفى احلليب ، مصر ، ط ) هـ٤٥٨(احلنبلي ت .هـ ١٣٥٦أمحد بن عبد السالم بن تيمية احلراين : السياسة الشرعية - ١٢٦

، طبعة وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف ، اململكة العربية )هـ٧٢٨( هـ ١٤١٩السعودية ،

صالح الدين / ق دحممد بن احلسن الشيباين ، حتقي: السري الكبري - ١٢٧

املنجد ، مطابع شركة اإلعالنات الشرقية ، معهد املخطوطات جبامعة .م ١٩٧١الدول العربية ،

٣علي أمحد الندوي ، دار القلم ، دمشق ، ط : القواعد الفقهية - ١٢٨

.هـ ١٤١٤،

٥٢٢


) نفياحلفقه كتب ال( املوصـلي عبد اهللا بن حممود بن مودود: االختيار لتعليل املختار -١٢٩

الشيخ حممود أبو دقيقـة ، املكتبـة : ، تعليقات ) هـ٦٨٣(احلنفي ت .هـ ١٣٧٠، ٢اإلسالمية ، استانبول ، تركيا ، ط

زين الدين بن إبراهيم املعروف بـابن جنـيم : األشباه والنظائر -١٣٠

حممد مطيع احلافظ ، دار الفكر ، دمشق : ، حتقيق ) هـ٩٧٠(احلنفي ت .ـ ه١٤٠٣، ١، ط

يوسف بن قزأوغلي سبط ابن : يف آثار اخلالف إيثار اإلنصاف - ١٣١

اجلوزي ناصر العلي اخلليفي ، دار السالم ، القاهرة ، : ، حتقيق ) هـ٦٥٤(ت .هـ ١٤٠٨، ١ط

ابن جنيم زين العابـدين بـن : البحر الرائق شرح كرت الدقائق -١٣٢ار املعرفة ، بريوت ، د) هـ٩٧٠(إبراهيم بن حممد بن حممد بن بكر ت

. ١ط

عالء الدين أبو بكـر بـن : بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع -١٣٣، دار الكتاب العريب ، بريوت ) هـ٥٨٧(مسعود بن أمحد الكاساين ت

م١٩٨٢، ٢، ط

فخر الدين عثمان بن علـي : تبيني احلقائق شرح كرت الدقائق -١٣٤، ١األمرييـة ، بـوالق ، مصـر ، ط الزيلعي احلنفي ، املطبعة الكربى

.هـ ١٣١٤

، دار ) ٥٣٩(حممد بن أمحد السمرقندي ت : حتفة الفقهاء - ١٣٥ .هـ ١٤٠٥، ١الكتب العلمية ، بريوت ، ط

٥٢٣


، ٢حممد أمني ، دار الفكر ، بريوت ، ط : حاشية ابن عابدين -١٣٦ .هـ ١٣٨٦طـاوي ت أمحد الطح: حاشية الطحطاوي على مراقي الفالح -١٣٧

.حممد ، املكتبة التجارية ، مصر ، مطبعة مصطفى ) هـ١٢٣١(أكمل الدين حممد بن حممود الباتريت : شرح العناية على اهلداية -١٣٨، املطبوع مع شرح فتح القدير ، دار الفكر ، بـريوت ، ) هـ٧٨٦(ت

.لبنان ، توزيع مكتبة مصطفى الباز مد بن عبد الواحد السيواسي كمال الدين حم: فتح القدير شرح -١٣٩

، دار الفكر ، بريوت ، لبنان ) هـ٦٨١(املعروف بابن اهلمام احلنفي ت .، توزيع مكتبة مصطفى الباز

أبو بكر حممد بن أيب سهل السرخسي ، دار املعرفة ، : املبسوط -١٤٠

.هـ ١٤٠٦بريوت ، ت علي بن أيب بكر املرغياين: اهلداية شرح بداية املبتدي - ١٤١

املطبوع مع شرح فتح القدير ، دار الفكر ، بريوت ، لبنان ، ) هـ ٥٩٣( .، توزيع مكتبة مصطفى الباز

*************** )كتب الفقه املالكي (

االستذكار اجلامع ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما -١٤٢تضمنه املوطأ من معاين الرأي واآلثار وشرح ذلـك كلـه باإلجيـاز

أبو عمر يوسف بن عبد اهللا بن حممد بن عبد الرب النمـري : واالختصارإبراهيم مشس الـدين ، دار الكتـب : ، إعداد ) هـ٤٦٣(القرطيب ت

.هـ ١٤٢١، ١العلمية ، بريوت ، لبنان ، ط

أبو الوليد حممد بن أمحد بن رشد : بداية اجملتهد وهناية املقتصد -١٤٣علي معوض ، عادل عبد املوجـود ، : ، حتقيق) هـ٥٩٥(القرطيب ت

هـ١٤٢٨، ١دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط

٥٢٤


أبو عبد اهللا حممد بن يوسف بن أيب القاسم : التاج واإلكليل - ١٤٤ .هـ ١٣٩٨، ٢، دار الفكر ، بريوت ، ط ) هـ٨٩٧(العبدري ت

أبو عمر يوسف بن عبد اهللا بن عبد الرب الـنمريي ت : التمهيد -١٤٥

مصطفى العلوي و حممد البكري ، وزارة عمـوم : ، حتقيق ) هـ٤٦٣( .هـ ١٣٨٧األوقاف والشؤون اإلسالمية ، املغرب ،

جواهر اإلكليل شرح خمتصر خليل يف مذهب اإلمام مالك إمام - ١٤٦

صاحل بن عبد السميع اآليب األزهري ، املكتبة الثقافية ، : دار الترتيل .حلليب وشركاه بريوت ، طبعة عيسى البايب ا

حاشية اخلرشي على خمتصر سيدي خليل( شرح خمتصر خليل -١٤٧

: ، عناية ) هـ١١٠١(حممد بن عبد اهللا بن علي اخلرشي املالكي ت : ) ، ١زكريا عمريات ، دار الكتـب العلميـة ، بـريوت ، لبنـان ، ط

.هـ ١٤١٧

عليش ، حممد : حممد عرفة الدسوقي ، حتقيق : حاشية الدسوقي -١٤٨ .دار الفكر ، بريوت

: علي الصعيدي العدوي املـالكي ، حتقيـق : حاشية العدوي -١٤٩

.هـ ١٣١٢يوسف البقاعي ، دار الفكر ، بريوت ،

) هـ٦٨٤(شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف ت : الذخرية - ١٥٠ .م ١٩٩٤، ١، دار الغرب اإلسالمي ، بريوت ، ط سعيد أعراب حتقيق

أمحد بن غنيم بن سامل النفراوي املالكي ت : الفواكه الدواين - ١٥١

هـ ١٤٢٥، دار الفكر ، بريوت ، ) هـ١١٢٥(

٥٢٥


، برواية سحنون ) هـ١٧٩(مالك بن أنس ت : املدونة الكربى -١٥٢ . ، دار صادر ، بريوت

القاضي عبد الوهاب البغدادي : املعونة على مذهب عامل املدينة -١٥٣محيش عبد احلق ، مكتبة نزار البـاز ، مكـة : قيق ، حت) هـ٤٢٢(ت

.املكرمة

املقدمات املمهدات لبيان ما اقتضته رسوم املدونة من األحكام -١٥٤أبـو : الشرعيات والتحصيالت احملكمات ألمهات مسائلها املشكالت

حممد / د: ، حتقيق ) هـ٥٢٠(ت الوليد حممد بن أمحد بن رشد القرطيب .هـ ١٤٠٨، ١ب اإلسالمي ، ط صبحي ، دار الغر

أبو عبد اهللا حممد بن عبد : مواهب اجلليل شرح خمتصر خليل - ١٥٥

هـ ١٣٩٨، ٢، دار الفكر ، بريوت ، ط ) هـ٩٥٤(الرمحن املغريب ت .

