23
ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ: ﻗﺮﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ. . . . . . . . . . . . ﺿ2011 1 ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ: ﻗﺮﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺑﻘﻠﻢ: . ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﳍﻼﱄ، ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻛﻤﻔﻬﻮﻡ ﻫﻮ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟ ﺴﻴﺎﺳﻲ... ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﲏ ﻛﺬﻟﻚ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻌﺎﱐ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﲤﻴﺰﻩ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ) action ( ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ. ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻳﻌﲏ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﳎﻤﻠﻪ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﺍﳌﻐﺎﻣﺮﺓ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﺪ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﳓﻮ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﲑ ﺃﻱ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻟﻠ ﻤﺨﺎﻃﺮ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ) gestion ( ، ﻓﺒﻬﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻷﺧﲑ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﺧﻲ ﻟﻠﺤﺬﺭ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﲝﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺍﳍﺮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ، ﳑﺎ ﳚﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻞ ﻭﻻ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮﺡ ﻌﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍ. ﺑﺸﻜﻞ ﳐﺘﺼﺮ، ﻓﺎﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺟﺮﻳﺌﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ، ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﺕ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻭﰲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺗﺎﻡ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺃ ﺧﺬﺍ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﺒﲏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ] 1 . [ ﻓﻔﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﲡﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲﺘﻤﻊ ﻛﻤﺴﺘﻬﻠﻚ ﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻓﺈﻥ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻊ ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻤﻤﻮﻝ ﻭﺍ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎ ﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ) l’action publique ( ، ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺃﺻﻼ ﺇﱃ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ) Puissances publique ( ، ﺞ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﰎ ﻓﻠﺠﻌﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﰎ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﺣﺴﺐBartoli .A ﻣﻦ: - ﻋﻘﻠﻨﺔ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ) : Rationalisation des budgétaires ) ( R.C.B ( - ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﻷﻫﺪﺍﻑ) D.P.O ) Direction par objectif ( ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻨﻘﻄﺘﲔ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﲎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻭﻣﺎ ﺍﳌﻐﺰﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻤﻠﻪ ﻭﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﳌﺘﻮﺧﻰ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺒﺤﺜﲔ: ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ:

ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

  • Upload
    others

  • View
    10

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

1

قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي

برغملا ،رهز نبا ةعماج – عبد اللطيف اهلاليل. د: بقلم

إن التدبري العمومي كمفهوم هو جمموعة وسائل سياسية وإدارية من أجل حتقيق أهداف معينة على املستوى

، فهو يعين كذلك جمموعة معاين خمتلفة متيزه يف إطار العمل االقتصادي، ...سياسي االقتصادي واالجتماعي وال

إن التدبري العمومي يعين أيضا يف جممله احلرية يف . اإلدارة) action( االجتماعي أو السياسي عن فعل

مخاطر عكس التصرف واملغامرة زيادة على رصد األهداف والسعي حنو الوصول إليها وال يعري أي اهتمام لل

، فبهذا املعىن األخري هناك ) gestion( الفعل اإلداري الصادر عن اإلدارة باملعىن التقليدي ملفهوم التسيري

توخي للحذر سواء يف الفعل أو القرار، وعدم احلرية يف النظر إىل األشياء حبيث يكون الرجوع إىل السلطة

.عل قراراا دائما مبنية على جهل وال تتسم بالوضوحالعليا يف اهلرم اإلداري هي السمة الغالبة، مما جي

بشكل خمتصر، فالتدبري العمومي يقتضي عقلية مبادرة وجريئة، وليس فقط عقلية دفاعية، فهو يقتضي تكامل

البنيات املؤسساتية من أجل تلبية رغبات املستفيدين وذلك بأقل تكلفة ويف احترام تام للتنظيمات املعمول ا

] .1[خذا بعني االعتبار املبادئ األساسية املبين عليها املرفق العامقانونا أ

ففي إطار التجاذبات القانونية وجتاذبات النظام االجتماعي زيادة على احلالة اليت هي عليها الدولة احلديثة يف

( فعل العمومي عالقتها باتمع مبعىن الدولة كممول واتمع كمستهلك خلدمات املرفق العام، فإن شرعية ال

l’action publique ( تستند أصال إىل مفهوم القوة العمومية ، )Puissances publique ( ،

فلجعل كذلك خدمات املرفق العام أكثر فعالية ومردودية مت ج جمموعة من املقاربات يف التسيري منها ما مت

:من Bartoli .Aاعتماده حسب

) Rationalisation des budgétaires ) ( R.C.B: ( عقلنة االختيارات املالية -

)D.P.O ) Direction par objectif( اإلدارة باألهداف -

من خالل هاتني النقطتني ميكن الوقوف على املعىن من التدبري العمومي وما املغزى الذي حيمله واملضمون

:املتوخى منه من خالل مبحثني

: املبحث األول املعىن العام ملفهوم التدبري العمومي

Page 2: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

2

والذي ] 3)[ P.P.B.S( هو مأخوذ أصال من املفهوم األمريكي ] 2[هذا املفهوم . Bartoli Aحسب

( مت األخذ به يف إطار اجليش األمريكي من أجل التحكم أكثر يف املوارد وكذا تعويض مسلسل اخللل الوظيفي

le dysfonctionnement (من خالل هذا املنطق كان من . الذي عرفته القرارات األكثر مركزية

administration par( الضروري أن تتبع هذه اخلطوة مبنهجية للمراقبة خللق تسيري إدارة باألهداف

objectif ( هذه األخرية اليت تستند إىل مشاركة األطر اليت تقوم بعملية حتديد األهداف ويسهرون على

لكن الباحث الحظ بأن هذه املنهجيات يف التسيري مل تعط . نظيم العمل بناء من خالل هذه األهدافعملية ت

:النتائج املرجوة واملتوخاة منها على مستوى اإلدارة وذلك لألسباب التالية

منهجيات تقنية قليلة املردودية، -

صعوبة تعريف األهداف يف القطاع العام، -

لني يف وقت حتديد األهداف،انعدام تصور نظري للفاع -

] .4[انعدام الرغبة يف إحداث التغيري -

من أجل حتديث الدولة بكونه يتوفر على ) N.P.M( هلذه األسباب مت األخذ مبفهوم التدبري العمومي اجلديد

ام هو استراتيجية من أجل حتديث القطاع الع] 5[إن هذا االختيار. فعالية إلجياد حلول داخل املرفق العام

والذي يركز باألساس على اخلوصصة عكس التسيري البريوقراطي التقليدي، هذه الداللة إذن هي اخلالصة

.، والذي حيمل جمموعة من التعريفات]Knowledge management [6املمكنة من خالل مفهوم

داللة املفهوم : املطلب األول

والتعريف . تكون متوفرة سواء طلبها متخذ القرار أم ال املفهوم ميكن أن يعطي الداللة على أن املعلومة جيب أن

Leالثاين حييل إىل كون املفهوم حيمل داللة إنتاج تنظيم من أجل خلق قيمة للفعل املقدم فهو يعين بشكل عام

savoir faire موعة من املفاهيم تقييم، إخبار، تأكيد على : ويف تعريف ثالث يعين املفهوم كذلك ظهور

. les managersوتطوير حركية هذه املعرفة خاصة املعرفة االقتصادية وذلك من طرف املعرفة

من هذا املنطلق، فاستراتيجية ورهان هذا املفهوم اجلديد تركز باألساس على اجلودة يف الفعل سواء على

أساسا ألي ) connaissance( املستوى االقتصادي، السياسي، االجتماعي والتقين وذلك باعتماد املعرفة

من هنا جاء االهتمام بالعنصر البشري، الفاعل األساسي يف العملية من خالل تكوينه وتأهيله خصوصا . عمل

.قادرة على وضع حلول وأخذ قرارات Patrick Gilbertعلى املستوى املعريف خللق كفاءات كما يقول

Page 3: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

3

من خالله عن معىن ومغزى التدبري فاحلديث عاد اآلن من األمهية مبكان عن مفهوم جديد يتكلم فيه أو

حبيث عدنا نتحدث عن مفهوم التدبري العام وهو املفهوم الذي أحدث من ] N.P.M)[7(العمومي اجلديد

.املنحدر من مدرسة لندن االقتصادية Christopher Hoodطرف

:إذن، فلفهم معىن التدبري العمومي العام فهو يقتضي ثالث عناصر أساسية تتمحور حول

.مشاكل واقعية -

.جمموعة خرباء -

.سياسيني متمرسني -

، هو جمموعة فرضيات تسمح بتفسري العامل بشكل Thomas Kuhnفالرباديكم اجلديد حسب تعبري

( أفضل، فهذا الرباديكم اجلديد حول مفهوم البريوقراطية اإلدارية و وسائل وآليات التسيري العمومي اجلديد

N.G.P (االحتاد األورويب، الحظ اليت أجريت يف دولHood أن اندماج ميادين )N.G.P ( داخل ،

هذه الدول خالل سنوات الثمانينات

عرفت تصاعدا مستمرا وفعاال، فإذا كان املنظور املاكرو اقتصادي واملايل هو الغالب والعنصر املتحكم يف

الفارق حول مبادئ وقف من أجل تربير ذلك على مدى حجم Hoodاقتصاديات هذه الدول جند أن

] .8[التدبري مبختلف االحتاد

، ]9[، يف القطاع العام1995سنة Christopher Hoodفهذا الرباديكم تطرق إليه كما سبق القول

من خالل كتابات حول جدوى وصحة النموذج الفيربي، فسواء Lawrence E. Lynnكذلك ناقشه

)N.G.P ( أو )N.P.M (ما نظاما10[ن مقدمان حلل إشكالية براديكم التسيري العاممها يف حد ذا. [

وخاصة العديد من مناصري النظرية التقليدية هو يعرب عنه بشكل أو بآخر من ) N.G.P( إن الغرض من

خالل انتقادام ألهداف التدبري العام نظرا لكوم يقاومون التغيري أو أم يف غالبيتهم عناصر مرتبطة بنظام

ية يعمل خصيصا إلرضاء أهواء طبقة قليلة من البريوقراط وأشخاص مستفيدين من تسهيالت عدمي املردود

] .l’Etat providence )[11( الدولة املتدخلة أو الدولة الرعاية

، هذا املقترب ) N.G.P( إذن التدبري العمومي هو أيضا مقترب ميكن من خالله مناقشة التسيري العام اجلديد

تربات املتعددة واملختلفة بل واملتناقضة واليت مل تستطع جتاوز تدبري الشأن العام املؤسس على يبقى من ضمن املق

Page 4: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

4

إذن من هذا املنطلق جيب البحث عن املشترك الذي يعطي التماسك هلذا االختالف . املقترب الفيربي والكيرتي

سياسة واملبنية على آليات الدولة باسم الفعالية لبلوغ األهداف احملددة من طرف ال قصد إصالح أنشطة

.تشريعية، وباسم املنفعة كذلك لتحقيق األهداف بأقل التكاليف وبدون تبذير للموارد املادية

هي جمموعة من التساؤالت تطرح حول مقترب التدبري العمومي، من هنا إذن ميكن القول بأن سؤال الفعالية

تدبري العام اجلديد، فاملشكل الذي يطرحه تدبري ونشاط الدولة كان يشكل مركز انشغال احلكام ومنظري ال

هي مشاكل قدمية لكن اجلديد فيها اليوم هو اجلانب املتعلق بضعف وعجز موارد ...) دولة، تنظيم( اجلماعات

هذه اجلماعات العامة والناتج أساسا عن انعدام التوازن بني اإليرادات والنفقات، وسر هذا اخللل يرجع بشكل

يادة يف النفقات االجتماعية الناتج عن ظواهر جمتمعية، كالزيادة يف تكاليف الصحة، البطالة، بروز مباشر إىل الز

زيادة على ارتفاع تكاليف اإلصالح واحملافظة على البيئة، مث عوملة االقتصاد وإعادة جتديد ... ظاهرة الفقرة

ري بل إن املفهوم ال خيلو من مرجعية الفكر الليربايل، حبيث أن األمر مل يعد يقتصر فقط على كيفية التدب

إيديولوجية يف خضم هذا احلراك الفكري الذي تعرفه مناهج ومبادئ التدبري العام، وهو ما يفيد ضرورة نقل

فمناهج التدبري ال ختلو قط من –مناهج ومبادئ التدبري يف املؤسسات اخلاصة إىل مستوى القطاع العام

إذن لبلوغ هذه الغاية على مستوى –فكرية لنظم وقيم ومعتقدات إيديولوجية التواجد اإلنساين ذو احلمولة ال

:التدبري العمومي يف مفهومه االقتصادي ال بد من

استبدال مفهوم املواطن مبفهوم الزبون، -

اختزال دور الفرد باعتباره عضو يف مجاعة عامة يف جمرد مشتري للمنتوجات املقدمة من أسواق متعددة -

.عضها عن البعضمنفصلة ب

حتطيم الصورة الدميقراطية احلاملة موعة من احلقوق والواجبات اليت أسندت هلا من طرف اجلماعة عرب -

.السريورة السياسية

ليس الفاعل الدويل ولكن الفاعل احمللي علما أن أي ) Acteurs( هذه السريورة تستدعي تغيري الفاعلني

دويل اقتصادي أو سياسي ال يؤثر فيه بشكل أو بآخر الفاعل احمللي نظرا أوال قرار على املستوى العاملي أو ال

من هذا املنطلق تتضح أمهية اخلرباء . لتبعيته املالية واالقتصادية وكذلك لضعفه وعدم قدرته على مواجهة اآلخر

)Experts (موعة من املشاكل على مستوى ا لتسيري، وأمهية تكوين شبكة من اخلربة لطرح احللول

وذلك مبراعاة مدى التوافق ما بني احللول املقدمة ومدى مالءمتها للوضع السياسي الراهن يف بلد ما، هذا من

.جهة

Page 5: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

5

أما من جهة ثانية، يبقى املفهوم ذو محولة سياسية ال خيص رؤية جديدة بل هو فقط تغيري على مستوى املفهوم

، أما البعض اآلخر Thomas Kuhnكما يشري إىل ذلك حييل فقط لكيفية فهم التسيري العام بشكل كامل

من الباحثني فيشري إىل كون التغيري على مستوى املفهوم ال خيص بالضرورة التغيري بشكل عام بل هو فقط

] ...12[خيص حالة بعينها يف دولة ما نظرا الرتباط هذا التغيري بعدة مؤثرات إدارية، سياسية، اقتصادية

واإلدارة تعمل على وضع حلول ومناهج للحل ) ؟ Le quoi ( فالسياسة تطرح كيفية فعل الفعل، ماذا؟

كيف؟

)Le comment ال )؟من هذا املنظور، يبقى إذن احلل، ولتجاوز هذه الوضعية، ال بد من فتح ا ،

ع متطلبات وأنظمة قواعد خلوصصة مؤسسات القطاع العام أمام املنافسة الشرسة للقطاع اخلاص متاشيا م

.السوق

:على هذا األساس مت إنتاج أفكار إلحداث التغيري يف مؤسسات القطاع العام جنملها على الشكل اآليت

النموذج الفعلي املتحكم إىل غاية السبعينات والذي ركز على قطاع عام مستوحى من القطاع اخلاص -

.مبفاهيم قيمة مرتبطة باالقتصاد

.ركي التنظيمي واملعروف مبرونة تنظيمية وتدبري لألنشطة العامة من خالل إبرام عقودالنموذج احل -

النموذج الكيفي الذي يبحث عن اجلودة يف املرافق العامة، -

.النموذج التشاركي الذي يهدف إىل وحدة تشاركية وإقحام املواطن يف العملية -

ولة إيديولوجية، وذلك حبكم اإلصالحات اإلدارية على هذا األساس يطرح التساؤل حول مدى توفره على مح

فاحلكم عادة ما ينبين على سياسة، فالسياسة التدبريية هي أيضا إىل جانب كوا تقنية يتقاطع . املرتبطة بالدولة

فيها ما هو اقتصادي مع ما هو سياسي وإداري تبقى يف نظرنا ذات محولة إيديولوجية حبكم اإلصالحات

طة بالدولة، فاحلكم عادة ما ينبين على سياسة، فالسياسة التدبريية هي أيضا إيديولوجية لشرعنة اإلدارية املرتب

الفعل العمومي يف إدارة املوارد املادية والبشرية للدولة فرجل السياسة، كرجل اإلدارة حتكمهما هواجس