********************** )كتب الفقه الشافعي (

أبو حيىي زكريا األنصاري : أسىن املطالب شرح روض الطالب - ١٥٦ .، دار الكتاب اإلسالمي ، القاهرة ) هـ٩٢٦(لشافعي ت ا

أبو بكر السيد البكري بن السيد حممـد شـطا : إعانة الطالبني -١٥٧

.الدمياطي ، دار الفكر ، بريوت

، ) هـ٢٠٤(أبو عبد اهللا حممد بن إدريس الشافعي ت : األم - ١٥٨ .هـ ١٣٩٣، ٢دار املعرفة ، بريوت ، ط

٥٢٦


تقي الدين علي بن عبد الكايف السبكي ، : األوىل وعمتكملة اجمل -١٥٩ .حممد جنيب املطيعي ، دار الفكر ، بريوت : حتقيق

حممد جنيـب املطيعـي ، دار الفكـر ، :ثانية ال وعمتكملة اجمل -١٦٠

.بريوت

سليمان بن عمر بن حممد البجريمي ، املكتبة : حاشية البجريمي - ١٦١ .بريوت اإلسالمية ، ديار بكر ،

األوىل لشـهاب : حاشيتا قليويب وعمرية على منهاج الطالبني -١٦٢

ـ ١٠٦٩(الدين أمحد بن أمحد بن سالمة القليويب املصـري ت ، ) هـ، مطبعـة ) هـ٩٥٧(والثانية لشهاب الدين الربلسي امللقب بعمرية ت

.هـ ١٣٩٤، ٤أمحد بن سعد نبهان ، مصر ، ط

أبو احلسن علـي بـن : هب الشافعياحلاوي الكبري يف فقه مذ -١٦٣علي معوض و عادل عبـد : حممد بن حبيب املاوردي البصري ، حتقيق

.هـ ١٤١٩املوجود ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، لبنان ،

، )هـ٦٧٦(حمي الدين بن شرف النووي ت : روضة الطالبني -١٦٤ .هـ ١٤٠٥، ٢املكتب اإلسالمي ، بريوت ، ط

أبو حيىي زكريا بن حممد بن أمحد األنصاري ت : هابفتح الو - ١٦٥

هـ١٤١٨، ١، دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط ) هـ٩٢٦(

تقي الدين أبو بكر بن : كفاية األخيار يف حل غاية االختصار - ١٦٦علي عبد احلميد و حممد وهيب : حممد احلسيين احلصين الدمشقي ، حتقيق

.هـ ١٤١٢، ١، دار اخلري ، بريوت ، ط

٥٢٧


حمي الدين بـن شـرف النـووي ت : اجملموع شرح املهذب -١٦٧ .، دار الفكر ، بريوت حممد جنيب املطيعي: ، حتقيق ) هـ٦٧٦(

أبو إبراهيم إمساعيل بن حيىي بن إمساعيل بن املزين : خمتصر املزين -١٦٨علي معـوض و : ، املطبوع مع احلاوي الكبري ، حتقيق ) هـ٢٦٤(ت

.هـ ١٤١٩املوجود ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، لبنان ، عادل عبد

حممد الشربيين اخلطيب ، دار الفكر ، بريوت: مغين احملتاج -١٦٩

أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشريازي ، دار : املهذب -١٧٠ .الفكر ، بريوت

العباس مشس الدين حممد بن أيب: هناية احملتاج إىل شرح املنهاج -١٧١

ى البايب احللـيب ، ، مطبعة مصطف) هـ١٠٠٤(أمحد بن محزة الرملي ت هـ ١٣٥٧مصر ،

*************** )كتب الفقه احلنبلي (

عالء الدين أبو احلسن : اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف - ١٧٢عبد اهللا بن / ، حتقيق د) هـ٨٨٥(علي بن سليمان بن أمحد املرداوي ت

.هـ ١٤٢٦ن التركي ، دار عامل الكتب ، الرياض ، عبد احملس

مشس الدين أبو الفرج عبد الرمحن بن حممد بن : الشرح الكبري -١٧٣عبد اهللا بـن عبـد / ، حتقيق د) هـ٦٨٢(أمحد بن قدامة املقدسي ت

.هـ ١٤٢٦احملسن التركي ، دار عامل الكتب ، الرياض ،

بد الرمحن بن إبراهيم املقدسي اء الدين ع: العدة شرح العمدة -١٧٤ .هـ ١٤١٨، املكتبة العصرية ، بريوت ، ) هـ٦٢٠(ت

٥٢٨


أمحد بن عبد السالم بـن تيميـة احلـراين : الفتاوى الكربى -١٧٥ .حسنني حممد خملوف ، دار املعرفة ، بريوت : ، تقدمي ) هـ٧٢٨(

، ) هـ٧٦٢(أبو عبد اهللا حممد بن مفلح املقدسي ت : الفروع -١٧٦ .هـ ١٤١٨، ١ر الكتب العلمية ، بريوت ، ط دا

موفق الدين عبـد اهللا بـن قدامـة : الكايف يف فقه اإلمام أمحد -١٧٧حممد فارس و مسعد السـعدين ، دار : ، حتقيق ) هـ٦٢٠املقدسي ت

.هـ ١٤١٤، ١الكتب العلمية ، بريوت ، ط

يـس منصور بن يونس بن إدر: كشاف القناع عن منت اإلقناع -١٧٨هالل مصيلحي ، مصطفى هالل ، دار الفكر ، بريوت : البهويت ، حتقيق

. هـ ١٤٠٢،

أمحد بن عبد السالم بن : جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية -١٧٩عبد الرمحن بن حممد بن قاسم : ، مجع وترتيب ) هـ٧٢٨(تيمية احلراين

لشـريف ، النجدي وابنه ، طبعة جممع امللك فهد لطباعـة املصـحف ا .هـ ١٤١٦

مصطفى السيوطي : مطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى - ١٨٠

م ١٩٦١ - هـ ١٣٨١، ١الرحيباين ، املكتب اإلسالمي ، دمشق ، ط .

حممد بن أيب الفتح البعلي احلنبلي ، : املطلع على أبواب املقنع - ١٨١ .هـ ١٣٨٥، ١، املكتب اإلسالمي ، ط ) هـ٦٤٥(ت

أبو حممد عبد اهللا بن أمحد بـن قدامـة املقدسـي ت : غينامل -١٨٢ .هـ ١٤٠٥، ١، دار الفكر ، بريوت ، ط ) هـ٦٢٠(

٥٢٩


زين الدين املنجى بن عثمان بن أسعد بن : املمتع يف شرح املقنع -١٨٣ ١عبد امللك دهيش ، دار خضر ، ط / ، حتقيق د) هـ٦٩٥(املنجى ت

.هـ ١٤١٨،

اهيم بن حممد بـن سـامل بـن ضـويان ت إبر: منار السبيل -١٨٤عصام القلعجي ، مكتبة املعارف ، الرياض ن ط : ، حتقيق ) هـ١٣٥٣( .هـ ١٤٠٥ن ٢

تقي الدين : منتهى اإلرادات يف مجع املقنع مع التنقيح وزيادات - ١٨٥عبد اهللا بن عبد / حتقيق د) هـ٩٧٢(حممد بن أمحد الفتوحي احلنبلي ت

.هـ ١٤١٩، ١ة الرسالة ، بريوت ، لنان ، ط احملسن التركي ، مؤسس

**************** )كتب الفقه الظاهري (

) هـ٤٥٦(علي بن أمحد بن سعيد بن حزم الظاهري ت : احمللى -١٨٦ ،

.جلنة إحياء التراث العريب ، دار اآلفاق اجلديدة ، بريوت : حتقيق ****************

)كتب املنطق ( أمحد الدمنهوري ، : بهم من معاين السلم يف املنطقإيضاح امل - ١٨٧

.دار إحياء الكتب العربية ، طبعة عيسى احلليب

/ الصدر بن عبد الرمحن األخضري ، حتقيق د: السلم يف املنطق - ١٨٨ .هـ ١٤٢٠، ١عمر فاروق الطباع ، مكتبة املعارف ، بريوت ، ط *********************