صلحة طبقة أو طبقات معينة إما إنسانية ورغبة يف التحكم بأساليب ومناهج تقنية مغلفة بدواعي سياسية ختدم م

خنب سياسية أو إدارية نافذة يف مراكز القرار، أو قادمة من مقاوالت خاصة الشيء الذي يفسر دخول القطاع

اخلاص بأساليبه الليربالية يف تدبري املؤسسات العامة بدعوى الرفع من املردودية واحلد من النفقات العمومية عرب

Page 6: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

6

تعبري عن حمدودية الدولة على مستوى تدبري الشأن العام، هذه العقود تراعى فيها فقط سياسة إبرام العقود وهذا

مصلحة الدولة من جهة ومصلحة املقاولة اخلاصة من جهة على حساب الزيادة

ضربا ملبدأ اانية يف املرفق العمومي، أي مبعىن أن الدولة املتدخلة، ختلت عن . يف األعباء االجتماعية للمواطن

.ها األساسي يف محاية املصلحة العامةدور

إذن هذا التشارك ما بني العام واخلاص خيدم فقط مصلحة النخب اإلدارية والتقنية ورجال األعمال واملقاوالت

.على املصلحة العامة] 13[اخلاصة

] :14[التدبري العمومي هو تدبري القوة العمومية: املطلب الثاين

كثري االستعمال حبيث ميكن التفكري يف كونه شعارا على 1986صبح منذ سنة إن مصطلح التدبري العمومي، أ

أما البعض . الطريقة احلديثة، كما أن املتتبع يالحظ على أن هذا االستعمال هو مبالغ فيه وهو استعمال ظريف

د البشرية اآلخر فهمه على أنه رمز لإلدارة واحلداثة كما شكل لآلخرين كونه مرادف للتسيري األمثل للموار

املهم من هذه الدراسة هو البحث عن كون التدبري العمومي ذو قيمة . واملادية داخل التنظيمات العمومية

.مضافة بالنسبة للتسيري الكالسيكي العام

إن اخلصوصيات املرتبطة مبجموعة من التنظيمات العمومية هي أصال ومن خالل اخلصوصيات اليت حتكمها

] 15[دبري العمومي، إذن فالتدبري العمومي ال ميكن أن خيلو من معوقات وعراقيلتؤطر بشكل أو بآخر الت

فالتنظيمات أو . وذلك بالنظر إىل تنوع التنظيمات املراد تدبريها وطنية أو حملية بشكل عقالين ومنطق حماسبايت

واحلصول على املقاوالت اخلاصة هي أصال تتمتع مبزايا وخصوصيات تنظيمية دف الوصول وحتقيق اهلدف

الربح حبكم حتكم النظرية االقتصادية يف عقلية املستثمرين أو رجال األعمال، الذين يطمحون إىل التقليل من

يف الوقت الذي يهدف فيه التنظيم العمومي إىل حتقيق . اخلسائر بناء على منظور ودراسات اخلرباء االقتصادية

مرتبط بضرورة حتقيق مصلحة إما عامة أو خاصة حبسب هذا يوضح أن التدبري هو]. 16[مصلحة عامة حمددة

التوجهات املرجوة يف إطار عالقة السوق بالنظام السياسي هنا ميكن القول بأن املقاوالت اخلاصة هي جتيب عن

تساؤالت وتطلعات الزبون، إذن هي تقوم بتقدمي خدمات حمددة أو موجهة إىل نوع معني من املستهلكني، يف

دف فيه املؤسسات العامة أو العمومية إىل تغيري وضع أو حالة معينة يف حميطها االجتماعي أو الوقت الذي

االقتصادي وحىت السياسي، فهي دف مثال إىل احلد من البطالة، تفادي االعتداءات اخلارجية، تسهيل عملية

مرهونة برؤى سياسية أكثر التواصل، احلفاظ على توازن امليزان التجاري، هذه األهداف هي غالبا ما تكون

مرهون يف حقيقة األمر بطبيعة الوضعية ) Experts(يف الوقت الذي يبقى فيه دور اخلرباء . منها اقتصادية

Page 7: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

7

االقتصادية للبلد يف إطار ) La conjoncture( االقتصادية والسياسية للبالد يف آن واحد لتحديد الظرفية

.حميطه االجتماعي اإلقليمي والدويل

( قيقة األمر يوجد وراء كل وضعية اقتصادية أو سياسية نوع من الصراع يسود ما بني املواطن يف ح

Citoyen (فالتنظيم العمومي هو أكثر حساسية . كيفما يكون هذا املنتج اقتصادي أو سياسي. واملنتج

بقة بقدر ما ختضع للتحوالت اليت تقع من حوله نظرا لكون هذه ال ختضع بداية ألرقام أو معطيات حسابية مس

يف غالب األحيان إىل رؤى عامة وشاملة لوضعيات خمتلفة باختالف املعطى االجتماعي، الصحة، التعليم،

، إذن يبقى املشكل على املستوى اإلداري يطرح نفسه بشكل جيعل التنظيم العمومي يبحث عن ...التشغيل

Puissance publique] ( 17[لقوة العموميةالتعددية يف التعامل مع املشاكل املطروحة من خالل مبدأ ا

.(

فعالقة املقاولة اخلاصة مبحيطها حيدد من خالل خصوصيات معينة تتعلق مبستوى التبادل الذي يف غالبيته ما يتم

إن املالحظ بالنسبة للمقاوالت اخلاصة الغري التقليدية أا تعمل على ربط . ما بني مصلحة معينة ورأمسال معني

اليت ) dons( ومن خالل العطاءات ) l’échange( حيطها االجتماعي من خالل مبدأ التبادل العالقة مب

هذا من زاوية أما من ناحية أخرى ! ،...)أدوية، مواد غذائية، مالبس، أنشطة ترفيهية: ختص ا جماالت معينة

ة حبيث أنه ال يرتكز على يالحظ على أن املقاوالت اخلاصة التقليدية يكتسي تعاملها مع حميطها صبغة خاص

بل يرتكز على مبدأ العوض، أي مبعىن ليس تعويض اتمع بل تعويض الشخص أو األشخاص . مبدأ املبادلة

روائح كريهة، نفايات سامة، إفرازات مضرة (احلاصل هلم ضرر من جراء أنشطة مضرة بالصحة اإلنسانية

التقليدية تنبين على سياسة عامة وهي عدم املس باملقاولة حبيث أن هذه املعاملة...) بالبيئة والفرشة املائية

.لضمان استمرارية التغطية اخلاصة بنسب التشغيل دون النظر إىل الضرر احلاصل صحيا أو بيئيا

إن التدبري العمومي هو كذلك منهاج برامج ودراسات متكاملة وليس الركون إىل وضع حلول ترقيعية وظرفية

اإلدارة دون مشاركة مؤسسات خاصة يف صناعة قرار تدبري هذا اال أو ذاك، ألن م فقط جماالت تدخل

املشكل املطروح ليس هو فقط على مستوى االختيارات أو مدى فاعلية هذه االختيارات، وإمنا املشكل يلحق

لبعد احلداثي بصيغة خاصة أساليب ومناهج التدخل اليت غالبا ما تبقى كالسيكية وتقليدية تغيب عنها الرؤى وا

.للتحكم

فمثال تدبري حقل االنتخابات، هو حسب املرشحني تغيب عنهم فيه دراسات واستراتيجيات العمل سواء على

املستوى الوطين أو احمللي، نظرا لكون العديد من املرشحني أو أحزاب سياسية تعلن عن برامج حملية أو وطنية

لوفاء بوعودها نظرا ألن هذه التعددية يف الربامج واألهداف ال لكنها عندما متارس الشأن العام يتعذر عنها ا

Page 8: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

8

مما جيعل ) compromis(ختلق انسجاما حول برنامج وطين متكامل تنسهر فيه االختالفات عرب توافقات

.السياسات العامة ختتزن مفارقات واختالفات باختالف الربامج

اع ينتقل من املنطق السياسي إىل املنطق االقتصادي إن السجال احلاصل ما بني اإلدارة والسياسة جيعل الصر

) Le droit public( يتوسطه اخلرباء لوضع حلول متوافق بشأا، مبعىن أن األول يروم جمال القانون العام

). le management public( يف حني الثاين ينشد جمال التدبري العمومي

عام هو كون املؤسسات العمومية تعترب مؤسسات ذات النفع العام، إن اخلاصية األساسية اليت خيتص ا اال ال