)التراجم والسري ( . مطبعة السعادة ، مصر ، ابن عبد الرب: االستيعاب - ١٨٩

٥٣٠


.م ١٩٧٠ابن األثري ، دار الشعب ، مصر ، : أسد الغابة - ١٩٠

عبد الباقي عبد ايد : إشارة التعيني يف تراجم النحاة واللغويني - ١٩١

عبد ايد دياب ، مركز امللك فيصل / ، حتقيق د) هـ٧٤٣(اليماين ت .هـ ١٤١٦، ١راسات اإلسالمية ، ط للبحوث والد

أمحد بن علي بن حجر العسقالين ت : اإلصابة يف متييز الصحابة - ١٩٢ .، مطبعة السعادة ، مصر )هـ٨٥٢(

عبان حممد إمساعيل ، دار ش/ د: أصول الفقه تارخيه ورجاله - ١٩٣ .هـ ١٤١٩، ٢املكتبة املكية ، ط –السالم

الزركلي ، دار العلم للماليني ، بريوت ، ط خري الدين : األعالم - ١٩٤ .م ١٩٧٩، ١٢

املعلمي اليماين ، نشر أمني دمج : ابن ماكوال ، حتقيق : اإلكمال - ١٩٥ .، بريوت

عماد الدين أبو الفداء إمساعيل بن كثري القرشي : البداية والنهاية -١٩٦

، ١ط العريب ، بـريوت ، ، دار إحياء التراث) هـ٧٧٤(الدمشقي ت هـ ١٤١٧

حممد بـن علـي : البدر الطالع مبحاسن من بعد القرن السابع -١٩٧

، ١مطبعة السعادة ، مصر ، القـاهرة ، ط ) هـ١٢٥٠(الشوكاين ت هـ ١٣٤٨

٥٣١


أبو الفداء زين الدين قاسم بن : تاج التراجم يف طبقات احلنفية - ١٩٨ن ، دار حممد خري رمضا: ، حتقيق ) هـ٨٧٩(قطلوبغا السعدوين ت

.هـ ١٤١٣، ١القلم ، دمشق ، ط

احلافظ أبو بكر أمحد بن علي اخلطيب البغدادي : تاريخ بغداد - ١٩٩ .، املكتبة السلفية ، املدينة املنورة ) هـ٤٦٣(ت

أبو عبد اهللا مشس الدين حممد الذهيب ت : تذكرة احلفاظ - ٢٠٠هلندية ، دار وزارة املعارف للحكومة العالية ا: ، إشراف ) هـ٧٤٨(

.الكتب العلمية ، بريوت

أبو القاسم حممد احلفناوي ، : تعريف اخللف برجال السلف - ٢٠١، ١أبو األجفان وعثمان بطيخ ، مؤسسة الرسالة ، بريوت ، ط : حتقيق .هـ ١٤٠٢

شهاب الدين أبو الفضل أمحد بن علي بن : ذيب التهذيب - ٢٠٢

دار صادر ، بريوت ، –الفكر ، دار) هـ٨٥٢(حجر العسقالين ت ، ١نسخة عن مطبعة جملس دائرة املعارف النظامية باهلند ، ط

.هـ ١٣٢٧

حمي الدين أبو حممد عبد : اجلواهر املضية يف طبقات احلنفية - ٢٠٣عبد الفتاح حممد احللو / ، حتقيق د) هـ٧٧٥(القادر بن حممد احلنفي ت

.هـ ١٤١٣، ٢، مؤسسة الرسالة ، ط

جالل الـدين عبـد : حسن احملاضرة يف تاريخ مصر والقاهرة -٢٠٤حممد أبو الفضل إبراهيم ، دار إحياء الكتـب : الرمحن السيوطي ، حتقيق

.هـ ١٣٨٧، ١العربية ، عيسى احلليب وشركاه ، ط

٥٣٢


إبراهيم بن علي بـن : الديباج املذهب يف معرفة أعيان املذهب -٢٠٥، دار الكتب العلمية ، ) هـ٧٩٩(الكي ت حممد بن فرحون اليعمري امل

.بريوت ـ ٧٩٥(ابن رجب احلنبلي ت : ذيل طبقات احلنابلة -٢٠٦ ، دار ) هـ

.املعرفة ، بريوت

الذيل على الروضتني ، تراجم رجال القرنني السادس والسابع -٢٠٧شهاب الدين أبو حممد عبد الرمحن بن إمساعيل املعروف بـأيب شـامة :

١٩٧٤، ٢، دار اجليل ، بريوت ، ط ) هـ٦٦٥(مشقي ت املقدسي الد .هـ

مشس الدين أبو عبد اهللا حممد بن : زاد املعاد يف هدي خري العباد -٢٠٨

ر اآلثار حممد خاطر ، دا: ، عناية ) هـ٧٥١(أيب بكر بن قيم اجلوزية ت ١، القاهرة ، ط

بن عثمان الذهيب أبو عبد اهللا حممد بن أمحد : سري أعالم النبالء -٢٠٩شعيب األرناؤوط ، حممد العرقوسي ، مؤسسـة : حتقيق ) هـ٧٤٨(ت

.هـ ١٤١٣، ٩الرسالة ، بريوت ، ط

أبو الفالح عبد احلي بـن : شذرات الذهب يف أخبار من ذهب -٢١٠ هـ١٣٩٩، ٢دار املسري ، بريوت ، ط ) هـ١٠٨٩(العماد احلنبلي ت

ـ ٩٦٨(ي زاده ت طاش كـرب :الشقائق النعمانية -٢١١ ، دار ) هـ .هـ ١٣٩٥لكتاب العريب ، بريوت ، ا

مشس الدين حممد بن عبـد : الضوء الالمع ألهل القرن التاسع -٢١٢ .هـ ١٣٤٥الرمحن السخاوي ، مكتبة القدسي ، القاهرة ،

، ) هـ٥٢١(أبو احلسني حممد بن أيب يعلى ت : طبقات احلنابلة -٢١٣ .دار املعرفة ، بريوت حممد حامد الفقي ، : حتقيق

٥٣٣


عبد القـادر بـن أيب الوفـاء القرشـي ، ت : طبقات احلنفية -٢١٤ .، مري حممد كتب خانه ، كراتشي ) هـ٧٧٥(

مجال الدين عبـد الـرحيم اإلسـنوي ت : طبقات الشافعية -٢١٥عبد اهللا اجلبوري ، مطبعة إحياء التراث اإلسالمي : ، حتقيق ) هـ٧٧٢(

.هـ ١٣٩١، بغداد ، أبو بكر بن أمحد بن حممد بن عمر بن قاضي : طبقات الشافعية -٢١٦

احلافظ عبد العليم خان ، عامل الكتب ، / ، حتقيق د) هـ٨٥١(شهبة ت .هـ ١٤٠٧بريوت ، تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن : طبقات الشافعية الكربى -٢١٧

تاح احللو عبد الف/ ، حتقيق د) هـ٧٧١(علي بن عبد الكايف السبكي ت .هـ ١٤١٣، ٢حممود الطناحي ، هجر ، ط / ، دعبد الوهاب بن عبد الرمحن الربيهمي ، : طبقات صلحاء اليمن -٢١٨ .عبد اهللا احلبشي ، مركز الدراسات والبحوث اليمين ، صنعاء : حتقيق

حممـود : ابن سالم اجلمحي ، حتقيق : طبقات فحول الشعراء – ٢١٩

.دين ، جدة شاكر ، طبعة دار املأبو إسحاق إبراهيم بن علـي بـن يوسـف : طبقات الفقهاء -٢٢٠

.خليل امليس ن دار القلم ، بريوت : ، حتقيق ) هـ٤٧٦(الشريازي ت

إحسـان : حممد بن سعد البصري ، عنايـة : الطبقات الكربى -٢٢١ بريوت ،عباس ، دار صادر

بن أمحد الداودي ، مشس الدين حممد بن علي : طبقات املفسرين -٢٢٢، ١علي حممد عمـر ، مكتبـة وهبـة ، ط : ، حتقيق ) هـ٩٤٥(ت