هلذا يكون جمال التدبري العمومي هو جمال املؤسسات العامة، وهنا ميكن الوقوف كذلك عند التمييز أو احلد

تبار الفاصل ما بني األمالك اليت تدخل يف إطار القانون العام واألمالك اليت تدخل يف إطار القانون اخلاص، باع

أن الغاية املرادة من القانون هو احلفاظ على املصلحة العامة، مبعىن التمييز بني ما هو جتاري والالجتاري، مع

، ]18[العلم أن املفارقة الغريبة يف ظل العوملة هو أن كل شيء أصبح جتاريا ولو يف مؤسسات القطاع العام

.ر ليس إالحبيث أن مبدأ اانية يف املرفق العام غدى جمرد شعا

( على هذا األساس، وانطالقا من هذه النقطة يبقى اهلدف من التدبري العمومي هو تدبري املصلحة العامة

l’intérêt général ( وهو كذلك تدبري للقوة العامة )publique ،puissance ( ليس ألجل

ميكانيزمات عمل املقاولة مواجهة القطاع اخلاص وخصوصيات املقاولة التجارية، لكن لالستفادة من بعض

.التجارية أو الصناعية أو اخلدماتية وجعلها تتماشى واملطلوب من حتديث آليات وتدبري القطاع العام

هلذا فإذا كان تدبري املقاولة اخلاصة هو تدبري ملنطق الربح واخلسارة، أي مبعىن تدبري جتاري حمض يعتمد املقاربة

املادي لضمان استمرارية املقاولة عرب معادالت مالية وجتارية، فإن تدبري ما بني العرض والطلب وحتقيق الربح

:املنشئات العامة أو املؤسسات العمومية هو تدبري للمصلحة العامة لتكون املعادلة هي

Le management public = le management de service public[19]

فق العام بصفة عامة، إال أن هذا املوضوع يتطلب إذن فالدراسة من وجهة النظر هذه تقتضي دراسة املر

ختصيص حبث خاص باملرفق العام، إال أن ما يهمنا هنا هو تنوع مصادر السياسات العامة حبكم كون هذا

املوضوع ال يقتصر على حقل من حقول املعرفة املتعلقة مبجال القانون العام، أو العلوم السياسية، بل هو كذلك

وأساسي وهو لعلوم اإلدارية، إننا نعترب هذه األمهية للموضوع غنية من حيث التقاطعات ينهال من مصدر مهم

احلاصلة فيه وكذلك تنوع احلقول املعرفية، فموضوع التدبري العمومي هو إذن جمال لتقاطعات معرفية، فهو

Page 9: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

9

داري والعلوم بذلك يشكل موضوعا للسياسات العامة وموضوعا لعلم االقتصاد وكذلك موضوعا للقانون اإل

.إذن غناه يكمن يف تنوع وغىن مصادره. اإلدارية وكذا موضوعا للمالية العمومية

هو من العناصر األساسية لبناء جمال التدبري العمومي نظرا للتمييز ] 20[من هنا ميكن القول بأن املرفق العام

تعرف مشروعية الفعل اإلداري الذي وضعه ما بني املقاولة اخلاصة ومشروعية مصادر القضاء اإلداري اليت

)action administrative ( فبالرجوع إىل كل منLouis sugent وMaurice Haurion

.فإن جل حبوثهما األكادميية تضع املرفق العام وتعتربه كنشاط مرة، ومرة أخرى كتنظيم مث كمصلحة عامة

مبعىن هو كل شيء أو كل ) biens collectif] (21[أيضا التدبري العمومي هو تدبري للملك اجلماعي

فائدة يشترك فيها جمموعة من األفراد أو اجلماعات مبعىن عمل أو خدمة أو مورد يقدم للعموم على أساس كون

هي كل فكرة دف حتقيق Maceur Olsonفالتدبري العمومي حسب . الغاية تكون هي املصلحة العامة

تركة يكون فيها كذلك التدبري العمومي هو تدبري للعام هدف مشترك حبيث تكون الغاية هي خلق مصلحة مش

)public ( والعمومي )publique ( يف نفس الوقت أي كل ما يتعلق باملؤسسات من جهة وكل ما يتعلق

باألفراد من جهة ثانية رغم اإلكراهات اليت ميثلها هذا العام وهذا العمومي على مستوى املوارد املادية والبشرية

أحسن، مع العلم أن اإلدارة هي اليت تتحمل الشق األكرب يف إخراج هذا التدبري نظرا لكوا لضمان تدبري

).puissance publique(املالك احلقيقي للقوة العمومية

وذلك من خالل تدبري اإلكراهات ] 22[من هنا ميكن القول بأن التدبري العمومي هو تدبري للسياسات العامة

وبرامج وحلول خللق التوافق ما بني املطالب وما ميكن أن حيقق يف الواقع حبكم العامة وذلك بوضع قواعد

التزام الدولة جتاه ذاا وجتاه األفراد واجلماعات عرب كفاءات علمية وتقنية لتدبري الفارق واملسافة ما بني

التعارض وجعل كل واحد منهما يكمل اآلخر، يف إطار تفاعل). public(وعام ) Privé(خاص : املعطى

] .23[ما بني املصلحة العامة واملصلحة اخلاصة، وهذا هو حقل السياسة

التدبري العمومي يف عالقته مبفاهيم أخرى : املبحث الثاين

إن مفهوم التدبري العمومي حيتمل جمموعة من الدالالت من خالل عالقته مبجموعة من املفاهيم واليت ميكن

:مالمستها من خالل

: التدبري العمومي واحلكامة : املطلب األول

Page 10: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

10

إن حتليل مفهوم التدبري العمومي البد أن يشري إىل التيارات اليت سامهت يف والدته، ففرنسا عرفت منذ

السبعينات من القرن املاضي تداوال هلذا املفهوم لكن مل يتم وضع أي تعريف صحيح ملضمونه ففي فهم البعض

بري املنشآت الصناعية والتجارية مبعىن أن املفهوم مقاواليت الغرض منه التطبيق على احلكامة هي لصيقة بتد

وعند البعض اآلخر فهو حييل إىل تربية جديدة متعلقة بعلوم التسيري مثله يف ذلك . مستوى التنظيمات العامة

.العلوم السياسية، يف الوقت الذي يرى فيه البعض كونه جمموعة وسائل وآليات للتسيري

إن الظهور احلقيقي ملفهوم احلكامة انطلق من أدبيات البنك الدويل يف أواسط الثمانينات من القرن املاضي حتت

مما عقد من الوضع يف فهم املرامي احلقيقية : New public Management: مفهوم أو مصطلح

Le nouveau"للمفهوم خصوصا من ناحية الترمجة الفرنسية اليت تأيت يف صيغ خمتلفة فمرة جند

management"وتارة يأيت يف صيغة ،"La nouvelle gestion publique " إال أن ما يهمنا يف

.املوضوع هو ضرورة التطرق للمفهوم يف صيغته املتعلقة بتدبري التنظيمات العامة

] :24[ياراتإذن من خالل هذا املعطى األول فالتدبري العمومي أو باألحرى مفهوم التدبري العمومي تتجاذبه ت

.تيار قانوين على أساس تفسري فعل اإلدارة من خالل قوانني تنظيمية -

.تيار تسيريي خاصة يف ما يتعلق برسم األهداف وتنظيم العمل -

تيار اجتماعي أتى يف إطار وضع العالقة ما بني التدبري على مستوى املقاولة االقتصادية بأسلوب التدبري على -

هو أتى يف سياق جمموعة من االنتقادات ] 25[إن مفهوم احلكامة أو التدبري العمومي املستوى االجتماعي،

.املوجهة لألسلوب التقليدي يف اإلدارة العمومية

إنه من املعتقد أن يضع الباحث إشكالية البحث يف هذا املوضوع من خالل وضع احلكامة أو احلكم يف قالبه

فهو على هذا األساس ال ميكن . لتوضيح والتحليل هلذا املفهوماألصلي حىت يتمكن من التحكم يف عملية ا

وال نفس معىن تطبيق " commander"أنه يعطي نفس معىن التحكم " gouverner"اعتبار احلكم

أو إعمال القانون كما أنه ال يعين بأي حال من األحوال التملك " : faire la loi"القانون

"Souverain " ،بل له معىن آخر أكثر ما حييل إىل احلكم... قاضيا، صاحب أمالككأن يكون املرء نبيال .

هذا املعىن هو أخذ جمموعة من التحليالت من خالل أبعاد خمتلفة خصوصا يف فترات أعطيت له فيه محولة

يعين إتباع طريق معني يف معناه الظاهر والذي يتبدى ألول " حكم"، فمعىن 20و 19و 18سياسية يف القرن

إذن مصطلح " . conduire quelqu’un"ا باملعىن العقلي فهو حييل إىل عملية تسيري اآلخر مرة، أم

"gouverner "26[حيمل عدة معاين خمتلفة تتوزع ما بني ما هو لغوي فلسفي وعلمي. [

Page 11: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

11

إىل أما بالنسبة إىل النظر إىل مسألة الفرق ما بني التدبري العمومي واحلكامة فيمكن القول بأن كالمها يهدفان

فالتدبري العمومي إن كان من . حتقيق نتائج وإن بدت ألول وهلة خمتلفة فهي يف نفس الوقت أهداف متماثلة

حيث اهلدف وبشكل أدق هو يضمن احلق يف الوجود للمواطن، فإن احلكامة اجليدة هدفها التدبري املتميز

ي يعتمد ولتحقيق أهدافه على وسائل هذا من حيث اهلدف أما من حيث الوسائل فالتدبري العموم... لألشياء

:ختص بالدرجة األوىل كيفية استغالل املوارد حسب نظام معتمد، فاحلكامة تستند إىل

اللجوء إىل القوة العمومية، -

الدخول يف تنسيقات مؤسساتية، -

االعتماد أكثر على امليكانيزم االستقصائي، -

.األخذ بالنموذج األفضل سياسيا -

العمومي فهو يف تدخالته يعتمد أسلوب التدخل املباشر سواء على املستوى املتوسط أو البعيد من أما التدبري

خالل استعمال للسلطة واملراقبة، فكالمها يؤسسان على ضرورة التقليل من الصراعات ما بني مجيع املتدخلني

.يف العملية التدبريية للشأن العام

بني مجيع املؤسسات العامة من أجل بلورة نسق متوافق بشأنه للسياسة مبعىن خلق جو من التالحم والتالقي ما

].27[العامة للدولة سواء على املستوى الوطين أو املستوى احمللي

إن اهلدف األساسي والذي من أجله أنشئت اجلماعات احمللية ويف إطار التصور الشامل للتدبري العمومي بصفة

:الرهان الذي أحدثت من أجله هذه اجلماعات هو عامة وتدبري اال بصفة خاصة يبقى

.احمللية التشاركية] 28[خلق مناخ من الدميقراطية -

ما بني مجيع القوى الفاعلة سواء يف القطاع العام أو القطاع ) Partenariat(العمل على حتسني الشراكة -

.اخلاص

.تشجيع روح التعاون ما بني مجيع البنيات واهليئات احمللية -

Page 12: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

12

ما بني الدولة واجلماعات ) verticale(ابتكار أساليب عمل جديدة للتعاون سواء على املستوى العمودي -

ما بني اجلماعات احمللية والقطاع اخلاص، من أجل خلق ) horizontale(احمللية، أو على املستوى األفقي

.مناخ مشجع على املبادرة

] .29[ادئ التدبري العموميالعمل على األخذ باستعمال آليات جديدة ومب -

Management des(لكن ما يبقى مهما يف هذه العملية هو كيفية تدبري املعلومة أو املعرفة

connaissances ( أو ما يصطلح عليه– Knawledge Management أي امتالك سلطة ،

ن خالل ، من أجل تقدمي خدمة إىل املواطن وذلك م]Le pouvoir du savoir)[30(معرفة الفعل

هدفها خدمة املصلحة العامة على أساس إرادة فاعلني منسجمة ومتناغمة مع ] 31[االستثمار يف عقلية منفتحة

] .32[املعطى الواقع

: التدبري العمومي والتسيري العمومي : املطلب الثاين

:نقف عند مخس عناصر أساسية وهي Gestionمن خالل اعتماد املنهجية التحليلية للتسيري

.تعدد التنظيمات واملساطر حلل مشاكل التسيري اليومية -

.ضعف النقاش والتخصص، كذلك عدم التوزيع العادل لألنشطة ومراكز العمل -

.تعدد وتنوع الدرجات الترابية كقاعدة للترقي والتقدم وحتمل املسؤولية -

ة بإكراهات الواقع وضعف تكوين مركزة القرار الذي يفتقد غالبا ملعارف حقيقية وذات خصوصيات متعلق -

.وتأهيل املنفذين حسب النظرة التايلورية أو ما بعد تايلور

:يف احلني الذي يعرب فيه االجتاه احلديث للتدبري العمومي عن تطوير أدائه من خالل اعتماد مخس عناصر اآلتية

تبسيط واقعي لألنظمة واملساطر، واليت جيب أن تكون موزعة ومعلومة من طرف اجلميع اعتمادا على فكرة -

.شخصنة التبادل والعالقات يف إطار تفاوضي ممكن وبناء على خالل األهداف املعروفة لدى األشخاص املهتمة

ة لتحرير أمهية ونوعية أنظمة خلق إطار تواصلي مفتوح يضمن دخوال سهال للمعلومات واألخبار األساسي -

.املعلومات والتواصل للرفع من مردودية وأمهية التدبري العمومي

Page 13: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

13

ضرورة اعتماد منهجية أو مقاربة تشاركية يف حل املشاكل واختاذ القرار، وهذه املقاربة هي أساسية للعمل -

على استقاللية كل وحدة،

] .33[دبرياختاذ القرار هو عنصر أساسي يف املسؤولية والت -

إن التدبري العمومي هو أصال يستدعي ما يصطلح عليه يف إطار التسيري العام بدينامية اموعة،

]34[Dynamique d’équipe عرب منهجية تروم األساسي من األهداف، وذلك من خالل بناء وسائل

ينة هدفها توحيد عناصر العمل وتشجيع اموعة على أن تعي دورها يف حل املشاكل عرب ثقافة وكفاءات مع

] .35[الوحدة املنتظمة واملتماسكة واملتسلسلة واملتعددة يف آن واحد للفاعلني

يف هذا االجتاه تظهر األمهية اإلجيابية للتقييم النموذجي للعمل أو الوظيفة واملراقبة من أجل الضبط وإعادة التقومي

متت اإلشارة إىل ذلك سالفا فإن مفهوم التدبري على أنه وكما] 36[اهليكلي على جل األصعدة واملستويات

1916فمنذ ] . 37[العمومي عرف جمموعة من التجاذبات خصوصا على مستوى فهم وتفسري هذا املفهوم

، تنظيم )ختطيط( Planifierعرف املفهوم جمموعة من الدالالت من قبيل H. Fayolوخاصة مع

)organiser ( توجيه)diriger( مراقبة ،)contrôler ( فاملفهوم يعين تأطري اآلخر من أجل االلتزام مبا مت

] .38[إجنازه أو فعله

] :39[التدبري العمومي واإلدارة العمومية -

إن اإلدارة العمومية وجدت أصال إلشباع حاجيات املواطنني وحلماية النظام العام، إن التساؤل املطروح والذي

حلياة العامة من أجل إحداث تغيري على مستوى حتقيق اجلودة يف يهمنا هو كيف ميكن أن نعمل على ختليق ا

اخلدمات املقدمة، فحينما نذكر احلياة العامة فإننا نعين بالدرجة األوىل العنصر البشري، الشيء الذي جيعلنا

:نطرح جمموعة أسئلة متعلقة ذا اجلانب وهي

هل للتخليق وظيفة يتعني القيام ا؟ -

جة ملن خيلقها؟هل اإلدارة حمتا -

وإذا كانت كذلك فإننا نقر بأن هناك فساد إداري يتعني استئصاله؟ -

فهل هو فساد مسطري معقد يتطلب تبسيطه؟ -

Page 14: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

14

وهل هو فساد قانوين غامض حيتاج ملن يفسره؟ -

وهل هو فساد هيكلي، مرفقي غري مساير للتطور يتعني إعادة هيكلته؟ -

ن ترشيده؟وهل هو فساد مايل حيتاج ملن حيس -

وهل هو فساد بشري حيتاج ملن خيلقه؟ -

وأين يعيش وينمو ويترعرع، هل يف كل القطاعات أم فقط يف بعضها؟ -

واملصلحة اخلاصة من الفساد واإلصالح واألخالق؟] 40[وما مكانة املصلحة العامة -

وع ختليق وإصالح هي إذن جمموعة أسئلة تطرح نفسها، لكن ليس من السهل اإلحاطة جبميع جوانب موض