.هـ ١٣٩٢عبد اهللا مصطفى املراغي ، : الفتح املبني يف طبقات األصوليني - ٢٢٣

.، القاهرة ١ط

٥٣٤


أبو العباس مشس الدين أمحد : وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان -٢٢٤إحسان عباس ، دار صـادر ، : ، حتقيق بن حممد بن أيب بكر بن خلكان

. م ١٩٩٤ -١٩٠٠، ١بريوت ، ط *******************

)كتب اللغة العربية واملعاجم وغريها ( أمحد تيمور باث ، دار : أسرار العربية معجم لغوي حنوي صريف - ٢٢٥

.هـ ١٤٢٣اآلفاق العربية ، القاهرة ،

بو الفيض السيد حممد أ: تاج العروس مع جواهر القاموس - ٢٢٦علي شريي ، دار الفكر ، بريوت ، : مرتضى احلسيين الزبيدي ، حتقيق

.هـ ١٤١٤

، ) هـ٨١٦(علي بن حممد بن علي اجلرجاين ت : التعريفات - ٢٢٧، ١باري ، دار الكتاب العريب ، بريوت ، ط يإبراهيم األ: حتقيق .هـ ١٤٠٥

احلسن بن قاسم املرادي ، حتقيق :اجلىن الداين يف حروف املعاين - ٢٢٨

١فخر الدين قباوة ، حممد ندمي فاضل ، املكتبة العربية ، حلب ، ط / د: هـ ١٣٩٣،

حممد بن أيب بكر بن عبدااه : حادي األرواح إىل بالد األفراح - ٢٢٩ .م١٩٨٨، ١بن قيم اجلوزية ، دار القلم ، بريوت ، ط

سن بن عبد اهللا العسكري ت أبو هالل احل: الفروق اللغوية - ٢٣٠

.هـ ١٤٢١، ١، دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط) هـ٤٠٠(

٥٣٥


، ) ÷٤٢٩(أبو منصور الثعاليب ت :فقه اللغة وأسرار العربية - ٢٣١ .هـ ١٤١٨، ١مكتبة اخلاجني ، القاهرة ، ط

جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوزآبادي ، : القاموس احمليط - ٢٣٢

هـ١٣٧١، ٢لبايب احلليب ، مصر ، ط مطبعة مصطفى ا

أبو احلسن علي بن عيسى الرماين : كتاب معاين احلروف - ٢٣٣عبد الفتاح شليب ، دار الشروق ، / ، حتقيق د) هـ٣٨٤(النحوي ت .هـ ١٤٠٤، ٣جدة ، ط

حممد بن حممد حامد الفاروقي : كشاف اصطالح الفنون - ٢٣٤

.هـ ١٢٧٨التهانوي ، كلكتا ،

مصطفى بن عبد : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون - ٢٣٥، دار ) هـ١٠٦٧(اهللا القسطنطيين احلنفي الشهري حباجي خليفة ت

هـ١٤١٣الكتب العلمية ، بريوت ،

أبو البقاء عبد اهللا بن احلسني : اللباب يف علل البناء واإلعراب - ٢٣٦ر الفكر املعاصر ، عبد اإلله نبهان ، دا/ حتقيق د) هـ٥٣٨(العكربي ت

.هـ ١٤١٦، ١دمشق ، ط –بريوت

، دار ) هـ٧١١(حممد بن مكرم بن منظور ت : لسان العرب - ٢٣٧ . ١صادر ، بريوت ، ط

، ) هـ٣٩٢(أبو الفتح عثمان بن جين ت : اللمع يف العربية - ٢٣٨

العربية ، بريوت ، مكتبة النهضة –حامد املؤمن ، عامل الكتب : حتقيق هـ ١٤٠٥، ٢ط

٥٣٦


حمي الدين عبد احلميد ، مطبعة : امليداين ، حتقيق : جممع األمثال - ٢٣٩ .السنة احملمدية

حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي ، عناية : خمتار الصحاح - ٢٤٠

.حممود خاطر ، اهليئة املصرية العامة للكتاب :

أمحد بن حممد : ياملصباح املنري يف غريب الشرح الكبري للرافع - ٢٤١ .بريوت ، لبنان / ، املكتبة العلمية ) هـ٧٧٠(بن علي الفيومي ت

عمر كحالة ، مؤسسة : معجم قبائل العرب القدمية واحلديثة - ٢٤٢

.هـ ١٣٩٨، ٢الرسالة ، بريوت ، ط

شهاب الدين أبو عبد اهللا ياقوت بن عبـد اهللا : معجم البلدان -٢٤٣ احلموي

.ر الفكر ، بريوت ، دا) هـ٦٢٦(ت

عمر رضا كحالة : معجم املؤلفني تراجم مصنفي الكتب العربية -٢٤٤ ،

.هـ ١٣٧٨مطبعة الترقي ، دمشق ،

أبو حممد عبد اهللا مجال الدين : مغين اللبيب عن كتب األعاريب - ٢٤٥حممد : ، حتقيق ) هـ٧٦١(بن يوسف بن أمحد بن هشام األنصاري ت

د ، مطبعة حممد علي صبيح ، القاهرة حمي الدين عبد احلمي

: هدية العارفني أمساء املؤلفني وآثار املصنفني من كشف الظنون - ٢٤٦، دار الفكر ، بريوت ، ) هـ١٣٣٩(إمساعيل باشا البغدادي ت

.هـ ١٤٠٢

٥٣٧


رقم املوضوع الصفحة

ملخص الرسالة املقدمة

......................................... خطة البحث ......................................... منهج البحث

الباب األول التمهيد

تعريف املفهوم وبيان أقسامه ........................................ تعريف املفهوم ............................................بيان أقسامه

.................................مفهوم املوافقة وأقسامه ...........................ة شرط مفهوم املوافق: مسألة

.........................حجية االحتجاج مبفهوم املوافقة

الفصل األول مفهوم املخالفة وحتته عدة مباحث

املبحث األولتعريف مفهوم املخالفة وبيان أقسامه وتعريف كل قسم

والتمثيل له ................................. م املخالفةتعريف مفهو

١ ٢ ٦ ٢١ ٢٧ ٣٠ ٣٢ ٣٥-٣٢

٣٥ ٣٦

٤٥-٤٣

فهرس املوضوعات

٥٣٨


رقم الصفحة املوضوع

أقسام مفهوم املخالفة .......................................... مفهوم الصفة ..........................................مفهوم احلال ......................................... مفهوم الزمان ..........................................مفهوم املكان ............................................مفهوم العلة

.......................مفهوم األوصاف اليت تطرأ وتزول .........................................مفهوم التقسيم .........................................مفهوم الشرط ..........................................مفهوم الغاية .......................................... مفهوم العدد .........................................مفهوم اللقب ..........................................مفهوم احلصر ........................................مفهوم االستثناء

املبحث الثاين

شروط العمل مبفهوم املخالفة ............................ الشروط العائدة إىل املذكور

.......................الشروط العائدة إىل املسكوت عنه

٤٦ ٤٦ ٤٧ ٤٨ ٤٩ ٤٩ ٥٠ ٥١ ٥٢ ٥٢ ٥٣ ٥٥ ٥٧ ٥٨

٦٠ ٦٥

٥٣٩



املبحث الثالث آراء العلماء يف حجية مفهوم املخالفة

...............................:............. القول األول :............................................. القول الثاين

......................................... أدلة القول األول ..........................................أدلة القول الثاين

..................................................الترجيح

الفصل الثاين مفهوم الشرط وحتته عدة مباحث

املبحث األول أنواع الشرط وتعريف كل نوع

........................................... تعريف الشرط .............................................أنواع الشرط

...................................الفرق بني أنواع الشرط

املبحث الثاين تعريف مفهوم الشرط وبيان أدوات الشرط اللغوي

........................................... مفهوم الشرط .....................................الشرط اللغويأدوات

..................................................."إن " ...................................................."إذ " " ................................. أىن" " أين " " حيثما "

٦٩ ٦٩ ٧٠ ٧١ ٨١ ٨٥

٨٧ ٨٧ ٨٨ ٩٠ ٩٢ ٩٤ ٩٥ ٩٦ ٩٧

٥٤٠



.................................................. "مىت " ...................................................."لو " ...................................................."ما " ..................................................."من " ................................................."كيف "

املبحث الثالث

آراء العلماء يف حجية مفهوم الشرط .......................................... حترير حمل الرتاع :........................................... املذهب األول

:........................................... ب الثايناملذه ........................................ أدلة املذهب األول .........................................أدلة املذهب الثاين

................................................. الترجيح

الباب الثاينمفهوم الشرط من خالل آيات األحكام يف التطبيق على

سوريت البقرة والنساء التمهيد

الفصل األولالتطبيق على مفهوم الشرط من خالل آيات األحكام يف

سورة البقرة

٩٧ ٩٨ ٩٨ ١٠٠ ١٠٠ ١٠١ ١٠١ ١٠٢ ١٠٤ ١٠٦ ١١٨ ١٢٢ ١٢٤ ١٢٥

٥٤١



m k j i q p o n m lr s قوله تعاىل v u t l ........................................ خمتصر تفسري اآلية

............................... بيان مفهوم الشرط من اآلية :املسألة األوىل

الزيادة من هذه احملرمات عما يسد به الرمق ويوصل حد الشبع ..............................................حترير املسألة

....................... بيان أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة ...............................................الترجيح

........................ وجه بناء املسألة على مفهوم الشرط

املسألة الثانية .................... ر املعصيةتناول احملرمات للمضطر يف سف

..............................................حترير املسألة ....................... بيان أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

..................................................الترجيح ........................ وجه بناء املسألة على مفهوم الشرط

m p o n m l k j i قوله تعاىل s r qt y x w v uz {

¢ ¡ � ~ } |l

١٢٥

١٢٥ ١٢٧ ١٢٨ ١٢٨ ١٢٨ ١٣٢ ١٣٢

١٣٤ ١٣٤ ١٣٤ ١٣٦ ١٣٦ ١٣٩

٥٤٢



........................................ خمتصر تفسري اآلية ................................بيان مفاهيم الشرط من اآلية

املسألة األوىل ........................................ العفو عن القصاص

..............................................حترير املسألة ......................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة الثانية

.......................... القتل بعد العفو جمانا أو أخذ الدية ...............................................حترير املسألة

.............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة ...................................................الترجيح

.....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

® ¯ ° ± m´ ³ ² قوله تعاىل¸ ¶ µ » º ¹¼ ¾ ½

À ¿ É È Ç Æ Å Ä Ã Â ÁÊË ....... l ١٨٢-١٨٠(اآليات(

................................... خمتصر تفسري اآليات .............................. بيان مفاهيم الشرط من اآلية

املسألة األوىل ...........................من الذي يستحب له أن يوصي ؟

١٣٩ ١٤١

١٤٢ ١٤٢ ١٤٢ ١٤٣ ١٤٣ ١٤٣ ١٤٥ ١٤٦ ١٤٧

١٤٧ ١٥٠

١٥١

٥٤٣



...............................................حترير املسألة ............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

...................................................الترجيح ......................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية


........................... ؟ قربنيهل تصح الوصية لغري األ ..............................................حترير املسألة

............................لةأقوال العلماء وأدلتهم يف املسأ ...................................................الترجيح

.....................ط من اآليةبناء املسألة على مفهوم الشر

املسألة الثالثة .........................................التبديل يف الوصية

..............................................حترير املسألة ....................ط من اآليةبناء املسألة على مفهوم الشر

***************

} | m x w v uyzقوله تعاىل ¤ £ ¢ ¡ � ~ } l

.......................................اآلية خمتصر تفسري ..............................ةبيان مفاهيم الشرط من اآلي

١٥١ ١٥١ ١٥٣ ١٥٣ ١٥٤ ١٥٤ ١٥٥ -١٥٦ ١٥٦ ١٥٧ ١٥٨ ١٥٨ ١٥٩

١٦٠

١٦٠ ١٦١


٥٤٤


ملسألة األوىلا من شهد دخول الشهر مقيما مث سافر فيه ، هل له أن يفطر ؟

.............................................حترير املسألة .............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

...................................................الترجيح .....................املسألة على مفهوم الشرط من اآلية بناء

املسألة الثانية ........................................صوم يوم الشك

.............................................حترير املسألة .............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

..................................................ح الترجي ..................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة الثالثة

..................صوم انون الذي أفاق أثناء شهر رمضان ...............................................حترير املسألة

.............................علماء وأدلتهم يف املسألةأقوال ال ...................................................الترجيح

..................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة الرابعة ..................صوم الكافر الذي أسلم أثناء شهر رمضان

...............................................رير املسألةحت

١٦٣ ١٦٣ ١٦٤ ١٦٥ ١٦٥ ١٦٧ ١٦٧ ١٦٨ ١٧١ ١٧١ ١٧٢ ١٧٢ ١٧٣ ١٧٤ ١٧٤ ١٧٥ ١٧٥


٥٤٥




املسألة اخلامسة ...........صوم غري رمضان يف شهر رمضان ملن له الفطر فيه

...............................................حترير املسألة .............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

...................................................الترجيح .................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة السادسة

..................................هل ينعقد صوم املسافر ؟ ...............................................حترير املسألة

............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة ...................................................الترجيح


****************

m Q P O N T S R قوله تعاىل UV Y X WZ [ ^ ] \ a ` _

e d c b .....l ١٩٤ -١٩١البقرة (اآليات (

١٧٥ ١٧٦ ١٧٧ ١٧٨ ١٧٨ ١٧٨ ١٧٩ ١٧٩ ١٨٠ ١٨٠ ١٨٠ ١٨٤ ١٨٤ ١٨٦


٥٤٦


......................................خمتصر تفسري اآليات .............................بيان مفاهيم الشرط من اآليات

...........................االبتداء بالقتال يف احلرم : مسألة ...............................................حترير املسألة

............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة ..................................................الترجيح


***************

§ ¨ © m¥ ¤ £ ¢¦ « ª قوله تعاىل ¬® ....l ١٩٦:البقرة( اآلية(

........................................خمتصر تفسري اآلية ...............................بيان مفاهيم الشرط من اآلية

املسألة األوىل ..... إمتام النسك بعد الدخول فيه عند عدم اإلحصار حكم

..............................................حترير املسألة .....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية املسألة الثانية

من حلق لغري عذر ، هل له التخيري يف الفدية أم جيب عليه دم ؟ ..............................................حترير املسألة

............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة ..................................................الترجيح


١٨٦ ١٨٧ ١٨٨ ١٨٨ ١٨٨ ١٩١ ١٩١

١٩٣

١٩٣ ١٩٤ ١٩٧ ١٩٧ ١٩٧ ١٩٩ ١٩٩ ١٩٩ ٢٠١ ٢٠١


٥٤٧


املسألة الثالثة .............................حكم اهلدي على املفرد

...............................................حترير املسألة .....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة الرابعة

.........اشتراط الترتيب يف كفارة التمتع بني اهلدي والصيام .............................................حترير املسألة

....................فهوم الشرط من اآلية بناء املسألة على م

املسألة اخلامسةهل يشترط يف صيام الثالثة أيام يف كفارة التمتع أن تكون بعد

............................................إحرام احلج ؟ .............................................حترير املسألة

............................يف املسألة أقوال العلماء وأدلتهم ..................................................الترجيح

.................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية املسألة السادسة

هل يشترط يف صيام السبعة األيام يف كفارة التمتع الرجوع إىل .................................................األهل ؟

.............................................حترير املسألة ...........................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

..................................................الترجيح ..................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