.اإلدارة العمومية

إذا كانت الغاية من فرض األخالقيات يف اإلدارة العمومية كمسألة حيوية لتقييم نسبة اخلطأ والصواب

لسلوكات رجال اإلدارة، فمن وجهة نظر املتتبع ينبغي أن تعطى هلذه الفرضية األولوية، وبعبارة أوضح جيب

والضمري اخللقي، لغرضني، األول هو قمع الغرائز البهيمية يف النفس اإلنسانية أخذ بعني االعتبار الضمري املهين

] 41[واليت تتبىن على سلوكات كالسلطة واملال، والعدوان، والثاين استخدام العقل واملنطق على أساس عقالين

خر معاملة أخالقية لتدبري الشأن العام بناء على مرتكزات اإلنصات وااللتزام بالقواعد القانونية ومعاملة اآل

.جمردة

إن حتديات العصر احلديث تلزم على مسريي القطاعات واملرافق العامة زيادة على توفر شرط األخالق،

التكيف مع األساليب العلمية احلديثة بأسلوب رفيع يهدف الرفع من مستوى إنتاجية ومردودية املوظفني، ذلك

قط يف وظيفيت االمتثال واألمر وتنفيذ التعليمات والرقابة واملنحصر ف] 42[أن النمط البريوقراطي اهلرمي

والتأديب أصبح متجاوزا وحلت حمله إدارة تدبريية حديثة قائمة على شكل أفقي تواصلي يرمي يف األصل إىل

.ضرورة االنفتاح والتحاور واستخدام آليات التواصل احلديثة خدمة للمصلحة العليا للبلد بروح أخالقية عالية

الحنرافات اليت يعيشها املرفق العام سواء على املستوى األخالقي أو التواصلي بينه وبني املواطن ينم عن إن ا

شيء واحد وهو األزمة احلقيقية للدولة الرعاية اليت أنتجت منطا إداريا خيدم مصاحلها وال خيدم بأية حال مصاحل

لإلدارة سواء، يف عالقة اإلدارة باملواطن سواء على اتمع بالكيفية املطلوبة، مما أنتج تلك الصورة النمطية

مستوى االستقبال، على مستوى الضبط اإلداري على مستوى الصفقات العمومية وعلى مستوى االنتخابات،

Page 15: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

15

وينعكس ذلك على . كل هذه املستويات تؤثر وتتأثر بسلوكيات رجال اإلدارة، مما يفقد الثقة عند املواطن

] .43[ادي والسياسي الشيء الذي يولد خلال وظيفيا يف مهمة الدولة وبنياا التسلسليةاملسار والنهج االقتص

] 44[إذن لتفادي هذا اخللل ال بد من وضع خطط بديلة لتسيري املرافق العامة من خالل برنامج إدارة مواطنة

أجل القيام بأعمال إدارية يكون االحتكام فيه إىل مرجعية عقالنية واليت تعتمد على تأهيل املوارد البشرية من

لفائدة اتمع باسم الدولة وذلك بعقالنية، زيادة على خضوع تام للقانون وفقا ملساطر حمددة مقابل أجر

مث إىل مرجعية سياسية اهلدف منها تدبري للموارد البشرية يف أفق تأهيل ] . 45[ولكن يف ظل رقابة مستمرة

ظل هذه األهداف الكربى للتدبري وتأهيل املواد البشرية لوحظ أنه يف يف. إدارة غري مكلفة خالقة لفرص الشغل

مليار درهم يف حجم االستثمارات اخلارجية أمام تراجع 33مت حتقيق رقم معامالت وصل إىل 2001سنة

.الذي بقي رهني ظرفية اقتصادية عاملية خالل السنتني األخريتني] 46[ملحوظ ملعدالت البطالة

نسجم يقتضي باألساس موجة جديدة من اإلصالحات دف توحيد ما ميكن توحيده من إن التدبري امل

سوية قابلة لبلورة األفكار على ] 47[األنظمة،هذا االنسجام يلعب فيه اإلنسان الدور األكرب من خالل عقلية

ة مهما إذن تعددت وظائف الدول. أرض الواقع وذلك يف حجم التوقعات املتوخاة من الفعل اإلداري

من خالل حتقيق ما ] 48[والتنظيمات املتناسلة عنها يبقى اهلدف األساسي هلا هو خدمة املصلحة العامة

يبىن على أساس سلوكات وجمموعة من املعارف وحوافز ] 49[بالرضا الوظيفي Friedrichاصطلح عليه

)motivation (ص وآخر، نظرا ألن تقدم على أساس القدرة حبيث يتم التقييم بناء على التمييز بني شخ

إذن فهو يرنو إىل ذلك من . كل شخص أو كل موظف له رغبات وله أهداف ينوي حتقيقها من خالل عمله

خالل حتقيق ذاته يف هذه الوظيفة أو تلك على أساس ترك جمال زمين لتحقيق ذلك، فالرضا الوظيفي ال يتأتى

الة الذهنية للفرد وهو كذلك ضرورة نفسية إال من خالل تفاعل ما بني طرفني رئيس ومرؤوس، فهو إذن احل

] .50[ملمارسة الوظيفة من أجل حتقيق التفاعل مع املصلحة العامة

:اهلوامش

[1] - Mohamed Finioui, La problématique de la gouvernance dans le

management public : cas de Tunisie et du Maroc / in Revue marocaine

d’audit et de développement, n° 19 décembre 2004, p 72.

Page 16: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

16

إن مصطلح التدبري العمومي هو يرجع من حيث األصل إىل العمق األجنلوسكسوين والذي يعرب على -] 2[

مستوى اإلطار العام ككيفية للقيادة مبعىن أنه جمموعة من الرجال والنساء يعملون من أجل الوصول إىل أهداف

.ن متجانسة ومتالئمةمعينة تكو

إن فكرة التدبري العمومي هي فكرة حديثة على مستوى املرافق العامة حبيث أننا أمام فكرة وليست نظرية

للتدبري العمومي، فهذا املصطلح يتضح ألول وهلة بعيد عن املؤسسة العمومية حبيث أن هذا املفهوم ظهر أساسا

.يف القطاع اخلاص

[3] - P.P.B.S. ( Planing Programming Budegeting Système )

عدم جناح هذه املنهجيات يرجع إىل اعتماد جمموعة من التدابري خبالف خصوصيات اإلدارة، حيث أن -] 4[

على . اعتماد نفس هذه املنهجيات يف القطاع اخلاص، وبنفس الطرق يف التعامل ممكن أن تعطي نفس النتيجة

حتويل تقنيات التدبري من القطاع اخلاص إىل القطاع العام هي وسيلة هذا األساس ميكن القول بأن إمكانية

هو يبحث أصال عن حتويل املفهوم الفيربي البريوقراطي إىل تنظيم مقاواليت، N.P.Mفـ . وعملية ممكنة

.يعمل مبيكانيزمات السوق ويؤدي باألساس إىل نوع من احلركية والفاعلية

[5] - Moussaoui EL Hanafi , Contribution du management des

competences dans la création de la valeur organisationnelle au sein

des établissements de santé. Approche pour la qualité , mémoire de

DESA en gestion, faculté de droit Marrakech, 2005, pp 16 -170.

[6] - Jean-Yves Prax , le manuel du Knowledge management / éd.

Dunod, Paris, 2003, p 63.