٢٠٣ ٢٠٣ ٢٠٣ ٢٠٤ ٢٠٤ ٢٠٥ ٢٠٦ ٢٠٦ ٢٠٦ ٢٠٨ ٢٠٨ ٢٠٩ ٢٠٩ ٢٠٩ ٢١٠ ٢١١


٥٤٨


املسألة السابعة .كان من حاضري املسجد احلرام حكم اهلدي على املتمتع إذا

...............................................حترير املسألة ....................ة على مفهوم الشرط من اآليةبناء املسأل

***************

m ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ lقوله تعاىل ........................................خمتصر تفسري اآلية

...............................بيان مفهوم الشرط من اآلية مسألة ............وقبل الغسل حكم إتيان املرأة بعد انقطاع احليض

...............................................حترير املسألة ............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

.................................................الترجيح ..................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

***************

mW V U T S R QX Y قوله تعـاىل ^ ] \ [ Z l

........................................ خمتصر تفسري اآلية ................................بيان مفهوم الشرط من اآلية

٢١٢ ٢١٢ ٢١٢

٢١٣ ٢١٣ ٢١٤ ٢١٤ ٢١٤ ٢١٤ ٢١٦ ٢١٧ ٢١٩

٢١٩ ٢١٩


٥٤٩


مسألة وقوع الطالق يعد مضي األربعة أشهر من اإليالء إذا مل يفئ

..............................................حترير املسألة .............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

...................................................الترجيح .....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

******************

m w v u t s r q p o nتعاىل قوله y x } | { z~ d c b a ` _

f eg l ........................................خمتصر تفسري اآلية

................................بيان مفاهيم الشرط من اآلية املسألة األوىل

هل الشتراط اإلميان أثر يف حترمي كتمان النساء ما خلق اهللا يف ..............................................أرحامهن ؟ ..............................................حترير املسألة

....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة الثانية ........................اشتراط إرادة اإلصالح عند الرجعة


٢٢٠ ٢٢٠ ٢٢٠ ٢٢٤ ٢٢٤ ٢٢٦ ٢٢٦ ٢٢٧ ٢٢٨ ٢٢٨ ٢٢٨ ٢٣٠ ٢٣٠ ٢٣٠

٥٥٠



...................................................الترجيح ..................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

***************

± m » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ²قوله تعاىل ½ ¼¾ l

........................................خمتصر تفسري اآلية ................................بيان مفهوم الشرط من اآلية

مسألة ......اشتراط اخلوف من عدم إقامة حدود اهللا لصحة املخالعة

..............................................حترير املسألة ............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

..................................................الترجيح ..................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

*****************

m Ñ Ð Ï Î Í Ö Õ Ô Ó Ò قوله تعاىل ×Ø ã â á à ß Þ Ý Ü Û Ú Ù

å äæ l ........................................خمتصر تفسري اآلية

................................بيان مفاهيم الشرط من اآلية املسألة األوىل

ة رجعة املطلقة دون ثالث إذا كانت مدخوال ا يف العد حكم ................................................ أو بعدها

٢٣٣ ٢٣٣

٢٣٦ ٢٣٦ ٢٣٧ ٢٣٨ ٢٣٨ ٢٣٨ ٢٤١ ٢٤١ ٢٤٣

٢٤٣ ٢٤٤ ٢٤٥

٥٥١



..............................................حترير املسألة .....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية


..اشتراط ظن إقامة حدود اهللا لصحة النكاح من الزوج األول ..............................................حترير املسألة

............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة ...................................................الترجيح

..................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية***************

m F E D C B A قوله تعاىل J I H GK O N M L l


مسألة ...................................اإلمساك بقصد اإلضرار

...............................................حترير املسألة .....................ط من اآليةبناء املسألة على مفهوم الشر

********************

m z y x w v u t قوله تعاىل { a ` _ ~ } |b l

٢٤٥ ٢٤٦ ٢٤٨ ٢٤٨ ٢٤٨ ٢٥٠ ٢٥٠ ٢٥١

٢٥١ ٢٥٢ ٢٥٣ ٢٥٣ ٢٥٣ ٢٥٥

٥٥٢



........................................خمتصر تفسري اآلية ...............................بيان مفهوم الشرط من اآلية

مسألة ............................ضي حكم العضل عند عدم الترا

...............................................حترير املسألة ....................................أقوال العلماء يف املسألة

.....................ط من اآليةبناء املسألة على مفهوم الشر******************

m Ç Æ Å Ä Ì Ë Ê É Èقوله تعاىل ÍÎ × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï

Û Ú Ù ØÜ l ........................................خمتصر تفسري اآلية

...............................بيان مفهوم الشرط من اآلية املسألة األوىل

........................اشتراط التراضي للفطام قبل احلولني ..............................................حترير املسألة

....................................أقوال العلماء يف املسألة .....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية املسألة الثانية

..اشتراط تسليم األجرة للمرضعة عند إرادة االسترضاع للولد .............................................حترير املسألة

....................................أقوال العلماء يف املسألة .....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

٢٥٥ ٢٥٦ ٢٥٧ ٢٥٧ ٢٥٧ ٢٥٨ ٢٦٠ ٢٦٠ ٢٦١ ٢٦٢ ٢٦٢ ٢٦٢ ٢٦٣ ٢٦٥ ٢٦٥ ٢٦٥ ٢٦٦

٥٥٣



m S R Q P O N M Lقوله تعاىل V U TW l


مسألة ............مؤاخذة األولياء إذا مل جتتنب احملتدة ما يت عنه

...............................................حترير املسألة ....................................أقوال العلماء يف املسألة

....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية ****************

m z y x w v u t s r q قوله تعاىل | {}~ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �

¨ § ¦© ¬ « ª l ........................................خمتصر تفسري اآلية

...............................بيان مفهوم الشرط من اآلية املسألة األوىل .....................متعة املطلقة املدخول ا واملسمى مهرها

...............................................املسألة حترير .............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

...................................................الترجيح ..................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

٢٦٧

٢٦٧

٢٦٧

٢٦٨ ٢٦٨ ٢٦٨ ٢٦٩

٢٧١ ٢٧١ ٢٧١ ٢٧٣ ٢٧٣ ٢٧٣ ٢٧٥ ٢٧٦

٥٥٤



املسألة الثانية ....املدخول ا واملسمى مهرها حكم املهر كامال للمطلقة

...........................................حترير املسألة .................. بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

*****************

¯ ° ± m µ ´ ³ ² قوله تعاىل ¼ » º ¹ ¸ ¶l

.....................................خمتصر تفسري اآلية ..............................بيان مفهوم الشرط من اآلية

مسألة ..........استحقاق املطلقة املدخول ا كامل املهر املسمى

...........................................رير املسألة حت .................. بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية***************

m N M L K JO Q Pقوله تعاىل Y X W V U T S R

......................................خمتصر تفسري اآلية ..............................بيان مفهوم الشرط من اآلية

مسألة ..............ا شرعت حال األمن حكم إقامة الصالة كم

............................................حترير املسألة ...................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

٢٧٨ ٢٧٨ ٢٧٩

٢٨١ ٢٨١ ٢٨٢

٢٨٣

٢٨٣ ٢٨٣ ٢٨٥

٢٨٥ ٢٨٦ ٢٨٦ ٢٨٦ ٢٨٨

٥٥٥



[ ^ _ ` m e d c b aقوله تعاىل h g fi l

....................................خمتصر تفسري اآلية ............................بيان مفهوم الشرط من اآلية

مسألةيقبضه من الربا بعد بلوغ التحرمي حكم أخذ املرايب مامل

.... ...........................................حترير املسألة

...................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية***************

} | mz y x w v u قوله تعاىل ¡ � ~ } £ ¢ ¨ § ¦ ¥ ¤« ª ©¬ ....... l ٢٨٠-٢٧٨ اآليات(

...................................خمتصر تفسري اآليات ............................ بيان مفاهيم الشرط من اآلية

املسألة األوىل

.................لترك الربا ؟ هل اشتراط اإلميان مقصود ..........................................حترير املسألة

...................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

٢٨٩

٢٨٩ ٢٨٩ ٢٩٠ ٢٩٠ ٢٩١ ٢٩٣ ٢٩٣ ٢٩٤ ٢٩٥ ٢٩٥ ٢٩٥

٥٥٦



املسألة الثانية ........................استتابة املرايب وأخذ ماله إن مل يتب

...............................................حترير املسألة .....................................أقوال العلماء يف املسألة


املسألة الثالثة حكم حبس من عليه دين ومل يكن معسرا من أجل قضاء دينه

..............................................حترير املسألة .....................................أقوال العلماء يف املسألة

....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية***************

m H G F E D C B A قوله تعاىل J IK .......... l ٢٨٣- ٢٨٢(اآليات( ........................................خمتصر تفسري اآلية

............................اتبيان مفاهيم الشرط من اآلي

املسألة األوىل .........................حكم تسمية األجل لصحة السلم


..................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

٢٩٦ ٢٩٦ ٢٩٦ ٢٩٧ ٢٩٩ ٢٩٩ ٢٩٩ ٣٠٠ ٣٠١

٣٠٢ ٣٠٤

٣٠٦ ٣٠٦ ٣٠٦ ٣٠٧

٥٥٧



املسألة الثانية .......ن عليه احلق إال من عذر حكم أن يتوىل إمالء الدين م

...............................................ير املسألةحتر .....................................أقوال العلماء يف املسألة

.....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة الثالثة ..........هل يشترط عدم وجود الرجلني الستشهاد املرأتني ؟

..............................................ير املسألةحتر .....................................أقوال العلماء يف املسألة


املسألة الرابعة ....حكم اإلدالء بالشهادة على من مل يطلب منه ذلك

.............................................. حترير املسألة ....................................أقوال العلماء يف املسألة


املسألة اخلامسة ..............هل يصح الرهن يف احلضر أو مع وجود كاتب


...................................................الترجيح ....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

٣٠٨ ٣٠٨ ٣٠٨ ٣٠٩ ٣١٠ ٣١٠ ٣١٠ ٣١١ ٣١٢ ٣١٢ ٣١٢ ٣١٣ ٣١٤ ٣١٤ ٣١٤ ٣١٦ ٣١٦

٥٥٨



الفصل الثاينالتطبيق على مفهوم الشرط من خالل آيات األحكام يف


m | { z y x w v u t قوله تعاىل

b a ` _ ~ }c j i h g f e d

l k q p o n l ........................................تفسري اآلية خمتصر

.............................بيان مفاهيم الشرط من اآليات املسألة األوىل

حكم نكاح أكثر من واحدةوإن مل خيف من القسط يف اليتامى ............................................حترير املسألة

..................... ى مفهوم الشرط من اآليةبناء املسألة عل

املسألة الثانية ................حكم نكاح اليتيمة إذا مل خيف من اجلور

..............................................حترير املسألة ..................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية املسألة الثالثة

.........................م التعدد مع عدم خوف العدل حك ...............................................حترير املسألة

.....................................أقوال العلماء يف املسألة ...................................................الترجيح

..................... الشرط من اآلية بناء املسألة على مفهوم

٣١٧ ٣١٨ ٣١٨ ٣١٩ ٣٢٠ ٣٢٠ ٣٢٠ ٣٢٢ ٣٢٢ ٣٢٢ ٣٢٤ ٣٢٤ ٣٢٤ ٣٢٥ ٣٢٥

٥٥٩



املسألة الرابعة حكم االقتصار على الواحدة عند عدم اخلوف من عدم العدل

..............................................حترير املسألة ................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

**************

m ¡ � ~ } | { z y x ¢l تعاىلقوله ........................................خمتصر تفسري اآلية

...............................بيان مفهوم الشرط من اآلية سألةم

...................حكم أخذ شيء من مهر املرأة إال بإذا ...............................................حترير املسألة

.....................................أقوال العلماء يف املسألة .....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية***************

¶ ¸ m ¾ ½ ¼ » º ¹ قوله تعاىل

Ã Â Á À ¿Ä ....... l ........................................خمتصر تفسري اآلية

...............................بيان مفهوم الشرط من اآلية

املسألة األوىل ...................اشتراط الرشد والبلوغ لدفع املال لليتامى


٣٢٦ ٣٢٦ ٣٢٦

٣٢٧ ٣٢٧ ٣٢٧ ٣٢٨ ٣٢٨ ٣٢٨ ٣٢٩ ٣٣٠

٣٣٠ ٣٣١ ٣٣٢ ٣٣٢ ٣٣٢

٥٦٠





.................................ما حيل لويل اليتيم من ماله ..............................................حترير املسألة

..................... لشرط من اآليةبناء املسألة على مفهوم ا*************

m [ Z Y X W V قوله تعاىل b a ` _ ^ ] \ l

.......................................خمتصر تفسري اآلية ................................بيان مفهوم الشرط من اآلية

مسألةأو كان من املساكني واليتامى شيئا إعطاء من ال يرث حكم

............................ من التركة إذا مل حيضر قسمتها ...............................................حترير املسألة

.....................................أقوال العلماء يف املسألة .................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

**************

m b a ` _ ^c e dقوله تعاىل h g f l


٣٣٥ ٣٣٥ ٣٣٧ ٣٣٧ ٣٣٧ ٣٣٩

٣٣٩ ٣٣٩

٣٤٠ ٣٤٠ ٣٤٠ ٣٤١

٣٤٢ ٣٤٢ ٣٤٣

٥٦١



مسألة .......................إيذاء من مل يتب أو يصلح بعد التوبة

...............................................حترير املسألة .....................................أقوال العلماء يف املسألة .................... الشرط من اآلية بناء املسألة على مفهوم

***************

m F E D C B A قوله تعاىل

M L K J I H GN l ........................................خمتصر تفسري اآلية

...............................بيان مفهوم الشرط من اآلية مسألة

سواء رأة بعد الدخول ا مطلقا هر املأخذ شيء من م حكم .................... أراد أن يفارقها أو مل يرد إال مبا أباح اهللا

...............................................حترير املسألة .................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية*************

m f e d h gقوله تعاىل

p o n m l k j i

v u t s r ql ........................................خمتصر تفسري اآلية


٣٤٤ ٣٤٤ ٣٤٤ ٣٤٥ ٣٤٦

٣٤٦ ٣٤٦ ٣٤٧ ٣٤٧ ٣٤٨ ٣٤٩ ٣٤٩ ٣٥١

٥٦٢


رقم املوضوع حةالصف

املسألة األوىل .....................حكم نكاح أم الزوجة غري املدخول ا


...................................................الترجيح .....................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية املسألة الثانية .......................حكم نكاح البنت إذا مل يدخل بأمها


................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية***************

m U T S R Q P O Nقوله تعاىل X W VY ^ ] \ [ Z

` _a l .......................................خمتصر تفسري اآلية


املسألة األوىل ................................حكم املهر إلباحة النكاح

...........................................حترير املسألة .................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

٣٥٢ ٣٥٢ ٣٥٢ ٣٥٥ ٣٥٥ ٣٥٦ ٣٥٦ ٣٥٧ ٣٥٨ ٣٥٩ ٣٥٩ ٣٦٠ ٣٦٠ ٣٦٠ ٣٦١

٥٦٣



املسألة الثانية ......................داقا ؟ ما ليس مبال هل يصح جعله ص

..............................................حترير املسألة ............................لةأقوال العلماء وأدلتهم يف املسأ

...................................................الترجيح ......................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

m x w v u t s r قوله تعاىل _ ~ } | { z y

a `b ........... l .....................................خمتصر تفسري اآلية

..............................اآليةبيان مفهوم الشرط من املسألة األوىل

جيوز للحر املسلم الذي يستطيع مهر احلرة ومل خيف الزنا أن هل ........................................؟ ينكح األمة

.............................................حترير املسألة ...........................لةأقوال العلماء وأدلتهم يف املسأ

.................................................الترجيح ......................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية


...........................زنتإذا األمة غري احملصنة عقوبة ...............................................حترير املسألة