هو يعين إدخال آليات ومناهج جديدة على اإلدارة التقليدية ) N.P.M( التدبري العمومي اجلديد - ] 7[

البريوقراطية من قاموس القطاع اخلاص، فهذا التدبري يطمح أو يهدف إىل حتويل التنظيم الفيربي التقليدي

راطي إىل تنظيم حماسبايت تشاركي يعمل وكأنه يف وضعية تناقسية جيب أن خيضع لقواعد السوق، لكن البريوق

تغيري على C Vayrou. رغم التغيري املمكن إحداثه على املستوى املؤسسايت جيب أن يرافقه وكما يقول

.مستوى العقليات اإلدارية من أجل عقلنة الفعل اإلداري

و Flynnحول التدبري العمومي يف اال العام داخل أوربا، الحظ كل من 1996يف إصدار سنة -] 8[

Strehl مدى تأثري املكتسبات الدستورية على مستوى اإلصالحات اإلدارية كمحددات رئيسية ملسلسل ،

اإلصالحات، من هنا تبقى العديد من األسئلة تطرح نفسها لتحديد العالقة ما بني الدولة والسوق، فمن خالل

Page 17: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

17

التحليالت العديدة لنموذج التسيري وخلصوصياته ونتائجه ظهر خطاب جديد يتعلق مبقاربة التدبري العمومي

، خاصة يف النظرية الكالسيكية اليت تعرض هلا ) N.P.M( معادال لـــ ) N.G.P( حبيث أصبح

Herbert Simon 1947سنة.

يؤسس لنموذج حول النظريات اليت ظهرت حول إن النقاش احلاصل حول التدبري العمومي اجلديد هو -] 9[

التدبري بصفة عامة خاصة يف اجنلترا خصوصا من لدن مدرسة لندن للدراسات االقتصادية، هذا املفهوم كغريه

من املفاهيم ال خيلو من أبعاد معيارية وأخرى إيديولوجية حبكم ارتباط هذه املفاهيم يف غالبية الدراسات

من هنا عدة أسئلة تطرح حول املفهوم مبعىن هل املفهوم ). groupes d’intérêt( مبجموعات املصاحل

.هو يف حد ذاته مفهوم جديد أو أن األمر يتعلق مبفهوم قدمي يف قالب جديد؟

[10] - Joost Monks , La nouvelle gestion publique : boite à outils ou

changement paradigmatique ? , in la pensée comptable ( sous direction

de Marc Hufty ) éd. PUF, Paris, 1998, p 79.

[11] - Paolo Urio , La nouvelle gestion public , in la pensée

comptable, ( sous direction de Marc Hufty ) éd, PUF, 1998, pp 94 –

96.

[12] - Joost Monks, op. cit …, p 77.

[13] - Jacques Lagrove , Sociologie politique , éd. , Dalloz, 2002, p

483.

عرفتها فرنسا يف القرن التاسع عشر ) la puissance publiques( نظرية القوة العمومية - ] 14[

واليت هي يف يد الدولة واليت متيزها عن غريها، وهكذا " السلطة العامة"حبيث أن القانون اإلداري بين على فكرة

قه مييز بني نشاط السلطة العامة والنشاط اإلداري املايل، فاألول يهم جل األعمال الصادرة عن اإلدارة كان الف

باعتبارها سلطة عامة فتوجه أوامرها إىل األفراد وتلزمهم بإدارا املنفردة وتنظم نشاطام، أما النشاط الثاين

واهلم اخلاصة وأن االختصاص يف هذه املعامالت خيضع فهو الذي متارسه اإلدارة كما ميارسه األفراد يف إدارة أم

: إىل قواعد القانون اخلاص أمام احملاكم العادية ومن أهم املناصرين هلذه النظرية يف القرن التاسع عشر جند

Aucoc وla ferriere وBatbie وDucro وحديثا جندJ. Vedel .للمزيد راجع:

، ص 1995، مطبعة النجاح اجلديدة، البيضاء، 2والعلوم اإلدارية، ط مصطفى اخلطايب، القانون اإلداري. ذ -

37.

Page 18: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

18

:مث للتعمق أكثر

- Charles Debash , Science administrative, éd. Dalloz, 1989, p 68.

[15] - François Lacasse et Jean-Claude Thoenig , L’action publique ,

éd. L’Harmattan, 1969, p 25.

التدبري اخلاص هو موجه حنو حتقيق مصلحة : " ... إىل أن L. Lynnنا ميكن اإلشارة مع ه -] 16[

اقتصادية كما هي مرسومة يف السوق عكس التدبري العمومي العام هو يف األصل موجه خلدمة املصلحة العامة

...".كما هي حمددة ومرسومة يف السياسة العامة للدولة

مية إذا ما ربطنا العالقة ما بني اخلاص والعام هو جلب استثمارات القطاع إن اهلدف من القوة العمو -] 17[

اخلاص يف العمليات اهلادفة للتطور وخلق الشغل، كذلك التقليل من اإلنفاق العام، وذلك باستغالل املوارد

الزيادة يف الضرائب املادية يف تقوية بنيات الدولة التحتية دون املساس أو الزيادة يف املديونية العامة وال كذلك

.العمومية، مث إن هذه العملية دف باألساس حتسني آليات التسيري وحتديث املصاحل واألجهزة العامة

حبيث أنه ولو يف املؤسسات العمومية، يالحظ هذا النوع من اخلدمات اليت مل تعد حتترم مبدأ اانية - ] 18[

صاالت، كذا يف اجلماعات احمللية، حبيث الوجود املكثف للرسوم سواء يف الصحة العمومية يف جمال الربيد واالت

.اليت فرضت على املواطن

[19] - Patrick Gibert , Management public, management de la

puissance publique , in l’action publique, éd. L’HarmTTn, 1996, p 39.

فاملعىن العضوي يطلق على . أحدمها عضوي واآلخر مادي يستعمل املرفق العام للداللة على معنيني - ] 20[

أما ...) مستشفيات عمومية، وزارات، مدارس، جامعات عمومية(اهليئة العامة اليت متارس النشاط ذا النفع العام

الصحة، األمن، الدفاع، (املعىن املادي فيطلق على النشاط أو العمل الذي ميارسه املرفق حتقيقا للمصلحة العامة

وتبعا هلذه املقتضيات املختلفة لعدم التمييز بني مرافق عامة عضوية ومرافق عامة مادية يصعب وضع ...) العدل

القانون اإلداري، مطبعة النجاح اجلديدة، : مليكة الصروخ: للمزيد راجع. وتعريف مانع لفكرة املرفق العام

.286البيضاء، ص

جمموعة من الباحثني يف جمال املرافق العامة يريدون جعل العالقة يف هذه النقطة ميكن اإلشارة إىل أن - ] 21[

لكن هذا املسعى مل تكن له القوة اإلقناعية القوية، حبيث أن عملهم انصب فقط . ما بني التدبري واملرفق العام

مث عملوا من خالل هذه العملية J. L .Leonardiو M. Saiasاللعب بالكلمات، فنجد كل من

Page 19: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

19

يف تداخل ) Service public(واملرفق العام ) Service du public(بني مرفق العموم املقاربة ما

، يرفض فكرة P.H Galy، وهذا ما جعل )organisation public(عميق مع التنظيم العمومي

تدبري التدبري يف املرفق العام نظرا لكونه خيضع لقواعد وقوانني إدارية، يف الوقت الذي يربط فيه البعض مفهوم ال

مبعطيات وقواعد معلوماتية وحماسباتية وإحصائية، حبيث أن املصلحة العامة هي غالبا ما ترتبط مبدى قوة آليات

.التسيري، احلساب، والبحث املعلومايت كمعطيات علمية تكون نقطة قوة للجهة احملتكرة هلا

ال خيلو يف نظرنا من كونه مفهوما أو إذن احلديث عن كون التدبري العمومي هو تدبري القوة العمومية - ] 22[

معطا سياسيا، حبيث تكون الغاية منه احلفاظ على قوة الدولة ووحدا، باملعىن الدستوري حبيث أن مبدأ القوة

فالدولة الليربالية هي دولة احلرية االقتصادية ) Souveraineté(العمومية يراد منه احلفاظ على مبدأ السيادة

سية والثقافية هي دولة الثورة املعلوماتية، لكن يف إطار احترام الدولة السيادة، دولة القوانني واالجتماعية والسيا

.خاص/ واملراقبة تفاديا لألزمة ما بني عام

[23] - Pierre Muller , Les politiques publiques , in que sais-je ? éd,

PUF, 1990, pp 113-126.

[24] - Moussaoui EL Hanafi , Contribution du management des

compétences dans la création de la valeur organisationnelle au sein

des établissements de santé approché par la qualité, mémoire de

DESA, Manaukech, septembre, 2005, pp 11-28.

[25] - Françoise Wintrop et Céline Chole , Gestion publique et

mondialisation : contraintes et opportunité , in Revue politique et

management public, N° 2, Juin 2003, p 9.

[26] - Michel Foucoult , Sécurité, territoire, populations, éd. Seuil,

1978, pp 118-135.

ق نالحظ أن تدبري اال احمللي جيب أن ينبين على أساس عقلنة تدبريية وليس على من هذا املنطل -] 27[

أساس عقلنة بريوقراطية حبيث أن كال من هذين االجتاهني يؤسس على عناصر تقاطع فيما بينهما، حبيث أن

س على الفاعلية الربوقراطية احمللية تبين مشروعيتها على أساس الضبط املسطري يف حني أن النهج التدبريي يؤس

يف العمل، فسواء البريوقراطي من جهة والتدبري العمومي واحلكامة وإعالمه من جهة ثانية خيتلفان يف مسألة

إجياد وضع احللول، فالنهج البريوقراطي يفضل املنطق القانوين يف الوقت الذي يعتمد التدبري على املنطق الفعلي

Page 20: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

20

نغالق واجلمود يف كيفية وطريقة العمل يف الوقت الذي يقتضي فيه الواقعي أما على مستوى التنظيم هناك اال

.التدبري نوع من االنفتاح على اال والفاعلني

من هنا ميكن ربط التدبري أو احلكم اجليد بالدميقراطية على أساس كون احلكامة اجليدة هي بالفعل -] 28[

هدف تقوية مشروعية الفضاء السياسي، حبيث أن التسيري املعقلن واملنظم لبنيات النظام السياسي من أجل

الدولة هي شكل من أشكال التنظيمات الرمسية، لكن تبقى هذه التنظيمات دون امتداد عكس الدولة، إن أي

أفول أو سقوط للدولة يعطي االنطباع على أن البنيات املؤسساتية مل تعد بنيات حاكمة وضابطة للنظام العام،

هل منطق التغيري ميكن أن يقلل بالفعل من مسألة التدبري العمومي؟ لكن ميكن التساؤل حول

:للمزيد راجع

- EL OUAZZANI Abdelmalek , L’Afrique, La construction de l’Etat

et la démocratie, quelques pistes pour une réflexion sur l’Etat en

Afrique , in Revue transdisciplinaire du développement, juin 2002, pp

97-113.

[29] - Mohamed Frioui , La problématique de la gouvernance dans le

management public : cas de la Tunisie et de Maroc, in Revue

Marocaine d’audit et de développement, décembre 2004, N° 19, p 74.

[30] - Ahmed Grar, Le management des connaissances est-il

opérationnel dans les entreprises marocaines ? in revene

d’A………………….. op. cit… p 81.

[31] - Mohamed Karim , La problématique de la décision dans les

collectivités locales , ibid… p 101.

، ص 2004ان العربية، تعزيز احلرية، وضماا باحلكم الصاحل، يناير تقرير التنمية اإلنسانية يف البلد - ] 32[

177.

[33] - Michel Boyé et Gérard Ropert / Gérer les compétences dans les

services publics / éd. D’organisation, 1994, pp 197-199.

Page 21: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

21

ة يف إطار خلية عمل ذات أهداف إن مقاربة العمل أصبحت عنصر أو مكون أساسي لعقلية اموع -] 34[

:معينة وإنتاج جودة ألجل إمتام الوصول إىل املهام الكربى األساسية التالية

...تنظيم، تعاون، تنسيق -

.التواصل والتتابع -

.تقييم مسلسل اختاذ القرار -

.ييئ وتسيري الكفاءات الفردية واجلماعية -

.توجيه الكفاءات واملوارد البشرية -

.3، مطبعة النجاح اجلديدة، ص 2002، 1تدبري املوارد البشرية باإلدارة العمومية، ط : حممد باهي - ]35[

[36] - Michel Boyé et Gérard Ropert / op. cit … p 206.

ويء ) ménager(فبالرجوع إىل املفهوم جند يف الداللة الفرنسية أنه حييل إىل ترتيب - ] 37[

)ménagement (ملفهوم يف اللغة اإلجنليزية يعين داللة أخرى، لكن يف الوقت الراهن فأكثر رغم أن ا

، حكم )administrer) (conduire(، إدارة )gestion(املفاهيم الشائعة االستعمال هي تسيري

)gouverner) (diriger (تأطري.

[38] - Aktouf Omar , Le management entre Tradition et

renouvellement , éd, Goétan Morin, 1994, pp 15-16

، 1تقنيات التواصل والتحرير باإلدارة العمومية، مطبعة النجاح اجلديد، ط : عبد العزيز أشرقي -] 39[

.14، ص 2000

إن تناول مفهوم املصلحة حييلنا إىل جمموعة معاين خمتلفة ما بني العام واخلاص، ما بني اهليئات - ] 40[

:لمزيد راجعوجمموعة املصاحل، أيضا ل

- Michel Offerlé , Sociologie des groupes d’intérêt , 2ème

éd.

Montchrestien, E.J.A., 1998, p 44

Page 22: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

22

[41] - Ralph Miliband , L’Etat dans la société capitaliste , éd.

FnFondations, 1973, pp 293-305.

[42] - Piere Grémien / Le pouvoir périphérique Bureaucrates et

notables dans le système politique français , éd. Seuil, paris, 1976, p

120.

أية وظيفة للتخليق يف إصالح اإلدارة املغربية، الة املغربية لإلدارة احمللية : إدريس احلاليب الكتاين . د -] 43[

.83، ص 2001دجنرب –، نونرب 41دد والتنمية ع

من الرغبة إىل القدرة، الة املغريب لإلدارة احمللية : تدبري وتأهيل املوارد البشرية اإلدارية: محيد قهوي -] 44[

.11، ص 2003أبريل، –يناير 49 – 48والتنمية عدد

[45] - Michel Crozier / Le phénomène bureautique / Ed. Seuil, 1963, p

35.

إن تدبري املوارد البشرية يف املغرب ال يتسم بوضعية خاصة تؤثر فيها اإلدارة وتتأثر ا، إما من خالل - ] 46[

الظرفية املالية العاملية واليت من مالحمها برامج تقوميية هيكلية زيادة على آثار العوملة، ومن خالل كذلك ظرفية

احملرك األساسي للتشغيل إىل جانب الوظيفة العمومية، مث ظرفية اقتصادية رغبتها جعل القطاع اخلاص هو

باإلضافة إىل ارتفاع متوسط العمر . من جمموع السكان% 63اجتماعية تتمثل أصال يف غلبة نسبة الشباب

مث انتشار البطالة يف أوساط الشباب احلاصل على الشهادات العليا ليبلغ حوايل % 69,9عند الوالدة حاليا إىل

62 . %

Bin Herryإن مصطلح عقلية تناوله جمموعة من باحثي االنتروبولوجيا واإلتنولوجيا خصوصا مع -] 47[

Brol : « تمعات السفلى سنةمث . 1910من خالل دراسته للوظائف العقلية يف اBlondil يف العقلية

ت من خالل البحث يف ، حبيث أن مقاربة هذا املفهوم مت1926سنة Vallonو 1922البدائية سنة

.السلوكات املتعارضة مع املألوف ونقد األفكار

:للمزيد أنظر

- Dictionnaire encyclopédique, Hachette, Paris, 1980, p 815.

دراسة سوسيو قانونية وحتليلية، رسالة لنيل : عقلية اإلدارة املغربية ومتطلبات التنمية: عبد اهللا شنقار - ] 48[

.24، ص 1998ات العليا يف القانون العام مراكش دبلوم الدراس

Page 23: ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ : ﻲﻣﻮﻤﻌﻟﺍ …...ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻟﺍﻭ ﺕﺍﺮﲤﺆﻤﻠﻟ ﺀﺎﻴﺿ ﺔﻜﺒﺷ ﻡﻮﻬﻔﳌﺍ ﰲ ﺓﺀﺍﺮﻗ

تاساردلاو تارمتؤملل ءايض ةكبش............قراءة يف املفهوم: التدبري العمومي 2011

23

السلوك التنظيمي واألداء، ترمجة جعفر أبو القاسم أمحد، مركز اإلدارة العامة : مارك جي والس - ] 49[

.74، ص 1991للبحوث،

، ص 2001، الرباط 1السلوك البشري ودوره يف اإلصالح اإلداري، ط : حممد حسن النعيمي - ] 50[

249.