٣٦٣ ٣٦٣ ٣٦٣ ٣٦٦ ٣٦٦ ٣٦٩ ٣٦٩ ٣٧٠ ٣٧٢ ٣٧٢ ٣٧٢ ٣٧٤ ٣٧٤ ٣٧٧ ٣٧٧

٥٦٤



.............................لةأقوال العلماء وأدلتهم يف املسأ ...................................................الترجيح

..................... مفهوم الشرط من اآليةبناء املسألة على **************

m ab f e d cg i h قوله تعاىل j l kl

.......................................خمتصر تفسري اآلية ...............................بيان مفهوم الشرط من اآلية

مسألة

.................................... معاقبة املرأة إذا نشزت ..............................................حترير املسألة

..................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية***************

m t s r q p o n قوله تعاىل w v u x l ......................................خمتصر تفسري اآلية

...............................بيان مفهوم الشرط من اآلية مسألة

...................ني الزوجني بعث احلكمني عند الشقاق ب ...............................................حترير املسألة

٣٧٧ ٣٧٩ ٣٧٩

٣٨٠ ٣٨٠ ٣٨١

٣٨٢ ٣٨٢ ٣٨٣ ٣٨٤

٣٨٤ ٣٨٤ ٣٨٥ ٣٨٥

٥٦٥


٣٨٥ .................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآليةرقم املوضوع

الصفحة

m ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ ²قوله تعاىل ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³l

........................................خمتصر تفسري اآلية ...............................ط من اآلية بيان مفهوم الشر

املسألة األوىل ................................تيمم املريض الذي جيد املاء


...................................................الترجيح ......................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية املسألة الثانية

..............................التيمم يف احلضر إذا عدم املاء ...............................................حترير املسألة

.............................أدلتهم يف املسألةأقوال العلماء و ...................................................الترجيح

......................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية****************

© m ± ° ¯ ® ¬ « ªقوله تعاىل ¶ µ ´ ³ ²..... l ٩١- ٩٠( اآليات (

......................................خمتصر تفسري اآليات .............................بيان مفاهيم الشرط من اآليات

٣٨٧ ٣٨٧ ٣٨٨

٣٨٩ ٣٨٩ ٣٨٩ ٣٩١ ٣٩١ ٣٩٢ ٣٩٢ ٣٩٢ ٣٩٤ ٣٩٤ ٣٩٥

٣٩٥ ٣٩٦

٥٦٦



مسألة .................مىت جيوز قتال الكفار ؟ ومىت يكف عنهم ؟

..............................................حترير املسألة .................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

***************

m L K J P O N Mتعاىل قوله T S R Q..... l ٩٣-٩٢ (اآليات (

......................................خمتصر تفسري اآليات ..............................بيان مفاهيم الشرط من اآليات

املسألة األوىل ..........................القتل العمد يف حكم الكفارة يف

..............................................ةحترير املسأل .............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة

....................................................الترجيح ......................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية


...................... كفارة يف قتل الكافر خطأ ؟هل جتب ال ................................................حترير املسألة

.............................أقوال العلماء وأدلتهم يف املسألة ....................................................الترجيح

......................م الشرط من اآليةبناء املسألة على مفهو

٣٩٧ ٣٩٧ ٣٩٧ ٣٩٩

٣٩٩ ٤٠٠ ٤٠٣ ٤٠٣ ٤٠٣ ٤٠٦ ٤٠٧ ٤٠٨ ٤٠٨ ٤٠٨ ٤٠٩ ٤١٠

٥٦٧



املسألة الثالثةالدية والكفارة يف قتل املؤمن خطأ إذا كان بني كفار حكم

..................................... بيننا وبينهم ميثاق ..........................................حترير املسألة

................ بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة الرابعةإذا قتل خطأ بني قوم كفار حكم الدية والكفارة يف املؤمن

................................ ليس بيننا وبينهم ميثاق ............................................سألةحترير امل

................. بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة اخلامسةبيننا إذا قتل املؤمن كافرا خطأ من قوم ليسيف احلكم

.........................................وبينهم ميثاق ...........................................حترير املسألة

................ بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة السادسة . هل يصح الصيام يف كفارة القتل ممن يستطيع عتق الرقبة ؟

..........................................حترير املسألة ................ بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

٤١١ ٤١١ ٤١١ ٤١٣ ٤١٣ ٤١٣ ٤١٥ ٤١٥ ٤١٥ ٤١٦ ٤١٦ ٤١٦

٥٦٨



املسألة السابعة .......... قاتل املؤمن خطأ ال يترتب عليه جزاء من قتله عمدا

...............................................حترير املسألة .................... م الشرط من اآليةبناء املسألة على مفهو

*******************

m × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï قوله تعاىل ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Øà l


ة األوىلاملسأل

...........................قصر كيفية الصالة حال اخلوف ..............................................حترير املسألة

................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

املسألة الثانية ................... قصر الصالة الرباعية يف السفر حال األمن



٤١٨ ٤١٨ ٤١٨

٤١٩

٤١٩ ٤١٩

٤٢٠ ٤٢٠ ٤٢١ ٤٢٣ ٤٢٣ ٤٢٣ ٤٢٦ ٤٢٦

٥٦٩



املسألة الثالثة ...................................صالة اخلوف يف احلضر


.................................................الترجيح .................... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

****************

m B A F E D C G قوله تعاىل J I H.......... l .........................................خمتصر تفسري اآلية

................................بيان مفهوم الشرط من اآلية املسألة األوىل

................. صالة اخلوف بعد النيب صلى اهللا عليه وسلم ...............................................حترير املسألة


......................بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية املسألة الثانية

..............................محل السالح يف صالة اخلوف ...............................................حترير املسألة



٤٢٨ ٤٢٨ ٤٢٨ ٤٣٠ ٤٣١ ٤٣٢

٤٣٢ ٤٣٣

٤٣٥ ٤٣٥ ٤٣٥ ٤٣٩ ٤٤٠

٤٤١ ٤٤١ ٤٤١ ٤٤٢ ٤٤٣

٥٧٠



m q p o nr lقوله تعاىل ....................................خمتصر تفسري اآلية

........................... بيان مفهوم الشرط من اآلية مسألة

جواز قصر هيئة الصالة وعددها يف حال اخلوف والسفر ..........................................حترير املسألة

................ بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية******************

m H G F E D C B A قوله تعاىل O N M L K J IP l

....................................خمتصر تفسري اآلية ............................بيان مفهوم الشرط من اآلية

مسألة

تنازل املرأة عن بعض حقوقها مقابل بقائها مع زوجها حكم ...........................................حترير املسألة

............... بناء املسألة على مفهوم الشرط من اآلية

اخلامتة

٤٤٤ ٤٤٤ ٤٤٤ ٤٤٥ ٤٤٥ ٤٤٥

٤٤٧ ٤٤٧ ٤٤٧ ٤٤٨ ٤٤٨ ٤٤٩ ٤٥٠

٥٧١



الفهارس

................................فهرس اآليات القرآنية ................................فهرس األحاديث النبوية

............................................فهرس اآلثار ....................................فهرس املصطلحات

................................فهرس املسائل الفقهية ..............................فهرس األعالم املترجم هلم .................................فهرس املصادر واملراجع

.....................................فهرس املوضوعات

٤٥٦ ٤٥٧ ٤٧٩ ٤٨٣ ٤٨٧ ٤٩٠ ٤٩٨ ٥٠٢ ٥٣٤

اهللا وفضله دمتت حبم وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني

هـ١/٢/١٤٢٩

Documents

ﺓﺍﺭﻮﺘﻛﺪﻟﺍ ﺔﺟﺭﺩ ﻞﻴﻨﻟ ﺔﻣﺪﻘﻣb7oth.com/wp-content/uploads/2015/01/مفهوم...٢ ﲔﻴﻟﻮﺻﻷﺍ ﺪﻨﻋ ﻁﺮﺸﻟﺍ ﻡﻮﻬﻔﻣ